Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: يحين

حِين

حِين
من (ح ي ن) وقت من الدهر مبهم طال أو قصر، وبطن من حكيم من العدنانية.
حِين
: ( {الحِيْنُ، بالكسْرِ: الدَّهْرُ، أَو وَقْتٌ مُبْهَمٌ يَصْلُحُ لجمِيع الأَزْمانِ) كُلِّها (طالَ أَو قَصُرَ) ؛) وَفِي المُحْكَمِ: طالَتْ أَو قَصُرَتْ؛ (يكونُ سَنَةً وأَكْثَرَ) مِن ذلكَ، (أَو يَخْتَصُّ بأَرْبعينَ سَنَةً، أَو سَبْعِ سِنِينَ، أَو سَنَتَيْنِ، أَو سِتَّةِ أَشْهُرٍ، أَو شَهْرَيْنِ، أَو كلُّ غُدْوَةٍ وعَشِيَّةٍ).
(وقوْلُه تعالَى: {تُؤْتي أُكُلَها كُلَّ} حِينٍ} ، قيلَ: كلَّ سنةٍ؛ وقيلَ: كلَّ سِتَّةِ أَشْهُر؛ وقيلَ: كُلَّ غُدْوةٍ وعَشِيَّة.
قالَ الأَزْهرِيُّ: وجميعُ مَنْ شاهدْتُه مِنْ أَهلِ اللّغَةِ يذْهبُ إِلَى أَنَّ الحِينَ اسمٌ كالوقْتِ يَصْلُحُ لجمِيعِ الأَزْمانِ، قالَ: والمعْنَى فِي قوْلِه عزَّ وجلَّ: {تُؤْتَي أُكُلَها كُلّ حِينٍ} ، أَنَّه يَنْتَفع بهَا فِي كلِّ وقْتٍ لَا يَنْقَطِعُ نَفْعُها البتَّة؛ قالَ: والدَّليلُ على أَنَّ الحِينَ يكونُ بمنْزِلَةِ الوَقْتِ قَوْل النابِغَةِ أَنْشَدَه الأَصْمعيّ: تَناذَرَها الراقونَ من سَوْءِ سَمِّه اتُطَلِّقه {حينا} وحيناً تُراجِعُ المعْنَى: أَنَّ السمَّ يَخِفُّ أَلَمُهُ وَقْتاً ويعُودُ وَقْتاً.
وقالَ الراغِبُ: الحِينُ وقْتُ بلُوغِ الشيءِ وحصُولِه، وَهُوَ مُبْهَمُ المعْنَى، ويَتَخَصَّصُ بالمُضافِ إِلَيْهِ. ومَنْ قالَ: حِيْن تأْتي على أَوْجُهٍ:
للأَجَلِ نَحْو: {ومَتَّعْناهُم إِلَى حِيْنٍ} .
والسَّنَة نَحْو: {تُؤْتَى أُكْلُها كلَّ حِيْنٍ} .
وللسَّاعَةِ نَحْو: {حِيْن تمسُون {وحِيْن تُصْبحُون} .
وللزَّمان المُطْلَق نَحْو: {هلْ أَتَى على الإِنْسانِ حِيْنٌ مِنَ الدَّهْرِ} ، و {لتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بعْدَ حِيْنٍ} ، فإِنَّما فسَّرَ ذلِكَ بحَسَبِ مَا وجدَ وعلقَ بِهِ.
وقالَ المناوِيّ: الحِيْنُ فِي لسانِ العَرَبِ يُطْلَقُ على لحظَةٍ فَمَا فَوْقها إِلَى مَا لَا يَتَناهَى، وَهُوَ معْنَى قَوْلهم: الحِيْنُ، لُغَة: الوَقْتُ، يُطْلَقُ على القَليلِ والكثيرِ.
(و) الحِيْنُ: (يومُ القِيامةِ) ، وَبِه فُسِّرَ قوْلُه تعالَى: {ولَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ} ، أَي بعْدَ قِيامِ القِيامةِ؛ وَفِي المحْكَمِ: بعْدَ مَوْت، عَن الزَّجَّاج.
(و) الحِيْنُ: (المُدَّةُ؛ وَقَوله تَعَالَى: {فَتَوَلَّ عَنْهُم حتَّى حِينٍ} أَي حتَّى تَنْقَضِيَ المُدَّةُ الَّتِي أُمْهِلُوها) ، أَي أُمْهِلُوا فِيهَا؛ (ج} أَحْيانٌ، وجج! أَحايِينُ. وَإِذا باعَدُوا بَيْنَ الوَقْتَيْنِ باعَدُوا بإذْ فَقَالُوا حِينَئِذٍ) ، ورُبَّما خفَّفُوا هَمْزَةَ إذْ فأَبْدَلُوها يَاء، وكَتَبُوه حِينيذٍ بالياءِ، ورُبَّما أَدْخَلوا عَلَيْهِ التَّاء فَقَالُوا: لاتَ حِينَ أَي ليسَ حِينَ؛ وَفِي التَّنْزيلِ العَزيزِ: {لاتَ حِينَ مَناصٍ} . وأَمَّا قوْلُ أَبي وَجْزَة:
