Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: غلت

بقبق

بقبق


بَقْبَق
a. Gurgled; bubbled.
b. ['Ala], Chattered, jabbered.
بُقْجَة (pl.
بُقَب), P.
a. Parcel, bundle.
بقبق
بقبقَ يبقبق، بَقْبَقَةً، فهو مُبقبِق
• بقبقت القدرُ: غلت وأخرجت فقاقيعَ أو سُمِعَ صوتُ غليانها.
• بقبق الماءُ: صوّت عند نزوله في الوعاء مُحدثًا: بَقْ بَقْ. 
بقبق: بَقْبَقَ: هذر، ثرثر، أكثر من الكلام (بوشر).
بَقْبَقَة: فقاعة، نفاخة ترتفع على سطح السائل وهو يغلي على النار (بوشر) - وثرثرة، هذر (بوشر).
بقبوق: ثرثار، هذِر، كثير الكلام (ألف ليلة 1: 239).
بقبوقة: مَجْلَة، نفاطة فوق الجلد (بوشر) بقبيقة: مجلة، تورم ناتج من تشنج العضل، مجلة أو نفاطة تحت الجلد (بوشر) بقج بَقّج (بالتضعيف): جمع في صُرَر (محيط المحيط) ومُبَقَّج، مجموع في صرة، موضوع في بُقجة (مملوك 1: 13، القسم الثاني ص204).
بُقْجَة وبقجة وبُقْشَة (تركية) وجمعها بُقج وبُقَش: ليس معناها مرآة كما يقول فريتاج، بل هي قطعة مربعة من قماش مبطن تختلف ألوانه، تلفف بها الملابس لحفظها (بوشر) وقد تكون من القماش أو من الورق كالتي تتخذ في الدواوين مثلاً (مملوك 1، 1: 12، 218 وما يليها، 252 والقسم الثاني 204، ابن بطوطة 4: 232، ألف ليلة 1: 422).
وبقجة: حزمة كبيرة، بالة (همبرت 101). وبقجة حوائج: صرة أسمال، صرة خرق (بوشر).
وبقجة: شالة مربع في وسطه بركة (دائرة) وبقجة ترما: شال كشمير - وبقجة فرمايج: شال فارسي مخطط بخطوط كبيرة (بوشر).
وتتن بقجة: لفة تتن، لفة تبغ (بوشر).
وبقجة: بقعة (محيط المحيط) بأي معنى؟

نَصَّ

نَصَّ الحديثَ إليه: رَفَعَهُ،
وـ ناقَتَهُ: استَخْرَجَ أقْصَى ما عندَها من السَّيْرِ،
وـ الشيءَ: حَرَّكَهُ، ومنه: فلانٌ يَنُصُّ أنْفَهُ غَضَبَاً، وهو نَصَّاصُ الأنفِ،
وـ المَتَاعَ: جَعَلَ بعضَهُ فوقَ بعضٍ،
وـ فلاناً: اسْتَقْصَى مَسْأَلَتَهُ عن الشيءِ،
وـ العَرُوسَ: أقْعَدَها على المِنَصَّةِ، بالكسر، وهي ما تُرْفَعُ عليه، فانْتَصَّتْ،
وـ الشيءَ: أظْهَرَهُ،
وـ الشِّوَاءُ يَنِصُّ نَصيصاً: صَوَّتَ على النارِ،
وـ القِدْرُ: غَلَتْ.
والمَنَصَّةُ، بالفتح: الحَجَلَةُ من نَصِّ المَتاعِ.
والنَّصُّ: الإِسْنَادُ إلى الرئيسِ الأكْبَرِ، والتَّوْقيفُ، والتَّعْيينُ على شيءٍ ما.
وسَيْرٌ نَصٌّ ونَصيصٌ: جِدٌّ رَفيعٌ.
و"إذا بَلَغَ النِّساءُ نَصَّ الحِقاقِ أو الحقائقِ، فالعَصَبَةُ أوْلَى" أي: بَلَغْنَ الغايَةَ التي عَقَلْنَ فيها، أو قَدَرْنَ فيها على الحِقَاقِ، وهو الخِصامُ، أو حُوقَّ فِيهنَّ، فقال كلٌّ من الأوْلِيَاءِ: أنا أحَقُّ، أو اسْتِعَارَةٌ من حِقاقِ الإِبِلِ، أي: انْتَهَى صِغَرُهُنَّ.
ونَصيصُ القَوْمِ: عَدَدُهُمْ.
والنَّصَّةُ: العُصْفُورَةُ، وبالضم: الخُصْلَةُ من الشَّعَرِ، أو الشَّعَرُ الذي يَقَعُ على وجْهِهَا من مُقَدَّمِ رأْسِها.
وحَيَّةٌ نَصْنَاصٌ: كثيرةُ الحركةِ.
ونَصَّصَ غَرِيمَه وناصَّهُ: اسْتَقْصَى عليه، وناقَشَهُ.
وانْتَصَّ: انْقَبَضَ، وانْتَصَبَ، وارتْفَعَ.
ونَصْنَصَهُ: حَرَّكَهُ، وقَلْقَلَهُ،
وـ البعيرُ: أثْبَتَ رُكْبَتَيْهِ في الأرضِ وتَحَرَّكَ لِلنُّهُوضِ.

