Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: ناي

الْكحل

(الْكحل) كل مَا وضع فِي الْعين يستشفى بِهِ مِمَّا لَيْسَ بسائل كالإثمد وَنَحْوه
الْكحل: بِالضَّمِّ المَال الْكثير والإثمد. وكل مَا يوضع فِي الْعين للشفاء والجلاء.
الْكحل: بِالضَّمِّ المَال الْكثير والأثمد، وكل مَا يوضع فِي الْعين للشفاء والجلاء، وَقد تعرفت أَنا جَامع هَذِه الْجَوَاهِر الزواهر وبسبب من المطالعة وَكِتَابَة الْكتب والتحشية لذَلِك، فقد كَانَ جلّ عَمَلي فِي ذَلِك، فقد كنت أكتب كل يَوْم جزوتين وَنصف واقراء مَعَ قدمي الأجلاء مَا يُقَارب الْأَرْبَعَة عشر كتابا مَعَ التَّحْقِيق والتدقيق كل يَوْم. وأقضي أَكثر اللَّيْل فِي المطالعة والتحشية، وَلما بلغت سنّ الرَّابِعَة وَالْعِشْرين أصَاب الضَّرَر عَيْــنَايَ فَبَقيت خمس سنوات انْقَطَعت فِيهَا علاقتي بالكتب إِلَّا من خلال الأعزاء فَلم يكن لي قدرَة على رُؤْيَة الْكتب وَالْكِتَابَة، حَتَّى عجز الْأَطِبَّاء على مداواتي مِمَّا أوصلني إِلَى الْيَأْس:
(يَكْفِي أملا عِنْد فقدان الأمل ... أَن آخر سَواد اللَّيْل النُّور)
وَفِي أحد الْأَيَّام لاحظ جَامع الكمالات المرحوم ميرزا عبد الْملك بيك الَّذِي كَانَ يسكن فِي (كوتله) فِي خَان الْأَئِمَّة الاثنا عشر الْكِرَام على جدهم الأقدس وَعَلَيْهِم الصَّلَاة وَالسَّلَام وَكَانَ بيني وَبَينه مَوَدَّة وإخلاص، الْوَضع الَّذِي عَلَيْهِ عَيْني فتأسف لذَلِك، وَقَالَ إِن لدي وَصفَة إِذا صنعتها ووضعتها فِي عَيْنَيْك فَإنَّك وَمن عِنْد الْحق الشافي والأمل كَبِير وصادق سَوف تشفى من الإحمرار والضفر وَجَمِيع الْأَمْرَاض الَّتِي تصيبها، فَأخذت الوصفة وطبقتها، وَمن الْيَوْم الأول لاستعمالها تكرم عَليّ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بالشفاء، وَبعد ثَلَاثَة أَيَّام شفيت تَمامًا. وَأَنا مُنْذُ ذَلِك الْوَقْت حَتَّى هَذَا الْوَقْت أقوم باعطاء هَذِه الوصفة للنَّاس، وكل من استعملها نفعته بِفضل الله.
والوصفة هِيَ (الْكحل) ، توتياء هارونية أَرْبَعَة مقادير، حجر بَصرِي أصفر مِقْدَار وَاحِد، زبد الْبَحْر سِتَّة أَقْرَان، وَوَاحِد من الميرميران _ قرنفل _ مرج أَبيض من كل وَاحِد قرنان، ويطحن كل وَاحِد مِنْهَا على حدا ثمَّ يخلطون ويوزن الخليط ثمَّ يوضع فِي مَاء الخزام المغلي لمُدَّة أسبوعين ثمَّ يرفع وَبِمَا أَنه سَيبقى من المَاء نصفه، فتضاف هَذِه الخميرة إِلَى حجر السماق المطحون فِي هاون حَتَّى تنشف وتجف، فنعمد بعْدهَا لَيْلًا إِلَى إِدْخَال المسحوق فِي الْعين بميل من الْفضة أَو الذَّهَب، ليقضي على الظلام والاحمرار والضفر، وَكَذَلِكَ فَإِنَّهُ نَافِع لجَمِيع أمراض الْعين، وكل من ينْتَفع بِهَذَا الْكحل عَلَيْهِ أَن يَدْعُو بالمغفرة للمرحوم الميرزا عبد الله بيك، وَإِذا مَا أَرَادَ أَن يَدْعُو لنا، وَالله لَا يضيع أجر الْمُحْسِنِينَ.
وَصفَة أُخْرَى وَقد وصلتني فِي هَذِه الْأَيَّام وَلها فَوَائِد كَثِيرَة لجِهَة دفع غشاوة وإحمرار وضفر الْعين وَزِيَادَة الضَّوْء، وَهِي مجربة، وكل شخص يكون بحاجة إِلَى نظارة ويستعملها هَذِه الوصفة فَإِنَّهُ يَسْتَغْنِي عَنْهَا لذَلِك سمي هَذَا الْكحل ليكحل النظارة وَطَرِيقَة صنعه هَكَذَا، مِقْدَار من التُّرَاب الْأَحْمَر من (ديكدان حلوائي) حبتان وَنصف من الفلفل الْحبّ، ورقتان من شجر (النيم) وتوضع جَمِيعهَا فِي قماشة وتسحق جيدا.

كَوَمَ

(كَوَمَ)
(هـ) فِيهِ «أعْظَمُ الصَّدقة رِباط فَرَس فِي سَبِيلِ اللَّهِ، لَا يُمْنَع كَوْمُه» الكَوْمُ بِالْفَتْحِ: الضِّراب. وَقَدْ كَامَ الفَرَس أُنْثَاه كَوْماً. وأصل الكَوْم: من الارتفاع والعُلُوّ. (هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إنَّ قَوْماً مِنَ المُوَحِّدين يُحْبَسون يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى الكَوْمِ إِلَى أَنْ يُهَذَّبُوا» هِيَ بِالْفَتْحِ: المَواضع المُشْرِفة، وَاحِدُهَا: كَوْمَة. ويُهَذَّبُوا: أَيْ يُنَقَّوا مِنَ المَآثم.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «يَجِيء يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى كَوْم فوقَ النَّاسِ» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ الحَثِّ عَلَى الصَّدَقَةِ «حَتَّى رأيتُ كَوْمَيْن مِنْ طَعام وثِياب» .
(س) وَحَدِيثُ عَلِيٍّ «أَنَّهُ أُتِيَ بِالْمَالِ فكَوَّمَ كَوْمةً مِنْ ذَهَب، وكَوْمة مِنْ فِضَّةٍ، وَقَالَ:
يَا حَمْراء احْمَرّي، وَيَا بَيْضاء ابْيَضِّي، غُرِّي غَيْرِي، هَذَا جَــنَايَ وخِيَارُه فِيه، إذْ كُلُّ جَانٍ يَدْه إِلَى فِيهِ» أَيْ جَمَع مِنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صُبْرة ورَفَعها وعَلاَّها.
وبعضهُم يَضم الْكَافَ. وَقِيلَ: هُوَ بِالضَّمِّ اسمٌ لِمَا كُوِّم، وَبِالْفَتْحِ اسمٌ للفَعْلة الْوَاحِدَةِ.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ رَأى فِي إبِل الصَّدقة نَاقَةً كَوْمَاءَ» أَيْ مُشْرفةَ السَّنام عاليَتَه.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فَيأتي مِنْهُ بناقَتَين كَوْمَاوَيْن» قَلَب الْهَمْزَةَ فِي التَّثْنية وَاوًا.
وَفِيهِ ذكْر «كَوْمُ عَلْقام» وَفِي رِوَايَةٍ «كُوم علْقماء» هُوَ بِضَمِّ الْكَافِ: مَوْضِعٌ بأسْفل دِيار مِصْر.