العاطِفُونَ {تَحِينَ مَا مِنْ عاطفٍ والمُفْضِلونَ يَداً إِذا مَا أَنْعَمُواقالَ ابنُ سِيْدَه: أَرادَ العاطِفُونَ مثْل القائِمُونَ والقاعِدُونَ، ثمَّ زَادَ التَّاء فِي حِيْنَ كَمَا زَادَت فِي تَلان بمعْنَى الآنَ. وقيلَ: أَرادَ العاطِفُونَهْ فأَجْرَاه فِي الوَصْلِ على حَدِّ مَا يكونُ عَلَيْهِ فِي الوقْفِ، ثمَّ إنَّه شبَّه هاءَ الوَقْفِ بهاءِ التأْنِيثِ، فلمَّا احْتاجَ لإِقامَةِ الوَزْنِ إِلى حَرَكَةِ الهاءِ قَلَبَها تَاء ثمَّ فتحت.
قالَ ابنُ بَرِّي: وَهَكَذَا أَنْشَدَه ابنُ السِّيرافيّ:
العاطِفُونَهْ حِين مَا من عاطفٍ (} وحَيَّنَهُ: جَعَلَ لَهُ {حِيناً.
(و) حَيَّنَ (النَّاقَةَ: جَعَلَ لَهَا فِي كلِّ يَوْمٍ ولَيْلةٍ وَقْتاً يَحْلُبُها فِيهِ} كتَحَيَّنَها) إِذا حَلَبَها فِي اليَوْمِ واللَّيْلَةِ مَرَّةً؛ (والاسْمُ الحِيْنُ {والحِيْنَةُ، بكسْرِهِما) ؛) قالَ المُخَبَّلُ يَصِفُ إِبِلاً:
إِذا أُفِنَتْ أَرْوَى عِيالَكَ أَفْنُها وإِن} حُيِّنَتْ أَرْبَى على الوطبِ {حَينُها وَفِي الحدِيثِ: (} تَحَيَّنُوا نُوقَكُم) .
وقالَ الأَصْمعيُّ: {التَّحْيِينُ مِثْلُ التَّوْجِيبِ، وَلَا يكونُ ذلِكَ إلاَّ بَعْدَ مَا تَشُولُ وتَقِلُّ أَلبانُها. (و) يقالُ: (مَتَى} حِينَةُ ناقَتِكَ) ، أَي (مَتَى وَقْتُ حَلَبِها وكَمْ {حِينَتُها) ، أَي (كَمْ حِلابُها.
(وحانَ حِينٌ) :) أَي (قَرُبَ وآنَ) .
(وَفِي الصِّحاحِ: حانَ أَنْ يَفْعلَ كَذَا حينا أَي آنَ وحانَ حِينُه: أَي قَرُبَ وَقْتَه؛ وأَنْشَدَ لبُثَيْنَة:
وإِنَّ سُلُوِّي عَن جَمِيلٍ لَساعَةٌ من الدَّهْرِ مَا} حانَتْ وَلَا! حانَ حِينُها قالَ ابنُ بَرِّي: لم يحفظ لبُثَيْنة إلاَّ هَذَا البَيْت؛ قالَ: ومثْلُه لمُدْرِك بنِ حِصْنٍ:
وليسَ ابنُ أُنْثى مائِتاً دُونَ يَوْمِهِولا مُفْلِتاً من موتةٍ حانَ حِينُها (و) حانَ (السُّنْبُلُ: يَبِسَ) فآنَ حَصَادُه.
(وعَامَلَهُ مُحَايَنَةً، كمُسَاوَعَةٍ) ، وكذلِكَ اسْتَأْجَرَهُ {مُحايَنَةً.
(} وأَحْيَنَ) فلانٌ بالمكَانِ: (أَقامَ) حِيناً.
(و) {أَحْيَنَتِ (الإِبِلُ: حانَ لَهَا أَن تُحْلَبَ، أَو يُعْكَمَ عَلَيْهَا) ؛) عَن أَبي عَمْرٍ و.
(و) } أَحْيَنَ (القَوْمُ: حانَ لَهُم مَا حَاوَلُوهُ) ؛) أَو حانَ لَهُم أَن يَبْلغُوا مَا أَمَّلُوه؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ؛ وأَنْشَدَ:
كيفَ تَنام بعدَما {أَحْيَنَّا أَي حانَ لنا أَن نَبْلُغَ.
(وَهُوَ يأْكُلُ} الحِينَةَ) ، بالكسْرِ (ويُفْتَحُ، أَي مرَّةً) واحِدَةً (فِي اليَوْمِ واللَّيْلَةِ) ؛) وَفِي بعضِ الأُصُولِ: أَي وجْبَةً فِي اليَوْمِ؛ والفَتْحِ لأَهْلِ الحجازِ.
