Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: مقارب

رسف

[رسف] الرَسَفانُ: مشيُ المقيَّدِ. وقد رَسَفَ يَرْسُف ويَرْسِفُ رَسْفاً ورَسَفاناً. وحكى أبو زيد: أرسفت الابل، أي تركتها مقيدة.

رسف


رَسَفَ(n. ac.
رَسْف
رَسِيْف
رَسَفَاْن)
a. Shuffled along.
(رسف)
فِي الْقَيْد رسفا ورسيفا ورسفانا مَشى فِيهِ رويدا
رسف
الرسِيْفُ والرسْفُ والرسَفَانُ: كُلُّه مِشْيَةُ المُقَيدِ.
ر س ف : رَسَفَ فِي قَيْدِهِ رَسْفًا مِنْ بَابَيْ ضَرَبَ وَقَتَلَ وَرَسِيفًا وَرَسَفَانًا مَشَى فِيهِ فَهُوَ رَاسِفٌ. 
ر س ف

رَسَفَ يَرْسُفُ ويَرْسِفُ رَسْفاً ورَسيفاً ورَسَفَاناً مَشَى مَشْيَ المُقَيَّد وقيل هو المشْيُ في القَيْد رُوَيداً
[رسف] في ح الحديبية: فجاء أبو جندل "يرسف" في قيوده. الرسف والرسيف مشى المقيد إذا جاء يتحامل برجله مع القيد. ك: اجزه لي بالزاي أي اتركه لين وإنما رد أبا جندل مع إجازة مكرز لأن المتصدي للصلح هو سهيل لا مكرز مع أنه أمن قتل أبيه سهيل.
(رسف) - في حَديِثِ الحُدَيْبِيَة: "فَجَاءَ أبو جَنْدَل، رَضِى الله عنه، يَرسُف في قُيودِه"
الرَّسْف والرَّسِيف والرَّسَفَان: مَشْىُ المُقَيَّد، أي يَتَحامل برِجْله مع القَيْد. وأَرسفْتُ الِإبِلَ: طَردتُها مُقَيَّدة، وقد رَسَف، فهو رَاسِفٌ.
ر س ف

خرج يرسف في الحديد رسفاً ورسيفاً ورسفاناً. وأرسفت الإبل: أرسلتها مقيدة.

ومن المجاز: لله فضل سابق حمد الحامد وراءه يقطف، وإن أعنق فما هو إلا مصفود يرسف. وتقول: إذا قطعن البيد عواسف، تركن العواصف رواسف.

رسف: الرَّسْفُ والرَّسِيفُ والرَّسَفانُ: مَشْيُ المُقَيَّدِ. رَسَفَ

في القَيْدِ يَرْسُفُ ويَرْسِفُ رَسْفاً ورَسيفاً ورَسَفاناً: مَشَى

مَشْيَ المقيَّد، وقيل: هو المشي في القَيْدِ رُوَيْداً، فهو راسِفٌ؛ وأَنشد

ابن بري للأَخطل:

يُنَهنِهُني الحُرَّاسُ عنها، ولَيْتَني

قَطَعْتُ إليها اللّيْلَ بالرَّسَفانِ

وفي حديث الحديبية: فجاء أَبو جندل يرْسُفُ في قُيُودِه؛ الرَّسْفُ

والرَّسِيفُ مَشْيُ المَقيَّدِ إذا جاء يَتَحَامَلُ برجله مع القَيْد. ويقال

للبعير إذا قارب بين الخَطْو وأَسْرَعَ الاجارة

(* قوله «الاجارة» كذا

بالأصل ومثله شرح القاموس.)، وهي رَفعُ القَوائِم ووضعها: رَسَفَ يَرْسُفُ،

فإذا زادَ على ذلك، فهو الرَّتَكانُ ثم الحَفْدُ بعد ذلك. وحكى أَبو

زيد: أَرْسَفْتُ الإبلَ أَي طَرَدْتُها مُقَيّدة.

رسف
الرسف والرسيف والرسفان: مشي المقيد، يقال: رسف يرسف ويرسف، وفي حديث صلح الحديبية: دخل أبو جندل بن سهيل بن عمرو - رضي الله عنه - يرسف في قيوده، وقال أبو صخر الهذلي يصف سحاباً: وأقْبَلَ مَرَّ إلى مِجْدَلٍ ... سِيَاقَ المُقَيَّدِ يَمْشي رَسِيْفا
والرسيف: مقاربــة الخطو. وقال أبو نصر: يقال للبعير إذا قارب بين الخطى وأسرع افحارة وهي رفع القوائم ووضعها: رسف يرسف، فإذا زاد على ذلك فهو الرتكان ثم الحفد بعد ذلك.
وأرسوف: مدينة على ساحل بحر الشام.
وقال أبو زيد: أرسفت الإبل: إذا طردتها مقيدة.
وقال أبن عباد: ارتسف الشيء ارتسفافاً: ارتفع، بوزن اكفهر. والتركيب يدل على مقاربــة المشي.

رسف

1 رَسَفَ, aor. ـُ and رَسِفَ, inf. n. رَسْفٌ and رَسَفَانٌ (S, M, O, Msb, K) and رَسِيفٌ, (M, O, Msb, K,) He walked, or went along, in the manner of him who is shackled: (S, M, O, K:) or he walked, or went along, in shackles, gently, softly, or in a leisurely manner: (M:) or you say, رَسَفَ فِى

قَيْدِهِ he walked, or went along, in his shackles: (MA, Msb:) or he went along [therein] by leaps; or gently. (MA.) رَسِيفٌ also signifies The making short steps. (O.) And رَسَفَ, aor. ـُ He (a camel) went with short steps, raising and putting down his feet quickly. (Aboo-Nasr, O.) 4 أَرْسَفْتُ الإِبِلَ, (Az, S,) inf. n. إِرْسَافٌ, (K,) I drove along the camels, they being shackled. (Az, S, K. * [In one of my copies of the S, instead of مُقَيَّدَةً, I find مُقَيَّدًا, i.e. I being shackled.]) 8 ارتسف, inf. n. اِرْتِسَافٌ; (K; so in MS. copies, and so in the CK;) or ↓ اِرْتَسَفَّ, in measure like اِكْفَهَرَّ, inf. n., اِرْتِسْفَافٌ; (O, and in like manner in the TK;) i. q. اِرْتَفَعَ [It became raised; or it rose: &c.]. (O, K.) R. Q. 4 اِرْتَسَفَّ: see what next precedes. [This art. is wanting in the copies of the L and TA to which I have had access.]
رسف
رَسَفَ، يَرْسُفُ، ويَرْسِفُ، مِن حَدَّىْ: ضَرَب، ونَصَر، كَمَا فِي الصِّحاحِ، رَسْفاً، بالفَتْحِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِىُّ، ورَسِيفاً، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ، ورَسَفَاناً، نَقلَهُ الجَوْهَرِىُّ: مَشَى مَشْيَ الْمُقَيَّدِ إِذا جاءَ يَتَحَامَلُ برِجْلِهِ مَعَ القَيْدِ، فَهُوَ رَاسِفٌ، وَفِي حديثِ صُلْحِ الحُدَيْبِيَّةِ: فدَخَلَ أَبو جَنْدَلِ بنِ سُهَيْلٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَرْسُفُ فِي قُيُودِهِ وَقَالَ صَخْرُ الْغَىِّ الهُذَلِىُّ يَصِفُ سَحَاباً:
(وأَقْبَلَ مَرّاً إِلَى مِجْدَل ... سِيَاقَ الْمُقَيَّدِ يَمْشِى رَسِيفَا)
وَقَالَ غيرُه:
(يُنَهْنِهُنِي الْحُرَّاسُ عَنْهَا فَلَيْتَنِى ... قَطَعْتُ إِلَيْهَا اللَّيْلَ بِالرَّسَفَانِ)
وإِرْسَافُ الإِبِلِ: طَرْدُها مُقَيَّدَةً، نَقَلَهُ الجَوْهَرِىُّ عَن أبي زَيْدٍ. وأُرْسُوفُ، بِالضَّمِّ، هَكَذَا فِي نُسَخ العُبَابِ، والتَّكْمِلَةِ، وضَبَطَهُ ياقُوتُ بِالفَتْحِ، وَقَالَ: د، بِسَاحِلِ بَحْرِ الشَّأْمِ، بَيْنَ قَيْسَارِيَّةَ ويَافَا، كَانَ بهَا خَلْقٌ مِن المُرَابِطِينَ، مِنْهُم أَبو يَحْيى زكريَّاءُ بنُ نافِعٍ الأُرْسُوفِيُّ، وغيرُه، وَلم تَزَلْ بأَيْدِي الْمُسلمين إِلى أَنْ فَتَحَهَا كُنْدفرى صاحبُ القُدِس سنة وَهِي فِي أَيدِيِهِم إِلَى الأن. قلتُ: وَقد فُتِحَتْ فِي زَمَنِ الناصِرِ صَلاحِ الدِّين يُوسُفَ، تَغَمَّدَهُ اللهُ برَحْمَتِه، سنة ستِّمائةٍ وَسبعين، فَهِيَ بأيدي المسلمينَ إِلَى الْآن. وارتَسَفَّ الشَّيْءُ، ارتِسفَافاً كَاكْفَهَرَّ: ارتَفَعَ، نَقَلَهُ ابنُ عَبّادٍ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: يُقَال للبَعِيرِ إِذا قَارَبَ الخَطْوَ، وأَسرَعَ الإِحَارَة، وَهِي رَفْعُ القَوَائِم ووَضْعُها: رَسَفَ، فإِذا زَادَ على ذَلِك فَهُوَ: الرَّتَكانُ، ثمَّ الحَفْدُ بعدَ ذَلِك، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ، وصاحبُ اللِّسَانِ. 
رسف
رسَفَ في يرسُف ويرسِف، رَسْفًا ورَسَفانًا ورَسِيفًا، فهو راسف، والمفعول مرسوفٌ فيه
• رسَف السَّجينُ في القيد: مشى فيه رويدًا "خرج يرسُف في الحديد" ° رسَف الجاهلُ في جهله. 

