Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: من_حيث

الأَنْدُلُس

الأَنْدُلُس:
يقال بضم الدال وفتحها، وضم الدال ليس إلّا: وهي كلمة عجمية لم تستعملها العرب في القديم وإنما عرفتها العرب في الإسلام، وقد جرى على الألسن أن تلزم الألف واللام، وقد استعمل حذفهما في شعر ينسب الى بعض العرب، فقال عند ذلك:
سألت القوم عن أنس؟ فقالوا: ... بأندلس، وأندلس بعيد
وأندلس بناء مستنكر فتحت الدال أو ضمّت، وإذا حملت على قياس التصريف وأجريت مجرى غيرها من العربي فوزنها فعلُلُل أو فعلَلُل، وهما بناءان مستنكران ليس في كلامهم مثل سفرجل ولا مثل سفرجل، فإن ادّعى مدّع انها فنعلل فليس في أبنيتهم أيضا ويخرج عن حكم التصريف لأن الهمزة إذا كانت بعدها ثلاثة أحرف من الأصل لم تكن إلا زائدة، وعند سيبويه أنها إذا كان بعدها أربعة أحرف فهي من الأصل كهمزة إصطبل وإصطخر، ولو كانت عربية لجاز أن يدّعى لها أنها أنفعل، وإن لم يكن له نظير في كلامهم فيكون من الدّلس والتدليس، وإن الهمزة والنون زائدتان، كما زيدتا في إنقحل وهو الشيخ المسنّ، ذكره سيبويه وزعم أن الهمزة والنون فيه زائدتان، وأنه لا يعرف ما في أوله زائدتان مما ليس جاريا على الفعل غيره، قال ابن حوقل التاجر الموصلي، وكان قد طوّف البلاد وكتب ما شاهده: أما الأندلس فجزيرة كبيرة فيها عامر وغامر، طولها نحو الشهر في نيف وعشرين مرحلة، تغلب عليها المياه الجارية والشجر والثمر والرخص والسعة في الأحوال، وعرض فم الخليج الخارج من البحر المحيط قدر اثني عشر ميلا بحيث يرى أهل الجانبين بعضهم بعضا ويتبينون زروعهم وبيادرهم، قال: وأرض الأندلس من على البحر تواجه من أرض المغرب تونس، والى طبرقة الى جزائر بني مزغنّاي ثم إلى نكور ثم إلى سبتة ثم إلى أزيلي ثم إلى البحر المحيط، وتتصل الأندلس في البر الأصغر من جهة جلّيقية وهي جهة الشمال ويحيط بها الخليج المذكور من بعض مغربها وجنوبها، والبحر المحيط من بعض شمالها وشرقها من حدّ الجلالقة إلى كورة شنترين ثم إلى أشبونة ثم إلى جبل الغور ثم إلى ما لديه من المدن إلى جزيرة جبل طارق المحاذي لسبتة ثم الى مالقة ثم إلى المرية فرضة بجاية ثم إلى بلاد مرسية ثم إلى طرطوشة ثم تتصل ببلاد الكفر مما يلي البحر الشرقي في ناحية أفرنجة، ومما يلي المغرب ببلاد علجسكس، وهم جيل من الأنكبردة، ثم إلى بلاد بسكونس ورومية الكبرى في وسطها ثم ببلاد الجلالقة حتى تنتهي إلى البحر المحيط، ووصفها بعض الأندلسيّين بأتمّ من هذا وأحسن، وأنا أذكر كلامه على وجهه، قال: هي جزيرة ذات ثلاثة أركان مثل شكل المثلّث قد أحاط بها البحران، المحيط والمتوسط، وهو خليج خارج من البحر المحيط قرب سلا من برّ البربر، فالركن الأول هو في هذا الموضع الذي فيه صنم قادس، وعنده مخرج البحر المتوسط الذي يمتدّ إلى الشام وذلك من قبلي الأندلس، والركن الثاني شرقي الأندلس بين مدينة أربونة ومدينة برديل، وهي اليوم بأيدي الأفرنج بإزاء جزيرتي ميورقة ومنورقة المجاورة من البحرين المحيط والمتوسط، ومدينة أربونة تقابل البحر المتوسط، ومدينة برديل تقابل البحر المحيط، والركن الثالث هو ما بين الجوف والغرب من حيّز جلّيقية حيث الجبل الموفي على البحر وفيه الصنم العالي المشبه بصنم قادس، وهو البلد الطالع على برباط، فالضّلع الأول منها أوله حيث مخرج البحر المتوسط الشامي من البحر المحيط، وهو أول الزّقاق في موضع يعرف بجزيرة طريف من برّ الأندلس يقابل قصر مصمودة بإزاء سلا في الغرب الأقصى من البرّ المتصل بإفريقية وديار مصر، وعرض الزّقاق ههنا اثنا عشر ميلا ثم تمرّ في القبلة إلى الجزيرة الخضراء من برّ الأندلس المقابلة لمدينة سبتة، وعرض الزقاق ههنا ثمانية عشر ميلا وطوله في هذه المسافة التي ما بين جزيرة طريف وقصر مصمودة إلى المسافة التي ما بين الجزيرة الخضراء وسبتة نحو العشرين ميلا، ومن ههنا يتسع البحر الشامي إلى جهة المشرق ثم يمرّ من الجزيرة الخضراء إلى مدينة مالقة إلى حصن المنكب إلى مدينة المريّة إلى قرطاجنّة الخلفاء حتى تنتهي إلى جبل قاعون الموفي على مدينة دانية ثم ينعطف من دانية إلى شرقي الأندلس إلى حصن قليرة إلى بلنسية، ويمتدّ كذلك شرقا إلى طركونة إلى برشلونة إلى أربونة إلى البحر الرومي، وهو الشامي وهو المتوسط، والضلع الثاني مبدؤه كما تقدم من جزيرة طريف آخذا إلى الغرب في الحوز المتّسع الداخل في البحر المحيط فيمرّ من جزيرة طريف إلى طرف الأغرّ إلى جزيرة قادس، وههنا أحد أركانها، ثم يمرّ من قادس إلى برّ المائدة حيث يقع نهر إشبيلية في البحر ثم إلى جزيرة شلطيش إلى وادي يانه إلى طبيرة ثم إلى شنترة إلى شلب، وهنا عطف إلى أشبونة وشنترين، وترجع إلى طرف العرف مقابل شلب، وقد يقطع البحر من شلب إلى طرف العرف مسيرة خمسين ميلا، وتكون أشبونة وشنترة وشنترين على اليمين من حوز وطرف العرف، وهو جبل منيف داخل في البحر نحو أربعين ميلا وعليه كنيسة الغراب المشهورة، ثم يدور من طرف العرف مع البحر المحيط فيمرّ على حوز الريحانة وحوز المدرة وسائر تلك البلاد مائلا إلى الجوف، وفي هذا الحيز هو الركن الثاني، والضلع الثالث ينعطف في هذه الجهات من الجنوب إلى الشرق فيمرّ على بلاد جليقية وغيرها حتى ينتهي إلى مدينة برديل على البحر المحيط المقابلة لأربونة على البحر المتوسط، وهنا هو الركن الثالث، وبين أربونة وبرديل الجبل الذي فيه هيكل الزّهرة الحاجز بين الأندلس وبين بلاد أفرنجة العظمى، ومسافته من البحر نحو يومين للقاصد، ولولا هذا الجبل لالتقى البحران ولكانت الأندلس جزيرة منقطعة عن البرّ فاعرف ذلك، فإنّ بعض من لا علم له يعتقد أن الأندلس يحيط بها البحر في جميع أقطارها لكونها تسمّى جزيرة، وليس الأمر كذلك وإنما سميت جزيرة بالغلبة كما سميت جزيرة العرب وجزيرة أقور وغير ذلك، وتكون مسيرة دورها أكثر من ثلاثة أشهر ليس فيه ما يتصل بالبر إلا مقدار يومين كما ذكرنا، وفي هذا الجبل المدخل المعروف بالأبواب الذي يدخل منه من بلاد الأفرنج إلى الأندلس وكان لا يرام، ولا يمكن أحدا أن يدخل منه لصعوبة مسلكه، فذكر بطليموس أن قلوبطرة، وهي امرأة كانت آخر ملوك اليونان، أول من فتح هذه الطريق وسهّلها بالحديد والخلّ، قلت: ولولا خوف الإضجار والإملال لبسطت القول في هذه الجزيرة، فوصفها كثير وفضائلها جمّة وفي أهلها أئمة وعلماء وزهّاد، ولهم خصائص كثيرة ومحاسن لا تحصى وإتقان لجميع ما يصنعونه مع غلبة سوء الخلق على أهلها وصعوبة الانقياد، وفيها مدن كثيرة وقرى كبار، يجيء ذكرها في أماكنها من هذا الكتاب، حسب ما يقتضيه الترتيب، إن شاء الله تعالى، وبه العون والعصمة.

والأَنْدُلُس أَيضاً:
محلّة كبيرة كانت بالفسطاط في خطّة المعافر، وقال محمد بن أسعد الجوّاني، رحمه الله، في كتاب النّقط من تصنيفه: ومسجد الأندلس هو مصلّى المعافر على الجنائز، وهو ما بين النّقعة والرباط، وكان دكّة وعليه محاريب، وقد ذكره القضاعي في كتابه، قال: وبنته مكنون علم الآمرية أمّ بنيه ستّ القصور مسجدا في سنة 526 على يد المعروف بابن أبي تراب الصّوّاف وكيلها، والرباط إلى جانب الأندلس في غربيه، بنته مكنون أيضا سنة 526 رباطا للعجائز المنقطعات الصالحات والأرامل العابدات، وأجرت لهن رزقا، وفي سنة 594 بنى الحاجب لؤلؤ العادليّ، رحمه الله تعالى، في رحبة الأندلس بستانا وحوضا ومقعدا، وجمع بين مصلّى الأندلس والرباط بحائط بينهما جعل موضعه دار بقر للساقية التي تستقي الماء الذي يجري إلى البستان.

الاتصاف

الاتصاف: قيام بِشَيْء وَكَونه متصفا بِهِ انضماما أَو انتزاعا. أما الانضمامي فَهُوَ أَن يكون الْمَوْصُوف وَالصّفة موجودان فِي ظرف الاتصاف كقيام الْبيَاض بالجسم. وَأما الانتزاعي فَهُوَ أَن يكون الْمَوْصُوف فِي ظرف الاتصاف بِحَيْثُ يَصح انتزاع الصّفة عَنهُ كاتصاف الْفلك بالفوقية وَزيد بالعمى. وَيعلم من هَا هُنَا أَن وجود الطَّرفَيْنِ فِي ظرف الاتصاف لَا بُد مِنْهُ فِي الانضمامي دون الانتزاعي فَإِنَّهُ لَا بُد فِيهِ من وجود الْمَوْصُوف فَقَط فِي ظرف الاتصاف بِحَيْثُ يُمكن انتزاع الْوَصْف مِنْهُ فطبيعة الاتصاف من حَيْثُ هِيَ تستدعي تحقق الْمَوْصُوف مُطلقًا والاتصاف الْخَارِجِي يَسْتَدْعِي تحَققه فِي الْخَارِج والاتصاف الذهْنِي يَسْتَدْعِي تحَققه فِي الذِّهْن. وَأما الصّفة فَهِيَ بخصوصها وَلَا بخصوصها بمعزل عَن هَذَا الحكم وتفصيله أَن طبيعة الاتصاف تَسْتَلْزِم ثُبُوت الحاشيتين فِي ظرف مَا لَا على سَبِيل التَّوَقُّف وخصوص الاتصاف الانضمامي يسْتَلْزم ثبوتهما فِي ظرف الاتصاف على سَبِيل التَّوَقُّف وخصوص الاتصاف الانتزاعي يسْتَلْزم ثُبُوت الْمَوْصُوف فِي ظرف الْإِثْبَات وَثُبُوت الصّفة فِي ظرف مَا لَا على سَبِيل التَّوَقُّف فَافْهَم. والاتصاف الانضمامي اتصاف حَقِيقِيّ. والاتصاف الانتزاعي اتصاف بِحَسب الظَّاهِر وَلَيْسَ اتصافا بِحَسب الْحَقِيقَة فَيكون الْوَصْف الانضمامي مَوْجُودا لموصوفه حَقِيقَة، وَالْوَصْف الانتزاعي لَيْسَ مَوْجُودا لَهُ حَقِيقَة ضَرُورَة أَن وجود الْوَصْف لموصوفه هُوَ اتصافه بِهِ وَقد يُطلق الاتصاف على كَون الْمَاهِيّة فِي ظرف مَا بِحَيْثُ يَصح انتزاع الْوَصْف عَنْهَا. وَهَذَا تَفْصِيل مَا قَالُوا إِن حُصُول شَيْء لآخر إِذا كَانَ وجود الْعرض لموضوعه يَقْتَضِي وجود ذَلِك الشَّيْء أَيْضا وَإِلَّا لجَاز اتصاف الْجِسْم بِالسَّوَادِ الْمَعْدُوم بِخِلَاف مَا إِذا كَانَ بطرِيق الاتصاف وَالْحمل فَإِنَّهُ يَقْتَضِي وجود الْمُثبت دون الْمُثبت لجَوَاز أَن يكون الاتصاف انتزاعا. فَلَا يرد أَن قَوْلنَا زيد أعمى قَضِيَّة خارجية مَعَ عدمية الْعَمى فِي الْخَارِج. نعم لَو صدق أَن الْعَمى حَاصِل لزيد فِي الْخَارِج بِمَعْنى وجوده لَهُ لاقتضى وجود الْعَمى أَيْضا فِيهِ، وَهَا هُنَا مغالطة مَشْهُورَة، تقريرها أَنه لَا يجوز اتصاف شَيْء بِصفة مَخْصُوصَة بِهِ. بَيَان ذَلِك أَنه لَو كَانَ السوَاد ثَابتا لزيد مثلا لَكَانَ ذَلِك السوَاد ثَابتا لجَمِيع الْأَشْيَاء وَبَيَان الْمُلَازمَة أَن السوَاد إِذا كَانَ ثَابتا لزيد لم يكن عدم السوَاد أمرا شَامِلًا لجَمِيع الْأَشْيَاء إِذْ من جملَة جَمِيع الْأَشْيَاء هُوَ زيد الَّذِي فرض كَونه معروضا للسواد وَإِذا لم يكن عدم السوَاد شَامِلًا لجَمِيع الْأَشْيَاء يجب أَن يكون السوَاد شَامِلًا لجَمِيع الْأَشْيَاء حَتَّى لَا يرْتَفع النقيضان.
وَاعْلَم أَنه يُمكن إِجْرَاء هَذِه المغالطة فِي نفي الْوُجُود عَن جَمِيع الموجودات وَنفي التَّكْلِيف وَنفي صِفَات الْوَاجِب وَنفي الامتياز بَين الْأَشْيَاء وَنفي الجزئي الْحَقِيقِيّ والشخصي وَنفي امْتنَاع كَون الْمَعْدُوم عِلّة فاعلية وَفِي إِثْبَات قيام الصّفة الْوَاحِدَة بالشخص بمحلين وَكَون صانع الْعَالم مُمكنا وَكَون جَمِيع الكائنات ملونا بلون خَاص كالسواد كَمَا لَا يخفى على من لَهُ أدنى حدس وحلها (منع كبري) الْقيَاس الْمَذْكُور لبَيَان الْمُلَازمَة إِذْ اللَّازِم كَون كل من الْأَشْيَاء مندرجة تَحت أحد النقيضين لَا أَن يكون أحد النقيضين شَامِلًا لجَمِيع الْأَشْيَاء فَجَاز أَن يكون بعض الْأَشْيَاء مندرجا تَحت أحد النقيضين وَالْبَعْض الآخر مندرجا تَحت النقيض الآخر فَافْهَم واحفظ.

