Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: نداء

المفرد

المفرد:
[في الانكليزية] Singular ،simple ،particular
[ في الفرنسية] Simple ،singulier ،particulier
بتخفيف الراء المفتوحة من الإفراد يطلق على معان. منها مقابل المركّب وعرّفه أهل العربية بأنّه اللفظ بكلمة واحدة، واللفظ ليس بمعنى التلفظ بل بمعنى الملفوظ، أي الذي لفظ. فالمعنى أنّ المفرّد هو الذي لفظ بكلمة أي صار ملفوظا بتلفّظ كلمة واحدة، ومآله أنّه لفظ هو كلمة واحدة، فإن ما يصير ملفوظا بتلفّظ كلمة واحدة لا بدّ أن يكون كلمة واحدة.
والمراد من الكلمة اللغوية ومعنى الواحدة التي ضمّت إلى الكلمة معلوم عرفا، فإنّ ضرب مثلا كلمة واحدة في عرف اللغة بخلاف ضرب زيد فلا حاجة إلى تفسير الكلمة الواحدة لغة بما لم يشتمل على لفظين موضوعين، ولا خفاء في اعتبار قيد الوضع في الحدّ لكونه قسما من اللفظ الموضوع فلا يرد على الحدّ المهملات.
على أنّا لا نسلّم إطلاق الكلمة على المهمل في عرف اللغة فلا يرد ما أورد المحقّق التفتازاني من أنّه إن أريد الكلمة اللغوية على ما يشتمل الكلام والزائد على حرف وإن كان مهملا على ما صرّح به في المنتهى لم يطرد، وإن أريد الكلمة النحوية لزم الدور، غاية ما يقال إنّه تفسير لفظي لمن يعرف مفهوم الكلمة ولا يعرف أنّ لفظ المفرد لأيّ معنى وضع انتهى كلامه.
وعرّف المركّب بأنّه اللفظ بأكثر من كلمة واحدة ومحصّله لفظ هو أكثر من كلمة واحدة، فنحو نضرب وأخواته مفرد إذ يعدّ حرف المضارعة مع ما بعده كلمة واحدة عرفا. فعند النحويين لا يمتنع دلالة جزء الكلمة الواحدة على شيء في الجملة، وعبد الله ونحوه من المركّبات الإضافية وبعلبك ونحوه من المركّبات المزجية، وتأبّط شرا ونحوه من المركّبات الإسنادية مركّبات وإن كانت أعلاما لكونها أكثر من كلمة واحدة عرفا هكذا في العضدي وحاشية السّيّد السّند في المبادئ. وقال المحقّق التفتازاني: وهذا يشكّل بما أطبق عليه النحاة من أنّ العلم اسم وكلّ اسم كلمة وكلّ كلمة مفرد، فيلزم أن يكون عبد الله ونحوه علما مفردا. والجواب أنّ المفرد المأخوذ في حدّ الكلمة غير المفرد بهذا المعنى انتهى. وكأنّه بمعنى ما لا يدلّ جزؤه على جزء معناه. والذي يسنح بخاطري أنّ إطباقهم على أنّ العلم اسم كإطباقهم على أنّ الأصوات أسماء، فإنّهم لما رأوها مشاركة للكلمات في كثرة الدوران على الألسنة في المحاورات نزّلوها منزلة الأسماء المبنية وضبطوها في المبنيات، فاسمية الأعلام المركّبة تكون من هذا القبيل أيضا. وبالجملة فالعلم المفرد اسم حقيقة والمركّب اسم حكما لأنّ معناه معنى الاسم.
اعلم أنّ المفهوم مما سبق حيث اعتبرت الوحدة العرفية أنّ مثل الرجل وقائمة وبصري وسيضرب ونحوها مفردة، لكنه يخالف ما وقع في شروح الكافية والضوء حيث عرّف اللفظ المفرد بما لا يدلّ جزؤه على جزء معناه حال كونه جزءا، وأخرج منه المركّبات مطلقا كلامية أو غيرها، وكذا مثل الرجل وقائمة وبصري وسيضرب وضربت وضربنا ونحوها مما يعد لشدّة الامتزاج كلمة واحدة، وكأنّ للمفرد عندهم معنيين فلا مخالفة، لكن في كون المعنيين من مصطلحات النحاة نظرا، إذ قد صرّح في العضدي أنّ المعنى الثاني للمفرد وهو ما لا يدلّ جزؤه على جزء معناه من مصطلحات المنطقيين. وقال المحقّق التفتازاني في حاشيته إنّه لا يمتنع عند النحاة دلالة جزء الكلمة الواحدة على شيء في الجملة. فنحو يضرب وأخواته مفرد عندهم ويؤيّده ما في الفوائد الضيائية حيث قال: ولا يخفى على الفطن العارف بالغرض من علم النحو أنّه لو كان الأمر بالعكس بأن يجعل نحو عبد الله علما مركّبا، ونحو قائمة وبصري مفردا لكان أنسب انتهى. وقال المولوي عبد الغفور في حاشيته: الغرض من النحو معرفة أحوال اللفظ وتصحيح إعرابه، فإهمال جانب اللفظ والميل إلى جانب المعنى لا يلائم ذلك الغرض، ولا يخفى أنّ ذلك الإهمال لا يجري في كلّ ما يعدّ لشدّة الامتزاج لفظة واحدة وأعرب بإعراب بل فيما أعرب بإعرابين كعبد الله انتهى.
قال المنطقيون المفرد هو اللفظ الموضوع الذي لا يقصد بجزء منه الدلالة على جزء معناه، سواء لم يكن له جزء كهمزة الاستفهام أو كان له جزء ولم يدلّ على معنى كزيد أو كان له جزء دالّ على معنى ولا يكون ذلك المعنى جزء المعنى المقصود كعبد الله علما، فإن العبد معناه العبودية وهو ليس جزء المعنى المقصود وهو الذات المشخّصة وكذا لفظ الله، أو كان له جزء دالّ على جزء المعنى المقصود ولم يكن دلالته مقصودة كالحيوان الناطق علما لإنسان فإنّ معناه حينئذ الماهية الإنسانية مع التشخّص والحيوان فيه مثلا دالّ على جزء الماهية الإنسانية. لكن ليست تلك الدلالة مقصودة حال العلمية، بل المقصود هو الذّات المشخّصة، ويقابله المركّب تقابل العدم والملكة وهو ما يقصد بجزء منه الدلالة على جزء معناه كرامي الحجارة وقائمة وبصري ويضرب ونحوها، وإنّما لم يجعلوا مثل عبد الله علما مركّبا كما جرت عليه كلمة النحاة لأنّ نظرهم في الألفاظ تابع للمعاني فيكون إفرادها وتركيبها تابعين لوحدة المعاني وكثرتها بخلاف النّحاة، فإنّ نظرهم إلى أحوال الألفاظ، وقد جرى على مثله علما أحكام المركّبات حيث أعرب بإعرابين كما إذا قصد بكل واحد من جزئه معنى على حدّة. لا يقال تعريف المركّب غير جامع وتعريف المفرد غير مانع لأنّ مثل الحيوان الناطق بالنظر إلى معناه البسيط التضمّني أو الالتزامي ليس جزؤه مقصود الدلالة على جزء ذلك المعنى فيدخل في حدّ المفرد، ويخرج عن حدّ المركّب لأنّا نقول المراد بالدلالة في تعريف المركّب هي الدلالة في الجملة وبعدم الدلالة في المفرد انتفاؤها من سائر الوجوه، فالمركّب ما يكون جزؤه مقصود الدلالة بأيّ دلالة كانت على جزء ذلك المعنى، وحينئذ يندفع النقض لأنّ مثل الحيوان الناطق وإن لم يدل جزؤه على جزء المعنى البسيط التضمني لكنّه يدلّ على جزء المعنى المطابقي، ويلزمهم أنّ نحو ضارب ومخرج وسكران مما لا ينحصر من الألفاظ المشتقة مركّب لأنّ جوهر الكلمة جزء منه، وما ضمّ إليه من الحروف والحركات جزء وكلّ من الجزءين يدلان على معنى مختصّ به. واعتذر الجمهور عنه بأنّ المراد بالأجزاء ألفاظ أو حروف أو مقاطع مسموعة مترتّبة متقدّم بعضها على بعض، والمادة مع الهيئة ليست كذلك، وأنت خبير بأنّ هذا إرادة ما لا يفهم من اللفظ ولا نعني بفساد الحدّ سوى هذا.

التقسيم:
المفرد عند النحاة إما اسم أو فعل أو حرف وقد سبق تحقيقه في لفظ الاسم. وقال المنطقيون المفرد إمّا اسم أو كلمة أو أداة لأنّه إمّا أن يدلّ على معنى وزمان بصيغته ووزنه وهو الكلمة، أو لا يدلّ، ولا يخلو إمّا أن يدلّ على معنى تام أي يصحّ أن يخبر به وحده عن شيء وهو الاسم وإلّا فهو الأداة، وقد علم بذلك حدّ كلّ واحد منها. وإنّما أطلق المعنى في حدّ الكلمة دون الاسم ليدخل فيه الكلمات الوجودية فإنّها لا تدلّ على معان تامة. وقيد الزمان بالصيغة ليخرج عنه الأسامي الدّالّة على الزمان بجوهرها ومادّتها كلفظ الزمان واليوم وأمس وأسماء الأفعال، وإنّما كان دلالتها على الزمان بالصيغة والوزن لاتحاد المدلولات الزمانية باتحاد الصيغة، وإن اختلفت المادة كضرب وذهب واختلافها باختلافها، وإن اتحدت المادة كضرب ويضرب، ولا يلزم حينئذ كونها مركّبة لأنّ المعنى من المركّب كما عرفت أن يكون هناك أجزاء مرتّبة مسموعة وهي ألفاظ أو حروف، والهيئة مع المادة ليست كذلك، فلا يلزم التركيب. وهاهنا نظر لأنّ الصيغة هي الهيئة الحاصلة باعتبار ترتيب الحروف وحركاتها وسكناتها، فإن أريد بالمادة مجموع الحروف فهي مختلفة باختلاف الصيغة، وإن أريد بها الحروف الأصلية فربما تتّحد والزمان مختلف كما في تكلّم يتكلّم وتغافل يتغافل على أنّه لو صحّ ذلك فإنّما يكون في اللغة العربية، ونظر المنطقي يجب أن لا يختص بلغة دون أخرى، فربما يوجد في لغات أخر ما يدلّ على الزمان باعتبار المادة. وإنّما زيد وحده في حدّ الاسم لإخراج الأداة إذ قد يصحّ أن يخبر بها مع ضميمة كقولنا زيد لا قائم. والكلمة إمّا حقيقية إن دلّت على حدث ونسبة ذلك الحدث إلى موضوع ما وزمان تلك النسبة كضرب وقعد، وإمّا وجودية إن دلّت على الأخيرين فقط يعني أنّها لا تدلّ على معنى قائم بمرفوعها بل على نسبة شيء ليس هو مدلولها إلى موضوع ما، بل ذلك الشيء خارج عن مدلولها، وهذا معنى تقرير الفاعل على صفة وعلى الزمان ككان فإنّه لا يدلّ على الكون مطلقا بل على كون الشيء شيئا لم يذكر بعد، أي لم يذكر ما دام لم يذكر كان، وهذا التقسيم عند الجمهور. وأمّا الشيخ فقد قسّم اللفظ المفرد على أربعة أقسام وهو أنّ اللفظ إمّا أن يدلّ على المعنى دلالة تامة أو لا.
فإن دلّ فلا يخلو إمّا أن يدلّ على زمان فيه معناه من الأزمنة الثلاثة وهو الكلمة أو لا يدلّ عليه وهو الاسم، وإمّا لا يدلّ على المعنى دلالة تامة، فإمّا أن يدلّ على الزمان فهي الكلمة الوجودية أو لا يدلّ فهو الأداة، فالأدوات نسبتها إلى الأسماء كنسبة الكلمات الوجودية إلى الأفعال في عدم كونها تامّات الدلالات. لا يقال من الأسماء ما لا يصحّ أن يخبر به أو عنه أصلا كبعض المضمرات المتصلة مثل غلامي وغلامك. ومنها ما لا يصحّ إلّا مع انضمام كالموصولات فانتقض بها حدّ الاسم والأداة عكسا وطردا على كلا القولين لأنّا نقول: لمّا أطلق الألفاظ فوجد بعضها يصلح لأن يصير جزءا من الأقوال التامة والتقييدية النافعة في هذا الفنّ وبعضها لا، فنظر أهل هذا الفنّ في الألفاظ من جهة المعنى. وأمّا نظر النحاة فمن جهة نفسها فلا يلزمه تطابق الاصطلاحين عند تغاير جهتي النّظرين فاندفع النقوض لأنّ الألفاظ المذكورة إن صحّ الإخبار بها أو عنها فهي أسماء وأفعال وإلّا فأدوات. غاية ما في الباب أنّ الأسماء بعضها باصطلاح النحاة أدوات باصطلاح المنطقيين ولا امتناع في ذلك.
فائدة:
كلّ كلمة عند المنطقيين فعل عند العرب بدون العكس أي ليس كلّ فعل عندهم كلمة عند المنطقيين فإنّ المضارع الغير الغائب فعل عندهم وليس كلمة لكونه مركّبا والكلمة من أقسام المفرد، وإنّما كان مركّبا لأنّ المضارع المخاطب والمتكلّم يدلّ جزء لفظه على جزء معناه، فإنّ الهمزة تدلّ على المتكلّم المفرد والنون على المتكلّم المتعدّد والتاء على المخاطب وكذا الحال في الماضي الغير الغائب هكذا قال الشيخ. وقال أيضا الاسم المعرب مركّب لدلالة الحركة الإعرابية على معنى زائد، وقد بالغ بعض المتأخّرين وقال: لا كلمة في لغة العرب إلّا أنّها مركّبة وزعم أنّ ألفاظ المضارعة مركّبة من اسمين أو اسم وحرف لأنّ ما بعد حرف المضارعة ليس حرفا ولا فعلا وإلّا لكان إمّا ماضيا أو أمرا أو مضارعا، ومن الظاهر أنّه ليس كذلك، فتعيّن أن يكون اسما وحرف المضارعة إمّا حرف أو اسم. وتحقيق ذلك من وظائف أهل العربية.
فائدة:
وجه التسمية بالأداة لأنّها آلة في تركيب الألفاظ، وأمّا بالكلمة فلأنّها من الكلم وهو الجرح لأنّها لمّا دلّت على الزمان وهو متجدّد منصرم فيكلم الخاطر بتغيّر معناها، وأمّا بالاسم فلأنّه أعلى مرتبة من سائر الألفاظ فيكون مشتملا على معنى السّموّ وهو العلوّ، وأمّا بالكلمة الوجودية فلأنّها ليس مفهومها إلّا ثبوت النسبة في زمان، هذا كلّه خلاصة ما في شرح المطالع وشرح الشمسية وحواشيهما. وأيضا ينقسم المفرد إلى مضمر وعلم مسمّى بالجزئي الحقيقي في عرف المنطقيين ومتواطئ ومشكّك ومنقول ومرتجل ومشترك ومجمل وكلّي وجزئي ومرادف ومباين. ومنها ما يقابل الجملة فيتناول المثنى والمجموع والمركّبات التقييدية أيضا. قال في العضدي ويسمّي النحويون غير الجملة مفردا أيضا بالاشتراك بينه وبين غير المركّب، انتهى.
قال المولوي عبد الحكيم في حاشية شرح الشمسية: هذان المعنيان للمفرد حقيقيان. ومنها ما يقابل المثنى والمجموع أعني الواحد فالتقابل بينهما تقابل التضاد إذ المفرد وجودي مفسّر باللفظ الدّال على ما يتّصف بالوحدة وليس أمرا عدميا وإلّا لكان تعريف المثنى والمجموع بما ألحق بآخر مفرده إلى آخره دوريا، وما يقال من أنّ التقابل بينهما بالعرض كالتّقابل بين الواحد والكثير فليس بشيء، وكذا ما يقال من أنّ التقابل بينهما هو التضايف لأنّه لا يمكن تعقّل كلّ واحد منهما إلّا بالقياس إلى الآخر، هكذا ذكر المولوي عبد الحكيم وأحمد جند في حاشية شرح الشمسية. والمراد أنّ التقابل لكلّ واحد معتبر في هذا الاطلاق دون التقابل بالمجموع من حيث هو مجموع، ولا يلزم منه أن يكون للمفرد معنيان أحدها ما يقابل المثنى والثاني ما يقابل المجموع، فإنّ المفرد هاهنا بمعنى الواحد كما عرفت، كذا قيل. ومنها ما يقابل المضاف أعني ما ليس بمضاف، فالتقابل بينهما تقابل الإيجاب والسّلب وشموله بهذا المعنى للمركّب التقييدي والخبري والإنشائي لا يستلزم استعماله فيها، إذ لا يجب استعمال اللفظ في جميع أفراد معناه، إنّما اللازم جواز الإطلاق وهو غير مستبعد. كيف وقد قال الشيخ ابن الحاجب: والمضاف إليه كلّ اسم نسب إليه شيء بواسطة حرف الجر لفظا أو تقديرا، فأدخل مررت في قولنا مررت بزيد في المضاف، وجعل التقابل بينهما تقابل العدم والملكة باعتبار قيد عما من شأنه أن يكون مضافا مع مخالفته لظاهر العبارة لا يدفع الشمول المذكور على ما وهم لأنّ الإضافة من شأن المركّبات المذكورة باعتبار جنسه أعني اللفظ الموضوع، كذا ذكر المولوي عبد الحكيم في حاشية شرح الشمسية. وقال أيضا هذه المعاني الأربعة مستعملة بين أرباب العلوم والأوّلان منها حقيقيان والأخيران مجازيان انتهى. ومورد القسمة في المعنيين الاوّلين هو اللفظ الموضوع وفي الأخيرين هو الاسم إذ كلّ واحد منهما مع مقابله من خواصّ الاسم كذا ذكر أحمد جند في حاشية شرح الشمسية. أقول فعلى هذا لا يشتمل للمركّب التقييدي والخبري والإنشائي إذ المركّب ليس باسم بل اسمان أو اسم وفعل كما لا يخفى. ثم قال: وقيل المراد بما يقابل المضاف ما لا يكون مضافا ولا شبه مضاف انتهى. وفي بعض حواشي الكافية أنّ المفرد في باب الــنداء يستعمل في ما يقابل المضاف وشبهه انتهى. وكذا في باب لا التي لنفي الجنس كما يستفاد من الحاشية الهندية وغيرها من شروح الكافية. ومنها ما يقابل الجملة وشبهها والمضاف، ومشابه الجملة هو اسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبّهة واسم التفضيل والمصدر وكلّ ما فيه معنى الفعل، وهذا المعنى هو المراد بالمفرد الواقع في قول النحاة التمييز قد يرفع الإبهام عن مفرد وقد يرفعه عن نسبة، هكذا يستفاد من الفوائد الضيائية والحاشية الهندية. وفي غاية التحقيق أنّ المفرد هاهنا بمعنى ما يقابل النسبة الواقعة في الجملة وشبهها أو المضاف انتهى، والمآل واحد. ومنها العلم الغير المشترك بين اثنين فصاعدا بأن يكون مختصا بالواحد اسما كان أو لقبا أو كنية كما صرّح في بعض الحواشي المعلّقة على شرح النخبة. وفي شرح النخبة أيضا إشارة إلى ذلك في فصل الأخير. ومنها عدد مرتبته واحدة كالثلاثة والعشرة والمائة والألف ونحوها ويقابله المركّب وهو عدد مرتبته اثنتان فصاعدا كخمسة عشر فإنّها الآحاد والعشرات وكمائة وخمسة وعشرين فإنّها ثلاث مراتب آحاد وعشرات ومئات كذا في ضابطة قواعد الحساب. وهذا المعنى من مصطلحات المحاسبين. ومنها ما يعبّر عنه باسم واحد ويقابله المركّب بمعنى ما يعبّر عنه باسمين كما في لفظ المركّب. ومنها قسم من الكسر مقابل للكسر المكرّر. ويطلق المفرد أيضا على قسم من الجسم الطبيعي وهو ما لا يتركّب من الأجسام ويقابله المؤلّف، وعلى قسم من الأعضاء مقابل للمركّب ويسمّى بسيطا أيضا، وعلى قسم من الأمراض مقابل للمركّب، وعلى قسم من الحركة، وعلى قسم من المجاز اللغوي، وعلى قسم من التشبيه ونحو ذلك.
فإطلاقه في الأكثر على سبيل التقييد يقال تشبيه مفرد ومجاز مفرد وجسم مفرد، فتطلب معانيه من باب الموصوفات.
المفرد: ما لا يدل جزؤه على جزء معناه.

