Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: مسبوق

وُقُوع «إذ» في جواب «بينما»

وُقُوع «إذ» في جواب «بينما»

مثال: بينما بدا هادئًا إذ ثارت ثائرته
الرأي: مرفوضة
السبب: لأن «إذ» الفجائية لا تقع في جواب «بينما».

الصواب والرتبة: -بينما بدا هادئا إذ ثارت ثائرته [فصيحة]-بينما بدا هادئا ثارت ثائرته [فصيحة]
التعليق: الوارد في كتب اللغة أن جواب «بينما» يمكن أن يأتي مباشرة أو مسبوقًــا بـ «إذ»، ومما جاء في الشعر من ذلك:
فبينما العسر إذ دارت مياسير

وُقُوع «إذ» في جواب «بينا»

وُقُوع «إذ» في جواب «بينا»

مثال: بينا محمد جالس إذ جاء عمرو
الرأي: مرفوضة
السبب: لأن «إذ» الفجائية لا تقع في جواب «بينا».

الصواب والرتبة: -بينا محمد جالس إذ جاء عمرو [فصيحة]-بينا محمد جالس جاء عمرو [فصيحة]
التعليق: ورد في الشعر جواب «بينا» مسبوقًــا «بإذ» وبدون «إذ»، مثلها في ذلك مثل «بينما». كما ورد في الحديث وقوع «إذ» في جواب «بينا»، كقوله: «فبينا أنا عنده إذ طلع الغلام»، وتسمى «إذ» هذه بالفجائية.

مَجِيء خبر «أوشك» شبه جملة

مَجِيء خبر «أوشك» شبه جملة

مثال: أَوْشَكَ المال على النفاد
الرأي: مرفوضة
السبب: لمجيء خبر «أوشك» شبه جملة.

الصواب والرتبة: -أوشك المال أن ينفد [فصيحة]-أوشك المال على النفاد [صحيحة]
التعليق: أفعال المقاربة لابد أن يكون خبرها جملة فعلية فعلها مضارع مسبوقًــا بأن المصدرية مع «أوشك»، ويمكن تصحيح المثال المرفوض اعتمادًا على أن الفعل «أوشك» قد جاء في المعاجم مستعملاً بعده الاسم أحيانًا، كما في قول حسان:
ترْياقة توشك فتر العظام
وقول عائشة (ض): «يوشك منه الفيئة»، كما جاء بعدها شبه الجملة في قول ابن عبد ربه: «خرج رسول الله- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأوشك في الرجعة»، ويكون «أوشك» فعلاً تامًّا بمعنى «قَرُب»، وليس من أخوات كاد الناقصة.

دخول «الباء» على «دُون»

دخول «الباء» على «دُون»

مثال: غضب بدون سببٍ
الرأي: مرفوضة
السبب: لأنهم يرون أن «دون» لا يتصل بها من أحرف الجر إلا «مِنْ».

الصواب والرتبة: -غضب دونَ سبب [فصيحة]-غضب من دون سبب [فصيحة]-غضب بدون سبب [صحيحة]
التعليق: الفصيح استخدام «دون» في التعبير السابق إما من غير حرف جر، أو مسبوقــة بـ «من». ويمكن تصحيح سبقها بحرف الجر الباء إما على تفسير «دون» بـ «غير» أو «لا» أو استنادا إلى ماورد في المعاجم القديمة من أمثلة وشواهد تؤيد ذلك. كما وردت أمثلة أخرى لبعض المتأخرين في التكملة وغيرها.

مِنْ ذو الحجة

مِنْ ذو الحجة

مثال: العاشر من ذو الحجة
الرأي: مرفوضة
السبب: لأن «ذو» مسبوقــة بحرف الجر «من»، وهي من الأسماء الخمسة التي تجر بالياء.

الصواب والرتبة: -العاشر من ذي الحجة [فصيحة]-العاشر من ذو الحجة [صحيحة]
التعليق: العبارة الثانية صحيحة على حكاية اسم الشهر كما هو «ذو الحجة» في حالات الإعراب جميعها.

لأجْل

لأجْل
الجذر: أ ج ل

مثال: أَكْرَمته لأجل شهامته
الرأي: مرفوضة
السبب: لأنه لم يرد في المعاجم سبق كلمة «أجل» باللام.

الصواب والرتبة: -أكرمته لأجل شهامته [فصيحة]-أكرمته من أجل شهامته [فصيحة]
التعليق: ورد استعمال اللفظ «أَجْل» مسبوقًــا بحرف الجر «من» في القرآن الكريم في قوله تعالى: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ} المائدة/32، ويمكن تصويب الاستعمال المرفوض على اعتبار أن اللام للتعليل، وقد ورد هذا الاستعمال في عدد من المعاجم الحديثة، كما سبق للنحاة أن أطلقوا على أحد المفاعيل اسم «المفعول لأجله».

الرّوح

(الرّوح) الرَّاحَة وَالرَّحْمَة ونسيم الرّيح تَقول وجدت روح الشمَال برد نسيمها (ج) أَرْوَاح وَيَوْم روح طيب الرّيح وَعَشِيَّة رَوْحَة كَذَلِك وَالسُّرُور والفرح

