Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: مسكن

ووطن الْإِقَامَة

ووطن الْإِقَامَة: وَهُوَ مَوضِع يَنْوِي أَن يسْتَقرّ فِيهِ خَمْسَة عشر يَوْمًا أَو أَكثر من غير أَن يَتَّخِذهُ مسكنــا.

دَير مارْت مَرُوثا

دَير مارْت مَرُوثا:
هذا دير كان في سفح جبل جوشن مطلّ على مدينة حلب مطلّ على العوجان، وقال الخالدي: هو صغير وفيه مسكنــان أحدهما للنساء والآخر للرجال ولذلك سمّي بالبيعتين، وقلّ ما مرّ به سيف الدولة إلّا نزل به، وكان يقول:
كانت والدتي محسنة إلى أهله وتوصيني به، وفيه بساتين قليلة وزعفران، وفيه يقول الحسين بن علي التميمي:
يا دير مارت مروثا، ... سقيت غيثا مغيثا
فأنت جنة حسن، ... قد حزت روضا أثيثا
قال عبد الله الفقير إليه: ذهب ذلك الدير ولا أثر له الآن وقد استجد في موضعه الآن مشهد زعم الحلبيون أنهم رأوا الحسين بن علي، رضي الله عنهما، يصلي فيه فجمع له المتشيعون بينهم مالا وعمروه أحسن عمارة وأحكمها، وفيه أيضا يقول بعض الشاميّين:
بدير مارت مروثا ال ... شريف ذي البيعتين
والرّاهب المتحلّي ... والقسّ ذي الطّمرين
إلّا رثيت لصبّ ... مشارف للحسين
قد شفّه منك هجر ... من بعد لوعة بين

الْجَار

(الْجَار) المجاور فِي الْــمسكن وَفِي الْمثل (قد يُؤْخَذ الْجَار بذنب الْجَار) وَالشَّرِيك فِي الْعقار أَو التِّجَارَة والمجير والمستجير والمجار وَالزَّوْج وَالزَّوْجَة وَفِي الْمثل (إياك أَعنِي واسمعي يَا جَارة) يضْرب لمن يتَكَلَّم بِكَلَام وَيُرِيد بِهِ شَيْئا آخر والحليف والناصر (ج) جيرة وجيران وأجوار
الْجَار: بتَشْديد الرَّاء الْمُهْملَة جرد هنده كالحروف الجارة. وبتخفيفها همسايه وَجمعه الْجِيرَان. وَقيل الْجَار من هُوَ من أهل الْمحلة. وَقيل الْجِيرَان من يجمعهُمْ الْمَسْجِد والصلوات. وَسُئِلَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَن حق الْجَار قَالَ إِن تجيبه إِن دعَاك - وتعينه إِن استعانك - وتنفقه إِن احْتَاجَ إِلَيْك - وتقرضه إِن استقرضك - وتهنيه إِن أَصَابَته مَسَرَّة - وتعزيه إِن أَصَابَته مُصِيبَة - وتشيع جنَازَته إِن مَاتَ - وتراعي حسن الْغَيْبَة مَعَ أَهله إِذا غَابَ - وَلَا تؤذيه بإلقاء الكناسة فِي بَيته - وتتحمل أَذَاهُ إِن أذاك.
وَللَّه در النَّاظِم الْفَاضِل النامي مير غُلَام عَليّ ازاد البلكرامي سلمه الله تَعَالَى.
(محنت همسايه هَا برخودكرفتن خوش نماست ... ازبراي جشم بيني زيربار عَيْنك است)

وَأَيْضًا من (غَنِي كشميري) .
(سعىبهرراحت همسايه هاكردن خوش است ... بشنودكوش ازبرأي خواب جشم افسانه را)

بَاب الْجِيم مَعَ الْبَاء

التمدن

التمدن: هُوَ الِاجْتِمَاع مَعَ بني النَّوْع يتعاونون ويتشاركون فِي تَحْصِيل الْغذَاء واللباس والــمسكن وَغَيرهَا. وَزِيَادَة التَّفْصِيل فِي الْمدنِي إِن شَاءَ الله تَعَالَى.

الْبَدنَة

(الْبَدنَة) نَاقَة أَو بقرة تنحر بِمَكَّة قربانا وَكَانُوا يسمنونها لذَلِك وَالثَّوْب يشق فتلبسه الْمَرْأَة من غير جيب وَلَا كمين (ج) بدن وبدن وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَالْبدن جعلناها لكم من شَعَائِر الله}
الْبَدنَة: كالمدن جمع الْمَدِينَة. وَهِي فِي اللُّغَة من الْإِبِل خَاصَّة. وَفِي الشَّرِيعَة الْإِبِل وَالْبَقر سميت بَدَنَة لضخامتهما من بدن بَدَنَة إِذا ضخم. الْمُوسر الَّذِي لَهُ مِائَتَا دِرْهَم أَو عرض يُسَاوِي مِائَتي دِرْهَم سوى الْــمسكن وَالْخَادِم وَالثيَاب الَّذِي يحْتَاج إِلَيْهَا.

ذَهَبَانُ

ذَهَبَانُ:
بالتحريك: موضع قريب من البحرين قريب من الراحة، والراحة: قرية بينها وبين حرض يوم، وهي من نواحي زبيد باليمن، وقد جاء في شعرهم مسكّنــا، قال:
القائد الخيل من صنعاء مقربة، ... يقطعن للطعن أغوارا وأنجادا
يخالها ناظروها حين ما جزعت ... ذهبان والغرّة السوداء أطوادا

رَعْمٌ

رَعْمٌ:
بفتح أوّله، وسكون ثانيه، وهو في الأصل الشحم، والرّعام مخاط الشاة: وهو اسم جبل في ديار بجيلة وفيه روضة ذكرت، وقال ابن مقبل:
هل عاشق نال من دهماء حاجته ... في الجاهليّة قبل الدّين مرحوم
بيض الأنوق برعم دون مسكنــها ... وبالأبارق من طلخام مركوم
وقال أيضا:
فصبّحن من ماء الوحيدين نقرة ... بميزان رعم إذ بدا ضدوان
بميزان رعم أي بما يوازنه.

