Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: فاش

شَوَى

(شَوَى)
(س) فِي حَدِيثِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ «كَانَ يَرى أَنَّ السَّهم إِذَا أخْطَأَه فَقَدْ أَشْوَى» يُقَالُ رَمَى فَأَشْوَى إِذَا لَمْ يُصِب المَقْتَل. وشَوَيْتُهُ: أصبتُ شَوَاتَهُ. والشَّوَى: جِلدُ الرأسِ، وَقِيلَ أطرافُ البَدَن كَالرَّأْسِ واليدِ والرجلِ، الواحدة شَوَاةٌ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَا تَنقُض الحائضُ شعْرَها إِذَا أصابَ الماءُ شَوَى رأسِها» أَيْ جِلده.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ مُجَاهِدٍ «كلُّ مَا أصابَ الصائمُ شَوًى إلاَّ الغِيبة» أَيْ شىءٌ هينٌ لَا يُفْسِد صومَه، وَهُوَ مِنَ الشَّوَى: الْأَطْرَافُ: أَيْ إنَّ كلَّ شىءٍ أصابَه لَا يُبْطلُ صومَه إلاَّ الغِيبةَ فَإِنَّهَا تُبْطله، فَهِيَ كالمَقْتل. والشَّوَى: مَا لَيْسَ بِمَقْتَلٍ. يُقَالُ: كُلُّ شَيْءٍ شَوًى مَا سَلم لَكَ دينُك: أَيْ هَيَّنٌ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الصَّدَقَةِ «وَفِي الشَّوِيِّ فِي كُلِّ أَرْبَعِينَ واحدةٌ» الشَّوِيُّ: اسمُ جَمْعٍ لِلشَّاةِ.
وَقِيلَ هُوَ جمعٌ لَهَا، نَحْوَ كَلْب وكَلِيب.
وَمِنْهُ كِتَابُهُ لقَطَن بْنِ حَارِثَةَ «وَفِي الشَّوِيِّ الوَرِيِّ مُسِنَّة» .
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْمُتْعَةِ أَتُجْزِئُ فِيهَا شَاةٌ؟ فَقَالَ:
مَا لِي ولِلشَّوِيِّ» أَيِ الشَّاءِ، كَانَ مِنْ مَذْهبه أَنَّ المُتَمتِّع بالعُمْرة إِلَى الْحَجِّ تَجب عَلَيْهِ بَدَنة.
شَوَى اللَّحْمَ شَيًّا فاشْــتَوَى وانْشَوَى،
وهو الشِّواءُ، بالكسر والضم، وكغَنِيٍّ،
وـ الماءَ: أسْخَنَه.
وشَوَّاهُم تَشْوِيَةً، وأشْواهُم: أعطاهُم لَحْماً يَشْوُونَ منه.
وما يُقْطَعُ من اللَّحْمِ: شُوايَةٌ، بالضم.
وأشْوَى القَمْحُ: أفْرَكَ، وصَلَحَ أن يُشْوَى.
والشَّوَى: الأمْرُ الهَيِّنُ، ورُذالُ المالِ، واليَدانِ، والرِّجْلانِ، والأَطْرافُ، وقِحْفُ الرأسِ، وما كان غيرَ مَقْتَلٍ.
وأشْواهُ: أصابَ شَواهُ لا مَقْتَلَهُ،
كشَوَّاهُ.
والمُشْوَى، كالمُهْدَى: الذي أخْطأهُ الحَجَرُ.
والشُّوايَةُ، مُثَلَّثَةً: بَقيَّةُ قَوْمٍ أو مالٍ هَلَكَ،
كالشَّوِيَّةِ
ج: شَوايا،
وـ من الإِبِلِ والغَنَمِ: رَدِيُّها،
وـ من الخُبْزِ: القُرْصُ.
والشَّوِيُّ والشِّيَةُ، كعِدَةٍ: الشاءُ.
والشاوِيُّ: صاحِبُه.
وأشْوَى: أبْقَى من عَشَائِهِ بَقِيَّةً، واقْتَنَى رُذالَ المالِ،
وـ القَوْمَ: أطْعَمَهُمْ شِواءً،
كشَوَّاهُمْ،
وـ السَّعَفُ: اصْفَرَّ لليُبوسِ.
وسَعَفَةٌ شاوِيَّةٌ: يابِسَةٌ.
وعَيِيٌّ شَيِيٌّ وشَوِيٌّ: إتْباعٌ. وما أعْياهُ وأشْياهُ وأشْواهُ. وجاءَ بالعَيِّ والشِّيِّ.
والشاةُ: المرأةُ، وكواكِبُ صِغارٌ، والثَّوْرُ الوَحْشِيُّ، خاصٌّ بالذَّكَرِ.
والشَّيُّ: ع.
والشَّيَّانُ: دَمُ الأَخَوَيْنِ، والبَعيدُ النَّظَرِ.
والشَّوْشاءُ: الناقَةُ السَّريعَةُ.

نَتَشَ

(نَتَشَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ أَهْلِ الْبَيْتِ «لَا يُحِبُّنا حامِلُ القِيلَة، وَلَا النُّتَّاشُ» قَالَ ثَعْلَبٌ: هم النُّــفَّاش والعَيَّارُون، واحِدُهم: ناتِشٌ. والنَّتْشُ والنَّتْفُ واحِد، كَأَنَّهُمُ انْتُتِفُوا مِنْ جُمْلة أهْلِ الخَيْر.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «جَاءَ فُلان فأخَذ خِيارَها، وَجَاءَ آخَرُ فأخَذ نِتَاشَهَا» أَيْ شِرَارَهَا.

مَضَرَ

(مَضَرَ)
- فِيهِ «سَأَلَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا لِي مِنْ وَلَدِي؟ قَالَ: مَا قَدَّمْتَ مِنْهُمْ، قَالَ: فَمن خَلَّفْتُ بَعْدِي؟ قَالَ: لَكَ مِنْهُمْ مَا لِمُضَرَ مِن وَلَده» أَيْ إنَّ مُضَرَ لَا أجرَ لَهُ فِيمَنْ مَاتَ مِنْ وَلَدِهِ اليومَ، وَإِنَّمَا أجرهُ فِيمَنْ مَاتَ مِنْ وَلَدِهِ قبلَه.
(س [هـ] ) وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ، وذَكَر خُرُوجَ عَائِشَةَ فَقَالَ: «تُقاتِلُ مَعَهَا مُضَرُ، مَضَّرَها اللَّهُ فِي النارِ» أَيْ جَعَلَها فِي النَّارِ، فاشْــتَقَّ لِذَلِكَ لفْظاً مِنَ اسْمِهَا. يُقَالُ: مَضَّرْنَا فُلَانًا فَتَمَضَّرَ: أَيْ صيَّرناه كَذَلِكَ، بِأَنْ نَسَبْناه إِلَيْهَا.
وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: «مَضَّرَها: جَمَعَها، كَمَا يُقَالُ: جَنَّدَ الجُنودَ» .
وَقِيلَ: مَضَّرَها: أهلَكَها، مِنْ قَوْلِهِمْ: ذَهَبَ دمُه خَضِراً مَضِراً : أَيْ هَدَراً.
مَضَرَ اللَّبَنُ أو النَّبيذُ مَضْراً، ويُحَرَّكُ، ومُضوراً، كنَصَرَ وفَرِحَ وكَرُمَ: حَمُضَ وابْيَضَّ، فهو مَضيرٌ ومَضِرٌ وماضِرٌ.
والمَضِيرَةُ: مُرَيْقَةٌ تُطْبَخُ باللَّبَنِ المَضيرِ، ورُبَّما خُلِطَ بالحَليبِ.
ومُضارَةُ اللَّبَنِ، بالضم: ما سالَ منه.
ومُضَرُ ابنُ نِزارٍ، كزُفَرَ: أبو قَبيلَةٍ.
وهو مُضَرُ الحَمْراءِ، وقد تَقَدَّمَ في ح م ر، سُمِّيَ به لِوَلَعِهِ بِشُرْبِ اللَّبَنِ الماضِر، أو لِبَياضِ لَوْنِهِ.
وتَمَضَّرَ: تَغَضَّبَ لهم.
ومَضَّرْتُهُ تَمْضيراً فَتَمَضَّرَ: نَسَبْتُهُ إليهم فَتَنَسَّبَ. وتُماضِرُ، بالضم: امرأةٌ.
وذَهَبَ دَمُهُ خِضْراً مِضْراً، بالكسر وككَتِفٍ، أي: هَدَراً.
وخُذْهُ خِضْراً مِضْراً، أي: غَضّاً طَرِيّاً.
ومَضِرَةُ، بكسر الضاد: د بِجبالِ قَيْسٍ.
ومَضَّرَها تَمْضِيراً: أهْلَكَها.

