Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: مهن

الحلال

الحلال:
[في الانكليزية] Licit ،lawful ،permitted
[ في الفرنسية] Licite ،legal ،permis
بالفتح هو في الشرع ما أباحه الكتاب والسنة بسبب جائز مباح. وفي الطريقة ما لا بدّ فيه من العلم ولا يكون فيه شبهة كأكل هدايا الملوك والسلاطين. ما دام لا يعلم يقينا أنّها حرام فبعض العلماء أفتى بحلّها، ولكن علماء الطريقة يرون الامتناع عنها حتى يتأكّدوا تماما من كونها حلالا. كذا في مجمع السلوك. وفي خلاصة السلوك الحلال هو الذي قد انقطع عنه حقّ الغير. وقال سهل ما لا تعصى الله فيه.
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلّم: (من أكل الحلال أربعين يوما نوّر الله قلبه وتجري ينابيع الحكمة من قلبه) انتهى. قال ابن الحجر في شرح الأربعين للنووي في شرح الحديث السادس: الحلال ضد الحرام لغة وشرعا.
والحلال البيّن أي الظاهر هو ما نصّ الله تعالى ورسوله أو أجمع المسلمون على تحليله بعينه أو جنسه. ومنه أيضا ما لم يعلم فيه منع على أسهل القولين. والحرام البيّن ما نصّ أو أجمع على تحريمه بعينه أو جنسه، أو على أنّ فيه حدّا أو تعزيرا أو وعيدا. والمشتبه ما ليس بواضح.
الحلّ والحرمة مما تنازعته الأدلة وتجاذبته المعاني والأسباب، فبعضها يعضده دليل الحرام وبعضها يعضده دليل الحلال. ومن ثمّ فسّر أحمد وإسحاق وغيرهما المشتبه بما اختلف في حلّ أكله كالخيل أو شربه كالنبيذ أو لبسه كجلود السباع أو كسبه كبيع العينة. وفسّره أحمد مرّة باختلاط الحلال والحرام. وحكم هذا أنّه يخرج قدر الحرام ويأكل الحلال عند كثيرين من العلماء سواء قلّ الحرام أم كثر. ومن المشتبه معاملة من في ماله حرام. فالورع تركه مطلقا وإن جازت. وقيل واعتمده الغزالي إن كان أكثر ماله الحرام حرمت معاملته. ثم الحصر في الثلاثة صحيح لأنّه إن نصّ أو أجمع على الفعل فالحلال، أو على المنع جازما فالحرام، أو سكت عنه أو تعارض فيه نصّان ولم يعلم المتأخّر منهما فالمشتبه. وليس المراد بتعارضها تقابلها على جهة واحدة في الترجيح، فإنّ هذا كلام متناقض، بل المراد التعارض بحيث يتخيّل الناظر في ابتداء نظره فإذا حقّق فكره رجح.
والمشتبهات لا يعلــمهنّ كثير من الناس لتعارض الأدلّة. وأمّا العلماء فيعرفون حكمها بنصّ أو إجماع أو قياس أو استصحاب ونحوها. فإذا تردّد شيء بين الحلّ والحرمة ولم يكن فيه نصّ ولا إجماع اجتهد المجتهد فيه وأخذ بأحدهما بالدليل الشرعي فيصير حلالا أو حراما. وقد يكون دليله غير خال عن الاحتمال فيكون الورع تركه. وما لم يظهر لمجتهد فيه شيء فهو باق على اشتباهه بالنسبة إلى العلماء وغيرهم، كشيء وجده في بيته ولم يدر هل هو له أو لغيره، وحينئذ اختلفوا فيما يأخذ به، فقيل بحلّه والورع تركه، وقيل بحرمته لأنّه يوقع في الحرام، وقيل لا يقال فيه واحد منهما، قال القرطبي والصواب الأوّل. قال المصنف أي النووي الظاهر أنّ هذا الخلاف مخرّج على الخلاف في الأشياء قبل ورود الشرع وفيه أربعة مذاهب. الأول وهو الأصح أنّه لا يحكم بتحليل ولا تحريم ولا إباحة ولا غيرها، لأنّ التكليف عند أهل الحق لا يثبت إلّا بالشرع.
والثاني أنّ الحكم الحلّ والإباحة. قال القرطبي دليل الحلّ أنّ الشرع أخرجها من قسم الحرام، وأشار إلى أنّ الورع تركها بقوله: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك). وممن عبّر بأنّها حلال يتورّع عنها أراد بالحلال مطلق الجائز الشامل للمكروه بدليل قوله: (يتورّع عنها) لا المباح المستوي الطرفين لأنّه لا يتصوّر فيه ورع ما داما مستويين، بخلاف ما إذا ترجّح أحدهما. فإن كان الراجح الترك كره أو الفعل نذب. والثالث المنع. والرابع التوقّف. ولقد أطنب ابن الحجر هاهنا الكلام وذكر أقسام المشتبهات مفصلا.
فمن أراد فليرجع إلى شرحه المذكور.
وقال العيني في شرح البخاري في كتاب العلم في شرح هذا الحديث بعد ذكر أكثر الأقوال المذكورة: فحصل لنا مما تقدّم ذكره أنّ في المتشابهات المذكورة في الحديث التي ينبغي اجتنابها أقوالا. أحدها أنّها التي تعارضت فيها الأدلة فاشتبهت، فمثل هذا يجب فيه الوقف إلى الترجيح لأنّ الإقدام على أحد الأمرين من غير رجحان الحكم بغير دليل محرم. وثانيها أنّها المكروهات وهو قول الخطابي والمازري وغيرهما ويدخل فيه مواضع اختلاف العلماء.
وثالثها أنّها المباحات. وقال بعضهم هي حلال يتورّع عنها، وقد ردّه القرطبي واختار القول الثاني. فإن قيل هذا يؤدّي إلى رفع معلوم من الشرع وهو أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم والخلفاء بعد وأكثر أصحابه عليهم السلام كانوا يزهدون في التنعّم في المآكل وغيره. قلت ذلك محمول على موجب شرعي اقتضى ترجيح الترك على الفعل فلم يزهدوا في مباح، لأنّ حقيقته التساوي، بل في أمر مكروه. ولكن المكروه تارة يكرهه الشرع من حيث هو وتارة يكرهه لأنّه يؤدّي إليه كالقبلة للصائم فإنّها مكروهة لما يخاف منها من إفساد الصوم. وقد اختلف أصحاب الشافعي رحمه الله في ترك الطّيب وترك لبس الناعم، فقيل ليس بطاعة وقيل إنّه طاعة. وقال ابن الصّبّاغ يختلف ذلك باختلاف أحوال الناس وتفرّغهم للعبادة واشتغالهم بالضيق والسعة. وقال الرافعي من أصحابنا هو الصواب. وأما ما يخرج إلى باب الوسوسة من تجويز الأمر البعيد، فهذا ليس من الشبهات المطلوب اجتنابها، كترك النكاح من نساء بلدكم خوفا عن أن يكون له فيها محرم بنسب أو رضاع أو مصاهرة، وترك استعمال ماء لجواز عروض النجاسة، إلى غير ذلك ممّا يشتبه بهذا بأن يكون سبب التحريم فيه مجرّد توهّم ليس من الورع. قال القرطبي الورع في مثل هذا وسوسة شيطانية إذ ليس فيه من معنى الشّبهة شيء، وسبب الوقوع في ذلك عدم العلم بالمقاصد الشرعية انتهى. ويجيء ما يتعلّق بهذا في لفظ الشبهة والورع. 
الحلال: ما انتفى عن حكم التحريم فينتظم بذلك ما يكره، وما لا يكره ذكره الحرالي.

وقال غيره: ما لا يعاقب عليه. وأصل الحل حل العقدة ومنه {وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي} ، وحللت نزلت، من حل الأحمال عند النزول ثم جرد استعماله للنزول فقيل حل حلولا نزل، وأحله غيره، وحل الدين انتهى أجله فوجب اداؤه. والمحلة محل النزول. وعن حل العقدة استعير قولهم حل الشيء حلا. والحلائل النساء، والحليل: الزوج، والحليلة: الزوجة، إما لحل كل منهما الآخر أو لنزوله معه. والحلة إزار ورداء. الإحليل مخرج البول لكونه محلول العقدة.

الشالَمُ

الشالَمُ والشَّوْلَمُ والشَّيْلَمُ، بفتح لامِهِنَّ: الزُّؤانُ يكونُ في البُرِّ.
ويَتَطايَرُ شِلَّمُه، كقِنَّبِه، أي: شَرارُهُ من الغَضَبِ.
وشَلَّمُ، كبَقَّمٍ وككَتِفٍ وجَبَلٍ: اسْمُ بَيْتِ المَقْدِسِ، مَمْنوعٌ للعُجْمَةِ، وهو بالعِبْرانِيَّةِ: أورَشْليمُ. وكَسحابٍ: بَطيحَةٌ بينَ واسِطَ والبَصْرَةِ.

البُرْعُمُ

البُرْعُمُ والبُرْعُوْمُ زَهرة الشَّجَر.
البُرْعُمُ والبُرْعومُ والبُرْعُمَةُ والبُرْعومَةُ، بضَــمِّهِنَّ: كِمُّ ثَمَرِ الشَّجَرِ، والنَّوْرُ، أو زَهْرَة الشَّجَرِ قبلَ أن تَنْفَتِحَ.
وَبَرْعَمَتِ الشَّجَرَةُ
وتَبَرْعَمَتْ: خَرَجَتْ بُرْعُمَتُها.
والبَراعيمُ: ع، أَو رِمالٌ فيها داراتٌ تُنْبِتُ البَقْلَ،
وـ من الجبالِ: شَماريخُها.

