I pay $140/month to host my websites. If you wish to help, please use the button.

Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: نطف

الأبُلَّةُ

الأبُلَّةُ:
بضم أوله وثانيه وتشديد اللام وفتحها، قال أبو علي: الأبلَّة، اسم البلد. الهمزة فيه فاء، وفعلّة
قد جاء اسما وصفة، نحو حضمّة وغلبّة، وقالوا قمدّ، فلو قال قائل: إنه أفعلة، والهمزة فيه زائدة، مثل أبلمة وأسنمة، لكان قولا.
وذهب أبو بكر في ذلك إلى الوجه الأول، كأنه لما رأى فعلّة أكثر من أفعلة، كان عنده أولى من الحكم بزيادة الهمزة، لقلّة أفعلة، ولمن ذهب إلى الوجه الآخر أن يحتج بكثرة زيادة الهمزة أولا.
وقالوا للفدرة من التّمر الأبلّة. قال الشاعر، وهو أبو المثلّم الهذلي:
فيأكل ما رضّ من زادنا، ... ويأبى الأبلّة لم ترضض
وهذا أيضا فعلّة، من قولهم طير أبابيل، فسّره أبو عبيدة جماعات في تفرقة، فكما أن أبابيل فعاعيل وليست بأفاعيل، كذلك الأبلّة فعلّة وليست بأفعلة.
وحكي عن الأصمعي في قولهم الأبلّة التي يراد بها اسم البلد: كانت به امرأة خمّارة تعرف بهوب في زمن النبط، فطلبها قوم من النبط، فقيل لهم:
هوب لاكا، بتشديد اللام، أي ليست هوب ههنا، فجاءت الفرس فغلّظت، فقالت: هو بلّت، فعرّبتها العرب فقالت: الأبلّة.
وقال أبو القاسم الزّجّاجي: الأبلّة الفدرة من التّمر، وليست الجلة كما قال أبو بكر الأنباري. إن الأبلّة عندهم الجلة من التّمر، وأنشد ابن الأنباري:
ويأبى الأبلّة لم ترضض
وقرئ بخط بديع الزمان بن عبد الله الأديب الهمذاني في كتاب قرأه على أبي الحسين أحمد بن فارس اللغوي وخطّه له عليه: سمعت محمد بن الحسين بن العميد يقول سمعت محمد بن مضا يقول سمعت الحسن بن علي بن قتيبة الرازي يقول سمعت أبا بكر القاري يقول: الأبلّة، بفتح أوله وثانيه، والأبلّة بضم أوله وثانيه، هو المجيع. وأنشد البيت المذكور قبل، والمجيع: التّمر باللبن.
والأبلّة بلدة على شاطئ دجلة البصرة العظمى في زاوية الخليج الذي يدخل إلى مدينة البصرة، وهي أقدم من البصرة، لأن البصرة مصّرت في أيام عمر ابن الخطّاب، رضي الله عنه، وكانت الأبلة حينئذ مدينة فيها مسالح من قبل كسرى، وقائد، وقد ذكرنا فتحها في سبذان.
وكان خالد بن صفوان يقول: ما رأيت أرضا مثل الأبلة مسافة، ولا أغذى نطفــة، ولا أوطأ مطيّة، ولا أربح لتاجر، ولا أخفى لعائذ.
وقال الأصمعي: جنان الدّنيا ثلاث: غوطة دمشق، ونهر بلخ، ونهر الأبلة. وحشوش الدنيا خمسة:
الأبلة، وسيراف، وعمان، وأردبيل، وهيت.
وأما نهر الأبلة الضارب إلى البصرة، فحفره زياد.
وحكي أن بكر بن النّطّاح الحنفي مدح أبا دلف العجلي بقصيدة، فأثابه عليها عشرة آلاف درهم، فاشترى بها ضيعة بالأبلة، ثم جاء بعد مديدة، وأنشده أبياتا:
بك ابتعت في نهر الابلة ضيعة، ... عليها قصير بالرّخام مشيد
إلى جنبها أخت لها يعرضونها، ... وعندك مال للهبات عتيد
فقال أبو دلف: وكم ثمن هذه الضيعة الأخرى؟
فقال: عشرة آلاف درهم، فأمر أن يدفع ذلك إليه، فلما قبضها قال له: اسمع مني يا بكر، إن إلى جنب
كل ضيعة ضيعة أخرى، إلى الصين وإلى ما لا نهاية له، فإيّاك أن تجيئني غدا، وتقول إلى جنب هذه الضيعة ضيعة أخرى، فإن هذا شيء لا ينقضي.
وقد نسب إلى الأبلة جماعة من رواة العلم، منهم شيبان بن فرّوخ الأبليّ، وحفص بن عمر بن إسماعيل الأبلي روى عن الثوري ومسعر بن كدام ومالك بن أنس وابن أبي ذئب، وابنه إسماعيل بن حفص أبو بكر الأبلي، وأبو هاشم كثير بن سليم الأبلي من أهلها، وهو الذي يقال له كثير بن عبد الله يضع الحديث على أنس ويرويه عنه لا تحلّ رواية حديثه. وغير هؤلاء.
Expand

الجُوديُّ

الجُوديُّ:
ياؤه مشددة: هو جبل مطلّ على جزيرة ابن عمر في الجانب الشرقي من دجلة من أعمال الموصل، عليه استوت سفينة نوح، عليه السلام، لما نضب الماء، وفي التوراة: أمر الله، عز وجل، نوحا، عليه السلام، أن يعمل سفينة طولها ثلاثمائة ذراع وعرضها خمسون ذراعا وسمكها ثلاثون ذراعا وكانت من خشب الشمشاد مقيّرة بالقار، وجاء الطوفان في سنة الستمائة من عمر نوح، عليه السلام، في الشهر الثاني في اليوم السابع عشر منه، وأقام المطر أربعين يوما وأربعين ليلة، وأقام الماء على الأرض مائة وخمسين يوما، واستقرّت السفينة على الجوديّ في الشهر السابع في اليوم السابع عشر منه، ولما كان في سنة إحدى وستمائة من عمر نوح في اليوم الأول من الشهر الأول خفّ الماء من الأرض، وفي الشهر الثاني في اليوم السابع والعشرين منه جفّت الأرض وخرج نوح ومن معه من السفينة وبنى مسجدا ومذبحا لله تعالى وقرّب قربانا، هذا لفظ تعريب التوراة حرفا حرفا ومسجد نوح، عليه السلام، موجود إلى الآن
بالجودي، وقرأ الأعمش: واستقرّت على الجودي، بتخفيف الياء. والجوديّ أيضا: جبل بأجإ أحد جبلي طيّء وإياه أراد أبو صعترة البولاني بقوله:
فما نطفــة من حبّ مزن تقاذفت ... به جنبتا الجوديّ، والليل دامس
فلما أقرّته اللّصاف تنفّست ... شمال لأعلى مائه، فهو قارس
بأطيب من فيها وما ذقت طعمه، ... ولكنّني فيما ترى العين فارس

حِسْنَةُ

حِسْنَةُ:
بالكسر ثم السكون: ركن من أركان أجإ أحد الجبلين، عن نصر، وأنشد:
وما نطفــة من ماء مزن تقاذفت ... بها حسن الجوديّ، والليل دامس
فإن حسن ههنا جمع حسنة، وهي مجاري الماء.

خُمٌّ

خُمٌّ:
اسم موضع غدير خمّ، خمّ في اللغة: قفص الدجاج، فإن كان منقولا من الفعل فيجوز أن يكون مما لم يسمّ فاعله من قولهم خمّ الشيء إذا ترك في الخمّ، وهو حبس الدجاج، وخمّ إذا نطف، كله عن الزهري، قال السّهيلي عن ابن إسحاق:
وخمّ بئر كلاب بن مرّة، من خممت البيت إذا كنسته، ويقال: فلان مخموم القلب أي نقيّه، فكأنها سميت بذلك لنقائها، قال الزمخشري: خمّ اسم رجل صبّاغ أضيف إليه الغدير الذي هو بين مكة والمدينة بالجحفة، وقيل: هو على ثلاثة أميال من الجحفة، وذكر صاحب المشارق أن خمّا اسم غيضة هناك وبها غدير نسب إليها، قال: وخمّ موضع تصب فيه عين بين الغدير والعين، وبينهما مسجد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وقال عرّام:
ودون الجحفة على ميل غدير خمّ وواديه يصب في البحر، لا نبت فيه غير المرخ والثّمام والأراك والعشر، وغدير خمّ هذا من نحو مطلع الشمس لا يفارقه ماء المطر أبدا، وبه أناس من خزاعة وكنانة غير كثير، وقال معن بن أوس المزني:
عفا، وخلا ممن عهدت به خمّ، ... وشاقك بالمسحاء من شرف رسم
عفا حقبا، من بعد ما خفّ أهله، ... وحنّت به الأرواح والهطّل السّجم
وقال الحازمي: خمّ واد بين مكة والمدينة عند الجحفة به غدير، عنده خطب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهذا الوادي موصوف بكثرة الوخامة.
وخمّ أيضا ورمّ: بئران حفرهما عبد شمس بن عبد مناف، وقال:
حفرت خمّا، وحفرت رمّا، ... حتى ترى المجد لنا قد تمّا
وهما بمكة، وقال محمد بن إسحاق الفاكهي في كتاب مكة: بئر خمّ قريبة من الميثب حفرها مرّة بن كعب بن لؤيّ، قال: وكان الناس يأتون خمّا في الجاهلية والإسلام في الدهر الأول يتنزهون به
ويكونون فيه، حدثنا محمد بن منصور حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار قال: سمعت عبد الله بن عمر وهو بخمّ يقول: بكاء الحيّ على الميت عذاب للميت، وقال:
لا نستقي إلا بخمّ والحفر

خَيْقَمانُ

خَيْقَمانُ:
بفتح أوله، وسكون ثانيه، وفتح قافه، وآخره نون، قال أبو منصور: خيقم حكاية صوت، ومنه قوله يدعو خيقما خيقما، قال: ورأيت في بلاد بني تميم ركية عادية تسمى خيقمان، وأنشدني بعضهم ونحن نستقي منها:
كأنما نطفــة خيقمان ... صبيب حنّاء وزعفران
وكان ماء هذه الركية شديد الصفرة.

الصَّرَاةُ

الصَّرَاةُ:
بالفتح، قال الفرّاء: يقال هو الصّرى والصّرى للماء يطول استنقاعه، وقال أبو عمرو:
إذا طال مكثه وتغيّر، وقد صري الماء، بالكسر، وهذه نطفــة صراة، وهما نهران ببغداد: الصراة الكبرى والصراة الصغرى، ولا أعرف أنا إلّا واحدة وهو نهر يأخذ من نهر عيسى من عند بلدة يقال لها المحوّل بينها وبين بغداد فرسخ ويسقي ضياع بادوريا ويتفرّع منه أنهار إلى أن يصل إلى بغداد فيمرّ بقنطرة العباس ثمّ قنطرة الصبيبات ثمّ قنطرة رحا البطريق ثمّ القنطرة العتيقة ثمّ القنطرة الجديدة ويصبّ في دجلة، ولم يبق عليه الآن إلّا القنطرة العتيقة والجديدة، يحمل من الصراة نهر يقال له خندق طاهر ابن الحسين أوّله أسفل من فوهة الصراة يدور حول مدينة السلام ممّا يلي الحربية وعليه قنطرة باب الحرب ويصبّ في دجلة أمام باب البصرة من مدينة المنصور، وأمّا أهل الأثر فيقولون: الصراة العظمى حفرها بنو ساسان بعد ما أبادوا النبط، ونسب إليه المحدّثون جعفر بن محمد اليمان المؤدّب المخرّمي ويعرف بالصراتي، حدث عن أبي حذافة، روى عنه محمد بن عبد الله بن عتّاب، قرأت في كتاب المفاوضة لأبي نصر الكاتب قال: لما مات محمد بن داود الأصبهاني صاحب كتاب الزهرة من حبّ أبي الحسن بن جامع الصيدلاني قال بعضهم: رأيت ابن جامع محبوبه واقفا على الصراة ينظر إلى زيادة الماء فيها فقلت له: ما بقي عندك من حبّ أبي بكر بن داود؟ فأنشدني:
وقفت على الصراة، وليس تجري ... معاينها لنقصان الصرات
فلمّا أن ذكرتك فاض دمعي ... فأجراهنّ جري العاصفات
قال نصر: لم أر أحسن من هذين البيتين في معناهما إلّا أن الشّيظمي الشاعر مرّ بدار سيف الدولة بن حمدان فقال:
عجبا لي، وقد مررت بأبوابك ... كيف اهتديت سبل الطريق
أتراني نسيت عهدك فيها؟ ... صدقوا ما لميّت من صديق
وللقضاعي الشاعر:
ويلي على ساكن شاطي الصراة! ... كدّر حبّيه عليّ الحياة
ما تنقضي من عجب فكرتي ... لقصّة قصّر فيها الولاة
ترك المحبّين بلا حاكم، ... لم يجلسوا للعاشقين القضاة
وقد أتاني خبر ساءني ... لقولها في السّرّ: وا سوأتاه
أمثل هذا يبتغي وصلنا! ... أما يرى ذا وجهه في المرأة؟
وهذا معنى حسن ترتاح إليه النفس وتهشّ إليه الروح، وقد قيل في معناه:
مرّت فبثّت في قلوب الورى ... إلى الهوى من مقلتيها الدعاة
فظلّ كلّ النّاس من حسنها ... ودلّها المفرط أسرى عناه
فقلت: يا مولاة مملوكها ... جودي لمن أصبحت أقصى مناه
ومن إذا ما بات في ليلة ... يصيح من حبّك: وا مهجتاه!
فأقبلت تهزأ منّي إلى ... ثلاث حور كنّ معها مشاه
يا أسم! يا فاطم! يا زينب! ... أما رأى ذا وجهه في المرأة؟
ومثله أيضا:
جارية أعجبها حسنها، ... ومثلها في الخلق لم يخلق
أنبأتها أنّي محبّ لها، ... فأقبلت تهزأ من منطقي
والتفتت نحو فتاة لها ... كالرّشإ الأحور في قرطق
قالت لها: قولي لهذا الفتى ... انظر إلى وجهك ثمّ اعشق
وأحسن من هذا كلّه وأجمل وأعلق بالقلب قول أبي نواس وأظنّه السابق إليه:
وقائلة لها في حال نصح: ... علام قتلت هذا المستهاما؟
فكان جوابها في حسن مسّ: ... أأجمع وجه هذا والحراما؟
Expand