كَرُمَ

(كَرُمَ)
- فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى «الْكَرِيمُ» هُوَ الْجَوَادُ المُعْطى الَّذِي لَا يَنْفَذُ عَطاؤه. وَهُوَ الْكَرِيمُ المُطْلَق. وَالْكَرِيمُ الْجَامِعُ لِأَنْوَاعِ الْخَيْرِ والشَّرَف وَالْفَضَائِلِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنَّ الكريمَ ابنَ الكريمِ يوسُف بْنُ يَعْقُوب» لِأَنَّهُ اجْتَمَعَ له شَرَفُ النُّبوّة، وَالْعِلْمِ، وَالْجَمَالِ، والعِفَّة، وكَرَم الْأَخْلَاقِ، والعَدْل، وَرِئَاسَةِ الدُّنْيَا وَالدِّينِ. فَهُوَ نَبيٌّ ابْنُ نَبِيِّ ابْنِ نَبِيِّ ابْنِ نَبِيِّ، رَابِعُ أَرْبَعَةٍ فِي النُّبوّة.
(س [هـ] ) وَفِيهِ «لَا تُسَمُّوا العِنَبَ الكَرْمَ ، فَإِنَّمَا الكَرْمُ الرجُل المُسْلِم» قِيلَ: سُمّي الكَرْمُ كَرْماً؛ لِأَنَّ الْخَمْرَ المُتَّخَذَة مِنْهُ تَحُثّ عَلَى السَّخاء والكَرَم، فاشْــتَقُّوا لَهُ مِنْهُ اسْماً، فكَرِه أَنْ يُسَمَّى بَاسِمٍ مأخوذٍ مِنَ الكَرَم، وجَعل الْمُؤْمِنَ أَوْلَى بِهِ.
يُقَالُ: رجُلٌ كَرَمٌ: أَيْ كَرِيم، وَصْفٌ بِالْمَصْدَرِ، كرجُلٍ عَدْل وضَيف.
قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: أَرَادَ أَنْ يُقَرّر ويُسَدّد مَا فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: «إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ»
بِطَرِيقَةٍ أنيِقة ومَسْلكٍ لَطِيفٍ، وَلَيْسَ الغَرض حَقِيقَةَ النَّهْي عَنْ تَسْمِية العِنَب كَرْما، وَلَكِنِ الْإِشَارَةُ إِلَى أنَّ المُسلم التَّقِيَّ جديرٌ بِأَلَّا يُشَارَك فِيمَا سَمَّاه اللَّهُ بِهِ.
وَقَوْلُهُ «فَإِنَّمَا الكَرْم الرجُل المُسْلم» أَيْ إِنَّمَا المُسْتَحِقُّ لِلِاسْمِ المُشْتَق مِنَ الكَرَم الرجُلُ المُسْلم.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّ رجلا أهدى له رواية خَمْر، فَقَالَ: إنَّ اللَّهَ حَرَّمَها، فَقَالَ الرجُل:
أَفَلَا أُكَارِم بِهَا يَهُودَ» المُكَارَمَة: أَنْ تُهْدِي لإنْسانٍ شَيْئًا ليُكافِئَك عَلَيْهِ، وَهِيَ مُفاَعَلة مِنَ الكَرَم.
(هـ) وَفِيهِ «إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: إِذَا أخَذْتُ مِنْ عَبْدي كَرِيمَتَيْه فصَبَر لَمْ ارْضَ لَهُ ثَوَابًا دُونَ الْجَنَّةِ» ويُرْوَى «كَرِيمَتَه» يُريد عَيْنَيْه: أَيْ جارِحَتَيْه الكَرِيمَتَين عَلَيْهِ. وكلُّ شَيْءٍ يَكْرُم عَلَيْكَ فَهُوَ كَرِيمُكَ وكَرِيمتك.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ أَكْرَمَ جَرير بْنَ عَبْدِ اللَّهِ لمَّا وَرَدَ عَلَيْهِ؛ فبَسَط لَهُ رِدَاءه وعَمَّمه بِيَدِهِ، وَقَالَ: إِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمة قومٍ فأَكْرِموه» أَيْ كَرِيم قَوْم وشَرِيفهم. والهَاء للمُباَلَغة.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الزَّكَاةِ «واتَّقِ كَرَائمَ أمْوالهم» أَيْ نَفَائسَها الَّتِي تتعلَّق بِهَا نَفْسُ مالِكها ويَخْتَصُّها لَهَا، حَيْثُ هِيَ جامِعَةٌ لِلْكَمال المُمْكِن فِي حَقِّها. وواحِدتُها: كَرِيمة.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «وغَزْوٌ تُنْفَقُ فِيهِ الكريمة» أي العَزيِزة على صاحبها. (هـ) وَفِيهِ «خَيْرُ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ مُؤمِنٌ بَيْن كَرِيمَيْن» أَيْ بَيْن أبَويْن مُؤمِنَين.
وَقِيلَ: بَيْنَ أبٍ مُؤمن، هُوَ أصْلُه، وَابْنٍ مُؤمن، هُوَ فَرْعه، فَهُوَ بَيْن مُؤمِنَين هُما طَرَفَاه، وَهُوَ مُؤْمِنٌ .
وَالْكَرِيمُ: الَّذِي كَرَّم نَفْسَه عَنِ التَّدَنُّس بِشَيْءٍ مِنْ مُخَالفَة ربِّه.
(س) وَفِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْع «كَرِيم الخِلّ، لَا تُخَادِن أحَداً فِي السِّر» أطْلَقت كَرِيما عَلَى الْمَرْأَةِ، وَلَمْ تُقل كَرِيمة الخِلِّ، ذَهَاباً بِهِ إِلَى الشَّخْص.
(س) وَفِيهِ «وَلَا يُجْلَس عَلى تَكْرِمَتِه إلاَّ بِإِذْنِهِ» التَّكْرِمَة: الموضِع الخاصُّ لِجُلوس الرجُل مِنْ فِراش أَوْ سَرير ممَّا يُعَدّ لإِكْرَامِهِ، وَهِيَ تَفْعِلة مِنَ الكَرامة.

