Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: مسكن

حَضَرَ

(حَضَرَ)
- فِي حَدِيثِ وُرُودِ النَّارِ «ثُمَّ يَصْدُرون عَنْهَا بأعْمالِهم كلَمْح البَرْق، ثُمَّ كالرِّيح، ثُمَّ كحُضْر الفَرس» الحُضْر بِالضَّمِّ: العَدْوُ. وأَحْضَرَ يُحْضِر فَهُوَ مُحْضِر إِذَا عَدَا.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ أقْطَع الزُّبَيْرَ حُضْرَ فَرسِه بأرضِ الْمَدِينَةِ» .
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ كَعْبِ بْنِ عُجْرَة «فانْطَلَقْت مُسْرِعا أَوْ مُحْضِرا فأخَذْت بِضَبْعيْه» .
وَفِيهِ «لَا يَبعْ حَاضِر لبَادٍ» الحَاضِر: المُقِيم فِي المُدُن والقُرَى. والبَادِي: المُقِيم بِالْبَادِيَةِ. والمَنْهِيّ عَنْهُ أَنْ يأتِيَ البَدَوِيُّ البلْدة وَمَعَهُ قُوتٌ يَبْغي التَّسارُع إِلَى بَيعِه رَخِيصا، فَيَقُولُ لَهُ الحَضَرِى: اتْرُكه عِندي لأغالِيَ فِي بَيعِه. فَهَذَا الصَّنِيع مُحَرَّم، لِمَا فِيهِ مِنَ الإضْرار بالغَيْر. وَالْبَيْعُ إِذَا جَرى مَعَ المُغالاة مُنْعَقِد. وَهَذَا إِذَا كَانَتِ السِّلْعة ممَّا تَعمُّ الْحَاجَةُ إِلَيْهَا كَالْأَقْوَاتِ، فإنْ كَانَتْ لَا تَعُم، أَوْ كثُر القُوت واسْتَغْنِي عَنْهُ، فَفِي التَّحريم تردَّد، يُعَوَّل فِي أَحَدِهِمَا عَلَى عُموم ظَاهِرِ النَّهْي، وحَسْم بَابِ الضَّرر، وَفِي الثَّانِي عَلَى مَعْنى الضَّرر وزوَالِه. وَقَدْ جَاءَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ سُئل عَنْ مَعْنَى «لَا يبعْ حَاضِرٌ لِبَادٍ» فَقَالَ: لَا يَكُونُ لَهُ سِمْسَاراً.
وَفِي حَدِيثِ عَمْرو بْنِ سَلِمة الجَرْمي «كُنَّا بحَاضِر يَمُرُّ بِنَا النَّاسُ» الحَاضِر: الْقَوْمُ النُّزول عَلَى مَاءٍ يُقيمون بِهِ وَلَا يَرْحَلون عَنْهُ. وَيُقَالُ لِلْمَناهِل المَحَاضِر، لِلِاجْتِمَاعِ والحُضُور عَلَيْهَا. قَالَ الْخَطَّابِيُّ: رُبَّما جَعَلُوا الحَاضِر اسْما لِلْمَكَانِ المَحْضُور. يُقَالُ نَزَلْنا حَاضِرَ بَني فُلان، فَهُوَ فاعِل بمعْنى مَفْعُولٍ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أُسَامَةَ «وَقَدْ أحاطُوا بحَاضِرٍ فَعْمٍ» .
(س) وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «هِجْرة الحَاضِر» أَيِ الْمَكَانِ المَحْضُور. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
وَفِي حَدِيثِ أكْلِ الضَّبِّ «إِنِّي تَحْضُرُنِى مِنَ اللَّهِ حَاضِرة» أَرَادَ الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ يَحْضُرُونه.
وحَاضِرَةٌ: صِفة طائفةٍ أَوْ جَماعة.
وَمِنْهُ حَدِيثُ صَلَاةِ الصُّبْحِ «فَإِنَّهَا مشْهودة مَحْضُورَة» أَيْ تَحْضُرُهَا مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ والنَّهار.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِن هَذِهِ الحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ» أَيْ يَحْضُرُها الجِنُّ وَالشَّيَاطِينُ.
وَفِيهِ «قُولوا مَا بِحَضْرَتِكُم» أَيْ مَا هُو حَاضِرٌ عِنْدَكُمْ مَوجُود، وَلَا تَتَكَلَّفوا غَيْرَهُ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ سَلِمة الجَرْمي «كُنَّا بِحَضْرَة مَاءٍ» أَيْ عِنْدَهُ. وحَضْرَةُ الرَّجُلِ: قُربُهُ.
وَفِيهِ «أنَّه عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ذَكَرَ الْأَيَّامَ وَمَا فِي كلٍّ مِنْهَا مِنَ الْخَيْرِ والشَّرّ، ثُمَّ قَالَ:
والسَّبْت أَحْضَرُ، إلاَّ أَنَّ لَهُ أشْطُراً» أَيْ هُوَ أَكْثَرُ شَرًّا. وَهُوَ أفْعَل، مِنَ الحُضُور. وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: حُضِر فُلَانٌ واحْتَضَرَ: إِذَا دَنَا موتُه. ورُوي بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ. وَقِيلَ هُوَ تَصْحِيفٌ. وَقَوْلُهُ: إِلَّا أنَّ لَهُ أشْطُراً: أَيْ إنَّ لَهُ خَيْرا مَعَ شَرِّه. وَمِنْهُ المثَل «حَلَب الدَّهْرَ أشْطُرَه» أَيْ نَالَ خَيْرَه وشَرَّه.
وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ «كُفِّنَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ثَوْبَيْن حَضُورِيَّيْن» هُما مَنسوبان إِلَى حَضُور، وَهِيَ قَرْيَةٌ باليَمن.
وَفِيهِ ذِكْرُ «حَضِير» وَهُوَ بِفَتْحِ الْحَاءِ وَكَسْرِ الضَّادِ: قَاعٌ يَسيل عَلَيْهِ فَيْضُ النَّقِيع، بالنُّون.
حَضَرَ، كنَصَرَ وعلِمَ، حُضُوراً وحضارَةً: ضِدُّ غابَ،
كاحْتَضَرَ وتَحَضَّرَ، ويُعَدَّى، يُقالُ: حَضَرَهُ، وتَحَضَّرَهُ، وأحْضَرَ الشيءَ، وأحْضَرَهُ إيَّاهُ، وكان بِحَضْرَتِهِ، مُثَلَّثَةً، وحَضَرِهِ، وحَضَرَتِهِ، محركتينِ، ومَحْضَرِهِ بِمَعْنًى، وهو حاضِرٌ، من حُضَّرٍ وحُضُورٍ.
وحَسَنُ الحِضْرَةِ، بالكسر: إذا حَضَرَ بِخَيْرٍ.
والحَضَرُ، محركةً،
والحَضْرَةُ والحاضِرَةُ والحِضارَةُ، ويفتح: خِلاَفُ البادِيَةِ.
والحَضارَةُ: الإقامَةُ في الحَضَرِ.
والحَضْرُ: د بِإِزاءِ مَسْكِنٍ بَناهُ الساطِرُونُ المَلِكُ، ورَكَبُ الرجلِ والمرأةِ، والتَّطفِيلُ، وشَحْمةٌ في المأْنَةِ وفَوْقَها، وبالضم: ارتِفاعُ الفَرَسِ في عَدْوِهِ،
كالإِحْضارِ، والفَرَسُ مِحْضِيرٌ لا مِحْضارٌ، أو لُغَيَّةٌ. وككَتِفٍ ونَدُسٍ: الذي يَتَحَيَّنُ طَعامَ الناسِ حتى يَحْضُرَهُ. وكنَدُسٍ: الرجلُ ذُو البَيانِ والفِقْهِ. وككتِفٍ: لا يُريد السَّفَرَ، أو حَضَريٌّ.
والمَحْضَرُ: المَرْجِعُ إلى المِياهِ، وخَطٌّ يُكْتَبُ في واقِعَة خُطوط الشُّهُودِ في آخِرِهِ بِصِحَّةِ ما تَضَمَّنَهُ صَدْرُهُ، والقومُ الحُضُورُ، والسِّجِلُّ، والمَشْهَدُ،
وة بِأَجأَ.
ومَحْضَرَةُ: ماءٌ لبني عِجْلٍ بينَ طَريقَيِ الكُوفَةِ والبَصْرَةِ إلى مَكَّةَ.
وحاضوراءُ: ماءٌ.
والحَضيرَةُ، كسفينةٍ: مَوْضِعُ التَّمْرِ، وجماعَةُ القومِ، أو الأَرْبَعَةُ، أو الخَمْسَةُ، أو الثمانِيةُ، أو التِّسعةُ، أو العَشَرَةُ، أو النَّفَرُ يُغْزَى بهم، ومُقَدَّمَةُ الجَيْشِ، وما تُلْقيهِ المرأةُ من ولادِها، وانقطاعُ دَمِها،
والحَضيرُ: جَمْعُها، أو دَمٌ غلِيظٌ في السَّلَى، وما اجْتَمَعَ في الجُرْحِ.
والمُحاضَرَةُ: المُجالَدَةُ والمُجاثاةُ عندَ السًّلْطانِ، وأن يَعْدُوَ مَعَكَ، وأن يُغالِبَكَ عَلَى حَقِّكَ فَيَغلِبَكَ ويَذْهَبَ به. وكقَطَامِ: نَجْمٌ.
وحَضْرَمَوْتُ، وتُضَمُّ الميمُ: د، وقَبيلَةٌ، ويقالُ: هذا حَضْرَمَوْتُ، ويُضافُ فيقالُ: حَضْرُمَوْتٍ، بضم الرَّاءِ، وإن شِئْتَ لا تُنَوِّنِ الثاني، والتَّصْغيرُ: حُضَيْرُ مَوْتٍ.
ونَعْلٌ حَضْرَمِيَّةٌ: مُلَسَّنَةٌ. وحُكِيَ: نَعْلانِ حَضْرَمُوتِيَّتانِ.
وحَضُورٌ، كصَبُورٍ: جَبَلٌ،
ود باليَمَنِ.
والحاضِرُ: خِلافُ البادي، والحَيُّ العَظِيمُ، وحَبْلٌ من حِبالِ الدَّهْناءِ،
وة بِقِنَّسْرِينَ، ومَحَلَّةٌ عَظِيمةٌ بِظاهِرِ حَلَبَ.
والحاضِرَةُ: خِلافُ البادِيَةِ، وأُذُنُ الفيلِ. وأبو حاضِرٍ: صَحابِيٌّ لا يُعْرَفُ اسمُهُ، وأُسَيْدِيٌّ مَوْصوفٌ بالجَمالِ الفائِقِ، وبِشْرُ بنُ أبي حازِمٍ.
وعُسٌّ ذو حَواضِرَ: ذُو آذانٍ.
واللَّبَنُ مَحْضورٌ، أي: كثيرُ الآفَةِ، تَحْضُرُهُ الجِنُّ، والكُنُفُ مَحْضورَةٌ كذلكَ.
وحَضَرْنا عن ماءِ كذا: تَحَوَّلْنا عنه. وكسَحابٍ: جَبَلٌ بينَ اليَمامَةِ والبَصْرَةِ، والهِجانُ، أو الحُمْرُ من الإِبِلِ، ويُكْسَرُ، لا واحِدَ لها، أو الواحِدُ والجَمْعُ سَواءٌ،
وبالكسر: الخَلوقُ بوجْهِ الجارِيَةِ.
وناقَةٌ حِضارٌ: جَمَعَتْ قُوَّةً وجَوْدَةَ سَيْرٍ.
وكجَبَّانَةٍ: د باليَمَنِ. وكغُرابٍ: داءٌ للإِبِلِ.
ومَحْضوراءُ، ويُقْصَرُ: ماءٌ لبَنِي أبي بَكْرِ بنِ كِلابٍ.
والحَضْراءُ من النُّوقِ وغيرِها: المُبادِرَةُ في الأَكْلِ والشُّرْبِ. وكعُنُقٍ: الرجُلُ الواغِلُ. وأُسَيْدُ بنُ حُضَيْرٍ كزُبَيْرٍ: صَحابِيٌّ، ويقالُ لأَبيهِ: حُضَيْرُ الكَتَائِبِ.
واحْتُضِرَ، بالضم، أي: حَضَرَهُ الموتُ.
و {كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ} أي: يَحْضُرونَ حُظُوظَهُمْ من الماءِ، وتَحْضُرُ الناقَةُ حَظَّها منه. ومُحاضِرُ بنُ المُوَرِّعِ: محدِّثٌ، وشَمْسُ الدينِ الحَضائِرِيُّ: فَقِيهٌ بَغْدادِيٌّ.

