Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: يطوف

مَتَعَ

مَتَعَ النهارُ، كمنَع، مُتُوعاً: ارْتَفَعَ قبلَ الزَّوالِ،
وـ الضُحَى: بَلَغَ آخِرَ غايَتِه؛ وهو عندَ الضُّحَى الأكْبَرِ، أو تَرَجَّلَ وبَلَغَ الغايةَ،
وـ بفلانٍ مَتْعاً، ويُضَمُّ: كاذَبَه،
وـ السرابُ: ارْتَفَعَ،
وـ الحَبْلُ: اشْتَدّ،
وـ النَّبِيذُ: اشْتَدّتْ حُمْرَتُه،
وـ الرجلُ: جادَ وظَرُفَ،
كمَتُع، ككَرُم،
وـ بالشيءِ مَتْعاً ومُتْعَةً، بالضم: ذهَبَ به.
والماتِعُ: الطويلُ، والجَيِّدُ من كلِّ شيءٍ، والفاضلُ المُرْتَفِعُ من المَوازينِ، أو الراجحُ، والجَيِّدُ الفَتْلِ من الحِبالِ، والشديدُ الحُمْرَةِ من النَّبيذِ، ووالدُ كعْبِ الحَبْرِ.
والمَتاعُ: المَنْفَعَةُ، والسِّلْعَةُ، والأداةُ، وما تمَتَّعْتَ به من الحَوائجِ، ج: أمْتِعةٌ، وقولُه تعالى: {ابْتِغاءَ حِلْيَةٍ} ، أي: ذهَبٍ وفِضَّةٍ
{أو مَتاعٍ} أي: حديدٍ وصُفْرٍ ونُحاسٍ ورَصاصٍ.
والمُتْعَةُ، بالضم والكسر: اسمٌ للتَمْتيعِ،
كالمَتاعِ، وأن تَتَزَوَّجَ امرأةً تَتَمَتَّعُ بها أياماً، ثم تُخَلِّي سَبِيلَها، وأن تَضُمَّ عُمْرَةً إلى حَجِّكَ، وقد تَمَتَّعْتَ واسْتَمْتَعْتَ، وما يُتَبَلَّغُ به من الزادِ، ويُكْسَرُ فيهما، ج: مِتَعٌ كصُرَدٍ وعِنَبٍ، وبالضم: الدَّلْوُ، والسِّقاءُ، والرِّشاءُ، والزادُ القليلُ، والبُلْغَةُ، وما يُتَمَتَّعُ به من الصَّيْدِ والطعامِ، ويكسَرُ في الثلاثَةِ الأخيرَةِ.
ومُتْعَةُ المَرأةِ: ما وُصِلَتْ به بعدَ الطَّلاقِ، وقد مَتَّعَها تَمْتيعاً،
وأمْتَعَهُ اللَّهُ تعالى بكذا: أبْقاهُ وأنْشأهُ إلى أنْ يَنْتَهي شَبَابهُ،
كمَتَّعَهُ،
وـ عنه: اسْتَغْنَى،
وـ بمالِهِ: تَمَتَّعَ،
كاسْتَمْتَعَ.
والتَّمْتيعُ: التَّطْويلُ، والتَّعْمِيرُ.
(مَتَعَ)
- فِيهِ «أَنَّهُ نَهَى عَنْ نِكاح المُتْعَة» هُوَ النِّكاح إِلَى أجَلٍ مُعَيَّن، وَهُوَ مِنَ التَّمَتُّع بِالشَّيْءِ: الانْتفاع بِهِ. يُقَالُ: تَمَتَّعْتُ بِهِ أَتَمَتَّعُ تَمَتُّعاً. وَالِاسْمُ: المُتْعَة، كَأَنَّهُ يَنْتفع بِهَا إِلَى أمَدٍ مَعْلُومٍ. وَقَدْ كَانَ مُباحاً فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ. ثُمَّ حُرِّم، وَهُوَ الْآنُ جَائِزٌ عِنْدَ الشِّيعة.
وَفِيهِ ذِكْرُ «مُتْعَة الْحَجِّ» التَمَتُّع بِالْحَجِّ لَهُ شَرائطُ مَعْرُوفَةٌ فِي الْفِقْهِ، وَهُوَ أَنْ يَكُونَ قَدْ أحْرَم فِي أشْهُر الْحَجِّ بعُمرة، فَإِذَا وَصَل إِلَى الْبَيْتِ وَأَرَادَ أَنْ يُحِلَّ ويَستعمِل مَا حَرُم عَلَيْهِ، فسبيلُه أَنْ يَطُوفَ ويَسْعَى ويُحِلَّ، ويُقيمَ حَلالاً إِلَى يَوْمِ الْحَجِّ، ثُمَّ يُحْرِم مِنْ مَكَّةَ بِالْحَجِّ إحْراماً جَدِيدًا، ويَقِف بعَرَفةَ ثُمَّ يَطُوفُ ويَسْعى ويُحِلّ مِنَ الْحَجِّ، فَيَكُونُ قَدْ تَمَتَّعَ بالعُمْرة فِي أَيَّامِ الْحَجِّ: أَيِ انْتَفَع؛ لِأَنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرَوْن الْعُمْرَةَ فِي أشْهُر الْحَجِّ، فَأَجَازَهَا الْإِسْلَامُ.
وَفِيهِ «أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ طَلَّق إمْرأةً فَمَتَّعَ بِوَليدة» أَيْ أعْطاها أَمَةً، وَهِيَ مُتْعَة الطَّلَاقِ.
وَيُسْتَحَبّ للمطلِّق أَنْ يُعْطِيَ امْرَأَتَهُ عِنْدَ طَلاقِها شَيْئًا يَهَبُها إيَّاه.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الأكْوَع «قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْلَا مَتَّعْتَنَا بِهِ» أَيْ هَلاَّ تَركْتَنا نَنَتَفع بِهِ.
وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْر «التَّمتُّع، والمُتْعة، والاسْتِمتاع» فِي الْحَدِيثِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ «أَنَّهُ كَانَ يُفْتي النَّاسَ حَتَّى إِذَا مَتَعَ الضُّحَى وسَئِم» مَتَعَ النَّهَارُ، إِذَا طَالَ وامْتَدّ وَتَعَالَى.
وَمِنْهُ حَدِيثُ مَالِكِ بْنِ أَوْسٍ «بَيْنَا أَنَا جالسٌ فِي أَهْلِي حِينَ مَتَعَ النهارُ إِذَا رسولُ عُمر، فانْطَلَقْت إِلَيْهِ» .
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ كَعْبٍ والدَّجَّال «يُسَخَّر مَعَهُ جبلٌ مَاتِع، خِلاطُه ثَرِيد» أَيْ طويلٌ شاهِق.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ حرَّم الْمَدِينَةَ ورَخَّص فِي مَتَاع النَّاضِحِ» أَرَادَ أَدَاةَ البَعير الَّتِي تُؤخَذ مِنَ الشَّجَرِ، فَسَّماها مَتاعاً. والمَتَاع: كلُّ مَا يُنْتَفع بِهِ مِنْ عُروض الدُّنْيَا، قَليلها وَكَثِيرِهَا.

الظّن

الظّن:
[في الانكليزية] Suspicion ،opinion ،idea ،presumption ،assumption
[ في الفرنسية] Soupcon ،suspicion ،opinion ،idee ،presomption
بالفتح وتشديد النون الشكّ والظّن والوهم بحسب اللغة يكاد لا يفرّق بينهما كذا في الكرماني. وهو عند الفقهاء التردّد بين أمرين استويا أو ترجّح أحدهما على الآخر. وأمّا عند المتكلمين فالشّكّ تجويز أمرين ليس لأحدهما مزية على الآخر، والظّنّ تجويز أمرين أحدهما أرجح من الآخر والمرجوح يسمّى بالوهم كذا في تيسير القاري في علم القراءة بعد ذكر بحث الإدغام. وفي شرح التجريد الظّنّ ترجيح أحد الطرفين أي الإيجاب والسّلب اعتقادا راجحا لا ينقبض النفس معه عن الطرف الآخر، وهو غير اعتقاد الرجحان فإنّ اعتقاد الرجحان قد يكون جازما بخلاف الظّنّ فإنّه اعتقاد راجح بلا جزم، ولذا يقبل الشّدة والضّعف وطرفاه علم وجهل، فإنّ بعض الظنون أقوى من بعض انتهى. فالظنّ إدراك بسيط والتوهم أمر مغاير له حاصل بعد ملاحظة الطرف الآخر. وما قالوا إنّ الظن إدراك يحتمل النقيض فالمراد أنّه كذلك بالقوة، كذا ذكره السّيّد السّند في الحواشى العضدية، وهكذا في السلم. ثم إطلاق الظّنّ على الاعتقاد الراجح هو المشهور. وقد يطلق الظّنّ بمعنى الوهم كما في التلويح في ركن السّنّة في بيان حكم خبر الواحد. وقد يطلق على ما يقابل اليقين أي الاعتقاد الذي لا يكون جازما مطابقا ثابتا، سواء كان غير جازم، أو جازما غير مطابق، أو جازما مطابقا غير ثابت. وعلى هذا وقع في البيضاوي في تفسير قوله تعالى وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ. وقد يطلق الظّنّ بإزاء العلم على كلّ رأي واعتقاد من غير قاطع وإن جزم به صاحبه كاعتقاد المقلّد والمائل عن الحقّ لشبهة، فيتناول الظّنّ بالمعنى المشهور الجهل المركّب واعتقاد المقلّد، هكذا يستفاد مما في شرح المواقف وحاشية المولوي عبد الحكيم في المقصد الأول من مرصد النظر.
وفي كليات أبي البقاء الظّنّ يكون معناه يقينا وشكّا فهو من الأضداد كالرّجاء يكون خوفا وأمنا، والظّنّ في الحديث القدسي: (أنا عند ظنّ عبدي بي) بمعنى اليقين والاعتقاد.
وعند المنطقيين التردّد الراجح الغير الجازم، وعند الفقهاء هو من قبيل الشك لأنهم يريدون به التردد بين وجود الشيء وعدمه، سواء استويا أو ترجّح أحدهما، والعمل بالظّنّ في موضع الاشتباه صحيح شرعا كما في التحرّي، وغالب الظّنّ عندهم ملحق باليقين وهو الذي تبتني عليه الأحكام، يعرف ذلك من تصفّح كلامهم، وقد صرّحوا في نواقض الوضوء بأنّ الغالب كالمتحقّق وصرّحوا في الطلاق بأنّه إذا ظنّ الوقوع لم يقع، وإذا غلب على ظنّه وقع.
والظّنّ متى لاقى فصلا مجتهدا فيه أو شبهة حكمية وقع معتبرا. وقد يطلق الظّنّ بإزاء العلم على كلّ رأي واعتقاد من غير قاطع، وإن جزم به صاحبه كاعتقاد المقلّد والزائغ عن الحقّ لشبهة، وقد يجيء بمعنى التوقّع كما في قوله تعالى: الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ ولا إثم في ظنّ لا يتكلّم به، وإنّما الإثم في ما يتكلّم به ولا عبرة بالظّنّ البيّن خطاؤه، كما لو ظنّ الماء نجسا فتوضّأ به ثم تبيّن أنّه كان طاهرا جاز وضوؤه. والظّنون تختلف قوة وضعفا دون اليقين انتهى.

