[حدد] نه فيه: "الحدود" محارم الله وعقوباته التي قرنها بالذنوب، واصل الحد المنع والفصل بين الشيئين، فكأن حدود الشرع فصلت بين الحلال والحرام، فمنها ما لا يقرب كالفواحش المحرمة. ومنه: "تلك حدود الله فلا تقربوها"، ومنها ما لا يتعدى كالمواريث المعينة وتزويج الأربع، ومنه "تلك حدود الله فلا تعتدوها". ومنه: أن اللمم ما بين "الحدين" حد الدنيا وحد الآخرة، حد الدنيا ما فيه الحدود كالسرقة والزنا والقذف، وحد الآخرة ما فيه العذاب كالقتل وعقوق الوالدين وأكل الربا، فأراد أن اللمم ما لم يوجب عليه حداً ولا عذاباً. ك: "حد" المريض أن يشهد الجماعة أي ما يحد للمريض أن يشهد الجماعة حتى إذا جاوز ذلك الحد لم يشرع له شهودها، وقيل بمعنى الحدة أراد الحض على شهودها، وروى: جد، بجيم أي اجتهاده لشهودها. ج ومنه: أصبت "حداً" أي ذنباً يوجب حداً. ط: إقامة "حد" خير من مطر أربعين ليلة، لأن إقامتها زجر عن المعاصي، وسبب لفتح أبواب السماء، والتهاون بها انهماك لهم في المعاصي الموجبة لأخذهم بالجدب، وخص الليلة تتميماً لمعنى الخصب. وفيه: من أصاب "حداً" فستره الله وعفا عنه فالله أكرم.
قوله: "حدا" أي ذنباً يوجب الحد، والعفو كناية عن التوبة، وفيه حث على الستر والتوبة، فإنه أحرى وأولى من الإظهار، وفي ح الشفاعة: "فيحد لي حداً" يريد أنه يبين لي في كل طور من أطوار الشفاعة مثل شفعتك فيمن أخل بالجماعات، ثم فيمن أخل بالجمعة، ثم فيمن أخل بالصوات، ثم فيمن شرب الخمر، ثم في الزنا، فإن قيل: دل أول الحديث على أن المستشفعين هم الذين حبسوا في الموقف، وطلبوا أن يخلصهم من كرب الحبس، ودل قوله: فأخرجهم من النار، على انهم من الداخلين فيها، قلت: لعل المؤمنين صاروا فرقتين فرقة سير بهم إلى النار، وفرقة حبسوا في المحشر فخلصهم مما هم فيه، ثم شرع في شفاعة الداخلين، أو يراد بالنار الحبس والكربة والشدة من دنو الشمس، قوله: أنا لها يقابل قولهم: لست لها. ك: "يحد لي حداً" أي يعين قوماً مخصوصين إما بتعيين ذاتهم، أو بيان صفاتهم، فإن قيل: أول الحديث يدل على أن هذه الشفاعة لخلاص جميع أهل الموقف عن أهواله وآخره يدل على أنها للتخليص من النار، قلت: هذه شفاعات متعددة فالأولى مستفاد من: يؤذن لي عليه. نه: أن "تحد" على ميت أكثر من ثلاث. أحدت المرأة على زوجها فهي محد، وحدت تحد وتحد فهي حاد، إذا حزنت عليه، ولبست ثياب الحزن، وتركت الزينة. ن: وأنكر الأصمعي الثلاثي، وفيه دلالة لجواز الإحداد على غير الزوج ثلاثة أيام. و"حديد" البصر نافذه. ورجل "حديد" أي ذو قوة وصلابة، ويغضب لانتهاك الحرمات والتقصير في ضيفه. نه "الحدة" تعتري خيار أمتي، الحدة كالنشاط والسرعة في الأمور والمضاء فيها، مأخوذ من حد السيف، وأراد بها هنا المضاء في الدين والصلابة والقصد إلى الخير. ومنه ح: خيار أمتي "أحداؤها" جمع حديد كشديد وأشداء. وفي ح عمر: كنت أداري من أبي بكر بعض "الحد" الحد والحدة سورة من الغضب، يقال: حد يحد حداً وحدة إذا غضب، ويروي بجيم من الجد ضد الهزل، ويجوز الفتح من الحظ. وفيه: عشر من السنة "الاستحداد"
وهو حلق العانة بالحديد. ومنه ح: أمهلوا كي تمتشط الشعثة و"تستحد" المغيبة. ن: أي تزيل شعر عانتها باستعمال الحديد وهو الموسي، والمراد إزالته كيف كان من العانة وما فوقها وحواليها وحوالي فرجها، وقيل: شعر حول حلقة الدبر، فاستحب حلق جميع ما على السبيلين، وهو أفضل من القص والنورة والنتف. ط: والمراد النتف لأنهن لا يرون استعمال الحديد ولا يحسن بهن، وكني بالمغيبة عن طول شعر عانتها استهجاناً بذكره. نه ومنه ح خبيب: أنه استعار موسي "ليستحد" بها، لأنه كان أسيراً عندهم وأرادوا قتله فاستحد لئلا يظهر شعر عانته عند قتله. وفي ح ابن سلام: أن قومنا "حادونا" لما صدقنا، أي عادونا وخالفونا، مفاعلة من الحد، كأن كلا يجاوز حده إلى الآخر. ومنه: في القرآن لكل حرف "حد" أي نهاية. ط: أي لكل طرف من الظهر والبطن مطلع، بتشديد طاء وفتح لام أي مصعد وموضع يطلع عليه بالترقي إليه، فمطلع الظهر تعلم العربية وأسباب النزول والناسخ ونحوه، ومطلع البطن تصفية النفس والرياضة، ومر تتمته في "بطن" ويجيء في "حرف" وفي "مطلع". نه وفي ح أبي جهل لما قال في خزنة جهنم ما قال قيل له: تقيس الملائكة "بالحدادين" أي السجانين لأنهم يمنعون المحبوسين من الخروج، ويجوز إرادة صناع الحديد لأنهم من أوسخ الصناع ثوباً وبدناً. ن: أرى "حدهم" كليلاً بفتح مهملة أي أرى قوتهم ضعيفة. و"ليحد" السكين، بضم ياء وكسر حاء وتشديد دال. ج: "حد" كليل، أي لا يقطع، وطرف كليل لا يحقق النظر. وما "يحدون" إليه النظر، أحددت النظر إليه إذا ملأت عينيك منه ولم تهبه ولا استحييت منه. ط: ثم جلس فافترش رجله- إلخ، و"حد" مرفقه اليمنى على فخذه وقبض ثنتين ثم جلس، عطف على ما ترك من صدر الحديث، وحد مرفقه أي رفعه عن فخذه، والحد المنع والفصل بين الشيئين، أي فصل بين مرفقه وجنبه ومنع أن يلتصقا في حالة استعلائهما على الفخذ. شق: يحتمل كون حد مرفوعاً مضافاً إلى المرفق على
الابتداء، وعلى فخذه خبره، والجملة حالية، وكونه منصوباً عطفاً على مفعول وضع، أي وضع يده اليسرى ووضع حد مرفقه اليمنى على فخذه اليمنى. مف: وحد- أي جعله منفرداً عن فخذه أي رفعه عنها، فجعله من التوحيد، وروى: مد، ورفع إصبعه أي مسبحته يدعو بها أي يشير، ولا يجاوز بصره إشارته، يعني بإشارته إصبعه، يعني لا ينظر إلى السماء حين أشار بإصبعه إلى توحيد الله بل ينظر إلى إصبعه لئلا يشعر بالجهة.