(الرّوح) مَا بِهِ حَيَاة النَّفس (يذكر وَيُؤَنث) وَالنَّفس وَالنَّفس (ج) أَرْوَاح وَالْقُرْآن وَالْوَحي
وروح الْقُدس (عِنْد النَّصَارَى) الأقنوم الثَّالِث وَالروح الْأمين وروح الْقُدس جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام و (فِي الفلسفة) مَا يُقَابل الْمَادَّة و (فِي الكيمياء) الْجُزْء الطيار للمادة بعد تقطيرها كروح الزهر وروح النعنع (مج)
الرّوح:
[في الانكليزية] Spirit ،ghost ،soul
[ في الفرنسية] Esprit ،ame
بالضم وسكون الواو اختلف الأقوال في الروح. فقال كثير من أرباب علم المعاني وعلم الباطن والمتكلّمين لا نعلم حقيقته ولا يصحّ وصفه، وهو مما جهل العباد بعلمه مع التيقّن بوجوده، بدليل قوله تعالى وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا روي أنّ اليهود قالوا لقريش: اسألوا عن محمد عن ثلاثة أشياء.
فإن أخبركم عن شيئين وأمسك عن الثالثة فهو نبي. اسألوه عن أصحاب الكهف وعن ذي القرنين وعن الروح. فسألوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عنها، فقال عليه السلام غدا أخبركم ولم يقل إن شاء الله تعالى. فانقطع الوحي أربعين يوما ثم نزل: وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ تعالى ثم فسّر لهم قصة أصحاب الكهف وقصة ذي القرنين وأبهم قصة الروح، فنزل وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا. ومنهم من طعن في هذه الرواية وقال إنّ الروح ليس أعظم شأنا من الله تعالى. فإذا كانت معرفته تعالى ممكنة بل حاصلة فأي معنى يمنع من معرفة الروح. وإنّ مسئلة الروح يعرفها أصاغر الفلاسفة وأراذل المتكلّمين، فكيف لا يعلم الرسول عليه السلام حقيقته مع أنّه أعلم العلماء وأفضل الفضلاء.
قال الإمام الرازي بل المختار عندنا أنهم سألوا عن الروح وأنّه صلوات الله عليه وسلامه أجاب عنه على أحسن الوجوه. بيانه أنّ المذكور في الآية أنهم سألوه عن الروح، والسؤال يقع على وجوه. أحدها أن يقال ما ماهيته؟ هو متحيّز أو حالّ في المتحيّز أو موجود غير متحيّز ولا حالّ فيه. وثانيها أن يقال أهو قديم أو حادث؟ وثالثها أن يقال أهو هل يبقى بعد فناء الأجسام أو يفني؟ ورابعها أن يقال ما حقيقة سعادة الأرواح وشقاوتها؟
وبالجملة فالمباحث المتعلّقة بالروح كثيرة وفي الآية ليست دلالة على أنهم عن أي هذه المسائل سألوا: إلّا أنّه تعالى ذكر في الجواب قل الروح من أمر ربي، وهذا الجواب لا يليق إلّا بمسألتين: إحداهما السؤال عن الماهية أهو عبارة عن أجسام موجودة في داخل البدن متولّدة عن امتزاج الطبائع والأخلاط، أو عبارة عن نفس هذا المزاج والتركيب، أو عن عرض آخر قائم بهذه الأجسام، أو عن موجود يغاير عن هذه الأشياء؟ فأجاب الله تعالى عنه بأنّه موجود مغاير لهذه الأشياء بل هو جوهر بسيط مجرّد لا يحدث إلّا بمحدث قوله كُنْ فَيَكُونُ، فهو موجود يحدث من أمر الله وتكوينه وتأثيره في إفادة الحياة للجسد، ولا يلزم من عدم العلم بحقيقته المخصوصة نفيه مطلقا، وهو المراد من قوله وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا وثانيتهما السؤال عن قدمها وحدوثها فإنّ لفظ الأمر قد جاء بمعنى الفعل كقوله تعالى وَما أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ فقوله مِنْ أَمْرِ رَبِّي معناه من فعل ربي فهذا الجواب يدلّ على أنهم سألوه عن قدمه وحدوثه فقال: بلى هو حادث، وإنّما حصل بفعل الله وتكوينه. ثم احتج على حدوثه بقوله وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا يعني أنّ الأرواح في مبدأ الفطرة خالية عن العلوم كلّها ثم تحصل فيها المعارف والعلوم، فهي لا تزال متغيّرة عن حال إلى حال والتغيّر من أمارات الحدوث انتهى.
ثم القائلون بعدم امتناع معرفة الروح اختلفوا في تفسيره على أقوال كثيرة. قيل إنّ الأقوال بلغت المائة. فمنهم من ذهب إلى أنّ الروح الإنساني وهو المسمّى بالنفس الناطقة مجرّد. ومنهم من ذهب إلى أنّه غير مجرّد.
ثم القائلون بعدم التجرد اختلفوا على أقوال. فقال النّظّام إنّه أجسام لطيفة سارية في البدن سريان ماء الورد في الورد، باقية من أول العمر إلى آخره، لا يتطرّق إله تحلّل ولا تبدّل، حتى إذا قطع عضو من البدن انقبض ما فيه من تلك الأجزاء إلى سائر الأعضاء. إنّما المتحلّل والمتبدّل من البدن فضل ينضمّ إليه وينفصل عنه، إذ كل أحد يعلم أنّه باق من أول العمر إلى آخره. ولا شكّ أنّ المتبدّل ليس كذلك.
واختار هذا الإمام الرازي وإمام الحرمين وطائفة عظيمة من القدماء كما في شرح الطوالع. وقيل إنّه جزء لا يتجزأ في القلب لدليل عدم الانقسام وامتناع وجود المجرّدات فيكون جوهرا فردا وهو في القلب، لأنه الذي ينسب إليه العلم، واختاره ابن الراوندي. وقيل جسم هوائي في القلب. وقيل جزء لا يتجزأ من أجزاء هوائية في القلب. وقيل هي الدماغ. وقيل هي جزء لا يتجزأ من أجزاء الدماغ. ويقرب منه ما قيل جزء لا يتجزأ في الدماغ. وقيل قوة في الدماغ مبدأ للحسّ والحركة. وقيل في القلب مبدأ للحياة في البدن. وقيل الحياة. وقيل أجزاء نارية وهي المسمّاة بالحرارة الغريزية. وقيل أجزاء مائية هي الأخلاط الأربعة المعتدلة كمّا وكيفا. وقيل الدم المعتدل إذ بكثرته واعتداله تقوى الحياة، وبفنائه تنعدم الحياة. وقيل الهواء إذ بانقطاعها تنقطع الحياة طرفة عين، فالبدن بمنزلة الزّقّ المنفوخ فيه. وقيل الهيكل المخصوص المحسوس وهو المختار عند جمهور المتكلمين من المعتزلة وجماعة من الأشاعرة. وقيل المزاج وهو مذهب الأطباء، فما دام البدن على ذلك المزاج الذي يليق به الإنسان كان مصونا عن الفساد، فإذا خرج عن ذلك الاعتدال بطل المزاج وتفرّق البدن كذا في شرح الطوالع. وقيل الروح عند الأطباء جسم لطيف بخاري يتكوّن من لطافة الأخلاط وبخاريتها كتكوّن الأخلاط من كثافتها وهو الحامل للقوى الثلاث. وبهذا الاعتبار ينقسم إلى ثلاثة اقسام روح حيواني وروح نفساني وروح طبيعي، كذا في الأقسرائي. وقيل الروح هذه القوى الثلاث أي الحيوانية والطبيعية والنفسانية. وفي بحر الجواهر الروح عند الأطباء جوهر لطيف يتولّد من الدم الوارد على القلب في البطن الأيسر منه لأنّ الأيمن منه مشغول بجذب الدم من الكبد. وقال ابن العربي إنّهم اختلفوا في النفس والروح. فقيل هما شيء واحد. وقيل هما متغايران وقد يعبّر عن النفس بالروح وبالعكس وهو الحقّ انتهى. وبالنظر إلى التغاير [ما] وقع في مجمع السلوك من أنّ النفس جسم لطيف كلطافة الهواء ظلمانية غير زاكية منتشرة في أجزاء البدن كالزّبد في اللبن والدهن في الجوز واللوز يعني سريان النفس في البدن كسريان الزبد في اللبن والدهن في الجوز واللوز. والروح نور روحاني آلة للنفس كما أنّ السر آلة لها أيضا، فإنّ الحياة في البدن إنما تبقى بشرط وجود الروح في النفس. وقريب من هذا ما قال في التعريف وأجمع الجمهور على أنّ الروح معنى يحيى به الجسد. وفي الأصل الصغار أنّ النفس جسم كثيف والروح فيه جسم لطيف والعقل فيه جوهر نوراني. وقيل النفس ريح حارة تكون منها الحركات والشهوات، والروح نسيم طيّب تكون به الحياة. وقيل النفس لطيفة مودعة في القلب منها الأخلاق والصفات المذمومة كما أنّ الروح لطيف مودع في القلب منه الأخلاق والصفات المحمودة.
وقيل النفس موضع نظر الخلق والقلب موضع نظر الخالق، فإنّ له سبحانه تعالى في قلوب العباد في كل يوم وليلة ثلاثمائة وستين نظرة.
وأما الروح الخفي ويسمّيه السالكون بالأخفى فهو نور ألطف من السّر والروح وهو أقرب إلى عالم الحقيقة. وثمّة روح آخر ألطف من هذه الأرواح كلّها ولا يكون هذا لكل واحد بل هو للخواص انتهى. ويجيء توضيح هذا في لفظ السّر وبعض هذه المعاني قد سبق في لفظ الإنسان أيضا.
والقائلون بتجرّد الروح يقولون الروح جوهر مجرّد متعلّق بالبدن تعلّق التّدبير والتصرّف، وإليه ذهب أكثر أهل الرياضات وقدماء المعتزلة وبعض الشيعة وأكثر الحكماء كما عرفت في لفظ الإنسان، وهي النفس الناطقة، ويجيء تحقيقه.