قالَ ابنُ بَرِّي: فرَّقَ أَبو عمر الزَّاهِدُ بَيْنَ الحَيْنَةِ والوَجْبَةِ فقالَ: الحَيْنَةُ فِي النُّوقِ، والوَجْبَةُ فِي الناسِ، وكِلاهُما للمَرَّةِ الواحِدَةِ، فالوَجْبَةُ: أَن يأْكُلَ الإِنسانُ فِي اليَوْمِ مرَّةً واحِدَةً، {والحَيْنَةُ أَن تَحْلُبَ الناقَةَ فِي اليوْمِ مرَّةً واحِدَةً.
(وَمَا أَلْقاهُ إلاَّ الحِينَةَ بعْدَ الحِينَةِ أَي الحِينَ بعْدَ الحِينِ.
(} والحَيْنُ) ، بالفتْحِ: (الهَلاكُ) ؛) نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ قالَ:
وَمَا كانَ إلاَّ {الحَيْنُ يومَ لِقائِها وقَطْعُ جَديدِ حَبْلِها من حِبالِكا (و) الحَيْنُ: (المِحْنَةُ؛ وَقد حانَ) الرَّجُلُ: هَلَكَ.
(} وأَحانَهُ اللَّهُ) تعالَى: أَهْلَكَهُ.
(وكلُّ مَا لم يُوَفَّقْ للرَّشادِ فقد حانَ.
(و) قالَ الأَزْهرِيُّ: يقالُ: حانَ {يَحِينُ} حَيْناً، و ( {حَيَّنَهُ اللَّهُ} فَتَحَيَّنَ.
( {والحائِنُ: الأَحْمَقُ) .
(ومِن سجعاتِ الأَساسِ: الخائِنُ} حائِنٌ.
( {والحائِنَةُ: النَّازِلَةُ المُهْلِكَةُ) ذاتُ الحَيْن؛ يقالُ: نَزَلَتْ بِهِ كائِنَةٌ} حائِنَةٌ: أَي فِيهَا {حينُه، (ج} حَوائِنُ) ؛) قالَ النابِغَةُ:
بِتَبْلٍ غَيْرِ مُطَّلَبٍ لَدَيْها ولكِنَّ {الحَوائِنَ قد} تَحِينُ ( {والحانُوتُ) ، مَعْروفٌ؛ يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ، وأَصْلُه} حانُوَةٌ مثْل تَرْقُوَةٍ، فلمَّا سُكِّنَتِ الواوِ انْقَلَبَتْ هاءُ التأْنِيثِ تَاء، والجَمْعُ {الحَوانِيتُ، لأَنَّ الرَّابعَ مِنْهُ حَرْفُ لينٍ، وإنَّما يُرَدّ الاسمُ الَّذِي جاوَزَ أَرْبَعه أَحْرُف إِلَى الرُّباعِي فِي الجمْعِ والتَّصْغِير، إِذا لم يكُنِ الرَّابع مِنْهُ أَحَد حُرُوفِ المدِّ واللِّينِ؛ قالَهُ الجَوْهرِيُّ.
وقالَ ابنُ بَرِّي:} حانوتٌ أَصْلُه {حَنَوُوت، فقُدِّمتِ اللامُ على العَيْنِ فصارَتْ} حَوَنُوتٌ، ثمَّ قُلِبَتِ الْوَاو أَلفاً لتحرُّكِها وانْفِتاح مَا قبْلِها فصارَتْ حانُوتٍ، ومثْله طاغُوتٌ، وَقد ذُكِرَ (فِي (ح ن ت) .
( {والحانِيَّةُ: الخَمْرُ) ، مَنْسوبَةٌ إِلَى} الحانَةِ. ( {والحانَةُ: مَوْضِعُ بَيْعِها) ، وَهُوَ مَوْضِعُ الخَمَّارِ؛ عَن كُراعٍ.
وقالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَظُنُّها فارِسِيَّة، وأَنَّ أَصْلَها خانه.
(} وحِينَى، كضِيزَى) : د) بديارِ بكْرٍ، وَهِي مُمالَةُ الحاءِ، وتُعْرَفُ الآنَ {بحاني كداعى، والنِّسْبَةُ إِلَيْهِ} حانويّ {وحَنويّ، وتقدَّمَ قَريباً.
وقالَ الحافِظُ الذَّهبيُّ:} والحِينيُّ، بالكسْرِ، إِلَى مَدينَةِ {حينة لَا أَعْرفه.
قالَ الحافِظُ ابنُ حجر: هُوَ عليُّ بنُ إِبراهيم بنِ سُلَيمان} الحِينيُّ العوفيُّ.
قالَ مغلطاي: سَمِعَ مَعنا على شيوخِنا.
