Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: قصص

ذلك الكتاب

ذلك الكتاب
روي عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره من السلف أن معناه: هذا الكتاب ، وعَنَوا بذلك أن المراد هو هذا الكتاب لا غيره، وهو قول صحيح. وليس معناه أن كلمة "ذلك" بمعنى "هذا"، فإنّ بينهما فرقاً عظيماً. وتفصيله في كتاب المفردات ، ونذكر هنا بقدر الكفاية.
فاعلم أن "هذا" تشير إلى ما كان بين يديك وتُرِيه المخاطب، ولذلك تصدره بحرف "ها"، فتُريه ما بين يدي المخاطب، كما تقول: هأنذا، قال تعالى: {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ} .
فلو قال: "ربَّ ذلك البيتِ" دلَّ على أن البيت قد مرّ ذكره، فأشير إليه. فإذا سبق ذكر شيء، وأشير إليه بهذا، كان المقصود إحضار ذلك الشيء بين يدي المخاطب. ونذكر على سبيل التمثيل لا الاستناد من قصيدة الفرزدق أمثلة ، قال:
هذا الذي تعرِفُ البطحاءُ وَطأتَه ... والبيتُ يَعرِفه والحِلُّ والحَرَمُ
وقال في هذه القصيدة:
هذا التَقيُّ النَقيُّ الطاهرُ العَلَمُ
وقال أيضاً:
إلى مَكارمِ هذا ينتهي الكَرَمُ فإن الإمام زين العابدين رضي الله عنه كان موجوداً، وكان الشاعر يُرِيه المخاطب إرغاماً له . وجاء في القرآن.
{فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} .
وجاء أيضاً:
{قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا} .
أيضاً: {وإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} .
وضرب مثلاً لعيسى عليه السلام، ثم قال بعده:
{إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْــقَصَصُ الْحَقُّ} .
فبالإشارة بكلمة "هذا" مثّل بين أيديهم ما سبق ذكره. وقال تعالى:
{إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ} . فأشار إلى النبي بـ "هذا"، وهو بينهم.
أما كلمة "ذلك، وتلك، وأولئك" فتشير بها إلى ما علمه المخاطب وسبق ذكره. أو يكبر من أن تمثله بين يديه. تقول بعد تمام الكلام: "ذلك" أي خذ ما ذكرنا. قال تعالى: {ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ} .
وقال تعالى بعد ذكر داود عليه السلام:
{تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} .
وهكذا بعد ذكر أحكام المواريث قال تعالى: {تلك حدود الله} .
وقال أُمَيَّة بن أبي الصَّلْتِ :
تركتُ اللاتَ والعُزَّى جميعاً ... كذلك يفعلُ الرجلُ البصير
وهذا كثير في القرآن وكلام العرب. وهم يفرّقون بين استعمالها لفوائد خاصة. ومن فوائد استعمال كلمة (ذلك) هاهنا دلالتها على أن اسم السورة المذكور قبها من القرآن، فإنها تشير إليه. ونظير هذا قوله تعالى:
{حم عسق كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ}.
فأشار بكلمة {كَذَلِكَ} إلى المذكور آنفاً. وأما قول النحويين إن "هذا" للقريب، و "ذلك" للبعيد، فتقريب، وليس بيان حقيقة الأمر.
ومما ذكرنا يتبين أن ما زعم ابن جرير رحمه الله، وتبعه المفسرون، أن {ذلك} هاهنا بمعنى هذا، واستشهد بقول خُفاف بن نَدْبة :
أقول له والرمحُ يأطِرُ متنَه ... تأمَّلْ خُفافاً إنني أنا ذلكا
فلا يصح، لا في البيت، ولا في الآية: أما الآية فقد بينا أن {ذلك} هاهنا يدل على أمر لا يدل عليه "هذا". وفي القرآن نظائر كلها تؤيد ما ذكرنا، كما سيأتيك . وأما البيت فيقبح فيه لفظ "هذا"، فإن الشاعر بعد ما ذكر اسمه لعدوه، قال له: إنني عدوك الذي سمعته وعلمته من قبل. فلو قال: إنني أنا هذا، لم يدل على ذلك المعنى؛ وأيضاً سقط، لما أن في "ذلك" دلالة على عظمته، ولا فائدة في "أنا هذا" .

فِي الْغَابِرِينَ

{فِي الْغَابِرِينَ}
قال: فأخبرني عن قول الله - عز وجل -: {إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ}
فقال: عجوز من الباقين. واستشهد بقول عبيد بن الأبرص:
ذهبوا وخَلَّفنى المخَلَّفُ فيهمُ. . . فكأنني في الغابرين غَرِيبُ
(ك، ط، تق)
= الكلمة من آيتى الشعراء 171، والصافات 135 في امرأة لوط عليه السلام:
{فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (170) إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (134) إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ}
ومعها {مِنَ الْغَابِرِينَ} في السياق نفسه، من آيات:
الأعراف 83، الحجر 60، النمل 57، العنكبوت 32، 33
ويما عدا هذه الصيغة، لم يأت من المادة في القرآن إلا {} في آية عبس:
{وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ (40) تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ (41) أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ}
وتفسير الغابرين بالباقين، قاله الفراء أيضاً في معنى آية الشعراء وأنشد في معناه بيت الحَارث بن حلزة:
لا تكسيعِ الشُولَ بأغْبارِها. . . إنك لا تدري مَنِ الناتجُ (2 / 282)
لكن الأصمعي قال في (الأضداد) : الغابر الباقي، والغابر الماضي (58 / 97) قال أبة حاتم السجتاني في أضداده: ومن الأضداد، الغابر: الباقي والماضي، والأكثر على الباقي. ومن شواهده قول العجاج:
فما وَنَى محمد مذ أنْ غَفَرْ. . . لهُ الإلهُ ما مضى وما غَبَرْ
(153 / 269)
ويبدو الفرق بين "الغابرين" والباقين، في أن القرآن لم يستعمل "الغابرين" إلا في سياق هذا الحديث عن امرأة لوط وقومه الفاسقين. وأما البقاء فيأتي في القرآن نقيض النفاد والفناء، فيما يبقى عند الله من عمل صالح، وما عند الله خير وأبقى (الــقصص 60 والشورى 36) ورَزق ربك خيرٌ وأبقى (طه 131) وفيما يخلد.
{وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} الرحمن 27
{وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} الأعلى 17
{مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ} النحل 96
{وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى} طه 71 ومعها: 131
{وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا} الكهف 46 ومعها مريم 76 وهو 86.
{وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ} الصافات 77
{وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ} الزخرف 28
{وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى} البقرة 248
ولا يقرب أن نفهمها بمعنى: غبر، فهل يحتمل (في الغابرين)
أن يكون بمعنى: في الباقين، أو بمعنى في الماضين الدابرين؟ في تفسير القرطبي لآية (الشعراء 171) عن قتادة: غبرتْ في عذاب الله - عز وجل -، أي بقيت.
وأبو عيبدة يذهب إلى أن المعنى: من الباقين في الهرم، أي بقيت حتى هرمت.
والعربية تستعمل الغابر فيمن بقى وطال عمره، مأخوذاً من الغبرة البقية في الضرع. والغبار ما يبقى من النقع المثار. ويذهب "الرغب" في المفردات، إلى أن الباقي قيل له غابر "تصوراً بتخلف الغبار عن الذي يعدو"
وأراه من الغبرة البقية، أوْلى.