الظّنّ متى لاقى فصلا مجتهدا فيه أو شبهة حكمية وقع معتبرا. وقد يطلق الظّنّ بإزاء العلم على كلّ رأي واعتقاد من غير قاطع، وإن جزم به صاحبه كاعتقاد المقلّد والزائغ عن الحقّ لشبهة، وقد يجيء بمعنى التوقّع كما في قوله تعالى: الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ ولا إثم في ظنّ لا يتكلّم به، وإنّما الإثم في ما يتكلّم به ولا عبرة بالظّنّ البيّن خطاؤه، كما لو ظنّ الماء نجسا فتوضّأ به ثم تبيّن أنّه كان طاهرا جاز وضوؤه. والظّنون تختلف قوة وضعفا دون اليقين انتهى.
ثم المقدّمات الظنية أنواع كالمشهورات والمقبولات والمسلّمات والمخيّلات والوهميات والمقرونة بالقرائن كنزول المطر بوجود السحاب الرطب، وتفصيل كلّ في موضعه. والمظنونات وهي القضايا التي يحكم بها العقل حكما راجحا مع تجويز نقيضه، بمعنى أنّه لو خطر بالبال النقيض لجوّزه العقل صادقة كانت أو كاذبة، كما يقال فلان يطوف بالليل، وكلّ من يطوف بالليل فهو سارق. قال المولوي عبد الحكيم في حاشية القطبي: قوله يحكم بها العقل حكما راجحا أي سبب الحكم بها هو الرّجحان، فيخرج المشهورات والمسلّمات والمقبولات ويدخل التجربيّات والمتواترات والحدسيات الغير الواصلة حدّ الجزم انتهى.
وقال الصادق الحلواني في حاشية الطيبي بعد تعريفها بما ذكر: ويندرج فيها المشهورات في بادي الرأي وبعض المشهورات الحقيقية والمسلمات والمقبولات، وكذا التجربيات الأكثرية وما يناسبها من الأخبار القريبة من حدّ التواتر والحدسيات الغير القوية انتهى.

مظنونات

المظنونات: هي القضايا التي يحكم فيها حكمًا راجحًا، مع تجويز نقيضه، كقولنا: فلان يطوف بالليل، وكل من يطوف بالليل فهو سارق، والقياس المركب من المقبولات والمظنونات يسمى: خطابة.

المظنونات

المظنونات: قضايا يحكم بها حكما راجحا مع تجويز نقيضه، نحو فلان يطوف بالليل فهو سارق، والقياس المركب من المقبولات والمظنونات يسمى خطابة.
فصل العين
المظنونات: هِيَ قضايا يحكم فِيهَا حكما راجحا مَعَ تَجْوِيز نقيضه كَقَوْلِنَا فلَان يطوف بِاللَّيْلِ فَهُوَ سَارِق وَالْقِيَاس الْمركب من المظنونات يُسمى خطابية.

الكَعْبُ

الكَعْبُ: كُلُّ مَفْصِلٍ لِلْعِظامِ، والعَظْمُ النَّاشِزُ فَوْقَ القَدَمِ، والنَّاشِزانِ من جانِبَيْها، ج: أكْعُبٌ وكُعوبٌ وكِعابٌ، والذي يُلْعَبُ به،
كالكَعْبَة، ج: كُعْبٌ وكِعابٌ وكَعَباتٌ، وما بينَ الأُنْبُوبَيْنِ من القَصبِ، والكُتْلَةُ مِنَ السَّمْنِ، وَقَدْرُ صُبَّةٍ من اللَّبَنِ، واصْطِلاحٌ لِلحُسَّابِ، والشَّرَفُ والمَجْدُ، وبالضم: الثَّدْيُ.
وكَعَّبْتُهُ تَكْعيباً: رَبَّعْتُه.
والكَعْبَةُ: البَيْتُ الحَرامُ، زادَهُ اللَّهُ تَشْريفاً، والغُرْفَةُ، وكلُّ بَيْتٍ مُربَّعٍ، وبالضم: عُذْرَةُ الجارِيَةِ.
والكُعوبُ: نُهودُ ثَدْيِها،
كالتَّكْعيبِ، والكِعابَةِ والكُعوبَةِ، والفِعْلُ: كَضَرَبَ ونَصَرَ. وجارِيَةٌ كَعابٌ، كسحابٍ، ومُكَعِّبٌ، كمُحَدِّثٍ، وكاعِبٌ.
والإِكْعابُ: الإِسْراعُ.
والكُعْكُبَّةُ: النُّونَةُ من الشَّعَرِ، وهي أن تَجْعَلَ شَعَرها أرْبَعَ قَضائِبَ مَضفورَةً، وتُداخِلَ بَعْضَهُنَّ في بعضٍ، فَيَعُدْنَ كُعْكُبًّا، وضَرْبٌ مِنَ المَشْطِ،
كالكُعْكُبِيَّةِ.
وثَدْيٌ مُكَعِّبٌ ومُكَعَّبٌ ومُتَكَعِّبٌ: كاعِبٌ.
والمُكَعَّبُ: المَوْشِيُّ مِنَ البُرودِ والأَثْوابِ، والثَّوْبُ المَطْوِيُّ الشديدُ الإِدْراجِ، وبهاءٍ: الدَّوْخَلَّةُ. والكَعْبانِ: ابنُ كِلابٍ وابنُ رَبيعَةَ.
والكَعَباتُ، أو ذُو الكَعَباتِ: بَيْتٌ كانَ لِرَبيعَةَ، كانوا يَطوفُــون به.
وكَعَبَ الإِناءَ، كَمَنَعَ: مَلأَهُ،
وـ الثَّدْيُ: نَهَدَ. وذُو الكَعْبِ نُعَيْمُ بنُ سُوَيْدٍ، (وكَعْبُ الحِبْرِ: مَعْرُوفٌ) .

قَمَمَ

(قَمَمَ)
(هـ) فِيهِ «أَنَّهُ حَضَّ عَلَى الصَّدَقَةِ، فَقَامَ رجُلٌ صَغِيرُ القِمَّةِ» القِمَّة بِالْكَسْرِ:
شَخْص الْإِنْسَانِ إِذَا كَانَ قَائِمًا، وَهِيَ الْقَامَةُ. والقِمَّة أَيْضًا وسَط الرَّأْسِ.
وَفِي حَدِيثِ فَاطِمَةَ «أَنَّهَا قَمَّت البيتَ حَتَّى اغْبَرَّت ثِيابُها» أَيْ كَنَسْته. والقُمَامة:
الكُنَاسة. والمِقَمَّة: المِكْنَسة.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «أَنَّهُ قَدم مكّةَ فَكَانَ يَطوف فِي سِكَكِها، فيمرّ بالقوم فيقول:
قُمُّوا فناء كم، حَتَّى مَرَّ بِدَارِ أَبِي سُفيان، فَقَالَ: قُمُّوا فِناءكُم، فَقَالَ: نَعم يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، حَتَّى يَجِيءَ مُهَّانُنا الْآنَ، ثُمَّ مَرَّ بِهِ فَلَمْ يَصْنَع شَيْئًا، ثُمَّ مَرَّ ثَالِثًا، فَلَمْ يَصْنَع شيئاَ، فوَضَع الدِّرَّة بَيْنَ أُذُنَيْه ضَرْباً، فَجَاءَتْ هِند وَقَالَتْ: وَاللَّهِ لَرُبَّ يومٍ لَوْ ضَرَبْتَه لاقْشَعَرّ بَطْنُ مَكَّةَ، فَقَالَ: أجَلْ» .
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ سِيرِينَ «أَنَّهُ كَتَبَ يَسْألُهم عَنِ المُحاقَلة، فَقِيلَ: إِنَّهُمْ كَانُوا يَشْتَرطون لِرَبِّ الْمَاءِ قُمَامَةَ الجُرُن» أَيِ الكُساحة والكُنَاسة، والجُرُنُ: جمْع جَرين وَهُوَ الْبَيْدَرُ. (س) وَفِيهِ «أنَّ جَمَاعَةً مِنَ الصَّحَابَةِ كَانُوا يَقُمُّون شَوَارِبهم» أَيْ يَسْتَأصِلُونها قَصّاً، تَشْبيهاً بقَمِّ الْبَيْتِ وكَنْسه.

كَوْكَبَ

(كَوْكَبَ)
(س) فِيهِ «دَعا دَعْوة كَوْكَبِيَّة» قِيلَ: كَوْكَبِيَّة: قَرْية ظَلَم عَامِلُها أهلَها فَدَعوا عَلَيْهِ فَلَمْ يَلْبَث أنْ مَاتَ، فَصَارَتْ مَثَلًا.
(س) وَفِيهِ «أنَّ عُثْمَانَ دُفنَ بِحْشّ كَوْكَب» كَوْكَب: اسْمُ رجُل أُضِيف إِلَيْهِ الْحِشّ وَهُوَ الْبُسْتَانُ. وكَوْكَب أَيْضًا: اسْمُ فَرَسٍ لِرَجُلٍ جَاءَ يَطوفُ عَلَيْهِ بِالْبَيْتِ فكُتِب فِيهِ إِلَى عُمر، فَقَالَ: امْنَعُوه.

