Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: كنى

حَدَجَ

(حَدَجَ)
[هـ] فِي حَدِيثِ المعْراج «أَلَمْ تَرَوْا إِلَى مَيّتِكم حِينَ يَحْدِجُ بِبَصَرِه فإنَّما يَنْظر إِلَى المِعْراج» حَدَجَ بِبَصَرِه يَحْدِجُ إِذَا حَقَّقَ النَّظَر إِلَى الشَّيء وأدَامَه.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «حَدِّثِ النَّاسَ مَا حَدَجُوك بأبْصارِهم» أَيْ مَا دَامُوا مُقْبِلين عَلَيْكَ نَشِطِين لِسَماع حَدِيثِك.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «حَجَّةً هَاهُنَا ثُمَّ احْدِجْ هَاهُنَا حتَّى تفنَى» الحَدْجُ شَدُّ الأحْمال وتَوْسِيقُها، وَشَدُّ الحِدَاجَةِ وَهُوَ القَتَب بأدَاتِه، والمَعْنى حُجَّ حَجَّة واحِدة ثُمَّ أقْبل عَلَى الجِهاد إِلَى أَنْ تَهْرَم أَوْ تَمُوت، فــكنَى بالحَدْجِ عَنْ تهْيئة المركُوب للْجِهَاد.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «رَأَيْتُ كَأَنِّي أخَذْتُ حَدَجَةَ حَنْظَل فَوَضَعْتُها بَيْنَ كَتِفَيْ أَبِي جَهْلٍ» الحَدَجَةُ بِالتَّحْرِيكِ: الحَنْظَلة الفِجَّة الصُّلْبَة، وَجَمْعُهَا حَدَجٌ.

حِجًا

(حِجًا)
(س) فِيهِ «مَن بَاتَ عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ لَيْسَ عَلَيْهِ حِجَا فَقد بَرِئتْ مِنه الذِّمّة» هَكَذَا رَوَاهُ الخَطّابي فِي مَعَالِمِ السُّنن، وَقَالَ: إِنَّهُ يُروَى بِكَسْرِ الْحَاءِ وفَتْحِها، وَمَعْنَاهُ فِيهِمَا مَعْنَى السِّتْر، فمَن قَالَ بِالْكَسْرِ شَبَّهَه بالحِجَا: العَقْل؛ لِأَنَّ الْعَقْلَ يَمْنَعُ الْإِنْسَانَ مِن الْفَسَادِ ويَحْفَظُه مِنَ التَّعرُّض لِلْهَلَاكِ؛ فشَبّه السّتْر الَّذِي يَكُونُ عَلَى السَّطْح المَانع لِلْإِنْسَانِ مِنَ التَّرَدِّي والسُّقوط بالعَقْل الْمَانِعِ لَهُ مِنْ أفعالِ السُّوء المؤدِّيَة إِلَى الرَّدَى، ومَن روَاه بِالْفَتْحِ فَقَدْ ذَهَبَ إِلَى النَّاحِية والطَّرَف. وأَحْجَاء الشَّيء:
نَواحِيه، وَاحِدُها حَجَا.
(س) وَفِي حَدِيثِ الْمَسْأَلَةِ «حَتَّى يَقُول ثَلَاثَةٌ مِنْ ذَوِي الحِجَا مِنْ قَوْمه: قَدْ أصابتْ فُلَانًا الْفَاقةُ فحَلَّتْ لَهُ المسْألة» أَيْ مِنْ ذَوي الْعَقْلِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ صَيَّادٍ «مَا كَانَ فِي أنْفُسِنا أَحْجَى أَنْ يَكُونَ هُو مُذْ مَاتَ» يَعْني الدَّجَّال، أَحْجَى بِمَعْنَى أجْدَر وأوْلَى وأحَقّ، مِنْ قَوْلِهِمْ حَجَا بالْمكان إِذَا أَقَامَ وَثَبَتَ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «إنَّكُم مَعاشر هَمْدَان مِنْ أَحْجَى حَيٍّ بالكُوفة» أَيْ أَوْلَى وأحَقّ، ويَجُوز أَنْ يَكُونَ مِنْ أعْقَل حَيٍّ بِهَا.
[هـ] وَفِيهِ «أَنَّ عمرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ طَافَ بناقةٍ قَدِ انْكَسرت، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا هِيَ بمُغُدٍ فيَسْتَحْجِى لَحْمُها» اسْتَحْجَى اللَّحم إِذَا تَغَيَّرت رِيحُه مِنَ المرَض الْعَارِضِ. والمُغِدُّ: النَّاقة الَّتي أخَذَتْها الغُدَّة، وَهِيَ الطَّاعُون.
(س) وَفِيهِ «أقبلتْ سفينةٌ فحَجَتها الرّيحُ إِلَى مَوْضِعِ كَذَا» أَيْ سَاقَتْهَا ورمتْ بها إليه. (هـ) وَفِي حَدِيثِ عمْرو «قَالَ لمُعَاوية: إِنَّ أمْرَك كالجُعْدُبَة أَوْ كالحَجَاة فِي الضَّعْف» الحَجَاة بِالْفَتْحِ: نُفَّاخَات الْماء.
(هـ) وَفِيهِ «رَأَيْتُ عِلْجاً يَوْمَ القادِسِية قَدْ تَــكَنَّى وتَحَجَّى فَقَتَلْتُه» تَحَجَّى: أَيْ زَمْزَم.
والحِجَاء بِالْمَدِّ: الزَّمْزَمَة، وَهُوَ مِنْ شعَار المَجُوس. وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الحِجَاة: السّتْرِ.
واحْتَجَا: إِذَا كَتَمهُ.

حَجَرَ

(حَجَرَ)
- فِيهِ ذِكْرُ «الحِجْر» فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ، الحِجْر بِالْكَسْرِ: اسْمُ الْحَائِطِ المسْتَدير إِلَى جَانِبِ الكَعْبة الغَرْبيّ، وَهُوَ أَيْضًا اسْمٌ لِأَرْضِ ثَمُودَ قَوْمِ صالح النبي عَلَيْهِ السَّلَامُ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى:
«كَذَّبَ أَصْحابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ»
وَجَاءَ ذِكْرُهُ فِي الْحَدِيثِ كَثِيرًا.
(س) وَفِيهِ «كَانَ لَهُ حَصير يَبْسُطه بِالنَّهَارِ ويَحْجُرُه بِاللَّيْلِ» وفي رواية «يَحْتَجِرُه» أى بجعله لنَفْسِه دُونَ غَيْرِهِ. يُقال حَجَرْتُ الْأَرْضَ واحْتَجَرْتُها إِذَا ضَرَبْتَ عَلَيْهَا مَناراً تَمْنَعُها بِهِ عَنْ غيرك. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «أَنَّهُ احْتَجَرَ حُجَيْرَة بخَصَفة أَوْ حَصير» الحُجَيْرَة تَصْغِير الحُجْرَة، وَهُوَ الْمَوْضِعُ المنفرِد.
(س [هـ] ) وَفِيهِ «لَقَدْ تَحَجَّرت وَاسِعا» أَيْ ضَيَّقْتَ مَا وَسَّعَه اللَّهُ وخَصَّصت بِهِ نَفْسك دُونَ غَيْرِكَ.
(س) وَفِي حَدِيثِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «لمَّا تَحَجَّر جُرْحُه للبُرْء انْفَجَر» أَيِ اجْتَمع والْتَأم وقَرُبَ بَعْضُه مِنْ بَعْضٍ.
وَفِيهِ «مَن نَامَ عَلَى ظَهر بيْت لَيْسَ عَلَيْهِ حِجَارٌ فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّة» الحِجَار جَمْعُ حِجْر بِالْكَسْرِ وَهُوَ الْحَائِطُ، أَوْ مِنَ الحُجْرَة وَهِيَ حَظِيرة الْإِبِلِ، أَوْ حُجْرَة الدَّارِ: أَيْ إِنَّهُ يَحْجُر الْإِنْسَانَ النَّائم ويَمْنَعُه عَنِ الْوُقُوعِ والسُّقوط. ويُروى حِجَاب بِالْبَاءِ، وَهُوَ كُلُّ مَانِعٍ عَنِ السُّقوط. وَرَوَاهُ الْخَطَّابِيُّ «حِجىً» بِالْيَاءِ وَسَيُذْكَرُ فِي مَوْضِعِهِ. وَمَعْنَى برَاءة الذِّمَة مِنْهُ؛ لِأَنَّهُ عرَّض نَفْسه لِلْهَلَاكِ وَلَمْ يَحْتَرِزْ لَهَا.
وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ وَابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «لَقَدْ هَمَمْت أَنْ أَحْجُرَ عَلَيْهَا» الحَجْر:
المَنْع مِنَ التصَرُّف. وَمِنْهُ حَجَر الْقَاضِي عَلَى الصَّغير والسَّفِيه إِذَا مَنَعُهما مِنَ التَّصرُّف فِي مالِهما.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا «هِيَ اليَتيمة تَكُونُ فِي حِجْر وَلِيّها» وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنْ حِجْر الثَّوب وَهُوَ طَرَفه المُقدَّم؛ لِأَنَّ الْإِنْسَانَ يُرَبّي وَلَدَه فِي حِجْرِه، والوَلِيُّ: الْقَائِمُ بأمْر اليَتيم.
والحِجْر بالفَتح وَالْكَسْرِ: الثَّوب والحِضْن، والمصْدر بِالْفَتْحِ لَا غَيْرُ.
[هـ] وَفِيهِ «للنِّساء حَجْرَتا الطَّريق» أَيْ ناحِيَتاه وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «إِذَا رَأَيْتَ رَجُلا يَسِير مِنَ الْقَوْمِ حَجْرَةً» أَيْ نَاحِيَةً مُنْفَرِدا، وَهِيَ بِفَتْحِ الْحَاءِ وَسُكُونِ الْجِيمِ، وَجَمْعُهَا حَجَرَات.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: الْحُكْمُ لِلَّهِ
ودَعْ عَنْكَ نَهْباً صِيحَ فِي حَجَراتِه هَذَا مَثل لِلْعَرَبِ يُضْرب لِمَنْ ذَهب مِنْ مَالِهِ شَيْءٌ، ثُمَّ ذَهَبَ بعدَه مَا هُوَ أجلّ منه، وهو صدر بيت لامرىء القَيْس:
فدَع عَنْكَ نَهْباً صِيحَ فِي حَجَراته ... وَلَكِنْ حَديثاً مَا حدِيثُ الرَّوَاحِل
أَيْ دَعِ النَّهْب الَّذِي نُهِبَ مِنْ نواحِيك وحدِّثني حَدِيثَ الرَّواحل، وَهِيَ الْإِبِلُ الَّتِي ذَهبتَ بِهَا مَا فَعَلت.
(هـ) وَفِيهِ «إِذَا نَشأتْ حَجْريَّة ثُمَّ تَشَاءمَتْ فَتِلْك عَيْنٌ غُدَيْقَة» حَجْرِيَّة- بِفَتْحِ الْحَاءِ وَسُكُونِ الْجِيمِ- يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مَنْسُوبَةً إِلَى الحِجْرِ وَهُوَ قَصَبة الْيَمَامَةِ، أَوْ إِلَى حَجْرَة الْقَوْمِ، وَهِيَ ناحِيَتُهم، وَالْجَمْعُ حَجْرٌ مِثْل جَمْرَة وجَمْر، وَإِنْ كَانَتْ بِكَسْرِ الْحَاءِ فَهِيَ مَنْسُوبَةٌ إِلَى [الحِجْرِ ] أرضِ ثَمُودَ.
(س) وَفِي حَدِيثِ الجَسَّاسة والدَّجّال «تَبِعه أهلُ الحَجَر والْمدَرِ» يُرِيد أهلَ البَوادِي الَّذِينَ يَسْكنون مواضِع الأَحْجَار والجِبال، وَأَهْلَ المَدَر أهلُ البِلاد.
(س) وَفِيهِ «الوَلَدُ للفِراش وللعاهِر الحَجَر» أَيِ الخَيْبة، يَعْنِي أَنَّ الْوَلَدَ لِصاحب الْفِرَاشِ مِنَ الزّوْج أَوِ السَّيد، وَلِلزَّانِي الْخَيْبَةُ وَالْحِرْمَانُ، كَقَوْلِكَ: مَا لَكَ عِنْدِي شَيْءٌ غَيْرَ التُّرَابِ، وَمَا بِيَدِك غَيْرَ الحَجَر. وَقَدْ سَبق هَذَا فِي حَرْفِ التَّاءِ. وَذَهَبَ قَوْمٌ إِلَى أَنَّهُ كَنى بالحَجَر عَنِ الرّجْم، وَلَيْسَ كَذَلِكَ لِأَنَّهُ لَيْسَ كُلُّ زانٍ يُرْجَم.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ تَلَقَّى جِبْرِيلَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ بأَحْجَار المِرَاء» قَالَ مُجَاهِدٌ: هِيَ قُباء.
وَفِي حَدِيثِ الفِتَن «عِنْدَ أَحْجَار الزَّيت» هُوَ مَوْضِعٌ بِالْمَدِينَةِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الأحْنف «قَالَ لعليٍّ حِينَ نَدَب مُعَاوِيَةُ عَمْراً للحُكُومة: لَقَدْ رُمِيتَ بحَجَرِ الْأَرْضِ» أَيْ بدَاهية عَظِيمَةٍ تَثْبُت ثُبُوت الحَجَر فِي الْأَرْضِ.
[هـ] وَفِي صِفَة الدَّجال «مَطْمُوس الْعَيْنِ لَيْسَتْ بناتِئةٍ وَلَا حَجْرَاء» قَالَ الهَروي: إِنْ كَانَتْ هَذِهِ اللَّفْظَةُ مَحْفُوظَةً فَمَعْنَاهَا أَنَّهَا لَيْسَتْ بصُلْبَة مُتَحَجِّرة، وَقَدْ رُوِيَتْ جَحْراء بتقديم الجيم وقد تقدّمت. وَفِي حَدِيثِ وَائِلِ بْنِ حُجْر «مَزَاهِرُ وعُرْمانُ ومِحْجَر وعُرْضان» مِحْجَر بِكَسْرِ الْمِيمِ: قَرْية مَعْرُوفَةٌ. وَقِيلَ هُوَ بِالنُّونِ، وَهِيَ حَظائِر حَوْل النَّخْل. وَقِيلَ حَدائِق.

