Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: مخل

رستم

رستم
عن الفارسية بمعنى طويل وضخم الجثة.
(ر س ت م) : (ابْنُ رُسْتُمَ) عَنْ مُحَمَّدٍ بِضَمِّ التَّاءِ وَفَتْحِهَا، وَهُوَ مُعَرَّبٌ.
رستم

(رُسْتَم، بِضَمّ الرَّاء) وسُكُون السِّين (وفَتْح المُثَنَّاة) من (فَوْق، وَقد تُضَمُّ) ، أهمله الجوهرِيّ وصاحبُ اللِّسَان. وَهُوَ (اْسمُ جَماعة من المُحَدِّثين) مِنْهُم رُسْتَم الأباضيّ مَوْلَى بَنِي أُميَّة، وَهُوَ جد أَفْلَحَ بنِ عَبدِ الْوَهَّاب بنِ رُسْتُم.
ورُستُم المُزْنيّ: تَابِعِيّ ثِقَة، رَوَى عَنهُ اْبنُه أَبو عامرٍ صالِح بنُ رُسْتم الخَرَّاز.
ورُسْتُم أَبُو زَيد الطّحّان تابِعيّ أَيْضا، عَن أَنَس سَكَن الكُوفةَ، رَوَى عَنهُ خالدُ بنُ مَخْلّــد الْقَطوَانِي.
(والرُّسْتَمِيُّون: جَماعَة) نُسِبوا إِلَى جَدّهم، مِنْهُم أَبُو سَعْدٍ أسدُ بنُ أحمدَ بنِ عبدِ الله الهَرَوِيّ الرُّسْتِميّ، من شُيوخ الْحَاكِم أَبي عبد الله. تُوفِّي سنة سَبْع وثَلاثِين وثلثِمائة.
وَأَبُو عَلِيّ الحَسَنُ بنُ العَبَّاسِ بنِ عليّ بنِ الحَسَنِ الرُّسْتُمِيّ الأصبهانيّ، عَن أَبِي عَمْرو بن مَنْدَه.
[] وَمِمّا يُسْتَدَرْكُ عَلَيْهِ: رُسْتم: بَلَد بِفارِس، افْتُتِح على عَهْد عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، شَهِده عبدُ الرَّحْمَن بنُ عَليّ. ورُسْتَم بن ريسان: من مُلُوك التّرك فِي زمن الكيانية، قتلَه إسفنديار بن كي يشتاسف.
ورستم: رجل آخر على عهد سيّدنا سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام، كَانَ وزيراً لكيقباذ، ثمَّ لوَلَده كيكاوس، وَكَانَت الجنّ قد سُخِّرت لكيكاوس. يُقَال: إِن سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام أَمَرَهم بذلك، فَبلغ مُلكُه من الْعَجَائِب مَا لَا يكَاد أَن يصدِّقَه ذَوُو العُقول. وَذكر اْبنُ جَرِير الطّبريّ أَنه هَمَّ بِمَا هَمَّ بِهِ نمروذ من الصُّعُودِ إِلَى السَّمَاء فَطَرَحته الرّيح، فهدّمت أركانَه، ثمَّ صَار كسَائِر المُلُوك يَغْلِب وَيُغْلَب، ثمَّ سَار إِلَى اليَمنِ بِجُنودِ، فهَزَمه عَمروٌ ذُو الأذعار، وَأَخذه أسِياً حَتَّى جَاءَ رُسْتم صاحبُ أمره فخَلًّصه مِنْهُ، ثمَّ كَانَ رُسْتُم قَيِّماً على اْبنه سباوخش والكافِلَ لَهُ لفي صِغَره. وَكَانَ لَهُ مَعَ أَفْراسياب ملك التُّرك خَبَر عَجِيب حَتَّى قَتَله أفراسياب، وَقَامَ اْبنُه كيخسرو بِطَلَب الثأر حَتَّى غَلَب على التّرك واتَّسَعَت مَمْلَكتُه، ثمَّ تزهَّد وتَرَك المُلكَ، واستَخْلف على فَارس كي لهراسب، وَبَين رُسْتم. ورُسْتم مدّة بَعِيدة، كَذَا نَقله السُّهيليّ فِي الرَّوض. قُلتُ: وَهُوَ هَذَا الَّذِي نُسِبت إِلَيْهِ الْأَخْبَار والأكاذِيب مِمَّا تَزَعُمُه القُصَّاص، وَهُوَ غَيْر رُسْتم الَّذِي قَتَله المُسلِمون فِي وَقْعة القادِسيَّة، والمُصنِّف لم يُنبّه على ذَلِك مَعَ كَثْرة تَشوُّفِ النُّفُوس إِلَى مثلِه.

رَمَلَ

(رَمَلَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ أُمِّ مَعْبَد «وَكَانَ الْقَوْمُ مُرْمِلينَ» أَيْ نَفِدَ زادُهم. وأصلُه مِنَ الرَّمْلِ، كأنَّهم لَصِقوا بالرَّمْل، كَمَا قِيلَ للفَقِير التَّرِبُ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ جَابِرٍ «كَانُوا فِي سَرِيَّة وأَرْمَلُوا مِنَ الزَّاد» .
(هـ) وَحَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ «كُنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم في غَزاة فَأَرْمَلْنَا» وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ عَنْ أَبِي مُوسَى الأشْعَري، وَابْنِ عَبْدِ العَزيز، والنَّخعي، وَغَيْرِهِمْ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِذَا هُوَ جَالس عَلَى رُمَالِ سَرِير» وَفِي رِوَايَةٍ «عَلَى رُمَالِ حَصِير» الرُّمَالُ: مَا رُمِلَ أَيْ نُسِج. يُقَالُ رَمَلَ الحصيرَ وأَرْمَلَهُ فَهُوَ مَرْمُولٌ ومُرْمَلٌ، ورَمَّلْتُهُ، شُدّد لِلتَّكْثِيرِ. قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وَنَظِيرُهُ: الحُطام وَالرُّكَامُ، لِمَا حُطِم ورُكم. وَقَالَ غَيْرُهُ: الرُّمَالُ جمعُ رَمْلٍ بِمَعْنَى مَرمُول، كَخَلْق اللَّهِ بِمَعْنَى مَخْلُــوقه.
وَالْمُرَادُ أَنَّهُ كَانَ السريرُ قَدْ نُسِج وجْهُه بالسَّعَف، وَلَمْ يَكُنْ عَلَى السَّرير وِطاء سِوَى الحَصِير. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
وَفِي حَدِيثِ الطَّوَافِ «رَمَلَ ثَلَاثًا ومَشَى أرْبعا» يُقَالُ رَمَلَ يَرْمُلُ رَمَلًا ورَمَلَاناً إِذَا أَسْرَعَ فِي المشْي وهَزَّ منكبَيه.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «فِيمَ الرَّمَلَانُ والكشْفُ عَنِ المناكِب وَقَدْ أطَّأ اللَّهُ الْإِسْلَامَ؟» يكثُر مَجِيءُ اَلمصْدر عَلَى هَذَا الوَزْن فِي أنْواعِ الحَركةِ، كالنَّزَوَان، والنَّسَلان، والرَّسَفان وَأَشْبَاهِ ذَلِكَ.
وَحَكَى الْحَرْبِيُّ فِيهِ قَوْلًا غَرِيبًا قَالَ: إِنَّهُ تَثْنيَة الرَّمَل، وَلَيْسَ مَصْدرا، وَهُوَ أَنْ يَهُزَّ منْكبيه وَلَا يُسْرِع، والسَّعى أَنْ يُسْرِع فِي الْمَشْيِ، وَأَرَادَ بِالرَّمَلَيْنِ الرَّمَلَ وَالسَّعْيَ. قَالَ: وَجَازَ أَنْ يُقَالَ لِلرَّمَلِ وَالسَّعْيِ الرَّمَلَانِ؛ لِأَنَّهُ لَمَّا خَفَّ اسْمُ الرَّمَلِ وَثَقُلَ اسْمُ السَّعْيِ غُلِّبَ الأخَفُّ فَقِيلَ الرَّمَلَانِ، كَمَا قَالُوا القَمَران، والعُمَران، وَهَذَا الْقَوْلُ مِنْ ذَلِكَ الْإِمَامِ كَمَا تَرَاهُ، فَإِنَّ الْحَالَ الَّتِي شُرع فِيهَا رَمَلُ الطَّوَافِ، وَقَوْلَ عُمَر فِيهِ مَا قَالَ يَشْهَدُ بِخِلَافِهِ؛ لأنَّ رمَل الطَّواف هُوَ الذَّي أمَر بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابَهُ فِي عُمْرة القَضَاء؛ ليُرِىَ الْمُشْرِكِينَ قُوَّتَهُمْ حَيْثُ قَالُوا وَهَنَتْهُمْ حُمَّى يَثْرِبَ، وَهُوَ مسْنُون فِي بَعْضِ الْأَطْوَافِ دُون البَعْض. وَأَمَّا السَّعْيُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ فَهُوَ شِعار قَدِيمٌ مِنْ عهدِ هَاجَر أُمِّ إِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، فَإِذَا المرادُ بِقَوْلِ عُمَر رَمَلَانُ الطَّوَافِ وَحْدَهُ الَّذِي سُنَّ لِأَجْلِ الْكُفَّارِ، وَهُوَ مصْدر. وَكَذَلِكَ شَرَحه أَهْلُ الْعِلْمِ لَا خلافَ بينَهم فِيهِ، فَلَيْسَ لِلتَّثْنِيَةِ وجهٌ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
(س) وَفِي حَدِيثِ الحُمُر الْأَهْلِيَّةِ «أَمر أَنْ تُكفأ القُدُور وَأَنْ يُرَمِّلَ اللحمُ بالتُّراب» أَيْ يُلَتَّ بِالرَّمْلِ لِئَلَّا يُنْتَفع بِهِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أَبِي طَالِبٍ يَمْدَحُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
وَأَبْيَضَ يُسْتَسْقَى الْغَمَامُ بِوَجْهِهِ ... ثِمَالُ اليتَامَى عِصْمَةٌ لِلْأَرَامِلِ
الْأَرَامِلُ: المسَاكين مِنْ رِجال ونِسَاءٍ. وَيُقَالُ لكُلّ واحدٍ مِنَ الفَرِيقَين عَلَى انْفرَاده أرَامِلُ، وَهُوَ بالنَّساء أخَصُّ وَأَكْثَرُ اسْتِعْمَالًا، والواحدُ أَرْمَلُ وأَرْمَلَةُ. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْر الأرْمَل والأرْمَله فِي الْحَدِيثِ. فَالْأَرْمَلُ الَّذِي مَاتَتْ زوجتُه، والْأَرْمَلَةُ الَّتِي مَاتَ زَوْجُهَا. وسواءٌ كَانَا غَنِيَّين أَوْ فقِيرَيْن.