أَنى

(أَنى) تَأَخّر وَأَبْطَأ وَفِيه قصر وَالشَّيْء أَخّرهُ
(أَنى) : أَنَيْتَ عَنِّي اليومَ إِنىً شَدِيداً: أًي أَبْطَأْتَ، مثل: آنَيْتَ وأَنَّيْتَ.
(أَنى)
تكون شَرْطِيَّة بِمَعْنى أَيْن نَحْو أَنى تبحث تَجِد فَائِدَة واستفهامية بِمَعْنى من أَيْن نَحْو {يَا مَرْيَم أَنى لَك هَذَا} وَبِمَعْنى مَتى نَحْو أَنى جِئْت وَبِمَعْنى كَيفَ نَحْو {أَنى يحيي هَذِه الله بعد مَوتهَا}

(أَنى)
أنيا وإنى وأناة حَان وَقرب يُقَال أَنى لَك أَن تفعل وألم يَأن لَك أَن تفعل وَأدْركَ ونضج يُقَال انْتظر إنى الطَّعَام وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {غير ناظرين إناه} وتمهل وترفق والسائل بلغ غَايَة الْحَرَارَة وَالشَّيْء أنيا تَأَخّر وَأَبْطَأ
أَنى
: (ي (} أَنَى الشَّيءُ {أَنْياً) ، بالفتْحِ، (} وأناءً) ، كسَحابٍ؛ كَمَا فِي النسخِ والصَّوابُ {أَنَّى مَفْتوحاً مَقْصوراً كَمَا فِي المُحْكَم؛ (} وإنىً، بالكسْرِ) مَقْصوراً، (وَهُوَ {أَنِيٌّ، كغَنِيَ) : أَي (حانَ.
(و) إنَى أَيْضاً: أَي (أَدْرَكَ) ؛ وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {غَيْر ناظِرِينَ} إناءهُ} ؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
(أَو خاصٌّ بالنَّباتِ) ؛ قالَ الفرَّاءُ: يقالُ: أَلَمْ {يَأْنِ لكَ وأَلَمْ} يَئِنْ لَك وألم ينل. وأَجْوَدُهُنَّ مَا نَزَلَ بِهِ القُرْآن، يعْنِي قَوْلَه تَعَالَى: {أَلَمْ يَأْنِ للَّذين آمَنُوا} ؛ هُوَ من أَنَى {يَأْني.
وآنَ لَكَ أَنْ تَفْعَلَ} وأَنَى لَكَ ونَالَ وأنال لَكَ، كُلُّهُ بمعْنىً واحِدٍ أَي حانَ لَكَ.
وَفِي حدِيثِ الهجْرَةِ: (هَل أَنَى الرَّحيلُ) ، أَي حانَ وَقْتُه؛ وَفِي رِوايَةٍ: (هَل آنَ) ، أَي قَرُبَ.
وقالَ ابنُ الأَنْبارِي: الأَنَى من بلُوغِ الشيءِ مُنْتهاه، مَقْصورٌ يُكْتَبُ بالياءِ، وَقد أَنَى يَأْني؛ قالَ عَمْرُو بنُ حَسَّان:
تَمَخَّضَتِ المَنُونُ لَهُ بيَوْمٍ
أَنى ولكُلِّ حامِلَةٍ تَمامُأَي أَدرَكَ وبَلَغَ.
(والاسمُ: {الأَناءُ، كسَحابٍ) ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للحُطَيْئة:
وأَخَّرت العَشاءَ إِلَى سُهَيْل
أَو الشِّعْرى فطالَ بيَ الأَناءُ قُلْتُ: هُوَ اسمٌ مِن} آناهُ {يُؤْنِيه أذا أَخَّرَه وحَبَسَهُ وأَبْطَأَه؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ؛ وسِياقُ المصنِّف يَقْتَضي أنَّه اسمٌ من أَنَى يَأْني وليسَ كَذلِكَ، ويدلُّ على ذلِكَ رِوايَةُ بعضِهم.
} وآنَيْتُ العَشاءَ إِلَى سُهَيْلٍ فتأَمَّل.
(و) {الإناءُ، (بالكسْرِ) والمدِّ: (م) مَعْروفٌ، (ج} آنِيَةٌ) ، كرِدَاءٍ وأَرْدِيَةٍ، (وأَوانٍ) جَمْعُ الجَمْعِ كسِقاءٍ وأَسقِيَةٍ وأَساقٍ، وإنَّما سُمِّي الإناءُ! إِنَاء لأنَّه قد بَلَغَ أنْ يُعْتَمل بِمَا يُعانَى بِهِ من طَبْخٍ أَو خَرْزٍ أَو نِجَارَةٍ، والألِفُ فِي آنِيَةٍ مُبْدلةٌ مِن الهَمْزةِ وليسَتْ بمخَفَّفَةٍ عَنْهَا لإنْقِلابِها فِي التّكْسِير واواً، وَلَوْلَا ذلِكَ لحكم عَلَيْهِ دونَ البَدَلِ لأَنَّ القَلْبَ قياسِيٌّ والبَدَلَ مَوْقوفٌ. ( {وأَنَى الحميمُ) } أَنْياً: (انْتَهَى حَرُّهُ، فَهُوَ {آنٍ) ؛ وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {يَطُوفــونَ بَيْنها وبينَ حَمِيمٍ آنٍ} ، كَمَا فِي الصِّحاح.
وقيلَ: أَنَى الماءُ: سَخُنَ وبلغَ فِي الحرَارَةِ؛ وقوْلُه تَعَالَى: {تُسْقَى مِن عينٍ} آنِيَةٍ} ، أَي مُتناهِيَةٍ فِي شدَّة الحرِّ؛ وكذلِكَ سائِرُ الجواهِر (وبَلَغَ هَذَا) الشَّيءُ ( {أَناهُ) ، بالفتْحِ (ويُكْسَرُ) : أَي (غايَتَهُ، أَو نُضْجَهُ وإِدراكَهُ) وبلوغَهُ؛ وَبِه فُسِّرَ قَوْله تَعَالَى: {غَيْر ناظِرينَ إناهُ} .
(} والأناةُ، كقَناةٍ: الحِلْمُ والوَقارُ، {كالأَنَى) ، كعلى؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي:
الرِّفْقُ يُمْنٌ والأَناةُ سَعادةٌ (و) قالَ الأصْمعيُّ:} الأَناةُ مِن النِّساءِ: (المرْأَةُ) الَّتِي (فِيهَا فُتُورٌ عِنْدَ) ، ونَصّ الأصْمعيّ عَن، (القيامِ) {وَتَأَنٍّ، قالَ أَبو حيَّة النميري:
رَمَتْه} أَناةٌ من رَبيعَةِ عامِرٍ
نَؤُومُ الضُّحَى فِي مَأْتَمٍ أَيِّ مَأْتَم والوَهْنَانَةُ نَحْوها.
وقالَ سِيْبَوَيْهِ: أَصْلُه وَناةٌ مثْلُ أَحَدَ ووَحَد، من الوَنَى، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وقالَ الليْثُ: يقالُ للَمَرْأَةِ المُبارَكَةِ الحَلِيمةِ المُواتِيةِ أَناةٌ، والجَمْعُ أَنواتٌ. قالَ: وقالَ أَهْلُ الكُوفَةِ إِنَّما هِيَ الوَناةُ مِن الضَّعْفِ، فهَمَزُوا الواوَ.
وقالَ أَبو الدُّقَيْش: هِيَ المُبارَكَة، وقيلَ: هِيَ الرَّزِينَةُ لَا تَصْخَبُ وَلَا تُفْحِشُ؛ قالَ الشاعِرُ: أَناةٌ كأنَّ المِسْكَ تَحْتَ ثيابِها
وريحَ خُزامَى الطَّلِّ فِي دَمِثِ الرَّمْل (ورجُلٌ آنٍ) ، على فاعلٍ: (كثيرُ الحِلْمِ) والأناةِ.
( {وأَنِيَ) الرَّجُلُ، (كسَمِعَ) أنياً (} وتَأَنَّى) {تأَنِّياً (} واسْتَأْنَى) : أَي (تَثَبَّتَ) .
وَفِي الصِّحاح: {تَأَنَّى فِي الأَمْرِ، أَي تَنَظَّرَ وتَرَفَّقَ.
} واسْتأْنَى بِهِ: أَي انْتَظَرَ بِهِ. يقالُ: {اسْتُؤْنيَ بِهِ حَوْلاً؛ والاسمُ الأَناةُ، كقَناةٍ. يقالُ:} تَأَنَّيْتُكَ حَتَّى لَا أَناةَ بِي، انتَهى.
وَفِي حدِيثِ غزْوَةِ حُنَيْن: (وَقد كنتُ {اسْتَأْنَيْتُ بكُم) ، أَي انْتَظَرْتُ وتَرَبَّصْتُ.
وقالَ اللَّيْثُ: اسْتَأَنَيْتُ بفلانٍ، أَي لم أُعْجِلْه.
ويقالُ:} اسْتَأْنِ فِي أَمْرِكَ، أَي لَا تَعْجَل؛ وأَنْشَدَ:
اسْتَأْن تَظْفَرْ فِي أُمورِكَ كلِّها