فَاسُ

فَاسُ:
بالسين المهملة، بلفظ فاس النجّار: مدينة مشهورة كبيرة على برّ المغرب من بلاد البربر، وهي حاضرة البحر وأجلّ مدنه قبل أن تختطّ مرّاكش، وفاس مختطّة بين ثنيّتين عظيمتين وقد تصاعدت العمارة في جنبيها على الجبل حتى بلغت مستواها من رأسه وقد تفجّرت كلها عيونا تسيل إلى قرارة واديها إلى نهر متوسط مستنبط على الأرض منبجس من عيون في غربيها على ثلثي فرسخ منها بجزيرة دوي ثم ينساب يمينا وشمالا في مروج خضر فإذا انتهى النهر إلى المدينة طلب قرارتها فيفترق منه ثمانية أنهار تشقّ المدينة عليها نحو ستمائة رحى في داخل المدينة كلها دائرة لا تبطل ليلا ولا نهارا، تدخل من تلك الأنهار في كل دار ساقية ماء كبار وصغار، وليس بالمغرب مدينة يتخللها الماء غيرها إلا غرناطة بالأندلس، وبفاس يصبغ الأرجوان والأكسية القرمزيّة، وقلعتها في أرفع موضع فيها يشقّها نهر يسمى الماء المفروش إذا تجاوز القلعة أدار رحى هناك، وفيها ثلاثة جوامع يخطب يوم الجمعة في جميعها، قال أبو عبيد البكري: مدينة فاس مدينتان مفترقتان مسوّرتان، وهي مدينتان:
عدوة القرويّين وعدوة الأندلسيين، وعلى باب دار الرجل رحاه وبستانه بأنواع الثمر وجداول الماء تخترق في داره، وبالمدينتين أكثر من ثلاثمائة رحى وبها نحو عشرين حماما، وهي أكثر بلاد المغرب يهودا يختلفون منها إلى جميع الآفاق، ومن أمثال أهل المغرب:
فاس بلد بلا ناس، وكلتا عدوتي فاس في سفح جبل، والنهر الذي بينهما مخرجه من عين في وسط بلد من عسرة على مسيرة نصف يوم من فاس، وأسست عدوة الأندلسيين في سنة 192 وعدوة القرويّين في سنة 193 في ولاية إدريس بن إدريس، ومات إدريس بمدينة وليلى من أرض فاس على مسافة يوم من جانب الغرب في سنة 213، وبعدوة الأندلسيين تفّاح حلو يعرف بالأطرابلسي جليل حسن الطعم يصلح بها ولا يصلح بعدوة القرويّين، وسميد عدوة الأندلسيين أطيب من سميد القرويين لحذقهم بصنعته، وكذلك رجال عدوة الأندلسيين أشجع وأنجب وأنجد من القرويين، ونساؤهم أجمل من نساء القرويين، ورجال القرويين أجمل من رجال الأندلسيين، وفي كل واحدة من العدوتين جامع مفرد، وقال محمد بن إسحاق المعروف بالجليلي:
يا عدوة القرويين التي كرمت، ... لا زال جانبك المحبوب ممطورا
ولا سرى الله عنها ثوب نعمته، ... أرض تجنبت الآثام والزورا
وقال إبراهيم بن محمد الأصيلي والد الفقيه أبي محمد عبد الله:
دخلت فاسا وبي شوق إلى فاس، ... والحين يأخذ بالعينين والراس
فلست أدخل فاسا ما حييت ولو ... أعطيت فاسا بما فيها من الناس
وقال أحمد بن فتح قاضي تاهرت في قصيدة طويلة:
اسلح على كلّ فاسيّ مررت به ... بالعدوتين معا، لا تبقين أحدا
قوم غذوا اللّؤم حتى قال قائلهم: ... من لا يكون لئيما لم يعش رغدا
ومنها إلى سبتة عشرة أيام، وسبتة أقرب منها إلى الشرق، وقال البكّي يهجو أهل فاس:
فراق الهمّ عند خروج فاس ... لكلّ ملمّة تخشى وباس
فأما أرضها فأجلّ أرض، ... وأما أهلها فأخسّ ناس
بلاد لم تكن وطنا لحرّ، ... ولا اشتملت على رجل مواسي
وله فيهم أيضا:
اطعن بأيرك من تلقى من الناس ... من أرض مصر إلى أقصى قرى فاس
قوم يمصون ما في الأرض من نطف ... مصّ الخليع زمان الورد للكاس
وله أيضا فيهم:
دخلت بلدة فاس ... أسترزق الله فيهم
فما تيسر منهم ... أنفقته في بنيهم
وقد نسب إليها جماعة من أهل العلم، منهم: أبو عمر عمران بن موسى بن عيسى بن نجح الفاسي فقيه أهل القيروان في وقته، نزل بها وكان قد سمع بالمغرب من جماعة ورحل وسمع بالمشرق جماعة من العلماء، وكان من أهل الفضل والطلب وغيره.
Expand

قُسَاءٌ

قُسَاءٌ:
بالضم، والمد، قرأت بخطّ ابن مختار اللغوي المصري مما نقله من خطّ الوزير المغربي قسا، منوّنا، وقساء، ممدودا: موضع، وقسا: موضع، غير منوّن، هذا نصّ عليه ولم يحتجّ، قال ابن الأعرابي:
أقسى الرجل إذا سكن قساء، وهو جبل، وكل اسم على فعال فهو ينصرف، وأما قساء فهو على قسواء على فعلاء في الأصل فلم ينصرف لذلك، قال ذلك الأزهري، وقال جران العود النميري:
وكان فؤادي قد صحا ثم هاجه ... حمائم ورق بالمدينة هتّف
كأنّ هدير الظالع الرّجل وسطها ... من البغي شرّيب يغرّد مترف
يذكّرنا أيّامنا بسويقة ... وهضب قساء، والتّذكّر يشعف
فبتّ كأنّ الليل فينان سدرة ... عليها سقيط من ندى الليل يــنطف
أراقب لوحا من سهيل كأنه ... إذا ما بدا من آخر الليل يطرف

قُطْرَبُّلُ

قُطْرَبُّلُ:
بالضم ثم السكون ثم فتح الراء، وباء موحدة مشددة مضمومة، ولام، وقد روي بفتح أوله وطائه، وأما الباء فمشددة مضمومة في الروايتين، وهي كلمة أعجمية: اسم قرية بين بغداد وعكبرا ينسب إليها الخمر، وما زالت متنزها للبطالين وحانة للخمّارين، وقد أكثر الشعراء من ذكرها، وقيل:
هو اسم لطسّوج من طساسيج بغداد أي كورة، فما كان من شرقي الصراة فهو بادوريا وما كان من غربيها فهو قطربّل، وقال الببغاء يذكر قطربل وهي شمالي بغداد وكلواذى وهي جنوبيها:
كم للصبابة والصّبا من منزل ... ما بين كلواذى إلى قطربّل
جادته من ديم المدام سحابة ... أغنته عن صوب الحيا المتهلّل
غيث، إذا ما الرّاح أو مض برقه ... فرعوده حثّ الثقيل الأوّل
نطفــت مواقع صوبه بسحابة ... تهمي على كرب الفؤاد فتنجلي
راضعت فيه الكأس أهيف ينثني ... نحوي بجيد رشا وعيني مغزل
فأتى، وقد نقش الشعاع بنانه ... بمموّج من نسجها ومبقّل
وكسا الخضاب بها بنانا يا له، ... لو انه من وقته لم ينصل
وقال جحظة البرمكي:
قد أسرفت في العذل مشغولة ... بعذل مشغول عن العذّل
تقول: هل أقصرت عن باطل ... أعرفه عن دينك الأوّل؟
فقلت: ما أحسبني مقصرا ... ما عصرت راح بقطربّل
وما استدار الصّدغ في ناعم ... مورّد كاللهب المشعل
قالت: فأين الملتقى بعد ذا؟ ... فقلت: بين الدّنّ والمبزل
وذكر أبو بكر الصّولي قال: حدثني أبو ينخت عن سليمان بن أبي نصر قال: لما انصرف أبو نواس من مصر اجتاز بحمص فرأى كثرة خمّاريها وشهرة الشراب بها وترك كتمان الشاربين لها شربها فأعجبه ذلك فأقام بها مدة مغتبقا ومصطبحا، وكان بها خمّار يهوديّ يقال له لاوى فقال لأبي نواس: كيف رأيت
مدينتنا هذه وحالنا فيها؟ فقال له: حدّثنا جماعة من رواتنا أن هذه هي الأرض المقدسة التي كتبها الله تعالى لبني إسرائيل، فقال له الخمّار: أيّما أفضل عندك هذه الأرض أم قطربّل؟ فقال: لولا صفاء شراب قطربّل وركوبها كاهل دجلة ما كانت إلّا بمنزلة حانة من حاناتها، ثم مرّ بعانة فسمع اصطخاب الماء في الجداول فقال: قد أذكرني هذا قول الأخطل:
من خمر عانة ينصاع الفؤاد لها ... بجدول صخب الآذيّ موّار
فأقام فيها ثلاثا يشرب من شرابها ثم قال: لولا قربها من قطربّل ومجاذبة الدواعي إليها لأقمت بها أكثر من ذلك، فلما دخل إلى الأنبار تسرّع إلى بغداد وقال: ما قضيت حق قطربّل إن أنا لم أبطئ بها، فعدل إليها فأقام ثلاثا حتى أتلف فضلة كانت معه من نفقته وباع رداء معلما من أردية مصر، وقال عند انصرافه من قطربّل:
طربت إلى قطربّل فأتيتها ... بألف من البيض الصحاح وعين
ثمانين دينارا جيادا أعدّها ... فأتلفتها حتى شربت بدين
رهنت قميصي للمجون وجبّتي، ... وبعت إزارا معلم الطّرفين
وقد كنت في قطربّل، إذ أتيتها، ... أرى أنني من أيسر الثّقلين
فروّحت منها معسرا غير موسر ... أقرطس في الإفلاس من مائتين
يقول لي الخمّار عند وداعه، ... وقد ألبستني الراح خفّ حنين:
ألا رح بزين يوم رحت مودّعا، ... وقد رحت منه يوم رحت بشين
قال: واجتمع الخمارون للسلام عليه فما شبهتهم وإياه وتعظيمهم له إلّا بخاصة الرشيد عند تسليمهم عليه في يوم حفل له، وقال الصولي ومن قوله:
أقرطس في الإفلاس من مائتين
أخذ أبو تمام قوله:
بأبي، وإن خشنت له بأبي، ... من ليس يعرف غيره أربي
قرطست عشرا في محبته ... في مثلها من سرعة الطّلب
ولقد أراني لو مددت يدي ... شهرين أرمي الأرض لم أصب
ولقطربّل أخبار وفيها أشعار يسعنا أن نجمع كتابا في أجلاد من أخبار الخلفاء والمجّان والشعراء والبطالين والمتفجّرين، ومقابل مدينة آمد بديار بكر قرية يقال لها قطربّل تباع فيها الخمر أيضا، قال فيها صديقنا محمد بن جعفر الرّبعي الحلّيّ الشاعر:
يقولون: ها قطربّل فوق دجلة، ... عدمتك ألفاظا بغير معان
أقلّب طرفي لا أرى القفص دونها، ... ولا النخل باد من قرى البردان
Expand

