Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: منحر

جَرَنَ

(جَرَنَ)
- فِيهِ «أَنَّ نَاقَتَهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ تَلَحْلَحَتْ عِنْدَ بَيْتِ أَبِي أَيُّوبَ، وأرزمتْ، ووضعتْ جِرَانَهَا» الجِرَانُ: بَاطِنُ العُنُق.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا «حَتَّى ضرَب الحَقُّ بِجِرَانِهِ» أَيْ قَرَّ قَرارُه واسْتَقام، كَمَا أَنَّ الْبَعِيرَ إِذَا برَك واسْتَراح مَدَّ عُنُقَه عَلَى الْأَرْضِ. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ الْحُدُودِ «لَا قَطْع فِي ثَمر حَتَّى يُؤْوِيه الجَرِينُ» هُوَ مَوْضِعُ تَجْفيف التَّمْرِ، وهُوَ لَهُ كالبَيْدَر للحِنْطة، ويُجْمع عَلَى جُرُنٍ بضَمَّتَين.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ أُبَيٍّ مَعَ الغُول «أَنَّهُ كَانَ لَهُ جُرُنٌ من تمر» . (س) وَحَدِيثُ ابْنِ سِيرين فِي المُحَاقَلة «كَانُوا يَشْتَرِطُون قُمَامَة الجُرُنِ» وَقَدْ جُمع جِرَانُ البَعير عَلَى جُرُن أَيْضًا.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فَإِذَا جَملان يَصْرِفان، فَدَنا مِنْهُمَا فوَضعَا جُرُنَهُمَا عَلَى الْأَرْضِ» .
جَرَنَ جُروناً: تَعَوَّدَ الأمرَ، ومَرَنَ،
وـ الثَّوْبُ والدِّرْعُ: انْسَحَقَ، ولانَ،
وـ الحَبَّ: طَحَنَهُ.
والجارونُ: وَلَدُ الحَيَّة، والطَّريقُ الدارِسُ.
والجُرْنُ، بالضمِّ وكأَميرٍ ومِنْبَرٍ: البَيْدَرُ.
وأجْرَنَ التَّمْرَ: جَمَعَهُ فيه.
وجِرانُ البَعيرِ، بالكسر: مُقَدَّمُ عُنُقِهِ من مَذْبَحِهِ إلى مَنْحَرِــه
ج: ككُتُبٍ.
وجِرانُ العَوْدِ: شاعِرٌ نَمَرِيٌّ، واسْمُهُ: عامرُ ابنُ الحَارثِ، لا المُسْتَوْرِدُ، وغَلِطَ الجوهريُّ، ولُقِّبَ لقَوْلِهِ يُخاطِبُ امْرَأتَيْهِ:
خُذَا حَذَراً يا جارَتَيَّ فإنَّنِي ... رأيْتُ جِرانَ العَوْدِ قد كادَ يَصْلَحُ
يَعْنِي أنه كان اتَّخَذَ من جِلْدِ العَوْدِ سَوْطاً ليَضْرِبَ بهِ نساءَه.
والجُرْنُ، بالضمِّ: حَجَرٌ مَنْقُورٌ يُتَوَضَّأُ منه، ولَقَبُ عَمْرِو بنِ العَلاءِ اليَشْكُرِيِّ المُحَدِّثِ. وكمِنْبَرٍ: الأكولُ جِدّاً.
واجْتَرَنَ: اتَّخَذَ جَريناً.
وجَيْرونُ: ع بدِمَشْقَ.
والجِرْيانُ، بالكسر: الجِرْيالُ.
والجَرينُ: ما طَحَنْتَهُ.
وسَوْطٌ مُجَرَّنٌ، كمُعَظَّمٍ: قد مَرَنَ قِدُّه ولانَ.