الملحمة

(الملحمة) الْحَرْب الشَّدِيدَة وموضعها وَعمل قصصــي لَهُ قَوَاعِد وأصول يشاد فِيهِ بِذكر الْأَبْطَال والملوك وآلهة الوثنيين وَيقوم على الخوارق والأساطير وَقد يكون شعرًا كالإلياذة عِنْد الإغريق والشاهنامة عِنْد الْفرس وَقد يكون نثرا كسيرة عنترة (ج) ملاحم

اليم

(اليم) الْبَحْر وَالْحمام الوحشي (ج) يموم
(اليم) : نقل ابن الجوزي أنه البحر بلغة العبرانية، وقال غيره: بالنبطية. وقال الجواليقي: قال ابن قتيبة: اليم البحر بالسريانية.
اليم
اليَمُّ: البحر. قال تعالى: فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ [الــقصص/ 7] ويَمَّمْتُ كذا، وتَيَمَّمْتُهُ:
قصدته، قال تعالى: فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً
[النساء/ 43] وتَيَمَّمْتُهُ برمحي: قصدته دون غيره. واليَمَامُ: طيرٌ أصغرُ من الورشان، ويَمَامَةُ:
اسمُ امرأةٍ، وبها سمّيت مدينةُ اليَمَامَةِ.

سار

سار
السَّيْرُ: المضيّ في الأرض، ورجل سَائِرٌ، وسَيَّارٌ، والسَّيَّارَةُ: الجماعة، قال تعالى:
وَجاءَتْ سَيَّارَةٌ
[يوسف/ 19] ، يقال:
سِرْتُ، وسِرْتُ بفلان، وسِرْتُهُ أيضا، وسَيَّرْتُهُ على التّكثير، فمن الأوّل قوله: أَفَلَمْ يَسِيرُوا
[الحج/ 46] ، قُلْ سِيرُوا
[الأنعام/ 11] ، سِيرُوا فِيها لَيالِيَ [سبأ/ 18] ، ومن الثاني قوله: سارَ بِأَهْلِهِ
[الــقصص/ 29] ، ولم يجئ في القرآن القسم الثالث، وهو سِرْتُهُ.
والرابع قوله: وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ
[النبأ/ 20] ، هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ
[يونس/ 22] ، وأمّا قوله: سِيرُوا فِي الْأَرْضِ
[النمل/ 69] فقد قيل: حثّ على السّياحة في الأرض بالجسم، وقيل: حثّ على إجالة الفكر، ومراعاة أحواله كما روي في الخبر أنه قيل في وصف الأولياء: (أبدانهم في الأرض سَائِرَةٌ وقلوبهم في الملكوت جائلة) ، ومنهم من حمل ذلك على الجدّ في العبادة المتوصّل بها إلى الثواب، وعلى ذلك حمل قوله عليه السلام: «سافروا تغنموا» ، والتَّسْيِيرُ ضربان:
أحدهما: بالأمر، والاختيار، والإرادة من السائر نحو: هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ [يونس/ 22] .
والثاني: بالقهر والتّسخير كتسخير الجبال وَإِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ [التكوير/ 3] ، وقوله:
وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ [النبأ/ 20] ، والسِّيرَةُ: الحالة التي يكون عليها الإنسان وغيره، غريزيّا كان أو مكتسبا، يقال: فلان له سيرة حسنة، وسيرة قبيحة، وقوله: سَنُعِيدُها سِيرَتَهَا الْأُولى [طه/ 21] ، أي: الحالة التي كانت عليها من كونها عودا.

لقمان

لقمان
لُقْمان [مفرد]:
1 - أحد حكماء العرب ومُعَمَّريهم ضُرب به المثل في الحكمة، وقيل: إنّه نوبيّ، خصَّه القرآنُ بسورة حملت اسمَه، ودارت حوله قصص شعبيَّة كثيرة " {وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ} ".
2 - اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 31 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها أربعٌ وثلاثون آية. 

عَضُدَ

{عَضُدَ}
وسأل نافع بن الأزرق عن قوله تعالى: {سَنَشُدُّ عَضُدَكَ}
فقال ابن عباس: العضد، المعين الناصر، واستشهد بقول نابغة بني ذبيان: في ذِمَّةٍ من أبى قابوسَ منقذةٍ. . . للخائفين ومَن ليست له عَضُدُ
(تق، ك، ط)
= الكلمة من آية الــقصص 35 خطاباً لموسى عليه السلام:
{قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (33) وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (34) قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ}
ومعها آية الكهف 51، في إبليس وذريته:
{مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا}
وهما كل ما في القرآن من المادة.
وتفسير العضد بالمعين والناصر قريب. وذكر "الراغب" استعارة العضد للمعين، كاليد، وأصله ما بين المرفق إلى الكتف (المفردات)
وذلك في الاستعمال المجازي للعضد، في المؤازرة، والتقوية، كأنه أعانه بعضده. كما استعمل الظهير في نحو ذلك، كناية عن التقوية والمؤازرة كأنه أسنده بظهره، والساعد كأنه قواه بساعده. قال القرطبي في تفسير الآية: أي نقويك به وهذا تمثيل، لأن قوة لايد بالعضد، قال طرفه:
بَنِى لُبِيْنى لستُمُ بِيَدٍ. . . إلاَّ يَداً ليستْ لها عَضُدَ
ويقال في دعاء الخير: شد الله عضدك. وفي ضِده: فتَّ في عضدك. (الجامع 13 / 287)
ومن هذا الاستعمال المجازي، جاء التعاضد والتظاهر والمساعدة، في معنى المساندة والتقوية. والله أعلم.

