[حبس] فيه: أن خالداً جعل أدراعه "حبساً" أي وقفا على المجاهدين وغيرهم، يقال: حبست حبساً وأحبست، أي وقفت، والاسم الحبس بالضم. ومنه: لما نزلت آية الفرائض قال صلى الله عليه وسلم: لا "حبس" بعد سورة النساء، أي لا يوقف مال ولا يزوى عن وارث، وكأنه إشارة إلى فعلهم في الجاهلية من حبس مال الميت ونسائه، كانوا إذا كرهوا النساء بقبح أو قلة مال حبسوهن عن الأزواج لأن أولياء الميت كانوا أولى بهن عندهم، ويجوز حبس بالضم والفتح على الاسم والمصدر. ومنه: قوله صلى الله عليه وسلم لعمر: "حبس" الأصل وسبل الثمرة، أي اجعله وقفاً حبيساً. ك: إن شئت "حبست" أصلها- هو بالتشديد- وأحبست، أي وقفت، وحبست بالخفة أي منعته وضيقت عليه، وحكى الخفة أي في الوقف، يريد أن يقف أصل الملك ويبيح الثمر لمن وقفها عليه. نه ومنه ح: ذلك "حبيس" في سبيل الله، أي موقوف على الغزاة يركبونه في الجهاد، وهو فعيل بمعنى مفعول. وفيه: جاء محمد صلى الله عليه وسلم بإطلاق "الحبس" بالضم جمع حبيس، يريد ما كان أهل الجاهلية يحبسونه ويحرمونه من ظهور الحامي والسائبة والبحيرة ونحوها فنزل القرآن بإطلاق ما حبسوه وإحلال ما حرموه، وضبطه الهروى بسكون باء فأما هو مخفف عن الضم أو أريد الواحد. وفيه: "لا يحبس" دركم، أي لا تحبس ذوات الدر وهو اللبن
عن المرعى بحشرها وسوقها إلى المصدق ليأخذ ما عليها من الزكاة لأنه إضرار بها. وفيه: "حبسها حابس" الفيل، أي حبس ناقة النبي صلى الله عليه وسلم عن دخول الحرم حين أراد دخول مكة بالمسلمين زمن الحديبية كما حبس فيل أبرهة الحبشي حين جاء يقصد خراب الكعبة. وفيه: بعث أبا عبيدة على "الحبس" هم الرجالة لتحبسهم عن الركبان وتأخرهم، جمع حبيس بمعنى محبوس أو حابس كأنه يحبس من يسير من الركبان، وأكثر ما يروى: الحبس، بتشديد باء وفتحها فهو جمع حابس، لأنه لا يعرف في جمع فعيل وإنما جمعه فعل كنذير ونذر. ومنه: إن الإبل ضمر "حبس" جمع حابس من حبسه إذا أخره، أي أنها صوابر على العطش تؤخر الشرب، والرواية بالخاء والنون. وفيه: أنه سأل أين "حبس" سيل فإنه يوشك أن يخرج منه نار تضيء منها أعناق الإبل ببصري، الحبس بالكسر خشب أو حجارة يبنى في وجه الماء ليجتمع فيشرب منه القوم ويسقوا إبلهم، وقيل: هي فلوق في الحرة، وحبس سيل بضم حاء اسم موضع. وذات "حبيس" بفتح حاء وكسر باء موضع بمكة، و"حبيس" أيضاً موضع بالرقة به قبور شهداء صفين. ك: لعلها "تحبسنا" أي عن الخروج إلى المدينة لانتظار طهرها وطوافها للوداع، ثم قال: ألم تكن طافت أي طواف الإفاضة. ومنه: ما أراني إلا "حابستكم". وند بعير "فحبسه" أي أسقط قوته بالرمي إليه. وفيه: اللهم اللهم "احبسها" على، هو إبطاء الحركة للشمس أو رد على أدراجها. ط: أو وقفت- أقوال، وقد وقفت لنبينا صلى الله عليه وسلم آخر يوم الخندق وصبيحة الإسراء. وح: فكرهت أن "يحبسني" فأمرت بقسمته، أي يحبسني عن مقام الزلفى ويلهيني عن الله. ن: أصحاب الجد "محبوسون"
إما للحساب، أو ليسبقهم الفقراء بخمسمائة عام. ج: "حبسوا" أنفسهم لله، أراد بهم الرهابين الذين أقاموا بالصوامع، وتسميه النصارى الحبيس. ش: إلا من "حبسه" القرآن، أي وجب عليه الخلود بقوله "إن الذين كفروا" الآية.