أَخُو

أَخُو
: (و} الأَخِيَّةُ، كأَبِيَّةٍ، مَقْصورٌ (ويُشَدُّ، صَوابُه ويُمَدُّ.
ثمَّ راجَعْتُ التّكمِلَةَ فوَجَدْتُ فِيهِ: قالَ اللَّيْثُ: {الآخِيَةُ كآنِيَةٍ لُغَةٌ فِي} الآخيَّةِ مُشَدَّدَةً؛ فظَهَرَ أنَّ الَّذِي فِي النسخِ كأبيَّةٍ غَلَطٌ، وصَوابُه كآنِيَةٍ. وقَوْلُه: ويُشَدُّ صَحِيحٌ، فتأَمَّلْ.
(ويُخَفَّفُ، أَي مَعَ المدِّ؛ واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ على المدِّ والتَّشْديدِ: (عُودٌ يُعَرَّضُ (فِي حائِطٍ أَو فِي حَبْلٍ يُدْفَنُ طَرَفاهُ فِي الأرضِ ويُبْرَزُ طَرَفُهُ كالحَلْقَةِ تُشَدُّ فِيهَا الدَّابَّةُ.
وقالَ ابنُ السِّكّيتُ: هُوَ أَن يُدْفَنَ طَرَفا قِطْعَةٍ مِن الحَبْلِ فِي الأرضِ وَفِيه عُصَيَّةٌ أَو حُجَيْر ويظهرُ مِنْهُ مثْلُ عُرْوَةٍ تُشَدُّ إِلَيْهِ الدابَّةُ.
وقالَ الأَزْهَرِيُّ: سَمِعْت (بَعْضَ) العَرَبِ يقولُ للحَبْل الَّذِي يُدْفَن فِي الأرضِ مَثْنِيّاً ويَبْرُزُ طَرَفاه الآخَرَان شِبْه حَلْقةٍ وتُشَدُّ بِهِ الدابَّةُ {آخِيَةٌ.
وقالَ أَعْرابيٌّ لآخَر:} أَخِّ لي {آخِيَّة أَرْبُط إِلَيْهَا مُهْرِي؛ وإنَّما} تُؤَخَّى الآخِيَّةُ فِي سُهولَةِ الأرضِ لأنَّها أَرْفَقَ بالخَيْل مِن الأَوْتَادِ الناشِزَةِ عَن الأَرضِ، وَهِي أَثْبَتُ فِي الأرضِ السَّهْلةِ مِن الوَتِدِ.
ويقالُ {للآخِيَّة: الإِدْرَوْنُ، والجَمْعُ الأَدارِينُ.
وَفِي حدِيثِ أبي سعيدٍ الخُدْرِيّ: (مَثَلُ المُؤْمِنِ والإِيمانِ كمَثَل الفَرَسِ فِي} آخِيَّتِه يَجولُ ثمَّ يَرْجِعُ إِلَى آخِيَّتِه، وإنَّ المُؤْمنَ يَسْهو ثمَّ يَرْجِعُ إِلَى الإِيمانِ) .
(ج {أَخايَا، على غيرِ قِياسِ، مثْلُ خَطِيَّةٍ وخَطَايا وعِلَّتُها كعِلَّتِها؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (لَا تَجْعَلُوا ظُهورَكُم} كأَخَايا الدوابِّ) . أَي فِي الصَّلاةِ، أَي لَا تُقَوِّسُوها فِيهَا حَتَّى تَصيرَ كهذه العُرى.
( {وأواخِيُّ، مُشَدَّدَة الياءِ.
(} والأخِيَّةُ، بالتَّشديدِ: (الطُّنُبُ.
(وأَيْضاً: (الحُرْمَةُ والذِّمَّةُ؛ وَمِنْه حدِيثُ عُمَر: أنَّه قالَ للعبَّاسِ: (أَنْتَ {أخِيَّةُ آباءِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؛ أَرَادَ} بالأخِيَّةِ البَقِيَّةِ.
يقالُ: لَهُ عنْدِي آخِيَّة، أَي متانةٌ قَوِيَّةٌ ووَسِيلةٌ قَرِيبةٌ، كأنَّه أَرادَ: أَنْتَ الَّذِي يُسْتَنَدُ إِلَيْهِ مِن أَصْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ويُتَمَسَّكُ بِهِ.
ويقالُ: لفلانٍ عنْدَ الأميرِ آخِيَّةٌ ثابِتَةٌ.
وَله أَواخٍ وأسْبابٌ تُرْعى.
( {وأَخَّيْتُ للدَّابَّةِ} تأْخِيَةً: عَمِلْتُ لَهَا آخِيَّةٌ.
قالَ أعْرابيٌّ لآخر: أَخِّ لي {أخِيَّةً أَرْبُط إِلَيْهَا مُهْرِي.
(} والأَخُ: أَحَدُ الأَسْماءِ السِّتَّةِ المُعْرَبةِ بالواوِ والألفِ والياءِ.
قالَ الجَوْهَرِيُّ: وَلَا تكونُ مُوحَّدَةً إِلَّا مُضافَةً.
قالَ ابنُ بَرِّي: ويجَوزُ أَنْ لَا تُضافَ وتُعْربَ بالحَرَكاتِ نَحْو: هَذَا {أَخٌ وأَبٌ وحَمٌ وفَمٌ، مَا خَلا قَوْلهم: ذُو مالٍ فإنَّه لَا يكونُ إلاَّ مُضافاً.
(} والأَخُّ، مُشَدَّدَةً، وإنَّما شُدِّدَ لأنَّ أَصْلُه {أَخو، فزَادُوا بدَلَ الواوِ خاءً، كَمَا مَرَّ فِي الأَبِ؛
(} والأَخُوُّ: لُغَةٌ فِيهِ حَكَاها ابنُ الأَعْرابيِّ؛
( {والأَخَا، مَقْصوراً، حَكَاها ابنُ الأَعْرابيِّ أَيْضاً؛ وَمِنْه: مُكْرَهٌ} أَخَاك لَا بَطَل.
( {والأَخوُ، كدَلْوٍ؛ عَن كُراعٍ؛ وَمِنْه قَوْلُ الشاعِرِ:
مَا الْمَرْء} أخُوك إِن لم تلفه وزراً عِنْد الكريهةِ معواناً على النُّوبِقالَ الخَلِيلُ: أَصْلُ تَأْسِيسِ بناءِ! الأَخِ على فَعَل بثلاثِ مُتِحرِّكاتٍ، فاسْتَثْقلُوا ذَلِك، وأَلقوا الواوَ، وفيهَا ثلاثَةُ أَشْياءٍ: حرْف وصَرْف وصَوْت، فرُبَّما أَلْقَوا الواوَ والياءَبصَرْفها فأَبْقوا مِنْهَا الصَّوْت فاعتَمدَ الصَّوْتُ على حَرَكَةِ مَا قَبْله، فَإِن كانتِ الحَركَةُ فَتْحةً صارَ الصَّوْتُ مَعهَا أَلِفاً لَيِّنةً، وَإِن كانتْ ضمَّةً صارَ مَعَها واواً لَيِّنةً، وَإِن كانتْ كَسْرَةً صارَ مَعها يَاء لَيِّنَةً، واعْتَمدَ صَوْتُ واوِ الأَخِ على فتْحَةِ الخاءِ فصارَ مَعها أَلِفاً لَيِّنةً {أَخَا؛ ثمَّ أَلقَوا الأَلِفَ اسْتِخْفافاً لكَثْرةِ اسْتعْمالِهم وبَقِيت الخاءُ على حَرَكَتِها فَجَرَتْ على وُجُوهِ النحْو لقِصَر الاسْمِ، فَإِذا لم يُضِيفُوه قَوَّوْهُ بالتَّنْوين، وَإِذا أَضافُوا لم يَحْسُنِ التَّنْوين فِي الإِضافَةِ فقَوَّوْهُ بالمدِّ.
(مِن النَّسَبِ م مَعْروفٌ، وَهُوَ مَن وَلدَه أَبُوك وأُمُّكَ أَو أَحدهما، ويُطْلَقُ أَيْضاً على الأَخِ مِنَ الرِّضاع، والتَّثْنيةِ أَخْوان، بسكونِ الخاءِ، وبعضُ العَرَبِ يقولُ:} أَخانِ، على النَّقْصِ.
وحكَى كُراعٌ: {أخُوانِ، بِضمِّ الخاءِ.
قالَ ابنُ سِيدَه: وَلَا أَدْرِي كيْفَ ذَلِكَ.
وقالَ ابنُ بَرِّي: هُوَ فِي الشِّعْرِ، وأَنْشَدَ لخُليجٍ الأَعْيَويّ:
} لأَخْوَيْنِ كَانَا خيرَ {أَخَوَيْنِ شِيمةًوأَسْرَعَهُ فِي حاجةٍ لي أُرِيدُهاوَجَعَلَهُ ابنُ سِيدَه: مُثنَّى} أَخُو، بضمِّ الخاءِ، وأَنْشَدَ بيتَ خُلَيْجَ.
(وَقد يكونُ الأَخُ: (الصَّدِيقُ والصَّاحِبُ؛ وَمِنْه قَوْلُهم: ورُبَّ أَخٍ لم تَلِدْهُ أُمُّك؛ (ج! أخونَ؛ أَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لعَقِيلِ بنِ عُلَّفَة المُرِّيّ: وَكَانَ بَنُو فَزَارَةَ شَرَّ قوْمٍ وكُنْتُ لَهُم كَشَرِّ بَني {الأَخِينا قالَ ابنُ بَرِّي: صَوابُه: شَرَّ عَمَ؛ قالَ: ومِثْلهُ قَوْلُ العباسِ بنِ مِرْداسٍ:
فَقُلْنا أَسْلموا إِنَّا} أَخُوكُم ْفقد سَلِمَتْ من الإحَنِ الصُّدورُ ( {وآخاءٌ، بالمدِّ، كآباءٍ، حكَاهُ سِيْبَوَيْه عَن يونُسَ؛ وأَنْشَدَ أَبو عليَ:
وَجَدْتُم بَنيكُم دُونَنا إِذْ نُسِبْتُمُوأَيُّ بَني} الآخاءِ تَنْبُو مَناسِبُهُ (ويُجْمَعُ أَيْضاً على ( {إخْوانٍ، بالكسْرِ، مِثْل خَرَبٍ وخِرْبان؛ (} وأُخْوانٌ، بالضَّمِّ؛ عَن كُراعٍ والفرَّاء؛ ( {وإِخْوَةٌ بالكسْرِ.
قالَ الأَزْهَرِيُّ: هُم} الإِخْوةُ إِذا كَانُوا لأبٍ، وهُم {الإخْوان إِذا لم يَكُونُوا لأبٍ.
قالَ أَبو حاتِم: قالَ أَهْلُ البَصْرَةِ أَجْمَعونَ: الإخْوةُ فِي النَّسَبِ،} والإِخْوان فِي الصَّداقَةِ.
قالَ الأزْهرِيُّ: وَهَذَا غَلَطٌ، يقالُ للأَصْدِقاءِ، وغَيْر الأَصْدِقاءِ {إخْوةٌ} وإخْوان؛ قالَ اللَّهُ، عزَّ وجلَّ: {إِنَّما المُؤْمِنُونَ {إخْوةٌ} ، وَلم يَعْنِ النَّسَبَ؛ وقالَ {أَو بُيُوتِ} إخْوانِكم} ، وَهَذَا فِي النَّسَبِ.
( {وأُخْوَةٌ، بالضَّمِّ. عَن الفَّراء. وأَمَّا سِيْبِوَيْه فقالَ: هُوَ اسمٌ للجَمْعِ وليسَ بجَمْعٍ، لأنَّ فَعْلاً ليسَ ممَّا يُجْمَع على فُعْلة.
(} وأُخُوَّةٌ {وأُخُوٌّ، مُشَدَّدَيْنِ مَضْمومينِ، الأُولى حَكَاها اللَّحْيانيُّ.
قالَ ابنُ سِيدَه: وعنْدِي أنَّه} أُخُوٌّ على مثَالِ فُعُول، ثمَّ لَحِقَت الهاءُ لتَأْنيثِ الجَمْعِ كالبُعُولةِ والفُحُولَةِ.