التّرتيب

التّرتيب:
[في الانكليزية] Hierarchy ،arrangement ،order
[ في الفرنسية] Hierarchie ،arrangement ،ordre
بالمثناة الفوقانية في اللغة جعل كلّ شيء في مرتبته. وبعبارة أخرى وضع كل شيء في مرتبته. والمعنى أنّ الترتيب بين الأشياء وضع كل شيء منها في مرتبة له عند المرتّب، فيشتمل الفكر الفاسد، وفيه إشارة إلى أنّه لا بدّ في الترتيب من اعتبار المرتّب تلك المرتبة فلو وضع شيئا منها في مرتبته ولم يلاحظها لا يكون ترتيبا. قيل الضمير إما أن يرجع إلى كل أو إلى شيء، وعلى التقديرين يفسد المعنى إذ الترتيب ليس وضع كلّ شيء في مرتبة كلّ شيء ولا في مرتبة شيء ما، وقد تحيّر الناظرون في حلّه.
والجواب أنّه ذكر الرضي في بحث المعرفة أنّ الضمير الراجع إلى النكرة المذكورة التي لا يحكم سابقا عليها معرفة لصيرورته معهودا به فيختار أنّ الضمير راجع إلى كل شيء، والمعنى وضع كل شيء من الأشياء في مرتبة كلّ شيء يتعلق به الوضع. ولا شكّ أنّ الأوضاع متعدّدة بحسب تعدّد الأشياء، ولكل واحد منها مرتبة مختصّة به عند الوضع ليس لغيره، فاندفع المحذور، وصار مآل المعنى ما في التاج:
الترتيب نهادن جيزيراپس جيزي ديكر. والأظهر أن يقال وضع شيء بعد شيء إلّا أنّه زاد لفظ كلّ إشارة إلى أنّ الترتيب اللغوي إنّما يتحقّق إذا وضع كل شيء منها في موضعه، حتى لو انتفى في شيء منها انتفى الترتيب. فاندفع ما قيل إنّ هذا التعريف يقتضي الترتيب بحسب تعدد الأشياء الموضوعة، كذا ذكر المولوي عبد الحكيم في حاشية شرح الشمسية في تعريف الفكر في مبحث ليس الكل من كلّ من التصوّر والتصديق بديهيّا ولا نظريّا.
وفي الاصطلاح كما وقع في شرح الشمسية جعل الأشياء الكثيرة بحيث يطلق عليها اسم الواحد ويكون لبعضها نسبة إلى بعض بالتقديم والتأخير. وذكر أحمد جند في حاشيته أنّ هذا المعنى عرفي إذ في كونه من مصطلحات العلوم تردّد انتهى. وفي التعريف إشارة إلى بقاء تعدّدها حال الترتيب، فإذا جعل الماء الذي في الإنائين في إناء واحد لا يكون ذلك ترتيبا، ولذلك لا يكون التركيب من الأجزاء المحمولة عند من قال بوجود الكلّي في الخارج ترتيبا. وقولهم بحيث يطلق عليها اسم الواحد أي يطلق عليها هذا الاسم بوجه ما لا من كلّ وجه، إذ لا يتصوّر ذلك في الأشياء الكثيرة إذ لا تعرض لها الوحدة باعتبار ذواتها، لأنها بهذا الاعتبار معروضة للكثرة وإنّما تعرض لها الوحدة باعتبار عروض الهيئة الوحدانية لها، والوحدة من كل وجه إنّما تعرض للبسيط من كل وجه. ولئن تصوّر ذلك فليس بواجب في الترتيب، سواء كان ذلك المجموع واحدا حقيقيّا بأن يصير بحيث لا يبقى بين الأجزاء تمايز في الوجود أو غير حقيقي بل اعتباريّا بأن لا تصير هذه الحيثية. وقولهم ويكون لبعضها إلخ أي بحيث يمكن الإشارة حسّا أو عقلا إلى كلّ واحد من الأجزاء بأنّه أين هو من صاحبه، يخرج الواحد الحقيقي من التعريف، إذ الظاهر أنّ الضمير في بعضها راجع إلى الأشياء المجعولة بالحيثية المذكورة، والأشياء المجعولة بحيث يطلق عليها الواحد الحقيقي لا تكون لبعضها نسبة إلى البعض بالتقديم والتأخير بعد الجعل كذلك، وهو ظاهر. وإلى هذا ذهب السيّد الشريف وقال واحترز به عن مثل ترتيب الأدوية.
ثم الترتيب أخصّ مفهوما من التأليف إذ لم يعتبر في التأليف نسبة بعض الأجزاء إلى بعض بالتقديم والتأخير، بل أكتفي فيه بالجزء الأوّل من مفهوم الترتيب، والعقل إذا لاحظه جوّز تحقّقه في شيء بدون المقيّد من غير عكس، وكذا أخصّ منه صدقا إذ قد يوجد التأليف بين أشياء لا وضع لها أصلا لا حسّا ولا عقلا بأن لا تكون هي قابلة للإشارة الحسّية ولا العقلية، كما إذا لوحظت دفعة مفهومات اعتبارية على هيئة وحدانية هذا.
وقيل الضمير في بعضها راجع إلى ذات الأشياء المتعددة من غير اعتبار وصف المجعولية المذكورة معها، والمعنى ويكون لبعض تلك الأشياء نسبة إلى البعض بالتقديم والتأخير، إمّا حين حدوث تعلّق المجعولية المذكورة لها فقط أو بعده أيضا. وظنّ هذا القائل أنّ الأشياء لتعددها متمايزة بالوجود لا محالة، فيكون لها وضع حين حدوث تعلّق المجعولية لها البتة. فكلّ تأليف ترتيب وبالعكس، فهما متساويان صدقا. وردّ بأنّه ليس من لوازم التمايز في الوجود بوجه ما حين حدوث تعلّق المجعولية لها قبول الإشارة الحسّية أو العقلية، لتوقّف قبول الإشارة على ملاحظة تلك الأشياء تفصيلا لتمايز تلك الأشياء في الوجود العقلي تفصيلا، إذ الإجمالي لا يكفي لقبولها، فيجوز أن لا تكون الأشياء المتمايزة بالوجود الإجمالي متمايزة بالوجود التفصيلي حين حدوث تعلّق المجعولية بها، فلا يكون لها وضع كالمفهومات الاعتبارية الملحوظة دفعة على هيئة وحدانية حين إطلاق الألفاظ الموضوعة بإزائها وهذه الملحوظية الدفعية هي المجعولية. وحين حدوث تعلّق هذه المجعولية بأجزاء تلك المفهومات وإن كانت تلك الأجزاء مجعولة في العقل لوجوب سبق العلم بالوضع، إلّا أنّ تحقّقها فيه كان بطريق الإجمال على وجه لا يمكن للعقل على هذا الوجه أن يشير إلى كلّ منها بأين هو من صاحبه هذا. نعم التأليف الواقع في أمور تعلّق بها نظر لا يمكن بدون الترتيب لأنّه تأليف المبادي بحسب حركة الذهن، فلا بدّ أن يقع بعضها في أول الحركة والبعض في آخرها.
وبالجملة فالمراد بقابلية الأشياء للإشارة الحسية أو العقلية هو الاستعداد القريب فقط كما هو الأظهر لا مطلق الاستعداد قريبا كان أو بعيدا كما ظنّ هذا البعض. هذا كله إذا أخذ الترتيب والتأليف مطلقين. وأمّا إذا أخذا معيّنين فالترتيب المعيّن يستلزم التأليف المعيّن من غير عكس، لأن خصوص التأليف لخصوص المادة فقط، وخصوص الترتيب باعتبار خصوص المادّة والصورة معا، فالتأليف من أب ج مع تعيّنه يمكن أن يقع على هذا الترتيب المعيّن وأن يقع على ترتيبات السّتّ الممكنة فيها. فهذا التأليف أعمّ من كلّ واحد من تلك الترتيبات، ولا يستلزم شيئا منها بل يستلزم واحدا منها لا بعينه، إذا كان لتلك الأمور وضع حسّي أو عقلي. هذا كله خلاصة ما في حواشي شرح المطالع وشرح الشمسية. قال أحمد جند: هذا الذي ذكر هو معنى الترتيب المطلق. ومعنى ترتيب الكتاب لغة وضع أجزائه في مواقعها، وعرفا جعل أجزائه بحيث يطلق عليها اسم الواحد على قياس ما عرفت في الترتيب المطلق.
ثم الترتيب في اصطلاح أهل البديع هو أن يورد أوصاف الموصوف بها على ترتيبها في الخلقة الطبيعية، ولا يدخل فيها وصفا زائدا، ومثّله عبد الباقي اليميني بقوله تعالى هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَــةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً وبقوله تعالى فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها الآية كذا في الإتقان في نوع بديع القرآن.
Expand

نَدَفَ 

(نَدَفَ) النُّونُ وَالدَّالُ وَالْفَاءُ كَلِمَةٌ صَحِيحَةٌ، وَهِيَ شِبْهُ النَّفْشِ لِلشَّيْءِ بِآلَةٍ. وَنَدَفْتُ الْقُطْنَ بِالْمِنْدَفِ. وَيُحْمَلُ عَلَيْهَا فَيُقَالُ: نَدَفَتِ الدَّابَّةُ فِي سَيْرِهَا نَدْفًا، وَهُوَ سُرْعَةُ رَجْعِ يَدَيْهَا. وَالنَّدْفُ فِي الْحَلْبِ: أَنْ تَفْطُرَ الضَّرَّةَ بِإِصْبَعِكَ: وَنَدَفَتِ السَّمَاءُ بِمَطَرٍ مِثْلُ نَطَفَــتْ. وَالنُّدْفَةُ: الْقَلِيلُ مِنَ اللَّبَنِ، كَأَنَّهُ قُطْنَةٌ قَدْ نُدِفَتْ.

الاستخذام

الاستخذام:
[في الانكليزية] Break ،syllepsis
[ في الفرنسية] Coupure ،syllepse
بالخاء والذال المعجمتين من خذمت الشيء قطعته، ومنه سيف مخذوم. ويروى بالحاء المهملة والذال المعجمة أيضا من حذمت أي قطعت، ويروى بالمعجمة والمهملة أيضا من الخدمة، هكذا ذكر السيد السّند في حاشية المطول. وهو عند أهل البديع من أشرف أنواع البديع، وكذلك التورية. والبعض فضّله على التورية أيضا، ولهم فيه عبارتان: إحداهما أن يؤتى بلفظ له معنيان فأكثر مرادا به أحد معانيه ثم يؤتى بضميره مرادا به المعنى الآخر، وهذه طريقة السكاكي وأتباعه. والأخرى أن يأتي المتكلّم بلفظ مشترك ثم بلفظين يفهم من أحدهما أحد المعنيين ومن الآخر الآخر، وهذه طريقة بدر الدين بن مالك في المصباح ومشى عليها ابن أبي الأصبع، ومثّله بقوله تعالى: لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ الآية، فلفظ كتاب يحتمل الأمد المختوم والكتاب المكتوب، فلفظ أجل يخدم المعنى الأول، ويمحو يخدم الثاني. قيل ولم يقع في القرآن على طريقة السكاكي. قال صاحب الاتقان وقد استخرجت أنا بفكري آيات على طريقة السكاكي، منها قوله تعالى: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ فإنّ المراد به آدم عليه السلام، ثم أعاد الضمير عليه مرادا به ولده، فقال ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَــةً الآية. ومنها قوله: لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ، ثم قال: قد سألها قوم من قبلكم أي أشياء أخر لأن الأوّلين لم يسألوا عن الأشياء التي سألوا عنها الصحابة فنهوا عن سؤالها. ومنها قوله تعالى: أَتى أَمْرُ اللَّهِ فأمر الله يراد به قيام الساعة والعذاب وبعثة النبي صلى الله عليه وآله وسلّم. وقد أريد بلفظ الأمر الأخير كما روي عن ابن عباس وأعيد الضمير عليه في تستعجلوه مرادا به قيام الساعة والعذاب، انتهى. فعلم من هذه الأمثلة أنّ المراد بالمعنيين أعمّ من أن يكونا حقيقيّين أو مجازييّن أو مختلفين، وقد صرّح بذلك في حواشي المطول.