ثَوَا

(ثَوَا)
(هـ) فِي كِتَابِ أَهْلِ نَجران «وَعَلَى نَجْرَان مَثْوَى رُسُلي» أَيْ مَسْكنــهم مُدّة مُقَامهم ونُزُلهم. والمَثْوَى: الْمَنْزِلُ، مِنْ ثَوَى بِالْمَكَانِ يَثْوِي إِذَا أَقَامَ فِيهِ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «أصْلِحوا مَثَاوِيَكُمْ» هِيَ جَمْعُ المَثْوَى: الْمَنْزِلُ.
(هـ) وَحَدِيثُهُ الْآخَرُ «أَنَّهُ كُتِب إِلَيْهِ فِي رجُل قِيلَ لَهُ: مَتَى عهْدُك بِالنِّسَاءِ؟ فَقَالَ: الْبَارِحَةَ، فَقِيلَ: بمنْ؟ قَالَ: بِأُمِّ مَثْوَايَ» أَيْ رَبَّة الْمَنْزِلِ الَّذِي باتَ بِهِ وَلَمْ يُرِدْ زَوْجَته؛ لِأَنَّ تَمَامَ الْحَدِيثِ «فَقِيلَ لَهُ: أَمَا عَرَفْت أَنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّم الزِّنَا؟ فَقَالَ: لَا» .
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؛ «أَنَّ رجُلا قَالَ تَثَوَّيْتُهُ» أَيْ تَضَيَّفْتُه. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ هَذَا اللَّفْظِ فِي الْحَدِيثِ.
وَفِيهِ «أنَّ رُمْح النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ اسْمُهُ المُثْوِي» سُمِّي بِهِ لِأَنَّهُ يُثْبت المطْعُون بِهِ، مِنَ الثَّوَى: الإقامةِ. وَفِيهِ ذِكْرُ «الثُّوَيَّة» هِيَ بِضَمِّ الثَّاءِ وَفَتْحِ الْوَاوِ وَتَشْدِيدِ الْيَاءِ، وَيُقَالُ بِفَتْحِ الثَّاءِ وَكَسْرِ الْوَاوِ:
مَوْضِعٌ بِالْكُوفَةِ بِهِ قبْر أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، والمُغِيرة بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا.

تَرَجَ

(تَرَجَ)
(هـ) فِيهِ «نَهَى عَنْ لُبْس القَسِّيِّ المُتَرَّج» هُوَ الْمَصْبُوغُ بِالْحُمْرَةِ صَبْغا مُشْبَعا.
تَرَجَ: اسْتَتَرَ، وكفَرِحَ: أشْكَلَ عليه شيءٌ مِن علْمٍ أو غيرِهِ.
وتَرْجُ: مأسَدَةٌ.
والأُتْرُجُّ والأُتْرُجَّةُ والتُّرُنْجَةُ والتُّرُنْجُ: م، حامِضُهُ مُسَكِّنٌ غُلْمَةَ النِّساءِ، ويَجْلُو اللَّوْنَ والكَلَفَ، وقِشْرُهُ في الثِّيابِ يَمْنَعُ السُّوسَ.
وريحٌ تَريجةٌ: شَديدَةٌ،
ورَجُلٌ تَريجٌ: شديدُ الأَعْصابِ.

شَهْدٌ

شَهْدٌ:
بالفتح ثم السكون، وآخره دال مهملة، لغة في الشّهد بالضم: وهو ماء لبني المصطلق من خزاعة، قال كثير:
وإنك عمري، هل ترى ضوء بارق ... عريض السّنا ذي هيدب متزحزح
قعدت له ذات العشاء أشيمه ... بمرّ وأصحابي بجبّة أذرح
ومنه بذي دوران لمع كأنّه، ... بعيد الكرى، كفّا مفيض بأقرح
فقلت لهم لما رأيت وميضه: ... ليرووا به أهل الهجان المكشّح
قبائل من كعب بن عمرو كأنهم، ... إذا اجتمعوا يوما، هضاب المضيّح
تحلّ أدانيهم بودّان فالشبا، ... ومسكن أقصاهم بشهد فمنصح
وقال نصر: الشهد جبل في ديار أبي بكر بن كلاب.

أوي

أ و ي

اللهم آوني إلى ظل كرمك وعفوك. وتقول: أنا أهوي إلى معاقلك هوياً، وآوي إلى ظلالك أوياً. وما لفلان امرأة تؤويه. وقال ابن عباس للأنصار رضي الله عنهم: بالإيواء والنصر ألا جلستم. وأنتم مأوى المحاويج. وتألبوا عليّ وتآووا، ثم شنعوا عليّ وتعاووا. وأويت عن كذا إذا تركته، وأيوت لفلان: رثيت له أيةً ومأويةً. قال:

ولو أنني استأويته ما أوى ليا

وتقول: وجدني يتيماً فآوى، وشهرني وأنا أخمل من ابن آوى. 
(أ و ي) : (أَوَى) إلَيْهِ الْتَجَأَ وَانْضَمَّ أُوِيًّا وَآوَاهُ غَيْرُهُ إيوَاءً وَمِنْهُ قَوْلُهُ فَإِنْ آوَاهُ سَقْفٌ وَقَدْ جَاءَ أَوَاهُ بِمَعْنَى آوَاهُ (وَمِنْهُ) مَا فِي طَلَاقِ الْكَرْخِيِّ وَاَللَّهِ لَا تَجْمَعُ رَأْسِي وَرَأْسَك وِسَادَةٌ وَلَا يَأْوِينِي وَإِيَّاكِ بَيْتٌ (وَعَلَيْهِ) الْحَدِيثُ «لَا يَأْوِي الضَّالَّةَ إلَّا ضَالٌّ» وَأَوَى لَهُ إيَّةً وَمَأْوِيَةً رَحِمَهُ (وَمِنْهُ) «إنْ كُنَّا لَنَأْوِي لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - مِمَّا يُجَافِي يَدَيْهِ» أَيْ لَنَرْحَمُهُ مِنْ جَهْدِ الِاعْتِمَادِ وَشِدَّةِ التَّفْرِيجِ (وَإِيوَاءُ) خَشَبِ الْفَحْمِ أَنْ تُلْقِيَ عَلَيْهِ التُّرَابَ وَتَسْتُرَهُ بِهِ مَأْخُوذٌ مِنْهُ وَعَلَيْهِ قَوْلُهُ يُحْسَبُ بِثَمَنِ الْحَطَبِ وَأَجْرِ الْإِيوَاءِ وَأَجْرِ الْمُوقِدِ وَأَجْرِ الْأَتُونِ.
أ و ي: (الْمَأْوَى) كُلُّ مَكَانٍ يَأْوِي إِلَيْهِ شَيْءٌ لَيْلًا أَوْ نَهَارًا وَقَدْ (أَوَى) إِلَى مَنْزِلِهِ يَأْوِي كَرَمَى يَرْمِي (أُوِيًّا) عَلَى فُعُولٍ وَ (إِوَاءً) عَلَى فِعَالٍ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى {سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ} [هود: 43] وَ (آوَاهُ) غَيْرُهُ (إِيوَاءً) أَنْزَلَهُ بِهِ وَ (أَوَاهُ) أَيْضًا فَعَلَ وَأَفْعَلَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ. وَ (أَوَى) إِلَيْهِ يَأْوِي كَرَمَى يَرْمِي (أَوْيَةً) وَ (إِيَّةً) تُقْلَبُ الْوَاوُ يَاءً لِكَسْرَةِ مَا قَبْلَهَا وَتُدْغَمُ وَ (مَأْوِيَةً) مُخَفَّفَةً وَ (مَأْوَاةً) أَيْ رَثَى لَهُ وَرَقَّ. وَ (ابْنُ آوَى) حَيَوَانٌ يُسَمَّى بِالْفَارِسِيَّةِ شغال وَالْجَمْعُ (بَنَاتُ آوَى) وَآوَى لَا يَنْصَرِفُ لِأَنَّهُ أَفْعَلُ وَهُوَ مَعْرِفَةٌ. 
أوي
أوَى/ أوَى إلى يَأوي، ائْوِ، أُوِيًّا، فهو آوٍ، والمفعول مأويّ
• أوَى فلانًًا: أنزله عنده مطمئنًّا "أوَى اللاجئَ- {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَأَوَى} [ق] ".
• أوَى البيتَ/ أوَى إلى البيت: احتمى، نزل فيه واتَّخذه مأوًى له " {إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ} ".
• أوَى إلى المكان أو الشَّخص: لجأ إليه، لاذ به " {سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ} ". 

آوى يُئوِي، آوِ، إيواءً، فهو مُئوٍ، والمفعول مُئوًى
• آوى اللاَّجئَ: أوَاه، أنزله عنده وشمِله رعايته " {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى} ".
• آوى فلانًا إليه: ضمّه إليه، أسكنه وأنزله مطمئنًّا عنده " {وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ ءَاوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ} - {وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُُ} ". 

آوى [مفرد]
• ابن آوى: (حن) حيوان من فصيلة الكلبيّات ورتبة اللّواحم يعيش في البلدان الحارَّة، وهو أصغر حجمًا من الذِّئب. 

أُوِيّ [مفرد]: مصدر أوَى/ أوَى إلى. 

إيواء [مفرد]: مصدر آوى ° الإيواء العاجل: مساكن تُصنع للمتضرِّرين من الكوارث والحروب. 

مَأوَى [مفرد]: ج مآوٍ:
1 - اسم مكان من أوَى/ أوَى إلى: ملجأ؛ مكان يلجأ إليه من لا مسكنَ له "مأوى اللاّجئين/ المنكوبين- {فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} ".
2 - مَنْ يلجأ إليه الناس "فلانٌ مأوى المحتاجين- يانِعْم المأوى يا الله". 
[أوي] أَوَيْتُ مَنْزِلي وإِلَى مَنْزِلي أُوِيّا وَإِوِيّا وَآوَيْتُ وتَأَوَّيْتُ وائتويت كُلُّه عُدْتُ وقَوْلُ لَبيدٍ

(بِصَبُوحٍ صَافِيَةٍ وَجَذْبِ كَرِينَةٍ ... بِمُؤَتَّرٍ تَأْتَى له إِبْهامُها)

إِنَّما أرادَ تَأتَوِي لَهُ أَيْ تَفْتَعِلُ مِنْ أَوَيْتُ له أي عُدْتُ إِلا أَنَّه قَلَبَ الواوَ أَلِفًا وحَذَفَ الأَلِفَ التي هي لامُ الفِعْلِ وقَوْلُ أَبِي كَبِيرٍ

(وَعُراضَةُ السِّيَتَيْنِ تُوبِعَ بَرْيُها ... تَأْوِي طَوَائِفُها لِعَجْسٍ عَبْهَرِ)

اسْتَعارَ الأُوِيَّ للقِسِيِّ وإِنَّما ذَلكَ للحَيَوانِ وَأَوَيْتُ الرَّجُلَ إِلى وَآوَيْتُهُ فَأَمَّا أَبو عُبَيْدٍ فقالَ أَوَيْتُهُ وَآوَيْتُهُ وَأَوَيْتُ إِلَيْهِ مَقْصورٌ لا غَيْرُ وقَوْلُهُ تعالى {عندها جنة المأوى} النجم 15 جاءَ في التَّفْسِيرِ أَنَّها جَنَّةٌ تَصِيرُ إليها أَرْوَاحُ الشُّهَداءِ وَأَوَّيْتُ الرَّجُل كآوَبْتُه قال الهُذَليُّ

(قَدْ حَالَ دُونَ دَرِيسَيْهِ مُؤَوِّيَةٌ ... مِسْعٌ لها بِعِضَاهِ الأَرْضِ تَهْزِيزُ)

هكذا رَواهُ يعقوبُ والصَّحيحُ مُؤَوِّبَةٌ وقَدْ روى يَعقوبُ مُؤَوِّبَةٌ أَيْضًا ثُمَّ قالَ إِنَّها رِوَايةٌ أخرى والمَأْوَى والمَأْوَاةُ المكانُ وهو المأْوِي ولَيْسَ لَهُ نَظِيرٌ مِنْ بَنَاتِ اليَاءِ إِلا مَأْقِي العَيْنِ وتَأَوَّتِ الطَّيْرُ تَجَمَّعَتْ واسْتَعْمَلْهُ الحارِثُ بن حِلِّزَةَ في غَيْرِ الطَّيْرِ فقالَ

(فَتأَوَّتْ لَهُمْ قَراضِبَةٌ مِنْ ... كلِّ حَيٍّ كأَنَّهُمْ أَلْقَاءُ)

وَطَيْرٌ أُوِيٌّ مُتَأَوِّياتٌ كأنَّهُ على حَذْفِ الزَّائِدِ وَأَوَى لَهُ أَيَّةً وَمَأْوِيَةً ومَأْواةً رَقَّ قال زُهَيْرٌ

(بَانَ الخَلِيطُ وَلَمْ يَأْوُوا لِمَنْ تَرَكُوا ... )

وقَوْلُهُ

(أَرَانِي وَلا كُفْرانَ للهِ أَيَّةً ... لِنَفْسِي لَقَدْ طالَبْتُ غيرَ مَنِيلٍ)

فإنه أراد أَوَيْتُ لنفسي أَيَّةً أي رَحِمْتُها وَرَقَّقْتُ لَها وهو اعْتِرَاضٌ وكذلِكَ قولُهُ ولا كُفْرانَ للهِ وابْنُ آوَى مَعْرِفَةٌ دُوَيْبَّةٌ ولا يُفْصَلُ آوَى مِن ابْنٍ

أتى

• أتى: شاي، ففي القائمة: ومن أتى قنطار غير رطلان (كذا).
• أتى: يقال: أتى به إلى موضع كذا: أوصله ففي معجم أبي الفداء: أتى بالخليج إلى موضع كذا.
وأتى فلان (بالبناء للمجهول): استولى عليه العدو وغلبه، ففي المختار من تاريخ العرب: لست أوتى من قلة الرجال، أي لست اغلب.
وأُتِي: فعلت به الفحشاء (معجم الإدريسي والمقري 2: 461).
وأتى عليه: أتمه وأنهاه، يقال مثلا: أتى على ذكر فلان، أنهى أو أتم ذكر تاريخه (معجم أبي الفداء).
وأتى عليه: أهلكه وأفناه (معجم بدرون ومعجم البلاذري)، (أتى في معجم بدرون ليس معناه أهلكه وأفناه بل معناه أشرف عليه العدو ودنا منه)،وهو المعنى الذي ذكره لين 16 أتّى (بالتضعيف) بمعنى آتى أي أعطى أو أكثر الإعطاء (فوك).
أت ى