( {ومِحْيانُ الشَّيءِ، بالكسْرِ:} حِينُه. (و) {حَيَّان، (كشَدَّادٍ) :) جَدُّ أَبي العبَّاسِ (عبدُ اللَّهِ بنُ محمدِ بنِ جَعْفَرِ بنِ حَيَّانَ} الحَيَّانِيُّ) البوشنحيُّ (نِسْبَةٌ إِلَى جَدِّه) المَذْكورِ، يَرْوِي عَن محمدِ بنِ إسْحاق بنِ خزيمَةَ، وَعنهُ أَبو عُثْمان سعيدُ بنُ العبَّاسِ بنِ محمدٍ الهَرَويُّ.
(وَكَذَا الحافِظُ أَبو الشَّيخِ) وأَبو محمدٍ (عبدُ اللَّهِ بنُ محمدِ بنِ جَعْفَرِ بنِ حَيَّانَ الحَيَّانِيُّ الأَصْبهانيُّ) ، صاحِبُ التَّصانِيفِ، رَوَى عَن ابنِ أَبي لَيْلَى الموصليِّ، وأَكْثَرَ الرِّوايَة عَن أَبي نعيمٍ الحَافِظ، وَآخر من رَوَى عَن أَبي طاهِرٍ محمدِ بنِ أَحْمد بنِ عبْدِ الرَّحيمِ الكاتِبِ بأَصْبَهان وولدِهِ عبْدِ الرَّزَّاق؛ (وحَفِيدُه) أَبو الفَتْحِ (محمدُ بنُ عبْدِ الرزَّاقِ الحَيَّانِيُّ) ، حدَّثا، الأَخيرُ عَن جدِّه.
(و) أَبو نعيمٍ (عبيدُ اللَّهِ بنُ هَارونَ الحَيَّانِيُّ) القزوِينيُّ رَوَى عَنهُ أَبو الفتْحِ صاعِدُ بنُ بُندارٍ الجرْجانِيُّ.
(وأَبو حَيَّانَ النَّحويُّ متأَخِّرٌ) ، قد تقدَّمَتْ ترجَمَتُه فِي (ج ي ن) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الحسنُ بنُ عبدِ المُحْسنِ بنِ الحَسَنِ الحَيَّانيُّ أَبو محمدٍ، كانَ يكتبُ الحدِيثَ بصور مَعَ ابنِ مَاكُولَا؛ ومُوسَى بن محمدِ بنِ حَيَّان شَيْخ أَبي يَعْلَى الموصليُّ؛ وأَبو محمدٍ أَسْعدُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ أَسْعدِ الحَيَّانيُّ سَمِعَ أَبا بَكْرٍ خلفا الشيرازيّ، وَعنهُ ابنُ السّمعانيّ.
{والحِيْنُ، بالكسْرِ: مَوْضِعٌ بمِصْرَ.
} والحَيْنُ: المَوْتُ.
وَقَالُوا: هَذَا {حِينُ المَنْزلِ، أَي وَقْت الرُّكُوبِ إِلَى النُّزُولِ، ويُرْوَى خَيْرُ المَنْزلِ.
وعامَلَهُ} حِياناً، ككِتابٍ، مِن الحِينِ، بمعْنَى الوَقْتِ؛ عَن اللّحْيانيّ؛ وكذلِكَ اسْتَأْجره حِياناً عَنهُ أَيْضاً.
{وأَحانَ: أَزْمَنَ.
} وحانَ حِينُ النَّفْسِ: إِذا هَلَكَتْ. ويَحْسُن فِي مَوْضِع حِينَ لَمَّا وإذْ وَإِذا ووَقْت وساعَة ومَتَى، تقولُ: رأَيْتُك لمَّا جِئْت، {وحِينَ جِئْتَ، وإذْ جِئْت.
وَهُوَ يَفْعَلُ كَذَا} أَحياناً وَفِي {الأَحايِين.
} وتَحَيَّنْتُ رُؤْيَة فلانٍ: تَنَظَّرْتُه.
{وتَحَيَّنَ الوارِشُ: انْتَظَرَ وقْتَ الأَكْلِ ليدْخلَ.
وتَحَيَّنَ وقْتَ الصَّلاةِ: طَلَبَ} حِينَها.
وَفِي حديثِ الجِمارِ: (كنَّا {نَتَحَيَّنُ زَوالَ الشمسِ) .
} وتحين: اسْتَغْنى، عامِّيَّة؛ وقولُ مُلَيح:
وحُبُّ لَيْلى وَلَا تَخْشى {مَحُونَتَه ُصَدْعٌ بنَفْسِكَ مِمَّن لَيْسَ يُنْتَقَد ُيكونُ مِن} الحَيْنِ، ومِنَ المِحْنَةِ.
{وحانَتِ الصَّلاةُ: دَنَتْ.
ونَخْلٌ} حيانيٌّ هُوَ نَوْعٌ مِنْهُ يكونُ بمصْرَ يُؤْكَلُ بسراً، {وحَيُّونٌ، كتَنُّورٍ: اسمٌ.
} وأَحانُوا ضيوفَهم! كحَيَّنُوهم.
(فصل الْخَاء) مَعَ النُّون