جنى

(جنى)
جِــنَايَــة أذْنب وَيُقَال جنى على نَفسه وجنى على قومه والذنب على فلَان جَرّه إِلَيْهِ وَالثَّمَرَة وَنَحْوهَا جنى وجنيا تنَاولهَا من منبتها وَيُقَال جنى الثَّمَرَة لفُلَان وجنى الثَّمَرَة فلَانا وَالذَّهَب جمعه من معدنه فَهُوَ جَان (ج) جناة وجناء
جنى
جَنَيْتُ الثمرة واجْتَنَيْتُهَا، والجَنْيُ: المجتنى من الثمر والعسل، وأكثر ما يستعمل الجني فيما كان غضّا، قال تعالى: تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا
[مريم/ 25] ، وقال تعالى: وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دانٍ
[الرحمن/ 54] ، وأَجْنَى الشجر:
أدرك ثمره، والأرض: كثر جناها، واستعير من ذلك جَنَى فلان جِــنَايــة كما استعير اجترم.
جنى: جَنى الرَّجُلُ جِــنَايَــةً. وتَجَنّى عَلَيَّ ذَنْباً: إذا نَسَبَه إليه ولَعَلَّه بَرِيْءٌ. وجَمْعُ الجاني: أجْنَاء، وفي المَثَلِ: " أجْنَاؤها أبْناؤها: مَعْناه:: هادِمُوها بانُوْها، وله حَدِيثٌ. وفي المَثَل أيضاً في البَعْثِ على تَخَيُّيرِ ذَوي الصَّلاح: " ما كفى حَرْباً جانِيها ". والجَنى: الرُّطَبُ والعَسَلُ، وكُلُّ ثَمَرَةٍ تُجْتَنى، والاجْتِنَاءُ: الفَطْفُ. ويقولونَ: هذا جَــنَايَ وخِيَارُه فيه وأجْنى الشَّجَرُ: أدْرَكَ جَنَاه. وأجْنَتِ الأرْضُ. وأجْنى الجَنى: أي نَبَتَ. والجَنى: القُبَلُ ونَحْوُها. والأجْنى: الذي في كاهِلِه انَحِنَاءٌ على صَدْرِه، والاسْمُ: الجَنى، ونَعَامَةٌ جَنْوَاءُ، وقد جَنى، وهذا يُهْمَزُ أيضاً، وقد ذُكِرَ في بابِه. والجَنِيَّةُ: رِدَاءٌ مُدَوَّرٌ من خَزٍّ. والجَوَاني: الجَوَانِبُ؛ كالأرَاني والثَّعَالي.
جنى: يظهر أنها تعني أيضاً أجنى: مكنه من اجتنائه، وحان اجتناؤه. ففي عباد (1: 308): من جنى ثمارك (والكاف يعود إلى الأرض). وفي تعليقي في (ص344) رقم 101 ظننت أن الكلمة هي جنّى بالتشديد ولكني لم أجد بهذا المعنى في أي مصدر.
وكما يقال جنى شراً (أنظر لين) يقال جنى حرباً، أي جَرَ أو سبَب حرباً (بدرون 151) وجنى ضجرة أي جَّر ضيقاً وتبرماً (المقري 2، 550).
جَنَّى؟ أنظره في جنى. وجَنّى أحداً جــنايــة: قضى عليه بغرامة (الفخري ص187).
أجنى: يتعدى إلى مفعولين، يقال: أجنى فلاناً الثمر: مكنه من اجتنائه (تعليقات فليشر على المقري 1: 700 (بريشت 241)، 2: 188، رسالة إلى فليشر من 171، عباد 1: 62، (وأنظر 3: 25، المقري 2: 442).
وأجني: انظره في مادة مُجْن.
تجنّى. تجنّى على فلان، وتجنى به: اتهمه بجــنايــة وأدعى عاله جــنايــة (تاريخ البربر 1: 439، 478، 2: 369).
انجنى. مطاوع جنى، وانجنى الثمر جُنَى (فوك).
جنى: اسم القطب الحِنّاء الأحمر (أنظر الكلمة) غير أنا نجد الجنى الأحمر عند المستعيني في مادة قاتل أبيه، وعند ابن البيطار 1: 265) في حرف الجيم. جنى الوُرْدَة: أي ثمرة الحمى، ويراد بها تورم الكبد (ديرن ص43).
جَني: جنين (دومب ص76).
جناء: جَنَى، وما يجنى من الثمر في السنة (بوشر).
جــنايــة. جمعها جــنايــا: أثمار، وقد ورد الجمع في حديث للرسول (صلى الله عليه وسلم) نقله ابن العوام (1: 2) وهو: اطلبوا الرزق في جــنايــا الأرض. وفي مخطوطة ليدن: جــنايــات.
وجــنايــة: غرامة توضع على من تراد عقوبته (مملوك 1، 1، 199) فير إنه توجد في آخر العبارة التي نقلها وربما وجدت في عبارات أخرى الجبايات بالباء ومعناها ما يجبى من ضرائب. (الفخري 187، 365).
مُجْن: شرير، جان، شقي، مدنس القدسيات (فوك، ألكالا).
[جنى] فيه: لا "يجني جان" إلا على نفسه، الجــنايــة الذنب والجرم مما يوجب العقاب أو القصاص، يعني أنه لا يطالب بجــنايــته غيره من أقاربه وأباعده فلا تزر وازرة وزر أخرى. ج ومنه: "لا يجني" والد على ولده، رد لما اعتادته العرب. ط: لا "يجني" جان على نفسه، خبر في معنى النهي لا يجني على غيره فيؤدي إلى الجــنايــة على نفسه لرواية: إلا على نفسه، قوله: ولا مولود على والده- إلخ، يحتمل النهي عن الجــنايــة عليهما، وكونه تأكيد قوله: لا يجني على نفسه، فإن العرب يأخذون بالجــنايــة من يجدونه من أقاربه، يعني لا يجني أحد على غيره فيؤخذ هو ووالده فيكون جــنايــته على جــنايــة على نفسه ووالده، قوله: هو ابني أشهد عليه، قال: لا يجني عليك ولا تجنى عليه. "اشهد" تقرير لبنوته، وفائدته التزام ضمان الجــنايــة عنه كعادة الجاهلية من أحد المتوالدين بالآخر، ولذا رده صلى الله عليه وسلم بقوله: لا يجني عليك، وقيل: نهى أي لا تجن عليه ولا يجن عليك، وهو لا يناسب الإشهاد. نه: وفي ح على:
هذا "جــناي" وخياره فيه ... إذ كل جان يده إلى فيه
أصله أن جذيمة أرسل عمراً ابن أخته مع جماعة يجنون له الكمأة، فكانوا إذا وجدوا جيدة أكلوها، وغذا وجدها عمرو جعلها في كمة حتى يأتي بها خاله وقال هذه الكلمة فسارت مثلاً. غ: يضرب لمن أثر صاحبه بخير ما عنده. نه: وأراد على أنه لم يتلطخ بشيء من فيء المسلمين بل وضعه مواضعه، يقال: جنى واجتنى، والجنا اسم ما يجتنى من الثمر وجمعه اجن. ومنه ح: أهدى له "أجن" زغب، يريد القثاء الغض، والمشهور رواية: أجر- بالراء وقد مر. وفي ح الصديق: رأى أبا ذر فدعاه فجنا" عليه فساره، جنا على الشيء يجنو إذا أكب عليه، وقيل: هو مهموز، وقيل: أصله الهمزة ثم خفف.

جن

ى1 جَنَى الثَّمَرَةَ, (S, Mgh, Msb, K,) aor. ـِ (S, Msb,) inf. n. جَنًى, (S, TA,) or جَنْىٌ, (so accord. to one copy of the S, and written in the accus. case جنيا in the Ham p. 355,) and جِــنَايَــةٌ, (Ham ib., but there without any vowel-signs,) He gathered, plucked, or took from the tree, the fruit; (Mgh, TA;) i. q. ↓ اجتناها (S, Msb, K) and ↓ تجنّاها: (K:) and in like manner one says of a thing similar to fruit. (TA.) One says also, جَنَاهَا لَهُ and جَنَاهُ إِيَّاهَا [He gathered it, plucked it, or took it from the tree, for him]. (A'Obeyd, K.) And جَنَيْتُكَ أَكْمُؤًا [I gathered for thee truffles]. (TA.) And جَنَى

ذَهَبًا He collected gold from its mine. (TA.) b2: Aboo-Dhu-eyb uses this verb metaphorically, in the phrase جَنَى العُلَى, meaning (tropical:) [He acquired] eminence, or nobility. (TA.) b3: You also say, جَنَى عَلَيْهِ, (S,) or عَلَى قَوْمِهِ, (Msb,) inf. n. جِــنَايَــةٌ, (S, Msb,) (tropical:) He committed, [against him, or] against his people, or party, a crime, or an offence for which he should be punished; (Msb;) as also ↓ جاناهُ [or جانى قَوْمِهِ]: (TK in art. جر:) [and (tropical:) he brought an injury upon him, or them:] and جَنَى الذَّنْبِ عَلَيْهِ, aor. ـِ inf. n. جِــنَايَــةٌ, (K,) with kesr, (TA,) (tropical:) He committed the crime, offence, or injurious action, against him; syn. جَرَّهُ إِلَيْهِ: (K: [see art. جر:]) thus used, also, the verb is metaphorical, from جَنَى الثَّمَرَةَ: (Er-Rághib, TA:) and so in the phrase, جَنَى شَرًّا, meaning (tropical:) He brought to pass an evil thing or action. (Mgh.) [See also جِــنَايَــةٌ, below.] It is said in a trad., لَا يَجْنِى جَانٍ إِلَّا عَلَى نَفْسِهِ (assumed tropical:) [An injurer shall not bring injury save on himself]; meaning that one shall not be prosecuted for an injurious action committed by another, of his relations or of others. (TA.) And a poet says, جَانِيكَ مَنْ يَجْنِى عَلَيْكَ وَقَدْ تُعْدِي الصِّجَاحَ فَتَجْرَبُ الجُرْبُ