سَفَعَ

سَفَعَ الطائِرُ ضَريبَتَهُ، كَمَنَعَ: لَطَمَهَا بجَناحَيْهِ،
وـ فُلانٌ فُلاناً: لَطَمَهُ وضَرَبَهُ،
وـ الشيءَ: أعْلَمَهُ ووَسَمَهُ،
وـ السَّمومُ وجْهَهُ: لَفَحَهُ لَفْحاً يَسيراً،
كسَفَّعَهُ،
وـ بناصِيَتِهِ: قَبَضَ عليها فاجْتَذَبَهَا، ومنه:
{لنَسْفَعاً بالناصيةِ} ، أي: لَنَجُرَّنْهُ بها إلى النارِ، أَو لَنُسَوِّدَنْ وجْهَهُ، واكْتُفِيَ بالناصيةِ لأنها مُقَدَّمُهُ، أَو لَنُعْلِمَنْهُ عَلاَمَةَ أَهْلِ النارِ، أَو لَنُذِلَّنْهُ، أو لَنُقْمِئَنْهُ.
ورَجُلٌ مَسْفوعُ العَيْنِ: غائرُها،
ومَسْفوعٌ: مَعْيونٌ،
أَصابَتْهُ سَفْعَةٌ، أَي: عَيْنٌ.
والسَّوافِعُ: لوافِحُ السَّمومِ.
والسِّفْعُ: الثَّوْبُ أَيَّ ثَوْبٍ كان، وبالضم: حَبُّ الحَنْظَلِ، الواحِدَةُ: بهاءٍ،
وـ: أُثْفِيَّةٌ من حَديدٍ، أو الأثافي، واحِدَتُها: سَفْعاءُ، والسودُ تَضْرِبُ إلى الحُمْرَةِ، وبالتَّحْريكِ: سُفْعَةُ سَوادٍ في الخَدَّيْنِ من المرأةِ الشاحِبَةِ.
والسُّفْعَةُ، بالضم: ما في دِمْنَةِ النارِ من زِبْلٍ أَو رَمادٍ أو قُمامٍ مُتَلَبِّدٍ، فَتَرَاهُ مُخالِفاً للَوْنِ الأرض،
وـ من اللَّوْنِ: سَوادٌ أُشْرِبَ حُمْرَةٌ.
والأسْفَعُ: الصَّقْرُ، والثَّوْرُ الوَحْشِيُّ،
وـ من الثِّيابِ: الأَسْوَدُ.
ويقالُ: أَشْلِ إليكَ أَسْفَعَ: وهو اسْمٌ للغَنَمِ إذا دُعِيَتْ للحَلْب.
والسَّفْعاءُ: حَمامَةٌ صارَتْ سُفْعَتُها في عُنُقِها مَوْضِعَ العِلاطَيْنِ.
وبَنو السَّفْعاءِ: بَطْنٌ.
والمُسافِعُ: المُسافِحُ، والمُطارِدُ، والأسَدُ، والمُعانِقُ، والمُضارِبُ،
والاسْتِفاعُ: كالتَّهَبُّجِ.
واسْتُفِعَ لَوْنُه، للمَفْعُولِ: تَغَيَّرَ من خَوْفٍ أو نحوِهِ.
وَتَسَفَّعَ: اصْطَلَى.
وأُسَيْفِعُ: مُصَغَّرَ أسْفَعَ، اسمٌ، ومنه قولُ عُمَرَ: ألا إنَّ الأسَيْفِعَ أُسَيْفِعَ جُهَيْنَةَ، رَضِيَ من دِينِه وأمانَتِه بأن يقالَ: سابِقُ الحاجِّ فادَّانَ مُعْرِضاً، فأصْبَحَ قَدْ رِينَ به، فمن كان له عليه دَيْنٌ فَلْيَعُدْ بالغَداة فَلْنَقْسِمْ مالَه بينَهم بالحِصَص. 
(سَفَعَ)
(هـ) فِيهِ «أَنَا وسَفْعَاءُ الْخَدَّيْنِ، الْحَانِيَةُ عَلَى وَلَدِهَا يومَ الْقِيَامَةِ كهَاتَين، وضمَّ أصبَعَيه» السُّفْعَةُ: نوعٌ مِنَ السَّوَادِ لَيْسَ بِالْكَثِيرِ. وَقِيلَ هُوَ سوادٌ مَعَ لَوْنٍ آخَرَ، أَرَادَ أَنَّهَا بَذَلَتْ نفسَها، وتركَت الزِّيّنة والترفُّة حَتَّى شَحِب لَوْنُهَا وَاسْوَدَّ إِقَامَةً عَلَى وَلدها بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أَبِي عَمْرٍو النَّخَعِيِّ «لَمَّا قَدِم عَلَيْهِ فَقَالَ: يَا رسولَ اللَّهِ إِنِّي رأيتُ فِي طَرِيقِي هَذَا رُؤيا: رَأَيْتُ أَتَانًا تركْتها فِي الْحَيِّ ولَدَت جَدْيا أَسْفَعَ أحْوَى، فَقَالَ لَهُ: هَلْ لَكَ مِنْ أمَة تَرَكْتَهَا مُسِرَّةً حَمْلًا؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَقَدْ ولَدَت لَكَ غُلاما وَهُوَ ابنُك. قَالَ: فَمَا لَهُ أَسْفَعُ أحْوى؟ قَالَ: ادْنُ، فَدَنَا مِنْهُ، قَالَ: هَلْ بِكَ مِنْ بَرَص تكتُمه؟ قَالَ: نَعَمْ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا رَآهُ مخلــوقٌ وَلَا عَلم بِهِ، قَالَ: هُوَ ذَاكَ» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي اليَسَر «أَرَى فِي وَجْهِكَ سُفْعَةً مِنْ غضَب» أَيْ تغُّيراً إِلَى السَّواد. وَقَدْ تَكَرَّرَتْ هَذِهِ اللَّفْظَةُ فِي الْحَدِيثِ.
(هـ) وَفِيهِ «ليُصِيبَن أَقْوَامًا سَفْعٌ مِنَ النَّارِ» أَيْ عَلَامَةٌ تُغَير أَلْوَانَهُمْ. يُقَالُ سَفَعْتُ الشَّيْءَ إِذَا جَعَلْتَ عَلَيْهِ عَلَامَةً، يريد أثرا من النار . (هـ) وَفِي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ «أَنَّهُ دخَل عَلَيْهَا وعندَها جارِيةٌ بِهَا سَفْعَة، فَقَالَ: إِنَّ بِهَا نَظْرةً فاستَرْقُوا لَهَا» أَيْ عَلامة مِنَ الشَّيطان، وَقِيلَ ضَرْبة وَاحِدَةٌ مِنْهُ، وَهِيَ المرّةُ مِنَ السَّفْعِ: الْأَخْذُ.
يُقَالُ سَفَعَ بناصِية الفَرس لِيَرْكَبَهُ، الْمَعْنَى أَنَّ السَّفْعَةَ أدركَتْها مِنْ قِبَل النَّظْرَةِ فَاطْلُبُوا لَهَا الرُّقْيَة. وَقِيلَ:
السَّفْعَةُ: العينُ، والنَّظرة: الإصابةُ بِالْعَيْنِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ «قَالَ لِرَجُلٍ رَآهُ: إِنَّ بِهَذَا سَفْعَةً مِنَ الشَّيْطَانِ، فَقَالَ لَهُ الرجُل:
لَمْ أسْمَع مَا قُلْتَ، فَقَالَ: نَشدتك بِاللَّهِ هَلْ تَرَى أَحَدًا خَيْرًا مِنْكَ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فَلِهَذَا قلتُ مَا قلتُ» جَعَل مَا بِهِ مِنَ العُجْب مَسّاً مِنَ الْجُنُونِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَبَّاسٍ الجُشَمِىّ «إِذَا بُعِث الْمُؤْمِنُ مِنْ قبْره كَانَ عندَ رأسِه مَلَك، فَإِذَا خرَج سَفَعَ بِيَدِهِ وَقَالَ: أَنَا قَرينُك فِي الدُّنْيَا» أَيْ أَخَذَ بِيَدِهِ.