قَوَا

(قَوَا)
- فِي حَدِيثِ سَرِية عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْش «قَالَ لَهُ الْمُسْلِمُونَ: إنَّا قَدْ أَقْوَيْنَا فأعْطِنا مِنَ الغَنيمة» أَيْ نَفِدَت أزْوادُنا، وَهُوَ أَنْ يبَقى مِزْوَدُه قَواءً، أَيْ خالِياً.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الخُدْرِيّ، فِي سَرِيّة بَنِي فَزَارة «إِنِّي أَقْوَيت مُنْذُ ثلاثٍ فخِفْت أَنْ يَحْطِمَني الْجُوعُ» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ الدُّعَاءِ «وإنَّ مَعادِن إحْسانِك لَا تَقْوَى» أَيْ لَا تَخْلو مِنَ الجَوْهَر، يُريدُ بِهِ الْعَطَاءَ والإفْضال.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ «وَبِي رُخِّصَ لَكُمْ فِي صَعِيد الأَقواء» الأَقواء: جَمْعُ قَواء وَهُوَ القفْر الْخَالِي مِنَ الْأَرْضِ، تُريد أَنَّهَا كَانَتْ سَبب رُخْصَة التَّيمم لَّما ضَاعَ عِقْدُها فِي السَّفَر، وطلَبوه فَأَصْبَحُوا وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ، فنَزَلت آيةُ التَّيَمُّمِ، والصَّعيدُ: التُّراب.
وَفِيهِ «أَنَّهُ قَالَ فِي غَزْوة تَبُوك: لَا يَخْرُجَنّ مَعَنَا إِلَّا رَجُلٌ مُقوٍ» أَيْ ذُو دابَّة قَوِيَّةٍ. وَقَدْ أَقْوَى يُقْوِي فَهُوَ مُقْوٍ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ الأسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى «وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حاذِرُونَ » قال مُقْوون مؤدون» أى أصحاب دوابّ قَوِيَّة، كاملوا أَدَوَاتِ الحَرْب.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ سِيرين «لَمْ يَكُنْ يَرَى بَأْسًا بالشُّرَكاء يَتَقاوَوْن المَتاعَ بَيْنَهُمْ فِيمَنْ يَزيد » التَّقَاوِي بَيْنَ الشُّركاء: أَنْ يَشْتَروا سِلْعَةً رَخِيصة ثُمَّ يَتزايدُوا بَيْنَهُمْ حَتَّى يَبْلغوا غَايَةَ ثَمَنِهَا. يُقَالُ: بَيني وَبَيْنَ فُلان ثَوْبٌ فَتَقَاوَيْنَاه: أَيْ أعطيتُه بِهِ ثَمَنًا فأخذْتهُ، و أعْطاني بِهِ ثَمَنًا فأَخَذَه. واقْتَوَيْت مِنْهُ الغُلام الَّذِي كَانَ بينَنا: أَيِ اشتريتُ حِصًّته. وَإِذَا كَانَتِ السِّلْعة بَيْنَ رَجُلين فَقَوَّمَاهَا بِثَمَنٍ فهُما فِي المُقَاواةِ سَوَاءٌ، فَإِذَا اشْتَرَاهَا أحدهُما فَهُوَ المُقْتَوِي دُونَ صَاحِبِهِ، وَلَا يَكُونُ الاقْتِواء فِي السِّلْعة إلاَّ بَيْنَ الشُّرَكَاءِ.
قِيلَ: أَصْلُهُ مِنَ القُوَّة؛ لِأَنَّهُ بُلُوغٌ بالسِّلْعة أَقوى ثَمَنِهَا.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ مَسْرُوق «أَنَّهُ أوْصى فِي جاريةٍ لَهُ أَنْ قُولوا لبَنِيَّ: لَا تَقْتَوُوها بينَكم، وَلَكِنْ بِيعُوها، إِنِّي لَمْ أغْشَها، وَلَكِنِّي جلَسْتُ مِنْهَا مَجْلِساً مَا أحِبُّ أَنْ يَجْلِس وَلَدٌ لِي ذَلِكَ المجلِس» .
(س) وَفِي حَدِيثِ عَطَاءٍ «سَأَلَ عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عَنِ امْرَأَةٍ كَانَ زَوْجُهَا مَمْلُوكًا فَاشْــتَرَتْهُ، فَقَالَ: إِنِ اقتَوته فُرِّقَ بَيْنَهُمَا، وَإِنْ أَعْتَقَتْهُ فَهُمَا عَلَى نكاحِهما» أَيْ إِنِ اسْتَخْدمَتْه، مِنَ القَتْو: الخِدْمة. وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْقَافِ وَالتَّاءِ.
قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: «وَهُوَ أفْعَلَّ، مِنَ القَتْو: الخِدمة، كارْعَوَي مِنَ الرَّعْو ، إِلَّا أنَّ فِيهِ نَظَرًا؛ لأنَّ أفْعَلَّ لم يجيء مُتَعدياً. قَالَ: وَالَّذِي سَمِعْتُهُ: اقْتَوَى إِذَا صَارَ خَادِمًا.
قَالَ: «وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ: افْتَعَل مِنَ الاقْتواء، بِمَعْنَى الاستِخْلاص، فكَنَى بِهِ عَنِ الاسْتِخْدام؛ لأنَّ مَن اقْتَوى عَبْدًا لَا بُدَّ أن يَسْتخدِمَه » . وَالْمَشْهُورُ عَنْ أَئِمَّةِ الفِقه أَنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا اشْتَرَتْ زوجَها حَرُمَت عَلَيْهِ مِنْ غَيْرِ اشتِراط الخِدْمة. وَلَعَلَّ هَذَا شَيْءٌ اخْتَصَّ بِهِ عُبَيْدُ اللَّهِ.

قَرِمَ

(قَرِمَ)
[هـ] فِيهِ «أَنَّهُ دَخل عَلَى عَائِشَةَ وَعَلَى الْبَابِ قِرامُ سِتْرٍ» وَفِي رِوَايَةٍ «وَعَلَى بَابِ الْبَيْتِ قِرامٌ فِيهِ تَماثيلُ» القِرام: السِتْر الرَّقِيقُ. وَقِيلَ: الصَّفيق مِنْ صُوفٍ ذِي ألْوان، وَالْإِضَافَةُ فِيهِ كَقَوْلِكَ: ثَوبُ قميصٍ.
وَقِيلَ: القِرام: السِتر الرَّقِيقُ وَرَاءَ السِتْر الْغَلِيظِ، وَلِذَلِكَ أَضَافَ.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ كَانَ يَتَعوّذ مِنَ القَرَم» وَهِيَ شِدَّةُ شهْوة اللَّحم حَتَّى لَا يَصْبر عَنْهُ. يُقَالُ:
قَرِمتُ إِلَى اللَّحْمِ أَقْرَم قَرَما. وَحَكَى بَعْضُهُمْ فِيهِ: قَرِمْتُه.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الضَّحَّية «هَذَا يومٌ اللحمُ فِيهِ مَقْرُوم» هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ. وَقِيلَ: تَقْدِيرُهُ:
مَقْرُومٌ إِلَيْهِ، فَحُذِفَ الْجَارُّ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ جَابِرٍ «قَرِمْنا إِلَى اللَّحْمِ، فَاشْــتَرَيْتُ بدِرْهم لَحْماً» وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
وَفِي حَدِيثِ الْأَحْنَفِ، بَلَغَهُ أَنَّ رَجُلًا يَغْتابهُ فَقَالَ:
عُثَيْثَةٌ تَقْرِم جِلْداً أمْلَساً
أَيْ تَقْرِض، وَقَدْ تَقَدَّمَ .
(س) وَفِي حديث على «أنا أبو الحسن القَرْمُ» أَيِ المُقَدَّم فِي الرَّأْيِ. والقَرْم: فَحْل الإبِل.
أَيْ أَنَا فِيهِمْ بِمَنْزِلَةِ الفحْل فِي الْإِبِلِ.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ: وَأَكْثَرُ الرِوايات «القَوْم» بِالْوَاوِ، وَلَا مَعْنَى لَهُ، وَإِنَّمَا هُوَ بِالرَّاءِ: أَيِ المُقَدَّم في المعرفة وتجارِب الأمور. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُم فزَوِّدْهم، لجماعةٍ قَدِموا عَلَيْهِ مَعَ النُّعْمان بْنِ مُقَرِّن المُزَنِي، فَقَامَ ففَتَح غُرْفَة لَهُ فِيهَا تَمْر كَالْبَعِيرِ الأَقْرَم» قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: صَوَابُهُ «المُقْرَم» ، وَهُوَ البَعير المَكْرَم يَكُونُ للضِرَاب. وَيُقَالُ للسَّيِّد الرَّئِيسِ: مُقْرَم، تَشْبِيهًا بِهِ.
قَالَ : وَلَا أعْرِف الأَقْرَم.
وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ : قَرِم الْبَعِيرُ فَهُوَ قَرِم: إِذَا اسْتَقْرَم، أي صار قَرْماً. وقد أَقْرَمَه صاحبه فِي الْفِعْلِ، وكخشِنٍ وأخْشَنَ، وكدِرٍ وأكْدَر، فِي الِاسْمِ.