الشياع

(الشياع) الــنداء والبوق يدعى بِهِ وَمَا تشب بِهِ النَّار من الْوقُود الْخَفِيف
الشياع: الانتشار والتقوية. يقال شاع الحديث اشتهر، وقوي الشيء ما يصح أن يعلم ويخبر عنه، عند سيبويه. وهو أعم العام كما أن الله أخص الخاص يجري على الأجسام والعرض والقديم والمعدوم والمحال. وقول الأشاعرة المعدوم ليس بشيء معناه أنه غير ثابت في الأعيان.

الخَبيثُ

الخَبيثُ: ضدُّ الطَّيِّبِ، خَبُثَ، ككَرُمَ، خُبْثاً وخَباثةً وخَباثِيَةً، والرَّدِيءُ الخَبُّ،
كالخابِثِ، وخَبَثَ خُبْثاً، والذي يَتَّخِذُ أصْحاباً خُبَثَاءَ،
كالمُخْبِث، كمُحْسِنٍ،
والمَخْبَثان، أو مَخْبَثانُ مَعْرِفةٌ وخاصَّةٌ بالــنِّداءِ. وقد أخْبَثَ.
وياخُبَثُ، كلُكَعٍ، أي: ياخَبيثُ، وللمرأةِ: ياخَبيثةُ،
وياخَباثِ، كقَطَامِ.
والأَخْبَثانِ: البَوْلُ والغائِطُ، أو البَخَرُ والسَّهَرُ، أو السَّهَرُ والضَّجَرُ.
والخُبْثُ، بالضم: الزِّنى. وخَبُث بها، ككَرُمَ.
والخابِثةُ: الخَباثةُ.
والخِبْثةُ، بالكسر في الرَّقيقِ: أن لا يكونَ طِيَبَةً، أي: سُبِيُ من قَوْمٍ لا يَحِلُّ اسْتِرْقاقُهم.
والخِبِّيثُ، كسِكِّيتٍ: الكثيرُ الخُبْثِ، ج: خِبِّيثُونَ.
والخِبِّيثى: الخُبْثُ، ووادِي تُخُبِّثَ: كَوادي تُخُثِّبَ.
"وأعوذُ بك من الخُبْثِ والخَبائِثِ"، أي: من ذكورِ الشَّياطينِ وإناثِها. والشجَرَةُ الخَبيثَةُ: الحَنْظَلُ، أو الكُشوثُ.
والمَخْبَثَةُ: المَفْسَدَةُ.

غَمَقَ

(غَمَقَ)
(هـ) كَتَبَ عُمر إِلَى أَبِي عُبيدة بِالشَّامِ «إِنَّ الأُرْدُنَّ أَرْضٌ غَمِقَة» أَيْ قَرِيبَةٌ مِنَ الْمِيَاهِ وَالنُّزُوزِ والخُضَر. والغَمَق: فَسَادُ الرِّيح، وخُمُومُها مِنْ كَثْرة الأنْداء فيَحْصُل مِنْهَا الوَباء.

زَيَمَ

(زَيَمَ)
فِي قَصِيدِ كَعْبٍ:
سُمْرُ العُجَاياتِ يتْرُكْن الحَصَى زِيَماً ... لَمْ يَقهِنَّ رؤوس الأُكْم تَنْعِيلُ
الزِّيَمُ: المُتفَرِّق، يَصِفُ شدَّة وطْئِها أَنَّهُ يُفَرِّق الحَصَى.
وَفِي حَدِيثِ خُطْبَةِ الْحَجَّاجِ:
هَذَا أوانُ الحْرب فاشْتَدَّى زِيَم هُوَ اسمُ ناقةٍ أَوْ فَرَس، وَهُوَ يُخَاطبُها ويأمُرُها بالعَدْو. وَحَرفُ الــنداءِ محذوفٌ.

اله

الهيس: أداة الفدان كلها، بلغة عمان. ويقال في الغارة إذا استبيحت قرية أو قبيلة فاستؤصلت: هيس هيس، معناه ما بقي منهم أحَدٌ. والأهيس من الإبل 110أ: الجريء الذي لا ينقبض عن شيء. وهست تهيس: أي تسير وتطأ. والهيس: السير أي ضرب كان. وفي المثل: " إحدى لياليك فهيسي هيسي " وهو زجر للإبل. والهيس: أخذ الشيء بكثرة. وهاس الرجل ليلته: ثبت على السير.
اله التأله التعبد. والآلهة الأصنام التي تعبد. ويقرأ " ويذرك وإلاهتك " يعني عبادتك. والإله - عز وجل - إنما قيل لأن القلوب تأله عند التفكر في عظمته أي تتحير. واسم الله الأعظم الله. والأصل فيه إلاه - على فعال -. ويقولون لله ما فعلت يريدون والله ما فعلت. ويقولون في الاستغاثة يا لله - بالفتح - ما صنع، وفي التعجب يا لله - بكسر اللام -. ولاه أنت. ولاهم اغفر لي بمعنى اللهم. ولاه ابن عمك. واختلفوا في معنى اللهم فقالوا معناه 112أيا الله أمنا بخير، وقيل يا أللهم. وألهت على فلان اشتد جزعه. والإلاهة عين الشمس، وكذلك الأليهة. والله - منقوص مثل الدم والفم - لغة في المدود.
[اله] نه فيه: إذا وقع في "الهانية" الرب لم يجد أحداً يأخذ بقلبه، هو فعلانيةتهمة بل تقريراً له في النفوس.

اله

1 أَلَهَ, (S, and so in some copies of the K,) with fet-h, (S,) or أَلِهَ, (Mgh, Msb, and so in some copies of the K,) like تَعِبَ, aor. ـَ (Msb,) inf. n. إِلَاهَةٌ (S, Msb, K) and أُلُوهَةٌ and أُلُوهِيَّپٌ, (K,) He served, worshipped, or adored; syn. عَبَدَ. (S, Msb, K.) Hence the reading of I'Ab, [in the Kur vii. 124,] وَيَذَرَكَ وَإِلَاهَتَكَ [And leave thee, and the service, or worship, or adoration, of thee; instead of وَآلِهَتَكَ and thy gods, which is the common reading]; for he used to say that Pharaoh was worshipped, and did not worship: (S:) so, too, says, Th: and IB says that the opinion of I'Ab is strengthened by the sayings of Pharaoh [mentioned in the Kur lxxix. 24 and xxviii. 38], “I am your lord the most high,” and “I did not know any god of yours beside me.” (TA.) A2: أَلِهَ, aor. ـَ (S, K,) inf. n. أَلَهٌ, (S,) He was, or became, confounded, or perplexed, and unable to see his right course; (S, K;) originally وَلِهَ. (S.) b2: أَلِهَ عَلَي فُلَانٍ He was, or became, vehemently impatient, or affected with vehement grief, or he manifested vehement grief and agitation, on account of such a one; (S, K;) like وَلِهَ. (S.) b3: أَلِهَ إِلَيْهِ He betook himself to him by reason of fright or fear, seeking protection; or sought, or asked, aid, or succour, of him: he had recourse, or betook himself, to him for refuge, protection, or preservation. (K.) b4: أَلِهَ بِالمَكَانِ He remained, stayed, abode, or dwelt, in the place. (MF.) A3: أَلَهَهُ, (K,) like مَنَعَهُ, (TA,) [in the CK اَلِهَهُ,] He protected him; granted him refuge; preserved, saved, rescued, or liberated, him; aided, or succoured, him; or delivered him from evil: he rendered him secure, or safe. (K.) 2 تَأْلِيهٌ [inf. n. of أَلَّهَهُ He made him, or took him as, a slave; he enslaved him;] i. q. تَعْبِيدٌ. (S, K.) b2: [The primary signification of أَلَّهَهُ seems to be, He made him to serve, worship, or adore. b3: Accord. to Freytag, besides having the former of the two meanings explained above, it signifies He reckoned him among gods; held him to be a god; made him a god: but he does not mention his authority.]5 تألّه He devoted himself to religious services or exercises; applied himself to acts of devotion. (JK, S, Msb, K.) أُلْهَانِيَّةٌ: see إِلَاهَةٌ.

