Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: لحف

المَضِبيقُ

المَضِبيقُ:
قرية في لحف آرة بين مكة والمدينة، أغارت بنو عامر ورئيسهم علقمة بن علاثة على زيد الخيل الطائي فالتقوا بالمضيق فأسرهم زيد الخيل عن آخرهم وكان فيهم الحطيئة فشكا إليه الضايقة فمنّ عليه، فقال الحطيئة:
إلّا يكن مالي ثوابا فإنه ... سيأتي شيائي زيدا ابن مهلهل
فما نلتنا غدرا ولكن صبحتنا ... غداة التقينا في المضيق بأخيل
كريم تفادى الخيل من وقعاته ... تفادي خشاش الطير من وقع أجدل
والمضيق فيما قيل: موضع مدينة الزّبّاء بنت عمرو ابن ظرب بن حسّان بن أذينة السميدع بن هوير العمليقي قاتلة جذيمة، قالوا: وهي بين بلاد الخانوقة وقرقيسيا على الفرات.

نهرُ شَيْلَى

نهرُ شَيْلَى:
بأرض السواد ثم أرض الأنبار، وهو شيلى بن فرّخ زادان المروزي وولده يدّعون أن سابور حفره لجدّهم حين رتبه بنغيا من طسوج الأنبار، والذي يقوله غيرهم أنه نسب إلى رجل كان متقبلا لحفــره ثم عرف بنهر زياد ابن أبيه لأنه استحدث حفره، وقيل إن رجلا يقال له شيلى كانت له عليه مبقلة في أيام المنصور وإن هذا النهر كان قديما وقد انطمّ فأمر المنصور بحفره فلم يستتم حتى توفي فاستتم في خلافة المهدي.

الوَسْبَاء

الوَسْبَاء:
بالفتح ثم السكون، وباء موحدة: ماء لبني سليم في لحف أبلى، وقد ذكرته، وهو مرتجل.
وَسْخَاء:
بالفتح ثم السكون، والخاء معجمة، وألف ممدودة: موضع في شعر لهم.

الوَشِيعُ

الوَشِيعُ:
بالفتح ثم الكسر ثم ياء، وعين مهملة، قال ابن الأعرابي: الوشيع علم الثوب، والوشيع:
كبّة الغزل، والوشيع: خشبة الحائك التي يسميها الناس الحفّ، والوشيع: الخصّ، والوشيع:
سقف البيت، والوشيع: عريش يبنى للرئيس في العسكر حتى يشرف منه على عسكره، والوشيع:
خشبة غليظة توضع على رأس البئر، والوشيع:
موضع في قول الحطيئة الشاعر حيث قال:
وما الزّبرقان يوم يحرم ضيفه ... بمحتسب التقوى ولا متوكل
مقيم على بنيان يمنع ماءه ... وماء وشيع ماء عطشان مرمل
وفي نوادر أبي زياد: وسيع، بالسين مهملة، هو ماء لبني الزبرقان قرب اليمامة.