قَتَا

(قَتَا)
(هـ) فِيهِ «أَنَّ عُبَيد اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبة سُئل عن امرأة كان زوجها مملوكا فاشــترت، فَقَالَ: إِنِ اقْتَوَتْه فُرِّقَ بَيْنَهُمَا، وَإِنْ أَعْتَقَتْهُ فهُما عَلَى النِكاح» اقْتَوَتْه: أَيِ اسْتَخْدَمَتْه.
والقَتْوُ: الخدْمة.

فَسَا

فَسَا فَسْواً وفُسَاءً: أخْرَجَ رِيحاً من مَفْساهُ بلا صَوْتٍ،
وهو فَسَّاءٌ وفَسُوٌّ: كَثيرُه.
والفاسِياءُ والفاسِيَةُ: الخُنْفُساءُ.
وفَسَواتُ الضِباعِ: كَمْأَةٌ.
والفَسْوُ: لَقَبُ حَيٍّ من عبدِ القَيْسِ، نادَى زَيْدُ بنُ سَلامَةَ منهم على عارِ هذا اللَّقَبِ في عُكاظَ بِبُرْدَيْ حِبَرَةٍ، فاشــتراهُ عبدُ الله بنُ بَيْدَرَةَ ابنِ مَهْوٍ، ولَبِسَ البُرْدَيْنِ.
وفَسا: د بفارِسَ، منه أبو عَلِيٍّ النَّحْوِيُّ الفَسَوِيُّ، ومنه الثيابُ الفَساسارِيَّةُ. وابنُ فَسْوَة: شاعرٌ.
والفَسَا: لغةٌ في الهَمْزِ.
(فَسَا)
(س) فِي حَدِيثِ شُرَيح «سُئل عَنِ الرَّجُلِ يُطَلِّق الْمَرْأَةَ ثُمَّ يَرْتَجِعها فيَكْتُمها رَجْعَتها حَتَّى تَنْقَضِي عِدّتها، فَقَالَ: لَيْسَ لَهُ إلَّا فَسْوَة الضَّبُع» أَيْ لَا طَائِلَ لَهُ فِي ادِّعاء الرَّجْعة بَعْدَ انْقِضَاءِ العِدّة. وَإِنَّمَا خَصَّ الضَّبُع لحُمقِها وخُبْثها.
وَقِيلَ: هِيَ شجَرة تَحمِل الخَشْخاش، لَيْسَ فِي ثَمرها كبيرُ طَائِلٍ.
وَقَالَ صَاحِبُ «الْمِنْهَاجِ» فِي الطِب: هِيَ القَعْبَل، وَهُوَ نَبَاتٌ كَرِيه الرَّائِحَةِ، لَهُ رَأْسٌ يطيخ ويُؤكل باللَّبَن، وَإِذَا يَبِس خَرَجَ مِنْهُ مِثْل الوَرْس.
فَسَا:
بالفتح، والقصر، كلمة عجمية، وعندهم بسا، بالباء، وكذا يتلفظون بها وأصلها في كلامهم الشمال
من الرياح: مدينة بفارس أنزه مدينة بها فيما قيل، بينها وبين شيراز أربع مراحل، وهي في الإقليم الرابع، طولها سبع وسبعون درجة وربع، وعرضها ثلاث وثلاثون درجة وثلثان، قال الإصطخري:
وأما كورة دارابجرد فإن أكبر مدنها فسا، وهي مدينة مفترشة البناء واسعة الشوارع تقارب في الكبر شيراز وهي أصحّ هواء من شيراز وأوسع أبنية، وبناؤهم من طين وأكثر الخشب في أبنيتهم السّرو، وهي مدينة قديمة ولها حصن وخندق وربض وأسواقها في ربضها، وهي مدينة يجتمع فيها ما يكون في الصّرود والجروم من البلح والرّطب والجوز والأترج وغير ذلك، وباقي مدن دارابجرد متقاربة، وبين فسا وكازرون ثمانية فراسخ، ومن شيراز إلى فسا سبعة وعشرون فرسخا، وقال حمزة بن الحسن في كتاب الموازنة: المنسوب إلى مدينة فسا من كورة دارابجرد يسمّى بساسيريّ ولم يقولوا فسائيّ، وقولهم بساسير مثل قولهم گرم سير وسردسير، وكذلك النسبة إلى كسنا ناحية قرب نائين كسناسيري، وإليها ينسب أبو عليّ الفارسي الفسوي، وأبو يوسف يعقوب بن سفيان بن جوان الفسوي الفارسي الإمام، رحل إلى المشرق والمغرب وسمع فأكثر وصنّف مع الورع والنسك، روى عن عبد الله بن موسى وغيره، روى عنه أبو محمد بن درستويه النحوي، وتوفي سنة 277، قال ابن عساكر: أبو سفيان بن أبي معاوية الفارسي الفسوي قدم دمشق غير مرّة وسمع بها، روى عنه أبو عبد الرحمن الساوي في سننه وأبو بكر بن أبي داود وعبد الله بن جعفر بن درستويه وأبو محمد أحمد بن السري بن صالح بن أبان الشيرازي ومحمد بن يعقوب الصّفّار والحسن بن سفيان وأبو عوانة الأسفراييني وغيرهم، وكان يقول: كتبت عن ألف شيخ كلهم ثقات، قال الحافظ أبو القاسم:
أنبأنا ابن الأكفاني عن عبد العزيز الكناني أنبأنا أبو بكر عبد الله بن أحمد إجازة سمعت أبا بكر أحمد ابن عبدان يقول: لما قدم يعقوب بن الليث صاحب خراسان إلى فارس أخبر أنه هناك رجل يتكلم في عثمان بن عفّان، وأراد بالرجل يعقوب بن سفيان الفسوي فإنه كان يتشيع، فأمر بإشخاصه من فسا إلى شيراز، فلما قدم علم الوزير ما وقع في نفس يعقوب بن الليث فقال: أيها الأمير إن هذا الرجل قدم ولا يتكلم في أبي محمد عثمان بن عفان شيخنا وإنما يتكلم في عثمان بن عفان صاحب النبي، صلى الله عليه وسلم، فلما سمع قال: ما لي ولأصحاب النبي، صلّى الله عليه وسلّم، وإنما توهّمت أنه تكلم في عثمان بن عفان السجزي، ولم يتعرّض له.