( {والأُخْتُ: للأُنْثى، صيغَةٌ على غيرِ بناءِ المُذَكَّر، (والتَّاءُ بَدَلٌ مِن الواوِ، وَزنهَا فَعَلَة فَنقلُوها إِلَى فُعْل وأَلحَقَتْها التَّاءُ المُبْدَلةُ من لامِها بوزْنِ فُعْل، فَقَالُوا} أُخْت. و (ليسَ للتَّأْنيثِ كَمَا ظَنَّ مَنْ لَا خبْرَةَ لَهُ بِهَذَا الشأْنِ، وذلِكَ لسكونِ مَا قَبْلها؛ هَذَا مَذْهَبُ سِيْبَوَيْهِ، وَهُوَ الصَّحيح، وَقد نَصَّ عَلَيْهِ فِي بابِ مَا لَا يَنْصرِفُ فقالَ: لَو سمَّيت بهَا رَجُلاً لصَرَفْتها مَعْرِفة، وَلَو كانتْ للتَّأْنيثِ لمَا انْصَرَفَ الاسمُ، على أنَّ سِيْبَوَيْه قد تسمَّح فِي بعضِ أَلْفاظِه فِي الكِتابِ فقالَ: هِيَ علامَةُ تأْنِيثٍ، وإِنَّما ذلكَ تَجوُّزٌ مِنْهُ فِي اللَّفْط لأنَّه أَرْسَلَه غُفْلاً، وَقد قيَّده فِي بابِ مَا لَا يَنْصَرِف، والأخْذُ بقَوْلِه المُعلَّل أَقْوى مِنَ الأَخْذ بقَولِه الغُفْل المُرْسَلِ، ووَجْه تجوُّزه أنَّه لمَّا كانتِ التاءُ لَا تُبْدَلُ مِن الواوِ فِيهَا إلاَّ مَعَ المُؤَنَّث صارَتْ كأنَّها علامَةُ تأْنيثٍ، وأعْنِي بالصِّيغَةِ فِيهَا بتائِها على فُعْل وأَصْلُها فَعَل، وإِبْدالُ الواوِ فِيهَا لازِمٌ لأنَّ هَذَا عَمَلٌ اخْتصَّ بِهِ المُؤَنَّث، (ج {أَخوَاتٌ.
وقالَ الخَليلُ: تأْنِيثُ الأَخِ أُخْتٌ، وتَاؤُها هَاء،} وأُخْتان {وأَخَوات.
وقالَ اللَّيْثُ:} الأُخْتُ كانَ حَدُّها! أَخَةٌ، فصارَ الإعْرابُ على الخاءِ والهاءِ فِي مَوْضِع رَفْعٍ، وَلكنهَا انْفَتَحَتْ بحالِ هاءِ التأْنِيثِ فاعْتَمدَتْ عَلَيْهِ لأنَّها لَا تَعْتمدُ على حَرْفٍ تحرَّكَ بالفتْحَةِ وأُسْكِنَتْ الخاءُ فحوِّل صَرْفُها على الأَلِفِ، وصارَتِ الهاءُ تَاء كأَنَّها مِن أَصْلِ الكَلِمَةِ، وَوَقَعَ الإعْرابُ على التاءِ وأُلْزِمَت الضمةُ الَّتِي كانتْ فِي الخاءِ الأَلفَ.
وقالَ بعضُهم: أَصْلُ الأُخْت {أَخْوة فحُذِفَتِ الواوُ كَمَا حُذِفَتْ مِن الأَخِ، وجُعِلَتِ الهاءُ تَاء فننُقِلَتْ ضمَّةُ الواوِ المَحْذوفَةِ إِلَى الأَلفِ فقيلَ أُخْت، والواوُ أُخْتُ الضمَّةِ.
(وَمَا كنْتَ} أَخاً، وَلَقَد {أَخَوْتَ} أُخُوَّةً، بالضمِّ وتَشْديدِ الواوِ، ( {وآخَيْتُ، بالمدِّ، (} وتأَخَّيْتُ: صِرْتُ أَخاً.
ويقالُ: {أَخَوْتُ عشرَة: أَي كنتُ لَهُم أَخاً.
(} وآخاهُ {مُؤاخاةً} وإخاءً {وإخاوَةً، وَهَذِه عَن الفرَّاء، (} ووِخاءً، بكسْرِهنَّ، ( {ووَاخاهُ، بالواوِ لُغَةٌ (ضَعيفَةٌ قيلَ: هِيَ لُغَةُ طيِّيءٍ.
قالَ ابنُ بَرِّيِ: وحَكَى أَبو عبيدٍ فِي غرِيبِ المصنَّفِ، ورَوَاهُ عَن اليَزِيدي:} آخَيْتَ {ووَاخَيْتَ وآسَيْتَ ووَاسَيْتَ وآكَلْتَ ووَاكَلْتَ، ووَجْهُ ذَلِكَ مِن جهَةِ القِياسِ هُوَ حَمْلُ الماضِي على المُسْتَقْبلِ إِذْ كَانُوا يَقولُونَ:} تُواخِي، بقَلْبِ الهَمْزةِ واواً على التَّخْفيفِ، وَقيل: هِيَ بَدَلٌ.
قالَ ابنُ سِيدَه: وأَرَى {الوِخاءَ عَلَيْهَا والاسمُ} الأُخُوَّةُ، تقولُ: بَيْني وبَيْنه أُخُوَّةٌ وإِخاءٌ.
وَفِي الحدِيثِ: {آخَى بينَ المُهاجِرِين والأَنْصَار، أَي أَلَّفَ بَينهم} بأُخُوَّةِ الإسْلامِ والإِيمانِ.
وقالَ اللَّيْثُ: {الإِخاءُ} والمُؤاخاةُ {والتأَخِّي} والأُخُوَّةُ قَرابَةُ الأَخِ.
(! وتأَخَّيْتُ الشَّيءَ: تَحَرَّيْتُهُ) تَحَرِّي الأَخِ {لأَخِيهِ؛ وَمِنْه حدِيثُ ابنِ عُمَر: (} يتَأَخَّى {مُتأَخ رَسُولِ اللَّهِ) ، أَي يَتَحرَّى ويَقْصِدُ، ويقالُ فِيهِ بالواوِ أَيْضاً وَهُوَ الأكْثَرُ.
((و) } تأَخَّيْتُ (أَخاً: اتَّخَذْتُهُ أَخاً، (أَو دَعَوْتُهُ أَخاً.
(وقَوْلُهم: (لَا أَخَا لَكَ بفلانٍ، أَي (ليسَ لَكَ {بأَخٍ؛ قالَ النابِغَةُ:
أَبْلغْ بَني ذُبيانَ أنْ لَا أَخا لَهُمْبعبْسٍ إِذا حَلّو الدِّماخَ فأَظْلَمَا (ويقالُ: (تَرَكْتُه بأَخِ الخَيْرِ) ، أَي (بشَرَ) ؛} وبأَخِ الشَرِّ: أَي بَخيرٍ؛ وَهُوَ مجازٌ.
وحَكَى اللَّحْيانّي عَن أَبي الدِّينارِ وأَبي زِيادٍ: القوْمُ بأَخِي الشَّرِّ، أَي بشَرَ.
( {وأُخَيَّانِ، كعُلَيَّانِ: جَبَلانِ فِي حقِ ذِي العرْجاءِ، على الشبيكةِ، وَهُوَ ماءٌ فِي بَطْنِ وادٍ فِيهِ رَكايَا كَثيرَةٌ؛ قالَهُ ياقوتُ.
وممَّا يُسْتَدركُ عَلَيْهِ:
قالَ: بعضُ النّحويِّين: سمِّي الأَخُ أَخاً لأنَّ قَصْده قصد} أَخِيهِ، وأَصْلُه مِن وَخَى أَي قَصَدَ فقُلِبَتِ الواوُ هَمْزةً.
والنِّسْبةُ إِلَى الأَخِ {أَخَوِيٌّ، وكَذَلِكَ إِلَى} الأُخْت لأنَّك تقولُ {أَخَوات؛ وكانَ يونُسُ يقولُ} أُخْتِيٌّ، وليسَ بِقياسٍ.
وَقَالُوا: الرُّمْحُ {أَخُوكَ ورُبَّما خانَكَ.
وقالَ ابنُ عرفَةَ: الإخْوَةُ إِذا كانتْ فِي غيرِ الوِلادَةِ كَانَت المُشاكَلَةُ، والاجتماعُ فِي الفعْلِ، نَحْو هَذَا الثّوْبُ} أَخُو هَذَا؛ وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {كَانُوا! إخْوان الشَّياطِيْنِ} ، أَي هُمْ مُشاكِلُوهُم.
وقَوْلُه تَعَالَى: {إلاّ هِيَ أَكْبَر مِن {أُخْتها} .
قالَ السَّمين: جَعَلَها أُخْتها لمُشارَكَتِها لَهَا فِي الصحَّةِ والصدْقِ والإنابَةِ، والمعْنَى أنَّهنَّ أَي الْآيَات مَوْصُوفات بكبْر لَا يكدن يَتفَاوَتْن فِيهِ.
وقَوْلُه تَعَالَى: {لعنت أُخْتهَا} إشارَةٌ إِلَى مُشارَكتِهم فِي الوِلايَةِ.
وقوُلُه تَعَالَى: {إِنَّما المُؤْمنُونَ إخْوَةٌ} ، إشارَةً إِلَى اجْتِماعِهم على الحقِّ وتَشارِكهم فِي الصفَّةِ المُقْتضيةِ لذلِكَ.
وَقَالُوا: رَمَاهُ اللَّهُ بلَيْلةٍ لَا أُخْتَ لَهَا، وَهِي لَيْلَة يَمُوت.
} وتآخَيَا على تَفاعَلا: صارَ {أَخَوَيْن.
} والخُوَّةُ، بالضمِّ: لُغَةٌ فِي الأُخُوَّةِ؛ وَبِه رُوِي الحدِيثُ: (لَو كنتُ مُتَّخِذاً خَلِيلًا لاتَّخَذْتُ أَبا بكْرٍ خَليلاً) ، وَلَكِن خُوَّة الإسلامِ.
قالَ ابنُ الأثيرِ: هَكَذَا رُوِي الحدِيثُ.
وقالَ الأَصْمَعيُّ فِي قوْلِهم: لَا أُكَلِّمهُ إلاَّ أَخا السِّرارِ، أَي مثْل السِّرار.
ويقالُ: لَقِيَ فلانٌ {أَخا المَوْتِ، أَي مثل المَوْتِ.
ويقالُ: سَيْرُنا} أَخُو الجَهْدِ، أَي سَيْرُنا جاهِدٌ.
ويقالُ: {آخَى فلانٌ فِي فلانٍ} آخِيَة فكَفَرَها، إِذا اصْطَنَعه وأَسْدَى إِلَيْهِ؛ قالَ الكُمَيْت:
سَتَلْقَوْن مَا {آخِيّكُمْ فِي عَدُوِّكُمْعليكم إِذا مَا الحَرْبُ ثارَ عَكُوبُها} والأَخِيَّةُ: البَقِيَّةُ.
وبينَ السَّماحَةِ والحَماسَةِ {تآخٍ؛ وَهُوَ مجازٌ.
} والإِخْوانُ: لُغَةٌ فِي الخِوَانِ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (حَتَّى أَن أَهْلَ {الإخْوَان ليَجْتَمِعُونَ) ، وأَنْشَدَ السَّمين للعريان:
ومنحر مئناثٍ يخر خَوارُهاوموضع} إخْوان إِلَى جنب إخْوان {ِوأُخَّى، كرُبى: ناحِيَةٌ مِن نواحِي البَصْرةِ فِي شرْقي دجْلَةَ ذَات أنْهارٍ وقُرىً؛ عَن ياقوت.
وَيَوْم} أُخِيَّ، مُصَغَّراً: من أَيَّامِ العَرَبِ، أَغارَ فِيهِ أَبو بِشْرٍ العُذْرِيُّ على بَني مُرَّةَ؛ عَن ياقوت.
{والإِخِيّةُ كعليّةٍ: لُغَةٌ فِي} الأَخِيَّةِ {والآخِيَةِ.