رَنَفَ

(رَنَفَ)
فِيهِ «كَانَ إِذَا نَزَل عَلَيْهِ الوحىُ وَهُوَ عَلَى القَصْواءِ تَذْرِفُ عَيْنَاهَا وتُرْنِفُ بأذُنَيها مِنْ ثِقَل الوَحْى» يُقَالُ أَرْنَفَتِ الناقةُ بأذُنَيها إِذَا أرْخَتْهما مِنَ الإعياَءِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الْمَلِكِ «أَنَّ رَجُلًا قَالَ لَهُ: خَرجَتْ بِي قَرْحَة، فَقَالَ لَهُ: فِي أيِّ موضِع مِنْ جَسَدك؟ فَقَالَ: بَيْنَ الرَّانِفَةِ والصَّفَن: فأعجَبه حُسْن مَا كنَى بِهِ» الرَّانِفَةُ: مَا ساَل مِنَ الألْية عَلَى الفَخِذَين، والصَّفَنُ: جلْدَة الخُصْيَة.

سَلَفَ

(سَلَفَ)
(هـ) فِيهِ «مَنْ سَلَّفَ فَلْيُسَلِّفْ فِي كَيل معْلُوم إِلَى أجَل مَعْلُوم» يُقَالُ سَلَّفْتُ وأَسْلَفْتُ تَسْلِيفاً وإِسْلَافاً، والاسمُ السَّلَفُ، وَهُوَ فِي المُعَاملات عَلَى وَجْهين: أحدُهما القَرْض الَّذِي لَا مَنْفعة فِيهِ للمُقْرِض غيرَ الْأَجْرِ وَالشُّكْرِ، وَعَلَى المُقْترِض رَدُّه كَمَا أخَذه، وَالْعَرَبُ تُسِّمي القَرْض سَلَفاً. وَالثَّانِي هُوَ أَنْ يُعْطى مَالًا فِي سِلْعة إِلَى أجلٍ مَعْلُومٍ بزيادةٍ فِي السِّعر الموجُود عِنْدَ السَّلَفِ، وَذَلِكَ مَنْفعة لِلْمُسْلِفِ. وَيُقَالُ لَهُ سَلَم دُونَ الْأَوَّلِ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنَّهُ اسْتَسْلَفَ مِنْ أعْرابي بَكْرا» أَيِ اسْتَقْرض.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَا يَحِل سَلَفٌ وبَيع» هُوَ مثْل أَنْ يَقُولَ: بعتُك هَذَا العَبْد بِأَلْفٍ عَلَى أَنْ تُسْلِفَنِي أَلْفًا فِي مَتاع، أَوْ عَلَى أَنْ تُقْرِضَني ألْفا؛ لِأَنَّهُ إِنَّمَا يُقْرِضُه ليُحاَبيَه فِي الثَّمن فَيَدْخُلُ فِي حَدِّ الجَهاَلة؛ وَلِأَنَّ كُلَّ قرْض جَرَّ مَنْفعة فَهُوَ رِبًا، وَلِأَنَّ فِي العَقد شَرْطا وَلَا يَصح.
وَفِي حَدِيثِ دُعَاءِ الْمَيِّتِ «واجْعَله لَنَا سَلَفاً» قِيلَ هُوَ مِنْ سَلَف الْمَالِ، كَأَنَّهُ قَدْ أَسْلَفَهُ وَجَعَلَهُ ثمنَا للأجْر والثَّواب الَّذِي يُجازَى عَلَى الصَّبْرِ عَلَيْهِ. وَقِيلَ سَلَفُ الْإِنْسَانِ مَن تقَدمه بالمَوت مِنْ آبَائِهِ وَذَوِى قَرابته، وَلِهَذَا سُمِّى الصَّدْر الْأَوَّلُ مِنَ التَّابعين السَّلَف الصَّالِحَ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ مَذْحج «نَحْن عُبابُ سَلَفِهَا» أَيْ مُعظمُها والمَاضُون مِنْهَا.
(س) وَفِي حَدِيثِ الْحُدَيْبِيَةِ «لأقاتِلنَّهم عَلَى أمْرِي حَتَّى تَنْفرد سَالِفَتِي» السَّالِفَةُ: صَفْحة العُنُق، وَهُمَا سَالِفَتَانِ مِنْ جانِبَيه. وكَنَى بانفرَادِها عَنِ الْمَوْتِ لِأَنَّهَا لَا تَنْفرد عمَّا يَلِيهَا إِلَّا بِالْمَوْتِ.
وَقِيلَ: أَرَادَ حَتَّى يُفَرَّق بَيْنَ رَأْسِي وجَسدي.
(س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ «أرضُ الْجَنَّةِ مَسْلُوفَةٌ» أَيْ مَلْساء لَيّنة ناعِمَة. هَكَذَا أخرَجه الْخَطَّابِيُّ وَالزَّمَخْشَرِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَأَخْرَجَهُ أَبُو عُبيد عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمير اللِّيثِيِّ. وأخرجَه الأزْهَري عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الحَنَفية.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ «وَمَا لنَا زادٌ إِلَّا السَّلْفُ مِنَ التَّمْرِ» السَّلْفُ بِسُكُونِ اللَّامِ:
الجِرَاب الضَّخمُ. وَالْجَمْعُ سُلُوفٌ. ويُروى إِلَّا السَّفُّ مِنَ التَّمْرِ، وَهُوَ الزَّبِيل مِنَ الخُوص.
سَلَفَ الأرضَ: حَوَّلَهَا للزَّرْعِ، أو سَوَّاها بالمِسْلَفَةِ،
لشيءٍ تُسَوَّى به الأرضُ كأَسْلَفَها،
وـ الشيءُ، سَلَفاً محرَّكةً: مَضَى،
وـ فلانٌ سَلْفاً وسُلوفاً: تقدَّمَ،
وـ المَزادَةَ سلْفاً: دَهَنَها.
والسَّلَفُ، محرَّكةً: السَّلَمُ، اسْمٌ من الإِسْلافِ، والقَرْضُ الذي لا مَنْفَعَةَ فيه للمُقْرِضِ، وعلى المُقْتَرِضِ رَدُّهُ كما أخَذَهُ، وكُلُّ عَمَلٍ صالِحٍ قَدَّمْتَهُ، أو فَرَطٍ فَرَطَ لَكَ، وكُلُّ مَنْ تَقَدَّمَكَ من آبائِكِ وقَرابَتِكَ، ج: سُلاَّفٌ وأسْلافٌ، ومنه: عَبْدُ الرحمنِ بنُ عَبْدِ الله السَّلَفِيُّ المُحَدِّثُ، وآخَرونَ مَنْسوبونَ إلى السَّلَفِ. ودَرْبُ السِّلْفِيِّ، بالكسر: ببَغْدادَ سَكَنَهُ إسْمَاعيلُ بنُ عَبَّادٍ السِّلْفِيُّ المُحَدِّثُ.
وأرْضٌ سَلِفَةٌ، كَفَرِحَةٍ: قَليلَةُ الشَّجَرِ.
والسَّلْفُ، بالفتح: الجِرابُ، أو الضَّخْمُ منه، أو أديمٌ لم يُحْكَمْ دَبْغُهُ، ج: أسْلُفٌ وسُلوفٌ.
والسُّلْفَةُ، بالضم: اللُّمْجَةُ، وجِلْدٌ رَقيقٌ يُجْعَلُ بِطانَةً للخِفافِ، والكُرْدَةُ المُسَوَّاةُ من الأرضِ، ج: سُلَفٌ.
وجاؤوا سُلْفَةً سُلْفَةً: بعضُهم في أثَرِ بعضٍ. وكصُرَدٍ: بَطْنٌ من ذِي الكَلاعِ، منهم: رافِعُ ابن عَقيبٍ السُّلَفِيُّ، وخالِدُ بنُ مَعْدي كَرِبَ، وأخوهُ، وآخَرونَ، ووَلَدُ الحَجَلِ، ج: كصِرْدانٍ، ويُضَمُّ. وكثُمامةٍ: امرأةٌ من سَهْمٍ، والخَمْرُ،
كالسُّلاَفِ.
وسُلاَفُ العَسْكَرِ: مُقَدَّمَتُهُم.
وسُولافُ: ة بِخُوزِسْتانَ.
والسَّلُوف: الناقةُ تكونُ في أوائِلِ الإِبِلِ إذا وَرَدَتِ الماءَ، وما طَالَ من نِصالِ السِهامِ، والسَّريعُ من الخَيْلِ، ج: سُلْفٌ، بالضم.
والسالِفَةُ: الماضِيَةُ أمامَ الغابِرَةِ، وناحِيَةُ مُقَدَّمِ العُنُقِ من لَدُنْ مُعَلَّقِ القُرْطِ إلى قَلْتِ التَّرْقُوَةِ،
وـ من الفَرَسِ: هادِيَتُهُ، أي: ما تَقَدَّمَ من عُنُقِهِ.
والسَّلِفُ، ككَبِدٍ وكِبْدٍ: الجِلْدُ،
وـ من الرجُلِ: زَوْجُ أُخْتِ امرأتِهِ.
وبينَهُما أُسْلوفَةٌ: صِهْرٌ. وقد تَسالَفا.
وهُما سِلْفانِ، أي: مُتَزَوِّجا الأخْتَيْنِ، ج: أسْلافٌ.
والسِلْفَتانِ: المرأتانِ تَحْتَ الأخَوَيْنِ، أو خاصٌّ بالرِجالِ.
وسِلْفَةُ، بالكسر، وكعِنَبَةٍ: من أعْلامِهِنَّ، وجَدُّ جَدِّ الحافِظِ محمدِ بنِ أحمدَ السِلْفِيِّ، مُعَرَّبُ: سَهْ لَبَهْ، أي: ذو ثَلاثِ شِفاهٍ، لأنه كانَ مَشْقوقَ الشَّفَةِ.
والسُّلْفُ، بالضم: المرأةُ بَلَغَتْ خَمْساً وأربعينَ سَنَةً.
والتَّسْليفُ: أكْلُ السُّلْفَةِ، والتَّقْديمُ، والإِسْلافُ.
وسالَفَهُ في الأرضِ: سايَرَهُ فيها، وساواهُ في الأمرِ.
وـ البَعيرُ: تَقَدَّمَ.
وتَسَلَّفَ منه: اقْتَرَضَ، ومنه: السَّلَفُ في الشيءِ أيضاً.