الخُلْدُ

الخُلْدُ، بالضم: البَقاءُ، والدوامُ،
كالخُلودِ، والجَنَّةُ، وضرْبٌ من القُبَّرَةِ، والفارَةُ العَمْياءُ، ويفتحُ، (أو دابَّةٌ عَمْياءُ تحتَ الأرضِ تُحِبُّ رائِحةَ البَصلِ والكُرَّاث، فإن وُضع على جُحْرِه خَرَجَ له فاصْطِيد، وتَعْليقُ شفته العُلْيا على المَحْمومِ بالرِّبْعِ يَشْفيهِ، ودِماغُهُ مَدُوفاً بدُهْنِ الوَرْدِ يُذْهِبُ البَرَصَ والبَهَقَ والقَوابِيَ والجَرَبَ والكَلَفَ والخَنازيرَ، وكُلَّ ما يخرجُ بالبدن طِلاءً) ، ج: منَاجِدُ، من غير لفْظِهِ كالمَخاضٍ جمعُ: خَلِفةٍ،
و= السِّوارُ، والقُرْطُ،
كالخَلَدَةِ، محركةً، ج: كقِردَةٍ،
و= لقبُ عبدِ الرحمنِ الحِمْصيِّ التابِعِيِّ، وقَصْرٌ للمنْصورِ، خَرِبَ فصارَ مَوْضِعُهُ مَحَلَّةً. وجعفرٌ الخُلْدِيُّ: غيرُ مَنْسوبٍ إليه، بل لَقَبٌ له، وبالتحريكِ: البالُ، والقَلْبُ، والنفسُ.
وخَلَدَ خُلوداً: دامَ،
وـ خَلْداً وخُلوداً: أبْطَأ عنه الشيْبُ، وقد أسَنَّ،
وـ بالمكانِ،
وـ إليه: أقامَ،
كأَخْلَدَ وخَلَّدَ فيهما.
والخَوالِدُ: الأَثافي، والجِبالُ، والحِجارَةُ.
وأخْلَدَ بصاحِبه: لَزِمَهُ،
وـ إليه: مالَ.
و {وِلْدانٌ مُخَلَّدونَ} : مُقَرَّطُونَ، أو مُسَوَّرونَ، أو لا يَهْرَمونَ أبَداً، ولا يُجاوِزونَ حَدَّ الوَصافَةِ.
وخالِدٌ وخُوَيْلِدٌ وخالِدَةُ، وكَــمَسكَنٍ وزُبَيْرٍ ويَنْصُرُ وكتانٍ وحمزَةَ وجُهَيْنَةَ: أسماءٌ. ومَسْلَمَةُ بنُ مُخَلَّدٍ، كمعَظَّمٍ: صحابيٌّ. والخالِدانِ: ابنُ نَضْلَةَ بنِ الأَشْتَرِ، وابنُ قَيْسِ بنِ المُضَلَّلِ.
الخُلْدُ:
بضم أوله، وتسكين ثانيه: قصر بناه المنصور أمير المؤمنين ببغداد بعد فراغه من مدينته على شاطئ دجلة في سنة 159، وكان موضع البيمارستان العضديّ اليوم أو جنوبيه، وبنيت حواليه منازل فصارت محلة كبيرة عرفت بالخلد، والأصل فيها القصر المذكور، وكان موضع الخلد قديما ديرا فيه راهب، وإنما اختار المنصور نزوله وبنى قصره فيه لعلة البقّ، وكان عذبا طيب الهواء لأنه أشرف المواضع التي ببغداد كلها، ومرّ بالخلد عليّ بن أبي هاشم الكوفي فنظر إليه فقال:
بنوا وقالوا: لا نموت، ... وللخراب بنى المبنّي
ما عاقل، فيما رأيت، ... إلى الخراب بمطمئنّ
وقد نسب إلى هذه المحلّة جماعة من أهل العلم والزهّاد، منهم: جعفر الخلدي الزاهد، وقد روى بعض الصوفيّة أن جعفر بن محمد بن نصير بن القاسم أبا الخوّاص المعروف بجعفر الخلدي لم يسكن الخلد قط، وكان السبب في تسميته بذلك أنه سافر الكثير ولقي المشايخ الكبراء من الصوفية والمحدثين ثم عاد إلى بغداد واستوطنها فحضر عند الجنيد وعنده جماعة من أصحابه، فسئل الجنيد عن مسألة فقال: يا أبا محمد أجبهم، فقالوا: أين نطلب الرزق؟ فقال: إن علمتم أيّ موضع هو فاطلبوه، فقالوا: نسأل الله ذلك؟ فقال: إن علمتم أنه نسيكم فذكّروه، فقالوا: ندخل البيت ونتوكل، فقال:
أتختبرون ربكم بالتوكل؟ هذا شك! فقالوا: كيف الحيلة؟ فقال: ترك الحيلة، فقال الجنيد: يا خلديّ من أين لك هذه الأجوبة؟ فجرى اسم الخلدي عليه، قال: والله ما سكنت الخلد ولا سكنه أحد من آبائي! ومات الخلدي في شهر رمضان سنة 348، وقال ابن طاهر: الخلدي لقب لجعفر بن نصير وليس بنسبة إلى هذا الموضع، ومن المنسوبين إليه صبيح بن سعيد النجاشي الخلدي المرّاق، كان يضع الأحاديث، قال يحيى بن معين: كان كذابا خبيثا، وكان ينزل الخلد، وكان المبرّد محمد بن يزيد النحوي ينزله فكان ثعلب يسميه الخلدي لذلك، وسماه المنصور بذلك تشبيها له بالخلد اسم من أسماء الجنة، وأصله من الخلود وهو البقاء في دار لا يخرج منها. والخلد أيضا: ضرب من الفيران خلقه الله أعمى لا يرى الدنيا قط ولا يكون إلا في البراري المقفرة.

السكنى

السكنى: مصدر سكن الدار إذا أقام، أو اسمٌ بمعنى الإسكان كالرقبى وهي في قولهم داري لك سكنى في محل النصب على الحال على معنى مسكنــة أو مسكوناً فيها قاله المطرزي.