وقال شيخ الشيوخ: الروح الإنساني السماوي من عالم الأمر أي لا يدخل تحت المساحة والمقدار، والروح الحيواني البشري من عالم الخلق أي يدخل تحت المساحة والمقدار، وهو محل الروح العلوي. والروح الحيواني جسماني لطيف حامل لقوة الحسّ والحركة ومحلّه القلب، كذا في مجمع السلوك.
قال في الإنسان الكامل في باب الوهم:
اعلم أنّ الروح في الأصل بدخولها في الجسد وحلولها فيه لا تفارق مكانها ومحلّها، ولكن تكون في محلّها، وهي ناظرة إلى الجسد.
وعادة الأرواح أنّها تحلّ موضع نظرها فأي محلّ وقع فيه نظرها تحلّه من غير مفارقة لمركزها الأصلي، هذا أمر يستحيله العقل ولا يعرف إلّا بالكشف. ثم إنّه لما نظرت إلى الجسم نظر الاتحاد وحلّت فيه حلول الشيء في هويته اكتسبت التصوير الجسدي بهذا الحلول في أوّل وهلة، ثم لا تزال تكتسب منه. أمّا الأخلاق الرّضيّة الإلهية فتصعد وتنمو به في علّيين. وأما الأخلاق البهيمية الحيوانية الأرضية فتهبط بتلك الأخلاق إلى سجّين. وصعودها هو تمكّنها من العالم الملكوتي حال تصوّرها بهذه الصورة الإنسانية لأنّ هذه الصورة تكتسب الأرواح ثقلها وحكمها، فإذا تصوّر بصورة الجسد اكتسب حكمه من الثّقل والحصر والعجز ونحوها، فيفارق الروح بما كان له من الخفّة والسّريان لا مفارقة انفصال ولكن مفارقة اتصال لأنّها تكون متّصفة بجميع أوصافها الأصلية، ولكنها غير متمكّنة من إتيان الأمور الفعلية، فتكون أوصافها فيها بالقوة لا بالفعل. ولذا قلنا مفارقة اتصال لا انفصال، فإن كان صاحب الجسم يستعمل الأخلاق الملكية فإنّ الروح تتقوّى ويرفع حكم الثقل عن نفسها حتى لا تزال كذلك إلى أن يصير الجسد في نفسه كالروح، فيمشي على الماء ويطير في الهواء.
وإن كان يستعمل الأخلاق البشرية فإنّه يتقوّى على الروح حكم الرّسوب والثّقل فتنحصر في سجنه فتحشر غدا في السّجّين، كما قال قائل بالفارسية:
الإنسان تحفة معجونة من أصل ملائكي وآخر حيواني فإن مال إلى أصله الحيواني فهو أدنى منه وإن مال إلى أصله الملائكي فهو أعلى مقاما منه.
ثم إنّها لما تعشّقت بالجسم وتعشّق الجسم بها فهي ناظرة إليه ما دام معتدلا في صحته. فإذا سقم وحصل فها الألم بسببه أخذت في رفع نظرها عنه إلى عالمها الروحي، إذ تفريحها فيه، ولو كانت تكره مفارقة الجسد فإنّها تأخذ نظرها فترفعه من العالم الجسدي رفعا ما إلى العالم الروحي. كمن يهرب عن ضيق إلى سعة.
ولو كان له في المحل الذي يضيق فيه من ينجّيه فلا تحذير من الفرار. ثم لا تزال الروح كذلك إلى أن يصل الأجل المحتوم فيأتيها عزرائيل عليه السلام على صورة مناسبة بحالها عند الله من الحسنة أو القبيحة، مثلا يأتي إلى الظالم من عمّال الدّيوان على صفة من ينتقم منه أو على صفة رسل الملك لكن في هيئة منكرة، كما أنّه يأتي إلى الصّلحاء في صورة أحبّ الناس إليهم. وقد يتصوّر لهم بصورة النبي عليه السلام. فإذا شهدوا تلك الصورة خرجت أرواحهم. وتصوّره بصورة النبي عليه السلام وكذا لأمثاله من الملائكة المقرّبين مباح لأنهم مخلوقون من قوى روحية، وهذا التصور من باب تصوّر روح الشخص بجسده، فما تصوّر بصورة محمد عليه السلام إلّا روحه، بخلاف إبليس عليه اللعنة واتباعه المخلوقين من بشريته لأنّه عليه السلام ما تنبّأ إلّا دما فيه شيء من البشرية للحديث: «إنّ الملك [أتاه و] شقّ قلبه فأخرج منه دما فطهّر قلبه»، فالدّم هي النفس البشرية وهي محلّ الشياطين، فلذا لم يقدر أحد منهم أن يتمثّل بصورته لعدم التناسب.
وكذا يأتي إلى الفرس بصورة الأسد ونحوه، وإلى الطيور على صفة الذابح ونحوه. وبالجملة فلا بد له من مناسبة إلّا من يأتيه على غير صورة مركبة بل في بسيط غير مرئي يهلك الشخص بشمّه. فقد تكون رائحة طيبة وقد تكون كريهة وقد لا تعرف رائحته بل يمرّ عليه كما لا يعرفه.
ثم إنّ الروح بعد خروجه من الجسد أي بعد ارتفاع نظره عنه، إذ لا خروج ولا دخول هاهنا، لا يفارق الجسدية أبدا، لكن يكون لها زمان تكون فيه ساكنة كالنائم الذي ينام ولا يرى شيئا في نومه، ولا يعتدّ بمن يقول إنّ كل نائم لا بد له أن يرى شيئا. فمن الناس من يحفظ ومنهم من ينساه. وهذا السكون الأول هو موت الأرواح. ألا ترى إلى الملائكة كيف عبّر صلى الله عليه وسلم عن موتهم بانقطاع الذّكر. ثم إذا فرغ عن مدّة هذا السكون المسمّى بموت الأرواح تصير الروح في البرزخ انتهى ما في الإنسان الكامل.
ونقل ابن منده عن بعض المتكلمين أنّ لكل نبي خمسة أرواح ولكل مؤمن ثلاثة أرواح كذا في المواهب اللدنية، وفي مشكاة الأنوار تصنيف الإمام حجة الإسلام الغزالي الطوسي أنّ مراتب الأرواح البشرية النورانية خمس. فالأولى منها الروح الحسّاس وهو الذي يتلقى ما يورده الحواس الخمس وكأنه أصل الروح الحيواني وأوله، إذ به يصير الحيوان حيوانا وهو موجود للصبي الرضيع. والثانية الروح الخيالي وهو الذي يتشبّث ما أورده الحواس ويحفظ مخزونا عنه ليعرضه على الروح العقلي الذي فوقه عند الحاجة إليه، وهذا لا يوجد للصبي الرضيع في بداية نشوئه، وذلك يولع للشيء ليأخذه، فإذا غيّب عنه ينساه ولا ينازعه نفسه إليه إلى أن يكبر قليلا، فيصير بحيث إذا غيّب عنه بكى وطلب لبقاء صورته المحفوظة في خياله. وهذا قد يوجد في بعض الحيوانات دون بعض، ولا يوجد للفراش المتهافت على النار لأنه يقصد النار لشغفه بضياء النار، فيظن أنّ السراج كوّة مفتوحة إلى موضع الضياء فيلقي نفسه عليها فيتأذّى به، ولكنه إذا جاوزه وحصل في الظلمة عادة مرة أخرى. ولو كان له الروح الحافظ المتشبّث لما أدّاه الحسّ إليه من الألم لما عاوده بعد التضرّر. والكلب إذا ضرب مرّة بخشبة فإذا رأى تلك الخشبة بعد ذلك يهرب. والثالثة الروح العقلي الذي به يدرك المعاني. الخارجة عن الحسّ والخيال وهو الجوهر الإنسي الخاص، ولا يوجد للبهيمة ولا للصبي، ومدركاته المعارف الضرورية الكلية. والرابعة الروح الذّكري الفكري وهو الذي أخذ المصارف العقلية فيوقع بينها تأليفات وازدواجات ويستنتج منها معاني شريفة. ثم إذا استفاد نتيجتين مثلا ألّف بينهما نتيجة أخرى، ولا تزال تتزايد كذلك إلى غير النهاية. والخامسة الروح القدسي النّبوي الذي يختصّ به الأنبياء وبعض الأولياء وفيه يتجلّى لوائح الغيب وأحكام الآخرة وجملة من معارف ملكوت السموات والأرض بل المعارف الربانية التي يقصر دونها الروح العقلي والفكري؛ ولا يبعد أيها المعتكف في عالم العقل أن يكون وراء العقل طور آخر يظهر فيه ما لا يظهر في العقل، كما لا يبعد كون العقل طورا وراء التميّز والإحساس ينكشف فيه عوالم وعجائب يقصر عنها الإحساس والتميّز، ولا يجعل أقصى الكمالات وقفا على نفسك. ألا ترى كيف يختص بذوق الشّعر قوم ويحرم عنه بعض حتى لا يتميّز عندهم الألحان الموزونة عن غيرها انتهى.
اعلم أنّ كلّ شيء محسوس فله روح.
وفي تهذيب الكلام زعم الحكماء أنّ الملائكة هم العقول المجرّدة والنفوس الفلكية، والجنّ أرواح مجرّدة لها تصرّف في العنصريات، والشيطان هو القوّة المتخيّلة. وإنّ لكل فلك روحا كليا ينشعب منه أرواح كثيرة، والمدبّر لأمر العرش يسمّى بالنفس الكلّي. ولكلّ من أنواع الكائنات روح يدبّر أمره يسمّى بالطبائع التامة انتهى. وفي الإنسان الكامل اعلم أنّ كل شيء من المحسوسات له روح مخلوق قام به صورته. والروح لذلك الصورة كالمعنى للفظ. ثم إنّ لذلك الروح المخلوق روحا إلهيا قام به ذلك الروح، وذلك الروح الإلهي هو روح القدس المسمّى بروح الأرواح، وهو المنزّه عن الدخول تحت كلمة كن، يعني أنّه غير مخلوق لأنه وجه خاص من وجوه الحق قام به الوجود، وهو المنفوخ في آدم. فروح آدم مخلوق وروح الله غير مخلوق. فذلك الوجه في كل شيء هو روح الله وهو روح القدس أي المقدّس عن النقائص الكونية. وروح الشيء نفسه والوجود قائم بنفس الله، ونفسه ذاته. فمن نظر إلى روح القدس في إنسان رآها مخلوقة لانتفاء قديمين، فلا قديم إلّا الله وحده، ويلحق بذاته جميع أسمائه وصفاته لاستحالة الانفكاك، وما سوى ذلك فمخلوق. فالإنسان مثلا له جسد وهو صورته وروح هو معناه وسرّ هو الروح ووجه وهو المعبّر عنه بروح القدس وبالسرّ الالهي والوجود الساري. فإذا كان الأغلب على الانسان الأمور التي تقتضيها صورته وهي المعبّر عنه بالبشرية وبالشهوانية فإنّ روحه يكتسب الرسوب المعدني الذي هو أصل الصورة ومنشأ محلها، حتى كاد تخالف عالمها الأصلي لتمكّن المقتضيات البشرية فيها، فتقيّدت بالصورة عن إطلاقها الروحي، فصارت في سجن الطبيعة والعادة وذلك في دار الدنيا، مثال السجين في دار الآخرة بل عين السجين هو ما استقر فيه الروح، لكن السجين في الآخرة سجن محسوس من النار وهي في الدنيا هذا المعنى المذكور لأنّ الآخرة محل تبرز فيه المعاني صورا محسوسة، وبعكسه الإنسان إذا كان الأغلب عليه الأمور الروحانية من دوام الفكر الصحيح وإقلال الطعام والمنام والكلام وترك الأمور التي تقتضيها البشرية، فإنّ هيكله يكتسب اللّطف الروحي فيخطو على الماء ويطير في الهواء ولا يحجبه الجدران وبعد البلدان، فتصير في أعلى مراتب المخلوقات وذلك هو عالم الأرواح المطلقة عن القيود الحاصلة بسبب مجاورة الأجسام، وهو المشار إليه بقوله إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ.
فائدة:
اختلفوا في المراد من الروح المذكور في قوله تعالى قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي على أقوال. فقيل المراد به ما هو سبب الحياة.
وقيل القرآن يدلّ عليه قوله وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا وأيضا فبالقرآن تحصيل حياة الأرواح وهي معرفة الله تعالى. وقيل جبرئيل لقوله نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ، عَلى قَلْبِكَ. وقيل ملك من ملكوت السموات هو أعظمهم قدرا وقوة وهو المراد من قوله يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا.
ونقل عن علي رضي الله عنه أنه قال هو ملك له سبعون ألف وجه، لكل وجه سبعون ألف لسان، لكل لسان سبعون ألف لغة يسبّح الله تعالى بتلك اللغات كلّها، ويخلق الله تعالى بكل تسبيحة ملكا يطير مع الملائكة إلى يوم القيمة. ولم يخلق الله تعالى خلقا أعظم من الروح غير العرش. ولو شاء أن يبلع السموات السبع والأرض السبع ومن فيهن بلقمة واحدة.
ولقائل أن يقول هذا ضعيف لأنّ هذا التفصيل ما عرفه علي رضي الله عنه إلّا من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فلما ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذلك الشرح لعلي رضي الله عنه، فلم لم يذكره لغيره. ولأنّ ذلك الملك إن كان حيوانا واحدا وعاقلا واحدا لم يمكن تكثير تلك اللغات. وإن كان المتكلم بكل واحدة من تلك اللغات حيوانا آخر لم يكن ذلك ملكا واحدا بل كان مجموع ملائكة. ولأنّ هذا شيء مجهول الوجود فكيف يسأل عنه كذا في التفسير الكبير. وقيل الروح خلق ليسوا بالملائكة على صورة بني آدم يأكلون ولهم أيد وأرجل ورءوس. قال أبو صالح يشتبهون الناس وليسوا منهم.
قال الإمام الرازي في التفسير الكبير ولم أجد في القرآن ولا في الأخبار الصحيحة شيئا يمكن التمسّك به في إثبات هذا القول، وأيضا فهذا شيء مجهول، فيبتعد صرف هذا السؤال إليه انتهى
قال صاحب الإنسان الكامل الملك المسمّى بالروح هو المسمّى في اصطلاح الصوفية بالحق المخلوق به والحقيقة المحمدية نظر الله تعالى إلى هذا الملك بما نظر به [إلى] نفسه فخلقه من نوره وخلق العالم منه وجعله محلّ نظره من العالم. ومن أسمائه أمر الله هو أشرف الموجودات وأعلاها مكانة وأسماها منزلة ليس فوقه ملك، هو سيد المرسلين وأفضل المكرمين.
اعلم أنّه خلق الله تعالى هذا الملك مرآة لذاته لا يظهر الله تعالى بذاته إلّا في هذا الملك، وظهوره في جميع المخلوقات إنّما هو بصفاته، فهو قطب الدنيا والآخرة وأهل الجنة والنار والأعراف، اقتضت الحقيقة الإلهية في علم الله سبحانه أن لا يخلق شيئا إلّا ولهذا الملك فيه وجه، يدور ذلك المخلوق على وجهه فهو قطبه لا يتعرّف هذا الملك إلى أحد من خلق الله إلّا للإنسان الكامل، فإذا عرفه الولي علّمه أشياء، فإذا تحقّق بها صار قطبا تدور عليه رحى الوجود جميعه، لكن لا بحكم الأصالة بل بحكم النيابة والعارية، فاعرفه فإنّه الروح المذكور في قوله تعالى يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا يقوم هذا الملك في الدولة الإلهية والملائكة بين يديه وقوفا صفا في خدمته وهو قائم في عبودية الحق متصرّف في تلك الحضرة الإلهية بما أمره الله به. وقوله لا يَتَكَلَّمُونَ راجع إلى الملائكة دونه فهو مأذون له بالكلام مطلقا في الحضرة الإلهية لأنّه مظهرها الأكمل والملائكة وإنّ أذن لهم بالتكلّم لم يتكلّم كلّ ملك إلّا بكلمة واحدة ليس في طاقته أكثر من ذلك، فلا يمكنه البسط في الكلام، فأول ما يتلقّى الأمر بنفوذ أمر في العالم خلق الله منه ملكا لائقا بذلك الأمر فيرسله الروح فيفعل الملك ما أمر به الروح؛ وجميع الملائكة المقرّبين مخلوقون منه كإسرافيل وميكائيل وجبرئيل وعزرائيل ومن هو فوقهم وهو الملك القائم تحت الكرسي، والملك المسمّى بالمفضّل وهو القائم تحت الإمام المبين، وهؤلاء هم العالون الذين لم يؤمروا لسجود آدم، كيف ظهروا على كل من بني آدم فيتصوّرهم في النوم بالأمثال التي بها يظهر الحق للنائم، فتلك الصور جميعها ملائكة الله تنزل بحكم ما يأمرها الملك الموكل بضرب الأمثال فيتصوّر بكل صورة للنائم. ولهذا يرى النائم أنّ الجماد يكلّمه ولو لم يكن روحا متصورا بالصورة الجمادية لم يكن يتكلّم. ولذا قال عليه السلام: «الرؤيا الصادقة وحي من الله» وذلك لأنّ الملك ينزل به. ولما كان إبليس عليه اللعنة من جملة المأمورين بالسجود ولم يسجد، أمر الشياطين وهم نتيجته وذريته أن يتصوّروا للنائم بما يتصوّر به الملائكة فظهرت المرايا الكاذبة. اعلم أنّ هذا الملك له أسماء كثيرة على عدد وجوهه يسمّى بالأعلى وبروح محمد صلى الله عليه وآله وسلم وبالعقل الأول وبالروح الإلهي من تسمية الأصل بالفرع، وإلّا فليس له في الحضرة الإلهية إلّا اسم واحد وهو الروح انتهى. وأيضا يطلق الروح عند أهل الرّمل على عنصر النار. فمثلا نار لحيان، يقولون عنها إنّها الروح الأولى، ونار نصرة الخارج تسمّى الروح الثانية. وقالوا في بعض الرسائل: النار هي الروح، والريح هي العقل والماء هو النفس، والتراب هو الجسم فالروح الأوّلي، إذا، هي النار الأولى، كما يقولون، وهكذا حتى النفي التي هي الروح السابعة.
والروح الأولى يسمّونها العقل الأوّل إلى عتبة الداخل التي هي العقل السابع. والماء الأوّل يقولون إنّها النفس النار الأولى الجسم الأوّل إلى عتبة الداخل الذي هو الجسم السابع انتهى.
وفي كليات أبي البقاء الروح بالضم هو الريح المتردّد في مخارق البدن ومنافذه واسم للنفس واسم أيضا للجزء الذي تحصل به الحياة واستجلاب المنافع واستدفاع المضار. والروح الحيواني جسم لطيف منبعه تجويف القلب الجسماني، وينتشر بواسطة العروق [الضوارب] إلى سائر أجزاء البدن؛ والروح الإنساني لا يعلم كنهه إلّا الله تعالى. ومذهب أهل السنة والجماعة أنّ الروح والعقل من الأعيان وليسا بعرضين كما ظنّته المعتزلة وغيرهم، وأنهما يقبلان الزيادة من الصفات الحسنة والقبيحة كما تقبل العين الناظر غشاوة ورمدا والشمس انكسافا. ولهذا وصف الروح بالأمّارة بالسّوء مرة وبالمطمئنّة أخرى. وملخص ما قال الغزالي إنّ الروح ليس بجسم يحلّ البدن حلول الماء في إناء ولا هو عرض يحلّ القلب والدماغ حلول العلم في العالم، بل هو جوهر لأنّه يعرف نفسه وخالقه ويدرك المعقولات وهو باتفاق العقلاء جزء لا يتجزّأ وشيء لا ينقسم، إلّا أنّ لفظ الجزء غير لائق به لأنّ الجزء مضاف إلى الكل ولا كلّ هاهنا فلا جزء، إلّا أن يراد به ما يريد القائل بقوله الواحد جزء من العشرة فإذا أخذت جميع [الموجودات أو جميع] ما به قوام البدن في كونه إنسانا كان الروح واحدا من جملتها لا هو داخل فيه ولا هو خارج عنه ولا هو منفصل منه ولا هو متّصل به، بل هو منزّه عن الحلول في المحال والاتصال بالأجسام والاختصاص بالجهات، مقدّس عن هذه العوارض وليس هذا تشبيها وإثباتا لأخصّ وصف الله تعالى في حق الروح، بل أخصّ وصف الله تعالى أنّه قيّوم أي قائم بذاته، وكل ما سواه قائم به. فالقيومية ليست إلّا لله تعالى. ومن قال إنّ الروح مخلوق أراد انه حادث وليس بقديم. ومن قال إنّ الروح غير مخلوق أراد أنّه غير مقدّر بكمية فلا يدخل تحت المساحة والتقدير. ثم اعلم أنّ الروح هو الجوهر العلوي الذي قيل في شأنه قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي يعني أنّه موجود بالأمر وهو الذي يستعمل في ما ليس له مادة فيكون وجوده زمانيّا لا بالخلق، وهو الذي يستعمل في مادّيات فيكون وجوده آنيا. فبالأمر توجد الأرواح وبالخلق توجد الأجسام المادية. قال الله تعالى: وَمِنْ آياتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ. وقال وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّراتٍ بِأَمْرِهِ.
والأرواح عندنا أجسام لطيفة غير مادية خلافا لفلاسفة فإذا كان الروح غير مادي كان لطيفا نورانيا غير قابل للانحلال ساريا في الأعضاء للطافته، وكان حيا بالذات لأنّه عالم قادر على تحريك البدن. وقد ألّف الله [بين] الروح والنفس الحيوانية. فالروح بمنزلة الزوج والنفس الحيوانية بمنزلة الزوجة وجعل بينهما تعاشقا. فما دام في البدن كان البدن حيا يقظان، وإن فارقه لا بالكلّية بل تعلقه باق [ببقاء النفس الحيوانية] كان البدن نائما، وإن فارقه بالكليّة بأن لم تبق النفس الحيوانية فيه فالبدن ميّت.
ثم هي أصناف بعضها في غاية الصّفاء وبعضها في غاية الكدورة وبينهما مراتب لا تحصى. وهي حادثة؛ أمّا عندنا فلأنّ كل ممكن حادث لكن قبل حدوث الأجسام لقوله عليه الصلاة والسلام: «خلق الأرواح قبل الأجسام بألفي عام». وعند أرسطو حادثة مع البدن.
وعند البعض قديمة لأنّ كل حادث مسبوق بالمادة ولا مادة له وهذا ضعيف. والحق أنّ الجوهر الفائض من الله تعالى المشرّف بالاختصاص بقوله تعالى وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي الذي من شأنه أن يحيى به ما يتّصل به لا يكون من شأنه أن يفنى مع إمكان هذا.
والأخبار الدالّة على بقائه بعد الموت وإعادته في البدن وخلوده دالّة على بقائه وأبديته. واتفق العقلاء على أنّ الأرواح بعد المفارقة عن الأبدان تنقل إلى جسم آخر لحديث: «أنّ أرواح المؤمنين في أجواف طير خضر» إلى آخره.