إِلهٌ, or إِلَاهٌ, [the former of which is the more common mode of writing the word,] is of the measure فعَالٌ (S, Msb, K) in the sense of the measure مَفْعُولٌ, (S, Msb,) like كِتَابٌ in the sense of مَكْتُوبٌ, and بِسَاطٌ in the sense of مَبْسُوطً, (Msb,) meaning ↓ مَأْلْوةٌ [An object of worship or adoration; i. e. a god, a deity]; (S, Msb, K) anything that is taken as an object of worship or adoration, accord. to him who takes it as such: (K:) with the article ال, properly, i. q. اللّٰهُ; [sec this word below;] but applied by the believers in a plurality of gods to what is worshipped by them to the exclusion of اللّٰه: (Msb:) pl. آلِهَةٌ: (Msb, TA:) which signifies idols: (JK, S, TA:) in the K, this meaning is erroneously assigned to إِلَاهَةٌ: (TA:) [not so in the CK; but there, الالِهَةُ is put in a place where we should read الإِلَاهَةُ, or إِلَاهَةُ without the article:] ↓ الإِلَاهَةُ [is the fem. of الإِلَاهُ, and] signifies [the goddess: and particularly] the serpent: [(a meaning erroneously assigned in the CK to الآلِهَةُ; as also other meanings here following:) because it was a special object of the worship of some of the ancient Arabs:] (K:) or the great serpent: (Th:) and the [new moon; or the moon when it is termed]

هِلَال: (Th, K:) and, (S, K,) as also ↓ إِلَاهَةُ, without ال, the former perfectly decl., and the latter imperfectly decl., (S,) and ↓ الأُلَاهَةُ, (IAar, K,) and ↓ أُلَاهَةُ, (IAar, TA,) and ↓ الأَلَاهَةُ, (K,) [and app. ↓ أَلَاهَةُ,] and ↓ الأَلِيهَةُ, (K,) the sun; (S, K;) app. so called because of the honour and worship which they paid to it: (S:) or the hot sun. (Th, TA.) [إِلهٌ is the same as the Hebrew אֱלוֹהַּ and The Chaldee XXX; and is of uncertain derivaTion: accord. To some,] it is originally وِلَاهٌ, like as إِشَاحٌ is originally وِشَاحٌ; meaning that mankind yearn towards him who is thus called, [seeking protection or aid,] in their wants, and humble themselves to him in their afflictions, like as every infant yearns towards its mother. (TA.) [See also the opinions, cited below, on the derivation of اللّٰهُ.]

أَلَهَةُ and الأَلَاهَةُ: see إِلهٌ.

أُلَاهَةُ and الأُلَاهَةُ: see إِلهٌ.

A2: أُلَاهَةٌ: see إِلَاهَةٌ.

إِلَاهَةٌ inf. n. of 1, q. v. (S, Msb, K.) A2: Godship; divinity; (K;) as also ↓ أُلَاهَةٌ (CK [not found by me in any MS. copy of the K) and ↓ أُلْهَانِيَّةٌ. (K.) A3: إِلَاهَةُ and الإِلَاهَةُ: see إِلهٌ.

الأَلِيهَةُ: see إِلهٌ.

إِلهِىٌّ, or إِلَاهِىٌّ, Of, or relating to, God or a god; divine; theological: Hence, العِلْمُ الإِلهِىُّ or الإِلَاهِىٌّ: see what next follows.]

الإِلهِيَّةُ, or الإِلَاهِيَّةُ, Theology; the science of the being and attributes of God, and of the articles of religious belief; also termed عِلْمُ الإِلهِيَّاتِ or الإِلَاهِيَّاتِ, and ↓ العِلْمُ الإِلهِىُّ or الإِلَاهِىُّ.]

اللّٰهُ, [written with the disjunctive alif اَللّٰهُ, meaning God, i. e. the only true god,] accord. to the most correct of the opinions respecting it, which are twenty in number, (K,) or more than thirty, (MF,) is a proper name, (Msb, K,) applied to the Being who exists necessarily, by Himself, comprising all the attributes of perfection; (TA;) a proper name denoting the true god, comprising all the excellent divine names; a unity comprising all the essences of existing things; (Ibn-El- 'Arabee, TA;) the ال being inseparable from it: (Msb:) not derived: (Lth, Msb, K:) or it is originally إِلهٌ, or إِلَاهٌ, (Sb, A Heyth, S, Msb, K,) of the measure فِعَالٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ, meaning مَأْلُوهٌ, (S, K, *) with [the article]

ال prefixed to it, (Sb, A Heyth, S, Msb,) so that it becomes الإِلَاهُ, (Sb, A Heyth, Msb,) then the vowel of the hemzeh is transferred to the ل [before it], (Msb,) and the hemzeh is suppressed, (Sb, A Heyth, S, Msb,) so that there remains اللّٰهُ, or الِلَاهُ, after which the former ل is made quiescent, and incorporated into the other: (Sb, A Heyth, Msb:) the suppression of the hemzeh is for the purpose of rendering the word easy of utterance, on account of the frequency of its occurrence: and the ال is not a substitute for the hemzeh; for were it so, it would not occur therewith in الإِلَاهُ: (S:) so says J; but IB says that this is not a necessary inference, because الإِلَاهُ applies to God (اللّٰهُ) and also to the idol that is worshipped; whereas اللّٰهُ applies only to God; and therefore, in using the vocative form of address, one may say, يَا اَللّٰهُ [O God], with the article ال and with the disjunctive hemzeh; but one may not say, يَا الإِلَاهُ either with the disjunctive or with the conjunctive hemzeh: (TA:) Sb allows that it may be originally لَاهٌ: see art. ليه: (S:) some say that it is from أَلِهَ, either because minds are confounded, or perplexed, by the greatness, or majesty, of God, or because He is the object of recourse for protection, or aid, in every case: or from أَلَهَهُ, meaning “he protected him,” &c., as explained above: see 1, last sentence. (TA.) The ال is pronounced with the disjunctive hemzeh in using the vocative form of address [يَا اَللّٰهُ] because it is inseparably prefixed as an honourable distinction of this name; (S;) or because a pause upon the vocative particle is intended in honour of the name; (S in art. ليه;) and AAF says that it is also thus pronounced in a form of swearing; as in أَفَاَللّٰهِ لَتَفْعَلَنَّ [an elliptical phrase, as will be shown below, meaning Then, by God, wilt thou indeed do such a thing?]; though he denies its being thus pronounced because it is inseparable; regarding it as a substitute for the suppressed hemzeh of الإِلَاهُ: (S in the present art.:) Sb mentions this pronunciation in يَا اَللّٰهُ; and Th mentions the pronunciation of يَا اللّٰهُ also, with the conjunctive hemzeh: Ks, moreover, mentions, as used by the Arabs, the phrase يَلَهْ اَغْفِرْلِى [O God, forgive me], for يَا اللّٰهُ; but this is disapproved. (ISd, TA.) The word is pronounced in the manner termed تَفْخِيم, [i. e., with the broad sound of the lengthened fet-h, and with a full sound of the letter ل,] for the purpose of showing honour to it; but when it is preceded by a kesreh, [as in بِاللّٰهِ By God, and بِسْمِ اللّٰهِ In the name of God,] it is pronounced in the [contr.] manner termed تَرْقِيق: AHát says that some of the vulgar say, لَاوَاللّٰهْ [No, by God], suppressing the alif, which should necessarily be uttered, as in الرَّحْمنُ, which is in like manner written without alif; and he adds that some person has composed a verse in which the alif [in this word] is suppressed, erroneously. (Msb.) You say, اَللّٰهَ اللّٰهَ فِى كَذَا, [a verb being understood,] meaning Fear ye God, fear ye God, with respect to such a thing. (Marginal note in a copy of the Jámi' es-Sagheer. [See another ex. voce كَرَّةٌ.]) And اَللّٰهَ لَأَفْعَلَنَّ and اَللّٰهِ لَأَفْعَلَنَّ [By God, I will assuredly do such a thing]: in the former is understood a verb significant of swearing; and in the latter, [or in both, for a noun is often put in the accus. case because of a particle understood,] a particle [such as بِ or وَ] denoting an oath. (Bd in ii. 1.) and لِلهِ مَا فَعَلْتُ, meaning وَاللّٰهِ مَا فَعَلْتُ [By God, I did not, or have not done, such a thing]. (JK.) And لِلّهِ دَرُّكَ (tropical:) To God be attributed thy deed! (A in art. در:) or the good that hath proceeded from thee! or thy good deed! or thy gift! and what is received from thee! [and thy flow of eloquence! and the like]: a phrase expressive of admiration of anything: (TA in art. در:) [when said to an eloquent speaker or poet, it may be rendered divinely art thou gifted!]. And لِلّهِ دَرُّهُ (tropical:) To God be attributed his deed! [&c.]. (S and K in art. در.) And لِلّهِ القَائِلُ [meaning To God be attributed (the eloquence of) the sayer! or] how good, or beautiful, is the saying of the sayer, or of him who says [such and such words]! or it is like the phrase لِلّهِ دَرُّهُ, meaning (assumed tropical:) To God be attributed his goodness! and his pure action! (Har p. 11.) And لِلّهِ فُلَانٌ [To God be attributed (the excel-lence, or goodness, or deed, &c., of) such a one!] explained by Az as meaning wonder ye at such a one: how perfect is he! (Har ibid.) [And لِلّهِ أَبُوكَ: see art. ابو.] And لَاهِ أَنْتَ, meaning لِلّهِ أَنْتَ [lit. To God be thou attributed! i. e. to God be attributed thine excellence! or thy goodness! or thy deed! &c.]. (JK.) [Similar to لِلّهِ, thus used, is the Hebrew expression לֵאלֹהּים after an epithet signifying “great” or the like.] إِنَّالِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ, in the Kur [ii. 151], said on the occasion of an affliction, means Verily to God we belong, as property and servants, He doing with us what He willeth, and verily unto Him we return in the ultimate state of existence, and He will recompense us. (Jel.) Az mentions the phrase الحَمْدُلَاهِ [meaning الحَمْدُلِلّهِ Praise be to God]: but this is not allowable in the Kur-án: it is only related as heard from the Arabs of the desert, and those not knowing the usage of the Kurn. (Az, TA.) b2: ↓ اَللّهُمَّ is an expression used in prayer; as also لَاهُمَّ; (JK, Msb;) meaning يَا اَللّٰهُ [O God]; the م being a substitute for [the suppressed vocative particle] يا; (S in art. ليه, and Bd in iii. 25;) but one says also, يَا اَللّهُمَّ, (JK, and S ibid,) by poetic licence: (S ibid:) or the meaning, accord. to some, is يَا اَللّٰهُ أُمَّنَا بِخَيْرٍ [O God, bring us good]; (JK, and Bd ubi suprà;) and hence the origin of the expression. (Bd.) You say also اَللّهُمَّ إِلَّا [which may be rendered, inversely, Unless, indeed; or unless, possibly]: the former word being thus used to denote that the exception is something very rare. (Mtr in the commencement of his Expos. of the Makámát of El-Hareeree, and Har pp. 52 and 53.) And اَللّهُمَّ نَعَمْ [which may be rendered, inversely, Yes, indeed; or yea, verily]: the former word being used in this case as corroborative of the answer to an interrogation, negative and affirmative. (Har p. 563.) اَللّهُمَّ: see what next precedes.

مَأْلُوهٌ: see إِلهٌ.

دَفَرَ

(دَفَرَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ قَيْلة «أَلْقِي إِلَيَّ ابْنَةَ أَخِي يَا دَفَارِ» أَيْ يَا مُنْتِنَةُ. والدَّفْرُ: النَّتْن، وَهِيَ مَبْنية عَلَى الْكَسْرِ بوَزْن قَطامِ. وَأَكْثَرُ مَا يَرِدُ فِي الــنِّداء.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، لمَّا سَأَلَ كَعْبا عن ولاة الأمر فأخبره فقال: «وا دَفْرَاهُ» أى وا نتناه من هذا الأمر. وقيل أراد وا ذلّاه. يُقَالُ دَفَرَهُ فِي قَفاه إِذَا دَفَعه دفْعاً عَنِيفا.
وَمِنَ الْأَوَّلِ حَدِيثُهُ الْآخَرُ «إِنَّمَا الحاجُّ الأشْعَثُ الْأَدْفَرُ الْأَشْعَرُ» .
(هـ) وَمِنَ الثَّانِي حَدِيثُ عِكْرمة فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى «يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا» قَالَ: يُدْفَرُونَ فِي أقْفِيَتِهم دَفْراً.

حيزم

حيزم
حَيْزوم [جمع]: جج حَيازمُ وحَيازيمُ: (شر) أعضاء وأنسجة تشغل وَسَط الصَّدْر ما بين الرِّئتين. 
[حيزم] فيه: أقدم "حيزوم" فسر في الحديث بأنه اسم فرس جبرئيل عليه السلام، وهو منادى بحذف حرف نداء. ن: بفتح مهملة فتحتية ساكنة فزاي مضمومة فواو فميم، وروى: حيزون- بنون. نه فيه: اشدد "حيازيمك" للموت، هي جمع حيزوم وهو الصدر أو وسطه وهو كناية عن التشمير للأمر والاستعداد له.