الْوَاقِع

(الْوَاقِع) الَّذِي ينقر الرَّحَى (ج) وقعه وَالْحَاصِل يُقَال أَمر وَاقع وطائر وَاقع إِذا كَانَ على شجر أَو نَحوه (ج) وُقُوع وَوَقع وَيُقَال إِنَّه لوَاقِع الطير أَي سَاكن لين والنسر الْوَاقِع (انْظُر نسر)
الْوَاقِع: اعْلَم أَن فِي تَفْسِير الْوَاقِع وَنَفس الْأَمر اخْتِلَافا. قَالَ بَعضهم هما مَا تَقْتَضِيه الضَّرُورَة أَو الْبُرْهَان. وَلَا يخفى أَنه خلاف الْمُتَبَادر من اللَّفْظ. وَقيل إنَّهُمَا عبارتان عَن الْعقل الفعال وَلَا يخفى قبحه لِأَن قَوْلنَا الْوَاجِب مَوْجُود فِي نفس الْأَمر. وَالْوَاقِع قَضِيَّة صَادِقَة وَحِينَئِذٍ يلْزم تقدم الْعقل الفعال على الْوَاجِب تَعَالَى لتقدم الظّرْف على المظروف. وَقَالَ بَعضهم هما بِمَعْنى النِّسْبَة الخارجية عَن الذِّهْن كَمَا هُوَ الْمَشْهُور وَلَا ريب فِي أَنه منقوض بالقضايا نِسْبَة خارجية بل اعتبارية مَحْضَة.
وَالْحق مَا ذهب إِلَيْهِ الْمُحَقِّقُونَ من أَنَّهُمَا عبارتان عَن كَون الْمَوْضُوع بِحَيْثُ يَصح عَلَيْهِ الحكم بِأَنَّهُ كَذَا وَتلك الْحَيْثِيَّة قد تكون ذَات الْمَوْضُوع كَمَا فِي حمل الذاتيات والوجود فِي الْوَاجِب. وَقد يكون استناده إِلَى الْجَاعِل كَمَا فِي حمل الْوُجُود فِي الممكنات. وَقد يكون قيام مَأْخَذ الْمَحْمُول بِهِ انضماميا أَو انتزاعيا كَمَا فِي الْأَوْصَاف الخارجية أَو الاعتبارية. وَقد تكون عدم مصاحبة أَمر مَعَه كَمَا فِي حلم الإعدام. وَقد تكون مقايسة إِلَى الآخر كَمَا فِي حمل الإضافيات. هَذَا فِي الحمليات - وَأما فِي الشرطيات فهما كَون الْمَعْنيين فِي أَنفسهمَا بِحَيْثُ يَصح الحكم بِثُبُوت أَحدهمَا على تَقْدِير ثُبُوت الآخر أَو كَونهمَا فِي أَنفسهمَا بِحَيْثُ يَصح الحكم بالانفصال بَينهمَا. فَافْهَم واحفظ وَكن من الشَّاكِرِينَ. الْوَاقِع فِي طَرِيق مَا هُوَ: وَكَذَا الدَّاخِل فِي جَوَاب مَا هُوَ اسمان لجزء الْمَقُول فِي جَوَاب مَا هُوَ - وَالْمقول فِي جَوَاب مَا هُوَ مَا مر فِي مَحَله. وَبَيَانه أَن جُزْء الْمَقُول فِي جَوَاب مَا هُوَ أَي جُزْء مَدْلُوله إِن كَانَ مَذْكُورا فِيهِ بِلَفْظ دَال عَلَيْهِ بالمطابقة يُسمى ذَلِك الْجُزْء بالواقع فِي طَرِيق مَا هُوَ. وَإِن كَانَ مَذْكُورا فِيهِ بِلَفْظ دَال عَلَيْهِ بالتضمن يُسمى بالداخل فِي جَوَاب مَا هُوَ.
فَاعْلَم أَن لفظ الْحَيَوَان النَّاطِق الْوَاقِع فِي جَوَاب الْإِنْسَان مَا هُوَ الْمَقُول فِي جَوَاب مَا هُوَ. وَمعنى هَذَا اللَّفْظ هُوَ مَاهِيَّة الْإِنْسَان أَعنِي الْجَوْهَر الْجِسْم النامي الحساس المتحرك بالإرادة مدرك الكليات. وجزء هَذَا الْمَعْنى أَعنِي الْجَوْهَر الْجِسْم النامي الحساس المتحرك بالإرادة فَقَط مثلا يدل عَلَيْهِ لفظ الْحَيَوَان بالمطابقة أَنه مَوْضُوع لهَذَا الْجُزْء فَمَعْنَى الْحَيَوَان يُسمى بالواقع فِي طَرِيق مَا هُوَ لِأَن الْمَقُول فِي جَوَاب مَا هُوَ هُوَ طَرِيق مَا هُوَ وَمعنى الْحَيَوَان وَاقع ومذكور فِيهِ وَأما كل وَاحِد من معنى الْجَوْهَر فَقَط والجسم النامي فَقَط والحساس المتحرك بالإرادة فَقَط جُزْء مَدْلُول ذَلِك الْمَقُول لِأَنَّهُ جُزْء معنى الْحَيَوَان الدَّال عَلَيْهِ بالتضمن فَمَعْنَى الْحَيَوَان جُزْء مَدْلُول ذَلِك الْمَقُول وجزء الْجُزْء جُزْء لَكِن كل وَاحِد من هَذِه الْأَجْزَاء مَذْكُور فِي الْمَقُول الْمَذْكُور بالتضمن وَهُوَ الْحَيَوَان فَكل وَاحِد من هَذِه الْأَجْزَاء يُسمى بالداخل فِي جَوَاب مَا هُوَ لِأَن الْحَيَوَان النَّاطِق جَوَاب مَا هُوَ وَمعنى الْجَوْهَر أَو الْجِسْم النامي مثلا دَاخل فِيهِ وَفِي ضمنه. وَقَالَ السَّيِّد السَّنَد قدس سره تَخْصِيص الْوَاقِع فِي الطَّرِيق بالجزء الْمَدْلُول عَلَيْهِ مُطَابقَة وَتَخْصِيص الدَّاخِل فِي الْجَواب بالجزء الْمَدْلُول عَلَيْهِ تضمنا اصْطِلَاح والمناسبة فِي التَّسْمِيَة مرعية فَإِن الْوَاقِع أنسب بالمدلول هَا هُنَا تضمنا ومطابقة والداخل أنسب بالمدلول تضمنا وَإِن كَانَ لكل مِنْهُمَا مُنَاسبَة مَعَ كل من الجزئين انْتهى.

المفهوم

المفهوم:
[في الانكليزية] Conceived ،idea ،conception ،notion ،concept
[ في الفرنسية] Conccu ،idee ،conception ،notion ،concept
هو عند المنطقيين ما حصل في العقل أي من شأنه أن يحصل في العقل سواء حصل بالفعل أو بالقوة بالذات كالكلّي أو بالواسطة كالجزئي، وهذا عند من يقول إنّ صور الجزئيات الجسمانية مرتسمة في النفس الناطقة إلّا أنّ ارتسامها فيها بواسطة الآلات أي الحواس. وأمّا من يقول بأنّها مرتسمة في الآلات لا في النفس فيفسّر المفهوم بما حصل عند العقل لا في العقل صرّح به السّيّد السّند.
ثم المفهوم والمعنى متحدان بالذات فإنّ كلّا منهما هو الصورة الحاصلة في العقل أو عنده مختلفان باعتبار القصد والحصول. فمن حيث إنّها تقصد باللفظ سمّيت معنى ومن حيث إنّها تحصل في العقل سمّيت بالمفهوم، هكذا يستفاد من بديع الميزان والصادق الحلواني وغيرهما.
وعند الأصوليين خلاف المنطوق وهو ما دلّ عليه اللفظ لا في محل النطق بأن يكون حكما بغير المذكور وحالا من أحواله كما يجيء، وهو ينقسم إلى مفهوم موافقة ومفهوم مخالفة لأنّ حكم غير المذكور إمّا موافق لحكم المذكور نفيا أو إثباتا أو لا. والأول مفهوم الموافقة وهو أن يكون المسكوت عنه وهو المسمّى بغير محلّ النطق موافقا في حكم المذكور المسمّى بمحل النطق ويسمّى فحوى الخطاب ولحن الخطاب، هذا عند الشافعي رحمه الله تعالى. وأمّا الحنفية فيسمّونه دلالة النّص، مثاله قوله تعالى: فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍ فعلم من حال التأفيف وهو محلّ النطق حال الضرب وهو غير محل النطق مع الاتفاق وهو إثبات الحكم فيهما. وقوله تعالى: وَمِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ فعلم منه عدم تأدية ما فوق الدينار. فمفهوم الموافقة تنبيه بالأدنى على الأعلى كالتنبيه بالتأفيف على ما فوق وهو الضرب أو بالأعلى على الأدنى كالتنبيه بالقنطار على ما دونه فلا عبرة في مفهوم الموافقة بالمساواة، هكذا في العضدي وحاشيته للسّيّد السّند. لكن في الإتقان مفهوم الموافقة هو ما يوافق حكمه المنطوق فإن كان أولى يسمّى فحوى الخطاب كدلالة فلا تقل لهما أفّ على تحريم الضرب لأنّه أشدّ، وإن كان مساويا يسمّى لحن الخطاب أي معناه كدلالة إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً على تحريم الإحراق لأنّه مساو للأكل في الإتلاف انتهى.
والثاني مفهوم المخالفة وهو أن يكون المسكوت مخالفا للمذكور في الحكم إثباتا ونفيا ويسمّى دليل الخطاب، وسمّاه الحنفية تخصيص الشيء بالذكر كما في كشف البزدوي، وهو أقسام:
الأول مفهوم الصفة مثل في الغنم السّائمة زكاة يفهم منه أنّه ليس في المعلوفة زكاة. والثاني مفهوم العدد الخاص مثل فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً فيفهم أنّ الزائد على الثمانين غير واجب، ومنه مفهوم الاستثناء مثل لا إله إلّا الله، ومفهوم إنّما مثل إنّما الأعمال بالنّيّات، ومفهوم الحصر مثل العالم زيد. وصاحب الإتقان أدخل مفهوم العدد في مفهوم الصفة حيث قال: مفهوم الموافقة أنواع: مفهوم صفة نعتا كان أو حالا أو ظرفا أو عددا، ومثّل للعدد بقوله تعالى فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً أي لا أقلّ ولا أكثر. والثالث مفهوم الشرط مثل وَأُولاتُ الْأَحْمالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَ يفهم أنّهن إن لم تكن أولات حمل فأجلهنّ بخلافه.

والرابع: مفهوم الغاية مثل فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ أي فإذا نكحته تحلّ للأول. الخامس: مفهوم الاسم وهو نفي الحكم عمّا لم يتناوله الاسم مثل في الغنم زكاة، فتنتفي من غير الغنم، وسمّاه الحنفية بتخصيص الشيء باسمه العلم كما سمّوا مفهوم الصفة بتخصيص الشيء بالصفة، وكما سمّوا مفهوم الشرط بتخصيص الشيء بالشرط وتعليقه به وعلى هذا القياس.
فائدة:
مفهوم المخالفة لم يعتبره الحنفية، والشافعي اعتبره. وفي جامع الرموز في بيان الوضوء مفهوم المخالفة كمفهوم الموافقة معتبر في الرواية بلا خلاف، لكن في إجارة الزاهدي إنّه غير معتبر، والحقّ أنّه معتبر إلا أنه أكثري لا كلّي، كما في حدود النهاية وغيرها.

الْأُمُور الْعَامَّة

الْأُمُور الْعَامَّة: هِيَ مَا لَا تخْتَص بقسم من أَقسَام الْمَوْجُود الَّتِي هِيَ الْوَاجِب والجوهر وَالْعرض فإمَّا أَن يشْتَمل الْأَقْسَام الثَّلَاثَة كالوجود والوحدة حَقِيقَة كَانَت أَو اعتبارية فَإِن كل مَوْجُود وَإِن كَانَ كثيرا لَهُ وحدة مَا بِاعْتِبَار وكالماهية والتشخص عِنْد الْقَائِل بِأَن الْوَاجِب تَعَالَى لَهُ مَاهِيَّة مغائرة لوُجُوده وتشخص مغائر لماهيته أَو يشْتَمل الِاثْنَيْنِ مِنْهَا كالإمكان الْخَاص والحدوث وَالْوُجُوب بِالْغَيْر وَالْكَثْرَة والمعلولية فَإِنَّهَا مُشْتَركَة بَين الْجَوْهَر وَالْعرض فعلى هَذَا لَا يكون الْعَدَم والامتناع وَالْوُجُوب الذاتي والقدم من الْأُمُور الْعَامَّة وَيكون الْبَحْث عَنْهَا على سَبِيل التّبعِيَّة.
وَاعْلَم أَن للأمور الْعَامَّة فِي الْكتب الْحكمِيَّة مَعَاني مُتعَدِّدَة أَحدهَا هُوَ هَذَا وَالثَّانِي مَا ذكر فِي الرسَالَة الأبهرية وَهُوَ مَا يَشْمَل الفلكي والعنصري. وَالثَّالِث مَا ذكره السَّيِّد السَّنَد الشريف الشريف قدس سره فِي أم الْحَوَاشِي على الشَّرْح الْقَدِيم للتجريد. وَالْأولَى أَن يُقَال الْأُمُور الْعَامَّة هِيَ الشاملة لجَمِيع الموجودات إِمَّا على سَبِيل الْإِطْلَاق أَو على سَبِيل التقابل. وَالْمرَاد بالتقابل هَا هُنَا لَيْسَ معنى الْإِيجَاب وَالسَّلب وَإِلَّا لَكَانَ شَامِلًا لجَمِيع المفهومات مَوْجُودَة أَو لَا إِذْ يصدق على كل شَيْء أَنه هُوَ هَذَا أَو لَيْسَ بِذَاكَ بل التقابل فِي الثُّبُوت. وَالرَّابِع مَا ذكره السَّيِّد السَّنَد قدس سره فِي شرح المواقف بقوله وَقد يُقَال إِن الْأُمُور الْعَامَّة مَا يتَنَاوَل المفهومات بأسرها أَي الْوَاجِب والممتنع والممكن سَوَاء كَانَ مَوْجُودا أَو مَعْدُوما، ثمَّ التَّنَاوُل إِمَّا على الْإِطْلَاق كالإمكان الْعَام أَو على سَبِيل التقابل بِأَن يكون هُوَ مَعَ مَا يُقَابله متناولا لَهَا جَمِيعًا وَيتَعَلَّق بِكُل من هذَيْن المتقابلين غَرَض علمي وَإِنَّمَا قيد قدس سره بذلك ليخرج كل مَفْهُوم مَعَ مَا يُقَابله كالإنسان واللاإنسان لشُمُوله جَمِيع المفهومات إِلَّا أَنه مِمَّا لَا يتَعَلَّق مِنْهُمَا غَرَض كلي علمي أَي غَرَض علم الْكَلَام كالإنسان واللاإنسان، أَو يتَعَلَّق بِأَحَدِهِمَا دون الآخر كالوجوب واللاوجوب وَمعنى تعلق الْغَرَض العلمي بِهِ أَن يتَعَلَّق بِهِ إِثْبَات العقائد الدِّينِيَّة تعلقا قَرِيبا أَو بَعيدا. وَإِنَّمَا صرح قدس سره بِاعْتِبَار هَذَا الْقَيْد فِي هَذَا الْقسم مَعَ أَن اعْتِبَاره فِي جَمِيع المباحث مَعْلُوم مِمَّا سبق فِي تَعْرِيف مَوْضُوع الْكَلَام. وَلذَا لم يُصَرح صَاحب المواقف بذلك الْقَيْد فِي التَّعْرِيف الْمَذْكُور فِيهِ دفعا لتوهم إِن تعلق الْغَرَض العلمي بِأحد المتقابلين كَاف فِي عدهما من الْأُمُور الْعَامَّة.
وَاعْلَم أَن الْبَحْث عَن الْإِمْكَان الْعَام عبارَة عَن حمل عوارضه اللاحقة لَهُ بِاعْتِبَار تحَققه فِي إِفْرَاده من الْإِمْكَان الْخَاص وَالْوُجُوب والامتناع فَيكون الْبَحْث عَنْهَا بحثا عَنهُ. فَانْدفع أَنه لَا يبْحَث فِي الْأُمُور الْعَامَّة عَن الْإِمْكَان الْعَام والتعريف الأول للأمور الْعَامَّة هُوَ مَا ذكر فِي المواقف. وَأورد عَلَيْهِ أَنه إِن أُرِيد الِاشْتِرَاك بَين جَمِيع الْآحَاد من أَفْرَاد الثَّلَاثَة أَو الِاثْنَيْنِ يلْزم خُرُوج الْكَثْرَة وَالْعلَّة الصورية والمادية وَإِن أُرِيد الِاشْتِرَاك بَينهَا فِي الْجُمْلَة يدْخل الْكمّ الْمُطلق والمتصل والكيف والحياة وَالْعلم وَالْقُدْرَة والسمع وَالْبَصَر بل الْكَلَام أَيْضا عِنْد الأشاعرة. وَأجِيب عَنهُ بِأَن المُرَاد الثَّانِي وَكَون الْأُمُور الْمَذْكُورَة من الْأُمُور الْعَامَّة لَا يُوجب الْبَحْث عَنْهَا فِي فنها لجَوَاز أَن لَا يتَعَلَّق غَرَض علمي بالبحث عَنْهَا بِوَجْه شمولها للثَّلَاثَة أَو الِاثْنَيْنِ كالمعلومية والمفهومية والمخبر عَنهُ وَلَا شكّ فِي شمولها للأقسام الثَّلَاثَة مَعَ أَنَّهَا لَا يبْحَث عَنْهَا أصلا.
وَأما الْجَواب بِاخْتِيَار الشق الأول وَمنع عدم وجود الْكَثْرَة فِي الْجَوْهَر الْمُجَرّد الْوَاحِد بِاعْتِبَار أَن الْكَثْرَة بِحَسب الْمَحْمُول تتَحَقَّق فِيهِ فَتكون الْكَثْرَة الْمُطلقَة متحققة فِيهِ أَيْضا وَمنع كَون الْعلَّة الصورية والمادية من الْأُمُور الْعَامَّة لم لَا يجوز أَن يُورد فِي هَذَا الْقسم من حَيْثُ إِنَّهَا من أَنْوَاع الْعلَّة الْمُطلقَة ففساده ظَاهر لِأَن الْكَثْرَة بِحَسب الْمَحْمُول رَاجِعَة إِلَى كَثْرَة الْمَحْمُول بِحَسب الْعدَد وَلَيْسَ ذَلِك كَثْرَة فِي الْجَوْهَر الْمُجَرّد الْوَاحِد بِالْحَقِيقَةِ بل فِيهِ إِنَّمَا هِيَ فِي الْمَحْمُول وتنسب إِلَيْهِ بِالْعرضِ وَهُوَ ظَاهر. وَالْمُعْتَبر فِي الْأُمُور الْعَامَّة الِاشْتِرَاك بِالْحَقِيقَةِ لَا بِالْعرضِ يدل عَلَيْهِ عد الشَّارِح رَحمَه الله الْكَثْرَة مِمَّا يَشْمَل الِاثْنَيْنِ فَلَو كَانَ هَذَا الْقدر من الِاشْتِرَاك أَيْضا مُعْتَبرا لَكَانَ عَلَيْهِ أَن يعده مِمَّا يَشْمَل الثَّلَاثَة وَكَون الْعلَّة الصورية والمادية من الْأُمُور الْعَامَّة ظَاهر لَا خَفَاء فِيهِ كَيفَ وَلَو لم يكن مِنْهَا كَيفَ جعلت مَوْضُوع بعض الْمسَائِل. وَأما احْتِمَال إيرادها من حَيْثُ النوعية فيستلزم جَوَاز إِيرَاد المعالجات الْجُزْئِيَّة فِي الْقسم الْكُلِّي من الطِّبّ فَيلْزم الِاخْتِلَاط ويفوت غَرَض التَّبْوِيب. وَأورد على الْجَواب الأول بِأَن فِي عدم تعلق الْغَرَض العلمي بالبحث عَن الصِّفَات السَّبع على وَجه الْعُمُوم نظرا وَالْجَوَاب أَن الْبَحْث على وَجه الْعُمُوم لَهُ مَعْنيانِ أَحدهمَا الْبَحْث على وَجه الشُّمُول لأقسام الْمَوْجُود أَي لَا يُلَاحظ فِي الْبَحْث الشُّمُول وَالتَّحْقِيق فِيهَا. وَثَانِيهمَا الْبَحْث على وَجه عدم التَّخْصِيص بقسم من الْأَقْسَام أَي لَا يُلَاحظ فِي الْبَحْث التحقق فِي قسم مِنْهَا بل لَا يكون الملحوظ فِي الْبَحْث إِلَّا نفس المبحوث وَالْمرَاد الأول وَلَا خَفَاء فِي عدم تعلق الْغَرَض العلمي بِالصِّفَاتِ السَّبع بِهَذَا الْمَعْنى وَإِن تعلق الْغَرَض العلمي بهَا بِالْمَعْنَى الثَّانِي وَيُمكن الْجَواب عَن أصل الِاعْتِرَاض بِوَجْهَيْنِ آخَرين أَيْضا الأول أَن الْمُتَبَادر مِنْهُ أَن الْأُمُور الْعَامَّة أَحْوَال الْوَاجِب والجوهر وَالْعرض ومحمولات عَلَيْهَا والأمور الْمَذْكُورَة من الْكمّ الْمُطلق والمتصل وَغَيرهمَا مَوْضُوعَات لَهَا لِأَنَّهَا من أَفْرَاد الْعرض وَالثَّانِي أَنه لَا يبعد أَن يُرَاد بِمَا لَا يخْتَص الْأَمر الاعتباري بِقَرِينَة أَن مَا يبْحَث فِي هَذَا الْقسم لَيْسَ إِلَّا أَحْوَال الْأُمُور الاعتبارية فَقَط وَمَا يلْزم دُخُوله لَيْسَ مِنْهُ. لَكِن يرد على الْوَجْه الأول من هَذَا الْجَواب أَن الْكَثْرَة نفس الْكمّ الْمُنْفَصِل وَكَذَا الْوُجُود من أَفْرَاد الْعرض يدل على الأول مَا وَقع فِي كَلَام أجلة الْمُتَأَخِّرين فِي مَوَاضِع. وعَلى الثَّانِي مَا وَقع فِي تعليقات الشَّيْخ من إِطْلَاق الْعرض على الْوُجُود. وَيُمكن أَن يُقَال إِن التَّحْقِيق أَن الْكَثْرَة وحدات مَحْضَة والكم الْمُنْفَصِل وحدات من حَيْثُ إِنَّهَا معروضة للهيئة الاجتماعية كَمَا حقق فِي مَوْضِعه وَمَا وَقع فِي الْمَوَاضِع إِنَّمَا وَقع تبعا للشهرة أَو على سَبِيل الْمُسَامحَة. وَإِطْلَاق الْعرض على الْوُجُود إِنَّمَا هُوَ بِمَعْنى الْعَارِض لَا بِالْمَعْنَى الْمَشْهُور أَي الْمَوْجُود فِي الْمَوْضُوع فَافْهَم. وَيفهم من شرح التَّجْرِيد للفاضل القوشجي رَحمَه الله أَن الْأُمُور الْعَامَّة بالاستقراء الْوُجُود والعدم وَمَا يتَعَلَّق بهما والماهية ولواحقها والعلية والمعلولية. وتفصيل هَذَا الْمُجْمل مَا يفهم من المواقف أَنَّهَا الْوُجُود والعدم والماهية وَالْوُجُوب والإمكان والامتناع والوحدة وَالْكَثْرَة والعلية والمعلولية.