غَلَلَ

(غَلَلَ)
قَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ «الغُلُول» فِي الْحَدِيثِ، وَهُوَ الْخِيَانَةُ فِي المغْنَم والسَّرقَة مِنَ الغَنِيمة قَبْلَ القِسْمة. يُقَالُ: غَلَّ فِي المَغْنم يَغُلُّ غُلُولًا فَهُوَ غَالٌّ. وكلُّ مَن خَانَ فِي شَيْءٍ خِفُيْةَ فَقَدْ غَلَّ.
وسُمِّيت غُلُولًا لِأَنَّ الأيْدِي فِيهَا مَغْلُولَة: أَيْ مَمْنوعة مَجْعُول فِيهَا غُلٌّ، وَهُوَ الحَدِيدة الَّتِي تَجْمَع يَد الْأَسِيرِ إِلَى عُنُقه. وَيُقَالُ لَهَا جامِعَة أَيْضًا. وَأَحَادِيثُ الغُلُول فِي الْغَنِيمَةِ كَثِيرَةٌ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ صُلْحِ الحُديْبِيَة «لَا إِغْلَال وَلَا إسْلال» الإِغْلَال: الْخِيَانَةُ أَوِ السَّرِقَةُ الْخَفِيَّةُ، والإسلام: مِن سَلَّ البَعيرَ وغيرَه فِي جَوْف اللَّيْلِ إِذَا انْتَزَعَهُ مِنْ بَيْنِ الْإِبِلِ، وَهِيَ السَّلَّةُ.
وَقِيلَ: هُوَ الغَارة الظَّاهرة، يُقَالُ: غَلَّ يَغُلُّ وسَلَّ يَسُلّ، فأمَّا أَغَلَّ وأسَلَّ فَمَعْنَاهُ صَارَ ذَا غُلُول وسَلَّة. وَيَكُونُ أَيْضًا أَنْ يُعين غَيْرَهُ عَلَيْهِمَا.
وَقِيلَ الإِغْلَال: لُبْس الدُّرُوع. والإسْلال: سلّ السّيوف. [هـ] وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «ثلاثٌ لَا يُغِلُّ عَلَيْهِنَّ قلبُ مُؤمن» هُوَ مِنَ الإِغْلَال: الخيانةِ فِي كُلِّ شَيْءٍ.
ويُروى «يَغِلُّ» بِفَتْحِ الْيَاءِ، مِنَ الغِلِّ وَهُوَ الحِقْد والشَّحْناء: أَيْ لَا يَدْخُله حقْد يُزِيلُه عَنِ الحقِّ.
ورُوي «يَغِلُ» بالتَّخفيف، مِنَ الوُغول: الدُّخول فِي الشَّرّ.
وَالْمَعْنَى أَنَّ هَذِهِ الْخِلَالَ الثَّلَاثَ تُسْتَصْلَح بِهَا القلوبُ، فَمَنْ تَمسَّك بِهَا طَهُر قَلْبُه مِنَ الخِيانة والدَّغَل والشَّر.
وَ «عَلَيْهِنَّ» فِي مَوْضِعِ الْحَالِ، تَقْدِيرُهُ لَا يَغِلُّ كَائِنًا عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُؤْمِنٍ.
(س) وَفِي حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ «غَلَلْتُم وَاللَّهِ» أَيْ خُنْتم فِي القَول وَالْعَمَلِ وَلَمْ تَصْدُقوا.
(س) وَحَدِيثِ شُريح «لَيْسَ عَلَى المُسْتَعير غيرِ المُغِلّ ضمانٌ، وَلَا عَلَى المُسْتَوْدَع غَيْرِ المُغِلّ ضمَان» أَيْ إِذَا لَمْ يَخُن فِي العارِية وَالْوَدِيعَةِ فَلَا ضَمانَ عَلَيْهِ، مِنَ الإِغْلَال: الخِيانة.
وَقِيلَ: المُغِلّ هَاهُنَا المُسْتَغِلّ، وَأَرَادَ بِهِ القابِض، لِأَنَّهُ بالقَبْض يَكُونُ مُسْتَغِلًّا.
وَالْأَوَّلُ الوجْه.
وَفِي حَدِيثِ الْإِمَارَةِ «فَكَّه عَدْلُه أَوْ غَلَّهُ جَوْرُه» أَيْ جَعَلَ فِي يدِه وعُنُقه الغُلُّ، وَهُوَ القَيْد المُخْتَصُّ بِهِمَا.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ وذَكر النِّساء فَقَالَ «مِنهنّ غُلٌّ قَمِلٌ» كَانُوا يَأْخُذُونَ الْأَسِيرَ فيَشُدُّونه بالِقِّد وَعَلَيْهِ الشَّعر، فَإِذَا يَبِسَ قَمِلَ فِي عُنُقِه، فَتَجْتَمِع عَلَيْهِ مِحْنَتان: الغُلُّ والقَمْل.
ضَرَبَهُ مَثَلا لِلْمَرْأَةِ السَّيئة الخلُق الْكَثِيرَةِ المهْر، لَا يَجد بَعْلُها مِنْهَا مَخْلَــصا.
(س) وَفِيهِ «الغَلَّة بِالضَّمَانِ» هُوَ كَحَدِيثِهِ الْآخَرِ «الخراجُ بالضَّمان» وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْخَاءِ.
والغَلَّة: الدَّخْل الَّذِي يَحْصُل مِنَ الزَّرْع والثَّمر، وَاللَّبَنِ وَالْإِجَارَةِ والنِّتاج وَنَحْوِ ذَلِكَ.
(س) وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ «كُنْتُ أُغَلِّلُ لِحَية رَسُولِ اللَّهِ بالغَالِيَة» أَيْ ألطَخُها وألبِسُها بِهَا. قَالَ الفَرّاء: يُقَالُ تَغَلَّلْتُ بِالْغَالِيَةِ، وَلَا يُقَالُ تَغَلَّيْت. وَأَجَازَهُ الْجَوْهَرِيُّ.

قَسَسَ

(قَسَسَ)
(هـ) فِيهِ «أَنَّهُ نَهَى عَنْ لُبْسِ القَسِّيِّ» هِيَ ثِيَابٌ مِنْ كَتَّان مَخْلــوط بحَريِر يُؤتَى بِهَا مِنْ مِصْرَ، نُسِبَت إلى قَرْية على شاطىء الْبَحْرِ قَرِيبًا مِنْ تِنِّيس، يُقَالُ لَهَا القَسُّ بِفَتْحِ الْقَافِ، وَبَعْضُ أَهْلِ الْحَدِيثِ يكْسِرها. وَقِيلَ: أَصْلُ القَسِّيِّ: القَزَّيُّ بِالزَّايِ، مَنْسُوبٌ إِلَى القَزِّ، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ الإبْرَيسَم، فأبْدل مِنَ الزَّايِ سِيناً.
وَقِيلَ: مَنْسُوبٌ إِلَى القَسّ، وَهُوَ الصَّقِيعُ؛ لبَياضه.

قَسَطَ

قَسَطَ
الجذر: ق س ط

مثال: قَسَطَ بينهم خوفًا من الله
الرأي: مرفوضة
السبب: لأن الفعل «قَسَط» معناه «ظَلَم» وليس «عَدَل».
المعنى: عَدَلَ

الصواب والرتبة: -أقسطَ بينهم خوفًا من الله [فصيحة]-قَسَطَ بينهم خوفًا من الله [فصيحة]
التعليق: ذكرت المعاجم استعمال الفعل «قَسَطَ» بمعنيين متضادين، هما «ظلم وجار»، وشاهده قوله تعالى: {وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ} الجن/14، و «عَدَل» وشاهده قوله تعالى: {قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ} الأعراف/29.
(قَسَطَ)
- فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى «المُقْسِط» هُوَ العادِل. يُقَالُ: أَقْسَطَ يُقْسِطُ فَهُوَ مُقْسِط، إِذَا عَدَل. وقَسَطَ يَقْسِط فَهُوَ قَاسِط إِذَا جارَ. فَكَأَنَّ الْهَمْزَةَ فِي «أَقْسَطَ» للَّسلْب، كَمَا يُقَالُ:
شَكا إِلَيْهِ فأشْكاه.
(هـ) وَفِيهِ «إِنَّ اللَّهَ لَا يَنام وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنام، يَخْفِض القِسْطَ ويَرْفَعُه» القِسْط:
المِيزان، سُمّي بِهِ مِنَ القِسْط: العَدْل. أَرَادَ أَنَّ اللَّهَ يَخْفِض ويَرْفَع مِيزَانَ أَعْمَالِ الْعِبَادِ المُرْتفِعة إِلَيْهِ، وأرْزاقهم النازِلة مِنْ عِنْدِهِ، كَمَا يَرْفَع الوزَّان يَدَهُ ويَخْفِضُها عِنْدَ الْوَزْنِ، وَهُوَ تَمْثِيلٌ لِمَا يُقَدِّره اللَّهُ ويَنْزِله.
وَقِيلَ: أَرَادَ بالقِسْط القِسْمَ مِنَ الرِّزْقِ الَّذِي يُصِيب كلَّ مَخْلُــوق، وخَفْضه: تَقْليله، ورَفْعه: تَكْثِيرُهُ.
(هـ) وَفِيهِ «إِذَا قَسَموا أَقْسَطُوا» أَيْ عَدلُوا.
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «أُمِرْت بِقتال الناكِثين والقاسِطين والمارِقين» النَّاكِثِينَ: أصحابُ الجَمل لِأَنَّهُمْ نَكثُوا بَيْعَتهم. والقَاسِطِين: أَهْلُ صِفِّين؛ لِأَنَّهُمْ جارُوا فِي حُكْمهم وبَغَوْا عَلَيْهِ. وَالْمَارِقِينَ:
الْخَوَارِجُ؛ لِأَنَّهُمْ مَرَقُوا مِنَ الدِّين كَمَا يَمرُقُ السَّهم مِنَ الرَّميَّة.
وَفِي الْحَدِيثِ «إِنَّ النساءَ مِنْ أسْفَه السُّفَهاء إلاَّ صاحبةَ القِسْط والسِّراج» القِسْط: نِصْفُ الصَّاعِ، وَأَصْلُهُ مِنَ القِسْط: النَّصيب، وَأَرَادَ بِهِ هَاهُنَا الإناءَ الَّذِي تُوَضِّئُه فِيهِ، كَأَنَّهُ أَرَادَ إِلَّا الَّتِي تِخْدم بَعْلَها وتَقوم بِأُمُورِهِ فِي وضُوئه وَسِرَاجِهِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «أَنَّهُ أجْرَى لِلنَّاسِ المُدَيْين والقِسْطَين» القِسْطَان: نَصيبان مِنْ زَيْت كَانَ يَرْزُقهما الناسَ.
(س) وَفِي حَدِيثِ أُمِّ عَطِيَّةَ «لَا تَمسُّ طِيباً إِلَّا نُبذةً مِنْ قُسْطٍ وأظفْار» القُسْط: ضَرْب مِنَ الطِّيب. وَقِيلَ: هُوَ العُود. والقُسْط: عَقَّار مَعْرُوفٌ فِي الأدْوية طَيِّب الرِّيحِ، تُبَخَّرُ بِهِ النُّفَساء وَالْأَطْفَالُ. وَهُوَ اشْبَه بِالْحَدِيثِ؛ لِإِضَافَتِهِ إِلَى الْأَظْفَارِ. 