دَعَا

(دَعَا)
بالشَّيْء دعوا ودعوة وَدُعَاء وَدَعوى طلب إِحْضَاره يُقَال دَعَا بِالْكتاب وَالشَّيْء إِلَى كَذَا احْتَاجَ إِلَيْهِ وَيُقَال دعت ثِيَابه أخلقت وَاحْتَاجَ إِلَى أَن يلبس غَيرهَا وَالطّيب أَنفه وجد رِيحه فَطَلَبه وَفُلَانًا صَاح بِهِ وناداه وَيُقَال دَعَا الْمَيِّت نَدبه وَفُلَانًا اسْتَعَانَ بِهِ وَرغب إِلَيْهِ وابتهل وَيُقَال دَعَا الله رجا مِنْهُ الْخَيْر وَلفُلَان طلب الْخَيْر لَهُ ودعا على فلَان طلب لَهُ الشَّرّ وبزيد وزيدا سَمَّاهُ بِهِ وَلفُلَان نسبه إِلَيْهِ وَإِلَى الشَّيْء حثه على قَصده يُقَال دَعَاهُ إِلَى الْقِتَال وَدعَاهُ إِلَى الصَّلَاة وَدعَاهُ إِلَى الدّين وَإِلَى الْمَذْهَب حثه على اعْتِقَاده وَسَاقه إِلَيْهِ يُقَال دَعَاهُ إِلَى الْأَمِير وَيُقَال مَا دَعَاهُ إِلَى أَن يفعل كَذَا مَا اضطره وَدفعه وَالْقَوْم دُعَاء ودعوة ومدعاة طَلَبهمْ ليأكلوا عِنْده
(دَعَا)
(س هـ) فِيهِ «أَنَّهُ أمَرَ ضِرَار بْنَ الأزْور أَنْ يَحْلُبَ نَاقَةً وَقَالَ لَهُ: دَع دَاعِيَ اللبَنِ لَا تُجْهِدْه» أَيْ أبْقِ فِي الضَّرْع قَلِيلًا مِنَ اللبَنِ وَلَا تَسْتَوْعِبْه كلَّه، فَإِنَّ الَّذِي تُبْقيه فِيهِ يَدْعُو مَا وراءَه مِنَ اللبَنِ فيُنْزلُه، وَإِذَا اسْتُقْصِي كُلُّ مَا فِي الضَّرْع أَبْطَأَ دَرُّه عَلَى حالبِه.
وَفِيهِ «مَا بالُ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ» هُوَ قَوْلُهُمْ: يالَ فُلان، كَانُوا يَدْعُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا عِنْدَ الأمرِ الْحَادِثِ الشديدِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ زَيْدِ بْنِ أرقَمَ «فَقَالَ قومٌ يالَ الأنصارِ، وَقَالَ قَوْمٌ يالَ المُهاجرين، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنةٌ» .
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «تَدَاعَتْ عَلَيْكُمُ الْأُمَمُ» أَيِ اجْتَمَعُوا ودَعَا بعضُهم بَعْضًا.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ثَوبان «يُوشكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الأممُ كَمَا تَدَاعَى الأكَلَةُ على قصعتها» . (س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «كَمَثَل الجسَد إِذَا اشْتَكَى بعضُه تَدَاعَى سائرُه بالسَّهَر والحُمَّى» .
كأنَّ بعضَه دَعَا بَعْضًا.
وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ «تَدَاعَتِ الحِيطانُ» أَيْ تَسَاقَطَتْ أَوْ كَادَتْ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «كان يُقَدِّم الناسَ على سابِقَتِهم في أُعْطِياتِهم، فَإِذَا انْتَهَتِ الدَّعْوَة إِلَيْهِ كبَّرَ» أَيِ الــنِّدَاءُ والتَّسْميةُ، وَأَنْ يُقال دُونَك يَا أميرَ المؤمنينَ. يُقَالُ دَعَوْتُ زَيْدًا إِذَا ناديتَه، ودَعَوْتُهُ زَيْدًا إِذَا سمّيتَه. وَيُقَالُ: لِبَنِي فُلان الدَّعْوَةُ عَلَى قَوْمِهِمْ إِذَا قُدِّموا فِي العَطاءِ عَلَيْهِمْ.
(هـ) وَفِيهِ «لَوْ دُعِيتُ إِلَى مَا دُعِيَ إِلَيْهِ يوسفُ عَلَيْهِ السَّلَامُ لأجَبْتُ» يُرِيدُ حِينَ دُعِيَ لِلْخُرُوجِ مِنَ الحَبْسِ فَلَمْ يَخْرُج، وَقَالَ: «ارْجِعْ إِلى رَبِّكَ فَسْئَلْهُ» يَصِفُهُ بِالصَّبْرِ والثَّبَاتِ: أَيْ لَوْ كنتُ مَكَانَهُ لخرَجْتُ وَلَمْ ألْبَث. وَهَذَا مِنْ جِنْسِ تواضُعه في قوله: لا تُفَضِّلوني على يونس ابن مَتَّى.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ فِي الْمَسْجِدِ: مَنْ دَعَا إِلَى الجَمَل الْأَحْمَرِ؟ فَقَالَ:
لَا وَجَدْت» يُريدُ مَنْ وَجَدَه فَدَعَا إِلَيْهِ صاحبَه، لِأَنَّهُ نهَى أَنْ تُنْشَدَ الضّالّةُ فِي الْمَسْجِدِ.
(س) وَفِيهِ «لَا دِعْوَةَ فِي الإسلامِ» الدِّعْوَةُ فِي النَّسَب بِالْكَسْرِ، وَهُوَ أَنْ يَنْتَسِبَ الإنسانُ إِلَى غيرِ أَبِيهِ وعشِيرته، وَقَدْ كَانُوا يَفْعَلونه، فَنَهى عَنْهُ وَجَعَلَ الوَلَد للفِراشِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَيْسَ مِنْ رجُل ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ وَهُوَ يَعْلَمُه إلاَّ كَفَر» وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «فَالْجَنَّةُ عَلَيْهِ حرامٌ» وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ» وَقَدْ تَكَرَّرَتِ الأحاديثُ فِي ذَلِكَ.
والِادِّعَاءُ إِلَى غيرِ الأبِ مَعَ العِلم بِهِ حرامٌ، فَمَنِ اعْتَقدَ إباحةَ ذَلِكَ كَفَر لمُخالفةِ الإجماعِ، وَمَنْ لَمْ يَعتقِد إباحَته فَفِي مَعْنَى كُفْرِه وجْهانِ: أحدُهما أَنَّهُ أشْبَه فعلُه فِعْلَ الْكُفَّارِ، وَالثَّانِي أَنَّهُ كافرٌ نِعْمَةَ اللَّهِ وَالْإِسْلَامَ عَلَيْهِ، وَكَذَلِكَ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «فَلَيْسَ منَّا» أَيْ إِنِ اعْتَقَدَ جَوازَه خَرج مِنَ الْإِسْلَامِ، وَإِنْ لَمْ يَعْتقِدْه فَالْمَعْنَى أَنَّهُ لَمْ يَتخَّلق بأخْلاقنا.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ «المُسْتَلاَطُ لَا يَرِثُ ويُدْعَى لَهُ ويُدْعَى بِهِ» . المُسْتَلاَط:
المُسْتَلْحَق فِي النَّسَب. ويُدْعَى لَهُ: أَيْ يُنْسَبُ إِلَيْهِ، فَيُقَالُ فُلَانُ ابْنُ فُلَانٍ، ويُدْعَى بِهِ أَيْ يُكَنَّى فيقالُ هُوَ أَبُو فُلَانٍ، وَمَعَ ذَلِكَ لَا يَرث؛ لِأَنَّهُ لَيْسَ بِوَلَدٍ حقيقيّ. (س) وَفِي كِتَابِهِ إِلَى هِرَقْلَ «أَدْعُوك بِدِعَايَةِ الْإِسْلَامِ» أَيْ بِدَعْوَتِهِ، وَهِيَ كلمةُ الشَّهادَةِ الَّتِي يُدْعَى إِلَيْهَا أَهْلُ المِلَل الكافِرَة، وَفِي رِوَايَةٍ: بِدَاعِيَةِ الْإِسْلَامِ، وَهِيَ مَصْدر بِمَعْنَى الدَّعْوة، كالعافيَة والعَاقبة.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَير بْنِ أفْصَى «لَيْسَ فِي الخَيْلِ دَاعِيَةٌ لِعَامل» أَيْ لَا دَعْوَى لِعَامِل الزَّكاة فِيهَا، وَلَا حَقَّ يَدْعُو إِلَى قَضَائه، لِأَنَّهَا لَا تَجِبُ فِيهَا الزَّكاةُ.
(هـ) وَفِيهِ «الْخِلَافَةُ فِي قُرَيش، والحُكْم فِي الأنْصارِ، والدَّعْوَةُ فِي الحَبَشة» أَرَادَ بِالدَّعْوَة الأذَانَ، جَعَلَهُ فِيهِمْ تَفْضِيلاً لِمُؤذِّنه بِلاَلٍ .
وَفِيهِ «لَوْلاَ دَعْوَةُ أخِينَا سُلَيْمَانَ لأصْبح مُوثَقًا يلْعبُ بِهِ وِلْدَانُ أهلِ المَدِينة» يَعْنِي الشيطانَ الَّذِي عرَض لَهُ فِي صَلاته، وأرادَ بِدَعْوَة سليمانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَوْلَهُ «وَهَبْ لِي مُلْكاً لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي» وَمِنْ جُمْلة مُلْكه تَسْخيرُ الشَّياطين وانْقِيادُهُم لَهُ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «سأخْبركُم بأوَّل أمْرِي: دَعْوَة أَبِي إِبْرَاهِيمَ، وبِشارةُ عِيسَى» دَعْوَةُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ هِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى «رَبَّنا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِكَ» وَبِشَارَةُ عِيسَى قَوْلُهُ «وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ مُعَاذٍ لمَّا أصَابَه الطَّاعُون قَالَ: «لَيْسَ برِجْزٍ وَلَا طاعُون، ولكنَّهْ رحمةُ رَبِّكُمْ، ودَعْوَةُ نَبيِّكم» أرادَ قولَه «اللَّهم اجْعلْ فنَاء أمَّتِي بالطَّعنِ والطَّاعُون» .
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فَإِنَّ دَعْوَتَهُم تُحيطُ مِنْ ورائِهم» أَيْ تَحُوطُهم وتكْنُفُهم وتَحْفَظُهم، يُرِيدُ أهلَ السُّنَّةِ دُونَ أَهْلِ البِدْعَةِ. والدَّعْوَةُ: المرَّة الواحدةُ مِنَ الدُّعَاء.
وَفِي حَدِيثِ عَرَفَةَ «أكْثَرُ دُعَائِي ودُعَاء الْأَنْبِيَاءِ قَبْلِي بِعَرفاتٍ «لَا إلَه إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» إِنَّمَا سُمِّي التَّهلِيلُ وَالتَّحْمِيدُ والتَّمْجِيد دُعَاءً لِأَنَّهُ بِمَنْزِلَتِه فِي استِيْجابِ ثَواب اللهِ وجَزَائِه، كالحَديثِ الْآخَرِ «إِذَا شَغَل عبْدِي ثَناؤُه عَليَّ عَنْ مَسْأَلَتِي أَعْطَيْتُهُ أَفْضَلَ مَا أعطى السائِلين» . 

خَبَثَ

(خَبَثَ)
فِيهِ «إِذَا بَلَغ الْمَاءُ قُلَّتين لَمْ يَحْملْ خَبَثاً» الْخَبَثُ بِفَتْحَتَيْنِ: النَّجَسُ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ نَهَى عَنْ كُلّ دَوَاء خَبِيثٍ» هُوَ مِنْ جِهَتَيْنِ: إحْدَاهما النَّجاسة وَهُوَ الحرَام كَالْخَمْرِ وَالْأَرْوَاثِ وَالْأَبْوَالِ كُلُّهَا نَجسة خَبِيثَةٌ، وتَناوُلها حَرَامٌ إِلَّا مَا خصَّته السُّنَّة مِنْ أَبْوَالِ الْإِبِلِ عِنْدَ بَعْضِهِمْ، ورَوْث مَا يُؤكل لحمهُ عِنْدَ آخَرِينَ. وَالْجِهَةُ الأخْرى مِنْ طَرِيقِ الطَّعْم والمَذَاق؛ وَلَا يُنْكر أَنْ يَكُونَ كَرِه ذَلِكَ لِمَا فِيهِ مِنَ الْمَشَقَّةِ عَلَى الطِّبَاعِ وَكَرَاهِيَةِ النُّفُوسِ لَهَا .
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَنْ أكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ الْخَبِيثَةِ فَلا يَقْربَنَّ مسجدَنا» يُريد الثُّومَ والبَصَل والكُرَّاثَ، خُبْثُهَا مِنْ جهَة كَرَاهَةِ طَعْمها وَرِيحِهَا؛ لِأَنَّهَا طَاهرَة وَلَيْسَ أكلُها مِنَ الْأَعْذَارِ المَذْكورة فِي الانْقطَاع عَنِ الْمَسَاجِدِ، وَإِنَّمَا أَمَرَهُمْ بِالِاعْتِزَالِ عُقُوبَةً ونَكالاً؛ لِأَنَّهُ كان يتأذَّى بريحها.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَهْرُ البَغيّ خَبِيثٌ، وثمنُ الْكَلْبِ خَبِيثٌ، وكسبُ الحجَّام خَبِيثٌ» قَالَ الْخَطَّابِيُّ: قَدْ يَجْمَع الكلامُ بَيْنَ الْقَرَائِنِ فِي اللَّفْظِ ويُفْرَق بَيْنَهَا فِي الْمَعْنَى، ويُعْرَف ذَلِكَ مِنَ الْأَغْرَاضِ وَالْمَقَاصِدِ. فَأَمَّا مَهْرُ البَغيّ وثمَن الكَلْب فَيُريد بِالْخَبِيثِ فِيهِمَا الحرَامَ لِأَنَّ الْكَلْبَ نَجسٌ، وَالزِّنَا حَرَامٌ، وبَذْلُ العوَض عَلَيْهِ وأخْذُه حَرَامٌ. وَأَمَّا كَسْبُ الحجَّام فيُريد بِالْخَبِيثِ فِيهِ الكَرَاهةَ، لِأَنَّ الْحِجَامَةَ مُبَاحةٌ. وَقَدْ يَكُونُ الْكَلَامُ فِي الْفَصْلِ الْوَاحِدِ بعضُه عَلَى الْوُجُوبِ، وَبَعْضُهُ عَلَى النَّدب، وبعضُه عَلَى الحقِيقَة، وبعضُه عَلَى المَجازِ، ويُفْرَق بَيْنَهَا بِدَلَائِلِ الْأُصُولِ وَاعْتِبَارِ مَعَانِيهَا.
وَفِي حَدِيثِ هرَقْلَ «أَصْبَحَ يَوْمًا وَهُوَ خَبِيثُ النفسِ» أَيْ ثَقِيلُها كَرِيهُ الْحَالِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَا يَقُولَنّ أحَدُكم خَبُثَتْ نَفْسِي» أَيْ ثَقُلَتْ وَغَثَتْ، كَأَنَّهُ كَره اسْمَ الخُبث.
(هـ) وَفِيهِ «لَا يُصَلّين الرجُل وَهُوَ يُدَافع الْأَخْبَثَيْنِ» هُمَا الغَائط والبَوْل.
(س) وفيه «كما يَنْفي الكِير الْخَبَثَ» هو مَا تُلقيه النَّارُ مِنْ وسَخ الفِضَّة وَالنُّحَاسِ وَغَيْرِهِمَا إِذَا أُذِيبَا. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(هـ) وَفِيهِ «إِنَّهُ كَتَبَ للعَدَّاء بْنِ خَالِدٍ- اشترى منه عبدا أو أمة- لاداء، وَلَا خِبْثَة، وَلَا غَائِلَة» أَرَادَ بِالْخِبْثَة الحرامَ، كَمَا عَبَّر عَنِ الحَلاَل بالطَّيِّب. والْخِبْثَة: نَوْع مِنْ أَنْوَاعِ الْخَبِيثِ، أَرَادَ أنَّه عبدٌ رقيقٌ، لَا أَنَّهُ مِنْ قَوْمٍ لَا يَحلِ سبْيُهم، كَمَنْ أعْطِيَ عهْدا أَوْ أَماناً، أَوْ مَن هو حرّ فى الأصل. (س) وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَجَّاجِ «أَنَّهُ قَالَ لِأَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا خِبْثَة» يُرِيدُ يَا خَبِيثُ. ويقال للأخْلاق الْخَبِيثَةِ خِبْثَة.
(س) وَفِي حَدِيثِ سَعِيدٍ «كَذب مَخْبَثَانُ» الْمَخْبَثَانُ الْخَبِيثُ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ جَمِيعًا، وَكَأَنَّهُ يدُلُّ عَلَى المبالغة.
(س) وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ يُخاطِب الدُّنيا «خَبَاثِ، كُلَّ عِيدَانِكِ مَضَضْنا فَوَجَدْنَا عاقِبَتَه مُرَّا» خَبَاث- بِوَزْنِ قَطام- مَعْدُول، مِنَ الْخُبْثِ، وَحَرْفُ الــنِّدَاءِ مَحْذُوفٌ: أَيْ يَا خَبَاث. والمَضَّ مِثْلُ المَصّ: يُرِيدُ إِنَّا جَرَّبناكِ وخَبَرْنَاكِ فوَجَدْنا عاقِبَتَك مُرَّة.
(هـ) وَفِيهِ «أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبُثِ والْخَبَائِثِ» بِضَمِّ الْبَاءِ جَمْعُ الْخَبِيثِ، والْخَبَائِثُ جمعُ الْخَبِيثَةِ، يُريد ذكورَ الشَّيَاطِينِ وإناثَهم. وَقِيلَ هُوَ الْخُبْثُ بِسُكُونِ الْبَاءِ، وَهُوَ خِلَافُ طَيِّب الفِعْلِ مِنْ فُجُور وَغَيْرِهِ. والْخَبَائِثُ يُرِيدُ بِهَا الأفعالَ المَذمُومة والخصالَ الرديئةَ.
(هـ) وَفِيهِ «أَعُوذُ بِكَ مِنَ الرِّجْسِ النَّجْسِ الْخَبِيثِ الْمُخْبِثِ» الْخَبِيثُ ذُو الخُبْث فِي نَفْسه، والْمُخْبِثُ الَّذِي أَعْوَانُهُ خُبَثَاءُ، كَمَا يُقَالُ لِلَّذِي فَرَسُهُ ضَعيف مُضْعِف. وَقِيلَ هُوَ الَّذِي يُعَلّمهم الخُبث ويُوقعهم فِيهِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ قَتْلَى بَدْر «فأُلْقُوا في قَليبٍ خَبِيثٍ مُخْبِثٍ» أَيْ فاسدٍ مُفْسد لمَا يَقَعُ فِيهِ (هـ) وَفِيهِ «إِذَا كَثُر الْخُبْثُ كَانَ كَذَا وَكَذَا» أرادَ الفسقَ والفُجُورَ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ سَعْدِ بْنِ عُبادة «أَنَّهُ أُتِيَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُل مُخْدَجٍ سَقِيم وُجِد مَعَ أمَةٍ يَخْبُثُ بِهَا» أَيْ يَزْنِي.