الأَصْل

الأَصْل: فِي اللُّغَة مَا يبتنى عَلَيْهِ غَيره من حَيْثُ إِنَّه يبتنى عَلَيْهِ غَيره وَإِن كَانَ بِالنّظرِ وَالْإِضَافَة إِلَى أَمر آخر فرعا أَلا ترى أَن أَدِلَّة الْفِقْه من حَيْثُ إِنَّهَا تبتنى عَلَيْهَا مسَائِل الْفِقْه أصُول وَمن حَيْثُ إِنَّهَا تبتنى على علم التَّوْحِيد فروع وَإِنَّمَا تبتنى على علم التَّوْحِيد لِأَن الِاسْتِدْلَال بهَا يتَوَقَّف على الْعلم بِصِحَّتِهَا وَهُوَ يتَوَقَّف على معرفَة الْبَارِي وَصِفَاته والنبوة وَهُوَ علم التَّوْحِيد وَمن عرف الأَصْل وَلم يذكر الْحَيْثِيَّة الْمَذْكُورَة فَلَا يذهب عَلَيْك أَنه لم يرد تِلْكَ الْحَيْثِيَّة بل هِيَ مُرَادة قطعا كَيفَ وَالْأَصْل من الْأُمُور الإضافية. وَقيد الْحَيْثِيَّة لَا بُد مِنْهُ فِي تَعْرِيف الإضافيات إِلَّا أَنه كثيرا مَا يحذف لشهرة أمره والابتناء شَامِل للحسي والعقلي فَكل من الْجِدَار وَالدَّلِيل أصل لابتناء السّقف على الْجِدَار ابتناء حسيا وابتناء الحكم على دَلِيله ابتناء عقليا. وَأَعْتَرِض عَلَيْهِ بِأَن ابتناء شَيْء على شَيْء إِضَافَة بَينهمَا والإضافات كلهَا أُمُور عقلية لَا حسية على مَا تقرر فِي الْحِكْمَة فَلَا يَصح تقسيمه إِلَى الْحسي. وَالْجَوَاب: بِوَجْهَيْنِ أَحدهمَا أَن المُرَاد بالابتناء الْحسي الابتناء الَّذِي يكون طرفاه حسيين لَا أَن نفس الابتناء حسي حَتَّى يرد مَا أورد فوصف الابتناء بالحسي وصف بِحَال مُتَعَلّقه وَثَانِيهمَا أَن المُرَاد بالابتناء الْحسي الابتناء الَّذِي يعْتَبر فِي الْعرف أَنه مدرك بالحس فَإِن ابتناء السّقف على الْجِدَار بِمَعْنى كَونه مَبْنِيا عَلَيْهِ وموضوعا فَوْقه مِمَّا يعْتَبر فِي الْعرف أَنه مدرك بالحس.
وَاعْلَم أَن الْجَواب بِالْوَجْهِ الثَّانِي لَيْسَ اعترافا بحسية بعض الإضافيات كَمَا وهم بل بحسية بعض الكيفيات يَعْنِي أَن المُرَاد بابتناء السّقف على الْجِدَار بِمَعْنى كَونه مَبْنِيا عَلَيْهِ وموضوعا فَوْقه الْحَالة الْحَاصِلَة مِنْهُ الَّتِي هِيَ من الكيفيات فتوصيف الابتناء بالحسي بِاعْتِبَار حسية تِلْكَ الْحَالة الْحَاصِلَة مِنْهُ. وَهَذِه الْحَالة قد تكون حسية كَمَا فِي ابتناء السّقف على الْجِدَار. وَقد تكون عقلية كَمَا فِي ابتناء الْفِعْل على مصدره. وَلَا نزاع فِي أَن بعض الكيفيات حسية وَبَعضهَا عقلية بِخِلَاف الإضافيات فَإِن كلهَا أُمُور عقلية لَا غير. وَمن هَذَا الْبَيَان انْدفع مَا قيل إِن الحكم بِكَوْن الإضافيات كلهَا أُمُور عقلية غير صَحِيح إِذْ كثير من النّسَب والإضافات محسوسة كاتصال الْجِسْم بعضه بِبَعْض وكتماس الجسمين وتوازيهما إِلَى غير ذَلِك من النّسَب الْكَثِيرَة وإنكار ذَلِك عناد مَحْض. وَوجه الاندفاع أَن مَا تقرر فِي الْحِكْمَة أَن الإضافات كلهَا أُمُور عقلية حكم صَحِيح حق وَإِن المحسوس فِيمَا ذكره إِنَّمَا هُوَ الْكَيْفِيَّة الْحَاصِلَة من التمَاس والاتصال والتوازي لَا هِيَ أَنْفسهَا وَإِن شِئْت جلية الْحَال ووضوح الْمقَال فَانْظُر إِلَى الْحَرَكَة فَإِن المحسوس هُوَ الْحَرَكَة بِمَعْنى الْحَاصِل بِالْمَصْدَرِ وَهِي الْحَالة الْحَاصِلَة للمتحرك الَّتِي هِيَ من الكيفيات لَا بِمَعْنى إِيقَاع تِلْكَ الْحَرَكَة.
ثمَّ اعْلَم أَن الأَصْل نقل فِي الِاصْطِلَاح الْخَاص أَعنِي اصْطِلَاح أصُول الْفِقْه إِلَى الْمَقِيس عَلَيْهِ. وَفِي الْعرف الْعَام إِلَى معَان آخر مثل الرَّاجِح وَالْقَاعِدَة الْكُلية وَالدَّلِيل كَمَا قَالُوا الأَصْل أَن يَلِي الْفَاعِل الْفِعْل أَي الرَّاجِح وُقُوع الْفَاعِل بعد فعله بِلَا فصل مَعْمُول آخر وَالْوَاو فِي قَالَ مَقْلُوبَة بِالْألف للْأَصْل أَي الْقَاعِدَة الْكُلية الْمَذْكُورَة فِي علم الصّرْف. وأصل هَذَا الحكم كَذَا أَي دَلِيله وَقد يذكر وَيُرَاد بِهِ الْوَضع كَمَا قَالَ الشَّيْخ ابْن الْحَاجِب فِي الكافية الْوَصْف شَرطه أَن يكون فِي الأَصْل أَي فِي الْوَضع.

دائرة معدّل النهار

دائرة معدّل النهار:
[في الانكليزية] Solstice ،Equinoctial line
[ في الفرنسية] Solstice ،ligne equinoxiale
هي عندهم منطقة الفلك الأعظم وتسمّى أيضا بفلك معدل النهار والإضافة الأولى فيهما بيانية، وتسمّى أيضا دائرة الإستواء والاعتدال سمّيت بها لتعادل النهار والليل في جميع البقاع عند كون الشمس عليها، وتسمّى أيضا بالدائرة اليومية لحدوث اليوم بحركتها وبمنزلة الحمل والميزان لمرورها بأولهما وبالمدار الأوسط لتوسّطها بين المدارات الموازية لها. اعلم أنّ دائرة البروج والمعدل تتقاطعان على نقطتين متقابلتين على زوايا غير قائمة وتسمّيان بنقطتي الاعتدال، احداهما وهي النقطة التي إذا فارقتها الشمس حصلت في الشمال عن المعدل أي تقع عنه في جهة القطب الظاهر في معظم المعمورة تسمّى بنقطة الاعتدال الربيعي، وبالاعتدال الربيعي أيضا لتساوي النهار والليل حينئذ وحصول الربيع في أكثر البلاد وتسمّى أيضا بنقطة المشرق لكونها في جهة الشرق وبمطلع الاعتدال لأنّ نقطتي الاعتدالين تطلعان منها أبدا. وثانيتهما وهي المقابلة للأولى التي إذا فارقتها الشمس حصلت في الجنوب عن المعدل تسمّى بنقطة الاعتدال الخريفي والاعتدال الخريفي أيضا ونقطة المغرب ومغرب الاعتدال على قياس ما مرّ. ومنتصف ما بين النقطتين من دائرة البروج في جانب الشمال يسمّى بنقطة الانقلاب الصيفي وبالانقلاب الصيفي أيضا لانقلاب الزمان من الربيع إلى الصيف في معظم المعمورة حينئذ، وفي جانب الجنوب يسمّى بنقطة الانقلاب الشتوي وبالانقلاب الشتوي أيضا على قياس ما مرّ. وتسمّى هاتان النقطتان نقطتي الانقلاب ونقطتي الانقلابين وتسمّى نقطتا تقاطعي الدائرة المارّة بالانقلاب مع المعدل بنظيرتي الانقلابين. وقد تسمّيان أيضا بانقلابين، صرّح بذلك العلامة وحينئذ يسمّى تقاطعاها مع منطقة البروج بنظيرتي الانقلابين. وإلى هذا الاصطلاح مال صاحب المواقف حيث قال ولا بد أن تمرّ المارّة بالأقطاب بغاية البعد بين المنطقتين، فمن المعدّل بالانقلابين ومن المنطقة بنظيرتيهما، ولا يرد تخطئة المحقق الشريف في شرحه عليه حيث قال الصحيح عكس ذلك. ثم بهذه النقطة الأربع تنقسم منطقة البروج أربعة أقسام متساوية، ثم قسّموا كل قسم من الأقسام الأربعة بثلاثة أقسام متساوية، فيكون المجموع اثني عشر قسما.
وتوهّموا ستّ دوائر عظام تقاطع على قطبي البروج ويمرّ كلّ واحد منها برأسي قسمين متقابلين من تلك الأقسام، وحينئذ يفصل بين كل قسمين نصف دائرة من تلك الدوائر فتحيط بالأقسام كلها ست دوائر، وسمّوا كل قسم من الاثني عشر برجا.

السَّمْعُ

السَّمْعُ: حِسُّ الأذُنِ، والأذُنُ، وما وَقَرَ فيها من شيءٍ تَسْمَعُه، والذِّكْرُ المَسْموعُ، ويكسرُ،
كالسَّماعِ، ويكونُ للواحِدِ والجَمْعِ، ج: أسْماعٌ وأسْمُعٌ،
جج: أسامِعُ، سمِع، كَعَلِمَ، سَمْعاً، ويكسرُ، أو بِالفتح: المَصْدَرُ، وبالكسر: الاسمُ، وسَماعاً وسَماعَةً وسَماعِيَةً، وتَسَمَّعَ واسَّمَّعَ.
والسَّمْعَةُ: فَعْلَةٌ من الإِسْماع، وبالكسر: هَيْئَتُه.
وسَمْعَكَ إليَّ، أي: اسْمَعْ مِنِّي.
وقالوا: ذلك سَمْعَ أُذُني، ويكسرُ،
وسَماعَها وسَماعَتَها، أي: إسْماعَها، وإن شِئْتَ قلْتَ: سَمْعاً، قال: ذلك إذا لم تَخْتَصِصْ نَفْسَكَ، وقالوا: أخَذْتُ عنه سَمْعاً وسَماعاً، جاؤوُا بالمَصْدَرِ على غيرِ فِعْلِه،
وقالوا: سَمْعاً وطاعةً؛ على إضْمارِ الفِعْلِ، ويُرْفَعُ، أي: أمْري ذلك، وسَمْعُ أُذُنِي فلاناً يقولُ ذلك وسَمْعَةُ أُذُنِي، ويُكْسَرانِ، وأُذُنٌ سَمْعَةٌ، ويُحَرَّكُ، وكفرحةٍ وشَريفةٍ وشَريفٍ، وسامِعَةٌ وسَمَّاعةٌ وسَموعٌ، وجمعُ الأخيرةِ: سُمُعٌ، بضمتين.
وما فَعَلَهُ رِياءً ولا سَمْعَةً، ويضمُّ ويُحَرَّكُ: وهي ما نُوِّهَ بذِكْرِهِ ليُرَى ويُسْمَعَ.
ورجلٌ سِمْعٌ، بالكسر: يُسْمَعُ، أو يقالُ: هذا امْرُؤٌ ذو سِمْعٍ، بالكسر،
وذو سَماعٍ، وفي الدعاءِ: اللهمَّ سِمْعاً لا بِلْغاً، ويُفْتَحانِ، أي يُسْمَعُ ولاَ يَبْلُغُ، أو يُسْمَعُ ولا يُحْتاجُ إلى أن يُبَلَّغَ، أو يُسْمَعُ به ولا يَتِمُّ، أو هو كَلاَمٌ يقولُهُ من يَسْمَعُ خَبَراً لا يُعْجِبُهُ.
والمِسْمَعُ، كمِنْبَرٍ: الأذُنُ،
كالسامِعَةِ،
ج: مَسامِعُ، وعُرْوَةٌ في وسَطِ الغَرْبِ يُجْعَلُ فيها حَبْلٌ لتَعْتَدِلَ الدَّلْوُ، وأبو قَبيلَةٍ، وهم المَسامِعَةُ، والخَشَبَتَانِ تُدخَلانِ في عُرْوَتَيِ الزِنْبيلِ إذا أُخْرِجَ به التُّرابُ من البِئْرِ. وكمَقْعَدٍ: المَوْضِع الذي يُسْمَعُ منه.
وهو مِنِّي بِمَرْأًى وَمَسْمَعٍ: بِحَيْثُ أراهُ وأسْمَعُ كَلامَهُ.
وهو بَيْنَ سَمْعِ الأرْضِ وبَصَرِها: إذا لم يُدْرَ أيْنَ تَوَجَّهَ، أو مَعْناهُ بَيْنَ سَمْعِ أهْلِ الأرْضِ، فَحُذِفَ المُضافُ، أو بِأَرْضٍ خالِيَةٍ ما بها أحَدٌ، أي: لا يَسْمَعُ كلاَمَهُ أَحدٌ، ولا يُبْصِرُهُ أحَدٌ إلاَّ الأرْضُ القَفْرُ، أو سَمْعُها وبَصَرُها: طولُها وعَرْضُها، ويقالُ: ألْقَى نَفْسَهُ بَيْنَ سَمْعِ الأرْضِ وبَصَرِها: إذا غَرَّرَ بها، وألْقاها حَيْثُ لا يُدْرَى أيْنَ هو، أو حَيْثُ لا يُسْمَعُ صَوْتُ إنْسانٍ، ولا يُرَى بَصَرُ إنْسانٍ. وسَمَّوْا: سَمْعونَ وسَمَاعَةَ، مُخَفَّفَةً، وسِمْعانَ بالكسرِ، وكزُبَيْرٍ.
ودَيْرُ سِمْعانَ، بالكسر: ع بِحَلَبَ،
وع بِحِمْصَ به دُفِنَ عُمَرُ بنُ عبدِ العزيزِ، ومحمدُ بنُ محمدِ بنِ سِمْعانَ، بالكسر، السِّمْعانِيُّ: أبو منصورٍ محدِّثٌ، وبالفتح، (ويكسرُ) : الإِمامُ أبو المُظَفَّرِ منصورُ بنُ مُحمدٍ السَّمْعانِيُّ، وابْنُه الحافظُ أبو بكرٍ محمدٌ.
وكأَميرٍ: المُسْمِعُ والسامِعُ، والأسَدُ يَسْمَعُ الحِسَّ من بُعْدٍ.
وأُمُّ السميعِ، وأُمُّ السَّمْعِ: الدِماغُ.
والسَّمَعُ، محركَّةً، أَو كعِنَبٍ: هو ابنُ مالِكِ بنِ زيدِ بنِ سَهْلٍ، أَبو قبيلةٍ من حِمَيْرَ منهم: أَبو رُهْمٍ أَحْزابُ بن أَسيدٍ، وشُفْعَةُ؛ التابِعيَّانِ، ومحمدُ بنُ عَمْرٍو من تابِعي التابعينَ، وعبدُ الرحمنِ بنُ عَيَّاشٍ المُحدِّثُ، أَو يقالُ في النِّسْبَةِ أَيضاً: سِماعِيٌّ، بالكسر.
والسُّمَّعُ، كسُكَّرٍ: الخفيفُ، ويوصَفُ به الغولُ.
والسَّمَعْمَعُ: الصغيرُ الرأسِ أَو اللِّحْيَةِ، والدَاهيةُ، والخفيفُ السريعُ، ويوصَفُ به الذئبُ، والمرأةُ الكالِحَةُ في وجْهِكَ المُوَلْوِلَةُ في أثَرِكَ، والرجلُ الطويلُ الدَّقيقُ. وسِمْعَنَّةٌ نِظْرَنَّةٌ، كقِرْشَبَّةٍ وطُرْطُبَّةٍ، وتُكْسَرُ الفاءُ واللامُ، وفي: ن ظ ر.
ويقالُ فيها: سِمْعَنَةٌ، كخِرْوَعَةٍ، مُخَفَّفَةَ النونِ، أي: مُسْتَمِعَةٌ سَمَّاعةٌ.
والسِمْعُ، بالكسر: الذِكْرُ الجميلُ، ووَلَدُ الذئبِ من الضَّبُعِ، وهي: بهاءٍ، يَزْعُمونَ أنه لا يموتُ حَتْفَ أنْفِهِ، كالحَيَّةِ، وفي عَدْوِهِ أسرَعُ من الطَّيْرِ، ووَثْبَتُهُ تَزيدُ على ثلاثينَ ذِراعاً، وبلا لامٍ: جَبَلٌ.
وفَعَلْتُه تَسْمِعَتَكَ وتَسْمِعَةً لَكَ، أي: لِتَسْمَعَه.
والسَّماعُ: بَطْنٌ. وكقَطامِ، أَي: اسْمَعْ.
والسُّمَيْعِيَّةُ، كزُبَيْرِيَّةٍ: ة قُرْبَ مَكَّةَ.
وأسْمَعَه: شَتَمَهُ،
وـ الدَّلْوَ: جَعَلَ لها مِسْمَعَاً، وكذا الزِّنْبيل.
والمُسْمِعُ، كمُحْسِنٍ: القَيْدُ، وبهاءٍ: المُغَنِّيَةُ.
والتَّسْميعُ: التَّشْنيعُ والتَّشْهيرُ، وإزَالةُ الخُمولِ بِنَشْرِ الذِّكْرِ، والإِسْماعُ. وكمُعَظَّمٍ: المُقَيَّدُ المُسَوْجَرُ.
واستَمَعَ له، وإليه: أَصْغَى، وتَسامَعَ به الناسُ،
وقولهُ تعالى: {واسْمَعْ غيرَ مُسْمَعٍ} ، أَي: غيرَ مَقْبولٍ ما تقولُ، أَو اسْمَعْ لا أُسْمِعْتَ.