أتى إليه إحساناً إذا فعله. ووعد الله مأتي. وأتيت الأمر من مأتاه ومأتاته أي من وجهه. قال:

وحاجة بت على صماتها ... أتيتها وحدي من مأتاتها

وأتى عليهم الدهر: أفناهم. وأتى امرأته. واستأتت الناقة: اغتلمت وطلبت أن تؤتى. ويقال: ما أتيتنا حتى استأتيناك إذا استبطئوه. وطريق ميتاءٌ مفعالٌ من الإتيان، كقولهم دارٌ محلال. تقول: الموت طريق ميتاء، وهو لكل حيّ ميداء، أي غابة. وهو أتيٌّ فينا وأتاويَّ أي غريبٌ. وسيلٌ أتيُّ، وأتاوي: أتى من حيث لا يدرى. وتقول: فلان كريم المواتاة، جميل المواساه. وهذا أمر لا يواتيني. وتأتي له إمره إذا تسهلت له طريقته. قال:

تأتي له الدهر حتى انجبر

وتأتيت لهذا الأمر: ترفقت له، وقيل تهيأت. وتأتيت له بسهم حتى أصبته إذا تفصدت له. وأتى للسيل: سهل له سبيله. وفتح الماء فأتّ له إلى أرضك. وكثر إتاء أرضه أي ريعها. ونخل ذو إتاء، ولبن ذو إتاء أي ذو زبدٍ كثير. قال عمرو ابن الإطنابة:

وبعض القول ليس له عناج ... كمخض الماء ليس له إتاء

وأدى إتاوة أرضه أي خراجها، وضربت عليهم الإتاوة وهي الجباية. قال جابر بن حنيّ التغلبي:

وفي كل أسواق العراق إتاوة ... وفي كل ما باع امرؤ مكس درهم

وشكم فاه بالإتاوة أي بالرشوة.
[أت ى] أَتَيْتُه أَتْيًا، وأُتِيًا، وإِتِيًا، وإِتْيانًا، وإِتْيانَةً، ومَأْتَاةً: جِئْتُه. وقولُه تَعالَى: {ولا يفلح الساحر حيث أتى} [طه: 69] ، قالُوا: مَعْناهُ: حيثُ كانَ، وقِيلَ: مَعْناه: حَيْثُ كانَ الساحِرُ يَجِبُ أَنْ يُقْتَلَ، وكذلك مَذْهَبُ أَهْلِ الفِقْهِ في السَّحَرَةِ. وقولُه:

(تِ لِى آلَ زَيْدٍ فانْدَهُمْ لِى جَماعَةً ... وسَلْ آلَ زَيْدٍ أَيُّ شَيْءٍ نَصِيرُها)

فإِنَّ ابْنَ جِنِّي حَكَى أَنَّ بعضَ العَرَبِ يَقُولُ في الأَمْرِ مِنْ أَتَى يَأْتِى: تِ زَيْدًا، فيَحْذِفُ الهَمْزَةَ تَخْفِيفًا، كما حُذِفَتْ من: خُذْ وكُلْ، ومُرْ. وطَرِيقٌ مِئْتاءٌ: عامِرٌ واضِحٌ، هَكَذا رواه ثَعْلَبٌ بهمزِ الياءِ من مِيتَاءٍ، قالَ: وهو مِفْعالٌ من أَتَيْتُ: أي يَأْتِيهِ النّاسُ. وفي الحَدِيثِ: ((لَوْلا أَنَّه وَعْدٌ حَقٌّ، وقَوْلٌ صِدقٌ، وطَرِيقٌ مِيتاءٌ، لحَزنَّا عليكَ. [يا إِبْراهِيمُ] )) . هكَذا رُوِى بغَيْرِ هَمْزٍ، إلاّ أَنَّ المُرادَ الهَمْزُ. ورواهُ أبو عُبَيْدٍ في المُصَنَّفِ بغيرِ هَمْزٍ، ذكَرَه في بابِ فِعْلاء، وهذا سَهْوٌ منه؛ لأنَّ الاشْتِقاقَ يُؤْذِن بغيرِ ذلِكَ؛ إِذْ مَعْنَى الإِتْيانِ قائِمٌ فيه، ولا يجوزُ أنْ يَكُونَ مِيتاءٌ بغيرِ هَمْزٍ - فِيعالاً، لأنَّ فِيعالاً من أَبْنِيَةِ المَصادِرِ، ومِيتاء ليسَ مَصْدَراً، إنَّما هو صِفَةٌ، فالصَّحِيحُ فيه إذَن ما رَواه ثَعْلَبٌ وفسَّرَهُ، وقد كانَ لنا أن نَقُولَ: إِنَّ أَبا عُبَيْدٍ أرادَ الهَمْزَ فَتَرَكَه، إِلاّ أَنّه عَقَدَ البابَ بفِعْلاءَ، ففَضَح ذاتَه، وأبانَ هَناتَه. وقولُه تَعالَى: {أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا} [البقرة: 148] . قال أبو إِسْحاقَ: مَعْناهُ: يُرْجِعُكُمْ إِلى نَفْسِه. وأَتَى الأَمْرَ مِنْ مَأْتاهُ، ومَأْتاتِه: أي جِهَتِه. وآتَى إِليه الشَّيْءَ: ساقَه. والأَتِيُّ: النَّهْرُ يَسُوقُه الرَّجُلُ إِلى أَرْضِه، وقِيلَ: هو المَفْتَحُ. وكُلُّ مَسِيلٍ سَهَّلْتَه لماءٍ: أَتِيٌّ، وهو الأُتِيُّ، حَكاه سِيبَوَيْهِ. وقِيلَ: الأُتِيُّ جَمْعٌ. وأَتَّى لأَرْضِه أَتِيّا: ساقَهُ، أنشَدَ ابنُ الأَعْرِابيِّ لأَبِي مُحَمَّدٍ الفَقْعَسِيِّ:

(تَقْذِفُه في مِثْلِ غِيطانِ التِّيهْ ... )

(في كُلِّ تِيهٍ جَدْوَلٌ يُؤَتِّيهْ ... )

شَبَّه أَجْوافَها في سَعَتِها بالتِّيه، وهو الواسِعُ من الأَرْضِ. وأَتَّى للماءِ: وَجَّهَ له مَجْرًى. والأَتِيُّ، والأَتاءُ: ما يَقَعُ في النَّهْرِ من خَشَبٍ أو وَرَقٍ، والجَمْعُ: آتَاءٌ، وأُتِيٌّ، وكُلُّ ذلِكَ من الإِتْيانِ. وسَيْلٌ أَتِيٌّ وأَتاوِيٌّ: لا يُدْرَى من أَيْنَ أَتَى. وقالَ اللِّحْيانِيُّ: سَيْلٌ أَتِىٌّ وأَتاوِيٌّ: أي أَتَى وليس مَطَرُه عَلَيْنا. ورَجُلٌ أَتِيٌّ، وأَتاوِيٌّ: غَرِيبٌ، شُبِّه بالسَّيْلِ الذي يَأْتِيكَ وليس مَطَرهُ عليكَ، وقِيلَ: بَلِ السَّيْلُ مُشَبَّةٌ بالرَّجُلِ؛ لأَنَّه غَرِيبٌ مثلُه. قالَ:

(لا يُعْدَلَنَّ أَتاوِيُّونَ تَضْرِبهُم ... نَكْباءُ صِرٌّ بأَصْحابِ المُحِلاّتِ)

قالَ الفارِسِيُّ: ويُرْوَى: ((لا يَعْدِلَنَّ أتاوِيُّونَ)) ، فحَذَفَ المَفْعُولَ، وأَرادَ لا يَعْدِلَنَّ أَتاوِيُّونَ - شَأنُهم كَذَا - أَنْفُسَهُم. وأَتِيَّةُ الجُرْجِ، وآتِيَتُه، مادَّتُه، وما يَأْتِي مِنْه، عن أَبِي عَلِيّ؛ لأَنّها تَأْتِيه من مَصَبِّها. وأَتَى عليه الدَّهْرُ. أَهْلَكَهُ، على المَثَل. وأَتَى الأَمْرَ والذَّنْبَ: فَعَلَه. واسْتَاْتَت النَّاقَةُ: أرادَتِ الفَحْلَ. وآتَاهُ الشَّيْءَ: أَعْطَاه إِيّاهُ. وفي التَّنْزِيلُ: {وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيءٍ} [النمل: 23] أرادَ: وأُوتِيَتْ من كُلِّ شَيْءٍ شَيْئًا. ولَيْسَ قولُ مَنْ قالَ: إِنَّ مَعناهُ: أُوتِيَتْ كُلَّ شَيءٍ بحَسَنٍ؛ لأَنَّ بَلْقِيسَ لم تُؤْتَ كُلَّ شَيْءٍ. أَلا تَرَى إِلى قَوْلِ سُلَيْمانَ للهُدْهُدِ: {ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها} [النمل: 37] ، فلو كانَتْ بَلْقِيسُ قد أُوتِيَتْ كُلَّ شيءٍ لأُوتِيَتْ جُنُودًا تُقابِلُ بِها جُنُودَ سُلَيْمانَ، أو الإِسْلاَمَ؛ لأَنَّها إنَّما أَسْلَمَتْ بعد ذلِكَ مع سُلَيْمانَ. وآتاهُ: جازاهُ. ورَجُلٌ مِيتاءٌ: مُجازٍ مِعْطاءٌ. وقد قُرِئَ: {وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها} [الأنبياء: 47] ، {وآتَيْنا بِها} فأَتَيْنَا: جِئْنَا. وآتَيْنَا: أعْطَيْنا. وقِيلَ: جازَيْنَا، فإن كانَ آتَيْنَا: أَعْطَيْنا فهو أَفْعَلْنَا، وإِن كانَ جازَيْنَا فهو فاعَلْنَا. وما أَحْسَنَ أَتْىَ يَدَيِ النّاقَةِ، أي: رَجْعَ يَدَيْها في سَيْرِها. وآتاهُ عَلَى الأَمْرِ: طاوَعَه. وتَأَتَّى له الشَّيْءُ: تَهَيَّأَ. وأتَاه الله: هَيَّأَهُ. ورَجُلٌ أَتِيُّ: نافِذٌ يتَأَتَّى للأُمْورِ.
(أتى) - قَوْلُه عز وجل: {فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا} : أي بخِذْلانِه إيَّاهم.
يقال: أُتِيتُ من قِبَل فُلان: أي كان هو سَببَ ذلك، وأَتاك بِهذا فُلانٌ: أي وَقَع من جهَتهِ، وأُتِى فلان: أي وَردَ عليه من المَكْروه ما لم يَحْتَسِب، وأُتِى فلان في بَدَنِه: أَى أصابته عِلَّة.
- وقَولُه تعالى: {يَأْتِ بِهَا اللَّهُ} : أي يُبَيِّنْها ويُظْهِرْها.
- في الحديث. "خَيرُ النِّساء المُواتِيَةُ لزَوْجِها".
المُواتاة: حُسنُ المطاوعة، وأَصلُه الهَمْز. يقال: أَتيتُ الشىءَ: أي سَهَّلتُ سَبِيلَه فتأَتَّى: أي تَسهَّل وتَهيَّأ.
- في حديث الزُّبَيْر: "كُنَّا نَرمِى الأَتْوَ والأَتْوَيْن".
الأَتْوُ: العَدْو. يَعنِى, بعدَ صلاةِ المَغْرب: أَى الغَلوَة والغَلْوَتَين، والدَّفعةَ والدَّفعتَيْن.
 