حَلَّ

حَلَّ المكانَ، وبه يَحُلُّ ويَحِلُّ حَلاًّ وحُلولاً وحَلَلاً، محرَّكةً، نادِرٌ: نَزَلَ به،
كاحْتَلَّهُ، وبه فهو حالٌّ، ج: حُلولٌ وحُلاَّلٌ، كعُمَّالٍ ورُكَّعٍ.
وأحَلَّهُ المكانَ، وبه،
وحَلَّلَهُ إياهُ،
وحَلَّ به: جَعَلَهُ يَحُلُّ، عاقَبَتِ الباءُ الهَمْزَةَ.
وحالَّهُ: حَلَّ معه.
وحَليلَتُكَ: امْرَأَتُكَ،
وأنتَ حَليلُها،
ويقالُ للمُؤَنَّثِ: حَليلٌ أيضاً.
والحَلَّةُ: ة بناحيةِ دُجَيْلٍ من بَغْدادَ، وقُفٌّ من الشَّرَيْفِ بين ضَرِيَّةَ واليمامةِ،
أو ع حَزْنٌ ببلادِ ضَبَّةَ، والزِنْبيلُ الكبيرُ من القَصَبِ، والمَحَلَّةُ،
وع بالشامِ.
وحَلَّةُ الشيءِ، ويُكْسَرُ: جِهَتُهُ وقَصْدُه، وبالكسر: القومُ النُّزولُ، وهيئةُ الحُلولِ، وجماعةُ بُيوتِ الناسِ، أَو مِئَةُ بَيْتٍ، والمَجْلِسُ، والمُجْتَمَعُ، ج: حِلالٌ، وشجرةٌ شاكَةٌ مَرْعَى صِدْقٍ، والشُّقَّةُ من البَواري،
ود بَناهُ صَدَقَةُ بنُ مَنْصورِ بنِ دُبَيْسِ بنِ مَزْيَدٍ،
وة قُرْبَ الحُوَيْزَةِ بنَاها دُبَيْسُ بنُ عَفيفٍ.
وحِلَّةُ ابن قَيْلَةَ: من أعْمالِ المَذارِ، وبالضم: إزارٌ ورِداءٌ بُرْدٌ أو غيرُهُ، ولا تكونُ حُلَّةً إلاَّ من ثَوْبَيْنِ، أو ثَوبٍ له بِطانَةٌ، والسِلاحُ، ج: حُلَلٌ وحِلالٌ. وذو الحُلَّةِ: عَوْفُ ابنُ الحَارِثِ بنِ عبدِ مَناةَ.
والمَحَلَّةُ: المَنْزِلُ،
ود بِمِصْرَ، وأرْبَعَةَ عَشَرَ مَوْضِعاً آخَرَ.
ورَوْضَةٌ مِحْلالٌ: تُحَلُّ كثيراً.
والمُحِلَّتانِ: القِدْرُ والرَّحَى.
والمُحِلاَّتُ: هُما والدَّلْوُ والقِرْبَةُ والجَفْنَةُ والسِّكِّينُ والفأسُ والزَّنْدُ.
وتَلْعَةٌ مُحِلَّةٌ: تَضُمُّ بَيْتاً أو بَيْتَيْنِ.
وحَلَّ من إحْرامِهِ يَحِلُّ حِلاًّ، بالكسرِ،
وأحَلَّ: خَرَجَ، فهو حَلالٌ لا حالٌّ، وهو القِياسُ،
وـ الهَدْيُ يَحِلُّ حِلَّةً وحُلولاً: بَلَغَ المَوْضِعَ الذي يَحِلُّ فيه نَحْرُهُ،
وـ المرأةُ: خَرَجَتْ من عِدَّتِها.
وفَعَلَهُ في حِلِّهِ وحِرْمِهِ، بالكسر والضم فيهما، أي: وَقْتَ إحْلالِهِ وإحْرامِهِ.
والحِلُّ، بالكسر: ما جاوَزَ الحَرَمَ.
ورجُلٌ مُحِلٌّ: مُنْتَهِكٌ للحَرامِ، أو لا يَرَى للشَّهْرِ الحَرامِ حُرْمَةٌ.
والحَلالُ، ويُكْسَرُ: ضِدُّ الحَرامِ،
كالحِلِّ، بالكسر، وكأَميرٍ، حَلَّ يَحِلُّ حِلاًّ، بالكسر. وأحَلَّهُ اللهُ، وحَلَّلَهُ. وحِلٌّ وبِلٌّ: في الباءِ.
واسْتَحَلَّهُ: اتَّخَذَهُ حَلالاً، أو سألَهُ أن يُحِلَّهُ له. وكسَحابٍ: الحَلالُ ابنُ ثَوْرِ بنِ أبي الحَلالِ العَتَكِيُّ، وبِشْرُ بنُ حَلالٍ، وأحمدُ بنُ حَلالٍ: مُحَدِّثونَ.
والحُلْوُ الحَلالُ: الكَلامُ لا رِيبَةَ فيه، وبالكسر: مَرْكَبٌ للنِّساءِ، ومَتاعُ الرَّحْلِ.
وحَلَّلَ اليَمينَ تَحْليلاً وتَحِلَّةً وتَحِلاًّ، وهذه شاذَّة: كفَّرَها، والاسمُ: الحِلُّ، بالكسر.
والتَّحِلَّةُ: ما كُفِّرَ به.
وتَحَلَّلَ في يَمينِهِ: اسْتَثْنَى.
وأعْطِهِ حُلاَّنَ يَمينِهِ، بالضم، أي: ما يُحَلِّلُها.
والمُحَلِّلُ: الفَرَسُ الثالِثُ في الرِّهانِ، إنْ سَبَقَ أخَذَ، وإنْ سُبِقَ فما عليه شيءٌ، ومُتَزَوِّجُ المُطَلَّقَة ثلاثاً لِتَحِلَّ للزَّوْجِ الأوَّلِ.
وضَرَبَهُ ضَرْباً تَحْليلاً، أَي: كالتَّعْزيرِ.
وحَلَّ: عَدا،
وـ العُقْدَةَ: نَقَضَها فانْحَلَّتْ، وكلُّ جامِدٍ أُذيبَ فقد حُلَّ.
وحُلَّ المكانُ: سُكِنَ.
والمُحَلَّلُ، كمُعَظَّمٍ: الشيءُ اليَسيرُ، وكلُّ ماءٍ حَلَّتْهُ الإِبِلُ فَكَدَّرَتْهُ. وحَلَّ أمرُ الله عليه يَحِلُّ حُلولاً: وَجَبَ، وأَحَلَّهُ الله عليه،
وـ حَقِّي عليه يَحِلُّ مَحِلاًّ: وجَبَ، مَصْدَرُهُ كالمَرْجِعِ،
وـ الدَّيْنُ: صارَ حالاًّ.
وأحَلَّتِ الشاةُ: قَلَّ لَبَنُها، أو يَبِسَ، فأَكَلَتِ الرَّبيعَ، فَدَرَّتْ، وهي مُحِلٌّ.
وتَحَلَّلَ السَّفَرُ بالرجُلِ: اعْتَلَّ بعدَ قُدومِهِ.
والإِحْليلُ والتِّحْليلُ، بكسرِهما: مَخْرَجُ البَوْلِ من ذَكَرِ الإِنْسانِ، واللَّبَنِ من الثَّدْيِ.
والحَلَلُ، محرَّكةً: رَخاوَةٌ في قَوائِمِ الدابَّةِ، أَو اسْتِرخاءٌ في العَصَبِ مَعَ رَخَاوَةٍ في الكَعْبِ، أو يَخُصُّ الإِبِلَ، والرَّسَحُ، ووَجَعٌ في الوَرِكَيْنِ والرُّكْبَتَيْنِ، وقد حَلِلْتَ يا رجُلُ، كفَرِحَ، حَلَلاً،
والنَّعْتُ: أحَلُّ وحَلاَّءُ.
وفيه حَلَّةٌ، ويُكْسَرُ: ضَعْفٌ وفُتورٌ وتَكَسُّرٌ.
والحِلُّ، بالكسر: الغَرَضُ يُرْمَى إليه، وبالضم: جَمْعُ الأَحَلِّ من الخَيْلِ، وبالفتح: الشَّيْرَجُ.
والحُلاَّنُ، بالضم: الجَدْيُ، أَو الخَروفُ، أَو خاصٌّ بما يُشَقُّ عنه بَطْنُ أُمِّهِ فَيُخْرَجُ.
ودَمُهُ حُلاَّنُ: باطِلٌ.
وإحْليلٌ: وادٍ.
وإحْليلاءُ: جَبَلٌ، وبالقَصْرِ: شِعْبٌ لِبَنِي أسَدٍ.
والمَحِلُّ، بكسر الحاءِ: ة باليمنِ.
وحَلْحَلَهُم: أزالَهُم عن مَواضِعِهِم، وحَرَّكَهُم فَتَحَلْحَلوا،
وـ بالإِبِلِ: قالَ لها: حَلٍ حَلٍ، مُنَوَّنَتَيْنِ، أو حَلْ، مُسَكَّنَةً.
والحُلاحِلُ، بالضم: ع، والسَّيِّدُ الشُّجاعُ، أَو الضَّخْمُ الكثيرُ المروءَةِ، أَو الرَّزِينُ في ثَخَانَةٍ، يَخُصُّ الرِّجالَ، ومالَهُ فِعلٌ، ج: بالفتح.
والمُحَلْحَلُ، للمفعولِ: بِمعناهُ.
وحَلْحَلَةُ: اسمٌ.
وحَلْحَلٌ: ع.
وحَلْحولُ: ة (قُرْبَ جَيْرونَ) ، بها قَبْرُ يونُسَ عليه السلامُ، والقياسُ ضَمُّ حائِهِ.
وكزُبَيْرٍ: ع لِسُلَيْمٍ، وفرسٌ من نَسْلِ الحَرونِ لِمقْسَمِ بنِ كثيرٍ، واسمٌ.
والحَلْحَالُ بنُ دُرِّيٍّ الضَّبِّيُّ: تابِعِيٌّ.
وأحَلَّ: دَخَلَ في أشْهُرِ الحِلِّ أو خَرَجَ إلى الحِلِّ، أَو من ميثاقٍ كان عليه،
وـ بنَفْسِه: اسْتَوْجَبَ العُقوبَةَ.
حَلَّ: حَلَّ: فَكَّ، ويقال: حلَّ في بمعنى فكَّ، وهو خطأ. ففي رياض النفوس (ص91 ق): فإذا بامرأة مع رجل قد أمكنته من نفسها وهو يحلُّ في سراويله.
وأطلق الأسير: حلّه من وثاقه (معجم الأدريسي).
وحلَّ عن فلان: أطلقه (معجم البيان).
وحلَّ الأمر: أبانه وكشف عنه (بوشر). ويقال بمعنى فصل المسألة وكشفها: حل اقليدس أي كشف وفصل في مسائل اقليدس (الفخري ص260).
وحلَّ: قضى دينه. وهو بمعنى: ( Solvere pecunian) اللاتينية. ففي كتاب العقود (ص7): وامتنع له من أن يغرم له ديناً فألاَّ حل ذلك استدعاه إلى العامل.
وحلَّ (جانبا): غفر له وحلَّ من: غفر له خطيئة. وحل أحدا من: سامحه وعفا عنه من العقود التي عقدها معه (بوشر).
وحلَّ: لَّطف مزاجه (بوشر).
وحلَّ: حلَّل، ذوَّب، أذاب، (بوشر).
وحلَّ: خلط الأصباغ (الكالا).
وحلَّ: يستعمل هذا الفعل وحده بمعنى حل المرساة أي قلع المرساة (بوشر، همبرت ص128) ونشر القلوع (الأشرعة) (همبرت ص127).
وحلَّ: أزال لونه، وزال لونه، تلاشى لونه، (بوشر).
حلَّ الوقت: حان وحل وقت الرواح: حانت ساعة الرواح (بوشر) وفي معجم فوك: ( Proesto esse) .
حلَّ ثوبه على معصية: ارتكب فاحشة، ففي رياض النفوس (ص57 و): ما حللتُ ثوبي على معصية قط ولا أكلتُ مالَ يتيم ولا شهدت (يعني بغير الحق).
حل السحر أو من السحر: فكّ السحر. وخلَّصه من السحر (بوشر) وكذلك حل الطلسم (الكالا).
حل اللون: أزال اللون (بوشر).
حل عن نفسه (المقري 1: 381) يظهر أن معناها: وضع سلاحه وتجرد من ملابسه.
حلَّ وِتْرَه: أخذ بثأره (معجم البلاذري).
حل وربط (أي فك وربط) بمعنى: إدارة الشؤون العامة، وربط وحل: رده خائباً أو منحه الغفران (بوشر).
حلَّك البركة (بقدومك). مرحباً بك (بوشر). ماحل له يجي: ما استطاع المجيء (بوشر).
حلَّل: حَلَّ. وحزر الأحجية (بوشر).
وحلّل: أمعن في الأمر بحثا وتدقيقا. بحث فحص، تروى، تأمل وجمع (بوشر).
وحلَّل: غفر له وأعفاه (ألكالا) وفي رحلة ابن بطوطة (3: 33): قد حللَّته ولا اطلبه بشيء (انظرها في مادة تحليل).
وحلَّل: ملَّق، لاطف، دلَّل، فتَّن (ألكالا) وفيه المصدر تحليل، واسم المفعول محلَّل. وفي معجم البربر: ملق، لاطف، دلَّل وفي فوك: لاطف، وعند رولاند: حلَّى.
ويظهر أن هذا الفعل قد أصاب معناه من التغيير ما أصاب الفعل الأسباني ( Reglar) وهذا الفعل الأخير (انظر دييز) مشتق من الفعل اللاتيني ( Reglare) وهمناه في معجم الكسندر: ذّوَّوب (وكذلك عند نبريجا وألكالا اللذين يترجمانه ب ((ذَيَّبَ وحلَّ وحلَّل)) غير أن كلا الفعلين قد صارا يدلان على معنى لاطف ودلل وملَّق.
وحلَّل: تضَّرع، وتوسَّل لأجله (هلو).
وحلَّل: سَرَّح، رفت، صرف (هلو) وحلَّل: ذبح الحيوان حسب شريعة الإسلام (برتون 1: 248).
حالّ: حالَّه، أعلن أنه في حلّ. معجم المتفرقات).
وحالّ فلانا: عفا عنه وغفر له (ألف ليلة، برسل 12: 332).
أحلَّ: غفر له، عفا عنه (معجم بدرون، معجم البيان).
أحَلَّل الناس عن بيعته: أباح لهم التحلل من بيعته (معجم المتفرقات).
تحلَّل: تخلص، اصبح في حل (فوك).
وتحلَّل فلانا: سأله أن يعفو عنه ويجعله في حل (معجم المتفرقات).
وتحلّل: مطاوع حلَّل، بمعنى لاطفه وفتنه بالتدليل (فوك).
انحلَّ: انحلَّ وتر القوس: ارتخى (ابن بطوطة 3: 326) وأنحل عضو التناسل: صار رخوا (ألف ليلة 2: 466) ويقال مجازا: انحل عزمه، ومعناه في معجم بوشر: تحيَّر في أمره وتردد فيه (ابن الأثير 10: 375).
انحلال في جسده: خَور، وهن، ضنى، نحول، ذبول، هزال (ألكالا).
وأنحلَّ: ذاب جسمه وترهَّل (بوشر).
وانحلت الدابة: أعيت وكلَّت (بوشر).
وانحلَّ نقض العهد. ففي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص48 و): وارتبط لهم ثم انحل.
وانحلَّ: تلاشى، اضمحل، هلك (ألكالا).
الأرض المُنْحَلَّة: هذا العالم الفاني (المقري 1: 372، وانظر. إضافات وتصحيحات، وص375 أيضا).
انحل من الخطايا: صار مغفور له خطاياه (بوشر).
استحَّل. استحل المحارم والفروجَ والنساء. عدَّها حلالا (معجم البيان).
واستحل ملك غيره: عده حلالا له وإن لكم يكن له فيه حق (معجم البيان).
واستحلَّ فلانا: سأله العفو والمغفرة، وسأله إسقاط حقه في أن يثار منه. (دي ساسي طرائف 2: 150، رقم 7 / معجم المتفرقات، دي ساسي طرائف 2: 43، ابن بطوطة 1: 174، مباحث ص279 الطبعة الأولى وفيه: استحله لأبيه أن يظهر معناه أن المظفر طلب من ييدرا سيكا العفو عن أبيه أي عن المنصور أبي المظفر الذي أسره ييدراسيكا.
ويقال أيضا: استحل من فلان (ابن بطوطة 1: 173).
حَلّ: ضعف، خور، نحول، ذبول، هزال، ضني (الكالا).
ويذكر شولتنز (أنظر: فريتاج) ما معناه باللاتينية: إذابة، حل، تحلل، ذوبان وإيضاح، شرح، بيان. وفي نقله من أبي الفرج (ص73) غير أن كلمة حَلّ هذه مصدر حَلّ.
حِلّ: غفران الخطيئة قضى به القسيس. (همبرت ص154) وفي معجم بوشر: حِلَّ من الخطايا.
أخذ حلاً: تحلل من نذوره وقضاها (بوشر).
جعله في حل: غفر له، وعفا عنه (ألف ليلة 1: 592) وجعله في حل من، ففي ألف ليلة (2: 400) اجعلني في حل مما أغراني به الشيطان.
وتقول أم لولدها: إن لم تفعل ما آمرك به لا أجعلك في حل من لبني. وقد ترجما لين إلى الإنجليزية بما معناه: لا أبرأ ذمتك مما يجب لي عليك مقابل لبني.
أنت في حل من الشيء: أنت حر لتأخذ هذا الشيء، إني لن أسمح لك بأخذه، ففي كليلة ودمنة (ص195): فقال أيها السارق أنت في حل مما أخذت من مالي ومتاعي (ألف ليلة 4: 181) وقد أخطأ لين في ترجمة ما جاء فيها (3: 556) إلى الإنجليزية بما معناه: أنت بريء من تبعة ذلك.
وحِلَّ: عند البنّائين ما بين الحجرين المتلاصقين في الحائط (محيط المحيط).
حَلَّة: (انظر لين): قدر، مرجل، تتخذ من الخزف أو النحاس (همبرت ص198، هلة، سافاري ص350، بوشر). (وهي فيه حُلَّة مادام يجمعها على حُلَلأ) ألف ليلة 2: 106، وطبعة برسل 10: 456 ..
وحَلَّة: فتق، محل مفتوق (الكالا).
حِلَّة: حي، عشيرة، قبيلة (مارمول 1: 36، 2: 171، 223، وفيه ( Heyla) ، تاريخ البربر 1: 437، 4: 185، 472، 474، 490، وما يليها).
وحِلَّة: الخباء بما يحتويه من متاع (زيشر 22: 117).
وحِلَّة: ملكية مدينة (أماري مخطوطات) وحِلَّة: مدينة عظمى (ويرن ص24، 110).
وحِلَّة: غفران، مغفرة (هلو)، غفران علني عام (بوشر).
حُلَّة: اسم ثوب، ومعناها غامض جداً (انظر لين) فهي عند الادريسي ثوب من الكتان موشي عادة بالذهب (معجم الادريسي) وفي معجم فوك ما معناه باللاتينية، ثوب قرمزي ( Purpura, Cennda) ( وهو Cendal) عند فكتور، وهو ضرب من ثياب الحرير رقيق جدا، وثوب من التفتة الحمراء رقيق جدا.
وحُلَّة: ثوب الشماس، ثوب التقديسي، بدلة الكاهن (بوشر).
وحُلَّة: ظُلَّة في أعلى السرير (بوشر).
حِلِّيّ: تحليلي، مبريء، مانع من العقاب (بوشر).
حُلَلِيَّة: قطعة عريضة من نسيج الصوف الشديد السمرة تستعملها نساء من القسم الجنوبي من صعيد مصر وبخاصة جنوبي أخميم. وهن يلففن بها أجسامهن ويربطن أطرافها العليا بعضها مع بعض على كل كتف (لين عادات ص68 - 69).
حَلال: ابن حلال (انظر لين ومعجم فليشر ص79) ويعني أيضا: عارف الجميل، شاكر (همبرت ص234) الحلال: اسم مكس على البضائع كان يدفعه تجار أنصاري إلى سلطان مراكش (شارنت ص49).
وحلال: أسرة الرجل ومواشيه. وتطلق عادة على ما يملكه (زيشر 22: 117).
وحلال: حق الانتفاع، حق التصرف، زقبي ففي كتاب العقود (ص8،9): ((وثيقة حلال وسلامة أشهدت فلانة بنت فلان - إنها جعلت ما ورثتها (كذا) الله من أبويها حلالا بطيب نفسها وسلمت له في غلال الدمنة ونمائها في الماطي (الماضي) والمستقبل إلا (إلى) إن دعت إليه وقت احتياجهما (جها) إلى ذلك)).
الحُلول: العقيدة التي ترى أن الإله حَلَّ في الإنسان (المقدمة 1: 358، 2: 164، المقري 3: 654).
عيد حلول الروح القدس: عيد الخمسين أو العنصَرَة وهو عيد الكاثوليك في ذكرى نزول الروح القدس (بوشر).
والحلول أيضا: نزول الأرواح حين يستدعيها السحرة (المقري 3: 23).
وحلول: ابتداء، افتتاح (هلو).
حَلاَلَة: كوخ من أغصان الشجر وورقه حيث يكب الحرير ويحل (بوشر، برجرن ص720).
الحَلِيلَة: رجال الشرطة (ألف ليلة برسل 11: 232). حَلاَلِي: ابن شرعي، ابن حلال، (دومب 76).
وحلالي: حَلاَئِلي (انظر الكلمة).
حَلاَئِلِيّ: نسيج من القطن مخطط بخطوط طولية من الحرير الأبيض (برتون 1: 278) وقد كتبها بارت هلالي ( Helâli) : (1: 437، 4: 175، 199، 466) .
حَلاَّل: من يَحل أي ينزل في المكان. (رايت ص109).
حلاَّل المشكلات: مفتي، فقيه، مفتي الذمة، حلاَّل القضايا الضميرية (بوشر).
حلاّل الغزل: كبَّاب، مُسَلِّك (بوشر) حلاَّلة: ملاَّق، متملق (ألكالا) وانظر مادة حَلَّل.
وحّلاَّل: مهرج، مضحك البلاط (فهرسي للمخطوطات الشرقية في مكتبة ليدن 2: 88).
وحَلاَّل: لص، سارق (فوك).
إحليل: تعني عادة، فوهة، فتحة، ثقب (الجريدة الآسيوية 1840، 2: 273، رقم 1) حيث عليك أن تقرأ يسدّ كما هو في مخطوطتنا رقم 499، أما مخطوطة رقم 92 فهي خالية من النقط.
وحليل: كناية عن الذكر عضو التناسل (ألف ليلة برسل 4: 373، 1: 374).
تَحْليل: انحلال وزوال الخراج (بوشر).
وتحليل: إعفاء، سماح، امتياز بالإعفاء ففي ألف ليلة (1: 417): وأنا لي عنده (السلطان) حاجة وهي أن يكتب لي تحليل في الديوان بأن لا يُؤْخَذ مِنَّي مكسا (صوابه مَكَسٌ).
تحليل من الخطايا: غفران من الذنوب يصدره القس (بوشر).
مَحَل: مضيف، مأوى للفقراء والشيوخ، ملجأ (فوك) وفي العبدري (ص45 و) في كلامه عن مقبرة السيدة نفيسة بنت علي بالقاهرة: عليها رباط مقصود، ومعلم مشهود ومحل محفود محشود وفيه في الكلام عن مقبرة الشافعي، عليها رباط كبير ومحل أثير.
ومحلّ: موضع، منزلة، مكانة، رتبة، منصب، وظيفة (عباد 1: 303، 336 رقم 65، فريتاج مختارات ص 55، ابن قتيبة ص319، طبعة وستنفيلد). ورتبة مقام، منزلة، منصب (معجم بدرون).
ومحلَّ: وجه الكتاب (طرائف دي ساسي 1: 114) ومحلّ: غرض وهدف للمحذور.
يقال: الإنسان محل النسيان أي الإنسان هدف النسيان وموضعه (بوشر).
محل الاعتقاد: ممكن اعتقاده (بوشر).
محلّ العفو: يستحق العفو (بوشر).
ومحلذ: رأي، ظن. هذا إذا كانت هذه الكلمة تدل حقيقة على هذا المعنى عند ابن بدرون (ص201).
ومحلّ: وقت، حين ويقال: في محله أي في وقته المناسب (بوشر).
مَحَلَّة: محطَّة، منزلة (أخبار ص139، 156).
ومحلَّة: قرية، دسكرة. ورجال المحلات في صقلية: أصحاب الضياع (الجريدة الآسيوية 1845، 2: 318، (وانظر: ص329، 334).
ومحلَّة: حارة في المدينة، حي (بوشر، ابن بطوطة 4: 88، 397، عبد الواحد ص13، المقدمة 1: 395)، (وقد أخطأ فيها دي سلان).
وكلمة المحلة في أفريقية وتلفظ ( Mellah) أو ( Millah) تطلق على حي اليهود في المدن كما تطلق على قرى اليهود المنعزلة كالتي توجد في منطقة الأطلس، غير إن عددا من الرحالة قد أخطئوا حين ظنوا إن هذه اللفظة مأخوذة من الأصل ملح وإنها تعني ((الأرض الملحة أو الملعونة)) انظر ريلي ص 364، 367، 440، 458، 470، 546، جاكسون ص122، 124، 128، هوست ص77، جوابرج ص41، 88، دافيدسن ص27، 40، رينو ص29، بارت ص36، رولف ص6، 61، كوت ص138).
ومحلَّه في المغرب، فيلق، قطعة من الجيش (بوشر، بربرية من 400 أو 500 أو 600 جندي، هايدو ص10، 12، 13، 39، من ألف جندي، جاكسون ص40، الخطيب ص160 ق، الحلل ص57 ق، الجريدة الآسيوية 1851، 1: 60) وجمع التكسير منه أّمْحال، أنظره في مادة محل.
ومحلّة: حرس، خفر (فلوجل مادة 68 ص9).
ومحلَّة: حصار موضع (الكالا).
محلَّة الغزل: مسلكة، حلاَّلة، مردن (بوشر).
محلة للوحش: زريبة، حير (المقري 1: 380).
مَحَلِيّ: نسبة إلى المحل، موضعي، مكاني (بوشر).
المحلي: سيد البيت (بوشر).
مُحَلَّل: دليل يقوم مقام الزوج الأسمى أثناء الحج (انظر بركهارت بلاد العرب 1: 359).
ومُحلَّل (مصطلح من الكيمياء): مدر الطمث (بوشر).
ومحلَّل (تصحيف مُحيِّل): أريب، حاذق، ماهر (الكالا).
مَحْلول: هذا محلول من قول الشاعر ومعناه الأصلي مفكوك. وهو هنا بمعنى مستعار، مقتبس (بسام 1: 143 ق، 150 ق، 154 و).
محلول الظهر أو محلول فقط: مصاب في التواء في الصلب، محقو (بوشر).
انحلال: تفكك، تفسخ (بوشر).
وانحلال: سقوط القوى، خور، وهن، عجز عن النسل (بوشر).
انحلال الظهر: التواء في الصلب (بوشر) مُسْتَحِل: مُحَلِّل بالمعنى الأول عند لين والمعنى الثاني عند فريتاج (لين عادات 1: 272، ألف ليلة 2: 82، مع التعليق في ترجمة لين 2: 322، رقم 40).
ومُسْتَحِل: مهر، صداق، وما يدفعه الزوج للزوجة إذا توفي قبلها (بوشر).
ومستحلّ: من ينتفع به كثيرا ومن يستفاد منه ويؤخذ من دراهمه وأمواله (بوشر).

الهَنْعَةُ

الهَنْعَةُ: سِمَةٌ في مُنْخَفِضِ العُنُقِ،
وبعيرٌ مَهْنُــوعٌ: مَوْسومٌ بها، ومَنْكِبُ الجَوْزاءِ الأيْسَرُ، وهي خَمْسَةُ أنْجُمٍ مُصْطَفَّةٌ يَنْزِلُها القَمَرُ، أو كَوْكَبانِ أبْيَضانِ مُقْتَرِنانِ في المَجَرَّةِ بين الجَوْزاءِ والذِّراعِ المَقْبوضَةِ، أو ثَمانيةُ أنْجُمٍ في صورةِ قَوْسٍ، وتُسَمَّى ذراعَ الأسَدِ، في مَقْبِضِ القوسِ نَجْمان يقالُ لهما: الهَنْعَةُ، أو هي كَوْكبانِ أبْيضانِ بينهما قِيدُ سَوْطٍ بأَثَرِ الهَقعةِ في المَجَرَّةِ، وإنما يَنْزِلُ القَمَرُ بالتَّحايِي، وهي ثَلاثُ كوَاكِبَ بِحِذاءِ الهَنْعَةِ، واحدُها تِحْياةٌ.
وهَنَعَه، كمنعَه: عَطَفَه، وثَنَى بعضَه على بعضٍ،
وـ له: خَضَعَ.
وقومٌ هُنَّعٌ، كرُكَّعٍ: خُضَّعٌ.
والهَنَعُ، محرَّكةً: انْحِناءٌ في القامةِ، وهو أهْنَعُ،
وـ: تَطامُنٌ في عُنُقِ البعيرِ، تَنْحَدِرُ قَصَرَتُه، وتَرْتَفِعُ رأسُه، ويُشْرِفُ حارِكُهُ. هَنِعَ، كفرِحَ.
ونَعامَةٌ هَنْعاءُ: في عُنُقِها الْتِواءٌ.
وأكَمَةٌ هَنْعاءُ: قصيرةٌ.
والأَهْنَعُ: المائِلُ في سَرْجِه يميناً وشمالاً، وابنُ العَرَبِيَّةِ للمَوالِي.
والهَنَعُ: في العُفْرِ من الظِباءِ، خاصَّةً، لا الأُدْمِ، لأنّ في أعْناقِ العُفْرِ قِصَراً.
واسْتَهْنَعَ: (إذا) انْكَسَرَ من جَوابٍ.

العَجْزُ

العَجْزُ، مُثَلَّثَةً وكنَدُسٍ وكتِفٍ: مُؤَخَّرُ الشيءِ، ويُؤَنَّثُ
ج: أعْجازٌ.
والعَجْزُ والمَعْجِزُ والمَعْجِزَةُ، وتفتح جيمُهُما،
والعَجَزانُ، محركةً،
والعُجُوزُ، بالضم: الضَّعْفُ، والفِعلُ كضَرَبَ وسَمِعَ، فهو عاجِزٌ من عَواجِزَ.
وعَجَزَتْ، كنَصَرَ وكرُمَ، عُجوزاً، بالضم: صارَتْ عَجوزاً،
كعَجَّزَتْ تَعْجيزاً.
وعَجِزَتْ، كفَرحَ، عَجَزاً وعُجْزًا: عَظُمَتْ عَجِيزَتُها، أي: عَجُزُها،
كعُجِّزَتْ، بالضم تَعْجيزاً.
والعَجيزَةُ: خاصَّةٌ بها. وأيَّامُ العَجوزِ: صِنٌّ، وصِنَّبْرٌ، ووَبْرٌ، والآمِرُ، والمُؤْتَمِرُ، والمُعَلِّلُ، ومُطْفِئُ الجَمْرِ أو مُكْفِئُ الظَّعْنِ.
والعَجوزُ: الإِبْرَةُ، والأرضُ، والأَرْنَبُ، والأَسَدُ، والأَلْفُ من كلِّ شيءٍ، والبِئْرُ، والبَحْرُ، والبَطَلُ، والبَقَرَةُ، والتَّاجِرُ، والتُّرْسُ، والتَّوْبَةُ، والثَّوْرُ، والجائعُ، والجَعْبَةُ، والجَفْنَةُ، والجُوعُ، وجَهَنَّمُ، والحَرْبُ، والحَرْبَةُ، والحُمَّى، والخِلافَةُ، والخَمْرُ، والخَيْمَةُ، ودارَةُ الشمسِ، والدَّاهِيةُ، والدِّرْعُ للمرأةِ، والدُّنيا، والذِّئْبُ، والذِّئْبَةُ، والرَّايَةُ، والرَّخَمُ، والرِّعْشَةُ، والرَّمَكَةُ،
ورَمْلَةٌ م، والسَّفينَةُ، والسَّماءُ، والسَّمْنُ، والسَّمومُ، والسَّنَةُ،
وشَجَرٌ م، والشمسُ، والشيخُ، والشيخةُ، ولا تَقُلْ عَجوزَةٌ، أو هي لُغَيَّةٌ رَديئَةٌ
ج: عَجائِزُ وعُجُزٌ، والصَّحيفَةُ، والصَّنْجَةُ، والصَّوْمَعَةُ، وضَرْبٌ من الطِّيبِ، والضَّبُعُ، والطريقُ، وطَعامٌ يُتَّخَذُ من نَباتٍ بَحْرِيٍّ، والعاجِزُ، والعافِيَةُ، وعانَةُ الوَحْشِ، والعَقْرَبُ، والفَرَسُ، والفِضَّةُ، والقِبْلَةُ، والقِدْرُ، والقَرْيَةُ، والقَوْسُ، والقِيَامَةُ، والكَتِيبَةُ، والكَعْبَةُ، والكَلْبُ، والمرأةُ، شابَّةً كانت أو عَجوزاً، والمُسَافِرُ، والمِسْكُ، ومِسْمارٌ في قَبْضَةِ السَّيفِ، والمَلِكُ، ومَنَاصِبُ القِدْرِ، والنارُ، والناقَةُ، والنَّخْلَةُ، ونَصْلُ السَّيْفِ، والوِلايَةُ، واليَدُ اليُمْنَى.
والعِجْزَةُ، بالكسر: آخِرُ ولَدِ الرجُلِ، ويُضَمُّ.
والعَجْزاءُ: العظيمةُ العَجُزِ، ورَمْلَةٌ مُرْتَفِعَةٌ،
وـ من العِقْبَانِ: القصيرةُ الذَّنَبِ، والتي في ذَنَبِهَا رِيشَةٌ بَيضاءُ، والشديدةُ دائرَةِ الكَفِّ.
والعِجازُ، ككِتابٍ: عَقَبٌ يُشَدُّ به مَقْبِضُ السيفِ، وبهاءٍ: ما يُعَظَّمُ به العَجيزَةُ لِتُحْسَبَ عَجْزاءَ،
كالإِعْجازَةِ، ودائرَةُ الطائِرِ.
وأعْجَزَهُ الشيءُ: فاتَهُ،
وـ فلاناً: وجَدَهُ عاجِزًا، وصَيَّرَهُ عاجِزًا.
والتَّعْجِيزُ: التَّثْبيطُ، والنِّسْبَةُ إلى العَجْزِ.
ومُعْجِزَةُ النبيِّ، صلى الله عليه وسلم: ما أعْجَزَ به الخَصْمَ عندَ التَّحَدِّي، والهاءُ للمُبالَغَةِ.
والعَجْزُ: مَقْبِضُ السيفِ، وداءٌ في عَجُزِ الدابَّةِ. وتَعْجُزُ، كتَنْصُرُ: من أعْلامِهِنَّ. وابنُ عُجْزَةَ، بالضم: رجلٌ من لِحْيانَ بنِ هُذَيْلٍ.
وبَناتُ العَجْزِ: السِّهامُ، وطائرٌ.
والعَجيزُ: الذي لا يَأتي النساءَ.
والمَعْجوزُ: الذي أُلِحَّ عليه في المسألة.
وأعْجازُ النَّخْلِ: أُصُولُها.
ورَكِبَ في الطَّلَبِ أعْجازَ الإِبِلِ، أي: رَكِبَ الذُّلَّ والمَشَقَّةِ والصَّبْرَ، وبَذَلَ المَجْهودَ في طَلَبِهِ.
وعَجُزُ هَوازِنَ: بنُو نَصْرِ بنِ مُعاوِيَةَ، وبنُو جُشَمَ بنِ بَكْرٍ.
والمِعْجازُ: الطريقُ.
وعاجَزَ فلانٌ: ذَهَبَ فلم يُوصَلْ إليه،
وـ فلاناً: سابَقَهُ،
فَعَجَزَهُ: فَسَبَقَهُ،
وـ إلى ثِقَةٍ: مالَ.
وتَعَجَّزْتُ البعير: رَكِبْتُ عَجُزَهُ.
وقولُه تعالى {مُعاجِزينَ} أي: يُعاجزونَ الأنبياءَ وأولياءَهُمْ، يُقاتِلونَهُمْ ويُمانعونَهُمْ ليُصَيِّرُوهُمْ إلى العَجْزِ عن أمْرِ الله تعالى، أو مُعانِدينَ مُسابِقينَ، أو ظانّينَ أنهم يُعْجزُونَنا.