رَسْف [مفرد]: مصدر رسَفَ في. 

رَسَفان [مفرد]: مصدر رسَفَ في. 

رَسيف [مفرد]: مصدر رسَفَ في. 

دَرَمَ

(دَرَمَ)
(س) فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ «إِنَّ الْعَجَّاجَ أَنْشَدَهُ:
سَاقًا بَخَنْدَاةً وَكَعْبًا أَدْرَما الْأَدْرَمُ الَّذِي لَا حَجْم لِعظامه. وَمِنْهُ «الأَدْرَمُ» الَّذِي لَا أَسْنَانَ لَهُ، يريد أنّ كَعْبَها مستومع الساق ليس بناتىء فَإِنَّ استواءَهُ دليلُ السمَن، ونُتُوءَه دليلُ الضَّعف.
(دَرَمَ)الدَّالُ وَالرَّاءُ وَالْمِيمُ أَصْلٌ يَدُلُّ عَلَى مُقَارَبَــةٍ وَلِينٍ. يُقَالُ دِرْعٌ دَرِمَةٌ، أَيْ لَيِّنَةٌ مُتَّسِقَةٌ. وَالدَّرَمَانُ: تَقَارُبُ الْخَطْوِ. وَبِذَلِكَ سُمِّيَ الرَّجُلُ دَارِمًا.

وَمِنَ الْبَابِ الدَّرَمُ، وَهُوَ اسْتِوَاءٌ فِي الْكَعْبِ تَحْتَ اللَّحْمِ حَتَّى لَا يَكُونَ لَهُ حَجْمٌ. يُقَالُ لَهُ كَعْبٌ أَدْرَمُ. قَالَ:

قَامَتْ تُرِيكَ خَشْيَةً أَنْ تَصْرِمَا ... سَاقًا بَخَنْدَاةً وَكَعْبًا أَدْرَمَا

وَيُقَالُ: دَرِمَتْ أَسْنَانُهُ; وَذَلِكَ إِذَا انْسَحَجَتْ وَلَانَتْ غُرُوبُهَا.

وَمِنْ هَذَا قَوْلُهُمْ: أَدْرَمَ الْفَرَسُ، إِذَا سَقَطَتْ سِنُّهُ فَخَرَجَ مِنَ الْإِثْنَاءِ إِلَى الْإِرْبَاعِ. وَالدَّرَّامَةُ: الْمَرْأَةُ الْقَصِيرَةُ. وَهُوَ عِنْدَنَا مُقَارَبَــةُ الْخَطْوِ; لِأَنَّ الْقَصِيرَةَ كَذَا تَكُونُ. قَالَ:

مِنَ الْبِيضِ لَا دَرَّامَةٌ قَمَلِيَّةٌ ... تَبُذُّ نِسَاءَ الْحَيِّ دَلًّا وَمِيسَمَا

، ثُمَّ يُشْتَقُّ مِنْ هَذَا الَّذِي ذَكَرْنَاهُ مَا بَعْدَهُ. فَبَنُو الْأَدْرَمِ: قَبِيلَةٌ. قَالَ:

إِنَّ بَنِي الْأَدْرَمِ لَيْسُوا مِنْ أَحَدْ

وَدَرِمٌ: اسْمُ رَجُلٍ فِي قَوْلِ الْأَعْشَى:

كَمَا قِيلَ فِي الْحَيِّ أَوْدَى دَرِمْ

وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ شَيْبَانَ قُتِلَ وَلَمْ يُدْرَكْ بِثَأْرِهِ.

رَسَلَ

(رَسَلَ)
(هـ) فِيهِ «إِنَّ الناسَ دَخَلُوا عَلَيْهِ بَعْدَ مَوْتِهِ أَرْسَالًا يُصَلُّون عَلَيْهِ» أَيْ أفْواجا وفِرَقا مُتَقَطِّعَةً، يَتْبَعُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، واحدُهم رَسَلٌ بِفَتْحِ الرَّاءِ وَالسِّينِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنِّي فَرَطٌ لَكُمْ عَلَى الحَوْضِ، وَإِنَّهُ سَيُؤتى بِكُمْ رَسَلًا رَسَلًا فتُرْهَقون عَنِّي» أَيْ فِرَقا. والرَّسَلُ: مَا كَانَ مِنَ الإبلِ والغَنَم مِنْ عَشْرٍ إِلَى خَمْسٍ وَعِشْرِينَ. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذكْرُ الْأَرْسَالِ فِي الْحَدِيثِ.
[هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ طَهْفة «ووَقير كَثِيرُ الرَّسَلِ قَلِيلُ الرِّسْلِ» يُرِيدُ أنَّ الَّذِي يُرْسَلُ مِنَ المَواشِي إِلَى الرعْي كَثِيرُ العَدد، لَكِنَّهُ قَلِيلُ الرِّسْلِ، وَهُوَ اللَّبن، فَهُوَ فَعَل بِمَعْنَى مُفْعَل:
أَيْ أَرْسَلَهَا فَهِيَ مُرْسَلَةٌ. قَالَ الْخَطَّابِيُّ: هَكَذَا فسَّره ابْنُ قُتّيبة. وَقَدْ فَسَّره العُذْريّ وَقَالَ:
كثيرُ الرَّسَلِ: أَيْ شَدِيدُ التَّفرُّق فِي طَلَب المَرْعى، وَهُوَ أشْبَه، لِأَنَّهُ قَالَ فِي أَوَّلِ الْحَدِيثِ: ماتَ الوَدِيُّ وهَلَك الهدِيُّ، يَعْنِي الإبِلَ، فَإِذَا هَلَكَت الإبلُ مَعَ صَبْرها وبَقائِها عَلَى الجَدْب كَيْفَ تسلُم الغنمُ وتَنْمِي حَتَّى يَكْثُرَ عددُها؟ وَإِنَّمَا الوجْهُ مَا قَالَهُ العُذْرِي، فَإِنَّ الْغَنَمَ تَتَفرَّق وتنْتشِر فِي طَلَبِ المَرْعَى لِقلَّتِه.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ «إِلَّا مَن أعْطي فِي نَجْدَتِها ورِسْلِهَا» النَّجْدة: الشِّدَّةُ.
والرِّسْلُ بِالْكَسْرِ: الْهِينَةُ وَالتَّأَنِّي. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ افْعَلْ كَذَا وَكَذَا عَلَى رِسْلِكَ بِالْكَسْرِ:
أَيِ اتَّئد فِيهِ، كَمَا يُقَالُ عَلَى هِينَتِك. قَالَ: وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِلَّا مَن أعْطي فِي نَجْدَتِها ورِسْلِهَا» أَيِ الشِّدَّةِ وَالرَّخَاءِ. يَقُولُ يُعْطِي وَهِيَ سِمانٌ حِسانٌ يشتدُّ عَلَيْهِ إخراجُها فَتِلْكَ نَجْدتُها. ويُعْطِي فِي رِسْلِهَا وَهِيَ مَهازيلُ مُقاربــة. وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ: مَعْنَاهُ إِلَّا مَن أَعْطَى فِي إبِله مَا يَشُقُّ عَلَيْهِ عَطاؤُه، فَيَكُونُ نجْدة عَلَيْهِ، أَيْ شِدَّةً، وَيُعْطِي مَا يَهُون عَلَيْهِ إِعْطَاؤُهُ مِنْهَا مُسْتَهيناً بِهِ عَلَى رِسْلِهِ. وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ: قَالَ بَعْضُهُمْ : فِي رِسْلِهَا أَيْ بِطِيبِ نفْس مِنْهُ. وَقِيلَ لَيْسَ للهُزال فِيهِ مَعْنًى؛ لِأَنَّهُ ذَكَرَ الرِّسْل بعد النَّجْدة، على جهة التَّفخيم [لِلْإِبِلِ] فَجَرَى مجْرِى قَوْلِهِمْ: إِلَّا مَن أعْطَى فِي سِمَنِها وحُسْنِها ووُفور لَبَنها، وَهَذَا كُلُّهُ يَرجعُ إِلَى مَعْنًى وَاحِدٍ، فَلَا مَعْنًى للهُزال؛ لِأَنَّ مَن بَذَل حقَّ اللَّهِ مِنَ المَضْنون بِهِ كَانَ إِلَى إِخْرَاجِهِ مِمَّا يَهُون عَلَيْهِ أسْهَل، فَلَيْسَ لِذكر الهُزال بَعْدَ السِمَن مَعْنًى.
قُلْتُ: وَالْأَحْسَنُ- وَاللَّهُ أَعْلَمُ- أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بالنَّجْدة: الشِّدَّةَ والجَدْب، وبِالرِّسْلِ: الرَّخاء والخِصب؛ لِأَنَّ الرِّسْلَ اللَّبَن، وَإِنَّمَا يَكْثُر فِي حَالِ الرَّخاء والخِصب، فيكونُ الْمَعْنَى أَنَّهُ يُخْرِج حقَّ اللَّهِ فِي حَالِ الضِّيق والسَّعَة، والجَدْب والخِصب؛ لِأَنَّهُ إِذَا أَخْرَجَ حقَّها فِي سَنَةِ الضِّيق والجَدب كَانَ ذَلِكَ شَاقًّا عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ إجْحاف بِهِ، وَإِذَا أخْرَجها فِي حَالِ الرَّخاء كَانَ ذَلِكَ سَهلا عَلَيْهِ؛ وَلِذَلِكَ قِيلَ فِي الْحَدِيثِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا نَجْدتُها ورِسْلُهَا؟ قَالَ: عُسْرها ويُسْرها، فَسمَّى النَّجدة عُسْرا والرِّسْلَ يُسْراً؛ لِأَنَّ الجَدب عُسْر والخِصْبَ يُسْر، فَهَذَا الرَّجل يُعطِى حَقَّها فِي حَالِ الجَدْب والضِّيق وَهُوَ المُراد بِالنَّجْدَةِ، وَفِي حَالِ الخِصب والسَّعة، وَهُوَ المُرادُ بِالرِّسْلِ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الْخُدْرِيِّ «رَأَيْتُ فِي عامٍ كَثُر فِيهِ الرِّسْلُ البياضَ أَكْثَرَ مِنَ السَّوَادِ، ثُمَّ رَأَيْتُ بَعْدَ ذَلِكَ فِي عامٍ كَثُر فِيهِ التَّمرُ؛ السَّوادَ أكثرَ مِنَ الْبَيَاضِ» أَرَادَ بِالرِّسْلِ اللَّبن، وَهُوَ البَياضُ إِذَا كَثُر قَلَّ التَّمر، وَهُوَ السَّواد.
وَفِي حَدِيثِ صَفِيَّةَ «فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَلَى رِسْلِكُمَا» أَيِ اثبتُا وَلَا تَعْجَلَا.
يُقَالُ لِمَنْ يَتَأَنَّى وَيَعْمَلُ الشَّيْءَ عَلَى هِينتِه. وَقَدْ تَكَرَّرَتْ فِي الْحَدِيثِ.
(هـ س) وَفِيهِ «كَانَ فِي كَلَامِهِ تَرْسِيلٌ» أَيْ تَرتيل. يُقَالُ تَرَسَّلَ الرجُل فِي كَلَامِهِ ومَشيه إِذَا لَمْ يَعْجل، وَهُوَ والتَّرتيلُ سَوَاءٌ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «إِذَا أذَّنت فَتَرَسَّلْ» أَيْ تَأنَّ وَلَا تَعْجَل.
(س) وَفِيهِ «أيُّما مُسّلمٍ اسْتَرْسَلَ إِلَى مُسلم فَغَبَنه فَهُوَ كَذَا» الِاسْتِرْسَالُ: الاسْتِئناسُ والطُّمَأنينةُ إِلَى الْإِنْسَانِ والثِّقة بِهِ فِيمَا يُحَدِّثه بِهِ، وأصلُه السكونُ والثَّبات.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «غَبْنُ الْمُسْتَرْسِل ربا» . (هـ) وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ «أَنَّ رَجُلًا مِنَ الأنْصار تزوَّج امرَأةً مُرَاسِلًا» أَيْ ثَيِّبا.
كذا قال الهروي.
وفي قصيد كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ:
أمْسَتْ سُعادُ بأرْضٍ لَا يُبلِّغها ... إِلَّا الْعِتَاقُ النَّجِيبَاتُ المَرَاسِيلُ
المَرَاسِيلُ: جَمْعُ مِرْسَالٍ، وَهِيَ السَّرِيعة السَّير