شَرَكَ

(شَرَكَ)
(س) فِيهِ «الشِّرْكُ أخْفى فِي أمَّتي مِنْ دَبِيب النَّمل» يُرِيدُ بِهِ الرِّياءَ فِي العَمَل، فَكَأَنَّهُ أَشْرَكَ فِي عَمَله غَيرَ اللَّهِ.
وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً
يُقَالُ شَرِكْتُهُ فِي الْأَمْرِ أَشْرَكُهُ شِرْكَةً، والاسمُ الشِّرْكُ. وشَارَكْتُهُ إِذَا صِرْت شَرِيكَهُ. وَقَدْ أَشْرَكَ بِاللَّهِ فَهُوَ مُشْرِكٌ إِذَا جَعَلَ لَهُ شَرِيكاً. والشِّرْكُ: الكُفر. (س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَنْ حَلف بِغَيْرِ اللَّهِ فَقَدَ أَشْرَكَ» حَيْثُ جَعَلَ مَا لاَ يحْلفُ بِهِ مَحلُوفا بِهِ كَاسْمِ اللَّهِ الَّذِي يكونُ بِهِ القَسَم.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «الطِّيَرة شِرْكٌ، ولكنَّ اللَّهَ يُذْهبُه بالتَّوَكل» جَعَل التطَيُّر شِرْكاً بِاللَّهِ فِي اعتقادِ جَلْب النَّفع ودفْع الضَّرَر، وَلَيْسَ الكُفَر بِاللَّهِ؛ لِأَنَّهُ لَوْ كَانَ كُفْراً لَمَا ذَهَبَ بالتَّوَكل.
وَفِيهِ «مَنْ أعْتَق شِرْكاً لَهُ فِي عَبْدٍ» أَيْ حِصَّة وَنَصِيبًا.
(هـ) وَحَدِيثُ مُعاَذ «أَنَّهُ أجازَ بَيْنَ أهلِ اليمنِ الشِّرْك» أَيِ الِاشْتِرَاك فِي الْأَرْضِ، وَهُوَ أَنْ يَدْفَعَهَا صاحبُها إِلَى آخَرَ بالنِّصف أَوِ الثُّلُثِ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ.
(هـ) وَحَدِيثُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «إِنَّ شِرْكَ الأرضِ جائزٌ» .
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أعوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وشِرْكِهِ» أَيْ مَا يَدْعو إِلَيْهِ ويُوَسْوِسُ بِهِ مِنَ الْإِشْرَاكِ بِاللَّهِ تَعَالَى. ويُرْوى بِفَتْحِ الشِّينِ وَالرَّاءِ: أَيْ حَباَئِله ومَصاَيده.
وَاحِدُهَا شَرَكَةٌ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «كالطَّير الحَذِرِ يَرَى أَنَّ لَهُ فِي كُلِّ طَرِيقٍ شَرَكاً» .
وَفِيهِ «النَّاسُ شُرَكَاء فِي ثَلَاثٍ: الْمَاءِ وَالْكَلَأِ والنَّارِ» أرادَ بالماءِ ماءَ السَّماء والعُيون والأنهارِ الَّذِي لَا ماَلِك لَهُ، وَأَرَادَ بالكَلأ الْمُبَاحِ الَّذِي لَا يَخْتَصُّ بِأَحَدٍ، وَأَرَادَ بِالنَّارِ الشَّجَرَ الَّذِي يَحْتَطِبه النَّاسُ مِنَ الْمُبَاحِ فيُوقِدُونه. وَذَهَبَ قومٌ إِلَى أَنَّ الْمَاءَ لَا يُمْلَك وَلَا يَصِحُّ بَيْعُه مُطلقا. وَذَهَبَ آخرُون إِلَى الْعَمَلِ بِظَاهِرِ الْحَدِيثِ فِي الثَّلَاثَةِ. والصحيحُ الأوّلُ.
وَفِي حَدِيثِ تَلْبية الْجَاهِلِيَّةِ «لَبَّيك لَا شَرِيكَ لَكَ، إِلاَّ شَرِيكَ هُوَ لَكَ، تَمْلِكه وَمَا مَلَك» يَعُنون بِالشَّرِيكِ الصَّنَمَ، يُريدون أَنَّ الصَّنم وَمَا يَملِكه ويَختصُّ بِهِ مِنَ الآلاتِ الَّتِي تَكُونُ عِنْدَهُ وَحَوْلَهُ والنُّذورِ الَّتِي كَانُوا يتقرَّبون بِهَا إِلَيْهِ مِلكٌ لِلَّهِ تَعَالَى، فَذَلِكَ مَعْنَى قَوْلِهِمْ: تَملِكه وَمَا مَلَك.
(س) وَفِيهِ «أَنَّهُ صَلَّى الظهْر حِينَ زَالَتِ الشمسُ وَكَانَ الفَىءُ بقَدْر الشِّرَاكِ» الشِّرَاكُ: أحد سُيور النَّعْلِ الَّتِي تَكُونُ عَلَى وَجْهِهَا، وَقَدْرُهُ هَاهُنَا لَيْسَ عَلَى مَعْنَى التَّحديد، وَلَكِنْ زَوالُ الشَّمْسِ لَا يَبِينُ إلاَّ بِأَقَلَّ مَا يُرَى مِنَ الظِّل، وَكَانَ حِينَئِذٍ بِمَكَّةَ هَذَا القَدْرَ. والظّلُّ يَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ الأزْمِنة وَالْأَمْكِنَةِ، وَإِنَّمَا يَتَبيَّن ذَلِكَ فِي مِثل مَكَّةَ مِنَ البلادِ الَّتِي يَقِلُّ فِيهَا الظِّل. فَإِذَا كَانَ أَطْوَلَ النَّهَارِ واسْتَوتِ الشمسُ فَوْقَ الْكَعْبَةِ لَمْ يُرَ لِشَىء مِنْ جَوَانِبِهَا ظلٌّ، فكلُّ بَلَدٍ يَكُونُ أَقْرَبَ إِلَى خَطّ الأسْتواءِ ومُعَدّل النهارِ يَكُونُ الظِّلُّ فِيهِ أقْصر، وَكُلُّ مَا بَعُد عَنْهُمَا إِلَى جِهَةِ الشَّمَالِ يَكُونُ الظِّل [فِيهِ ] أطْوَل.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ أُمِّ مَعْبد:
تَشَارَكْنَ هَزْلَى مُخُّهنَّ قَليلُ أَيْ عَمَّهنَّ الهُزَال، فَاشْــتَرَكْنَ فِيهِ .

هَنْبَثَ

(هَنْبَثَ)
(هـ) فِيهِ «أنَّ فاطمَةَ قَالَتْ بَعْدَ مَوتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
قَدْ كَانَ بَعْدَكَ أنْبَاءٌ وهَنْبَثَةٌ ... لَوْ كُنْتَ شاهِدَها لَمْ يَكْثَرِ الخَطْبُ
إنَّا فَقَدْناكَ فَقْدَ الأرضِ وابِلَهَا ... فاخْتَلَّ قَوْمُك فاشْــهَدْهُمْ ولا تَغِب الْهَنْبَثَةُ: واحدَة الْهَنَابِثِ، وَهِيَ الْأُمُورُ الشِّدادُ المُخْتلِفَةُ. والْهَنْبَثَةُ: الاخْتِلاطُ فِي القوْل.
والنُّونُ زَائِدَةٌ.