الوقف

الوقف: لغة: الحبس. وشرعا: حبس المملوك وتسبيل منفعته مع بقاء عينه ودوام الانتفاع به من أهل التبرع على معين يملك بتمليكه أو جهة عامة في غير معصية تقربا إلى الله.
الوقف:
* " قطع الصوت على الكلمة زمناً يُتنفس فيه عادة بنية استئناف القراءة "، وهو المقصود إذا أطلق، ولا يراد به غير الوقف إلا مقيداً. ويجمع على (وقوف) و (أوقاف).
* يُعَبَّر به عند المتقدمين عن الإسكان وربما عبروا به عن السكت.
الوقف:
[في الانكليزية] Stoppage ،entailed estate
[ في الفرنسية] Arret ،legs pieux ،biens inalienables
بالفتح وسكون القاف لغة الحبس والمنع كما في شرح الشاطبي. وهو عند الفقهاء حبس العين على ملك الواقف والتصدّق بالمنفعة كالعارية هذا عند أبي حنيفة رحمه الله. وعندهما هو حبس العين على ملك الله تعالى فيزول ملك الواقف عنه إلى الله تعالى خاصّة على وجه تعود منفعته إلى العباد كذا في البرجندي. وعند أهل العروض إسكان الحرف السابع المتحرّك من الجزء كإسكان تاء مفعولات. والجزء الذي فيه الوقف يسمّى موقوفا كذا في عروض سيفي.
وفي بعض رسائل العروض العربي هو إسكان آخر مفعولات. وفي عنوان الشرف هو سكون السابع المتحرّك وإسكان ما يليه. وفي رسالة قطب الدين السرخسي هو إسكان المتحرّك الثاني من الوتد المفروق. وعند البصريين من الصرفيين والقرّاء قد يطلق على السكون البنائي، ولهذا يقال الأمر موقوف الآخر وقد مرّ في لفظ المبني. وقد يطلق على قطع الكلمة عمّا بعدها أي على تقدير أن يكون بعدها شيء. وقيل هو قطع الكلمة عن الحركة كذا في الجاربردي شرح الشافية. وفي الدقائق المحكمة في علم القراءة الوقف اصطلاحا قطع الكلمة عمّا بعدها بسكتة طويلة فإن لم يكن بعدها شيء يسمّى ذلك قطعا انتهى. وفي الحواشي الأزهرية قولنا بسكتة طويلة مخرج للسكت. وفي الاتقان: الوقف والقطع والسكت يطلقها المتقدّمون غالبا مرادا بها الوقف، والمتأخّرون فرّقوا بينها فقالوا:
القطع عبارة عن قطع القراءة رأسا فهو كالانتهاء، فالقارئ به كالمعرض عن القراءة والمنتقل إلى حالة أخرى غيرها، وهو الذي يستفاد بعده القراءة المستأنفة، ولا يكون إلّا على رأس آية لأنّ رءوس الآي في نفسها مقاطع، والوقف عبارة عن قطع الصوت عن الكلمة زمنا يتنفس فيه عادة بنيّة استئناف القراءة لا بنيّة الإعراض، ويكون في رءوس الآي وأوساطها، ولا يأتي في وسط الكلمة ولا فيما اتصل رسما والسّكت عبارة عن قطع الصوت زمنا هو دون زمن الوقف عادة من غير تنفس.

ويورد في كتاب (فتاوى برهنه): الوقف عبارة عن تسكين الحرف الأخير وقطع الكلمة التي بعده بنفس، وأمّا إذا قطع الكلمة دون تنفّس بحيث يكون قريبا من الوصل فهذا يسمّى سكتة، وأما إذا كان قريبا من الوقف فيسمّى وقفة. فائدة:
في الشافية في الوقف وجوه أحد عشر:
الإسكان المجرّد وذلك في المتحرّك والرّوم والإشمام وإبدال الألف وإبدال تاء التأنيث هاء وزيادة الألف وإلحاق هاء السكت وإثبات الواو والياء أو حذفهما وإبدال الهمزة والتضعيف ونقل الحركة انتهى. وقال في الاتقان للوقف في كلام العرب أوجه متعدّدة والمستعمل منها عند القراء تسعة: السكون والرّوم والإشمام والإبدال والنّقل والإدغام والحذف والإثبات والإلحاق.

التقسيم:
قال في الإتقان اصطلح أئمة القراء لأنواع الوقف والابتداء أسماء واختلفوا في ذلك. فقال ابن الأنباري: الوقف على ثلاثة أوجه: تام وحسن وقبيح. فالتام الذي يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده، ولا يكون بعده ما يتعلّق به كقوله تعالى أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ.
والحسن هو الذي يحسن الوقف عليه ولا يحسن الابتداء بما بعده كقوله تعالى الْحَمْدُ لِلَّهِ لأنّ الابتداء بربّ العالمين لا يحسن لكونه صفة لما قبله. والقبيح هو الذي ليس بتمام ولا حسن كالوقف على بسم من قوله بِسْمِ اللَّهِ. قال ولا يتمّ الوقف على المضاف دون المضاف إليه ولا المنعوت دون نعته ولا الرافع دون مرفوعه وعكسه ولا الناصب دون منصوبه وعكسه ولا المؤكّد دون توكيده ولا المعطوف دون المعطوف عليه ولا البدل دون مبدله، ولا إنّ أو كان أو ظنّ وأخواتها دون اسمها ولا اسمها دون خبرها ولا المستثنى منه دون الاستثناء، ولا الموصول دون صلته اسميا أو حرفيا ولا الفعل دون مصدره ولا حرف دون متعلّقه ولا شرط دون جزائه. وقال غيره الوقف ينقسم إلى أربعة أقسام تام مختار وكاف جائز وحسن مفهوم وقبيح متروك. فالتام هو الذي لا يتعلّق بشيء مما بعده فيحسن عليه الوقف والابتداء بما بعده. والكافي منقطع في اللفظ متعلّق في المعنى فيحسن الوقف عليه، والابتداء بما بعده أيضا نحو حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ هنا الوقف، ويبتدأ بما بعد ذلك، وهكذا رأس كلّ آية بعدها لام كي وإلّا بمعنى لكن وإنّ الشديدة المكسورة والاستفهام وبل وألا المخففة والسّين وسوف للتهديد ونعم وبئس وكيلا ما لم يتقدّــمهن قول أو قسم. والحسن هو الذي يحسن الوقف عليه ولا يحسن الابتداء بما بعده كالحمد لله.
والقبيح هو الذي لا يفهم منه المراد كالحمد، وأقبح منه ما يتغيّر المعنى بسببه كالوقف على لقد كفر الذين قالوا ويبتدأ إنّ الله هو المسيح لأنّ المعنى يتغيّر بهذا، ومن تعمّده وقصد معناه فقد كفر، فإن اضطر لأجل التنفس جاز ثم يرجع إلى ما قبله حتى يصله بما بعده. وقال غيره الوقف على خمس مراتب: لازم ومطلق وجائز ومجوز لوجه ومرخّص ضرورة. فاللازم ما لو وصل طرفاه أوهم غير المراد نحو وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ يلزم الوقف هنا إذ لو وصل بقوله يُخادِعُونَ اللَّهَ توهّم أنّ الجملة صفة لقوله بِمُؤْمِنِينَ. والمطلق ما يحسن الابتداء بما بعده كالاسم المبتدأ به نحو الله يجتبي، والفعل المستأنف نحو سَيَقُولُ السُّفَهاءُ، ومفعول المحذوف نحو وعد الله، سنّة الله، والشرط نحو من يشاء الله يضلله، والاستفهام ولو تقديرا نحو أتريدون عرض الدنيا، والنفي نحو ما كان لهم الخيرة. والجائز ما يجوز فيه الوصل والفصل لتجاذب الموجبين من الطرفين نحو ما أنزل من قبلك فإنّ واو العطف يقتضي الوصل وتقديم المفعول على الفعل يقطع النظم فإنّ التقدير ويوقنون بالآخرة. والمجوز لوجه نحو أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة لأنّ الفاء في قوله فلا يخفف يقتضي التسبّب والجزاء وذلك يوجب الفصل، وكون نظم الفعل على الاستئناف يجعل للفصل وجها. والمرخّص ضرورة ما لا يستغني ما بعده عما قبله لكنه يرخّص لانقطاع النفس وطول الكلام، ولا يلزمه الوصل بالعود لأنّ ما بعده جملة مفهومة كقوله وَالسَّماءَ بِناءً لأنّ قوله وأنزل لا يستغني عن سياق الكلام، فإنّ فاعله ضمير يعود إلى ما قبله، غير أنّ الجملة مفهومة. وأمّا ما لا يجوز الوقف عليه فكالشرط دون جزائه والمبتدأ دون خبره. وقال غيره الوقف في التنزيل على ثمانية أضرب: تام وشبيه به وناقص وشبيه به وحسن وشبيه به وقبيح وشبيه به. وقال ابن الجزري:
أكثر ما ذكر الناس في أقسام الوقف غير منحصر ولا منضبط، وأقرب ما قلته في ضبطه إنّ الوقف ينقسم إلى اختياري واضطراري لأنّ الكلام إمّا أن يتمّ أو لا يتم، فإن لم يتم كان الوقف عليه اضطراريا وهو المسمّى بالقبيح لا يجوز تعمّد الوقف عليه إلّا لضرورة من انقطاع نفس ونحوه لعدم الفائدة، أو لفساد المعنى.
وإن تمّ كان اختياريا. وكونه تاما لا يخلو إمّا أن لا يكون له تعلّق بما بعده البتّة لفظا ولا معنى، فهو الوقف المسمّى بالتام، وقد يتفاضل التام نحو مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ، إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ كلاهما تام، إلّا أنّ الأول أتمّ من الثاني لاشتراك الثاني في ما بعده في معنى الخطاب بخلاف الأول، وهذا هو الذي سمّاه البعض شبيها بالتام، ومنه ما يتأكّد استحبابه لبيان المعنى المقصود وهو الذي سماه السجاوندي باللازم أو كان له تعلّق، فإن كان من جهة المعنى فهو المسمّى بالكافي ويتفاضل في الكفاية كتفاضل التام نحو في قلوبهم مرض كاف فزادهم الله مرضا أكفى منه بما كانوا يكذبون أكفى منهما، وإن كان من جهة اللفظ فهو المسمّى بالحسن لأنّه في نفسه حسن مفيد انتهى ما في الاتقان. وفي الحواشي الأزهرية الوقف ينقسم إلى ثلاثة أقسام: اختباري بالياء الموحدة ومتعلّقة الرسم لبيان المقطوع من الموصول والثابت من المحذوف والمجرور من المربوط، واضطراري وهو الوقف عند ضيق النّفس والعي، واختياري بالياء المثناة التحتانية.
فائدة:
في الإتقان وأمّا الابتداء فلا يكون إلّا اختياريا لأنّه ليس كالوقف تدعو إليه ضرورة فلا يجوز إلّا بمستقل بالمعنى موف بالمقصود وهو في أقسامه كأقسام الوقف الأربعة ويتفاوت تماما وكفاية وحسنا وقبحا بحسب التمام وعدمه وفساد المعنى وإحالته نحو الوقف على ومن الناس، فإنّ الابتداء من الناس قبيح ويؤمن تام، وقد يكون الوقف حسنا والابتداء به قبيحا نحو يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ الوقف عليه حسن والابتداء به قبيح لفساد المعنى إذ يصير تحذيرا من الإيمان بالله وقد يكون الوقف قبيحا والابتداء جيدا نحو مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا هذا الوقف على هذا قبيح لفصله بين المبتدأ والخبر، ولأنّه يوهم أنّ الإشارة إلى المرقد والابتداء بهذا كاف أو تام لاستئنافه.
فائدة:
في تيسير القاري شرح المقدّمة قد وقع اختلاف بين الكوفي في بعض رءوس الآي فجعل رمز آية الكوفي لبّ وعلامة خمسهم الهاء وعلامة عشرهم رأس العين أو حرف الياء ورمز آية البصري تب وخمسهم خب وعشرهم عب.
الوقف عند القرّاء: قطعُ الكلمة عما بعدها بقطع الصوت زماناً بمقدار التَّنفُّس عادةً وما كان من غير قطع التنفُّس فهي سكتةٌ، والتوفيقيُّ في الشرع: كالنصِّ يقال مثلاً: أسماء الله تعالى توقيفيةٌ.

السَّحْلُ

السَّحْلُ: ثَوْبٌ لا يُبْرَمُ غَزْلُهُ،
كالسَّحيلِ، وقد سَحَلَهُ، والحَبْلُ الذي على قُوَّةٍ واحِدَةٍ، وثَوْبٌ أبيضُ، أو مِن القُطْنِ، ج: أسْحالٌ وسُحولٌ وسُحُلٌ.
وسَحَلَهُ، كمنَعَه: قَشَرَه ونَحَتَه فانْسَحَلَ.
والرِياحُ تَسْحَلُ الأرضَ: تَكْشُطُ ما عليها.
والساحِلُ: ريفُ البَحْرِ، وشاطئُه،
مَقْلوبٌ لأَِنَّ الماءَ سَحَلَه،
وكان القيِاسُ: مَسْحولاً، أو مَعْناهُ: ذو ساحِلٍ من الماءِ إذا ارْتَفَعَ المَدُّ ثم جَزَرَ فَجَرَفَ ما عليه.
وساحَلوا: أتَوْهُ.
وسَحَلَ الدَّراهِمَ، كمنَعَ: انْتَقَدَها،
وـ الغَريمَ مِئَةَ دِرْهَمٍ: نَقَدَه،
وـ مِئَةَ سَوْطٍ: ضَرَبَه،
وـ العينُ سَحْلاً وسُحولاً: بَكَتْ،
وـ البَغْلُ، كمنَعَ وضَرَبَ، سَحيلاً وسُحالاً: نَهَقَ،
وـ فلانٌ: شَتَمَ ولامَ.
والسُّحالَةُ، بالضم: ما سَقَطَ من الذَّهَبِ والفِضَّةِ إذا بُرِدَ، وخُشارَةُ القومِ، وقِشْرُ البُرِّ والشَّعيرِ ونَحوِه، وكمِنبرٍ: المِنْحَت والمِبْرَدُ، واللِسانُ ما كان، وقولُ الجَوهرِيِّ: اللِسانُ الخَطيبُ، بغيرِ واوٍ، سَهْوٌ، والصَّوابُ: والخَطيبُ، بحرْفِ عَطْفٍ، واللِجامُ،
كالسِحالِ، ككِتابٍ، أو فَأْسُه، والخَطيبُ البَليغُ، وحَلْقتانِ على طَرَفَيْ شَكيمِ اللِجامِ، وجانِبُ اللِحْيَةِ، أو أسْفَلُ العِذارَيْنِ إلى مُقَدَّمِ اللِحْيَةِ، وهُما مِسْحَلانِ، والغايَةُ في السَّخاءِ، والجَلاَّدُ الذي يُقيمُ الحُدودَ، والساقي النَّشيطُ، والمُنْخُلُ، وفَمُ المَزادَةِ، والماهِرُ بالقرآنِ، والثوبُ النَّقِيُّ منَ القُطْنِ، والشُّجاعُ الذي يَعْمَلُ وحْدَه، والمِيزابُ لا يُطاقُ ماؤُهُ، والعَزْمُ الصارِمُ، والحَبْلُ يُفْتَلُ وحْدَه، والغَيُّ،
رَكِبَ مِسْحَلَهُ، أَي: تَبِعَ غَيَّهُ فلم يَنْتهِ،
وـ: المَطَرُ الجَوْدُ، وعارِضُ الرجُل، وفَرَسُ شُرَيْحِ بنِ قِرْواشٍ العَبْسيِّ، واسمُ رجُلٍ، واسم جِنِّيِّ الأَعْشَى.
وانْسَحَلَ بالكَلامِ: جَرَى به.
ورجُلٌ إِسْحِلانِيُّ اللِحْيَةِ، بالكسر: طَويلُها.
والإِسْحِلانِيَّةُ: المرأةُ الرائِعَةُ الطَّويلَةُ الجَميلَةُ.
وشابٌّ مُسْحُلانٌ وأُسْحُلانٌ ومُسْحُلانِيٌّ، بضــمهِنَّ: طَويلٌ، أو سَبْطُ الشَّعَرِ أفْرَعُ، وهي: بهاءٍ.
والسَّحْلالُ، البَطينُ.
ومُسْحُلانُ، بالضم: وادٍ، أو ع.
وكصَبورٍ: ع باليمنِ تُنْسَجُ به الثيابُ.
والإِسْحِلُ، بالكسر: شجرٌ يُسْتاكُ به. وكهُمَزَةٍ: الأَرْنَبُ الصغيرةُ.
والمَسْحولُ: الصغيرُ الحَقِير، والمكانُ المُسْتَوِي الواسِعُ، وجَمَلٌ للعَجَّاجِ.
والأَساحِلُ: مَسايِلُ الماءِ.
وأسْحَلَ فلاناً: وجَدَ الناسَ يَسْحَلُونَهُ، أي: يَشْتِمُونَهُ. وكأَميرٍ وغُرابٍ: الصَّوتُ يَدورُ في صَدْرِ الحِمارِ.

الحَظُّ

الحَظُّ: النَّصيبُ، والجَدُّ، أو خاصٌّ بالنَّصيب من الخَيرِ والفَضْلِ
ج: أحُظٌّ وأَحاظٍ وحِظاظٌ وحِظَّاءٌ، بكسرهما، وحُظٌّ وحُظوظٌ وحُظوظةٌ، بضــمهنَّ.
ورجُلٌ حَظٌّ وحَظيظٌ وحَظِّيٌّ ومَحْظوظٌ: مَجْدودٌ، وقد حَظِظْتَ، بالكسر، في الأمْرِ حَظّاً.
والحُظُظُ، بضمتينِ وكصُرَدٍ: صَمْغٌ كالصَّبِرِ.
وأحَظَّ: صارَ ذا حَظٍّ.