الْكُلِّي

الْكُلِّي: عِنْد المنطقيين مَا لَا يمْنَع نفس تصَوره من وُقُوع الشّركَة فِيهِ كالحيوان. وَإِنَّمَا سمي كليا لِأَن كُلية الشَّيْء إِنَّمَا هِيَ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الجزئي. والكلي يكون جُزْء الجزئي غَالِبا فَيكون ذَلِك الشَّيْء مَنْسُوبا إِلَى الْكل والمنسوب إِلَى الْكل كلي كَمَا فصلنا هَذَا المرام فِي الجزئي. وَمعنى اشْتِرَاك الْمَاهِيّة بَين كثيرين أَن صورتهَا الْعَقْلِيَّة مُطَابقَة لكل وَاحِد من جزئياتها. وَمعنى الْمُطَابقَة مُنَاسبَة مَخْصُوصَة لَا تكون لسَائِر الصُّور الْعَقْلِيَّة. فَإنَّا إِذا تعقلنا زيدا حصل فِي عقلنا أثر لَيْسَ ذَلِك الْأَثر هُوَ بِعَيْنِه الْأَثر الَّذِي يحصل فِي الْعقل عِنْد تعقلنا فرسا معينا. وَمعنى الْمُطَابقَة لكثيرين أَنه لَا يحصل من تعقل كل وَاحِد مِنْهَا أثر متجدد بل يكون الْحَاصِل فِي الْعقل من تعقل كل هُوَ الصُّورَة الْوَاحِدَة على تِلْكَ النِّسْبَة الْمَخْصُوصَة. فَإنَّا إِذا رَأينَا زيدا حصل مِنْهُ فِي أذهاننا الصُّورَة الإنسانية المعراة عَن المشخصات واللواحق. وَإِذا أبصرنا بعد ذَلِك خَالِدا لم تقع مِنْهُ صُورَة أُخْرَى بل الصُّورَة الْحَاصِلَة الأولى بِعَينهَا. بِخِلَاف مَا إِذا رَأينَا فرسا معينا فَافْهَم.
فَإِن قيل تَعْرِيف الْكُلِّي لَيْسَ بمانع لصدقه على الصُّورَة الخيالية من الْبَيْضَة الْمعينَة تنطبق على كل من البيضات بِحَيْثُ يجوز الْعقل أَن يكون هِيَ هِيَ. وَأَن ضَعِيف الْبَصَر يرى شبحا من بعيد وَيجوز عقله أَن يكون زيدا وعمرا إِلَى غير ذَلِك. وَأَن الطِّفْل فِي مبدأ الْولادَة لنُقْصَان الْحس الْمُشْتَرك لَا يَأْخُذ الصُّورَة عَمَّا هُوَ فِي الْخَارِج بِخُصُوصِهِ. وَلَا يفرق بَين أمه عَن غَيرهَا وَأَبِيهِ عَن غَيره بل يدْرك شبحا وَاحِدًا لَا يتَمَيَّز فِيهِ أَبَاهُ وَأمه عَن الْغَيْر. فَيلْزم أَن تكون هَذِه الصُّور كُلية مَعَ أَنهم عدوها من الجزئيات.
قُلْنَا المُرَاد وُقُوع الشّركَة على سَبِيل الِاجْتِمَاع لَا على الْبَدَلِيَّة والترديد وَصدق تِلْكَ الصُّور على الْكَثْرَة واشتراكها فِيهَا لَيْسَ على سَبِيل الِاجْتِمَاع بل على سَبِيل الْبَدَلِيَّة كَمَا لَا يخفى. فَإِن قيل إِن الصُّورَة الخارجية لزيد مثلا جزئي حَقِيقِيّ وَيصدق عَلَيْهَا تَعْرِيف الْكُلِّي لِأَنَّهَا تصدق وتطابق على سَبِيل الِاجْتِمَاع على الصُّور الْحَاصِلَة فِي أذهان طَائِفَة تصوروا زيدا كَمَا أَن كل وَاحِد من الصُّور الْحَاصِلَة فِي تِلْكَ الأذهان تطابق لتِلْك الصُّورَة الخارجية. فَإِن الْمُطَابقَة من الْجَانِبَيْنِ - وَالْعقل يجوز الْمُطَابقَة فِيمَا بَينهمَا على سَبِيل الِاجْتِمَاع. فَإِن التَّحْقِيق أَن حُصُول الْأَشْيَاء بأنفسها فِي الذِّهْن لَا بأشباحها وإظلالها. فَإِن الدَّلَائِل الدَّالَّة على الْوُجُود الذهْنِي للأشياء إِنَّمَا تدل على وجودهَا حَقِيقَة لَا بِاعْتِبَار الشبح والمثال الَّذِي هُوَ وجودهَا مجَازًا. وَأَيْضًا أَن الصُّورَة الذهنية لزيد جزئي حَقِيقِيّ وَتصدق على الصُّور الْحَاصِلَة فِي أذهان طَائِفَة تصوروا زيدا وتطابقها.
قُلْنَا لَا نسلم صدق الجزئي الْحَقِيقِيّ على شَيْء فضلا عَن أَن تصدق الصُّورَة الخارجية الْجُزْئِيَّة على الذهنية كَيفَ فَإِن الْحمل الْمُعْتَبر فِي حمل الْكُلِّي على جزئياته هُوَ الْحمل بالمواطأة - وَهُوَ أَن المتغايرين مفهوما متحدان ذاتا. وَهَذَا الْحمل بَين الصُّورَة الخارجية والذهنية مُنْتَفٍ. وَإِن سلمنَا فَنَقُول إِن الْكُلِّي والجزئي قِسْمَانِ للمفهوم الْعقلِيّ لأَنهم قَالُوا إِن الْمَفْهُوم أَي مَا حصل فِي الْعقل إِمَّا كلي وَإِمَّا جزئي. فالكلي على هَذَا هُوَ الْمَفْهُوم الْعقلِيّ الَّذِي لَا يمْنَع نفس تصَوره عَن وُقُوع الشّركَة فِيهِ وَالْمرَاد بِالشّركَةِ لَيست هِيَ الْمُطَابقَة مُطلقًا بل مُطَابقَة الْحَاصِل فِي الْعقل لكثيرين بِحَسب الْخَارِج بِأَنوَهُوَ محَال. قُلْنَا كُلية الْكُلِّي وَكَونه صَادِقا على نَفسه وعارضا لَهَا بِاعْتِبَار الْإِطْلَاق. وَكَونه فَردا لنَفسِهِ ومعروضا لَهَا بِاعْتِبَار الخصوصية. وَاعْتِبَار المعروضية غير اعْتِبَار العارضية ويتفاوت الِاعْتِبَار بتفاوت الْأَحْكَام. أما سَمِعت لَوْلَا الاعتبارات لبطلت الْحِكْمَة لِأَن أَكثر مسائلها مَبْنِيّ على الْأُمُور الاعتبارية فَافْهَم.

الهيولى

الهيولى: فِي عرف الْحُكَمَاء هِيَ الْجَوْهَر الْقَابِل للاتصال والانفصال وَهِي مَحل للصورتين أَي الجسمية والنوعية وَهِي الهيولى الأولى - وَأما الهيولى الثَّانِيَة فَهِيَ جسم تركب مِنْهُ جسم آخر كَقطع الْخشب الَّتِي تركب مِنْهَا السرير. والهيولى لفظ يوناني مَعْنَاهُ الأَصْل والمادة. وَقَالَ بَعضهم الهيولى فِي الأَصْل هَيْئَة أولى والهيئة هَا هُنَا بِمَعْنى الْجَوْهَر.
(الهيولى) (بِضَم الْيَاء مُخَفّفَة أَو مُشَدّدَة) مَادَّة الشَّيْء الَّتِي يصنع مِنْهَا كالخشب للكرسي وَالْحَدِيد للمسمار والقطن للملابس القطنية و (عِنْد القدماء) مَادَّة لَيْسَ لَهَا شكل وَلَا صُورَة مُعينَة قَابِلَة للتشكيل والتصوير فِي شَتَّى الصُّور وَهِي الَّتِي صنع الله تَعَالَى مِنْهَا أَجزَاء الْعَالم المادية والتخطيط المبدئي للصورة أَو التمثال والقطن (الْمَادَّة كلهَا معربة)
الهيولى:
[في الانكليزية] Matter
[ في الفرنسية] Matiere
بالفتح وضم الياء المثناة التحتانية هي عند الحكماء شيء قابل للصور مطلقا من غير تخصيص بصورة معينة ويسمّى بالمادة كما وقع في بحر الجواهر. وجاء في كشف اللغات، الهيولى: شيء تظهر فيه صور الأسماء، وذلك ما يسمّيه الصوفية الأعيان الثابتة. والمتكلّمون:
حقائق الأشياء. والحكماء ماهيات الأشياء.
انتهى. وهي على أربعة أقسام على ما وقع في شرح الصحائف: الأول الهيولى الأولى وهي جوهر غير جسم محل للمتصل بذاته وهو الصورة الجسمية. ورسمت أيضا بأنّها جوهر من شأنه أن يكون بالقوة دون ما يحلّ فيه. قالوا الجسم البسيط متصل في حدّ ذاته كما هو عند الحسّ وهو قابل للانفصال، فثمة اتصال نسمّيه بالصورة الجسمية وهي جوهر ممتد في الجهات الثلاث متصل في نفسه، وذلك الجوهر ليس تمام حقيقة الجسم بل ثمة أمر آخر يقوم به الاتصال، إذا الجسم المتصل إذا طرأ عليه الانفصال زال اتصاله وصار منفصلا، فلا بد أن يكون ثمة أمر قابل للانفصال والاتصال، وذلك القابل لهما ليس نفس الاتصال ضرورة أنّ القابل الثابت للشيئين الذين يزول كلّ منهما مع حصول الآخر غير كلّ من الشيئين المتزايلين. فالقابل للاتصال والانفصال يغاير كلا منهما وهو الذي نسمّيه بالهيولى الأولى؛ فالجسم عندهم مركّب من الهيولى والصورة، وهذا مذهب المشّائين من الحكماء، والإشراقيون لا يثبتونها انتهى. وفي بعض حواشي شرح هداية الحكمة المذاهب المعتبرة في حقيقة الجسم ثلاثة: أحدها للمتكلّمين وهو أنّه مركّب من الجواهر الفردة المتناهية العدد. وثانيها للإشراقيين من الفلاسفة وهو أنّه في نفسه بسيط كما هو عند الحسّ ليس فيه تعدّد وأجزاء أصلا، وإنّما يقبل الانقسام بذاته ولا ينتهي إلى حدّ لا يبقى له قبول الانقسام. وثالثها للمشّائين منهم وهو أنّه مركّب من الهيولى والصورة وكأنّه وقع اتفاق الفرق كلّهم على ثبوت مادة يتوارد عليها الصورة والأعراض، إلّا أنّها عند الإشراقيين نفس الجسم من حيث قبول المقادير تسمّى مادة وهيولى. والمقادير من حيث الحلول تسمّى صورة جسمية وهم ليسوا قائلين بالصورة النوعية التي هي الجوهر، ويقولون إنّ الاختلاف بين الأجسام بأعراض قائمة بها كما صرّح به الشيخ المقتول في الهياكل. وعند المشّائين جوهر يقوم بجوهر آخر حال فيه يسمّى صورة يتحصّل بتركيبهما جوهر آخر قابل للأبعاد والمقادير وسائر الأعراض وهو الجسم. وعند المتكلّمين هو الجوهر الفرد الذي يتقوّم به المتألف فيحصل الجسم. فالتألّف عندهم بمنزلة الصورة عند المشّائين إلّا أنّه عرض لا يقوم بذاته بل بمحلّه، والصورة جوهر يقوم بذاته ويقوم به محلّه الذي هو الهيولى انتهى. الثاني الهيولى الثانية وهي جسم قام به صورة كالأجسام بالنسبة إلى صورها النوعية. الثالث الهيولى الثالثة وهي الأجسام مع الصورة النوعية التي صارت محلا لصور أخرى كالخشب لصورة السّرير والطين لصورة الكوز. الرابع الهيولى الرابعة وهي أن يكون الجسم مع الصورتين محلا للصورة كالأعضاء لصورة البدن. فالهيولى الأولى جزء الجسم والثانية نفس الجسم، وأما الثالثة والرابعة فالجسم جزء لهما كذا في شرح الصحائف. وقال شارح هداية الحكمة الهيولى قد تطلق على الجسم الذي تركّب منه جسم آخر كقطع الخشب التي تركّب منها السرير وتسمّى الهيولى الثانية انتهى، فهذا مخالف لما سبق إذ قطع الخشب بالنسبة إلى السرير هيولى ثالثة، إلّا أن يقال كما نقل عنه أنّهم يطلقون الهيولى الثانية على ما سوى الهيولى الأولى أيضا، كالمعقولات الثانية تطلق على ما وراء المعقول الأول أيضا.

تنبيه:
الظاهر أنّ إطلاق الهيولى على تلك الأقسام بالاشتراك اللفظي، ويمكن أن يقال إنّ الهيولى على الإطلاق هو ما لا يكون عرضا ويكون محلا لما ليس بعرض، فحينئذ يصير مشتركا معنويا بين تلك الأقسام، وأنّ الهيولى على الإطلاق هي الهيولى الأولى، وإطلاقها على باقي الأقسام بالتقييد بالثانية والثالثة والرابعة.
فائدة:
للهيولى أسماء باعتبارات. فهيولى وقابل من جهة استعدادها للصّور، ومادة وطينة إذ يتوارد عليها الصّور المختلفة، وعنصر إذ فيها يبدأ التراكيب، وأسطقس إذ إليها ينتهي التحليل.
وقد يعكس ويفسّر كلّ من العنصر والأسطقس بتفسير الآخر.
فائدة:
لهم تفريعات على وجوه الهيولى. الأوّل إثبات الهيولى لكلّ جسم. الثاني أنّ الهيولى لا تخلو عن الصّورة الجسمية، أي لا توجد خالية عن الصورة الجسمية. الثالث أنّ الصّورة الجسمية لا تخلو عن الهيولى. الرابع الهيولى ليست علّة للصّورة وإلّا لتمّ لها وجود قبل وجود الصّورة، ولا الصّورة علّة للهيولى لأنّها حالّة فيها، فتحتاج الصّورة في وجودها إليها، فحاجة الهيولى إلى الصورة في بقائها لأنّ الصّورة يستحفظها بتواردها عليها، إذ لو فرض زوال صورة عنها وعدم اقتران صورة أخرى بها عدمت المادّة لعدم بقائها خالية عن الصّور كلّها، وحاجة الصورة إلى الهيولى في التّشخّص والعوارض اللازمة لشخصها، فإنّ تشخّصها وتعدّدها لمادة وما يكتنفها من الأعراض.
الخامس أنّ الهيولى كما لا تخلو عن الصورة الجسمية كذلك لا تخلو عن صورة أخرى نوعية فإنّ لكلّ جسم صورة نوعية. السادس كلّ جسم له حيّز طبيعي، والتوضيح يطلب من شرح المواقف. حرف الواو (و)
الهيولى: لفظ يوناني بمعنى الأصل والمادة. واصطلاحا: جوهر في الجسم قابل لما يعرض لذلك الجسم من الاتصال والانفصال محل للصورتين الجسمية والنوعية.

فنك

(فنك) مُبَالغَة فِي فنك
(فنك)
فِي الْأَمر فنوكا لج وبالمكان أَقَامَ بِهِ
فنك:
[في الانكليزية] Fanack (one part over ten thousands of a day by the Greeks)
[ في الفرنسية] Fanac (une part sur dix mille d'un jour chez les Grecs)
بالنون، وهو جزء من عشرة آلاف من أجزاء اليوم، وقد مرّ في بيان تاريخ الروم.
[فنك] فيه: أمرني جبريل أن أتعاهد "فنيكي" عند الوضوء، هما عظمان ناشزان أسفل من الأذنين بين الصدغ والوجنة، وقيل: هما عظمان متحركان من الماضغ دون الصدغين. ومنه: إذا توضأت فلا تنس "الفنيكين"، وقيل: أراد به تخليل أصول شعر اللحية.
ف ن ك : الْفَنَكُ بِفَتْحَتَيْنِ قِيلَ نَوْعٌ مِنْ جِرَاءِ الثَّعْلَبِ التُّرْكِيِّ وَلِهَذَا قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَغَيْرُهُ هُوَ مُعَرَّبٌ وَحَكَى لِي بَعْضُ الْمُسَافِرِينَ أَنَّهُ يُطْلَقُ عَلَى فَرْخِ ابْنِ آوَى فِي بِلَادِ التُّرْكِ. 
ف ن ك: (الْفَنَكُ) الَّذِي يُتَّخَذُ مِنْهُ الْفَرْوُ. وَ (الْفَنِيكُ) طَرَفُ اللَّحْيَيْنِ عِنْدَ الْعَنْفَقَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «إِذَا تَوَضَّأْتَ فَلَا تَنْسَ الْفَنِيكَيْنِ» يَعْنِي جَانِبَيِ الْعَنْفَقَةِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ وَهُمَا الْمَغْفَلَةُ. 

فنك


فَنِكَ(n. ac. فُنُوْك)
a. [Fī], Threw himself upon, ate greedily ( food).
فَنَّكَa. see I (b)
فَاْنَكَ
a. [Fī], Engaged in, undertook, attempted.
أَفْنَكَa. see I (b) (c), (d), (e).

فَنْكa. Wonder, marvel.
b. Persistence, perseverance.
c. Conquest, victory.

فِنْك
P.
a. Door.
b. see 3
فُنْكa. Hour of the night.

فَنَكa. Marten (animal).
b. see 1 (a)c. [ coll. ], Jaw.
فَنِيْكa. Symphysis, junction of the jaws.