وَإِذا عَزَمْتَ على الهَوى فتَوَكَّلِ (وأَنَى) الرَّجُلُ ( {أُنِيّاً، كجَثَى جُثِياً، و) } أَنِيَ {إنىً مثْلُ (رَضِيَ رِضاً، فَهُوَ} أَنِيُّ) ، كغَنِيَ: (تأَخَّرَ وأَبْطَأَ) .
وقالَ اللَّيْثُ: أَنَى الشيءُ يَأْنِي أُنِيّاً إِذا تَأَخَّر عَن وَقْتِه؛ وَمِنْه قَوْله:
والزادُ لَا آنٍ وَلَا قَفارُ أَي لَا بطيءٌ وَلَا جَشِبٌ غَيْر مَأْدُومٍ؛ وَمن هَذَا يقالُ: تَأَنَّى فلانٌ إِذا تمَكَّثَ وتَثَبَّتَ وانْتَظَرَ.
وشاهِدُ أَنِيّ، كغَنِيَ، قَوْل ابْن مُقْبِل:
ثمَّ احْتَمَلْنَ! أَنِيّاً بعد تَضْحِيَةٍ
مِثْل المَخارِيفِ من جَيلانَ أَو هَجَرا ( {كأَنَّى} تَأنِيَةً) . يقالُ: {أَنَّيْتُ الطَّعامَ فِي النارِ، إِذا أَطَلْت مكْثَه؛} وأَنَّيْتُ فِي الشيءِ: إِذا قَصَّرْت فِيهِ، ورَوَى أَبو سعيدٍ بيتَ الحُطَيْئة:
وأَنَّيْتُ العَشاءَ إِلَى سُهَيْلٍ ( {وآنَيْتُهُ} إِيناءً) : أَخَّرْته وحَبَسْته وأَبْطَأْت بِهِ. يقالُ: لَا {تُؤْنِ فُرْصَتَك، أَي لَا تُؤَخّرها إِذا أَمْكَنَتْك.
وكلُّ شيءَ أَخَّرتَه فقد} آنَيْتَه؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للكُمَيْت:
ومَرْضوفةٍ لم تُؤْنِ فِي الطَّبْخِ طاهِياً
عَجِلْتُ إِلَى مُحْوَرِّها حِينَ غَرغَراوالاسمُ مِنْهُ {الأَناءُ كسَحابٍ؛ وَمِنْه قَوْلُ الحُطَيْئة:
} وآنَيْتُ العَشاءَ إِلَى سُهَيْلٍ وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: {آنَيْتُ وأَنَّيْتُ بمعْنىً واحِدٍ.
وَفِي حديثِ صلاةِ الجُمْعَةِ (رأَيْتك آنَيْتَ وآذَيْتَ) . قالَ الأصْمعيُّ: أَي أَخَّرْتَ المَجِيءَ وأَبْطَأْتَ وآذَيْتَ الناسَ بتَخَطِّي الرِّقاب.
(} والأَنْيُ) ، بالفتْحِ (ويُكْسَرُ) ، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عَن أَبي عبيدَةَ، ( {والأَناءُ) ، كسَحابٍ؛ كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ} الإنْيُ بالكَسْرِ مَقْصوراً نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عَن الأخْفَش؛ (والإِنْوُ، بالكسْرِ) حَكَاها الفارِسِيُّ عَن ثَعْلَب، وَقد أَفْرَدَها المصنِّفُ بتَرْجَمَةٍ، وحَكَاها أَيْضاً الأَخْفَشُ؛ (الوَهْنُ والسَّاعَةُ من اللّيْلِ، أَو ساعَةٌ مَّا) أَيّ ساَعةٍ كانتْ (مِنْهُ) .
يقالُ: مَضَى إنْيانِ مِنَ الليْلِ وإِنْوانِ.
وَفِي التَّنْزيلِ: {ومِن {آناءِ الليْلِ} ؛ قالَ أَهْلُ اللغةِ مِنْهُم الزجَّاجُ:} آناءُ الليلِ ساعَاتُه، واحِدُها إِنْيٌ {وإِنىً، فمَنْ قالَ} إنيٌ فَهُوَ مثْلُ نِحْيٍ وأَنْحاءٍ، ومَنْ قالَ {إِنىً فَهُوَ مْثلُ مِعىً وأَمْعاءٍ؛ قالَ المُتَنَخِّلُ الهُذَليُّ:
السالكُ الثَّغْرَ مَخْشِيّاً مَوارِدُه
فِي كُلِّ إِنْيٍ قَضاهُ الليْلُ يَنْتَعِلُقالَ الأزْهرِيّ: كَذَا رَوَاهُ ابنُ الأنْبارِي؛ وأَنْشَدَه الجَوْهرِيُّ:
حُلْو ومُرٌّ كقِدْحِ العَطْفِ مِرَّتُه
فِي كلِّ إنْيٍ قَضاه الليلُ يَنْتَعِلُوقالَ ابنُ الأنْبارِي: واحِدُ آناءِ الليْلِ على ثلاثَةِ أَوْجُه: أنْي بسكونِ النونِ، وإِنىً بكسْرِ الألفِ، وأَنىً بفتْحِ الألفِ؛ وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابيِّ فِي} الإِنَى:
أَتَمَّتْ حَمْلَها فِي نصفِ شهْرٍ
وحَمْلُ الحامِلاتِ إنىً طويلُومَضَى إنْوٌ مِن الليْلِ: أَي وَقْتٌ، لُغَةٌ فِي إنْي.
قالَ أَبو عليَ: وَهَذَا كقَوْلهم جَبَوْت الخَراجَ جِباوَةً، أُبْدِلَتِ الواوُ من الياءِ.
( {والإِنَى، كإلَى وعَلى: كُلُّ النَّهارِ، ج آناءٌ) ، بالمدِّ.
(} وأُنِيٌّ {وإِنيٌّ) ، كعُتِيَ بالضمِّ والكسْرِ؛ وَمِنْه قَوْلُ الشاعِرِ:
يَا لَيْتَ لي مِثْلَ شَرِيبي مِنْ نُمِيّ
وهُوَ شَرِيبُ الصِّدْقِ ضَحَّاكُ} الأُنِيُّ يقولُ: فِي أَيِّ ساعَةٍ جِئْته وَجَدْته يَضْحَك.
(! وأُنَا، كَهُنا أَو كَحَتَّى، أَو بكَسْرِ النونِ المُشَدَّدَةِ: بِئْرٌ بالمَدينَةِ لبنِي قُرَيْظَةَ) ، وَهُنَاكَ نَزَلَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لمَّا فَرَغَ مِن غزْوَةِ الخنْدَقِ وقَصَدَ بَني النَّضِير؛ قالَهُ نَصْر وضَبَطَه بالضمِّ وتَخْفيفِ النُّونِ. وَمِنْهُم مَنْ ضَبَطَه بالموحَّدَةِ كحَتَّى وَقد تقدَّمَ.
(و) {أُنَا، كهُنَا: (وادٍ بطَريقِ حاجِّ مِصْرَ) قُرْبَ السَّواحِل بينَ مَدْيَن والصَّلا؛ عَن نَصْر؛ وَإِلَيْهِ يُضَافُ عينُ} أُنَى؛ وبعضُهم يقولُ: عينُ وَنَى.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
أَنَى يَأْنى أَنْياً: إِذا رَفَقَ، {كتَأَنىَّ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
وحكَى الفارِسِيُّ: أَتَيْتَه} آنِيَةً بعد آنِيَةٍ، أَي تارَةً بعد تارَةٍ.
قالَ ابنُ سِيدَه: وأُراهُ بَنى من الإِنَى فاعِلَة، والمَعْروفُ آوِنَة.
ويقالُ: لَا تَقْطَعْ {إنَاتَك، بالكسْرِ، أَي رَجاكَ} وآناهُ: أَبْعَده مِثْل {أَناءه؛ وأَنْشَدَ يَعْقوبُ للسلمية:
عَن الأَمْرِ الَّذِي} يُؤْنِيكَ عَنهُ
وعَن أَهْلِ النَّصِيحةِ والودادِويَقُولُونَ فِي الإنْكارِ والاسْتِبعادِ: {إِنَيْه، بكسْرِ الألِفِ والنُّونِ وسكونِ الياءِ بَعْدها هَاء، حَكَى سِيْبَوَيْه: أنَّه قيلَ لأَعرابيَ سَكَنَ البَلَدَ: أَتَخْرج إِذا أخْصَبَتِ البادِيَةُ؟ فقالَ: أَأنا إِنِية؟ يعْنِي أَتَقُولُونَ لي هَذَا القَوْل وأَنا مَعْروفٌ بِهَذَا الفِعْل؟ أَنْكَر اسْتِفهامَهم إيَّاه. وَهَذِه اللَّفْظَةُ قد وَرَدَتْ فِي حدِيثِ جُلَيْبِيب فِي مُسْندِ أَحْمد، وفيهَا اخْتِلافٌ كثيرٌ، رَاجع النِّهَايَة.
} وآنِيُ بالمدِّ وكسْرِ النونِ: قَلْعَةٌ حَصِينَةٌ، ومَدينَةٌ بأَرْضِ إرْمِينِيَة بينَ خلاط وكنجة، عَن ياقوت.