رَجَحَ

(رَجَحَ)
(س) فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ وزَوَاجها «إِنَّهَا كَانَتْ عَلَى أُرْجُوحَةٍ» وَفِي رِوَايَةٍ «مَرْجُوحَة» الْأُرْجُوحَةُ: حَبْلٌ يُشَدُّ طَرَفاه فِي مَوضِع عَالٍ ثُمَّ يَرْكَبُهُ الْإِنْسَانُ وَيُحَرَّكُ وَهُوَ فِيهِ، سُمَّى بِهِ لتَحَرّكه ومَجِيئه وذَهَابه.
رَجَحَ المِيزانُ يَرْجَحُ، مُثَلَّثَةً، رُجُوحاً ورُجْحاناً: مالَ.
وأرْجَحَ له، ورَجَّحَ: أعطاهُ راجِحاً.
وامرأةٌ راجِحٌ ورَجاحٌ: عَجْزاءُ، ج: رُجُحٌ.
وتَرجَّحَتْ به الأُرْجوحَةُ: مالَتْ فارْتَجَحَ.
وراجَحْتُهُ فَرَجَحْتُهُ: كُنتُ أوزَنَ منهُ.
وتَرَجَّحَ: تَذَبْذَبَ.
والمَرْجُوحَةُ: الأُرْجوحَةُ. وكرُمَّانَةٍ: حَبْلٌ يُعَلَّقُ ويَرْكَبُهُ الصِّبْيانُ، (كالرُّجاحَةِ) .
والأَراجيحُ: الفَلَواتُ، واهْتِزازُ الإِبِلِ في رَتَكانِها، والفِعْلُ: الارْتِجاحُ والتَّرَجُّحُ.
وإِبِلٌ مرَاجِيحُ: ذاتُ أراجِيحَ،
وـ مِنَّا: الحُلَمَاءُ،
وـ من النَّخْلِ: المَواقيرُ.
وجِفانٌ رُجُحٌ، ككُتُبٍ: مَمْلوأةٌ ثَريداً ولَحْماً.
وكتَائِبُ رُجُحٌ: جَرَّارَةٌ ثَقيلَةٌ.
وارْتَجَحَتْ رَوادِفُها: تَذَبْذَبَتْ. وكــمَسْكَنٍ: اسْمٌ، كَراجِحٍ.
الرَّحَحُ، مُحَرَّكَةً: سَعَةٌ في الحافِر محمودٌ، وبضمَّتين: الجِفانُ الواسِعَةُ.
والأَرَحُّ: من لا أخْمَصَ لِقَدَمَيْهِ، والوَعِلُ المُنْبَسِطُ الظِّلْفِ.
وتَرَحْرَحَتِ الفَرَسُ: فَحَّجَتْ قَوائِمَها لِتَبُولَ.
وشيءٌ رَحْرَحٌ ورَحْراحٌ ورَحرَحانُ: واسِعٌ مُنْبَسِطٌ.
ورَحْرَحانُ: جَبَلٌ قُرْبَ عُكاظَ، له يَوْمٌ.
والرَّحَّةُ: الحَيَّةُ المُتَطَوِّقَةُ، أصْلُهُ: رَحْيَةٌ.
ورَحْرَحَ: لم يُبالِغْ قَعْرَ ما يُريدُ،
وـ بالكلامِ: عَرَّضَ ولم يُبَيِّنْ،
وـ عن فُلانٍ: سَتَرَ دُونَهُ.

ضَمَنَ

(ضَمَنَ)
(هـ) فِي كِتَابِهِ لأُكَيدِر «وَلَكُمْ الضَّامِنَة من النَّخل» هو ما كان دَاخلاً فِي الْعِمَارَةِ وتَضَمَّنَتْهُ أمصارُهُم وقُرَاهم. وَقِيلَ سُمِّيت ضَامِنَة، لِأَنَّ أربَابَها ضَمِنُوا عِمَارتَها وحِفْظَها، فَهِيَ ذاتُ ضَمَانٍ، كعِيشة راضِية، أَيْ ذاتِ رِضاً، أَوْ مَرْضِيَّة.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَنْ مَاتَ فِي سَبيل اللَّهِ فَهُوَ ضَامِن عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِله الْجَنَّةَ» أَيْ ذُو ضَمَان، لِقَوْلِهِ تَعَالَى: وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ هَكَذَا أخرجَه الْهَرَوِيُّ والزَّمخشري مِنْ كَلَامِ عَلِيٍّ. وَالْحَدِيثُ مرفوعُ فِي الصِّحاحِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِمَعْنَاهُ.
فَمِنْ طُرُقه «تَضَمَّنَ اللهُ لمَن خَرَج فِي سَبيله لَا يُخْرجُه إلاَّ جِهاداً فِي سَبِيلي وَإِيمَانًا بِي وتَصدِيقاً برُسُلِي فَهُوَ عَلَيَّ ضَامِن أَنْ أُدْخِلَه الجنَّة، أَوْ أَرْجِعَه إِلَى مَسْكَنــه الَّذِي خرَج مِنْهُ نَائِلًا مَا نَاَل مِنْ أجْرٍ أَوْ غَنِيمة» .
[هـ] وَفِيهِ «أَنَّهُ نَهى عَنْ بَيْعِ المَضَامِين والمَلاَقِيح» المَضَامِين: مَا فِي أَصْلَابِ الْفُحُولِ، وَهِيَ جمعُ مَضْمُون. يُقَالُ ضَمِنَ الشيءَ، بمعْنى تَضَمَّنَهُ.
وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ «مَضْمُون الْكِتَابِ كَذَا وَكَذَا» والمَلاقِيح: جَمْعُ مَلقُوح، وَهُوَ مَا فِي بَطْن النَّاقَةِ.
وفسَّرهما ماَلِك فِي المُوطَّأ بالعكْسِ، وَحَكَاهُ الْأَزْهَرِيُّ عَنْ ماَلِك عَنِ ابْنِ شِهَاب عَنِ ابْن المسيَّب.
وَحَكَاهُ أَيْضًا عَنْ ثَعْلب عَنِ ابْنِ الأعْرابي. قَالَ: إِذَا كَانَ فِي بَطْن النَّاقة حَمْل فَهُوَ ضَامِن ومِضْمَان، وهُنّ ضَوَامِنُ ومَضَامِينُ. والذَّي فِي بطْنها مَلْقُوح ومَلْقُوحة.
(هـ) وَفِيهِ «الْإِمَامُ ضَامِن وَالْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ» أَرَادَ بالضَّمَان هَاهُنَا الحِفظَ والرِّعاية، لَا ضَمَان الغَرَامة، لِأَنَّهُ يَحْفَظُ عَلَى الْقَوْمِ صَلَاتَهُمْ. وقيل: إنّ صلاة المتقدين بِهِ فِي عُهْدته، وصِحَّتها مقرونةٌ بصِحَّة صَلَاتِهِ، فَهُوَ كالمُتكفِّل لَهُمْ صحَّة صَلَاتِهِمْ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عِكْرِمة «لَا تَشْتَر لبنَ البَقَر والغَنَم مُضَمَّناً، وَلَكِنِ اشتَره كيْلاً مُسَمَّى» أَيْ لَا تَشْتَره وَهُوَ فِي الضرْع، لِأَنَّهُ فِي ضِمْنِهِ. (هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ «مَنِ اكْتَتب ضَمِناً بَعَثه اللَّهُ ضَمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ» الضَّمِن: الَّذِي بِهِ ضَمَانَة فِي جَسَده، مِنْ زَمانة، أَوْ كَسر، أَوْ بَلاَء. والاسْم الضَّمَن، بِفَتْحِ الْمِيمِ. والضَّمَان والضَّمَانَة:
الزَّمانة. المعْنى: مَنْ كتَب نَفْسَه فِي دِيوَانِ الزَّمْنَي ليُعذَر عَنِ الجِهاد وَلا زَمانَة بِهِ، بَعَثه اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ زَمِناً. ومَعْنى اكتَتَب: أَيْ سَأل أَنْ يُكْتَب فِي جُمْلَةِ الْمَعْذُورِينَ. وَبَعْضُهُمْ أَخْرَجَهُ عَنْ عَبْدِ الله ابن عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَير «مَعْبُوطة غَيْرُ ضَمِنَة» أَيْ أَنَّهَا ذُبحَت لغَير عِلَّة.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ كَانَ لعامِر بْنِ رَبِيعة ابنٌ أصابَته رَمْيَةٌ يومَ الطَّائِف فضَمِنَ مِنْهَا» أَيْ زَمِن.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُمْ كَانُوا يَدْفَعون المَفاتيحَ إِلَى ضَمْنَاهم، وَيَقُولُونَ إِنِ احْتجْتُم فكُلوا» الضَّمْنَى: الزَّمْنَي، جَمْعُ ضَمِنٍ.