عَصِيبٌ

{عَصِيبٌ}
وسأل نافع بن الأزرق عن قوله تعالى: {يَوْمٌ عَصِيبٌ}
فقال ابن عباس: شديد. ولما سأله نافع: وهل تعرف العرب ذلك؟ أجاب: نعم، أما سمعت قول الشاعر:
همُ ضربوا قوانسَ خَيلِ حُجْرٍ. . . بجنبِ الرَّدْهِ في يوم عَصيبِ
(تق، ك)
= الكلمة من آية هود 77:
{وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ}
وحيدةالصيغة في القرآن.
ومن مادتها، جاءت كلمة "عَصْبة" أربع مرات في آيات: يوسف 8، 14 والنور 11 والــقصص 76.
وتأويل"عصيب" بشديد في المسألة، هو ما في جمهرة كتب التفسير، وأورده ابن السكيت في باب نعوت الأيام في شدتها (ته 422) وكذلك فسره "الراغب" فقال: يوم عصيب، شديد. يصح أن يكون بمعنى فاعل وأن يكون بمعنى مفعول، أي يوم مجموع الأطراف. والعصبة جماعة متعصبة متعاضدة. (المفردات) .
نظر في معصوب إلى معنى الجمع في العصبة. وأما شديد، فوجه التقريب فيه واضح، مع ملحظ من شدة وطأته على العصَب بخاصة، فيفترق بذلك عن "شديد" الذي قد يأتي بمعنى قويَّ وحصين محكم، ومنه في القرآن آية الحديد {فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} وآية هود 80، في لوط وقومه: {لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ}
ولا يحتمل مثل هذا السياق، أن يفسر شديد بعصيب: كما لا يحتمله سياق آيات الشدَّ في التقوية والإحكام، كقوله تعالى: {نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا} الإنسان 28 ومعها:
ص 20، في داود عليه السلام: {وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ}
طه 31: في حديث موسى عليه السلام: {وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي}
قال القرطبي في تفسير يوم عصيب، أي شديد في الشر. مكروه، مجتمع الشر (9 / 74) .

نِيَابَة حرف الجرّ «إلى» عن حرف الجرّ «في»

نِيَابَة حرف الجرّ «إلى» عن حرف الجرّ «في»
الأمثلة: 1 - أَلْقَاه إلى البحر 2 - تَسَرَّب إلى المكان
الرأي: مرفوضة
السبب: لنيابة حرف الجرّ «إلى» عن حرف الجرّ «في».

الصواب والرتبة:
1 - أَلْقاه في البحر [فصيحة]-أَلْقاه إلى البحر [صحيحة]
2 - تَسَرَّب في المكان [فصيحة]-تَسَرَّب إلى المكان [صحيحة]
التعليق: الفصيح الوارد في المعاجم هو تعدية هذه الأفعال بـ «في»، كقوله تعالى: {فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ} الــقصص/7، ولكن أجاز اللغويون نيابة حروف الجر بعضها عن بعض، كما أجازوا تضمين فعل معنى فعل آخر فيتعدى تعديته، وفي المصباح (طرح): «الفعل إذا تضمَّن معنى فعل جاز أن يعمل عمله». وقد أقرَّ مجمع اللغة المصري هذا وذاك؛ ومن ثمَّ يصح المثالان المرفوضان، وقد شاعت نيابة «إلى» عن «في» في كتابات المعاصرين، كقول محمد حسين هيكل: «حاول بعض الشبان أن يوفَّق إلى جديد في الشعر».

فهرس كتب التاريخ (حرف القاف)

فهرس كتب التاريخ (حرف القاف)
قبائل العرب
....
قبس الحاوي
....
قدح القسي
....
قرة العين
....
القصد الأحمد
....
القصد والأمم
....
قصص الأنبياء
....
قصيدة ابن عبدون
....
قضاة مصر والشام
....
قلائد الجواهر
....
قلائد العقيان
....
قلائد عقود الدر
....
القند، في سمرقند
....
قوت الأرواح
....
القول الحسن
....
القول الصحيح
....
القول المحمود
....