رَهَقَ

(رَهَقَ)
فِيهِ «إِذَا صلَّى أحدُكم إِلَى شَيْءٍ فَلْيَرْهَقْهُ» أَيْ فليَدْنُ مِنْهُ وَلَا يبعدْ عَنْهُ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «ارْهَقُوا القِبلة» أَيِ ادْنُوا مِنْهَا.
وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ «غُلَامٌ مُرَاهِقٌ» أَيْ مُقارب للحُلُم.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ مُوسَى وَالْخَضِرِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ «فَلَوْ أَنَّهُ أَدْرَكَ أبَوَيه أَرْهَقَهُمَا طُغيانا وكُفْرا» أَيْ أغْشاهما وأعْجَلَهما. يُقَالُ: رَهِقَهُ بِالْكَسْرِ يَرْهَقُهُ رَهَقاً: أَيْ غَشِية، وأَرْهَقَهُ أَيْ أغْشاه إِيَّاهُ، وأَرْهَقَنِي فُلان إِثْمًا حَتَّى رَهِقْتُهُ: أَيْ حمَّلني إِثْمًا حَتَّى حمَّلته لَهُ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فَإِنْ رَهِقَ سيّدَه دينٌ» أَيْ لَزِمه أداؤُه وضُيِّق عَلَيْهِ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ «أَرْهَقْنَا الصلاةَ وَنَحْنُ نَتَوَضَّأُ» أَيْ أخرْناها عَنْ وَقتِها حَتَّى كِدْنا نُغْشِيها ونُلحِقُها بِالصَّلَاةِ الَّتِي بَعْدَهَا.
(هـ) وَفِيهِ «إنَّ فِي سَيف خالدٍ رَهَقاً» أَيْ عَجَلَةً. (هـ) وَحَدِيثُ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «كَانَ إِذَا دَخل مكةَ مُرَاهِقاً خرجَ إِلَى عَرَفة قَبْلَ أَنْ يَطُوفَ بِالْبَيْتِ» أَيْ إِذَا ضَاقَ عَلَيْهِ الوقتُ بِالتَّأْخِيرِ حَتَّى يَخَافَ فَوْت الوُقوف، كَأَنَّهُ كَانَ يَقْدَم يَوْمَ التَّرْوِية أَوْ يَوْمَ عَرَفَةَ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «أَنَّهُ وعَظَ رَجُلًا فِي صُحْبة رَجُلٍ رَهِقٍ» أَيْ فِيهِ خِفَّة وحِدّة: يُقَالُ رَجُلٌ فِيهِ رَهَقٌ إِذَا كَانَ يَخِفّ إِلَى الشَّرِّ ويَغْشاه. والرَّهَقُ: السَّفة وغِشْيان الْمَحَارِمِ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي وَائِلٍ «أَنَّهُ صلَّى عَلَى امْرَأَةٍ كَانَتْ تُرَهَّقُ» أَيْ تُتَّهم بشَرّ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «سَلَك رَجُلَانِ مَفَازَةً، أَحَدُهُمَا عابِدٌ وَالْآخَرُ بِهِ رَهَقٌ» .
(س) وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «فُلَانٌ مُرَهَّقٌ» أَيْ مُتَّهم بِسُوءٍ وسفَه. وَيُرْوَى مُرَهِّقٌ أَيْ ذُو رَهَق.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «حسْبُك مِنَ الرَّهَقِ وَالْجَفَاءِ أَنْ لَا يُعْرَفَ بَيْتُكَ» الرَّهَقُ هَاهُنَا:
الحُمق وَالْجَهْلُ، أَرَادَ حسبُك مِنْ هَذَا الخُلُق أَنْ يُجْهل بيتُك وَلَا يُعْرف، يريدُ أَنْ لَا تَدْعُوَ أَحَدًا إِلَى طعامِك فَيَعْرِفَ بَيْتَكَ، وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ اشْتَرَى مِنْهُ إِزَارًا فَقَالَ للوزَّان: زنْ وأرْجِح، فَقَالَ: مَن هَذَا؟
فَقَالَ المسئولُ: حَسْبُك جهْلا أَنْ لَا يُعْرف بيتُك. هَكَذَا ذَكَرَهُ الْهَرَوِيُّ، وَهُوَ وَهْمٌ، وَإِنَّمَا هُوَ حسْبك مِنَ الرَّهَقِ وَالْجَفَاءِ أَنْ لَا تَعْرف نبيَّك: أَيْ أَنَّهُ لمَّا سَأَلَ عَنْهُ حَيْثُ قَالَ زِنْ وأرْجِح لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُهُ، فَقَالَ لَهُ المسئولُ: حسبُك جَهْلا أَنْ لَا تَعْرِف نبيَّك، عَلَى أنِّى رأيتُه فِي بعضِ نسخِ الهرَوى مُصْلَحا ، وَلَمْ يَذْكر فِيهِ التَّعْلِيلَ بِالطَّعَامِ والدُعاء إِلَى الْبَيْتِ.