[which may be rendered, (assumed tropical:) Thine injurer whom thou shouldst punish is he who brings an injury upon thee: but sometimes the mangy camels infect the sound ones so that these become mangy; and thus a criminal sometimes brings punishment upon his relations: for] A'Obeyd says that جانيك من يجنى عليك is a prov. applied to the case of a man who is punished for an injurious action; because brothers [sometimes] bring injury upon a man [by occasioning his being punished for an injurious action which they have themselves committed], as the latter hemistich of the verse cited above indicates: but AHeyth says that this prov. means الجَانِى لَكَ الخَيْرَ مَنْ يَجْنِى عَلَيْكَ الشَّرَّ [The person bringing thee good is he who brings, or will bring, upon thee evil: perhaps intended as a caution; for the Arabs often suspect that a benefactor has some evil intention]: and he cites the following hemistich: تُعْدِي الصِّحَاحَ مَبَارِكُ الجُرْبِ [meaning Sometimes the places where the mangy camels lie down, and which afford benefit to other camels, infect the sound ones]. (TA. [See also Freytag's Arab. Prov., i. 298.]) You say also, جَنَيْتَ هٰذَا عَلَى نَفْسِكَ [Thou hast brought this as an injury upon thyself]. (K in art. جل.) 3 جانى عَلَيْهِ, inf. n. مُجَانَاةٌ, He accused him of a جِــنَايَــة [or crime, &c.]. (TA.) b2: See also 1.4 اجنى said of a tree, (S, K,) or of a palmtree, (Msb,) It had ripe fruit: (S:) or it attained to the time for the gathering of its fruit: (Msb:) or it attained to maturity: (K:) or, said of a tree, it had fruit to be gathered and eaten: and, said of fruit, it became ripe: (TA:) and, said of grass, or herbage, it became abundant. (KL.) b2: And اجنتِ الأَرْضُ The land had much جَنًى, (S, Msb, K,) i. e. herbage, and truffles, and the like. (S.) 5 تَجَنَّىَ see 1. b2: تجنّى عَلَيْهِ, (S, * K,) or تجنّى عليه ذَنْبًا, (TA,) (assumed tropical:) He accused him of a crime, an offence, or an injurious action, that he had not committed; (S, K;) i. e. he forged against him the charge of his having committed a crime, &c., he being guiltless [thereof]: (TA:) النَّجَنِّى being like التَّجَرُّمُ. (S.) You say also, يَتَجَنَّى عَلَيْنَا مَا لَمْ نَجْنِهِ [He accuses us of committing what we did not commit]. (Abu-l-'Abbás, TA in art. جرم.) 8 إِجْتَنَىَ see 1. b2: اِجْتَنَيْنَا مَآءِ مَطَرٍ We came to rainwater, and drank it: (K:) a phrase mentioned with approval by IAar, but not explained by him: thought by ISd to have this meaning. (TA.) جَنًى [in the CK جَنِىٌّ] Whatever is gathered, or plucked; as also ↓ جَنَاةٌ: (K:) or whatever is gathered, or plucked, from trees, (S,) &c.; (so in a copy of the S;) as also ↓ جَنَاةٌ: (S:) so that these two words are of the same class as حِقٌّ and حِقَّةٌ: or the latter of them is a n. un.: (TA:) or the former signfies what is gathered from trees while fresh; (Msb;) as also ↓ جَنِىٌّ: (Msb:) or this last is an epithet applied to fruit, signifying just gathered or plucked; (S, K;) or gathered, or plucked, while fresh: (TA:) and ↓ مَجْنًى, also, pl. مَجَانٍ, signifies fruit gathered or plucked: (Har p. 369:) جَنًى also signifies fruit [ready to be gathered or plucked]; so in the Kur lv. 54: (Jel:) and is applied to fresh ripe dates: (Fr, K:) and grapes: (TA:) and truffles, and the like: (S:) and even cotton: (TA:) and herbage: (S:) and gold, (K,) which is collected from its mine: (TA:) and cowries, (K,) as though gathered from the sea: (TA:) and honey, (K,) when it is gathered: (TA:) pl. أَجْنَآءٌ (K) and أَجْنٍ, originally أَجْنُىٌ. (TA.) Hence the saying, هٰذَا جَنَاى وَ خِيَارُهُ فِيهِ

إِذْكُلُّ جَانٍ يَدُهُ إِلَى فِيهِ [This is what I have gathered, and the best of it is in it; when every gatherer but myself has his hand to his mouth]: or, accord. to one reading, وَ هِجَانُهُ فِيهِ (which has the same meaning, TA in art. هجن): a prov., ascribed by Ibn-El-Kelbee to 'Amr Ibn-' Adee El-Lakhmee, the son of the daughter of Jedheemeh: he says that Jedheemeh had ordered the people to gather for him truffles, and some of them ate the best that they found; but ' Amr brought to him the best that he found, and addressed to him these words: and 'Alee is related to have repeated them on an occasion of his entering the government-treasury; meaning that he had not defiled himself with anything of the tribute belonging to the Muslims, but had put it in its places. (TA.) جَنَاةٌ: see جَنًى, in two places.

جَنِىٌّ: see جَنًى. Also Dates cut from the tree. (TA.) جِــنَايَــةٌ, primarily, The act of gathering, plucking, or taking from a tree, fruit: [see 1:] b2: then, (assumed tropical:) The bringing to pass an evil thing, or action: (Mgh, Kull p. 147:) b3: then, (assumed tropical:) Evil, [itself]: b4: then, (assumed tropical:) The doing a forbidden action: (Kull ib.:) specially used in this last sense; though it has a general application: (Mgh:) b5: [as a simple subst., it generally signifies] A crime, an offence, or an injurious action, for which one should be punished: (Msb:) or an action that a man commits requiring punishment or retaliation to be inflicted upon him in the present world and in the world to come: (TA:) or any forbidden injurious action: (Kull p. 134:) and in the language of the lawyers, especially a wounding: and an amputation, or a maiming: (Msb:) and ↓ جَنِيَّةٌ signifies the same as جِــنَايَــةٌ: (Ham p. 241:) the pl. of جــنايــة is جِــنَايَــاتٌ and جَــنَايَــا; but the latter of these pls. is of rare occurrence. (Msb.) جَنِيَّةٌ: see what next precedes.

A2: Also A [garment such as is called] رِدَآء (K, TA,) of a round form, (TA,) made of [the kind of cloth termed]

خَزّ. (K, TA.) جَانٍ A gatherer of fruit [&c.]: b2: and also (assumed tropical:) A committer of a جِــنَايَــة [or crime, &c.]: (K, * TA:) pl. جُنَاةٌ (S, K) and جُنَّآءٌ (Sb, K) and [of pauc.]

أَجْنَآءٌ, which last is extr., (S, K,) or doubtful. (S.) Hence the prov., أَجْنَاؤُهَا أَبْنَاؤُهَا, explained in art. بنى. (S, TA.) b3: [Hence also,] الجَانِى (assumed tropical:) The wolf. (IAar, TA voce جَابٍ, q. v.) A2: Also i. q. لَقَّاحٌ; (IAar, Az, TA;) i. e. A fecundater of palm-trees. (Az, TA.) الجَوَانِى i. q. الجَوَانِبُ [pl. of الجَانِبُ]; (K;) similar to الثَّعَالِى and الأَرَانِى. (TA.) مَجْنًى: see جَنًى.

مُجْتَنًى A place of gathering, or plucking, fruits, &c. (TA.)

الهُجْنَةُ

الهُجْنَةُ، بالضم، من الكلامِ: ما يَعِيبُهُ،
وـ في العِلْمِ: إضاعَتُه.
والهَجينُ: اللَّئِيمُ، وعَرَبِيٌّ ولِدَ من أمَةٍ، أو مَنْ أبوهُ خَيْرٌ من أُمِّهِ
ج: هُجنٌ وهُجَناءُ وهُجْنانٌ ومَهاجِينُ ومَهاجِنَةٌ،
وهي هَجِينَةٌ، ج: هُجْنٌ وهَجائِنُ وهِجانٌ، وقد هَجُنَ، ككَرُمَ، هُجْنَةً، بالضم، وهَجانَةً وهُجونَةً.
وفَرَسٌ وبِرْذَوْنَةٌ هَجِينٌ: غير عَتيقِ. وككِتابٍ: الخِيارُ،
وـ من الإِبِلِ: البِيضُ والبيضاءُ، والرَّجُلُ الحَسِيبُ وهو بَيِّنُ الهِجانَة، ككتابَةٍ، والأرضُ الكَريمَةُ، وناقَةٌ هِجانٌ، وإِبِلٌ هِجانٌ أيضاً.
وهَجائِن: بيضٌ كِرامٌ.
"وهذا جَــنايَ وهِجانُه فيه".
والهاجِنُ: زَنْدٌ لا يُورِي بِقَدْحَةٍ واحِدَةٍ، والصَّبِيَّةُ تُزَوَّجُ قبل بُلوغها، والعَناقُ تَحْمِلُ قبل بُلوغِ السِّفادِ، أو كُلُّ ما حُمِلَ عليها قبل بُلوغِها.
والهاجِنَةُ: النَّخْلَةُ تَحْمِلُ صَغيرَةً،
كالمُتَهَجِّنَةِ، وفِعْلُ الكُلِّ يَهْجِنُ ويَهْجُنُ.
والمَهْجَنَةُ، كَمشْيَخَةٍ،
والمَهْجَنَى والمَهْجُنا، بضم الجيم وتُمَدُّ: القومًُ لا خَيْرَ فيهم. وكمُعَظَّمَةٍ: الممنوعةُ إلاَّ مِنْ فُحولِ بِلادِها لِعِتْقِها والنَّخْلَةُ أوَّلَ ما تُلْقَحُ.
وأهْجَنَ: كثُرَتْ هِجانُ إِبِلِه،
وـ الجَمَلُ النَّاقَةَ: ضَرَبَها وهي بنْتُ لَبُونٍ، فَلَقَحَتْ، ونُتِجَتْ.
والتَّهْجِينُ: التَّقْبيحُ، وأنا أسْتَهْجِنُ فِعْلَكَ، وهذا ممَّا يُسْتَهْجَنُ، وفيه هُجْنَةٌ.
واهْتُجِنَتِ الجارِيَةُ: وُطِئَتْ صَغيرَةً.
وغِلْمَةٌ أُهَيْجِنَةٌ، أي:
أهْلُهُمْ أَهْجَنُوهُم، أي: زَوَّجُوهُمْ صِغاراً الصَّغائرَ.
وَلَبَنٌ هَجِينٌ: لا صَريحٌ ولا لِبَأٌ.