أتى
الإتيان: مجيء بسهولة، ومنه قيل للسيل المارّ على وجهه: أَتِيّ وأَتَاوِيّ ، وبه شبّه الغريب فقيل: أتاويّ .
والإتيان يقال للمجيء بالذات وبالأمر وبالتدبير، ويقال في الخير وفي الشر وفي الأعيان والأعراض، نحو قوله تعالى: إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ [الأنعام/ 40] ، وقوله تعالى: أَتى أَمْرُ اللَّهِ [النحل/ 1] ، وقوله:
فَأَتَى اللَّهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ [النحل/ 26] ، أي: بالأمر والتدبير، نحو: وَجاءَ رَبُّكَ [الفجر/ 22] ، وعلى هذا النحو قول الشاعر:
أتيت المروءة من بابها
فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِها [النمل/ 37] ، وقوله: لا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسالى [التوبة/ 54] ، أي: لا يتعاطون، وقوله: يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ [النساء/ 15] ، وفي قراءة عبد الله: (تأتي الفاحشة) فاستعمال الإتيان منها كاستعمال المجيء في قوله: لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا [مريم/ 27] .
يقال: أتيته وأتوته ، ويقال للسقاء إذا مخض وجاء زبده: قد جاء أتوه، وتحقيقه: جاء ما من شأنه أن يأتي منه، فهو مصدر في معنى الفاعل.
وهذه أرض كثيرة الإتاء أي: الرّيع، وقوله تعالى: مَأْتِيًّا
[مريم/ 61] مفعول من أتيته.
قال بعضهم : معناه: آتيا، فجعل المفعول فاعلًا، وليس كذلك بل يقال: أتيت الأمر وأتاني الأمر، ويقال: أتيته بكذا وآتيته كذا. قال تعالى:
وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً [البقرة/ 25] ، وقال:
فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِها [النمل/ 37] ، وقال: وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً [النساء/ 54] .
[وكلّ موضع ذكر في وصف الكتاب «آتينا» فهو أبلغ من كلّ موضع ذكر فيه «أوتوا» ، لأنّ «أوتوا» قد يقال إذا أوتي من لم يكن منه قبول، وآتيناهم يقال فيمن كان منه قبول] .
وقوله تعالى: آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ
[الكهف/ 96] وقرأه حمزة موصولة . أي:
جيئوني.
والإِيتاء: الإعطاء، [وخصّ دفع الصدقة في القرآن بالإيتاء] نحو: وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ [البقرة/ 277] ، وَإِقامَ الصَّلاةِ وَإِيتاءَ الزَّكاةِ [الأنبياء/ 73] ، ووَ لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً [البقرة/ 229] ، ووَ لَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمالِ [البقرة/ 247] .
[أتى] غ- فيه: "أتى" أمر الله- أي وعدا- فلا تستعجلوه- أي وقوعاً، وأتى فلان من مأمنه- أي أتاه الهلاك منه، والطريق الميتاء: المسلوك- مفعال من الإتيان؛ ومنه: لولا أنه طريق "ميتاء" لحزنا عليك يا إبراهيم. ك: وفي بعضها مقصوراً مفعل منه أي الطريق الذي لعامة الناس وهو أعظم الطرق. ط: ما وجدت في الطريقة "الميتاء" فعرفه سنة، وروى: بطريق الميتاء- بالإضافة، جعل ما يوجد في العمران لقطة يجب تعريفها، إذ الغالب أنه ملك مسلم؛ وأعطى ما يوجد في قرية وأرض عادية لم يجر عليها عمارة إسلامية حكم الركاز إذ الظاهر أنه لا مالك له. ك: "فيأتيهم" الله فيقول: أنا ربكم- أي يظهر لهم في غير صورته أي صفته التي يعرفونها، ولم يظهر بما يعرفونه بها لأن معهم منافقين محجوبين عن ربهم فيستعيذون قائلين "هذا مكاننا" بالرفع مبتدأ وخبر "حتى يأتينا" أي يظهر لنا "فإذا جاء" أي ظهر "فيأتيهم" أي يظهر متجلياً بصفاته المعروفة، فيقولون: أنت ربنا؛ ويحتمل أن يكون الأول قول المنافقين والثاني قول المؤمنين. الخطابي: هذه الرؤية غير التي تكون في الجنة ثواباً لأن هذه امتحان للتمييز بين منللشك أو بمعنى بل، "وإن الله لم يحل لكم أن تدخلوا بيوت أهل الكتاب" كناية عن عدم التعرض لهم بإيذائهم في الــمسكن والأهل والمال إذا أدوا الجزية. وفيه: ما لم "يأت" كبيرة، أولم "يؤت" كبيرة- أي ما لم يعملها أولم يعطها، وقيل معنى المجهول ما لم يصب بكبيرة، من أُتي فلان في بدنه- إذا أصابته علة، فكبيرة منصوب بالظرف؛ و"ذلك الدهر" أي تكفير الذنوب بالصلاة كائن في جميع الدهر. وفيه: لم "يأت" أحد أفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد، والاستثناء منقطع أي لكن رجل قال مثل ما قاله فإنه يأتي بمساو له؛ "أو زاد" دليل أن زيادتها ليس كزيادة أعداد الركعة في أنه لا فضل فيها. وفيه: الصلاة إذا "أتت" بتاءين في أكثرها وهو تصحيف، والمحفوظ "أنت" كحانت وزنا ومعنى؛ و"الأيم" من لا زوج له. وفيه: "فأتى" رجل في المنام، لعل هذا الآتي من قبيل الإلهام نحو من كان يأتي لتعليم النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، ولذا قرره في المنام. والذين "يؤتون" ما أتوا وقلوبهم وجلة- أي يعطون ما أعطوا، وسؤال عائشة: أهم الذين يشربون الخمر؟ لا يطابقها؛ وقرئ: يأتون ما أتوا- بغير مد- أي يفعلون ما فعلوا، وسؤالها مطابق عليه.

عَثُرَ

عَثُرَ
الجذر: ع ث ر

مثال: عَثُرَ به فرسُهُ
الرأي: مرفوضة
السبب: لأن الفعل «عَثُر» لم يرد في المعاجم بضم العين «الثاء».
المعنى: زَلَّ وكَبَا

الصواب والرتبة: -عَثَرَ به فرسُهُ [فصيحة]-عَثُرَ به فرسُهُ [فصيحة]-عَثِرَ به فرسُهُ [فصيحة]
التعليق: أجاز القاموس والتاج تحريك الثاء في «عثر» بالفتح والكسر والضم، فقد جاء فيه: «عثر، كضَرَبَ ونَصَرَ وعَلِمَ وكَرُمَ
... كبا» واقتصر الوسيط والأساسي على «عَثَر» بتحريك الثاء بالفتح في الماضي.
(عَثُرَ)
(س) فِيهِ «لَا حَليمَ إلاَّ ذُو عَثْرَة» أَيْ لَا يَحصُل لَهُ الحِلْم وَيُوصَفُ بِهِ حَتَّى يَرْكب الْأُمُورَ وتنْخرق عَلَيْهِ ويَعْثُرُ فِيهَا، فَيَعْتَبِرَ بِهَا ويَستَبِين مَواضِع الخَطَأ فيتَجنَّبها. وَيَدُلُّ عَلَيْهِ قولُه بَعْده: «وَلَا حَكيم إِلَّا ذُو تَجْرِبَة» . والعَثْرَة: الْمَرَّةُ مِنَ العِثَار فِي المَشْي.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَا تَبْدَأُهُم بالعَثْرَة» أَيْ بِالْجِهَادِ والحرْب، لِأَنَّ الحَرْبَ كثيرةُ العِثَار فَسَمَّاهَا بالعَثْرَة نفسِها، أَوْ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ: أَيْ بِذِي العَثْرَة. يَعْنِي ادْعُهم إِلَى الْإِسْلَامِ أَوَّلًا، أَوِ الجِزْية، فَإِنْ لَمْ يُجِيبُوا فبالجِهاد.
(هـ) وَفِيهِ «أنَّ قُرَيشا أهلُ أَمَانَةٍ، مَن بَغاها العَوَاثِيرَ كَبَّه اللَّهُ لمُنْخَرَيْه» ويُرْوى «العَوَاثِر» العَوَاثِير: جمعُ عَاثُور، وَهُوَ المكانُ الوَعْثُ الخَشِنُ، لِأَنَّهُ يُعْثَرُ فِيهِ. وَقِيلَ: هُوَ حُفْرة تُحْفَر ليقَع فِيهَا الأَسد وَغَيْرُهُ فيُصاد. يُقَالُ: وقَعَ فُلان فِي عَاثُورِ شرٍّ، إِذَا وَقَعَ فِي مَهْلَكة، فاستُعِير للورْطة والخُطَّة المُهْلكة. وَأَمَّا العَوَاثِر فَهِيَ جمعُ عَاثِر، وَهِيَ حِبالة الصائِد، أَوْ جمعُ عَاثِرَة، وَهِيَ الْحَادِثَةُ الَّتِي تَعْثُر بِصَاحِبِهَا، مِنْ قَوْلِهِمْ: عَثَرَ بِهِمُ الزمانُ، إِذَا أخْنَى عَلَيْهِمْ.
(س) وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ «مَا كَانَ بَعْلاً أَوْ عَثَرِيّاً فَفِيهِ العُشْر» هُوَ مِنَ النَّخيل الَّذِي يَشْرب بعُروقه مِنْ مَاءِ المَطَر يجتمِع فِي حَفِيرة، وَقِيلَ: هُوَ العِذْي. وَقِيلَ: هُوَ مَا يُسْقى سَيحاً.
وَالْأَوَّلُ أشهرُ.
(هـ) وَفِيهِ «أبغَضُ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى العَثَرِيّ» قِيلَ: هُوَ الَّذِي لَيْسَ فِي أمْر الدُّنْيَا وَلَا أمْر الْآخِرَةِ، يُقَالُ: جَاءَ فلانٌ عَثَرِيّاً إِذَا جَاءَ فَارِغًا. وَقِيلَ: هُوَ مِنْ عَثَرِيِّ النخْل، سُمّي بِهِ لِأَنَّهُ لَا يَحتاج فِي سَقْيه إِلَى تَعَب بدالِيَةٍ وَغَيْرِهَا، كَأَنَّهُ عَثَرَ عَلَى الْمَاءِ عَثْراً بِلَا عَمل مِنْ صَاحِبِهِ، فَكَأَنَّهُ نُسِب إِلَى العَثْر، وحَركةُ الثَّاءِ مِنْ تَغْييرات النَّسَب.
(س) وَفِيهِ «أَنَّهُ مرَّ بِأَرْضٍ تُسَمَّى عَثِرَة، فسَمَّاها خَضِرة» العَثِرَة: مِنَ العَثِير وَهُوَ الغُبار والياءُ زائدةٌ. وَالْمُرَادُ بِهَا الصَّعيد الَّذِي لَا نَبَاتَ فِيهِ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «هِيَ أرضٌ عِثْيرَة» . وفي قَصِيدُ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ:
مِنْ خادِرٍ مِنْ لُيُوث الأُسْدِ مَسْكنُــهُ ... بِبَطْنِ عَثَّرَ غِيلٌ دُونَه غِيلُ
عَثَّرَ- بِوَزْنِ قَدَّم-: اسْمُ مَوْضِعٍ تُنْسَب إِلَيْهِ الأُسْد.