المَهْدِيّةُ

المَهْدِيّةُ:
بالفتح ثم السكون، في موضعين: إحداهما بإفريقية والأخرى اختطها عبد المؤمن بن عليّ قرب سلا، فأما المهديّ ففي اشتقاقه عندي أربعة أوجه:
أحدها أن يكون من المهدي، بفتح ميمه، ويعني أنه هو مهتد في نفسه لا أنه هداه غيره ولو كان ذلك لكان المهدي، بضم الميم، كقولك المرميّ والمكريّ والملقيّ، ولو كان يفعل ذلك بغيره لضمّت الميم، وليس الضم والفتح للتعدية وغير التعدية، فإن الأصمعي يقول: هداه يهديه في الدين هدى وهداه يهديه هداية إذا دلّه على الطريق، وهديت العروس فأنا أهديها هداء، وأهديت الهديّة إهداء وأهديت الهدي، هذان الأخيران بالألف والأول كما تراه ثلاثيّا متعدّيا فلا يفتقر إلى زيادة ألف التعدية فهو بمنزلة اسم الزمان والمكان وإن كان اسم رجل لأنك إذا قلت مضرب أو مشرب إنما المراد موضع
الضرب والشرب ومحلهما، فكذلك هذا المسمّى المراد أنه موضع الهدي ومحلّه، ويجوز أن يكون المهديّ منسوبا إلى اسم مكان الهدي كما أن مضربيّ منسوب إلى اسم مكان الضرب، والقياس هدى يهدي والمكان مهديّ بتصحيح الياء كما أن قاض أصله قاضي بتصحيح الياء مثل مضرب سواء ولكنهم استثقلوا الخروج من الكسر إلى الضم كما استثقلوا في القاضي والغازي فعدلوا إلى الأخفّ فقالوا مهدى كما قالوا مغزى فصار مقصورا لا يحتمل ما تحتمله الياء من التحريك في النصب فلزم طريقة واحدة وأعيدت الياء في القاضي إلى أصلها لما أمن الثقل عليها، فإن قيل فهلّا فرّوا في القاضي والغازي إلى القصر وألزموه طريقة واحدة؟ قلنا إنما فرّوا من الثقل، ولو قالوا قاضا لصار بعد الضاد ألف وقبلها ألف وصار في زنة الفعل من قاضيت ففرّوا إلى الأخفّ، لكنهم لما نسبوا إليهما ردّوهما إلى الأصل الواحد في رأيي فقالوا قاضيّ ومهديّ، فكسروا الدال التي في مهدي وشدّدوا ياء النسبة وإن كان الأشهر الأكثر قاضويّ ومهدويّ ومغزويّ إلا أن ذلك هو الأولى على أصلنا، فهذا هو وجه حسن في تعليل من قال قاضيّ ومغزيّ لا مطعن للمنصف فيه، والوجه الثاني وهو الذي يراه النحويون في هذا أن المهديّ هو اسم المفعول من هدى يهدي فهو مهديّ مثل ضرب يضرب فهو مضروب فعلى هذا أصله مهدوي، بفتح أوله وسكون ثانيه وضم الدال وسكون واوه وتصحيح يائه، بوزن مضروب، فاستثقلوا الخروج من الواو الساكنة إلى الياء فأدغموا الواو في الياء فصارت ياء مشددة فكسرت لها الدال فصار مهديّ مثل مرميّ ومشويّ ومقليّ، والوجه الثالث أن يكون منسوبا إلى المهد تشبيها له بعيسى، عليه السلام، فإنه تكلم في المهد فضيلة اختصّ بها وإنه يأتي في آخر الزمان فيهدي الناس من الضلالة ويردهم إلى الصواب، وهذه المدينة بإفريقية منسوبة إلى المهدي، وبينها وبين القيروان مرحلتان، القيروان في جنوبيها، والثياب السوسية المهدويّة إليها تنسب، وقد اختطها المهدي، واختلف في نسبه فأكثر أهل السير الذين لم يدخلوا في رعيتهم وبعض رعيتهم الذين كانوا يخفون أمرهم يزعمون أنه كان ابن يهوديّ من أهل سلمية الشام وتزوّج القدّاح الذي كان أصل هذه الدعوة بأمه فربّاه إلى أن حضرته الوفاة ولم يكن له ولد فعهد إليه وعلّمه الدعوة وكان اسمه سعيدا فلما صار الأمر إليه سمي عبيد الله، وقال قوم قليلون: إنه ولد القداح نفسه، في قصص طويلة، وقال من صحّح نسبه: إنه أحمد بن إسماعيل الثاني ابن محمد بن إسماعيل الأكبر بن جعفر بن محمد بن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب، قدم إفريقية، فملكها وأقام بالقيروان مدّة ثم خطّ المهدية، وهي على ساحل بحر الروم داخلة فيه ككفّ على زند، عليها سور عال محكم كأعظم ما يكون يمشي عليه فارسان، عليها باب من حديد مصمت مصراع واحد تأنّق المهديّ في عمله، وقال بعض أهل المعرفة بأخبارهم:
في سنة 300 خرج المهدي بنفسه إلى تونس يرتاد لنفسه موضعا يبني فيه مدينة خوفا من خارج يخرج عليه، وأراد موضعا حصينا حتى ظفر بموضع المهدية وهي جزيرة متصلة بالبرّ كهيئة كف متصلة بزند، فتأمّلها فوجد فيها راهبا في مغارة فقال له: بم يعرف هذا الموضع؟ فقال: هذا يسمّى جزيرة الخلفاء، فأعجبه هذا الاسم فبناها وجعلها دار مملكته وحصّنها بالسور المحكم والأبواب الحديد المصمت وجعل في كل مصراع من الأبواب مائة قنطار، ولها بابان بأربعة مصاريع لكل باب منها دهليز يسع خمسمائة فارس،
وكان شروعه في اختطاطها لخمس خلون من ذي القعدة سنة 303، وقال أبو عبيد البكري: كان شروعه فيها سنة 300 وكمّل سورها في سنة خمس وانتقل إليها سنة ثمان في شوال، ولم تزل دار مملكة لهم إلى أن ولي الأمر إسماعيل بن أبي القاسم سنة 44 فسار إلى القيروان محاربا لأبي يزيد واتخذ مدينة صبرة واستوطنها بعد أبيه معدّ وعمل فيها مصانع واحتفر أبآرا وبنى فيها قصورا عالية، قال بطليموس: مدينة برقة وهي المهدية طولها اثنتان وثلاثون درجة، وعرضها ست وثلاثون درجة، داخلة في الإقليم الرابع، طالعها العقرب تحت اثنتي عشرة درجة، منزلها من قلب العقرب الجناح الأيمن ولها ممسك العنان ولها جبهة الليث تحت اثنتي عشرة درجة من السرطان، يقابلها مثلها اثنتا عشرة درجة من الجدي، وقال أبو عبيد البكري: جعل لمدينتها بابا حديد لا خشب فيهما كل باب وزنه ألف قنطار وطوله ثلاثون شبرا كل مسمار من مساميره ستة أرطال وجعل فيها من الصهاريج العظام، وأهل تلك النواحي يسمّونها مواجل، ثلاثمائة وستين موجلا غير ما يجري إليها من القناة التي فيها، والماء الجاري الذي بالمهدية جلبه عبيد الله من قرية ميّانش وهي على مقربة من المهدية في أول أقداس ويصبّ في المهدية في صهريج داخل المدينة عند جامعها ويرفع من الصهريج إلى القصر بالدواليب وكذلك يسقي أيضا من قرية ميّانش من الآبار بالدواليب يصبّ في محبس يجري منه في تلك القناة، قال: ومرسى المهدية منقور في حجر صلد يسع ثلاثين مركبا، على طرفي المرسى برجان بينهما سلسلة حديد فإذا أريد إدخال سفينة أرسل حرّاس البرجين أحد طرفي السلسلة حتى تدخل السفينة ثم يمدّونها كما كانت تحبيسا لها، ولما فرغ من إحكام ذلك قال: اليوم أمنت على الفاطميّات، يعني بناته، وارتحل إليها وأقام بها ثم عمّر فيها الدكاكين ورتب فيها أرباب المهن كلّ طائفة في سوق فنقلوا إليها أموالهم فلما استقام ذلك أمر بعمارة مدينة أخرى إلى جانب المهدية وجعل بين المدينتين قدر طول ميدان وأفردها بسور وأبواب وحفظة وسماها زويلة وأسكن أرباب الدكاكين من البزّازين وغيرهم فيها بحرمهم وأهاليهم وقال: إنما فعلت ذلك لآمن غائلتهم وذاك أن أموالهم عندي وأهاليهم هناك، فإن أرادوني بكيد وهم بزويلة كانت أموالهم عندي فلا يمكنهم ذلك، وإن أرادوني بكيد وهم بالمهدية خافوا على حرمهم هناك، وبنيت بيني وبينهم سورا وأبوابا فأنا آمن منهم ليلا ونهارا لأني أفرّق بينهم وبين أموالهم ليلا وبينهم وبين حرمهم نهارا، وشرب أهلها من الآبار والصهاريج، ومهما ذكرنا من حصانتها فإن أحوال ملوكها تناقضت حتى أفضى الأمر إلى أن أنفذ روجار صاحب صقليّة جرجي إليها في سنة 543 فأخلاها الحسن بن علي بن يحيى بن تميم بن المعزّ بن باديس وخرج هاربا حتى لحق بعبد المؤمن وبقيت في يد الأفرنج اثنتي عشرة سنة حتى قدم عبد المؤمن في سنة 555 إلى إفريقية فأخذ المهدية في أسرع وقت فهي في يد أصحابه إلى يومنا هذا ولم تغن حصانتها في جنب قضاء الله شيئا، وينسب إلى المهدية جماعة وافرة من العلماء في كل فنّ، منهم: أبو الحسن علي بن محمد بن ثابت الخولاني المعروف بالحدّاد المهدوي القائل:
قالت، وأبدت صفحة ... كالشمس من تحت القناع:
بعت الدفاتر وهي آ ... خر ما يباع من المتاع
فأجبتها، ويدي على ... كبدي وهمّت بانصداع:
لا تعجبي فيما رأي ... ت فنحن في زمن الضّياع