وَلَا

(وَلَا)
- فِي أَسْمَاءِ اللَّه تَعَالَى «الْوَلِىُّ» هُوَ النَّاصر. وَقِيلَ: الْمُتَوَلِّي لِأُمُورِ العَالَم والخَلائِق القائِمُ بِهَا.
وَمِنْ أَسْمَائِهِ عَزَّ وَجَلَّ «الْوَالِي» وَهُوَ مَالِك الأشْياء جَمِيعها، المُتَصَرِّفُ فِيهَا. وَكَأَنَّ الْوِلَايَةُ تُشْعِرُ بالتَّدْبِير والقُدْرة والفِعْل، وَمَا لَمْ يَجْتَمِعْ ذَلِكَ فِيهَا لَمْ يَنْطَلِق عَليه اسْم الْوَالِي.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ نَهَى عَنْ بَيْع الْوِلَاءِ وهِبَتِه» يَعْني وَلاءَ العِتْق، وهُو إِذَا ماتَ الْمُعْتَقُ وَرِثَهُ مُعْتِقُه، أَوْ وَرَثَةُ مُعْتِقِه، كَانَتِ العَرَب تَبِيعُه وتَهَبُه فنُهِي عَنْهُ، لأنَّ الْوِلَاءَ كالنَّسَب، فَلَا يَزول بالإزَالَة.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «الْوِلَاءُ لِلْكُبْر» أَيِ الأعْلَى فالأعْلَى مِنْ وَرَثة المُعْتِق.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَنْ تَوَلَّى قَوْماً بِغَيْرِ إذْن مَوَالِيهِ» أي اتّخَذَهُم أَوْلِيَاءَ لَهُ» ظاهِرُه يُوهِمُ أَنَّهُ شَرْط، وَلَيْسَ شَرْطاً، لأنَّه لَا يَجوز لَهُ إِذَا أذِنوا أَنْ يُوالِيَ غَيْرَهُم، وإنَّما هُو بمعْنَى التَّوْكيد لِتَحْريمه، والتَّنْبيه عَلَى بُطْلانِه، والإرْشادِ إِلَى السَّبَب فِيهِ، لِأَنَّهُ إِذَا اسْتأذنَ أوْلِياءَه فِي مُوَالَاةِ غَيرهم مَنَعُوه فَيَمْتنع. وَالْمَعْنَى: إنْ سَوّلَتْ لَهُ نَفْسُه ذَلِكَ فَلْيَسْتأذِنْهم، فإنَّهُم يَمْنَعُونه. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الزَّكَاةِ «مَوْلَى القَوْمِ مِنهم» الظَّاهِر مِن المَذاهِب والمَشهورُ أَنَّ مَوالِيَ بَنِي هاشِم والمُطَّلِب لَا يَحْرُم عَلَيْهِمْ أخْذُ الزَّكاة؛ لاِنْتِفاء النَّسَب الَّذِي بِهِ حَرُم عَلَى بَنِي هاشِم والمُطَّلِب.
وَفِي مَذْهَب الشافِعي عَلى وجْهٍ أَنَّهُ يَحْرُم عَلَى المُوالِي أخْذُها، لِهَذا الْحَدِيثِ.
ووَجْه الجَمع بَيْنَ الْحَدِيثِ ونَفْيِ التَّحريم أَنَّهُ إنَّما قَالَ هَذَا القولَ تَنْزِيهاً لَهُم، وبَعْثاً عَلَى التَّشَبُّه بِسَادَتِهم والإسْتِنَان بِسُنَّتِهم فِي اجْتِنَاب مَالِ الصَّدقة التَّي هِيَ أوْسَاخ النَّاس.
وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ «المَوْلَى» فِي الْحَدِيثِ، وَهُوَ اسْمٌ يقَع عَلَى جَماعةٍ كَثيِرَة، فَهُوَ الرَّبُّ، والمَالكُ، والسَّيِّد، والمُنْعِم، والمُعْتِقُ، والنَّاصر، والمُحِبّ، والتَّابِع، والجارُ، وابنُ العَمّ، والحَلِيفُ، والعَقيد، والصِّهْر، والعبْد، والمُعْتَقُ، والمُنْعَم عَلَيه. وأكْثرها قَدْ جَاءَتْ فِي الْحَدِيثِ، فَيُضاف كُلّ واحِدٍ إِلَى مَا يَقْتَضيه الحديثُ الوَارِدُ فِيهِ. وكُلُّ مَن وَلِيَ أمْراً أَوْ قَامَ بِهِ فَهُو مَوْلاهُ وَوَليُّه. وَقَدْ تَخْتَلِف مَصادرُ هَذِهِ الأسْمَاء. فَالْوَلَايَةُ بالفَتْح، فِي النَّسَب والنُّصْرة والمُعْتِق. والْوِلَايَةُ بالكسْر، فِي الإمَارة. والوَلاءُ، المُعْتَق والمُوَالاةُ مِن وَالَى القَوْمَ.
(هـ س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَن كُنْتُ مَوْلاه فَعَليٌّ مَوْلاه» يُحْمَل عَلَى أكْثر الأسْمَاء المذْكورة.
قَالَ الشَّافعي رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: يَعْني بذَلِك وَلَاءَ الإسْلام، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكافِرِينَ لا مَوْلى لَهُمْ.
وَقَوْلِ عُمَرَ لعلىٍّ «أصْبَحْتَ مَوْلَى كُلِّ مُؤمِن» أَيْ وَلِيَّ كُلِّ مُؤْمِنٍ.
وَقِيلَ: سَبب ذَلِكَ أنَّ أُسامةَ قَالَ لِعَلِيّ: لَسْتَ مَوْلايَ، إنَّما مَوْلاي رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وَسَلَّمَ، فَقَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَن كُنْتُ مَوْلاهُ فَعليٌّ مَوْلاه» .
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أيُّما امْرأةٍ نَكَحَت بِغَيْرِ إِذْنِ مَولاها فنكاحُها باطِل» وَفِي رِوَايَةٍ «وليِّها» أَيْ مُتَوَلّي أَمْرِهَا.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مُزَيْنة وجُهَيْنة وأسْلَم وَغِفَارٌ مَوالي اللَّهِ وَرَسُولِهِ» .
وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «أسألُك غِــنَايَ وغِنَى مَوْلاي» .
وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «مَن أسْلَم عَلَى يَدِه رجلٌ فَهُوَ مَوْلاه» أَيْ يَرِثُه كَمَا يَرِثُ مَن أعْتَقَه.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ سُئِل عَنْ رَجُلٍ مُشْرِك يُسْلِم عَلَى يَدِ رَجل مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَقَالَ:
هُوَ أَوْلَى الناسِ بمَحْياه ومماتِه» أَيْ أحقُّ بِهِ مِنْ غَيْرِهِ. ذهَبَ قومٌ إِلَى العَمل بِهَذَا الْحَدِيثِ، واشْتَرط آخَرون أَنْ يُضِيفَ إِلَى الْإِسْلَامِ عَلَى يَدِهِ الْمُعَاقَدَةَ وَالْمُوَالَاةَ.
وذَهب أكثَر الْفُقَهَاءِ إِلَى خِلاف ذَلِكَ، وجَعَلوا هَذَا الحديثَ بِمَعْنَى الْبِرِّ والصِّلة ورَعْيِ الذِّمام.
وَمِنْهُمْ مَنْ ضَعَّفَ الْحَدِيثَ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «ألْحِقُوا المالَ بالفَرائِض، فَمَا أبْقَتِ السِّهامُ فَلِأَوْلَى رجُلٍ ذَكَرٍ» أَيْ أدْنَى وأقرَبَ فِي النَّسَب إِلَى المَوْرُوث.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَنَسٍ «قَامَ عَبْدُ اللَّه بْنُ حُذافة فَقَالَ: مَن أَبِي؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَبُوكَ حُذافة، وسَكَت رسولُ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: أَوْلَى لَكُمْ وَالَّذِي نَفْسي بِيدِه» أَيْ قَرُبَ مِنْكُمْ مَا تَكْرَهون، وَهِيَ كَلمةُ تَلَهُف، يقولُها الرَّجُلُ إِذَا أفْلَتَ مِنْ عَظِيمَةٍ.
وَقِيلَ: هِيَ كَلمة تَهدُّد وَوَعيد. قَالَ الأصمَعي: مَعْنَاهُ: قارَبَه مَا يُهْلِكُه.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ الحنفيَّة «كَانَ إِذَا ماتَ بعضُ وُلْده قَالَ: أوْلَى لِي، كِدْت أَنْ أكونَ السَّوادَ المُخْتَرَم» شَبَّه كادَ بِعَسَى، فأدخَل فِي خَبَرها أنْ.
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «لَا يُعْطَى مِنَ المَغانم شيءٌ حَتَّى تُقسم، إلاَّ لِرَاعٍ أَوْ دليلٍ غَيْرَ مُولِيهِ، قُلْتُ: مَا مُوليه؟ قَالَ: مُحابِيه» أَيْ غَيْرَ مُعطِيه شَيْئًا لَا يَسْتَحِقُّه، وَكُلُّ مَنْ أعْطَيْتَه ابْتِدَاءً مِنْ غَيْرِ مُكافأة فقد أوليته. وَفِي حَدِيثِ عَمّار «قَالَ لَهُ عُمَر فِي شَأْنِ التّيَمُّم: كَلا، واللَّهِ لَنُوَلِّيَنَّكَ مَا تَوَلَّيْتَ» أَيْ نَكِلُ إِلَيْكَ مَا قلتَ، ونَرُدُّ إِلَيْكَ مَا وَلَّيْتَه نفسَك، ورَضِيتَ لهَا بِهِ.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ سُئل عَنِ الإبِل، فَقَالَ: أعْنَان الشَّيَاطِينِ، لَا تُقْبِل إِلَّا مُوَلِّيَةً، وَلَا تُدْبر إِلَّا مُوَلِّيةً، وَلَا يَأْتِي نَفْعُها إِلَّا مِنْ جَانِبِهَا الْأَشْأَمِ» أَيْ إِنَّ مِن شأنِها إِذَا أقْبَلَت عَلَى صاحِبها أَنْ يَتَعَقَّبَ إقبالَها الإدْبارُ، وَإِذَا أدْبَرتْ أَنْ يَكُونَ إدبارُها ذَهاباً وفَناءً مُسْتأصِلا. وَقَدْ وَلّى الشيءُ وتَولّى، إِذَا ذَهَب هَارِبًا ومُدْبراً، وتَولّى عَنْهُ، إِذَا أعْرَض.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ نَهَى أَنْ يَجلِسَ الرجُلُ عَلَى الْوِلَايَا» هِيَ البَراذِع. سُمِّيَت بِذَلِكَ لِأَنَّهَا تَلِي ظَهْرَ الدَّابّة. قِيلَ: نَهى عَنْهَا، لِأَنَّهَا إِذَا بُسِطَت وافْتُرِشَت تَعَلَّقَ بِهَا الشَّوك والتُّراب وَغَيْرُ ذَلِكَ مِمَّا يَضُرُّ الدوابَّ، وَلِأَنَّ الجالِسَ عَلَيْهَا رُبَّما أصابَه مِنْ وَسَخِها ونَتْنِها ودَمِ عَقْرها.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ الزُّبَيْرِ «أَنَّهُ باتَ بِقَفْرٍ، فَلَمَّا قَامَ لِيَرْحَل وجَد رَجُلاً طُولُه شِبْرَانِ، عَظِيمَ اللِّحْية عَلَى الوَليَّة، فنَفَضَها فَوَقَع» .
(س) وَفِي حَدِيثِ مُطَرِّف الباهِليِّ «تَسْقيه الْأَوْلِيَةُ» هِيَ جَمْعُ وَلِىٍّ، وَهُوَ الْمَطَرُ الَّذِي يجيءُ بَعْد الوَسْمِيّ، سُمِّي بِهِ، لِأَنَّهُ يَلِيهِ: أَيْ يَقْرُب مِنْهُ ويَجيءُ بَعْدَه.