قَوَا

(قَوَا)
- فِي حَدِيثِ سَرِية عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْش «قَالَ لَهُ الْمُسْلِمُونَ: إنَّا قَدْ أَقْوَيْنَا فأعْطِنا مِنَ الغَنيمة» أَيْ نَفِدَت أزْوادُنا، وَهُوَ أَنْ يبَقى مِزْوَدُه قَواءً، أَيْ خالِياً.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الخُدْرِيّ، فِي سَرِيّة بَنِي فَزَارة «إِنِّي أَقْوَيت مُنْذُ ثلاثٍ فخِفْت أَنْ يَحْطِمَني الْجُوعُ» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ الدُّعَاءِ «وإنَّ مَعادِن إحْسانِك لَا تَقْوَى» أَيْ لَا تَخْلو مِنَ الجَوْهَر، يُريدُ بِهِ الْعَطَاءَ والإفْضال.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ «وَبِي رُخِّصَ لَكُمْ فِي صَعِيد الأَقواء» الأَقواء: جَمْعُ قَواء وَهُوَ القفْر الْخَالِي مِنَ الْأَرْضِ، تُريد أَنَّهَا كَانَتْ سَبب رُخْصَة التَّيمم لَّما ضَاعَ عِقْدُها فِي السَّفَر، وطلَبوه فَأَصْبَحُوا وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ، فنَزَلت آيةُ التَّيَمُّمِ، والصَّعيدُ: التُّراب.
وَفِيهِ «أَنَّهُ قَالَ فِي غَزْوة تَبُوك: لَا يَخْرُجَنّ مَعَنَا إِلَّا رَجُلٌ مُقوٍ» أَيْ ذُو دابَّة قَوِيَّةٍ. وَقَدْ أَقْوَى يُقْوِي فَهُوَ مُقْوٍ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ الأسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى «وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حاذِرُونَ » قال مُقْوون مؤدون» أى أصحاب دوابّ قَوِيَّة، كاملوا أَدَوَاتِ الحَرْب.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ سِيرين «لَمْ يَكُنْ يَرَى بَأْسًا بالشُّرَكاء يَتَقاوَوْن المَتاعَ بَيْنَهُمْ فِيمَنْ يَزيد » التَّقَاوِي بَيْنَ الشُّركاء: أَنْ يَشْتَروا سِلْعَةً رَخِيصة ثُمَّ يَتزايدُوا بَيْنَهُمْ حَتَّى يَبْلغوا غَايَةَ ثَمَنِهَا. يُقَالُ: بَيني وَبَيْنَ فُلان ثَوْبٌ فَتَقَاوَيْنَاه: أَيْ أعطيتُه بِهِ ثَمَنًا فأخذْتهُ، و أعْطاني بِهِ ثَمَنًا فأَخَذَه. واقْتَوَيْت مِنْهُ الغُلام الَّذِي كَانَ بينَنا: أَيِ اشتريتُ حِصًّته. وَإِذَا كَانَتِ السِّلْعة بَيْنَ رَجُلين فَقَوَّمَاهَا بِثَمَنٍ فهُما فِي المُقَاواةِ سَوَاءٌ، فَإِذَا اشْتَرَاهَا أحدهُما فَهُوَ المُقْتَوِي دُونَ صَاحِبِهِ، وَلَا يَكُونُ الاقْتِواء فِي السِّلْعة إلاَّ بَيْنَ الشُّرَكَاءِ.
قِيلَ: أَصْلُهُ مِنَ القُوَّة؛ لِأَنَّهُ بُلُوغٌ بالسِّلْعة أَقوى ثَمَنِهَا.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ مَسْرُوق «أَنَّهُ أوْصى فِي جاريةٍ لَهُ أَنْ قُولوا لبَنِيَّ: لَا تَقْتَوُوها بينَكم، وَلَكِنْ بِيعُوها، إِنِّي لَمْ أغْشَها، وَلَكِنِّي جلَسْتُ مِنْهَا مَجْلِساً مَا أحِبُّ أَنْ يَجْلِس وَلَدٌ لِي ذَلِكَ المجلِس» .
(س) وَفِي حَدِيثِ عَطَاءٍ «سَأَلَ عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عَنِ امْرَأَةٍ كَانَ زَوْجُهَا مَمْلُوكًا فَاشْتَرَتْهُ، فَقَالَ: إِنِ اقتَوته فُرِّقَ بَيْنَهُمَا، وَإِنْ أَعْتَقَتْهُ فَهُمَا عَلَى نكاحِهما» أَيْ إِنِ اسْتَخْدمَتْه، مِنَ القَتْو: الخِدْمة. وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْقَافِ وَالتَّاءِ.
قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: «وَهُوَ أفْعَلَّ، مِنَ القَتْو: الخِدمة، كارْعَوَي مِنَ الرَّعْو ، إِلَّا أنَّ فِيهِ نَظَرًا؛ لأنَّ أفْعَلَّ لم يجيء مُتَعدياً. قَالَ: وَالَّذِي سَمِعْتُهُ: اقْتَوَى إِذَا صَارَ خَادِمًا.
قَالَ: «وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ: افْتَعَل مِنَ الاقْتواء، بِمَعْنَى الاستِخْلاص، فــكَنَى بِهِ عَنِ الاسْتِخْدام؛ لأنَّ مَن اقْتَوى عَبْدًا لَا بُدَّ أن يَسْتخدِمَه » . وَالْمَشْهُورُ عَنْ أَئِمَّةِ الفِقه أَنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا اشْتَرَتْ زوجَها حَرُمَت عَلَيْهِ مِنْ غَيْرِ اشتِراط الخِدْمة. وَلَعَلَّ هَذَا شَيْءٌ اخْتَصَّ بِهِ عُبَيْدُ اللَّهِ.

عَزُبَ

(عَزُبَ)
[هـ] فِيهِ «مَنْ قَرأ القُرآن فِي أرْبعين لَيلةً فَقَدْ عَزَبَ» أَيْ بَعُد عَهْدُه بِمَا ابْتَدأَ مِنْهُ، وأبْطأَ فِي تِلَاوَتِهِ. وَقَدْ عَزَبَ يَعْزُبُ فَهُوَ عَازِب إِذَا أبْعَد.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ أمَ مَعْبَد «والشَّاءُ عَازِب حِيَالٌ» أَيْ بَعيدَةُ المَرْعى لَا تأوِي إِلَى المَنْزِل فِي اللَّيل. والحِيَال: جمعُ حائِل وَهِيَ الَّتِي لَمْ تَحْمِلْ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ بَعَث بعْثاً فأصْبَحوا بأرضٍ عَزُوبَة بَجْرَاء» أَيْ بأرضٍ بَعِيدَةِ المَرْعَى قَليلتِه، والهاءُ فِيهَا لِلْمُبَالَغَةِ، مِثْلُهَا فِي فَرُوقَة ومَلُولَة.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنَّهُمْ كَانُوا فِي سَفَرٍ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسَمِع مُنَادياً فقال:
انطُرُوا تَجدُوه مُعْزِباً أَوْ مُكْلِئاً» المُعْزِب: طَالِبُ الكَلأ العَازِب، وَهُوَ البَعِيدُ الَّذِي لَمْ يُرْعَ.
وأَعْزَبَ القومُ: أصابُوا عَازِباً مِنَ الْكَلَأِ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ «كانَ لَهُ غَنَم فأمَر عامرَ بْنَ فُهَيرة أَنْ يَعْزُبَ بِهَا» أَيْ يُبْعِد فِي المرْعَى. وَرُوِيَ «يُعَزِّبَ» بِالتَّشْدِيدِ: أَيْ يَذْهَبَ بِهَا إِلَى عَازِب مِنَ الكَلأ.
وَفِي حَدِيثِ أَبِي ذَرّ «كُنْتُ أَعْزُبُ عَنِ المَاءِ» أَيْ أُبْعِد.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَاتِكَةَ:
فهُنّ هَواءٌ والحُلُومُ عَوَازِب جَمْعُ عَازِب: أَيْ أَنَّهَا خَالية بَعِيدَةُ العُقُول.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الْأَكْوَعِ «لمَّا أَقَام بالرَّبَذَة قَالَ لَهُ الحجّاجُ: ارتدَدْتَ عَلَى عَقبَيك، تَعَزَّبْتَ؟ قَالَ: لاَ، ولَكن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَذِنَ لِي فِي البَدْوِ» أرَاد: بَعُدْت عَنِ الجَماعاتِ والجُمُعات بسُــكْنَى البَادِية. وَيُرْوَى بِالرَّاءِ وَقَدْ تَقَدَّمَ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «كَمَا يَتَراءَوْنَ الكَوْكَبَ العَازِب فِي الأُفُق» هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ: أَيِ البعيدَ. وَالْمَعْرُوفُ «الغَارِب» بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ وَالرَّاءِ، وَ «الْغَابِرُ» بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِيهِ ذِكْرُ العَزَب والعُزُوبَة، وَهُوَ البَعيد عَنِ النِّكَاحِ. وَرَجُلٌ عَزَبٌ وَامْرَأَةٌ عَزْبَاء، وَلَا يُقَالُ فِيهِ أَعْزَب.

قَحَفَ

(قَحَفَ)
- فِي حَدِيثِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ «تَأْكُلُ العِصابة يَوْمَئِذٍ مِنَ الرُّمّانة، ويَسْتَظِلُّون بقِحْفِها» أَرَادَ قِشْرها، تَشْبِيهًا بقِحْف الرَّأْسِ، وَهُوَ الَّذِي فَوْقَ الدِّماغ. وَقِيلَ: هُوَ مَا انْفَلَق مِنْ جُمْجمَته وانْفَصَل.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي يَوْمِ اليَرْموك «فَمَا رُئِيَ مَوْطِنٌ أَكْثَرَ قِحْفا ساقِطاً» أَيْ رَأْسًا، فَــكَنَّى عَنْهُ بِبَعْضِهِ، أَوْ أَرَادَ القِحْفَ نفْسَه.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ سُلافة بِنْتِ سَعْدٍ «كَانَتْ نَذَرت لتَشْرَبنَّ فِي قِحْف رَأْسِ عَاصِمِ بْنِ ثَابِتٍ الخَمْر» وَكَانَ قَدْ قَتل ابْنَيْها مُسافِعاً وخِلاباً.
وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وسُئل عَنْ قُبْلة الصَّائِمِ فَقَالَ «أُقَبَّلُها وأقْحفُها» أَيْ أَترَشَّف رِيقَها، وَهُوَ مِنَ الْإِقْحَافِ: الشُّرب الشَّدِيدُ. يُقَالُ: قَحَفْتُ قَحْفاً إِذَا شربتَ جَمِيعَ مَا فِي الإناء. 