قَطَنَ

(قَطَنَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ المَوْلد «قَالَتْ أمُّه لمَّا حَمَلَت بِهِ: وَاللَّهِ مَا وَجَدْتُه فِي قَطَنٍ وَلَا ثُنَّة» القَطَن: أسْفَل الظهْر، والثُّنَّة: أَسْفَلُ الْبَطْنِ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ سَطيح:
حتَّى أتَى عَارِي الجَآجِيء والقَطَنْ
وَقِيلَ: الصَّوَابُ «قَطِنٌ» بِكَسْرِ الطَّاءِ، جَمْعُ قَطِنة، وَهِيَ مَا بَيْنَ الفَخِذَين.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ سَلْمان «كُنْتُ رجُلاً مِنَ الْمَجُوسِ، فاجْتَهَدْت فِيهِ حَتَّى كنتُ قَطِنَ النَّارِ» أَيْ خازِنَها وخادِمَها: أَرَادَ أَنَّهُ كَانَ لَازِمًا لَهَا لَا يُفارِقُها، مِنْ قَطَن فِي الْمَكَانِ إِذَا لَزِمه.
ويُروْى بِفَتْحِ الطَّاءِ جَمْع قَاطِن، كخادِم وخَدَم. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ بِمَعْنَى قاطِن، كفَرَط وفارِط.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الْإِفَاضَةِ «نَحْنُ قَطِينُ اللَّهِ» أَيْ سُكَّان حَرَمه. والقَطين: جَمْع قاطِن، كالقُطَّان. وَفِي الْكَلَامِ مُضَافٌ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ: نَحْنُ قَطِين بَيْتِ اللَّهِ وحَرِمه. وَقَدْ يَجِيءُ القَطِين بِمَعْنَى قاطِن، لِلْمُبَالَغَةِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ:
فَإِنِّي قَطِينُ البيتِ عِنْدَ المَشاعِرِ
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «أَنَّهُ كَانَ يَأْخُذُ مِنَ القِطْنِيَّة العُشْرَ» هِيَ بِالْكَسْرِ وَالتَّشْدِيدِ: وَاحِدَةُ القَطَانِي، كالعَدَس والحِمَّص، والُّلوبياء وَنَحْوِهَا.
قَطَنَ قُطوناً: أقامَ،
وـ فلاناً: خَدَمَهُ، فهو قاطِنٌ
ج: قُطَّانٌ وقاطِنَةٌ وقَطينٌ.
والقُطْنُ، بالضم وبضمتين وكعُتُلٍّ: م، وقد يَعْظُمُ شجرُهُ، ويَبْقَى عِشْرِينَ سنةً، والضِّمادُ بورَقهِ المطبُوخِ في الماء، نافِعٌ لوَجَعِ المَفاصِلِ الحارَّةِ والبارِدَةِ، وحبُّهُ مُلَيِّنٌ مُسَخِّنٌ باهيٌّ، نافِعٌ للسُّعالِ، والقِطْعَةُ منه: بهاء.
واليَقْطِينُ: ما لا ساقَ له من النَّباتِ ونحوِهِ، وبهاءٍ: القَرْعَةُ الرَّطْبَةُ.
والقُطْنِيَّةُ، بالضم وبالكسر: الثِّيابُ، وحُبوبُ الأرضِ، أو ما سِوَى الحِنْطَةِ والشَّعيرِ والزَّبِيبِ والتَّمْرِ، أو هي الحُبوبُ التي تُطْبَخُ.
الشافِعِيُّ: العَدَسُ والخُلَّرُ والفُولُ والدُّجْرُ والحِمَّصُ
ج: القَطانِيُّ، أو هي الخِلْفُ، وخُضَرُ الصَّيْفِ.
والقَطِينُ: الإِماء، والحَشَمُ الأَحْرَارُ، والحَشَمُ المَمَالِيكُ، والخَدَمُ، والأَتْبَاعُ، وأهلُ الدارِ، للواحِدِ والجمعِ، أو الجمعُ على قُطُنٍ، ككُتُبٍ.
والقِطَانُ، بالكسر: شِجارُ الهَوْدَجِ
ج: ككُتُبٍ.
وأبو العَلاء بنُ كَعْبِ بنِ ثابِتِ قُطْنَةَ، مُضَافاً، لأنهُ أُصِيبَتْ عَيْنُهُ يَوْمَ سَمَرْقَنْدَ، فكانَ يَحْشُوهَا بقُطْنَةٍ.
والقَيْطُونُ، كحَيْسُونٍ: المُخْدَعُ.
والقَطَنُ، محرَّكةً: ما بين الوَرِكَيْنِ، وأصلُ ذَنَبِ الطائِرِ، وجَبَلٌ لبني أسَدٍ، والانْحِناءُ،
ومنه: ظَهْرٌ أقْطَنُ. وقَطَنُ بنُ نُسَيْرٍ، وابنُ إبراهيمَ، وقَبيصَةَ، وكَعْبٍ، وَوَهْبٍ: محدِّثونَ.
والقِطْنَةُ، بالكسر وكفرِحَةٍ: التي تكونُ مع الكَرِشِ، وهي ذاتُ الأطْباقِ، والعامَّةُ تُسَمِّيها: الرُّمَّانَةَ.
والقَطَانَةُ، كَسَحابةٍ: القِدْرُ،
ود بِجَزِيرةِ صِقِلِّيَةَ.
والأَقْطانَتانِ: ع.
وكزُبيرٍ: ة باليمنِ من مِخْلــافِ سِنْحانَ.

لَحَمَ

(لَحَمَ)
(هـ) فِيهِ «إِنَّ اللَّهَ لَيُبغِض أهلَ الْبَيْتِ اللَّحِمِين» وَفِي رِوَايَةٍ «البَيْت اللَّحِمَ وأهْلَه» قِيلَ: هُم الَّذِينَ يُكْثِرُونَ أَكْلَ لُحُوم النَّاسِ بالغِيبَة.
وَقِيلَ: هُم الَّذِينَ يُكْثِرُون أكْل اللَّحْم ويُدْمِنُونه، وَهُوَ أشْبَه.
[هـ] وَمِنْهُ قَوْلُ عُمَرَ «اتَّقُوا هَذِهِ الْمَجَازِرَ فَإِنَّ لَهَا ضَرَاوَةً كَضَراوة الخَمْر» .
وَقَوْلُهُ الْآخَرُ «إنَّ للَّحِم ضَرَاوَةً كضَراوة الخَمْر» يُقَالُ: رجُلٌ لَحِمٌ، ومُلْحِم، ولَاحِم، ولَحِيم.
فاللَّحِم: الَّذِي يُكْثِر أكْلُه، والمُلْحِم: الَّذِي يَكْثُر عِنْدَهُ اللَّحْم أَوْ يُطْعِمُه، واللَّاحِم: الَّذِي يَكُونُ عِنْدَهُ لَحْم، واللَّحِيم: الكَثِير لَحْم الجسَد.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ جَعْفَرٍ الطَّيَّار «أَنَّهُ أخَذ الرَّايةَ يومَ مُؤتَة فقاتَل بِهَا حَتَّى أَلْحَمَه الْقِتَالُ» يُقَالُ: أَلْحَم الرَّجُلُ واسْتَلْحَمَ، إِذَا نَشِب فِي الحَرْب فَلَمْ يَجِدْ لَهُ مَخْلَــصاً. وأَلْحَمه غَيْرُه فِيهَا. ولُحِمَ، إِذَا قُتِل، فَهُوَ مَلْحُومٌ ولَحِيم.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ فِي صِفَةِ الغُزاة «وَمِنْهُمْ مَن أَلْحَمَه القِتالُ» .
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ سَهْلٍ «لَا يُرَدُّ الدُّعاءُ عِنْدَ الْبأس حِينَ يُلْحِمُ بعضُهم بَعْضًا» أيْ يَشْتَبِك الحَرْبُ بَيْنَهُمْ، ويَلْزَم بعضُهم بَعْضاً.
(س [هـ] ) وَمِنْهُ حَدِيثُ أُسَامَةَ «أَنَّهُ لَحِمَ رَجُلاً مِنَ العَدُو» أَيْ قَتَلَه.
وَقِيلَ: قَرُب مِنْهُ حَتَّى لَزِق بِهِ ، مِنِ الْتَحَم الجُرْح، إِذَا الْتَزَق.
وَقِيلَ: لَحَمَه أَيْ ضَرَبه، مِن أَصَابَ لَحْمَه.
(س) وَفِيهِ «اليَوْمَ يَوْمُ المَلْحَمَة» .
(س) وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «ويَجْمَعُون لِلْمَلْحَمَة» هِيَ الْحَرب ومَوْضِع القِتال، والجَمْع: المَلَاحِم، مَأْخُوذٌ مِنِ اشْتِباك النَّاسِ واخْتِلاطِهم فِيهَا، كاشْتِباك لُحْمة الثَّوب بالسَّدَي.
وَقِيلَ: هُوَ من اللَّحْم، لِكَثْرَةِ لُحُومِ القَتْلى فِيهَا.
(س) وَمِنْ أَسْمَائِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ «نَبيُّ المَلْحَمَة» يَعْنِي نَبِيُّ القِتَال، وَهُوَ كَقَوْلِهِ الْآخَرِ «بُعِثْت بالسَّيف» .
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ قَالَ لِرَجل: صُمْ يَوْمًا فِي الشَّهْرِ، قَالَ: إنِّي أجِدُ قُوَّةً، قَالَ: فصُم يَوْمَيْنِ، قَالَ: إِنِّي أجِدُ قُوّة، قَالَ: فَصُم ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فِي الشَّهر، وأَلْحَمَ عِنْدَ الثَّالِثَةِ» أَيْ وقَفَ عِندها، فَلَمْ يَزِده عَلَيْهَا، مِن أَلْحَم بالمَكان، إذا أَقَامَ فَلَمْ يَبْرَح.
(س) وَفِي حَدِيثِ أُسَامَةَ «فاسْتَلْحَمَنا رجُلٌ مِنَ العَدُوِّ» أَيْ تَبِعَنا. يُقَالُ: اسْتَلْحَمَ الطَّرِيدةَ والطَّرِيق: أَيْ تَبِع.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الشِّجاج «المُتَلَاحِمَة» هِيَ الَّتِي أخذَت فِي اللَّحْم وَقَدْ تَكُونُ الَّتِي بَرأت والْتَحَمَت.
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «قَالَ لرجُل: لِم طَلَّقْت امْرأتَك؟ قَالَ: إنَّها كَانَتْ مُتَلَاحِمَة، قَالَ: إِنَّ ذَلِكَ منْهُنَّ لَمُسْتَرَادٌ» قِيلَ: هِيَ الضَّيِّقَة المَلاَقِي. وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي بِهَا رَتَقٌ.
(س) وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ «فلمَّا عَلِقْتُ اللَّحْمَ سَبَقَني» أَيْ سَمِنْت وثَقُلْت.
(هـ) وَفِيهِ «الوَلاَء لُحْمَةٌ كلُحْمَةِ النَّسب» وَفِي رِوَايَةٍ «كلُحْمَة الثَّوْبِ» قَدِ اخْتُلِف فِي ضَمّ اللُّحْمَة وفَتْحهَا، فَقِيلَ: هِيَ فِي النَّسَب بالضَّم، وَفِي الثَّوْبِ بالضَّم وَالْفَتْحِ.
وَقِيلَ: الثَّوب بِالْفَتْحِ وحْدَه.
وَقِيلَ: النَّسَب والثَّوبُ بِالْفَتْحِ، فَأَمَّا بالضَّم فَهُوَ مَا يُصادُ بِه الصَّيْد.
وَمَعْنَى الْحَدِيثِ المخالَطَة فِي الْوَلاء، وَأَنَّهَا تَجْري مَجْرى النَّسَب فِي المِيراث، كَمَا تُخالِط اللُّحْمة سَدَى الثَّوْبِ حَتَّى يَصيرا كَالشَّيْءِ الْوَاحِدِ؛ لِمَا بَيْنَهُمَا من المُداخَلة الشديدة. (س) وَمِنْهُ حَدِيثُ الحَّجَّاج والمَطر «صَارَ الصِّغار لُحْمَةَ الكِبار» أَيْ أنَّ القَطْر انْتَسَج لِتتابُعه، فَدَخَلَ بعضُه فِي بَعْضٍ واتَّصَل.