سُوَيْقَةُ أبي الورد

سُوَيْقَةُ أبي الورد:
بغربي بغداد بين الكرخ والصراة، تنسب إلى أبي الورد عمرو بن مطرّف الخراساني ثمّ المروزي، وكان يلي المظالم للمهدي وينظر إلى الــقصص التي تلقى في البيت الذي يسمّى بيت العدل في مسجد الرّصافة، ويتصل بهذه السويقة قطيعة إسحاق الأزرق الشروي عن يمينها، وعن يسارها بركة زلزل.

خَزاز وخَزَازَى

خَزاز وخَزَازَى:
هما لغتان، كلاهما بفتح أوله وزاءين معجمتين، قال أبو منصور: وخزازى شكل
في النحو وأحسنه أن يقال هو جمع سمّي به كعراعر ولا واحد له كأبابيل، وقال الحارث بن حلّزة:
فتنوّرت نارها من بعيد ... بخزازى، هيهات منك الصلاء!
واختلفت العبارات في موضعه، فقال بعضهم: هو جبل بين منعج وعاقل بإزاء حمى ضرية، قال:
ومصعدهم كي يقطعوا بطن منعج، ... فضاق بهم ذرعا خزاز وعاقل
وقال النميري: هو رجل من بني ظالم يقال له الدهقان فقال:
أنشد الدار، بعطفي منعج ... وخزاز، نشدة الباغي المضل
قد مضى حولان مذ عهدي بها، ... واستهلّت نصف حول مقتبل
فهي خرساء، إذا كلّمتها، ... ويشوق العين عرفان الطّلل
وقال أبو عبيدة: كان يوم خزاز بعقب السّلّان، وخزاز وكير ومتالع أجبال ثلاثة بطخفة ما بين البصرة إلى مكة، فمتالع عن يمين الطريق للذاهب إلى مكة وكير عن شماله وخزاز بنحر الطريق، إلا أنها لا يمر الناس عليها ثلاثتها، وقيل: خزاز جبل لبني غاضرة خاصة، وقال أبو زياد: هما خزازان وهما هضبتان طويلتان بين أبانين جبل بني أسد وبين مهبّ الجنوب على مسيرة يومين بواد يقال له منعج، وهما بين بلاد بني عامر وبلاد بني أسد، وغلط فيه الجوهري غلطا عجيبا فإنه قال: خزاز جبل كانت العرب توقد عليه غداة الغارة، فجعل الإيقاد وصفا لازما له وهو غلط، إنما كان ذلك مرّة في وقعة لهم، قال القتّال الكلابي:
وسفع كدور الهاجريّ بجعجع ... تحفّر، في أعقارهنّ، الهجارس
موائل، ما دامت خزاز مكانها ... بجبّانة كانت إليها المجالس
تمشّى بها ربد النّعام كأنها ... رجال القرى تمشي، عليها الطيالس
وهذا ذكر يوم خزاز بطوله مختصر الألفاظ دون المعاني عن أبي زياد الكلابي، قال: اجتمعت مضر وربيعة على أن يجعلوا منهم ملكا يقضي بينهم، فكلّ أراد أن يكون منهم، ثم تراضوا أن يكون من ربيعة ملك ومن مضر ملك، ثم أراد كلّ بطن من ربيعة ومن مضر أن الملك منهم، ثم اتفقوا على أن يتخذوا ملكا من اليمن، فطلبوا ذلك إلى بني آكل المرار من كندة، فملّكت بنو عامر شراحيل ابن الحارث الملك بن عمرو المقصور بن حجر آكل المرار وملّكت بنو تميم وضبّة محرّق بن الحارث وملّكت وائل شرحبيل بن الحارث، وقال ابن الكلبي: كان ملك بني تغلب وبكر بن وائل سلمة ابن الحارث، وملّكت بقية قيس غلفاء، وهو معدي كرب بن الحارث، وملّكت بنو أسد وكنانة حجر بن الحارث أبا امرئ القيس، فقتلت بنو أسد حجرا، ولذلك قصة، ثم قصص امرئ القيس في الطلب بثأر أبيه، ونهضت بنو عامر على شراحيل فقتلوه، وولي قتله بنو جعدة بن كعب بن ربيعة بن صعصعة، فقال في ذلك النابغة الجعدي:
أرحنا معدّا من شراحيل بعد ما ... أراهم مع الصّبح الكواكب، مصحرا
وقتلت بنو تميم محرّقا وقتلت وائل شرحبيل، فكان حديث يوم الكلاب ولم يبق من بني آكل المرار
غير سلمة، فجمع جموع اليمن وسار ليقتل نزارا، وبلغ ذلك نزارا فاجتمع منهم بنو عامر بن صعصعة وبنو وائل تغلب وبكر، وقال غير أبي زياد:
وبلغ الخبر إلى كليب وائل فجمع ربيعة وقدّم على مقدّمته السّفّاح التغلبي واسمه سلمة بن خالد وأمره أن يعلو خزازى فيوقد بها النار ليهتدي الجيش بناره وقال له: إن غشيك العدوّ فأوقد نارين، وبلغ سلمة اجتماع ربيعة ومسيرها فأقبل ومعه قبائل مذحج وكلما مرّ بقبيلة استفزّها، وهجمت مذحج على خزازى ليلا فرفع السّفّاح نارين، فأقبل كليب في جموع ربيعة إليهم فصبّحهم فالتقوا بخزازى فاقتتلوا قتالا شديدا فانهزمت جموع اليمن، فلذلك يقول السفاح التغلبي:
وليل، بتّ أوقد في خزازى، ... هديت كتائبا متحيّرات
ضللن من السهاد، وكنّ لولا ... سهاد القوم، أحسب، هاديات
وقال أبو زياد الكلابي: أخبرنا من أدركناه من مضر وربيعة أن الأحوص بن جعفر بن كلاب كان على نزار كلها يوم خزاز، قال: وهو الذي أوقد النار على خزاز، قال: ويوم خزاز أعظم يوم التقته العرب في الجاهلية، قال: وأخبرنا أهل العلم منا الذين أدركنا أنه على نزار الأحوص ابن جعفر، ثم ذكرت ربيعة ههنا أخيرا من الدهر أن كليبا كان على نزار، وقال بعضهم: كان كليب على ربيعة والأحوص على مضر، قال ولم أسمع في يوم خزاز بشعر إلا قول عمرو بن كلثوم التغلبي:
ونحن، غداة أوقد في خزازى، ... رفدنا فوق رفد الرافدينا
برأس من بني جشم بن بكر ... ندقّ به السّهولة والحزونا
تهدّدنا وتوعدنا، رويدا! ... متى كنا لأمّك مقتوينا؟
قال: وما سمعناه سمّى رئيسا كان على الناس، قلت: هذه غفلة عجيبة من أبي زياد بعد إنشاده:
برأس من بني جشم بن بكر
وكليب اسمه وائل بن ربيعة بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل، وهل شيء أوضح من هذا؟ قال أبو زياد: وحدثنا من أدركنا ممن كنا نثق به بالبادية أن نزارا لم تكن تستنصف من اليمن ولم تزل اليمن قاهرة لها في كل شيء حتى كان يوم خزاز فلم تزل نزار ممتنعة قاهرة لليمن في يوم يلتقونه بعد خزاز حتى جاء الإسلام، وقال عمرو بن زيد: لا أعرفه لكن ابن الحائك كذا قال في يوم خزاز، وفيه دليل على أن كليبا كان رئيس معدّ:
كانت لنا بخزازى وقعة عجب، ... لما التقينا، وحادي الموت يحديها
ملنا على وائل في وسط بلدتها، ... وذو الفخار كليب العزّ يحميها
قد فوّضوه وساروا تحت رايته، ... سارت إليه معدّ من أقاصيها
وحمير قومنا صارت مقاولها، ... ومذحج الغرّ صارت في تعانيها
وهي طويلة، وقال في آخرها: وكثير من الناس بذكر أن خزاز هي المهجم من أسفل وادي سردد.