الْعَامِل

الْعَامِل: فِي اللُّغَة كأركن. وَعند النُّحَاة مَا بِهِ يتقوم الْمَعْنى الْمُقْتَضِي للإعراب وَهُوَ على نَوْعَيْنِ - لَفْظِي - ومعنوي.
(الْعَامِل) من يعْمل فِي مهنــة أَو صَنْعَة وَالَّذِي يتَوَلَّى أُمُور الرجل فِي مَاله وَملكه وَعَمله وَالَّذِي يَأْخُذ الزَّكَاة من أَرْبَابهَا (ج) عُمَّال وعملة وَمن الرمْح أَعْلَاهُ مِمَّا يَلِي السنان بِقَلِيل و (فِي النَّحْو) مَا يَقْتَضِي أثرا إعرابيا فِي الْكَلم وَمِنْه مَا هُوَ معنوي كالابتداء والباعث أَو الْمُؤثر فِي الشَّيْء يُقَال كَثْرَة الإنتاج من عوامل الرخَاء و (فِي الْحساب) الْعدَد الصَّحِيح الَّذِي يقسم عددا صَحِيحا آخر بِدُونِ بَاقٍ (ج) عوامل

القِسْطُ

القِسْطُ، بالكسر: العَدْلُ، من المَصَادِرِ المَوْصُوفِ بها كالعَدْلِ، يَسْتَوِي فيه الواحِدُ والجَميعُ، يَقْسِطُ ويَقْسُطُ،
كالإِقْسَاطِ، والحِصَّةُ، والنَّصيبُ، ومِكْيَالٌ يَسَعُ نِصْفَ صاعٍ، وقد يُتَوَضَّأُ فيه، ومنه الحديثُ: "إن النساء من أسْفَهِ السُّفَهَاء،
إلا صاحِبَةَ القِسْطِ والسِّرَاجِ"، كأنه أراد التي تَخْدِمُ بَعْلَها، وتُوَضِّئُهُ، وتَزْدَهِرُ بِمِيضَأَتِهِ، وتقومُ على رأسِهِ بالسِّراجِ، والحِصَّةُ من الشيء، والمِقْدَارُ، والرِّزْقُ، والمِيزَانُ، والكُوزُ. وبالضم: عُودٌ هِنْدِيٌّ وعَرَبِيٌّ، مُدِرٌّ، نافِعٌ للكَبِدِ جِدّاً، والمَغَصِ، والدُّودِ، وحُمَّى الرِّبْعِ شُرْباً، وللزُّكامِ، والنَّزَلاتِ، والوَباء بُخوراً، وللبَهَقِ، والكَلَفِ طلاءٌ، وبالتحريك: يُبْسٌ في العُنُقِ،
عُنُقٌ قَسْطاء، من قِساطٍ، وانْتِصَابٌ في رِجْلَي الدابَّةِ، قَسِطَتْ عِظامُهُ، كسَمِعَ، قُسوطاً، فهو أقْسَطُ.
ورِجْلٌ قَسْطاء: مُعوَجَّةٌ.
ورُكْبَةٌ قَسْطاءٌ: يَبِسَتْ، وغَلُظَتْ حتى لا تَكادُ تَنْقَبِضُ من يُبْسِهَا
ج: قُسْطٌ، بالضم. وقاسِطُ بنُ هِنْبٍ: أبو حَيٍّ.
وقَسَطَ يَقْسِطُ قَسْطاً، بالفتح، وقُسوطاً: جارَ، وعَدَلَ عن الحَقِّ،
وـ الشيءَ: فَرَّقَهُ. وإسماعيل بنُ قُسْطَنْطِينَ المعْرُوفُ بالقُسْطِ: مُقْرِئٌ مَكِّيٌّ.
والقُسْطَانُ والقُسْطَانِيُّ والقُسْطَانِيَّةُ، بضــمهن: قَوسُ اللهِ، والعامَّةُ تقولُ: قَوْسُ قُزَحَ، وقد نُهِيَ أن يقال
وقُسْطَانَةُ، بالضم: ة بين الرَّيِّ وساوَةَ، وحِصْنٌ بالأنْدَلُسِ.
وقُسْطُونُ، بالضم: حِصْنق من عَمَلِ حَلَبَ.
وقُسَنْطِينيَّةُ، مُشَدَّدَةً: حِصْنٌ بحُدُودِ إفْرِيقيَّةَ.
وقُسْطَنْطِينَةُ أو قُسْطَنْطِينِيَّةُ، بِزِيادَةِ ياء مُشَدَّدَةٍ وقد تُضَمُّ الطاء الأولى منهما: دارُ مَلِكِ الرُّومِ. وفَتْحُها من أشْراطِ السَّاعَةِ، وتُسَمَّى بالرُّومِيَّةِ بُوزَنْطِيَا، وارْتِفَاعُ سُورِهِ أحدٌ وعِشْرُونَ ذِراعاً، وكنِيسَتُها مُسْتَطِيلَةٌ، وبجانِبِهَا عَمودٌ عالٍ في دَوْرِ أربعةِ أبْواعٍ تقريباً، وفي رأسِهِ فرسٌ من نُحاسٍ، وعليه فارِسٌ، وفي إحْدَى يَدَيْهِ كُرَةٌ من ذَهَبٍ، وقد فَتَحَ أصابعَ يدِهِ الأخرَى مُشيراً بها، وهو صُورَةُ قُسْطَنْطِينَ بانِيها.
والقَسْطَانُ: الغُبَارُ.
والتَّقْسِيطُ: التَّقْتِيرُ.
والاقْتِسَاطُ: الاقْتِسَامُ.
وتَقَسَّطُوا الشيء بينَهُمْ: اقْتَسَمُوهُ بالسَّوِيَّةِ.
ورجلٌ قَسيطٌ وقُسُطُ الرِّجْلِ، بضمتين: مُسْتَقِيمُهَا بِلا أَطَرٍ.

الرَّهِيشُ

الرَّهِيشُ: ارْتِهاشٌ يكونُ في الدابَّةِ، وهو اصْطِكاكُ يدَيْها في مَشْيِها، فَتُعْقَرُ رَواهِشها.
والراهِشانِ: عِرْقانِ في باطِنِ الذِّراعينِ.
أو الرواهِشُ: عُروقُ ظاهِرِ الكَفِّ.
ورجلٌ رُهْشوشُ، بَيِّنُ الرُّهشوشَةِ والرُّهْشَةِ، بِضــمهنَّ: سَخِيٌّ حَيِيٌّ. وكأَميرٍ: الناقةُ الغَزيرَةُ،
كالرَّهيشَةِ والرُّهْشوشِ، أو القليلةُ لَحْمِ الظَّهْرِ، والمُنْهالُ من التُّرابِ الذي لا يَتماسَكُ، والضعيفُ الدَّقيقُ القليلُ اللَّحْمِ، والنَّصْلُ الرَّقيقُ، والسَّهْمُ الضامِرُ الخفيفُ الذي سَحَجَتْهُ الأرضٌ، والقَوْسُ الدَّقيقَةُ يُصيبُ وتَرُها طائِفَها، وقد ارْتَهَشَتِ القوسُ.
والارْتِهاشُ: الارْتِعاشُ، والاصْطِلامُ، وضَرْبٌ من الطَّعْنِ في عَرْضٍ.
وارْتَهَشُوا: وقَعَتِ الحَرْبُ بينهم.

الدَّحْمَسُ

الدَّحْمَسُ، كجعفرٍ وزِبْرِجٍ وبُرْقُعٍ: الأسْوَدُ من كلِّ شيءٍ.
ولَيْلَةٌ دُحْمُسَةٌ،
وليلٌ دُحْمُسٌ: مُظْلِمٌ.
ورجلٌ دَحْمَسٌ، بالفتح،
ودُحامِسٌ ودُحْمُسانٌ ودُحْمُسانِيٌّ، بضــمهنَّ: آدَمُ غليظٌ سمينٌ.
والدَّحْمَسُ: زِقُّ الخَلِّ.
والدُّحْمُسَانُ، بالضم: الأحْمَقُ.
والدُّحامِسُ: الشُّجاعُ، وبالفتح: الليالي المُظْلِمَةُ، وثلاثُ ليالٍ بعدَ الظُّلَمِ،
وهي الحَنَادِسُ أيضاً.

شَفَرَ

(شَفَرَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ «لَا عُذْرَ لَكُمْ إِنْ وُصِل إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِيكُمْ شُفْرٌ يَطْرِفُ» الشّفْرُ بِالضَّمِّ، وَقَدْ يُفْتح: حَرْفُ جَفْنِ الْعَيْنِ الَّذِي يَنبُتُ عَلَيْهِ الشعَر.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الشَّعْبِيِّ «كَانُوا لَا يُوَقِّتُون فِي الشُّفْرِ شَيْئًا» أَيْ لَا يُوجِبُون فِيهِ شَيْئًا مُقدَّرا.
وَهَذَا بِخِلَافِ الإجْماعِ، لأنَّ الدِّية واجبةٌ فِي الأجْفان، فَإِنْ أَرَادَ بِالشُّفْرِ هَاهُنَا الشَّعْرَ فَفِيهِ خلافٌ، أَوْ يَكُونُ الْأَوَّلُ مَذْهَبًا للشَّعبي.
(هـ س) وَفِيهِ «إِنْ لقيتَها نَعجةً تَحْمِلُ شَفْرَةً وزِناداً فَلَا تَهِجْها» الشَّفْرَةُ:
السكينُ العريضَةُ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّ أنَساً كَانَ شَفْرَةَ الْقَوْمِ فِي سَفَرِهم» أَيْ أَنَّهُ كَانَ خادِمَهم الَّذِي يَكْفِيهم مَهْنَــتَهم» شُبِّه بالشَّفْرة لِأَنَّهَا تُمْتَهَنُ فِي قَطْعِ اللَّحْمِ وغيره. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ «حَتَّى وقَفُوا بِي عَلَى شَفِيرِ جَهنم» أَيْ جانِبها وحَرْفها. وشَفِيرُ كُل شَيْءٍ: حرفُه.
وَفِي حَدِيثِ كُرْزٍ الْفِهْرِيِّ «لَمَّا أَغَارَ عَلَى سَرْح الْمَدِينَةِ وَكَانَ يَرْعَى بِشُفَر» هُوَ بِضَمِّ الشِّينِ وَفَتْحِ الْفَاءِ: جَبَل بِالْمَدِينَةِ يهْبط إِلَى العَقِيق.

شَرِبَ

شَرِبَ، كَسَمِعَ، شَرْباً، ويُثَلَّثُ، ومَشْرَباً وتَشْراباً: جَرَعَ، وأشْرَبْتُهُ أنا، أو الشَّرْبُ: مَصْدَرٌ، وبالضم والكسر: اسْمانِ، وبالفتح: القَوْمُ يَشْرَبونَ،
كالشُّروبِ، وبالكسر: الماءُ،
كالمَشْرَبِ، والحَظُّ مِنْهُ، والمَوْرِدُ، ووقْتُ الشُّرْبِ.
والشَّرابُ: ما يُشْرَبُ،
كالشَّريبِ والشَّروبِ، أو هُما الماءُ دونَ العَذْبِ.
وأَشْرَبَ: سَقَى، وعَطِشَ، ورَوِيَتْ إبِلُهُ، وعَطِشَتْ، ضِدُّ، وحانَ أَنْ تَشْرَبَ،
وـ اللَّوْنَ: أَشْبَعَهُ.
والشَّريبُ: مَنْ يَسْتَقي أو يُسْقَى مَعَكَ، ومَنْ يُشارِبُكَ. وكَسِكِّيتٍ: المُولَعُ بالشَّرابِ.
والشَّارِبَةُ: القَوْمُ يَسْكنونَ على ضَفَّةِ النَّهْرِ.
والشَّرْبَةُ: النَّخْلَةُ تَنْبُتُ مِنَ النَّوَى، وبالضم: حُمْرَةٌ في الوَجْهِ،
وع، ويُفْتَحُ، ومِقْدارُ الرِّيِّ مِنَ الماءِ كالحُسْوَةِ. وكَهُمَزَةٍ: الكَثيرُ الشُّرْبِ،
كالشَّروبِ والشَّرَابِ، وبالتَّحْريكِ: كَثْرَةُ الشُّرْبِ، والحُوَيْضُ حَوْلَ النَّخْلَةِ يَسَعُ رِيَّها، وكُرْدُ الدَّبْرَةِ، والعَطَش، وشِدَّةُ الحَرِّ.
والشَّوارِبُ: عُرُوقٌ في الحَلْقِ، ومَجَارِي الماءِ في العُنقِ، وما سالَ على الفَمِ مِنَ الشَّعَرِ، وما طال مِنْ ناحِيَة السَّبَلَةِ، أو السَّبَلَةُ كُلُّها شارِبٌ.
وأُشْرِبَ فُلانٌ حُبَّ فُلانٍ: خالَطَ قَلْبَهُ.
وتَشَرَّبَ: سَرَى،
وـ الثَّوْبُ العَرَقَ: نَشِفَهُ.
واسْتَشْرَبَ لَوْنُهُ: اشْتَدَّ.
والمَشْرَبَةُ، وتُضَمُّ الرَّاءُ: أرضٌ لَيِّنَةٌ دائِمَةُ النَّباتِ،
والغُرْفَةُ، والعِلِّيَّةُ، والصُّفَّةُ، والمَشْرَعَةُ. وكَمِكْنَسَةٍ: الإِناءُ يُشْرَبُ فيه.
والشَّروبُ: التي تَشْتَهِي الفَحْلَ.
وتَشْريبُ القِرْبَةِ: تَطْييبُها بالطِينِ.
وشَرِبَ به، كَسَمِعَ،
وأُشْرِبَ به: كَذَبَ عليه.
وأشْرَبَ إبِلَهُ: جَعَلَ لِكُلِّ جَمَلٍ قَريناً،
وـ الخَيْلَ: جَعَلَ الحِبال في أعْناقِها،
وـ فُلاناً الحَبْلَ: جَعَلَهُ في عُنُقِهِ.
واشْرَأَبَّ إليه: مَدَّ عُنُقَهُ لِيَنْظُرَ، أو ارْتَفَعَ، والاسْمُ: الشُّرَأْبيبَةُ، كالطُّمَأْنينَةِ.
والشَّرَبَّةُ، كَجَرَبَّةٍ، ولا ثالِثَ لَهُما: الأرضُ المُعْشِبَةُ لا شَجَرَ بِها،
وع، والطَّريقَةُ.
وشَرَبَ، كَنَصَرَ: فَهِمَ، وكَفَرِحَ: عَطِشَ،
وشَرِبَ أيضاً: ضَعُفَ بَعيرُهُ، أو عَطِشَتْ إبِلُهُ، ورَوِيَتْ، ضِدُّ.
وشِرْبٌ، بالكسرِ: ع، وبالفتحِ: ع بقُرْبِ مَكَّةَ، حَرَسَهَا اللَّهُ تعالى.
وشَرِيبٌ: د بَيْنَ مَكَّةَ والبَحْرَيْنِ، وجَبَلٌ نَجْدِيُّ.
وشَوْرَبانُ: ة بِكِشَ.
وشَرِبٌ، كَكَتِفٍ،
وشُرَيْبٌ وشُرْبُبٌ (وشُرْبُبَةٌ) وشُرْبوبٌ وشُرْبَةٌ، بِضَــمِّهِنَّ: مَواضِعُ.
والشارِبُ: الخَوَرُ والضَّعْفُ في الحَيَوانِ.
والشَّارِبانِ: أنفانِ طَويلانِ في أسْفَلِ قائِمِ السَّيْفِ.
و"أشْرَبْتَنِي ما لَمْ أشْرَبْ": ادَّعَيْتَ عليَّ ما لم أفْعَلْ. وذُو الشَّوَيْرب: شاعِرٌ.
والشُّرْبُبُ، كَقُنْفُذٍ: الغَمْلِيُّ مِنَ النَّباتِ.
(شَرِبَ)
(س) فِي صِفَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أبْيضُ مُشْرَبٌ حُمْرةً» الْإِشْرَابُ:
خَلْطُ لَوْنٍ بلونٍ، كَأَنَّ أحدَ اللَّوْنين سُقِي اللّونَ الآخَر. يُقَالُ بياضٌ مُشْرَبٌ حُمرةً بِالتَّخْفِيفِ. وَإِذَا شُدِّد كَانَ لِلتَّكْثِيرِ وَالْمُبَالَغَةِ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ أُحُدٍ «أنَّ المُشْركين نَزَلوا عَلَى زَرْع أَهْلِ المدينةِ وخَلَّوا فِيهِ ظَهْرهم وَقَدْ شُرِّبَ الزرعُ الدقيقَ» وَفِي رِوَايَةٍ «شَرِبَ الزَّرعُ الدَّقِيقَ» وَهُوَ كنايةٌ عَنِ اشتِدَاد حَبّ الزَّرْعِ وقُرْب إدرَاكِه. يُقَالُ شَرَّبَ قصَبُ الزَّرْعِ إِذَا صَارَ الماءُ فِيهِ، وشُرِّبَ السُّنْبُلُ الدقيقَ إِذَا صَارَ فِيهِ طُعْمٌ.
والشُّرْبُ فِيهِ مُسْتعارٌ، كأنَّ الدقيقَ كَانَ مَاءً فَشُرِبَهُ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الْإِفْكِ «لَقَدْ سَمِعْتُموه وأُشْرِبَتْهُ قُلُوبكم» أَيْ سُقِيَتْهُ قُلوبُكم كَمَا يُسْقَى العطشانُ الْمَاءَ. يُقَالُ شَرِبْتُ الماءَ وأُشْرِبْتُهُ إِذَا سُقِيتَه. وأُشْرِبَ قلبُه كَذَا: أَيْ حلَّ مَحَلَّ الشَّرَابِ وَاخْتَلَطَ بِهِ كَمَا يَخْتلط الصّبْغُ بِالثَّوْبِ.
وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ «وأُشْرِبَ قلبُهُ الإشفاقَ» .
(س هـ) وَفِي حَدِيثِ أَيَّامِ التَّشْريق «إِنَّهَا أيامُ أكْلٍ وشُرْبٍ» يُرْوى بِالضَّمِّ وَالْفَتْحِ وَهُمَا بِمَعْنًى، والفتحُ أقلُّ اللُّغتين ، وَبِهَا قَرَأَ أَبُو عَمْرٍو «شَرْبَ الهِيم» يُرِيدُ أَنَّهَا أيامٌ لَا يجوزُ صومُها. وَفِيهِ «مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا لَمْ يَشْرَبْهَا فِي الآخرةِ» وَهَذَا مِنْ بَابِ التَّعْلِيقِ فِي البَيان، أَرَادَ أَنَّهُ لَمْ يَدخل الْجَنَّةَ، لِأَنَّ الْخَمْرَ مِنْ شَرَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَإِذَا لَمْ يَشْرَبْها فِي الْآخِرَةِ لَمْ يَكُنْ قَدْ دَخَل الْجَنَّةَ.
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ وَحَمْزَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «وَهُوَ فِي هَذَا البَيْت فِي شَرْبٍ مِنَ الْأَنْصَارِ» الشَّرْبُ بِفَتْحِ الشِّينِ وَسُكُونِ الرَّاءِ: الجماعةُ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الشُّورَى «جُرْعَةَ شَرُوبٌ أنفَعُ مِنْ عَذْبٍ مُوبٍ» الشَّرُوب مِنَ الْمَاءِ:
الَّذِي لَا يُشْرَبُ إلاَّ عِنْدَ الضَّرورة، ويَسْتوي فِيهِ المؤنَّث والمُذكّر، وَلِهَذَا وصَف بِهَا الجُرْعَة. ضَرب الْحَدِيثُ مَثَلًا لرجُلين أحدُهما أدْونُ وأنفعُ، والآخرُ أرفعُ وأضرُّ.
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «اذْهَب إِلَى شَرَبَةٍ مِنَ الشَّرَبَاتِ فادْلُك رأسَك حَتَّى تُنَقِّيه» الشَّرَبَةُ بِفَتْحِ الرَّاءِ: حَوْضٌ يَكُونُ فِي أصْل النّخْلة وَحَوْلَهَا يُمْلأ مَاءً لتَشْرَبه.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ جَابِرٍ «أتاَناَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فعَدَل إِلَى الرَّبيع فتطَّهر وَأَقْبَلَ إِلَى الشَّرَبَةِ» الرَّبيعُ: النَّهرُ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ لَقِيطٍ «ثُمَّ أشرفتُ عَلَيْهَا وَهِيَ شَرْبَةٌ واحدةٌ» قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: إِنْ كَانَ بِالسُّكُونِ فإنَّه أرادَ أَنَّ الماءَ قَدْ كَثُر؛ فَمِنْ حَيْثُ أرَدْت أَنْ تَشْرَبَ شَرِبْتَ. وَيُرْوَى بِالْيَاءِ تحتَها نُقْطتان وَسَيَجِيءُ.
(هـ س) وَفِيهِ «مَلعُونٌ ملعونٌ مَنْ أَحَاطَ عَلَى مَشْرَبَةٍ» الْمَشْرَبَةُ بِفَتْحِ الرَّاءِ مِنْ غَيْرِ ضَمٍّ:
الموضعُ الَّذِي يُشْرَب مِنْهُ كالمَشْرَعة، وَيُرِيدُ بِالْإِحَاطَةِ تَملُّكَه ومَنْع غَيْرِهِ مِنْهُ.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ كَانَ فِي مَشْرُبَةٍ لَهُ» الْمَشْرُبَةُ بِالضَّمِّ وَالْفَتْحِ: الغُرْفة. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(هـ) وَفِيهِ «فيُناَدِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُناَدٍ فَيَشْرَئِبُّونَ لِصَوْتِهِ» أَيْ يَرْفعُون رُؤسَهم لينظُرُوا إِلَيْهِ.
وكُلّ رافعٍ رَأْسَهُ مُشْرَئِبٌّ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ «واشْرَأَبَّ النِّفاقُ» أَيِ ارْتَفَعَ وعلا. 

قندر

قندر
. وَمِمَّا يُسْتَدْرك عَلَيْهِ: قَنْدَرَةُ، بالفَتْح: وَهُوَ جَدُّ أَبي طاهِرٍ لاحِقِ بنِ أَبي الفَضْل عليّ بن قَنْدَرَة الحَرِيمِيّ، حَدَّثَ بالمُسْنَدِ عَن ابنِ الحُصَيْن، وماتَ سنة سِتّمائة قَالَه الْحَافِظ. قلت: ورَوَى عَنهُ مَكّيُّ ابنُ عُثْمَانَ البصريّ، أَحَدُ شُيُوخ الدّمْيَاطِي. وقَنْدُورَة: من مَلابِس النساءِ. وَابْن قَنْدَوَرَّة، بتَشْديد الراءِ وفَتْح الدَّال: هُوَ أَبُو بَكْر أَحمدُ بنُ عبدِ الله ابْن مُحَمَّد الحَرّانِيُّ، رَوَى عَنهُ أَبو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ وغَيْرُه. والقَنَادِرُ، بالفَتْح: مَحَلّة بأَصْبَهَانَ، مِنْهَا أَبو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ يَحْيَى القَنَادِريُّ، الأَصْبَهانِيُّ، رَوَى عَنهُ بنُ مِرْدَوَيْهِ. وممّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
قندر: قندر الثوب: قصره (فوك) في القسم الثاني منه، وذكر في القسم الاول: قندرة بمعنى تقصير الثوب.
وقد اعتمد سيمونيه (ص209) على الفعل قصر الذي ذكره فوك مرادفا لقندر فذكر أن الفعل abreviare ( معناه اختصر) يدل على دعس ولبد ودك ولا ادري كيف يدل على هذا المعنى. وعلى الرغم من أن الفعل قصر يدل على معنيين فإن مرادفيه اللذين ذكرها فوك وهما اختصر وخمل لا يمكن أن تدل على معنى قصر.
تقندر: مطاوع قندر (فوك).
قندر: بمعنى قندس في معجم فريتاج خطأ، والصواب: قندز= قندس.
قندورة: والجمع قنادير وقنادر (فوك) وعند الإدريسي قداوير وقداور. وهي مشتقة من المفرد العامي قداورة: ثوب، قميص. (معجم الإدريسي ص364، معجم الأسبانية ص84) وفي معجم فوك: قميص، وفي تعليقة ثوب قصير.
وعند كارتون (ص183): ثوب دون كمين وغير مخصر. وعند كارترون (ص445): (والقبائل لا يلبسون البرنس إلا في الشتاء أو في الاحتفالات والمناسبات الكبيرة، وهم يلبسون عادة قميصا طويلا (الكندور)). ويربطون كمية وراء ظهورهم عندما يشتغلون (انظر: كاريت جغرافية ص217، دونانت ص202). وعند وينجفيلد (1: 115) (وقد البس الولد كوندورة مخططة من صوف الغنم مفصلة على قده).
قنضورة: عباءة مبطنة بفر يرتديها المكلفون بتولي الوزارة. ويرى كل من رولاند وانجلمان وأمام قسطنطينة أن هذه الكلمة بربرية الأصل، غير أن السيد سيمونيه (ص310) يرى أنها ذات علاقة بكلمة Candidus. وإنها مشتقة من كلمة candidula ويستنتج من عبارة نقلها أن اسم الكندورة يطلق على عباءة طويلة ترتديها النسوة إذا خرجن من بيوتهن وهي تغطيهن من قمة رؤوسهن إلى أخمص أقدامهن.
ومما يجدر الإشارة إليه أن نجد في معجم فلرز قنتور، وقنطورة وهي عباءة طويلة تغطى المرأة عند خروجها من البيت.
قنادري: مرتزق متسبب بشراء بضائع وبيعها ومبادلتها. (الكالا).
كقندران (جمع): قمصان، أثواب. (معجم الإدريسي ص364).