فرفر

[فرفر] نه: فيه: ما رأيت أحدًا "يفرفر"الدنيا "فرفرة" هذا الأعرج- يعني أبا حازم، أي يذمها ويمزقها بالذم والوقيعة فيها، من: الذئب يفرفر الشاة- 
(فرفر)
أسْرع وقارب الخطو ونفض جسده وَفُلَان طاش عقله وَعمل الفرفان وسارع إِلَى الحماقة وَفِي كَلَامه خلط وَأكْثر وَالشَّيْء شققه وَالذِّئْب الشَّاة مزقها وَالشَّيْء نفضه وَفُلَانًا نَالَ من عرضه وَتكلم فِيهِ وَيُقَال فرفر لَهُ وَفِي حَدِيث عون بن عبد الله (مَا رَأَيْت رجلا يفرفر الدُّنْيَا فرفرة هَذَا الْأَعْرَج) يَعْنِي أَبَا حَازِم أَي يذمها ويمزقها بالذم والوقيعة فَهُوَ فرفار

فرفر


فَرْفرَ
a. Flutered; moved, shook.
b. Was impetuous, hasty.
c. [Fī], Was prolix, verbose in (speech).
d. Broke; cut; tore.
e. [ coll. ], Came out of its
chrysalis (butterfly).
فَرْفَاْرa. Fickle; frivolous; feeble; hare-brained;
impetuous.
b. A kind of ebony.
c. A kind of saddle.
d. see 49
فِرْفَاْرa. Lion.

فَرْفَرَةa. Impetuosity.
b. Inconsistency.

فِرْفِرa. Sparrow.

فُرْفُرa. see 53b. Young ( of camels, sheep & c. ).
c. Parched meal.

فُرَافِر
a. see 54 (b)
فُرْفُوْر (pl.
فَرَاْفِيْرُ)
a. Butterfly; moth.
b. see 54 (b)
فِرْفِيْر
P.
a. A certain plant.
b. Purple, violet.
فرفر: فرفر الطائر: حرك جناحيه وضرب بهما كما يفعل وهو مذبوح. (محيط المحيط) أو حرك جناحيه ليطير. (بوسسيه).
تفرفر؟: في ألف ليلة (برسل 2: 167) في الكلام عن رجل فقد إبهامه وهو يأكل بأربع أصابع أكل نحس والقمة تتفرفر بين أصابعه.
تفرفر: تكسر فصار قطعا صغيرة (فوك).
فرفرة (أرجوان؟): وهي عند الكيماويين لون أحمر عميق يستخرج من المرين (المقدمة 3: 207).
فرفور: فربيون. (بوشر).
فرفور: فراشة. (بوشر، همبرت ص1085) الفرفون ( Alforeon) بالأسبانية ويظهر أنها تحريف الكلمة العربية العرفور، وتطلق على الحنطة السوداء أو النضم.
فرفوري: خزف صيني، فخفوري (شيرب، هلو، بوشر) وخزف ياباني. (بوشر)، ومنه بلاد الفرفور أي اليابان. (بوشر، ألف ليلة برسل 4: 378) وانظر فليشر (معجم ص93).
فرفير: بقلة حمقاء. وهذا ما ورد في المستعيني (مادة بقلة حمقاء، وفي ابن البيطار (2: 255) وفي معجم المنصوري الذي يؤكد أنه وجد فرفين في كل مخطوطات الجوهري وأرى أن كلمة فرفين التي ذكرها لين في مادة فرفخ أيضا ليست صحيحة.
فرفيرية: أرجوان، لون أرجواني، وهو لون أحمر غامق يميل إلى اللون البنفسجي. في المستعيني ايرسا: ولزهر هذا البنات ألوان مختلفة فيها بياض وصفرة وفرفيرية. وأنظرها أيضا في مادة سطراطيقوس.
فرفر
فرفرَ يفرفر، فرفرةً، فهو مُفَرْفِر، والمفعول مُفَرْفَر (للمتعدِّي)
• فرفر الطائرُ: حرّك جناحيه وضرب بهما كما يفعل وهو مذبوح ° النَّاس تفرفر من الحرِّ: تتململُ.
• فرفرَ جسمَه: نفضه، حرّكه "فرفر الطَّائرُ ريشَه"? وقَع دون أن يفرفر: مات من فوره، مات دون حراك- وقَع مفرفرًا على الأرض: أخذ يتلوَّي من شدَّة الضَّربة أو الألم.
• فرفر الذِّئبُ الشاةَ: مزَّقها. 

فَرْفار [جمع]: (نت) شجر صلب صبور على النار، تُتَّخذ منه القصاع ونحوها. 

فُرْفُر [مفرد]: عصفور صغير. 

فَرْفور/ فُرْفور [مفرد]: ج فرافيرُ:
1 - غلام نشيطٌ، غلام شابّ ° يا فرفور: نداء يفيد التّهكُّم والسُّخرية أو المداعبة بين الأصدقاء.
2 - فُرْفُر، عصفور صغير. 

فِرْفِيرين [مفرد]: (طب) خضاب ينتج من التحلل المرَضي للهيمجلوبين. 

فِرْفيرينيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى فِرْفِيرين.
• البول الفِرفيرينيّ: (طب) ما كثر فيه الفِرْفيرين بطبيعته. 

أذِنَ

أذِنَ بالشيء، كسَمِعَ، إِذْناً، بالكسر ويُحَرَّكُ، وأذاناً وأذانَةً: عَلِمَ به.
{فَأْذَنوا بحَرْبٍ} ، أي: كونوا على عِلْمٍ.
وآذَنَهُ الأمْرَ،
وـ به: أعْلَمَهُ.
وأذَّنَ تَأذيناً: أكْثَرَ الإِعْلامَ،
وـ فُلاناً: عَرَكَ أُذُنَهُ، ورَدَّهُ عن الشُّرْبِ فلم يَسْقِهِ،
وـ النَّعْلَ وغيرَها: جَعَلَ لها أُذُناً.
وفَعَلَهُ بإِذْني وأذِيني: بِعِلْمي.
وأذِنَ له في الشيءِ، كسَمِعَ، إذْناً، بالكسر، وأذيناً: أباحَهُ له.
واسْتَأْذَنَهُ: طَلَبَ منه الإِذْنَ.
وأذِنَ إليه،
وـ له، كفرِحَ: اسْتَمَعَ مُعْجِباً، أو عامٌّ،
وـ لرائحةِ الطَّعامِ: اشْتهاه.
وآذَنَهُ إيذاناً: أعْجَبَهُ، ومنَعَه.
والأذُنُ، بالضم وبضمتين: م، مُؤَنَّثَةٌ،
كالأذِينِ
ج: آذانٌ، والمَقْبِضُ، والعُرْوَةُ من كلِّ شيءٍ، وجبلٌ لبني أبي بكْرِ بنِ كِلابٍ، والرَّجُلُ المُسْتَمِعُ القابِلُ لما يقالُ له، للواحِدِ والجَمْعِ.
ورجلٌ أُذانِيٌّ، كغرابِيٍّ،
وآذَنُ: عظيمُ الأُذُن طَويلُها، ونَعْجَةٌ أذْناءُ، وكبْشٌ آذَنُ.
وآذَنَه وأذَنَه: أصابَ أُذْنَه. وكعُنِيَ: اشْتكاها. وكجُهَيْنَةَ: اسمُ مَلِكِ العَماليقِ، ووادٍ.
وبنو أُذُنٍ: بَطْنٌ.
وأُذُنُ الحِمارِ: نَبْتٌ له أصلٌ كالجَزَرِ الكِبارِ، يُؤْكَلُ، حُلْوٌ.
وآذانُ الفارِ: نَبْتٌ بارِدٌ رَطْبٌ، يُدَقُّ مع سَويقِ الشَّعيرِ، فيوضَعُ على وَرَمِ العَيْنِ الحارِّ، فَيُحَلِّلُهُ.
(وآذانُ الجَدْيِ: لسانُ الحَمَلِ.
وآذانُ العبدِ: مِزْمارُ الراعي.
وآذانُ الفيلِ: القُلْقاسُ.
وآذانُ الدُّبِّ: البُوصيرُ.
وآذانُ القِسِّيسِ،
وآذانُ الأرْنَبِ،
وأُذُنُ الشاةِ: حَشائشُ) .
والأذانُ والأذِينُ والتأذِينُ: الــنِّداءُ إلى الصلاةِ، وقد أذَّنَ تأذيناً وآذَنَ.
والأذِينُ، كأَميرٍ: المُؤَذِّنُ، وجَدُّ والدِ محمدِ ابنِ أحمدَ بنِ جعفرٍ، والزَّعيمُ، والكفِيلُ،
كالآذِنِ، والمكانُ الذي يأتيهِ الأذانُ من كلِّ ناحيةٍ.
وابنُ أذينٍ: نَديمٌ لأبي نُواسٍ.
والمِئْذَنَةُ، بالكسر: موضِعُه، أو المَنارَةُ، والصَّوْمَعَةُ.
والأذانُ: الإِقامةُ.
وتأَذَّنَ: أقْسَمَ، وأعْلَمَ.
وآذَنَ العُشْبُ: بَدأ يَجِفُّ، فبعضُه رَطْبٌ، وبعضُه يابِسٌ.
وإذَنْ: جوابٌ وجزاءٌ، تأويلُها: إن كان الأمرُ كما ذَكَرْتَ، ويَحْذِفونَ الهَمْزَةَ،
فيقولونَ: ذَنْ. وإذا وَقَفْتَ على إِذَنْ، أبْدَلْتَ من نونِه ألفاً.
والآذِنُ: الحاجِبُ.
والأذَنَةُ، محرَّكةً: ورَقُ الحَبِّ، وصِغارُ الإِبِلِ والغَنَمِ، والتِبْنَةُ
ج: أذَنٌ.
وطَعامٌ لا أذَنَةَ له: لا شَهْوَةَ لريحِه.
ومنصورُ بنُ أذينٍ، كأَميرٍ،
وعَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ أذينٍ: محدِّثانِ.
وأذَنَة، مُحرَّكةً: د قُرْبَ طَرَسوسَ، وجَبلٌ قُرْبَ مكةَ.
وكصَبورٍ: ع بالرَّيِّ.
وأُذُنا القَلْبِ: زَنَمتانِ في أعْلاهُ.
وأُذُنٌ، أو أُمُّ أُذُنٍ: قارَةٌ بالسَّماوَةِ.
ولَبِسْتُ أُذُنَيَّ له: أعْرَضْتُ عنه، أو تغافَلْتُ.
وذو الأذُنَيْنِ: أنَسُ بنُ مالِكٍ.
وجاءَ ناشِراً أُذُنَيْهِ: طامِعاً.
وسُلَيْمانُ بنُ أُذُنانِ: مُحدِّثٌ.
وتأذَّنَ الأميرُ في الناسِ: نادَى فيهم بتَهَدُّدٍ.
والأذَناتُ، مُحرَّكةً: أخْيِلَةٌ بحِمَى فَيْدَ نَحْو عِشرينَ ميلاً، الواحِدَةُ: أذَنَةٌ.
والمُؤْذَنَةُ، بفتح الذالِ: طائِرٌ.