سمعل

سمعل
إسْمَاعِيلُ، بِكَسْرِ الهَمْزَةِ، أَهْمَلَهُ الجَماعَةُ كُلُّهم، وَهُوَ ابنُ إِبْراهِيمَ الْخَلِيلِ، عليْهِما الصَّلاةُ والسَّلامُ، وعَلى وَلَدِهِما صلَّى اللهُ تَعالى عليْهِ وسلَّم، ومَعْنَاهُ بالسُّرْيَانِيَّةِ: مُطِيعُ اللهِ، ولِذَا يُكْنَى مَنْ كانَ اسْمُهُ إِسْماعِيلَ بأَبِي مُطِيع، رُوِيَ عَن النَّبِيِّ صلَّى اللهُ تَعالى عليْهِ وسلَّم، أَنَّهُ قالَ: أَوَّلُ مَنْ كَتَبَ بِالْعَرَبِيَّةِ إِسْمَاعِيلُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ، قالَ أَبو عَمْرٍ و: وهذِه الرِّوايَةُ أَصَحُّ مِنْ رِوَايَةِ مَنْ رَوَى: أَوَّلُ مَنْ تَكَلَّمَ بالْعَرَبِيَّةِ إِسْمَاعِيلُ، والخِلاَفُ فِي ذلكَ كَثيرٌ، وأَمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ، وتُدْعَى هَاجَرَ، مِنْ قِبْطِ مصْرَ، مِنْ قَرْيَةٍ يُقالُ لَها: أُمُّ العَرَبِ قُرْبَ الْفَرَما، وَهُوَ الجَدُّ الثَّلاثُونَ لِسَيِّدِنا رَسُولِ اللهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، نَبِيٌّ مُرْسَلٌ، أَرْسَلَهُ اللهُ تَعالَى إِلَى أَخْوالِهِ، وَإِلَى الْعَمالِيقِ الذينَ كانُوا بأَرْضِ الحِجَازِ، فآمَنَ بَعْضُهم، وكَفَرَ بَعْضُهم، وَهُوَ أَكْبَرُ أَوْلادِ أَبِيهِ، وبَيْنَ وَفَاتِهِ ومَوَلِدِ نَبِيِّنا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَحْوٌ مِنْ أَلْفَيْنِ وسِتِّمَائِةِ سَنَةٍ، ويُقالُ فِيهِ: إسْماعِينُ، بالنُّونِ، وزَعَمَ ابنُ السِّكِّيتِ أنَّ نُونَهُ بَدَلٌ مِنَ الَّلامِ، وتَقَدَّمَتْ نَظَائِرُهُ.
قالَ شَيْخُنا: وذَكَر المُصَنِّفُ فِي كِتَابِ لُغَاتِ الْقُرآنِ، الَّذِي سَمَّاهُ: مَطْلَعُ زَوَاهِرِ النُّجُومِ: إنَّ إِسْماعِيلَ عليْهِ السَّلامُ أَوَّلُ مَنْ تَسَمَّى بِهذا الاِسْمِ مِنْ بَنِي آدَمَ، قالَ: واحْتَرَزْنا بِهَذَا القَيْدِ عِنِ الْمَلائِكَةِ، فإِنَّ فيهم إِسْماعِيلَ، وَهُوَ أَمِينُ مَلائِكَةِ سَماءِ الدُّنْيا، كَمَا ذُكِرَ فِي قِصَّةِ المِعْراجِ، قالَ: ولَهُ كَلامٌ أَوْسَعُ مِنْ هَذا فِي كِتابِهِ: تَحْفَةُ القَمَاعِيل، فيمَنْ تَسَمَّى مِنَ المَلائِكَةِ إسْماعِيل. انْتَهَى.
قلتُ: وَهَذَا الكِتَابُ أَهْدَاهُ لِمَلِكِ زَبِيدٍ الأَشْرَفِ إِسْماعِيلَ، وبِاسْمِهِ صَنَّفَ هَذَا الكتابَ، أَعْنِي القَامُوسَ، كَما مَرَّ فِي الخُطْبَةِ، وقَرَأْتُ فِي الرَّوْضِ لِلسُّهَيْلِيِّ، قالَ: إسْماعِيلُ اسْمُ مَلَكٍ تحتَ يَدِهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، تَحْتَ يَدِ كُلِّ مَلَكٍ سَبْعُون ألفَ مَلَكٍ، كذَا فِي مُسْنَدِ الحارِثِ بنِ أَبي أُسَامَةَ، وَفِي رِوَايَةِ ابنِ إِسْحَاقَ: اثْنا عَشَرَ أَلْفَ مَلَكٍ.
وَهُوَ الذَّبِيحُ عَلى الصَّحِيحِ، صَحَّحَهُ جَماعَةٌ مِنَ المُحَدِّثِينَ، واسْتَدَلُّوا بِقَوْلِهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَنَا ابْنُ الذَّبِــيحَيْنِ والذَّبِيحُ الثَّاني هُوَ جَدُّهُ عَبْدُ المُطَّلِبِ بنُ عبدِ مَنافٍ، وقيلَ: بل الذَّبِيحُ إِسْحَاقُ عليهِ السَّلامُ، وصَحَّحَهُ جَماعةٌ، وعليْهِ إِجْماعُ أَهْلِ الكِتَابَيْنِ، وتَفْصِيلُ الأَقْوالِ فِي شَرْحِ الْمَواهِبِ لِلزُّرْقانِيِّ، فراجِعْهُ.)
ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَليه: الإِسْمَاعِيلِيُّونَ: مُحَدِّثُونَ، نُسِبُوا إِلَى جَدِّهم، مِنْهُم أَبُو سَعْدٍ الجَرْجَانِيُّ، وأبوهُ الإمامُ أَبُو بكرٍ، ومِنْ وَلَدِهِ: أَبُو نَصْرٍ محمدُ بنُ أَحمدَ ابنِ إبراهِيمَ، وَأَبُو حامِدٍ الإِسْماعِيلِيُّ، صاحِبُ ابنِ سُرَيْجٍ، وَأَبُو الحَسَنِ النَّيْسابُورِيُّ، وغيرُهم، وأَمَّا أَبُو عبدِ اللهِ الإِسْماعِيلِيُّ البَغْدادِيُّ الرَّقِّيُّ، فَلِعِنايَتِهِ بِجَمْعِ أَحادِيثِ إسْماعِيلَ بنِ أبي خَالِدٍ.
والإسْماعِيلِيَّةُ: فِرْقَةٌ مِنَ البَاطِنِيَّةِ، قالُوا بِإِمامَةِ إِسْماعِيلَ بنِ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ.

إتحاف السامع، بافتتاح الجامع

إتحاف السامع، بافتتاح الجامع
للحافظ، شمس الدين: محمد بن عبد الله بن ناصر الدين الدمشقي.
المتوفى: سنة أربعين وثمانمائة.
ذكر فيه: فضل الحديث وأهله، وفضل الصحــيحين وتدريسه.
أوله: (الحمد لله الذي افتتح كتابه بعد ذكر اسمه... الخ).