سِيفُ آل المُظَفَّر

سِيفُ آل المُظَفَّر:
وهو من آل أبي زهير المقدم ذكرهم، وكان معظما استولى على سيف طويل فملكه، وهو المظفر بن جعفر بن أبي زهير كان يملك عامة الدستقان وله مملكة السيف من حدّ جي إلى نجيرم مسكنــه بالساحل.

سَجَدَ

(سَجَدَ)
(س) فِيهِ «كَانَ كِسرى يَسْجُدُ للطَّالع» أَيْ يتَطاَمَن ويَنْحَنى. والطالعُ هُوَ السَّهم الَّذِي يُجاَوزُ الهدَف مِنْ أَعْلَاهُ، وَكَانُوا يعدُّونه كالمُقَرْطِس، وَالَّذِي يَقَعُ عَنْ يَمينه وشِمَاله يُقَالُ لَهُ عاضدٌ. والمْعنى أَنَّهُ كَانَ يُسَلّم لِرَاميه ويَسْتَسْلم. وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ: مَعْنَاهُ أَنَّهُ كَانَ يَخْفِض رأسَه إِذَا شخَص سهمْهُ وَارْتَفَعَ عَنِ الرَّمِيَّة، ليتقَوَّم السَّهم فَيُصِيبَ الدَّارَةَ. يُقَالُ أَسْجَدَ الرجُل: طأطأَ رَأسَه وانْحنَى. قَالَ:
وقُلنَ لَهُ أَسْجِدْ لِليْلَى فَأَسْجَدَا يَعْنِي البعيرَ: أَيْ طَأْطَأَ لَهَا لِتَركَبه. فَأَمَّا سَجَدَ فبمعنَى خَضَع.
وَمِنْهُ «سُجُود الصَّلَاةِ» وَهُوَ وضْع الجَبْهة عَلَى الْأَرْضِ، وَلَا خُضُوع أعْظَم مِنْهُ.
سَجَدَ: خَضَعَ، وانْتَصَبَ، ضِدٌّ.
وأسْجَدَ: طَأْطَأَ رَأسَهُ، وانْحَنَى، وأدامَ النَّظَرَ في إمْراضِ أجْفانٍ.
والمَسْجَدُ، كــمَسْكَنٍ: الجَبْهَةُ، والآرابُ السَّبْعَةُ مَساجِدُ.
والمَسْجِدُ، المَسْجَدُ: م، ويُفْتَحُ جيمُهُ، والمَفْعَلُ من بابِ نَصَرَ بفتح العين، اسْماً كان أو مَصْدراً إلاَّ أحْرُفاً، كمَسْجِدٍ، ومَطْلِعٍ، ومَشْرِقٍ، ومَسْقِطٍ، ومَفْرِقٍ، ومجْزِرٍ، ومَسْكِنٍ، ومَرْفِقٍ، ومَنْبِتٍ، ومَنْسِكٍ، ألْزَموها كسرَ العينِ، والفتحُ جائزٌ وإن لم نَسْمَعْه، وما كان من باب جَلَسَ فالمَوْضِعُ بالكسر، والمَصْدَرُ بالفتح، نَزَلَ مَنْزَلاً، أي: نُزُولاً، وهذا مَنْزِلُهُ، بالكسر، لأِنَّه بمعنَى الدارِ.
وسَجِدَتْ رِجْلُهُ، كفَرِحَ: انْتَفَخَتْ، فهو أسْجَدُ.
والأَسْجادُ في قولِ الأَسْوَدِ بنِ يَعْفُرَ:
من خَمْرِ ذِي نُطَفٍ أغَنَّ مُنَطَّقٍ ... وافى بها كدراهِمِ الأَسْجادِ
اليَهودُ والنَّصارَى، أو مَعْناهُ: الجِزْيَةُ،
أو دَراهِمُ الأَسْجادِ: كانَتْ عليها صُوَرٌ يَسْجُدونَ لها، ورُوِيَ بكسر الهَمْزَةِ، وفُسِّرَ باليَهودِ.
وعَيْنٌ ساجِدَةٌ: فاتِرَةٌ.
ونَخْلَةٌ ساجِدَةٌ: أمالَها حَمْلُها، وقولُه تعالى: {وادْخُلوا البابَ
سُجَّداً} ، أي: رُكَّعاً.

رَشَدَ

رَشَدَ، كنَصَرَ وفَرِحَ، رُشْداً ورَشَداً ورَشاداً: اهْتَدى، كاسْتَرْشَدَ.
واسْتَرْشَدَ: طَلَبَهُ.
والرَّشَدى، كجَمَزى: اسْمٌ منه. وأرشَدَهُ الله.
والرُّشْدُ: الاسْتِقامَةُ على طَريق الحَقِّ مع تَصَلُّبٍ فيه.
والرَّشيدُ في صِفاتِ الله تعالى: الهادِي إلى سَواء الصِّراطِ، والذي حَسُنَ تَقْديرُهُ فيما قَدَّرَ.
ورَشيدٌ: ة قُرْبَ الإِسْكَنْدَرِيَّة، واسْمٌ.
والرَّشيدِيَّةُ: طَعامٌ م، فارِسِيَّتُهُ: رِشْتَه.
والمَراشِدُ: مَقاصِدُ الطُّرُقِ.
ووُلِد لِرَشْدَةٍ، ويُكْسَرُ: ضِدُّ لِزَنْيَةٍ.
وأُمُّ راشِدٍ: الفأرَةُ. وسَمَّوْا: راشِداً ورُشْداً، كقُفْلٍ وأميرٍ وزُبَيْرٍ وجَبَلٍ وسَحْبانَ وسَحابٍ ومَسْكَنٍ ومُظْهِرٍ.
والرَّشادَةُ: الصَّخْرَةُ، والحَجَرُ الذي يَمْلأ الكَفَّ، ج: رَشادٌ.
وحَبُّ الرَّشادِ. الحُرْفُ، سَمَّوْهُ به تَفاؤُلاً، لأنَّ الحُرْفَ مَعْناهُ: الحِرْمانُ.
والرَّاشِديَّةُ: ة ببَغْدادَ. وبَنُو رَشْدانَ، ويكسرُ: بطْنٌ كانوا يُسَمَّوْنَ: بَنِي غَيَّانَ، فَغَيَّرَهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم، وفتحُ الراءِ لِتُحاكِي غَيَّانَ.
(رَشَدَ)
فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى «الرَّشِيدُ» هُوَ الَّذِي أَرْشَدَ الخَلْق إِلَى مَصالحِهم: أَيْ هَدَاهُمْ ودَلَّهم عَلَيْهَا، فَعِيل بِمَعْنَى مُفْعِل. وَقِيلَ هُوَ الَّذِي تَنْساق تَدْبيراتُه إِلَى غَايَاتِهَا عَلَى سَنَن السَّداد، مِنْ غَيْرِ إشارةِ مُشِير وَلَا تَسْديد مُسَدِّد.
وَفِيهِ «عَلَيْكُمْ بسُنَّتي وسُنَّة الخُلَفاءِ الرَّاشِدِينَ مِنْ بَعْدِي» الرَّاشِدُ: اسْمُ فاعلٍ، مِنْ رَشَدَ يَرْشُدُ رُشْداً، ورَشِدَ يَرْشَدُ رَشَداً، وأَرْشَدْتُهُ أَنَا. والرُّشْدُ: خلافُ الغَيِّ. وَيُرِيدُ بِالرَّاشِدِينَ أَبَا بَكْرٍ وعُمر وَعُثْمَانَ وعَليّا رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ، وَإِنْ كَانَ عَامًّا فِي كُلّ مَنْ سَارَ سيرَتَهم مِنَ الْأَئِمَّةِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «وإِرْشَادُ الضَّالِّ» أَيْ هِدَايَتُهِ الطريقَ وتَعْريفه. وقد تكرر في الحديث.
(س) وفيه «من ادَّعَى ولَداً لِغَيْرِ رِشْدَةٍ فَلَا يَرث وَلَا يُورَث» يُقَالُ هَذَا ولَد رِشْدَةٍ إِذَا كَانَ لِنِكاح صَحِيحٍ، كَمَا يُقَالُ فِي ضِده: ولَدُ زِنْية، بِالْكَسْرِ فِيهِمَا. وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ فِي فَصْل بَغي:
كَلَامُ الْعَرَبِ الْمَعْرُوفُ: فُلَانٌ ابْنُ زَنْيَةٍ وَابْنُ رَشْدَةٍ، وَقَدْ قِيلَ زِنْيَةٍ ورِشْدَةٌ، وَالْفَتْحُ أفصحُ اللُّغتين.