جُرْشُ

جُرْشُ:
بالضم ثم الفتح، وشين معجمة: من مخاليف اليمن من جهة مكة، وهي في الإقليم الأول، طولها خمس وستون درجة، وعرضها سبع عشرة درجة، وقيل: إن جرش مدينة عظيمة باليمن وولاية واسعة، وذكر بعض أهل السير أن تبّعا أسعد بن كليكرب خرج من اليمن غازيا حتى إذا كان بجرش، وهي إذ ذاك خربة ومعدّ حالة حواليها، فخلّف بها جمعا ممن كان صحبه رأى فيهم ضعفا، وقال: اجرشوا ههنا أي البثوا، فسميت جرش بذلك، ولم أجد في اللغويين من قال إن الجرش المقام، ولكنهم قالوا إن الجرش الصوت، ومنه الملح الجريش لأنه حكّ بعضه ببعض فصوّت حتى سحق لأنه لا يكون ناعما وقال أبو المنذر هشام:
جرش أرض سكنها بنو منبّه بن أسلم فغلبت على اسمهم وهو جرش واسمه منبّه بن أسلم بن زيد بن الغوث بن سعد بن عوف بن عديّ بن مالك بن زيد ابن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن أيمن بن الهميسع ابن حمير بن سبأ، وإلى هذه القبيلة ينسب الغاز بن ربيعة بن عمرو بن عوف بن زهير بن حماطة بن ربيعة ابن ذي خليل بن جرش بن أسلم، كان شريفا زمن معاوية، وعبد الملك وابنه هشام بن الغاز، وزعم بعضهم أن ربيعة بن عمرو والد الغاز له صحبة، وفيه نظر، ومنهم الجرشي الحارث بن عبد الرحمن بن عوف بن ربيعة بن عمرو بن عوف بن زهير بن حماطة كان في صحابة أبي جعفر المنصور، وكان جميلا شجاعا وقرأت بخط جخجخ النحوي في كتاب أنساب البلدان لابن الكلبي: أخبرنا أحمد بن أبي سهل الحلواني عن أبي أحمد محمد بن موسى بن حماد البريدي عن أبي السريّ عن أبي المنذر قال: جرش قبائل من أفناء الناس تجرشوا، وكان الذي جرشهم رجل من حمير يقال له زيد بن أسلم، خرج بثور له عليه حمل شعير في يوم شديد الحرّ فشرد الثور، فطلبه فاشتد تعبه، فحلف لئن ظفر به ليذبحنه ثم ليجرشن الشعير وليدعونّ على لحمه، فأدركه بذات الــقصص عند قلعة جراش، وكل من أجابه وأكل معه يومئذ كان جرشيّا وينسب إليها الأدم والنوق فيقال: أدم جرشيّ وناقة جرشية قال بشر بن أبي خازم:
تحدّر ماء البئر عن جرشية ... على جربة، تعلو الديار غروبها
يقول: دموعي تحدّر كتحدّر ماء البئر عن دلو تسقى بها ناقة جرشية، لأن أهل جرش يسقون على الإبل وفتحت جرش في حياة النبيّ، صلى الله عليه وسلم، في سنة عشر للهجرة صلحا على الفيء وأن يتقاسموا العشر ونصف العشر وقد نسب المحدثون إليها بعض أهل الرواية، منهم: الوليد بن عبد الرحمن
الجرشي مولى لآل أبي سفيان الأنصاري، يروي عن جبير بن نفير وغيره ويزيد بن الأسود الجرشي من التابعين، أدرك المغيرة بن شعبة وجماعة من الصحابة، كان زاهدا عابدا سكن الشام، استسقى به الضحاك بن قيس وقتل معه بمرج راهط.