تقييد المهمل

تقييد المهمل
لأبي علي: الحسين بن محمد الغساني، الجياني، الحافظ.
المتوفى: سنة 427، سبع وعشرين وأربعمائة.
ضبط فيه: كل لفظ يقع فيه اللبس من رجال الصحــيحين.
في جزأين.

رُودِس

رُودِس:
قال القاضي عياض: هو بضم أوّله، ضبطناه عن الصدفي والأسدي وغيرهما إلّا الخشني والتميمي فإنّه عندهما بفتح الراء ولم يختلفوا في الدال أنّها مكسورة، وقيدناه عن بعضهم في غير الصحــيحين بفتح الدال، وكلّهم قالوا بسين مهملة إلّا الصدفي عن العذري فإنّه قال بشين معجمة، وقيدناه في كتاب أبي داود من طريق الرملي بذال معجمة، قال:
وهي جزيرة ببلاد الروم، وفي الحديث: غزا معاوية قبرس ورودس، وهي في الإقليم الرابع، وطولها من جهة المغرب خمسون درجة، وعرضها خمس وثلاثون درجة ونصف. ورودس: جزيرة مقابل الإسكندرية على ليلة منها في البحر، وهي أوّل بلاد أفرنجة، قال المسعودي: وهذه الجزيرة في وقتنا هذا، وهو سنة 332، دار صناعة الروم وبها تبنى المراكب البحرية، وفيها خلق من الروم، ومراكبهم تقارب بلاد الإسكندرية وغيرها من بلاد مصر فتغير وتسبي وتأخذ.

الترغيب والترهيب

الترغيب والترهيب
للشيخ، الإمام، الحافظ، زكي الدين، أبي محمد: عبد العظيم بن عبد القوي المنذري.
المتوفى: سنة ست وخمسين وستمائة.
وهو كتاب كبير.
في مجلدين.
أوله: (الحمد لله المبدئ المعيد... الخ).
ذكر أنه: ألفه حاويا لما تفرق في غيره من الكتب، مقتصرا على ما ورد صريحا في: (الترغيب والترهيب).
وذكر الحديث، بعزوه إلى من رواه من أصحاب الكتب المشهورة، (كالصحــيحين)، و(السنن الأربعة)، وبعض المسانيد.
ثم أشار إلى: صحة إسناده وحسنه، أو ضعفه، وأفرده للرواي والمختلف فيه، بابا في آخر الكتاب.
ذكرهم: مرتبا على الحروف.
وذكر الأحاديث في: خمسة وعشرين كتابا.
على ترتيب: (المصابيح).
ثم لخصه:
الحافظ، شهاب الدين، أبو الفضل: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني.
المتوفى: سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة.
وعلى الأصل:
تعليقة: للبرهان: إبراهيم بن محمد الناجي، الدمشقي.
المتوفى: سنة تسعمائة.

أنيس القلوب، وغاية المطلوب

أنيس القلوب، وغاية المطلوب
في: الدعوات، والأذكار.
لإسماعيل بن أحمد بن محمد البدري، الأردبيلي.
أوله: (الحمد لله، الذي لا يخيب من دعاه... الخ).
لخص فيه: (الأذكار) للنووي؛ وما في الكتب المشهورة الثمانية: يعني (الصحــيحين)، و(السنن الأربعة)، و(ابن السني)، و(الدارمي).
وفرغ في: المسجد الأقصى، سنة: ثلاث وستين وسبعمائة.

أطراف الكتب الستة

أطراف الكتب الستة
للشيخ، شمس الدين: محمد بن طاهر المقدسي.
المتوفى: سنة سبع وخمسمائة.
قال ابن عساكر في: (الأشراف) : وهو أطراف الستة أيضا.
جمع فيه: أطراف السنن، وأضاف إليها: (أطراف الصحــيحين)، و(ابن ماجة)، فزهدت فيما كنت جمعته، ثم إني سبرته واختبرته، فظهرت فيه أمارات النقص، وألفيته مشتملا على أوهام كثيرة، وترتيبه مختل، راعى الحروف تارة، وطرحها أخرى. انتهى.
ومن ثمة لخصها:
شمس الدين: محمد بن علي الحسيني، الدمشقي.
ورتب: أحسن ترتيب.
ومات: سنة خمس وستين وسبعمائة.
وللحافظ، جمال الدين، (أبي الحجاج) : يوسف بن عبد الرحمن المزي.
المتوفى: سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة.
وفيه: أيضا أوهام.
وجمعها: أبو زرعة: أحمد بن عبد الرحيم بن العراقي.
المتوفى: سنة عشرين وثمانمائة.
ومختصر (أطراف المزي).
للحافظ، شمس الدين: محمد بن أحمد الذهبي.
المتوفى: سنة ثمان وأربعين وسبعمائة.

الإشراف، على معرفة الأطراف

الإشراف، على معرفة الأطراف
مجلدان.
للإمام، الحافظ: القاسم علي بن الحسن، المعروف: بابن عساكر، الدمشقي.
المتوفى: سنة إحدى وسبعين وخمسمائة.
أوله: (الحمد لله الهادي إلى الرشاد... الخ).
ذكر فيه: أنه جمع أطراف: (سنن أبي داود)، و(جامع الترمذي)، و(النسائي)، وأسانيدها.
ورتب على: حروف المعجم.
ثم وصل إلى أطراف الستة للمقدسي.
وقد أضاف إليها: (سنن ابن ماجة).
فاختبر وسبر، إلى أن ظهر له فيه أمارات النقص، فأضاف إلى كتابه: (أطراف سنن ابن ماجة)، خشية من نقصه عنه، وترك أطراف الصحــيحين، لتمام ما صنف فيها.
و (الإشراف على أطراف الكتب) أيضا.
لسراج الدين: عمر بن علي بن الملقن الشافعي.
المتوفى: سنة أربع وثمانمائة.
و (أطراف الأشراف)..
للشيخ: جلال الدين السيوطي.
ذكره: في (فهرسه).