فَلَلَ

(فَلَلَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ «شجّكِ، أَوْ فَلَّكِ، أَوْ جَمَعَ كُلًّا لكِ» الفَلّ:
الكَسْر والضَّرْب، تَقُولُ: إنَّها مَعَه بَيْن شَجِّ رَأسٍ، أَوْ كَسْر عُضْو، أَوْ جَمْع بَيْنَهُمَا. وَقِيلَ:
أَرَادَ بالفَلّ الْخُصُومَةَ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ سَيْفِ الزُّبَيْرِ «فِيهِ فَلَّةٌ فُلَّها يَوْم بَدْر» الفَلَّة: الثُّلْمَة فِي السَّيْفِ، وجمعُها: فُلُول.
وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
بِهنَّ فُلُول مِنْ قِرَاع الْكَتَائبِ وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَوْفٍ «وَلَا تَفُلُّوا المُدَى بالاخْتِلاف بَيْنَكم» المُدَى: جَمْعُ مُدْية، وَهِيَ السِّكِّينُ، كَنَى بِفَلِّها عن النِّزاع والشِّقاق. وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ تَصِف أَبَاهَا «وَلَا فَلُّوا لَهُ صَفَاة» أَيْ كَسَرُوا لَهُ حَجَرا، كَنَتُّ بِهِ عَنْ قُوّته فِي الدِّين.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «يَسْتَزلُّ لُبَّك ويَسْتَفِلُّ غَرْبَك» هُوَ يَسْتَفْعِل، مِنَ الفَلِّ: الكَسْر.
والغَرْب: الحَدّ.
(س) وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ بْنِ عِلَاط «لَعَليِّ أصِيبُ مِنْ فَلِّ مُحمَّد وأصْحابه» الفَلُّ: القَوْم المنْهزِمون، مِنَ الفَلِّ: الْكَسْرِ، وَهُوَ مصدرٌ سُمِّي بِهِ، وَيَقَعُ عَلَى الْوَاحِدِ وَالِاثْنَيْنِ وَالْجَمِيعِ، ورُبَّما قَالُوا: فُلُول وفِلَال. وفَلَّ الجيْشَ يَفُلُّه فَلًّا إِذَا هَزَمه، فَهُوَ مَفْلُول، أَرَادَ: لَعَلِّي أَشْتَرِي مِمَّا أصِيبُ مِنْ غَنائمهم عِنْدَ الْهَزِيمَةِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَاتِكَةَ «فَلٌّ مِنَ القَوم هَارِبُ» .
وَمِنْهُ قَصِيدُ كَعْبٍ:
أَنْ يَتُركَ القِرْنَ إلاَّ وهْو مَفْلُول أَيْ مَهْزُوم.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ «أَنَّهُ صَعِد المِنْبَر وَفِي يَدِهِ فَلِيلَةٌ وطَرِيدَة» الفَلِيلَة:
الكُبَّةُ مِنَ الشَّعْر.
وَفِي حَدِيثِ الْقِيَامَةِ «يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَيْ فُلْ، ألَمْ أكْرمك وأسَوِّدْك» مَعْنَاهُ يَا فُلانُ، وَلَيْسَ تَرْخِيما لَهُ، لِأَنَّهُ لَا يُقَالُ إلاَّ بِسُكُونِ اللَّامِ، وَلَوْ كَانَ تَرْخِيمًا لفَتَحُوها أَوْ ضَمُّوها.
قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَيْسَتْ تَرْخِيما، وَإِنَّمَا هِيَ صِيَغة ارْتجِلت فِي بَابِ النِّداء. وَقَدْ جَاءَ فِي غَيْرِ النِّداء. قَالَ .
فِي لَجَّةٍ أمْسِك فُلاَناً عنْ فُلِ فَكَسْرَ اللَّامَ لِلْقَافِيَّةِ.
وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ: لَيْسَ بتَرْخيم فُلان، ولكِنَّها كلمة على حِدَة، فَبَنُو أسَد يُوقِعونَها عَلَى الواحِد والاثْنَين والجَميع والمؤنَّث، بلَفْظ واحِد، وغيرهم يثنّى ويجمع ويؤنث. وفُلان وَفُلَانَةُ: كِنَايَةٌ عَنِ الذَّكَر والأنْثى مِنَ النَّاسِ، فَإِنَّ كَنيْت بِهِمَا عَنْ غَيْرِ النَّاسِ قُلْتَ:
الْفُلان والفُلانة.
وَقَالَ قَوْمٌ: إِنَّهُ تَرْخِيم فُلان، فحذفِت النُّونُ للتَّرخيم، والألِفُ لِسُكُونِهَا، وتُفْتح اللَّامُ وتُضَم عَلَى مَذْهَبَيِ التَّرْخِيمِ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ أُسَامَةَ فِي الْوَالِي الْجَائِرِ «يُلْقَى فِي النَّارِ فتَنْدَلِقُ أقْتَابُه، فَيُقَالُ: أَيْ فُلْ، أَيْنَ مَا كُنْتَ تَصِف؟» وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.

فَضْفَضَ

(فَضْفَضَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ سَطِيح:
أبْيَضُ فَضْفَاض الرِّدَاء والبَدَنْ الفَضْفَاض: الْوَاسِعُ، وأرادَ واسِع الصَّدْر والذِّرَاع، فــكَنى عَنْهُ بالرِّدَاء والبَدن. وَقِيلَ:
أَرَادَ بِهِ كَثْرَةَ العَطاء.
[هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ سِيرِين «قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَنَسٍ فِي يَوْمٍ مَطير والأرضُ فَضْفَاض» أَيْ قَدْ عَلاها الْمَاءُ مِنْ كَثْرة الْمَطَرِ.

فَرَا

(فَرَا)
(هـ) فِيهِ «أَنَّ الخَضِرَ جَلَس عَلَى فَرْوَة بَيْضاء فاهْتَزَّت تَحْتَه خَضْرَاء» الفَرْوَة:
الْأَرْضُ اليابِسة.
وَقِيلَ: الهَشِيم اليابِسُ مِنَ النَّبات. [هـ] وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «اللَّهُمَّ إنِّي قَدْ مَلِلْتهم ومَلُّوني، وسَئِمْتُهم وسَئِمُوني، فَسَلِّط عَلَيْهِمْ فَتَى ثَقِيفٍ الذَّيَّالَ المَنَّان، يَلْبَس فَرْوَتَها، ويأكُل خَضِرَتَها» أَيْ يَتَمَتَّع بنعْمَتِها لُبْساً وأكْلاً.
يُقَالُ: فُلانٌ ذُو فَرْوَة وَثَرْوَةٍ بِمَعْنًى.
وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: «مَعْنَاهُ «يلبس الدّفئ اللَّيِّنَ مِنْ ثِيابها، ويأكُل الطَّرِيَّ الناعِم مِنْ طَعامها، فضَرب الفَرْوَة والخَضِرَة لِذَلِكَ مَثَلا، والضَّمير لِلدُّنْيَا. وَأَرَادَ بالْفَتَى الثَّقَفيّ الْحَجَّاجَ بْنَ يُوسُفَ، قِيلَ: إِنَّهُ وُلِدَ فِي السَّنَة الَّتِي دَعَا فِيهَا عَلِيّ بِهَذِهِ الدَّعْوة» .
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «وسُئل عَنْ حَدّ الْأَمَةِ فَقَالَ: إِنَّ الأمَةَ ألْقَت فَرْوَة رأسِها مِنْ وَرَاءِ الدَّار» ورُوي «مِنْ وَراء الجِدار» أَرَادَ قنِاعَها، وَقِيلَ: خِمَارَها: أَيْ لَيْسَ عَلَيْهَا قِنَاع وَلَا حِجَاب، وَأَنَّهَا تَخْرُجُ مُتَبَذِّلَةً إِلَى كُلِّ مَوضع تُرْسَل إِلَيْهِ لَا تَقْدِر عَلَى الِامْتِنَاعِ.
وَالْأَصْلُ فِي فَرْوَة الرَّأْسِ: جِلْدَته بِمَا عَلَيْهَا مِنَ الشَّعَر.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنَّ الْكَافِرَ إِذَا قُرِّب المُهْلُ مِن فِيه سَقَطَت فَرْوَة وَجْهِهِ» أَيْ جِلْدَته، اسْتَعَارَهَا مِنَ الرِّأس لِلْوَجْهِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الرُّؤْيَا «فَلَمْ أرَ عَبْقَرِيّاً يَفْرِي فَرِيَّه» أَيْ يَعْمل عَمَله وَيَقْطَعُ قَطْعَه.
وَيُرْوَى «يَفْرِي فَرْيَه» بِسُكُونِ الرَّاءِ وَالتَّخْفِيفِ، وحُكي عَنِ الْخَلِيلِ أَنَّهُ أَنْكَرَ التَّثْقِيل وغَلَّط قَائِلَهُ.
وَأَصْلُ الفَرْي: القَطْع. يُقَالُ: فَرَيْتُ الشيءَ أَفْرِيه فَرْياً إِذَا شَقَقْتَه وقَطَعْته لِلْإِصْلَاحِ، فَهُوَ مَفْرِيٌّ وفَرِيٌّ، وأَفْرَيْتُه: إِذَا شَقَقْتَه عَلَى وَجْهِ الْإِفْسَادِ. تَقُولُ العَرب: تَركْته يَفْرِي الفَرِىَّ: إِذَا عَمل العَمل فأجادَه.
وَمِنْهُ حَدِيثُ حَسَّانَ «لأَفْرِيَنَّهُم فَرْيَ الأدِيم» أَيْ أقْطَعُهم بِالْهِجَاءِ كَمَا يُقْطَع الأدِيم. وَقَدْ يُــكْنَى بِهِ عَنِ المُبالغة فِي القَتْل.
وَمِنْهُ حَدِيثُ غَزْوَةِ مُؤْتَة «فجعَل الرُّوميُّ يَفْرِي بِالْمُسْلِمِينَ» أَيْ يُبالغ فِي النِّكاية والقَتْل.
وَحَدِيثُ وَحْشِيّ «فَرَأَيْتُ حَمْزة يَفْرِي الناسَ فَرْياً» يَعْنِي يَوم أُحُدٍ. (هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ «كُلْ مَا أَفْرَى الْأَوْدَاجَ غَيْرَ مُثَرِّد» أَيْ مَا شَقَّها وقطَعها حَتَّى يَخْرُج مَا فِيهَا مِنَ الدَّم.
وَفِيهِ «مِنْ أَفْرَى الفِرَى أَنْ يُرِيَ الرجُلُ عيْنَيه مَا لَمْ تَريَا» ، الفِرَى: جَمع فِرْيَة وَهِيَ الكَذْبة، وأَفْرَى: أفْعَلُ مِنْهُ للتَّفْضيل: أَيْ مِن أكْذَب الكَذِبات أَنْ يَقُولَ: رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ كَذَا وَكَذَا وَلَمْ يَكُنْ رَأَى شَيْئًا، لِأَنَّهُ كَذِبٌ عَلَى اللَّهِ، فَإِنَّهُ هُوَ الَّذِي يُرْسل مَلَك الرُّؤْيا لِيُرِيَه الْمَنَامَ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ «فَقَدْ أعظَم الفِرْيَة عَلَى اللَّهِ» أَيِ الكَذِب.
وَمِنْهُ حَدِيثِ بَيْعَة النِّسَاءِ «وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتَرِينَهُ»
يُقَالُ: فَرَى يَفْرِي فَرْياً، وافْتَرَى يَفْتَرِي افْتِرَاء، إِذَا كَذَبَ، وَهُوَ افْتِعال مِنْهُ. وقد تكرر في الحديث.