التاجُ

التاجُ:
اسم لدار مشهورة جليلة المقدار واسعة الأقطار ببغداد من دور الخلافة المعظمة، كان أول من وضع أساسه وسماه بهذه التسمية أمير المؤمنين المعتضد، ولم يتم في أيامه فأتمه ابنه المكتفي، وأنا أذكر هاهنا خبر الدار العزيزة وسبب اختصاصها بهذا الاسم بعد أن كانت دور الخلافة بمدينة المنصور إلى أن أذكر قصة التاج وما يضامّه من الدور المعمورة المعظمة: كان أول ما وضع من الأبنية بهذا المكان قصر جعفر بن يحيى ابن خالد بن برمك، وكان السبب في ذلك أن جعفرا كان شديد الشغف بالشرب والغناء والتهتك، فنهاه أبوه يحيى فلم ينته، فقال: إن كنت لا تستطيع الاستتار فاتخذ لنفسك قصرا بالجانب الشرقي واجمع فيه ندماءك وقيانك وقضّ فيه معهم زمانك وابعد عن عين من يكره ذلك منك، فعمد جعفر فبنى بالجانب الشرقي قصرا موضع دار الخلافة المعظمة اليوم وأتقن بناءه وأنفق عليه الأموال الجمّة، فلما قارب فراغه سار إليه في أصحابه وفيهم مؤنس بن عمران وكان عاقلا، فطاف به واستحسنه وقال كل من حضر في وصفه ومدحه وتقريظه ما أمكنه وتهيّأ له، هذا ومؤنس ساكت، فقال له جعفر: ما لك ساكت لا تتكلم وتدخل معنا في حديثنا؟ فقال: حسبي ما قالوا، فعلم أن تحت قول مؤنس شيئا فقال: وأنت إذا فنك، فقد أقسمت لتقولن، فقال: أما إذا أبيت إلا أن أقول فيصير علي الحق، قال: نعم واختصر، فقال: أسألك بالله إن مررت الساعة بدار بعض أصحابك وهي خير من دارك هذه ما كنت صانعا؟ قال: حسبك فقد فهمت، فما الرأي؟ قال:
إذا صرت إلى أمير المؤمنين وسألك عن تأخرك فقل سرت إلى القصر الذي بنيته لمولاي المأمون. فأقام جعفر في القصر بقية ذلك اليوم ثم دخل على الرشيد، فقال له: من أين أقبلت وما الذي أخّرك إلى الآن؟
فقال: كنت في القصر الذي بنيته لمولاي المأمون بالجانب الشرقي على دجلة، فقال له الرشيد: وللمأمون بنيته! قال: نعم يا أمير المؤمنين، لأنه في ليلة ولادته جعل في حجري قبل أن يجعل في حجرك واستخدمني أبي له فدعاني ذلك إلى أن اتخذت له بالجانب الشرقي قصرا لما بلغني من صحة هوائه ليصحّ مزاجه ويقوى ذهنه ويصفو، وقد كتبت إلى النواحي
باتخاذ فرش لهذا الموضع، وقد بقي شيء لم يتهيأ اتخاذه وقد عوّلنا على خزائن أمير المؤمنين، إما عارية أو هبة، قال: بل هبة، وأسفر إليه بوجهه ووقع منه بموقع وقال: أبى الله أن يقال عنك إلا ما هو لك أو يطعن عليك إلا يرفعك، وو الله لا سكنه أحد سواك ولا تمم ما يعوزه من الفرش إلا من خزائننا، وزال من نفس الرشيد ما كان خاطره وظفر بالقصر بطمأنينة، فلم يزل جعفر يتردّد إليه أيام فرجه ومتنزّهاته إلى أن أوقع بهم الرشيد، وكان إلى ذلك الوقت يسمّى القصر الجعفري، ثم انتقل إلى المأمون فكان من أحبّ المواضع إليه وأشهاها لديه، واقتطع جملة من البرية عملها ميدانا لركض الخيل واللعب بالصوالجة وحيّزا لجميع الوحوش وفتح له بابا شرقيّا إلى جانب البرية وأجرى فيه نهرا ساقه من نهر المعلّى وابتنى مثله قريبا منه منازل برسم خاصته وأصحابه سميت المأمونية، وهي إلى الآن الشارع الأعظم فيما بين عقدي المصطنع والزّرّادين، وكان قد أسكن فيه الفضل والحسن ابني سهل، ثم توجّه المأمون واليا بخراسان والمقام بها وفي صحبته الفضل والحسن، ثم كان الذي كان من إنفاذ العساكر ومقتل الأمين على يد طاهر بن الحسين ومصير الأمر إلى المأمون، فأنفذ الحسن بن سهل خليفة له على العراق، فوردها في سنة 198، ونزل في القصر المذكور وكان يعرف بالمأموني، وشفع ذلك أن تزوّج المأمون ببوران بنت الحسن بن سهل بمرو بولاية عمها الفضل، فلما قدم المأمون من خراسان في سنة 203 دخل إلى قصور الخلافة بالخلد وبقي الحسن مقيما في القصر المأموني إلى أن عمل على عرس بوران بفم الصّلح، ونقلت إلى بغداد وأنزلت بالقصر، وطلبه الحسن من المأمون فوهبه له وكتبه باسمه وأضاف إليه ما حوله، وغلب عليه اسم الحسن فعرف به مدة، وكان يقال له القصر الحسني. فلما طوت العصور ملك المأمون والقصور وصار الحسن بن سهل من أهل القبور، بقي القصر لابنته بوران إلى أيّام المعتمد على الله، فاستنزلها المعتمد عنه وأمر بتعويضها منه، فاستمهلته ريثما تفرغ من شغلها وتنقل مالها وأهلها، وأخذت في إصلاحه وتجديده ورمّه وأعادت ما دثر منه وفرشته بالفرش المذهبة والنمارق المقصبة وزخرفت أبوابه بالستور وملأت خزائنه بأنواع الطّرف مما يحسن موقعه عند الخلفاء ورتبت في خزائنه ما يحتاج إليه الجواري والخدم الخصيان، ثم انتقلت إلى غيره وراسلت المعتمد باعتماد أمره، فأتاه فرأى ما أعجبه وأرضاه واستحسنه واشتهاه وصار من أحبّ البقاع إليه، وكان يتردّد فيما بينه وبين سرّ من رأى فيقيم هناك تارة وهناك أخرى ثم توفي المعتمد، وهو أبو العباس أحمد بن المتوكل على الله بالقصر الحسني سنة 279، وكانت خلافته ثلاثا وعشرين سنة وثلاثة أيام، وحمل إلى سامرّاء فدفن بها، ثم استولاه المعتضد بالله أبو العباس أحمد بن الموفّق الناصر لدين الله أبي أحمد بن المتوكل، فاستضاف إلى القصر الحسني ما جاوره فوسّعه وكبّره وأدار عليه سورا واتخذ حوله منازل كثيرة ودورا واقتطع من البرية قطعة فعملها ميدانا عوضا من الميدان الذي أدخله في العمارة وابتدأ في بناء التاج وجمع الرجال لحفــر الأساسات، ثم اتفق خروجه إلى آمد، فلما عاد رأى الدخان يرتفع إلى الدار فكرهه وابتنى على نحو ميلين منه الموضع المعروف بالثّريّا ووصل بناء الثريا بالقصر الحسني، وابتنى تحت القصر آزاجا من القصر إلى الثريا تمشي جواريه فيها وحرمه وسراريه، وما زال باقيا إلى الغرق الأول الذي صار ببغداد فعفا أثره. ثم مات المعتضد بالله في
سنة 289، وتولى ابنه المكتفي بالله فأتمّ عمارة التاج الذي كان المعتضد وضع أساسه بما نقضه من القصر المعروف بالكامل ومن القصر الأبيض الكسروي الذي لم يبق منه الآن بالمدائن سوى الإيوان، وردّ أمر بنائه إلى أبي عبد الله النقري وأمره بنقض ما بقي من قصر كسرى، فكان الآجرّ ينقض من شرف قصر كسرى وحيطانه فيوضع في مسنّاة التاج وهي طاعنة إلى وسط دجلة وفي قرارها، ثم حمل ما كان في أساسات قصر كسرى فبنى به أعالي التاج وشرفاته، فبكى أبو عبد الله النقري وقال: إن فيما نراه لمعتبرا، نقضنا شرفات القصر الأبيض وجعلناها في مسنّاة التاج ونقضنا أساساته فجعلناها شرفات قصر آخر، فسبحان من بيده كل شيء حتى الآجر! وبذيل منه:
كلدت حوله الأبنية والدور، من جملتها قبة الحمار، وإنما سميت بذلك لأنه كان يصعد إليها في مدرج حولها على حمار لطيف، وهي عالية مثل نصف الدائرة. وأما صفة التاج فكان وجهه مبنيّا على خمسة عقود كل عقد على عشرة أساطين خمسة أذرع، ووقعت في أيام المقتفي سنة 549 صاعقة فتأججت فيه وفي القبة وفي دارها التي كانت القبة أحد مرافقها، وبقيت النار تعمل فيه تسعة أيام، ثم أطفئت، وقد صيّرته كالفحمة، وكانت آية عظيمة، ثم أعاد المقتفي بناء القبة على الصورة الأولى ولكن بالجصّ والآجر دون الأساطين الرخام، وأهمل إتمامه حتى مات، وبقي كذلك إلى سنة 574، فتقدم أمير المؤمنين المستضيء بنقضه وإبراز المسناة التي بين يديه إلى أن تحاذى به مسناة التاج فشقّ أساسها ووضع البناء فيه على خطّ مستقيم من مسناة التاج، واستعملت أنقاض التاج مع ما كان أعدّ من الآلات من عمل هذه المسناة ووضع موضع الصحن الذي تجلس فيه الأئمة للمبايعة، وهو الذي يدعى اليوم التاج.