على يمينه

على يمينه
الجذر: ي م ن

مثال: جَلَسَ على يمينه
الرأي: مرفوضة
السبب: لاستعمال حرف الجر «على».

الصواب والرتبة: -جَلَسَ عَنْ يمينه [فصيحة]-جَلَسَ على يمينه [صحيحة]
التعليق: الوارد في المعاجم استعمال حرف الجر «عن» مع اليمين واليسار، ومنه قوله تعالى: {ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ} الأعراف/17. ويصح استعمال حرف الجر «على» لوروده عن العرب، فقد ذكر الزمخشري أن العرب تقول: جلس عن يمينه وعلى يمينه، وعن شماله وعلى شماله، ولكل من الحرفين استعمال دقيق، فمعنى على يمينه أنه تمكن في جلوسه من جهة اليمين، ومعنى عن يمينه أنه جلس منحرفًا عنه غير ملاصق لجاره.

علم مسالك البلدان والأمصار

علم مسالك البلدان والأمصار
علم باحث عن أحوال الطرق الواقعة بين البلاد وإنها برية أو بحرية عامرة أو غامرة سهلية أو جبلية مستقيمة أو منحرفة والعلامات المنصوبة لتلك الطرق من الجبال والتلال وأمثالهما ومعرفة ما في تلك المسالك من المخاوف الحيوانية أو النباتية وأمثال ذلك.
ومنفعة هذا العلم لا تخفى على أحد ذكره في مدينة العلوم ورأيت فيه كتابا بالفارسي لبعض علماء الهند.

لارِدَةُ

لارِدَةُ:
بالراء مكسورة، والدال المهملة: مدينة مشهورة بالأندلس شرقي قرطبة تتصل أعمالها بأعمال طرّكونة منحرفة عن قرطبة إلى ناحية الجوف، ينسب إلى كورتها عدّة مدن وحصون تذكر في مواضعها، وهي بيد الأفرنج الآن، ونهرها يقال له سيقر، ينسب إليها جماعة، منهم: أبو يحيى زكرياء ابن يحيى بن سعيد اللاردي ويعرف بابن الندّاف، وكان إماما محدّثا، سمع منه بالأندلس كثير، ذكره الفرضي ولم يذكر وفاته ولكنه قال: ...