فَرَدَ

(فَرَدَ)
(هـ) فِيهِ «سَبق المُفَرِّدُون» وَفِي رِوَايَةٍ «طُوبى للمُفَرِّدِين» قِيلَ: وَمَا المُفَرِّدُون؟
قَالَ: الَّذِينَ أُهْتِرُوا فِي ذِكر اللَّهِ تَعَالَى» يُقَالُ: فَرَدَ بِرَأْيِهِ وأَفْرَدَ وفَرَّدَ واسْتَفْرَدَ بِمَعْنَى انْفَرَدَ بِهِ.
وَقِيلَ: فَرَّدَ الرجلُ إِذَا تَفَقَّه واعْتَزل النَّاسَ، وخَلا بمُراعَاة الأمْر والنَهْي. وَقِيلَ: هُمُ الْهَرْمَى الَّذِينَ هَلَك أقْرَانُهم مِنَ النَّاسِ وبَقُوا يَذْكُرون اللَّهَ.
وَفِي حَدِيثِ الحُدَيْبية «لأُقَاتلنَّهُم حَتَّى تَنْفَرِدَ سَالِفَتي» أَيْ حَتَّى أمُوت. السَّالِفة: صَفْحَة العُنُق، وكَنَى بانْفِرَادِها عَنِ الْمَوْتِ، لِأَنَّهَا لَا تَنْفَرِد عَمَّا يَلِيهَا إِلَّا بِهِ.
[هـ] وَفِيهِ «لَا تُعَدُّ فَارِدَتُكم» يَعْنِي الزَّائدة عَلَى الفَريضَة، أَيْ لَا تُضَمُّ إِلَى غَيْرِهَا فتُعَدّ مَعهَا وتُحْسَب.
[هـ] وَفِيهِ: جَاءَ رجُل يَشْكُو رَجُلاً مِنَ الْأَنْصَارِ شجَّه فَقَالَ:
يَا خَيْرَ مَنْ يَمْشِي بِنَعْلٍ فَرْد ... أوْهَبَه لنَهْدَةٍ وَنَهْدِ
لَا تُسْبَيَّن سَلَبِي وجِلْدِي أَرَادَ النَّعْل الَّتِي هِيَ طَاقٌ واحِد، وَلَمْ تُخْصَف طَاقاً عَلَى طَاقٍ وَلَمْ تُطَارَق، وَهُمْ يُمْدُحون بِرِقَّة النِّعال، وإنَّما يَلْبَسها مُلُوكهم وسَاداتُهم.
أَرَادَ: يَا خيرَ الْأَكَابِرِ مِنَ العَرب، لأنَّ لبْس النِّعال لَهُمْ دُونَ العَجم.
وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ «فَمِنْكُمُ المُزَدِلُف صاحِب العِمَامة الفَرْدَة» إِنَّمَا قِيلَ لَهُ ذَلِكَ، لِأَنَّهُ كَانَ إِذَا رَكِبَ لَمْ يَعْتَمَّ مَعَه غَيْرُه إجْلالاً لَهُ.
وَفِيهِ ذِكر «فَرْدَة» بِفَتْحِ الْفَاءِ وَسُكُونِ الرَّاءِ: جَبَل فِي دِيارِ طَيٍّ يُقَالُ لَهُ: فَرْدَة الشَّمُوس، وماءٌ لَجْرم فِي دِيار طَيٍّ أَيْضًا، لَهُ ذِكْرٌ فِي حَدِيثِ زَيْدِ الْخَيْلِ، وَفِي سَرِيَّةِ زَيْدِ ابن حارِثة.
وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: هُوَ «ذُو القَرَدة» بِالْقَافِ. وبعضهم يَكْسِر الراء. وَفِي قَصِيدِ كَعْبٍ:
«تَرْمى الغُيُوبَ بِعْيَنْي مُفْرَدٍ لَهِقٍ المُفْرَد: ثَوْر الوحْش، شَبَّه بِهِ النَّاقة.

عَوْزَمَ

(عَوْزَمَ)
فِيهِ «رُوَيْدَك سَوْقاً بالعَوَازِم» هِيَ جَمْعُ عَوْزَم، وَهِيَ النَّاقَةُ الَّتِي أسَنَّت وَفِيهَا بَقِيَّة، وَقِيلَ: كَنَى بِهَا عَنِ النِّسَاءِ.

عَقَلَ

(عَقَلَ)
قَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْر «العَقْل، والعُقُول، والعَاقِلَة» أَمَّا العَقْل: فَهُوَ الدِّية، وأصْلُه: أنَّ الْقَاتِلَ كَانَ إِذَا قَتَل قَتِيلًا جَمَعَ الدِّيَة مِنَ الْإِبِلِ فعَقَلَها بفِنَاء أوْلِياء المَقْتول:
أَيْ شَدَّها فِي عُقُلِها ليُسَلِمها إِلَيْهِمْ ويَقبِضُوها مِنْهُ، فسُمِّيت الدِّية عَقْلًا بِالْمَصْدَرِ. يُقَالُ: عَقَلَ البَعير يَعْقِلُه عَقْلًا، وجَمْعُها عُقُول. وكانَ أصلُ الدِّية الْإِبِلَ، ثُمَّ قُوّمتْ بَعْدَ ذَلِكَ بالذَّهَب والفِضَّة والبَقَر والغَنَم وَغَيْرِهَا.
والعَاقِلَة: هِيَ العَصَبة وَالْأَقَارِبُ مِن قِبَلِ الْأَبِ الَّذِينَ يُعْطُون ديَةَ قَتِيلِ الْخَطَأِ، وَهِيَ صفَة جَمَاعَةٍ عَاقِلَة، وَأَصْلُهَا اسْمُ، فَاعِلَةٍ مِنَ العَقْل، وَهِيَ مِن الصِّفات الغَالِبة.
ومنه الحديث «الدِّية على العَاقِلَة» . وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «لَا تَعْقِلُ العَاقِلَةُ عَمْداً، وَلاَ عَبْدا، وَلاَ صُلْحا، وَلَا اعْتِرَافاً» أَيْ أَنَّ كُلَّ جنَايَة عَمْد فَإِنَّهَا مِنْ مَال الْجَانِي خاصَّةً، وَلَا يلزمُ العَاقِلَة مِنْهَا شَيْءٌ، وَكَذَلِكَ مَا اصْطَلحوا عَلَيْهِ مِنَ الجِنَايات فِي الخَطَأ. وَكَذَلِكَ إِذَا اعْتَرف الْجَانِي بالجِناية مِنْ غيْر بيِّنة تَقُوم عَلَيْهِ، وَإِنِ ادَّعَى أنَّها خَطَأٌ لَا يُقْبل مِنْهُ وَلَا تُلْزم بِهَا العَاقِلَة. وَأَمَّا الْعَبْدُ فَهُوَ أَنْ يَجْنِي عَلَى حُرٍّ فَلَيْسَ عَلَى عَاقِلَة مَوْلَاهُ شَيْءٌ مِنْ جِنَاية عَبْده، وإنَّما جِنَايَتُه فِي رَقبَته، وَهُوَ مَذْهَبُ أَبِي حَنِيفَةَ.
وَقِيلَ: هُوَ أَنْ يَجْنِي حُرٌّ عَلَى عَبْدٍ فَلَيْسَ عَلَى عَاقِلَة الْجَانِي شَيْءٌ، إنَّما جِنَايَتُه فِي مَالِهِ خاصَّةً، وَهُوَ قَوْلُ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، وَهُوَ مُوافق لِكَلَامِ الْعَرَبِ، إِذْ لَوْ كَانَ الْمَعْنَى عَلَى الْأَوَّلِ لَكَانَ الْكَلَامُ «لَا تَعْقِلُ العَاقِلَة عَلَى عَبْدٍ» وَلَمْ يَكُنْ «لَا تَعْقِلُ عَبْدًا» وَاخْتَارَهُ الْأَصْمَعِيُّ وَأَبُو عُبَيْدٍ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «كَتب بَيْنَ قُرَيش وَالْأَنْصَارِ كِتابا فِيهِ: المُهاجِرُون مِنْ قُريش عَلَى رَبَاعَتهم يَتَعَاقَلُون بَيْنَهُمْ مَعَاقِلَهُم الأُولَى» أَيْ يَكُونُونَ عَلَى مَا كَانُوا عَلَيْهِ مِنْ أخْذِ الدِّيات وَإِعْطَائِهَا.
وَهُوَ تَفاعُل مِنَ العَقْل. والمَعَاقِل: الدِّيَات، جَمْعُ مَعْقُلَة. يُقَالُ: بَنُو فُلان عَلَى مَعَاقِلِهم الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا: أَيْ مَراتبِهم وَحَالَاتِهِمْ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «إنَّ رَجُلًا أَتَاهُ فَقَالَ: إنَّ ابْنَ عَمّي شُجَّ مُوضِحَةً، فَقَالَ: أمِنْ أَهْلِ القُرَى أَمْ مِن أَهْلِ البَادِية؟ قَالَ: مِنْ أهْل البادِية، فَقَالَ عُمر: إنَّا لَا نَتَعَاقَلُ المُضَغَ بَيْننا» المُضَغُ:
جَمْع مُضْغَة وَهِيَ: القِطْعة مِنَ اللَّحْم قَدْرَ مَا يُمْضَغ فِي الأصْل، فَاسْتَعَارَهَا للْمُوضِحَة وأشْباهِها مِنَ الأطْراف كالسِّنِّ والإصْبع، مِمَّا لَمْ يَبْلغ ثُلُث الدِّيَةِ، فَسَمَّاهَا مُضغَةً تَصْغيراً لَهَا وتَقْلِيلا. وَمَعْنَى الْحَدِيثِ أنَّ أهْلَ الْقُرَى لَا يَعْقِلُون عَنْ أهْل البَادية، وَلَا أهْل البَادية عَنْ أَهْلِ القُرى فِي مِثْل هَذِهِ الأشْياء.
والعَاقِلَة لَا تَحْمِل السِّنَّ والإصْبع والمُوضِحَة وأشْباه ذَلِكَ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ المُسَيِّب «المرأةُ تُعَاقِلُ الرَّجل إِلَى ثُلُث دِيتِها» يَعْنِي أنَّها تُسَاوِيه فِيمَا كَانَ مِنْ أطْرافِها إِلَى ثُلُث الدِّية، فَإِذَا تَجَاوَزَت الثُلث، وبَلَغ العَقْلُ نصْفَ الدِّية صَارَتْ دِيةُ المرْأة عَلَى النِّصْف مِنْ دِيَة الرَّجُلِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ جَرير «فاعْتَصم ناسٌ منْهم بالسُّجود، فأسْرع فِيهِمُ الْقَتْلُ، فبلغ ذلك النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأمرَ لَهُمْ بِنصْف العَقْل» إِنَّمَا أَمَرَ لَهُمْ بِالنِّصْفِ بَعْد عِلْمه بإسْلامِهم، لِأَنَّهُمْ قَدْ أعانُوا عَلَى أنْفُسهم بمقامِهم بَيْن ظَهْرَاني الْكُفَّارِ، فَكَانُوا كَمَنْ هَلَك بِجنايَة نَفْسِه وجِناية غَيْره، فَتَسْقُطُ حِصَّة جِنايَتِه مِنَ الدِّية.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ «لَوْ مَنَعوني عِقَالًا ممَّا كَانُوا يُؤَدُّونَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لقَاتَلْتُهم عَلَيْهِ» أرادَ بالعِقَال: الحَبْل الَّذِي يَعْقِلُ بِهِ البَعير الَّذِي كَانَ يُؤخَذَ فِي الصَّدقة، لأنَّ عَلَى صَاحِبِهَا التَّسْليم. وإنََما يَقَع القَبْضُ بالرِّباط.
وَقِيلَ: أَرَادَ مَا يُسَاوي عِقَالًا مِنْ حُقوق الصَّدقة.
وَقِيلَ: إِذَا أخَذَ المُصَدِّق أعْيان الْإِبِلِ قِيلَ: أخَذَ عِقَالًا، وَإِذَا أَخَذَ أثمانَها قِيلَ: أَخَذ نَقْدًا.
وَقِيلَ: أَرَادَ بالعِقَال صَدَقةَ العَام. يُقَالُ: أَخَذَ المُصدِّق عِقَال هَذَا الْعَامِ: أَيْ أخَذ مِنْهُمْ صَدَقَته. وبُعِث فُلَانٌ عَلَى عِقَال بَنِي فُلَانٍ: إِذَا بُعث عَلَى صَدَقاتهم. واخْتاره أَبُو عُبَيْدٍ، وَقَالَ هُوَ أشْبه عِنْدِي بِالْمَعْنَى.
وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ: إِنَّمَا يُضْرب المَثَل فِي مِثل هَذَا بالأقَلِّ لَا بالأكْثر، وَلَيْسَ بِسَائِرٍ فِي لسَانهم أنَّ العِقَال صَدَقة عَامٍ، وَفِي أَكْثَرِ الرِّوَايَاتِ «لَوْ مَنَعوني عَنَاقاً» وَفِي أُخْرَى «جَدْياً» .
قُلْتُ: قَدْ جَاءَ فِي الْحَدِيثِ مَا يَدُل عَلَى القَوْلَين.
فَمِنَ الْأَوَّلِ حَدِيثُ عُمَرَ «أنَّه كَانَ يأخذُ مَعَ كلِّ فريضَةٍ عِقَالًا ورِواءً، فَإِذَا جَاءَتْ إِلَى الْمَدِينَةِ باعَها ثُمَّ تصدَّق بِهَا» .
وَحَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمة «أَنَّهُ كَانَ يَعْمَلُ عَلَى الصَّدقة فِي عهْد رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَ يَأْمُرُ الرَّجُلَ إِذَا جَاءَ بِفَرِيضَتَين أَنْ يأتيَ بعِقَالَيْهِما وقِرَانَيْهِما» .
وَمِنَ الثَّانِي حَدِيثُ عُمَرَ «أنَّه أخَّر الصَّدقة عامَ الرَّمادة، فلمَّا أَحْيَا الناسُ بَعَث عامِلَه فَقَالَ:
اعْقِلْ عَنْهُمْ عِقَالَيْن فاقْسم فِيهِمْ عِقَالًا وأْتِني بِالْآخَرِ» يُريد صَدقة عامَيْن.
وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ «أَنَّهُ اسْتَعْمَل ابْنَ أَخِيهِ عَمْرَو بْنَ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ عَلَى صَدقات كلْب، فاعْتَدى عَلَيْهِمْ، فَقَالَ ابْنُ العَدَّاء الكَلْبي: سَعَى عِقَالًا فَلَمْ يَتْرُك لَنَا سَبَداً ... فكَيْف لَو قَدْ سَعَى عَمْرٌو عِقَالَيْنِ
نَصَبَ عِقَالًا عَلَى الظَّرف، أرادَ مُدّة عِقَال.
وَفِيهِ «كالْإِبِل المُعَقَّلَة» أَيِ المَشْدُودَة بالعِقَال، والتَّشْديد فِيهِ للتَّكثير.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ وحَمْزة والشُّرْب.
وهُنّ مُعَقَّلَات بالْفِنَاء وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «كُتِب إِلَيْهِ أبْيَات فِي صَحِيفة، مِنْها:
فَمَا قُلُصٌ وُجِدْنَ مُعَقَّلَات ... قَفَا سَلْعٍ بمُخْتَلَف التِّجَارِ
يَعْني نِسَاء مُعَقَّلَات لأزْوَاجِهِنَّ كَمَا تُعَقَّلُ النُّوق عِنْدَ الضِّراب. ومِن الْأَبْيَاتِ أَيْضًا:
يُعَقِّلُهُنَّ جَعْدَةُ مِنْ سُلَيْمٍ أَرَادَ أنَّه يَتَعَرَّضُ لهُنَّ، فــكَنَى بالعَقْل عَنِ الجِماع: أَيْ أنَّ أزْواجَهُنَّ يُعَقِّلُونَهُنَّ، وَهُوَ يُعَقِّلُهُنَّ أَيْضًا، كَأَنَّ البَدْء للأزْواج والإعَادَة لَهُ.
وَفِي حَدِيثِ ظَبْيَانَ «إِنَّ مُلُوكَ حِمْيَرَ مَلَكُوا مَعَاقِلَ الْأَرْضِ وقَرارَها» المَعَاقِل: الحُصُون، واحِدُها: مَعْقِل.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «ليَعْقِلَنَّ الدينُ مِنَ الْحِجَازِ مَعْقِلَ الأُرويّة مِنْ رأسِ الجبَل» أَيْ ليَتحَصَّن ويَعْتَصِم ويَلْتَجِئ إِلَيْهِ كَمَا يَلْتَجِئ الوَعِلُ إِلَى رَأْسِ الْجَبَلِ.
وَفِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْع «واعتَقل خَطِّيّاً» اعْتِقَالَ الرُّمح: أَنْ يَجْعَلَه الراكِبُ تَحْتَ فخذِه ويَجُرّ آخرَه عَلَى الْأَرْضِ وَرَاءَه.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «مَن اعْتَقَل الشَّاة وحَلَبها وأكَل مَعَ أَهْلِهِ فَقَدْ بَرئ مِنَ الكبْر» هُوَ أَنْ يَضَع رجْلَها بين سَاقِه وفَخذِه ثم يَحْلِبَها. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «المُخْتَصّ بعَقَائِل كراماتِه» جمْع عَقِيلَة، وَهِيَ فِي الْأَصْلِ: الْمَرْأَةُ الْكَرِيمَةُ النَّفِيسَةُ، ثُمَّ اسْتُعْمِل فِي الْكَرِيمِ النَّفِيس مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مِنَ الذَّوات والمَعانِي.
وَفِي حَدِيثِ الزِّبْرِقَان «أحَبُّ صبْيانِنَا إِلَيْنَا الأبْلَهُ العَقُول» هُوَ الَّذِي يُظَنُّ بِهِ الحمُقُ، فَإِذَا فُتِّشَ وُجِدَ عَاقِلًا. والعَقُول: فَعُول مِنه للمُبَالغة.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ «تِلك عُقُول كادَهَا بَارِئُها» أَيْ أرادَها بِسُوء.
(س) وَفِيهِ «أَنَّهُ كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرس يُسَمَّى ذَا العُقَّال» العُقَّال بالتَّشديد:
دَاءٌ فِي رِجْلَيِ الدَّوابِّ، وَقَدْ يُخَفَّف، سُمّي بِهِ لدَفْع عَيْنِ السُّوء عَنْهُ.
قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وذُو عُقَّال اسْمُ فَرس.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الدَّجَّالِ «ثُمَّ يَأْتِي الخِصْبُ فيُعَقِّلُ الكَرْمُ» أَيْ يُخْرِج العُقَّيْلَى وَهِيَ الْحِصْرِمُ.