بُحَيرَة طَبَرِيَّةَ

بُحَيرَة طَبَرِيَّةَ:
قال الأزهري: هي نحو من عشرة أميال في ستة أميال، وغور مائها علامة لخروج الدجال، وروي أن عيسى، عليه السلام، إذا نزل بالبيت المقدس ليقتل الدجال عندها يظهر يأجوج ومأجوج، وهم أربع وعشرون أمة لا يجتازون بحي
ولا ميت من إنسان إلا أكلوه ولا ماء إلا شربوه، فيجتاز أولهم ببحيرة طبرية فيشربون جميع ما فيها ثم يجتاز بها الأخير منهم، وهي ناشفة، فيقول:
أظنّ أنه قد كان ههنا ماء، ثم يجتمعون بالبيت المقدس فيفزع عيسى ومن معه من المؤمنين فيعلو على الصخرة ويقوم فيهم خطيبا فيحمد الله ويثني عليه ثم يقول: اللهمّ انصر القليل في طاعتك على الكثير في معصيتك، فهل من منتدب؟ فينتدب رجل من جرهم ورجل من غسّان لقتالهم ومع كل واحد خلق من عشيرته، فينصرهم الله عليهم حتى يبيدوهم، ولهذا الخبر مع استحالته في العقل نظائر جمّة في كتب الناس، والله أعلم. وأما بحيرة طبرية فقد رأيتها مرارا وهي كالبركة، تحيط بها الجبال ويصبّ فيها فضلات أنهر كثيرة تجيء من جهة بانياس والساحل والأردنّ الأكبر، وينفصل منها نهر عظيم فيسقي أرض الأردن الأصغر، وهو بلاد الغور، ويصبّ في البحيرة المنتنة قرب أريحا. ومدينة طبرية في لحف الجبل مشرفة على البحيرة، ماؤها عذب شروب ليس بصادق الحلاوة ثقيل، وفي وسط هذه البحيرة حجر ناتئ يزعمون أنه قبر سليمان بن داود، عليه السلام، وبين البحيرة والبيت المقدس نحو من خمسين ميلا، وقد ذكرت من وصفها في الأردن أكثر من هذا، وإياها أراد المتنبي يصف الأسد:
أمعفّر الليث الهزبر بسوطه! ... لمن ادّخرت الصارم المصقولا؟
وقعت على الأردنّ منه بليّة، ... نضدت لها هام الرفاق تلولا
ورد، إذا ورد البحيرة شاربا، ... ورد الفرات زئيره والنيلا

الكنف

(الكنف) جَانب الشَّيْء والظل (ج) أكناف وكنفا الرجل حضناه عَن يَمِينه وشماله وكنف الطَّائِر جنَاحه وكنف الله رَحمته وستره وَحفظه

(الكنف) كل وعَاء مثل العيبة لحفــظ شَيْء وكنف الرَّاعِي والصانع والتاجر مَا يحفظ فِيهِ مَتَاعه وأسقاطه

قُرَيْبَة

قُرَيْبَة
من (ق ر ب) تصغير قُرْبَة بمعنى ما يتقرب به إلى الله تعالى من أعمال البر والطاعات، أو تصغير قرية بمعنى ظرف من جلد يحزز من جانب واحد ويستعمل لحفــظ الماء أو اللبن ونحوها.