رَدَدَ

(رَدَدَ)
فِي صِفَتِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ «لَيْسَ بِالطَّوِيلِ البائنِ وَلَا الْقَصِيرِ الْمُتَرَدِّدِ» أَيِ المُتنَاهِي فِي القِصَر، كَأَنَّهُ تَرَدَّدَ بَعْضُ خَلْقِهِ عَلَى بَعْضٍ، وَتَدَاخَلَتْ أَجْزَاؤُهُ.
وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ «مَن عَمِل عَمَلا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» أَيْ مَرْدُودٌ عَلَيْهِ. يُقَالُ أمْرٌ رَدٌّ؛ إِذَا كَانَ مُخَالِفًا لِمَا عَلَيْهِ أَهْلُ السُّنَّة، وَهُوَ مصدرٌّ وُصْف بِهِ.
(س هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ قَالَ لسُراقة بْنِ جُعْشُم: الاَ أدُلّك عَلَى أَفْضَلِ الصَّدَقة؟ ابْنَتُك مَرْدُودَةٌ عَلَيْكَ لَيْسَ لَهَا كاسِبٌ غيْرك» الْمَرْدُودَةُ: الَّتِي تُطَلّقُ وتُرَدُّ إِلَى بَيْتِ أَبِيهَا، وَأَرَادَ: ألاَ أدُلّك عَلَى أَفْضَلِ أَهْلِ الصَّدَقَةِ؟ فَحَذَفَ الْمُضَافَ.
(هـ س) وَمِنْهُ حَدِيثُ الزُّبَيْرِ فِي وصِيَّته بدَار وَقَفها «ولِلْمَرْدُودَةِ مِنْ بَنَاته أَنْ تَسْكُنها» لِأَنَّ المُطَلَّقة لَا مَسْكَن لَهَا عَلَى زَوْجِهَا. (س هـ) وَفِيهِ «رُدُّوا السائِل وَلَوْ بِظِلْفٍ مُحْرَقٍ» أَيْ أعْطُوه وَلَوْ ظِلْفا مُحْرقا، وَلَمْ يُرِدْ رَدَّ الحرْمان والمَنْع، كَقَوْلِكَ سَلَّم فَرَدَّ عَلَيْهِ: أَيْ أجَابه.
وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «لَا تَرُدُّوا السَّائل وَلَوْ بظِلْفٍ مُحْرَقٍ» أَيْ لَا تَرُدُّوهُ رَدَّ حِرْمان بِلَا شَيْءٍ، ولوْ أَنَّهُ ظِلْف.
(س) وَفِي حَدِيثِ أَبِي إِدْرِيسَ الخوْلاني «قَالَ لِمُعَاوِيَةَ: إِنْ كَانَ دَاوَى مَرْضَاها، ورَدَّ أُولاها عَلَى أُخْراها» أَيْ إِذَا تَقَدَّمَت أوائلُها وتَباعَدَت عَنِ الأواخِر لَمْ يَدَعْها تَتَفَرَّق، ولكنْ يَحْبس المُتَقدّمة حَتَّى تَصِلَ إِلَيْهَا المتأخِّرةُ.
(س) وَفِي حَدِيثِ الْقِيَامَةِ والحَوْض «فَيُقَالُ إِنَّهُمْ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ» أَيْ مُتَخلِّفين عَنْ بَعْضِ الْوَاجِبَاتِ، وَلَمْ يُردْ رِدَّة الكُفرِ، وَلِهَذَا قيَّده بأعْقابهم، لِأَنَّهُ لَمْ يَرْتَدَّ أحدٌ مِنَ الصَّحَابَةِ بَعْدَهُ، وَإِنَّمَا ارْتَدَّ قَوْمٌ مِنَ جُفَاة الْأَعْرَابِ.
وَفِي حَدِيثِ الفِتن «وَيَكُونُ عِنْدَ ذَلِكم القِتال رَدَّة شَدِيدَةٌ» هُوَ بِالْفَتْحِ: أَيْ عَطْفة قَوِيَّةٌ.
(هـ س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ «لَا رِدِّيدَى فى الصّدقة» رِدِّيدَى بِالْكَسْرِ وَالتَّشْدِيدِ والقَصْر: مَصْدرٌ مِنْ رَدَّ يَرُدُّ، كَالْقِتِّيتَى وَالْخِصِّيصَى، الْمَعْنَى أَنَّ الصَّدقة لَا تُؤخذ فِي السَّنَة مَرتين، كَقَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ «لَا ثِنْىَ فِي الصَّدَقة» .