أبَى

أبَى الشيءَ يَأْباهُ ويَأْبِيهِ إباءً وإباءَةً، بكسرهما: كرِهَهُ، وآبَيْتُه إيَّاهُ.
والآبِيَةُ: التي تَعافُ الماءَ، والتي لا تُريدُ عَشاءً، والإِبلُ ضُرِبَتْ فَلَمْ تَلْقَحْ.
وماءَةٌ مَأْباةٌ: تَأْباها الإِبلُ.
وأخَذَهُ أُباءٌ من الطعامِ، بالضم: كَراهَةٌ. ورجُلٌ آبٍ من آبِينَ، وأُباةٍ وأُبِيٍّ وإباءٍ. ورجُلٌ أَبِيٌّ، من أَبِيِّينَ.
وأبِيتُ الطعامَ، كرَضِيتُ، إبًى: انْتَهَيْتُ عنه من غيرِ شِبَعٍ.
ورجُلٌ أبَيانٌ، محركةً: يَأبَى الطعامَ، أو الدَّنِيئةَ
ج: إبْيانٌ، بالكسر.
وأبِيَ الفَصيلُ، كَرَضِيَ وعُنِيَ، أبًى، بالفتح: سَنِقَ من اللَّبَنِ، وأَخَذَه أُباءٌ،
وـ العَنْزُ: شَمَّ بَوْلَ الأَرْوِيِّ فَمَرِضَ، فهو أبْوَأْ.
والأباءُ، كسَحابٍ: البَرْدِيَّةُ، أو الأَجَمَةُ، أو هي من الحَلْفاءِ، لأنَّ الأجمَةَ تَمْنَعُ، والقَصَبُ، الواحِدَةُ: بهاءٍ، وَمَوْضعُهُ المَهْموزُ.
وآبي اللَّحْمِ الغِفارِيُّ: صحابِيٌّ، وكان يأبَى اللَّحْمَ.
والآبي: الأسَدُ.
ومحمدُ بنُ يَعْقوبَ بنِ أبِيٍّ، كَعَلِيٍّ: مُحَدِّثٌ.
وأبَّى، كَحَتَّى: ابنُ جَعْفَرٍ النَّجِيرَمِيُّ، وبئْرٌ بالمَدِينَةِ لبَني قُرَيْظَةَ، ونَهْرٌ بين الكوفَةِ وقَصْرِ بنِي مُقاتِلٍ، عَمِلَه أبَّى بنُ الصَّامِغانِ، مَلِكٌ نَبَطِيٌّ، ونَهْرٌ ببَطيحَةِ واسِطَ. والأَبَّاءُ بنُ أُبَيٍّ، كشَدَّادٍ: مُحَدِّثٌ.
والأبِّيَّةُ، بالضم: الكِبْرُ، والعَظَمَةُ.
وبَحْرٌ لا يُؤْبَى، أي: لا يَجْعَلُكَ تَأْباهُ، أَي: لا يَنْقَطِعُ.
والإِبْيَةُ، بالكسر: ارْتِدادُ اللَّبَنِ في الضَّرْعِ.
والأبَا: لغةٌ في الأَبِ، وأصْلُ الأبِ أبَوٌ، محركةً
ج: آباءٌ وأبُونَ.
وأبَوْتَ وأَبَيْتَ: صِرْتَ أباً.
وأبَوْتُه إباوَةً، بالكسرِ: صِرْتُ له أباً، والاسمُ: الإِبْواءُ.
وتَأَبَّاهُ: اتَّخَذَهُ أباً. وقالوا في الــنِّداءِ: يا أبَتِ، بكسر التاءِ وفتحِها، ويا أبَهْ، بالهاءِ، ويا أبَتَاهُ ويا أباهُ.
وَلابَ لَكَ، ولا أبالَكَ، ولا أباكَ، ولا أبَكَ، ولا أبَ لكَ: كُلُّ ذلك دُعاءٌ في المَعْنَى لا مَحَالَة، وفي اللَّفْظِ خَبَرٌ، يقالُ لمن له أبٌ، ولمن لا أبَ له.
وأبو المرأةِ: زَوْجُها.
والأُبُوُّ: الأُبُوَّةُ.
وأبَّيْتُه تَأْبِيَةً: قُلْتُ له بأَبِي.
والأَبْواءُ: ع قُرْبَ وَدَّانَ.
وأبَوَى، كجَمَزَى،
وأبْوَى، كسَكْرَى: مَوْضِعانِ.

نَوَمَ

(نَوَمَ)
(س) فِيهِ «أنْزَلْتُ عَلَيْكَ كِتَابًا تَقْرؤه نَائِماً ويَقْظَانَ» أَيْ تَقْرَؤه حِفظا فِي كُلِّ حالٍ عَنْ قَلْبِكَ.
وَقَدْ تَقَدَّمَ مَبْسُوطًا فِي حَرْفِ الْغَيْنِ مَعَ السِّينِ.
(س) وَفِي حَدِيثُ عِمران بْنِ حُصَين رَضِيَ اللَّه عَنْهُ «صلِّ قَائِمًا، فَإِنْ لَم تَسْتَطع فقاعدا، (17- النهاية 5) فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَنَائِمًا» أَرَادَ بِهِ الإضْطِجاع. ويدلُّ عَلَيْهِ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «فَإِنْ لَمْ تَسْتَطع فَعَلَى جَنْبٍ» .
وَقِيلَ: نَائِمًا: تصْحيف، وَإِنَّمَا أَرَادَ قَائِمًا. أَيْ بِالْإِشَارَةِ، كالصَّلاة عِنْدَ الْتِحَامِ القِتال، وَعَلَى ظَهْر الدَّابَّةِ.
وَفِي حَدِيثِهِ الْآخَرِ «مَنْ صلَّى نَائِماً فَلَهُ نِصْفُ أجْرِ الْقَاعِدِ» قَالَ الخطَّابي : لَا أعلَم أَنِّي سَمِعْتُ صَلَاةَ النَّائِمِ إِلَّا فِي هَذَا الْحَدِيثِ، وَلَا أحْفظ عَنْ أحَد من أهل العلم أنه رخَّص فِي صَلَاةِ التَّطَوّع نَائِمًا، كَمَا رَخَّص فِيهَا قَاعِدًا، فَإِنْ صَحَّت هَذِهِ الرِّوَايَةُ، وَلَمْ يَكُنْ أَحَدُ الرُّواة أدرَجهُ فِي الْحَدِيثِ، وَقَاسَهُ عَلَى صَلَاةِ الْقَاعِدِ وَصَلَاةِ الْمَرِيضِ إِذَا لَمْ يَقْدِر عَلَى القُعود، فَتَكُونُ صلاةُ المُتطوِّع الْقَادِرِ نَائِمًا جَائِزَةً، واللَّه أَعْلَمُ.
هَكَذَا قَالَ فِي «مَعالم السُّنَن» . وَعَادَ قَالَ فِي «أَعْلَامِ السُّنَّة» : كُنْتُ تأوَّلْتُ هَذَا الْحَدِيثَ فِي كِتَابِ «المعَالم» عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ صلاةُ التَّطَوُّعِ، إِلَّا أنَّ قولَه «نَائِمًا» يُفْسد هَذَا التأويلَ، لِأَنَّ المُضْطَجِعَ لَا يُصَلِّي التَّطَوُّعَ كَمَا يُصلي الْقَاعِدُ، فَرَأَيْتُ الْآنَ أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ المريضُ المُفْتَرِض الَّذِي يُمكنُه أَنْ يتَحامَل فَيقْعُد مَعَ مَشَّقة، فَجَعَلَ أجْرَه ضِعْفَ أَجْرِهِ إِذَا صَلَّى نَائِمًا، تَرْغِيبًا لَهُ فِي القُعود مَعَ جَواز صلاتِه نَائِمًا، وَكَذَلِكَ جَعل صَلاته إِذَا تَحامل وَقَامَ مَعَ مَشقَّة ضِعفَ صَلَاتِهِ إِذَا صَلَّى قَاعِدًا مَعَ الْجواز. واللَّه أَعْلَمُ.
وَفِي حَدِيثِ بِلَالٍ وَالْأَذَانِ «عُدْ وقُلْ: أَلَا إِنَّ العَبْدَ نَامَ، أَلَا إِنَّ العَبْدَ نَام» أَرَادَ بِالنَّوْمِ الغَفْلَة عَنْ وَقْتِ الْأَذَانِ. يُقَالُ: نَامَ فُلَانٌ عَنْ حاجَتي، إِذَا غَفَل عَنْهَا وَلَمْ يَقُم بِهَا.
وقيل: معناه أنه قد عاد لنومه، إذا كَانَ عَلَيْهِ بَعْدُ وَقْتٌ مِنَ اللَّيْلِ، فَأَرَادَ أَنْ يُعْلَمَ الناسَ بِذَلِكَ، لِئَلَّا يَنْزَعِجوا مِنْ نَوْمهم بسَماع أذانِه.
(س) وَفِي حَدِيثِ سَلَمة «فَنَوَّمُوا» هُوَ مُبالغة فِي نَامُوا.
وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ وَغَزْوَةِ الْخَنْدَقِ «فَلَمَّا أصْبَحْتُ قَالَ: قُم يَا نَوْمَانُ» هُوَ الْكَثِيرُ النَّوم وَأَكْثَرُ مَا يُسْتَعْمل فِي الــنِّداء.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَبْدِ اللَّه بْنِ جَعْفَرٍ «قَالَ للحُسين وَرَأَى ناقَته قَائِمَةً على زِمامِها بالعَرْج، وكان مريضا: أيُّها النَّوْمُ. وَظَنَّ أَنَّهُ نَائِمٌ، وَإِذَا هُوَ مُثْبَتٌ وجَعاً» أَرَادَ أيُّها النَّائِمُ، فوَضع المَصْدر موضِعه، كَمَا يُقَالُ:
رجلٌ صَوْم: أَيْ صَائِمٌ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «أَنَّهُ ذَكَرَ آخِرَ الزَّمان والفِتَن، ثُمَّ قَالَ: خَير أَهْلِ ذَلِكَ الزَّمَانِ كلُّ مُؤمنٍ نُوَمَةٍ» النُّوَمَةُ، بِوَزْنِ الهُمَزة: الخامِلُ الذِّكْر الَّذِي لَا يُؤْبَه لَهُ.
وَقِيلَ: الْغَامِضُ فِي النَّاسِ الَّذِي لَا يَعْرِف الشَّر وأهلَه.
وَقِيلَ: النُّوَمَةُ بِالتَّحْرِيكِ: الْكَثِيرُ النَّوْم. وَأَمَّا الْخَامِلُ الَّذِي لَا يُؤْبَه لَهُ، فَهُوَ بالتَّسْكين.
وَمِنَ الْأَوَّلِ:
(هـ) حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ «أَنَّهُ قَالَ لِعَلِيٍّ: مَا النُّوَمَةُ؟ قَالَ: الَّذِي يَسْكُتُ فِي الْفِتْنَةِ، فَلَا يَبْدُو مِنْهُ شَيءٌ» .
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «دُخِلَ عليَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا عَلَى الْمَنَامَةِ» هِيَ هَاهُنَا الدُّكَّان الَّتِي يُنام عَلَيْهَا، وَفِي غَيْرِ هَذَا هِيَ القَطيفة، وَالْمِيمُ الْأُولَى زَائِدَةٌ.
وَفِي حَدِيثِ غَزْوَةِ الْفَتْحِ «فَمَا أشرَف لَهُمْ يَوْمَئِذٍ أحدٌ إِلَّا أَنَامُوهُ» أَيْ قَتَلُوهُ. يُقال: نَامَتِ الشاةُ وغيرُها، إِذَا ماتَتْ، والنَّائِمَةُ: الميِّتة.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «حثَّ عَلَى قِتَالِ الْخَوَارِجِ فَقَالَ: إِذَا رأيتُموهم فَأَنِيمُوهُمْ» .

النَّوْمُ

النَّوْمُ: النُّعاسُ، أو الرُّقادُ،
كالنِّيام، بالكسر،
والاسمُ: النِيمَةُ، بالكسر، وهو نائِمٌ ونَؤُومٌ ونُوَمَةٌ، كهُمَزَةٍ وصُرَدٍ
ج: نِيامٌ ونُوَّمٌ ونُيَّمٌ ونِيَّمٌ ونُوَّامٌ ونُيَّامٌ ونَوْمٌ، كقَوْمٍ، أو هو اسمُ جمع.
ومالَه نِيمَةُ لَيْلَةٍ، بالكسر: بيْتَتُها.
وامرأةٌ نَؤومٌ ونائِمَةٌ ج: نُوَّمٌ.
وأنامَه: نوَّمه.
ويا نَوْمانُ، يخْتَصُّ بالــنِّداء: كثيرُ النَّوْمِ.
والمَنامُ والمَنامَةُ: مَوْضِعُهُ.
وناوَمَنِي فَنُمْتُه، بالضم: غَلَبْتُهُ.
ونامَ الخَلْخَالُ: انْقَطَعَ صَوْتُه من امتِلاء الساقِ،
وـ السُّوقُ: كَسَدَتْ،
وـ الريحُ: سَكَنَتْ،
وـ النارُ: هَمَدَتْ،
وـ البَحْرُ: هَدَأَ،
وـ الثوبُ: أخْلَقَ؛
وـ الرجُلُ: تَوَاضَعَ للهِ تعالى،
وـ الشاةُ: ماتَتْ،
وـ إليه: سَكَنَ واطْمَأَنَّ،
كاسْتَنَامَ.
ونُوَمَةٌ، كهُمَزَةٍ وأميرٍ: مُغَفَّلٌ، أو خامِلٌ.
ويأخُذُه نوامٌ، كغُرابٍ: يَعْتَرِيهِ النَّوْمُ.
وتَناوَمَ: أراهُ من نَفْسِهِ كاذِباً،
كاسْتَنامَ.
وتَنَوَّمَ: احْتَلَمَ.
وأنامَهُ: قَتَلَهُ،
وـ السَّنَةُ الناسَ: هَشَمَتْهُمْ،
وـ فُلاناً: وَجَدَهُ نَائِماً.
والنائِمَةُ: المَنِيَّةُ والحيَّةُ.
والمَنامَةُ: القَطيفَةُ،
كالنِّيمِ، بالكسر، والدُّكَّانُ.
والمُسْتَنامُ: كُلُّ مُطْمَئِنٍّ يَقِفُ فيه الماء.
ومُنيمٌ، بالضم،
ونامينُ: مَوْضِعَانِ.
والنامَةُ: قاعَةُ الفَرْجِ
ونَوْمَانُ: نَبْتٌ.