البَرْبَرُ

البَرْبَرُ:
هو اسم يشتمل قبائل كثيرة في جبال المغرب، أولها برقة ثم إلى آخر المغرب والبحر المحيط وفي الجنوب إلى بلاد السودان، وهم أمم وقبائل لا تحصى، ينسب كل موضع إلى القبيلة التي تنزله، ويقال لمجموع بلادهم بلاد البربر، وقد اختلف في أصل نسبهم، فأكثر البربر تزعم أن أصلهم من العرب، وهو بهتان منهم وكذب، وأما أبو المنذر فإنه قال:
البربر من ولد فاران بن عمليق، وقال الشرقي: هو عمليق بن يلمع بن عامر بن اشليخ بن لاوذ بن سام ابن نوح، وقال غيره: عمليق بن لاوذ بن سام ابن نوح، وقال غيره: عمليق بن لاوذ بن سام بن نوح، عليه السلام، والأكثر والأشهر في نسبهم أنهم بقية قوم جالوت لما قتله طالوت هربوا إلى المغرب فتحصنوا في جبالها وقاتلوا أهل بلادها ثم صالحوهم على شيء يأخذونه من أهل البلاد وأقاموا هم في الجبال الحصينة، وقال أحمد بن يحيى بن جابر: حدثني بكر ابن الهيثم قال: سألت عبد الله بن صالح عن البربر فقال: هم يزعمون أنهم من ولد برّ بن قيس بن عيلان، وما جعل الله لقيس من ولد اسمه برّ وإنما هم من الجبّارين الذين قاتلهم داود وطالوت، وكانت منازلهم على الدهر ناحية فلسطين، وهم أهل عمود، فلما أخرجوا من أرض فلسطين أتوا المغرب فتناسلوا به وأقاموا في جباله، وهذه من أسماء قبائلهم التي سميت بهم الأماكن التي نزلوا بها، وهي: هوّارة. أمتاهة.
ضريسة. مغيلة. ورفجومة. ولطية. مطماطة.
صنهاجة. نفزة. كتامة. لواتة. مزاتة.
ربوحة. نفوسة. لمطة. صدينة. مصمودة.
غمارة. مكناسة. قالمة. وارية. أتينة. كومية.
سخور. أمكنة. ضرزبانة. قططة. حبير.
يراثن واكلان. قصدران. زرنجى. برغواطة.
لواطة. زواوة. كزولة. وذكر هشام بن محمد أن جميع هؤلاء عمالقة إلّا صنهاجة وكتامة، فإنهم بنو افريقس بن قيس بن صيفي بن سبأ الأصغر كانوا معه لما قدم المغرب وبنى إفريقية فلما رجع إلى بلاده تخلّفوا عنه عمّالا له على تلك البلاد فبقوا إلى الآن
وتناسلوا. والبربر أجفى خلق الله وأكثرهم طيشا وأسرعهم إلى الفتنة وأطوعهم لداعية الضلالة وأصغاهم لنمق الجهالة، ولم تخل جبالهم من الفتن وسفك الدماء قط، ولهم أحوال عجيبة واصطلاحات غريبة، وقد حسّن لهم الشيطان الغوايات وزيّن لهم الضلالات حتى صارت طبائعهم إلى الباطل مائلة وغرائزهم في ضد الحق جائلة، فكم من ادعى فيهم النّبوّة فقبلوا، وكم زاعم فيهم أنه المهدي الموعود به فأجابوا داعيه ولمذهبه انتحلوا، وكم ادّعى فيهم مذاهب الخوارج فإلى مذهبه بعد الإسلام انتقلوا ثم سفكوا الدماء المحرّمة واستباحوا الفروج بغير حق ونهبوا الأموال واستباحوا الرجال، لا بشجاعة فيهم معروفة ولكن بكثرة العدد وتواتر المدد. وتحكى عنهم عجائب، منها ما ذكره ابن حوقل التاجر الموصلي وكان قد طاف تلك البلاد وأثبت ما شاهد منهم ومن غيرهم، قال: وأكثر بربر المغرب من سجلماسة إلى السوس وأغمات وفاس إلى نواحي تاهرت وإلى تونس والمسيلة وطبنة وباغاية إلى اكزبال وازّفون ونواحي بونة إلى مدينة قسطنطينة الهواء وكتامة وميلة وسطيف، يضيّفون المارّة ويطعمون الطعام ويكرمون الضيف حتى بأولادهم الذكور لا يمتنعون من طالب البتّة بل لو طلب الضيف هذا المعنى من أكبرهم قدرا وأكثرهم حميّة وشجاعة لم يمتنع عليه، وقد جاهدهم أبو عبد الله الشيعي على ذلك حتى بلغ بهم أشدّ مبلغ فما تركوه، قال: وسمعت أبا عليّ ابن أبي سعيد يقول: إنه ليبلغ بهم فرط المحبة في إكرام الضيف أن يؤمر الصبي الجليل الأب والأصل الخطير في نفسه وماله بمضاجعة الضيف ليقضي منه وطره، ويرون ذلك كرما والإباء عنه عارا ونقصا، ولهم من هذا فضائح، ذكر بعضها إمام أهل المغرب أبو محمد عليّ بن أحمد بن حزم الأندلسي في كتاب له سماه الفضائح فيه تصديق لقول ابن حوقل، وقد ذكرت ذلك في كتابي الذي رسمته بأخبار أهل الملل وقصص أهل النحل في مقالات أهل الإسلام.
وذكر محمد بن أحمد الهمذاني في كتابه مرفوعا إلى أنس بن مالك قال: جئت إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، ومعي وصيف بربريّ، فقال: يا أنس ما جنس هذا الغلام؟ فقلت: بربريّ يا رسول الله، فقال: يا أنس بعه ولو بدينار، فقلت له: ولم يا رسول الله؟ قال: إنهم أمة بعث الله إليهم نبيّا فذبحوه وطبخوه وأكلوا لحمه وبعثوا من المرق إلى النساء فلم يتحسوه، فقال الله تعالى: لا اتخذت منكم نبيّا ولا بعثت فيكم رسولا، وكان يقال: تزوجوا في نسائهم ولا تؤاخوا رجالهم، ويقال: إن الحدّة والطيش عشرة أجزاء تسعة في البربر وجزء في سائر الخلق. ويروى عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: ما تحت أديم السماء ولا على الأرض خلق شرّ من البربر، ولئن أتصدق بعلاقة سوطي في سبيل الله أحبّ إليّ من أن أعتق رقبة بربري، قلت: هكذا وردت هذه الآثار ولا أدري ما المراد بها السود أم البيض، أنشدني أبو القاسم النحوي الأندلسي الملقب بالعلم لبعض المغاربة يهجو البربر فقال:
رأيت آدم في نومي فقلت له: ... أبا البرية! إن الناس قد حكموا:
أن البرابر نسل منك، قال: أنا؟ ... حوّاء طالقة إن كان ما زعموا