لَذَعَ

(لَذَعَ)
(س) فِيهِ «خَيْرُ مَا تَدَاوَيْتُم بِهِ كَذَا وكَذَا، أَوْ لَذْعَةٌ بِنَارٍ تُصِيب ألَماً» اللَّذْع: الخَفيف مِنْ إحْراق النَّارِ، يُريدُ الْكَيّ.
(س) وَفِي حَدِيثِ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى «أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ» قَالَ: بَسْطُ أجْنحَتِهِنَّ وتَلَذُّعُهُنَّ» لَذَع الطَّائر جَنَاحَيْه، إِذَا رَفْرَف فحرّكَهُما بَعْد تَسْكيِنهما.
لَذَعَ الحُبُّ قَلْبَهُ، كمنَعَ: آلَمهُ،
وـ النارُ الشيءَ: لَفَحَتْهُ،
وـ بعيرَهُ لَذْعَةً أو لَذْعَتَيْنِ: وسَمَهُ بطَرَفِ المِيسمِ رَكْزَةً أو رَكْزَتَيْنِ.
ومَذَّاعٌ لَذَّاعٌ، كشَدّادٍ: مِخْلــافٌ للوَعْدِ.
واللَّوْذَعُ واللَّوْذَعِيُّ: الخفيفُ الذَّكِيُّ، الظريفُ الذَّهِنُ، الحديدُ الفُؤادِ، واللَّسِنُ الفصيحُ، كأَنه يَلْذَعُ بالنارِ من ذَكائِهِ.
والْتَذَعَ: احْتَرَقَ وجَعاً.
وتَلَذَّعَ: الْتَفَتَ يميناً وشِمالاً، وسارَ سَيْراً حَسَناً في سُرْعَةٍ.

مِزْيَلٌ

(مِزْيَلٌ)
- فِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ «أَنَّ رَجُلَين تداعَيا عندَه، وَكَانَ أحَدُهما مِخْلَــطاً مِزْيلا» المِزْيَلُ بِكَسْرِ الْمِيمِ وَسُكُونِ الزَّايِ: الجَدِلُ فِي الخُصوماتِ، الَّذِي يَزُولُ مِنْ حُجَّة إِلَى حُجَّةٍ.
وأصلُها الْوَاوُ. والميمُ زائدةٌ.

مَشَجَ

(مَشَجَ)
(هـ) فِي صِفَةِ الْمَوْلُودِ «ثُمَّ يَكُونُ مَشِيجاً أَرْبَعِينَ لَيْلَةً» المَشِيجُ: المختلِطُ مِنْ كلِّ شيء مخلــوطٍ، وجمْعُه: أَمْشَاجٌ. وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «وَمَحطّ الأَمْشَاجِ مِنْ مَسارِبِ الْأَصْلَابِ» يُرِيدُ المَنِيَّ الَّذِي يَتَوَلَّدُ مِنْهُ الْجَنِينُ.
مَشَجَ: خَلَطَ. وشيءٌ مَشِيجٌ، كقَتيلٍ وسببٍ وكَتِفٍ، في لُغَتَيْه، ج: أمْشاجٌ.
و {نُطْفَة أمْشاج} : مُخْتَلِطَةٌ بماءِ المرْأةِ ودَمِها.
والأَمْشاجُ: التي تَجْتَمِعُ في السُّرَّةِ.

نَشِبَ

(نَشِبَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ الْعَبَّاسِ يومَ حُنَين «حَتَّى تَنَاشَبُوا حَوْلَ رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» أَيْ تَضامُّوا ونَشِبَ بعضُهم فِي بَعْضٍ: أَيْ دَخَل وتَعَلَّق. يُقَالُ: نَشِبَ فِي الشَّيْءِ، إِذَا وَقَع فِيمَا لَا مَخْلَــصَ لَهُ مِنْهُ.
وَلَمْ يَنْشَبْ أَنْ فَعَل كَذَا: أَيْ لَمْ يَلْبَث. وحقيقتُه: لَمْ يتعلَّق بشيءٍ غيرِه، وَلَا اشْتَغَل بِسِوَاهُ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ وَزَيْنَبَ «لَمْ أَنْشَبْ أنْ أثْخَنْتُ عَلَيْهَا» وَقَدْ تَكَرَّرَ أَيْضًا فِي الْحَدِيثِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الأحْنَف «إِنَّ الناسَ نَشِبُوا فِي قَتْلِ عُثْمَانَ» أَيْ عَلِقُوا. يُقَالُ: نَشِبَتِ الحربُ بَيْنَهُمْ نُشُوباً: اشْتَبَكت.
(س) وَفِيهِ «أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِشُرَيح: اشتريتُ سِمْسِما فَنَشِبَ فِيهِ رجُل، يَعْنِي اشْتراه، فَقَالَ شُرَيح: هُوَ لِلْأَوَّلِ» .
نَشِبَ العَظمُ فيه، كفَرِحَ، نَشَباً ونُشوباً ونُشْبَةً، بالضمِّ: لم يَنْفُذْ.
وأنْشَبَهُ ونَشَّبَهُ ونَشَّبَ في الشيءِ: نَشَّمَ.
و"كُنْتُ نُشْبَةً فَصِرْتُ عُقْبَةً"، أي: كُنْتُ إذا نَشِبْتُ وعَلِقْتُ بإِنْسانٍ لَقِيَ مِنِّي شَرًّا، فقد أعْقَبْتُ اليومَ ورجَعْتُ.
وناشِبَةُ المَحَالِ: البَكَرَةُ.
والنُّشَّابُ: النَّبْلُ، الواحِدَةُ: بهاءٍ، وبالفتح: مُتَّخِذُهُ.
وقومٌ نَشَّابَةٌ: يَرْمونَ به.
والناشِبُ: صاحبُه.
والنَّشَبُ والنَّشَبَةُ، محرَّكَتَيْنِ،
والمَنْشَبَةُ: المالُ الأصيلُ من النَّاطِقِ والصامِتِ.
وأنْشَبَتِ الرِّيحُ: أنْسَبَتْ،
وـ الصائِدُ: عَلِقَ الصَّيْدُ بِحِبالِهِ. ونُشْبَةُ، بالضمِّ: اسْمُ الذِّئْبِ، وأبو قَبِيلِةٍ مِنْ قَيْسٍ، والنِّسْبَةُ: نُشَبِيُّ، كَسُلمِيٍّ، منهم: عليٌّ بنُ المُظَفَّرِ الدِّمَشْقِيُّ النُّشَبِيُّ.
والنُّشْبَةُ: الرجُلُ الذي إذا نَشِبَ في الأَمْرِ لم يَكَدْ يَنْحَلُّ عنه.
والمِنْشَبُ، كمِنْبَرٍ: بُسْرُ الخَشْوِ، ج: منَاشِبُ.
ونَشِبَ مَنْشَبَ سَوْءٍ، بالفتح: وقَعَ فيما لا مَخْلَــصَ عنه.
وبُرْدُ مُنَشَّبٌ، كمُعَظَّمٍ: مَوْشيٌّ على صورَةِ النُّشَّابِ.
وانْتَشَبَ: اعْتَلَقَ،
وـ الحَطَبَ: جَمَعَهُ،
وـ طَعاماً: لَمَّهُ، واتَّخَذَ منه نَشَباً.
وتَنَاشَبوا: تَضامُّوا، وتَعَلَّقَ بعضُهُمْ بِبَعْضٍ.
ونَشِبَهُ الأَمْرُ: كَلَزِمَهُ زِنَةً ومَعْنًى.
والنَّشَبُ، محرّكةً: شَجَرٌ لِلقِسِيِّ، وجَدُّ عليِّ بن عُثْمانَ المُحَدِّثِ.
ومانَشِبْتُ أفْعَلُ كذا: مازِلْتُ.