وقال صاحب المطوّل: الاستخدام أن يراد بلفظ له معنيان أحدهما ثم يراد بضميره المعنى الآخر، أو يراد بأحد ضميريه أحد المعنيين، ثم بالضمير الآخر معناه الآخر، فالأول كقوله:
إذا نزل السماء بأرض قوم رعيناه وإن كانوا غضابا أراد بالسماء الغيث وبالضمير الراجع إليه من رعيناه النبت، والثاني كقوله:
فسقى الغضا والسّاكنية وإن هم شبوه بين جوانح وضلوع أراد بأحد الضميرين الراجعين إلى الغضا وهو المجرور في الساكنية المكان وبالآخر وهو المنصوب في شبوه النار أي أوقدوا بين جوانحي نار الغضا، يعني نار الهوى التي تشبه بنار الغضا، انتهى.

نَسَرَ

(نَسَرَ)
- فِي شِعْرُ الْعَبَّاسِ يمدَحُ النَّبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
بَلْ نُطْفــةٌ تَرْكَبُ السَّفينَ وَقَدْ ... ألْجَمَ نَسْراً وأهْلَه الغَرَقُ
يريد الصّم الَّذِي كَانَ يَعْبُده قَوْمُ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ. وَهُوَ الْمَذْكُورُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً.
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «كُلَّمَا أظَلَّ عَلَيْكُمْ مَنْسِرٌ مِنْ مَنَاسِرِ أَهْلِ الشَّامِ أغْلَق كلُّ رجُلٍ مِنْكُمْ بابَه» الْمَنْسِر، بِفَتْحِ الْمِيمِ وَكَسْرِ السِّينِ وبعكسِهما: القِطعة مِنَ الجَيش، تَمُرّ قدّامَ الْجَيْشِ الْكَبِيرِ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ.
والْمِنْسِرُ فِي غَيْرِ هَذَا للجَوارح كالمِنْقارِ لِلطَّيْرِ.

بَوَلَ 

(بَوَلَ) الْبَاءُ وَالْوَاوُ وَاللَّامُ أَصْلَانِ: أَحَدُهُمَا مَاءٌ يَتَحَلَّبُ وَالثَّانِي الرُّوعُ.

فَالْأَوَّلُ الْبَوْلُ، وَهُوَ مَعْرُوفٌ وَفُلَانٌ حَسَنُ الْبِيلَةِ، وَهِيَ الْفِعْلَةُ مِنَ الْبَوْلِ. وَأَخَذَهُ بُوَالٌ إِذَا كَانَ يُكْثِرُ الْبَوْلَ. وَرُبَّمَا عَبَّرُوا عَنِ النَّسْلِ بِالْبَوْلِ. قَالَ الْفَرَزْدَقُ:

أَبِي هُوَ ذُو الْبَوْلِ الْكَثِيرِ مُجَاشِعٌ ... بِكُلِ بِلَادٍ لَا يَبُولُ بِهَا فَحْلُ

قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: يُقَالُ لِــنُطَفِ الْبِغَالُ أَبْوَالُ الْبِغَالِ، وَمِنْهُ قِيلَ لِلسَّرَابِ " أَبْوَالُ الْبِغَالِ " عَلَى التَّشْبِيهِ. وَإِنَّمَا شُبِّهَ بِأَبْوَالِ الْبِغَالِ لِأَنَّ بَوْلَ الْبِغَالِ كَاذِبٌ لَا يُلْقِحُ، وَالسَّرَابُ كَذَلِكَ. قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ:

بِسَرْوِ حِمْيَرَ أَبْوَالُ الْبِغَالِ بِهِ ... أَنَّى تَسَدَّيْتَ وَهْنًا ذَلِكَ الْبِينَا

قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: شَحْمَةٌ بَوَّالَةٌ، إِذَا أَسْرَعَ ذَوْبُهَا. [قَالَ] :

إِذْ قَالَتِ النَّثُولُ لِلْجَمُولِ ... يَا ابْنَةَ شَحْمٍ فِي الْمَرِيءِ بُولِيَ

الْجَمُولُ: شَحْمَةٌ تُطْبَخُ. وَالنَّثُولُ: الْمَرْأَةُ الَّتِي تُخْرِجُهَا مِنَ الْقِدْرِ. وَيُقَالُ زِقٌّ بَوَّالٌ إِذَا كَانَ يَتَفَجَّرُ بِالشَّرَابِ، وَهُوَ فِي شِعْرِ عَدِيٍّ.

وَأَمَّا الْأَصْلُ الثَّانِي فَالْبَالُ: بَالُ النَّفْسِ. وَيُقَالُ مَا خَطَرَ بِبَالِي، أَيْ مَا أُلْقِيَ فِي رُوعِي. فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: فَإِنَّ الْخَلِيلَ ذَكَرَ أَنَّ بَالَ النَّفْسِ هُوَ الِاكْتِرَاثُ، وَمِنْهُ اشْتُقَّ مَا بَالَيْتُ، وَلَمْ يَخْطُِرْ بِبَالِي. قِيلَ لَهُ: هُوَ الْمَعْنَى الَّذِي ذَكَرْنَاهُ، وَمَعْنَى الِاكْتِرَاثِ أَنْ يَكْرُِثَهُ مَا وَقَعَ فِي نَفْسِهِ، فَهُوَ رَاجِعٌ إِلَى مَا قُلْنَاهُ. وَالْمَصْدَرُ الْبَالَةُ وَالْمُبَالَاةُ. وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ وَسُئِلَ عَنِ الْوُضُوءِ بِاللَّبَنِ: " مَا أُبَالِيهِ بَالَةً، اسْمَحْ يُسْمَحْ لَكَ ". وَيَقُولُونَ: لَمْ أُبَالِ وَلَمْ أُبَلْ، عَلَى الْقَصْرِ.

وَمِمَّا حُمِلَ عَلَى هَذَا: الْبَالُ، وَهُوَ رَخَاءُ الْعَيْشِ ; يُقَالُ إِنَّهُ لَرَاخِي الْبَالِ، وَنَاعِمُ الْبَالِ.

طم

طم
الطَّمُّ: البحرُ المَطْمُومُ، يقال له: الطَّمُّ والرَّمُّ، وطَمَّ على كذا، وسمِّيَت القيامةُ طَامَّةً لذلك. قال تعالى: فَإِذا جاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرى
[النازعات/ 34] . 
باب الطاء والميم ط م، م ط مستعملان

طم: الطّمُّ: طمّ الشّيء بالتّراب، قال ذو الرُّمّة:

كأنّ [أجلادَ] حاذَيْها وقد لَحِقَتْ ... أَحشاؤُها من هَيامِ الرَّمل مَطْمُومُ وطمَّ على طَمِّك، أي: جاء بأكثر ممَا في يدك. وطمّ إناءه، أي: ملأه، ويُقال: جاءوا بالطِّمِّ والرِّمِّ، في مثَل، أي: بأمرٍ عظيم . والرَّجُلُ يطِمُّ في سَيْره طميماً، أي: يَمْضي ويَخِفّ. والطّامّة: التّي تَطِمُّ على ما سواها، أي: تَزيد وتَغلب. وطمّ البَحْرُ: غَلَب سائِرَ البُحُور. وبَحْرٌ طَمْطامٌ، وطَمَّ البَحرُ إذا زاد على مَجراه أيضاً، والطّمُّ: البحر. والطِّمْطِمُ، والطِّمْطِميُّ، والطُّمطُمانيُّ: هو الأَعجَمُ الذّي لا يُفْصِحُ.

مط: المطّ: سَعَةُ الخَطْو، وقد مَطّ يَمُطُّ.. وتكلّم فمطَّ حاجِبَيهِ، أي: مدّهما. ومطّ كلامَهُ، أي: مَدَّهُ وطَوَّله. والمُطَيْطاء والمُطَواء: التَّمَطّي. والمَطائِطُ: مواضِعُ حَفْرِ قَوائمِ الدَّوابِّ في الأرض، تَجْتمعُ فيها الرِّداغ، قال:

فلم يَبقَ إلاّ نُطفــةٌ في مَطِيطةٍ ... من الأَرْضِ فاسْتَصْفَينها بالجحافلِ  
طم
الطم: طَم الشيْءِ بالتُّرَاب.
وطَمَّ إنَاءه: أي مَلأه؛ طَمَماً. و " جاؤوا مِثْلَ الطم والرم ": وهو ما جاءَ به الماءُ، وقيل: الطم الرطْبُ؛ والرم اليابِسُ، وقال غيرُه: الطِّم العَجَبُ؛ والرمُّ تَأكِيْدٌ. وهو الكِبْسُ أيضاً. والظلِيْمُ. والرجُلُ يَطِم في سَيْرِهِ طَمِيْماً: وهو مَضَاؤه وخِفتُه. وَيطُم رَأسَه طَماً وطُمُوْماً.
وطَمَّمَ الطائر تَطْمِيْماً: ارْتَفَعَ على غُصْنٍ. والبَحْرُ المُطِم: الذي يُطِم كُل شَيْءٍ أي يَرْفَعُه. وطَم الحِصَان الفَرَسَ: نَزَا عليها. والطامَّةُ: الداهِيَةُ تَطِمُّ على ما سِوَاها. وهو أطَم منه: أي أعْظَمُ. وذِرْوَةُ كُل شَيْء وطُمَتُه: أعْلاه. وهوفي طُمَّةِ الكَلإَ: أي مُعْظَمِه وخِيَارِه، وجَمْعُها طُمَمٌ. والطُمةُ: الجَمَاعَةُ من الناس. والطم: جَمَاعَةٌ من الخَيْلِ بأصحابِها. ويقولون: تَرَمعَ في طُمَّتِه: أي تَلَطَّخَ بسَلْحِه وتَسَكَّعَ في ضَلالَتِه. وأطَامِيْمُ البَعِيرِ: قَوَائِمُه. والأطَامِيْمُ: السرَاعُ من الإبلِ وغَيرِها. وطَمَّ الطائرُ: ذَهَبَ في السماء. وطَم طَمِيْماً: أي عَدَا عَدْواً سَرِيعاً. وأطْمَمْتُ له بسَهْمِي: أي تَهَيَّاتُ له، وبيَدي: أهْويتُ بها. والطَمْطِمِيُ والطُمْطُمَاني: الذي لا يُفْصِحُ، والطِّمْطِمُ. والطِّمُّ: الأمْرُ العَجِيْبُ. وُيوْصَفُ به الذَّكَرُ العَظِيْمُ.