عَصَمَ

(عَصَمَ)
فِيهِ «مَنْ كَانَتْ عِصْمَتُه شهادةَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ» أَيْ مَا يَعْصِمُه مِنَ المهالِك يَوْمَ الْقِيَامَةِ. العِصْمَة: المَنَعة، والعَاصِم: المانعُ الْحَامِي، والاعْتِصَام: الامْتِساكُ بالشَّيء، افْتِعال مِنْهُ.
[هـ] وَمِنْهُ شِعْرُ أَبِي طَالِبٍ:
ثِمَالُ اليَتَامَى عِصْمَةٌ للأَرَامِلِ أَيْ يَمْنَعُهم مِنَ الضَّياع وَالْحَاجَةِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فَقَدْ عَصَمُوا مِنِّي دِماءَهُم وأموالَهم» .
وَحَدِيثُ الإفْك «فعَصَمَها اللَّهُ بالوَرَع» .
[هـ] وَحَدِيثُ الحُدَيبية «وَلَا تُمَسِّكوا بِعِصَمِ الكَوَافِرِ» جمعُ عِصْمَة، وَالْكَوَافِرُ:
النِّساء الكَفَرَة، وَأَرَادَ عَقْد نِكَاحِهنَّ.
(هـ) وَحَدِيثُ عُمَرَ «وعِصْمَة أبْنائنا إِذَا شَتَوْنا» أَيْ يَمتَنِعُون بِهِ مِنْ شدَّة السَّنَةِ والجَدْبِ.
[هـ] وَفِيهِ «أنَّ جِبْرِيلَ جَاءَ يومَ بدْر وَقَدْ عَصَمَ ثَنِيَّتَه الغُبَارُ» أَيْ لَزِقَ بِهِ، وَالْمِيمُ فِيهِ بَدَلٌ مِنَ الْبَاءِ. وَقَدْ تَقَدَّمَ.
(هـ) وَفِيهِ «لَا يدخُلُ مِنَ النِّسَاءِ الجنةَ إلاَّ مِثْلُ الغُرَاب الأَعْصَم» هُوَ الأبْيضُ الْجَنَاحَيْنِ، وَقِيلَ الْأَبْيَضُ الرِّجْلين. أَرَادَ: قِلَّة مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنَ النِّسَاءِ، لأنَّ هَذَا الوصفَ فِي الغِرْبانِ عزيزٌ قَلِيلٌ.
وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «قَالَ: المرأةُ الصَّالحةُ مِثْلُ الغُرَاب الأَعْصَم، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الغُرَاب الأَعْصَم؟ قَالَ: الَّذي إحدَى رِجْليه بَيضَاءُ» .
وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «عائشةُ فِي النِّساء كالغُرَاب الأَعْصَم فِي الغِرْبان» . وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «بينَما نحنُ مَعَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فدَخَلْنا شِعْباً فَإِذَا نَحْنُ بغِرْبَان، وَفِيهَا غُرَاب أحْمَر المِنْقَار وَالرِّجْلَين، فَقَالَ عَمْرو: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لَا يَدْخل الْجَنَّةَ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا قَدْرُ هَذَا الغُرَاب فِي هَؤُلَاءِ الغِرْبان» وأصلُ العُصْمَة: البياضُ يكونُ فِي يَدَيِ الفَرَس والظَّبْي والوَعِل.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي سُفْيَانَ «فَتَنَاوَلْتُ الْقَوْسَ والنَّبْلَ لأرْمِيَ ظبْيةً عَصْمَاء نَرُدُّ بِهَا قَرَمَنا» .
(هـ) وَفِيهِ «فَإِذَا جَدُّ بَنِي عامرٍ جَمَلٌ آدَمُ مُقَيَّدٌ بعُصُم» العُصُم: جَمْعُ عِصَام، وَهُوَ رِباطُ كُلِّ شَيْءٍ، أرادَ أَنَّ خِصْبَ بلادِه قَدْ حَبَسه بفِنائِه، فَهُوَ لَا يُبْعِد فِي طَلَب المرْعَى، فَصَارَ بمنْزلةِ المقيَّد الَّذِي لَا يبرَحُ مكانَه. ومثلُه قَوْلُ قَيْلَةَ فِي الدَّهْنَاء: إِنَّهَا مُقَيَّدُ الجَمل: أَيْ يكونُ فِيهَا كالمُقَيَّد لَا يَنْزِعُ إِلَى غَيْرِهَا مِنَ البِلادِ.
عَصَمَ يَعْصِمُ: اكتَسَبَ، ومَنَعَ، وَوَقَى،
وـ إليه: اعْتَصَمَ به،
وـ القِرْبَةَ: جَعَلَ لها عِصاماً،
كأَعْصَمَهَا.
وعَصَمَهُ الطعامُ: مَنَعه من الجوعِ، وكأَميرٍ: العَرَقُ، وَوَسَخٌ، وبَوْلٌ يَيْبَسُ على فَخِذِ الإِبِلِ، وشَعَرٌ أسْوَدُ يَنْبُتُ تحتَ وبَرِ البعيرِ إذا انْتَسَلَ، وبَقِيَّةُ كلِّ شيءٍ وأثرهُ من خِضابٍ ونحوِهِ،
كالعُصْمِ، بالضم وبضمتينِ.
وأعْصَمَ: لم يَثْبُتُ على (ظَهْرِ) الخَيْلِ،
وـ فلاناً: هَيَّأَ له ما يَعْتَصِمُ به،
وـ بفلانٍ: أمْسَكَ،
وـ القِرْبَةَ: شَدَّهَا بالعِصَامِ،
وـ بالفَرَسِ: أمْسَكَ بعُرْفِهِ،
وـ بالبعيرِ: أمْسَكَ بِحَبْلٍ من حِبالِهِ.
والعِصْمَةُ، بالكسر: المَنْعُ. والقِلادَةُ، ويُضَمُّ
ج: كعِنَبٍ
جج: أعْصُمٌ وعِصَمَةٌ
ججج: أعْصَامٌ.
وأبو عاصِمٍ: السَّوِيقُ، والسِّكْباجُ.
واعْتَصَمَ بالله: امْتَنَعَ بلُطْفِهِ من المَعْصِيَةِ.
والأَعْصَمُ من الظِّباء والوُعولِ: ما في ذِراعَيْهِ أو في أحدِهما بياضٌ وسائرهُ أسْوَدُ أو أحْمَرُ،
وهي عَصْمَاء،
وقد عَصِمَ، كفَرِحَ،
والاسمُ: العُصْمَةُ، بالضمِ. وككِتابٍ: الكُحْلُ، ومُسْتَدَقُّ طَرَفِ الذَّنَبِ
ج: أعْصِمَةٌ، وابنُ شَهْبَرٍ: حاجِبُ النُّعْمانِ بنِ المُنْذِرِ، ومنه قولُهُم: ما وراءك يا عِصامُ؟
وفي المَثَلِ: "كُنْ عِصامِيّاً ولا تَكُنْ عِظامِيّاً"، يُريدونَ به قولَه:
نَفْسُ عِصامٍ سَوَّدَتْ عِصاما ... وعَلَّمتْهُ الكَرَّ والإِقْدَامَا
وـ من المَحْمِلِ: شِكالُه،
وـ من الدَّلْوِ والقِرْبَةِ والإِداوَةِ: حَبْلٌ يُشَدُّ،
وـ من الوِعاء: عُرْوَةٌ يُعَلَّقُ بها
ج: أعْصمَةٌ وعُصْمٌ وعِصامٌ، على لَفْظِ مُفْرَدِهِ، كبابِ دِلاصٍ.
والمِعْصَمُ، كمِنْبَرٍ: مَوْضِعُ السِّوَارِ، أو اليَدُ، و (بلا لامٍ) : اسْمٌ للعَنْزِ، وتُدْعَى للحَلَبِ،
فيقالُ: مِعْصَمْ مِعْصَمْ، مُسَكَّنَــةَ الآخِرِ.
والعَصومُ: الأَكولُ،
كالعَيْصُومِ.
والعَواصِمُ: بِلادٌ قَصَبَتُها أنْطاكِيَةُ.
وعاصِمٌ: ع بِبِلاد هُذَيْلٍ.
والعاصِمَةُ: المَدينَةُ.
والعاصِمِيَّةُ: ة قُرْبَ رأسِ عَيْنٍ.
والعُصْمُ، بالضمِ: حِصْنٌ باليَمَنِ لِبَنِي زُبَيْدٍ، وجَبَلٌ لهُذَيلٍ،
وسَمَّوْا: عاصِماً وأعْصَمَ ومُعْتَصِماً ومُسْتَعْصِماً ومَعْصُوماً وعُصْمَاً، بالضم، وكزُبيرٍ وجُهَيْنَةَ.
والغُرَابُ الأَعْصَمُ: الأَحْمَرُ الرِّجْلَيْنِ والمِنْقَارِ، أو في جَناحِهِ رِيشَةٌ بَيْضاء.
وأعْصَامُ الكِلابِ: عَذَباتُها التي في أعْنَاقِها،
الواحِدُ: عُصْمَةٌ، بالضم، وعِصامٌ.

الطَّبْخُ

الطَّبْخُ: الإِنْضَاجُ، اشْتِواءً واقْتِدَاراً.
طَبَخَ، كَنَصَرَ ومَنَعَ، فانْطَبَخَ، واطَّبَخَ، كافْتَعَلَ. وكَــمَسْكَنٍ: مَوْضِعُهُ. وكَمِنْبَرٍ: آلَتُهُ، أو القِدْرُ. وككَتَّانٍ: مُعَالِجُهُ. وكَكِتابَةٍ: حِرْفَتُهُ. وكَكُناسَةٍ: ما فارَ من رَغْوَةِ القِدْرِ.
والطَّبيخُ: ضَرْبٌ من المُنَصَّفِ، والجِصُّ، والآجُرُّ. وكقُبَّرٍ: ملائكةُ العَذابِ، الواحِدُ: طابخٌ. وكالسَّحابِ، ويُضَمُّ: الإِحكامُ، والقُوَّةُ، والسِّمَنُ. وكسكِّينٍ: البِطِّيخُ.
والطابخُ: الحُمَّى الصالِبُ.
والطابِخَةُ: الهاجِرَةُ، ولَقَبُ عامِرِ بنِ إِلياسَ بنِ مُضَرَ.
وطَبَائِخُ الحَرِّ: سَمائِمُهُ.
وامرأةٌ طباخِيَةٌ، ككَراهِيَةٍ وغُرابيَّةٍ: شابَّةٌ مُكْتَنِزَةٌ، أو عاقِلَةٌ مَلِيحَةٌ. وكمُحَدِّثٍ: أوَّلُ ولَدِ الضَّبِّ، والشابُّ المُمْتَلِئ.
وطَبَّخَ تَطْبِيخاً: تَرَعْرَعَ، وكَبِرَ.
والأَطْبَخَ: المُسْتَحْكِمُ الحُمْقِ،
كالطَّبْخَةِ.
واطَّبَخَ اطِّباخاً: اتَّخَذَ طَبيخاً.
والمطابخ: ع بِمَكَّةَ.

شَهْرَزُورُ

شَهْرَزُورُ:
بالفتح ثم السكون، وراء مفتوحة بعدها زاي، وواو ساكنة، وراء، وهي في الإقليم الرابع، طولها سبعون درجة وثلث، وعرضها سبع وثلاثون درجة ونصف وربع: وهي كورة واسعة في الجبال بين إربل وهمذان أحدثها زور بن الضحّاك، ومعنى شهر بالفارسية المدينة، وأهل هذه النواحي كلهم أكراد، قال مسعر بن مهلهل الأديب: شهرزور مدينات وقرى فيها مدينة كبيرة وهي قصبتها في وقتنا هذا يقال لها نيم ازراي وأهلها عصاة على السلطان قد استطعموا الخلاف واستعذبوا العصيان، والمدينة في صحراء، ولأهلها بطش وشدّة يمنعون أنفسهم ويحمون حوزتهم، وسمك سور المدينة ثمانية أذرع، وأكثر أمرائهم منهم، وبها عقارب قتّالة أضرّ من عقارب نصيبين، وهم موالي عمر بن عبد العزيز، وجرّأهم الأكراد بالغلبة على الأمراء ومخالفة الخلفاء، وذلك أن بلدهم مشتى ستين ألف بيت من أصناف الأكراد الجلالية والباسيان والحكمية والسولية ولهم به مزارع كثيرة، ومن صحاريهم يكون أكثر أقواتهم، وبقرب من هذه المدينة جبل يعرف بشعران وآخر يعرف بالزّلم الذي يصلح في أدوية الجماع، ولا أعرفه في مكان غيره، ومنها إلى ديلمستان سبعة فراسخ، وقد ذكرت ديلمستان في موضعها، وبشهرزور مدينة أخرى دونها في العصيان والنجدة تعرف بشيز، وأهلها شيعة صالحية زيدية أسلموا على يد زيد بن عليّ، وهذه المدينة مأوى كلّ ذاعر ومسكن كلّ صاحب غارة، وقد كان أهل نيم ازراي أوقعوا بأهل هذه المدينة وقتلوهم وسلبوهم وأحرقوهم بالنار للعصبية في الدين بظاهر الشريعة، وذلك في سنة 341، وبين المدينتين مدينة صغيرة يقال لها دزدان بناؤها على بناء الشيز وداخلها بحيرة تخرج إلى خارجها، تركض الخيل على أعلى سورها لسعته وعرضه، وهي ممتنعة على الأكراد والولاة والرعية، وكنت كثيرا ما أنظر إلى رئيسها الذي يدعونه الأمير وهو يجلس على برج مبني على بابها عالي البناء وينظر الجالس عليه إلى عدة فراسخ وبيده سيف مجرّد فمتى نظر إلى خيل من بعض الجهات لمع
بسيفه فانجفلت مواشي أهلها وعواملهم إليها، وفيها مسجد جامع، وهي مدينة منصورة، يقال إن داود وسليمان، عليهما السلام، دعوا لها ولأهلها بالنصر فهي ممتنعة أبدا عمّن يرومها، ويقال إن طالوت كان منها وبها استنصر بنو إسرائيل، وذلك أن جالوت خرج من المشرق وداود من المغرب وأيّده الله عليه، وهذه المدينة بناها دارا بن دارا ولم يظفر الإسكندر بها ولا دخل أهلها في الإسلام إلا بعد اليأس منهم، والمتغلبون عليها من أهلها إلى اليوم يقولون إنهم من ولد طالوت، وأعمالها متصلة بخانقين وبكرخ جدّان، مخصوصة بالعنب السّونايا وقلّة رمد العين والجدري، ومنها إلى خانقين يعترض نهر تامرّا، هذا آخر كلام مسعر، وليس الآن على ما ذكر وإنما نذكر هذا ليعرف تقلّب الزمان بأهله وما يصنع الحدثان في إدارة حوادثه ونقله، فإن هذه البلاد اليوم في طاعة مظفّر الدين كوكبري ابن عليّ كوجك صاحب إربل على أحسن طاعة إلا أن الأكراد في جبال تلك النواحي على عادتهم في إخافة أبناء السبيل وأخذ الأموال والسرقة ولا ينهاهم عن ذلك زجر ولا يصدّهم عنه قتل ولا أسر، وهي طبيعة للأكراد معلومة وسجيّة جباههم بها موسومة، وفي ملح الأخبار التي تكسع بالاستغفار: أن بعض المتطرّفين قرأ قوله تعالى: الأكراد أشدّ كفرا ونفاقا، فقيل له: إنّ الآية الأعراب أشدّ كفرا ونفاقا، فقال: إن الله عز وجل لم يسافر إلى شهرزور فينظر إلى ما هنالك من البلايا المخبّآت في الزوايا، وأنا أستغفر الله العظيم من ذلك وعلى ذلك، وقد خرج من هذه الناحية من الأجلّة والكبراء والأئمة والعلماء وأعيان القضاة والفقهاء ما يفوت الحصر عدّه ويعجز عن إحصائه النفس ومدّه، وحسبك بالقضاة بني الشهرزوري جلالة قدر وعظم بيت وفخامة فعل، وذكر الذين ما علمت أن في الإسلام كله ولي من القضاة أكثر من عدّتهم من بيتهم، وبنو عصرون أيضا قضاة بالشام وأعيان من فرق بين الحلال والحرام منهم وكثير غيرهم جدّا من الفقهاء الشافعية، والمدارس منهم مملوءة، أخبرني الشيخ أبو محمد عبد العزيز بن الأخضر كتابة قال: سمعت أبا بكر المبارك بن الحسن الشهرزوري المقري يقول: كنت أقرأ على أبي محمد جعفر بن أحمد السّرّاج وأسمع منه فضاق صدري منه لأمر فانقطعت عنه ثم ندمت وذكرت ما يفوتني بانقطاعي عنه من الفوائد فقصدت مسجد المعلّق المحاذي لباب النوبي فلما وقع بصره عليّ رحّب بي وأنشد لنفسه:
وعدت بأن تزوري بعد شهر، ... فزوري قد تقضّى الشهر زوري
وموعد بيننا نهر المعلّى ... إلى البلد المسمى شهرزوري
فأشهر صدّك المحتوم حقّ، ... ولكن شهر وصلك شهرزور