ظَرُفَ

(ظَرُفَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «إِذَا كَانَ اللِّصُّ ظَرِيفاً لَمْ يُقْطَع» أَيْ إِذَا كَانَ بَلِيغًا جَيِّد الْكَلَامِ احتَجَّ عَنْ نَفْسِهِ بِمَا يُسْقِط عَنْه الحَدّ. والظَّرْف فِي اللِّسَانِ: البَلاَغَةُ، وَفِي الوجْه: الحُسْنُ، وَفِي القَلْب: الذَّكاءُ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ مُعَاوِيَةَ «قَالَ: كَيْفَ ابنُ زِيَاد؟ قَالُوا: ظَرِيف، عَلَى أَنَّهُ يَلْحَنُ، قَالَ:
أَوَلَيْسَ ذَلِكَ أَظْرَفَ لَهُ؟» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ سِيرين «الكلامُ أكثرُ منْ أَنْ يكْذِب ظَرِيف» أَيْ أَنَّ الظَّرِيف لَا تضيقُ عَلَيْهِ مَعَاني الْكَلَامِ، فَهُوَ يــكْنِى ويُعَرِّض وَلَا يكذِب.

سَهَ

(سَهَ)
(هـ) فِيهِ «العَيْنُ وِكاءُ السَّهِ» السَّهِ: حَلْقَة الدُّبر، وَهُوَ مِنَ الأسْت. وأصلُها سَتَةٌ بِوَزْنِ فَرَس، وجمُعها أسْتاه كأفْرَاس، فحُذِفت الهاءُ وعُوِّض مِنْهَا الْهَمْزَةُ فَقِيلَ أسْتٌ. فَإِذَا رَدَدْت إِلَيْهَا الهاَء وَهِيَ لامُها وحَذفْت العَين الَّتِي هِيَ التَّاء انْحذَفَت الهمزةُ الَّتِي جِىءَ بِهَا عِوضَ الْهَاءِ، فَتَقُولُ سَهٌ بِفَتْحِ السِّينِ، ويُروى فِي الْحَدِيثِ «وِكاءُ السَّتِ» بِحَذْفِ الهاءِ وإثباتِ الْعَيْنِ، وَالْمَشْهُورُ الْأَوَّلُ.
وَمَعْنَى الْحَدِيثِ أنَّ الإنسانَ مهْما كَانَ مُسْتَيْقظاً كَانَتِ اسْتُه كالمشْدُودة المَوْكِىِّ عليها، فَإِذَا نامَ انحَلَّ وِكاؤُها. كَنَى بِهَذَا اللَّفْظِ عَنِ الحَدَث وخُرُوج الرِّيح، وَهُوَ مِنْ أحْسَن الكِناياَت وألْطَفها.

ضَحَحَ

(ضَحَحَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ أَبِي خَيثمة «يكونُ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الضِّحِّ والرِّيح، وَأَنَا فِي الظِّل!» أَيْ يكونُ بارِزاً لِحَرِّ الشمسِ وهُبُوب الرِّياح. والضِّحّ بِالْكَسْرِ: ضَوْءُ الشمسِ إِذَا اسْتَمْكَن مِنَ الْأَرْضِ، وَهُوَ كالقَمْراء للقَمر. هَكَذَا هُوَ أصلُ الْحَدِيثِ. وَمَعْنَاهُ.
وَذَكَرَهُ الهَروي فَقَالَ: أرَادَ كثرةَ الخَيل والجَيشِ. يُقَالُ جَاءَ فُلَانٌ بالضِّحِّ والرِّيح: أَيْ بِمَا طَلعت عَلَيْهِ الشَّمْسُ وهبَّت عَلَيْهِ الريحُ، يعنُون المالَ الكثيرَ. هَكَذَا فَسَّرَهُ الْهَرَوِيُّ. والأوّلُ أَشْبَهُ بِهَذَا الْحَدِيثِ.
وَمِنَ الْأَوَّلِ الْحَدِيثُ «لَا يقعُدَنَّ أحدكُم بَيْنَ الضِّحِّ والظِّل فَإِنَّهُ مَقْعَدُ الشَّيْطَانِ» أَيْ يَكُونُ نِصْفه فِي الشَّمْسِ ونِصْفُه فِي الظِّل.
وَحَدِيثُ عيَّاش بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ «لمَّا هاجَر أقسَمَت أمُّه بالله لا يظلّها ظِلٌّ وَلَا تزَال فِي الضِّحِّ والرِّيح حَتَّى يرْجِعَ إِلَيْهَا» .
(س) وَمِنَ الثَّانِي الْحَدِيثُ الْآخَرُ «لَوْ مَاتَ كَعْبٌ عَنِ الضِّحِّ وَالرِّيحِ لوَرِثه الزُّبير» أرادَ أَنَّهُ لوْ ماتَ عمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشمسُ وجَرَت عَلَيْهِ الرِّيح، كَنَى بِهِمَا عَنْ كَثْرة المالِ. وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ آخَى بَيْنَ الزُّبَير وَبَيْنَ كَعْب بْنِ مالِك. ويُروى «عَنِ الضِّيح والرِّيح» . وَسَيَجِيءُ.

شَنَأَ

(شَنَأَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا «عَلَيْكُمْ بِالْمَشْنِيئَةِ النَّافَعة التَّلْبِينِة» تَعني الحَساءَ، وَهِيَ مَفْعُولة، مِنْ شَنِئْتُ: أَيْ أبْغَضْت. وَهَذَا البِناءُ شاذٌّ، فَإِنَّ أصلَه مَشْنُوءٌ بِالْوَاوِ، وَلَا يُقَالُ فِي مَقْروء ومَوطُوء: مَقْرِىٌّ ومَوْطِىٌّ، ووجهُهُ أَنَّهُ لَمَّا خَفَّف الهمزةَ صَارَتْ ياءَ فَقَالَ مَشْنِىٌّ كَمرْضِىّ، فَلَمَّا أَعَادَ الْهَمْزَةَ اسْتَصْحَبَ الْحَالَ الْمُخَفَّفَةَ. وَقَوْلُهَا التَّلْبِينَةُ: هِيَ تَفْسِيرٌ لِلْمَشْنِيئَةِ، وجَعَلتها بَغِيضَةً لكراهِتها.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أُمِّ مَعْبَد «لَا تَشْنَؤُهُ مِنْ طُولِ» كَذَا جَاءَ فِي روايةٍ، أَيْ لَا يُبْغَض لفَرْط طُوله. ويُرْوى «لَا يُتَشَنَّى مِنْ طُول» أبْدل مِنَ الْهَمْزَةِ يَاءً. يُقَالُ شَنِئْتُهُ أَشْنَؤُهُ شَنْئاً وشَنَآناً.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «ومُبْغِضٌ يَحْمله شَنَآنِي عَلَى أَنْ يَبْهَتَني» (س) وَفِي حَدِيثِ كَعْبٍ «يُوشك أَنْ يُرْفَع عَنْكُمُ الطاعونُ ويَفيضَ عَلَيْكُمْ شَنَآنُ الشِّتَاءِ، قِيلَ: وَمَا شَنَآنُ الشِّتَاءِ؟ قَالَ: بَرْدُه» اسْتَعَارَ الشَّنَآنَ للبَرْد لِأَنَّهُ يَفِيضُ فِي الشِّتَاءِ. وَقِيلَ أرادَ بالبَرْد سُهولةَ الْأَمْرِ والرَّاحَةَ؛ لِأَنَّ العَرَب تَــكْنى بِالْبَرْدِ عَنِ الرَّاحَةِ، وَالْمَعْنَى: يُرْفع عَنْكُمُ الطاعونُ والشّدَّةُ، ويَكثُر فِيكُمُ التَّباغُضُ، أَوِ الدعةُ والراحةُ.