البَسُّ

البَسُّ: السَّوْقُ اللَّيِّنُ، واتِّخَاذُ البَسِيسَةِ، بأن يُلَتَّ السَّويقُ أو الدَّقيقُ أو الأَقِطُ المَطْحُونُ بالسَّمْنِ أو الزَّيْتِ، وزَجْرٌ للإِبِلِ بِبِسْ بِسْ،
كالإِبْساس، وإرْسالُ المالِ في البلاد، وتَفْريقُها، والطَّلَبُ، والجَهْدُ، والهِرَّةُ الأهْليَّةُ، والعامَّةُ تَكْسِرُ الباء، الواحِدَةُ: بهاء.
وجاء به من حَسِّهِ وبَسِّهِ، مُثَلَّثَي الأوَّل: مِنْ جَهْدِهِ وطَاقَتِهِ.
ولأَطْلُبَنَّهُ من حَسِّي وبَسِّي: جَهْدِي وطاقَتي.
وبَسْ، بمعنَى: حَسْبُ، أو هو مُسْتَرْذَلٌ، وبَطْنٌ من حِمْيَرَ منهم أبو مِحْجَنٍ تَوْبَةُ بنُ نَمِرٍ البَسِّيُّ قاضي مِصْرَ.
والبَسُوسُ: الناقَةُ التي لا تَدُِرُّ إلاَّ على الإِبْسَاسِ، أي: التَّلَطُّفِ بأن يقال لها بَسْ بَسْ، تسكيناً لها، وامرأة مَشْؤُومةٌ، أُعْطِيَ زَوْجُها ثَلاَثَ دَعَواتٍ مُسْتَجاباتٍ، فقالت: اجْعَل لِي واحِدَةً: قال: فَلَكِ، فماذا ترِيدِينَ؟ قالت: ادْعُ اللهَ أن يجْعَلَنِي أجْمَلَ امرأةٍ في بَنِي إسرائيل. فَفَعَلَ، فَرَغِبَتْ عنه، فأرادتْ سَيِّئاً، فدعا اللهَ تعالى عليها أن يجْعَلَهَا كَلْبَةً نَبَّاحَةً. فجاء بنُوها، فقالوا: ليس لنا على هذا قرارٌ يُعَيِّرُناها الناسُ، ادْعُ اللهَ أن يَرُدَّهَا إلى حالِهَا، ففعَلَ، فَذَهَبَت الدَّعَوَاتُ بِشُؤْمِهَا.
وبَسَّ في مالِهِ بَسّاً: ذَهَبَ شيءٌ من ماله.
وبَسْ بِسْ، مُثَلَّثينِ: دُعاءٌ للغَنَمِ.
وبُسٌّ، بالضم: جبلٌ قُرْبَ ذَاتِ عِرْقٍ، وأرضٌ لبني نَصْرِ بنِ مُعَاوِيَةَ، وبيتٌ لِغَطَفَانَ، بناهُ ظالمُ بنُ أسْعَدَ، لما رَأى قُرَيْشاً يَطُوفُــونَ بالكعبةِ، ويَسْعَوْنَ بينَ الصَّفَا والمَرْوَةِ، فَذَرَعَ البيتَ، وأخذ حَجَراً من الصَّفا وحجراً من المَرْوَة، فَرَجَعَ إلى قومه، فَبَنَى بيتاً على قَدْرِ البيتِ، ووضَعَ الحَجَرَيْنِ، فقال: هذانِ الصَّفا والمَرْوَةُ، فاجْتَزَؤُوا به عن الحَجِّ، فأغارَ زُهَيْرُ بنُ جَنابٍ الكَلْبِيُّ، فَقَتَلَ ظالماً، وهَدَمَ بناءَهُ،
والبَسْبَسُ: القَفْرُ الخالِي، وشجرٌ تُتَّخَذُ منه الرِّحالُ، أو الصوابُ: السَّبْسَبُ، وابنُ عَمْرو الصحابيُّ.
والتُّرَّهاتُ: البَسابِسُ، وبالإِضافة: الباطِلُ،
والبَسْبَاسَةُ: شَجَرَةٌ تَعْرِفُهَا العربُ، ويَأْكُلُهَا الناسُ والماشِيَةُ، نَذْكُرُ بها رِيحَ الجَزَرِ وطَعْمَه إذا أكلتَها، وأوراقٌ صُفْرٌ تُجْلَبُ من الهِنْدِ، وهذه هي التي تَسْتَعْمِلها الأطِبَّاء.
وبَسْباسَةُ: امرأةٌ من بني أسَدٍ.
والباسَّةُ والبَسَّاسَةُ: مكةُ شَرَّفَها اللهُ تعالى.
و {بُسَّتِ الجِبال} : فُتِّتَتْ، فصارتْ أرْضاً،
والبَسِيسُ: القليلُ من الطعامِ، وبهاءٍ: الخُبْزُ يُجَفَّفُ، ويُدَقُّ ويُشْرَبُ، والإِيكالُ بينَ الناسِ بالسِّعايَةِ.
والبُسُسُ، بضمتين: الأَسْوقَةُ المَلْتُوتَةُ، والنُّوقُ الآنِسَةُ، والرُّعاةُ.
وبَسْبَسَ: أسْرَعَ،
وـ بالغنمِ أو الناقةِ: دَعاها، فقال: بُسْ بُسْ،
وـ الناقةُ: دامَتْ على الشيء.
(وبُسَيْسٌ الجُهَنيُّ: صحابيٌّ) .
وتَبَسْبَسَ الماء: جرى.
والانْبِسَاسُ: الانْسِيَابُ.
وأبَسَّ بالمَعَزِ إبْساساً: أشْلاها إلى الماء.

عَسُسَ

(عَسُسَ)
(س) فِيهِ «أَنَّهُ كَانَ يَغْتَسِلُ فِي عُسٍّ حَزْرَ ثَمَانِيَةِ أَرْطَالٍ أَوْ تِسْعَةٍ» العُسّ:
القَدَح الْكَبِيرُ، وجمعُه: عِسَاس وأَعْسَاس.
وَمِنْهُ حَدِيثُ المِنْحة «تغْدُو بعُسٍّ وترُوح بعُسٍّ» وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُهُ فِي الْحَدِيثِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «أَنَّهُ كَانَ يَعُسُّ بِالْمَدِينَةِ» أَيْ يَطُوف بِاللَّيْلِ يحرسُ الناسَ ويكْشِفُ أهلَ الرَّيبَة. والعَسَس: اسمٌ مِنْهُ، كالطَّلَب. وَقَدْ يَكُونُ جَمْعًا لعَاسٍّ، كحارِسٍ وحَرَسٍ.

العِنقاشُ

العِنقاشُ، بالكسر: اللَّئيمُ الوَغْدُ، والذي يطوفُ في القُرَى يَبيعُ الأشْيَاءَ.
والعَنْقَشَةُ: التَّعَلُّقُ بالشيءِ، وبلا هاءٍ: الهُزالُ.
وتَعَنْقَشَ: تَلَوَّى، وتَشَدَّدَ. وكجَعْفَرٍ: اسْمٌ.

الطَّيْف

الطَّيْف: الغَضَبُ، والجُنونُ، والخَيالُ الطائِفُ في المَنامِ، أو مَجيئهُ في المَنامِ. وطافَ الخَيالُ يَطيفُ طَيْفاً ومَطافاً، ويَطوفُ طَوْفاً، وإنما قيل لطائِفِ الخَيالِ: طَيْفٌ، لأَنّ أصْلَهُ: طَيِّفٌ، كمَيِّتٍ ومَيْتٍ، من ماتَ يَموتُ. وابنُ الطَّيْفَانِ، كالحَيْرَانِ: خالِدُ بنُ عَلْقَمَةَ، شاعِرٌ، وطَيْفانُ: أُمُّه. وابنُ الطَّيْفانِيَّة: عَمْرُو بنُ قَبيصَةَ، أحَدُ بني دارِمٍ، وهي أُمُّه.
وطَيَّفَ تَطْييفاً،
وطَوَّفَ: أكْثَرَ الطوافَ.

التَّمَتُّع

التَّمَتُّع: أَن يعْتَمر، ثمَّ يحجّ.
التَّمَتُّع: الِانْتِفَاع. وَفِي الْفِقْه هُوَ الْجمع بَين أَفعَال الْحَج وَالْعمْرَة فِي أشهر الْحَج فِي سنة وَاحِدَة بإحرامين بِتَقْدِيم أَفعَال الْعمرَة من غير أَن يلم بأَهْله إلماما صَحِيحا. وَطَرِيقه أَن يحرم بِعُمْرَة من الْمِيقَات فــيطوف الْبَيْت للْعُمْرَة وَيسْعَى بَين الصَّفَا والمروة ويحلق أَو يقصر وَقد حل من الْعمرَة إِذا لم يسق الْهَدْي مَعَ نَفسه وَيقطع التَّلْبِيَة بِأول الطّواف أَي حِين اسْتَلم الْحجر الْأسود فِي أول شوط ثمَّ يحرم بِالْحَجِّ يَوْم التَّرويَة من الْحرم ويحج ويذبح وَإِن كَانَ عَاجِزا عَن الذّبْح يَصُوم ثَلَاثَة آخرهَا يَوْم عَرَفَة وَسَبْعَة إِذا فرغ من أَفعَال الْحَج وَإِذا سَاق الْهَدْي لَا يكون حَلَالا فَبعد الْفَرَاغ عَن أَفعَال الْعمرَة يحرم بِالْحَجِّ ويسوق الْهَدْي - فَإِذا حلق يَوْم النَّحْر حل عَن إحراميه والإلمام الْعود إِلَى بَلَده.

قَضَاء الْحَاجة

(بَاب قَضَاء الْحَاجة)
يُقالُ: أَسْوَأَ الرجلَ وخَرِئَ [يَا] هَذَا: إِذا أَحْدَثَ، خِراءَةً وخُراءاً. والخُرْءُ والخُرْءانُ للجميعِ. ويُقالُ: رماهُ القومُ بخُرْءانِهِمْ. ويُقالُ: طافَ يطوفُ طَوْفاً. ويُقالُ: يَبِسَ طَوْفُهُ فِي بطنِهِ. وَجَاء فِي الحَدِيث: (لَا تُدافِعوا الطَّوْفَ فِي الصلاةِ) (136) . ويُقالُ: عَسِرَ عَلَيْهِ خُروجُ طَوْفِهِ. وَجَاء فِي الحَدِيث: (لَا يتحدثنَّ اثنانِ على طَوْفِهِما) (137) . ويُقالُ: قدِ اطَّافَ يطَّافُ اطِّيافاً. وقالَ الشاعرُ فِي الطوفِ:

كَعْب

كَعْب
: (الكَعْبُ: كُلّ مَفْصِل للْعِظامِ. و) من الإِنسانِ: مَا أَشْرَفَ فوقَ رُسْغِه عندَ قَدَمِهِ، وَقيل: هُوَ (العَظْمُ النّاشِزُ فَوْقَ القَدَمِ) ، وَقيل: هُوَ الْعظم النّاشِزُ عِنْد مُلْتَقَى السّاقِ والقَدَمِ، وأَنكر الأَصْمَعِيُّ قولَ النّاس إِنّه فِي ظَهْرِ القَدَم. وَذهبقومٌ إِلى أَنَّهما العَظْمانِ اللَّذانِ فِي ظَهْرِ القَدَمِ، وَهُوَ مَذهَبُ الشِّيعَةِ، وَمِنْه قَول يَحْيَى بْنِ الحارِث: رأَيتُ القَتْلَى يومَ زَيْدِ بْنِ عليَ، فرأَيْتُ الكِعَابَ فِي وَسَطِ القَدَمِ. (و) قيل: الكَعْبَانِ، من الإِنسان: العَظْمانِ (النّاشِزَانِ من جانِبَيْهَا) ، أَي: القَدَمِ. وَفِي حَدِيث الإِزَار: (مَا كانَ أَسْفَلَ من الكَعْبَيْنِ، فَفِي النّارِ) ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ} (الْمَائِدَة:) ، قرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ، وأَبُو عَمْرٍ و، وأَبُو بَكْرٍ عَن عَاصِم، وحمزةُ: (وأَرْجُلِكُم) خَفْضاً، والأَعْشَى عَن أَبي بَكْرٍ، بالنَّصْب مثل حَفْصٍ. وقرأَ يَعقوب، والكِسَائيُّ، ونافِعٌ، وابنُ عامرِ: (وأَرْجُلَكُمْ) نصبا؛ وَهِي قراءةُ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَكَانَ الشّافعيُّ يقرأُ: (وَأَرْجُلَكُمْ) واخْتَلَف النّاسُ فِي الكَعْبَيْنِ، وسأَل ابْنُ جابِرٍ أَحمدَ بْنَ يَحْيَى عَن الكَعْبِ، فأَوْمَأَ ثَعلبٌ إِلى رِجْلِه، إِلى المَفْصِل مِنْهَا، بسَبَّابَتِه، فوضَع السَّبّابَة عَلَيْهِ، ثمَّ قَالَ: هاذا قولُ المُفَضَّلِ، وابْنِ الأَعْرابِيّ. قَالَ: وأَومأَ إِلى النّاتِئَيْنِ، وَقَالَ: هاذا قولُ أَبي عَمْرِو بْنِ العلاءِ، والأَصْمَعِيّ قالَ: وكُلٌّ قد أَصابَ. كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب.
(ج: أَكْعُبٌ، وكُعُوبٌ، وكِعَابٌ) .
(و) قَالَ اللِّحْيَانيُّ: الكَعْبُ (الَّذِي يُلْعَبُ بِهِ) ، وَهُوَ فَصُّ النَّرْدِ، (كالكَعْبَةِ) ، بزيادةِ الهاءِ، (ج كُعْبٌ) ، بالضَّمِّ، (وكِعَابٌ) بالكَسْرِ، (وكَعَبَاتٌ) محرّكةُ، الأَوّل والثّالث جمع الكَعْبَة، لم يَحْكِ ذالك غيرُه، كَقَوْلِك: جَمْرَةٌ وجَمَرَات، والثّاني جمع الكَعْب، والمُصَنِّف خلطَ فِي الجُمُوع، وَلم يُنبِّه عَلَيْهِ شيخُنا على عَادَته فِي بعض الْمَوَاضِع، وَفِي الحَدِيث: أَنّه (كَانَ يَكْرَهُ الضَّرْبَ بالكِعابِ) واحدتُها: كَعْبٌ، واللَّعِبُ بهَا حَرَامٌ، وكَرِهَهَا عامَّةُ الصَّحابةِ. وَفِي حديثٍ آخَرَ: (لَا يُقَلِّبُ كَعَبَاتِها أَحَدٌ يَنْتَظِرُ مَا تَجِيءُ بِهِ إِلاّ لَمْ يَرَحْ رائحةَ الجَنَّةِ) ، هِيَ جمع سَلامَة للكَعْبَة، كَذَا فِي النّهاية، وَنَقله ابْنُ مَنْظُور وغيرُهُ.
(و) من المَجَازِ: قَنَاةٌ لَدْنَةُ الكُعُوبِ، جمعُ كَعْبٍ، هُوَ عُقْدَةُ (مَا بَيْنَ الأُنْبُوبَيْنِ من القَصَبِ) والقَنَاةِ. وقيلَ: هُوَ أُنْبُوبُ مَا بَيْنَ كُلِّ عُقْدَتَيْنِ. وَقيل: هُوَ طَرَفُ الأُنْبُوبِ النّاشِزُ، وجمعُه: كُعُوبٌ، وكِعَابٌ. أَنشد ابْنُ الأَعْرابِيِّ:
وأَلْقَى نَفْسَهُ وهَوَيْنَ رَهْواً
يُبَارِينَ الأَعِنَّةَ كالكِعابِ
يَعْنِي: أَنَّ بعضَها يَتلُو بَعْضًا، ككِعَابِ الرُّمْح. ورُمْحٌ بكَعْبٍ واحدٍ: مُسْتَوِي الكُعُوبِ، لَيْسَ لَهُ كَعْبٌ أَغْلَظُ من آخَرَ. قَالَ أَوْسُ بْنُ حَجَرٍ يصفُ قَنَاةً مستويةَ الكُعُوبِ:
تَقَاكَ بكَعْبٍ واحدٍ وتَلَذُّهُ
يَدَاكَ إِذَا مَا هُزَّ بالكَفِّ يَعْسِلُ
(و) من الْمجَاز: الكَعْبُ: (الكُتْلَةُ من السَّمْن) .
(و) الكَعْب أَيضاً: (قَدْرُ صُبَّةِ) بالضَّمّ (من اللَّبَنِ) والسَّمْنِ، وَمِنْه قولُ عَمْرِو بْنِ مَعْدِيكرِبَ قَالَ: نَزَلْتُ بقومٍ فأَتَوْنِي بقَوْسٍ وثَوْرٍ وكَعْبٍ وتِبْنٍ فِيهِ لَبَنٌ. فالقَوْسُ: مَا يَبْقَى فِي أَصْل الجُلَّةِ من التَّمْر. والثَّوْرُ: الكُتْلَةُ من الأَقِطِ. والكَعْبُ: الصُّبَّةُ من السَّمْنِ. والتِّبْنُ: القَدَحُ الْكَبِير. وَفِي حَدِيث عائشةَ، رَضِي الله عَنْهَا: (إِنْ كانَ لَيُهْدَى لَنَا القِنَاعُ فِيهِ كَعْبٌ من إِهالَةٍ فنَفْرَحُ بِهِ) ، أَي: قِطْعَةٌ من الدُّهْن والسَّمْنِ.
(و) الكَعْبُ: (اصْطِلاحٌ لِلْحِسابِ) هُوَ أَنْ يُضْرَبَ عَدَدٌ فِي مثلِه، ثمَّ يُضْرَبُ مَا ارْتَفع فِي الْعدَد الأَوّل، فَمَا بلَغَ، فَهُوَ المُكَعَّبُ. والمالُ، وَالْعدَد الأَوّلُ: هُوَ الكَعْبُ، مثل أَنْ تَضْرِبَ ثَلَاثَة فِي ثَلَاثَة، فيبلُغَ تِسْعَة، ثمَّ تضربَ التِّسعَةَ فِي ثَلَاثَة فيبلُغَ سَبْعَة وعشرينَ، فالكَعْبُ ثلاثةٌ، والمُكَعَّبُ وَالْمَال سبعةٌ وعِشْرُونَ، نَقله الصّاغانيُّ.
(و) من الْمجَاز: الكَعْبُ بِمَعْنى (الشَّرَفِ والمَجْدِ) ، يُقَال: أَعلى اللَّهُ كَعْبَه، أَي: أَعلى جَدَّهُ. وَفِي حديثِ قَيْلَةَ: (واللَّهِ لَا يَزَالُ كَعْبُكَ عالِياً) هُوَ دُعَاءٌ بالشَّرَف والعُلُوّ. قَالَ ابْنُ الأَثِيرِ: والأَصلُ فِيهِ كَعْبُ القَنَاةِ، وَهُوَ أُنبوبها وَمَا بينَ كُلِّ عُقْدَتَيْنِ مِنْهَا كَعْبٌ وكُلُّ شَيْءٍ عَلا وارتفعَ، فَهُوَ كَعْبٌ. ورَجُلٌ عالِي الكَعْبِ: يُوصف بالشَّرَف والظَّفَر، قَالَ:
لَمَّا عَلا كَعْبُكَ بِي عَلِيتُ
أَراد: لَمَّا أَعلانِي كَعْبُكَ.
(و) الكُعْبُ، (بالضَّمِّ: الثَّدْيُ) النّاهدُ.
(وكَعَّبتُهُ) أَي: الشَّيْءَ (تَكْعِيباً) : أَي (رَبَّعْته) .
(والكَعْبَةُ: البَيْتُ الحَرَامُ) ، مِنْهُ، (زادَهُ اللَّهُ تَشْرِيفاً) وتكريماً، لِتَكْعِيبِها أَي: تربِيعها، وَقَالُوا: كَعْبَةُ البيتِ، فأُضيف، كأَنّهم ذَهَبُوا بِكَعْبَتِهِ إِلى تَرَبُّعِ أَعلاه، وسُمِّيَ كَعْبَةً لارْتِفَاعه وتَرَبُّعِهِ.
(و) الكَعْبَةُ: (الغُرْفَةُ) ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُرَاهُ لِتَرَبُّعِهَا أَيضاً.
(وكُلُّ بَيْتٍ مُرَبَّعٍ) ، فَهُوَ عندَ العربِ كَعْبَةٌ.
(و) عَن أَبي عَمْرٍ و، وابْنِ الأَعْرَابِيّ: الكُعْبَةُ، (بالضَّمِّ: عُذْرَةُ الجارِيَةِ) أَي: بَكَارَتُهَا، وأَنشد:
أَرَكَبٌ تَمَّ وتَمَّتْ رَبَّتُهُ
قد كانَ مَخْتُوماً فَفُضَّتْ كُعْبَتُهْ
وَفِي مُوازنةِ الآمِدِيّ: جارِيَةٌ كَعَابٌ أَي: بِكْرٌ.
(والكُعُوبُ) ، بالضمّ: (نُهُودُ ثَدْيِهَا) ، أَي: نُتُوُّهَا وارتفاعُها: قالُوا: وَهُوَ من خواصِّ النِّساءِ، لَا يتّصف بِهِ الرِّجَالُ، (كالتَّكْعِيب، والكِعابَة) بِالْكَسْرِ، على مَا فِي نسختنا، وضَبَطَهُ شيخُنا بِالْفَتْح، (والكُعُوبَة) ، بالضمّ.