سَمَرْقَنْدُ

سَمَرْقَنْدُ:
بفتح أوّله وثانيه، ويقال لها بالعربيّة سمران: بلد معروف مشهور، قيل: إنّه من أبنية ذي القرنين بما وراء النهر، وهو قصبة الصّغد مبنيّة
على جنوبي وادي الصغد مرتفعة عليه، قال أبو عون:
سمرقند في الإقليم الرابع، طولها تسع وثمانون درجة ونصف، وعرضها ست وثلاثون درجة ونصف، وقال الأزهري: بناها شمر أبو كرب فسميت شمر كنت فأعربت فقيل سمرقند، هكذا تلفظ به العرب في كلامها وأشعارها، وقال يزيد بن مفرّغ يمدح سعيد بن عثمان وكان قد فتحها:
لهفي على الأمر الذي ... كانت عواقبه النّدامه
تركي سعيدا ذا النّدى، ... والبيت ترفعه الدّعامه
فتحت سمرقند له، ... وبنى بعرصتها خيامه
وتبعت عبد بني علا ... ج، تلك أشراط القيامه
وبالبطيحة من أرض كسكر قرية تسمى سمرقند أيضا، ذكره المفجّع في كتاب المنقذ من الإيمان في أخبار ملوك اليمن قال: لما مات ناشر ينعم الملك قام بالملك من بعده شمر بن افريقيس بن أبرهة فجمع جنوده وسار في خمسمائة ألف رجل حتى ورد العراق فأعطاه يشتاسف الطاعة وعلم أن لا طاقة له به لكثرة جنوده وشدّة صولته، فسار من العراق لا يصدّه صادّ إلى بلاد الصين فلمّا صار بالصّغد اجتمع أهل تلك البلاد وتحصّنوا منه بمدينة سمرقند فأحاط بمن فيها من كلّ وجه حتى استنزلهم بغير أمان فقتل منهم مقتلة عظيمة وأمر بالمدينة فهدمت فسميت شمركند، أي شمر هدمها، فعرّبتها العرب فقالت سمرقند، وقد ذكر ذلك دعبل الخزاعي في قصيدته التي يفتخر فيها ويردّ بها على الكميت ويذكر التبابعة:
وهم كتبوا الكتاب بباب مرو، ... وباب الصّين كانوا الكاتبينا
وهم سمّوا قديما سمرقندا، ... وهم غرسوا هناك التّبّتينا
فسار شمر وهو يريد الصين فمات هو وأصحابه عطشا ولم يرجع منهم مخبّر، فبقيت سمرقند خرابا إلى أن ملك تبّع الأقرن بن أبي مالك بن ناشر ينعم فلم تكن له همّة إلّا الطلب بثأر جدّه شمر الذي هلك بأرض الصين فتجهّز واستعدّ وسار في جنوده نحو العراق فخرج إليه بهمن بن إسفنديار وأعطاه الطاعة وحمل إليه الخراج حتى وصل إلى سمرقند فوجدها خرابا، فأمر بعمارتها وأقام عليها حتى ردّها إلى أفضل ما كانت عليه، وسار حتى أتى بلادا واسعة فبنى التّبّت كما ذكرنا، ثمّ قصد الصين فقتل وسبى وأحرق وعاد إلى اليمن في قصة طويلة، وقيل: إن سمرقند من بناء الإسكندر، واستدارة حائطها اثنا عشر فرسخا، وفيها بساتين ومزارع وأرحاء، ولها اثنا عشر بابا، من الباب إلى الباب فرسخ، وعلى أعلى السور آزاج وأبرجة للحرب، والأبواب الاثنا عشر من حديد، وبين كلّ بابين منزل للنوّاب، فإذا جزت المزارع صرت إلى الربض وفيه أبنية وأسواق، وفي ربضها من المزارع عشرة آلاف جريب، ولهذه المدينة، أعني الداخلة، أربعة أبواب، وساحتها ألفان وخمسمائة جريب، وفيها المسجد الجامع والقهندز وفيه مسكن السلطان، وفي هذه المدينة الداخلة نهر يجري في رصاص، وهو نهر قد بني عليه مسنّاة عالية من حجر يجري عليه الماء إلى أن يدخل المدينة من باب كسّ، ووجه هذا النهر رصاص كلّه، وقد عمل في خندق المدينة مسنّاة وأجري عليها، وهو نهر يجري في وسط السوق بموضع يعرف بباب الطاق،
وكان أعمر موضع بسمرقند، وعلى حافات هذا النهر غلّات موقوفة على من بات في هذا النهر وحفظة من المجوس عليهم حفظ هذا النهر شتاء وصيفا مستفرض ذلك عليهم، وفي المدينة مياه من هذا النهر عليها بساتين، وليس من سكة ولا دار إلّا وبها ماء جار إلّا القليل، وقلّما تخلو دار من بستان حتى إنّك إذا صعدت قهندزها لا ترى أبنية المدينة لاستتارها عنك بالبساتين والأشجار، فأمّا داخل سوق المدينة الكبيرة ففيه أودية وأنهار وعيون وجبال، وعلى القهندز باب حديد من داخله باب آخر حديد، ولما ولي سعيد بن عثمان خراسان في سنة 55 من جهة معاوية عبر النهر ونزل على سمرقند محاصرا لها وحلف لا يبرح حتى يدخل المدينة ويرمي القهندز بحجر أو يعطوه رهنا من أولاد عظمائهم، فدخل المدينة ورمى القهندز بحجر فثبت فيه فتطيّر أهلها بذلك وقالوا:
ثبت فيها ملك العرب، وأخذ رهانهم وانصرف، فلمّا كانت سنة 87 عبر قتيبة بن مسلم النهر وغزا بخارى والشاش ونزل على سمرقند، وهي غزوته الأولى، ثمّ غزا ما وراء النهر عدّة غزوات في سنين سبع وصالح أهلها على أن له ما في بيوت النيران وحلية الأصنام، فأخرجت إليه الأصنام فسلب حليها وأمر بتحريقها، فقال سدنتها: إن فيها أصناما من أحرقها هلك! فقال قتيبة: أنا أحرقها بيدي، وأخذ شعلة نار وأضرمها فاضطرمت فوجد بقايا ما كان فيها من مسامير الذهب خمسين ألف مثقال، وبسمرقند عدّة مدن مذكورة في مواضعها، منها: كرمانية ودبوسية وأشروسنة والشاش ونخشب وبناكث، وقالوا: ليس في الأرض مدينة أنزه ولا أطيب ولا أحسن مستشرفا من سمرقند، وقد شبهها حضين بن المنذر الرقاشي فقال:
كأنّها السماء للخضرة وقصورها الكواكب للإشراق ونهرها المجرّة للاعتراض وسورها الشمس للإطباق، ووجد بخط بعض ظرفاء العراق مكتوبا على حائط سمرقند:
وليس اختياري سمرقند محلّة ... ودار مقام لاختيار ولا رضا
ولكنّ قلبي حلّ فيها فعاقني ... وأقعدني بالصغر عن فسحة الفضا
وإنّي لممّن يرقب الدّهر راجيا ... ليوم سرور غير مغرى بما مضى
وقال أحمد بن واضح في صفة سمرقند:
علت سمرقند أن يقال لها ... زين خراسان جنّة الكور
أليس أبراجها معلّقة ... بحيث لا تستبين للنّظر
ودون أبراجها خنادقها ... عميقة ما ترام من ثغر
كأنّها وهي وسط حائطها ... محفوفة بالظّلال والشّجر
بدر وأنهارها المجرّة وال ... آطام مثل الكواكب الزّهر
وقال البستي:
للنّاس في أخراهم جنّة، ... وجنّة الدنيا سمرقند
يا من يسوّي أرض بلخ بها، ... هل يستوي الحنظل والقند؟
قال الأصمعي: مكتوب على باب سمرقند بالحميرية:
بين هذه المدينة وبين صنعاء ألف فرسخ، وبين بغداد وبين إفريقية ألف فرسخ، وبين سجستان وبين البحر مائتا فرسخ، ومن سمرقند إلى زامين سبعة عشر
فرسخا، وقال الشيخ أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني: أخبرنا أبو الفضل محمد بن عبد الله ابن المظفّر الكسّي بسمرقند أنبأنا أبو الحسن عليّ بن عثمان بن إسماعيل الخرّاط إملاء أنبأنا عبد الجبار بن أحمد الخطيب أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله الخطيب أنبأنا محمد بن عبد الله بن عليّ السائح الباهلي أنبأنا الزاهد أبو يحيى أحمد بن الفضل أنبأنا مسعود بن كامل أبو سعيد السكّاك حدثنا جابر بن معاذ الأزدي أنبأنا أبو مقاتل حفص بن مسلم الفزاري أنبأنا برد بن سنان عن أنس بن مالك، رضي الله عنه، أنّه ذكر مدينة خلف نهر جيحون تدعى سمرقند ثمّ قال: لا تقولوا سمرقند ولكن قولوا المدينة المحفوظة، فقال أناس:
يا أبا حمزة ما حفظها؟ فقال: أخبرني حبيبي رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، أن مدينة بخراسان خلف النهر تدعى المحفوظة، لها أبواب على كلّ باب منها خمسة آلاف ملك يحفظونها يسبّحون ويهلّلون، وفوق المدينة خمسة آلاف ملك يبسطون أجنحتهم على أن يحفظوا أهلها، ومن فوقهم ملك له ألف رأس وألف فم وألف لسان ينادي يا دائم يا دائم يا الله يا صمد احفظ هذه المدينة، وخلف المدينة روضة من رياض الجنة، وخارج المدينة ماء حلو عذب من شرب منه شرب من ماء الجنّة ومن اغتسل فيه خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه، وخارج المدينة على ثلاثة فراسخ ملائكة يطوفون يحرسون رساتيقها ويدعون الله بالذكر لهم، وخلف هؤلاء الملائكة واد فيه حيّات وحيّة تخرج على صفة الآدميّين تنادي يا رحمن الدنيا ورحيم الآخرة ارحم هذه المدينة المحفوظة، ومن تعبّد فيها ليلة تقبّل الله منه عبادة سبعين سنة، ومن صام فيها يوما فكأنّما صام الدهر، ومن أطعم فيها مسكينا لا يدخل منزله فقر أبدا، ومن مات في هذه المدينة فكأنّما مات في السماء السابعة ويحشر يوم القيامة مع الملائكة في الجنة، وزاد حذيفة بن اليمان في رواية: ومن خلفها قرية يقال لها قطوان يبعث منها سبعون ألف شهيد يشفع كلّ شهيد منهم في سبعين من أهل بيته، وقال حذيفة: وددت أن يوافقني هذا الزمان وكان أحبّ إليّ من أن أوافق ليلة القدر، وهذا الحديث في كتاب الأفانين للسمعاني، وينسب إلى سمرقند جماعة كثيرة، منهم: محمد بن عدي بن الفضل أبو صالح السمرقندي نزيل مصر، سمع بدمشق أبا الحسين الميداني، وبمصر أبا مسلم الكاتب وأبا الحسن عليّ بن محمد بن إسحاق الحلبي وأبا الحسين أحمد بن محمد الأزهر التنيسي المعروف بابن السمناوي ومحمد ابن سراقة العامري وأحمد بن محمد الجمّازي وأبا القاسم الميمون بن حمزة الحسيني وأبا الحسن محمد بن أحمد بن العباس الإخميمي وأبا الحسن علي بن محمد ابن سنان، روى عنه أبو الربيع سليمان بن داود بن أبي حفص الجبلي وأبو عبد الله بن الخطّاب وسهل بن بشر وأبو الحسن عليّ بن أحمد بن ثابت العثماني الديباجي وأبو محمد هيّاج بن عبيد الحطّيني، ومات سنة 444 وأحمد بن عمر بن الأشعث أبو بكر السمرقندي، سكن دمشق مدة وكان يكتب بها المصاحف ويقرأ ويقرئ القرآن، وسمع بدمشق أبا علي بن أبي نصر وأبا عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني، روى عنه أبو الفضل كمّاد بن ناصر بن نصر المراغي الحدّادي، حدث عنه ابنه أبو القاسم، قال ابن عساكر:
سمعت الحسن بن قيس يذكر أن أبا بكر السمرقندي كان يكتب المصاحف من حفظه وكان لجماعة من أهل دمشق فيه رأي حسن فسمعت الحسن بن قيس يذكر أنّه خرج مع جماعة إلى ظاهر البلد في فرجة فقدّموه يصلي بهم وكان مزّاحا، فلمّا سجد بهم تركهم في الصلاة وصعد إلى شجرة، فلمّا طال عليهم انتظاره رفعوا رؤوسهم فلم يجدوه فإذا هو في الشجرة يصيح صياح السنانير فسقط من أعينهم، فخرج إلى بغداد وترك أولاده بدمشق واتصل ببغداد بعفيف الخادم القائمي فكان يكرمه وأنزله في موضع من داره، فكان إذا جاءه الفرّاش بالطعام يذكر أولاده بدمشق فيبكي، فحكى الفرّاش ذلك لعفيف الخادم فقال:
سله عن سبب بكائه، فسأله فقال: إن لي بدمشق أولادا في ضيق فإذا جاءني الطعام تذكّرتهم، فأخبره الفرّاش بذلك، فقال: سله أين يسكنون وبمن يعرفون، فسأله فأخبره، فبعث عفيف إليهم من حملهم من دمشق إلى بغداد، فما أحسّ بهم أبو بكر حتى قدم عليه ابنه أبو محمد وقد خلّف أمّه وأخويه عبد الواحد وإسماعيل بالرحبة ثمّ قدموا بعد ذلك فلم يزالوا في ضيافة عفيف حتى مات، وسألت ابنه أبا القاسم عن وفاته فقال في رمضان سنة 489.