شَدَدَ

(شَدَدَ)
فِيهِ «يَرُدُّ مُشِدُّهُمْ عَلَى مُضْعِفِهم» الْمُشِدُّ: الَّذِي دَوابُّة شَدِيدَةٌ قوِية، والمُضْعف الَّذِي دوَابةٌّ ضعيفةٌ. يُرِيدُ أَنَّ القَوىَّ مِنَ الْغُزَاةِ يُسَاهِمُ الضَّعِيفَ فِيمَا يَكْسِبه مِنَ الْغَنِيمَةِ.
وَفِيهِ «لَا تَبيعُوا الحبَّ حتَّى يَشْتَدَّ» أَرَادَ بالحبِّ الطعامَ، كالحِنطة وَالشَّعِيرِ، واشْتِدَادُهُ:
قُوّته وصَلابتُه.
(س) وَفِيهِ «مَنْ يُشَادُّ الدينَ يَغْلِبُهُ» أى ثاويه وَيُقاَومُه، ويُكلّف نفْسَه مِنَ الْعِبَادَةِ فِيهِ فوْق طاقَته. والْمُشَادَدَةُ: المُغاَلَبة. وَهُوَ مِثْل الْحَدِيثِ الْآخَرِ «إنَّ هَذَا الدِّينَ متِينٌ فأوْغِل فِيهِ بِرِفْق» .
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَلَا تَشِدُّ فَنَشِدَّ مَعَكَ» أَيْ تَحْمِل عَلَى العدُوّ فنَحْمِلَ معَك. يُقَالُ شَدَّ فِي الْحَرْبِ يَشِدُّ بِالْكَسْرِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «ثُمَّ شَدَّ عَلَيْهِ فكانَ كأمْسِ الذَّاهب» أَيْ حَمَل عليه فقَتله. وَفِي حَدِيثِ قِيَامِ رَمَضَانَ «أحْيا الليلَ وشَدَّ المِئزرَ» هُوَ كِنَايَةٌ عَنِ اجْتِناب النِّساء، أَوْ عَنِ الجدِّ والاجْتِهادِ فِي العمَل، أَوْ عَنْهُمَا مَعًا.
وَفِي حَدِيثِ الْقِيَامَةِ «كحُضْر الفَرَس، ثُمَّ كَشَدِّ الرجُل» الشَّدُّ: العَدْوُ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ السَّعي «لَا تَقْطع الوادِي إِلَّا شَدّاً» أَيْ عَدْواً.
(س) وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ:
هَذَا أوانُ الْحَرْبِ فَاشْــتَدِّي زِيَمْ زِيَمْ: اسمُ ناَقته أَوْ فرَسِهِ.
وَفِي حَديث أحُد «حَتَّى رأيتُ النِّسَاءَ يَشْتَدِدْنَ فِي الجَبل» أَيْ يَعْدُون، هَكَذَا جَاءَتِ اللَّفْظَةُ فِي كِتَابِ الحُمَيدي. وَالَّذِي جَاءَ فِي كِتَابِ البُخَاري «يَشْتَدَّنَ» هَكَذَا جَاءَ بدَال وَاحِدَةٍ. والذَّي جَاءَ فِي غَيْرِهِمَا «يُسْنِدْن» بِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ وَالنُّونِ: أَيْ يُصَعِّدن فِيهِ، فَإِنْ صَحَّت الكلمةُ عَلَى مَا فِي الْبُخَارِيِّ- وَكَثِيرًا مَا يَجِىء أَمْثَالُهَا فِي كُتُب الحديثِ، وَهُوَ قبيحٌ فِي الْعَرَبِيَّةِ، لأنَّ الإدْغام إِنَّمَا جازَ فِي الْحَرْفِ المضعَّفِ لَمَّا سَكَن الأوَّل وتحرَّك الثَّانِي، فَأَمَّا مَعَ جَمَاعةِ النِّساء فَإِنَّ التضعيفَ يظهَر؛ لأنَّ مَا قَبْلَ نُونِ النِّسَاءِ لَا يكونُ إلاَّ ساكِناً فَيَلْتَقِي سَاكِنَانِ، فَيُحَرَّكُ الْأَوَّلُ وَيَنْفَكُّ الْإِدْغَامُ، فَتَقُولُ يَشْتَدِدْنَ- فَيُمْكِنُ تَخْرِيجُهُ عَلَى لُغَةِ بَعْضِ الْعَرَبِ مِنْ بَكْر بْنِ وَائِلٍ، يَقُولُونَ: ردَّتُ، وَرَدَّتَ، وردَّنَ، يُرِيدُونَ رَدَدتُ، ورَدَدتَ، ورَدَدْن. قَالَ الْخَلِيلُ: كَأَنَّهُمْ قَدَّروا الإدغامَ قَبْلَ دُخُولِ التَّاءِ وَالنُّونِ، فَيَكُونُ لفظُ الْحَدِيثِ يَشْتَدَّنَ.
وَفِي حَدِيثِ عُتْبان بْنِ مَالِكٍ «فغَدَا علىَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم بعد ما اشْتَدَّ النَّهَارُ» أَيْ عَلاَ وارتَفَعتْ شمسُه.
وَمِنْهُ قَصِيدُ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ:
شَدَّ النَّهارِ ذِرَاعَا عَيْطَلٍ نَصَفٍ ... قامَتْ فجاوَبَها نُكْدٌ مَثاَكِيلُ
أَيْ وَقْتَ ارْتِفَاعِهِ وعُلُوه.

شَحَثَ

(شَحَثَ)
(س) فِيهِ «هَلُمِّى الْمُدْيَةَ فَاشْــحَثِيهَا بحَجَر» أَيْ حُدِّيها وسُنِّيها.
وَيُقَالُ بِالذَّالِ.

شَبَحَ

(شَبَحَ)
(هـ) فِي صِفَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أَنَّهُ كَانَ مَشْبُوحَ الذِّراعَين» أَيْ طويلَهُما.
وَقِيلَ عَرِيضَهما . وَفِي رِوَايَةٍ «كَانَ شَبْح الذِّراعين» والشَّبْحُ: مَدُّكَ الشيءَ»
بَيْنَ أوتادٍ كَالْجِلْدِ والحَبْل. وشَبَحْتُ العُودَ إِذَا نحَتَّه حَتَّى تُعَرِّضَه.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ «أَنَّهُ مرَّ بِبِلَالٍ وَقَدْ شُبِحَ فِي الرَّمْضاَء» أَيْ مُدَّ فِي الشَّمْس عَلَى الرَّمْضاء ليُعذَّب.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الدَّجَّالِ «خُذُوه فَاشْــبَحُوهُ» وَفِي رِوَايَةٍ «فَشَبِّحُوهُ» .
(س) وَفِيهِ «فنَزَع سَقْفَ بَيْتِي شَبْحَةً شَبْحَةً» أَيْ عُودًا عُودا. 

سَبَدَ

(سَبَدَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ الْخَوَارِجِ «التَّسْبِيدُ فِيهِمْ فَاشٍ» هُوَ الحَلْق واستِئصال الشَّعَر.
وَقِيلَ هُوَ تَركُ التَّدهُّن وغسْلِ الرَّأسِ.
وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «سِيماهُم التَّحْليقُ والتَّسْبِيدُ» .
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ «أَنَّهُ قدِم مَكَّةَ مُسَبِّداً رَأسَه» يُرِيدُ تَرْك التَّدَهُّن والغَسْل.

زَيَمَ

(زَيَمَ)
فِي قَصِيدِ كَعْبٍ:
سُمْرُ العُجَاياتِ يتْرُكْن الحَصَى زِيَماً ... لَمْ يَقهِنَّ رؤوس الأُكْم تَنْعِيلُ
الزِّيَمُ: المُتفَرِّق، يَصِفُ شدَّة وطْئِها أَنَّهُ يُفَرِّق الحَصَى.
وَفِي حَدِيثِ خُطْبَةِ الْحَجَّاجِ:
هَذَا أوانُ الحْرب فاشْــتَدَّى زِيَم هُوَ اسمُ ناقةٍ أَوْ فَرَس، وَهُوَ يُخَاطبُها ويأمُرُها بالعَدْو. وَحَرفُ النداءِ محذوفٌ.