قضى

(قضى) حَاجته تقضية قَضَاهَا والأمير فلَانا جعله قَاضِيا وَأمره أَمْضَاهُ
(قضى)
قضيا وَقَضَاء وَقَضِيَّة حكم وَفصل وَيُقَال قضى بَين الْخَصْمَيْنِ وَقضى عَلَيْهِ وَقضى لَهُ وَقضى بِكَذَا فَهُوَ قَاض (ج) قُضَاة وَالله أَمر وَمِنْه قَوْله فِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَقضى رَبك أَلا تعبدوا إِلَّا إِيَّاه} وَإِلَيْهِ أنهى إِلَيْهِ أمره وَمِنْه قَوْله فِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وقضينا إِلَى بني إِسْرَائِيل فِي الْكتاب} وَالصَّلَاة وَالْحج وَالدّين أَدَّاهَا يُقَال قضى الْمَدِين الدَّائِن دينه أَدَّاهُ إِلَيْهِ وَالصَّلَاة أَدَّاهَا بعد مُضِيّ وَقتهَا وعبرته أنفد كل دُمُوعه وَالشَّيْء قدره وصنعه وَحَاجته نالها وَبَلغهَا وأجله بلغ الْأَجَل الَّذِي حدد لَهُ ونحبه مَاتَ وَيُقَال قضى فلَان مَاتَ وضربه فَقضى عَلَيْهِ قَتله وَيُقَال لَا أَقْْضِي مِنْهُ الْعجب (لَا يسْتَعْمل إِلَّا منفيا)
قضى
قضى يَقْضي قَضَاءً وقَضِيَّةً: أي حَكَمَ.
وقَضى إليه عَهْداً: أي وَصِيَّةً. وقَضى عليه المَوْتُ: أي غَلَبَه.
والانْقِضَاءُ: فَنَاءُ الشَّيْءِ وذَهَابُه، وكذلك التَّقَضِّي.
والقاضِيَةُ: المَنِيَّةُ التي تَقْضي وَحِيّاً.
وقَضِيَ السِّقَاءُ فهو قَضٍ: طالَ تَرْكُه في مَكانٍ فَفَسَدَ وبَلِيَ.
وقَضِيَ الثَّوْبُ: إذا أخْلَقَ.
والقَضَاءُ: الصُّنْعُ، قال اللهُ عَزَّ وجَلَّ: " فَقَضَاهُنّ سَبْعَ سَمواتٍ في يَوْمَيْنِ " أي صَنَعَهُنَّ. وقُضِيَ قَضَاؤكَ: أي فُرِغَ من أمْرِكَ.
والقِضَةُ: نَباتٌ في السهْل، وجَمْعُها قِضىً وقِضِيْنَ.
وقِضْ - في قَوْل ابنِ الدُّمَيْنَةِ -: حِكايَةُ صَوْتِ الرُّكْبَةِ عند القِيَام والتَّحَرُّكِ.
وقَضِئَتِ الثِّيَابُ قَضَأً - مَهْمُوْزٌ -: إذا طُوِيَتْ وفيها نُدُوَّةٌ ثم نُشِرَتْ وقد تَهَافَتَتْ وعَفِنَتْ. وقِرْبَةٌ قَضِئَةٌ.
وقَضِئَتْ عَيْنُه قَضأً: أي قَرِحَتْ، ورَجُلٌ قَضئُ العَيْنِ.
وما في حَسَبِه قُضْأةٌ: أي عَيْبٌ وضَعَةٌ. وهم يَتَقَضَّأوْنَ منه: أي يَسْتَخِسُّوْنَ حسبه.
وقَضِئْتُ الشَّيْءَ أقْضَأه: أكَلْتَه.
وقولُه سُبْحانَه وتعالى: " وقَضَيْنا إلى بَني إسرائيلَ " أي أعْلَمْناهم.
ق ض ى: (الْقَضَاءُ) الْحُكْمُ وَالْجَمْعُ (الْأَقْضِيَةُ) . وَ (الْقَضِيَّةُ) مِثْلُهُ وَالْجَمْعُ (الْقَضَايَا) . وَ (قَضَى) يَقْضِي
بِالْكَسْرِ (قَضَاءً) أَيْ حَكَمَ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} [الإسراء: 23] . وَقَدْ يَكُونُ بِمَعْنَى الْفَرَاغِ تَقُولُ: قَضَى حَاجَتَهُ. وَضَرَبَهُ (فَقَضَى) عَلَيْهِ أَيْ قَتَلَهُ كَأَنَّهُ فَرَغَ مِنْهُ. وَ (قَضَى) نَحْبَهُ مَاتَ. وَقَدْ يَكُونُ بِمَعْنَى الْأَدَاءِ وَالْإِنْهَاءِ تَقُولُ: قَضَى دَيْنَهُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ} [الإسراء: 4] وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الْأَمْرَ} [الحجر: 66] أَيْ أَنْهَيْنَاهُ إِلَيْهِ وَأَبْلَغْنَاهُ ذَلِكَ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ} [يونس: 71] يَعْنِي: امْضُوا إِلَيَّ كَمَا يُقَالُ: قَضَى فُلَانٌ أَيْ مَاتَ وَمَضَى. وَقَدْ يَكُونُ بِمَعْنَى الصُّنْعِ وَالتَّقْدِيرِ، يُقَالُ: قَضَاهُ أَيْ صَنَعَهُ وَقَدَّرَهُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ} [فصلت: 12] ، وَمِنْهُ (الْقَضَاءُ) وَالْقَدَرُ. وَبَابُ الْجَمِيعِ مَا ذَكَرْنَاهُ. وَيُقَالُ: (اسْتُقْضِيَ) فُلَانٌ أَيْ صُيِّرَ (قَاضِيًا) . وَ (قَضَّى) الْأَمِيرُ قَاضِيًا بِالتَّشْدِيدِ مِثْلُ أَمَّرَ أَمِيرًا. وَ (انْقَضَى) الشَّيْءُ وَ (تَقَضَّى) بِمَعْنًى. وَ (اقْتَضَى) دَيْنَهُ وَ (تَقَاضَاهُ) بِمَعْنًى. وَ (قَضَّى) لُبَانَتَهُ وَقَضَاهَا بِمَعْنًى. وَ (تَقَضَّى) الْبَازِي انْقَضَّ. وَأَصْلُهُ تَقَضَّضَ فَلَمَّا كَثُرَتِ الضَّادَاتُ أَبْدَلُوا مِنْ إِحْدَاهُنَّ يَاءً. 
[قضى] القَضاءُ: الحكم، وأصله قَضايٌ لانه من قضيت، إلا أن الياء لما جاءت بعد الالف همزت. والجمع الاقضية. والقضية مثله، والجمع القضايا على فعالى، وأصله فعائل. وقضى، أي حَكَمَ، ومنه قوله تعالى: (وقَضى ربكَ ألا تَعْبُدوا إلا إياهُ) . وقد يكون بمعنى الفراغ، تقول: قَضَيْتُ حاجتي. وضربه فقَضى عليه، أي قتَلَه، كأنه فرغ منه. وسَمٌّ قاضٍ، أي قاتلٌ. وقَضى نحبَه قَضاءً، أي مات. وقد يكون بمعنى الأداء والإنهاء. تقول: قَضَيْتُ دَيْني. ومنه قوله تعالى: (وقَضَيْنا إلى بَني إسرائيلَ في الكتاب) . وقوله تعالى: (وقضينا إليه ذلك الأمرَ) ، أي أنهيناه إليه وأبلغناه ذلك. وقال الفراء في قوله تعالى: (ثم اقْضوا إليَّ) يعني امضوا إلي، كما يقال: قَضَى فلانٌ، أي مات ومضى. وقد يكون بمعنى الصنع والتقدير، قال أبو ذؤيب: وعليهما مَسْرودَتانِ قَضاهُما * داوُدُ أو صَنَعُ السَوابغِ تُبَّعُ يقال: قَضاهُ أي صنعه وقدَّره: ومنه قوله تعالى: (فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَمواتٍ في يوميْن) . ومنه القضاء والقدر. ويقال: اسْتُقْضِيَ فلانٌ، أي صُيِّرَ قاضِياً. وقَضَّى الأمير قاضِياً، كما تقول: أمَرَّ أميرا. وانقضى الشئ وتقضى بمعنى. واقْتَضى دينه وتَقاضاهُ بمعنًى. وقَضُّوا بينهم مَنايا، بالتشديد، أي أنفذوها. وقضى اللبانة أيضا بالتشديد، وقضاها بالتخفيف، بمعنى. والقَضَّاءُ من الدروع: المحكمة، ويقال الصُلبة. قال النابغة:

ونَسْجُ سُلَيْمٍ كل قضاء ذائل * (*) وتقضى البازى، أي انقض، وأصله تقضض فلما كثرت الضادات أبدلت من إحداهن ياء. قال العجاج:

تَقَضِّيَ البازي إذا البازي كَسَرْ * والقضة مخففة: نبت ينبت في السهل، وهي منقوصة. قال أبو عبيد: هي من الحَمْض والهاء عوض. وقضة أيضا: موضع كانت به وقعة تحلاق اللمم ; ويجمع على قضات وقضين.

قض

ى1 قَضَى He finished a thing entirely, by word, or by deed. This is the primary meaning. (Bd, ii. 111.) By word, as in وَقَضَى رَبُّكَ (Idem, ibid.) And thy Lord hath commanded decisively. (Idem, xvii. 24.) And by deed, as in فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمٰوَاتٍ [Kur, xli. 11, And he completed them seven heavens]. (Idem, ii. 11.) b2: And He (God) desired a thing so as to necessitate its being. (Idem, ii. 11.) b3: إِذَا قَضَى أَمْرًا, [Kur, ii. 111,] When He (God) desireth a thing to be. (Bd, Jel.) b4: [Thus it signifies He decreed a thing; ordained it; pronounced it; or decided it judicially.] b5: قَضَى عَلَيْهِ, aor. قَضِىَ

, inf. n. قَضَآءٌ &c., He decided judicially, or judged, against him; and بَيْنَ الخَصْمَيْنِ between the two litigants. (TA.) See قَدْرٌ. b6: [He completed; accomplished; or fully performed; a thing.] b7: قَضَى He attained, or obtained, or accomplished, his want. (Msb.) b8: [He paid, discharged, or satisfied, a debt, due, claim, or demand.] b9: قَضَيْتُهُ حَقَّهُ I gave him [or paid him] his due, (Msb,) fully. (Har, p. 22.) b10: قَضَى عَنْهُ (S, K, in art. جزى, &c.) He, or it, payed; or made, or gave, or rendered, satisfaction; for him. (TK in that art.) And followed by شَيْئًا [He paid a thing for him, or in his stead; gave, or rendered, it as a satisfaction; lit. and fig.] (S, TA in that art., and Bd in ii. 45.) See جَزَى عَنْهُ; and see a verse cited voce دَانَ, in art. دين. b11: He finished doing a thing: he finished his prayer. (TA.) He performed, fulfilled, or accomplished, the pilgrimage, syn. أَدَّى, (Msb,) and the religions rites and ceremonies of the pilgrimage, (Bd, Jel in ii. 196,) syn. قَضَىَ بِهِ. (Jel, ibid, Msb.) b12: You also say, حَكَمَ بِهِ He decreed it; &c.; like حَكَمَ بِهِ: see an ex. voce سُلْطَانٌ. b13: قَوْلُهُ مَمَّا يَقْضِى العَجَبَ [His saying such a thing is of the things that induce wonder in the utmost degree]. (TA in art. جلب.) See Har, p. 22. b14: وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِى إِسرائِيلَ (Kur, xvii. 4): see إِلَى. b15: قَضُوَ: see غَزُوَ, and هَيُؤَ, and بُطُآنَ; and see طَمُعَ in the S.3 قَاضَاهُ He cited him before a judge. (TA.) 5 تَقَضَّىَ see 7.6 تَقاَضَاهُ الدَّيْنَ He took, or received, from him the debt. (M, K.) b2: See 10. b3: and see تَشَارَيَا. 7 انقضى and ↓ تقضّى

It passed away; came to an end, or to nought; became cut off. (K, TA.) 8 اِقْتَضَى كَذَا It required such a thing: it required the inference of such a thing: it necessarily implied, or involved, such a thing as its consequence or concomitant; it required such a thing to be conceded; it necessitated such a thing. b2: اِقْتَضَاهُ حَقَّهُ He demanded of him his due. (MA.) b3: إِقْتَضَيْتُ مِنْهُ حَقِّى

I took, or received, from him my due. (Mgh, Msb.) 10 اِسْتَقْضَيْتَهُ I demanded of him the giving [or payment] of my due, (Msb, K, *) or debt; (K;) and in like manner دَيْنِى ↓ تَقَاضَيْتُهُ and بِدَيْنِى. (Mgh.) قَضَآءٌ a term of the law; opposed to أَدَآءٌ, which see: and see an ex. cited voce صَحَّ. b2: A decree; an ordinance; a sentence, or a judicial decision. See عُودٌ, حُكْمٌ and دِينٌ. b3: قَضَآءٌ The exercise of the office of a kádee. [You say]

القَضَآءُ جَمْرٌ [meaning, the exercise of the office of a Kádee is one that often leads to hell]. (L, art. عود.) قَضِيَّةٌ A thing; an affair; a matter; a case; an event; an action: significations well known, but not found by me in any classical writing, nor in any lexicon, excepting as implied when the word is used in explanations: syn. أَمْرٌ and شَأْنٌ. b2: A case of law. (L in art. جهد.) b3: قَضِيَّةٌ كُلِّيَّةٌ [A universal or general prescript, rule, or canon]. (Kull, voce قَاعِدَة, p. 290; KT, in explanation of the same word.) b4: قَضِيَّةٌ in logic, A proposition.