(والفِعْلُ) مِنْهُ (كَضَرَبَ ونَصَرَ) يُقَال: كَعَبَ الثَّدْيُ يَكْعِبُ ويَكْعُبُ، وكَعَّبَ، بالتَّخفيف والتّشديد.
(وجاريةٌ كَعَابٌ كسَحَابٍ) هَكَذَا فِي نسختنا، وَسقط الضَّبطُ من نُسْخَة شيخِنا، (ومُكَعِّبٌ، كمُحَدِّثٍ) ، وَمِنْهُم من يُلْحِقُهُ الهاءَ، (وكاعِبٌ) كناهِدٍ وزنا وَمعنى، وَهُوَ الأَكثرُ وحُكِيَ كاعِبَةٌ. كَذَا فِي كنْزِ اللُّغَة، وجمعُ الأَخيرِ كَوَاعِبُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالى: {وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً} (النبأ: 33) ، وكِعَابٌ، بِالْكَسْرِ، عَن ثَعْلَب؛ وأَنشدَ:
نَجِيبَةُ بَطَّالٍ لَدُن شَبَّ هَمُّهُ
لِعابُ الكِعَابِ والمُدامُ المُشَعْشَعُ
ذَكَّرَ المُدَامَ، لأَنّه عَنَى بِهِ الشَّرَابَ. وَفِي حديثِ أَبِي هُرَيْرَةَ: (فجثَتْ فتاةٌ كَعَابٌ على إِحْدَى رُكْبَتَيْها) . قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: الكَعَابُ، بِالْفَتْح: المَرْأَةُ حِينَ يَبْدُو ثَدْيُهَا للنُّهُودِ.
وكَعَبَتِ الجاريةُ: تَكْعُبُ، وتَكْعِبُ. الأَخيرةُ عَن ثَعْلَب. وكَعَّبَتْ، بالتّشديد مثلُه.
(والإِكْعَاب: الإِسْراعُ) . أَكْعَبَ الرجُلُ. أَسرَعَ، وَقيل: هُوَ إِذا انْطَلَقَ وَلم يَلْتَفِتْ إِلى شيْء. وَقَالَ أَبو سعيدٍ: أَكْعَبَ الرَّجُلُ إِكْعاباً، وَهُوَ الّذِي يَنْطَلِقُ مُضَارّاً لَا يُبالِي مَا وراءَهُ، ومِثْلُهُ كَلَّلَ تَكْلِيلاً.
(و) من زِيَادَة المُصَنِّف: (الكُعْكُبَّة) ، بضمّ الكَافَيْنِ وَتَشْديد المُوَحَّدة. قَالَ شيخُنا: قيل: وزنُها فَعْفُلَّةٌ، وَهِي (النُّونَةُ من الشَّعر، وَهِي أَنْ تَجْعَل) المرأَةُ (شَعرَهَا أَرْبَعَ قَصائِبَ مضْفُورةً) مفتولَةً (وتُداخِلَ) هِيَ (بَعْضَهُنَّ فِي بَعْضٍ، فَيَعُدْنَ) أَي تِلْكَ الضَّفائرُ (كُعْكُبّاً) . (و) الكُعْكُبُّ: (ضَرْبٌ من المَشْطِ) بِالْفَتْح، (كالكُعْكُبِيَّةِ) بِزِيَادَة الياءِ، قيّد بِهِ الصاغانيّ.
(وثَدْيٌ مُكَعِّبٌ) كمُحَدِّثٍ، (ومُكَعَّبٌ) كمُعَظَّمٍ. كَذَا هُوَ مضبوطٌ فِي نسختنا، وَهُوَ ضبطُ الصّاغانيّ، وَفِي بَعْضهَا: كمُكْرَمٍ، وَهِي نادرةٌ (ومُتَكَعِّبٌ) بِزِيَادَة التّاءِ، أَي: (كاعِبٌ) وَقيل: التَّفْلِيكُ، ثُمّ النُّهُودُ، ثمَّ التَّكْعِيبُ.
(والمُكَعَّب) ، كمُعَظَّمٍ: (المَوْشِيُّ) بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الْوَاو وَكسر الشّينِ وَفِي نُسْخَة: ضَبطه كمُعَظَّمٍ، (مِنَ البُرُودِ والأَثْوَابِ) على هَيْأَةِ الكِعَاب، وَمِنْهُم من قَالَ المُكَعَّبُ المَوْشِيّ، وَلم يُخَصِّصْ بالأَثْوَاب وَلَا البُرُودِ، قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: بُرْدٌ مُكَعَّبٌ: فِيهِ وَشْيٌ مُرَبَّع.
(و) المُكَعَّبُ: (الثَّوْبُ المَطْوِيُّ الشَّدِيدُ الإِدْرَاجِ) فِي تَرْبيعٍ، وَمِنْهُم مَنْ لم يُقَيِّدْهُ بالتَّربيع، يُقَال: كَعَّبْتُ الثَّوْبَ تَكْعيباً.
(وبهاءٍ) ، يَعْنِي المُكَعَّبَةَ: (الدَّوْخَلَّةُ) بتشديدِ اللاّم، وَهِي الشَّوْغَرَةُ والوَشَخَةُ، وسيأْتي بيانُهما.
(والكَعْبانِ) : هما كَعْبُ (بْنُ كِلابٍ، و) كَعْبُ (بْنُ رَبِيعَةَ) بْنِ عُقَيْلِ بْنِ كَعْبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ. وَقَالَ شيخُنَا: اقتَصَرَ على نسبتِهما لجَدَّيْهِما، وهما كَعبُ بْنُ عُقَيْلِ بْنِ كَعْبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وكَعْبُ بْنُ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ أَبي بَكْرِ بْنِ كِلابٍ.
(والكَعَبَاتُ) محرّكةً، (أَو ذُو الكَعَبَاتِ بَيْتٌ كَانَ لرَبيعةَ، كانُوا يَطوفــون بِهِ) ، وَقد ذَكَره الأَسْوَدُ بْنُ يَعْفُرَ فِي شِعْره فَقَالَ:
والبَيْتِ ذِي الكَعَبَاتِ مِن سِنْدادِ
(وكَعَبَ الإِنَاءَ) غَيْرُهُ، (كَمَنَعَ: ملأَهُ) ، ورَوَاهُ الصّاغانيُّ من بَاب التَّفْعِيلِ.
(و) كَعَبَ (الثَّدْيُ) من بَاب ضَرَبَ ونَصَرَ، وكَعَّبَ بالتَّشْدِيد: (نَهَدَ) ، أَي: نَتَأَ، واستدار، وارتفع كالكَعْبِ، وَلَا يَخفَى أَنّه تقدَّمَ الإِشارةُ إِليه فِي كلامِه، فذِكْرُه ثَانِيًا كالتَّكْرَارِ، ثُمّ إِنّ ذكره بعدَ كَعَبَ الإِناءَ، يَقْتَضِي أَن يكونَ كمَنَع أَيضاً، وَلَيْسَ كذالك، بل هُوَ من بَاب الأَوّلِ والثّاني، ورُوِيَ فِيهِ التّشديدُ. وَقد قدَّمنا مَا يتعلَّقُ بِهِ.
(وذُو الكَعْبِ) : لَقَبُ (نُعَيْمِ بْنِ سُوَيْدِ) بنِ خالِدٍ الشَّيْبانيّ.
(وكَعْبُ الحِبْرِ) ، بِكَسْر الحاءِ: تابِعيَ (م) ، وَهُوَ المَشْهُور بِكَعْبِ الأَحْبَار، ثَبَتَ ذكْرُه هُنَا فِي كثير من الأُصول المصحَّحة، وَسقط من بَعْضهَا، وإِنّما لُقِّب بِهِ لكَثرةِ عِلمه، وأَورَده بالإِفْرَاد، لاِءَنَّه اخْتِيَاره، ويأْتي لَهُ فِي (حَبَر) وَلَا تَقُل: (الأَحبار) أَي: بِالْجمعِ، قَالَه شيخُنا. وسيأْتي الكلامُ عَلَيْهِ فِي مَحلِّه.
وممّا لم يذكرهُ المُصَنِّف:
الكَعْبُ: العظمُ لكلّ ذِي أَرْبعٍ، وَفِي الفَرَس: مَا بينَ الوَظِيفَيْنِ والسّاقَيْنِ، وقيلَ: مَا بَيْنَ عَظْمِ الوَظِيفِ وعظْمِ السّاقِ، وَهُوَ النّاتِىءُ من خَلفه.
وكَعَّبَت كُبَّتَهَا: جَعَلَتْ لَهَا حُروفاً كالكُعُوب.
والمُكَعِّب: لَقَبُ بعضِ المُلُوكِ، لاِءَنَّهُ ضَرَبَ كَعَائِب الرُّؤوس.
وكَعَبَه كَعْباً: ضَرَبَه على يابِسٍ، كالرَّأْسِ ونَحْوِه.
وكَعَّبْتُ الشَّيْءَ تَكْعيباً: إِذا مَلأْتَهُ.
ووَجْهٌ مُكَعَّبٌ: إِذا كَانَ جَافيا، ناتئاً.
والعربُ تقولُ: جارِيَةٌ دَرْمَاءُ الكُعُوبِ، إِذا لم يكن لِرؤُوس عِظامِها حَجْمٌ، وذالك أَوثَرُ لَهَا، وأَنشدَ:
ساقاً بَخَنْداةً وكَعْباً أَدْرَمَا
والكِعَابُ فِي قَول الشّاعر:
رَأَيْتُ الشَّعْبَ من كَعْبٍ وكانُوا
من الشَّنَآنِ قد صارُوا كِعَابَا
قَالَ الفارسيّ: أَرادَ أَنّ آراءَهم تَفرّقت وتَضادَّتْ، فَكَانَ كلُّ ذِي رأْيٍ مِنْهُم قَبِيلاً على حِدَتِهِ، فلذالك قَالَ: صَارُوا كِعاباً.
وَفِي الأَساس: فِي الحَدِيث: (نَزَلَ القُرْآنُ بلسانِ الكَعْبَيْنِ) : كَعْبِ بْنِ لُؤَيَ من قُرَيْشٍ، وكَعْبِ بْنِ عَمْرٍ و، وَهُوَ أَبو خُزَاعَةَ، قَالَه أَبو عُبَيْد عَن ابْنِ عبّاسٍ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا. قَالَ شيخُنا: وَنَقله الجَلال فِي الإِتْقان والمُزْهِر.
وأَبُو مُكَعِّبٍ الأَسديُّ، مشدّد الْعين، من شعرائِهم، وَقيل: إِنّهُ أَبو مُكْعِتٍ، بتَخْفِيف الْعين وبالتَّاءِ الْمُثَنَّاة الفَوْقيّة وسيأْتي ذكره.
كَعْب
الجذر: ك ع ب