الإشارات، إلى معرفة الزيارات

الإشارات، إلى معرفة الزيارات
مختصر.
للشيخ، أبي الحسن: علي بن أبي بكر السايح، الهروي.
المتوفى: بحلب، سنة إحدى عشرة وستمائة.
ابتدأ فيه: من مدينة حلب، وكتب ما رآه برا، وبحرا، من المزارات المتبركة، والمشاهد.
وذكر أنه: لم ير كثيرا مما ذكره أصحاب التواريخ ببلاد الشام، والعراق، وخراسان، والمغرب، واليمن، وجزائر البحر، ولا شك أن قبورهم اندرست، وذكر أن: الإنكتار ملك الفرنج أخذ كتبه، ورغب في وصوله إليه، فلم يجب. ومنها: ما غرق في البحر، وأنه زار أماكن ودخل بلادا من سنين كثيرة، فنسي أكثر ما رآه، واعتذر عنه، مع أنه ذكر فيه: زيارات الشام، وبلاد الفرنج، والأرض المقدسة، وديار مصر، والصعيدين، والمغرب، وجزائر البحر، وبلاد الروم، والجزيرة، والعراق، وأطراف الهند، والحرمين، واليمن، وبلاد العجم.
وهذا مقام لا يدركه أحد من السايحين والزهاد إلا رجل كال الأرض بقدمه، وأثبت ما ذكره بقلبه وقلمه.

تَارَانُ

تَارَانُ:
جزيرة في بحر القلزم بين القلزم وأيلة، يسكنها قوم من الأشقياء يقال لهم بنو جدّان، يستطعمون الخبز ممن يجتاز بهم، ومعاشهم السمك، وليس لهم زرع ولا ضرع ولا ماء عذب، وبيوتهم السفن المكسرة، ويستعذبون الماء ممن يمرّ بهم في الديمة، وربما أقاموا السنين الكثيرة ولا يمر بهم إنسان، وإذا قيل لهم: ماذا يقيمكم في هذا البلد؟ قالوا: البطن البطن أي الوطن الوطن قال أبو زيد: في بحر القلزم ما بين أيلة والقلزم مكان يعرف بتاران، وهو أخبث مكان في هذا البحر، وذاك أن به دوران ماء في سفح جبل، إذا وقعت الريح على ذروته انقطعت الريح قسمين فتلقي المركب بين شعبتين في هذا الجبل متقابلتين فتخرج الريح من كليهما كل واحدة مقابلة للأخرى، فيثور البحر على كل سفينة تقع في ذلك الدوران باختلاف الريحين فتنقلب ولا تسلم أبدا، وإذا كان الجنوب أدنى مهبّ فلا سبيل إلى سلوكه مقدار طوله نحو ستة أميال، وهو الموضع الذي غرق فيه فرعون وجنوده.

علم الميقات

علم الميقات
ذكره في كشف الظنون ولم يبينه ولعل المراد به علم مواقيت الصلوات الخمس أو ميقات الناس على اختلاف مساكنهم وبلدانهم عند إرادة الحج والعمرة وقد رود في الصحــيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: وقت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل المدينة ذا الحليفة ولأهل الشام الجحفة ولأهل نجد قرن المنازل ولأهل اليمن يلملم قال: "فهن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن لمن كان يريد الحج والعمرة فمن كان دونهن فمهله من أهله" وكذلك أهل مكة يهلون منها.
وفائدة التوقيت: المنع عن تأخير الإحرام فلو قدم عليه جاز.
والغرض منه والمنفعة والغاية ظاهرة لمن يعرف دين الإسلام.
وميقات العمرة هو: الحل وأفضل بقاع الحل الجعرانة ثم التنعيم ثم الحديبية وقال في العالمكيرية: التنعيم أفضل انتهى.
لكن قال شيخ الإسلام أحمد بن تيمية رحمه الله: لم يكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين أحد يخرج من مكة ليعتمر إلا لعذر لا في رمضان ولا في غيره والذين حجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم فيهم من اعتمر بعد الحج من مكة إلا عائشة رضي الله عنها ولا كان هذا من فعل الخلفاء الراشدين. انتهى.
وزاد تلميذه الحافظ الواحد المتكلم محمد بن أبي بكر بن القيم رحمه الله: أنه لم تكن في عمره صلى الله عليه وسلم عمرة واحدة خارجا من مكة كما يفعله كثير من الناس وإنما كانت عمرة كلها داخلا إلى مكة وقد قام بعد الوحي ثلاث عشرة سنة لم ينقل أنه اعتمر خارجا من مكة ولم يفعله أحد على عهده قط إلا عائشة لأنها أهلت بالعمرة فحاضت فأمرها فقرنت وأخبر أن طوافها بالبيت وبالصفا وبالمروة قد وقع عن حجتها وعمرتها فوجدت في نفسها أن ترجع صواحبها بحجة وعمرة مستقلتين فإنهن كن ممتعات ولم يحضن وترجع هي بعمرة في ضمن حجتها فأمر أخاها أن يعمرها من التنعيم مطيبا لقلبها والله تعالى أعلم انتهى.
ولأسماء الميقات تفسير وتحقيق ذكره أهل الحديث في شروحه وذكرته في رسالتي رحلة1 الصديق إلى البيت العتيق مبسوطا فارجع إليه واعتمد عليه فأنه ينفعك نفعاً تاماً.