مُقْتَضَى

[Exigence.] b2: مُقْتَضَى اللَّفْظِ That which the word, or expression, indicates. (ElFárábee, Msb, voce مُعْنًى.)
قضى
الْقَضَاءُ: فصل الأمر قولا كان ذلك أو فعلا، وكلّ واحد منهما على وجهين: إلهيّ، وبشريّ. فمن القول الإلهيّ قوله تعالى:
وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ
[الإسراء/ 23] أي: أمر بذلك، وقال: وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ
[الإسراء/ 4] فهذا قَضَاءٌ بالإعلام والفصل في الحكم، أي: أعلمناهم وأوحينا إليهم وحيا جزما، وعلى هذا: وَقَضَيْنا إِلَيْهِ ذلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ مَقْطُوعٌ [الحجر/ 66] ، ومن الفعل الإلهيّ قوله: وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ
[غافر/ 20] ، وقوله: فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ [فصلت/ 12] إشارة إلى إيجاده الإبداعيّ والفراغ منه نحو: بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ [البقرة/ 117] ، وقوله:
وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ
[الشورى/ 14] أي: لفصل، ومن القول البشريّ نحو: قضى الحاكم بكذا، فإنّ حكم الحاكم يكون بالقول، ومن الفعل البشريّ: فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ
[البقرة/ 200] ، ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ
[الحج/ 29] ، وقال تعالى: قالَ ذلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوانَ عَلَيَ
[القصص/ 28] ، وقال: فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً [الأحزاب/ 37] ، وقال: ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ
[يونس/ 71] أي: افرغوا من أمركم، وقوله: فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ
[طه/ 72] ، إِنَّما تَقْضِي هذِهِ الْحَياةَ الدُّنْيا [طه/ 72] ، وقول الشاعر:
قَضَيْتُ أمورا ثمّ غادرت بعدها
يحتمل القَضَاءَ بالقول والفعل جميعا، ويعبّر عن الموت بالقضاء، فيقال: فلان قَضَى نحبه، كأنه فصل أمره المختصّ به من دنياه، وقوله: فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ [الأحزاب/ 23] . قيل قَضَى نذره، لأنه كان قد ألزم نفسه أن لا ينكل عن العدى أو يقتل، وقيل:
معناه منهم من مات ، وقال تعالى: ثُمَّ قَضى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ
[الأنعام/ 2] قيل:
عني بالأوّل: أجل الحياة، وبالثاني: أجل البعث، وقال: يا لَيْتَها كانَتِ الْقاضِيَةَ
[الحاقة/ 27] ، وقال: وَنادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ [الزخرف/ 77] وذلك كناية عن الموت، وقال: فَلَمَّا قَضَيْنا عَلَيْهِ الْمَوْتَ ما دَلَّهُمْ عَلى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ [سبأ/ 14] وقَضَى الدّينَ: فصل الأمر فيه بردّه، والِاقْتِضَاءُ:
المطالبة بقضائه، ومنه قولهم: هذا يَقْضِي كذا، وقوله: لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ
[يونس/ 11] أي: فرغ من أجلهم ومدّتهم المضروبة للحياة، والقَضَاءُ من الله تعالى أخصّ من القدر، لأنه الفصل بين التّقدير، فالقدر هو التّقدير، والقضاء هو الفصل والقطع، وقد ذكر بعض العلماء أنّ القدر بمنزلة المعدّ للكيل، والقضاء بمنزلة الكيل ، وهذا كما قال أبو عبيدة لعمر رضي الله عنهما لما أراد الفرار من الطّاعون بالشام:
أتفرّ من القضاء؟ قال: أفرّ من قضاء الله إلى قدر الله ، تنبيها أنّ القدر ما لم يكن قضاء فمرجوّ أن يدفعه الله، فإذا قضى فلا مدفع له ويشهد لذلك قوله: وَكانَ أَمْراً مَقْضِيًّا
[مريم/ 21] وقوله: كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا [مريم/ 71] ، وَقُضِيَ الْأَمْرُ [البقرة/ 210] أي:
فصل تنبيها أنه صار بحيث لا يمكن تلافيه.
وقوله: إِذا قَضى أَمْراً [آل عمران/ 47] .
وكلّ قول مقطوع به من قولك: هو كذا أو ليس بكذا يقال له: قَضِيَّةٌ، ومن هذا يقال: قضيّة صادقة، وقضيّة كاذبة ، وإيّاها عنى من قال:
التّجربة خطر والقَضَاءُ عسر، أي: الحكم بالشيء أنه كذا وليس بكذا أمر صعب، وقال عليه الصلاة والسلام: «عليّ أَقْضَاكُمْ» .
[قضى] نه: في ح الحديبية: هذا ما «قاضى» عليه محمد صلى الله عليه وسلم، هو فاعل من القضاء: الفصل والحكم، لأنه كان بينه وبين أهل مكة، وأصله الع والفصل، وقضاء الشيء: إمضاؤه وإحكامه والفراغ منه، فيكون بمعنى الخلق، الأزهري: هو لغة على وجوه مرجعها إلى انقطاع الشيء وتمامه، وكل ما أحكم عمله أو أنتم أو أدى أو اوجب أو أعلم أو أنفذ او أمضى فقد قضى. ومنه: «القضاء» المقرون بالقدر، والمراد به التقدير وبالقضاء الخلق نحو «فقضهن» سبع سموات» أي خلقهن، فهما متلازمان فالقدر كالأساس والقضاء كالبناء، فمن رام الفصل بينهما فقد رام هدم البناء. ك: القضاء الأمر الكلي الإجمالي حكم في الأزل. والقدر جزئيات ذلك الكلي مفصلات. ز: ظاهر هذا عكس ما في النهاية: نه:ألا تعبدوا» أي حكم. وكانت «القاضية»، أي المنية التي لا حياة بعدها. و ««قضى» أجلًا» ختمه وأتمه.
قضى: قضى. قضى به: يقال قضى الأمر فجاء به، أي جمع بين شيئين. (ويجرز ص40، ص135 رقم 207، عباد 2: 63).
قضى بحقه: أبدى له كل مظاهر الاحترام التي يستحقها. (فريتاج طرائف ص50).
قضى: أدى الدين. ويقال أيضا قضى ل (أماري ديب ص35).
قضى: أدى ما عليه من فرائض دينية كان قد أهملها بعد مضي وقتها (معجم البلاذري).
قضى (بالتشديد): أدى الدين. (فوك).
قضى وكفى، يقال مثلا: هذا يقضيني أي هذا يكفيني (بوشر).
قضى: احتل، يقال مثلا: هذا يقضيه موضع صغير أي هذا يحتل موضعا صغيرا. (بوشر).
قاضى. قاضي فلانا: عقد معاهدة واتفاقا معه. (معجم البلاذري). وفي كتاب محمد بن الحارث (ص218): فلما امتنع الفهري بغرناطة واضطره الأمير عبد الرحمن رحمه الله إلى النزول واشتراط بحضور القاضي يحيى فحضر وكتب في كتاب المقاضاة وذلك بمحضر يحيى بن يزيد قاضي الجماعة.
أقضى: أدى الدين. (فوك).
أقضى: فاوض، تفاوض، (الكالا).
تقضى. تقضى الوقت: مر، مضى. ففي المقري (1:310): أيام تقضت بروضة. وفيه (1: 311): عصر لنا تقضى بالسد- (المقري 1: 705).
تقضى: أدى الدين. (فوك).
تقضى: بمعنى قضى وقضى. ففي ويجرز (ص22):
ألا هل إلى الزهراء أوبة نارنج ... تقضت مبانيها مدامعه نزحا.
تقاى. تقاضيا: عقدا معاهدة. (معجم البلاذري).
انقضى. انقضى على: آل إلى، انتهى إلى. ففي القلائد (مخطوطة 1، 1: 194): لا تفعل شيئا حتى هذا المساء وعندئذ أخبرك ما تنقضي عليه القضية.
وفي المطبوع من القلائد (ص118): تنبني.
انقضى دينه: مات. (وك) وهذا كما تقول بالفرنسية: أدى دينه إلى الطبيعة والفطرة ..
انقضى الشيء: فني وانصرم. والعبارة التي نقلها فريتاج مأخوذة من طرائف دي ساسي (2: 65).
اقتضى: تطلب، توخى. (بوشر).
اقتضى: صار لابد منه، ولا غنى عنه. وفي محيط المحيط اقتضى الأمر الوجوب دل عليه، واقتضى الحال كذا استدعاه واستوجبه. وفي طرائف دي ساسي (1: 114): كان حنفيا ثم تحول شافعيا بعد مدة لأمر اقتضى ذلك. وفيها (1: 143): كان عرض له أمر اقتضى له الخروج من عدن إلى برعجم. وفيها (2: 401): وقد اشتملت هذه الأبيات على ما يقتضي الكشف عنه، أي قد اشتملت هذه الأبيات على ما يحتاج إلى تفسير، (المقري 1: 282، 137، حياة صلاح الدين ص144).
بحسب اقتضاء الحال: بحسب الحاجة، بحسب الضرورة (بوشر).
اقتضى: طلب شيئا من أحد، وتطلبه منه. ففي النويري (أفريقية ص47 ق): ثم اقتضاهم الجواب.
اقتضى: بمعنى أراد، وشاء، وابتغى، وتوخى فيما يظهر.
لا يقتضي: استهجن. استقبح، استنكر، ففي القلائد (ص45): (دخل المرية وعليه أسمال لا تقتضيها الآداب، ولا يرتضيها إلا الانتحاب والانتداب).
اقتضى إلى: اضطر إلى، أحوج إلى. (بوشر).
ويقال اقتضى ب: ففي حياة صلاح الدين (ص205): اقتضى الحال بفقد أحوال القدس.
اقتضى: حصل على، كسب. اكتسبن نال. ففي القلائد (ص192): سار مطلقا العنان لفرسه فلم يروا إلا منهجهن ولا اقتضوا عوضا منه الارهجه ..
اقتضى: احتكر، احتاز، تملك، ففي انتيشيوس (2: 161): أخذت الأموال فاقتضيتها لنفسك.
اقتضى: استرد. ففي رياض النفوس (ص59 ق): وحين كان بمكة رغبت إليه أخته والتمست منه أن يعود إلى المغرب فأجابها ما كنت لأدع بلدا عرفت الله عز وجل فيه وامضي إلى بلد عصيت الله تعالى فيه أخشى أن تقتضيني العوائد.
أرضى، أشبع رغبته، شفي غلته. ففي ابن طفيل (ص197): إما مال يجمعه أو لذة ينالها أو شهوة يقتضيها أو غيظ يتشفى به. اقتضى: دعا إليه، تطلبه، عين موعده. ففي ويجرز (ص22): وأيام وصل بالعقيق اقتضيته. وانظر (ص76 رقم 42). غير أني أفضل في البيت الخامس والخمسين معنى كان لابد منه ولا غنى عنه.
اقتضى: تضمن، احتوى، اشتمل على (ميرسنج ص25، ص41 رقم 170)، وفي المقري (1: 97): سأله: ما رأيك في قرطبة؟ فخاطبه على ما يقتضيه كلام عامة الأندلس بقوله جوفها شمام، وغربيها قمام، الخ. وفي شكوري (ص187 ق): وكان خلط هذا الورم يقتضي الحدة والحرافة. (الملابس ص379 رقم 1). وفي زيشر (20: 487): ولولا خشية التطويل لذكرت جميع أسماء الكتب وذكرت كل كتاب وما يتقضى وما يختص. (انظر: مقتضى).
استقضى. استقضى الدين: طلب أن يقضيه. (محيط المحيط، معجم ابن جبير، رياض النفوس (91 ق).
استقضى فلانا: استخدمهن استعمله. ففي ألف ليلة (2: 75: وإذا بعكام نزل من فوق بغلته وقبل يد شاه بندر التجار وقال له والله زمان يا سيدي ما استقضيتنا في تجارات.
قضاء: عمل القاضي، وظيفة القاضي (بوشر) وقد كثر ذكر الكلمة عند المؤلفين.
قضاء المناكح والخطبة أو الخطابة كما في مخطوطة برلين، وتعني في غرناطة وظيفة القاضي الذي يتولى لفصل في أمور الزواج. ففي كتاب الخطيب (ص28 ق): ولي قضاء المناكح والخطبة بالحضرة.
(انظر قاضي الانكحة في تونس في رحلة ابن بطوطة (1: 15).
قضاء: سلطة قضائية، امتداد سلطة القاضي في الولاية. (بوشر).
قضاء: رد، إرجاع الشيء لصاحبه، تأدية، (الكالا) وفيه ( Restitucion = خلف).
قضاء: اتفاق، معاهدة. (معجم البلاذري).
عمرة القضاء أو عمرة القضية: عمرة النبي (صلى الله عليه وسلم) في شهر ذي القعدة من السنة السابعة من الهجرة، وقد أطلق عليها هذه الاسم لأنه عقد هدنة مع سهيل بن عمرو مندوب أهل مكة الذي منعه من قضاء العمرة في السنة السابقة. (قاضي سهيل بن عمرو على الهدنة) أي صالحه على الهدنة. (معجم البلاذري) قضية: أمر، حادث، واقعة، (بوشر، الكالا، معجم الطرائف، وانظر في مادة أنقضى، كوسج طرائف ص86، المقدمة 3: 396).
على أدنى قضية: على أمر تافه، على لا شيء (بوشر).
ما هو قضية: هذا ليس ضروريا. (بوشر).
قضية: دعوى. ففي طرائف كوسج (ص49): وشهود كل قضية اثنان.
قضية، في اصطلاح المنطق: قول يصح أن يقال لقائله إنه صادق فيه أو كاذب. (فوك، بوشر، المقدمة 2: 371).
قضية في اصطلاح الرياضيات: نظرية يطلب إثباتها بالبرهان. (بوشر).
قضية: اتفاق، معاهدة. (معجم البلاذري) عمرة القضية: انظر عمرة القضاء.
قضية: جملة، عبارة. (بوشر).
قضية جزئية: من الجزء إلى الكل، من الخاص إلى العام. (بوشر).
قضية حملية: مقولة، لفظ كلي يمكن ان يدخل محمولا في قضية (فوك).
قضية شاهدة: شهادة، بينة. (فوك).
قضاوة: قضاء؛ سلطة قضائية. (بوشر). قضاء. قضا شغل: خبير في الأعمال (بوشر).
رجل قضاء أشغال: رجل أعمال. (بوشر). قاض. قاضي الجماعة في الأندلس وأفريقية هو ما يسمى قاضي القضاة في المشرق. وقضاء الجماعة: وظيفة قاضي الجماعة وعمله. (كاترمير البكري ص144) وقد أطلق على قاضي الجماعة في الأندلس اسم قاضي الجند لأن هؤلاء القضاء ينتمون إلى أجناد العرب أي الطبقة العليا من الجند وسراتهم، وذلك حتى سنة 250 من الهجرة حين عين السلطان محمد مولى لأسرته في هذه الوظيفة، وهو عمرو بن عبد الله فأطلق على نفسه لقب قاضي الجماعة (انظر ابن القوطية ص30 وانظر كتاب محمد بن الحارث ص218، ص282).
قاضي العرب: هو قاض يفصل في القضايا عند أهل البادية، وهو لا يحكم حسب الشريعة بل وفق العرف والعادة. (بركهارت البدو ص68، برقون 2: 87).
قاضي الانكحة: قاضي الزواج. (ابن بطوطة 1: 15). وانظرها في مادة قضاء.
قاض: عند الكالا. ( escrivano principal) وقد ترجمها تبريجا بكلمة scriba والنائب العام للأسقف ووكيل الأسقف.
مقتضى، مطلوب، مستحق، واجب الأداء، فرض (بوشر).
من غير مقتضى: بطيب خاطر، بسرور (بوشر).
من مقتضيات الطبيعة أن: من الطبيعي أن (بوشر).
مقتضى الحال: ما يتطلبه الحال. (ميهرن بلاغة ص17).
مقتضى: حال، ظرف، شأن وضع. (معجم الإدريسي).
على مقتضى، وبمقتضى (معجم فريتاج): بحسب، بموجب وفقا ل. تبعا. طبعا. (دي ساسي طرائف 1: 108، 2: 64).
حسب مقتضى القوانين. حسب دقة القوانين وصرامتها. (بوشر).
ومقتضى ذلك أن: وينتج عن ذلك أن (بوشر).
مقتضى: دائم، مستمر، مطرد. ففي الجوبري (ص61 ق): ويكون مقتضى الذي كتبته.
مقتضيات: احتمالات، إمكانات. وقد ذكرها فريتاج عن شلتنز، وقد اقتبسها شلتنز من ابن الطفيل (ص125).

أَزر

أَزر
: (} الأَزْرُ) ، بفتحٍ فسكونٍ: (الإِحاطةُ) عَن، ابْن الأَعرابيّ.
(و) الأَزْرُ: (القُوَّةُ) والشِّدَّةُ (و) قيل: الأَزْرُ: (الضَّعْفُ، ضِدٌّ، و) الأَزْرُ: (التَّقْوِيَةُ) ، عَن الفَرّاءِ، وقرأَ ابنُ عَامر: { {فأزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ} (الْفَتْح: 29) على فَعَلَه، وقرأَ سائرُ القُرّاء: {10. 003} فآزره} .
وَقد {آزَره: أَعانَه وأَسعدَه.
(و) } الأَزْرُ: (الظَّهْرُ) قَالَ البَعِيثُ:
شَدَدْتُ لَهُ! - أَزْرِي بِمِرَّةِ حازِمٍ
على مَوْقِعٍ مِن أَمْرِه مَا يُعَاجِلُهْ
قَالَ ابنُ الأَعرابِّي، فِي قَوْله تعالَى: {اشْدُدْ بِهِ {- أَزْرِي} (طه: 31) : مَن جعلَ الأَزْرَ بِمَعْنى القُوَّة قَالَ: اشْدُدْ بِهِ قُوَّتِي، ومَن جعلَه الظَّهْرَ قَالَ: شُدَّ بِهِ ظَهْرِي، ومَن جعلَه الضَّعْفَ قَالَ: شُدَّ بِهِ ضَعْفِي وقَوِّ بِهِ ضَعْفِي.
(و) } الأُزْرُ (بالضَّمِّ: مَعْقِدُ {الإِزارِ من الحَقْوَيْنِ.
(و) } الإِزْرُ (بالكَسْر: الأَصْلُ) ، عَن ابْن الأَعربيّ.
(و) {الإِزْرَةُ، (بهاءٍ: هَيْئَةُ الائْتِزار) ، مثل الجِلْسةِ والرِّكْبَةِ، يُقَال: إِنَّه لَحَسنُ الإِزْرَةِ، ولكلِّ قومٍ إِزْرَةٌ} يَأْتَزِرُونَهَا، {وائْتَزَر فلانٌ إِزْرَةً حَسَنَة، وَمِنْه الحديثُ: (} إِزْرَةُ المُؤْمِنِ إِلَى نصْفِ السّاقِ، وَلَا جُناحَ عَلَيْهِ فِيمَا بينَه وَبَين الكَعْبَيْن) . وَفِي حَدِيث عُثمانَ رضيَ اللهُ عَنهُ: (هاكذا كَانَ {إِزْرَةُ صاحِبنا) وَقَالَ ابنُ مُقْبِل:
مثلُ السِّنانِ نَكِيراً عِنْد خِلَّتِه
لكلِّ} إِزْرَةِ هَاذا الدَّهْرِ ذَا {إِزَرِ
(} والإِزارُ) ، بالكسرِ، معروفٌ، وَهُوَ (المِلْحَفَةُ) ، وفَسَّره بعضُ أَهلِ الغَرِيب بِمَا يسْتُرُ أَسفلَ البَدنِ، والرِّداءُ: مَا يَستُر بِهِ أَعلاه، وَكِلَاهُمَا غيرُ مَخِيط، وَقيل: {الإِزار: مَا تحتَ العاتِقِ فِي وَسَطِه الأَسفل، والرِّداءُ: مَا على العاتِقِ والظَّهْرِ، وَقيل: الإِزار: مَا يَستُر أَسفلَ ابدنِ وَلَا يكونُ مَخِيطاً، والكلُّ صحيحٌ، قَالَه شيخُنا. يذكَّر (ويُؤَنَّثُ) عَن اللِّحْيَانيّ، قَالَ أَبو ذُؤَيْب:
تَبَرَّأُ مِن دَمِ القَتِيلِ وبَزِّه
وَقد عَلِقَتْ دَمَ القَتِيلِ} إِزارُهَا
أَي دَمُ القَتِيلِ فِي ثَوْبِهَا، ( {كالمِئْزَر) ،} والمِئْزَرةِ، الأَخِيرَةُ عَن اللِّحْيَانيّ، وَفِي حَدِيث الِاعْتِكَاف: (كَانَ إِذا دَخَلَ العَشْرُ الأَوَاخِرُ أَيقظَ أَهلَه وشَدَّ! المِئْزَرَ) كَنَى بِشَدِّه عَن اعتزال النِّساءِ، وَقيل: أَرادَ تَشْمِيرَه لِلْعِبَادَةِ، يُقَال: شَدَدْتُ لهاذا الأَمْرِ {مِئزَرِي، أَي تشمَّرتُ لَهُ، (} والإِزْرِ والإِزَارةِ بكَسْرِهما) ، كَمَا قالُوا: وِسادٌ ووِسادَة، قَالَ الأَعشى:
كَتَمَايُلِ النَّشْوَانِ يَرْ
فُلُ فِي البَقِيرَةِ {والإِزارَهْ
(و) قد (} ائْتَزَر بِهِ {وتَأَزَّرَ بِهِ) : لَبِسَه، (وَلَا تَقُلِ اتَّزَرَ) } بالمِئْزَرِ، بإِدغامِ الهمزةِ فِي التَّاء، وَمِنْهُم مَن جَوَّزه وجعلَه مثلَ اتَّمنتُه، والأَصلُ ائْتَمنتُه، (و) فِي الحَدِيث: (كَانَ يُبَاشِرُ بعضَ نسائِه وَهِي {مُؤَتَزِرةٌ فِي حَالَة الحَيْض) ، أَي مَشْدُودَةُ الإِزارِ، قَالَ ابنُ الأَثِير:
(قد جاءَ فِي بعضِ لأَحادِيثِ) ، أَي الرِّواياتِ، كَمَا هُوَ نَصُّ النِّهايَة: (وَهِي مُتَّزِرَةٌ) ،
(لَعلَّه مِن تحْريفِ الرُّوَاة) قَالَ شيخُنَا: وَهُوَ رَجاءٌ باطلٌ، بل هُوَ واردٌ فِي الرِّواية الصحيحةِ، صَحَّحها الكِرمانِيُّ وغيرُه من شُرّاح البُخَاريِّ، وأَثبته الصّاغانيّ فِي مَجْمَعِ البَحْرِينِ فِي الجَمْع بَين أَحادِيثِ الصَّحِيحَيْن.
قلتُ: وَالَّذِي فِي النِّهَايَة أَنه خطأ؛ لأَن الهمزةَ لَا تُدغَم فِي التّاء. وَقَالَ المطرّزيّ: إِنها لغةٌ عاميَّةٌ، نعمْ ذَكَر الصّغانيّ فِي التَّكْمِلَة: ويجوزُ أَن تقولَ اتَّزَرَ} بالمِئْزَرِ أَيضاً فيمَن يُدْعِمُ الهمزةَ فِي التّاءِ، كَمَا يُقَال: اتَّمَنتُه والأَصلُ ائْتَمنتُه. وَقد تقدَّم فِي أَخَذَ هاذا البحثُ، فراجِعْه.
(ج {آزِرَةٌ) مثل حِمارٍ وأَحْمِرَةٍ، (} وأُزُرٌ) مثل حِمَارٍ وحُمُرٍ، حجازيَّة، وهما جَمعانِ للقِلَّة والكَثرة، ( {وأُزْرٌ) ، بضمَ فسكونٍ، تميميّة، على مَا يُقاربُ الاطِّراد فِي هَذَا النَّحْو. وَقَالَ شيخُنا: هُوَ تخفيفٌ مهن} أُزُر، بضَمَّتَين.
(و) قيل: {الإِزارُ: (كلُّ مَا) وَارَاكَ و (سَتَرَكَ) ، عَن ثَعلب، وحُكِيَ عَن ابنُ الأَعْرَابيِّ: رأَيتُ السَّرَوِيَّ يَمْشِي فِي دارِه عُرْياناً فقلتُ لَهُ: عُرْياناً؟ فَقَالَ: دارِي} - إزارِي. (و) مِنَ المَجَازِ: الإِزارُ: (العَفَافُ) ، قَالَ عَدِيُّ بنُ زيد:
أَجْلِ أَنَّ اللهَ قد فَضَّلَكُمْ
فَوْقَ مَن أحْكَأَ صُلْباً {بإِزارِ
قَالَ أَبو عُبَيْد: فلانٌ عفِيفُ} المِئْزَرِ وعَفِيفُ {الإِزارِ، إِذا وُصِفَ بالعِفَّة عَمَّا يَحْرُمُ عَلَيْهِ من النِّساءِ. وَمن سَجَعَاتِ الأَساس: هُوَ عفيفُ الأَزار خَفِيفُ الأَوْزار.
(و) يُكْنَى} بالإِزار عَن النَّفْس و (المرأَة) ، وَمِنْه قولُ أَبي الْمِنْهَالِ نُفَيْلَةَ الأَكبر الأَشْجَعِيِّ، كَتَب إِلى سَيِّدِنا عُمَرَ رضيَ اللهُ عَنهُ:
أَلَا أَبْلِغْ أَبَا حَفْصٍ رَسُولاً
فِدًى لكَ مِن أَخِي ثِقَةٍ {- إِزارِي
فِي الصّحاح: قَالَ أَبو عَمْرٍ والجَرْمِيّ: يُرِيدُ بالإِزار هَا هُنَا المرأَةَ، وَقيل: المرادُ بِهِ أَهْلِي ونَفْسِي، وَقَالَ أَبو عليَ الفارسيُّ: إِنه كنايةٌ عَن الأَهْل، فِي مَوضِع نَصْبٍ على الإِغراءِ، أَي احْفَظْ} - إِزارِي، وجعلَه ابنُ قُتَيْبَةَ كِنَايَة عَن النَّفْس، أَي فِدًى لَك نَفْسِي، وصَوَّبه السُّهَيْلِيُّ فِي الرَّوْض. وَفِي حَدِيث بَيْعَة العَقَبَة: (لَنَمْنَعنَّكَ ممّا نَمنَعُ مِنْهُ {أُزُرَنا) ، أَي نسَاءَنَا وأَهلَنَا، كَنَى عنهُنّ} بالأُزُرِ، وَقيل: أَراد أَنفسَنا، وَفِي المُحْكَم: {والإِزار: المرأَةُ؛ على التَّشْبِيه، أَنشدَ الفارسيُّ:
كانَ مِنْهَا بحَيثُ تُعْكَى الإِزارُ
(و) من الْمجَاز: الإِزارُ: (النَعْجَةُ، وتُدْعَى للحَلْبِ فَيُقَال:} إِزارْ إِزارْ) ، مبنيًّا على السّكُون، وَالَّذِي فِي الأَساس: وشَاةٌ {مُؤَزَّرةٌ، كأَنَّمَا} أُزِّرَتْ بسَوادٍ، وَيُقَال لَهَا: إِزار.
( {والمُؤازَرَةُ) ، بالهَمْز: (المُسَاواةُ) ، وَفِي بعض النُّسَخ: المُوَاساة، والأَوّلُ الصحيحُ، ويَشْهَدُ للثَّانِي حديثُ أَبي بكر يومَ السَّقِيقة للأَنصار: (لقد نصرْتُم} وآزَرْتُم وآسَيْتُم) ، (والمُحَاذاةُ) ، وَقد {آزَرَ الشيءُ الشيءَ: سواهُ وحاذاه، قَالَ امْرُؤُ القَيْسِ:
بِمَحْنِيَةٍ قد آزَرَ الضّالَ نَبْتُهَا
مَجَرِّ جُيوشٍ غانِمِينَ وخُيَّبِ
أَيْ ساوَى نبتُهَا الضّالَ وَهُوَ السِّدرُ البَرِّيُّ؛ لأَن النَّاسَ هابوه فَلم يَرْعَوْهُ. (و) } المُؤازَرةُ، بالهَمْز أَيضاً: (المُعَاوَنةُ) على الأَمر، تَقول: أَردتُ كَذَا {- فآزَرَنِي عَلَيْهِ فلانٌ: أَي ظاهَرَ وعاوَنَ، يُقَال:} آزَرَه (و) وازَرَه، (بالواوِ) على البَدَل من الهَمْز هُوَ (شاذٌّ) ، والأَولُ أَفصحُ، وَقَالَ الفَرّاءُ: {أَزَرْتُ فُلاناً} أَزْراً: قَوِّيتُه، {وآزَرتُه: عاوَنتُه، والعامَّةُ تَقول: وازَرْتُه. وَقَالَ الزَّجّاج:} آزرتُ الرجلَ على فلانٍ، إِذا أَعَنْتُه عَلَيْهِ وَقَوَّيتُه. (و) المُؤازرةُ (أَنْ يُقَوِّيَ الزَّرْعُ بعْضُه بَعْضًا فَيَلْتَفَّ) وَيتلاصَقَ، وَهُوَ مَجازٌ، كَمَا فِي الأَساس. وَقَالَ الزَّجّاج فِي قَوْله تعالَى: { {فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ} (الْفَتْح: 29) أَي} فآزَرَ الصِّغارُ الكِبَارَ حَتَّى استَوَى بعضُه مَعَ بعضِ.
( {والتَّأْزِيرُ: التَّغْطِيَةُ) ، وَقد} أَزَرَ النَّبْتُ الأَرْضَ: غَطّاها، قل الأَعْشَى:
يُضاحِكُ الشَّمْسَ مِنْهَا كَوْكَبٌ شَرِقٌ
{مُؤَزَّرٌ بعَمِيمِ النَّبْتِ مُكْتَهِلُ
(و) مِنَ المَجَازِ:} التَّأْزِيرُ، (التَّقْوِيَةُ) ، وَقد أَزَّرَ الحائِطَ، إِذا قَوّاه بتَحْوِيطٍ يَلزَقُ بِهِ.
(و) مِنَ المَجَازِ: (نَصْرٌ مُؤَزَّرٌ) ، أَي (بالغٌ شديدٌ) ، وَفِي حَدِيث المَبْعَثِ، (قَالَ لَهُ وَرَقةُ: إِنْ يُدْرِكْنِي يَومُكَ أَنْصُرْكَ نَصْراً {مُؤَزَّراً) ، أَي بَالغا شَدِيدا.
(} وآزَرُ، كهاجَرَ: ناحيةٌ بَين) سُوقِ (الأَهْوازِ ورامَهُرْمُزَ) ، ذَكَره البَكْرِيُّ وغيرُه. 5
(و) ! آزَرُ: (صَنَمٌ) كَانَ تارَحُ أَبُو إِبراهِيمَ عَلَيْهِ السلامُ سادِناً لَهُ، كَذَا قالَهُ بعضُ المُفَسِّرِين. ورُوِيَ عَن مُجَاهِدٍ فِي قَوْله تعالَى: {ءازَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً} (الْأَنْعَام: 74) قَالَ: لم يَكُن بأَبِيه، ولكنّ آزرَ اسمُ صَنَمٍ فموضِعُه نَصْبٌ على إِضمارِ الفِعْل فِي التِّلاوة، كأَنّه قَالَ: وإِذ قَالَ إِبراهيمُ (لأَبية) أَتَتَّخِذُ آزَرَ إِلاهاً، أَي أَتَّتَّخذُ أَصناماً آلِهَة. وَقَالَ الصّاغانِيُّ: التَّقّدِيرُ: أَتَتَّخِذُ آزَر إِلاهاً، وَلم ينتصبْ بأَتَتَّخِذُ الَّذِي بعدَه؛ لأَن الاستفهامَ لَا يعملُ فِيمَا قبلَه، ولأَنه قد استوفَى مفعولَيْه. (أَو) آزَرُ: (كَلمةُ ذَمَ فِي بعضِ اللغَاتِ) ، أَي يَا أَعرجُ، قَالَه السُّهَيْلِيّ، وَفِي التَّكملة: يَا أَعرجُ، أَو كأَنّه قَالَ: وإِذْ قَالَ إِبراهِيمُ لأَبِيه الخاطِيء، وَفِي التَّكْملة: يَا مُخْطِيءُ يَا خَرِفُ، وَقيل: مَعْنَاهُ يَا شَيْخُ، أَو هِيَ كلمةُ زَجْرٍ ونَهْيٍ عَن الْبَاطِل. (و) قيل: هُوَ (اسْمُ عَمِّ إِبراهِيمَ) عَلَيْهِ وعَلى محمّدٍ أَفضلُ الصّلاة والسّلام، فِي الآيةِ الْمَذْكُورَة، وإِنّمَا سُمِّيَ العَمُّ أَباً، وجَرَى عَلَيْهِ القرآنُ العَظيم، على عادةِ العربِ فِي ذالك؛ لأَنهم كثيرا مَا يُطلِقُون الأَبَ على العَمّ، (وأَمّا أَبُوه فإِنه تارَخُ) ، بالخاءِ المُعْجَمة، وَقيل بالمُهْمَلة، على وَزْن هاجَر، وهاذا باتّفاق النَّسّابِين، لَيْسَ عندَهم اختلافٌ فِي ذالك، كَذَا قالَه الزَّجَّاجُ والفَرَّاءُ، (أَو هُمَا واحدٌ) . قَالَ القُرطُبِيُّ: حُكِيَ أَنْ آزَرَ لقبُ نارَخَ، عَن مُقَاتِلٍ، أَو هُوَ اسمُه حَقِيقَة، حَكاه الحَسَنُ، فهما إسمان لَهُ، كإِسرائيلَ ويعقوبَ.
(و) عَن أَبِي عُبَيْدَةَ: (فَرَسٌ آزَرُ: أَبيضُ الفَخِذَيْنِ ولَوْن مَقَادِيمِهِ أَسودُ، أَو أَيُّ لَوْن كانَ) ، وَقَالَ غيرُه: فَرَسٌ آزَرُ: أَبيضُ العَجُزِ، وَهُوَ موضعُ الإِزارِ من الإِنسان، وَزَاد فِي الأَساس: فإِن نزَلَ البَيَاضُ بفَخِذَيْه فَمُسَرْوَلٌ، وخَيْلٌ أُزْرٌ، وَهُوَ مَجازٌ.
(و) مِنَ المَجَازِ أَيضاً: (! المُؤَزَّرَةُ، كمُعَظَّمةٍ: نَعْجَةٌ) وَفِي الأَساس: شاةٌ (كأَنَّهَا) . وَفِي الأَساس: كأَنَّمَا: ( {أُزِّرَتْ بسَوادٍ) ، وَيُقَال لَهَا: إِزارٌ، وَقد تقدَّم.
وَمِمَّا يُستَدرك عَلَيْهِ:
يُقَال؛} أَزَرْتُ فلَانا، إِذا أَلْبَسْتُ {إِزاراً فتَأَزَّر، بِهِ} تَأَزُّراً وَيُقَال: {أَزَّرتُه} تَأْزِيراً {فتَأَزَّرَ،} وتَأَزَّرَ الزَّرْعُ قَوَّى بعضُه بَعْضًا فالْتَفَّ وتلاصَقَ واشتدَّ، كآزَرَ، قَالَ الشاعرُ:
{تأَزَّرَ فِيه النَّبْتُ حتَّى تَخايَلَتْ
رُبَاهُ وَحَتَّى مَا تُرَى الشَّاءُ نُوَّمَا
وَهُوَ مَاز، وذَكَرهما الزَّمَخْشَرِيُّ.
وَفِي الأَساس: ويُسَمِّي أَهلُ الدِّيوانِ مَا يُكْتَبُ آخِرَالكتابِ مِن نُسخَةِ عَمَلٍ أَو فَصْلٍ فِي مُهِمَ: الإِزارَ،} وَأَزَّرَ الكتابَ {تَأْزِيراً كَتَبَ كتابا} مُؤَزَّراً.
{- والأُزْرِيُّ إِلى} الأُزْر جمعُ إِزارٍ هُوَ أَبو الْحسن سعدُ الله بنُ عليِّ بنِ محمّدٍ الحَنَفِيُّ.