شَعَرَ

(شَعَرَ)
قَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ «الشَّعَائِرِ» وشَعَائِرُ الْحَجِّ آثارُه وعلاماتُه، جمعُ شَعِيرَةٍ. وَقِيلَ هُوَ كُل مَا كَانَ مِنْ أَعْمَالِهِ كالوُقُوف والطَّواف والسَّعْى والرَّمْى والذَّبح وَغَيْرِ ذَلِكَ.
وَقَالَ الأزهَري: الشَّعَائِرُ: المعالمُ الَّتِي نَدَب اللَّهُ إِلَيْهَا وَأَمَرَ بالقِيام عَلَيْهَا.
(س هـ) وَمِنْهُ «سُمِّى الْمَشْعَرُ الحرامُ» لِأَنَّهُ مَعْلَم لِلعبادةِ ومَوْضع.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ لَهُ: مُرْ أُمَّتك حَتَّى يَرْفَعُوا أصْواتهم بالتَّلْبِيَة فَإِنَّهَا مِنْ شَعَائِرِ الْحَجِّ» .
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أنَّ شِعَارَ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي الغَزْوِ يَا منصُورُ أمِتْ أمِتْ» أَيْ عَلامَتهم الَّتِي كَانُوا يتعارفُون بِهَا فِي الْحَرْبِ. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُهُ فِي الْحَدِيثِ.
(س [هـ] ) وَمِنْهُ «إِشْعَارُ البُدْن» وَهُوَ أَنْ يَشُقَّ أَحَدَ جَنْبَيْ سَنَامِ البدَنة حَتَّى يَسِيل دمُها ويَجْعل ذَلِكَ لَهَا عَلامة تُعْرف بِهَا أَنَّهَا هَدْىٌ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ مَقْتل عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «أنَّ رجُلا رَمَى الجَمْرة فَأَصَابَ صَلَعة عُمَر فدَمَّاه فَقَالَ رَجل مِنْ بَنِي لْهِب: أُشْعِرَ أمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ» أَيْ أُعْلِم للقَتْل، كَمَا تُعْلم البدَنة إِذَا سِيقَتْ للنَّحْر، تَطيَّر الِّلهْبىُّ بِذَلِكَ، فحَقَّت طِيرَته، لِأَنَّ عُمَرَ لمَّا صَدَر مِنَ الْحَجِّ قُتِل .
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ مَقْتَل عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «أَنَّ التُّجِيبىَّ دَخَلَ عَلَيْهِ فَأَشْعَرَهُ مِشْقَصا» أَيْ دمَّاه بِهِ.
وَحَدِيثُ الزُّبَيْرِ «أَنَّهُ قاتَل غُلاما فَأَشْعَرَهُ» .
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ مَكْحُولٍ «لَا سَلَب إلاَّ لِمَنْ أَشْعَرَ عِلْجا أوْ قَتله» أَيْ طَعَنه حَتَّى يدْخل السِّنانُ جَوفْه.
(س) وَفِي حَدِيثِ مَعْبَد الجُهَنى «لمَّا رَماه الحسَنُ بالبدْعة قَالَتْ لَهُ أمُّه: إِنَّكَ أَشْعَرْتَ ابْنى فِي النَّاس» أَيْ شَهَّرته بِقَوْلِكَ، فَصَارَ لَهُ كالطَّعْنة فِي البَدَنة.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ أعْطَى النِّساء اللَّوَاتِي غَسَّلْنَ ابنَتَه حَقْوَه فقال: أَشْعِرْنَهَا إيَّاه» أَيِ: اجْعَلْنَه شِعَارَهَا. والشِّعَارُ: الثوبُ الَّذِي يَلِي الجَسَد لِأَنَّهُ يَلِي شَعره.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ الْأَنْصَارِ «أَنْتُمُ الشِّعَارُ وَالنَّاسُ الدِّثَارُ» أَيْ أَنْتُمُ الخاصَّة والبطانةُ، وَالدِّثَارُ: الثوبُ الَّذِي فَوْقَ الشِّعار.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ «أَنَّهُ كَانَ ينامُ فِي شُعُرِنَا» هِيَ جَمْعُ الشِّعَارِ، مِثْلُ كِتَابٍ وكُتُب.
وَإِنَّمَا خَصَّتها بالذكْر لِأَنَّهَا أقْرب إِلَى أَنْ تَنالها النَّجاسةُ مِنَ الدِّثار حَيْثُ تُباشر الْجَسَدَ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «أَنَّهُ كَانَ لَا يُصلِّي فِي شُعُرِنَا وَلاَ فِي لُحُفِنا» إِنَّمَا امتنَع مِنَ الصَّلَاةِ فِيهَا مَخاَفة أَنْ يَكُونَ أصابَها شيءٌ مِنْ دَمِ الحيضِ، وطَهارةُ الثَّوب شَرطٌ فِي صحَّة الصَّلاة بِخِلَافِ النَّوم فِيهَا.
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «أَنَّ أَخَا الحاجِّ الأشعَثُ الْأَشْعَرُ» أَيِ الَّذِي لَمْ يحْلِق شَعْره وَلَمْ يُرَجِّلْه.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُهُ الْآخَرُ «فدَخَل رجلٌ أَشْعَرُ» أَيْ كثيرُ الشَّعْرِ. وَقِيلَ طَوِيلُهُ.
(س) وَفِي حَدِيثِ عَمْرو بْنِ مُرَّة «حَتَّى أضاءَ لِي أَشْعَرُ جُهينة» هُوَ اسمُ جَبَل لَهُمْ.
(س) وَفِي حَدِيثِ المَبْعث «أتاَنِي آتٍ فشَقَّ مِنْ هَذِهِ إِلَى هَذِهِ، أَيْ مِنْ ثُغْرة نَحْرِهِ إِلَى شِعْرَتِهِ» الشِّعْرَةُ بِالْكَسْرِ: العاَنَة وَقِيلَ مَنْبِت شَعَرِهَا.
(س) وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ «شَهِدتُ بَدْراً وَمَا لِي غَيْرَ شَعْرَةٍ واحدةٍ، ثُمَّ أكثرَ اللهُ لِي مِنَ اللِّحَى بَعْدُ» قِيلَ أَرَادَ مَا لِي إِلَّا بنْتٌ واحدةٌ، ثُمَّ أَكْثَرَ اللهُ مِنَ الوَلد بعدُ. هَكَذَا فُسِّر.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ لمَّا أرادَ قتلَ أُبَىّ بْنِ خَلَف تطايَر الناسُ عَنْهُ تطايُرَ الشُّعْرِ عَنِ البَعِير، ثُمَّ طعَنه فِي حلْقِه» الشُّعْرُ بِضَمِّ الشِّينِ وَسُكُونِ الْعَيْنِ جَمْعُ شَعْرَاء، وَهِيَ ذِبَّانٌ حُمْر. وَقِيلَ زُرقٌ تَقَعُ عَلَى الإبِل والحَمِير وتُؤْذيها أَذًى شَدِيدًا. وَقِيلَ هُوَ ذبابٌ كَثِيرُ الشَّعر.
وَفِي رِوَايَةٍ «أَنَّ كَعْب بْنَ مَالِكٍ ناوَلَهُ الحَرْبة، فلمَّا أَخَذَهَا انتَفَض بِهَا انْتفاَضةً تطايَرْنا عَنْهَا تَطاَير الشَّعَارِيرِ» هِيَ بِمَعْنَى الشُّعْرِ، وَقِيَاسُ واحِدها شُعْرُورٌ. وَقِيلَ هِيَ مَا يَجْتَمع عَلَى دَبَرة الْبَعِيرِ مِنَ الذِّبَّان، فَإِذَا هُيّجتْ تطايرتْ عَنْهَا.(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ أهْدى لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَعَارِيرُ» هِيَ صِغَارُ القِثَّاء، واحدُها شُعْرُورٌ.
(س) وَفِي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا «أَنَّهَا جَعَلَتْ شَعَارِيرَ الذَّهب فِي رَقَبتها» هُوَ ضربٌ مِنَ الحُلِىِّ أمْثال الشَّعِيرِ.
وَفِيهِ «وليْتَ شِعْرِي مَا صنَع فُلَانٌ» أَيْ لَيْتَ عِلْمي حاضرٌ أَوْ مُحيط بِمَا صنَع، فحُذف الخَبَر وَهُوَ كثيرٌ فِي كَلَامِهِمْ. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
شَعَرَ به، كنَصَرَ وكَرُمَ، شِعْراً وشَعْراً وشَعْرَةً، مُثَلَّثَةً، وشِعْرَى وشُعْرَى وشُعُوراً وشُعُورَةً ومَشْعوراً ومَشْعورَةً ومَشْعوراءَ: عَلِمَ به، وفَطِنَ له، وعَقَلَه.
ولَيْتَ شِعرِي فلاناً،
وـ له،
وـ عنه ما صَنَعَ، أي: لَيْتَنِي شَعَرْتُ.
وأشْعَرَه الأَمْرَ،
وـ به: أعْلَمَه.
والشِّعْرُ: غَلَبَ على مَنْظُومِ القولِ، لِشَرَفِهِ بالوزْنِ والقافِيةِ، وإن كان كلُّ عِلْمٍ شِعْراً
ج: أشْعارٌ.
وشَعَرَ، كنصَرَ وكرُمَ، شِعْراً وشَعْراً: قاله،
أو شَعَرَ: قاله،
وشَعُر: أجادَهُ، وهو شاعِرٌ من شُعراءَ. والشاعِرُ المُفْلِقُ: خِنْذِيذٌ، ومن دُونَه شاعِرٌ، ثم شُوَيْعِرٌ، ثم شُعْرُورٌ، ثم مُتَشاعِرٌ.
وشاعَرَه فشَعَرَه: كان أشْعَرَ منه.
وشِعْرٌ شاعِرٌ: جَيِّدٌ.
والشُّوَيْعِرُ: لَقَبُ محمدِ بنِ حُمْرانَ الجُعْفِيِّ، ورَبيعةَ بنِ عثمانَ الكِنَانِيِّ، وهانِئِ بنِ تَوْبَةَ الشَّيْبانِيِّ الشُّعَراءِ.
والأَشْعَرُ: اسمُ شاعِرٍ بَلَوِيٍّ، ولَقَبُ عَمْرِو بنِ حارثَةَ الأَسَدِيِّ، ولَقَبُ نَبْتِ بنِ أُدَدَ، لأَنَّه وُلِدَ وعليه شَعَرٌ، وهو أبو قَبيلَةٍ باليمنِ، منهم أبو موسى الأَشْعَرِيُّ. ويقولون: جاءَتْكَ الأَشْعَرونَ، بحذف ياءِ النَّسَبِ.
والشَّعْرُ، ويُحَرَّكُ: نِبْتَةُ الجِسْمِ مِمَّا ليس بصوفٍ ولا وَبَرٍ
ج: أشْعارٌ وشُعورٌ وشِعارٌ، الواحدةُ: شَعْرَةٌ، وقد يُــكْنَى بها عن الجميعِ.
وأشْعَرُ وشَعِرٌ وشَعْرانِيٌّ: كثيرُهُ طويلهُ.
وشَعِرَ، كفَرِحَ: كثُرَ شَعْرُهُ، ومَلَكَ عبيداً.
والشِّعْرَةُ، بالكسر: شَعَرُ العانةِ،
كالشِّعْراءِ، وتَحْتَ السُّرَّةِ مَنْبِتُهُ، والعانةُ، والقِطعةُ من الشَّعْرِ.
وأشْعَرَ الجَنِينُ وشَعَّرَ تَشْعيراً واسْتَشْعَرَ وتَشَعَّرَ: نَبَتَ عليه الشَّعرُ.
وأشْعَرَ الخُفَّ: بَطَّنَه بشَعَرٍ،
كشَعَّرَه وشَعَرَه،
وـ الناقةُ: ألْقَتْ جَنِينَها وعليه شَعَرٌ.
والشَّعِرَةُ، كفرِحةٍ: شاةٌ يَنْبُتُ الشَّعَرُ بين ظِلْفَيْها فَتَدْمَيانِ، أو التي تَجِدُ أُكَالاً في رُكَبِها.
والشَّعْراءُ: الخَشِنَةُ، والمُنْكَرَةُ، والفَرْوَةُ، وكثْرَةُ الناسِ، وذُبابٌ أزْرَقُ أو أحمرُ، يَقَعُ على الإِبِلِ والحُمُرِ والكِلابِ، وشَجَرَةٌ من الحَمْضِ، وضَرْبٌ من الخَوْخِ، جَمْعُهُما كواحدِهِما،
وـ من الأرضِ: ذاتُ الشَّجَرِ، أو كثيرَتُهُ، والرَّوْضَةُ يَغْمُرُ رأسَها الشَّجَرُ،
وـ من الرِمالِ: ما يُنْبِتُ النَّصِيَّ وشِبْهَه،
وـ من الدَّوَاهي: الشديدةُ العظيمةُ
ج: شُعْرٌ.
والشَّعَرُ: النباتُ، والشَّجَرُ، والزَّعْفرانُ. وكسحابٍ: الشَّجَرُ المُلْتَفُّ، وما كان من شَجَرٍ في لِينٍ من الأرضِ، يَحُلُّه الناسُ يَسْتَدْفِئُونَ به شِتاءً، ويَسْتَظِلُّونَ به صَيْفاً،
كالمَشْعَرِ. وككِتابٍ: جُلُّ الفَرَسِ، والعَلامةُ في الحَرْبِ والسَّفَرِ، وما وُقِيَتْ به الخَمْرُ، والرَّعْدُ، والشَّجَرُ، ويفتحُ، والموتُ، وما تَحْتَ الدِثارِ من اللِّباسِ، وهو يَلِي شَعَرَ الجَسَدِ، ويفتحُ
ج: أشْعِرَةٌ وشُعُرٌ.
وشاعَرَها وشَعَرَها: نام مَعَهَا في شِعارٍ.
واسْتَشْعَرَه: لَبِسَهُ.
وأشْعَرَه غيرهُ: ألبَسَهُ إِياه.
وأشْعَرَ الهَمُّ قَلْبِي: لَزِقَ به، وكلُّ ما ألزَقْتَه بِشيءٍ، أشْعرْتَه به،
وـ القومُ: نادَوْا بِشِعارِهم، أو جَعَلوا لأَنْفُسِهِمْ شِعاراً،
وـ البَدَنَة: أعْلَمَها، وهو أن يَشُقَّ جِلْدَها، أو يَطْعَنَها حتى يَظْهَرَ الدَّمُ.
والشَّعِيرةُ: البَدَنَةُ المُهْداةُ
ج: شَعائرُ، وهَنَةٌ تُصاغُ من فِضَّةٍ أو حَديدٍ على شَكْلِ الشَّعيرةِ، تكونُ مِساكاً لِنِصابِ النَّصْلِ.
وأشْعَرَها: جَعَلَ لها شَعيرةً.
وشِعارُ الحَج: مَناسِكُهُ وعَلاَماتُه.
والشَّعِيرَةُ والشَّعارَةُ والمَشْعَرُ: مُعْظَمُها،
أو شَعائِرهُ: مَعالِمُه التي نَدَبَ اللهُ إِليها، وأمَرَ بالقيامِ بِها.
والمَشْعَرُ الحَرامُ، وتكسرُ مِيمُه: بالمُزْدَلِفَةِ، (وعليه بناءٌ اليَوْمَ، ووهِمَ من ظَنَّهُ جُبَيْلاً بِقُرْبِ ذلك البِناءِ) .
والأَشْعَرُ: ما اسْتَدارَ بالحافِرِ من مُنْتَهَى الجِلْدِ، وجانِبُ الفَرْجِ، وشيءٌ يَخْرُجُ من ظِلْفَيِ الشَّاةِ كأنه ثُؤْلُولٌ، وجَبَلٌ، واللَّحْمُ يَخْرُجُ تحت الظُّفُرِ
ج: شُعُرٌ.
والشَّعيرُ: م، واحِدَتُهُ: بهاءٍ، والعَشيرُ المُصاحِبُ، عن النَّوَوِيِّ، ومَحَلَّةٌ بِبَغْدادَ، منها الشيخُ الصالِحُ عبدُ الكَريمِ بنُ الحَسنِ بنِ عليٍّ، وإِقْلِيمٌ بالأَنْدَلُسِ،
وع بِبِلادِ هُذَيْلٍ.
والشُّعْرورَةُ: القِثَّاءُ الصَّغيرُ
ج: شَعاريرُ.
وذَهَبُوا شَعارِيرَ بِقَذَّانَ أو بِقِنْدَحْرَةَ، أي: مُتَفَرِّقِينَ مِثْلَ الذِّبَّانِ.
والشَّعارِيرُ: لُعْبَةٌ، لا تُفْرَدُ.
وشِعْرَى، كذكْرَى: جَبَلٌ عندَ حَرَّةِ بني سُلَيْمٍ.
والشِّعْرَى العَبُورُ،
والشِّعْرَى الغُمَيْصاءُ: أُخْتا سُهَيْلٍ.
وشَعْرُ، بالفتح مَمنوعاً: جَبَلٌ لبنِي سُلَيْمٍ أو بني كلابٍ، وبالكسر: جَبَلٌ بِبلادِ بني جُشَمَ.
والشَّعْرانُ، بالفتح: رِمْثٌ أخْضَرُ يَضْرِبُ إلى الغُبْرَةِ، وجَبَلٌ قُرْبَ المَوْصِلِ من أعْمَرِ الجِبالِ بالفَواكه والطُّيُورِ. وكعثمانَ: ابنُ عبدِ اللهِ الحَضْرَمِيُّ.
وشُعارَى، ككُسالَى: جَبَلٌ، وماءٌ باليَمامةِ.
والشَّعَرِيَّاتُ: فِراخُ الرَّخَمِ. وكصَبُورٍ: فَرَسٌ للحَبَطاتِ.
والشُّعَيْراءُ: شَجَرٌ، وابْنَةُ ضَبَّةَ بنِ أُدٍّ، أمُّ قَبيلَةٍ، أو لَقَبُ ابنها بَكْرِ بنِ مُرٍّ. وذُو المِشْعارِ: مالِكُ بنُ نَمَطٍ الهَمْدانِيُّ الخارِفِيُّ صحابِيٌّ، وحَمْزَةُ بنُ أيْفَعَ الناعِطِيُّ الهَمْدانِيُّ: كان شَريفاً هاجَرَ زَمَنَ عُمَرَ إِلى الشامِ، ومعه أربعةُ آلافِ عَبْدٍ، فأعْتَقَهُمْ كلَّهم، فانْتَسَبوا في هَمْدانَ.
والمُتَشاعِرُ: من يُري من نَفْسِهِ أنه شاعِرٌ.