رَيَثَ

(رَيَثَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ الاسْتِسْقاء «عَجِلاً غَيْرَ رَائِثٍ» أَيْ غيرَ بَطىء مُتأخِّر.
رَاثَ عَلَيْنَا خَبرُ فُلَانٍ يَرِيثُ إِذَا أبْطأَ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «وَعَد جبريلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يأتِيَه فَرَاثَ عَلَيْهِ» .
وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «كَانَ إِذَا اسْتَرَاثَ الْخَبَرَ تمثَّل بِقَوْلِ طَرَفة.
ويأتِيكَ بالأخبارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ هُوَ اسْتفْعل مِنَ الرَّيْثِ. وَقَدْ تكرَّر فِي الْحَدِيثِ.
(س) وَمِنْهُ «فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا رَيْثَمَا» قُلْتُ: أَيْ إِلَّا قَدْرَ ذَلِكَ. وَقَدْ يُسْتَعْمَل بِغَيْرِ مَا وَلَا أَنْ، كَقَوْلِهِ: لَا يَصْعُبُ الأمْرُ إَّلا رَيْثَ تركَبُهُ وَهِيَ لُغَةٌ فاشِــيَةٌ فِي الْحِجَازِ، يَقُولُونَ: يُرِيدُ يَفْعَل، أَيْ أَنْ يفعَل، وَمَا أكثَر مَا رأيتُها وَارِدَةً فِي كَلَامِ الشافعي رحمة الله عليه. 

رَهَشَ

(رَهَشَ)
(س) فِي حَدِيثِ قُزمان «أَنَّهُ جُرح يَوْمَ أُحُد فاشــتدَّت بِهِ الجراحةُ، فَأَخَذَ سَهما فَقَطَعَ بِهِ رَوَاهِشَ يَدَيْهِ فقتَل نفْسَه» الرَّوَاهِشُ: أعْصابٌ فِي بَاطِنِ الذِّرَاع، واحدُها رَاهِشٌ.
(س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ «ورَهِيشُ الثَّرى عَرْضًا» الرَّهِيشُ مِنَ التُّراب: المُنْثَال الَّذِي لَا يتَماسَك، مِنَ الِارْتِهَاشِ: الاضْطراب. والمْعنى لزُوم الْأَرْضِ: أَيْ يُقاَتِلون عَلَى أرْجُلهم لِئَلَّا يُحدَّثوا أَنْفُسَهُمْ بِالْفِرَارِ، فِعْل البَطل الشُّجَاعِ إِذَا غُشِى نَزل عَنْ دَابَّته واستَقْبل لِعَدُوّه، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ القَبْر: أَيِ اجْعَلُوا غايَتكم الموتَ.

وَطْوَطَ

(وَطْوَطَ)
(س) فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ «لمَّا أُحْرِق بَيْتُ المَقْدِس كَانَتِ الْوَطْوَاطُ تُطْفِئُه بأجْنِحَتِها» الْوَطْوَاطُ: الخُطَّافُ. وَقِيلَ: الخُــفَّاش.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَطاء «سُئل عَنِ الوَطْوَاطِ يُصِيبُه المُحْرِم فَقَالَ: دِرْهَم» وَفِي رِوَاية «ثُلُثَا دِرْهم» .

أَطط

(أَطط) : امْتَلأَ حتى ما يَجدُ مَئِطّاً، وقيل: مَيطّاً: أَي مَزيداً.
أَطط
} أَطَّ الرَّجْلُ ونحوَه: كالنِّسْعِ {يَئطُّ} أَطيطاً: صَوَّتَ، وكَذلِكَ: أَطَّ البطْنُ من الخَوَى، وكلُّ شيءٍ أَشْبَه صَوْتَ الرَّحْلِ الجَديدِ فَقَدْ أَطَّ {أَطًّا} وأَطيطاً. و {أَطَّتِ الإِبِلُ} تَئِطُّ أَطيطاً: أَنَّتْ تَعَباً، أَو حَنِيناً، أَو رَزَمَةً، وَقَدْ يَكُونُ من الحقْلِ. وَمن الأَبَدِيَّاتِ: يقولونَ: لَا أَفعلُ ذَلِك مَا أَطَّتِ الإِبِلُ، قالَ الأَعْشَى:
(أَلَسْتَ مُنْتَهِياً عَن نَحْتِ أَثْلَتِنَا ... ولَسْتَ ضَائِرَهَا مَا أَطَّتِ الإِبِلُ)
وَفِي حَديثِ الاستسقاءِ: لَقَدْ أَتَيْناكَ وَمَا لَنا بَعيرٌ! يَئِطُّ أَي يَحِنُّ ويَصيحُ، يُرِيد: مَا لَنَا بَعيرٌ أَصْلاً، لأَنَّ البَعيرَ لَا بُدَّ أَنْ يَئِطَّ. وَمن المَجَازِ: {أَطَّتْ لهُ رَحِمِي، أَي: رَقَّتْ وتَحَرَّكتْ وحَنَّتْ.
} والأَطَّاطُ: الصَّيَّاحُ، قالَ يَصِفُ إِبِلاً امْتَلأَتْ بُطُونُها: يَطْحِرْنَ ساعاتِ إِنَى الغَبُوقِ مِنْ كِظَّةِ {الأَطَّاطَةِ السَّنُوقِ يَطْحِرْنَ، أَي يَتَنَفَّس تَنَفُّساً شَدِيدا، كالأَنينِ، والإِنَى: وقتُ الشُّرْبِ،} والأَطَّاطَةُ: الَّتِي تسمعُ لَهَا صَوتا، وَقَالَ جَسَّاسُ بن قُطَيْبٍ: وقُلُصٍ مُقْوَرَّةِ الأَلْياطِ باتَتْ عَلَى مُلحَّبٍ {أَطَّاطِ يَعْنِي الطَّريقَ. وَقَالَ رُؤْبَةُ، يَصِفُ دَلْواً: مِنْ بَقَرٍ أَو أَدَمٍ أَطَّاطِ أَي من جِلْدِ بَقَرٍ، أَو من أَدَمٍ لَهُ} أَطِيطٌ، أَي صَوْت. {والأطيطُ، كأَميرٍ: الجوعُ نَفسُه، عَن الزَّجّاجيِّ. و} الأطيطُ: صَوْتُ الرَّحْلِ الجَديدِ، والإِبِلِ من ثِقَلِها، وَفِي الصّحاح: من ثِقَلِ أحْمالِها.
قالَ ابنُ بَرِّيّ: قالَ عليُّ بن حَمْزَةَ: صَوْتُ الإِبِل هُوَ الرُّغاءُ، وإنَّما الأطيطُ: صَوْتُ أجْوافِها من الكِظَّةِ إِذا شَرِبَتْ. والأطيطُ: صَوْتُ الظَّهْرِ والأمعاءِ والجَوْفِ، من شِدَّةِ الجوعِ. وأَنْشَدَ ابْن الأَعْرَابِيّ: هَلْ فِي دَجوبِ الحُرَّةِ المَخيطِ وَذيلَةٌ تَشْفي من الأطيطِ الدَّجوبُ: الغِرارَةُ. والَوذيلَةُ: قِطْعَةٌ من السَّنامِ. والأطيطُ: جَبَلٌ، كَمَا فِي العُبَاب. وَفِي المُعْجَم:) صَفا الأطيطِ: مَوضعٌ فِي قولِ امْرِئِ القَيس: (لِمَنِ الدِّيارُ عَرَفْتَها بسُحامِ ... فعَمايَتَيْنِ فهَضْبِ ذِي أقْدامِ)

(فصَفَا الأَطيطِ فصَاحَتَيْنِ فعاسِمٍ ... تَمْشي النِّعاجُ بِهِ مَعَ الآرامِ)