إِفْنِيْكa. see 25
مُتَفَنِّكَة
a. Foolish woman.
فنك
فَنَك [مفرد]: (حن) نوع من الثعالب صغير الجُثَّة رشيق القوام له ذنب طويل وأذنان كبيرتان، وتُعَدُّ فَرْوته من أجود أنواع الفِراء، موطنه إفريقيا والجزيرة العربيّة "فِراء الفَنَك". 

فَنِيك [مفرد]: (انظر: ف ن ي ك - فَنِيك). 
فنك
فَنَكَ يَفْنُكُ فُنوْكاً: لَزِمَ مَكاناً لم يَبْرَحْ.
وفَنَكَ فُنُوْكاً: لَجَّ.
وفَنَكَ في الكَذِبِ، وأفْنَكَ لُغَةٌ، فهو فانِكٌ ومُفانِكٌ.
وفانَكْتُ الطَّعَامَ: مَلِلْته، وكذلك إذا داوَمْت عليه، مُفَانَكَةً.
والفَنِيْكانِ: عُظَيْمَانِ مُلْزَقَانِ إذا كُسِرا من الحَمَامَة لم يَسْتَمْسِكْ بَيْضُها في بَطْنِها حتّى تَخْدِجَه. وهُما من لَحْي كُل ذي لَحْيَيْن: الطَّرَفانِ اللَّذَانِ يَتَحَرَّكان من الماضِغ دُوْنَ الصُّدْغَيْن. وقيل: الفَنِيْكُ: مَجْمَعُ اللَّحْيَيْن في وَسَطِ الذَّقَن، وهو الفَنَكُ أيضاً، والإِفْنِيْكُ لُغَة فيه.
والفَنْكُ: العَجَبُ.
وفَنَكَت الجاريَةُ: مَجَنَتْ.
وامْرَأةٌ مُتَفَنِّكَةٌ: حَمْقاءُ.
والفَنِيْكُ: زِمِكّى الفَرْخِ.
[فنك] الفنوك: اللجاج، عن السكسائى وأبو عبيدة مثله وقد فنك في هذا الأمر يَفْنَكُ فُنوكاً، عن أي لجَّ فيه وفَنَكَ بالمكان فنوكا: أقام به، عن الاموى وفنك في الطعام يَفْنُكُ فُنوكاً، إذا استمرَّ على أكله ولم يَعَف منه شيئاً وفيه لغة أخرى فَنِكَ في الطام بالكسر فنوكا والفنك، بالتحريك: الذي يُتَّخذ منه الفروُ. قال أبو عبيدة: قيل لاعرابي: إن فلانا بطن سراويله بفنك. فقال: التقى الثريان يعنى وبر الفنك وشعرا استه والفَنيكُ: طرف اللحْيَيْنِ عند العَنْفَقَةِ ويقال: هوالا فنيك. ولم يعرفه الكسائي وفى الحديث " إذا توضأت فلا تنس الفنيكين " يعنى جانبى العنفقة عن يمين وشمال وهما المغفلة

 {كرك} الكُرْكِيُّ، طائرٌ، والجمع الكَراكِيُّ
فنك: فنك: معناه الأصلي ضرب صغير جدا من الثعالب في حجم القط يسكن المناطق الحارة من أفريقية ابتداء من الحبشة ودارفور حتى الشمال الأفريقي في اوران. والعرب يستعملون فروه.
غير أن كلمة فتك أطلقت أيضا على حيوانات أخرى أو بالأحرى على فراء آخر سواء كان يجلب من الشمال أو من الجنوب. (انظر معجم الأسبانية ص102 وما يليها).
ويقول السيد بافيه دي كورتي (معجم اللغة التركية الشرقية): إن الفرس يطلقون اسم الفنك على ثعلب في بلاد التاتار يعرفه علماء الحيوان باسم canis corsak.
وباللغة التركية الشرقية قارساق.
وفي محيط المحيط: والفنك حيوان فروته أحسن الفراء وأعدلها، قيل هو نوع من جراء الثعلب التركي، وقيل يطلق على جرو ابن آوى في بلاد الترك. والفنك حيوان في بلاد الترك (الثعالبي لطائف ص28) وحيوان في كاشغر (نفس المصدر ص132).
فنك: كذان، نسنة، حجر الخفان وهو حجارة خفيفة نخرة توجد عند مرمى الموج. (بوشر، باجني مخطوطات وفيه فنش) وفنك.
تصحيف فينك التي ستذكر في آخر حرف الفاء.
(ف ن ك)

فَنَك بِالْمَكَانِ يفنُك فُنُوكا: أَقَامَ.

وفَنَك فُنُوكا، وأفْنَك: واظب على الشَّيْء.

وفَنَك فِي أمره: ابتَزّه ولجّ فِيهِ، قَالَ عبيد ابْن الأبرص:

وَدِّع لَميسَ وَدَاعَ الصَّارم اللاَّحِي ... إِذْ فَنَكتْ فِي فَسَاد بعد إصْلَاح

وفَنَك فُنُوكا، وأفْنَك: كَذَب.

وفَنَك فِي الْكَذِب: مَضَى ولَجّ فِيهِ، قَالَ:

لمّا رأيتُ أنّها فِي حُطّي

وفَنَكت فِي كَذِب ولَطّ

وَزعم يَعْقُوب أَنه مقلوب من: فَكَن.

والفَنِيك من الْإِنْسَان: مَجْمَع اللَّحْيَين فِي وسط الذَّقْن.

وَقيل: هُوَ طَرَف اللَّحْيين عِنْد العَنْفَقة. وَقيل: الفَنِيك: عظم يَنْتَهِي إِلَيْهِ حلق الرَّأْس.

وَقيل: الفَنِيكان من كل ذِي لَحْيَين الطرفان اللَّذَان يتحرّكان فِي الماضغ دون الصُّدْغين.

وَقيل: هما عَن يَمِين العَنْفَقة وشمالها.

والفَنِيكان من الْحَمَامَة: عُظَيمان مُلْزَقان بقَطَنها إِذا كُسرا لم يسْتَمْسك بيضها وأخدجَتْها.

وَقيل: الفَنِيك، والإفنيك: زِمِكيَّ الطَّائِر قَالَ ابْن دُرَيد: وَلَا أحُقّه.

والفَنْك: العَجَب، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

وَلَا فَنْك إلاّ سَعْي عَمْرو ورهطِه ... بِمَا اختَشَبوا من مِعْضَدٍ ودَ َدان

اختشبوا: اتّخذوه خَشِيبا. وَهُوَ السَّيْف الَّذِي لم يُتَأنَّق فِي صُنْعه، وَقَالَ آخر:

جَاءَت بفَنْك أختُ بنت عَمْرو

والفَنَك: كالفَنْك.

ومَضَى فِنْك من اللَّيْل، وفُنْك: أَي سَاعَة حُكي ذَلِك عَن ثَعْلَب.

والفَنَك: جلد يَابِس، قَالَ ابْن دُرَيْد: لَا أَحْسبهُ عَرَبيا.

وَقَالَ كرَاع: الفَنَك دابَّة يُفتَرى جلدهَا: أَي يُلْبَس جِلْدها فَرْوا.

فنك: الفَنْكُ: العَجَبُ، والفَنْك الكذب، والفَنْكُ التَّعَدِّي،

والفَنْكُ اللَّحاج.

وفَنَك بالمكان يَفْنُكُ فُنُوكاً وأَرَكَ أُرُوكاً إذا أَقام به.

وفَنَكَ فُنُوكاً وأَفْنَكَ: واظب على الشيء. وفَنَك في الطعام يَفْنُك

فُنُوكاً إذا استمرّ على أَكله ولم يَعَفْ منه شيئاً، وفيه لغة أُخرى: فَنِكَ

في الطعام، بالكسر، فُنُوكاً. وفَنَك في أَمره: ابْتَزَّه ولَجَّ فيه

وغَلَبَ عليه؛ قال عَبِيدُ بن الأَبْرَص:

ودِّعْ لَمِيسَ ودَاعَ الصَّارِمِ اللاَّحِي،

إذ فَنَكَتْ في فسادٍ بعدَ إصْلاحِ

وفَنَكَ فُنُوكاً وأَفْنَك: كذبَ. وفَنَكَ في الكذب: مَضى ولَجَّ فيه؛

قال:

لما رأَيتُ أَنها في خُطِّي،

وفَنَكَتْ في كَذِبٍ ولَطِّ،

أَخَذْتُ منها بقُرونٍ شُمْطِ

وقال أَبو طالب: فَانَكَ في الكذب والشر وفَنَكَ وفَنَّكَ ولا يقال في

الخير، ومعناه لَجَّ فيه ومَحَكَ، وهو مثل التَتايُع لا يكون إلا في الشر.

الجوهري: الفُنُوك اللَّجاجُ؛ عن الكسائي وأَبو عبيدة مثله، وقد فَنَك

في هذا الأَمر يَفْنُك فُنوكاً أَي لَجَّ فيه، وزعم يعقوب أَنه مقلوب من

فَكَنَ. الفراء قال: فَنَكْتَ في لَوْمِي وأَفْنَكْتَ إذا مَهَرْتَ ذلك

وأَكثرت فيه، فَنَكْتَ تَفْنُك فَنْكاً وفُنوكاً.

والفَنِيكُ من الإنسان: مُجْتَمَعُ اللَّحْيَيْنِ في وَسط الذَّقَنِ،

وقيل: هو طرف اللحيين عند العَنْفَقة، ويقال: هو الإفْنِيكُ، قال ولم يعرف

الكسائي الإفْنِيكَ، وقىل: الفَنيك عظم ينتهي إليه حلق الرأس، وقيل:

الفَنِيكان من كل ذي لَحْيَيْنِ الطرفان اللذان يتحرَّكان في المَاضِغِ دون

الصُّدْغَين، وقيل: هما من عن يمين العنفقة وشمالها، ومَن جعل الفَنِيكَ

واحداً في الإنسان فهو مجمع اللحيين في وسط الذقن. وفي الحديث: أَن النبي،

صلى الله عليه وسلم، قال: أمرني جبريل أَن أَتعاهد فَنِيكَيَّ بالماء

عند الوضوء. وفي حديث عبد الرحمن بن سَابِطٍ: إذا توضأتَ فلا تَنْسَ

الفَنِيكَيْن، يعني جانبي العنفقة عن يمين وشمال، وهما المَغْفَلَة؛ وقيل:

أَراد به تخليل أُصول شعر اللحية. شمر: الفَنِيكان طرفا اللَّحْيَين العظمان

الدقيقان الناشزان أَسفل من الأُذنين بين الصُّدْغ والوَجْنة،

والصَّبِيَّان مُلْتَقى اللحيين الأَسفلين. والفَنِيكان من الحمامة: عُظَيمان

مُلزَقانِ بقَطَنِها إذا كسرا لم يستمسك بيضها في بطنها وأَخْدَجَتْها، وقيل:

الفَنِيك والإفْنِيكُ زِمِكَّى الطائر، قال ابن دريد: ولا أَحقه. أَبو

عمرو: الفَنِيك عَجْبُ الذنب. ابن سيده: والفَنْكُ العَجَبُ؛ أَنشد ابن

الأَعرابي:

ولافَنْكَ إلا سَعْيُ عَمْروٍ ورَهْطِه،

بما اخْتَشَبُوا من مِعْضَدٍ ودَدانِ

اخُتَشَبُوا: اتخذوه خَشِيباً، وهو السيف الذي لم يُتَأنَّق في صُنْعه؛

وقال آخر:

جاءتْ بفَنْكٍ أُختُ بنت عَمْرِو

والفَنَكُ: كالفَنْكِ. ومضى فِنْكٌ من الليل وفُنْكٌ أَي ساعة؛ حكي ذلك

عن ثعلب. والفَنَكُ: جلد يلبس، معرَّب؛ قال ابن دريد: لا أَحسبه عربيّاً،

وقال كراع: الفَنَكُ دابة يُفْتَرى جلدُها أَي يلبس جلدها فَرْواً. أَبو

عبيد: قيل لأَعرابي إن فلاناً بَطَّنَ سراويله بفَنَك، فقال: الْتَقى

الثَّرَيانِ، يعني وبر الفَنَك وشعر استه؛ وأَنشد ابن بري لشاعر يصف

ديَكة:كأنما لَبِسَتْ أَو أُلْبِسَتْ فَنَكاً،

فقَلَّصَتْ من حَواشِيه عن السُّوقِ

فنك

1 فَنَكَ بِالمَكَانِ, [aor. ـُ (TK,)] inf. n. فُنُوكٌ, He remained, stayed, dwelt, or abode, in the place. (El-Umawee, S, O, K.) b2: فَنَكَ فِى الأَمْرِ, (S, O, K, *) aor. as above, (S,) and so the inf. n., (S, O,) He persisted, or persevered, in the affair; (S, O, K; *) as also ↓ افنك. (K.) [See also فَتَكَ; and see other explanations below.] And فَنَكَ فِى

الكَذِبِ He persisted, or persevered, in lying: asserted by Yaakoob to be formed by transposition from فَكَنَ: and Aboo-Tálib says that ↓ فانك and ↓ فنّك, of which latter the inf. n. is تَفْنِيكٌ, signify he persisted, or persevered, in lying, and in evil; not in good; and denote the like of consecutiveness. (TA.) [See also فَنْكٌ, which may be an inf. n. of فَنَكَ in this sense, and in others.] and فَنَكَ عَلَيْهِ, (K, TA,) inf. n. as above, (TA,) signifies [in like manner] He kept, or applied himself, constantly, perseveringly, or assiduously, to it; as also ↓ افنك. (K, TA.) b3: And فَنَكَ فِى الطَّعَامِ, (Ibn-'Abbád, S, O, K,) aor. as above, (S,) and so the inf. n., (S, O,) He continued constantly, uniformly, or regularly, in the eating of the food, not loathing aught thereof; (Ibn-'Abbád, S, O, K;) as also فَنِكَ, (S, O, K,) with kesr, (S, O,) like عَلِمَ, (K,) inf. n. فُنُوكٌ; (S, O, K;) and so ↓ فانك: (Ibn-'Abbád, O, K:) and الطَّعَامَ ↓ فَانَكْتُ وَالشَّرَابَ signifies [simply] I kept continually, or constantly, to the food and the beverage: and also I loathed them, or turned away from them with disgust. (Ibn-'Abbád, O.) b4: And فَنَكَ فِى الأَمْرِ [not فانك as in the lexicons of Golius and Freytag, the latter of whom gives both forms of the v. in the sense here following, as does also the TK,] signifies also He entered into the affair. (K.) b5: And He mastered the affair, and overcame it. (O.) b6: فَنَكْتَ فِى لَوْمِى, and فيه ↓ افنكت, (both in the TA, but the latter only in the O,) Thou wast, or hast become, skilled in the blaming, or censuring, of me, and profuse, or immoderate, therein: so says Fr. (O, TA.) b7: And فَنَكَتْ and ↓ أَفْنَكَتْ She (a woman) blamed, or censured, and kept continually, or constantly, to blaming, or censuring, or to some other thing [or act]. (Lth, O, TA. *) b8: And the former, said of a girl, or young woman, She cared not for what she did nor for what was said to her. (Ibn-'Abbád, O, K.) This meaning has also been assigned to فَتَكَتْ. (TA.) b9: And فَنَكَ, (K,) inf. n. as above, (TA,) He lied, or said what was untrue; as also ↓ افنك. (K.) 2 فَنَّكَ see above, near the beginning.3 فَاْنَكَ see 1, first quarter: and near the middle, in two places.4 أَفْنَكَ see 1, in five places.

فَنْكٌ i. q. عَجَبٌ: (IAar, O, K, TA:) [it app. means A wonderful thing: for] IAar cites as an ex., وَلَا فَنْكَ إِلَّا سَعْىُ عَمْرٍو وَرَهْطِهِ بِمَا اخْتَشَبُوا مِنْ مِعْضَدٍ وَدَدَانِ [And there is not anything wonderful except the conduct of 'Amr and his near kinsfolk in their having taken without selection a sword commonly used for lopping trees, and one that was blunt]: (TA:) and ↓ فَنَكٌ signifies the same. (K, TA.) A2: Also Persistence, or perseverence; or the act of persisting, or persevering. (TA.) [In this and the following senses, it seems to be an inf. n. of which the verb is فَنَكَ; as is indicated in the TA.]

b2: And The act of overcoming. (O, K, TA. [Accord. to the TA, from IAar; but said in the O to be from another, not there named.]) b3: and The acting wrongfully, unjustly, injuriously, or tyrannically. (IAar, O, K, TA.) b4: And The lying, or saying what is untrue. (IAar, O, K, TA.) فَنَكٌ A certain beast, (Kr, O, K,) of the skin of which the furred garment is made; (Kr, S, O;) [the marten;] the furred garment whereof is the best sort of such garments, and the highest in estimation, and the most equable, and is suitable to all temperate constitutions: (K:) it is said to be a species of the Turkish fox's cubs; and therefore Az and others say that the word is arabicized; some of the travellers relate that it is applied to the young-one of the jackal (اِبْن آوَى) in the country of the Turks: (Msb:) it is also said to mean a certain skin that is worn; and to be an arabicized word: [in Pers\. a furred garment is called فَنَك:] IDrd says, “I do not think it to be Arabic: ” and MF mentions ↓ فَنِيكٌ as signifying an animal like the fox; an arabicized word; from [a work entitled] غَايَة البَيَان; and he says that it appears to be the فَنَك that is mentioned in the K. (TA.) b2: See also فَنْكٌ.

الفَنِيكُ The مَجْمَع [or part in which is the symphysis] of the لَحْيَانِ [or two lateral portions of the lower jaw], (Lth, O, K, TA,) in the middle of the chin, (Lth, O, TA,) of a man; (Lth, O, K, TA;) this is when the word is used in the sing. form; (Lth, O; [see also الفَكُّ;]) and it is also called ↓ الإِفْنِيكُ; (Lth, O;) [and in like manner Aboo-'Amr Esh-Sheybánee explained what is meant by the upper فَنِيك as is stated by IF and in the O:] or the extremity [of each] of the لَحْيَانِ, at the place of the عَنْفَقَة [or tuft of hair that is between the lower lip and the chin;] (S, K;) also called ↓ الإِفْنِيكُ; but Ks knew not this: (S:) or the فَنِيكَانِ are the two extremities of the عَنْفَقَة: (O:) or (K, TA, in the CK “ and ”) the sing. signifies a bone [beneath the temple,] to which the shaving of the head reaches (عَظْمٌ يَنْتَهِى إِلَيْهِ حَلْقُ الرَّأْسِ): (K, TA:) and accord. to Lth, the dual signifies the two extremities of the [lower] jaw, of whatever has a jaw, that move in the act of chewing, below the temples: (O:) or, accord. to Sh, the two thin, rising bones, [app. the two coronoid processes of the jaw,] lower than the ears, between the temple and the ball of the cheek. (TA.) The lower فَنِيك is [app. The symphysis of the pubes; being] said by Aboo-'Amr Esh-Sheybánee to be the part where the two hip-bones meet together: (IF, O:) [hence, perhaps, and therefore it may be erroneously,] the فنيك is said by AA to be the root, or base, of the tail: (TA:) and it signifies, as also ↓ الإِفْنِيكُ, (IDrd, O, K,) the زِمِكَّى, (K,) or زِمِجَّى, [i. e. the place of growth, or the root, or the whole, of the tail, of a bird, or] of a young bird; as they assert; (IDrd, O;) but IDrd says, “ I will not pronounce it to be correct: ” (O:) and the dual signifies two bones cleaving together: when, in the female pigeon, they are broken, she does not retain her eggs [sufficiently], but excludes them prematurely. (Lth, O.) A2: See also فَنَكٌ.