فَلْفَلَ

(فَلْفَلَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «قَالَ عَبْدُ خَيْر: إِنَّهُ خَرَجَ وَقْتَ السَّحَر فأسْرَعْت إِلَيْهِ لِأَسْأَلَهُ عَنْ وَقْتِ الوَتْر، فَإِذَا هُوَ يَتَفَلْفَلُ» .
وَفِي رِوَايَةِ السُّلمي «خَرَجَ عَلَيْنَا عليٌّ وَهُوَ يَتَفَلْفَلُ» قَالَ الْخَطَّابِيُّ: يُقَالُ: جَاءَ فُلَانٌ مُتَفَلْفِلًا: إِذَا جَاءَ والسِّواك فِي فِيه يَشُوصُه. وَيُقَالُ: جَاءَ فُلَانٌ يَتَفَلْفَلُ إِذَا مَشَى مِشْيَة المُتَبَخْتر. وَقِيلَ: هُوَ مُقارَبــة الخُطَا، وكِلا التَّفْسيرين مُحْتَمِل للرّوايَتين.
وَقَالَ القُتَيبي: لَا أعْرِف يَتَفَلْفَلُ بِمَعْنَى يَسْتَاك، ولعلَّه «يَتَتَفَّل» لِأَنَّ مَن اسْتَاك تَفَل.

الكَتيتُ

الكَتيتُ: صَوْتُ غَلَيانِ القِدْرِ والنَّبيذِ، وأوَّلُ هَدْرِ البَكْرِ، وصَوْتٌ في صَدْرِ الرَّجُلِ كصَوْتِ البَكْرِ من شِدَّةِ الغَيْظِ، والبَخيلُ، والمَشْيُ رُوَيْداً، أو مُقَارَبَــةُ الخَطْوِ في سُرْعَةٍ، كالكَتْكَتَةِ والتَّكَتْكُتِ.
وكَتَّ البَعيرُ يَكِتُّ: صاحَ صِياحاً لَيِّناً،
وـ فُلاناً: ساءهُ، وأرْغَمَهُ،
وـ القِدْرُ: غَلَتْ،
وـ الكلامَ في أُذُنِهِ يَكُتُّهُ، بالضم: قَرَّهُ وسارَّهُ، كأَكَتَّهُ واكْتَتَّهُ.
والكُتَّةُ، بالضم: رُذالُ المال، وعَلَمٌ لِعَنْزِ سَوْء، وبالفتح: ما كانَ في الأرضِ من خُضْرَةٍ.
وكُتْكُتُ وكُتْكُتَى غيرَ مُجْراتَيْنِ: لُعْبَةٌ.
والكَتُّ: القليلُ اللَّحْمِ من الرِّجالِ والنِّساء.
والكَتْكَتُ: صَوْتُ الحُبارى.
والكَتْكاتُ: الكثيرُ الكلامِ.
وكَتْكَتَ: ضَحِكَ دُوناً.
والكَتيتَةُ: العَصيدَةُ.
والاكْتِتَاتُ: الاسْتِمَاعُ، وفي المَثَلِ: " لا تَكُتُّهُ أو تَكُتَّ النُّجومَ"، أي: لا تَعُدُّهُ ولا تُحْصيهِ.

هَدَفَ

(هَدَفَ)
(هـ) فِيهِ «كانَ إذَا مَرَّ بِهَدَفٍ مائِلٍ أسْرَع المَشْيَ» الْهَدَفُ: كلُّ بِناء مُرْتَفِع مُشْرِف.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ «قَالَ لَهُ ابْنُه عبدُ الرَّحْمَنِ. لَقَدْ أَهْدَفْتَ لِي يَوْمَ بدْر فَضِفْتُ عنكَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: لَكِنَّك لَوْ أهْدَفْتَ لِي لَمْ أضِفْ عَنْكَ» يُقَالُ: أَهْدَفَ لَهُ الشيءُ واسْتَهْدَفَ، إِذَا دَنَا مِنْهُ وانْتَصَب لَهُ مُسْتَقبِلا. وضِفْتُ عَنْك: أَيْ عَدَلْتُ ومِلْتُ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الزُّبَيْرِ «قَالَ لَعَمْرو بْنِ الْعَاصِ: لَقَدْ كُنْتَ أَهْدَفْتَ لِي يَومَ بَدْرٍ، ولكنِّي اسْتَبْقَيْتُك لِمثل هَذَا اليَوْم» وَكَانَ عبدُ الرَّحْمَنِ وعَمْرو يوْمَ بَدْر مَعَ الْمُشْرِكِينَ.
هَدَفَ
الجذر: هـ د ف

مثال: هَدَف إلى إصلاح شأنه
الرأي: مرفوضة
السبب: لأنها لم ترد بهذا المعنى في المعاجم.
المعنى: رَمَى وقَصَد، أو جعل الشيءَ هَدَفًا له

الصواب والرتبة: -هَدَف إلى إصلاح شأنه [صحيحة]
التعليق: الوارد في المعاجم القديمة: هدف إلى الشيء بمعنى دَخَلَ فيه، وهدف للخمسين من سنيه أي قاربها، وهدف: أسرع. ولكن المعنى الجديد يصح بضربٍ من المجاز ذلك أن جعْل الشيء هدفًا للشخص أو القصْد إليه يكون سببًا في الدخول فيه وفي مقاربــته، وقد يكون سببًا في الإسراع إليه، فيكون هذا من إطلاق المسبب على السبب، وقد ذكرته المعاجم الحديثة بهذا المعنى، ونصَّ الوسيط على أنها مُوَلّدة.

نَتَفَ

نَتَفَ
الجذر: ن ت ف

مثال: نَتَفَ ريشَه
الرأي: مرفوضة
السبب: لشيوع الكلمة على ألسنة العامة.

الصواب والرتبة: -نَتَفَ ريشَه [فصيحة]
التعليق: ورد الفعل «نَتَفَ» في المعاجم بمعنى «نَزَعَ»، فقد جاء في التاج: نَتَفَ شَعْرَه ينتفه نَتْفًا، وكذا الريش، أي: نزعه، وفي الوسيط: نَتَفَ الشّعرَ والرّيشَ ونحوهما: نزَعَه نتشًا.
نَتَفَ شَعَرَهُ يَنْتِفُهُ،
وَنَتَّفَهُ تَنْتِيفاً فانْتَتَفَ وتَناتَفَ،
وـ في القوسِ: نَزَعَ نَزْعاً خَفيفاً. وككُناسةٍ وغُرابٍ: ما سَقَطَ من النَّتْفِ.
والنُّتْفَةُ، بالضم: ما تَنْتِفُهُ بإِصْبَعِكَ من النَّبْتِ وغيره، ج: كصُرَدٍ. وكهُمَزَةٍ: مَن يَنتِفُ من العِلْمِ شيئاً ولا يَسْتَقْصِيهِ.
والمِنْتَافُ: المِنْتَاشُ، وجَمَلٌ مُقَارِبُ الخَطْوِ غيرُ وَساعٍ، ولا يكونُ حينئِذٍ وَطِيئاً.
والمَنْتُوفُ: مَوْلىً لبني قَيْسِ بن ثَعْلَبَةَ.
وغُرابٌ نَتِفُ الجَناحِ، ككتِفٍ،
أي: مُنْتَتِفُهُ.
وجَمَلٌ نَتيفٌ، كأَميرٍ: نُتِفَ حتى يَعْمَلَ فيه الهِناءُ. (والنَّتيفُ أيضاً: لَقَبُ أبي عبدِ اللهِ الأَصْفَهانِيِّ الأُصولِيِّ الفَقِيهِ) .

الحُرْقوصُ

الحُرْقوصُ، بالضم: دُوَيبَّةٌ كالبُرْغوثِ، حُمَتُها كحُمَةِ الزُّنْبورِ، أو كالقُرادِ تَلْصَقُ بالناس، أو أصْغَرُ من الجُعَلِ، تَنْقُبُ الأَساقِي، وتَدْخُلُ في فُروجِ الجَوارِي
ج: حَرَاقِيصُ، ونَواةُ البُسْرَةِ الخَضْراءِ، وابنُ مازِنٍ: تَميمِيُّ، وابنُ زُهَيْرٍ: كانَ صَحابِيًّا، فصارَ خارِجيًّا.
والحَرَقْصَى، كحبَرْكَى: دُوَيبَّةٌ، الواحِدَةُ: بهاءٍ.
والحَرْقَصَةُ: مُقارَبَــةُ الخُطَا والكلامِ.
ونَسْجٌ مُحَرْقَصٌ: مُتَقارِبٌ.