تبصرة الملوك، وتذكرة السلاطين

تبصرة الملوك، وتذكرة السلاطين
فارسي.
مختصر.
لمظفر بن محمد بن مظفر.
رتب على: عشرة أبواب.
الأول: في العدل.
الثاني: في طاعة الملوك.
الثالث: في الشفقة.
الرابع: في إجابة دعاء الملوك.
الخامس: في تربية العلماء.
السادس: في عمال الملوك.
السابع: في إجابة دعاء المظلوم.
الثامن: في قصص الأنبياء.
التاسع: في أحوال أهل السلوك.
العاشر: في فناء الدنيا.

فهرس كتب التاريخ (حرف الزاي)

فهرس كتب التاريخ (حرف الزاي)
زاد المسافر
....
الزبد، في معرفة كل أحد
....
الزبد والضرب
....
زبدة التواريخ
متعدد.
زبدة الحلب
....
زبدة الفكرة
....
زبدة النصرة
....
زهر الآداب
....
الزهر الباسم
....
الزهر البسام
....
زهر الربيع
....
زهر الكمام
....
زين الــقصص
....
زينة الدهر
....

لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا

{لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا}
وسأل ابن الأزرق عن معنى قوله - عز وجل -: {لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا}
فقال ابن عباس: لا يخافون لله عظمة. واستشهد بقول أبي ذؤيب:
إذا لسعتْه النحلٌ لم يرْجُ لَسعهَا. . . وحالفها في بيت نُوبٍ عوامل
(ظ في الروايتين) وفي (تق، ك، ط)
قال: لا تخاشون لله عظمة.
والكلمة من آية نوح 13، خطاباً لقومه:
{مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا}
الرجاء في (الأضداد: للأصمعي، وأبي حاتم السجستاني،) وابن الأنباري، وابن السكيت) بمعنى الطمع وبمعنى الخوف.
وأورده ابن قتيبة في باب المقلوب من تأويل المشكل: رجوت بمعنى خفت، قال الله سبحانه {مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا}
وقيل هي لغة حجازية، وفي لغة كنانة وخزاعة ونصر وهذيل، بمعنى المبالاة (السجستاني وابن الأنباري) وحكاه الأزهري والزمخشري والقرطبي: عن أهل اللغة.
والجمهرة من أهل التأويل على أن معناها في آية نوح: لا تخافون لله عظمة، أو: لا تخشون، ولا تبالون. سوى الزمخشري فإنه ذهب إلى أنها بمعنى الأمل. وعلق الوقار بالمخاطبين، والمعنى: ما لكم لا تكونون على حال تأملون فيها تعظيم الله إياكم في دار الثواب. ووجه هذا التأويل عنده تقدُّم لفظ الجلالة {لِلَّهِ وَقَارًا} فهو بيان له، ولو تأخر - أي: وقارا لله - لكان صلة للوقار (الكشاف) وفيه بُعد من تكلف الصنعة.
والفعل من الرجاء يأتي في القرآن الكريم على الوجهين، قال الراغب: {لَا تَرْجُونَ} : لا تخافون - وأنشد بيت أبي ذؤيب - وبالضد قال تعالى: {وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ} {وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ} - المفردات.
قال الفراء في الآية: وقد قال بعض المفسرين أن معناه: تخافون، ولم نجد معنى الخوف يكون رجاء إلا ومعه جحد، والعرب لا تذهب بالرجاء مذهب الخوف إلا مع الجحد. وحكاه عنه الأزهري في تهذيب اللغة.
وقال السجستاني: والرجاء يكون طمعاً ويكون خوفاً، وفي القرآن في معنى الطمع {وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} {وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ} {ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا} قال كعب (بن زهير) :
أرجو وآمُل أن تدنو مودتها. . . وما إخال لدينا منك تنويلُ
والرجاء في القرآن بمعنى الخوف كثير: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ} {وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا} {ارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ} وقال أبو ذؤيب:
إذا لسعته النحل لم يرج لسعها. . . وخالفها في بيت نُوبٍ عواملِ
(الأضداد، ف 8 / 110) .
فهل من ضابط لهذه الضدية، في البيان القرآني؟
قد يشهد لقول الفراء إنها لا تجئ في معنى الخوف إلا جحداً، الاستقراء للكلمة في القرآن الكريم وتدبر سياقها:
جاءت وفي مثل سياق آية نوح مع الجحد، في قوله تعالى:
{لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا} يونس 7، 11، 15، والفرقان 21.
{لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ} الجاثية 14.
{لَا يَرْجُونَ نُشُورًا} الفرقان 40. {إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا} النبأ 27 ومعها آية النور 60 {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا}
وأما في غير الجحد، فأكثر ما تجئ بمعنى الطمع والأمل:
الــقصص 86: {وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ}
الإسراء 28: {ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا}
البقرة 218: {أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ}
الإسراء 57: {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ. . .}
فاطر 29: {يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ}
الزمر 9: {يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ}
هود 62: {قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا} لكنها أقرب إلى معنى الخوف، في آيات.
العنكبوت 5: {مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ}
الأحزاب 21: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ} ومعها الممتحنة 6.
الكهف 110: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا. . .}
العنكبوت 36: {فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ}
فلعل الوجه في تأويل الرجاء بالخوف أن الراجي غير مستيقن من تحقق رجائه، فالراجي يخاف فوت المرجو وإخلافه "فالرجاء والخوف متلازمان لأن من يرجو الشيء يخاف ألا يكون" كما قال الراغب. والله أعلم.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.