الطَّوْقُ

الطَّوْقُ: حَلْيٌ للعُنُقِ، وكُلُّ ما اسْتدارَ بشيءٍ، ج: أطْواقٌ.
وتَطَوَّقَ: لَبِسَه،
و=: الوُسْعُ والطاقَةُ، وحابولُ النَّخْلِ.
ومالكُ بنُ طَوْقٍ: كان في زَمَنِ هارونَ، وهو صاحبُ رَحَبَةِ الفُراتِ.
و"كَبِرَ عَمْرٌو عن الطَّوْقِ": يُضْرَبُ لمُلابِسِ ما هو دون قَدْرِه، وهو عَمْرُو بنُ عَدِيٍّ، وكان خالُه جَذِيْمَةُ جَمَعَ غِلْمَاناً من أبْناء المُلوكِ يَخْدِمونَهُ، منهم عَدِيٌّ، وكان جميلاً، فَعَشِقَتْه رَقاشِ أخْتُ جَذِيمَةَ، فقالت له: إذا سَقَيْتَ المَلِكَ فَسَكِرَ فاخْطُبْنِي إليه، فَسَقَى عَدِيٌّ جَذِيمَةَ، وألْطَفَ له، فلما سَكِرَ قال له: سَلْني ما أحْبَبْتَ، فقالَ: زَوِّجْنِي رَقاشِ أخْتَكَ، قال: قد فَعَلْتُ، فَعَلِمَتْ رَقاشِ أنه سَيُنْكِرُ إذا أفاقَ، فقالت للغُلامِ: ادْخُلْ على أهْلِكَ، فَفَعَلَ، وأصْبَحَ في ثيابٍ جُددٍ وطيبٍ، فلما رَآهُ جَذِيْمَةُ، قال: ما هذا؟ قال: أنْكَحْتَنِي أخْتَكَ البارِحَةَ، فقال: ما فَعَلْتُ، وجَعَلَ يَضْرِبُ وَجْهَهُ ورأسَه، وأقْبَلَ على رَقاشِ، وقال:
حَدِّثِيني وأنتِ غيرُ كَذُوبٍ ... أبِحُرٍّ زَنَيْتِ أمْ بهَجينِ
أمْ بعَبْدٍ وأنتِ أهْلٌ لعَبْدٍ ... أمْ بدونٍ وأنتِ أهْلٌ لدُونِ
قالتْ: بل زَوَّجتَني كُفُؤاً كريماً من أبناءِ المُلوكِ، فأطْرَقَ جَذيمةُ، فلما أُخْبِرَ عَدِيٌّ بذلك خافَ، فَهَرَبَ، ولَحِقَ بِقَوْمِهِ، وماتَ هُنالِكَ وعَلِقَتْ منهُ رَقاشِ، فأتَتْ بابْنٍ سَمَّاهُ جَذيمَةُ عَمْراً، وتَبَنَّاهُ، وأحَبَّهُ حُبّاً شَديداً، وكانَ لا يولَدُ له، فلمَّا تَرَعْرَعَ كانَ يَخْرُجُ مع الخَدَمِ يَجْتَنونَ للمَلِكِ الكَمْأَةَ، فَكانوا إذا وَجَدوا كَمْأَةً خِياراً أكَلوها، وأتَوا بالباقي إلى المَلِكِ، وكانَ عَمْرٌو لا يأكُلُ منه، ويَأتِي به كما هو، ويقولُ:
هذا جَــنايَ وخِيارُهُ فيهِ ... إذْ كُلُّ جانٍ يَدُهُ إلى فِيهِ
ثم إِنَّهُ خَرَجَ يَوْماً وعليه حَلْيٌ وثِيابٌ، فاسْتُطيرَ، فَفُقِدَ زَماناً، فَضُرِبَ في الآفاقِ، فلم يوجَدْ، ثم وجَدَهُ مالِكٌ وعَقيلٌ ابنا فارِجٍ، رَجُلانِ من بَلْقَيْنِ كانا مُتَوَجِّهَيْنِ إلى جَذيمَةَ بِهَدايا، فبينما هُما بوادٍ في السَّماوَةِ، انْتهَى إليهما عَمرُو بنُ عَدِيٍّ، فَسألاهُ مَنْ أنْتَ؟ فقالَ: ابنُ التَّنوخِيَّة، فقالا لجارِيَةٍ مَعَهُما: أطْعِمينا، فأطْعَمَتْهُما، فأشارَ عَمْرٌو إليها: أنْ أطْعِميني، فأطْعَمَتْهُ ثم سَقَتْهُما، فقال عَمْرٌو: اسْقيني، فقالت الجارِيَةُ: "لا تُطْعِمِ العَبْدَ الكُراعَ فَيطَمَعَ في الذراعِ"، ثُمَّ إِنَّهما حَمَلاهُ إلى جَذيمَةَ، فَعَرَفَهُ وضَمَّهُ وقَبَّلَهُ، وقالَ لَهُما: حُكْمَكُما! فَسألاهُ مُنادَمَتَهُ، فَلَمْ يَزالا نَديمَيْهِ، وبَعَثَ عَمْراً إلى أُمِّهِ، فأدْخَلَتْهُ الحَمَّامَ، وألْبَسَتْهُ وطَوَّقَتْهُ طَوْقاً كانَ له مِنْ ذَهبٍ، فَلَمَّا رآه جَذيمَة، قالَ: كَبِرَ عَمْرٌو عَنِ الطَّوْقِ.
والأَطْواقُ: لَبَنُ النارِجيلِ، وهو مُسْكِرٌ جِدّاً سُكْراً مُعْتَدِلاً ما لَم يَبْرُزْ شارِبُهُ للريحِ، فإِنْ بَرَزَ أفْرَطَ سُكْرُهُ، وإذا أدامَهُ منْ لَم يَعْتَدْهُ أفْسَدَ عَقْلَهُ، فإنْ بَقِيَ إلى الغَدِ كانَ أثْقَفَ خَلٍّ.
والطَّوْقَةُ: أرْضٌ تَسْتَديرُ سَهْلَةٌ بين أرَضينَ غِلاظٍ.
والطاقُ: ما عُطِفَ من الأَبْنِيَةِ، ج: طاقاتٌ وطيقانٌ، وضَرْبٌ من الثيابِ، والطَّيْلَسانُ أوِ الأَخْضَرُ،
ود بِسِجِسْتانَ، وحِصْنٌ بطَبَرِسْتانَ،
وبه سَكَنَ محمدُ بنُ النُّعْمانِ شَيطانُ الطاقِ، وناشِزٌ يَنْدُرُ من الجَبَلِ،
كالطائِق، وكذلك في البِئْرِ، وفيما بين كُلِّ خَشَبَتَينِ من السَّفينَةِ، ويُقالُ: طاقُ نَعْلٍ، وطاقَةُ رَيْحانٍ.
وطائقانُ: ة بِبَلْخَ.
وطَوَّقْتُكَهُ: كَلَّفْتُكَهُ.
وطَوَّقَني اللهُ أداءَ حَقِّهِ: قَوَّاني عليه.
وطَوَّقَتْ له نفسُه: طَوَّعَتْ، أي: رَخَّصَتْ وسَهَّلَتْ،
وقُرِئَ: {وعلى الذينَ يُطَوَّقونَهُ} ، أي: يُجْعَلُ كالطَّوْقِ في أعْناقِهِم.
يَطَّوَّقُونَهُ: أَصلُهُ: يَتَطَوَّقُونَهُ، قُلِبَتِ التّاءُ طاءً وأُدْغِمَتْ.
يُطَيَّقُونه: أَصلُهُ: يُطَيْوَقُونَهُ، قُلِبَتِ الواوُ ياءً. يَطَّيَّقونَهُ، يَتَفَيْعَلُونَهُ: أَصلُهُ: يَتَطَيْوَقُونَهُ، قُلِبَت الواوُ ياءً.
والمُطَوَّقَةُ: الحَمَامَةُ ذاتُ الطَّوْقِ،
والقارورةُ الكَبيرةُ لها عُنُقٌ مُطَوَّقَةٌ.
والإِطاقَةُ: القُدْرَةُ على الشَّيْءِ. وقد طاقَهُ طَوْقاً، وأَطاقَهُ، وعليه، والاسمُ: الطاقَةُ.