كَفَأَ

(كَفَأَ)
(هـ) فِيهِ «الْمُسْلِمُونَ تَتَكافَأُ دِماؤُهم» أَيْ تَتَساوَى فِي القِصاص والدِيات.
والكُفْءُ: النَّظير والمُساوِي. وَمِنْهُ الكَفاءة فِي النِكاح، وَهُوَ أَنْ يَكُونَ الزَّوْج مُساوِياً لِلْمَرْأَةِ فِي حَسَبِها ودِينها ونَسَبِها وبَيْتَها، وَغَيْرِ ذَلِكَ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «كَانَ لَا يَقْبَل الثَّناء إِلَّا من مُكافِئ» قال القُتَيْبي: مَعْنَاهُ إِذَا أنْعَم عَلَى رجُل نِعْمةً فَكَافَأَهُ بالثَّنَاء عليهِ قَبل ثَناءه، وَإِذَا أثْنَى عَلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يُنْعِم عَلَيْهِ لَمْ يَقْبَلْها.
وَقَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ: هَذَا غَلَط، إذْ كَانَ أحدٌ لَا يَنْفَكّ مِنْ إنْعام النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لإِنَّ اللَّهَ بَعَثه رَحْمَةً لِلنَّاسِ كَافَّةً، فَلَا يَخْرُجُ مِنْهَا مُكَافِئ وَلَا غَيْرُ مُكَافِئ. والثَّناء عَلَيْهِ فَرْض لَا يَتِمُّ الإسْلامُ إلاَّ بِهِ. وَإِنَّمَا الْمَعْنَى: لَا يَقْبَل الثَّناءَ عَلَيْهِ إِلَّا مِنْ رَجلٍ يَعْرف حَقِيقَةَ إسْلامه، وَلَا يَدْخل فِي جُمْلة المُنافقين الَّذِينَ يَقُولُونَ بألْسِنَتهم مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ.
وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ: وَفِيهِ قَوْلٌ ثَالِثٌ، إِلَّا مِنْ مُكافِئ: أَيْ مِن مُقارِبٍ غَيْرِ مُجاوِزٍ حَدَّ مِثْله وَلَا مُقَصِّرٍ عَمَّا رَفَعَه اللَّهُ إِلَيْهِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ العَقِيقة «عَنِ الغُلام شَاتَانِ مُكَافِئَتان» يَعْنِي مُتَساوِيَتَين فِي السِّنّ: أَيْ لَا يُعَقُّ عَنْهُ إِلَّا بمُسِنَّة، وأقَلُّه أَنْ يَكُونَ جَذَعاً كَمَا يُجْزِئُ فِي الضَّحَايَا.
وَقِيلَ: مُكافِئتان: أَيْ مُسْتَوِيَتان أَوْ مُتَقارِبَتان. وَاخْتَارَ الخَطَّابي الْأَوَّلَ.
وَاللَّفْظَةُ «مكافِئَتان» بِكَسْرِ الْفَاءِ. يُقَالُ: كافَأَه يُكَافِئُه فَهُوَ مُكافئه: أَيْ مُساوِيه.
قَالَ: والمحدِّثون يَقُولُونَ: «مُكافَأَتان» بِالْفَتْحِ، وَأَرَى الفَتْح أوْلَى لِأَنَّهُ يُريد شاتَيْنِ قَدْ سُوِّيَ بَيْنَهُمَا، أَوْ مُسَاوَى بَيْنَهُمَا.
وَأَمَّا بِالْكَسْرِ فَمَعْنَاهُ أَنَّهُمَا مُتساوِيَتَان، فَيحتاج أنْ يذْكر أيَّ شَيْءٍ سَاوِيا، وَإِنَّمَا لَوْ قَالَ «مُتَكَافِئَتَان» كَانَ الكْسر أَوْلَى.
قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: لَا فَرْقَ بَيْنَ المُكَافِئَتين والمُكَافَأَتَين؛ لأنَّ كلَّ وَاحِدة إِذَا كَافَأَتْ أخْتَها فَقَدْ كُوفِئَت، فَهِيَ مُكَافِئة ومُكَافَأَة.
أَوْ يَكُونُ مَعْنَاهُ: مُعَادِلَتَانِ لِما يَجِب فِي الزَّكَاةِ والأضْحية مِنَ الْأَسْنَانِ. ويحتَمِل مَعَ الْفَتْحِ أَنْ يُرَاد مَذْبُوحَتان، مِن كَافَأَ الرجُلُ بُين بعيريْن، إِذَا نَحر هَذَا ثُمَّ هَذا مَعاً مِنْ غيْر تَفْريق، كَأَنَّهُ يُريد شاتَيْن يَذْبَحُهما فِي وقْت وَاحِدٍ.
وَفِي شِعْرِ حَسَّانَ:
ورُوحُ القُدْس لَيْسَ لَهُ كِفَاء
أَيْ جِبْرِيلُ لَيْسَ له نَظِير ولا مِثْل. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: مَنْ يُكَافِئُ هَؤُلَاءِ؟» .
(س) وَحَدِيثُ الأحْنف «لاَ أُقاوِم مَنْ لاَ كِفَاءَ لَهُ» يَعْنِي الشَّيْطَانَ. ويُروَى «لاَ أُقَاوِل» .
[هـ] وَفِيهِ «لَا تَسْألِ المرأةُ طلاقَ أُخْتِهَا لِتَكْتَفِئَ مَا فِي إنَائِها» هُوَ تَفْتَعِل، مِنْ كَفَأْتُ القِدْر، إِذَا كَبَبْتَها لِتُفْرِغ مَا فِيهَا. يُقَالُ: كَفأت الْإِنَاءَ وأَكْفَأْتُه إِذَا كَبَبْتَه، وَإِذَا أمَلْته.
وَهَذَا تَمْثيل لإمالَة الضَّرَّة حَقَّ صاحِبَتها مِنْ زَوْجِهَا إِلَى نَفْسها إِذَا سألتْ طَلاَقها.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ الْهِرَّةِ «أَنَّهُ كَانَ يُكْفِئ لَهَا الْإِنَاءَ» أَيْ يُميله لتَشْربَ منْه بِسُهولة.
(س) وَحَدِيثُ الفَرَعَة «خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَذْبَحه يَلْصَقُ لَحْمُهُ بِوَبَرِهِ، وتُكْفِئ إِنَاءَك وتُولِّه ناقَتَك» أَيْ تَكُبّ إناءَك، لِأَنَّهُ لَا يَبْقَى لَكَ لَبَنٌ تَحْلُبُه فِيهِ.
(س) وَحَدِيثُ الصِّراط «آخرُ مَنْ يَمُرُّ رَجُلٌ يَتَكَفَّأُ بِهِ الصِّراط» أَيْ يَتَمَيَّل ويَنْقلب.
وَمِنْهُ حَدِيثُ [دُعَاءِ] الطَّعَامِ «غير مِكْفَئٍ وَلَا مُودَّعٍ رَبنَّا» أَيْ غَيْرُ مَرْدُود وَلاَ مَقْلُوب. والضَّمير رَاجِعٌ إِلَى الطَّعام.
وَقِيلَ: «مَكْفِيّ» مِنَ الْكِفَايَةِ، فَيَكُونُ مِنَ المعْتَلّ. يَعْنِي أنَّ اللَّهَ هُوَ المُطْعِم والْكاَفِي، وَهُوَ غَيْر مُطْعَم وَلَا مَكْفيٍّ، فَيَكُونُ الضَّمِيرُ رَاجِعًا إِلَى اللَّهِ. وَقَوْلُهُ «وَلَا مُوَدَّع» أَيْ غَيْرِ مَتْروك الطَّلَب إِلَيْهِ والرَّغْبة فِيمَا عِنْدَهُ.
وأمَّا قَوْلُهُ «ربَّنا» فَيَكُونُ عَلَى الْأَوَّلِ مَنْصُوبًا عَلَى النَّداء الْمُضَافِ بِحَذْفِ حَرْف النَّداء، وَعَلَى الثَّانِي مَرْفُوعًا عَلَى الابْتداء ، أَيْ ربُّنا غيرُ مَكْفيّ وَلَا مُودَّع.
وَيَجُوزُ أَنْ يَكون الْكَلَامُ رَاجِعًا إِلَى الْحَمْدِ، كَأَنَّهُ قَالَ: حَمْداً كَثِيراً مُبارَكاً فِيهِ، غَيْرَ مَكْفيٍّ وَلَا مُودَّع، وَلَا مُسْتَغْنىً عَنْهُ: أَيْ عن الحمد. وَفِي حَدِيثِ الضَّحِيَّةِ «ثُمَّ انْكَفَأَ إِلَى كَبْشَيْن أمْلَحَين فذبَحَهُما» أَيْ مَالَ ورَجَع.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فَأَضَعُ السَّيْفَ فِي بَطْنِهِ ثُمَّ أَنْكَفِئُ عَلَيْهِ» .
وَفِي حَدِيثِ الْقِيَامَةِ «وَتَكُونُ الأرضُ خُبْزة واحِدة، يَكْفَؤُها الجبَّار بيَدِه كَمَا يَكْفَأُ أحَدُكُم خُبْزَته فِي السَّفَر» .
وَفِي رِواية «يَتَكَفَّؤُها» يُرِيدُ الخُبْزة التَّي يَصْنَعُها المُسافِر وَيَضَعها فِي المَلَّة، فَإِنَّهَا لَا تُبْسَط كالرُّقاقة، وَإِنَّمَا تُقْلَب عَلَى الأيْدي حَتَّى تَسْتَوِي.
[هـ] وَفِي صِفَةِ مَشْيه عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ «كَانَ إِذَا مَشَى تَكَفَّى تَكَفِّياً» أَيْ تَمَايَلَ إِلَى قُدّام، هَكَذَا رُوي غيرَ مَهْمُوزٍ، وَالْأَصْلُ الْهَمْزُ، وَبَعْضُهُمْ يَرْوِيهِ مَهْمُوزًا، لِأَنَّ مَصْدر تَفَعَّل مِنَ الصَّحِيحِ تَفَعُّلٌ، كَتَقَدّم تَقَدُّماً وتَكَفَّأَ تَكَفُّأً، وَالْهَمْزَةُ حَرْفٌ صَحِيحٌ. فَأَمَّا إِذَا اعْتلَّ انكسَرت عَيْنُ المُسْتَقْبَل مِنْهُ، نَحو: تَحَفَّى تَحَفِّياً، وتَسَمَّى تَسَمِّياً، فَإِذَا خُفْفَت الْهَمْزَةُ الْتَحَقَت بالمُعْتَل، وَصَارَ تَكَفِّيا، بالكَسْر.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ «وَلَنَا عَبَاءَتَانِ نُكَافِئ بِهِمَا عَيْنَ الشَّمس» أَيْ نُدافع، مِنَ المُكَافأة: المُقَاوَمَة.
(س) وَفِي حَدِيثِ أُمِّ مَعْبَد «رَأَى شَاة فِي كِفاء الْبَيْتِ» هُوَ شُقَّة أَوْ شُقَّتان تُخاط إحداهُما بِالْأُخْرَى، ثُمَّ تُجْعل فِي مُؤَخَّر الْبَيْتِ، وَالْجَمْعُ: أَكْفِئَة، كحِمار، وأحْمِرة.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «أَنَّهُ انْكَفَأَ لَوْنُه عامَ الرَّمَادَةِ» أَيْ تَغَيَّر عَنْ حَالِهِ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ الْأَنْصَارِيِّ «مَا لِي أرَى لَوْنَك مُنْكَفِئاً؟ قَالَ: مِنَ الجُوع» .
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّ رَجُلاً اشْتَرَى مَعْدِناً بِمِائَةِ شَاةٍ مُتْبِع، فَقَالَتْ لَهُ أمُّه: إِنَّكَ اشتريْتَ ثلاَثمائة شَاةٍ أمَّهاتُها مِائَةٌ، وأولادُها مِائَةٌ، وكُفْأَتُها مِائَةٌ» أصْل الكُفْأَة فِي الْإِبِلِ: أَنْ تُجْعَل قطْعَتين يُراوَح بينهما في النِّتاج. يقال: أعْطني كُفْأَةَ ناقِتك وكَفْأَتَهَا: أَيْ نِتاجَها. وأَكْفَأت إِبِلِي كُفْأَتين، إِذَا جَعَلْتها نِصْفَيْنِ يُنْتَجُ كلَّ عَامٍ نصفُها ويُتْرك نصفُها، وَهُوَ أَفْضَلُ النِّتَاجِ، كما يُفْعل بالأرض للزراعة. وَيُقَالُ: وهَبْتُ لَهُ كُفْأَةَ ناقَتِي: أَيْ وَهْبَتُ لَهُ لبَنها ووَلَدَها ووَبَرها سَنَة.
قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: جَعَلتْ كُفأةَ مائِة نِتَاجٍ، فِي كُلِّ نِتاج مِائَةٌ، لِأَنَّ الْغَنَمَ لَا تُجْعَلُ قِطْعَتَيْنِ، وَلَكِنْ يُنْزَى عَلَيْهَا جَمِيعًا وتَحْمِل جَمِيعًا، وَلَوْ كَانَتْ إبِلاً كَانَتْ كُفأة مِائَةٍ مِنَ الْإِبِلِ خَمْسِينَ.
(س) وَفِي حَدِيثِ النَّابِغَةِ «أَنَّهُ كَانَ يُكْفِئُ فِي شِعْره» الإِكفاء فِي الشِّعْر: أَنْ يُخَالِف بَيْنَ حَرَكات الرَّوِيّ رَفْعاً ونَصْباً وجَرّاً، وَهُوَ كالإقواء.