طم

1 طَمَّ, (MA, K, TA,) aor. ـُ (TA, [by rule it should be طَمِّ,]) inf. n. طُمُومٌ (MA, K, TA) and طَمٌّ, (K, TA,) said of water, It was, or became, abundant, (MA, K, TA,) and rose high, or to a high pitch. (TA.) [See also طَمَى.] And طَمَّ الوَادِى means [طَمَّ سَيْلُ الوَادِى i. e. The torrent of the valley or water-course] rose high, or to a high pitch, and predominated: whence the prov., جَرَى الوَادِى فَطَمَّ عَلَى القَرِىِّ; in explanation of which Meyd says, i. e., [The torrent of the valley or water-course (سَيْلُ الوَادِى) flowed, (so in the Provs. of Meyd,)] and filled up, or choked up, meaning destroyed by filling up, or choking up, the channel by which the water ran into the meadow: and he says that the prov. is applied to the case in which evil exceeds the ordinary limit: (Har p. 127:) [or, accord. to Z, it means a man's overcoming his adversary: (Freytag's Arab. Prov. i. 278:) but it should be observed that طَمَّ in this sense is trans. without a prep.:] one says of a torrent, (S, Meyd, and Har ubi suprà,) طَمَّ الرَّكِيَّةَ, (S, Meyd, K, Har,) aor. ـُ and طَمِّ, (K, TA,) the latter on the authority of IAar, inf. n. طَمٌّ, (TA,) It filled up, or choked up, the well, syn. دَفَنَهَا, (S, Meyd, K, Har,) or كَبَسَهَا, (IAar, TA,) and made it even or level (سَوَّاهَا) [with the ground around it]: (S, K:) and طَمَّ الشَّىْءَ بِالتُّرَابِ, inf. n. طَمٌّ, He covered over the thing with earth, or dust; syn. كَبَسَهُ: (TA:) and طَمَّ الإِنَآءَ, (K, TA,) inf. n. طَمٌّ, (TA,) He filled the vessel (K, TA) so that the contents overflowed its edges: (TA:) and طَمَّ البِئْرَ وَغَيْرَهَا بِالتُّرَابِ, aor. ـُ inf. n. طَمٌّ, He filled the well &c. with earth, or dust, so that it became even with the ground: (Mgh, * Msb:) and طَمَّهَا التُّرَابُ The earth, or dust, so filled it. (Msb.) b2: [Hence, i. e. from طَمَّ الوَادِى

meaning as expl. in the beginning of the next preceding sentence,] one says, طَمَّ الشَّىْءُ, (S, K,) aor. ـُ (S, TA,) [inf. n. طَمٌّ and طُمُومٌ,] (assumed tropical:) The thing abounded so that it rose to a high pitch, or had ascendency, and overcame. (S, K.) and طَمَّ الأَمْرُ, inf. n. طَمٌّ, (assumed tropical:) The affair, or event, rose to a high pitch, or had ascendency, and overcame: (Msb:) or was, or became, great, or formidable. (Har p. 127.) And أَمْرٌ يطمّ ولا يتمّ [app. يَطِمُّ وَلَا يَتِمُّ, agreeably with analogy, in order to assimilate the former verb with the latter, as is often done; meaning (assumed tropical:) An affair that is great, or formidable, and that will not become accomplished]. (TA.) And طَمَّتِ الفِتْنَةُ (assumed tropical:) The sedition, or conflict and faction, or the like, was, or became, vehement, or severe. (TA.) And دَاهِيَةٌ تطمُّ عَلَى

الدَّوَاهى [i. e. تَطُمُّ or تَطِمُّ], meaning (assumed tropical:) [A calamity] that predominates over [the other calamities]. (Har p. 127.) b3: طَمَّ الفَرَسَ and طَمَّ عَلَيْهَا He (the stallion) leaped the mare. (TA.) And طَمَّ الشَّجَرَةَ, (K,) inf. n. طَمٌّ, (JM,) He (a bird) mounted upon the top of the tree. (K.) b4: طَمَّ said of a man and of a horse, aor. ـِ and طَمُّ, inf. n. طَمِيمٌ and طَمٌّ, He was, or became, light, or active, (K, TA,) and quick: (TA:) or he went away upon the face of the earth: (K, TA:) or he went away in any way. (TA.) And He ran in an easy manner: (K:) or so طَمَّ, aor. ـِ inf. n. طَمِيمٌ: (TA:) and مَرَّيَطِمُّ, with kesr, inf. n. طَمِيمٌ, He passed along running in an easy manner: (S:) and so, accord. to As, طَمَّ, inf. n. طُمُومٌ. (TA.) [See also طَمَى.]

b5: طَمَّ رَأْسَهُ, (K,) aor. ـُ inf. n. طَمٌّ, (TA,) He took somewhat from [the hair of] his head; غضَّ مِنْهُ. (K. [So in my MS. copy: in the CK and TA, erroneously, عَضَّ, with the unpointed ع; and thus in the TK, in which, however, the phrase is well expl., on the authority of the A, as meaning he shaved a portion of his head: see also the pass. part. n.]) And طَمَّ شَعَرَهُ, (S, K,) aor. ـُ inf. n. طَمٌّ, (TA,) He cut his hair; (S, K, TA;) and he cut it off entirely. (TA.) and طَمَّ شَعَرَهُ, (S, K,) inf. n. طُمُومٌ, (S,) i. q. عَقَصَهُ [i. e. He plaited his hair: or twisted it: &c.]. (S, K.) 2 طمّم, inf. n. تَطْمِيمٌ, He (a bird) alighted upon a branch. (Aboo-Nasr, S, K.) 4 اطمّ شَعَرُهُ His hair attained, or drew near, to the time for its being cut; as also ↓ استطمّ. (S, K.) 7 انطمّ, said of a rivulet, [and in like manner of a well, &c.,] It became filled up with earth, or dust, so as to be even with the ground [around it]. (Mgh.) 10 إِسْتَطْمَ3َ see 4.

R. Q. 1 طَمْطَمَ He swam in the midst of the sea. (IAar, K.) b2: And It (the sea) became full. (TA.) A2: He had a barbarousness, or vitiousness, or an impotence, or impediment, in his speech, or utterance, not speaking clearly, or correctly. (TA.) طَمٌّ [as an inf. n.: see 1. b2: As a subst.,] see the next paragraph.

طِمٌّ The sea: (S, K, TA:) said to be so called because of its overwhelming what is in it (لِأَنَّهُ طَمَّ عَلَى مَا فِيهِ): but in this sense the word is said to be ↓ طَمٌّ, and to be pronounced with kesr for the purpose of assimilating it to رِمٌّ. (TA.) One says, جَآءَ بِالطِّمِّ وَالرِّمِّ, meaning He brought much wealth: (S, TA:) or the meaning in this instance is الامر الكثير [app. a mistranscription for الأَمْر الكَبِير i. e. that which was a great event]: so says As: or much of everything: or much and little: thus accord. to Aboo-Tálib: or what was moist and what was dry: or the leaves of trees, and what had fallen off from them. (TA. [See more voce رِم: and see also what here follows.]) b2: And Water: (K, TA:) or much water; as also ↓ طَامٌّ/ [or مَآءٌ طَامٌّ]: (TA:) or the rubbish and scum, and the like, that is upon its surface; or that is driven along by it: (K, * TA:) and thus expl. as used in the saying above-mentioned. (TA.) b3: And A large number: (K:) and this also is said to be meant in the phrase above. (TA.) b4: And A wonderful thing; syn. عَجَبٌ and عَجِيبٌ [which here, as in many other instances, evidently signify the same]: (K:) and this too is said to be meant in the phrase above. (TA.) b5: And A male ostrich: (K:) because of the lightness of his pace. (TA.) b6: And A courser, or swift horse; as also ↓ طَمِيمٌ: (K, * TA: [see also طَمُومٌ:]) called طِمٌّ because of. his light and quick, or easy, running (لِطَمِيمِ عَدْوِهِ); or as being likened to the sea, as a horse is termed بَحْرٌ and سَكْبٌ and غَرْبٌ. (TA.) b7: And A large ذَكَر: (K:) because its head is مَطْمُوم [as though this epithet meant “ bare ”]. (TA.) b8: الطِّمُّ is also said in the K to signify الكَيِّسُ; but [SM says] I think that this is a mistranscription for الطَّمُّ meaning الكَبْسُ [see طَمَّ الرَّكِيَّةَ, in the first paragraph]. (TA.) طُمَّةٌ A company, or congregated body, of men: and the middle of them: one says, لَقِيتُهُ فى طُمَّةِ القَوْمِ [I met him, or found him, in the company of people, or in the midst of the people]. (TA.) A2: Also Error; or deviation from the right course: and confusion, or perplexity, and inability to see the right course. (TA.) b2: And Dirt, or filth; syn. قَذَرٌ. (TA.) b3: And Human dung. (K.) Az says, When thou givest good advice to a man and he refuses to do aught but follow his own opinion alone, دَعْهُ يَتَرَمَّعُ فِى طُمَّتِهِ [leave him wallowing in his dung]. (TA.) b4: And A portion (K, TA) of herbage, mostly (TA) of what is dry, or dried up. (K, TA.) طَمِمٌ Hardy, strong, or sturdy: occurring thus, without idghám, in a verse of 'Adee Ibn-Zeyd; applied to a beast such as is termed قَارِحٌ. (TA.) فَرَسٌ طَمُومٌ A swift horse. (TA. [See also طِمٌّ.]) طَمِيمٌ: see طِمٌّ. b2: Also A medley of men, or people: and a multitude thereof. (TA.) طَامٌّ [part. n. of 1]: see طِمٌّ: b2: and see the paragraph here following.

طَامَّةٌ A calamity that predominates over others: (K, and Har p. 127:) or simply a calamity. (TA.) It is said in a trad. of Aboo-Bekr En-Nessábeh, مَا مِنْ طَامَّةٍ إِلَّا وَفَوْقَهَا طَامَّةٌ (S, * TA) i. e. There is no calamity but above it is a calamity. (TA.) b2: And A great, or formidable, thing; as also ↓ طَامٌّ. (TA.) b3: And A cry, or vehement cry, that overcomes everything. (TA.) b4: And الطَّامَّةُ signifies The resurrection: (S, Msb, K:) so called because it surpasses, or predominates over, everything: (S, * Msb, * TA:) and also called الطَّامَّةُ الكُبْرَى. (Har p. 346.) طِمْطِمٌ and ↓ طُمْطُمَانِىٌّ (S, K) and ↓ طِمْطِمِىٌّ (K) and ↓ طُمَاطِمٌ (TA) A man having a barbarousness, or vitiousness, or an impotence, or impediment, in his speech, or utterance, not speaking clearly, or correctly: (S, K, TA:) and Aboo-Turáb explains [the pl. of the first] طَمَاطِمُ as meaning foreigners (عَجَم). (TA.) Hence the saying of the poet, (S,) 'Antarah, (TA,) تَأْوِى لَهُ قُلُصُ النَّعَامِ كَمَا أَوَتْ خِرَقٌ يَمَانِيَّةٌ لِأَعْجَمَ طِمْطِمِ (S, TA;) respecting which Fr relates his having heard El-Mufaddal say that one of the most learned of men explained to him الخِرَقُ اليَمَانِيَّةُ as meaning the clouds [app. likened to rags of cloth of El-Yemen], and الأَعْجَمُ الطِمْطِمُ as meaning the sound of thunder: (TA:) or the latter hemistich is thus: حِزَقٌ يَمَانِيَّةٌ لِأَعْجَمَ طِمْطِمِ and the verse means, To whom (referring to a male ostrich) repair the young ostriches, like as herds of camels of El-Yemen repair to one who is impotent, and indistinct, or incorrect, in speech: he likens the male ostrich, in respect of blackness, and want of speech, to an Abyssinian pastor impotent, and indistinct, or incorrect, in speech. (EM p. 231.) b2: طِمْطِمٌ signifies also A sort of sheep, haring small ears, and أَغْبَاب [or what resemble dewlaps], like the اغباب of oxen: they are in the region of El-Yemen. (IDrd, TA.) طَمْطَمَةٌ A barbarousness, or vitiousness, or an impotence, or impediment, in speech, or utterance, so that the speech is not clear, or correct. (TA. [See R. Q. 1, of which it is the inf. n.]) طِمْطِمِىٌّ: see طِمْطِمٌ.

طُمْطُمَانِىٌّ: see طِمْطِمٌ.

طُمْطُمَانِيَّةُ حِمْيَرَ The disapproved phraseology [or pronunciation] of the dialect of Himyer, (K, TA,) resembling the speech of the foreigners: thus expl. by Mbr and Eth-Tha'álibee and others: or, as some say, their change of ل into م [in اَمْ for اَلْ; of which see several exs. voce

أَمْ]. (TA.) طَمْطَامٌ The middle of the sea. (K, TA.) b2: And hence, (tropical:) Much fire: or the midst of fire: or the main part thereof: occurring in a trad. of Aboo-Tálib. (TA.) طُمَاطِمٌ: see طِمْطِمٌ.

أَذًى أَطَمُّ Vehement, or severe, annoyance, molestation, harm, or hurt: in the TA carelessly written اذا اطم; and there said to be from طَمَّتِ الفِتْنَةُ, q. v. See also an ex. in the Ham p. 363; where أَطَمْ occurs at the end of a verse for أَطَمَّ used in a like sense; i. e. as an epithet, not as a verb.]

أَطَامِيمُ is said in the K to signify The legs of a beast: but AA says, respecting the phrase مُسْتَعِدَّاتٌ أَطَامِيمُ in a verse of Ibn-Mukbil describing a she-camel, that the former of these words is used as meaning legs, and اطاميم means brisk, active, or quick: and by another, or others, this latter word is said to mean تَطِمُّ فِى السَّيْرِ, i. e. that are quick in pace. (TA.) شَعَرٌ مَطْمُومٌ means مَعْقُوصٌ [i. e. Hair plaited: or twisted: &c.]. (S, TA.) b2: And رَأْسٌ مَطْمُومٌ A head of which all the hair is cut off. (K * and TA in art. زق.) And مَطْمُومُ الرَّأْسِ A man having all the hair of his head cut off. (TA in that art.)
Expand
(طم)
الشَّيْء طموما كثر حَتَّى عظم أَو عَم وَيُقَال طم الْبَحْر أَو المَاء وطم الْأَمر وطمت الْفِتْنَة أَو الشدَّة وَالْفرس وَغَيره فِي سيره خف وأسرع وَالشَّيْء وَعَلِيهِ طما غمره وغطاه يُقَال طم التُّرَاب الْبِئْر وَفُلَان الحفرة بِالتُّرَابِ وَنَحْوه ردمها وسواها بِالْأَرْضِ والإناء وَغَيره ملأَهُ حَتَّى فاض وشعره جزه واستأصله

فرصد

فرصد


فَرْصَدَ
فِرْصَاْدa. Grapes; raisin-stones.
b. Mulberry.
c. Red dye.