العُزَّى

العُزَّى:
بضم أوله في قوله تعالى: أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى 53: 19، اللّات: صنم كان لثقيف، والعزّى:
سمرة كانت لغطفان يعبدونها وكانوا بنوا عليها بيتا وأقاموا لها سدنة، فبعث النبي، صلّى الله عليه وسلّم، خالد بن الوليد إليها فهدم البيت وأحرق السّمرة، والعزّى تأنيث الأعزّ مثل الكبرى تأنيث الأكبر، والأعزّ بمعنى العزيز والعزى بمعنى العزيزة، وقال ابن حبيب: العزى شجرة كانت بنخلة عندها وثن تعبده غطفان وسدنتها من بني صرمة بن مرّة، قال أبو منذر بعد ذكر مناة واللّات: ثم اتخذوا العزّى وهي أحدث من اللات ومناة، وذلك أني سمعت العرب سمّت بها عبد العزّى فوجدت تميم بن مرّ سمّى ابنه زيد مناة بن تميم بن مرّ بن أدّ بن طابخة وعبد مناة بن أدّ، وباسم اللّات سمّى ثعلبة بن عكابة ابنه تيم اللات وتيم اللات بن رفيدة بن ثور وزيد اللات بن رفيدة بن ثور بن وبرة بن مرّ بن أدّ ابن طابخة وتيم اللات بن النمر بن قاسط وعبد العزّى ابن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم، فهي أحدث من الأولين، وعبد العزّى بن كعب من أقدم ما سمّت به العرب، وكان الذي اتخذ العزّى ظالم بن أسعد، وكانت بواد من نخلة الشامية يقال له حراض بازاء الغمير عن يمين المصعد إلى العراق من مكة، وذلك فوق ذات عرق إلى البستان بتسعة أميال، فبني عليها بسّا، يريد بيتا، وكانوا يسمعون فيه الصوت، وكانت العرب وقريش تسمّي بها عبد العزّى، وكانت أعظم الأصنام عند قريش، وكانوا يزورونها ويهدون لها ويتقرّبون عندها بالذبائح، قال أبو المنذر: وقد بلغنا أن النبي، صلّى الله عليه وسلّم، ذكرها يوما فقال: لقد اهتديت للعزّى شاة عفراء وأنا على دين قومي، وكانت قريش تطوف بالكعبة وتقول: واللّات والعزّى ومناة الثالثة الأخرى فانهنّ الغرانيق العلى وإن شفاعتهنّ لترتجى، وكانوا يقولون بنات الله، عز وجل، وهنّ يشفعن إليه، فلما بعث رسوله، صلّى الله عليه وسلّم، أنزل عليه:
أفرأيتم اللّات والعزّى ومناة الثالثة الأخرى، ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذا قسمة ضيزى، إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان، وكانت قريش قد حمت لها شعبا من وادي حراض يقال له سقام يضاهئون به حرم الكعبة، وقد ذكر سقام في موضعه من هذا الكتاب، وللعزّى يقول درهم بن زيد الأوسي:
إني وربّ العزّى السعيدة والل ... هـ الذي دون بيته سرف
وكان لها منحر ينحرون فيه هداياهم يقال له الغبغب، وقد ذكر في موضعه أيضا، وكانت قريش تخصها بالإعظام فلذلك يقول زيد بن عمرو بن نفيل، وكان قد تألّه في الجاهلية وترك عبادتها وعبادة غيرها من الأصنام:
تركت اللّات والعزّى جميعا، ... كذلك يفعل الجلد الصّبور
فلا العزّى أدين ولا ابنتيها، ... ولا صنمي بني عمرو أزور
ولا هبلا أزور وكان ربّا ... لنا في الدهر، إذ حلمي صغير
وكانت سدنة العزّى بني شيبان بن جابر بن مرّة بن عبس بن رفاعة بن الحارث بن عتبة بن سليم بن منصور، وكانوا حلفاء بني الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، وكان آخر من سدنها منهم دبيّة بن حرمي السلمي، وله يقول أبو خراش الهذلي وكان قدم عليه فحذاه نعلين جيدتين فقال:
حذاني بعد ما خذمت نعالي ... دبيّة، إنه نعم الخليل
مقابلتين من صلوي مشبّ ... من الثيران وصلهما جميل
فنعم معرّس الأضياف تدحى ... رحالهم شآمية بليل
يقابل جوعهم بمكلّلات ... من القربى يرعّبها الحميل
فلم تزل العزى كذلك حتى بعث الله نبيّه، صلّى الله عليه وسلّم، فعابها وغيرها من الأصنام ونهاهم عن عبادتها ونزل القرآن فيها فاشتدّ ذلك على قريش ومرض أبو أحيحة سعيد بن العاصي بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف مرضه الذي مات فيه، فدخل عليه أبو لهب يعوده فوجده يبكي فقال له: ما يبكيك يا أبا أحيحة، أمن الموت تبكي ولا بدّ منه؟ فقال:
لا ولكني أخاف ألا تعبدوا العزّى بعدي، فقال له أبو لهب: ما عبدت في حياتك لأجلك ولا تترك عبادتها بعدك لموتك، فقال أبو أحيحة: الآن علمت أن لي خليفة، وأعجبه شدّة نصبه في عبادتها، قال أبو المنذر: وكان سعيد بن العاصي أبو أحيحة يعتمّ بمكة فإذا اعتم لم يعتمّ أحد بلون عمامته، قال أبو المنذر: حدّثني أبي عن أبي صالح عن ابن عباس، رضي الله عنه، قال: كانت العزى شيطانة تأتي ثلاث سمرات ببطن نخلة، فلما افتتح النبي، صلّى الله عليه وسلّم، مكة بعث خالد بن الوليد فقال له: ائت بطن نخلة فإنك تجد ثلاث سمرات فاعضد الأولى، فأتاها فعضدها، فلما عاد إليه قال: هل رأيت شيئا؟
قال: لا، قال: فاعضد الثانية، فأتاها فعضدها، فلما عاد إليه قال: هل رأيت شيئا؟ قال: لا، قال:
فاعضد الثالثة، فأتاها فإذا هو بخنّاسة نافشة شعرها واضعة يديها على عاتقها تصرف بأنيابها وخلفها دبيّة ابن حرمي السلمي ثم الشيباني وكان سادنها، فلما نظر إلى خالد قال:
أعزّيّ شدّي شدّة لا تكذّبي، ... على خالد ألقي الخمار وشمّري
فإنك إلا تقتلي اليوم خالدا، ... فبوئي بذلّ عاجل وتنصّري
فقال خالد:
يا عزّ كفرانك لا سبحانك، ... إني رأيت الله قد أهانك
ثم ضربها ففلّق رأسها فإذا هي حممة ثم عضد الشجر وقتل دبيّة السادن، وفيه يقول أبو خراش الهذلي يرثيه:
ما لدبيّة منذ اليوم لم أره ... وسط الشروب ولم يلمم ولم يطف
لو كان حيّا لغاداهم بمترعة ... من الرواويق من شيزى بني الهطف
ضخم الرّماد عظيم القدر جفنته ... حين الشتاء كحوض المنهل اللّقف
قال هشام: يطف من الطّوفان أو من طاف يطيف، والهطف: بطن من عمرو بن أسد، واللقف: الحوض المنكسر الذي يغلب أصله الماء فيتثلم، يقال: قد
لقف الحوض، ثم أتى النبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، فأخبره قال: تلك العزى ولا عزّى بعدها للعرب، أما إنها لن تعبد بعد اليوم! قال: ولم تكن قريش بمكة ومن أقام بها من العرب يعظمون شيئا من الأصنام إعظامهم العزّى ثم اللات ثم مناة، فأما العزى فكانت قريش تخصها دون غيرها بالهدية والزيارة وذلك فيما أظن لقربها منهم، وكانت ثقيف تخص اللات كخاصة قريش العزّى، وكانت الأوس والخزرج تخص مناة كخاصة هؤلاء الآخرين، وكلهم كان معظما لها ولم يكونوا يرون في الخمسة الأصنام التي دفعها عمرو بن لحيّ، وهي التي ذكرها الله تعالى في القرآن المجيد حيث قال: وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُواعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً 71: 23، كرأيهم في هذه ولا قريبا من ذلك فظننت أن ذلك كان لبعدها منهم، وكانت قريش تعظمها وكانت غنيّ وباهلة يعبدونها معهم، فبعث النبي، صلّى الله عليه وسلّم، خالد ابن الوليد فقطع الشجر وهدم البيت وكسر الوثن.