نَصَحَهُ

نَصَحَهُ،
وـ له، كمنعه، نُصْحاً ونَصاحَةً ونَصاحِيَةً، وهو ناصِحٌ ونَصِيحٌ من نُصَّحٍ ونُصَّاحٍ، والاسمُ: النَّصيحَةُ.
ونَصَحَ: خَلَصَ،
وـ الثَّوْبَ: خاطَهُ،
كتَنَصَّحَهُ،
وـ الرِّيَّ: شَرِبَ حتى رَوِيَ،
وـ الغَيْثُ البَلَدَ: سَقاهُ حتى اتَّصَلَ نَبْتُهُ فلم يكن فيه فَضاءٌ.
ورجلٌ ناصِحُ الجَيْبِ: لا غِشَّ فيه.
والنَّاصحُ: العَسَلُ الخالصُ، والخَيَّاطُ،
كالنَّصَّاح والنَّاصِحِيِّ، وفَرَسُ الحارِثِ بنِ مَراغَةَ، أو فَضالَةَ بنِ هِنْدٍ، وفَرَسُ سُوَيْدِ بنِ شَدَّادٍ. وككِتابٍ: الخَيْطُ، والسِّلْكُ، ج: نُصُحٌ ونِصاحَةٌ، ووالدُ شَيْبَةَ القارئ.
والمِنْصَحَةُ، بالكسر: المِخْيَطَةُ،
كالمِنْصَحِ، والمُتَنَصَّحُ: المُرَقَّعُ، والمُخَيَّطُ جَيِّداً.
وأرضٌ مَنْصوحَةٌ: مَجُودَةٌ مُتَّصِلةُ النَّباتِ.
وأنْصَحَ الإِبِلَ: أرْواها.
والنِّصاحاتُ، كجِمالاتٍ: الجُلودُ، وحبالٌ يُجْعَلُ لها حَلَقٌ، وتُنْصَبُ فَيُصادُ بها القُرُودُ، وجِبالٌ بالسَّراةِ.
والنَّصْحاءُ: ع.
وكمِنْبَرٍ: د.
والمَنْصَحِيَّةُ، بالفتح، ماءٌ بِتِهامَةَ.
وكَــمَسْكَنٍ: ع.
وتَنَصَّحَ: تَشَبَّهَ بالنُّصَحاءِ.
وانْتَصَح: قَبِلَهُ.
والتَّوْبَةُ النَّصوحُ: الصادِقَةُ، أو أن لا يَرْجِعَ إلى ما تابَ عنه، أو أنْ لا يَنْوِي الرُّجوعَ. وسَمَّوْا: ناصِحاً ونَصيحاً.

الطَّلْحُ

الطَّلْحُ: شَجَرٌ عِظامٌ كالطِّلاحِ، ككتابٍ.
وإبِلٌ طِلاحِيَّةٌ، ويضمُّ: تَرْعاها،
وطَلِحَةٌ، كفَرِحَةٍ،
وطَلاحَى: تَشْتَكي بُطونَها منها.
وأرضٌ طَلِحَةٌ: كثيرَتُها.
وـ: الطَّلْعُ، والمَوْزُ، والخالي الجَوْفِ من الطَّعامِ، وقد طَلِحَ، كفَرِحَ وعُنِيَ، وما بَقيَ في الحَوْضِ من الماءِ الكَدِرِ.
والطَّلْحِيَّةُ: للوَرَقَةِ من القِرْطاسِ، مُوَلَّدَةٌ.
وطَلَحَ البَعيرُ، كمَنَعَ، طَلْحاً وطَلاحَةً: أعْيا،
وـ زَيْدٌ بعيرَه: أتْعَبَه،
كأطْلَحَه وطَلَّحَه فيهما، وهو طَلْحٌ وطِلْحٌ وطَليحٌ. وناقةٌ طِلْحَةٌ وطَليحةٌ وطِلْحٌ وطالِحٌ، وإبِلٌ طُلَّحٌ، كرُكَّعٍ، وطَلائِحُ.
وراكِبُ الناقَةِ طليحانِ، أي: هو والناقةُ.
والطِّلْحُ، بالكسر: القُرادُ،
كالطَّليحِ، والمَهْزولُ، والرَّاعي المُعْيي.
وهو طِلْحُ مالٍ: إزاؤُه.
وطِلْحُ نساءٍ: يَتْبَعُهُنَّ، وبالتحريك: النِّعْمَةُ، وع.
والطَّلاحُ: ضِدُّ الصَّلاحِ. والطُّلَيْحتانِ: طُلَيْحَةُ بنُ خُوَيْلِدٍ، وأخوه، وسَمَّى النَبيُّ، صلى الله عليه وسلم، طَلْحَة بنَ عُبَيْدِ اللهِ يومَ أُحُدٍ: طَلْحَةَ الخَيْرِ، ويَوْمَ غَزْوَةِ ذاتِ العُشَيْرَةِ: طَلْحَةَ الفَيَّاضَ، ويومَ حُنَيْنٍ: طَلْحَةَ الجودِ. وطَلْحَةُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عثمانَ: صَحابِيُّ تَيْمِيٌّ. وابنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ خَلَفٍ طَلْحَةُ الطَّلَحاتِ، لأِنَّ أُمَّهُ صَفِيَّةُ بنتُ الحارِثِ بنِ أبي طَلْحَةَ بنِ عبدِ مَنافٍ.
وطَلْحُ: ع بين المَدينةِ وبَدْرٍ.
وطَلْحُ الغَبارِيِّ: ع لِبَني سِنْبِسٍ.
وذُو طَلَحٍ، محرَّكةً،
ومَطْلَحٌ، كــمَسْكَنٍ: مَوْضِعانِ.
وكزُبَيْرٍ: ع بالحِجازِ.
ومَطْلوحُ: ة لبَجيلَةَ.
وذو طُلوحٍ: رجُلٌ من بَنِي وديعة بنِ تَيْمِ اللهِ، وع.
وطَلَّحَ عليه تَطْليحاً: ألَحَّ.

السُّنْحُ

السُّنْحُ، بالضم: اليُمْنُ والبَرَكَةُ،
وع قرْبَ المدينةِ كان به مَسْكَنُ أبي بَكْرٍ، رضي الله تعالى عنه، ومنه: خُبَيْبُ بنُ عبدِ الرحمنِ السُّنْحِيُّ،
وـ من الطريق: وسَطُهُ.
وسَنَحَ لي رَأْيٌ، كمَنَعَ، سُنوحاً وسَنْحاً وسُنْحاً: عَرَضَ،
وـ بكذا: عَرَّضَ ولم يُصَرِّحْ،
وـ فلاناً عن رَأْيِهِ: صَرَفَهُ ورَدَّهُ،
وـ الشِّعْرُ لي: تَيَسَّرَ،
وـ به، وـ عليه: أحْرَجَهُ، وأصابَهُ بِشَرٍّ،
وـ الظَّبْيُ سُنوحاً: ضِدُّ بَرَحَ.
و"من لي بالسَّانِحِ بعدَ البارِحِ" أي: بالمُبارَكِ بعدَ الشُّؤْمِ.
والسَّنيحُ: السَّانِحُ، والدُّرُّ، أو خَيْطُهُ قبلَ أن يُنَظَّمَ فيه، والحُلِيُّ. وكزُبَيْرٍ: اسمٌ.
واسْتَسْنَحْتُهُ عن كذا،
أو تَسَنَّحْتُهُ: اسْتَفْحَصْتُهُ.
وسِنْحانُ، بالكسر: مِخْلافٌ باليَمَنِ، واسمٌ، ويقالُ:
تَسَنَّحْ من الرِّيحِ، أي اسْتَدْبِرْ منها.
ورجُلٌ سَنَحْنَحٌ: لا ينامُ اللَّيْلَ.

زَرَحَه

زَرَحَه، كمَنَعه: شَجَّه. وكفَرِحَ: زالَ من مَكانٍ إلى آخَرَ.
والزَّرْوَحُ، كجَعْفَرٍ: الرَّابيةُ الصَّغيرةُ، أو الأَكمَةُ المُنْبَسِطة، أو رابيةٌ من رَمْلٍ مُعْوَجٍّ،
كالزَّرْوَحَةِ بِهاءٍ، ج: زَراوِحُ.
والمَزْرَحُ، كــمسْكَن: المُتَطأطِئُ من الأرضِ.
والزُّرَّاحُ، كرُمَّانٍ: النَّشيطُو الحَرَكاتِ.

رَزَحتِ

رَزَحتِ الناقةُ، كمَنَع، رُزوحاً ورَزاحاً: سَقَطَتْ إِعْياءً أو هُزالاً،
وـ فُلاناً بالرُّمْحِ رَزْحاً: زَجَّه به.
ورزَّحْتُها تَرْزيحاً: هَزَلْتُها، وإِبِلٌ رَزْحَى ورَزاحَى ومَرازيحُ ورُزَّحٌ.
والمِرْزِيحُ، بالكسر: الصَّوْتُ، لا شَديدُه، وغَلِطَ الجوهريُّ.
والمرْزَحُ، كــمَسْكَنٍ: المَقْطَعُ البعيدُ، وما اطْمَأنَّ من الأرضِ. وكمِنْبَرٍ: الخَشَبُ يُرْفَعُ به الكَرْمُ عن الأرضِ. ورَزاحُ بنُ عَدِيِّ بنِ كَعْبٍ، بالفتح، وابنُ عَدِيِّ بنِ سَهْمٍ، وابنُ رَبيعَةَ بنِ حَرامٍ، بالكسر.
ورازِحٌ: أبو قبيلَةٍ من خَوْلانَ. وعاصمُ بنُ رازِحٍ: مُحَدِّثٌ، وأحمدُ بنُ علِيِّ بنِ رازِحٍ: جاهِلِيُّ.

البِنْجُ

البِنْجُ، بالكسر: الأَصْلُ،
وبالفتحِ: ة بِسَمَرْقَنْدَ،
ونَبْتٌ مُسْبِتٌ م، غيرُ حَشيشِ الحَرافِيشِ، مُخَبِّطٌ لِلعَقْلِ، مُجَنِّنٌ، مُسَكِّنٌ لأِوْجاعِ الأَوْرامِ والبُثُورِ ووجَعِ الأُذُنِ، وأخْبَثُهُ: الأَسْوَدُ، ثم الأَحْمَرُ، وأسْلَمُهُ: الأَبْيَضُ.
وبَنَّجَهُ تَبْنِيجاً: أطْعَمَهُ إيَّاهُ،
وـ القَبَجَةُ: صاحَتْ من جُحْرِها.
وانْبَنَجَ انْبِناجاً: ادَّعى إلى أصْلٍ كريمٍ.
وبَنَجَ، كنَصَرَ: رجَعَ إلى بِنْجِه.

الرَّوْثَةُ

الرَّوْثَةُ: واحِدَةُ الرَّوْثِ والأَرْواثِ، وقد راثَ الفَرَسُ، وما يَبْقى من قَصَب البُرِّ في الغِرْبالِ إذا نَخَلْتَهُ، وطَرَفُ الأَرْنَبَةِ.
والمَراثُ، كمَبالٍ: خَوْرانُ الفَرَسِ،
كالمَرْوَثِ، كــمسْكَنٍ.
ورُوَيْثَةُ: ع بين الحَرَمَيْنِ.