الصوت

الصوت: كيفية قائمة بالهواء يحملها إلى الصماغ. وقال الراغب: الهواء المنضغط عن قرع جسمين، وذلك ضربان: مجرد عن تنفس بشيء كالصوت الممتد، وتنفس بصورة ما. والمتنفس ضربان: ضروري كما يكون من الحيوان والجماد، واختياري كما من الإنسان. وذلك ضربان: ضرب باليد ك صوت العود، وضرب بالفم. وما بالفم ضربان: نطق وغيره كصوت الــناي. والنطق إما مفرد في الكلام أو مركب.

الجنى

(الجنى) كل مَا يجنى من الشّجر وَفِي الْمثل (هَذَا جــناي وخياره فِيهِ) يضْرب للرجل يُؤثر صَاحبه بِخِيَار مَا عِنْده والكمأة والكلأ وَالْعِنَب وَالرّطب وَالْعَسَل والودع وَالذَّهَب (ج) أجن وأجناء

إِحْلال المفرد محل المثنى

إِحْلال المفرد محل المثنى
الأمثلة: 1 - اشْتَرَيت حِذَاءً جديدًا 2 - تَحَلَّت أذنا سلمى بقُرْط 3 - خَلَع نَعْله 4 - ضِعْف الشيء (مثلاه) 5 - قَصَّ شعره بالمقص 6 - لَبِسَ خُفَّه 7 - هُمَا زوج مُتآلِف 8 - وَقَعت عَيْنِي عليه
الرأي: مرفوضة
السبب: لاستعمال المفرد بدلاً من المثنى.

الصواب والرتبة:

1 - اشتريت حِذاءً جديدًا [فصيحة]-اشتريت حِذاءين جديدين [فصيحة]

2 - تَحَلَّت أذنا سلمى بقُرْط [فصيحة]-تَحَلَّت أذنا سلمى بقُرْطَيْن [فصيحة]

3 - خلع نَعْله [فصيحة]-خلع نَعْليه [فصيحة]

4 - ضِعْف الشيء (أمثاله) [فصيحة]-ضِعْف الشيء (مثلاه) [فصيحة]-ضِعْف الشيء (مثله) [فصيحة]

5 - قَصَّ شَعْرَه بالمِقَصّ [فصيحة]-قَصَّ شَعْرَه بالمِقَصّين [فصيحة مهملة]

6 - لبس خُفَّه [فصيحة]-لبس خُفَّيْه [فصيحة]

7 - هما زَوْجان مُتآلِفان [فصيحة]-هما زَوْج مُتآلِف [فصيحة]

8 - وَقَعت عَيْــنَايَ عليه [فصيحة]-وَقَعت عَيْنِي عليه [فصيحة]
التعليق: قد يحل المفرد- في الفصحى- محل المثنى إذا كان الاثنان يقومان بعمل واحد، وهو ما ينطبق على الأمثلة المرفوضة.

دَاموس

دَاموس:
بلد بالمغرب من بلاد البربر من البرّ الأعظم قرب جزائر بني مزغــنّاي، منه أبو عمران موسى بن سليمان اللخمي الداموسي، سكن المريّة وكان من القراء، قرأ على أبي جعفر أحمد بن سليمان الكاتب المعروف بابن الربيع.

مَيْدَانٌ

مَيْدَانٌ:
بالفتح ثم السكون، أعجمية لا أدري ما أصلها، وهو في أربعة مواضع، منها: ميدان زياد.
محلة بنيسابور، ينسب إليها أبو علي الميداني صاحب محمد بن يحيى الذهلي، روى عنه الحيري، وأحمد بن محمد الميداني صاحب كتاب الأمثال وابنه سعيد وكانا أديبين لهما تصانيف، وأبو الحسن علي بن محمد 16- 5
ابن أحمد بن حمدان بن عبد المؤمن الميداني انتقل من نيسابور فأقام بهمذان واستوطنها وتزوّج من أهلها ومات بها، روى عن أهل بلده وأهل بغداد وغيرهم وأكثر، وكان يعدّ من الحفّاظ العارفين بعلم الحديث والورع والدين والصلاح، ذكره شيرويه وقال:
سمعت منه وكان ثقة صدوقا أحد من عني بهذا الشأن متّقيا صافيا لم تر عيــناي مثله، وسمعت بعض مشايخنا يقول: لا تقولوا لأحد حافظ ما دام هذا الشيخ فيكم، يعني الميداني، وسمعت أحمد بن عمر الفقيه يقول: لم ير الميداني، وسمعت أحمد بن عمر الفقيه يقول: لم ير الميداني، وسمعت أحمد بن عمر الفقيه يقول: لم ير الميداني مثل نفسه، وتوفي في الثامن عشر من صفر سنة 471 ودفن في سراسكبهر.
والميدان أيضا: محلة بأصبهان، قال أبو الفضل:
ينسب إليها أبو الفتح المطهّر بن أحمد المفيد، وردّ ذلك عليه أبو موسى وقال: لا أعلم أحدا نسبه هذا النسب، قال أبو موسى: وميدان أسفريس محلة بأصبهان، منها محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب الميداني، حدثني عنه والدي وغيره، وجعله أبو موسى ثالثا. وشارع الميدان: محلة ببغداد ذكرت في موضعها، ينسب إليها جماعة، منهم:
عبد الرحمن بن جامع بن غنيمة الميداني، وكان يكتب اسمه غنيمة، سمع أبا طالب بن يوسف وأبا القاسم بن الحصين وغيرهما، ومات سنة 582، وصدقة بن أبي الحسين الميداني، سمع أبا الوقت عبد الأول، ومات سنة 608. والميدان: محلة ببغداد وهي بشرقي بغداد بباب الأزج. والميدان أيضا:
محلة بخوارزم. وميدان: مدينة بما وراء النهر في أقصاه قرب أسبيجاب يجتمع بها الغزية للتجارات والصلح