الإباحة

الإباحة: الإذن في الفعل والترك يقال: أباح الرجل ماله أذن في أخذه وتركه وجعله مطلق الطرفين.
الإباحة:
[في الانكليزية] Declaration ،licence
[ في الفرنسية] Declaration ،licence
في اللغة الإظهار والإعلان من قولهم باح بالسّرّ وأباحه، وباحة الدار ساحتها لظهورها.
وقد يرد بمعنى الإذن والإطلاق. يقال أبحته كذا أي أطلقته. وفي الشرع حكم لا يكون طلبا ويكون تخييرا بين الفعل وتركه. والفعل الذي هو غير مطلوب وخيّر بين إتيانه وتركه يسمّى مباحا وجائزا أيضا. فالقيد الأول احتراز عن الواجب مخيّرا كان أو معيّنا موسّعا كان أو مضيّقا عينا كان أو كفاية. وعن الحرام والكراهة والمندوب لكونها أفعالا مطلوبة من الحكم.
والقيد الأخير احتراز عن الحكم الوضعي.
والحلال أعمّ من المباح على ما في جامع الرموز في كتاب الكراهية حيث قال: كل مباح حلال بلا عكس كالبيع عند الــنّداء فإنه حلال غير مباح لأنه مكروه، انتهى. وقيل المباح ما خيّر بين فعله وتركه شرعا ونقض بالواجب المخيّر والأداء في أول الوقت مع العزم في الواجب، مع أنّ الفعل في كل منهما واجب.
وقيل ما استوى جانباه في عدم الثواب والعقاب ونقض بأفعال الله تعالى، فإنها لا توصف بالإباحة مع صدق الحدّ عليه، ونقض أيضا بفعل غير المكلّف كالصّبي والمجنون لصدق الحدّ عليه مع عدم وضعه بالإباحة. وقيل: ولو قيل ما استوى جانباه من أفعال المكلّفين لاندفع النقصان. لكن يرد المباح المنوي لقصد التوسّل إلى العبادة فإنه يثاب على فعله بالنيّة ويعاقب عليه عند قصد المعصية. ويندفع هذا بزيادة قولنا لذاته. قيل والأقرب أن يقال ما دلّ الدليل السمعي على خطاب الشارع فيه بالتخيير بين الفعل والترك من غير بدل. والأول فصل من فعل الله. والثاني أي قولنا من غير بدل فصل عن الواجب الموسّع والمخيّر فإنّ تركهما وإن كان جائزا لكن مع بدل. وفيه أنه صادق على ترك الواجب الموسّع في أول الوقت على المختار فإنه لا بدل له وهو العزم، وكذا المخيّر كلّ منهما واجب أصالة لأنّ أحدهما بدل عن الآخر على المختار.
واعلم أنّ المباح عند المعتزلة فيما يدرك جهة حسنه أو قبحه بالعقل وهو ما لم يشتمل شيء من طرفيه على مفسدة ولا مصلحة وسيجيء في لفظ الحسن.

فائدة: اتّفق الجمهور على أنّ الإباحة حكم شرعيّ. وبعض المعتزلة قالوا لا معنى لها إلّا نفي الحرج عن الفعل والترك، وهو ثابت قبل الشرع وبعده فليس حكما شرعيا. قلنا انتفاء الحرج ليس بإباحة شرعية، بل الإباحة الشرعية خطاب الشارع بالتخيير، وهو ليس ثابتا قبل الشرع، فالنزاع بالحقيقة لفظي لأنه إن فسّرت الإباحة بانتفاء الحرج عن الفعل والترك فليست شرعية، وإن فسّرت بخطاب الشارع بانتفاء الحرج عنهما فهي من الأحكام الشرعية.

فائدة: الجمهور على أنّ المباح ليس جنسا للواجب لأنّ المباح ما خيّر بين الفعل والترك وهو مباين للواجب. وقيل جنس له لأنّ المباح ما لا حرج في فعله وهو متحقّق في الواجب، وما زاد به الواجب وهو كونه يذمّ على تركه فصل، والنزاع لفظي أيضا. فإن اريد بالمباح ما اذن في فعله مطلقا من غير تعرّض لطرف الترك بالإذن فيه فجنس للواجب والمندوب والمباح بالمعنى الأخص، وهو ما خيّر بين فعله وتركه. وإن اريد به ما اذن فيه ولم يذمّ على تركه فليس بجنس.

فائدة: المباح ليس بمأمور به عند الجمهور خلافا للكعبي قال: لا مباح في الشرع، بل ما يفرض مباحا فهو واجب مأمور به لهم أنّ الأمر طلب وأقلّه ترجيح الفعل والمباح لا ترجيح فيه، هكذا يستفاد من العضدي وغيره.

الفقير

الفقير:
[في الانكليزية] Poor ،needy ،necessitous
[ في الفرنسية] Pauvre ،necessiteux
فعيل من فقر مقدّرا فإنّه لم يقل إلّا افتقر فهو فقير، ذكره ابن الأثير وغيره، فهو صاحب الفقر، والفقر الحاجة. وعند الحكماء الإشراقيين هو ما يتوقّف ذاته أو كمال له على غيره، والغني بخلافه وهو ما لا يتوقّف ذاته ولا كمال له على غيره.
اعلم أنّ صفات الشيء تنقسم إلى ما يكون له من ذاته وإلى ما يكون له بسبب الغير.
والأول ينقسم إلى ما لا تعرض له نسبة إلى الغير وهو الهيئات المتمكّنة من ذات الشيء كالشّكل، وإلى ما تعرض له نسبة إلى الغير وهي الهيئات الكمالية الإضافية، وهي كمالات للشيء في عينه ومبادئ إضافات له إلى غيره كالعلم والقدرة. والثاني الإضافات المحضة كالمبدئية والخالقية. فالغني المطلق وهو ما يكون غنيا من كلّ وجه لا ما يكون من وجه دون وجه، هو ما لا يتوقّف على غيره في ثلاثة أشياء في ذاته وفي هيئات متمكّنة في ذاته وفي هيئات كمالية له في نفسه كمالا يتغيّر، وهي مبادئ إضافات له إلى غيره. واحترز بقوله ولا كمال له عن الإضافة المحضة لتعلّقها بالغير وجوازها على الله تعالى، إذ لا يلزم من تغيّرها تغيّر في ذاته ولا من تغيّر معلومه. أمّا الأول فلأنّه إذا لم يبق زيد موجودا وبطلت إضافة المبدئية لا يلزم تغيّر في نفسه كما لا يتغيّر ذاتك من تغيّر الإضافة من انتقال ما على يمينك على يسارك. وأمّا الثاني فالسّرّ فيه أنّ علمه تعالى حضوري إشراقي لا يتصوّر في ذاته ليلزم التغيّر.
والفقير هو الذي يتوقّف على غيره في شيء من الثلاثة، وحاصل الغنى راجع إلى وجوب الوجود الذاتي، وحاصل الفقر إلى إمكان الوجود، كذا في شرح إشراق الحكمة. وعند السّالكين هو من لا غناء له إلّا بالحقّ كما قال الشبلي. وقال أهل المعرفة الفقر الأنس بالمعدوم والوحشة بالمعلوم. وقيل الفقر إظهار الغنى مع كمال المسكنة. وقيل الفقر عدم الأملاك وتخلية القلب مما خلت عنه اليد، أي لا يطلبه أيضا، فإنّ الطالب يكون مع مطلوبه وإن لم يجده. وقيل ليس الفقر عندهم الفاقة والعدم بل الفقر المحمود الثّقة بالله تعالى والرضى بما قسم. قال سهل: الفقير الصادق الذي لا يسأل ولا يردّ ولا يتجسّس. قال عبد الله الأنصاري: الفقر على ثلاثة أوجه:
اضطراري واختياري وحقيقي. والاضطراري كفارتي وعلامته الصّبر، وعقوبتي وعلامته الاضطرار، وقطيعتي وعلامته الشّكاية.
والاختياري درجتي وعلامته القناعة، وقربتي وعلامته الرضا، وكرامتي وعلامته الإيثار.
والحقيقي أيضا ثلاثة عدم الاحتياج إلى الخلق والاحتياج من الله والبراءة من كلّ ما دون الله.

وفي شرح الآداب: الفقر غير التصوّف فإنّ نهاية الفقر بداية التّصوف، كذا في خلاصة السلوك.
وفي التحفة المرسلة الغنى المطلق عندهم هو مشاهدة الله تعالى في نفسه جميع الشئون والاعتبارات الإلهية مع أحكامها ولوازمها على وجه كلّي جملي لاندراج الكلّ في بطون الذات ووحدته، كاندراج الأعداد في الواحد العددي، ويجيء في لفظ الكمال أيضا. ويقول في مجمع السلوك: إنّ ابن جلا قال: إنّ حقيقة الفقر هو ألّا يكون لك شيء. وإذا كان فلا تبال به.

ومعنى هذا الكلام، والله أعلم: هو ألّا تطلب غير الموجود، فإن وجد شيء فلا تطمئن إليه، حتى يستوي لديك الفقدان والوجدان. وإذا، فالفقر، عبارة عن العدم.
فائدة:
الفرق بين الفقر والزهد هو أنّه لو كان للفقير عدة أحذية، ففقره ليس تاما. وإن لم يوجد لديه أيّ سبب، ولكن نظره على حيلته وقوته واقع. ويظن أنّه يستطيع الحصول على بعض الأشياء بالحيلة أو بالقوّة ففقره أيضا ليس تاما. وأمّا إذا صدر منه الــنداء: لا حول ولا قوة، أي لا حيلة عندي، فإن وصل لهذا الحدّ ففقره صار تاما. وهذا بخلاف الزّهد الذي هو مجرّد ترك الحظوظ الفانية، وذلك على أمل إدراك النّعم والحظوظ الباقية. وهذا ما يقول له أهل المعرفة: بيع وشراء وسلم، انتهى كلامه.

ويقول في كشف اللغات: الفقر عند السّالكين عبارة عن الفناء في الله، وما تفضّلوا به أنّ الفقر سواء الوجه في الدارين، عبارة عن أنّ السّالك قد فني بكلّيته في الله بصورة لا يبقى منه في ظاهره ولا باطنه لا دنيا ولا آخرة. ويرجع إلى العدم الأصلي والذاتي، وذلك هو الفقر الحقيقي. ومن هنا قولهم: ثمّ الفقير فهو الله.
لأنّ هذا المقام هو إطلاق ذات الحقّ. وهنا غير اعتباري ولا استيعابي. وسواد الوجه هذا هو سواد أعظم، لأنّ السّواد الأعظم هو: كلما يطلبونه يكون فيه. وكلّما هو مفصّل في جميع الموجودات فهو في هذه المرتبة بطريق الإجمال كالشّجر في النواة، انتهى كلامه. ويقول في لطائف اللغات: الفقر بطور الصوفية مرادف للعشق. وقد مرّ بيان الفرق بين الفقر والتصوف في لفظة التصوف. وأمّا الفقهاء فاختلفوا في تفسيره، فقيل الفقير من له مال ما دون النصاب أي غير ما يبلغ نصابا، أي قدر مائتي درهم أو قيمتها فصاعدا فاضلا عن حاجته الأصلية، سواء كان ناميا أو لا وهو الصحيح. فالصّحة والاكتساب لا يمنعان من دفع الصدقة إليه كما في الاختيار. والمسكين من لا شيء له من المال وعنه أي عن أبي حنيفة رحمه الله تعالى أنّ الفقير من يسأل والمسكين من لا يسأل وهو قول الشافعي رحمة الله عليه أيضا. وفي الكافي أنّ الفقير هو الذي لا يسأل لأنّه يجد ما يكفيه في الحال والمسكين هو الذي يسأل لأنّه لا يجد شيئا، كذا روي عن أبي حنيفة رحمه الله أيضا، وهو أصحّ. والمذهب أنّ المسكين أسوأ حالا من الفقير وعليه عامة السلف. وقيل الفقير الزّمن المحتاج والمسكين الصحيح المحتاج كما في الزاهدي. وقيل الفقير من له أدنى شيء والمسكين من لا شيء له. وقيل الفقير من كان له ولعياله قوت يوم أو قدر على الكسب لهما، والمسكين من ليس له شيء ولم يقدر على الكسب كما في المضمرات. وقيل الفقير والمسكين كلاهما بمعنى واحد كما في النظم، وفائدة الاختلاف تظهر في الوقف والوصية. هكذا يستفاد من البرجندي وجامع الرموز في بيان مصرف الزكاة. ومنهما في باب الجزية اختلف الفقهاء في حدّ الغني والفقير والمتوسّط في مسئلة أخذ الجزية، فقال عيسى بن أبان إنّ الفقير هو الذي يعيش بكسب يده في كلّ يوم والمتوسّط من يحتاج إلى الكسب في بعض الأوقات والغني من لا يحتاج إليه أصلا. وقيل الفقير المحترف والمتوسّط من له مال ويعمل بنفسه والغني من له مال يعمل بأعوانه. وقيل الفقير من له أقل من مائتي درهم والمتوسّط من له الزائد عليه إلى أربع مائة والغني من له الزائد عليها. وقيل الفقير المكتسب والمتوسّط من له نصاب والغني من له عشرة آلاف درهم. وقيل الفقير من له أقلّ من النصاب والمتوسّط من له الزائد عليه إلى عشرة آلاف والغني من له الزائد عليها كما في النظم.
والصحيح في معرفة هؤلاء عرف كلّ بلد هو فيه. فمن عدّه الناس فقيرا أو متوسّطا أو غنيا في تلك البلدة فهو كذلك، وهو المختار كما في الاختيار. وهاهنا أقوال أخر ذكرت في البرجندي.

الإطناب

الإطناب:
[في الانكليزية] Prolixity
[ في الفرنسية] Prolixite

بالنون قال أهل البلاغة: الإطناب والإيجاز من أعظم أنواع البلاغة، حتى نقل عن البعض أنه قال البلاغة هي الإيجاز والإطناب.

قال صاحب الكشاف: كما أنه يجب على البليغ في مظان الإجمال أن يجمل ويوجز فكذلك الواجب عليه في موارد التفصيل أن يفصل، كما إذا كان الكلام مع المحبوب فيؤتى بكلام طويل لأن كثرة الكلام توجب طول الصحبة معه، وكثرة الالتفات منه، كما قال الله تعالى حكاية عن قول موسى عليه السلام في جواب قوله تعالى وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى، قالَ هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي وَلِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى، كذا في الجرجاني.
واختلف هل بين الإيجاز والإطناب واسطة وهي المساواة أو لا وهي داخلة في قسم الإيجاز؟
فالسكّاكي وجماعة على الأول، لكنهم جعلوا المساواة غير محمودة ولا مذمومة لأنهم فسّروها بالمتعارف من كلام أوساط الناس الذين ليسوا في رتبة البلاغة، وفسّروا الإيجاز بأداء المقصود بأقل من المتعارف، والإطناب بأدائه بأكثر منه.