الإِفْنِيكُ: see the next preceding paragraph, in three places.

مُتَفَنِّكَةٌ A foolish, or stupid, woman. (Ibn-'Abbád, O, K.)
فنك
فَنَكَ بالمكانِ فُنُوكًا: أَقامَ بِهِ قالَ الأُمَوِيُّ كَمَا فِي الصِّحاحِ، وَكَذَلِكَ أَرَكَ بِهِ أرُوكًا. وفَنَكَ عليهِ فُنُوكًا، أَي: واظَبَ.
وفنك فُنُوكًا: كَذَبَ كأَفْنَك فِيهِما أَي فِي المُواظَبَةِ والكَذِبِ. وفَنَكَ فيهِ فُنُوكًا: لَجَّ عَن الكِسائيِّ، وأَبو عُبَيدَةَ مِثْلُه، كَمَا فِي الصِّحاحِ كأَفْنَكَ ويُقال: فَنَكَ فِي الكَذِبِ: إِذا مَضَى فِيهِ ولَجَّ، قَالَ الرّاجِزُ: لما رَأَيْتُ أَنَّها فِي خُطِّي وفَنَكَتْ فِي كَذِبٍ ولَطِّ أَخَذْتُ مِنْها بقُرُونٍ شُمْطِ وزَعَم يعقوبُ أَنّه مَقْلوبٌ من فَكَنَ. وفَنَكت الجارِيَةُ: مَجَنَتْ عَن ابنِ عَبّادٍ، وتَقدم بالتاءِ أَيضًا. وفَنَك فِي الطَّعامِ: اسْتَمَرَّ فِي أكْلِه ولَمْ يَعَفْ مِنه شَيئًا قَالَ الأمَوِيّ: كفَنِكَ كعَلِمَ فُنُوكًا نَقَلَه الجَوْهرِيّ وفانَكَ وَهَذِه عَن ابنِ عَبّادٍ.
وفَنَكَ فِي الأَمْرِ: دَخَلَ وابْتَزَّه ولَجَّ فيهِ وغَلَبَ عَلَيْهِ. والفَنِيكُ كأَمِيرٍ: مَجْمَعُ لَحْيَيك وسَطَ الذَّقَن أَو طَرَفُهما عِندَ العَنْفَقَةِ ويُقال: هُوَ الإِفْنِيكُ وَلم يعرِفْه الكِسائيُّ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، وَمِنْه الحَدِيثُ: أَنْه قَالَ: أَمَرَني جِبرِيلُ أَنْ أَتَعاهَدَ فَنِيكَيَ بالماءِ عندَ الوُضوءِ أَو عَظْمٌ يَنْتَهي إِليه حَلْقُ الرَّأْس وَقيل: الفَنِيكانِ من كُلَ ذِي لَحْيَين: الطَّرَفان اللَّذانِ يَتَحَرَّكانِ فِي الماضِي دونَ الصُّدْغَينْ، وَقيل: هُما عَنْ يَمِينِ العَنْفَقَةِ وشِمالِها، وَمن جَعَل الفَنِيك واحِدًا فَهُوَ مَجْمَعُ اللَّحْيَيْنِ وسَطَ الذَّقَنِ، وَفِي حَدِيثِ عبدِ الرَحْمنِ بنِ سابِطٍ تَفَقَّد فِي طَهارَتِكَ المَنْشَلَةَ والرَّوْمَ والفَنِيكَيْنِ والشّاكِلَ والشَّجْرَ وَقيل: أَرادَ بِهِ تَخْلِيلَ أُصُولِ شَعرِ اللِّحْيَة، وَقَالَ شَمِرٌ: هما العَظْمانِ الدَّقِيقان الناشِزانِ أَسْفَلَ من الأُذُنَينْ بَين الصُّدْغ والوَجْنَة. وَفِي المقايِيسِ لِابْنِ فارِسٍ: قَالَ بعضُهم: سأَلْتُ أَبَا عَمْرو الشَّيبانيَ عَن الفَنِيكِ فَقَالَ: أَما الأعْلَى فمُجْتَمَعُ اللَّحْيَينْ عِنْد الذَّقَن، وأَما الأَسْفَلُ فمُجْتَمَع الوَرِكَيْنِ حيثُ يَلْتَقِيان، وَقَالَ اللَّيثُ: الفَنِيكان: عُظَيمان مُلْتَزِقان إِذا كُسِرا من الحَمامَةِ لم يَستَمْسِكْ بَيضُها حَتَّى تُخْدِجَه. والفَنِيكُ: الزِّمِكَّى، كالإِفْنِيكِ قَالَ ابنُ دُرَيْد: زَعَمُوا، وَلَا أَحُقُّه. والفَنْكُ: العَجَبُ وأَنْشَدَ ابْن الأَعرابيَ:
(وَلَا فَنْكَ إِلاّ سَعْيُ عَمْرِو ورَهْطِهِ ... بِمَا اخْتَشَبُوا من مِعْضَد ودَدَانِ)
ويُحَرَّكُ. والفَنْكُ: التَّعَدّي. والفَنْكُ: اللَّجاجُ. والفَنْكُ الغَلَبَةُ وفُسِّر بكُل من الثّلاثةِ قولُ عَبِيدِ بنِ الأَبْرَصِ:
(وَدِّعْ لَمِيسَ وَداعَ الصّارِمِ الّلاحِي ... إِذْ فَنَكَتْ فِي فَسادٍ بَعْدَ إِصْلاح)
الفَنْكُ: الكَذِبُ، كلُّ ذَلِك عَن ابنِ الأَعرابَي. والفِنْكُ بالكَسرِ: البابُ، كالفَنْكِ بالفتحِ، والصوابُ فِيهِ بالتّاءِ وَقد تقدم.
والفِنْك: السّاعَةُ من اللَّيلِ، ويُضَمُّ حُكِي ذَلِك عَن ثَعْلَبِ. والفَنَكُ بالتَّحْرِيكِ: جِلْدٌ يُلْبَس، معرّب، قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: لَا أَحْسِبُه عَرَبيًّا. وَقَالَ كُراع: دابَّةٌ يُفْتَرَى جِلْدُها وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لشاعِرٍ يَصِفُ دِيَكَةً:)
(كَأَنَّمَا لَبِسَتْ أَو أُلْبِسَتْ فَنَكًا ... فقَلَّصَتْ من حَواشِيهِ عَن السُّوقِ)
وَقَالَ الأَطِبّاءُ: فَروَتُها أَطْيَبُ أَنْواع الفِراءِ وأَشْرَفُها وأَعْدَلُها، صالِحٌ لجَمِيعِ الأَمْزِجَةِ المُعْتَدِلَةِ كَمَا فِي حَياةِ الحَيَوانِ، والتَّذْكِرَةِ، وَقَالَ أَبو عُبَيدٍ: قِيل لأَعرابي: إِنَّ فُلانًا بَطَّنَ سَراوِيلَه بفَنَكٍ، فقالَ: الْتَقَى الثَّرَيانِ، يَعْني وَبَرَ الفَنَك وشَعَر اسْتِه، نَقله الجَوْهَرِيّ. وفَنَكُ بِلَا لامٍ: بسَمَرقَنْدَ مِنْهَا أَبو الفَضْلِ العَبّاسُ بنُ الفَضْل بنِ يَحْيَى الفَنَكِي عَن أَحْمَدَ بنِ أبي مُقاتِلٍ، وعاصِمِ بنِ عَبدِ الرّحمنِ الخُزاعِي وغيرِهما، قَالَه الحافِظُ. وفَنَك: قَلْعَةٌ حَصِينَةٌ للأَكْرادِ من دِيار بَكْر قُربَ جَزِيرَةِ ابنِ عُمَرَ مِنْهَا مَروانُ بنُ عَلي بنِ سلامَةَ الفَقِيهُ الشّافِعِيُ الفَنَكِي، روى عَن الطُّرَيْثيثي، وَعنهُ ابنُ عَساكِر.
والفِنْكُ بالكَسرِ: القِطْعَةُ من اللّيلِ، ويُضَمُّ ويروَى بالتّاءِ أَيضًا، وَقد تَقَدَّم. والمُتَفَنِّكَةُ: الحَمْقاءُ عَن ابْن عّبَاد.
وأَحْمَد بنُ محمّد الفَنّاكِي، كشَدّادي: من الفُقَهاءِ وَفِي طَبَقاتِ الشبكِي: أَبو الحَسَن أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ الفَنّاكِي الفَقِيه، توفّي سنة.
وَمِمَّا يُستَدْرَك عَلَيْهِ: قَالَ أَبو طالِب: فانَكَ فِي الكَذِب والشَّم، وفَنَّكَ تَفنِيكًا، وَلَا يُقالُ فِي الخَيرِ، وَمَعْنَاهُ: لَجَّ فيهِ ومَحَكَ، وَهُوَ مثلُ التَّتايُعِ، لَا يكونُ إِلاّ فِي الشّر. وقالَ الفَرّاءُ: فَنَكْتَ فِي لَوْمِي، وأَفْنَكْتَ: إِذا مَهَرتَ ذَلِك وأَكْثَرتَ فِيهِ، وَقَالَ اللَّيثُ: أَي عَذَلْتَ وداوَمْتَ. والإِفْنِيكُ، بالكسرِ: طَرَفُ اللَّحْيَيْنِ، نقَلَه الجَوْهرِيُّ. وَقَالَ أَبو عَمْرو: الفَنِيكُ: عَجْبُ الذَّنَب. وفانَكَ الطَّعامَ والشَّرابَ: داوَمَ عليهِما، عَن ابنِ عَبّاد. والفَنِيكُ: مُجْتَمَع الوَرِكَين حَيْثُ يَلْتَقِيانِ، عَن أبي عَمْرو، نَقَلَه ابنُ فارِسٍ وصاحبُ الرّامُوزِ. والفَنِيكُ: حيوانٌ كالثَّعْلَبِ، مُعَرَّبٌ، نَقله شيخُنا عَن غَايةِ البَيان، قَالَ: والظّاهِر أَنّه الفَنَكُ الَّذِي ذكره المصنِّفُ. وفَنَك، مُحَرَّكَةً: حِصْنٌ من أَعْمالِ قُرطُبَةَ، نُسِبَ إِليه جماعةٌ قَالَه الحافِظُ.

اسْم الْجِنْس

اسْم الْجِنْس: اعْلَم أَن الِاسْم على أَرْبَعَة أَنْوَاع: جنس وَاسم جنس وَعلم جنس ونكرة. أما الْجِنْس فَهُوَ الَّذِي يَصح إِطْلَاقه على الْقَلِيل وَالْكثير كَالْمَاءِ فَإِنَّهُ يُطلق على القطرة وَالْبَحْر. وَاسم الْجِنْس كالإنسان. وَعلم الْجِنْس كأسامة. والنكرة كَرجل. فَإِن قيل مَا الْفرق بَين اسْم الْجِنْس وَعلم الْجِنْس مَعَ أَنَّهُمَا موضوعان للماهية من حَيْثُ هِيَ هِيَ. قُلْنَا اسْم الْجِنْس مَوْضُوع للماهية من حَيْثُ هِيَ هِيَ من غير مُلَاحظَة الْحُضُور فِي الذِّهْن. وَعلم الْجِنْس أَيْضا مَوْضُوع لَهَا لَكِن من حَيْثُ إِنَّهَا حَاضِرَة فِيهِ وَلِهَذَا صَار معرفَة كَمَا أَنه لَا فرق بَين الْعلم والمعلوم عِنْد الْقَائِلين بِحُصُول الْأَشْيَاء بأنفسها فِي الذِّهْن إِلَّا بِاعْتِبَار الْقيام بالذهن وَعدم الْقيام على مَا تقرر فِي مَحَله.
والنكرة مَا يكون مَوْضُوعا لفرد منتشر من الْمَفْهُوم وملاحظة الْمَفْهُوم فِي النكرَة لَيْسَ إِلَّا ليَكُون آلَة لملاحظة الْأَفْرَاد. والنكرة بِهَذَا الْمَعْنى مُقَابل للْجِنْس وَاسم الْجِنْس وَعلم الْجِنْس. وَأما النكرَة بِمَعْنى مَا وضع لغير معِين فشامل للْجَمِيع مُقَابل للمعرفة تقَابل التضاد أَو تقَابل الْعَدَم والملكة. إِن فسر النكرَة بِمَا لَيْسَ بِمَعْرِِفَة عَمَّا من شَأْنه أَن يكون معرفَة فَبين النكرَة بِالْمَعْنَى الأول والمعرفة وَاسِطَة بِخِلَاف النكرَة بِالْمَعْنَى الثَّانِي. وَالْمَفْهُوم من كَلَام جمال الْعَرَب الشَّيْخ ابْن الْحَاجِب رَحمَه الله فِي شرح الْمفصل أَن اسْم الْجِنْس والنكرة متحدان مُتَرَادِفَانِ.

ثمَّ فِيهَا اخْتِلَاف: قَالَ بَعضهم إِنَّهَا مَوْضُوعَة للماهية مَعَ تشخص غير معِين وَيُسمى فَردا منتشرا. وَقَالَ بَعضهم إِنَّهَا مَوْضُوعَة للماهية من حَيْثُ هِيَ أَي من غير مُلَاحظَة إِلَى أَن يعرضهَا التشخص. فعلى الأول الْفرق بَين النكرَة وَعلم الْجِنْس ظَاهر. وَأما على الثَّانِي فَإِنَّهُمَا وَإِن اتحدا فِي كَون كل مِنْهُمَا مَوْضُوعا للماهية المتحدة فِي الذِّهْن لكنهما افْتَرقَا من حَيْثُ إِن علم الْجِنْس يدل بجوهره على كَون تِلْكَ الْمَاهِيّة مَعْلُومَة للمخاطب معهودة عِنْده كَمَا أَن الْأَعْلَام الشخصية تدل بجواهرها على كَون تِلْكَ الْأَشْخَاص معهودة لَهُ. وَأما اسْم الْجِنْس أَي النكرَة فَلَا يدل بجوهره على كَون تِلْكَ الْمَاهِيّة مَعْلُومَة للمخاطب معهودة عِنْده بل يدل عَلَيْهِ إِذا دخله اللَّام فَهِيَ آلَة تجْعَل تِلْكَ الْمَاهِيّة الَّتِي وضع اسْم الْجِنْس بإزائها معهودة مَعْلُومَة عِنْد الْمُخَاطب وَقَالَ السَّيِّد السَّنَد الشريف الشريف قدس سره اسْم الْجِنْس مَا وضع لِأَن يَقع على شَيْء وعَلى مَا أشبهه كَالرّجلِ فَإِنَّهُ مَوْضُوع لكل فَرد خارجي على سَبِيل الْبَدَل من غير اعْتِبَار تعينه. وَإِن أردْت زِيَادَة التَّفْصِيل فَارْجِع إِلَى كتَابنَا جَامع الغموض شرح الكافيه فِي بحث الْمعرفَة.

سَقَطَ 

(سَقَطَ) السِّينُ وَالْقَافُ وَالطَّاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ يَدُلُّ عَلَى الْوُقُوعِ، وَهُوَ مُطَّرِدٌ. مِنْ ذَلِكَ سَقَطَ الشَّيْءُ يَسْقُطُ سُقُوطًا. وَالسَّقَطُ: رَدِيءُ الْمَتَاعِ. وَالسِّقَاطُ وَالسَّقَطُ: الْخَطَأُ مِنَ الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ. قَالَ سُوَيْدٌ:

كَيْفَ يَرْجُونَ سِقَاطِي بَعْدَمَا ... جَلَّلَ الرَّأْسَ مَشِيبٌ وَصَلَعْ

قَالَ بَعْضُهُمْ: السِّقَاطُ فِي الْقَوْلِ: جَمْعُ سَقْطَةٍ، يُقَالُ سِقَاطٌ كَمَا يُقَالُ رَمْلَةٌ وَرِمَالٌ. وَالسُّقَطُ: الْوَلَدُ يَسْقُطُ قَبْلَ تَمَامِهِ، وَهُوَ بِالضَّمِّ وَالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ. وَسَُِقْطُ النَّارِ: مَا يَسْقُطُ مِنْهَا مِنَ الزَّنْدِ. وَالسَّقَّاطُ: السَّيْفُ يَسْقُطُ مِنْ وَرَاءِ الضَّرِيبَةِ، يَقْطَعُهَا حَتَّى يَجُوزَ إِلَى الْأَرْضِ. وَالسَّاقِطَةُ: الرَّجُلُ اللَّئِيمُ فِي حَسَبِهِ. وَالْمَرْأَةُ السَّقِيطَةُ: الدَّنِيئَةُ. وَحُدِّثْنَا عَنِ الْخَلِيلِ بِالْإِسْنَادِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ فِي أَوَّلِ الْكِتَابِ، قَالَ: يُقَالُ سَقَطَ الْوَلَدُ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ، وَلَا يُقَالُ وَقَعَ. وَسُقْطُ الرَّمْلِ وَسِقْطُهُ وَسَقْطُهُ: حَيْثُ يَنْتَهِي إِلَيْهِ طَرَفُهُ، وَهُوَ مُنْقَطَعُهُ. وَكَذَلِكَ مَسْقِطُ رَأْسِهِ، حَيْثُ وُلِدَ. وَهَذَا مَسْقِطُ السَّوْطِ حَيْثُ سَقَطَ. وَأَتَانَا فِي مَسْقِطِ النَّجْمِ، حَيْثُ سَقَطَ. وَهَذَا الْفِعْلُ مَسْقَطَةٌ لِلرَّجُلِ مِنْ عُيُونِ النَّاسِ. وَهُوَ أَنْ يَأْتِيَ مَا لَا يَنْبَغِي. وَالسِّقَاطُ فِي الْفَرَسِ: اسْتِرْخَاءُ الْعَدْوِ. وَيُقَالُ أَصْبَحَتِ الْأَرْضُ مُبْيَضَّةً مِنَ السَّقِيطِ، وَهُوَ الثَّلْجُ وَالْجَلِيدُ. وَيُقَالُ إِنَّ سِقْطَ السَّحَابِ حَيْثُ يُرَى طَرَفُهُ كَأَنَّهُ سَاقِطٌ عَلَى الْأَرْضِ فِي نَاحِيَةِ الْأُفُقِ، وَكَذَلِكَ سِقْطُ الْخِبَاءِ. وَسِقْطَا جَنَاحَيِ الظَّلِيمِ: مَا يُجَرُّ مِنْهُمَا عَلَى الْأَرْضِ فِي قَوْلِهِ:

سِقْطَانِ مِنْ كَنَفَيْ ظَلِيمٍ نَافِرِ

قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي قَوْلِ الْقَائِلِ:

حَتَّى إِذَا مَا أَضَاءَ الصُّبْحُ وَانْبَعَثَتْ ... عَنْهُ نَعَامَةُ ذِي سِقْطَيْنِ مُعْتَكِرِ

يُقَالُ إِنَّ نَعَامَةَ اللَّيْلِ سَوَادُهُ، وَسِقْطَاهُ: أَوَّلُهُ وَآخِرُهُ. يَعْنِي أَنَّ اللَّيْلَ ذَا السِّقْطَيْنِ مَضَى وَصَدَقَ الصُّبْحُ.