فِرْصِدa. see 49 (a)
ف ر ص د: (الْفِرْصَادُ) بِالْكَسْرِ التُّوتُ الْأَحْمَرُ خَاصَّةً. 
[فرصد] الفِرْصادُ: التوتُ، وهو الأحمر منه. قال الشاعر الأسود بن يَعفر: من خَمْرٍ ذي نَطَفٍ أغَنَّ كأنَّما * قَنَأتْ أنامِلُهُ من الفرصاد -

فرصد



فِرْصِدٌ and ↓ فِرْصِيْدٌ The stones of raisins and of grapes; (M, O, L, K;) as also ↓ فِرْصَادٌ. (M, L, K.) فِرْصَادٌ The [mulberry called] تُوت [q. v.]: (AO, AHn, O, Msb:) or the [tree called] تُوت: or its fruit: (M, K:) or the red توت: (S, Msb:) [or, accord. to Zeyn el-'Attár, the sweet and white mulberry: so says Golius: see تُوتٌ:] Lth says that it is a well-known tree; that the people of ElBasrah call the tree thus, and call its fruit تُوتٌ: (T, O, * Msb:) and by فِرْصَادٌ the lawyers mean the tree that bears the [fruit called] تُوت. (Msb.) b2: Also A red dye; (K:) or redness. (M, L.) b3: See also فِرْصِدٌ.

فِرْصِيدٌ: see فِرْصِدٌ.
ف ر ص د : وَالْفِرْصَادُ قِيلَ هُوَ التُّوتُ الْأَحْمَرُ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ هُوَ التُّوتُ.
وَفِي التَّهْذِيبِ قَالَ اللَّيْثُ الْفِرْصَادُ شَجَرٌ مَعْرُوفٌ وَأَهْلُ الْبَصْرَةِ يُسَمُّونَ الشَّجَرَةَ فِرْصَادًا وَحَمْلَهَا التُّوتَ وَالْمُرَادُ بِالْفِرْصَادِ فِي كَلَامِ الْفُقَهَاءِ الشَّجَرُ الَّذِي يَحْمِلُ التُّوتَ لِأَنَّ الشَّجَرَ قَدْ يُسَمَّى بِاسْمِ الثَّمَرِ كَمَا يُسَمَّى الثَّمَرُ بِاسْمِ الشَّجَرِ. 
(ف ر ص د) : (الْفِرْصَادُ) التُّوتُ وَوَرَقُهُ يَأْكُلُهُ دُودُ الْقَزِّ بِبِلَادِ الْمَغْرِبِ وَفِي الصِّحَاحِ الْفِرْصَادُ التُّوتُ وَهُوَ الْأَحْمَرُ مِنْهُ قَالَ الْأَسْوَدُ بْن يَعْفُرَ
يَسْعَى بِهَا ذُو تُومَتَيْنِ مُشَمِّرٌ ... قَنَأَتْ أَنَامِلُهُ مِنْ الْفِرْصَادِ
وَفِي التَّهْذِيبِ قَالَ اللَّيْثُ الْفِرْصَادُ شَجَرٌ مَعْرُوفٌ وَأَهْلُ الْبَصْرَةِ يُسَمُّونَ الشَّجَرَةَ فِرْصَادًا وحَمْلَهُ التُّوتَ وَفِي كِتَابِ النَّبَاتِ كَذَلِكَ إلَّا أَنَّهُ قَالَ وَالْحَمْلُ التُّوثُ بِالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ.
فرصد: الفِرْصادُ: شجر معروف، وأهلُ البصرة يُسمُّون الشجرة فِرصاداً وحَمْلُه التُّوت، [وأنشد:

كأنَّما نَفَضَ الأَحمالَ ذاويةً ... على جَوانبه الفِرْصادُ والعنب  أراد بالفِرصاد والعِنَب الشجَرتَيْن لا حملهما. أراد كأنّما نَفَضَ الفرصادُ أحمالَه. ذاويةً نُصِبَ على الحال، والعِنَب كذلك، شَبَّهَ أبعارَ البَقَر بحَبِّ الفِرصادِ والعِنَب] . والفِرْصادُ حَبُّ العِنَب والزَّبيب، والفِرْصيدُ لغةٌ فيه طائِفيّة.

فرصد: الفِرْصِدُ والفِرْصِيدُ والفِرْصاد: عَجْمُ الزبيب والعنب وهو

العُنْجُدُ أَيضاً. والفِرْصادُ: التُّوت، وقيل حَمْلُه وهو الأَحمر منه.

والفِرْصادُ: الحُمْرَة؛ قال الأَسود بن يعفر:

يَسْعَى بها ذو تُومَتَيْنِ مُنَطَّقٌ،

قَنَأَتْ أَنامِلُه من الفِرْصادِ

والهاء في قوله بها على سُلافَةٍ ذكرها في بيت قبله وهو:

ولقَدْ لَهَوْتُ، وللشَّبابِ بَشاشةٌ.

بِسُلافَةٍ مُرِجَتْ بماءِ غَوادِي

والتُّومَةُ: الحَبَّةُ من الدُّرِّ. والسُّلافَةُ: أَولُ الخمر.

والغَوادي: جمع غاديةٍ وهي السحابة التي تأْتي غُدْوَة. الليث: الفِرْصادُ شجر

معروف؛ وأَهل البصرة يسمون الشجر فِرْصاداً وحمله التوت؛ وأَنشد:

كأَنَّما نَفَضَ الأَحْمال ذاوِيَةً،

على جَوانِبِهِ الفِرْصادُ والعِنَبُ

أَراد بالفرصاد والعنب الشجرتين لا حملهما. أَراد: كأَنما نَفَضَ

الفِرْصادُ أَحمالَه ذاويَةً، نصب على الحال، والعنب كذلك؛ شبَّه أَبعارَ البقر

بحب الفِرصادِ والعنب.

فرصد
: (الفرْصِدُ، والفِرْصِيدُ، بكسرهما، عَجْمُ الزَّبِيبِ وعَجْمُ الزبِيبِ وعَجْمُ العِنَبِ) ، وَهُوَ العُنْجُد أَيضاً، وَقد تقدَّم، (كالفِرْصادِ) ، بِالْكَسْرِ أَيضاً. وَكَانَ يَنبغِي التَّنْبِيهُ، فإِنّ الإِطلاقَ يقتضِي الْفَتْح.
(وَهُوَ) أَي الفِرْصاد: (التُّوتُ، أَو حَمْلُه، أَو أَحْمَرُهُ) ، وَقَالَ اللَّيْثُ: الفِرْصَادُ: شَجَرٌ مَعْرُوف. وأَهلُ البَصرةِ يُسَمُّون الشَّجَرَ فِرْصاداً، وحَمْلَه التُّوثَ، وأَنشد:
كأَنَّما نَفَضَ الأَحمالَ ذَاوِيَةً
على جَوَانِبِه الفِرْصادُ والعِنَبُ
أَرادَ بالفِرْصَادِ والعِنَبِ الشَّجَرَتَيْنِ لَا حَمْلَهُمَا، أَرادَ: كأَنمَا نَفَضَ الفِرْصَادُ أَحْمَالَه ذَاوِيَةٌ نصب على الحَالِ والعِنَبُ كذالك، شَبَّه أَبْعَارَ البَقَرِ بِحَبِّ الفِرْصَادِ والعِنَبِ. (و) الفِرْصَاد: (صِبْغ أَحْمَرُ) ، قَالَ الأَسودُ بن يَعْفُرَ:
وَلَقَد لَهَوْتُ وللشَّبابِ بَشَاشَةٌ
بِسُلافَةٍ مُزِجَتُ بماءِ غَوادِي
يَسْعَى بهَا ذُو تُومَتَيْنِ مُنَطَّقٌ
قَنَأَتْ أَنامِلُهُ من الفِرْصَادِ
والتُّومَة: الحَبَّةُ من الدُّرِّ، والسُّلافَةُ: أَوّلُ الخَمْرِ. والغَوَادِي: السحَائِبُ تأْتي غُدْوَةً.