فَتَحَ

فَتَحَ، كمَنَعَ: ضِدُّ أغْلَقَ،
كفَتَّحَ وافْتَتَحَ.
والفَتْحُ: الماءُ الجاري، والنَّصْرُ،
كالفتاحَةِ، وافْتِتاحُ دارِ الحَرْبِ، وثَمَرٌ للنَّبْعِ يُشْبِهُ الحَبَّةَ الخَضْراء، وأوَّلُ مَطَرِ الوَسْمِيِّ، ومَجْرَى السِّنْخِ من القِدْحِ، والحُكْمُ بينَ خَصْمَيْنِ،
كالفُتاحةِ، الكفِتاحةِ، بالكسر والضم.
والفُتُحُ، بضمَّتينِ: البابُ الواسِعُ المَفْتوحُ،
وـ من القَواريرِ: الواسِعَةُ الرَّأْسِ، وما ليس لها صِمامٌ ولا غِلافٌ.
والاسْتِفْتاحُ: الاسْتِنْصارُ، والافْتِتاحُ.
والمِفْتاحُ: آلَةُ الفَتْحِ،
كالمِفْتَحِ، وسِمَةٌ في الفَخِذِ والعُنُقِ. وكــمَسْكَنٍ: الخِزانَةُ، والكَنْزُ، والمَخْزِنُ.
وفاتَحَ: جامَعَ، وقاضَى.
وتَفاتَحا كلاماً بينهما: تَخافَتا دونَ الناسِ.
والحروفُ المُنْفَتِحَةُ: ما عَدا: "ضَطْصَظَ".
والفَتَّاحُ: الحاكمُ.
وفاتِحَةُ الشيءِ: أوَّلُه.
والفَتْحَى، كسَكْرى: الرِّيحُ.
والفَتوحُ، كصَبورٍ: أوَّلُ المَطَرِ الوَسْمِيِّ، والناقةُ الواسِعَةُ الإِحْليل. وقد فَتَحَتْ، كمَنَعَ، وأفْتَحَتْ.
والفُتْحَةُ، بالضم: تَفَتُّحُ الإِنْسانِ بما عنده من مِلْكٍ وأدَبٍ يَتَطاولُ به. وككَتَّانٍ: طائرٌ، ج: فَتاتيحُ، بغير ألِفٍ ولامٍ.
والفُتاحِيَّةُ، بالضم مُخَفَّفَةٌ: طائرٌ آخَرُ.
وناقةٌ مفاتيحُ، وأَيْنُقٌ مفاتيحاتٌ: سمانٌ.
وفَواتِحُ القُرْآنِ: أوائلُ السُّوَرِ.
(فَتَحَ)
فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى «الْفَتَّاحُ»
هُوَ الَّذِي يَفْتَحُ أَبْوَابَ الرِّزْقِ والرّحمة لعباده. وَقِيلَ: مَعْنَاهُ الْحَاكِمُ بَيْنَهُمْ. يُقَالُ: فَتَحَ الْحَاكِمُ بَيْنَ الخَصْمَيْن إِذَا فَصَل بَيْنَهُمَا. والفَاتِح: الحاكِم.
والفَتَّاح: مِنْ أبْنِية المبالغَة.
وَفِيهِ «أوتيتُ مَفَاتِيح الكَلِم» وَفِي رِوَايَةٍ «مَفَاتِح الكَلم» هُمَا جَمْعُ مِفْتَاح ومِفْتَح، وَهُمَا فِي الْأَصْلِ: كلُّ مَا يُتَوَصَّل بِهِ إِلَى اسْتِخْرَاجِ المُغْلقَات الَّتِي يَتَعذَّر الوُصُول إِلَيْهَا، فأخْبر أَنَّهُ أوتيَ مَفَاتِيح الكَلم، وَهُوَ مَا يَسَّر اللَّهُ لَهُ مِنَ البَلاغة وَالْفَصَاحَةِ والوُصول إِلَى غَوَامِضِ الْمَعَانِي، وَبَدَائِعِ الحِكَم، ومَحاسِن الْعِبَارَاتِ وَالْأَلْفَاظِ الَّتِي أُغْلِقَت عَلَى غَيْرِهِ وتَعذَّرت. ومَن كَانَ فِي يَده مَفَاتِيح شَيْءٍ مَخْزُون سَهُلَ عَلَيْهِ الْوُصُولُ إِلَيْهِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أوتِيتُ مَفَاتِيح خَزَائِنِ الْأَرْضِ» أَرَادَ مَا سَهَّل اللَّهُ لَهُ ولأمِته مِنَ افْتِتَاح البِلاد المُتَعَذِّرات، واسْتِخْراج الكُنوز المُمْتَنِعات.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ كَانَ يَسْتَفْتِحُ بِصَعاليك المُهاجرين» أَيْ يَسْتَنْصِرُ بِهِمْ.
وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحُدَيْبِيَةِ «أَهْوَ فَتْح؟» أَيْ نَصْر.
(هـ) وَفِيهِ «مَا سُقِيَ بالفَتْح فَفِيهِ العُشْر» وَفِي رِوَايَةٍ «مَا سُقِي فَتْحاً» الفَتْح: الْمَاءُ الَّذِي يَجْري فِي الْأَنْهَارِ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ الصَّلَاةِ «لَا يُفْتَح عَلَى الْإِمَامِ» أَرَادَ بِهِ إِذَا أُرْتجَ عَلَيْهِ فِي الْقِرَاءَةِ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ لَا يَفْتَح لَهُ الْمَأْمُومُ مَا أُرْتِجَ عَلَيْهِ: أَيْ لَا يُلَقِّنُه. وَيُقَالُ: أَرَادَ بِالْإِمَامِ السُّلطان، وبالفَتْح الحُكم: أَيْ إِذَا حَكم بِشَيْءٍ فَلَا يُحْكم بِخِلافه.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ «مَا كُنْتُ أدْرِي مَا قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا
حَتَّى سَمِعت بِنْتَ ذِي يزَن تَقُولُ لِزَوْجِهَا: تعالَ أُفَاتِحْك» أَيْ أحاكِمْك.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَا تُفَاتِحُوا أهلَ القَدَر» أَيْ لَا تُحاكِمُوهُم. وقيل: لا تَبْدَأوهُم بالمجادَلة والمُنَاظَرة. (هـ) وَفِي حَدِيثِ أَبِي الدَّرْداء «ومَنْ يَأتِ بَاباً مُغْلقَاً يَجِدْ إِلَى جَنْبه بَاباً فُتُحاً» أَيْ واسِعا، وَلَمْ يُرد المَفْتُوح، وأرَادَ بِالْبَابِ الفَتْح الطَّلَبَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى وَالْمَسْأَلَةَ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي ذَرّ «قَدْرَ حَلْبِ شاةٍ فَتُوح» أَيْ وَاسِعَةِ الإحْليل.

بوء

بوء


بَآءَ (و)(n. ac. بَوْء)
a. [Ila], Returned to.
b. [Bi & Ila], Brought back to.
c. [Bi], Confessed.
بَوَّأَ
a. [Bi], Stopped, halted at, lodged, stayed in.
b. Lodged.

أَبْوَأَa. brought back.
b. Lodged.

تَبَوَّأَ
a. [acc.
or
Bi], Entered into, took possession of.
تَبَاْوَأَa. Was equal, equivalent; balanced.

إِسْتَبْوَأَa. see Vb. Lodged.

بَآءَة []
بِيْئَة []
مَبَاءَة []
a. Lodging, quarters; inn, hotel.

بَوَآء []
a. Equality.
b. Equivalent.

بَوَآء دَم بَوَآء
a. Retaliation, blood for blood.
ب و ء : بَاءَ يَبُوءُ رَجَعَ وَبَاءَ بِحَقِّهِ اعْتَرَفَ بِهِ وَبَاءَ بِذَنْبِهِ ثَقُلَ بِهِ وَالْبَاءَةُ بِالْمَدِّ النِّكَاحُ وَالتَّزَوُّجُ وَقَدْ تُطْلَقُ الْبَاءَةُ عَلَى الْجِمَاعِ نَفْسِهِ وَيُقَالَ أَيْضًا الْبَاهَةُ وِزَانُ الْعَاهَةِ وَالْبَاهُ بِالْأَلِفِ مَعَ الْهَاءِ وَابْنُ قُتَيْبَةَ يَجْعَلُ هَذِهِ الْأَخِيرَةَ تَصْحِيفًا وَلَيْسَ كَذَلِكَ بَلْ حَكَاهَا الْأَزْهَرِيُّ عَنْ ابْنِ الْأَنْبَارِيِّ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: الْهَاءُ مُبْدَلَةٌ مِنْ الْهَمْزَةِ يُقَالُ فُلَانٌ حَرِيصٌ عَلَى الْبَاءَةِ وَالْبَاءِ وَالْبَاهِ
بِالْهَاءِ وَالْقَصْرِ أَيْ عَلَى النِّكَاحِ قَالَ يَعْنِي ابْنَ الْأَنْبَارِيِّ الْبَاهُ الْوَاحِدَةُ وَالْبَاءُ الْجَمْعُ ثُمَّ حَكَاهَا عَنْ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ أَيْضًا وَيُقَالُ إنَّ الْبَاءَةَ هُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي تَبُوءُ إلَيْهِ الْإِبِلُ ثُمَّ جُعِلَ عِبَارَةً عَنْ الْمَنْزِلِ ثُمَّ كُنِيَ بِهِ عَنْ الْجِمَاعِ إمَّا لِأَنَّهُ لَا يَكُونُ إلَّا فِي الْبَاءَةِ غَالِبًا أَوْ لِأَنَّ الرَّجُلَ يَتَبَوَّأُ مِنْ أَهْلِهِ أَيْ يَسْتَكِنُّ كَمَا يَتَبَوَّأُ مِنْ دَارِه وَقَوْلُهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - «مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ» عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ وَالتَّقْدِيرُ مَنْ وَجَدَ مُؤَنَ النِّكَاحِ فَلْيَتَزَوَّجْ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ أَيْ مَنْ لَمْ يَجِدْ أُهْبَةً فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ.

وَبَوَّأْتُهُ دَارًا أَسْكَنْتُهُ إيَّاهَا وَبَوَّأْتُ لَهُ كَذَلِكَ وَتَبَوَّأَ بَيْتًا اتَّخَذَهُ مَسْكَنًــا.

وَالْأَبْوَاءُ عَلَى أَفْعَالٍ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ مَنْزِلٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ قَرِيبٌ مِنْ الْجُحْفَةِ مِنْ جِهَةِ الشِّمَالِ دُونَ مَرْحَلَةٍ.

وَالْبَاءُ حَرْفٌ مِنْ حُرُوفِ الْمَعَانِي وَتَدْخُلُ عَلَى الْعِوَضِ وَيَكُونُ حَاصِلًا وَمَتْرُوكًا فَالْحَاصِلُ فِي جَانِبِ الْبَيْعِ وَمَا فِي مَعْنَاهُ نَحْوُ بِعْتُ الثَّوْبَ بِدِرْهَمٍ وَأَبْدَلْتُ الثَّوْبَ بِدِرْهَمٍ فَالدِّرْهَمُ حَاصِلٌ وَعَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ} [يوسف: 20] أَيْ بَاعُوهُ فَالثَّمَنُ حَاصِلٌ وَأَمَّا الْمَتْرُوكُ فَفِي جَانِبِ الشِّرَاءِ وَمَا فِي مَعْنَاهُ نَحْوُ اشْتَرَيْتُ الثَّوْبَ بِدِرْهَمٍ وَاتَّهَبْتُهُ مِنْهُ بِدِرْهَمٍ فَالدِّرْهَمُ مَتْرُوكٌ وَعَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى {أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ} [البقرة: 86] فَالْآخِرَةُ مَتْرُوكَةٌ وَتُسَمَّى الْبَاءُ هُنَا بَاءَ الْمُقَابَلَةِ وَالْفُقَهَاءُ يَقُولُونَ بَاءَ الثَّمَنِ وَتَكُونُ لِلْإِلْصَاقِ حَقِيقَةً نَحْوُ مَسَحْتُ بِرَأْسِي وَمَجَازًا نَحْوَ مَرَرْتُ بِزَيْدٍ وَلِلِاسْتِعَانَةِ وَالسَّبَبِيَّةِ وَالظَّرْفِيَّةِ وَالتَّبْعِيضِ وَتَقَدَّمَ مَعْنَى التَّبْعِيضِ وَتَكُونُ زَائِدَةً. 
[بوء] نه: "أبوء" بنعمتك علي و"أبوء" بذنبي، أي ألتزم وأرجع وأقراتخذته، والمباءة المنزل. قس: "فليتبوأ" أمر للتهكم أو التهديد، أو دعاء، أو خبر أي بوأه الله، واستدل به الجويني والد إمام الحرمين على خلود النار للكاذب عليه تعمداً، وإلا فكل كاذب أوعد بالنار فلا وجه للتخصيص، وضعفه العلماء، وقيل: هذا جزاؤه وقد يعفى، وقد يتوب، وخشي الزبير من الإكثار أن يقع في الخطأ وهو لا يشعر. و"تبوؤا الدار والإيمان" مثل علفتها تبناً وماء بارداً، يريد أن معناه تبوؤا الدار وألفوا الإيمان. نه ومنه: أصلي في "مباءة" الغنم، أي منزلها الذي تأوى إليه وهو المتبوأ أيضاً. ومنه ح: هنا "المتبوأ" قاله في المدينة. غ: أي القبر. و"بوأنا لإبراهيم" أريناه أصله. وباءه الإمام بفلان ألزمه دمه وقتله به. نه وفيه: عليكم "بالباءة" يعني النكاح والتزويج، وهو من المباءة لأنه يتبوأ من أهله كما يتبوأ من منزله. ك: من استطاع "الباءة" أي قدرة الجماع لقدرته على مؤنة ومن لم يقدر لعجزه عنها. ن: الباءة بالمد والهاء أفصح من المد بلا هاء، ومن هاءين بلا مد، ومن هاء بلا مد، وأصلها الجماع ولمن لم يستطعه لفقره فالصوم يدفع شهوته كالوجاء. نه ومنه: تزينت له "المباءة". وفيه: أن رجلاً "بوأ" رجلاً برمحه أي سدده قبله وهيأه له. وفيه: لا نرضى حتى نقتل بالعبد منا الحر منهم فأمر صلى الله عليه وسلم أن "يتباءوا" قيل الصواب يتباوؤا بوزن يتقاتلوا من البواء، وهو المساواة، من باوأت بين القتلى أي ساويت، وقيل: يتباءوا صحيح يقال باء به إذا كان كفواً له، وهم بواء أي أكفاء، معناه ذو بواء. ومنه: الجراحات "بواء" أي سواء في القصاص لا يؤخذ إلا ما يساويها في الجرح. ومنه ح الصادق: قيل له: ما بال العقرب مغتاظة على ابن آدم؟ فقال: تريد البواء، أي تؤذي كما تؤذى. وح: يكون الثواب جزاء والعقاب "بواء" أي المساواة.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.