علم دراية الحديث

علم دراية الحديث
تقدم الكلام عليه في علم الحديث.
وقال الشيخ شمس الدين الأكفاني السخاوي: دراية الحديث علم تتعرف منه أنواع الرواية وأحكامها وشروط الرواية وأصناف المرويات واستخراج معانيها ويحتاج إلى ما يحتاج إليه علم التفسير من اللغة والنحو والتصريف والمعاني والبيان والبديع والأصول ويحتاج إلى تاريخ النقلة انتهى.
ولنا كتاب سميناه الحطة بذكر الصحاح الستة ذكرنا فيه جميع فروع علم الحديث.
وشرف هذا العلم وأحوال الأمهات الست وتراجم أصحابها فإن شئت الزيادة فارجع إليه.
وذكر في مدينة العلوم أن لفظ الصحيح في علم الحديث إذا أطلق يراد به عند المحدثين البخاري وإذا أطلق لفظ الصحــيحين يراد به عندهم صحيح البخاري وصحيح مسلم.
وإذا أطلق لفظ الصحاح يراد به عندهم الصحيحان وصحيح ابن حبان وصحيح ابن خزيمة وصحيح ابن عوانة وصحيح مستدرك الحاكم وهذه هي الصحاح الستة انتهى. وفيه نظر واضح.
قال: ثم إن السنن إذا أطلقت يراد بها في اصطلاحهم سنن أبي داود وسنن الترمذي وسنن النسائي وسنن ابن ماجة القزويني وأما سنن غير هؤلاء فتذكر مقيدة كسنن الدارقطني وسنن البيهقي وإذا أطلق المسانيد يراد بها في اصطلاحهم مسندا للإمام أحمد بن حنبل ومسند أبي يعلى الموصلي ومسند الدارمي ومسند البزار.
ثم إن المعاجم إذا أطلقت يراد بها المعجم الكبير والأوسط والصغير الثلاثة للطبراني قال: ولما فرغنا عن ذكر الأقدمين من المحدثين اقتضى الرأي أن نورد ههنا بعضا من المتأخرين منهم وعند ذكر الصالحين تنزل الرحمة. ثم ذكر أبا سليمان الخطابي وابن الجوزي والنووي وأبا السعادات الجزري وأبا محمد حسين البغوي وابن الصلاح والحسن الصغاني اللاهوري الهندي وأكمل الدين البابرني شارح المشارق والقاضي عياض وذكر تراجمهم بالاختصار وكتابنا إتحاف النبلاء المتقين بإحياء مآثر الفقهاء المحدثين قد قضى الوطر عن ذكر الكتب المؤلفة في علم الحديث وتراجم أكابر هذا العلم.

الْفَلَقِ

{الْفَلَقِ}
وسأله عن معنى قوله - عز وجل -: {بِرَبِّ الْفَلَقِ}
قال: الصبح. قال: وهل كانت العرب تعرف ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت بقول "لبيد بن ربيعة" وهو يقول:
الفارج الهمَّ مسدولاً عساكره. . . كما يُفرَّج غمَّ الظلمة الفلقُ
(ظ، في الروايتين) وفي (طب) : ضوء الصبح وفي (تق، ك، ط) : الصبح إذا انلق من ظلمة الليل.
= الكلمة من آية الفلق:
{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ. . .}
ومعها من مادتها اسمُ الفاعل في آيتى الأنعام: {إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى} - 95 {فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا} - 96
وفَعلَ المطاوعة في آية الشعراء 63: {فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ}
تأويل الفلق في المسألة بالصبح أو بضوئه، يبدو قريباً. وقد يؤنس إلى انفلاقة "فالق الإصباح" إلا أنه مختلف فيه: بالصبح فسره البخاري عن مجاهد (ك التفسير، سورة الفلق) ونقل فيه ابن حجر قول الفراء أنه الصبح (الفتح 8 / 524) وهو الصواب عند الطبري، عن ابن عباس وغيره. وإن نقل فيه من اختلاف التأويل، أن الفلق الخّلق، عن ابن عباس. وسِجن في جهنم، عنه أيضاً من طريقين، وقيل اسم من أسمائها، أو جُبُّ فيها عن القرظي والسدَّى (30 / 225) ونقل فيه القرطبي نحو ذلك، وقيل شجرة في النار (الجامع 20 / 252) . وأصل الفلْق في العربية الشقُّ، والفلوق: الشقوق، والفالق: النخلة المنشقة عن الطلْع، والمطمئن من الأرض بين ربوتين، كأنه شَقٌ بينهما؛ والفُلَّيْق: الخوخ ينفلق عن نواه.
وعند الراغب: قيل هو الصبح، وقيل: الأنهار، وقيل: الكلمة التي علَّمها اللهُ موسى فانفلق بها البحر (المفردات)
وفي (الصحــيحين) أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يرى الرؤيا فتأتي "مثل فَلَقِ الصبح" فسره ابن الأثير بضوء الصبح وإنارته، أو هو الصبح نفسه (النهاية) .
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.