الْمُمكن

الْمُمكن: هُوَ الَّذِي سلب ضَرُورَة وجوده وَعَدَمه وَهَذَا هُوَ الْمُمكن بالإمكان الْخَاص. وَمن هَا هُنَا يُقَال الْمُمكن هُوَ الَّذِي لَا يلْزم من فرض وُقُوعه محَال. فالممكن بالإمكان الْخَاص هُوَ الَّذِي لَا يكون وجوده وَلَا عَدمه ضَرُورِيًّا يَعْنِي لَا تَقْتَضِي ذَاته وجوده وَلَا عَدمه بل يكون وجوده وَعَدَمه بِمُقْتَضى الْغَيْر كالعالم. والممكن بالإمكان الْعَام هُوَ الَّذِي حكم بسلب ضَرُورَته عَن الْجَانِب الْمُخَالف سَوَاء كَانَ الْجَانِب الْمُوَافق ضَرُورِيًّا أَو لَا. فَإِن كَانَت الْقَضِيَّة مُوجبَة مثل الله مَوْجُود بالإمكان الْعَام كَانَ مَعْنَاهَا أَن سلب الْوُجُود عَن الله تَعَالَى لَيْسَ بضروري. والجانب الْمُوَافق أَعنِي وجوده تَعَالَى ضَرُورِيّ هَا هُنَا. وَمثل الْإِنْسَان كَاتب بالإمكان الْعَام يَعْنِي أَن سلب الْكِتَابَة عَن الْإِنْسَان لَيْسَ بضروري مَعَ أَن ثُبُوت الْكِتَابَة أَيْضا كَذَلِك. وَإِن كَانَت سالبة مثل شريك الْبَارِي لَيْسَ بموجود بالإمكان الْعَام كَانَ مَعْنَاهَا أَن وجوده لَيْسَ بضروري وَأَنت تعلم أَن عَدمه ضَرُورِيّ.
فَإِن قلت. إِن عدم الْعقل الأول مثلا مُمكن لكنه يسْتَلْزم الْمحَال أَعنِي عدم الْوَاجِب لِأَن انْتِفَاء الْمَعْلُول يسْتَلْزم انْتِفَاء الْعلَّة فَقَوْلهم إِن الْمُمكن مَا لَا يلْزم مِنْهُ محَال بَاطِل. قلت: عدم الْعقل الأول مثلا لَهُ جهتان. الْإِمْكَان بِالذَّاتِ كَمَا هُوَ الظَّاهِر. والامتناع بِالْغَيْر وَهُوَ امْتنَاع عَدمه تَعَالَى لِأَن وجود الْوَاجِب ضَرُورِيّ فامتناع عَدمه بِالذَّاتِ فلوجود الْعقل الأول وجوب بِالْغَيْر وَامْتِنَاع بِالْغَيْر وَعدم الْعقل الأول من حَيْثُ إِنَّه مُمْتَنع بِالْغَيْر مُسْتَلْزم للمحال الَّذِي هُوَ عدم الْوَاجِب الْمُمْتَنع بِالذَّاتِ لَا من حَيْثُ إِنَّه مُمكن بِالذَّاتِ فَثَبت أَن الْمُمكن من حَيْثُ إِنَّه مُمكن لَا يلْزم مِنْهُ محَال. وَالْحَاصِل أَنا لَا نسلم أَن كل مُمكن فِي نَفسه لَا يلْزم من فرض وُقُوعه محَال - وَإِنَّمَا يجب عدم لُزُوم الْمحَال من فرض وُقُوعه لَو لم يعرض لَهُ الِامْتِنَاع بِالْغَيْر وَإِن عرض لَهُ الِامْتِنَاع بِالْغَيْر جَازَ لُزُوم الْمحَال من فرض وُقُوعه بِنَاء على الِامْتِنَاع بِالْغَيْر. فالخلاصة أَن الْمُمكن لَا يلْزم من فرض وُقُوعه محَال بِالنّظرِ إِلَى ذَاته - وَأما بِالنّظرِ إِلَى أَمر زَائِد على نَفسه فَلَا نسلم أَنه يسْتَلْزم الْمحَال. وَمن هَذَا الْجَواب ينْحل كثير من الإشكالات.
وَقَالَ أفضل الْمُتَأَخِّرين الشَّيْخ عبد الْحَكِيم رَحمَه الله تَعَالَى فِي حَوَاشِيه على شرح المواقف: إِن الْمُمكن بِالْغَيْر أَي بِسَبَب الْغَيْر لَا يتَصَوَّر لِأَنَّهُ لَو كَانَ مُمكنا بِالْغَيْر لَكَانَ فِي ذَاته وَاجِبا أَو مُمْتَنعا فَيلْزم الانقلاب - وَأما الْمُمكن بِالْقِيَاسِ إِلَى الْغَيْر فمتحقق كالواجب تَعَالَى فَإِنَّهُ مُمكن بِالْقِيَاسِ إِلَى مَا سواهُ إِذْ لَا يَقْتَضِي شَيْء مِنْهُ وجود الْوَاجِب وَلَا عَدمه انْتهى.

فَإِن قيل: إِن الْمُمكن بِالْغَيْر مُتَصَوّر بل وَاقع كالواجب بِالْغَيْر والممتنع بِالْغَيْر لِأَن عدم الْمَعْلُول يُوجب عدم علته لكَونه معلولا لعدم علته. فَنَقُول إِن عدم الْعقل الأول الَّذِي هُوَ الْمَعْلُول الأول يُوجب عدم الْوَاجِب الَّذِي هُوَ الْعلَّة فَيكون الْوَاجِب مِمَّا يجْرِي عَلَيْهِ الْعَدَم بِسَبَب الْغَيْر الَّذِي هُوَ عدم الْعقل الأول فَيكون مُمكنا بِالْغَيْر إِذْ الْمَوْجُود الَّذِي يجْرِي عَلَيْهِ الْعَدَم بِسَبَب الْغَيْر مُمكن لَا محَالة. قيل إِن معنى الْإِمْكَان بِالْغَيْر هُوَ تَسَاوِي طرفِي الْوُجُود والعدم وَتلك الْمُسَاوَاة تنَافِي الْوُجُوب الذاتي وَهَا هُنَا لَيْسَ كَذَلِك فَلَا يكون الْوَاجِب فِي الْمِثَال الْمَذْكُور مُمكنا بِالْغَيْر. وَفِيه أَن المُرَاد بالإمكان لَيْسَ مُسَاوَاة طرفِي الْوُجُود والعدم بِسَبَب الْغَيْر بل هُوَ أَن الْغَيْر لَا يَقْتَضِي شَيْئا من الْوُجُود والعدم على قِيَاس الْوَاجِب بِالْغَيْر والممتنع بِالْغَيْر. فَإِن معنى الأول هُوَ أَن الْغَيْر يَقْتَضِي الْوُجُود. وَمعنى الثَّانِي هُوَ أَن الْغَيْر يَقْتَضِي الْعَدَم.
ورد ذَلِك بِأَن مُرَاد من قَالَ بِالْوُجُوب بِالْغَيْر والامتناع بِالْغَيْر دون الْإِمْكَان بِالْغَيْر هُوَ أَن مَا لَا يكون وَاجِبا وممتنعا قد يصير وَاجِبا وممتنعا بِسَبَب الْغَيْر. بِخِلَاف الْمُمكن فَإِن مَا لَا يكون مُمكنا لَا يصير مُمكنا بِسَبَب الْغَيْر - وَالْوَاجِب تَعَالَى أَن اعْتبر الْإِضَافَة إِلَى كَونه عِلّة الْمَعْلُول الأول فَهُوَ من هَذِه الْحَيْثِيَّة غير وَاجِب لذاته. وَإِن اعْتبر مَا يكون وجوده لذاته فَهُوَ وَاجِب لذاته لَا يعرضه الْإِمْكَان من هَذِه الْحَيْثِيَّة. فَافْهَم فَإِنَّهُ من مزال الْأَقْدَام.

وسب

[وسب] وَسَبَتِ الأرض وأوْسَبَتْ: كَثُرَ عشبها. ويقال لنباتها الوِسْبُ بالكسر.
وسب
الوَسب من الغَنَمِ: ما كَثُرَ صُوْفُه. وأوْسَبَتِ الأرْض: كَثُرَ عُشْبُها أو يَبِيْسُها. والوَسبُ: الوَسَخُ والدرَنُ.

وسب


وَسَبَ
a. [ يَسِبُ] (n. ac.
وَسْب), Was verdant.
وَسِبَ(n. ac. وَسَب)
a. Was dirty.

أَوْسَبَa. see I
وِسْبa. Grass; verdure, vegetation.

وَسَبa. Dirt.

N. Ag.
أَوْسَبَa. Woolly.
السين والباء والواو وس ب

الوَسَبُ العُشْبُ واليَبِيسُ وقد أَوْسَبَت الأرضُ والوَسَب من الغَنَم ما كَثُرَ صُوفُه وكبشٌ مُوسَّبٌّ كثير الصُّوفِ والوَسَبُ خشبٌ يُوضَع في أسفل البِئْرِ لِئَلا يَنْهال وجمعه وُسُوبٌ

وسب: الوِسْبُ: العُشْبُ واليَبيسُ. وسَبَتِ الأَرضُ وأَوْسَبَتْ:

كَثُرَ عُشْبُها، ويقال لنَباتِها: الوِسْبُ، بالكسر. والوَسْبُ: خَشَبٌ

يُوضَع في أَسفل البئر لئلا تَنهالَ، وجمعه وُسُوبٌ.

ابن الأَعرابي: الوَسَبُ الوَسَخُ؛ وقد وَسِبَ وَسَباً، ووَكِبَ

وَكَباً، وحَشِنَ حَشَناً، بمعنى واحد.

وسب

1 وَسَبَتِ الأَرْضُ, aor. ـِ (inf. n. وَسْبٌ, TA;) and ↓ اوسبت; The land became abundant in fresh herbage, such as is called عُشْب, (S, K,) and in dry herbage. (TA.) b2: وَسِبَ, aor. ـْ inf. n. وَسَبٌ, He, or it, was dirty: (IAar, K:) syn. with وَكِبَ and حَشِنَ. (TA.) 4 أَوْسَبَ see 1.

وَسُبٌ Wood that is put in the lower part of a well, when its earth is such as would pour in, (K,) and that prevents the earth from doing so: called by the people of Egypt خِنْزِيرَة, and only of the wood of the sycamore fig-tree: (TA:) [the خنزيرة is a lining of planks, resembling a barrel; and the wood above mentioned is used in its construction because water does not rot it so quickly as it rots other kinds of wood:] pl. وُسُوبٌ. (K.) [Accord. to IDrd, of the dial. of El-Yemen. (Freytag.)]

وِسْبٌ Plants; herbs; herbage: (S, K:) or abundance of herbage. (M, in art. اسب.) مُوسِبٌ (tropical:) A ram abounding with wool: (K:) likened to a land abounding with herbage. (TA.) مِيسَابٌ Dates such as are termed مُجَزَّعٌ, [i. e., half, or two-thirds, ripe]: (K:) i. e., as applied to رُطَب, vile, or bad. (TA.)
باب السين والباء و (وأ يء) معهما وس ب، س ب ي، س ي ب، ب ي س، ي ب س، س بء، سء ب، ب سء، ء س ب، بء س، ء ب س مستعملات

وسب: الوَسْبُ من الغنم: ما كثرُ صُوفُه، ومن الأَرْض: ما كثر عشبه، أو يَبِيسُه، وقد أوسبت. سبي: السبي: معروف. تسابَى القوم: سَبَى بعضُهم بعضاً. وهؤلاءِ سَبْيٌ كثير. وقد سبيتهم سَبْياً وسِباءً. وسبتِ الجاريةُ قلبَ الفتى تَسْبِيهِ، أي: ذهبتُ به. والسّابِياء: كالحِوَلاء من النّاقة، فيها الولد. وإذا كَثُرَ نَسلُ الغَنَم سُمِّيتِ السّابِياءَ. ويقعُ اسمُ السّابياءِ على المالِ الكَثير، والعَدَدِ الكَثير، [وتقول] : يَرُوح وعليه سابياءُ من ماله، قال:

الم تَرَ أنّ بَنِي السّابِياء ... إذا قارعوا نَهْنَهُوا الجُهّلا

واسابيّ الدِّماء: طرائقُها. الواحدة: إسْبِيّة. وبنو السّابياء: قومٌ في بني فزارة، ويُقالُ لهم: بنو العُشَراء.

سيب: السَّيْب: المعروف والعطاء، قال :

بسطتُ لهم سَيْبي بَكفِّ مُشيعةٍ ... تَجودُ إذا ما خادع النَّفس جودُها

[والسيب: مجرى الماء، وجمعه: سُيُوب، وقد ساب الماءُ يسيب، إذا جرى] . والحيّةُ تسيبُ وتَنْسابُ، إذا مرّتْ مُسْتَمِرّة. وسَيَّبْت الدّابّة أو الشّيء: تركْتَهُ يسيب حيث شاء. والسّائبة: العبد، يُعْتَقُ ثمّ يُجْعَلُ سائبةً لله لا يكون ولاؤه لمن يعتقه، ويضعُ مالَه حيث شاء بعد موته. والسيوب: الرِّكاز. والسَّيابُ والسُّيّابَ، يخفَفُ ويشدّد: البَلَح. وسايَبَتِ النّخلة ثمرتها قبلَ أن تُدْرِك، أي: ألقتها. والبعيرُ إذا نُتِجَ سنتين، وأَدْرَكَ نِتاجَ نِتاجِهِ يَرْعَى حيث شاء، لا يُرْكَب ولا يُسْتَعمل.

بيس : بَيْسانُ: مَوْضعٌ.

يبس: اليُبْس: نقيضُ الرُّطوبة واللّين. يَبِسَ يَيْبَسُ يَبْسأ، يقال [هذا] لكلّ شيء كانت له النُّدُوّةُ والرُّطوبةُ خِلْقَةًُ. ويُقال لما كان [ذلك] فيه عَرَضاً: جفّ. وطريقٌ يَبَسٌ: لا نُدُوّةَ فيه، قال جلّ وعز: فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً . واليَبِيسُ: الكَلأَ الكثيرُ اليابس. وأَيبَسَتِ الأرض والخُضْر: صارت يبسا ويبيسا. وأرضٌ مُوبِسة: أَيْبَسَها اللهُ. والشَّعَر اليابسُ: أردؤه، ولا يُرىَ فيه سَحجٌ ولا ذهن. ويدٌ يابسةٌ: جاسيةٌ من غير يُبْس، كَنَع عرض لها فيبسها. ووَجْهٌ يابسٌ: قليلُ الخَيْر. وايِبَسْ [يا رَجُلُ] ، أي: اسْكُتْ. والأَيابِسُ: ما كان مثلَ عُرْقُوبٍ وساقٍ. والأَيْبَسانِ: عَظْما الوظيف في اليد والرجل.

سبأ: سَبَأ: اسم رجُلٍ يجمعُ عامّةَ قبائلِ اليمَنَ، وهو اسم بلدة أيضاً سَكَنَتْها مَلِكَتُهُمْ بلقيس. وسبَأْت الخَمْرَ، أي: اشتريتها واسْمُها: السَّبِيئةُ، ومَصْدرُها: السِّباء، قال لبيد:

أُغْلي السِّباءَ بكُلِّ أَدْكَنَ عاتقٍ ... أو جَوْنةٍ قُدِحَتْ وفُضَّ خِتامُها

والاشتراء: الاسْتِباءُ لنفسك. وسَبَأَتْهُ النار: محشته فأحرقتْ شيئاً من أعاليه. وسَبَأَتْهُ السِّياطُ: لَذَعَتْه. وسَبَأَ على يمينٍ كاذبه، أي: مرّ عليها غَيْرَ مُكْتَرِثٍ. ساب: السًّأْبُ: زِقٌّ أو وعاءٌ من أَدَمٍ للشّراب، وجمعه: سوائب، قال:

إذا ذقت فاها قلت علق مدمس ... أريد به قيل فغُودِرَ في سأبِ

وسأبته سَأْباً، أي: خَنَقتَهُ شديداً.

بسا: بَسَأَ بهذا الأمر: مَرَنَ عليه واستمرّ فلم يكترثْ لقُبْحه، وما قيل له فيه، وكذلك إذا كان عَمَلاً أو أمراً وطّن نَفْسَه عليه فاستمرّ وصَبَر قيل: بَسَأ به يَبْسَأ بَسْأً. وبَسَأَ به يبسأ بسأ وبسوءا، وبسىء يَبسَأً بسأً، إذا أَنِسَ به.

أسب: الإسبُ: شَعَر الفَرْج، أَصلُه: وِسْب، واشتقاقه من وِسْب العُشب والنّبات.

بأس: البأس: الحرب. ورجل بَئِسٌ، قد بَؤُسَ بَآسة، أي: شُجاع. والبأساء: اسمٌ للحرب، والمشقّة، والضّرر. والبائس: الرّجلُ النّازلُ به بليّة، أو عُدْمٌ يُرحَمُ لما به، قد بَؤُس يَبْؤُس بؤساً وبُؤْسَى، ومنه اشتقاق بئس، وهو نقيض صلح، يجري مجرى نِعم في المصادر، إلاّ أنّهم إذا صرّفوه قالوا بَئِسُوا ونعموا، وإِذا جعلوه نعتا قالوا: نَعِيم وبئيس، كما يقرأ [قوله تعالى] : بِعَذابٍ بَئِيسٍ على فَعِيل، ولغة لسُفلَى مُضَر: نِعِيم وبِئِيس يكْسِرون الفاء في فعيل إذا كان الحرفُ الثّاني منه من حروف الحَلْق السّتة، وبلغتهم كُسِر الضِّئين ورِئيس ودِهين، وأمّا من كسر كِثير، وأشباه ذلك من غير حروف الحلق فإنهم ناسٌ من أهلِ اليَمَن، وأهل الشّحر، يكسرون كلّ فعيل وهو قبيحٌ إلاّ في الحروف السّتة، وفيها أيضاً يكسِرون صَدْر كلِّ فعلٍ يجيء على بناء عَمِل، نحو قولك: شهد وسعد، ويقرءون: وَما شَهِدْنا إِلَّا بِما عَلِمْنا . والمَبأَسة: اسم للفقر. وهي التي عَنَى عَدِيُّ بنُ زَيْد حين قال:

في غير مَبْأَسةٍ  ...