مثال: أَحَسَّ بألم في كعبه
الرأي: مرفوضة عند الأكثرين
السبب: لأنها لم ترد بهذا المعنى في المعاجم، فالكعب هو العظم الناتئ عند ملتقى الساق والقدم، وفي كل قدم كعبان عن يمين ويسار.
المعنى: عظم مؤخَّر القدم، وهو أكبر عظامها

الصواب والرتبة: -أحسَّ بألم في عَقِبه [فصيحة]-أحسَّ بألم في كَعبه [صحيحة]
التعليق: أورد الوسيط كلمة «عَقِب» بمعنى عظم مؤخَّر القدم، وذكر أنها مجمعية، ويمكن تصحيح «كَعْب» بهذا المعنى بناء على وروده في المنجد، وقد ذكره الوسيط واعتبره من كلام العامة. ولكن مما يشفع لكلام العامة قول القدماء: «رجل عالي الكعب» عند وصفه بالشرف، والمعنى الحسّي لا يتحقق إلا إذا كان بمعنى «العقب».

الْفَقِير

(الْفَقِير) المكسور الفقار ومخرج المَاء من الْقَنَاة وَمن النَّاس من لَا يملك إِلَّا أقل الْقُوت وَالْوَاحد مِمَّن يسمون بالدراويش (مو)(ج) فُقَرَاء وفقر
الْفَقِير: من لَهُ أدنى شَيْء أَي قوت يَوْم فَلَا يحل لَهُ السُّؤَال وَلِهَذَا قَالُوا الْفَقِير هُوَ الَّذِي لَا يسْأَل النَّاس وَلَا يطوف على الْبَاب. والمسكين هُوَ الَّذِي يسْأَل أَي لَا يحرم عَلَيْهِ السُّؤَال فَلَا يكون لَهُ قوت يَوْم فالمسكين أَسْوَأ حَالا من الْفَقِير وَالْفَقِير المعتمل فِي الْجُزْئِيَّة.

الحِجْرُ

الحِجْرُ: مَا يلْزمه من حظر الشَّرْع وَالدُّخُول فِي أَحْكَامه.
الحِجْرُ:
بالكسر ثم السكون، وراء، وهو في اللغة ما حجرت عليه أي منعته من أن يوصل إليه، وكل ما منعت منه فقد حجرت عليه، والحجر العقل واللب، والحجر، بالكسر والضم، الحرام، لغتان معروفتان فيه. والحجر: اسم ديار ثمود بوادي القرى بين المدينة والشام، قال الإصطخري: الحجر قرية صغيرة قليلة السكان، وهو من وادي القرى على يوم بين جبال، وبها كانت منازل ثمود، قال الله تعالى:
وَتَنْحِتُونَ من الْجِبالِ بُيُوتاً فارِهِينَ 26: 149، قال: ورأيتها بيوتا مثل بيوتنا في أضعاف جبال، وتسمى تلك الجبال الأثالث، وهي جبال إذا رآها الرائي من بعد ظنها متّصلة فإذا توسطها رأى كل قطعة منها منفردة بنفسها، يطوف بكل قطعة منها الطائف وحواليها الرمل لا تكاد ترتقى، كل قطعة منها قائمة بنفسها، لا يصعدها أحد إلا بمشقة شديدة، وبها بئر ثمود التي قال الله فيها وفي الناقة: لَها شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ 26: 155، قال جميل:
أقول لداعي الحب، والحجر بيننا ... ووادي القرى: لبّيك! لما دعانيا
فما أحدث النأي المفرّق بيننا ... سلوّا، ولا طول اجتماع تقاليا
والحجر أيضا: حجر الكعبة، وهو ما تركت قريش في بنائها من أساس إبراهيم، عليه السلام، وحجرت على الموضع ليعلم أنه من الكعبة، فسمّي حجرا لذلك، لكن فيه زيادة على ما فيه البيت حدّة، وفي الحديث: من نحو سبعة أذرع، وقد كان ابن الزبير أدخله في الكعبة حين بناها فلما هدم الحجّاج بناءه صرفه عما كان عليه في الجاهلية، وفي الحجر قبر هاجر أم إسماعيل، عليه السلام. والحجر أيضا، قال عرام بن الأصبغ وهو يذكر نواحي المدينة فذكر الرّحضيّة ثم قال: وحذاءها قرية يقال لها الحجر وبها عيون وآبار لبني سليم خاصّة وحذاءها جبل ليس بالشامخ يقال له قنّة الحجر.

حَفَفَ

(حَفَفَ)
- فِي حَدِيثِ أَهْلِ الذِكر «فيَحُفُّونَهم بأجنِحتهم» أَيْ يَطُوفُــونَ بِهِمْ ويَدُورُون حَوْلَهُمْ.
وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «إِلَّا حَفَّتْهُم الْمَلَائِكَةُ» .
(هـ) وَفِيهِ «مَنْ حَفَّنَا أَوْ رَفَّنا فلْيَقْتَصِد» أَيْ مَنْ مَدَحَنا فَلَا يَغْلُوَنَّ فِيهِ. والحَفَّة:
الْكَرَامَةُ التَّامَّةُ.
(هـ) وَفِيهِ «ظَلَّلَ اللَّهُ مَكَانَ الْبَيْتِ غَمامةً، فَكَانَتْ حِفَافَ الْبَيْتِ» أَيْ مُحْدِقة بِهِ.
وحِفَافَا الْجَبَلِ: جانِباه.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «كَانَ أصْلَع، لَهُ حِفَافٌ» هُوَ أَنْ يَنْكَشِف الشَّعَر عَنْ وسَط رَأْسِهِ ويَبْقَى مَا حَوْلَه.
وَفِيهِ «أَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لَمْ يَشْبَع مِنْ طَعَامٍ إلاَّ عَلَى حَفَفٍ» الحَفَفُ: الضِّيقُ وقِلة المَعِيشة. يُقَالُ: أصابَه حَفَفٌ وحُفُوف. وحَفَّت الْأَرْضُ إِذَا يبِس نَباتُها: أَيْ لَمْ يَشْبَع إِلَّا وَالْحَالُ عِنْدَهُ خِلَافُ الرَّخاء والخِصْب.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «قَالَ لَهُ وفْدُ العِراق: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بَلَغَ سِنًّا وَهُوَ حَافُّ المطْعَم» أَيْ يابسُه وقَحِلُه.
وَمِنْهُ حَدِيثُهُ الْآخَرُ «أَنَّهُ سَأَلَ رَجُلًا فَقَالَ: كَيْفَ وجَدْت أَبَا عُبَيْدَةَ؟ فَقَالَ: رَأَيْتُ حفُوُفًا» أَيْ ضِيق عَيْش.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «بَلغ مُعاويةَ أنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفر حَفَّفَ وجُهِد» أَيْ قَلَّ مالُه.

طَيِفَ

(طَيِفَ)
فِي حَدِيثِ المَبْعَث «فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: قَدْ أصَاب َهذا الغُلامَ لَمَمٌ أَوْ طَيْف مِنَ الجنِّ» أَيْ عَرَض لَهُ عارِضٌ مِنْهُمْ. وأصْلُ الطَّيْف: الجُنْوُنُ. ثُمَّ اسُتْعمِل فِي الغَضب، ومَسِّ الشَّيْطَانِ ووسْوسَته. وَيُقَالُ لَهُ طَائِف، وَقَدْ قُرِئَ بِهِمَا قَوْلُهُ تَعَالَى إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَيْفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ يُقَالُ طَافَ يَطِيفُ ويَطُوفُ طَيْفاً وطَوْفاً، فَهُوَ طَائِف، ثُمَّ سُمّي بالمَصْدر. وَمِنْهُ طَيْف الخيَال الَّذِي يَرَاه النائمُ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فطَافَ بِي رجُلٌ وَأَنَا نائِمٌ» .
(س) وَفِيهِ «لَا تزَال طَائِفَة مِنْ أمَّتي عَلَى الْحَقِّ» الطَّائِفَة: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاس. وتقعُ عَلَى الوَاحد، كَأَنَّهُ أرادَ نَفْساً طَائِفَة. وسُئل إِسْحَاقُ بْنُ راهُويه عَنْهُ فَقَالَ: الطَّائِفَة دُون الألْف، وسيَبْلُغ هَذَا الأمرُ إِلَى أَنْ يَكُونَ عَدَدُ المُتَمَسِّكِيَن بِمَا كَانَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصْحابه أَلْفًا، يُسَلّي بِذَلِكَ أَنْ لَا يُعْجبَهم كَثْرَةُ أَهْلِ الْبَاطِلِ.
وَفِي حَدِيثِ عِمْران بْنِ حُصَين وغلامِه الْآبِقِ «لأقْطَعَنَّ مِنْهُ طَائِفاً» هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ:
أَيْ بَعْضَ أطرافِه. والطَّائِفَة: القِطْعةُ مِنَ الشَّيْءِ. وَيُرْوَى بِالْبَاءِ وَالْقَافِ. وَقَدْ تقدَّم.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.