حَرَثَ

(حَرَثَ) الْأَرْضَ حَرْثًا أَثَارَهَا لِلزِّرَاعَةِ (وَمِنْهُ) {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ} [الواقعة: 63] وَالْحَرْثُ مَا يُسْتَنْبَتُ بِالْبَذْرِ وَالنَّوَى وَالْغَرْسِ تَسْمِيَةً بِالْمَصْدَرِ وَهُوَ مَجَازٌ (وقَوْله تَعَالَى) {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ} [البقرة: 223] مَجَازٌ مِنْ طَرِيقٍ آخَرَ وَذَلِكَ أَنَّهُنَّ شُبِّهْنَ بِالْمَحَارِثِ وَمَا يُلْقَى فِي أَرْحَامِهِنَّ مِنْ الــنُّطَفِ بِالْبُذُورِ (وقَوْله تَعَالَى) {أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223] أَيْ مِنْ أَيِّ جِهَةٍ أَرَدْتُمْ بَعْدَ أَنْ يَكُونَ الْمَأْتَى وَاحِدًا وَهُوَ مَوْضِعُ الْحَرْثِ (وَبِاسْمِ الْفَاعِلِ) مِنْهُ سُمِّيَ الْحَارِثُ بْنُ لَقِيطٍ النَّخَعِيُّ فِي الصَّيْدِ وَالْحَارِثُ بْنُ قَيْسٍ فِي النِّكَاحِ وَقَيْسُ بْنُ الْحَارِثِ أَوْ قَيْسُ بْنُ ثَابِتٍ كِلَاهُمَا سَهْوٌ فِيهِ.
(حَرَثَ)
(هـ) فِيهِ «احْرُثْ لدُنْيَاك كأنَّك تَعِيش أَبَدًا، واعملْ لآخِرَتِك كَأَنَّكَ تَمُوت غَداً» أَيِ اعْمَل لدُنْياكَ، فخالَفَ بَيْنَ اللفْظَيْن. يُقَالُ حَرَثْتُ واحْتَرَثْتُ. وَالظَّاهِرُ مِنْ مَفْهُوم لفظِ هَذَا الْحَدِيثِ: أمَّا فِي الدُّنْيَا فَلِلْحثِّ عَلَى عِمارتها وَبَقَاءِ النَّاسِ فِيهَا حَتَّى يَسْكُن فِيهَا ويَنْتَفع بِهَا مَنْ يَجيء بَعْدَكَ، كَمَا انْتَفَعْت أَنْتَ بعَمَل مَنْ كَانَ قَبْلَكَ وسَكَنْتَ فِيمَا عَمَرَه، فَإِنَّ الْإِنْسَانَ إِذَا عَلم أَنَّهُ يَطُول عُمْرُه أحْكَم مَا يَعمَلُه وحَرصَ عَلَى مَا يَكْسِبُه، وَأَمَّا فِي جانِب الْآخِرَةِ فإنه حَثٌّ على إخلاص العمل، وحُضُور النّيَّة والقَلْب فِي العباداتِ وَالطَّاعَاتِ، والإكْثار مِنْهَا، فإِنّ مَنْ يَعْلم أَنَّهُ يَمُوتُ غَداً يُكْثر مِنْ عبَادَته ويُخْلِص فِي طاعتِه. كَقَوْلِهِ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ «صَلِّ صَلاَة مُوَدِّعٍ» .
قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ: الْمُرَادُ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ غَيْرُ السَّابق إِلَى الفَهْم مِنْ ظَاهِرِهِ؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا نَدب إِلَى الزُّهْد فِي الدُّنْيَا، والتَّقْلِيل مِنْهَا، وَمِنَ الانْهمَاك فِيهَا والاسْتِمتاع بلَذَّاتها، وَهُوَ الْغَالِبُ عَلَى أوَامره ونَواهيه فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِالدُّنْيَا فَكَيْفَ يَحُثُّ عَلَى عِمارتها والاسْتِكْثار مِنْهَا، وَإِنَّمَا أَرَادَ- وَاللَّهُ أَعْلَمُ- أَنَّ الْإِنْسَانَ إِذَا عَلِم أَنَّهُ يعِيش أَبَدًا قَلَّ حِرْصُه، وعَلِم أَنَّ مَا يُريدُه لَنْ يَفُوتَه تَحْصِيلُه بتَرْك الحِرْص عَلَيْهِ والمُبَادَرة إِلَيْهِ، فَإِنَّهُ يَقُولُ: إِنْ فاتَنِي اليَوْم أدْرَكْتُه غَداً، فإِنّي أَعِيشُ أَبَدًا، فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: اعْمَل عَمَل مَنْ يَظُنُّ أَنَّهُ يُخَلَّد فَلَا يحْرِص فِي الْعَمَلِ، فَيَكُونُ حَثًّا لَهُ عَلَى التَّرْكِ والتَّقْلِيل بِطَرِيقَة أَنِيقَةٍ مِنَ الإشَارة والتَّنْبيه، وَيَكُونُ أمْرُه لعَمَل الآخِرة عَلَى ظَاهِرِهِ، فيَجْمَع بالأمْرَيْن حَالَة وَاحِدَةً وَهُوَ الزُّهْد والتَّقْلِيل، لَكِنْ بلَفْظَيْن مُخْتَلِفَيْن.
وَقَدِ اختَصَر الْأَزْهَرِيُّ هَذَا المعْنى فَقَالَ: معْناه تقْدِيم أمْرِ الآخِرة وأعْمَالِها حِذَارَ المَوْت بالفَوْت عَلَى عَمل الدُّنْيَا، وتَأخير أمْر الدُّنْيَا كَراهيَة الاشْتِغال بِهَا عَنْ عَمل الْآخِرَةِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ «احْرُثُوا هَذَا القُرآن» أَيْ فَتِّشُوه وثَوّرُوه.
والحَرْثُ: التَّفْتِيش.
(هـ) وَفِيهِ «أصْدَق الأسْماء الحَارِث» لِأَنَّ الحَارِث هُو الكَاسِبُ، والإنْسان لَا يَخْلُو مِنَ الكَسْب طَبْعاً واخْتِيَارا.
[هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ بَدْر «اخْرُجُوا إِلَى مَعايِشكم وحَرَائِثِكُمْ» أَيْ مَكَاسبكم، وَاحِدُها حَرِيثَة.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ: الحَرَائِثُ: أنْضَاء الإبِل، وأصْلُه فِي الخَيْل إِذَا هُزِلَتْ فاسْتُعِيرَ للإبِل، وإنَّما يُقَالُ فِي الْإِبِلِ أحْرَفْنَاها بِالْفَاء. يُقَالُ نَاقَة حَرْف: أَيْ هَزِيلَةٌ. قَالَ: وَقَدْ يُرَادُ بالحَرَائِثِ الْمَكَاسِبُ، مِنَ الاحْتِرَاث: الاكْتسَابِ. وَيُرْوَى «حَرائِبكم» بِالْحَاءِ وَالْبَاءِ الموَّحدة. وَقَدْ تَقَدَّمَ.
(س) وَمِنْهُ قَوْلُ مُعَاوِيَةَ «أَنَّهُ قَالَ لِلْأَنْصَارِ: مَا فَعَلَتْ نَوَاضِحُكُمْ؟ قَالُوا: حَرَثْنَاهَا يوْم بَدْر» أَيْ أهْزَلْنَاها. يُقَالُ حَرَثْتُ الدَّابَّة وأَحْرَثْتُهَا بِمَعْنَى أَهْزَلْتُهَا. وَهَذَا يُخَالِفُ قَوْلَ الخطّابى. وَأَرَادَ مُعاوية بذكْر نَواضِحِهم تَقْرِيعاً لَهم وتَعْرِيضاً لأنَّهُم كَانُوا أهلَ زَرْعٍ وسَقْي، فأجَابُوه بمَا أَسْكَنَهُ تَعْرِيضاً بقَتْل أشْيَاخِه يَوْم بَدْر.
(هـ) وَفِيهِ «وَعَلَيْهِ خَمِيصَة حُرَيْثِيَّة» هَكَذَا جَاءَ فِي بَعْضِ طُرُق البُخاري وَمُسْلِمٍ. قِيلَ: هِيَ مَنْسُوبة إِلَى حُرَيْث: رَجُل مِنْ قُضَاعة. وَالْمَعْرُوفُ جَوْنِيَّة. وَقَدْ ذُكِرَتْ فِي الْجِيمِ.
Expand

دَهَقَ

(دَهَقَ)
فِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ «كَأْساً دِهاقاً»
أَيْ مملُوءةً. أَدْهَقْتُ الكأسَ إذَا ملأتَها.
(س) وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «نُطفــةً دِهَاقاً وعَلَقةً مُحاقاً» أَيْ نُطفــة قَدْ أُفْرغَت إِفْراغاً شَدِيدًا، مِنْ قَوْلِهِمْ أَدْهَقْتُ الْمَاءَ إِذَا أفْرَغته إِفْرَاغًا شَدِيدًا، فَهُوَ إِذًا مِنَ الأضْدَاد.
دَهَقَ الكأسَ، كجَعَلَهُ: مَلأَها،
وـ الماءَ: أفْرَغَه إِفْراغاً شَديداً، ضِدٌّ،
كأَدْهَقَه فيهما،
وـ لي دَهْقَةً من المال: أعْطاني منه صَدْراً،
وـ الشيءَ: كسَرَهُ وقَطَعَهُ، أو غَمَزَهُ شَديداً،
وـ فلاناً: ضَرَبَهُ.
وكأسٌ دِهاقٌ، ككِتابٍ: مُمْتَلِئَةٌ، أو مُتَتابِعَةٌ.
وماءٌ دِهاقٌ: كثيرٌ. والدُِّهْقانُ، بالكسرِ، وبالضم: في باب النونِ.
والدَّهَقُ، مُحرَّكةً: خَشَبَتانِ يُغْمَزُ بهما الساقُ، فارِسِيَّتُه: أشْكَنْجَه.
وأدْهَقَه: أعْجَلَهُ.
وادَّهَقَتِ الحِجارَةُ، كافْتَعَلَتْ: تَلازَمَتْ ودَخَلَ بعضُها في بعضٍ.
والمُدَّهَقُ، على مُفْتَعَلٍ: المُكَسَّرُ والمُعْتَصَرُ.