ألح

(ألح) السَّحَاب دَامَ مطره وَفُلَان على الشَّيْء واظب عَلَيْهِ وَيُقَال ألح عَلَيْهِ بِالْمَسْأَلَة ألحف والحذاء على الإصبع عقره فَهُوَ ملحاح

الوشيع

(الوشيع) خَشَبَة غَلِيظَة على رَأس الْبِئْر يقوم عَلَيْهَا الساقي وخشبة الحائك الَّتِي تسمى الحف وشريحة من السعف تلقى على خشبات السّقف وسقف الْبَيْت وَشَيْء كالحصير يتَّخذ من الثمام وسياج من قضبان متشابكة على أوتاد يحوط بهَا الْبُسْتَان أَو الحظيرة أَو الفناء وعريش يبْنى للرئيس فِي الْعَسْكَر يشرف مِنْهُ عَلَيْهِ والخص وَمَا يبس من الشّجر فَقَط وَعلم الثَّوْب وكبب من ألوان الخيوط كبة حَمْرَاء وَأُخْرَى صفراء (ج) وشائع

لح

لح
الإِلْحَاحُ: الإِقْبَالُ على الشَّيْءِ من غَيرِ فُتُوْرٍ، رَجُلٌ مُلِحٌّ مِلْحَاحٌ. وألَحَّ السَّحَابُ بالمَطَرِ: دامَ. وتَلَحْلَحَ القَوْمُ: أقامُوا بمَكانِهم فلم يَبْرَحُوا. واللِّحَّةُ: بَقْلَةٌ يُقال لها لِحَّةُ التَّيْسِ. وخُبْزَةٌ لَحْلَحَةٌ: يابِسَةٌ. ولَحِحَتْ عَيْنُه: الْتَصَقَتْ، ومنه: ابنُ عَمِّي لَحّاً، وابنُ عَمٍّ لَحٍّ. وقَتَبٌ مِلْحَاحٌ: لازمٌ للظَّهْرِ. والمِلْحَاحُ: الذي يَعَضُّ. وألَحَّ الرَّجُلُ إلْحَاحاً: هَرَبَ سعياً. ورَجُلٌ مُلَحْلَحٌ: سَيِّدٌ. ومَكانٌ لَحْلَحٌ ولاحٌّ: أي ضَيِّقٌ.

لح

1 لَحِحَتْ عَيْنُهُ, (S, L, K,) aor. ـْ inf. n. لَحَحٌ; (L;) and لَحَّتْ; (L;) [as also لَخِخَتْ:] His eyelids stuck together, by reason of a white thick matter collected in their corners: (S, L, K:) or, by reason of pain: or, by reason of many tears: (L:) the former is one of those verbs which retain their original forms, like ضَبِبَ in the phrase ضَبِبَ البَلَدُ, with the reduplication distinct: (S:) also, لَحَّتْ عَيْنُهُ his eye shed many tears, and its lids became thick, or rough; like لَخَّتْ. (L.) b2: لَحَّتِ القَرَابَةُ بَيْنَنَا, inf. n. لَحٌّ, The relationship between us was close. (Aboo-Sa'eed, K.) See لَحٌّ.4 الحّ, (inf. n. إِلْحَاحٌ, Msb,) It [a cloud) rained continually, or incessantly. (S, Msb, K) Hence the phrase الحّ على شى [q. v. infra]. (Msb) b2: الحّ عَلْيهِ, (inf. n. إِلْحَاحٌ, L,) He importuned him; plied him; plied him hard; pressed him; pressed upon him; pressed him hard; was urgent with him; persecuted, or harassed, him, (L,) بِالْمَسْأَلَةِ, (S, L,) or فِى السَّؤَالِ, (K,) in asking, begging, or petitioning; like أَــلْحَفَ. (S, L, K.) الحّ على غَرِيمِهِ He pressed his creditor perseveringly, assiduously, or constantly. (L.) and أَلْحَحْتُ عَلَى فُلَانٍ فِى الاِتِّبَاعِ حَتَّى اخْتَلَفْتُه, i. e. [I pressed upon such a one in following] until I made him to be behind me. (ISk, TA in art. خلف.) الحّ عَلَى شَىْءٍ [and فِى شَىْءٍ] He applied himself to a thing perseveringly, persistently, assiduously, or constantly, (Msb,) or incessantly. (L.) الحّ فِى شَىْءٍ He asked, begged, or petitioned, for a thing much, or frequently; as though he stuck to it. (L.) الحّ عَلَى غَيِّهِ [and فى غَيِّهِ He persevered, or persisted, in his error]. (Msb, art. مدى.) b3: It (a cloud) remained, or stayed, بِمَكَانٍ in a place; like أَلَثَّ. (As, S.) b4: الحّ (tropical:) He (a camel) was restive, or refractory, and would not move from his place; (S, L, K;) like as you say of a she-camel خَلَأَتْ, (As, S,) and of a horse and the like حَزَنَ: (As:) and الحّت she (a camel) did the same; (L, K;) accord. to some, and so used in a trad. (TA.) b5: الحّتِ المَطِىُّ (tropical:) The beasts of carriage, or the camels, were fatigued, and became slow, or tardy. (K.) b6: الحّ (tropical:) It (a saddle of the kind called قَتَب, L, K, and a رَحْل, and a horse's saddle, L) wounded the back. (L, K.) See مِلْحَاحٌ.

R. Q. 1 لَحْلَحُوا, (K,) and ↓ تَلَحْلَحُوا, (S, K,) They remained fixed, or firm, in their place; did not quit it. (S, K.) b2: ↓ تَلَحْلَحَ He (a camel) stayed, and remained fixed, or firm. (L.) b3: Also ↓ تلحلحوا They became dispersed; formed by transposition from تحلحلوا. (L.) R. Q. 2 See R. Q. 1.