نَفَقَ

نَفَقَ البَيْعُ نَفاقاً، كسحابٍ: راجَ،
وـ السُّوقُ: قامَتْ،
وـ الرجُلُ والدابَّةُ نُفوقاً: ماتا،
وـ الجُرْحُ: تَقَشَّرَ. وكفرِحَ ونَصَرَ: نَفِدَ وفَنِيَ، أو قَلَّ. وككِتابٍ: فِعْلُ المُنافِقِ، وجمعُ نَفَقَةٍ.
ونَفِقَتْ نِفاقُهُم: فَنِيَتْ نَفَقاتُهُم.
ورجُلٌ مِنْفاقٌ: كثيرُ النَّفَقَةِ.
وفَرَسٌ نَفِقُ الجَرْيِ، ككتِفٍ: سريعُ انْقِطاعِهِ.
وكزُبَيْرٍ: ع.
ونافِقانُ: ة بمَرْوَ.
والنَّفَقُ، محرَّكةً: سَرَبٌ في الأرضِ له مَخْلَــصٌ إلى مكانٍ.
وانْتَفَقَ: دَخَلَهُ. و"ضَلَّ دُرَيْصٌ نَفَقَهُ": في: د ر ص، وبهاءٍ: ماتُنْفِقُهُ من الدراهِمِ ونحوِها.
والنافِقَةُ: نافِجَةُ المسْكِ، وجَبَلٌ.
والنافِقَاءُ والنُّفَقَةُ، كهُمَزَةٍ: إِحْدَى جِحَرَةِ اليَرْبوعِ، يَكْتُمُها ويُظْهِرُ غيرَها، فإِذا أُتِيَ من جِهَةِ القاصِعاءِ، ضَرَبَ النافِقاءَ برأسِه فانْتَفَقَ.
ونَفَقَ، كنَصَرَ وسَمِعَ،
ونَفَّقَ وانْتَفَقَ: خَرَجَ من نافِقائِه.
ونَيْفَقُ السراويلِ، بالفتح: الموضِعُ المُتَّسِعُ منه.
وأنْفَقَ: افْتَقَرَ،
وـ مالَهُ: أنْفَدَه،
كاسْتَنْفَقَه،
وـ القومُ: نَفَقَتْ سوقُهُم،
وـ الإِبِلُ: انْتَشَرَتْ أوبارُها سِمَناً.
ونَفَّقَ السِّلْعَةَ تَنْفِيقاً: رَوَّجَها،
كأَنْفَقَها.
والمُنْتَفِقُ: أبو قبيلةٍ. ومالكُ بنُ المُنْتَفِقِ: قاتِلُ بِسْطامِ بنِ قَيْسٍ.
ونافَقَ في الدينِ: سَتَرَ كُفْرَهُ وأظْهَرَ إيمانَهُ،
وـ اليَرْبوعُ: أخَذَ في نافِقائِه،
كانْتَفَقَ.
وتَنَفَّقْتُه: اسْتَخْرَجْتُه.
(نَفَقَ)
- قَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ «النِّفَاقِ» وَمَا تصرَّف مِنْهُ اسْما وفعْلا، وَهُوَ اسمٌ إِسْلَامِيٌّ، لَمْ تَعْرفْه الْعَرَبُ بالمعْنى المخْصُوص بِهِ، وَهُوَ الَّذِي يَسْتُر كُفْرَه ويُظْهر إِيمَانَهُ، وَإِنْ كَانَ أصلُه فِي اللُّغة مَعْروفا. يُقَالُ: نَافَقَ يُنَافِقُ مُنَافَقَةً ونِفَاقاً، وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنَ النَّافِقَاءِ: أحَد جِحَرة اليَرْبوع، إِذَا طُلِب مِنْ واحِدٍ هرَب إِلَى الآخَر، وخرَج مِنْهُ. وَقِيلَ: هُوَ مِنَ النَّفَقِ: وَهُوَ السَّرَب الَّذِي يُسْتَتَر فيهِ، لِسَتْرِه كُفْرَه.
وَفِي حَدِيثِ حَنْظَلَةَ «نَافَقَ حَنْظَلةُ» أَرَادَ أَنَّهُ إِذَا كَانَ عِند النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخْلَصَ وزَهِدَ فِي الدُّنْيَا، وَإِذَا خَرَجَ عَنْهُ تَرك مَا كَانَ عَلَيْهِ ورَغِب فِيهَا، فَكَأَنَّهُ نَوْعٌ مِنَ الظَّاهِرِ وَالْبَاطِنِ، مَا كَانَ يَرْضَى أَنْ يُسامِحَ بِهِ نفسَه.
(س) وَفِيهِ «أكْثَر مُنافِقي هَذِهِ الأمَّة قُرَّاؤُها» أَرَادَ بِالنِّفَاقِ هَاهُنَا الرِّياء لِأَنَّ كِلَيْهما إظهارُ غَيْرِ مَا فِي الْبَاطِنِ.
(س) وَفِيهِ «الْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهَ بالحَلِف كاذبٌ» الْمُنَفِّقُ بِالتَّشْدِيدِ: مِنَ النفَاق، وَهُوَ ضِدُّ الكَساد. ويُقالُ: نَفَقَتِ السِلعةُ فَهِيَ نَافِقَةٌ، وأَنْفَقْتُهَا ونَفَّقْتُهَا، إذا جَعَلْتَها نَافِقَةً. (هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «اليمينُ الكاذِبةُ مَنْفَقَةٌ للسِلْعة مَمْحَقةٌ للبَركة» أَيْ هِيَ مَظِنَّة لِنفاقِها ومَوْضِعٌ لَهُ.
[هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ «لَا يُنَفِّقُ بعضُكم لِبَعْضٍ» أَيْ لَا يَقْصِدُ أَنْ يُنَفِّق سِلْعَتَه عَلَى جِهَةِ النَّجْش، فَإِنَّهُ بِزِيَادَتِهِ فِيهَا يُرغِّب السامعَ، فَيَكُونُ قولُه سَببا لابْتِياعِها، ومُنَفِّقاً لَهَا.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «مِن حَظِّ المَرء نَفَاق أيِّمِه» أَيْ مِنْ حَظِّه وَسَعَادَتِهِ أَنْ تُخْطَب إِلَيْهِ نِسَاؤُهُ، مِنْ بناتِه وأخَواته، وَلَا يَكْسُدْن كَسادَ السِّلع الَّتِي لَا تَنْفُق.
(س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ «والجَزورُ نَافِقَةٌ» أَيْ مَيِّتة. يُقَالُ: نَفَقَتِ الدابَّة، إِذَا مَاتَتْ.

هَدَا

(هَدَا)
- فِي أَسْمَاءِ اللَّه تَعَالَى «الْهَادِي» هُوَ الذَي بَصَّر عِبَادَه وعَرَّفَهُم طَريقَ مَعْرِفَتِه حتَّى أقّرُّوا بِرُبُوبيَّتِه، وهَدَى كُلَّ مَخْلُــوق إلى ما لا بُدَّ لَهُ مِنْهُ فِي بقائِه وَدَوامِ وجودِه.
وَفِيهِ «الْهَدْيُ الصَّالح والسَّمت الصَّالح جُزءٌ مِن خَمْسة وعِشْرين جُزْءاً مِنَ النُّبُوّة» الْهَدْيُ:
السِّيرة والهَيئة والطَّريقَة.
ومَعْنى الْحَدِيثِ أنَّ هَذِهِ الخِلاَل مِنْ شمَائل الْأَنْبِيَاءِ ومِن جُمْلَة خِصالهم، وأنَّها جُزء مَعْلُوم مِنْ أَجْزَاءِ أفْعَالِهم. وَلَيْسَ المعْنى أنَّ النُّبوّة تَتَجزَّأ، وَلاَ أنَّ مَن جَمع هَذِهِ الخلالَ كَانَ فِيهِ جزءٌ مِنَ النُّبُوَّة، فإنَّ النبوَّة غيرُ مكْتَسَبة وَلَا مُجْتَلبَة بالأسْباب، وإنَّما هِيَ كرامَة مِنَ اللَّه تَعَالَى.
وَيَجُوزُ أَنَّ يَكُونَ أرادَ بالنُّبُوَّة مَا جَاءَتْ بِهِ النُّبُوّة ودَعَت إِلَيْهِ، وتَخْصِيصُ هَذَا العددَ ممَّا يَسْتَأثر النبيُّ بمعرِفته.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «واهْدُوا هَدْيَ عَمَّار» أَيْ سِيرُوا بِسِيرَته وَتَهَيَّأُوا بِهَيْئَته. يُقَالُ: هَدَى هَدْيَ فُلانٍ، إِذَا سَار بِسِيرَته.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ «إنَّ أحْسَنَ الهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ» .
(هـ) وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «كنَّا نَنْظُر إِلَى هَدْيِهِ وَدَلِّه» وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(س) وَفِيهِ «أَنَّهُ قَالَ لِعليّ: سَلِ اللَّهَ الْهُدَى» وَفِي رِوَايَةٍ «قُلِ اللَّهُمَّ اهْدِني وسَدِّدْني، واذكُر بالهُدى هِدايَتكَ الطّريقَ، وبالسَّداد تَسْديدَكَ السَّهْمَ» الْهُدَى: الرَّشاد والدّلالةُ، ويُؤَنث ويُذَكّر. يُقال: هَدَاهُ اللَّه لِلدِّين هُدًى. وهَدَيْتُهُ الطّريقَ وَإِلَى الطَّرِيقِ هِدايةً: أَيْ عَرَّفْتُه. وَالْمَعْنَى إِذَا سَأَلْتَ اللَّه الْهُدَى فأخْطِرْ بِقَلْبِك هِدايَة الطَّرِيقِ، وسَلِ اللَّه الاسْتِقامَة فِيهِ، كَمَا تَتَحرَّاهُ فِي سُلوك الطَّرِيقِ؛ لِأَنَّ سالِكَ الفَلاة يَلْزَم الْجَادَّةَ وَلَا يُفَارِقُهَا، خَوفاً مِنَ الضَّلَالِ. وَكَذَلِكَ الرَّامي إِذَا رَمَى شَيْئًا سَدَّد السَّهْم نَحْوَه ليُصيبَه، فأخْطِرْ ذَلِكَ بِقَلْبِك لِيكون مَا تَنْوِيه مِنَ الدُّعاء عَلَى شاكِلَة مَا تَسْتَعمِله فِي الرَّمْي. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «سُنَّةُ الخُلَفاء الرَّاشِدين الْمَهْدِيِّينَ» الْمَهْدِىُّ: الَّذِي قَدْ هَداه اللَّه إِلَى الحَقّ.
وَقَدِ اسْتُعْمِل فِي الْأَسْمَاءِ حَتَّى صَارَ كالأسْماء الغالِبَة. وَبِهِ سُمِّي المَهْديُّ الَّذِي بَشَّر بِهِ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ يَجيء فِي آخِر الزَّمان. ويُريد بالخُلَفاء المَهْديِّين أَبَا بَكْرٍ وعُمر وَعُثْمَانَ وعَليّا، رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ، وَإِنْ كَانَ عَامًّا فِي كُلّ مَنْ سارَ سَيرَتَهُم.
(س) وَفِيهِ «مَنْ هَدَى زُقاقاً كَانَ لَهُ مِثْل عِتْق رَقَبَة» هُو مِنْ هِدَاية الطَّرِيقِ: أَيْ مَنْ عَرَّف ضَالًّا أَوْ ضَريراً طَرِيقَهُ.
ويُروَى بِتَشْدِيدِ الدَّال، إمَّا للمُبالَغة، مِنَ الهِداية، أَوْ مِنَ الهَديَّة: أَيْ مَنْ تَصَدَّق بزقاقٍ مِنَ النَّخْل: وَهُوَ السِّكَّة والصَّفُّ مِنْ أشْجارِه.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ طَهْفة «هَلَكَ الْهَدِىُّ وماتَ الوَدِيُّ» الهَديُّ بِالتَّشْدِيدِ كالهَدْيِ بِالتَّخْفِيفِ، وَهُوَ مَا يُهْدَى إِلَى البَيْت الحَرام مِنَ النَّعَم لِتُنْحر، فأُطْلق عَلَى جَميع الإبِل وَإِنْ لَمْ تَكُنْ هَدْياً، تَسْمِيَةً لِلشَّيْءِ ببَعْضِه. يُقال: كَمْ هَدْىُ بَني فُلان؟ أَيْ كَمْ إبِلُهُم. أَرَادَ هَلَكَت الْإِبِلُ ويَبِسَتِ النَّخِيلُ.
وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ «الهَدْي والهَدِيِّ» فِي الْحَدِيثِ. فَأَهْلُ الْحِجَازِ وبَنُو أسَدٍ يُخَفِّفُون، وتَيْم وسُفْلَى قَيْسٍ يُثَقِّلونَ. وقد قرىء بِهِمَا. وواحِد الْهَدْيِ والْهَدِىِّ: هَدْيَةٌ وهَدِيَّةٌ. وجَمْعُ المخَفَّفِ: أَهْدَاءٌ.
وَفِي حَدِيثِ الْجُمُعَةِ «فَكَأَنَّمَا أَهْدَى دَجاجة، وكأنَّما أهْدَى بَيْضَة» الدَّجاجَة والبَيْضَة لَيْسَتا مِنَ الهَدْيِ، وإنَّما هُوَ مِنَ الإبِل والبَقَر، وَفِي الغَنَم خِلافٌ، فَهُو مَحْمول عَلَى حُكْم مَا تَقَدَّمَه مِن الْكَلَامِ؛ لِأَنَّهُ لمَّا قَالَ «أهْدَى بدَنةَ وأهْدَى بَقَرةَ وَشَاةً» أتْبَعَه بالدّجاجَة والبيْضة، كَمَا تَقُول:
أكَلْتُ طَعاماً وشَراباً، والأكْلُ يَخْتَصُّ بالطَّعام دُون الشَّرَابِ. ومثْله قوْلُ الشَّاعِرِ:
مُتَقَلِّداً سَيْفاً وَرُمْحاً
والتّقَلُّد بالسَّيْف دُونَ الرُّمْح. (س) وَفِيهِ «طَلَعَت هَوَادِي الخَيْل» يَعْني أوائِلَها. والْهَادِي والْهَادِيَةُ: العُنُق؛ لأنَّها تَتَقدَّم عَلَى البَدَن، ولأنَّها تَهْدِي الجسَد.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «قَالَ لِضُباعَة: ابْعَثِي بِهَا فإنَّها هَادِيَةُ الشَّاةِ» يَعْني رَقَبَتَها.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ خَرج فِي مَرَضه الَّذِي ماتَ فِيهِ يُهَادِي بَيْنَ رَجُلَين» أَيْ يَمْشي بَيْنَهما مُعْتَمِداً عَلَيْهما، مِنْ ضَعْفه وتَمايُلِه، مِن تَهَادَتِ المَرأةُ فِي مَشْيها، إِذَا تَمايَلَتْ. وكُلُّ مَن فَعَل ذَلِكَ بأحَدٍ فَهُوَ يُهَادِيهِ. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ «بَلَغَني أَنَّ عَبْدَ اللَّه بْنَ أَبِي سَلِيط قَالَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حارِثَة- وَقَدْ أخَّر صَلَاةَ الظُّهْرِ- أَكَانُوا يُصَلُّون هَذِهِ الصلاةَ الساعَةَ؟ قَالَ: لَا واللَّه، فَمَا هَدَى ممَّا رَجَع» أَيْ فَمَا بَيَّن، وَمَا جَاءَ بِحُجَّةٍ مِمَّا أجابَ، إِنَّمَا قَالَ: لَا واللَّه، وسَكَتَ. والمَرْجوع الجَواب، فَلَمْ يجيءْ بِجَواب فِيهِ بَيانٌ وحُجَّة لِمَا فَعَلَ مِنْ تَأخِير الصَّلَاةِ.
وهَدَى بمعْنَى بَيَّنَ، لُغَة أهْل الغَوْر، يَقُولون: هَدَيْتُ لَك بِمَعْنَى بَيَّنْتُ لَك. ويُقال: بِلُغَتِهم نَزَلَتْ «أوَلَم يَهْدِ لَهُم» .