سَيْلَحُونَ

سَيْلَحُونَ:
بفتح أوّله، وسكون ثانيه، وفتح لامه ثمّ حاء مهملة، وواو ساكنة، ونون، وقد يعرب إعراب جمع السلامة فيقال: هذه سيلحون ورأيت سيلحين ومررت بسيلحين، ومنهم من يجعله اسما واحدا يعربه إعراب ما لا ينصرف فيقول: هذه سيلحين ورأيت سيلحين ومررت بسيلحين، وذكر سيلحين في الفتوح وغيرها من الشعر يدلّ على أنّها قرب الحيرة ضاربة في البر قرب القادسية، ولذلك ذكرها الشعراء أيّام القادسية مع الحيرة والقادسية، فقال سليمان بن ثمامة حين سيّر امرأته من اليمامة إلى الكوفة:
فمرّت بباب القادسيّة غدوة ... وراحتها بالسيلحين العبائر
فلمّا انتهت دون الخورنق عادها ... وقصر بني النعمان حيث الأواخر
إلى أهل مصر أصلح الله حاله ... به المسلمون والجهود الأكابر
فصارت إلى أرض الجهاد وبلدة ... مباركة والأرض فيها مصائر
فألقت عصاها واستقرّ بها النّوى ... كما قرّ عينا بالإياب المسافر
فهذا يدلّ على أن السيلحون بين الكوفة والقادسيّة، وقال الأشعث بن عبد الحجر بن عوف بن الأحوص ابن جعفر بن كلاب وكان شهد الحيرة والقادسية وتلك المشاهد فعقرت ناقته فقال:
وما عقرت بالسّيلحين مطيّتي ... وبالقصر إلّا خشية أن أعيّرا
فباست امرئ يبأى عليّ برهطه، ... وقد ساد أشياخي معدّا وحميرا
وقال عمرو بن الأهتم:
ما في بني الأهتم من طائل ... يرجى ولا خير به يصلحون
لولا دفاعي كنتم أعبدا ... مسكنــها الحيرة والسيلحون
جاءت بكم عفرة من أرضها ... حيريّة ليس كما تزعمون
في ظاهر الكفّ وفي بطنها ... وشم من الدّاء الذي تكتمون
وقال الجعدي:
وإذا رأيت السّيلحين وبارقا ... أغنين عن عمرو وأمّ قبال
ملك الخورنق والسّدير ودانها ... ما بين حمير أهلها وأوال
وممّا يقوي أن السيلحين قرب الحيرة قول هانئ بن مسعود يرثي النعمان بن المنذر ويذكر قتل كسرى إيّاه، قال:
إنّ ذا التاج، لا أبا لك، أضحى ... وذرى بيته نحور الفيول
إنّ كسرى عدا على الملك النّع ... مان حتى سقاه أمّ البليل
قد عمرنا وقد رأينا لدى الحي ... رة في السيلحين خير قتيل
وهذه غير سيلحون التي باليمن، وقد تقدم ذكرها، وقد ذكر شعراء الجاهلية كالأعشى وغيره هذا الموضع، وكتّاب الخراج يجعلون السيلحين طسّوجا برأسه من كورة بهقباذ الأسفل من الجانب الغربي، قال الأعشى:
فذاك وما أنجى من الموت ربّه ... بساباط حتى مات وهو محرزق
وتجبى إليه السيلحون ودونها ... صريفون في أنهارها والخورنق
وبين هذه الناحية وبغداد ثلاثة فراسخ، وقد نسب إليها قوم من أهل العلم، وقيل: إنّها سميت سيلحون لأنّها كانت بها مسالح لكسرى، وهم قوم بسلاح يرتّبون في الثغور والمخافات، واحدهم مسلحيّ، والعامة تقول مصلحيّ، وهو خطأ.

رَثَدَ

(رَثَدَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ عُمَرَ «إِنَّ رجُلا نَادَاهُ فَقَالَ: هَلْ لَكَ فِي رَجُلٍ رَثَدْتَ حَاجَتَهُ وطالَ انْتظارُه» أَيْ دَافعتَ بِحَوَائِجِهِ ومَطَلْته، مِنْ قَوْلِكَ: رَثَدْتُ المتاعَ إِذَا وَضَعْتَ بَعْضَهُ فوقَ بَعْضٍ. وَأَرَادَ بحاجَتِه حَوائجه، فأوقَعَ المُفْرَد موقعَ الجَمْع، كَقَوْلِهِ تَعَالَى «فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ» أَيْ بِذُنُوبِهِمْ.
رَثَدَ المتَاعَ: نَضَدَهُ،
كارْتَثَدَهُ، فهو رَثيدٌ ومَرْثودٌ ورَثَدٌ، محركةً.
والرِّثْدُ، بالكسر: الجماعةُ المُقيمَةُ، وقد أرْثَدُوا، وبالتحريك: ضَعَفَةُ الناسِ. وكفَرِحَ: كَدِرَ،
كأَرْثَدَ. وكــمَسْكَنٍ: الرجلُ الكريمُ، والأَسَدُ، واسمٌ، ومَلِكٌ لليَمنِ مَلَكَها سِتَّ مِئَةِ سَنَةٍ.
وتَرَكْتُهُمْ مُرْتَثِدينَ ما تَحَمَّلوا بَعْدُ، أي: ناضِدينَ مَتاعَهُمْ.
واحْتَفَرَ حتى أرْثَدَ: بَلَغَ الثَّرَى. وكيَمْنَعُ: وادٍ.