هُوَ ابْنُ عَمِّى لَحًّا [He is my cousin on the father's side,] closely related: (S, K:) from the phrase لَحِحَتْ عَيْنُهُ. (S.) Here لحّا is put in the acc. case as a denotative of state, because what precedes it is determinate. (S.) And you say هُوَ ابْنُ عَمٍّ لَحٍّ [He is a cousin on the father's side,] closely related, (S, K,) in an indeterminate phrase employing لَحٍّ as an epithet to عَمٍّ. (S.) You say the same in the case of the fem. and dual and pl.; (S;) making no difference between the sing. and dual and pl. and fem. (L.) Lh says, that one says, [of two persons who are cousins, one to the other,] هُمَا ابْنَا عَمٍّ لَحٍّ, and لَحًّا; and in like manner هما ابنا خَالَةٍ; but not هما ابنا خَالٍ لَحًّا, nor ابنا عَمَّةٍ لَحًّا. (L.) When the ابن عمّ is not in the state termed لَحّ, but is of the عَشِيرَة, you say هُوَ ابْنُ عَمِّ الكَلَالَةِ, and ابنُ عَمٍّ كَلَالَةٌ. (S, K.) [See also دِنْيًا; and the contr., ظْهرًا.]

لَحِحٌ and لَحْلَحٌ: see لَاحٌّ.

لَاحٌّ (S, K) and ↓ لَحِحٌ and ↓ لَحْلَحٌ (K) A strait, or confined, place. (S, K.) Also, لَاحٌّ, A valley with tangled, confused, intertwined, or complicated, trees, which stick together: or strait, or confined, and abounding with tangled trees, and stones. In both senses, applied to a place and a valley, it is also written لَاخٌّ, with خ. (L.) [See لَاخٌّ.]

أَلَحُّ [More, and most, importunate, pressing, persevering, &c.]. (TA, art. خنفس; see the same article in the present work.) مُلِحٌّ That stands still by reason of fatigue, and will not move from its place. (TA.) b2: A beast of carriage which, when it lies down, remains immovable, and will not be roused up. (L.) مِلْحَاحٌ A cloud continually, or incessantly, raining. (L.) b2: A man [very] importunate, pressing, persevering, assiduous, or constant, in asking, begging, petitioning, or seeking. (L.) b3: رَحًى

مِلْحَاحٌ عَلَى مَا تَطْحَنُهُ (S) A mill-stone that presses hard upon that which it grinds. (A.) b4: مِلْحَاحٌ (tropical:) A saddle of the kind called قَتَب that wounds the back; (K;) that wounds the camel's withers; (S;) that sticks close to the camel's back, and wounds it; and in like manner a saddle of the kind called رَحْل, and a horse's saddle. (L.) b5: Whatever is slow, or tardy. (L.)

صِلَّحْفَةٌ

قَصْعَةٌ صِــلَّحْفَــةٌ: فُطَيْحَاءُ، ولامُها شَديدةٌ. والصِّــلَّحْفُ: مَتَاعُ الدّابَّةِ والرَّحْلِ الذي بين قوائِمه. المُصَلْفَحُ: العَرِيضُ من الرُّوؤس كأنَّه شُقَّةٌ.

الخلاف المرتب

الخلاف المرتب:
أن يقع الخلاف في الكلمة القرآنية عن القارئ، فينسب وجه لبعض الرواة، فيكون لغيرهم من الرواة عن القارئ الوجه المضاد له، فمثلاً إذا قال مصنف قرأ: الإمام عاصم (ت 127 هـ) بالإظهار من رواية شعبة (ت 193 هـ) فمفاده أن لحفــص (ت 180 هـ) الراوي الآخر عن عاصم في ذلك الحرف الإدغام.

الخلاف المُفرع

الخلاف المُفرع:
أن يقع الخلاف في كلمة قرآنية عن راو أو طريق، بينما بقية الرواة أو الطرق لهم وجه واحد فقط، فمثلاً إذا قال مصنف في سياق الإظهار قرأ: الإمام عاصم (ت 127 هـ) بالإظهار بخُلفٍ من رواية حفص (ت 180 هـ) فمفاده أن لحفــص الإظهار والوجه الآخر المفرع عنه وهو الإدغام، بينما لشعبة (ت 193 هـ) -الراوي الآخر- الإدغام فقط.