شَعَبَ

(شَعَبَ)
فِيهِ «اَلْحياءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمانِ» الشُّعْبَةُ: الطائفةُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، والقِطعة مِنْهُ.
وَإِنَّمَا جَعَله بَعْضَه لِأَنَّ المُسْتَحْيىَ يَنْقَطِع بحَيَائه عَنِ المعاَصِي وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ تَقِيَّة، فَصَارَ كَالْإِيمَانِ الَّذِي يَقْطَع بينهاَ وبينَه. وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي حَرْفِ الْحَاءِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ «الشَّباب شُعْبَةٌ مِنَ الجُنُون» إِنَّمَا جَعَله شُعْبَةً مِنْهُ لِأَنَّ الجُنون يُزِيلُ العقلَ، وَكَذَلِكَ الشَّبابُ قَدْ يُسْرِعُ إِلَى قِلَّةِ الْعَقْلِ لِماَ فيهِ مِنْ كَثْرَة المَيْلِ إِلَى الشَّهواتِ والإقدامِ عَلَى المضَارِّ.
(هـ) وَفِيهِ «إِذَا قعَدَ الرجلُ مِنَ الْمَرْأَةِ بَيْنَ شُعَبِهَا الأرْبَع وجَب عَلَيْهِ الغُسْل» هِيَ الْيَدَانِ والرِّجلانِ. وقيلَ الرِّجْلان والشُّفْرَان، فــكَنَى بِذَلِكَ عَنِ اْلإِيلاج.
وَفِي الْمَغَازِي «خرجَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدُ قُرَيشاً وسَلَك شُعْبَة» هِيَ بِضَمِّ الشِّينِ وَسُكُونِ الْعَيْنِ موضعٌ قُرْب يَلْيَل، وَيُقَالُ لَهُ شُعْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ «قِيلَ لَهُ: مَا هَذِهِ الفُتْياَ الَّتِي شَعَبَتِ الناسَ» أَيْ فَرَّقَتْهُم. يُقَالُ شَعَبَ الرَّجُلُ أمْره يَشْعَبُهُ إِذَا فَرَّقَه، وَفِي رِوَايَةٍ تَشَعَّبَتْ بالنَّاس .
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وصفَتْ أَبَاهَا «يَرْأَبُ شَعْبهَا» أَيْ يَجْمَعُ مُتَفَرِّقَ أمْرِ اْلأُمَّةِ وكَلِمتَهاَ. وَقَدْ يَكُونُ الشَّعْبُ بمعْنى الْإِصْلَاحِ فِي غيرِ هَذَا الْبَابِ، وَهُوَ مِنَ الْأَضْدَادِ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ «وشَعْبٌ صغيرٌ مِنْ شَعْبٍ كَبيرٍ» أَيْ صلاحٌ قليلٌ مِنْ فَسَادٍ كَثِيرٍ.
وَفِيهِ «اتَّخَذَ مكانَ الشَّعْبِ سِلْسِلَة» أي مكانَ الصَّدْع والشَّقِّ الذي فيه. (هـ) وَفِي حَدِيثِ مَسْرُوق «أَنَّ رَجُلاً مِنَ الشُّعُوبِ أسْلم فَكَانَتْ تُؤْخَذ مِنْهُ الجِزْيةُ» قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الشُّعُوبُ هَاهُنَا: العَجم، وَوَجْهُهُ أَنَّ الشَّعْبَ مَا تَشَعَّبَ مِنْهُ قَباَئل الْعَرَبِ أَوِ الْعَجَمِ، فخُصَّ بِأَحَدِهِمَا، ويجوزُ أَنْ يَكُونَ جمعَ الشُّعُوبِيِّ، وَهُوَ الَّذِي يُصَغِّرُ شأنَ الْعَرَبِ وَلَا يَرَى لَهُمْ فَضْلًا عَلَى غَيْرِهِمْ، كَقَوْلِهِمُ اليهودُ والمجوسُ فِي جَمْعِ اليهودِىِّ والمجوسىِّ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ طَلْحَةَ «فَمَا زِلْتُ وَاضِعًا رجْلي عَلَى خَدِّه حَتَّى أزَرْتُه شَعُوبَ» شَعُوبُ مِنْ أَسْمَاءِ المَنِيَّة غَيْرَ مَصْروف، وسُمِّيت شَعُوبَ لِأَنَّهَا تُفرِّق، وأزرْتُه مِنَ الزّياَرة.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.