عَزِزَ

(عَزِزَ)
فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى «الْعَزِيزُ» *
هُوَ الغالِبُ القَويُّ الَّذِي لَا يُغْلَب. والعِزَّة فِي الأصلِ: القُوَّة والشِّدَّة والغَلَبة. تقولُ: عَزَّ يَعِزُّ بِالْكَسْرِ إِذَا صارَ عَزِيزاً، وعَزَّ يَعَزُّ بِالْفَتْحِ إِذَا اشتَدَّ.
وَمِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى «المُعِزُّ» وَهُوَ الَّذِي يَهَب العِزَّ لِمَنْ يَشاء مِنْ عِبَادِهِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «قَالَ لِعَائِشَةَ: هَلْ تدْرِين لِمَ كانَ قَوْمُكَ رَفعوا بابَ الكَعبةِ؟ قَالَتْ: لَا، قَالَ: تَعَزُّزاً أَنْ لَا يَدْخُلَها إلاَّ مَن أرَادُوا» أَيْ تكبُّراً وتَشَدّداً عَلَى النَّاس.
وَقَدْ جَاء فِي بَعْضِ نُسَخِ مُسْلم «تَعَزُّراً» بِرَاءٍ بَعْدَ زَايٍ، مِنَ التَّعزِير: التَّوقِير، فإمَّا أنْ يُريد تَوْقير البَيْت وتَعْظِيمه، أَوْ تَعظِيم أنْفُسهم وتكبُّرَهم عَلَى النَّاسِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ مرضِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «فاسْتُعِزَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» أَيْ اشتَدّ بِهِ المرَض وأشْرَف عَلَى الْمَوْتِ.
يُقَالُ: عَزَّ يَعَزُّ بِالْفَتْحِ إِذَا اشتدَّ، واسْتَعَزَّ بِهِ المَرَضُ وَغَيْرُهُ، واسْتَعَزَّ عَلَيْهِ إِذَا اشْتَدَّ عَلَيْهِ وغَلَبه، ثُمَّ يُبْنَى الْفِعْلُ لِلْمَفْعُولِ بِهِ الَّذِي هُوَ الجارُّ وَالْمَجْرُورُ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لمَّا قَدم الْمَدِينَةَ نَزَل عَلَى كُلْثُوم بْنِ الهِدْم وَهُوَ شاكٍ، ثُمَّ استُعِزَّ بكُلْثُوم، فانتَقل إِلَى سَعد بن خَيْثَمة» . وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «لمَّا رَأَى طَلْحة قَتِيلا قَالَ: أَعْزِزْ عليَّ أَبَا مُحمد أنْ أرَاك مُجَدَّلاً تحتَ نُجُوم السَّماءِ» يُقَالُ: عَزَّ علَيَّ يَعِزُّ أَنَّ أراكَ بحالٍ سَيئةٍ: أَيْ يَشتدُّ وَيَشُقّ عليَّ. وأَعْزَزْتُ الرَّجُلَ إِذَا جَعلْتَه عَزِيزاً.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ «أنَّ قَوماً مُحْرِمين اشتَركُوا فِي قَتْل صَيدٍ، فقالُوا: عَلَى كُلّ رجُلٍ منَّا جَزَاء، فَسَأَلُوا ابْنَ عُمَرَ فَقَالَ لَهُم: إنَّكم لمُعَزَّزٌ بِكُمْ» أَيْ مُشَدّد بِكُمْ ومُثَقَّل عَلَيْكُمُ الأمرُ، بَلْ عَلَيْكُمْ جَزَاءٌ واحدٌ.
وَفِي كِتَابِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِوَفْدِ هَمْدَان «عَلَى أنَّ لهمْ عَزَازَها» العَزَاز: مَا صَلُب مِنَ الْأَرْضِ واشتدَّ وخَشُن، وَإِنَّمَا يكونُ فِي أطْرَافها.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ نَهى عَنِ البَوْلِ فِي العَزَاز لِئَلَّا يتَرشَّشَ عَلَيْهِ» .
وَحَدِيثُ الْحَجَّاجِ فِي صِفَةِ الْغَيْثِ «وَأَسَالَتِ العَزَاز» .
(هـ) وَحَدِيثُ الزُّهْرِيّ «قَالَ: كُنْتُ أخْتَلِف إِلَى عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، فكُنْت أخْدُمُه، وَذَكَرَ جُهْدَه فِي الخِدْمَة، فقدّرْت أَنِّي اسْتنظَفْتُ مَا عنْدَه واستَغْنَيت عَنْهُ، فَخَرَجَ يَوْمًا، فَلَمْ أقُم لَهُ وَلَمْ أُظْهر مِنْ تَكْرِمَتِه مَا كُنْت أُظْهِرُه مِنْ قَبْلُ، فنَظَر إِلَيَّ فَقَالَ: إِنَّكَ بَعْدُ فِي العَزَاز فقُمْ» أَيْ أنْتَ فِي الأطْرافِ مِنَ العِلْم لَمْ تتوسَّطْه بعدُ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ مُوسَى وَشُعَيْبٍ عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ «فَجَاءَتْ بِهِ قَالِبَ لَوْنٍ ليسَ فِيهَا عَزُوزٌ وَلَا فَشُوشٌ» العَزُوز: الشَّاةُ البَكِيئَة القَلِيلةُ اللَّبن الضَّيقَة الإحْليل.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ «لَوْ أنَّ رجُلا أخَذَ شَاة عَزُوزاً فحَلَبها مَا فرغَ مِنْ حلَبْها حَتَّى أُصَلِّي الصَّلوات الخمسَ» يُرِيدُ التَّجوُّز فِي الصَّلاة وتخفيفَها.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ «هَلْ يَثْبُتُ لَكُمُ الْعَدُوُّ حَلْبَ شَاةٍ؟ قَالَ: إِي وَاللَّهِ وأرْبَعٍ عُزُزٍ» هُوَ جمعُ عَزُوز كَصبُور وصُبُر.
(س) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «اخْشَوشِنُوا وتَمَعْزَزُوا» أَيْ تَشَدّدُوا فِي الدِّينِ وَتَصَلَّبُوا، مِنَ العِزِّ الْقُوَّةِ وَالشِّدَّةِ، وَالْمِيمُ زائدةٌ كتَــمسْكَن مِنَ السُّكُون. وَقِيلَ هُوَ مِنَ المَعَز وَهُوَ الشِّدَّةُ أيضا، وسيَجيءُ. 