كَلَأَ

(كَلَأَ)
(هـ) فِيهِ «أَنَّهُ نَهَى عَنِ الكَالِئ بالكالِئ» أَيْ النَّسيئة بالنَّسيئة. وَذَلِكَ أَنْ يَشْتريَ الرَّجل شَيْئًا إِلَى أجَل، فَإِذَا حَلَّ الأجَلُ لَمْ يَجِد مَا يَقْضِي بِهِ ، فَيَقُولُ: بِعْنيه إِلَى أجَلٍ آخَرَ، بِزِيَادَةِ شَيْءٍ، فيَبِيعهُ مِنْهُ وَلَا يَجْرِي بَيْنَهُمَا تَقَابُضٌ. يُقَالُ: كَلَأَ الدَّيْنَ كُلُوءاً فَهُوَ كالِئ، إِذَا تأخَّر.
وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: «بَلَغ اللهُ بِكَ أَكْلَأَ العُمْر» أَيْ أطْوَله وأكَثره تَأخُّراً. وكَلَأْتُه إِذَا أَنْسَأْتَهُ.
وَبَعْضُ الرُّوَاةِ لَا يَهْمِزُ «الكالِئ» تَخْفِيفًا.
(س) وَفِيهِ «أَنَّهُ قَالَ لِبِلَالٍ وَهُمْ مُسافِرون: اكْلَأْ لَنَا وَقْتَنا» الكِلَاءة: الحِفْظُ والحِراسة.
يُقَالُ: كَلَأْتُه أَكْلَؤُهُ كِلَاءةً، فَأَنَا كالِئٌ، وَهُوَ مَكْلُوءٌ، وَقَدْ تُخَفَّف هَمْزَةُ الْكِلَاءَةِ، وتُقْلَب يَاءً.
وَقَدْ تَكَرَّرَتْ فِي الْحَدِيثِ.
[هـ] وَفِيهِ «لَا يُمْنَع فَضْلُ الماءِ ليُمْنَع بِهِ الكَلَأ» وَفِي رِوَايَةٍ «فَضْلُ الكَلَأ» الكَلَأ: النَّبات والعُشْب، وسَواءٌ رَطْبُه ويابِسُه. وَمَعْنَاهُ أنَّ البِئر تَكُونُ فِي البادِية وَيَكُونُ قَرِيبًا مِنْهَا كَلَأ؛ فَإِذَا وَرَد عَلَيْهَا وارِدٌ فَغَلب عَلَى مَائِهَا ومَنَع مَن يَأْتِي بَعْدَهُ مِنَ الاسْتِقاء مِنْهَا ، فَهُوَ بِمَنْعِه الماءَ مانعٌ مِنَ الكَلأ؛ لِأَنَّهُ مَتى وَرَدَ رجُلٌ بإبِله فأرْعاها ذَلِكَ الكَلأ ثُمَّ لَمْ يَسْقِها قَتَلها العَطَش. فَالَّذِي يَمْنَعُ مَاءَ البِئر يَمْنع النَّباتَ القريبَ مِنْهُ.
(هـ) وَفِيهِ «مَن مَشَى عَلَى الكَلَّاءِ قَذَفْناه فِي الْمَاءِ» الكَلَّاء بالتشديد والمَدّ، والمُكَلَّأ:
شاطىء النَّهر وَالْمَوْضِعُ الَّذِي تُرْبَط فِيهِ السُّفن. وَمِنْهُ «سُوق الكَلَّاء» بالبَصْرة.
وَهَذَا مَثَل ضَرَبه لِمَنْ عَرّض بالقَذْف. شَبَّهَهُ فِي مُقَارَبَــتِهِ التَّصْرِيحَ بِالْمَاشِي عَلَى شَاطِئِ النَّهر، وإلْقاؤه فِي الْمَاءِ: إِيجَابُ القَذْف عَلَيْهِ وإلْزامُه بِالْحَدِّ» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَنَسٍ وذَكَر البَصْرة «إيَّاك وسِباخَها وكَلاءَها» . 