رَبَعَ

(رَبَعَ)
(س) فِي حديث القيامة «ألَم أذَرْك تَرْبَعُ وتَرْأس» أي تأخُذ رُبع الْغَنِيمَةِ.
يُقَالُ رَبَعْتُ القومَ أَرْبُعُهُمْ: إِذَا أخَذْت رُبع أَمْوَالِهِمْ، مِثْلَ عَشَرْتُهم أعشُرُهم. يُرِيدُ أَلَمْ أجْعَلْكَ رَئِيسًا مُطاعا؛ لِأَنَّ الْمَلِكَ كَانَ يأخذُ الرُّبع مِنَ الْغَنِيمَةِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ دُون أَصْحَابِهِ، ويُسَمَّى ذَلِكَ الرُّبعُ: الْمِرْبَاعُ.
(هـ) وَمِنْهُ قَوْلُهُ لِعديّ بْنِ حَاتِمٍ «إِنَّكَ تأكُلُ المِرْبَاعَ وَهُوَ لَا يَحِل لَكَ فِي دِينِك» وقد تَكَرَّرَ ذِكْرُ الْمِرْبَاع فِي الْحَدِيثِ.
وَمِنْهُ شِعْرُ وَفْدِ تَمِيمٍ.
نَحْنُ الرُّءُوس وفِينَا يُقْسمُ الرُّبُع يُقَالُ رُبْعٌ ورُبُعٌ، يُرِيدُ رُبُعَ الغَنِيمة، وَهُوَ واحدٌ مِنْ أَرْبَعَةٍ.
(س) وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ عَبْسة «لَقَدْ رَأيتُني وَإِنِّي لَرُبُعُ الْإِسْلَامِ» أَيْ رَابِعُ أهْل الإسْلام، تَقَدَّمَنِي ثَلَاثَةٌ وَكُنْتُ رابعَهم.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «كُنْتُ رَابِعَ أَرْبَعَةٍ» أي واحِداً من أربعَة. (س) وَفِي حَدِيثِ الشَّعبي فِي السِّقْط «إِذَا نُكِسَ فِي الخَلْق الرَّابِعِ» أَيْ إِذَا صَارَ مُضْغَة فِي الرَّحم؛ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ، ثُمَّ مِنْ نُطْفَــةٍ، ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ، ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ» .
(س) وَفِي حَدِيثِ شُرَيْحٍ: حَدِّثِ امْرَأَةً حَدِيثَيْنِ، فَإِنْ أبَت فَأَرْبَع» هَذَا مَثلٌ يُضْرب لِلْبَليد الَّذِي لَا يَفْهم مَا يقالُ لَهُ، أَيْ كرِّر الْقَوْلَ عَلَيْهَا أربعَ مَرَّاتٍ. وَمِنْهُمْ مَنْ يَرويه بِوَصْلِ هَمْزَةِ أرْبع بِمَعْنَى قِفْ واقْتِصر، يَقُولُ حَدِّثها حَدِيثَيْنِ، فَإِنْ أبتْ فَأَمْسك وَلَا تُتْعِب نَفْسَكَ.
(س) وَفِي بَعْضِ الْحَدِيثِ «فَجَاءَتْ عَيناه بِأَرْبَعَةٍ» أَيْ بدمُوع جَرت مِنْ نَوَاحِي عَيْنَيْهِ الْأَرْبَعِ.
وَفِي حَدِيثِ طَلْحَةَ «إِنَّهُ لمَّا رُبِعَ يَوْمَ أحُد وشَلَّت يَدُه قَالَ لَهُ: بَاءَ طلحةُ بِالْجَنَّةِ» رُبِعَ:
أَيْ أُصيبَتْ أَرْبَاع رأسه وهى نواحيه. وقيل أصَابه حَمَّى الرِّبْع. وَقِيلَ أُصِيب جَبِينُه.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ سُبَيعة الْأَسْلَمِيَّةِ «لمَّا تَعلَّت مِنْ نِفَاسها تَشوّفَت للخُطَّاب، فَقِيلَ لَهَا لَا يَحِل لَكِ، فسألَت النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهَا: ارْبَعِي عَلَى نَفْسِكِ» لَهُ تَأْويلاَن: أحدُهما أَنْ يَكُونَ بِمَعْنَى التَّوقُّف والانْتظار، فيكونُ قَدْ أمَرها أَنْ تكُفَّ عن التزوُّج وأن تنتظر تَمام عِدَّةِ الْوَفَاةِ، عَلَى مَذْهَبِ مَنْ يَقُولُ إِنَّ عِدَّتَهَا أبْعدُ الْأَجَلَيْنِ، وَهُوَ مِنْ رَبَعَ يَرْبَعُ إِذَا وقَف وانْتظر، وَالثَّانِي أَنْ يَكُونَ مِنْ رَبَعَ الرجُل إِذَا أخْصَب، وأَرْبَع إِذَا دَخَل فِي الرَّبِيعِ: أَيْ نَفِّسي عَنْ نَفْسِك وأخْرِجيها مِنْ بُؤُس العدِّة وسُوء الحالِ. وَهَذَا عَلَى مَذهب مَنْ يَرَى أَنَّ عِدّتها أدْنى الْأَجَلَيْنِ، وَلِهَذَا قَالَ عُمَر: إِذَا ولدَت وزوْجُها عَلَى سَرِيره- يَعْنِي لَمْ يُدْفَنْ- جَازَ أَنْ تتَزوَّج.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فَإِنَّهُ لَا يَرْبَع عَلَى ظَلْعك مَنْ لَا يَحْزُنه أمْرُك» أَيْ لَا يَحْتَبس عَلَيْكَ ويَصْبِرُ إلاَّ مَن يَهُمُّه أمْرُك.
وَمِنْهُ حَدِيثُ حَلِيمَةَ السَّعْدِيَّةِ «ارْبَعِي عَلَيْنَا» أَيِ ارْفُقي واقْتَصري.
وَمِنْهُ حَدِيثُ صِلَة بْنِ أشْيَم «قُلْتُ أَيْ نَفْسُ، جُعِل رزْقُك كَفَافا فَارْبَعِي فَرَبَعْتُ وَلَمْ تَكُدّ» أَيِ اقْتَصري عَلَى هَذَا وارضى به. (هـ) وَفِي حَدِيثِ الْمُزَارَعَةِ «ويُشْتَرطُ مَا سَقى الرَّبِيعُ والْأَرْبِعَاءُ» الرَّبِيعُ: النهرُ الصغيرُ، والْأَرْبِعَاء: جمعُه.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «وَمَا يَنْبُتُ عَلَى رَبِيعِ السَّاقي» هَذَا مِنْ إضافَة الموصُوف إِلَى الصِّفة:
أَيِ النَّهر الَّذِي يَسْقي الزَّرع.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فعدل إِلَى الرَّبِيعِ فتطَهَّر» .
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنَّهُمْ كَانُّوا يُكْرُون الأرضَ بِمَا يَنْبُت عَلَى الْأَرْبِعَاءِ» أَيْ كَانُوا يُكْرُون الْأَرْضَ بِشَيْءٍ مَعْلُوم ويَشْتَرِطُون بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى مُكْتَرِيها مَا يَنْبُتُ عَلَى الْأَنْهَارِ والسَّواقي.
وَمِنْهُ حَدِيثُ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ «كَانَتْ لَنَا عَجُوز تأخُذُ مِنْ أًصُول سِلْق كُنَّا نغْرسه عَلَى أَرْبِعَائِنَا» .
وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ «اللَّهُمَّ اجْعَل القُرآنَ رَبِيعَ قَلْبي» جَعَله رَبِيعاً لَهُ لِأَنَّ الإنْسَانَ يَرْتَاحُ قلبُه فِي الرَّبِيعِ مِنَ الأزْمَان ويميلُ إِلَيْهِ.
(هـ) وَفِي دُعَاءِ الِاسْتِسْقَاءِ «اللَّهُمَّ اسْقنا غَيثاً مُغِيثاً مُرْبِعاً» أَيْ عَامًّا يُغْني عَنِ الارْتِياد والنُّجْعَة، فَالنَّاسُ يَرْبَعُونَ حَيْثُ شَاءُوا: أَيْ يُقِيمون وَلَا يحتاجُون إِلَى الِانْتِقَالِ فِي طَلب الْكَلَأِ، أَوْ يَكُونُ مِنْ أَرْبَعَ الغيثُ إِذَا أنْبَت الرَّبِيعَ.
(س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ «أَنَّهُ جَمَّع فِي مُتَرَبَّعٍ لَهُ» الْمَرْبَعُ والْمُتَرَبَّعُ والْمُرْتَبَعُ:
الْمَوْضِعُ الَّذِي يُنْزل فِيهِ أَيَّامَ الرَّبِيع، وَهَذَا عَلَى مَذْهب مَنْ يَرَى إِقَامَةَ الْجُمُعَةِ فِي غَيْرِ الْأَمْصَارِ.
وَفِيهِ ذِكْرُ «مِرْبَع» بِكَسْرِ الْمِيمِ، وَهُوَ مَالُ مِرْبَعٍ بِالْمَدِينَةِ فِي بَنِي حارِثة، فَأَمَّا بِالْفَتْحِ فَهُوَ جَبلٌ قُرْب مَكَّةَ.
(س) وَفِيهِ «لَمْ أَجِدْ إِلَّا جَمَلًا خِيارا رَبَاعِيّاً» يُقَالُ للذَّكر مِنَ الْإِبِلِ إِذَا طلعتْ رَبَاعِيَتِهِ رَبَاعٌ، والأنثَى رَبَاعِيَةٌ بِالتَّخْفِيفِ، وَذَلِكَ إِذَا دَخَلَا فِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(س) وَفِيهِ «مُرِي بَنِيك أَنْ يحسِنوا غِذاء رِبَاعِهِمْ» الرِّبَاعُ بِكَسْرِ الراءِ جَمْعُ رُبَعٍ، وَهُوَ مَا وُلد مِنَ الْإِبِلِ فِي الرَّبيع. وَقِيلَ مَا وُلد فِي أَوَّلِ النِّتَاجِ، وإحْسانُ غِذائِها أَنْ لَا يُسْتقصَى حَلب أُمهاتها إبْقَاءً عَلَيْهَا.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمير «كَأَنَّهُ أخْفاف الرِّبَاع» وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «سَأَلَهُ رجلٌ مِنَ الصَّدقة فَأَعْطَاهُ رُبَعَةً يَتْبَعُها ظْئْراها» هُوَ تأنيثُ الرُّبَع.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ:
إنَّ بَنِيَّ صبْيَةٌ صَيْفِيُّون ... أفْلَحَ مَنْ كَان لَهُ رِبْعِيُّونَ
الرِّبْعِيُّ: الَّذِي وُلِد فِي الرَّبِيع عَلَى غيرِ قياسٍ، وَهُوَ مَثلٌ للعَرَب قَديمٌ.
(هـ س) وَفِي حَدِيثِ هِشَامٍ فِي وَصْفِ ناقةٍ «إنَّها لَمِرْبَاعٌ مِسْيَاع» هِيَ مِنَ النُّوقِ الَّتِي تَلِد فِي أَوَّلِ النِّتَاجِ. وَقِيلَ هِيَ الَّتِي تُبَكِّر فِي الحَمل. ويُروى بِالْيَاءِ، وسيُذْكر.
وَفِي حَدِيثِ أُسَامَةَ قَالَ لَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: «وَهَلْ تَرك لَنَا عِقِيل مِنْ رَبْعٍ» وَفِي رِوَايَةٍ «مِنْ رِبَاع» الرَّبْعُ: المنزِل ودارُ الإقامةِ. ورَبْعُ الْقَوْمِ مَحِلَّتُهم، والرِّبَاعُ جَمْعُهُ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ «أَرَادَتْ بَيْعَ رِبَاعِهَا» أَيْ مَنازِلها.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «الشُّفعة فِي كُلِّ رَبْعَةٍ أَوْ حائطٍ أَوْ أرضٍ» الرَّبْعَةُ أخَصُّ مِنَ الرَّبْع.
وَفِي حَدِيثِ هِرَقْلَ «ثُمَّ دَعَا بِشَيْءٍ كَالرَّبْعَةِ الْعَظِيمَةِ» الرَّبْعَةُ: إِنَاءٌ مُرَبَّعٌ كالجُونة.
(هـ) وَفِي كِتَابِهِ لِلْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ «إِنَّهُمْ أمَّةٌ واحدةٌ عَلَى رِبَاعَتِهِمْ» يُقَالُ الْقَوْمُ عَلَى رِبَاعَتِهِمْ ورِبَاعِهِمْ: أَيْ عَلَى اسْتقامتِهم، يُرِيدُ أَنَّهُمْ عَلَى أمرِهم الَّذِي كَانُوا عَلَيْهِ. ورِبَاعَةُ الرجُل: شأنُه وحالُه الَّتِي هُوَ رَابِعٌ عَلَيْهَا: أَيْ ثابتٌ مقيمٌ.
وَفِي حَدِيثِ المُغيرة «إِنَّ فُلَانًا قَدِ ارْتَبَعَ أمرَ الْقَوْمِ» أَيِ انْتظر أَنْ يُؤَمَّر عَلَيْهِمْ.
وَمِنْهُ «الْمُسْتَرْبِعُ» المُطِيقُ لِلشَّيْءِ. وَهُوَ عَلَى رِبَاعَةِ قومِه: أَيْ هُوَ سيِّدهم.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ مرَّ بِقَوْمٍ يَرْبَعُونَ حَجرا» ويُرْوى يَرْتَبِعُونَ. رَبْعُ الْحَجَرِ وارْتِبَاعُهُ: إشالتُه ورَفْعُه لإظْهارِ القُوَّة. ويُسمَّى الْحَجَرَ الْمَرْبُوعَ والرَّبِيعَةَ، وَهُوَ مِنْ رَبَعَ بِالْمَكَانِ إِذَا ثَبَت فِيهِ وَأَقَامَ.
(هـ) وَفِي صِفَتِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ «أطْوَل مِنْ الْمَرْبُوعِ» هُوَ بَيْنَ الطَّوِيلِ وَالْقَصِيرِ.
يُقَالُ رجلٌ رَبْعَةٌ ومَرْبُوعٌ.
(هـ) وَفِيهِ «أغِبُّوا عِيادة الْمَرِيضِ وأَرْبِعُوا» أَيْ دَعُوه يَوْمَيْنِ بَعْدَ العِيادة وأْتُوه الْيَوْمَ الرَّابِعَ، وأصلُه مِنَ الرِّبْعِ فِي أَوْرَادِ الإبِل، وَهُوَ أَنْ تَرِدَ يَوْمًا وتُتْركَ يَوْمَيْنِ لَا تُسْقى، ثُمَّ تَرِد الْيَوْمَ الرَّابِعَ.
Expand

سَجَدَ

(سَجَدَ)
(س) فِيهِ «كَانَ كِسرى يَسْجُدُ للطَّالع» أَيْ يتَطاَمَن ويَنْحَنى. والطالعُ هُوَ السَّهم الَّذِي يُجاَوزُ الهدَف مِنْ أَعْلَاهُ، وَكَانُوا يعدُّونه كالمُقَرْطِس، وَالَّذِي يَقَعُ عَنْ يَمينه وشِمَاله يُقَالُ لَهُ عاضدٌ. والمْعنى أَنَّهُ كَانَ يُسَلّم لِرَاميه ويَسْتَسْلم. وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ: مَعْنَاهُ أَنَّهُ كَانَ يَخْفِض رأسَه إِذَا شخَص سهمْهُ وَارْتَفَعَ عَنِ الرَّمِيَّة، ليتقَوَّم السَّهم فَيُصِيبَ الدَّارَةَ. يُقَالُ أَسْجَدَ الرجُل: طأطأَ رَأسَه وانْحنَى. قَالَ:
وقُلنَ لَهُ أَسْجِدْ لِليْلَى فَأَسْجَدَا يَعْنِي البعيرَ: أَيْ طَأْطَأَ لَهَا لِتَركَبه. فَأَمَّا سَجَدَ فبمعنَى خَضَع.
وَمِنْهُ «سُجُود الصَّلَاةِ» وَهُوَ وضْع الجَبْهة عَلَى الْأَرْضِ، وَلَا خُضُوع أعْظَم مِنْهُ.
سَجَدَ: خَضَعَ، وانْتَصَبَ، ضِدٌّ.
وأسْجَدَ: طَأْطَأَ رَأسَهُ، وانْحَنَى، وأدامَ النَّظَرَ في إمْراضِ أجْفانٍ.
والمَسْجَدُ، كمَسْكَنٍ: الجَبْهَةُ، والآرابُ السَّبْعَةُ مَساجِدُ.
والمَسْجِدُ، المَسْجَدُ: م، ويُفْتَحُ جيمُهُ، والمَفْعَلُ من بابِ نَصَرَ بفتح العين، اسْماً كان أو مَصْدراً إلاَّ أحْرُفاً، كمَسْجِدٍ، ومَطْلِعٍ، ومَشْرِقٍ، ومَسْقِطٍ، ومَفْرِقٍ، ومجْزِرٍ، ومَسْكِنٍ، ومَرْفِقٍ، ومَنْبِتٍ، ومَنْسِكٍ، ألْزَموها كسرَ العينِ، والفتحُ جائزٌ وإن لم نَسْمَعْه، وما كان من باب جَلَسَ فالمَوْضِعُ بالكسر، والمَصْدَرُ بالفتح، نَزَلَ مَنْزَلاً، أي: نُزُولاً، وهذا مَنْزِلُهُ، بالكسر، لأِنَّه بمعنَى الدارِ.
وسَجِدَتْ رِجْلُهُ، كفَرِحَ: انْتَفَخَتْ، فهو أسْجَدُ.
والأَسْجادُ في قولِ الأَسْوَدِ بنِ يَعْفُرَ:
من خَمْرِ ذِي نُطَفٍ أغَنَّ مُنَطَّقٍ ... وافى بها كدراهِمِ الأَسْجادِ
اليَهودُ والنَّصارَى، أو مَعْناهُ: الجِزْيَةُ،
أو دَراهِمُ الأَسْجادِ: كانَتْ عليها صُوَرٌ يَسْجُدونَ لها، ورُوِيَ بكسر الهَمْزَةِ، وفُسِّرَ باليَهودِ.
وعَيْنٌ ساجِدَةٌ: فاتِرَةٌ.
ونَخْلَةٌ ساجِدَةٌ: أمالَها حَمْلُها، وقولُه تعالى: {وادْخُلوا البابَ
سُجَّداً} ، أي: رُكَّعاً.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.