مَقَدُ

مَقَدُ:
بالتحريك، اختلف فيه فقال الأزهري حكاية عن الليث: المقديّ من الخمر منسوبة إلى قرية بالشام، وأنشد في تخفيف الدال:
مقديّا أحلّه الله للنا ... س شرابا وما تحلّ الشّمول
وقال عدي بن الرقاع وقد شدد الدال:
غشيت بعفر أو برجلتها ربعا ... رمادا وأحجارا بقين بها سفعا
فما رمتها حتى غدا اليوم نصفه، ... وحتى سرت عيــناي كلتاهما دمعا
أسرّ هموما لو تغلغل بعضها ... إلى حجر صلد تركن به صدعا
أميد كأنّي شارب لعبت به ... عقار ثوت في سجنها حججا سبعا
مقدّيّة صهباء تشخن شربها ... إذا ما أرادوا أن يروحوا بها صرعى
عصارة كرم من حديجاء لم تكن ... منابتها مستحدثات ولا قرعا
وقال شمر: سمعت أبا عبيدة يروي عن أبي عمرو:
المقديّ ضرب من الشراب، بتخفيف الدال، قال:
والصحيح عندي أن الدال مشددة، قال: وسمعت رجاء بن سلمة يقول المقدّي، بتشديد الدال، الطّلاء المنصّف مشبّه بما قدّ بنصفين، ويصدّقه قول عمرو ابن معدي كرب:
وقد تركوا ابن كبشة مسلحبّا ... وهم شغلوه عن شرب المقدّي
وقيل: مقديّة قرية بناحية دمشق من أعمال أذرعات، ينسب إليها الأسود بن مروان المقدي، يروي عن سليمان بن عبد الرحمن ابن بنت شرحبيل الدمشقي، أثنى عليه أبو القاسم الطبراني ووثقه وروى عنه، وقال الحازمي: مقدّ قرية بحمص مذكورة بجودة الخمر، وقال أبو القاسم الطيّب بن علي التميمي اللغوي: المقدّي من قرية مقدّ، وقال أبو منصور:
أنبأنا السعدي أنبأنا ابن عفّان عن ابن نمير عن الأعمش عن منذر الثوري قال: رأيت محمد بن علي يشرب الطلاء المقدّيّ الأصفر كان يرزقه إياه عبد الملك وكان في ضيافته يرزقه الطلاء وأرطالا من اللحم، ورواه ابن دريد بكسر الميم وفتحها وقال: المقدية ضرب من الثياب ولا أدري إلى ما تنسب، وقال نفطويه:
المقدّ، بتشديد الدال، قرية بالشام، وقال غيره:
هي في طرف حوران قرب أذرعات.

غُمّا

غُمّا:
بضم أوله، وتشديد ثانيه، والقصر، والأولى كتابته بالياء وكتبناه بالألف على اللفظ حسب ما اشترطناه من الترتيب، يقال: صمنا على الغمّا والغمّى إذا صاموا على غير رؤية، والغمّى: الأمر الملتبس كأنه من غممت الشيء إذا غطيته وأخفيته، وغمّى: قرية من نواحي بغداد قرب البردان وعكبرا، وكان والبة بن الحباب الشاعر ماجنا فشرب يوما بغمى وقال:
شربت، وفاتك مثلي جموح، ... بغمّى بالكؤوس وبالبواطي
يعاطيني الزجاجة أريحيّ ... رخيم الدّلّ، بورك من معاطي!
أقول له على طلب: ألطني ... ولو بمواجر علج يناطي
فما خير الشراب بغير فسق ... يتابع بالزناء وباللواط
جعلت الحجّ في غمّى وبنّى ... وفي قطربّل أبدا رباطي
فقل للخمس آخر ملتقانا، ... إذا ما كان ذاك على الصراط
وقال جحظة البرمكي يذكر غمّى:
قد متّع الله بالخريف، وقد ... بشّر بالفطر رقّة القمر
وطاب رمي الإوزّ واللّغلغ ... الراتع بين المياه والخضر
فهل معين على الركوب إلى ... حانات غمّى، فالخير في البكر
وقهوة تستحثّ راكبها ... في السّير تحدى بالــناي والوتر
في بطن زنجيّة مقيّرة ... لا تتشكى مآلم السفر
فالحمد لله لا شريك له، ... ربّ البرايا ومنزل السّور
أقعدني الدهر عن بزوغى وكر ... كين وغمّى بالعسر والكبر
وليس في الأرض محسن يكشف ... العسر عن المعسرين باليسر
قوم لو انّ القضاء أسعدهم ... ضنّوا على المجدبين بالمطر

عُمْرُ كَسْكَرَ

عُمْرُ كَسْكَرَ:
بضم أوله، وسكون ثانيه، فأما كسكر فيذكر في بابه وأما العمر فهو الدير للنصارى، ذكر أبو حنيفة الدّينوري في كتاب النبات أن العمر الذي للنصارى إنما سمّي بذلك لأن العمر في لغة العرب نوع من النخل وهو المعروف بالسكري خاصة وكان النصارى بالعراق يبنون ديرتهم عنده فسمي الدير به، وهذا قول لا أرتضيه لأن العمر قد يكون في مواضع لا نخل به البتة كنحو نصيبين والجزيرة وغيرهما، والذي عندي فيه أنه من قولهم: عمرت ربي أي عبدته، وفلان عامر لربه أي عابد، وتركت فلانا يعمر ربه أي يعبده، فيجوز أن يكون الموضع الذي يتعبد فيه يسمى العمر ويجوز أن يكون مأخوذا من الاعتمار والعمرة وهي الزيارة وأن يراد أنه الموضع الذي يزار، ويقال:
جاءنا فلان معتمرا أي زائرا، ومنه قوله:
وراكب جاء من تثليث معتمر
ويقال: عمرت ربي وحججته أي خدمته، فيجوز أن يكون العمر الموضع الذي يخدم فيه الربّ، وقد يغلب الفرع على الأصل حتى يلغى الأصل بالكلية، ألا ترى إلى قولهم لعمرك أنه يميز بالعمر فلا يقال لعمرك بالضم البتة؟ ويجوز أن يكون من العمر الذي هو الحياة كأنهم سموه بما يؤول إليه لأن النصراني يفني عمره فيه كقول الرجل لأبويه هما جنّتي وناري، فهذا هو الحقّ في اشتقاقه، والله أعلم.
وكسكر: هي ناحية واسط، وهذا العمر في شرقي واسط بينه وبين المدينة نحو فرسخ وهو عند قرية تسمى برجونية، وفي هذا العمر كرسيّ المطران، وهو عمر حسن جيد البناء مشهور عند النصارى يحيط به بساتين نخيل بينه وبين دجلة فلا يراه القاصد حتى يلتصق بحائطه، وقد أكثر الشعراء من ذكره فقال محمد بن حازم الباهلي:
بعمر كسكر طاب اللهو واللعب ... والبازكارات والأدوار والنّخب
وفتية بذلوا للكاس أنفسهم، ... وأوجبوا لرضيع الكاس ما يجب
وأنفقوا في سبيل القصف ما وجدوا، ... وأنهبوا ما لهم فيها وما كسبوا
محافظين إن استنجدتهم دفعوا، ... وأسخياء إن استوهبتهم وهبوا
نادمت منهم كراما سادة نجبا ... مهذّبين نمتهم سادة نجب
فلم نزل في رياض العمر نعمرها ... قصفا وتعمرنا اللذّات والطرب
فالزّهر يضحك والأنواء باكية، ... والــنّاي يسعد والأوتار تصطحب
والكاس في فلك اللذّات دائرة ... تجري ونحن لها في دورها قطب
والدهر قد طرفت عنّا نواظره ... فما تروّعنا الأحداث والنّوب

شَغْبَى

شَغْبَى:
بفتح أوّله، وسكون ثانيه ثمّ باء موحدة، والقصر، والشّغب، بالتسكين: تهييج الشر، فكان هذا الموضع كأنّه يكثر فيه ذلك، ورجل شغبان وامرأة شغبى قياسا: وهو موضع في بلاد بني عذرة، قال ابن السكيت: شغبى قرية بها منبر وسوق، وبدا قرية بها منبر، قال كثيّر:
وأنت التي حبّبت شغبى إلى بدا إليّ وأوطاني بلاد سواهما إذا ذرفت عيــناي أعتلّ بالقذى، وعزّة، لو يدري الطّبيب، قذاهما فلو تذريان الدّمع منذ استهلّتا على إثر جاز نعمة قد جزاهما حللت بهذا حلّة ثمّ حلّة بهذا فطاب الواديان كلاهما قرأت بخط التاريخي: حدّثني إسماعيل بن أويس قال: أرسل الحسن بن يزيد الطائي إلى أبي السائب المخزومي بصحفة هريسة في شهر رمضان فوضعها أبو السائب بين يدي أبيه وهو ينشد:
فلمّا علوا شغبى تبيّنت أنّه تقطّع من أهل الحجاز علائقي فلا زلن دبرى ظلّعا لا حملتها إلى بلد ناء قليل الأصادق فقال: على أمّك الطّلاق إن أفطرنا الليلة ولا تسحّرنا بغير هذين البيتين! وقيل: شغبى وبدا موضعان بين المدينة وأيلة، وقيل: هي قرية الزهري محمد بن شهاب وبها قبره بأرض الحجاز، من بدا يعقوب إليها مرحلة، وقيل: شغب المذكورة بعد هذا هي ضيعة الزهري.