طُوَيْلعٌ

طُوَيْلعٌ:
بضم أوله، وبفتح ثانيه، ولفظه لفظ التصغير، ويجوز أن يكون تصغير عدّة أشياء في اللغة، يجوز أن يكون تصغير الطالع، وهو من الأضداد، يقال:
طلعت على القوم أطلع طلوعا فأنا طالع إذا غبت عنهم حتى لا يروك أو أقبلت إليهم حتى يروك، روى ذلك أبو عبيد وابن السكيت، وعلى في الأمر بمعنى عن، ويجوز أن يكون تصغير الطّلاع الذي جاء في الحديث عن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه:
لو أن لي طلاع الأرض لافتديت به من هول المطلّع، وطلاعها: ملؤها حتى يطالع أهل الأرض فيساويه، وقيل: طلاع الأرض ما طلعت عليه الشمس، ويجوز أن يكون تصغير الطالع من السهام وهو الذي يقع وراء الهدف، ويجوز غير ذلك، وطويلع: ماء لبني تميم ثم لبني يربوع منهم. وطويلع: هضبة بمكة معروفة عليها بيوت ومساكن لأهل مكة، قال أبو منصور: هو ركيّة عاديّة بالشّواجن عذبة الماء قريبة الرّشاء، قال السكوني: قال شيخ من الأعراب لآخر: فهل وجدت طويلعا؟ أما والله إنه لطويل الرشاء بعيد العشاء مشرف على الأعداء، وفيه يقول ضمرة بن ضمرة النهشلي:
فلو كنت حربا ما بلغت طويلعا ... ولا جوفه إلا خميسا عرمرما
وقال الحفصي: طويلع منهل بالصّمّان، وفي كتاب نصر: طويلع واد في طريق البصرة إلى اليمامة بين الدّوّ والصمّان، وفي جامع الغوري: طويلع موضع بنجد، وقال أعرابيّ يرثي واحدا:
وأيّ فتى ودّعت يوم طويلع، ... عشيّة سلّمنا عليه وسلّما
رمى بصدور العيس منحرف الفلا، ... فلم يدر خلق بعدها أين يمّما
فيا جازي الفتيان بالنعم اجزه ... بنعماه نعمى، واعف إن كان أظلما

سُرِتّةُ

سُرِتّةُ:
بضم أوّله، وكسر ثانيه، وتاء مثناة من فوق مشددة، وهاء، اسم أعجميّ ليس من أوزان العرب مثله: وهي مدينة بالأندلس متصلة الأعمال بأعمال شنت بريّة، وهي شرقي قرطبة منحرفة نحو الجوف، بينها وبين طليطلة عشرون فرسخا، وأما المحدثون فإنّهم يقولون سرتة، بضم أوّله، وسكون ثانيه، وتخفيف التاء، ونسبوا إليها، وحكوا عن أبي الوليد يوسف بن عبد العزيز الأندي في كتاب مشتبه الأسماء قال: هو بلد في جوف الأندلس، ونسبوا إليه قاسم بن أبي شجاع السرتي، روى عن أبي بكر الآجرّي، ذكره ابن ميمون وابن شنظير في شيوخهما، وأمّا أبو القاسم عبد الله بن فتح بن أبي حامد السّرتي حدث عنه أبو إسحاق شنظير، وأنا لا أدري أهما منسوبان إلى التي بالأندلس أو بإفريقية، وهي بإفريقية أشبه.

زَغاوَةُ

زَغاوَةُ:
بفتح أوّله، وفتح الواو، قيل: هو بلد في جنوبي إفريقية بالمغرب، وقيل: قبيلة من السودان جنوبي المغرب، وفيهم يقول أبو العلاء المعرّي:
بسبع إماء من زغاوة زوّجت ... من الروم في نعماك سبعة أعبد
وقال أبو منصور: الزغاوة جنس من السودان، والنسبة إليهم زغاويّ، وقال ابن الأعرابيّ: الزغي رائحة الحبش، وقال المهلبي: ولزغاوة مدينتان يقال لإحداهما مانان وللأخرى ترازكي، وهما في الإقليم الأوّل، وعرضهما إحدى وعشرون درجة، قال: ومملكة الزغاوة مملكة عظيمة من ممالك السودان في حدّ المشرق منها مملكة النوبة الذين بأعلى صعيد مصر بينهم مسيرة عشرة أيام، وهم أمم كثيرة، وطول بلادهم خمس عشرة مرحلة في مثلها في عمارة متصلة، وبيوتهم جصوص كلّها وكذلك قصر ملكهم، وهم يعظمونه ويعبدونه من دون الله تعالى ويتوهمون أنّه لا يأكل الطعام، ولطعامه قومة عليه سرّا يدخلونه إلى بيوته لا يعلم من أين يجيئونه به، فإن اتفق لأحد من الرعية أن يلقى الإبل التي عليها زاده قتل لوقته في موضعه، وهو يشرب الشراب بحضرة خاصة أصحابه، وشرابه يعمل من الذّرة مقوّى بالعسل، وزيّه لبس سراويلات من صوف رقيق والاتشاح عليها بالثياب الرفيعة من الصوف الأسماط والخزّ السوسي والديباج الرفيع، ويده مطلقة في رعاياه ويسترقّ من شاء منهم، أمواله المواشي من الغنم والبقر والجمال والخيل، وزروع بلدهم أكثرها الذّرة واللوبياء ثمّ القمح، وأكثر رعاياه عراة مؤتزرون بالجلود، ومعايشهم من الزروع واقتناء المواشي، وديانتهم عبادة ملوكهم يعتقدون أنّهم الذين يحيون ويميتون ويمرضون ويصحّون، وهي من مدائن البلماء وقصبة بلاد كاوار على سمت الشرق منحرفا إلى الجنوب.

بَتيلَة

بَتيلَة:
مثل الذي قبله، وزيادة هاء: ماء لبني عمرو ابن ربيعة بن عبد الله رواء ببطن السّرّ وهو إلى جنب بتيل المذكور قبله، وفي كتاب نصر: بتيلة قليب عند بتيل في ديار بني كلاب، وقال ابن دريد:
البتيلة ماء لهم رواء ببطن السرّ إلى جنب بتيل، وبتيل جبل أحمر يناوح دمخا من ورائه، وقال أبو زياد: خاصم عبيد الله بن ربيع قوم من بني أبي بكر في ماء لهم يقال له بتيل فأطالوا لهم الخصومة، وعلى المدينة رجل من قريش يقال له خالد، واستعمل خالد رجلا يقال له عثمان على ضرية فكان عبيد الله وأصحابه يختصمون إلى عثمان فجعل البكريون لعثمان
مالا على أن يقضي لهم على عبيد الله، فلما تخوّف عبيد الله ذلك ارتحل حتى وقع بين يدي خالد بالمدينة، فقال:
إلى الله أشكو أنّ عثمان جائر ... عليّ، ولم يعلم بذلك خالد
أبيت، كأني من حذار قضائه ... بحرّة عبّاد، سليم الأساود
تكلّفت أجواز الفيافي وبعدها ... إليك، وعظمي خشية الظلم بارد
وبيضاء إمليس، إذا بتّ ليلة ... بها، زارني عاري الذراعين مارد
عوى، عند نضوي، يستغيث أليفه ... بمنزلة لا تعتفيها العوائد
فلما رآني قد حنست لقتله ... مبارزة، واشتدّ بالسيف ساعدي
فولّى فتى شاكي السلاح، لو انه ... أخي لم أبعه من معدّ بواحد
فتى يكسب المعدوم، حتى رقيقه ... مدلّ بشدّات الكميّ المناجد
إلى خالد، إمّا أموت فهيّن، ... وإما طريد مستجير بخالد
فهل أنت من أهل البتيلة منقذي؟ ... فقد كدت عن لحمي بسيفي أجالد
أرادوا جلائي عن بلاد ورثتها ... أبي، وإمام الناس والدين واحد
أما بعد أن يرموا بدلوي عن التي ... ضربت بروميّ حديد الحدائد
فأمكنتها من منحر غير قاطع، ... له نفيان طيّب الطعم بارد
فإنكما يا ابني عليّة كنتما ... يدا، وأخي يرجى قليل الفوائد [1]
وقال ذروة بن جحفة الكلابي:
شهد البتيل على البتيلة أنها ... زوراء فانية على الأوراد
منع البتيلة، لا يجوز بمائها ... قمر تثور جحاشها بشراد
قبح الإله وخصّهم بملامة ... نفرا، يقال لهم بنو روّاد
نفرا يقيم اللؤم وسط بيوتهم ... والمخزيات كما يقيم نضاد

أَوْذَغَسْت

أَوْذَغَسْت:
بالفتح ثم السكون، وفتح الذال المعجمة، والغين المعجمة، وسكون السين المهملة، والتاء فوقها نقطتان، قال ابن حوقل: دون لمطة من بلاد المغرب تامدلت، وعلى جنوبها أوذغست مدينة، وعلى سمتها في نقطة المغرب أو ليل، وبين سجلماسة إلى أوذغست مسيرة شهرين على سمت المغرب فتقع منحرفة محاذاة عن السّوس الأقصى كأنهما مع سجلماسة مثلث طويل الساقين أقصر أضلاعه من السّوس إلى أوذغست، وهي مدينة لطيفة أشبه شيء بمكة، شرفها الله وحماها، لأنها بين جبلين، وقال المهلّبي: أوذغست مدينة بين جبلين في قلب البر جنوبي مدينة سجلماسة، بينهما نيف وأربعون مرحلة في رمال ومفاوز على مياه معروفة وفي بعضها بيوت البربر، وأوذغست بها أسواق جليلة وهي مصر من الأمصار جليل، والسّفر إليها متّصل من كل بلد، وأهلها مسلمون يقرأون القرآن ويتفقهون، ولهم مساجد وجماعات أسلموا على يد المهدي عبيد الله وكانوا كفّارا يعظّمون الشمس ويأكلون الميتة والدم، وأمطارهم في الصيف يزرعون عليها القمح والدّخن والذّرة واللّوبياء، والنخل ببلدهم كثير، وفي شرقيهم بلاد السودان وفي غربيهم البحر المحيط وفي شماليهم منفتلا إلى الغرب بلاد سجلماسة وفي جنوبيهم بلاد السودان.

بَاغَة

بَاغَة
عن التركية باغة بمعنى ظهر السلحفاة البحرية يتخذ منه السوار، أو عن باغي بمعنى الرقية والسحر. يستخدم للإناث.
بَاغَة:
مدينة بالأندلس من كورة البيرة بين المغرب والقبلة منها، وفي قبلي قرطبة منحرفة عنها يسيرا، ولمائها خاصية عجيبة فإنه ينعقد حجرا في حافات جداوله التي يكثر فيها جريه ويجود فيها الزعفران ويحمل منها إلى البلدان، وبين باغة وقرطبة خمسون ميلا، منها: عبد الرحمن بن أحمد بن أبي المطرّف عبد الرحمن قاضي الجماعة بقرطبة، قال ابن بشكوال: أصله مين باغة استقضاه الخليفة هشام بن الحكم بقرطبة في دولته الثانية سنة 402، وكان من أفاضل الرجال، وكان قد عمل القضاء على عدة كور من كور الأندلس، وكان محمود السيرة جميل الطريقة، وكان الأغلب عليه الأدب والرواية، وكان قليل الفقه ثم واصل الاستعفاء حتى أعفاه السلطان في رجب سنة 403، ولزم العبادة حتى مات للنصف من صفر سنة 407.