علم إعراب القرآن

علم إعراب القرآن
وهو من فروع: علم التفسير، على ما في: (مفتاح السعادة).
لكنه في الحقيقة هو من: علم النحو.
وعده علما مستقلا، ليس كما ينبغي، وكذا سائر ما ذكره السيوطي في (الإتقان) من الأنواع، فإنه عد علوما كما سبق في المقدمة.
ثم ذكر ما يجب على المعرب مراعاته، من الأمور التي ينبغي أن تجعل مقدمة لكتاب: (إعراب القرآن)، ولكنه أراد تكثير العلوم والفوائد.
وهذا النوع أفرده بالتصنيف جماعة، منهم:
الشيخ، الإمام: مكي بن أبي طالب القيسي، النحوي.
المتوفى: سنة سبع وثلاثين وأربعمائة.
أوله: (أما بعد حمدا لله جل ذكره... الخ).
وكتابه في: (المشكل)، خاصة.
وأبو الحسن: علي بن إبراهيم الحوفي، النحوي.
سنة: اثنتين وستين وخمسمائة (430).
وكتابه أوضحها.
وهو في عشر مجلدات.
وأبو البقا: عبد الله بن الحسين العكبري، النحوي.
المتوفى: سنة ست عشرة وستمائة.
وكتابه أشهرها.
وسماه: (التبيان).
وأبو إسحاق: إبراهيم بن محمد السفاقسي.
المتوفى: سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة.
وكتابه أحسن منه.
وهو في: مجلدات.
سماه: (المجيد، في إعراب القرآن المجيد).
أوله: (الحمد لله الذي شرفنا بحفظ كتابه... الخ).
ذكر فيه: (البحر)، لشيخه: أبي حيان، ومدحه.
ثم قال: لكنه سلك سبيل المفسرين في الجمع بين التفسير والإعراب، فتفرق فيه المقصود، فاستخار في تلخيصه، وجمع ما بقي في: (كتاب أبي البقا) من إعرابه، لكونه كتابا قد عكف الناس عليه، فضمه إليه: بعلامة الميم، وأورد ما كان له: بقلت.
ولما كان كتابا كبير الحجم في مجلدات.
لخصه: الشيخ: محمد بن سليمان الصرخدي، الشافعي.
المتوفى: سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة.
واعترض عليه في مواضع.
وأما كتاب:
الشيخ، شهاب الدين: أحمد بن يوسف، المعروف: بالسمين، الحلبي.
المتوفى: سنة ست وخمسين وسبعمائة.
فهو مع اشتماله على غيره، أجلُّ ما صنف فيه، لأنه جمع العلوم الخمسة: الإعراب، والتصريف، واللغة، والمعاني، والبيان.
ولذلك قال السيوطي في (الإتقان) : هو مشتمل على: حشو وتطويل.
لخصه: السفاقسي، فجوده. انتهى.
وهو وهم منه، لأن السفاقسي ما لخص إعرابه منه، بل من: (البحر)، كما عرفت.
والسمين، لخصه أيضا من: (البحر)، في حياة شيخه: أبي حيان، وناقشه فيه كثيرا.
وسماه: (الدر المصون، في علم الكتاب المكنون).
أوله: (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب... الخ).
وفرغ عنه: في أواسط رجب، سنة أربع وثلاثين وسبعمائة.
علم إعراب القرآن
وهي من فروع علم التفسير على ما في: مفتاح السعادة لكنه في الحقيقة هو: من علم النحو وعده علما مستقلا ليس كما ينبغي وكذا سائر ما ذكره السيوطي في: الإتقان من الأنواع فإنه عد علوما ثم ذكر ما يجب على المعرب مراعاته من الأمور التي ينبغي أن تجعل مقدمة لكتاب إعراب القرآن ولكنه أراد تكثير العلوم والفوائد. وهذا النوع أفرده بالتصنيف جماعة منهم:
الشيخ الإمام مكي بن أبي طالب حموش بن محمد القيسي النحوي المتوفى سنة سبع وثلاثين وأربعمائة أوله: أما بعد حمد الله جل ذكره وكتابه في المشكل خاصة.
وأبو الحسن علي بن إبراهيم الحوفي النحوي المتوفى سنة اثنتين وستين وخمسمائة وكتابه أوضحها وهو في عشر مجلدات.
وأبو البقاء عبد الله بن الحسين العكبري النحوي المتوفى سنة ست عشرة وستمائة وكتابه أشهرها وسماه: البيان أوله: الحمد لله الذي وفقنا لحفــظ كتابه وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد السفاقسي المتوفى سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة وكتابه أحسن منه وهو في مجلدات سماه: المجيد في إعراب القرآن المجيد أوله: الحمد لله الذي شرفنا بحفظ كتابه. الخ. ذكر فيه البحر بشيخه أبي حيان ومدحه ثم قال: لكنه سلك سبيل المفسرين في الجمع بين التفسير والإعراب فتفرق فيه المقصود فاستخار في تلخيصه وجمع ما بقي في كتاب أبي البقاء من إعرابه لكونه كتابا قد عكف الناس عليه فضمه إليه بعلامة الميم وأورد ما كان له بقلت ولما كان كتابا كبير الحجم في مجلدات لخص الشيخ محمد بن سليمان الصرخدي الشافعي المتوفى سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة واعترض عليه في مواضع.