ْلَمَة 

(لَمَمَ)
[هـ] فِي حَدِيثِ بُرَيدة «أَنَّ امْرَأَةً شَكَت إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَماً بابْنَتها» اللَّمَم: طَرَف مِنَ الجُنون يُلَمُّ بِالْإِنْسَانِ: أَيْ يقرُب مِنْهُ وَيَعْتَريه.
[هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ الدُّعَاءِ «أَعُوذُ بكَلِماتِ اللَّهِ التَّامَّة مِنْ شَرِّ كُلّ سامَّة، وَمِنْ كُلّ عَيْنٍ لامَّة» أَيْ ذَاتِ لَمَم، وَلِذَلِكَ لَمْ يَقُلْ «مُلِمَّة» وأصْلُها مِنْ ألْمَمْتُ بِالشَّيْءِ، لِيُزَاوِجَ قَوْلَهُ «مِنْ شَرِّ كُلِّ سامَّة» .
[هـ] وَمِنْهُ الْحَدِيثُ فِي صِفَةِ الْجَنَّةِ «فَلَوْلاَ أَنَّهُ شيءٌ قَضاء اللَّهِ لَأَلَمَّ أَنْ يَذْهَب بَصَرُه؛ لِما يَرَى فِيهَا» أَيْ يَقْرُب.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَا يَقْتُل حَبَطاً أَوْ يُلِمُّ» أَيْ يَقْرُب مِنَ القَتْل.
وَفِي حَدِيثِ الْإِفْكِ «وإنْ كنْتِ أَلْمَمْتِ بذنْبٍ فاستغفرِي اللهَ» أَيْ قاربْتِ.
وَقِيلَ: اللَّممُ: مُقَارَبــة المَعْصِيَة مِنْ غَيْرِ إِيقَاعِ فِعْل.
وَقيل: هُوَ من اللَّمَم: صِغار الذنوب. وَقَدْ تَكَرَّرَ «اللَّمَمُ» فِي الْحَدِيثِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي الْعَالِيَةِ «إنَّ اللَّمَم مَا بيْنَ الحَدّين: حَدِّ الدُّنْيَا وحَدِّ الْآخِرَةِ» أَيْ صِغار الذُّنُوبِ الَّتِي لَيْسَ عَلَيْهَا حَدٌّ فِي الدُّنْيَا وَلاَ فِي الْآخِرَةِ.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ «لابْن آدمَ لَمَّتَان: لَمَّةٌ مِنَ المَلك وَلَمَةٌ من الشيطان» اللَّمَّة: الْهَمَّة والخَطْرَة تَقَع فِي الْقَلْبِ، أَرَادَ إلْمَام المَلك أَوِ الشَّيْطَانِ بِهِ والقُرْبَ مِنْهُ، فَما كَانَ مِنْ خَطَرَات الخَيْر، فَهُوَ مِنَ المَلك، وَمَا كَانَ مِن خَطَرَات الشَّرِّ، فَهُوَ مِنَ الشَّيطان.
[هـ] وَفِيهِ «اللَّهُمَّ الْمُم شعَثَنَا» .
وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «وتَلُمُّ بِهَا شَعَثي» هُوَ مِنَ اللَّمِّ: الجَمْع. يُقَالُ: لَمَمْتُ الشيءَ ألُمُّه لَمًّا، إِذَا جَمَعْتَه: أَيْ اجْمَع مَا تَشَتَّت مِنْ أمرِنا.
وَفِي حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ «تأكُل لَمًّا وتُوسِع ذَمّاً» أَيْ تأكُل كَثِيراً مُجْتَمِعاً.
(س) وَفِي حَدِيثِ جَمِيلَةَ «أَنَّهَا كَانَتْ تحتَ أوْس بْنِ الصَّامت، وَكَانَ رجُلاً بِهِ لَمَم، فَإِذَا اشْتَدَّ لَمَمُه ظَاهَرَ مِنِ امْرأته، فَأَنْزَلَ اللَّهُ كَفَّارَةَ الظِّهار» اللَّمَمُ هَاهُنَا: الإِلْمَام بالنِّساء وشِدَّة الحِرْص عليهِنَّ. وَلَيْسَ مِنَ الجُنون، فَإِنَّهُ لَوْ ظاهَر فِي تِلْكَ الْحَالِ لَمْ يَلْزمه شَيْءٌ.
(هـ) وَفِيهِ «مَا رأيتُ ذَا لِمَّة أحْسَنَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» اللِّمَّة مِنْ شَعر الرَّأْسِ: دُونَ الْجُمَّةِ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ، لِأَنَّهَا أَلَّمت بالمَنْكِبَين، فَإِذَا زَادَتْ فَهِيَ الجُمَّة .
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي رِمْثَة «فَإِذَا رجلٌ لَهُ لِمَّة» يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

مَأَمَ

(مَأَمَ)
- فِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ «لَا يَزال أمْرُ النَّاسِ مُؤامّا، ما لم يَنْظُروا فِي القَدَر والوِلْدان» أَيْ لَا يَزالُ جارِياً عَلَى الْقَصْدِ والاستِقامة. والمُؤامّ: الــمُقَارِب، مُفاعِل مِنَ الأَمّ، وَهُوَ الْقَصْدُ، أَوْ مِنَ الأَمَم: القُرب. وَأَصْلُهُ: مُؤامِم، فأُدغِم.
وَمِنْهُ حَدِيثُ كَعْبٍ «لَا تَزال الفِتنةُ مُؤامّاً بِهَا مَا لَمْ تَبْدَأْ مِنَ الشَّامِ» مُؤَامٌّ هَاهُنَا: مُفاعَل بِالْفَتْحِ، عَلَى الْمَفْعُولِ؛ لِأَنَّ مَعْنَاهُ: مقارَبــا بِهَا، وَالْبَاءُ للتَّعْدية.
وَيُرْوَى «مُؤماً» بِغَيْرِ مَدٍّ.

الدَّثُّ

الدَّثُّ: المَطَرُ الضعيفُ،
كالدَّثاثِ، والرَّمْيُ الــمُقارِبُ من وَراءِ الثِّياب، والضَّرْبُ المُؤْلِمُ، والجَنْبُ، والدَّفْعُ، والرَّجْمُ من الخَبَرِ، والالْتواءُ في الجَسَدِ.
والدُّثَّاثُ: صيَّادُو الطَّيْرِ بالمِخْذَفَةِ.
والدُّثَّةُ، بالضم: الزُّكامُ القليلُ.

وَذَفَ

(وَذَفَ)
(هـ) فِيهِ «أَنَّهُ نزَل بِأُمِّ مَعْبَد وَذْفَانَ مَخْرَجه إِلَى الْمَدِينَةِ» أَيْ عِنْدَ مخرجِه، وَهُوَ كَمَا تَقُولُ: حِدْثانَ مَخْرَجه، وسُرْعانَه. والتَّوَذُّفُ: مُقَارَبَــة الخَطْو والتَّبَخْتُر فِي المَشْي. وَقِيلَ: الْإِسْرَاعُ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ الحجَّاج «خَرَجَ يَتَوَذَّفُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى أسماءَ» .

غثل

الْغَيْن والثاء وَاللَّام

الغَلْث: خلط الْبر بِالشَّعِيرِ أَو الذّرة، وَعم بِهِ بَعضهم.

غلثه يَغْلِثه غَلْثا، فَهُوَ مغلوث، وغَلِيث، واغْتلثه، وَفِي حَدِيث عمر، رَضِي الله عَنهُ: أَنه مَا كَانَ يَأْكُل السّمن إِلَّا مغلوثا بإهالة، وَلَا الْبر إِلَّا مغلوثا بِالشَّعِيرِ.

والغَلَيثُ: الْخبز الْمَخْلُوط من الْحِنْطَة وَالشعِير.

والغَلَثُ: المدَرُ والزُّؤان، وَقد تقدم فِي الْعين.

والمَغْلوث، والغليث، والمُغلَّثُ: الطَّعَام الَّذِي فِيهِ المَدر والزؤان.

وَقتل النَّسر بالغلْثَى، والغَلْثى، على مِثَال السَّلوى، عَن كرَاع، وَهُوَ طَعَام يخلط لَهُ فِيهِ سم فياكله فيقتله فَيُؤْخَذ ريشه فتُراش بِهِ السهامُ.

وغَلِث الزند، وأغلث: لم يُور.

واغْتَلثت الزَّنَد: انْتَجَيْته من شَجَرَة لَا تَدري، أيورى أم لَا، قَالَ حسان:

مَهاجِنةٌ إِذا نُسبوا عبيدٌ غضَاريط مَغَاِلثةُ الزنادِ

أَي: رِخْو الزِّنَاد، وَقد تقدم فِي الْعين.

وغَلْثُ الحُلْمِ: شَيْء تَراه فِي النّوم مِمَّا لَيْسَ برُؤيا صَادِقَة.

والمُغَلَّثُ: الــمقارب من الوَجع، لَيْسَ يُضجع صَاحبه، وَلَا يعرف اصله.

وسقاء مَغْلوثٌ: دُبغ بالتَّمر أَو البُسر. والغَلِثُ: الشَّديد الْقِتَال، اللَّزُوم لمن طالَب أَو مارَس.

وغَلِث بِهِ غَلثاً: لزمَه وقاتله.

وغَلِث الذئبُ بغَنم فلَان: لَزِمَهَا يَفرسها.

وغَلِث الطَّائِر: هاع وَرمى من حوصلته بِشَيْء كَانَ استرطه.

واغتلث للْقَوْم غُلْثَةً: كذب لَهُم كَذِباً نجا بِهِ.