علم الخط

علم الخط
هو: معرفة كيفية تصوير اللفظ بحروف هجائه إلى أسماء الحروف إذا قصد بها المسمى هو في بإحداكم رحيم معين فإنما يكتب هذه الصورة جعفر لأنه سماها خطا ولفظا ولذلك قال الخليل لما سألهم: كيف تنطقون بالجيم جعفر؟ فقالوا: جيم إنما نطقتم بالاسم ولم تنطقوا بالمسؤول عنه والجواب: جه لأنه المسمى فإن سمي به مسمى آخر كتب كغيرها نحو ياسين وحاميم يس وحم هذا ما ذكروه في تعريفه والغرض والغاية ظاهران لكنهم أطنبوا في بيان أحوال الخط وأنواعه ونحن نذكر خلاصة ما ذكروا في فصول.
فصل في فضل الخط
اعلم أن الله - سبحانه وتعالى - أضاف تعليم الخط إلى نفسه وامتن به على عباده في قوله: علم بالقلم وناهيك بذلك شرفاً.
وقال عبد الله بن عباس: الخط لسان اليد قيل: ما من أمر إلا والكتابة موكل به مدبر له ومعبر عنه وبه ظهرت خاصة النوع الإنساني من القوة إلى الفعل وامتاز به عن سائر الحيوانات.
وقيل: الخط أفضل من اللفظ لأن اللفظ يفهم الحاضر فقط والخط يفهم الحاضر والغائب وفضائله كثيرة معروفة.
فصل في وجه الحاجة إليه
اعلم أن فائدة التخاطب لما لم تتبين إلا بالألفاظ وأحوالها وكان ضبط أحوالها مما اعتنى العلماء كان ضبط أحوال ما يدل على الألفاظ أيضا ما يعتني بشأنه وهو الخطوط والنقوش الدالة على الألفاظ فبحثوا عن أحوال الكتابة الثابتة نقوشها على وجه كل زمان وحركاتها وسكناتها ونقطها وشكلها وضوابطها من شداتها ومداتها وعن تركيبها وتسطيرها لينتقل منها الناظرون إلى الألفاظ والحروف ومنها إلى المعاني الحاصلة في الأذهان.
فصل في كيفية وضعه وأنواعه
قيل: أول من وضع الخط آدم عليه السلام كتبه في طين وطبخه ليبقى بعد الطوفان وقيل: إدريس وعن ابن عباس أن أول من وضع الخط العربي ثلاثة رجال من بولان قبيلة من طي نزلوا مدينة الأنبار فأولهم: مراز وضع الصور وثانيهم: أسلم وصل وفصل وثالثهم: عامر وضع الأعجام ثم انتشر.
وقيل: أول من اخترعه ستة أشخاص من طلسم أسماؤهم: أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت فوضعوا الكتابة والخط وما شذ من أسمائهم من الحروف وألحقوها ويروى: أنها أسماء ملوك مدين.
وفي السيرة لابن هاشم: أن أول من كتب الخط العربي حمير بن سبأ.
قال السهيلي في التعريف والأعلام والأصح ما رويناه من طريق ابن عبد البر يرفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أول من كتب بالعربية إسماعيل عليه السلام".
قال أبو الخير: واعلم أن جميع كتابات الأمم اثنتا عشرة كتابة: بالعربية والحميرية واليونانية والفارسية والسريانية والعبرانية والرومية والقبطية والبرية والأندلسية والهندية والصينية.
فخمس منها اضمحلت وذهب من يعرفها وهي: الحميرية واليونانية والقبطية والأندلسية والبريرية.
وثلاثة بقي استعمالها في بلادها وعدم من يعرفها في بلاد الإسلام وهي: الرومية والهندية والصينية.
وبقيت أربع هي المستعملات في بلاد الإسلام هي: العربية والفارسية والسريانية والعبرانية.
أقول: في كلامه بحث من وجوه: أما أولاً: فلأن الحصر في العدد المذكور غير صحيح إذ الأقلام المتداولة بين الأمم الآن أكثر من ذلك سوى المنقرضة فإن من نظر في كتب القدماء المدونة باللغة اليونانية والقبطية وكتب أصحاب الحرف الذين بينوا فيها أنواع الأقلام والخطوط علم صحة ما قلنا وهذا الحصر يبنى عن قلة الإطلاع.
وأما ثانيا: فلأن قوله خمس منها اضمحلت ليس بصحيح أيضا لأن اليونانية مستعملة في خواص الملة النصرانية أعني: أهل أقاديميا المشهورة الواقعة في بلاد إسبانيا وفرنسا ونمسه وهي مماليك كثيرة واليونانية أصل علومهم وكتبهم.
وأما ثالثا: فلأن قوله وعدم من يعرفها في بلاد الإسلام وهي الرومية كلام سقيم أيضا إذ من يعرف الرومية في بلاد الإسلام أكثر من أن يحصى وينبغي أن يعلم أن الرومية المستعملة في زماننا منحرفة من اليونانية بتحريف قليل وأما القلم المستعمل بين كفرة الروم فغير القلم اليوناني.
وأما رابعا: فلأن جعله السريانية والعبرانية من المستعملات في بلاد الإسلام ليس كما ينبغي لأن السرياني خط قديم بل هو أقدم الخطوط منسوب إلى سوريا وهي البلاد الشامية وأهلها منقرضون فلم يبق منهم أثر ثبت في التواريخ والعمرانية المستعملة فيما بين اليهود وهي مأخذ اللغة العربية وخطها. والعبراني يشبه العربي في اللفظ والخط مشابهة قليلة.
فصل
واعلم: أن جميع الأقلام مرتب على ترتيب أبجد إلا القلم العربي وجميعها منفصل إلا العربي والسرياني والمغولي واليوناني والرومية والقبطية من اليسار إلى اليمين والعبرانية والسريانية والعربية من اليمين إلى اليسار وكذا التركية والفارسية.
الخط السرياني:
ثلاثة أنواع: المفتوح المحقق ويسمى: أسطريحالا وهو أجلها والشكل المدور ويقال له: الخط الثقيل ويسمى أسكولينا وهو أحسنها والخط الشرطاوي يكتبون به الترسل والسرياني أصل النبطي.
الخط العبراني:
أول من كتب به عامر بن شالح وهو مشتق من السرياني وإنما لقب بذلك حيث عبر إبراهيم الفرات يريد الشام وزعمت اليهود والنصارى لا خلاف بينهم أن الكتابة العبرانية في لوحين من حجارة و: أن الله - سبحانه وتعالى - دفع ذلك إليه.
الخط الرومي:
وهو أربعة وعشرون حرفا كما ذكرنا في المقدمة ولهم قلم يعرف ب المسميا ولا نظير له عندنا فإن الحرف الواحد منه يدل على معان وقد ذكره جالينوس في ثابت كتبه.
الخط الصيني:
خط لا يمكن تعلمه في زمان قليل لأنه يتعب كاتبه الماهر فيه ولا يمكن للخفيف اليد أن يكتب به في اليوم أكثر من ورقتين أو ثلاثة وبه يكتبون كتب ديانتهم وعلومهم ولهم كتابة يقال لها كتابة المجموع وهو أن كل كلمة تكتب بثلاثة أحرف أو أكثر في صورة واحدة ولكل كلام طويل شكل من الحروف يأتي علم المعاني الكثيرة فإذا أرادوا أن يكتبوا ما يكتب في مائة ورقة كتبوه في صفحة واحدة بهذا القلم.
الخط المانوي:
مستخرج من الفارسي والسرياني استخرجه ماني كما أن مذهبه مركب من المجوسية والنصرانية وحروفه زائدة على حروف العربي وهذا القلم يكتب به قدماء أهل ما رواء النهر كتب شرائعهم وللمرقنونية قلم يختصون به.
الخط الهندي والسندي:
هو أقلام عدة يقال أن لهم نحو مائتي قلم بعضهم يكتب بالأرقام التسعة على معنى أبجد وينقطون تحته نقطتين أو ثلاثا.
الخط الزنجي والحبشي:
على ندرة لهم قلم حروفه متصلة كحروف الحميري يبتدئ من الشمال إلى اليمين يفرقون بين كل اسم منها بثلاث نقط.
الخط العربي:
في غاية تعويج إلى يمنة اليد وقال ابن إسحاق أول خطوط العربية: الخط المكي وبعده المدني ثم البصري ثم الكوفي وأما المكي والمدني ففي شكله انضجاع يسير قال الكندي: لا أعلم كتابة يحتمل منها تحليل حروفها وتدقيقها ما تحتمل الكتابة العربية ويمكن فيها سرعة ما لا يمكن في غيرها من الكتابات.
فصل في أهل الخط العربي:
قال ابن اسحق: أول من كتب المصاحف في الصدر الأول ويوصف بحسن الخط خالد بن أبي الهياج وكان سعد نصبه لكتب المصاحف والشعر والأخبار للوليد بن عبد الملك وكان الخط العربي حينئذ هو المعروف الآن بالكوفي ومنه استنبطت الأقلام كما في شرح العقيلة.
ومن كتاب المصاحف: خشنام البصري والمهدي الكوفي وكانا في أيام الرشيد
ومنهم أبو حدى وكان يكتب المصاحف في أيام المعتصم من كبار الكوفيين وحذاقهم.
وأول من كتب في أيام بني أمية: قطبة وقد استخرج الأقلام الأربعة واشتق بعضها من بعض وكان أكتب الناس.
ثم كان بعده الضحاك بن عجلان الكاتب في أول خلافة بني العباس فزاد على قطبة.
ثم كان إسحاق بن حماد في خلافة المنصور والمهدي وله عدة تلامذة كتبوا الخطوط الأصلية الموزونة وهي اثنا عشر قلما: قلم الجليل قلم السجلات قلم الديباج قلم أسطورمار الكبير قلم الثلاثين قلم الزنبور قلم المفتح قلم الحرم قلم المدامرات قلم العهود قلم القصص قلم الحرفاج فحين ظهر الهاشميون حدث خط يسمى العراقي وهو المحقق ولم يزل يزيد حتى انتهى الأمر إلى المأمون فأخذ كتابه بتجويد خطوطهم وظهر رجل يعرف بالأحوال المحرر فتكلم على رسومه وقوانينه وجعله أنواعاً.
ثم ظهر قلم المرضع وقلم النساخ وقلم الرياسي اختراع ذي الرياستين: الفضل بن سهل وقلم الرقاع وقلم غبار الحلية.
ثم كان إسحاق بن إبراهيم التميمي المكنى بأبي الحسن معلم المقتدر وأولاده أكتب أهل زمانه وله رسالة في الخط اسماها تحفة الوامق.
ومن الوزراء الكتاب: أبو علي محمد بن علي بن مقلة المتوفى سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة وهو أول من كتب الخط البديع ثم ظهر صاحب الخط البديع علي بن هلال المعروف بابن البواب المتوفى سنة ثلاث عشرة وأربعمائة ولم يوجد في المتقدمين من كتب مثله ولا قاربه وإن كان ابن مقلة أول من نقل هذه الطريقة من خط الكوفيين وأبرزها في هذه الصورة وله بذلك فضيلة السبق وخطه أيضا في نهاية الحسن لكن ابن البواب هذب طريقته ونقحها وكساها حلاوة وبهجة وكان شيخه في الكتابة محمد بن أسد الكاتب.
ثم ظهر أبو الدر ياقوت بن عبد الله الرومي الحموي المتوفى سنة ست وعشرين وستمائة.
ثم ظهر أبو المجد ياقوت بن عبد الله الرومي المستعصمي المتوفى سنة ثمان وتسعين وستمائة وهو الذي سار ذكره في الآفاق واعترفوا بالعجز عن مداناة رتبته.
ثم اشتهرت الأقلام الستة بين المتأخرين وهي: الثلث والنسخ والتعليق والريحان والمحقق والرقاع.
ومن الماهرين في هذه الأنواع: ابن مقلة وابن البواب وياقوت وعبد الله أرغون وعبد الله الصيرفي ويحيى الصوفي والشيخ أحمد السهروردي ومبارك شاه السيوفي ومبارك شاه القطب وأسد الله الكرماني.
ومن المشهورين في البلاد الرومية: حمد الله بن الشيخ الأماسي وابنه دده جلبي والجلال والجمال وأحمد القرة الحصاري وتلميذه حسن وعبد الله القريمي وغيرهم من النساخين
ثم ظهر قلم التعليق والديواني والدشتي وكان ممن اشتهر بالتعليق سلطان علي المشهدي ومير علي ومير عماد وفي الديواني تاج وغيرهم مدون في غير هذا المحل مفصلا ولسنا نخوض بذكرهم لأن غرضنا بيان علم الخط.
وأما أبو الخير فأورد في الشعبة الأولى من مفتاح السعادة علوم متعلقة بكيفية الصناعة الخطية فنذكرها إجمالا في فصل
فمما ذكره:
أولا: علم أدوات الخط من القلم وطريق بريها وأحوال الشق والقط ومن الدواة والمداد والكاغد. فأقول هذه الأمور من أحوال علم الخط فلا وجه لإفراده ولو كان مثل ذلك علما لكان الأمر عسيراً.
وذكر ابن البواب نظم فيه قصيدة رائية بليغة استقصى فيها أدوات الكتابة ولياقوت رسالة فيه أيضا ومنها علم قوانين الكتابة: أي معرفة كيفية نقص صور الحروف البسائط وكيف يوضع القلم ومن أي جانب يبتدئ في الكتابة وكيف يسهل تصوير تلك الحروف.
ومن المصنفات فيه: الباب الواحد من كتاب صبح الأعشى وما ذلك إلا علم الخط.
ومنها علم تحسين الحروف وتقدم في باب التاء وهو أيضا من قبيل تكثير السواد قال: ومبنى هذا الفن الاستحسانات الناشئة من مقتضى الطباع السليمة بحسب الألف والعادة والمزاج بل بحسب كل شخص وغير ذلك مما يؤثر في استحسان الصور واستقباحها ولهذا يتنوع هذا العلم بحسب قوم وقوم ولهذا لا يكاد يوجد خطان متماثلان من كل الوجوه.
أقول ما ذكره في الاستحسان مسلم لكن تنوعه ليس بمتفرع عليه وعدم وجدان الخطين المتماثلين لا يترتب على الاستحسان بل هو أمر عادي قريب إلى الجبلي كسائر أخلاق الكاتب وشمائله وفيه سر إلهي لا يطلع عليه إلا الأفراد.
ومنها علم كيفية تولد الخطوط عن أصولها بالاختصار والزيادة وغير ذلك من أنواع التغيرات بحسب قوم وقوم وبحسب أغراض معلومة في فنه وحداق الخطاطين صنفوا فيها رسائل كثيرة سيما كتاب صبح الأعشى فإن فيه كفاية في هذا الباب لكن هو أيضا من هذا القبيل.
ومنها علم ترتيب حروف التهجي بهذا الترتيب المعهود فيما بيننا واشتراك بعضها ببعض في صورة الخط وإزالة التباسها بالنقط واختلاف تلك النقط وتقدم ذكره في باء التاء
ولابن جني والجزي1 رسالة في هذا الباب أما ترتيب الحروف فهو من أحوال علم الحروف وإعجامها من أحوال علم الخط.
ذكر النقط والإعجام في الإسلام
اعلم أن الصدر الأول أخذ القرآن والحديث من أفواه الرجال بالتلقين ثم لما كثر أهل الإسلام اضطروا إلى وضع النقط والإعجام فقيل: أول من وضع النقط مراد والإعجام عامر وقيل: الحجاج وقيل: أبو الأسود الدؤلي بتلقين علي كرم الله وجهه إلا أن الظاهر أنهما موضوعان مع الحروف إذ يبعدان الحروف مع تشابه صورها كانت عرية عن النقط إلى حين نقط المصحف وقد روي أن الصحابة جردوا المصحف من كل شيء حتى النقط ولو لم توجد في زمانهم لما يصح التجريد منها.
وذكر ابن خلكان في ترجمة الحجاج أنه حكم أبو أحمد العسكري في كتاب التصحيف أن الناس مكثوا يقرؤون في مصحف عثمان - رضي الله عنه - نيفا وأربعين سنة إلى أيام عبد الملك بن مروان ثم كثر التصحيف وانتشر بالعراق ففزع الحجاج إلى كتابه وسألهم أن يضعوا لهذه الحروف المشتبهة علامات. فيقال: أن نصر بن عاصم وقيل: يحيى بن يعمر قام بذلك فوضع النقط وكان معه ذلك أيضا يقع التصحيف فأحدثوا الإعجام انتهى.
واعلم أن النقط والإعجام في زماننا واجبات في المصحف وأما في غير المصحف فعند خوف اللبس واجبان البتة لأنهما ما وضعا إلا لإزالته وأما مع أمن اللبس فتركه أولى سيما إذا كان المكتوب إليه أهلا.
وقد حكي أنه عرض على عبد الله بن طاهر خط بعض الكتاب فقال: ما أحسنه لولا أكثر شونيزة.
ويقال: كثرة النقط في الكتاب سوء الظن بالمكتوب إليه.
وقد يقع بالنقط ضرر كما حكي أن جعفر المتوكل كتب إلى بعض عماله: أن أخص من قبلك من الذميين وعرفنا بمبلغ عددهم فوقع على الحاء نقطة فجمع العامل من كان في عمله منهم وخصاهم فماتوا غير رجلين إلا في حروف لا يحتمل غيرها كصورة الياء والنون والقاف والفاء المفردات وفيها أيضا مخير.
ثم أورد في الشعبة الثانية علوما متعلقة بإملاء الحروف المفردة وهي أيضا كالأولى.
فمنها: علم تركيب أشكال بسائط الحروف من حيث حسنها فكما أن للحروف حسنا حال بساطتها فكذلك لها حسن مخصوص حال تركيبها من تناسب الشكل ومباديها أمور استحسانية ترجع إلى رعاية النسبة الطبيعية في الأشكال وله استمداد من الهندسيات
وذلك الحسن نوعان: حسن التشكيل في الحروف يكون بخمسة:
أولها: التوفية: وهي أن يوفى كل حرف قسمته من الأقدار في الطول والقصر والرقة والغلظة.
والثاني: الإتمام: وهو أن يعطى كل حرف قسمته من الأقدار في الطول والقصر والغلظة.
والثالث: الانكباب والاستلقاء.
والرابع: الإشباع.
والخامس: الإرسال: وهو أن يرسل يده بسرعة.
وحسن الوضع في الكلمات وهي ستة:
الترصيف: وهو وصل حرف إلى حرف.
والتأليف: وهو جمع حرف غير متصل.
والتسطير: وهو إضافة كلمة إلى كلمة.
والتفصيل: وهو مواقع المدات المستحسنة ومراعات فواصل الكلام وحسن التدبير في قطع كلمة واحدة بوقوعها إلى آخر السطر وفصل الكلمة التامة ووصلها بأن يكتب بعضها في آخر السطر وبعضها في أوله
ومنها علم إملاء الخط العربي: أي الأحوال العارضة لنقوش الخطوط العربية لا من حيث حسنها بل من حيث دلالتها على الألفاظ وهو أيضا من قبيل تكثير السواد.
ومنها علم خط المصحف: على ما اصطلح عليه الصحابة عند جمع القرآن الكريم على ما اختاره زيد بن ثابت ويسمى الاصطلاح السلفي أيضا
وهذا العلم وإن كان من فروع علم الخط من حيث كونه باحثا عن نوع من الخط لكن بحث عنه صاحب مدينة العلوم في علوم تتعلق بالقرآن الكريم وإنما تعرضنا له هنا تتميما للأقسام.
وفيه العقيلة الرائية للشاطبي.
ومنها علم خط العروض: وهو ما اصطلح عليه أهل العروض في تقطيع الشعر واعتمادهم في ذلك على ما يقع في السمع دون المعنى المعبثة به في صنعة العروض إنما هو اللفظ لأنهم يريدون به عدد الحروف التي يقوم بها الوزن متحركا وساكنا فيكتبون التنوين نونا ساكنة ولا يراعون حذفها في الوقف ويكتبون الحرف المدغم بحرفين ويحذفون اللام مما يدغم فيه في الحرف الذي بعده كالرحمان والذاهب والضارب ويعتمدون في الحروف على أجزاء التفاعيل ويقطعون حروف الكلم بحسب قطعها كما في قول الشاعر:
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ... ويأتيك بالأخبار من لم تزود فيكتبون على هذه الصورة:
ستبدي لكلايا مما كن تجاهلا ... ويأتي كبلا خبار منلم تزودي
قال في الكشاف: وقد اتفقت في خط المصحف أشياء خارجة عن القياس ثم ما دعا ذلك بضير ولا نقصان لاستقامة اللفظ وبقاء الخط وكان اتباع خط المصحف سنة لا تخالف.
وقال ابن درستوري في كتاب الكتاب: خطان لا يقاسان خط المصحف لأنه سنة وخط العروض لأنه يثبت فيه ما أثبته اللفظ ويسقط عنه ما أسقطه هذا خلاصة ما ذكروه في علم الخط1 ومتفرعاته.
وأما الكتب المصنفة فيه فقد سبق ذكر بعض الرسائل وما عداها نادر جدا سوى أوراق ومختصرات كأرجوزة عون الدين.