الرُّغْلُ

الرُّغْلُ، بالضم: نَبْتٌ، أو هو السَّرْمَقُ، ج: أرْغالٌ. وأرْــغَلَتِ الأرضُ: أنْبَتَتْه،
وـ الزَّرْعُ: جاوَزَ سُنْبُلُه الإِلْحامَ، والاسمُ: الرَّغْلُ،
وـ إليه: مالَ، وأخْطَأ،
وـ الإِبِلُ عن مَراتِعِها: ضَلَّتْ، ووضَعَ الشيءَ في غيرِ مَوْضِعِه.
والرَّغْلَةُ: البَهْمَةُ، وبالضم: القُلْفَةُ.
والأرْغَلُ: الأقْلَفُ، والطويلُ الخُصْيَتَيْنِ، والواسِعُ الناعِمُ من العَيْشِ والزَّمانِ.
ورَغَلَ أُمَّه، كَمَنَع: رَضَعَها فأَرْــغَلَتْــهُ، أو خاصٌّ بالجَدْيِ.
وهو رَمٌّ رَغولٌ: إذا اغْتَنَمَ كلَّ شيءٍ وأكلَه.
والرَّغولُ: الشاةُ تَرْضَعُ الغَنَمَ. وكقَطامِ: الأمَةُ. وأبو رِغالٍ، ككِتابٍ: في "سُنَنِ" أبي داوُدَ و"دَلائِلِ النُّبُوَّةِ" وغَيْرِهِما، عَنِ ابنِ عُمَرَ: سَمِعْتُ رسولَ الله، صلى الله عليه وسلم، حينَ خَرَجْنا معه إلى الطائِفِ، فَمَرَرْنا بِقَبْرٍ، فقال: "هذا قَبْرُ أبي رِغالٍ، وهو ثَقيفٍ، وكان من ثَمودَ، وكان بِهذا الحَرَمِ يَدْفَعُ عنه، فلما خَرَجَ منه أصابَتْهُ النِقْمَةُ التي أصابَتْ قَوْمَهُ بِهذا المَكانِ، فَدُفِنَ فيه" ... الحديثَ، وقولُ الجَوْهَرِيِّ: كانَ دَليلاً لِلحَبَشَةِ حينَ تَوَجَّهوا إلى مكة فماتَ في الطَّريقِ، غَيْرُ جَيِّدٍ، وكذا قولُ ابن سِيدَهْ: كانَ عَبْداً لشُعَيْبٍ، وكانَ عَشَّاراً جائِراً.
وابْنا رَغالٍ، كسَحابٍ: جَبَلانِ قُرْبَ ضَرِيِّةَ.
وناقَةٌ رَغْلاءُ: شُقَّتْ أُذُنُها وتُرِكَتْ مُعَلَّقَةً. وكعُثمانَ: اسمٌ.