وروي: «أرواح الشهداء» الخ. ومنعوا لزوم التناسخ لأنّ لزومه على تقدير عدم عودها إلى جسم نفسها الذي كانت فيه وذلك غير لازم، بل إنّما يعاد الروح في الأجزاء الأصلية، إنّما التغيّر في الهيئة والشكل واللون وغيرها من الأعراض والعوارض.
ولفظ الروح في القرآن جاء لعدة معان.
الأول ما به حياة البدن نحو قوله تعالى:
وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ. والثاني بمعنى الأمر نحو وَرُوحٌ مِنْهُ والثالث بمعنى الوحي نحو تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ. والرابع بمعنى القرآن نحو وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا والخامس الرحمة نحو وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ والسادس جبرئيل نحو فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا انتهى من كليات أبي البقاء.
وفي الاصطلاحات الصوفية الروح في اصطلاح القوم هي اللطيفة الإنسانية المجرّدة.
وفي اصطلاح الأطباء هو البخار اللطيف المتولّد في القلب القابل لقوة الحياة والحسّ والحركة، ويسمّى هذا في اصطلاحهم النفس. فالمتوسّط بينهما المدرك للكلّيات والجزئيات القلب. ولا يفرّق الحكماء بين القلب والروح الأول ويسمّونها النفس الناطقة. وفي الجرجاني الروح الإنساني وهو اللطيفة العالمة المدركة من الإنسان الراكبة على الروح الحيواني نازل من [عالم] الأمر يعجز العقول عن إدراك كنهه، وذلك الروح قد يكون مجرّدة وقد يكون منطبقة في البدن. والروح الحيواني جسم لطيف منبعه تجويف القلب الجسماني وينتشر بواسطة العروق الضوارب إلى سائر أجزاء البدن. والروح الأعظم الذي هو الروح الإنساني مظهر الذات الإلهية من حيث ربوبيتها، لذلك لا يمكن أن يحوم حولها حائم ولا يروم وصلها رائم لا يعلم كنهها إلّا الله تعالى، ولا ينال هذه البغية سواه وهو العقل الأول والحقيقة المحمدية والنفس الواحدة والحقيقة الأسمائية، وهو أول موجود خلقه الله على صورته، وهو الخليفة الأكبر، وهو الجوهر النوراني، جوهريته مظهر الذات ونورانيته مظهر علمها، ويسمّى باعتبار الجوهرية نفسا واحدة، وباعتبار النورانية عقلا أوّلا، وكما أنّ له في العالم الكبير مظاهر وأسماء من العقل الأول والقلم الأعلى والنور والنفس الكلية واللوح المحفوظ وغير ذلك، كذلك له في العالم الصغير الإنساني مظاهر وأسماء بحسب ظهوراته ومراتبه. وفي اصطلاح أهل الله وغيرهم وهي السّر والخفي والروح والقلب والكلمة والرّوع والفؤاد والصدر والعقل والنفس.