فَجٍّ

{فَجٍّ}
وسأل نافع عن قوله تعالى: {مِنْ كُلِّ فَجٍّ}
فقال ابن عباس: طريق. واستشهد بقول الشاعر:
حازوا العيالَ وسدوُّا الفِجا. . . جَ بأجسادَ عادٍ لها آبدات
(تق) وفي (ك) : الشاعر يرثى قوم عاد.
= الكلمة من آية الحج 27: خطاباً لإبراهيم عليه السلام:
{وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}
ومعها، بصيغة الجمع، آيتا:

الأنبياء 31: {وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ}
نوح 20: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا (19) لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا}
وهذا كل كا في القرآن من المادة.
الفَجُّ واحد الفجاج عند أهل اللغة: كل سعة بين نشازين (تهذيب الألفاظ باب أسماء الطرق) أو هو الطريق الواسع بين جبلين. والفُجَّة، بالضم الفرجة (ق) وفرَّق الراغب بين طريق وفج، فقال: الطريق السبيل الذي يُطرق بالأرجل، ومعه استعير كل مسلك يسلكه الإنسان في فعله، محمود ومذموم. والفج: شقة يكتنفها جبلان، ويستعمل في الطريق الواسع (المفردات) . وقيده ابن ألثير كذلك بالسعة في حديث الحج: "وكل فجاج مكَة منحر"
قال: الفجاج جمع فج، وهو الطريق الواسع (النهاية) .
ومما هدى إليه التدبر لآيات القرآن في الفج والطريق:
الفج والفجاج في آياتهما الثلاث، على أصل معناها في الطريق الحسي المطروق. وأما الطريق، فيأتي حسياً في آية طه 77 خطاباً لموسى عليه السلام: {أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا}
ومعها المؤمنون 17، في مجرى الأفلاك: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ} ويأتي في سائر الأيات بدلالة معنوية مجازية، كآيات:
الأحقاف 30: {يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ}
النساء 168: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا (168) إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا}
وفي المعنوي كذلك، تأتي طريقة وطرائق في آيات:
طه 104: {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا (102) يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْرًا (103) نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا}
الجن 11: {وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا}
الجن 16: {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا}
ولاختصاص فجاج، بالطرق الحسية، جاءت: {فِجَاجًا سُبُلًا} {سُبُلًا فِجَاجًا} ولم تأت سبل مع طرائق وطريق وطريقة إذ يغلب استعمالها بدلالة مجازية معنوية للمسلك محموداً أو مذموماً، استعارة من الطريق المطروق، كما قال "الراغب" والله أعلم.

اللفيف من الثاء

بابُ اللَّفِيْف

ما أوَّلُه الألف
أثَّ الشَّعْرُ يَؤُثُّ أَثَاثَةً؛ وهو أَثِيْثٌ: أي مُلْتَفٌّ كَثِيْرٌ، وكذلكَ النَّبَاتُ. وشَجَرَةٌ أثَّةٌ وأثِيْثَةٌ: جَثْلَةٌ. ورَوْضَةٌ أَثَّاثَةٌ ومَأْثُوْثَةٌ.
وتَأَثَّثَ فلانٌ: أصَابَ رِيَاشاً وخَيْراً.
والأَثَاثُ: أنْوَاعُ المَتَاعِ، وجَمْعُه آثَاثٌ وأَيِثَّةٌ وأُثُثٌ. وقيل: كَثْرَةُ المالِ.
وكُلُّ شَيْءٍ وَطَّأْتَه فقد أَثَّثْتَه تَأْثِيْثاً.
وأثَى فلانٌ على فلانٍ يَأْثي إثَاوَةً وأَثَاءً: إذا نَمَّ عليه وسَعى به.
والمُؤاثي: المُخَاصِمُ.
والإِثَايَةُ: السِّعَايَةُ، وكذلكَ الإِثَاوَةُ.
والائْتِثَاءُ: العَطَشُ. والمُؤْتَثي: الذي يَأْكُلُ فَيُكْثِرُ ثُمَّ يَعْطَشُ فلا يَرْوى.
والأُثَيَّةُ: جَمَاعَةُ من النّاسِ.
والإِثَاءُ: الحِجَارَةُ.
والأَثَاثي: الأَثَافي.


ما أوَّلُه الثَّاء
الثَّأى: آثَارُ الجُرْحِ. وخَرْمُ مَوَاضِعِ الخَرْزِ، يُقال: أثْأَيْتُ خُرْزَةَ الأدِيْمِ أُثْئِيْها.
وعَظُمَ الثَّأى بَيْنَهم.
والثَّأْوُ: الضَّعْفُ والرَّكَاكَةُ.
والثَّأى من الأوْرَامِ: شَرٌّ من الضَّوَاةِ.
والثَّأْوَةُ: بَقِيَّةٌ قَلِيْلَةٌ من كَثِيْرٍ.
والثَّأْوَةُ: النَّعْجَةُ الهَرمَةُ.
والثَّوَاءُ: طُوْلُ الإِقَامَةِ، ثَوى يَثْوِي. والمَقْبُوْرُ يُقال: ثَوَى. والمَثْوى: المَوْضِعُ. وأنْزَلَني فأثْوَاني ثَوَاءً حَسَناً. والثِّيَّةُ: الثَّوَاءُ بِمَنْزِلَةِ الطِّيَّة، وكذلك الثِّوَايَةُ.
وأكْرِمي مَثْوَاه: اي مَقَامَه. ورَبُّ البَيْتِ: أبو مَثْوَايَ، وأُمّث مَثْوَايَ: للرَّبَّةِ.
والثَّوِيَّةُ: امْرَأَةُ الرَّجُلِ الذي يَثْوي إليها.
والثَّوِيُّ: البَيْتُ في جَوْفِ البَيْتِ. وقيل: البَيْتُ المُهَيَّأُ للضَّيْفِ. وقيل: الضَّيْفُ نَفْسُه.
والثُّوَيَّةُ: مَوْضِعٌ إلى جَانبِ الكُوفَةِ.
وثَأْيَةُ الجَزُوْرِ: مَنْحَرُــها. وقيل: هو البَيْتُ الذي يُوَلَّدُ فيه الغَنَمُ ويُجْمَعُ فيه البَهْمُ. وقيل: المَحَلَّةُ التي يَكُوْنُ فيها مَتَاعُ السَّفْر والصَّيَّادُوْنَ يَأْوُوْنَها. وقيل: المَثْوى الخَبِيْثُ، ومنه ثَايَةُ الضَّبُعِ، ويَقُوْلُونَ: قَبَحَ اللهُ ثَايَتَكَ.
ولفُلانِ ثَايَةٌ: أي غَنَمٌ صالِحَةٌ لَيْسَتْ بقَلِيْلَةٍ، وجَمْعُها ثَايٌ.
والثَّأْيَةُ أيضاً: حِجَارَةٌ قَدْرُ قِعْدَةِ الرَّجُلِ.
والثُّوَّةُ: مِثْلُ الصُّوَّةِ وهي العَلَمُ في الأرْضِ. وواحِدَةُ الثُّوى وهي خِرَقٌ تُجْمَعُ كهَيْئَةِ الكُبَّةِ على الوَتِدِ فيُمْخَضُ عليها السِّقَاءُ. وخِرَقُ القِدْرِ أيضاً.
والثَّأْثَأَةُ: الحَبْسُ والإِبْطَاءُ.
وثَأْثَأْتُ غَضَبَه: أطْفَأْته.
وثَأْثَأْتُ عن القَوْمِ: دَفَعْت عنهم.
وفي دُعَاءِ التَّيْسِ لِيَنْزُوَ: ثَأْثَأْ.


ما أوَّلُه الواو
إذا أصَابَ العَظْمَ وَصْمٌ دُوْنَ الكَسْرِ قيل: أصَابَه وَثْءٌ ووَثَاءَةٌ. ووَثِئَتْ يَدُه فهي مَوْثُوْءَةٌ.
وأوْثى الرَّجُلُ: إذا انْكَسَرَ به مَرْكَبُه من حَيْوانٍ أو سَفِيْنَةٍ.
والوُثى: الأوْجَاعُ.
والمِيْثَاءَةُ: المِرْزَبَّةُ؛ لأنّها تَثَأْ رَأْسَ الوَلَدِ أي تُشَعِّثُه.
والوَثْوَاثُ: العاجِزُ الضَّعِيْفُ. والوَثْوَثَةُ: الضَّعْفُ.
ووِثَاءُ الجُرْحِ ومِثَاؤه: واحِدٌ.

Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.