مند

(م ن د) : (مَوَانِيدُ) الْجِزْيَةِ بَقَايَاهَا جَمْعُ مَانِيدُ وَهُوَ مُعَرَّبٌ.
مند
مَنْدَدٌ: اسْمُ مكانٍ في شِعْرِ ابنِ مُقْبِلٍ.
مند
: (مُنْدُ، بالضَّمّ) أَهمله الجوهَرِيّ، وَقَالَ الصّاغانيّ (: ة من صَنْعَاءِ اليَمَنِ) فِي مِخْلــاَف صُدَاءَ، كَذَا فِي مُعجم ياقوت.
(ومُنْدَدٌ) ، بضمّ الأَوّل وَفتح الثَّالِث (: ع) ذكره تَمِيم بن أُبَيّ بن مُقْبِل فَقَالَ:
عَفَا الدَّارَ مِنْ دَهْمَاءَ بَعْدَ إِقَامَةٍ
عَجَاجٌ بِخَلْفَيْ منْدَدٍ مُتَنَاوِحُ كَذَا فِي التَّهْذِيب.
(وخُوَيْزَمَنْدَادُ) مَرّ ذِكْره (فِي فصل الخاءِ) المُعجمة، ومَرَّ الْكَلَام عَلَيْهِ.
(ومَيْمَنْدُ) ، بِفَتْح الميمَين، وَالْمَشْهُور ضمّ الثَّانِيَة، وَضَبطه ياقوت بِكَسْر الأُولَى وفتْح الثَّانِيَة (: ة قُرْبَ فَيْروزَابَادَ) ، قَالَ ياقوت: رُسْتَاقٌ بفارِسَ، (وأُخْرَى بِغَزْنَةَ) ، بَين بَامِيَانَ والغَوْر، (مِنْهَا) الْكَاتِب الماهر المُدَبِّر أَبو الْحسن (عَلِيُّ بن أَحْمَدَ) المَيْمَنْدِيّ (وَزِيرُ) السلطانِ الغازِي مَحمودِ (بنِ سُبَكْتَكِينَ) ، أَنار الله بُرهانَه، وأَخْبَارُه فِي التَّارِيخ اليَمِينيّ، قَالَ أَبو بكر بن العَمِيد يهجوه:
يَا عَلِيّ بنَ أَحْمَدٍ لَا اشْتِيَاقَا

وأَنَا المَرْءُ لاَ أُحِبُّ النِّفَاقَا
لَمْ أَزَلْ أَكْرَهُ الفِرَاقَ إِلَى أَنْ
نِلْتُهُ مِنْكَ فَارْتَضَيْتُ الفِرَاقَا
حَسْبُنَا بِالخَلاَصِ مِنْكَ نَجَاحاً
وكَفَى بِالنَّجَاةِ منْك خَلاَقَا
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
مَنِيدُ، كأَمِير: موضعٌ بفارِسَ عَن العِمرانيّ، قَالَ ياقوت: هُوَ تَصْحِيف مَيْبُدَ.

الشَّمْرَجَةُ

الشَّمْرَجَةُ: إساءَةُ الخياطَةِ، وحُسْنُ الحِضانَةِ، ومنه: اسْمُ المُشَمْرَجِ، والتَّخْليطُ في الكلامِ.
والشُّمْرُجُ، كقُنْفُذٍ وزُنْبورٍ: الثَّوْبُ، والجُلُّ الرَّقيقُ النَّسْجِ. وكشِمْراخٍ: الــمُخَلَّــطُ من الكَذِبِ.
والشَّماريجُ: الأَباطيلُ.
الشَّمْرَجَةُ: حُسْنُ قِيَامِ الحاضِنَةِ على الصَّبِيِّ. واسْمُ الصَّبِيِّ: المُشْرَجُ. وشَمْرَجَ لي كِذْباً: أي خَلَّطَه. وكَذِبٌ شِمْرَاجٌ: مُخَلَّــطٌ. والشَّمَارِيْجُ: الباطِلُ. وشَمْرَجَ ثَوْبَه شَمرَجَةً: أي خاطَهُ خِيَاطَةً ضَعِيْفَةً. وقَبَاءٌ شُمْرُجٌ. وغُلامٌ مُشَمْرَجٌ: أي خَفِيْفٌ. ورَوى الخارزنجيُّ المَثّلَ: تَسأَلُني بِرَامَتَيْنِ شَلْجَمَا بالشين، قال: و " رامَتَيْنٍ " قَفْرٌ، قال: ويُرْوى بالسِّيْنِ، والشِّيْنُ أكْثَرُ.

حرى

(حرى) الشَّيْء حريا نقص وَعَلِيهِ غضب وَالشَّيْء اتجه نَحوه وَيُقَال حري أَن يكون ذَلِك عَسى
حرى
حَرَى الشيء يحري، أي: قصد حراه، أي:
جانبه، وتَحَرَّاه كذلك، قال تعالى: فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً [الجن/ 14] ، وحَرَى الشيء يحري:
نقص ، كأنه لزم الحرى ولم يمتد، قال الشاعر:
والمرء بعد تمامه يحري
ورماه الله بأفعى حارية .
ح ر ى : تَحَرَّيْت الشَّيْءَ قَصَدْتُهُ وَتَحَرَّيْتُ فِي الْأَمْرِ طَلَبْتُ أَحْرَى الْأَمْرَيْنِ وَهُوَ أَوْلَاهُمَا وَزَيْدٌ حَرًى أَنْ يَفْعَلَ كَذَا بِفَتْحِ الرَّاءِ مَقْصُورٌ فَلَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ وَيَجُوزُ حَرِيٌّ عَلَى فَعِيلٍ فَيُثَنَّى وَيُجْمَعُ فَيُقَالُ حَرِيَّانِ وَأَحْرِيَاءُ.
وَفِي التَّهْذِيبِ هُوَ حُرّ عَلَى النَّقْصِ وَيُثَنَّى وَيُجْمَعُ وَحِرَاءُ وِزَانُ كِتَابٍ جَبَلٌ بِمَكَّةَ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ قَالَهُ الْجَوْهَرِيُّ وَاقْتَصَرَ فِي الْجَمْهَرَةِ عَلَى التَّأْنِيثِ وَهُوَ مُقَابِلُ ثَبِيرٍ. 
حرى
الحَرْيُ: النُّقْصَانُ بعد الزِّيادَةِ كما يَحْري القَمَرُ، والإحْرَاءُ: مُجَاوَزَةُ فِعْلِ حَرى. وأحْرَاهُ الزَّمانُ: نَقَصَه. والحَرى - مَقْصُورٌ - وجَمْعُه أحْرَاءٌ: مَوْضِعُ البَيْضِ، ومَوْضِعُ الظَّبْيِ يَأْوي إليه. ويقولونَ: اذْهَبْ فلا أرَيَنَّكَ بِحَرَاتي وحَرَايَ. والحَرَى: الخَلِيْقُ، بالحَرى أنْ يكونَ كذا، وهو حَرِيٌّ به، وأحرِ بِهِ. وحَرَوْتُ الرَّجُلَ بكَذا وحَجَوْتُه به، يَعْني حَسِبْتُه وظَنَنْتُه، أحْرُوْهُ حَرْواً. والمُحْرِي: الــمُخْلِــقُ، ويُحْرِيْهِ لِكَذا: أي يَجْعَلُه حَرِيّاً له. وهو مُحْرٍ بذاكَ. وهو يَتَحَرّى مَسَرَّتي: أي يَتَعَمَّدُها. وتَحَرّي تَحَرِّياً: تَحَبَّسَ. وتَحَرَّيْتُ له: بمَعْنى تَعَرَّضْتُ. والتَّحَرّي: الإقْبَالُ. والإدْبَارُ. وحِراءٌ - مَمْدُوْدٌ - جَبَلٌ بمكَّةَ.
ورَماهُ الله بأفْعى حارِيَةٍ: وهي التني قد كَبِرَتْ فَنَقَصَ جِسْمُها.
وحِرٌ: أصْلُه حِرْحٌ، ويُجْمَعُ على الأحْرَاحِ. وحِرَةٌ: بمعنى حِرٍ.
حرى: تحرَّى: اعتنى، اهتم، تعهَّد. ففي رحلة ابن بطوطة (1: 334) والناس يتحرون كنسة أي إن الناس يهتمون هذا الطريق كل يوم.
وتحرَّى: أمعن النظر، لاحظ، دقق. ففي رحلة ابن بطوطة (1: 387): كان يتحرى وقت طوافهم أي كان يدقِّق لمعرفة وقت طوافهم. فإذا جاء هذا الوقت التحق بهم وانضم إليهم (الادريسي مقالته عن روما) ويقال: الله تعالى يتحرَّى المظالم.
والتحري: هدف التاريخ الحقيقي (المقدمة 1: 50).
وفي تفسير عبارة التونسي: ولا يجوز بيع البشماط بالخبز تحرياً يقول الكبّاب (ص78 ق): معنى ذلك أن يتحرا مقدار ما يدخل كل واحد منهما من الدقيق أي: أن يدقق في كمية الدقيق التي)) الخ.
وتحرى: تابع، استنّ، انقاد، خضع. ففي المقدمة (3: 26) يُتحرى فيها طرق الاستدلال أي تخضع لطرق الاستدلال.
وتحرّى فلانا وتحرَّى به: فتَّش عنه ليعطيه شيئا ما، ويقال مثلا تحراه أي اتعب نفسه واجتهد ليقف على الفقراء الذين وزهدوا في الحياة وانصرفوا إلى العبادة ليتصدَّق عليهم.
ولكي نتجنب هذه المواربة في الكلام يمكن أن نترجم (تحرَّ فلانا بشيء) بما معناه: أعطاه شيئاً. انظر عبد الواحد (ص12، 15، 16، 209) وقارنه بما جاء في فهرس المخطوطات الشرقية بمكتبة ليدن (3: 246) ففيه: من كسب علماً لا يجوز أن يخفيه بل عليه ((أن يتحرا به أهْلَه)).
وتحرَّمن أو تحرى عن: امتنع (فوك، كرتاس ص33، 35) وامتنع عن لمس شيء احتراما له (كرتاس ص25). حَرَى. بالحَرَى: بجهد، بصعوبة (فوك) وفي المقري (2: 115): وبالحرا أن يسلم من أي بصعوبة وجهد أن يسلم منه. وفي حيان (ص96 ق): وبالحرى أن تدرك فَحِدْ منه وجهك أي تدرك منه بصعوبة فرصة.
وبالحري: بالأحْرَى، بالافضل، والاجدر بأقوى حجة (بوشر): وفيه: كَمْ بالحري أي كم بالأفضل والأجدر.
وبالحري: على الاكثر، اكثر ما يكون (بوشر).
حراوية (؟) سنف ذو قسمين، قرن الفاصوليا ونحوه (ابن العوام 2: 268) وعليك أن تقرأ فيه بزره بدل نوره (انظر: كليمنت موليه 2: 258 رقم1).
حارٍ: الحاري (؟): بيدق، قطعة من قطع الشطرنج (هوست ص112).