حَسَب الطريقة

حَسَب الطريقة
الجذر: ح س ب

مثال: سنسير حَسَب الطريقة المتبعة
الرأي: مرفوضة
السبب: لأن الكلمة لم ترد في المعاجم- في سياقها هذا- إلا مقترنة بالباء، أو بـ «على».
المعنى: على قَدْرها

الصواب والرتبة: -سنسير بحَسَب الطريقة المتبعة [فصيحة]-سنسير على حَسَب الطريقة المتبعة [فصيحة]-سنسير حَسَب الطريقة المتبعة [صحيحة]
التعليق: تسبق «حَسَب» بالباء، أو بـ «على»، وتأتي غير مسبوقــة بشيء. كما ورد في المعاجم، فجاء في اللسان: الحَسَب: قدر الشيء، كقولك: الأجر بحسب ما عملت وحسبه. ويمكن تخريج العبارة غير الــمسبوقــة بحرف جر كذلك على أن كلمة «حسب» مضمَّنة معنى مِثْل، فاستعملت استعمالها.

بدون

بدون
الجذر: د و ن

مثال: غضب بدون سبب
الرأي: مرفوضة
السبب: لدخول حرف الجر «الباء» على الظرف «دون».

الصواب والرتبة: -غضب دونَ سبب [فصيحة]-غضب من دون سبب [فصيحة]-غضب بدون سبب [صحيحة]
التعليق: الفصيح استخدام «دون» في التعبير السابق إما من غير حرف جرّ، أو مسبوقــة بـ «من». ويمكن تصحيح سبقها بحرف الجر الباء إما على تفسير «دون» بـ «غير» أو «لا» أو استنادًا إلى ما ورد في المعاجم القديمة من أمثلة وشواهد تؤيد ذلك. كما وردت أمثلة أخرى لبعض المتأخرين في تكملة المعاجم العربية وغيرها.

القدم الزماني

القدم الزماني: كونه غير مسبوق بالعدم، كذا قرره ابن الكمال. وقال الراغب: القدم الحقيقي ما لم يسبقه عدم، وهو المعبر عنه بالقدم الذاتي المختص بالباري تقدس. والقديم ما لا يسبق وجوده عدم، وهو معنى قولهم: ما لا ابتداء لوجوده.

بِأَجْمَعِهم

بِأَجْمَعِهم
الجذر: ج م ع

مثال: جَاء القوم بأَجْمَعِهم
الرأي: مرفوضة
السبب: لمجيء لفظ التوكيد «أجمع» مسبوقًــا بحرف الجر الباء.

الصواب والرتبة: -جاء القوم أَجْمَعُهُمْ [فصيحة]-جاء القوم بأَجْمَعِهم [صحيحة]-جاء القوم بأَجْمُعِهم [فصيحة مهملة]
التعليق: التعبيرات الثلاثة صائبة، الأول على التوكيد، والثاني على زيادة حرف الجر مع إفادة التأكيد، والثالث على أنه جمع على وزن «أفعُل» ومفرده «جَمْع» مثل فرْخ وأفْرُخ. وقد صحح اللفظ المرفوض كل من الجوهري وابن الحنبلي وابن منظور وغيرهم.

أَوْشَكَ

أَوْشَكَ
الجذر: و ش ك

مثال: أَوْشَكَ المال على النفاد
الرأي: مرفوضة
السبب: لمجيء خبر «أوشك» شبه جملة.

الصواب والرتبة: -أوشك المال أن ينفد [فصيحة]-أوشك المال على النفاد [صحيحة]
التعليق: أفعال المقاربة لابد أن يكون خبرها جملة فعلية فعلها مضارع مسبوق بأن المصدرية مع «أوشك»، ويمكن تصحيح المثال المرفوض اعتمادًا على أن أوشك قد جاء في المعاجم مستعملاً بعده الاسم أحيانًا كقول حسان:
تُرْياقةً توشك فتر العظام
وقول عائشة (ض): «يوشك منه الفيئةَ» كما جاء بعدها شبه الجملة في قول ابن عبد ربه: «خرج رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأوشك في الرجعة»، ويكون «أوشك» فعلاً تامًّا بمعنى «قَرُب» وليس من أخوات كاد الناقصة.

عسى

عس

ى1 عَسَى is [said by some to be] one of the verbs of appropinquation, implying eager desire, or hope, and fear, and not perfectly inflected, for it is applied in the form of the preterite to that which occurs in the present: one says عَسَى زَيْدٌ

أَنْ يَخْرُجَ [meaning, accord. to what has been said above, Zeyd is near to going forth, though generally otherwise expl., as will be shown in what follows], and عَسَتْ فُلَانَةُ أَنْ تَخْرُجَ [Such a woman is near to going forth]; زَيْدٌ being the agent of عَسَى, and أَنْ يَخْرُجَ being its objective complement and meaning الخُرُوجَ: and one says also, عَسَيْتُ أَنْ أَفْعَلَ ذَاكَ [as meaning, accord. to what here precedes, I am near to doing that], and عَسِيتُ, with kesr, agreeably with readings [in the Kur xlvii. 24], فَهَلْ عَسِيتُمْ and عَسَيْتُمْ, with kesr and fet-h; and one says to a woman, عَسَيْتِ أَنْ تَفْعَلِى ذَاكَ; and [to women,] عَسَيْتُنَّ; but one does not use the form يَفْعَلُ thereof, nor the form فَاعِلٌ; (S;) both of which [however] are memtioned [as used] by the author of the “ Insáf: ” (I 'Ak p. 88:) [or, accord. to Fei,] عَسَى is a preterite verb, [used in the sense of the present,] aplastic, not perfectly inflected, of the verbs of appropinquation, implying hope, and eager desire, and sometimes opinion, and certainty; and it is incomplete [i. e. non-attributive], and complete [i. e. attributive]: the incomplete has for its predicate an aor. mansoob by means of أَنْ, as in the saying, عَسَى زَيْدٌ أَنْ يَقُومَ, meaning قَارَبَ زَيْدٌ القِيَامَ [Zeyd is near to standing], the predicate being an objective complement or having the meaning of an objective complement: or, as some say, the meaning is لَعَلَّ زَيْدًا أَنْ يَقُومَ, i. e. [virtually, but not literally,] I eagerly desire, or I hope, that Zeyd may be performing the act of standing: [but see عَلَّ and لَعَلَّ in art. عل, as well as what follows in this paragraph after the explanation of the next ex.:] the complete is such as occurs in the saying, عَسَى أَنْ يَقُومَ زَيْدٌ [meaning, accord. to what is said above, Zeyd's standing is near to being a fact]; the agent being literally a phrase composed of a subject and an attribute because أَنْ is here what is termed مَصْدَرِيَّة [so that أَنْ يَقُومَ زَيْدٌ is equivalent to قِيَامُ زَيْدٍ]: (Msb:) b2: [in the MA and PS and TK &c., عَسَى is expl. as meaning It may be that; and this, or simply may-be, or may-hap, or perhaps, I regard as the preferable rendering; as being virtually the meaning in all cases: for عَسَى زَيْدٌ أَنْ يَقُومَ, in which it is used as an incomplete verb, however it may be rendered, virtually means It may be that Zeyd is, or will be, standing; or may-be Zeyd &c.: and عَسَى أَنْ يَقُومَ زَيْدٌ, in which it is used as a complete verb, virtually means the same, though more properly rendered Zeyd's standing may be a fact: its usages are various, and have occasioned much dispute respecting its grammatical character and its meaning or meanings; as will be shown by what here follows:] b3: it is [said to be] a verb unrestrictedly, or a particle unrestrictedly: (K:) [but this statement seems to have originated from a mistranscription: IHsh says,] it is a verb unrestrictedly: not a particle unrestrictedly, contrary to the opinion of Ibn-Ks-Sarráj and Th; nor when it has an affixed pronoun, as in عَسَاكَ, contrary to an opinion of Sb, ascribed to him by Seer: (Mughnee:) it denotes hope in the case of that which is liked, and fear in the case of that which is disliked; as in the saying in the Kur [ii. 213], وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى

أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ [But it may be that ye dislike a thing when it is good for you, and it may be that ye like a thing when it is evil for you]: (Mughnee, K: *) b4: it is used in various ways; one of which is the saying, عَسَى زَيْدٌ أَنْ يَقُومَ [mentioned above], respecting the analysis of which there are different opinions: that of the generality is, that it is like كَانَ زَيْدٌ يَقُومُ [inasmuch as عسى is here an incomplete verb]; but this is deemed dubious, because the predicate [أَنْ يَقُومَ] is rendered by an inf. n., and the subject [زَيْدٌ] is a substance; to which several replies have been made; one being that a prefixed noun is meant to be understood, either before the subject, so that the meaning is, عَسَى أَمْرُ زَيْدٍ القِيَامُ [It may be that the case of Zeyd is, or will be, the performing of the act of standing], or before the predicate, so that the meaning is عَسَى زَيْدٌ صَاحِبُ القِيَامِ [It may be that Zeyd is, or will be, the performer of the act of standing]; and another reply is, that it is of the class of زَيْدٌ عَدْلٌ and صَوْمٌ [meaning عَادِلٌ and صَائِمٌ, for أَنْ يَقُومَ is equivalent to an inf. n., and an inf. n. may be used in the sense of an act. part. n.]; and another is, that أَنْ is here redundant, which reply is [said to be] nought, because ان has rendered the aor. ansoob, and because it seldom falls out [from the phrase, though it should be remarked that لَعَلَّ, which is said in the Mughnee to be like عَسَى in meaning, is generally followed by a simple aor. and sometimes by أَنْ and an aor. ]: another opinion respecting the analysis of the phrase is, that عَسَى is a trans. verb, like قَارَبَ in meaning and in government, [agreeably with the explanations mentioned above from the S and Msb,] or intrans. like قَرُبَ مِنْ with the preposition suppressed; and this is the opinion of Sb and Mbr: the opinion of the generality is, that it is an incomplete verb [like كَانَ in the phrase كَانَ زَيْدٌ يَقُومُ, mentioned above], and that أَنْ and the verb following it compose a substitute of implication supplying what is wanting in the two preceding portions of the sentence: b5: the second way of using it is, the making it to have أَنْ and the verb following this for its object, [as in عَسَى أَنْ يَقُومَ زَيْدٌ, mentioned above], so that it is a complete verb: b6: the third and fourth and fifth are when it is followed by a simple aor. [being in this case likened to كَادَ, (S, K, * TA.)] or an aor. with س prefixed, or a single noun; as in عَسَى زَيْدٌ يَقُومُ [It may be that Zeyd stands, or will stand] and عَسَى زَيْدٌ سَيَقُومُ [It may be that Zeyd will stand] and عَسَى زَيْدٌ قَائِمٌ [It may be that Zeyd is standing]; the first whereof is one of which there are few exs., such as the saying, عَسَى الكَرْبُ الَّذِى أَمْسَيْتَ فِيهِ يَكُونُ وَرَآءَهُ فَرَجٌ قَرِيبُ [It may be that the state of anxiety in which thou hast become (or, as some relate it, أَمْسَيْتُ i. e. I hare become,) is such that after it will be a near removal thereof]; and the third is one of which there are fewer exs., [and which is said in the S to be not allowable,] such as the saying, أَكْثَرْتَ فِى العَذْلِ مُلِحًّا دَائِمَا لَا تُكْثِرَنْ إِنِّى عَسِيتُ صَائِمَا [or, as some relate it, عَسَيْتُ, which is more common, i. e. Thou hast been profuse in censuring, persisting constantly: be not thou profuse: verily it may be that I am, or shall be, abstaining]; and as to the prov., عَسَى الغُوَيْرُ أَبْؤُسًا [expl. in art. بأس, and of which it is said in the K that the verb therein is used in the manner of كَانَ, and in the S that the phrase is extr., that ابؤسا is there put in the place of the predicate, and that there sometimes occurs in provs. what does not occur elsewhere], the right opinion is that يَكُونُ is suppressed before ابؤسا; and [in the latter of the two verses cited above] أَكُونُ is suppressed before صائما; because thus the primary usage is preserved, and because what is hoped is the person's being an abstainer, not the abstainer him-self; and as to the second of the three modes of using عَسَى last mentioned above, with س prefixed to the aor. , it is very extr.: b7: the sixth way of using it is the saying عَسَانِى and عَسَاكَ and عَسَاهُ, which is rare: in this case, accord. to Sb, it is used in the manner of لَعَلَّ, as governing the subject in the accus. case, and the predicate in the nom.; the predicate being sometimes expressed, in the nom. case, as in the saying, فَقُلْتُ عَسَاهَا نَارُ كَأْسٍ وَعَلَّهَا تَشَكَّى فَآتِى نَحْوَهَا فَأَعُودُهَا [And I said, May-be it is the fire of Ka-s, (for I suppose that كأس is here a proper name, that of a woman, daughter of El-Kelhabeh El-'Oranee,) and perhaps she has a complaint, (تَشَكَّى being for تَبَشَكَّى,) so I will come towards her, and visit her]: b8: the seventh way is the saying, عَسَى زَيْدٌ قَائِمٌ, mentioned by Th; which is to be explained on the ground that عسى is here an incomplete verb, and that its subject is the ضَمِيرُ الشَّأْنِ [i. e.

إِنَّهُ is suppressed, the meaning being, It may be that the case is this, Zeyd is standing], the nominal proposition being the predicate. (Mughnee. [Several other statements in that work, respecting عَسَى, I have omitted, as being refuted therein, or as being of little or no importance.]) b9: It also denotes opinion, (Msb,) or doubt, (K, TA,) and certainty: (Msb, K, TA:) the last is meant in the saying of Ibn-Mukbil, ظَنِّى بِهِمْ كَعَسَى وَهُمْ بِتَنُوفَةٍ

يَتَنَازَعُونَ جَوَائِزَ الأَمْثَالِ [My opinion of them is like an expression of certainty while they, in a desert, or in a desert destitute of water or of herbage and water, &c., are contending in reciting current proverbs instead of attending to the wants of themselves and their camels]. (S, TA.) b10: As uttered by God, it is expressive of an event of necessary occurrence, (S, K,) in the whole of the Kur-án, except the saying, [in lxvi. 5,] عَسَى رَبُّهُ إِنْ طّلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ

أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ [It may be that his Lord, if he divorce you, will give him in exchange wives better than you]. (S.) b11: هَلْ عَسَيْتُمْ with what follows it, in the Kur [ii. 247], means [virtually] Are ye near to fleeing? (K:) some read thus; and some, عَسِيتُمْ. (TA.) A2: عَسِىَ النَّبَاتُ [erroneously written in the CK عَسَى]: see the first sentence in art. عسو.4 أَعْسِ بِهِ means How well adapted or disposed, or how apt, meet, suited, suitable, fitted, fit, competent, or proper, or how worthy, is he! (Lh, K, TA.) بِالعَسَى أَنْ تَفْعَلَ means بِالحَرَى [i. e. It is suitable, fit, or proper, that thou shouldst do such a thing]. (K. [In the CK, and likewise in the TK, erroneously, بالعَسِىِّ and بالحَرِىِّ.]) A2: عَسًا: see art. عسو.

هُوَ عَسٍ بِهِ: see what next follows.

هُوَ عَسِىٌّ بِهِ He is adapted or disposed by nature, apt, meet, suited, suitable, fitted, fit, competent, proper, or worthy, for it or of it; as also ↓ عَسٍ

بِهِ: (K, TA:) but one should not say عَسًى. (TA.) [See also مَعْسَاةٌ.]

عَاسٍ: see art. عسو.

مِعْسَآءٌ A girl thought to have attained puberty: (Lh, TA:) or a girl near to attaining puberty. (K.) مَعْسَاةٌ is from عَسَى, like مَئِنَّةٌ from إِنَّ: you say, هُوَ مَعْسَاةٌ لِلْخَيْرِ, meaning He is a person (مَحَلٌّ) [fit, or proper,] for one's saying of him, عَسَى أَنْ يَفْعَلَ خَيْرًا [It may be that he will do good]: (A and TA in art. ان:) and إِنَّهُ لَمَعْسَاةٌ بِكَذَا, meaning مَخْلَقَةٌ [i. e. Verily he is adapted or disposed by nature, apt, meet, suited, &c., for such a thing]: (K, TA:) and in like manner, without variation, it is used in speaking of a female, and of two persons, and of a pl. number. (TA.) مُعْسِيَةٌ A she-camel of which one doubts whether there be in her milk or not: (IAar, K, TA:) or whose milk has stopped and it is hoped that it will return. (Er-Rághib, TA.)
عسى: عَسَى، ويا عَسَى: ياليت. (فوك).
ما عسى أن، وما عسى ما: ماذا يمكن أن يكون (فوك).
ما عسى المهدية- بالنسبة إلى: ماذا تكون المهدية بالنسبة إلى. (أماري ص402).
عسى
عَسَى [كلمة وظيفيَّة]: فعلٌ ماضٍ جامد من أخوات (كاد) يكون للتّرجِّي في الأمر المحبوب، ويكون للإشفاق في الأمر المكروه، وقد يتَّصل به ضمير رفع متحرِّك، فيجوز حينذاك كسر السِّين وفتحها، والفتح هو الأشهر، وقد تدلّ على الوجوب كما في القرآن الكريم كُلِّه، يدخل على الجملة الاسميّة فيعمل عمل كان، بشرط أن يكون خبرها جملة فعليّة فعلها مضارع مسبوق بـ (أن) "أسرِعْ عَسَى أن تصل مُبَكِّرًا- عَسَيْتُ أن أفعل كذا- ذاكر عَسَى اللهُ أن يأخذ بيدك- {عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ} ". 
عسى
عَسَى طَمِعَ وترجّى، وكثير من المفسّرين فسّروا «لعلّ» و «عَسَى» في القرآن باللّازم، وقالوا: إنّ الطّمع والرّجاء لا يصحّ من الله، وفي هذا منهم قصورُ نظرٍ، وذاك أن الله تعالى إذا ذكر ذلك يذكره ليكون الإنسان منه راجيا لا لأن يكون هو تعالى يرجو، فقوله: عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ
[الأعراف/ 129] ، أي: كونوا راجين في ذلك. فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ
[المائدة/ 52] ، عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ [التحريم/ 5] ، وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ [البقرة/ 216] ، فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ
[محمد/ 22] ، هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ [البقرة/ 246] ، فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً [النساء/ 19] . والمُعْسِيَاتُ من الإبل: ما انقطع لبنه فيرجى أن يعود لبنها، فيقال: عَسِيَ الشّيءُ يَعْسُو: إذا صَلُبَ، وعَسِيَ اللّيلُ يَعْسَى. أي: أَظْلَمَ. .