وأما كتاب الشيخ شهاب الدين أحمد بن يوسف المعروف بالسمين الحلبي المتوفى سنة ست وخمسين وسبعمائة فهو مع اشتماله على غيره أجل ما صنف فيه لأنه جمع العلوم الخمسة الإعراب والتصريف واللغة والمعاني والبيان ولذلك قال السيوطي في: الإتقان هو مشتمل على حشو وتطويل لخصه السفاقسي فجوده. انتهى.
وهو وهم منه لأن السفاقسي ما لخص إعرابه منه بل من البحر - كما عرفت - و: السمين لخصه أيضا من البحر في حياة شيخه أبي حيان وناقشه فيه كثيرا وسماه: الدر المصون في علم الكتاب المكنون أوله: الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب وفرغ عنه في واسط رجب سنة أربع وثلاثين وسبعمائة.
فائدة أوردها تقي الدين في طبقاته وهي: أن المولى الفاضل علي بن أمر الله المعروف بابن الحنا القاضي بالشام حضر مرة درس الشيخ العلامة بدر الدين الغزي لما ختم في الجامع الأموي من التفسير الذي صنفه وجرى فيه بينهما أبحاث منها: اعتراضات السمين على شيخه.
فقال الشيخ: إن أكثرها غير وارد.
وقال المولى علي: الذي في اعتقادي أن أكثرها وارد وأصر على ذلك ثم إن المولى المذكور كشف عن ترجمة السمين فرأى أن الحافظ ابن حجر وافقه فيه حيث قال في: الدرر صنف في حياة شيخه وناقشه مناقشات كثيرة غالبها جيدة فكتب إلى الشيخ أبياتا يسأله أن يكتب ما عثر الشهاب عليه من أبحاث فاستخرج عشرة منها ورجح فيها كلام أبي حيان وزيف اعتراضات السمين عليها وسماه ب: الدر الثمين في المناقشة بين أبي حيان والسمين وأرسلها إلى القاضي فلم وقف انتصر ل السمين ورجح كلامه على كلام أبي حيان وأجاب عن اعتراضات الشيخ بدر الدين ورد كلامه في رسالة كبيرة وقف عليها علماء الشام ورجحوا كتابته على كتابة البدر وأقروا له بالفضل والتقدم. وممن صنف في إعراب القرآن من القدماء: الإمام أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني المتوفى سنة ثمان وأربعين ومائتين.
وأبو مروان عبد الملك بن حبيب بن سليمان المالكي القرطبي المتوفى سنة تسع وثلاثين ومائتين.
وأبو العباس محمد بن يزيد المعروف بالمبرد النحوي المتوفى سنة ست وثمانين ومائتين.
وأبو العباس أحمد بن يحيى الشهير: بثعلب النحوي المتوفى سنة إحدى وتسعين ومائتين.
وأبو جعفر محمد بن أحمد بن النحاس النحوي المتوفى سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة.
وأبو طاهر إسماعيل بن خلف الصقلي النحوي المتوفى سنة خمس وخمسين وأربعمائة وكتابه في تسع مجلدات.
والشيخ أبو زكريا يحيى بن علي بن محمد الخطيب التبريزي المتوفى سنة اثنتين وخمسمائة في أربع مجلدات.
والشيخ أبو البركات عبد الرحمن بن أبي سعيد محمد الأنباري النحوي المتوفى سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة وسماه: البيان أوله الحمد لله منزل الذكر الحكيم.
والإمام الحافظ قوام السنة أبو القاسم إسماعيل بن محمد الطلحي الأصفهاني المتوفى سنة خمس وثلاثين وخمسمائة.
ومنتخب الدين حسين بن أبي العز بن الرشيد الهمداني المتوفى سنة ثلاث وأربعين وستمائة وكتابه تصنيف متوسط لا بأس به أوله: الحمد لله الذي بنعمته حمد وبهدايته عبد وبخذلانه جحد وسماه ب: كتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد.
وأبو عبد الله حسين بن أحمد المعروف بابن خالويه النحوي المتوفى سنة سبعين وثلاثمائة وكتابه في إعراب ثلاثين سورة من الطارق إلى آخر القرآن والفاتحة بشرح أصول كل حرف وتلخيص فروعه.
والشيخ موفق الدين عبد اللطيف بن يوسف البغدادي الشافعي المتوفى سنة تسع وعشرين وستمائة وكتابه في إعراب الفاتحة.
والشيخ إسحاق بن محمود بن حمزة تلميذ ابن الملك جمع إعراب الجزء الأخير من القرآن وسماه: التنبيه وأوله أول البيان المذكور آنفا والمولى أحمد بن محمد الشهير بنشانجي زاده المتوفى سنة ست وثمانين وتسعمائة كتب إلى سورة الأعراف - لم يتمه - ومن الكتب المصنفة في أعراف القرآن تحفة الأقران فيما قرئ بالتثليث من القرآن إلى غير ذلك مما يعرفه أهل هذا الشأن.