حر

ى1 حَرَى, aor. ـْ (S, K,) inf. n. حَرْىٌ, (S,) It (a thing S) decreased, diminished, or waned, (S, K, TA,) after increase; (TA;) as does, for instance, the moon. (S, TA.) [See an ex. in a verse cited in art. است.]

A2: حَرَى أَنْ يَكُونَ ذٰلِكَ i. q. عَسَى

[May-be, or may-hap, &c., that will be]. (TA.) A3: حَرِىَ بِكَذَا He was, or became, adapted, disposed, apt, meet, suited, suitable, fitted, fit, competent, or proper, for such a thing; or worthy of it. (MA.) A4: حَرَاهُ: see 5.4 احراهُ It (time) caused it (a thing, S) to decrease, diminish, or wane. (S, K.) A2: مَا أَحْرَاهُ, and أَحْرِ بِهِ, How well adapted or disposed, or how apt, meet, suited, suitable, fitted, fit, competent, or proper, or how worthy, is he! (S, K.) [You say, مَا أَحْرَاهُ بِذٰلِكَ How well adapted or disposed, &c., is he for that!]5 تحرّى signifies قَصَدَ الحَرَى; i. e. He sought, or repaired to, the vicinage, quarter, tract, or region, of a people: this is said to be the primary signification: (Mgh:) and تحرّاهُ he sought, or repaired to, his vicinage, &c.; (قَصَدَ حَرَاهُ;) as also ↓ حَرَاهُ, aor. ـْ (TA:) he aimed at it; made it his object; sought, endeavoured after, pursued, or endeavoured to reach or attain or obtain, it; intended or purposed it; namely, a thing. (S, Mgh, Msb, K, TA.) Hence, in the Kur [lxxii. 14], فَأُولَائِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا Those have aimed at, or sought, &c., a right course. (S, TA.) And تَحَرَّيْتُ مَرْضَاتَهُ I aimed at, or sought, &c., his approval. (Mgh.) And the trad., تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ فِى العَشْرِ الأَوَاخِرِ Seek ye the Night of القدر in the last ten [nights of Ramadán]. (TA.) — Also He sought what was most meet, suitable, fit, proper, or deserving, (S, Mgh, Msb, K,) to be done, (S, K,) of two things, (Mgh, Msb,) according to the opinion predominating in his mind, (S,) فِى الأَمْرِ [in the affair, or case]: (Msb:) or he sought, or endeavoured, and strove in seeking, and deciding upon, the singling out of a thing, by deed and by word. (TA.) — And He tarried, waited, or paused in expectation, بِالمَكَانِ in the place. (S, K.) حَرًى The vicinage, quarter, tract, or region, (As, T, S, IAth, Mgh, K,) of a man, (As, T, IAth,) or of a people; (Mgh;) the environs (As, T, S) of a man, (As, T,) or of a house; (S;) and ↓ حَرَاةٌ signifies the same: (S, K:) and [it is said that] the former signifies also the place of the eggs of an ostrich: (S, K:) and a covert, or hiding-place, among trees, of a gazelle: (K, * TA:) Lth says that it signifies the place of laying eggs of the ostrich; or the covert, or lodging-place, of the gazelle: but this is false; for with the Arabs the word signifies as explained above on the authority of As and the حرى of the place of laying eggs of the ostrich, and of the covert of the gazelle, is the environs thereof: (T, TA:) pl. أَحْرَآءٌ. (K.) You say, اِذْهَبْ فَلَا أَرَيَنَّكَ بِحَرَاىَ and ↓ حَرَاتِى [Go thou, so that I may by no means see thee in my vicinage, &c.]. (S.) and لَا تَطُرْ حَرَانَا Approach not thou our environs. (S.) And نَزَلْتُ بِحَرَاهُ and بِعَرَاهُ [I alighted, or descended and abode, in his vicinage, &c.]. (S.) A2: See also حَرِىٌّ, in six places.

حَرٍ: see حَرِىٌّ, in four places.

حَرَاةٌ: see حَرًى, in two places.

حَرِىٌّ Adapted, disposed, apt, meet, suited, suitable, fitted, fit, competent, proper, or worthy; as also ↓ حَرٍ and ↓ حَرًى, which last has no dual nor pl., (S, Msb, K,) nor a fem. form, remaining unaltered, because it is [originally] an inf. n.; [see a verse cited voce نَقْرٌ;] or, accord. to Lh, one may say حَرَيَانِ, because Ks has related that some of the Arabs dualize what they do not pluralize: (TA:) the pl. of حَرِىٌّ is حَرِيُّونَ and أَحْرِيَآءُ; (S, Msb;) and the pl. of حَرِيَّةٌ is حَرِيَّاتٌ and حَرَايَا: the pl. of ↓ حَرٍ is أَحْرَآءٌ (S, TA) and حَرُونَ; and the pl. of حَرِيَةٌ is حَرِيَاتٌ. (TA.) You say, إِنَّهُ لَحَرِىٌّ بِكَذَا, and ↓ لَحَرِ, and ↓ لَحَرًى, (K, TA,) Verily he, or it, is adapted, &c., to such a thing; or worthy of such a thing. (TA.) And هُوَ حَرِىٌّ

أَنْ يَفْعَلَ ذَاكَ, and ↓ حَرٍ, and ↓ حَرًى, He is adapted, &c., to do that: (S, Msb:) and ان ↓ انّه لَمَحْرًى

يفعل, (Lh, K, [in some copies of the K, erroneously, لَمَحْرِىٌّ,]) and ↓ لَمَحْرَاةٌ, (K,) which last has no dual nor pl. nor fem. form, like مَخْلَــقَةٌ [q. v.] and مَقْمَنَةٌ: (TA:) and ↓ هٰذَا الأَمْرُ مَحْرَاةٌ لِذٰلِكَ [This thing, or affair, is adapted, &c., to that]. (S.) And hence the phrase, أَنْ ↓ بِالْحَرَى

يَكُونَ ذَاكَ (S, * K) It is suitable, fit, or proper, that that should be. (PS.) [But this phrase, in the present day, means Rather that should be. And hence, ↓ كَمْ بِالحَرَى How much rather.] One says also, of a man who has attained to fifty [years], ↓ فَحَرًى, meaning He is adapted, &c., to attain all that is good. (Th, TA.) And one says إِنَّهُ لَحَرِىٌّ as meaning Verily it is probable; or likely to happen or be, or to have happened or been; as also لَخَلِيقٌ. (TA in art. خلق.) حِرِىٌّ: see art. حرح.

حَارٍ masc. of حَارِيَةٌ, (M, TA,) which is an epithet applied to a viper (أَفْعًى); (S, M, K;) meaning That has decreased in its body by reason of age; and it is the worst, or most malignant or noxious, that is: (S:) or that has become old, and has wasted in its body, and whereof there remains not save its head and its breath (نَفَسُهَا [in the CK نَفْسُهَا]) and its poison: (M, K:) dim. ↓ حُوَيْرٍ. (TA.) One says, رَمَاكَ اللّٰهُ بِأَفْعًى حَارِيَةٍ [meaning (assumed tropical:) May God smile thee with an evil like a viper wasted by age]. (S.) حُوَيْرٍ: see what next precedes.

أَحْرَى More, and most, adapted, disposed, apt, meet, suited, suitable, fitted, fit, competent, or proper; or more, and most, worthy, or deserving. (S, * Mgh, Msb, K.) A thing is said to be أَحْرَى

بِالِاسْتِعْمَالِ [More, or most, meet, &c., to be done]. (S, K.) مَحْرًى: see حَرِىٌّ.

مَحْرَاةٌ: see حَرِىٌّ, in two places.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.