دُرَر

دُرَر
: ( {الدَّرُّ) ، بالفَتْح: (النَّفْسُ) .
وَدَفَعَ اللهاُ عَن} دَرِّه، أَي عَن نَفْسه، حَكَاهُ اللِّحيانيّ.
(و) الدَّرُّ: (اللَّبَنُ) مَا كَانَ. قَالَ:
طَوَى أُمَّهاتِ الدَّرِّ حتّى كأَنَّها
فَلاَفِلُ هِنْديَ فهُنَّ لُزُوقُ
أُمَّهاتُ الدَّرِّ: الأَطْباءُ.
وَفِي الحَدِيث (أَنه نَهَى عَن ذَبْح ذَواتِ {الدَّرِّ) أَي ذَوَات اللَّبَن، وَيجوز أَن يكون مصدر} دَرَّ اللَّبنُ إِذَا جَرَى. وَمِنْه الحَدِيث: (لَا يُحْبَس {دَرُّكُم) ، أَي ذواتُ الدَّرِّ. أَراد أَنها لَا تُحشَر أَلى المُصَدِّق وَلَا تُحْبَسُ عَن المَرْعَى إِلى أَن تَجْتَمِع الماشِيَةُ ثمَّ تُعَدّ، لِمَا فِي ذالك من الإِضرار بهَا. (} كالدِّرَّةِ، بالكَسْرِ) .
(و) {الدِّرَّة أَيضاً} والدَّرُّ: (كَثْرَتُه) وسَيَلانُه. وَفِي حَدِيث خُزَيمة (غَاضَتْ لَهَا الدِّرّة) ، وَهِي اللَّبَن إِذا كَثُرَ وسال، ( {كالاسْتِدْرارِ) يُقَال:} استَدرَّ اللَّبَنُ والدَّمعُ ونحُوهما: كَثُرَ. قَالَ أَبو ذُؤيب:
إِذا نَهَضَتْ فِيهِ تَصَعَّدَ نَفْرَهَا
كقِتْرِ الغِلاءِ {مُسْتِدرٌّ صِيَابُهَا
اسْتعَار} الدَّرّ لشِدَّةِ دَفْعِ السِّهَامِ.
{ودَرَّ اللَّبَنُ وادَّمْعُ (} يَدُرُّ) ، بالضَّمّ ( {ويَدِرُّ) ، بالَكسْر،} دَرًّا {ودُرُوراً، وكذالك النَّاقَةُ إِذا حُلِبَت فأَقبلَ مِنْهَا على الحاِلب شَيْءٌ كَثِيرٌ قِيل:} دَرَّتْ، وإِذا اجتمعَ فِي الضَّرْع من العُروق وَسَائِر الجَسَد قيل: {دَرَّ اللَّبَن. (والاسمُ} الدَّرَّةُ، بالكَسْرِ) وبالفَتْح أَيضاً، كَمَا فِي اللّسَان. وَبِهِمَا جاءَ المَثَل: (لَا آتِيكَ مَا اخْتلفَت {الدَّرَّة والجِرَّة) واختلافهما أَنَّ الدِّرَّة تَسْفُلُ والجِرَّةَ تَعْلُو، وَقد تقدّم.
(و) عَن ابْن الأَعرابيّ:} الدَّرُّ: العَمَلُ من خَيرٍ أَو شَرَ. وَمِنْه قَوْلهم: (لله (ِ {دَرُّهُ) ، يكون مَدحْاً، وَيكون ذَمًّا، كَقَوْلِهِم: قاتَلَه اللهاُ مَا أَكْفَرَه، وَمَا أَشْعَره، وَمَعْنَاهُ (أَي) لله (عَمَلُه) ، يُقَال هاذا لِمَن يُمْدَح ويُتَعَجَّب من عَمَلِه. (و) إِذا ذُمَّ عَملُه قيل: (لاَدَ} رَّدَرُّه) ، أَي (لَا زَكَا عَمَلُه) ، وكُلُّ ذالك على المَثَلِ. وَقيل: لِلَّه {دَرُّك مِن رَجُلٍ. مَعْنَاهُ لِلَّهِ خَيرُك وفعَالُك. وإِذَا شَتَمُوا قَالُوا: لَا} دَرَّ دَرُّه، أَي لَا كَثُرَ خَيْرُه. وَقيل: لِلَّهِ {دَرُّك، أَي لِلَّه مَا خَرَج مِنْك من خَيْرٍ. قَالَ ابْن سِيدَه: وَأَصلُه أَنّ رَجُلاً رأَى آخَرَ يَحلُبُ إِبِلاً، فتعَجَّب من كَثْرةِ لَبَنِهَا، فَقَالَ: لِلَّهِ} دَرُّك. وَقيل: أَراد لِلَّهِ صالِحُ عَمَلِك، لأَنَّ! الدَّرَّ أَفضلُ مَا يُحْتَلَب. قَالَ بَعضهم: وأَحسَبهم خَصُّوا اللَّبَن لأَنَّهُم كانُوا يَفْصِدُون النَّاقَةَ فيَشْربُون دَمَهَا ويفْتَظُّونَهاَا فيشربون ماءَ كَرشِها، فَكَانَ اللَّبَنُ أَفضلَ مَا يَحْتَلِخون.
قَالَ أَبو بكْرِ: وَقَالَ أَهلُ اللُّغَة فِي قَوْلهم: لِلَّه دَرُّه. الأَصْلُ فِيهِ أَن الرَّجلَ ذَا كَثُرَ خَيْرُدهُ وعَطَاؤُه وإِنَالَتُه النَّاسَ قيل: لِلَّه {دَرُّه، أَي عَطَاؤُه وَمَا يُؤْخَذُ مِنْهُ، فشَبَّهوا عَطَاءَه} بدَرِّ النّاقَةِ، ثمّ كَثُرَ استِعمَالُهُم حَتَّى صارُوا يَقُولُونه لكلّ مُتعجَّب مِنْه.
قلْت: فعُرِفَ ممّا ذَكرْنَاه كُلّه أَن تَفْير الدَّرِّ بالخَيْر والعَطَاءِ والإِنَالَة إِنّمَا هُوَ تفسيرٌ باللازم، لَا أَنَّه شَرْحٌ لَهُ على الحَقِيقَة؛ فإِن {الدَّرَّ فِي الأَصل هُوَ اللَّبَن، وإِطلاقُه على مَا ذُكِرَ تَجَوُّز، وإِنما أُضِيف لِلَّهِ تَعَالَى إِشارَةً إِلى أَنه لَا يَقدِر عَلَيْهِ غَيْرُه. قَالَ ابنُ أَحمر:
بانَ الشَّبَابُ وأَفْنَى دَمْعَه العُمُرُ
لله} - دَرِّيَ أَيَّ العَيْشِ أَنتَظِرُ
تعَجَّب من نَفْسه.
قَالَ الفَرّاءُ: وَرُبمَا استَعْمَلُوه من غير أَن يَقُولُوا: لِلَّه، فيَقُولون: دَرَّ {دَرُّ فُلانٍ. وأَنشد للمُتَنَخ:
لَا} دَرَّ {- دَرِّيَ أَنْ أَطْعَمْتُ نازِلَهمْ
قِرْفَ الحَتِيِّ وعنْدِي البُرُّ مَكْنوزُ
(} ودَرَّ النَّبَاتُ) {دَرًّا: (الْتَفَّ) بعضُه مَعَ بعض لكَثْرته. (و) } دَرَّت (الناقَةُ بِلَبَنِها) {تَدُرّ} وتَدِرّ بالضَّمّ، والكَسْرِ، الأَوّلُ على الشُّذُوذ والثَّاني على القِيَاس، كَمَا صرَّحَ بِهِ صاحبُ المِصْباح وَغَيره، {دُرُوراً} ودَرًّا: ( {أَدَرَّتْه) ، فَهِيَ} دَرُورٌ {ودَارٌّ} ومُدِرٌّ، {وأَدرَّها مارِيها دُونَ الفَصِيل، إِذَا مَسحَ ضَرْعَها.
(و) } دَرَّ (الفَرسُ {يَدِرّ) ، بالكَسْر على القِيَاس، (} دَرِيراً) {ودِرَّةً: (عَدَا) عَدْواً (شَدِيداً، أَو) عَدَا (عَدْواً سَهْلاً) مُتَتابِعاً.
(و) } دَرَّ (العِرْقُ) {يَدُرّ} دُرُوراً: (سَالَ) كَمَا {يَدُرّ اللَّبَن، (وكَذَا) } دَرَّت (السَّمَاءُ بالمَطَر) {تَدُرّ (} دَرًّا! ودُرُوراً) ، الأَخير بالضَّمّ، إِذا كثُرَ مَطَرُهَا، (فَهِيَ {مِدْرَارٌ) ، بِالْكَسْرِ، أَي} تَدُرُّ بالمَطَرَ، وَكَذَا سَحابةٌ {مِدْرَارٌ، وَهُوَ مَجاز. (و) } دَرَّت (السُّوقُ: نَفَقَ مَتَاعُها) ، وَالِاسْم {الدِّرَّة. (و) دَرَّ (الشيْءُ: لانَ) . أَنشدَ ابنُ الأَعرابيِّ:
إِذا استَدْبَرَتْنا الشَّمسُ} دَرَّتْ مُتُونُنا
كأَنَّ عُروقَ الجَوْفِ يَنْضَحْنَ عَنْدا
وذالك لأَنَّ العربَ تَقول: إِنْ {اسْتِدْبَارَ الشَّمسِ مَصَحَّةٌ.
(و) دَرَّ (السَّهْمُ) } يَدُرُّ ( {دُرُوراً) ، بالضَّمّ: (دَارَ دَوَراناً) جَيِّداً (على الظُّفُر، وصاحِبُه} أَدَرَّه) ، وذالك إِذا وَضَعَه على ظُفرِ إِبهام اليُسْرَى ثمَّ أَدارَه بإِبْهامِ اليَدِ اليُمْنَى وسَبَّابَتِها. حَكَاهُ أَبو حَنِيفَة. قَالَ: وَلَا يكون {دُرُورُ السَّهْمِ وَلَا حَنِينه إِلاّ من اكتِناز عُودِه وحُسْنِ استقامته والْتِئامِ صَنْعَته.
(و) درَّ (السِّرَاجُ) ، إِذَا (أَضَاءَ، فَهُوَ} دَارٌّ {ودَرِيرٌ) ، كأَمِير، أَي مُضِيءٌ.
(و) } دَرَّ (الخَرَاجُ) {يَدُرُّ (} دَرًّا) ، إِذا (كَثُر إِتَاؤُه) وفَيْؤُه، {وأَدَرَّه عُمّالُه.
(و) } دَرَّ (وَجْهُك) ، إِذا (حَسُنَ بَعْدَ العِلَّة) والمَرَضِ ( {يَدَرُّ، بالفَتْح فِيهِ) . عَن الصاغَانيّ، وَهُوَ (نادِرٌ) . ووَجْهُه أَنه لَا مُوجِبَ للفَتْح، إِذ لَيْسَ فِيهِ حَرفُ الحَلْق عَيْناً وَلَا لاماً؛ ولذالك أَنْكَرُوه وَقَالُوا إِن ماضِيَه مَكْسُور كمَلَّ يَمَلُّ، فَلَا نُدرَة. قَالَه شيخُنا.
(} والدِّرَّةُ، بالكَسْرِ) : {دِرَّة السُّلطانِ، (الَّتي يُضْرَب بهَا) ، عَرَبِيّةٌ مَعْرُوفَة والجمْع} دِرَرٌ. وَتقول: حَرَمْتَنِي {دِرَرَك، فاحْمِني دِرَرَك.
(و) } الدِّرّة: (الدَّمُ) ، أَنشد ثَعْلَب:
تَخْبِط بالأَخْفَافِ والمَنَاِمِ
عَن {دِرَّةٍ تَخْضِب كَفَّ الهاشِمِ
وفسّره فَقَالَ: هاذه حَرْبٌ شَبَّهَها بالناقة،} ودِرَّتُهَا: دَمُهَا. (و) {الدِّرَّةُ: (سَيَلانُ اللَّبَنِ وكَثْرَتهُ) ، وَقد تقدَّم فِي أَوّل المادّة، فَهُوَ تَكْرارٌ، وَمِنْهَا قَولُهم:} دَرَّت العُرُوقُ: امتلأَتْ دَماً أَو لَبَنعاً.
(و) {الدُّرَّة، (بالضَّمِّ: اللُّؤْلُؤةُ العَظِيمَة) ، قَالَ ابْن دُرَيد: هُوَ مَا عَظُمَ من اللُّؤْلُؤِ، (ج} دُرٌّ) ، أَي بإِسقاط الهاءِ، فَهو جَمْع لُغَويّ، واسْمُ جِنْس جَمْعِيّ فِي اصْطلاحٍ، كَمَا حَقَّقه شيخُنَا، ( {ودُرَرٌ) ، كصُرَدٍ، وَهُوَ الجَمْع الحَقِيقيّ (} ودُرَّاتٌ) ، جمع مُؤَنّث سَالم، وَهُوَ غير مَا احْتَاجَ لذِكْره. وأَنشد أَبُو زَيْد للرّبَيع بنِ ضَبُعٍ الفَزَارِيِّ.
أَقْفرَ مِن مَيَّةَ الجَريبُ إِلى الزُّجَّ
يْنِ إِلاّ الظِّبَاءَ والبَقَرَا
كأَنَّها دُرَّةٌ مُنَعَّمَةٌ
فِي نِسْوةٍ كُنَّ قَبْلَها {دُرَرَا
(} ودُرٌّ) ، بالضّمّ، (من أَعلامِ الرِّجال. {ودُرَّةُ بنتُ أَبِي لَهَبٍ) ابنةُ عَمِّ النّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من المُهَاجِرَات. كَانَت تَحْت الحَارِث بن نَوْفَل، لَهَا فِي المُسْنَد من رِوَايَة زَوْجها عَنْهَا، وَقيل تَزَوَّجَها دِحْيَةُ الكَلْبِيّ. (و) } دُرَّةُ (بِنْتُ أَبي سَلَمَة) بنِ عَبْد الأَسد: (صحابيَّتانِ) ، وكذالك دُرَّة بنتُ إِي سُفيانَ أُختُ مُعَاوِيَةَ، لَهَا صُحْبة.
(و) قَوْله تَعَالَى: {كَأَنَّهَا} (كَوْكَبٌ {- دُرّيٌّ) (النُّور: 35) ثاقِب (مُضِيءٌ) ، مَنْسُوب إِلَى} الدُّرِّ فِي صَفائِه وحُسْنهِ وبَهائه وبَياضهِ، قَالَه الزَّجَّاج، (ويُثَلَّثُ) أَوَّلُه ويُهْمَز آخِرُه، كَمَا تقدم، فَهِيَ سِتُّ لُغات قُرِىءَ بِهِنُ. ونَقَلَ شيخُنَا عَن أَرباب الأَشْباه والنَّظائر: لَا نَظِيرَ للدُّرِّيىءِ امَضْمُومِ المَهْمُوزِ سهلأَى مُرِّيقٍ، وَلَا لمفتوح سوى المَلِّيتِ، لمَوْضعٍ، وسَكِّين فِيمَا حَكَاهُ أَبو زَيْد.
قلْت: قَالَ الفَرَّاءُ: وَمن الْعَرَب مَنْ يَقُول دِرِّيّ، يَنْسُبه إِلى الدُّرّ، كَمَا قَالُوا: بَحرٌ لُجِّيٌّ ولِجِّيٌّ، وسُخْرِيٌّ وسِخْرِيٌّ. وقرىء: دُرِّيء، بالهَمْزِ، والكَوْكَب {الدُرِّيُّ عِنْد العَرَب هُوَ العَظِيم الْمِقْدعًّرِ. وَقيل: هُوَ أَحَدُ الكَوَاكِبِ الخَمْسَةِ السَّيَّارَة. قَالَ شَيْخُنَا: وَالْمَعْرُوف أَن السّيّارة سبعَةٌ. وَفِي الحَدِيث (كَا تَروْنَ الكَوْكَبَب الدُّرِّيِّ فِي أُفُق السماءِ) ، أَي الشَّدِيد الإِنارَةِ. وَفِي حَدِيثِ الدّجّال (إِحْدَى عَيْنَيْه كأَنَّهَا كَوْكَبٌ} - دُرِّيّ) .
( {- ودُرِّيُّ السَّيْفِ: تَلاْلُؤْه وإِشْرَاقُهُ) إِما أَن يكُون مَنْسُوباً إِلى الدُّرِّ بصفائه ونقائه، وإِما أَن يكون مُشبَّهاً بالكَوْكَب الدُّرِّيّ. قَالَ عبدُ الله بنُ سَبْرة:
كُلٌّ يَنُوءُ بماضِي الحَدِّ ذِي شُطَبٍ
عَضْبٍ جَلاَ القَيْنُ عَن} دُرِّيِّه الطَّبَعَا
ويُروَى عَن ذَرِّيِّه، يَعْنِي فِرِنْدَه، مَنسوبٌ إِلى الذَّرِّ الَّذِي هُوَ النَّمْل الصِّغَار، لأَنَّ فِرِنْدَ السَّيْف يُشَبَّه بآثَارِ الذَّرِّ.
وبَيْتُ دُرَيْدٍ يُروَى بالوَجْهَيْن:
وتُخْرِجُ مِنْهُم ضَرَّةُ القَوْمِ مَصْدَقاً
وطُولُ السُّرَى {- دُرِّيَّ عَضْبٍ مُهَنَّــدِ
بالدَّال وبالذَّال.
(} ودَرَرُ الطَّرِيق، مُحَرَّكةً: قَصْدُه) ومَتْنُه. وَيُقَال: هُوَ علَى {دَرَرِ الطَّرِيقِ، أَي على مَدْرَجَته. وَفِي الصّحاح: أَي على قَصْدِه، وهما على دَرَرٍ واحِدٍ، أَي قَصْد واحِدٍ،
(و) دَرَرُ (البَيْتِ: قُبَالَتُه) ، ودَارِي} بَدَررِ دَراِك، أَي بحِذَائها، إِذا تَقَابَلَتا. قَالَ ابنُ أَحْمَر:
كانَتْ مَنَاجِعَها الدَّهْنَا وجانِبُها
والقُفُّ ممّا تَرَاه فَوْقَه {دَرَرَا
(و) } دَرَرُ (الرِّيحِ: مَهَبُّهَا) .
(! ودَرٌّ: غَدِيرٌ بدِيَارِ بنِي سُلَيْم) يَبْقَى ماؤُه الرَّبيعَ كُلَّه، وَهُوَ بأَعْلَى النَّقِيعِ. قَالَت الخَنْسَاءُ:
أَلاَ يَا لَهْفَ نَفْسي بَعْدَ عَيْش
لنَا جُنُوِبِ {دَرَّ فذِى نَهِيقِ
(} والدَّرَّارَةُ: المِغْزَلُ) الَّذِي يَغْزِل بِهِ الرَّاعِي الصّوفَ. قَالَ:
جَحَنْفَلٌ يَغْزِل {بالدَّرَّارَة
(و) من الْمجَاز: (} أَدَرَّتِ) المرأَةُ (المغِزَلَ فَهِيَ {مُدِرَّةٌ} ومُدِرٌّ) ، الأَخِيرة على النّسَب، إِذا (فَتَلَتْه) فَتْلاً (شَدِيداً) فرأَيتَه (حتّى كأَنه واقِفٌ من) شِدّة (دَوَرَانِه) . وَفِي بعض نُسَخ الجَمْهَرة الموثوقِ بهَا: إِذا رَأَيْتَه وَاقِفًا لَا يَتَعرَّك من شِدَّة دَوَرَانِه. وَفِي حَدِيث عَمْرو بنِ العاصِ أَنه قَالَ لمُعاوِية: (ءَتَيْتُك وأَمرُك أَشَدّ انْفِضَاحاً من حُقِّ الكَهُولِ، فَمَا زِلْتُ أَرُمُّه حَتَّى تَركتُه مِثْلَ فَلْكَةِ {المُدِرِّ) . وَذكر القُتَيْبِيّ هاذا الحديثَ فغَلِط فِي لَفْظه وَمَعْنَاهُ. وحُقُّ الكَهُول: بَيْت العَنْكَبُوت. وأَما} المُدِرّ فَهُوَ الغَزَّال. وَيُقَال للمِغْزَل نَفسِها {الدَّرَّارةُ} والمِدَرَّةُ، وَقد {أَدَرَّت الغازِلةُ} دَرَّارَتَهَا، إِذا أَدَارَتْها لِتَسْتَحْكِم قُوَّةُ مَا تَغْزِله من قُطن أَو صُوف. وضَرَبَ فَلْكَة المُدِرِّ مَثَلاً لإِحكامه أَمرَه عد استِرخائه، واتِّسَاقه بعدَ اضْطِرَابه، وذالك لأَنَّ الغَزَّالَ لَا يأْلو إِحكاماً وتَثْبِتاً لفَلْكَةِ مِغْزَله، لِأَنَّهُ إِذا قَلِقَ لم تَدِرَّ الدَّرًّرَةُ.
قلْتُ: وأَمّا القُتَيْبِيّ فإِنّه فَسَّرَ المُدِرّ بالجَاريَة إِذا فَلَكَ ثَدْيَاهَا ودَرَّ فيهمَا الماءُ، يَقُول: كَانَ أَمرُك مُسْتَرخِياً فأَقَمْته حتَّى صَار كأَنَّه حَلَمَة ثَدْيٍ قد أَدَرَّ. والوَجْهُ الأَوَّلُ أَوْجَهُ.
(و) {أَدَرَّت (النّاقَةُ: دَرَّ لَبَنُها) فَهِيَ مُدِرُّ، وأَدرَّهَا فَصيلُها.
(و) } أَدَرّ (الشَّيْءَ: حَرّكَه) ، وَبِه فُسِّرَ بعضُ مَا وَردَ فِي الحَدِيث: (بَين عَيْنَيْه عِرْق {يُدرُّه الغَضبُ) أَي يُحَرِّكه.
(و) } أَدَرَّ (الرِّيحُ السَّحَابَ: جَلَبَتْه) ، هكاذا بالجِيم، وَفِي بَعْض النُّسَخ بالحاءِ، وَفِي اللِّسَان: والرِّيحُ {تُدِرُّ السَّحَابَ} وتَسْتَدِرُّه، أَي تَسْتَحْلِبُه. وَقَالَ الحادِرَةُ وَهُوَ قُطْبَةُ بنُ أَوْس الغَطَفَانِيّ:
كتاب فَكَأَنَّ فَاهَا بعدَ أَوَّلِ رَقْدةٍ
ثَغَبٌ بِرابِيَةٍ لَذِيذُ المَكْرَعِ
بغَرِيضِ سارِيَةٍ {أدرَّتْه الصَّبَا
من ماءِ أَسْحَرَ طَيِّبِ المُسْتَنْقَعِ
الغَرِيض: الماءُ الطَّرِيّ وَقْتَ نُزُولِه من السّحاب أَسْحَرُ: غَدِيرٌ حُرُّ الطِّينِ.
(} والدَّرِيرُ، كأَمِيرٍ: المُكْتَنِزُ الخَلْقِ المُقْتَدِر) من الأَفراس. قَالَ امرؤُ القَيْس:
{دَرِيرٌ كخُذْرُوفِ الوَلِيدِ أَمَرَّهُ
تَقَلُّبُ كَفَّيه بخَيْطٍ مُوَصَّلِ
وَقيل:} الدَّرِيرُ من الخَيْل: السَّرِيعُ مِنْهَا، (أَو السَّرِيعُ) العَدْوِ المُكْتَنِزُ الخَلْقِ (من) جميعِ (الدّوابّ) ، فَفِي حَدِيث أَبي قِلاَبَةَ: (صَلَّيْتُ الظُّهْرَ ثمَّ رَكِبْتُ حِمَاراً {دَرِيراً) .
(ونَاقةٌ} دَرُورٌ) (كصَبُور {ودَارٌّ: كَثِرَةُ} الدَّرّ) ، وضَرةَّ {دَرُورٌ، كذالك. قَالَ طَرَفَةُ:
مِنَ الزَّمِرَاتِ أَسْبَلَ قادِماهَا
وضَرَّتُهَا مُرَكَّنةٌ} درُورُ
(وإِبِلٌ {دُرُرٌ) ، بضَمَّتَيْن، (} ودُرَّرٌ) ، كسُكَّر، ( {ودُرَّارٌ) ، كرُمَّان، مثل كافِرٍ وكُفّار. قَالَ:
كَانَ ابنُ أَسْماءَ يَعْشُوهَا ويَصْبَحُهَا
مِن هَجْمَةٍ كفَسِيلِ النَّخْلِ} دُرّارِ
قَالَ ابنُ سِيدَه: وَعِنْدِي أَنّ {دُرَّاراً جَمْعُ} دَارَّةٍ، على طَرْح الهاءِ.
(! والدَّوْدَرَّى، كيَهْيَرَّى) ، أَي بفَتْح الأَوّل والثَّالِث وتَشْدِيد الرَّاء المَفْتُوحة، وَلَا يَخْفَى أَنَّ المَوْزُونَ بِهِ غَيْرُ مَعْروف: (الَّذِي يَذْهَبُ ويَجِيىءُ فِي غيرِ حاجَةٍ) ولمْ يُستَعْمل إِلاّ مَزِيداً، إِذ لَا يُعْرف فِي الْكَلَام مثل دُرَر.
(و) {الدَّوْدَرَّى: (الآدَرُ) : مَن بِهِ الأُدْرَةُ. (و) الدَّوْدَرَّى: (الطَّويلُ الخُصْيَتَيْنِ) ، وَفِي التَّهْذِيب: العَظِيمُهِما، وذَكَره فِي (د در) وَالصَّوَاب ذكره فِي (د رر) كَمَا للمُصنِّف، وأَنْشَد أَبو الهَيْثم:
لمّا رَأَتْ شَيْخاً لهَا} دَوْدَرَّى
فِي مِثْل خَيْطِ العِهِنِ المُعَرَّى
إذْ هُوَ من قَولهم: فَرسٌ {دَرِيرٌ، والدليلُ عَلَيْهِ قَوله:
(فِي مثْل خَيْطِ العِهِن المُعَرَّى) يريدُ بِهِ الخُذرُوفَ. والمُعَرَّى: (الَّذِي) جُعِلت لَهُ عُرْوةٌ.
(} كالدَّرْدَرَّى) ، بالراءِ بدل الواوِ، عَن الفَرَّاءِ، وَلم يقل بالوَاو.
( {والتَّدِرَّةُ: الدَّرُّ الغَزِيرُ) ، تَفْعِله من} الدَّرّ، وضبطَه الصّغانِيّ بضَمّ الدَّال من {التَّدُرَّةِ.
(} والدُّرْدُرُ، بالضَّمّ: مَغازِرُ أَسْنَانِ الصَّبِيِّ) ، وَالْجمع {الدَّرادِرُ، أَو هِيَ مَنْبِتُها عامَّةً. (أَو هِيَ) مَنْبِتُها (قَبْلَ نَباتِهَا وبعْدَ سُقُوطِها. و) من ذالك المَثَل ((أَعْيَيْتنِي بأُشُر فكَيْفَ) أَرجوك (} بِدُرْدُر)) .
قَالَ أَبو زيد: هاذا رَجُل يُخَاطِب امرأَتَه، (أَي لم تَقْبَل) ، هاكذا فِي النُّسخ. والصلأاب لم تَقْبَلِي (النُّصْحَ شَابًّا) ، هاكذا فِي النُّسخ، والصّواب وأَنتِ شَابَّة ذاتُ أُشُرفي ثَغْرِكِ (فكَيْفَ) الْآن (وقَدْ) أْنَنْتِ حتّى (بَدَتْ {دَرَادِرُك كِبَراً) ، وَهِي مَغَازِرُ الأَسْنَانِ.
ودَرِدَ الرَّجلُ إِذا سَقَطتْ أَسْنَانُه وظَهرَت} دَرَادِرُهَا. وَمثله: (أَعْيَيْتَنِي من شُبَّ إِلى دُبَّ) أَي من لَدُنْ شَبَبْتَ إِلى أَنْ دَبَبْتَ.
(و) يُقَال: لَجَّجُوا فوقَعُوا فِي (! الدُّرْدُور، بالضَّمّ) . قَالَ الجَوْهَرِيّ: الماءُ الَّذِي يَدورُ ويُخاف مِنْهُ الغَرَقُ. وَقَالَ الأَزهَرِيّ: هُوَ (مَوْضِعٌ) فِي (وَسَطِ البَحْر يَجِيشُ مَاؤُه) لَا تكَاد تَءْحلَم مِنْهُ السَّفِينَةُ.
(و) {الدَّرْدُور: اسْم (مَضِيق بساحِلِ بَحْرِ عُمَانَ) يخافُ مِنْهُ أَهلُ البَحْر.
(} وتَدَرْدَرَتِ اللَّحْمَةُ: اضْطَرَبَت) ، وَيُقَال للمَرْأَة إِذا كَانَت عظِيمةَ الأَلْيَتَينِ فإِذا مَشتْ رَجَفَتَا: هِيَ {تُدَرْدِرُ. وَفِي حديثِ ذِي الثُّدَيَّةِ المَقْتُول بالنَّهْرَوان (كَانَت لَهُ ثُدَيَّةٌ مثْل البَضْعةِ} تَدَرْدَرُ) أَي تَمَزْمَزُ وتَرَجْرَجُ: تَجِيءُ وتَذْهب، والأَصل {تَتَدَرْدَر، فَحذف إِحدَى التاءَين تَخْفِيفاً.
(} ودَرْدَرَ البُسْرَةَ) : دَلَكَهَا {بدُرْدُرِه و (لاَكَها) : وَمِنْه قَول بَعضِ العَرَب وَقد جاءَه الأَصْمَعِيّ: أَتَيْتَنِي وأَنَا} أُدَرْدِرُ بُسْرَةً.
( {واستَدَرَّت المِعْزَى: أَرادَتِ الفَحْلَ) ، قَالَ الأُمويّ: يُقَال للمِعْزَى إِذا أَرادَت الفَحْلَ قد} استدرَّت {اسْتِدْراراً وللضَّأْن قد استَوْبَلَت استِيبالاً. وَيُقَال أَيضاً استَذْرَت المِعْزَى استِذْرَاءً، من المعتلّ بالذَّال المُعْجَمَة.
(} والدَّرْدَارُ) ، كصَلْصال: (صَوْتُ الطَّبْلِ) ، كالدَّرْداب، نَقله الصَّغانيّ.
(و) {الدَّرْدَارُ: (شَجَرٌ) ، قَالَ الأَزْهَرِيُّ: ضَرْبٌ من الشَّجَر مَعْرُوفٌ.
قلْت: هُوَ شَجرةُ البَقّ تَخرُجُ مِنْهَا أَقماعٌ مُختلفة كالرُّمَّانات فِيهَا رُطُوبة تَصير بَقًّا، فإِذا انفقَأَت خَرَجَ البَقُّ. ورَرَقُه يُؤكل غَضًّا كالبُقُول، كَذَا فِي مِنْهَاج الدُّكَّان.
(} ودُرَيْرَاتٌ) ، مُصغَّراً، (ع) ، نَقله الصّغانِيّ. (ودُهْدُرَّيْن) بضَمِّ الأَوّل والثَّالث تَثْنِية دُهْدُرّ، يأْتي ذِكْرُه (فِي ده در) ، مُرَاعَاة لتَرْتِيب الحُرُوف، وَهُوَ الأَوْلَى والأَقربُ للمُراجعة، والجوهريّ أَوردَه هُنَا، والصّواب مَا لِلمُصَنِّف.وَمِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
{اسْتَدْرَّ الحَلُوبَةَ: طلَبَ دَرَّهَا.
} والاستِدْرارُ أَيضاً: أَن تمْسَح الضَّرْعَ بيَدِك ثمّ {يَدِرّ اللَّبنُ.
} ودَرَّ الضَّرْعُ باللَّبَن {يَدُرُّ} دَرًّا، {ودَرَّت لِقْحَةُ الْمُسلمين وحَلُوبَتُهُم، يَعْنِي كَثُرَ فَيْؤُهم وخَرَاجُهم وَهُوَ مَجَاز. وَفِي وَصِيَّةِ عُمَر للعُمَّال (} أَدِرُّوا لِقْحَةَ الْمُسلمين) ، قَالَ الليثُ: أَراد خَرَاجَهم، فاسْتَعَارَ لَهُ اللقِّحقةَ {والدِّرَّة.
وَيُقَال للرَّجُل إِذا طَلَبَ حاجَةً فأَلَحَّ فِيهَا:} أَدِرَّهَا، وإِن أَبَتْ، أَي عالِجْها حتَّى {تَدِرَّ، يُكْنَى} بالدَّرِّ هُنَا عَن التَّيْسِير.
{ودُرُورُ العِرْق: تَتابُعُ ضَرَبَانِه كتَتَابُعِ} دُرُورِ العَدْوِ. وَفِي الحَدِيث: (بَيْنَهما عِرْق {يُدِرُّه الغَضَبُ) ، يَقُول: إِذا غَضبَ دَرَّ العِرْقُ الّذِي بَين الحاجبَين،} ودُرُورُه: غِلَظُه وامْتِلاؤُه. وَقَالَ ابْن الأَثير: أَي يَمتلىءُ دَماً إِذا غَضِبَ كَمَا يَمتلىءُ الضَّرعُ لَبَناً إِذا دَرَّ، وَهُوَ مَجاز.
وللسحاب {دِرَّةٌ، أَي صَبٌّ واندِفاقٌ، وَالْجمع درَرٌ. قَالَ النَّمِر بنُ تَوْلَب:
سَلامُ إِلالاهِ ورَيْحَانُهُ
ورَحمَتُهُ وسَماءٌ} دِرَرْ
غَمَامٌ يُنَزِّلُ رِزْقَ العِبَادِ
فأَحْيَا العِبَادَ وطَابَ الشَّجَرْ
سماءٌ {دِرَرٌ، أَي ذاتُ دِرَرٍ.
وَفِي حَدِيث الاسْتِسْقَاءِ (دِيمَاً} دِرَراً) : جمْع {دِرَّة. وَقيل:} الدِّرَرُ الدَارّ، كقَوْلِه تَعالى: {دِينًا قِيَمًا} أَي قَائِما.
وفَرسٌ {دَرِيرٌ: كَثِيرُ الجَرْيِ، وَهُوَ مجازٌ.
وللسَّاق} دِرَّةٌ: استِدرَارٌ للجَرْيِ.
وللسُّوقِ دِرَّةٌ، أَي نَفَاقٌ.
{ودَرَّ الشيْءُ، إِذا جُمِعَ، ودَرَّ إِذا عُمِلَ، ومرَّ الفَرسُ على} دِرَّتِه، إِذا كَانَ لَا يَثْنِيه شَيْءٌ، وفَرسٌ! مُسْتَدِرٌّ فِي عدْوِه، وَهُوَ مَجازٌ، وَقَالَ أَبو عُبَيدَةَ: {الإِدْرَارُ فِي الخَيل: أَنْ يُعْنِقَ فيرفَعَ يَداً وَيَضَعَها فِي الخَبَب.
} والدَّرْدَرة: حِكَاية صَوْتِ الماءِ إِذا اندفعَ فِي بُطُونِ الأَودِيَةِ. وأَيضاً دُعاءُ المِعْزَى إِلى الماءِ.
{وأَدرَرْتُ عَلَيْهِ الضَّرْبَ: تَابَعْتُه، وَهُوَ مَجاز.
} والدُّرْدُر، بالضّمّ: طَرَفُ اللِّسَان، وَقيل: أَصْلُه. هاكذا قَالَه بَعْضُهم فِي شرْح قَوْل الرَّاجِز:
أُقْسِم إِن لم تَأْتِنا {تَدَرْدَرُ
ليُقْطَعَنَّ مِن لِسَانٍ} دُرْدُرُ
وَالْمَعْرُوف مَغْرِزُ السِّنّ، كَمَا تَقَدَّمَ.
{ودَرَّت الدُّنْيا على أَهلِها: كَثُرَ خَيْرُها، وَهُوَ مَجاز، ورِزْق} دَارٌّ، أَي دائِمٌ لَا يَنقَطِع. وَيُقَال: {دَرَّ بِمَا عندَه، أَي أَخرَجه.
والفارسيّة} الدَّرِّيّة، بتَشْديد الراءِ والياءِ: اللُّغَة الفُصْحَى من لُغَات الفُرْس، منسوبة إِلى {دَرْ، بِفَتْح فَسُكُون، اسْم أَرض فِي شِيرازَ، أَو بمعنَى البابِ وأُرِيد بِهِ بابُ بَهْمَن بن اسفِنْدِيَار. وَقيل: بَهْرَام بن يزْدجِرد. وقِيل: كِسْرى أَنُوشِرْوَان. وَقد أَطال فِيهِ شَيْخُ شُيُوخِ مَشَايِخنَا الشِّهَاب أَحمدُ بن مُحَمَّدٍ العجَمِيّ، خاتِمَةُ المُحَدِّثين بِمصْر، فِي ذَءَحله على لُبِّ اللُّباب للسّيوطيّ، وأَورد شيخُنَا أَيضاً نقلا عَنهُ وَعَن غَيره، فَليُرَاجع فِي الشرْح.
} ودُرّانَةُ: من أَعلام النّساءِ، وكذالك {دُرْدَانةُ. وأَبو} دُرَّة بالضّمّ: قَرْيَة بِمصْر.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.