وابن الأثير وجماعة على الثاني فقالوا:
الإيجاز التعبير عن المراد بلفظ غير زائد والإطناب بلفظ ازيد.
وقال القزويني الأقرب أن يقال إن المقبول من طرق التعبير عن المراد تأدية أصله إمّا بلفظ مساو لأصل المراد، أو ناقص عنه واف، أو زائد عليه لفائدة، والأول المساواة، والثاني الإيجاز، والثالث الإطناب. واحترز بقوله واف عن الإخلال، وبقوله لفائدة عن الحشو والتطويل فعنده تثبت المساواة واسطة وأنها من قسم المقبول، كذا في الإتقان. لكن قال الچلپي في حاشية المطول إنّ الإطناب في اصطلاح السكّاكي يعم المساواة فتعريفه بأداء المقصود بأكثر منه لا يلائم مذهبه انتهى. قال صاحب الأطول: أمّا أنّ هذا التعميم المذكور اصطلاح السكّاكي فغير ثابت انتهى؛ فقول صاحب الإتقان أولى. ثم قال صاحب الأطول:
المساواة عند السكّاكي هي متعارف الأوساط الذين يكتفون بأداء أصل المعنى على ما ينبغي، أي كلامهم في مجرى عرفهم في تأدية المعاني وربما يشتمل متعارفهم على الحذف ومع ذلك لا يسمّى اختصارا وإيجازا لأنه متعارفهم فإن عرفهم في طلب الإقبال يا زيد وهو مشتمل على الحذف وفي التحذير إياك والأسد وامرأ ونفسه وحمدا وسقيا، وهي لا تحمد في باب البلاغة من الأوساط ولا تحمد أيضا من البليغ معهم، لأنه لا يقصد معهم بكلامه مزية سوى التجريد عن المزايا، وبذلك يرتقي عن أصوات الحيوانات، ولا تذم أيضا لا منهم ولا من البليغ. وأمّا التكلّم بمتعارفهم إذا عرى عن المزية فلا يحمد من البليغ معهم ويذم منه مع البليغ، وإذا اشتمل على المزايا التي هم غافلون عنها كما في إيّاك والأسد فمعهم لا يحمد من البليغ ولا يذمّ ومع البليغ يحمد لأن البليغ قصد به مزايا تتعلّق بالإيجازات التي فيها، فالإيجاز عنده أداء المقصود بأقل من المتعارف، والإطناب أداؤه بأكثر منه، لكن يرد على السكّاكي أمران: أحدهما أنهم جعلوا نحو: نعم الرجل زيد من الإطناب ولا عبارة للأوساط غيره. وثانيهما أنه لم يحفظ تعريف الإيجاز عن دخول الإخلال وتعريف الإطناب عن دخول الحشو والتطويل، ولذا عدل عنه القزويني وقال الأقرب الخ.

وفيما ذكر القزويني أيضا أنظار: الأول أنه إن أراد بالمقبول المقبول مطلقا سواء كان من البليغ أو من الأوساط فالزائد والناقص غير مقبولين من الأوساط لأنهما خروج عن طريقهم لا لداع، وإن أراد المقبول من البليغ فليس المساوي والناقص الوافيان مقبولين مطلقا، بل إذا كانا لداع. والثاني إنّ قولنا جاءني إنسان وقولنا جاءني حيوان ناطق كلاهما مساو بأنه أصل المراد بلفظ مساو فينبغي أن لا يكون أحدهما إطنابا والآخر إيجازا. وبالجملة لا يشتمل تعريف الإيجاز إيجاز القصر. والثالث إن قولنا حمدا لك ونظائره مساواة بتعريف السكّاكي وإيجاز بتعريف القزويني، فنزاعه مع السكّاكي في نقل اصطلاح القوم في مثله لا يسمع بدون سند قوي. ولو قيل المراد المساوي بحسب الأوساط فتعريفه يؤول إلى ما ذكره السكّاكي.
والرابع الإيجاز والإطناب والمساواة مختصّة بالكلام البليغ كما عرف، فلا يتمّ تعريف الإيجاز والإطناب ما لم يقيّد بالبلاغة لجواز أن يكون الناقص الوافي غير فصيح، وكذا الزائد لفائدة انتهى ما قال صاحب الأطول.

اعلم أنه قال السكّاكي: قد يوصف الكلام بالاختصار لكونه أقل من عبارة المتعارف كما سبق، وقد يوصف به لكونه أقل من العبارة اللائقة بالمقام بحسب مقتضى الظاهر نحو:
قالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً فإنه إطناب بالنسبة إلى المتعارف، وهو قولنا يا ربي شخت، لكنه إيجاز بالنسبة إلى ما يقتضيه المقام لأنه مقام بيان انقراض الشباب ونزول المشيب، فينبغي أن يبسط الكلام فيه غاية البسط، فعلم أنّ للإيجاز معنيين: أحدهما كون الكلام أقل من عبارة المتعارف والثاني كونه أقل مما هو مقتضى ظاهر المقام، وأنه لا فرق بين الإيجاز والاختصار وإن توهّمه البعض كما ورد في لفظ الإجازة. ثم إنّ بين الإيجازين عموما من وجه لتصادقهما فيما هو أقلّ من عبارة المتعارف، ويقتضي المقام جميعا كما إذا قيل ربّ شخت بحذف حرف الــنداء وياء الإضافة، وصدق الأوّل بدون الثاني كما في قوله إذا قال: الخميس نعم بحذف المبتدأ فإنه أقل من المتعارف، وهو هذا نعم، وليس أقل من مقتضى المقام لأنّ المقام لضيقه يقتضي حذف المسند إليه وصدق الثاني بدون الأول كما في قوله تعالى: رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي ويمكن اعتبار هذين المعنيين في الإطناب أيضا.
والنسبة بين الإطنابين أيضا عموم من وجه لأنّ الإطناب بالمعنى الأول دون الثاني يوجد في قوله تعالى: رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً، وبالمعنى الثاني دون الأول يوجد في ما إذا قيل: هذا نعم بذكر المبتدأ بناء على مناسبة خفية مع ذلك المقام، ويوجد بالمعنيين فيما إذا زيد في هذا المثال نظرا إلى ما ذكر من المناسبة الخفية، فقيل مثلا: هذا نعم فاغتنموه؛ وكذا بين الإيجاز بالمعنى الثاني وبين الإطناب بالمعنى الأول عموم من وجه لوجودهما في قوله تعالى: رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي ووجود الإطناب بالمعنى الأول دون الإيجاز بالمعنى الثاني فيما إذا قال هذا نعم فسوقوه إذا طابق المقام على ما مرّ، وبالعكس فيما إذا قال يا ربي قد شخت، وكذا بين الإيجاز بالمعنى الأول والإطناب بالمعنى الثاني لوجودهما في غزال فاصطادوه إذا طابق المقام عند كون الأمر بالاصطياد مقصودا أصليا للمتكلّم، فإن متعارف الأوساط هذا غزال فاصطادوه. ومقتضى ظاهر المقام غزال ووجود الإيجاز بالمعنى الأول دون الإطناب بالمعنى الثاني في قوله قد شخت، وبالعكس في قوله هذا نعم عند مناسبة خفية.
واعلم أيضا أنه كما يوصف الكلام بالإيجاز والإطناب باعتبار كونه ناقصا عمّا يساوي أصل المراد أو زائدا عليه وهو الأكثر كذلك قد يوصف الكلام بهما باعتبار كثرة حروفه وقلتها بالنسبة إلى كلام آخر مساو له، أي لذلك الكلام، في أصل المعنى. وإنما قيد المعنى بالأصل لعدم إمكان المساواة في تمام المراد فإن للإيجاز مقاما ليس للإطناب، وبالعكس، ولا يوصف بالمساواة بهذا الاعتبار إذ ليس المساواة بهذا الاعتبار مما يدعو إليه المقام بخلاف الإيجاز والإطناب، هكذا يستفاد من الأطول والمطول وأبي القاسم.
واعلم أيضا أنّ البعض على أن الإطناب بمعنى الإسهاب. والحق أنه أخصّ من الإسهاب، فإن الإسهاب التطويل لفائدة أو لا لفائدة كما ذكره التنوخي وغيره.
التقسيم

الإطناب قسمان: إطناب بسط وإطناب زيادة. فالأول الإطناب بتكثير الجمل كقوله تعالى: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الآية في سورة البقرة أطنب فيها أبلغ إطناب لكون الخطاب مع الثقلين وفي كل عصر وحين للعالم منهم والجاهل، والمؤمن منهم والكافر والمنافق. والثاني يكون بأنواع: الأول دخول حرف فأكثر من حروف التأكيد. والثاني الأحرف الزائدة. والثالث التأكيد. والرابع التكرير.
والخامس الصفة. والسادس البدل. والسابع عطف البيان. والثامن عطف أحد المترادفين على الآخر. والتاسع عطف الخاصّ على العام وعكسه. والعاشر الإيضاح بعد الإبهام.
والحادي عشر التفسير. والثاني عشر وضع الظاهر موضع المضمر. والثالث عشر الإيغال.
والرابع عشر التّذييل. والخامس عشر الطّرد والعكس. والسادس عشر التّكميل المسمّى بالاحتراس أيضا. والسابع عشر التّتميم. والثامن عشر الاستقصاء. والتاسع عشر الاعتراض.
والعشرون التعليل وفائدته التقرير، فإنّ النفوس أبعث على قبول الأحكام المعلّلة من غيرها، كذا في الإتقان وتفصيل كل في موضعه.
الإطناب: أداء المقصود بأكثر من العبارة المتعارفة، من أطنب الرجل إذا بالغ في قوله بمدح أو ذم. 
(الإطناب) (فِي علم الْمعَانِي) أَن يزِيد اللَّفْظ على الْمَعْنى لفائدة وَهُوَ يُقَابل الإيجاز وتتوسطهما الْمُسَاوَاة

الخطاب

الخطاب: هو القول الذي يفهم المخاطب به شيئا.
الخطاب:
[في الانكليزية] Discorse ،speach
[ في الفرنسية] Discours
بالكسر وتخفيف الطاء المهملة على ما في المنتخب وهو بحسب أصل اللغة توجيه الكلام نحو الغير للإفهام، ثم نقل إلى الكلام الموجّه نحو الغير للإفهام. وقد يعبّر عنه بما يقع به التخاطب. قال في الأحكام: الخطاب اللفظ المتواضع عليه المقصود به إفهام من هو متهيّئ لفهمه. فاحترز باللفظ عن الحركات والإشارات المفهمة بالمواضعة وبالمتواضع عليه عن الأقوال المهملة. وبالمقصود به الإفهام عن كلام لم يقصد به إفهام المستمع فإنّه لا يسمّى خطابا.
وبقوله لمن هو متهيّئ لفهمه عن الخطاب لمن لا يفهم كالنائم، والظاهر عدم اعتبار القيد الأخير؛ ولهذا يلام الشخص على خطابه من لا يفهم. والكلام يطلق على العبارة الدّالّة بالوضع على مدلولها القائم بالنفس. فالخطاب إمّا الكلام اللفظي أو الكلام النفسي الموجّه به نحو الغير للإفهام. والمتبادر من عبارة الإحكام الكلام اللفظي، والمراد بالخطاب في تفسير الحكم هو الكلام النفسي كما سبق.
ثم الخطاب قسمان تكليفي ووضعي وقد سبق في لفظ الحكم.
اعلم أنه قد جرى الخلاف في تسمية كلام الله تعالى خطابا في الأزل قبل وجود المخاطبين تنزيلا لما سيوجد منزلة الموجود أولا. وهو مبني على تفسير الخطاب. فإن قلنا إنّه الكلام الذي علم أنّه يفهم كان خطابا، وإنّما اعتبر العلم ولم يقل من شأنه لفائدتين: إحداهما أنّ المتبادر منه الإفهام بالقوّة، فيخرج عنه الخطاب المفهم بالفعل. وثانيتهما أنّ المعتبر فيه العلم بكونه مفهما في الجملة. فما لا يفهم في الحال ولم يعلم إفهامه في المآل لا يكون خطابا، بل إن كان مما يخاطب يكون لغوا بحسب الظاهر على ذلك التقدير، وليس المراد من صيغة يفهم معنى الحال أو الاستقبال، بل مطلق الاتصاف بالإفهام الشامل لحال الكلام وما بعده. وإن قلنا إنّه الكلام الذي أفهم لم يكن خطابا، والمراد بالإفهام هاهنا الإفهام الواقع بالفعل أعمّ من الماضي والحال، ويبتني عليه أنّ الكلام حكم في الأزل أو يصير حكما فيما لا يزال.
هذا كله خلاصة ما في العضدي وحاشيته للسيد الشريف.
والحاصل أنّ من قال الخطاب هو الكلام الذي يقصد به الإفهام سمّي الكلام في الأزل خطابا لأنّه يقصد به الإفهام في الجملة. ومن قال هو الكلام الذي يقصد به إفهام من هو أهل للفهم على ما هو الأصل لا يسمّيه في الأزل خطابا. والأكثر ممن أثبت لله تعالى الكلام النفسي من أهل السّنة على أنّه كان في الأزل أمر ونهي وخبر واستخبار ونداء. والأشعرية على أنّه تعالى تكلّم بكلام واحد وهو الخبر، ويرجع الجميع إليه لينتظم له القول بالوحدة.
وليس كذلك إذ مدلول اللفظ ما وضع له اللفظ لا ما يقتضي مدلوله أو يئول إليه أو يأول به وإلّا لجاز اعتباره في الخبر أيضا، فحينئذ يرتفع الوثوق عن الوعد والوعيد لاحتمال معنى آخر من البشارة والإنذار وغيرهما. ومن يريد أن يأمر أو ينهى أو يخبر أو يستخبر أو ينادي يجد في نفسه قبل التلفّظ معناها ثم يعبّر عنه بلفظ أو كتابة أو إشارة، وذلك المعنى هو الكلام النفسي وما يعبّر به هو الكلام اللفظي. وقد يسمّى الكلام الحسّي، ومغايرتهما بيّنة، إذ المعبّر به قد يختلف دون المعنى، والفرق بين الكلام النفسي والعلم هو أنّ ما خاطب به مع نفسه أو مع غيره فهو كلام وإلّا فهو علم.
ونسبة علمه تعالى إلى جميع الأزمنة على السّنوية فيكون جميع الأزمنة من الأزل إلى الأبد بالقياس إليه تعالى كالحاضر في زمان واحد، فيخاطب بالكلام النفسي مع المخاطب النفسي، ولا يجب فيه حضور المخاطب الحسّي فيخاطب الله تعالى كل قوم بحسب زمانه وتقدّمه وتأخّره، مثلا إذا أرسلت زيدا إلى عمرو تكتب في مكتوبك إليه أني أرسلت إليك زيدا مع أنّه حين ما تكتبه لم يتحقّق الإرسال فتلاحظ حال المخاطب. وكما تقدّر في نفسك مخاطبا فتقول له تفعل الآن كذا وستفعل بعده كذا، ولا شكّ أنّ هذا المضي والحضور والاستقبال إنّما هو بالنسبة إلى زمان الوجود المقدّر لهذا المخاطب لا بالنسبة إلى زمان المتكلّم. ومن أراد أن يفهم هذا المعنى فليجرّد نفسه عن الزمان يجد هذا المعنى معاينة وهذا سرّ هذا الموضع والله الموفق، هكذا في كليات أبي البقاء.
ودليل الخطاب عند الأصوليين هو مفهوم المخالفة وفحوى الخطاب، ولحن الخطاب عندهم هو مفهوم الموافقة والبعض فرّق بينهما، ويجيء في لفظ المفهوم.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.