أبس: الأَبسُ: يكون توبيخا، ويكون ترويعاً. أَبَستُه بما صنع آبِسُهُ أَبْساً، قال :

ولا تأبَسَنْهُ بالذي، كان، فاعلُهُ

أي: لا تلمْهُ، واعفُ عنه. وقال العجّاج:

لُيُوثُ هَيجاء لم تُرَمْ بأَبسِ أي: بزَجرٍ وتَرْويعٍ. وأَبَّسْتُه تأبيساً [إذا قابلتَه بمكروه] . وأبسه يأبِسُه أبْساً، أي: ذلّله، والمؤابس: المذلّل. والأَبْسُ: السُّلَحْفاةُ.

اللّطف

اللّطف:
[في الانكليزية] Mercy ،favour ،grace
[ في الفرنسية] Bienfaisance ،bienveiLLance ،don ،bienfait
بالضم وسكون الطاء المهملة هو الفعل الذي يقرّب العبد إلى الطاعة ويبعده عن المعصية بحيث لا يؤدّي إلى الإلجاء أي الاضطرار كبعثة الأنبياء، فإنّا نعلم بالضرورة أنّ الناس معها أقرب إلى الطاعة وأبعد عن المعصية. ثم الشيعة والمعتزلة يوجبون اللّطف على الله تعالى، ومعنى الوجوب عندهم استحقاق تاركه الذّم، وأهل السنة لا يقولون به أي بالوجوب. وردّوا عليهم بأنّا نعلم أنّه لو كان في كلّ عصر نبي وفي كلّ بلد معصوم يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر لكان لطفا وأنتم لا توجبون ذلك على الله تعالى كذا في شرح المواقف في المقصد السادس من مرصد الأفعال في السمعيات. وفي تهذيب الكلام وأمّا اللطف والتوفيق والعصمة فعندنا خلق قدرة الطاعة والخذلان خلق قدرة المعصية. وقيل العصمة أن لا يخلق الذنب. وقيل خاصية تمنع صدور الذنب. وعند المعتزلة اللطف ما يختار المكلّف عنده الطاعة أو يقرب منها مع تمكّنه ويسمّيان المحصّل والمقرّب والتوفيق اللطف لتحصيل الواجب والخذلان منع اللطف والعصمة اللطف المحصّل لترك القبيح انتهى. ولا بدّ من توضيح هذا الكلام فأقول مستعينا بالله العلّام: قوله فعندنا أي عند الأشاعرة، وقوله وعند المعتزلة اللطف ما يختار المكلّف عنده أي فعل يختار المكلّف عند ذلك الفعل الطاعة أو يقرب ذلك المكلّف منها أي من الطاعة مع تمكنه أي يكون ذلك الاختيار أو القرب مقرونا بالتمكّن والقدرة، لأنّه لو بلغ الإلجاء والاضطرار لكان منافيا للتكليف. فالقدرة والآلة ونحوهما ليست لطفا في الفعل بل شرطا في إمكان الفعل، فإنّ ما يتوقّف عليه إيقاع الطاعة وارتفاع المعصية تارة يكون للتوقّف عليه لازما وبدونه لا يقع الفعل كالقدرة والآلة وتارة لا يكون كذلك، لكن يكون المكلّف باعتبار المتوقّف عليه أذعن وأقرب إلى فعل الطاعة وارتفاع المعصية وهذا هو اللطف. ولذا وقع في بعض كتب الشيعة اللطف الذي يجب على الله تعالى هو ما يقرّب العبد إلى الطاعة ويبعده عن المعصية ولا حظّ له في التمكين ولا يبلغ الإلجاء. فقوله ولا حظّ له في التمكين إشارة إلى القسم الأول الذي ليس بلطف على ما صرّح بذلك شارحه. وقوله ويسميان المحصّل والمقرّب أي يسمّى الأول وهو ما يختار المكلّف عنده الطاعة لطفا محصّلا بكسر الصاد المهملة المشددة، ويسمّى الثاني أي ما يقرّب المكلّف من الطاعة لطفا مقرّبا بكسر الراء المهملة المشددة. فعلى هذا تعريف اللطف بما يقرّب العبد إلى آخره إنّما هو تعريف اللطف المقرّب. وقوله والتوفيق اللطف لتحصيل الواجب أي اللطف مطلقا محصّلا كان أو مقرّبا. وقوله والخذلان منع اللطف أي مطلقا محصّلا كان أو مقرّبا. وقوله والعصمة اللطف المحصّل إلى آخره توضيحه ما في بعض كتب الشيعة وشرحه المذكورين سابقا من أنّ العصمة لطف يفعل الله تعالى بالمكلف بحيث لا يكون له داع إلى ترك الطاعة وارتكاب المعصية مع قدرته على ذلك، فالمعصوم يشارك غيره في الألطاف المقرّبة ويحصل له زائد على ذلك لأجل ملكة نفسانية لطفا يفعل الله تعالى به بحيث لا يختار معه ترك طاعة ولا فعل معصية مع قدرته على ذلك. وقيل إنّ المعصوم لا يمكنه الإتيان بالمعاصي وهو باطل انتهى.

واللّطف في اصطلاح الصوفية معناه: تربية المعشوق لعاشقه بالرفق والمواساة، حتى يصل إلى درجة الكمال والقوة في احتمال جماله، كما في بعض الرسائل.

الحقيقة العقلية

الحقيقة العقلية:
[في الانكليزية] Rational truth
[ في الفرنسية] Verite rationnelle
إسناد الفعل أو معناه إلى ما هو له عند المتكلّم في الظاهر، كذا قال الخطيب في التلخيص، فالمراد بالإسناد النسبة سواء كانت تامة أو لا كما يدل عليه قوله أو معناه، فإنّ المراد بمعنى الفعل اسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبّهة والمصدر واسم التفضيل والظرف. ولا شكّ أنّ إسناد بعضها لا يلزم أن يكون تامة. والأولى أن يقال أو ما في معناه لأنّ معنى الفعل في الاصطلاح يقابل شبه الفعل، وهو ما يفيد معنى الفعل، ولا يشاركه في التركيب. ولا يبعد أن يجعل المنسوب نحو أتميمي أبوه داخلا في معنى الفعل. واحترز به عما ليس المسند فيه فعلا أو معناه نحو الحيوان جسم فإنّه ليس بحقيقة ولا مجاز. وقوله إلى ما هو له أي إلى شيء هو أي الفعل أو معناه له أي لذلك الشيء. وإفراد ضمير هو باعتبار أحد الأمرين وذلك الشيء أعمّ من أن يكون الفعل أو معناه صادرا عنه، كما في ضرب زيد عمروا أو لا، كما في انقطع الحبل، وسلك الجبل على صيغة المجهول، ولذا لم يقل ما هو عنه.
ومعنى كونه له أنّ حقه أن يسند إليه في مقام الإسناد سواء كانت النسبة للنفي أو للإثبات، لا أن يكون قائما به كما قال المحقّق التفتازاني حتى لا يشكل بقولنا ما قام زيد، لأنّ القيام حقه أن يسند إلى زيد في مقام نفيه عنه، بخلاف ما صام نهاري فإنّ الصوم حقه أن يسند إلى المتكلّم في مقام نفيه عنه لا إلى نهاره فهو مجاز عقلي، نعم حقه أن يسند إلى النهار في مقام قصد النفي عنه أي عن النهار، وحينئذ ذلك الإسناد حقيقة فاحفظه فإنّه من الدقائق.
ويمكن أن يجعل ضمير هو إلى ما وضمير له إلى الفعل أو معناه. وكون الشيء للفعل أو معناه بمعنى أنّ حق الشيء أن يسند الفعل أو معناه إليه، لكن جعل الفعل وما في معناه للذات أعذب من العكس. ولما كان المتبادر ما هو له في الواقع وحينئذ يخرج عن التعريف قول الجاهل أنبت الربيع البقل قيده بقوله عند المتكلّم، فيشتمل التعريف ما هو له في الواقع والاعتقاد جميعا كقول المؤمن أنبت الله البقل، وما هو له في اعتقاد المتكلّم فقط كقول الجاهل أنبت الربيع البقل، لكنه بعد يتبادر منه ما هو له في اعتقاد المتكلّم في الواقع، فيخرج منه قول المعتزلي خلق الله الأفعال كلها مخفيا مذهبه.
فقيّده ثانيا بقوله في الظاهر، أي فيما يفهم من ظاهر كلامه ليشمله أيضا. ومن أمثلة الحقيقة العقلية قولك جاء زيد حال كونك عالما بعدم مجيئه. ومما ينبغي أن يعلم أنّ المراد بالإسناد إلى ما هو له الإسناد إلى ما هو له من حيث أنه ما هو له إذ قد يكون الشيء ما هو له باعتبار غير ما هو له باعتبار آخر. أمّا في النفي فقد عرفت في قولنا ما صام نهاري. وأما في الإثبات فكما في قول الخنساء تصف ناقة:
فإنما هي إقبال وإدبار إذ معناه على ما قال الشيخ عبد القاهر أنّ الناقة لكثرة إقبالها وإدبارها كأنّها تجسمت منهما، فالمجاز في إسناد الإقبال لأنّه وإن كان لها من حيث القيام بها لكنه ليس لها من حيث الحمل والاتحاد، فأقبلت الناقة حقيقة وهي إقبال مجاز.
ولو قيل الإقبال بمعنى مقبل حتى يكون المجاز في الكلمة، أو جعل التقدير ذات إقبال حتى يكون مجاز الحذف لكان مغسولا من الفصاحة هذا، لكن هذا المثال عند المصنّف أعني الخطيب من قبيل الواسطة بين الحقيقة والمجاز لأنّ المراد بما في قوله ما هو الملابس على ما صرّح به، وهذا إسناد إلى المبتدأ، والمبتدأ ليس بملابس.

الدِّين

الدِّين: بالكسر وضع التي يدعو أصحاب العقول إلى قبول ما هو عند الرسول عليه السلام، والدينُ والملة متحدان بالذات مختلفان بالاعتبار، فإن الشريعة من حيث إنها تطاع تسمى ديناً، ومن حيث إنها تجمع تسمى ملة، ومن حيث إنها يرجع إليها تسمى مذهباً. وقيل: الدين منسوب إلى الله، والملة منسوبةٌ إلى الرسول، والمذهب منسوب إلى المجتهد. 

سَرُبَ 

(سَرُبَ) السِّينُ وَالرَّاءُ وَالْبَاءُ أَصْلٌ مُطَّرِدٌ، وَهُوَ يَدُلُّ عَلَى الِاتِّسَاعِ وَالذَّهَابِ فِي الْأَرْضِ. مِنْ ذَلِكَ السِّرْبُ وَالسُّرْبَةُ، وَهِيَ الْقَطِيعُ مِنَ الظِّبَاءِ وَالشَّاءِ. لِأَنَّهُ يَنْسَرِبُ فِي الْأَرْضِ رَاعِيًا. ثُمَّ حُمِلَ عَلَيْهِ السِّرْبُ مِنَ النِّسَاءِ. قَالُوا: وَالسَّرْبُ بِفَتْحِ السِّينِ، أَصْلُهُ فِي الْإِبِلِ. وَمِنْهُ تَقُولُ الْعَرَبُ لِلْمُطَلَّقَةِ: " اذْهَبِي فَلَا أَنْدَهُ سَرْبَكِ "، أَيْ لَا أَرُدُّ إِبِلَكِ، لِتَذْهَبَ حَيْثُ شَاءَتْ. فَالسِّرْبُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ: الْمَالُ الرَّاعِي. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: يُقَالُ خَلِّ سِرْبَهُ، أَيْ طَرِيقَهُ يَذْهَبُ حَيْثُ شَاءَ. وَقَالُوا: يُقَالُ أَيْضًا سِرْبٌ بِكَسْرِ السِّينِ. وَيُنْشَدُ بَيْتُ ذِي الرُّمَّةِ:

خَلَّى لَهَا سِرْبَ أُولَاهَا

وَقَالَ: يَعْنِي الطَّرِيقَ. وَيُقَالُ انْسَرَبَ الْوَحْشِيُّ فِي سِرْبِهِ. وَمِنْ هَذَا الْبَابِ: السَّرَبُ وَالسَّرِبُ، وَهُوَ الْمَاءُ السَّائِلُ مِنَ الْمَزَادَةِ، وَقَدْ سَرِبَ سَرَبًا. قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

مَا بَالُ عَيْنِكَ مِنْهَا الْمَاءُ يَنْسَكِبُ ... كَأَنَّهُ مِنْ كُلَى مَفْرِيَّةٍ سَرَبُ بِفَتْحِ الرَّاءِ وَكَسْرِهَا. وَيُقَالُ: سَرَّبْتُ الْقِرْبَةَ، إِذَا جَعَلْتَ فِيهَا مَاءً حَتَّى يَنْسَدَّ الْخَرْزُ. وَالسَّرْبُ: الْخَرْزُ ; لِأَنَّ الْمَاءَ يَنْسَرِبُ مِنْهُ، أَيْ يَخْرُجُ. وَالسَّارِبُ: الذَّاهِبُ فِي الْأَرْضِ. وَقَدْ سَرَبَ سُرُوبًا. قَالَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ} [الرعد: 10] . قَالَ الشَّاعِرُ:

أَنَّى سَرَبْتِ وَكُنْتِ غَيْرَ سُرُوبِ ... وَتُقَرِّبُ الْأَحْلَامُ غَيْرَ قَرِيبِ

وَالْمَسْرَبَةُ: الشَّعْرُ النَّابِتُ وَسَطَ الصَّدْرِ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ كَأَنَّهُ سَائِلٌ عَلَى الصَّدْرِ جَارٍ فِيهِ. فَأَمَّا قَوْلُهُمْ: آمِنٌ فِي سِرْبِهِ، فَهُوَ بِالْكَسْرِ، قَالُوا: مَعْنَاهُ آمِنٌ فِي نَفْسِهِ. وَهَذَا صَحِيحٌ وَلَكِنْ فِي الْكَلَامِ إِضْمَارًا، كَأَنَّهُ يَقُولُ: آمِنَةٌ نَفْسُهُ حَيْثُ سَرِبَ، أَيْ سَعَى. وَكَذَلِكَ هُوَ وَاسِعُ السِّرْبِ ; أَيِ الصَّدْرِ. وَهَذَا أَيْضًا بِالْكَسْرِ. قَالُوا: وَيُرَادُ بِهِ أَنَّهُ بَطِيءُ الْغَضَبِ. وَهَذَا يَرْجِعُ إِلَى الْأَصْلِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ. يَقُولُونَ: إِنَّ الْغَضِبَ لَا يَأْخُذُ فَيَقْلَقَ ; وَيَنْسَدَّ عَلَيْهِ الْمَذَاهِبُ.

المرسل

المرسل:
[في الانكليزية] Sent ،metonymy ،prophetic tradition where one of the relators is missing
[ في الفرنسية] Envoye ،metonymie ،tradition prophetique ou manque un des narrateurs
على صيغة اسم المفعول من الإرسال يطلق على معان: منها ما عرفت قبيل هذا.
ومنها ما هو مصطلح الأصوليين وهو وصف مناسب لم يثبت اعتبار عينه في عين الحكم أصلا أي لا بنصّ ولا إجماع، ولا يترتّب الحكم على وفقه ويجيء في لفظ المناسب مع بيان أقسامه. ومنها التشبيه الذي ذكر أداته نحو كأنّ زيدا الأسد. ومنها المجاز الذي تكون العلاقة فيه غير المشابهة كاليد في النعمة وقد سبق في موضعه. ومنها ما هو مصطلح المحدثين وهو الحديث الذي سقط من آخر إسناده من بعد التابعي راو واحد أو أكثر وذلك السقوط يسمّى إرسالا، وصورته أن يقول التابعي صغيرا كان أو كبيرا قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كذا أو فعل كذا أو فعل بحضرته كذا وسكت ونحو ذلك ممّا يضيفه إليه صلى الله عليه وسلم، هذا هو المشهور وهو المعتمد. وحاصله أنّ المرسل حديث رفعه التابعي مطلقا. وبعضهم قيّد التابعي بالكبير وقال لا يكون حديث صغار التابعين مرسلا بل منقطعا لأنّهم لم يلقوا من الصحابة إلّا الواحد أو الاثنين فأكثر روايتهم عن التابعين. وأما قول من دون التابعي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا فاختلفوا في تسميته مرسلا، فقال الحاكم وغيره من أهل الحديث: المرسل مختصّ بالتابعي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. والمعروف في الفقه وأصول الفقه أنّ كلّ ذلك يسمّى مرسلا وإليه ذهب الخطيب. لكن قال إنّ أكثر ما نوصّفه بالإرسال من حيث الاستعمال رواية التابعي عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويؤيّده ما في العضدي من أنّ المرسل هو أن يقول عدل ليس بصحابي قال صلى الله عليه وآله وسلم كذا انتهى؛ فحينئذ يتّحد المرسل والمنقطع. وقال في التلويح: وفي اصطلاح المحدّثين أنّه إن ذكر الراوي الذي ليس بصحابي جميع الوسائط فالخبر مسند، وإن ترك واسطة واحدة بين الراويين فمنقطع، وإن ترك واسطة فوق الواحد فمعضل بفتح الضاد، وإن لم يذكر الواسطة أصلا فمرسل انتهى. وفي شرح النخبة وشرحه:
اختلف المحدّثون في المرسل والمنقطع هل هما متغايران أولا؟ فأكثر المحدّثين على التغاير لكنه عند إطلاق الاسم عليهما حيث عرّفوا المنقطع بما سقط من رواته واحد غير الصحابي، والمرسل بما سقط من رواته الصحابي فقط.
وبعضهم على أنّهما واحد وعرّفوا المرسل بأنّه ما سقط من رواته واحد فأكثر من أي موضع كان. وأمّا عند استعمال الفعل المشتق فيستعملون الإرسال فقط فيقولون أرسله فلان سواء كان ذلك مرسلا أو منقطعا، ومن ثمّ أطلق غير واحد ممن لا يلاحظ مواقع استعمالاتهم على كثير من المحدّثين أنّهم لا يغايرون بين المرسل والمنقطع وليس كذلك، لما حررنا أنّهم غايروا في إطلاق الاسم وإنّما لم يغايروا في استعمال المشتق. اعلم أنّ المرسل إمّا جلي ظاهر وهو ما يكون الإرسال فيه ظاهرا، وإمّا خفي باطن وهو ما لا يكون الإرسال فيه ظاهرا، والفرق بين المرسل الخفي والمدلّس قد سبق.
فائدة:
المرسل ضعيف لا يحتجّ به عند الجمهور والشافعي، واحتجّ به أبو حنيفة ومالك وأحمد لأنّ الإرسال من جهة كمال الوثوق والاعتماد، فإنّ الكلام في الثقة فلو لم يكن عنده صحيحا لما أرسله.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.