سِنْجَارُ

سِنْجَارُ:
بكسر أوّله، وسكون ثانيه ثمّ جيم، وآخره راء: مدينة مشهورة من نواحي الجزيرة، بينها وبين الموصل ثلاثة أيّام، وهي في لحف جبل عال، ويقولون: إن سفينة نوح، عليه السلام، لما مرّت به نطحته فقال نوح: هذا سنّ جبل جار علينا، فسميت سنجار، ولست أحقّق هذا، والله أعلم به، إلّا أن أهل هذه المدينة يعرفون هذا صغيرهم وكبيرهم ويتداولونه، وقال ابن الكلبي: إنّما سميت سنجار وآمد وهيت باسم بانيها، وهم بنو البلندى ابن مالك بن دعر بن بويب بن عنقاء بن مدين بن إبراهيم، عليه السلام، ويقال: سنجار بن دعر نزلها، قالوا: ودعر هو الذي استخرج يوسف من الجبّ وهو أخو آمد الذي بنى آمد وأخو هيت الذي بنى هيت، وذكر أحمد بن محمد الهمذاني قال: ويقال إن سفينة نوح نطحت في جبل سنجار بعد ستة أشهر وثمانية أيّام من ركوبه إيّاها فطابت نفسه وعلم أن الماء قد أخذ ينضب فسأل عن الجبل فأخبر به، فقال: ليكن هذا الجبل مباركا كثير الشجر والماء! ثمّ وقفت السفينة على جبل الجودي بعد مائة واثنين وتسعين يوما فبنى هناك قرية سماها قرية الثمانين لأنّهم كانوا ثمانين نفسا، وقال حمزة الأصبهاني: سنجار تعريب سنكار، ولم يفسره، وهي مدينة طيبة في وسطها نهر جار، وهي عامرة جدّا، وقدّامها واد فيه بساتين ذات أشجار ونخل وترنج ونارنج، وبينها وبين نصيبين ثلاثة أيام أيضا، وقيل: إن السلطان سنجر بن ملك شاه بن ألب أرسلان بن سلجوق ولد بها فسمّي باسمها، عن الزمخشري، قال في الزيج: طول سنجار ثلاثون درجة، وعرضها خمس وثلاثون درجة ونصف وثلث، وقد خرج منها جماعة من أهل العلم والأدب والشعر، قال أبو عبيدة: قدم خالد الزبيدي في ناس معه من زبيد إلى سنجار ومعه ابنا عمّ له يقال لأحدهما صابي وللآخر عويد، فشربوا يوما من شراب سنجار فحنّوا إلى بلادهم فقال خالد:
أيا جبلي سنجار ما كنتما لنا ... مقيظا ولا مشتى ولا متربّعا
ويا جبلي سنجار هلّا بكيتما ... لداعي الهوى منّا شنينين أدمعا
فلو جبلا عوج شكونا إليهما ... جرت عبرات منهما أو تصدّعا
بكى يوم تلّ المحلبيّة صابئ، ... وألهى عويدا بثّه فتقنّعا
فانبرى له رجل من النمر بن قاسط يقال له دثار أحد بني حييّ فقال:
أيا جبلي سنجار هلّا دققتما ... بركنيكما أنف الزّبيديّ أجمعا
لعمرك ما جاءت زبيد لهجرة، ... ولكنّها كانت أرامل جوّعا
تبكّي على أرض الحجاز وقد رأت ... جرائب خمسا في جدال فأربعا
جرائب: جمع جريب، وجدال: قرية قرب سنجار، كأنّه يتعجب من ذلك ويقول كيف تحنّ إلى أرض الحجاز وقد شبعت بهذه الديار؟ فأجابه خالد يقول:
وسنجار تبكي سوقها كلّما رأت ... بها نمريّا ذا كساوين أيفعا
إذا نمريّ طالب الوتر غرّه ... من الوتر أن يلقى طعاما فيشبعا
إذا نمريّ ضاف بيتك فاقره ... مع الكلب زاد الكلب وازجرهما معا
أمن أجل مدّ من شعير قريته ... بكيت وناحت أمّك الحول أجمعا؟
بكى نمريّ أرغم الله أنفه ... بسنجار حتى تنفد العين أدمعا
وقال المؤيد بن زيد التكريتي يخاطب الحسين بن عليّ السنجاري المعروف بابن دبّابة ويلقّب بأمين الدين:
زاد أمين الدّين في وصفه ... سنجار حتى جئن سنجارا
فعاينت عيــناي إذ جئتها ... مصيدة قد ملئت فارا
وقد نسب إلى سنجار جماعة وافرة من أهل العلم، منهم من أهل عصرنا: أسعد بن يحيى بن موسى بن منصور الشاعر يعرف بالبهاء السنجاري أحد المجيدين المشهورين، وكان أوّلا فقيها شافعيّا ثمّ غلب عليه قول الشعر فاشتهر به وقدّم عند الملوك وناهز التسعين وكان جريّا ثقة كيّسا لطيفا فيه مزاح وخفة روح، وله أشعار جيدة، منها في غلام اسمه عليّ وقد سئل القول فيه فقال في قطعة وكان مرّ به ومعه سيف:
بي حامل الصارم الهنديّ منتصرا، ... ضع السّلاح قد استغنيت بالكحل
ما يفعل الظّبي بالسّيف الصّقيل وما ... ضرب الصّوارم بالضّروب بالمقل
قد كنت في الحبّ سنّيّا فما برحت ... بي شيعة الحبّ حتى صرت عبد علي
وخرج من الموصل في سنة تسع عشرة وستمائة.

الرَّوْحاء

الرَّوْحاء:
الرّوح والراحة من الاستراحة، ويوم روح أي طيب، وأظنه قيل للبقعة روحاء أي طيبة ذات راحة، وقدر روحاء: في صدرها انبساط، وقصعة روحاء: قريبة القعر، ويعضد ما قلناه ما ذكره ابن الكلبي قال: لما رجع تبّع من قتال أهل المدينة يريد مكّة نزل بالرّوحاء فأقام بها وأراح فسماها الروحاء، وسئل كثير لم سميت الروحاء روحاء فقال: لانفتاحها ورواحها: وهي من عمل الفرع على نحو من أربعين يوما، وفي كتاب مسلم بن الحجاج: على ستة وثلاثين يوما، وفي كتاب ابن أبي شيبة: على ثلاثين يوما، وقالت أعرابية من شعر قد ذكر في الدّهناء:
وإن حال عرض الرمل والبعد دونهم ... فقد يطلب الإنسان ما ليس رائيا
يرى الله أن القلب أضحى ضميره ... لما قابل الرّوحاء والعرج قاليا
والنسبة إليها روحاوي، وقال بعض الأعراب قيل هو ابن الرّضيّة:
أفي كلّ يوم أنت رام بلادها ... بعينين إنساناهما غرفان
إذا اغرورقت عيــناي قال صحابتي ... لقد أولعت عيناك بالهملان
ألا فاحملاني، بارك الله فيكما، ... إلى حاضر الروحاء ثمّ ذراني
والرّوحاء: قرية من قرى بغداد على نهر عيسى قرب السّنديّة، والله أعلم.

رَحْبَةُ يَعقُوبَ

رَحْبَةُ يَعقُوبَ:
ببغداد منسوبة إلى يعقوب بن داود مولى بني سليم وزير المهدي بن المنصور، يقول فيه الشاعر:
بني أميّة هبّوا طال نومكم، ... إنّ الخليفة يعقوب بن داود
ضاعت خلافتكم يا قوم فالتمسوا ... خليفة الله بين الــناي والعود

ذَرْوٌ

ذَرْوٌ:
قال ابن الفقيه: ذات ذرو، من غير هاء، من أودية العلاة باليمامة، وقال الصّمّة بن عبد الله القشيري:
خليليّ قوما اشرفا القصر فانظرا ... بأعيانكم هل تونسان لنا نجدا
وإنّي لأخشى إن علونا علوّه ... ونشرف أن نزداد، ويحكما! بعدا
نظرت وأصحابي بذروة نظرة، ... فلو لم تفض عيــناي أبصرتا نجدا
إذا مرّ ركب مصعدين فليتني ... مع الرّائحين المصعدين لهم عبدا

دَيرُ الزَّنْدَوَرْد

دَيرُ الزَّنْدَوَرْد:
قال الشابشتي: هو في الجانب الشرقي من بغداد، وحدّها من باب الأزج إلى السفيعي، وأرضها كلها فواكه وأترج وأعناب وهي من أجود الأعناب التي تعصر ببغداد، وفيها يقول أبو نواس:
فسقّني من كروم الزّندورد ضحى ... ماء العناقيد في ظلّ العناقيد
قلت أنا: والمعروف المشهور أن الزندورد مدينة كانت إلى جنب واسط في عمل كسكر، ذكره ابن الفقيه وغيره، وقد ذكر في بابه، قال: فقد قال جحظة في دير الزندورد:
سقيا ورعيا لدير الزندورد وما ... يحوي ويجمع من راح وغزلان
دير تدور به الأقداح مترعة ... بكفّ ساق مريض الطرف وسنان
والعود يتبعه ناي بواقعه، ... والشّدو يحكمه غصن من البان
والقوم فوضى فضا، هذا يقبّل ذا، ... وذاك إنسان سوء فوق إنسان
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.