(دارٌ لهِنْدٍ والرَّبابِ وفَرْتَنا ... ولَميسَ قَبْلَ حَوادِثِ الأيّامِ)
{وأَطَطٌ، مُحَرَّكَةً، ويُقَالُ: أَطَدٌ، بالدّالِ أَيْضاً: ع، بَلْ بَلَدٌ، بَيْنَ الكوفَةِ والبَصْرَة، قُرْبَ الكوفَةِ، خَلْفَ مَدينَةِ آزَرَ أبي إبراهيمَ، صَلَواتُ الله عَلَيْهِ وعَلى نَبيِّنا، كَمَا فِي العُبَاب، وَقَالَ ياقوت: وَهِي مَدينَةُ آزَر بعَيْنِها. قالَ أَبو المُنْذِر: وإنَّما سُمِّيَتْ بذلك لأنَّها فِي هَبْطَةٍ من الأرضِ. وَفِي حَدِيث ابْن سيرينَ: كُنّا مَعَ أَنَسِ بن مالكٍ حتَّى إِذا كُنّا} بأَطَطٍ والأرْضُ فَضْفاضٌ. و {أُطَيْطٌ، كزُبَيْرٍ: اسْم شاعِرٍ، قالَ ابْن الأَعْرَابِيّ: هُوَ أُطَيْطُ بنُ المُغَلِّس، وَقَالَ مَرَّةً: هُوَ أُطَيْطُ بنُ لَقيطِ بن نَوْفلِ بن نَضْلة، قالَ ابْن دُرَيْدٍ: أحْسَبُ اشْتِقاقَه من الأَطيطِ الَّذي هوَ الصَّريرُ. ونُسوعٌ أُطَّطٌ، كرُكَّعٍ: مُصَوِّتَةٌ صَرَّارَةٌ قالَ رُؤْبَةُ: يَنْتُقْنَ أَقْتادَ النُّسوعِ} الأُطَّطِ وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: {الأَطَطُّ، بالتَّحْريكِ: الطَّويلُ من الرِّجالِ، والأُنْثَى} طَطّاءُ، هُنا ذَكَرَه الصَّاغَانِيُّ وصاحبُ اللِّسانِ، عَن ابْن الأَعْرَابِيّ. والأَطّ: الثُّمامُ. {والأَطّ: نَقيضُ صوتِ المَحامِلِ والرِّحال إِذا ثَقُلَ عَلَيْهَا الرُّكْبانُ. والأَطيطُ: صَوْتُ البابِ، وَفِي حَديثِ أُمِّ زَرْعٍ: فجَعَلَني فِي أَهْلِ صَهيلٍ} وأَطيطٍ أَي خَيْلٍ وإِبِلٍ، وَقَدْ يكونُ الأَطيطُ فِي غَيْر الإِبِل، ومِنْهُ الحديثُ: لَيَأْتِيَنَّ عَلَى بابِ الجنَّةِ زَمانٌ يكونُ لَهُ فِيهِ أَطيطٌ، أَي: صَوتٌ بالزِّحامِ، وَقيل: المُرادُ كَثْرَةُ المَلائكةِ وإنْ لم يَكُنْ ثَمَّ أَطيطٌ، ويُروى كَظيظٌ أَي زِحامٌ، وَفِي حديثٍ آخرَ: حتَّى يُسْمَعَ لَهُ أَطيطٌ، يَعْنِي بابَ الجَنَّةِ وَقَالَ الزَّجّاجيّ: {الأَطِيطُ: صوتُ تَمَدُّدِ النِّسْعِ.} وأَطَّتِ السَّماءُ وحَقَّ لَهَا أنْ تَئِطَّ. وَهُوَ فِي حديثِ أَبي ذَرٍّ، وَهَذَا مَثَلٌ وإِيذانٌ بكَثْرَةِ المَلائكة وَإِن لم يكُنْ ثَمَّ أَطيطٌ وإنَّما هُوَ كَلامُ تَقْريبٍ، أُريدَ بِهِ تَقْريرُ عَظَمَة الله عَزَّ وجَلَّ. {والأَطِيطُ: مَدُّ أصْواتِ الإِبِل. وأَطَّتِ القَناةُ} أَطيطاً: صَوَّتَتْ عِنْد التَّقْويم، وَهُوَ مَجازٌ، قالَ:
(أَزومٌ يَئِطُّ الأَيْرُ فِيهِ إِذا انْتَحى ... أَطيطَ قُنُيِّ الهِنْدِ حينَ تُقَوَّمُ)
وَمن ذَلِك قَالَتْ امْرأَةٌ وَقَدْ ضَرَبَتْ يَدَها عَلَى عضُدِ بِنْتٍ لَهَا:
(عَلَنْداةٌ يَئِطُّ العَرْدُ فِيهَا ... أَطيطَ الرَّحْلِ ذِي الغرْزِ الجديدِ)

وأَطَّتِ القَوْسُ {تَئِطُّ} أَطيطاً: صَوَّتَتْ، قالَ أَبو الهَيْثَم الهُذَليّ:
(شُدَّتْ بكُلِّ صُهابيٍّ {تَئِطُّ بِهِ ... كَمَا} تَئِطُّ إِذا مَا رُدَّتِ الفِيَقُ)
والأَطِيطُ: حَنينُ الجِذْعِ، قالَ الأَغْلَبُ العِجْليُّ: قَدْ عَرَفَتْني سِدْرَتي فأَطَّتِ قالَ ابنُ بَرِّيّ: هُوَ للرّاهِبِ، واسمُه زُهرةُ بن سِرْحان، وسُمِّيَ الرَّاهِبَ لأنَّه كانَ يَأْتِي عُكاظَ فيَقومُ إِلَى سَرْحَةٍ فيَرْجُزُ عِنْدهَا ببَني سُلَيْمٍ قائِماً، فَلَا يَزالُ ذَلِك دَأْبَهُ حتَّى يَصْدُرَ النّاسُ عَن عُكاظَ، وَكَانَ يَقولُ: قَدْ عَرَفَتْني سَرْحَتي {فأَطَّتِ وَقَدْ وَنَيْتُ بَعْدها فاشْــمَطَّتِ قلتُ: ومثلُه قولُ أَبي مُحَمَّدٍ الأعرابيِّ والآمِديِّ، والصَّحيحُ أنَّ الرَّجزَ للأغْلَبِ العِجْليِّ، وَهُوَ أرْبَعَةَ عَشَرَ مَشْطوراً، وبعدَ المَشْطورَيْن: لغُرْبَةِ النّائي ودارٍ شَطَّتِ وَهَكَذَا ذَكَرَه أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّد ابْن سلاّمٍ الجَمحيُّ فِي الطَّبَقاتِ، فِي تَرْجَمَةِ الأغْلَبِ، كَمَا حَقَّقه الصَّاغَانِيُّ. والرّاهِب الَّذي ذَكَروه من بني مُحارِبٍ. ويُقَالُ: لم} يأتَطَّ السَّيْرُ بَعْدُ، أَي لم يَطْمَئِنَّ وَلم يَسْتَقِمْ. {والتَّأَطُّطُ. تَفَعُّلٌ من} أَطَّتْ لَهُ رَحِمي. نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ. وامْرَأَةٌ {أَطّاطَةٌ: لفَرْجِها صَوْتٌ إِذا جومِعت. وَقَدْ سمَّوْا} إِطًّا، بالكَسْرِ، ومِنْهُ: {إِطُّ بن أَبي إِطٍّ: رَجُلٌ من بني سعد بن زيدِ مَناةَ، من تَميمٍ كانَ أَمِيرا عَلَى دورَقِسْتانَ من طَرَفِ خالِدِ ابْن الوَليدِ، وَإِلَيْهِ نُسِبَ نَهْرُ إِطٍّ هُناك. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.