دَلَفَ

(دَلَفَ)
فِي حَدِيثِ الجَارُود «دَلَفَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَسِرَ لِثَامه» أَيْ قَرُب مِنْهُ وأقْبلَ عَلَيْهِ، مِنَ الدَّلِيفِ وَهُوَ المَشْي الرُّوَيْد.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ رُقَيْقَة «ولْيَدْلِفْ إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ بَطْن رَجُل» .
دَلَفَ الشَّيْخُ يَدْلِفُ دَلْفاً، ويُحَرَّكُ، ودَلِيفاً ودَلَفاناً، مُحرَّكةً: مَشَى مَشْيَ المُقَيِّدِ، وفَوْقَ الدَّبِيبِ،
وـ الكَتِيبَةُ في الحَرْبِ: تَقَدَّمَتْ، يقالُ: دَلَفْنَاهُم.
والدالِفُ: السَّهْمُ يُصِيبُ ما دونَ الغَرَضِ، ثم يَنْبُو عن مَوْضِعِهِ، والماشِي بالحِمْلِ الثَّقيلِ مُقَارِبــاً للخَطْوِ، ج: كرُكَّعٍ وكُتُبٍ. وككُتُبٍ: الناقةُ التي تَدْلِفُ بِحِمْلِهَا، أي: تَنْهَضُ.
وأبو دُلَفَ، كزُفَرَ: من كُنَاهم، مَعْدُولٌ عن دَالِفٍ.
والدُّلْفِينُ، بالضم: دابَّةٌ بَحْرِيَّةٌ تُنَجِّي الغَرِيقَ.
والدِلْفُ، بالكسر: الشُّجاعُ، وبالضم: جمعُ دَلوفٍ للعُقابِ السريعةِ.
والمُنْدَلِفُ والمُتَدَلِّفُ: الأسَدُ الماشي على هِينَتِهِ.
وانْدَلَفَ علَيَّ: انْصَبَّ.
وتدَلّفَ إليه: تَمَشَّى ودَنا.
وأدْلَفَ له القولَ: أضْخَمَ.

كَتَوَ 

(كَتَوَ) الْكَافُ وَالتَّاءُ وَالْوَاوُ. الْكَتْوُ: مُقَارَبَــةُ الْخَطْوِ. يُقَالُ: كَتَا يَكْتُو كَتْوًا. حَكَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ عَنْ أَبِي مَالِكٍ.
(كَتَوَ) الْكَافُ وَالتَّاءُ وَالْوَاوُ فِيهِ كَلِمَةٌ لَا مَعْنَى لَهَا، وَلَا يُعَرَّجُ عَلَى مِثْلِهَا. يَقُولُونَ: اكْتَوْتَى الرَّجُلُ، إِذَا بَالَغَ فِي صِفَةِ نَفْسِهِ مِنْ غَيْرِ عَمَلٍ. وَاكْتَوْتَى تَعْتَعَ. وَلَيْسَ هَذَا بِشَيْءٍ.

حَبَرَ 

(حَبَرَ) الْحَاءُ وَالْبَاءُ وَالرَّاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ مُنْقَاسٌ مُطَّرِدٌ، وَهُوَ الْأَثَرُ فِي حُسْنٍ وَبَهَاءٍ. فَالْحَبَارُ: الْأَثَرُ. قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ فَرَسًا:

وَلَمْ يُقَلِّبْ أَرْضَهَا الْبَيْطَارُ ... وَلَا لِحَبْلَيْهِ بِهَا حَبَارُ

ثُمَّ يَتَشَعَّبُ هَذَا فَيُقَالُ لِلَّذِي يُكْتَبُ بِهِ حِبْرٌ، وَلِلَّذِي يَكْتُبُ بِالْحِبْرِ حِبْرٌ وَحَبْرٌ، وَهُوَ الْعَالِمُ، وَجَمْعُهُ أَحْبَارٌ. وَالْحَبْرُ: الْجَمَالُ وَالْبَهَاءُ. وَيُقَالُ ذُو حِبْرٍ وَسِبْرٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: «يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ رَجُلٌ قَدْ ذَهَبَ حِبْرُهُ وَسِبْرُهُ ".» وَقَالَ ابْنُ أَحْمَرَ:

لَبِسْنَا حِبْرَهُ حَتَّى اقْتُضِينَا ... لِأَعْمَالٍ وَآجَالٍ قُضِينَا

وَالْمُحَبَّرُ: الشَّيْءُ الْمُزَيَّنُ. وَكَانَ يُقَالُ لِطُفَيْلٍ الْغَنَوِيِّ مُحَبِّرٌ ; لِأَنَّهُ كَانَ يُحَبِّرُ الشَّعْرَ وَيُزَيِّنُهُ.

وَقَدْ يَجِيءُ فِي غَيْرِ الْحُسْنِ أَيْضًا قِيَاسًا. فَيَقُولُونَ حَبِرُ الرَّجُلُ، إِذَا كَانَ بِجَلْدِهِ قُرُوحٌ فَبَرِئَتْ وَبَقِيَتْ لَهَا آثَارٌ. وَالْحِبْرُ: صُفْرَةٌ تَعْلُو الْأَسْنَانَ. وَثَوْبٌ حَبِيرٌ مِنَ الْبَابِ الْأَوَّلِ: جَدِيدٌ حَسَنٌ. وَالْحَبْرَةُ: الْفَرَحُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ} [الروم: 15] ، وَيُقَالُ قِدْحٌ مُحَبَّرٌ، أُجِيدَ بَرْيُهُ. وَأَرْضٌ مِحْبَارٌ: سَرِيعَةُ النَّبَاتِ. وَالْحَبِيرُ مِنَ السَّحَابِ: الْكَثِيرُ الْمَاءِ.

وَمِمَّا شَذَّ عَنِ الْبَابِ قَوْلُهُمْ: مَا فِيهِ حَبَرْبَرٌ، أَيْ شَيْءٌ. وَالْحُبَارَى: طَائِرٌ وَيَقُولُونَ: " مَاتَ فُلَانٌ كَمَدَ الْحُبَارَى " وَذَلِكَ أَنَّهَا تُلْقِي رِيشَهَا مَعَ إِلْقَاءِ سَائِرِ الطَّيْرِ رِيشَهُ، وَيُبْطِئُ نَبَاتُ رِيشِهَا. فَإِذَا طَارَ الطَّيْرُ وَلَمْ تَقْدِرْ هِيَ عَلَى الطَّيَرَانِ مَاتَتْ كَمَدًا. قَالَ: وَزَيْدٌ مَيِّتٌ كَمَدَ الْحُبَارَى ... إِذَا ظَعَنَتْ هُنَيْدَةُ أَوْ مُلِمُّ

أَيْ مُقَارِبٌ. وَقَالَ الرَّاعِي فِي الْحُبَارَى:

حَلَفْتُ لَهُمْ لَا يَحْسَبُونَ شَتِيمَتِي ... بِعَيْنَيْ حُبَارَى فِي حِبَالَةِ مُعْزِبِ

رَأَتْ رَجُلًا يَسْعَى إِلَيْهَا فَحَمْلَقَتْ ... إِلَيْهِ بِمَأْقَيْ عَيْنِهَا الْمُتَقَلِّبِ

تَنُوشُ بِرِجْلَيْهَا وَقَدْ بَلَّ رِيشَهَا ... رَشَاشٌ كَغِسْلِ الْوَفْرَةِ. . .

الْمُعْزِبُ: الصَّائِدُ ; لِأَنَّهُ لَا يَأْوِي إِلَى أَهْلِهِ. وَحَمْلَقَتْ: قَلَبَتْ حِمْلَاقَ عَيْنِهَا. وَالْمَعْنَى أَنَّ شَتْمَكُمْ إِيَّايَ لَا يَذْهَبُ بَاطِلًا، فَأَكُونَ بِمَنْزِلَةِ الْحُبَارَى الَّتِي لَا حِيلَةَ عِنْدَهَا إِذَا وَقَعَتْ فِي الْحِبَالَةِ إِلَّا تَقْلِيبُ عَيْنِهَا. وَهِيَ مِنْ أَذَلِّ الطَّيْرِ. وَتَنُوشُ بِرِجْلَيْهَا: تَضْرِبُ بِهِمَا. وَالْغِسْلُ: الْخِطْمِيُّ. يُرِيدُ سَلَحَتْ عَلَى رِيشِهَا. وَمَثَلُهُ قَوْلُ الْكُمَيْتِ:

وَعِيدَ الْحُبَارَى مِنْ بَعِيدٍ تَنَفَّشَتْ ... لِأَزْرَقَ مَعْلُولِ الْأَظَافِيرِ بِالْخَضْبِ

حَتَكَ 

(حَتَكَ) الْحَاءُ وَالتَّاءُ وَالْكَافُ يَدُلُّ عَلَى مُقَارَبَــةٍ وَصِغَرٍ. فَالْحَتْكُ: أَنْ يُقَارِبَ الْخَطْوَ وَيُسْرِعَ رَفْعَ الرِّجْلِ وَوَضْعَهَا. وَهُوَ صَحِيحٌ مِنَ الْكَلَامِ مَعْرُوفٌ. وَيُبْنَى مِنْهُ الْحَتَكَانُ، وَهُوَ غَيْرُ الْحَيَكَانِ. وَالْحَوَاتِكُ: صِغَارُ النَّعَامِ. وَالْحَوْتَكُ: الْقَصِيرُ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.