علم الخلاف

علم الخلاف
هو علم يعرف به كيفية إيراد الحجج الشرعية ودفع الشبه وقوادح الأدلة الخلافية بإيراد البراهين القطعية وهو الجدل الذي هو قسم من المنطق إلا أنه خص بالمقاصد الدينية.
وقد يعرف بأنه علم يقتدر به على حفظ أي وضع وهدم أي وضع كان بقدر الإمكان ولهذا قيل الجدلي إما مجيب يحفظ وضعا أو سائل يهدم وضعا وقد سبق في علم الجدل.
قال في مدينة العلوم: الفرق بين الجدل الواقع بين أصحاب المذاهب الفرعية كأبي حنيفة والشافعي وغيرهما وبين علم الخلاف. أن البحث في الجدل بحسب المادة وفي الخلاف بحسب الصورة.
وقد صنف بعض العلماء في الخلاف المسائل العشرة وبعضهم العشرين وبعضهم الثلاثين لتكون مثالا يحتذى بها في غيرها انتهى.
وقال ابن خلدون في مقدمته: اعلم أن هذا الفقه المستنبط من الأدلة الشرعية كثر فيه الخلاف بين المجتهدين باختلاف مداركهم وأنظارهم خلافا لا بد من وقوعه لما قدمناه واتسع ذلك إلى الأمة الأربعين من علماء الأمصار وكانوا بمكان من حسن الظن بهم اقتصر الناس على تقليدهم ومنعوا من تقليد سواهم لذهاب الاجتهاد لصعوبة وتشعب العلوم التي هي مواده باتصال الزمان وافتقاد من يقوم على سوى هذه المذاهب الأربعة فأقامت هذه المذاهب الأربعة أصول الملة وأجري الخلاف بين المتمسكين بها والآخذين بأحكامها مجرى الخلاف في النصوص الشرعية والأصول الفقهية وجرت بينهم المناظرات في تصحيح كل منهم مذهب إمامه تجري على أصول صحيحة وطرائق قويمة يحتج بها كل على مذهبه الذي قلده وتمسك به
وأجريت في مسائل الشريعة كلها وفي كل باب من أبواب الفقه.
فتارة يكون الخلاف بين الشافعي ومالك وأبو حنيفة يوافق أحدهما.
وتارة بين مالك وأبو حنيفة والشافعي يوافق أحدهما.
وتارة بين الشافعي وأبي حنيفة ومالك يوافق أحدهما وكان في هذه المناظرات بيان مآخذ هؤلاء الأئمة مثارات اختلافهم ومواقع اجتهادهم كان هذا الصنف من العلم يسمى بالخلافيات يحتاج إليها المجتهد إلا أن المجتهد يحتاج إليها للاستنباط وصاحب الخلافيات يحتاج إليها لحفــظ تلك المسائل المستنبطة من أن يهدمها المخالف بأدلته.
وهو لعمري علم جليل الفائدة في معرفة مآخذ الأئمة وأدلتهم ومن أن المطالعين له على الاستدلال فيما يرومون الاستدلال عليه.
وتآليف الحنفية والشافعية فيه أكثر من تآليف المالكية لأن القياس عند الحنفية أصل للكثير من فروع مذهبهم كما عرفت لذلك أهل النظر والبحث.
وأما المالكية فالأثر أكثر معتمدهم وليسوا بأهل نظر وأيضا فأكثرهم أهل المغرب وهم بادية غفل من الصنائع إلا في الأقل.
وللغزالي وفيه كتاب المآخذ.
ولأبي زيد الدبوسي كتاب التعليقة.
ولابن القصار من شيوخ المالكية عيون الأدلة وقد جمع ابن الساعاتي في مختصره في أصول الفقه جميع ما يبتنى عليها من الفقه الخلافي مدرجا في كل مسئلة ما يبتنى عليها من الخلافيات انتهى.
ومن الكتب المؤلفة فيه أيضا المنظومة النسفية وخلافيات الإمام الحافظ أبي بكر احمد بن الحسين بن علي البيهقي المتوفى سنة ثمان وخمسين وأربعمائة جمع فيه المسائل الخلافية بين الشافعي -رحمه الله- وأبي حنيفة رحمه الله. وقال في مدينة العلوم: وعلم الخلاف علم باحث عن وجوه الاستنباطات المختلفة من الأدلة الإجمالية أو التفصيلية الذاهب إلى كل منها طائفة من العلماء أفضلهم وأمثلهم: أبو حنيفة نعمان بن ثابت الكوفي ومن أصحابه أبو يوسف ومحمد وزفر والإمام الشافعي والإمام مالك والإمام أحمد بن حنبل.
ثم البحث عنها بحسب الإبرام والنقض لأي وضع أريد في تلك الوجوه ومباديه مستنبطة من علم الجدل والجدل بمنزلة المادة والخلاف بمنزلة الصورة.
وله استمداد من العلوم العربية الشرعية.
وغرضه تحصيل ملكة الإبرام والنقض.
وفائدته: دفع الشكوك عن المذاهب وإيقاعها في المذهب المخالف وقد أورد علم الخلاف والجدل الإمام فخر الدين الرازي في كتاب المعالم وغير ذلك من الرسائل والتعليقات لكن قد ضاع كتبه وانطمس آثاره وبطل معالمه في زماننا هذا.
واعلم أن أول من أخرج علم الخلاف في الدنيا أبو زيد الدبوسي المتوفى سنة وهو ابن ثلاث وستين ناظر مرة رجلا فجعل الرجل يبتسم ويضحك فأنشد أبو زيد لنفسه:
مالي إذا ألزمته حجة ... قابلني بالضحك والقهقهة
إن كان ضحك المرء من فقهه ... فالضب في الصحراء ما أفقهه
ويمكن جعل علم الجدل والخلاف من فروع علم أصول الفقه انتهى كلامه رحمه الله.

علم السيميا

علم السيميا
اعلم أنه قد يطلق هذا الاسم على ما هو غير الحقيقي من السحر وهو المشهور.
وحاصله إحداث مثالات خيالية في الجو لا وجود لها في الحس وقد يطلق على إيجاد تلك المثالات بصورها في الحس فحينئذ يظهر بعض الصور في جوهر الهواء فتمول سريعة لسرعة تغير جوهر الهواء ولا مجال لحفــظ ما يقبل من الصورة في زمان طويل لرطوبته فيكون سريع القبول وسريع الزوال. وأما كيفية إحداث تلك الصور وعللها فأمر خفي لا اطلاع عليه إلا لأهله وليس المراد وصفه وتحقيق ههنا بل المقصود هنا الكشف وإزالة الالتباس عن أمثاله.
وحاصله ومجمله أن يركب الساحر أشياء من الخواص والأدهان أو المانعات أو كلمات خاصة توجب بعض تخيلات خاصة كدارك الحواس بعض المأكول والمشروع وأمثاله ولا حقيقة له.
وفي هذا الباب حكايات كثيرة عن ابن سينا والسهروردي المقتول انتهى ما في كشف المظنون
وأطال ابن خلدون في بيان هذا العلم إلى أوراق لسنا بصدد نقله في هذا الموضع.
قال: في المدينة ومن جملة ما حكى الأوزاعي عن يهودي لحقه في السفر وأنه أخذ ضفدعا فسحرها بطريقة علم السيميا حتى صارت خنزيرا فباعها من قوم من النصارى فلما صاروا إلى بيوتهم عاد ضفدعا فلحقوا اليهودي وهو مع الأوزاعي فلما قربوا منه رأوا رأسه قد سقط ففزعوا وولوا هاربين وبقي الرأس يقول للأوزاعي: يا أبا عمرو هل غابوا إلى أن بعدوا عنه فصار الرأس في الجسد. هذا ما حكاه ابن السبكي في رسالته معيد النعم ومبيد النقم.
ومنفعة هذا العلم وغرضه ظاهران جدا ولفظ سيميا عبراني معرب أصله سيم يه ومعناه: اسم الله وأما المقالات السبع عشرة للحلاج فإنما هي على سبيل الرمز وللشيخ ابن سينا أمور غريبة تنقل عنه في هذا العلم وكذا للشيخ شهاب الدين السهروردي المقتول انتهى.
وقد حقق شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في مؤلفاته أن الحلاج كان من الساحرين المشعبذين ولم يكن من أولياء الله تعالى كما زعم جماعة من الصوفية والله أعلم وعلمه أتم. 
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.