المصنوع

المصنوع:
[في الانكليزية] Created
[ في الفرنسية] Cree
وهو الشيء الــمسبوق بالعدم. وعند البلغاء هو النّظم المحلّى بالصنائع اللّفظية، التي يميل الطبع إليها إذا كانت وفقا للقواعد المقرّرة مثل التّصريع والتجنيس والإيهام والخيال، وبعضها ينفر الطّبع منها كالتّجنيس المطرّف والمقلوب.
كذا في جامع الصنائع.

السّكون

السّكون:
[في الانكليزية] Absence of vowel ،immobilitiy
[ في الفرنسية] Absence de voyelle ،immobilite
بضم السين والكاف هو يطلق على معنيين. أحدهما ما هو من صفات الحروف يقال الحروف إمّا متحرّك أو ساكن، ولا يراد بهذا حلول الحركة والسكون فيها لأنّ الحلول من خواص الأجسام، بل يراد بكونه متحركا أن يكون الحرف الصامت بحيث يمكن أن يوجد عقيبه مصوت من المصوتات. وبكونه ساكنا أن يكون بحيث لا يمكن أن يوجد عقيبه شيء من تلك المصوتات. ثم إنّهم بعد اتفاقهم على عدم جواز الابتداء بالساكن إذا كان حرفا مصوتا اختلفوا في جواز الابتداء بالساكن الصامت، فقد منعه قوم للتجربة، وجوّزه آخرون لأنّ ذلك أي عدم إمكان الابتداء ربّما يختصّ بلغة العرب، ويجوز في لغة أخرى، كما في اللغة الخوارزمية مثلا، فإنّا نرى في المخارج اختلافا كثيرا. فإنّ بعض الناس يقدر على التلفّظ بجميع الحروف وبعضهم لا يقدر على تلفظ البعض.
وهل يمكن الجمع بين الساكنين؟ إمّا صامت مدغم في مثله قبله مصوت نحو وَلَا الضَّالِّينَ فجائز بالاتفاق. وإمّا الصامتان أو صامت غير مدغم قبله مصوت فجوّزه قوم كما في الوقف على الثلاثي الساكن الأوسط كزيد وعمر، بل جوّزوا أيضا جمع ساكنين صامتين قبلهما مصوت فيجتمع حينئذ ثلاث سواكن كما يقال في الفارسية كارد وگوشت. ومنهم من منعه وجعل ثمة حركة مختلسة خفية جدا لا تحسّ بها على ما ينبغي، فيظنّ أنّه اجتمع ساكنان أو أكثر. وأمّا اجتماع ساكنين مصوتين أو صامت بعده مصوت فلا نزاع في امتناع ذلك، هكذا في شرح المواقف في بحث المسموعات.
وثانيهما ما هو من صفات الأجسام، فقال المتكلمون هو أمر وجودي مضادّ للحركة، وفسّر بالحصول في المكان مطلقا. وقيل هو الحصول في المكان أكثر من زمان واحد. وبعبارة أخرى الكون في الحيّز الــمسبوق بكون آخر في ذلك الحيّز فهو من مقولة الأين ويجيء في لفظ الكون.
وقالت الحكماء السكون عدم الحركة عما من شأنه أن يتحرّك، وبهذا القيد خرجت المفارقات. فإنّ الحركة وإن كانت مسلوبة عنها لكن ليست من شأنها الحركة، فالتقابل بينه وبين الحركة تقابل العدم والملكة وأورد عليه أنّه يلزم كون الإنسان المعدوم ساكنا إذ يصدق عليه أنّه عديم الحركة عمّا من شأنه أن يتحرّك في حال حياته، وأنّه يلزم أن يكون الجسم في آن الحدوث ساكنا بمثل ما مرّ، وأنّه يلزم أن لا يكون الفلك ساكنا بالحركة الأينية، إذ ليست من شأن تلك الحركة، لاستحالتها عليه، لكونه محدّدا للجهات.
وأجيب بأنّ المراد ما من شأنه الحركة بالنظر إلى ذاته في وقت عدم حركته، والإنسان المعدوم الجسم في آن حدوثه ليست من شأنهما الحركة في هذا الوقت، وإن كانت من شأنهما الحركة في وقت ما، والفلك من شأنه الحركة الأينية بالنظر إلى ذاته وإن لم تكن بالنظر إلى الغير وهو كونه محدّدا للجهات.
وقال السيد السند في حاشية شرح حكمة العين ناقلا من شرح الملخص إنّ مأخذ الخلاف أنّ الجسم إذا لم يكن متحركا عن مكان كان هناك أمران: أحدهما الحصول في ذلك المكان المعيّن، وثانيهما عدم حركته عنه. والأمر الأول ثبوتي من مقولة الأين بالاتفاق والثاني عدمي بالاتفاق. والمتكلمون أطلقوا لفظ السكون على الأول والحكماء على الثاني فالنزاع لفظي انتهى.
ثم الحركة كما تقع في المقولات الأربع كذلك السكون لأنه يقابلها. والمشهور أنّ السكون تقابله الحركة عن المكان لا إليه، والحق أنّه تقابله الحركة إلى المكان أيضا. قال السيد السند في حاشية شرح حكمة العين وتحقيقه ما في شرح الملخص من أنّ السكون ليس عدم حركة خاصة معيّنة ولا عدم أيّة حركة كانت، وإلّا لكان على الأول كلّ متحرك بغير تلك الحركة ساكنا وكل متحرك مطلقا ساكنا على الثاني، لكنه باطل قطعا. فإذن الحركتان تقابلان السكون.
قال أقول السكون في الأين مثلا هو عبارة عن عدم الحركة الأينية مطلقا فالسكون يقابل المطلق لأنه عدمه. وأما مقابلته مع أفراد الحركة التي هو عدمها فبواسطة، كذا حقّق المقال انتهى.
وفي شرح التجريد السكون مقابل للحركة فيقع في المقولات الأربع أما في الأين فنعني به حفظ النسبة الفاصلة للجسم إلى الأشياء ذوات الأوضاع بأن يكون مستقرا في المكان الواحد.
وأما في الثلاثة الباقية فنعني به حفظ النوع الحاصل بالفعل من غير تغيّر وذلك بأن يقع في الكم من غير نموّ وذبول وتخلخل وتكاثف، وفي الكيف من غير اشتداد وضعف، وفي الوضع من غير تبدّل إلى وضع آخر، فهو بهذا المعنى أمر وجودي مضادّ للحركة عنه وإليه، فهو يضادهما معا تضادا مشهوريا، فإنّ السكون قد يعرض له تضادّ كما للحركة لكن تضاد السكون إنّما هو لتضاد ما فيه، أعني المقولة التي يقع فيها. فإنّ سكون الجسم في الحرارة يضادّ سكونه في البرودة لأنّ المتضادين لا يجتمعان في محل واحد فضلا عن أن يستقرا فيه زمانا انتهى. وقال أيضا السكون الطبيعي مستند إلى الطبيعة مطلقا بخلاف الحركة الطبيعية فإنّها مستندة إلى الطبيعة بشرط مقارنة أمر غير طبيعي، ويعرض البساطة والتركيب في الحركة خاصة ولا يتصوران في السكون. ويقول في لطائف اللّغات: السّكون في اصطلاح الصوفيّة عبارة عن الاستقرار في عين الذّات الأحديّة.

بِأَكْمَلِها

بِأَكْمَلِها
الجذر: ك م ل

مثال: اشْتَرَى المزرعة بأكملها
الرأي: مرفوضة
السبب: لأن المعاجم لم تسجل هذا الاستخدام.
المعنى: كلها

الصواب والرتبة: -اشترى المزرعة بِرُمَّتها [فصيحة]-اشترى المزرعة بكمالها [فصيحة]-اشترى المزرعة بأكملها [صحيحة]
التعليق: الوارد في المعاجم: أكمل الشيءَ: أتَمَّهُ، وقد شاع على ألسنة المعاصرين استعمال الاسم من هذا الفعل على «أفعل» مسبوقًــا بالباء، ويعنون به: جميعًا، أو بدون استثناء، وأوردته بعض المعاجم الحديثة كالمنجد والأساسي بهذا المعنى.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.