ذَبَحَ

ذَبَحَ، كمنَعَ، ذَبْحاً وذُباحاً: شَقَّ، وفَتَقَ، ونَحَرَ، وخَنَقَ،
وـ الدَّنَّ: بَزَلَهُ،
وـ اللِّحْيَةُ فلاناً: سالَتْ تحْتَ ذَقَنِه، فَبَدا مُقَدَّمُ حَنَكِه، فهو مَذْبوحٌ بها.
والذِّبْحُ، بالكسر: ما يُذْبَحُ. وكصُرَدٍ وعِنَبٍ: ضَرْبٌ من الكَمْأَةِ. وكصُرَدٍ: الجَزَرُ البَرِّيُّ، ونبتٌ آخَرُ.
والذَّبيحُ: المَذْبوحُ، وإسماعيلُ، عليه السلام،
"وأنا ابنُ الذَّبِيحَيْنِ": لأِن عبدَ المُطَّلِبِ لَزِمَه ذَبْحُ عبدِ اللَّهِ لنَذْرٍ، فَفَداهُ بِمِئَةٍ من الإِبِلِ، وما يَصْلُحُ أن يُذْبَحَ للنُّسُكِ.
واذَّبَحَ، كافْتَعَل: اتَّخَذَ ذَبيحاً.
وتَذابَحوا: ذَبَحَ بَعضُهم بعضاً.
والمَذْبَحُ: مكانهُ، وشَقٌّ في الأرضِ مِقدارُ الشِّبْرِ ونحوِه، وكمِنْبَرٍ: ما يُذْبَحُ به. وكزُنَّارٍ: شُقوقٌ في باطِنِ أصابعِ الرِّجْلَينِ، وقد يُخَفَّفُ. وكغُرابٍ: نَبْتٌ من السُّمومِ، ووجَعٌ في الحَلْقِ.
والمَذابِحُ: المَحاريبُ، والمَقاصيرُ، وبُيوتُ كُتُبِ النَّصارى، الواحِدُ: كــمَسْكَنٍ.
والذَّابحُ: سِمَةٌ، أو مِيْسَمٌ يَسِمُ على الحَلْق في عُرْض العُنُقِ، وشَعرٌ يَنْبُتُ بينَ النَّصيلِ والمَذْبَحِ.
وسَعْدٌ الذَّابحُ: كوْكَبانِ نَيِّرانِ بينهما قِيدُ ذِراعٍ، وفي نحرِ أحدِهِما نَجْمٌ صغيرٌ لِقُرْبِه منه كأَنه يَذْبَحُه.
وذُبْحانُ، بالضم: د باليَمَنِ، واسْمُ جَماعةٍ، وجَدُّ والِدِ عُبَيْدِ بن عَمْرٍو الصَّحابِيِّ.
والتَّذْبِيحُ: التَّدْبيحُ.
والذُّبَحَةُ، كهُمَزَةٍ وعِنَبَة وكِسْرَة وصُبْرَةٍ وكِتابٍ وغُرابٍ: وجَعٌ في الحَلْقِ، أو دَمٌ يَخْنُقُ فَيَقْتُلُ.
(ذَبَحَ)
فِي حَدِيثِ الْقَضَاءِ «مَن وُلِّيَ قاضِياً فَقَدْ ذُبِحَ بِغَيْرِ سكِّين» مَعْنَاهُ التَّحذِيرُ مِنْ طلبِ القضَاءِ والحرْصِ عَلَيْهِ: أَيْ مَنْ تَصَدَّى للقَضاء وَتَوَلَّاهُ فَقَدْ تَعَرَّضَ لِلذَّبْحِ فَلْيَحْذَرْهُ. والذَّبْحُ هَاهُنَا مجازٌ عَنِ الهَلاك، فَإِنَّهُ مِنْ أسْرَع أَسْبَابِهِ. وَقَوْلُهُ بِغَيْرِ سِكِّينٍ يَحتمل وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا أَنَّ الذَّبْحَ فِي العُرف إِنَّمَا يَكُونُ بِالسِّكِّينِ فعَدَل عَنْهُ ليُعْلَم أَنَّ الَّذِي أَرَادَ بِهِ مَا يُخافُ عَلَيْهِ مِنْ هَلَاكِ دِينِه دُون هلاكِ بَدنه. وَالثَّانِي أَنَّ الذَّبْحَ الَّذِي يقَعُ بِهِ راحةُ الذَّبيحة وخَلاصُها مِنَ الأَلَم إِنَّمَا يَكُونُ بِالسِّكِّينِ، فَإِذَا ذُبِحَ بِغَيْرِ السِّكِّينِ كَانَ ذَبْحه تَعْذِيبًا لَهُ، فضَرب بِهِ الْمَثَلَ لِيَكُونَ أبلَغَ فِي الْحَذَرِ وأشدَّ فِي التَّوَقِّي مِنْهُ.
وَفِي حَدِيثِ الضَّحية «فَدَعَا بِذِبْحٍ فَذَبَحَهُ» الذِّبْحُ بِالْكَسْرِ مَا يُذْبَحُ مِنَ الأضاحِيّ وَغَيْرِهَا مِنَ الْحَيَوَانِ، وَبِالْفَتْحِ الفعلُ نفسُه.
وَفِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْع «وَأَعْطَانِي مِنْ كُلِّ ذَابِحَةٍ زَوجاً» هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ: أَيْ أَعْطَانِي مِنْ كُلِّ مَا يجوزُ ذبْحُه مِنَ الإبلِ وَالْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَغَيْرِهَا زَوْجا، وَهِيَ فاعِلةٌ بِمَعْنَى مَفْعُوِلَةٍ. وَالرِّوَايَةُ المشهورةُ بالراءِ وَالْيَاءِ، مِنَ الرَّواح.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ نَهَى عَنْ ذَبَائِحِ الجنِّ» كَانُوا إِذَا اشْتَرَوْا دَارًا، أَوِ اسْتَخْرَجُوا عَينًا، أَوْ بَنَوْا بُنْيانا ذَبَحُوا ذَبِيحَةً مخافةَ أَنْ تُصيبَهم الجنُّ، فأضِيفت الذَّبَائِحُ إِلَيْهِمْ لِذَلِكَ.
وَفِيهِ «كلُّ شَيْءٍ فِي الْبَحْرِ مَذْبُوحٌ» أَيْ ذَكِيّ لَا يَحْتَاجُ إِلَى الذَّبح.
(س) وَفِي حَدِيثِ أَبِي الدَّرداء «ذَبْحُ الخَمْر المِلحُ والشمسُ والنّينانُ» النِينان جَمْعُ نونٍ وَهِيَ السمكةُ، وَهَذِهِ صِفةُ مُرِّىٍّ يُعْمل بِالشَّامِ؛ تُؤْخَذُ الخَمْر فَيُجْعَلُ فِيهَا الملحُ وَالسَّمَكُ، وتُوضع فِي الشَّمْسِ فتتغَيَّر الْخَمْرُ إِلَى طَعْمِ المُرِّيِّ فَتَسْتَحِيلُ عَنْ هَيْأَتِهَا كَمَا تَسْتحيل إِلَى الخَلِّيَّة. يَقُولُ: كَمَا أَنَّ المَيْتة حَرَامٌ والْمَذْبُوحَةُ حَلَالٌ، فَكَذَلِكَ هَذِهِ الْأَشْيَاءُ ذَبَحَتِ الْخَمْرَ فحلَّت، فَاسْتَعَارَ الذَّبْح لِلْإِحْلَالِ. والذَّبْحُ فِي الْأَصْلِ: الشَّقُّ.
وَفِيهِ «أَنَّهُ عَادَ البَراء بْنَ مَعْرُور وأخذتْه الذُّبَحَة فأمَر مَن لَعَطَه بِالنَّارِ» الذُّبَحة بِفَتْحِ الْبَاءِ وَقَدْ تُسَكن: وجَع يَعْرِض فِي الحَلْق مِنَ الدَّمِ. وَقِيلَ هِيَ قُرْحَة تظْهر فِيهِ فيَنْسَدّ معها ويَنْقَطع النَّفَس فنَقْتُل.
[هـ] وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ كوَى أسْعد بْنَ زُرارة فِي حَلْقِه مِنَ الذُّبَحَةِ» .
وَفِي حَدِيثِ كَعْبِ بْنِ مُرَّة وشِعْره:
إِنِّي لأَحْسِبُ قولَه وفِعالَه ... يَوْماً وَإِنْ طالَ الزَّمانُ ذُبَاحاً
هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ. والذُّبَاحُ: القَتْل، وَهُوَ أَيْضًا نَبْت يَقْتُل آكلَه. وَالْمَشْهُورُ فِي الرِّوَايَةِ: ريَاحا.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ مَرْوَانَ «أتِيَ برجُل ارْتَدَّ عَنِ الإِسلام، فَقَالَ كَعْبٌ: أدْخِلوه المَذْبَحَ وضَعُوا التَّوْرَاةَ وحَلِّفُوه بِاللَّهِ» المَذْبَحُ واحدُ الْمَذَابِحِ، وَهِيَ المقاصِير. وَقِيلَ المَحاريب. وذَبَّحَ الرجُلُ:
إِذَا طَأطأ رأسَه لِلرُّكُوعِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ نَهَى عَنِ التَّذْبِيحِ فِي الصَّلَاةِ» هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ، وَالْمَشْهُورُ بِالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ. وَقَدْ تَقَدَّمَ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.