زَغَلَهُ

زَغَلَهُ، كَمَنَعَهُ: صَبَّهُ دُفَعاً، ومَجَّهُ،
وـ الأُمَّ: رَضَعَهَا،
وـ الناقَةُ ببَوْلِها: رَمَتْ،
كأَزْــغَلَتْ.
والزُّغْلَةُ، بالضمِّ: ما تَمُجُّه مِن فيكَ من الشَّرابِ، والاسْتُ، والدُّفْعَةُ من البَوْلِ وغيرِهِ.
وأزْغِلْ لي زُغْلَةً من إِنَائِكَ: صُبَّ لي شيئاً. ومحمدُ بنُ الحسينِ بن محمدِ بن الحُسينِ البَنْجَدِيهِيُّ الزاغولِيُّ: مُصَنِّفُ كِتابِ "قَيْدِ الأَوابد" في أربعِ مئةِ مُجَلَّدٍ، يَشْتَمِلُ على التفْسِيرِ والحديثِ والفِقْهِ واللغةِ.
وأزْغَلَ الطائِرُ فَرْخَهُ: زَقَّهُ،
وـ الطَّعْنَةُ بالدمِ: أوزَغَتْ. وكصبورٍ: اللَّهِجُ بالرَّضاعِ من الإِبِلِ والغَنَمِ. وكسُرْسورٍ: الخفيفُ، واسمٌ، والطِفْلُ.
وزُغَيْلٌ التَّمَّارُ، كزُبيرٍ: شيخٌ لابنِ شاهينَ.

النِّفْطُ

النِّفْطُ، بالكسر، وقد يُفْتَحُ أو خطَأٌ: م، وأحْسَنُهُ الأبيضُ، مُحَلِّلٌ مُذِيبٌ مُفَتِّحٌ لِلسُّدَدِ، والمَغَصِ، قَتَّالٌ لِلدِّيدَانِ الكائِنَةِ في الفَرْجِ احْتِمالاً في فُرْزُجَةٍ.
والنَّفَّاطَةُ، مُشَدَّدَةً: مَوْضِعٌ يُسْتَخْرَجُ منه، وضَرْبٌ من السُّرُجِ يُسْتَصْبَحُ به، ويُخَفَّفُ فيهما، وأداةٌ من النُّحاسِ يُرْمَى فيها بالنِّفْطِ.
والنَّفْطَةُ، ويُكْسَرُ وكفَرِحَةٍ: الجُدَرِيُّ، والبَثْرَةُ، وكَفٌّ نفيطَةٌ ومَنْفُوطَةٌ، ونافِطَةٌ.
وقد نَفِطَتْ، كفرِحَ، نَفْطاً ونَفَطاً ونَفيطاً: قَرِحَتْ عَمَلاً، أو مَجِلَتْ، وأنْفَظَّهَا العَمَلُ.
ونَفَط يَنْفِطُ: غَضِبَ، أو احْتَرَقَ غَضَباً،
كتَنَفَّطَ،
وـ العَنْزُ نَفيطاً: نَثَرَتْ بأنْفِهَا، أو عطَسَتْ،
وـ القِدْرُ: غَلَتْ،
وـ الصبيُّ: صَوَّتَ،
وـ فلانٌ: تَكَلَّمَ بما لا يُفْهَمُ،
وـ اسْتُه: فَقَعَتْ.
والنَّافِطَةُ: الماعِزَةُ، أو إتْبَاعٌ للعافِطَةِ،
والتي تَنْفِطُ بِبَوْلِها، أي: تَدْفَعُهُ دَفْعاً.
ونَفْطَةُ: د بإفْرِيقِيَّةَ، أهْلُهَا إباضِيَّةٌ. وكهُمَزَةٍ: من يَغْضَبُ سَريعاً.
والتَّنافِيطُ: أن يَنْزِعَ شَعَرَ الجِلْدِ، فَيُلْقِيهُ في النارِ لِيُؤْكَلَ. يُفْعَلُ ذلك في الجَدْبِ.
وأنْفَطَت العَنْزُ ببولها: رَمَتْ.
والقِدْرُ تَنَافَطُ: تَرْمِي بالزَّبَد.

الفَضْلُ

الفَضْلُ:
معناه معلوم: من أسماء جبال هذيل.
الفَضْلُ: ضِدُّ النَّقْصِ
ج: فُضولٌ،
وقد فَضَلَ كنَصَرَ وعَلِمَ.
وأما فَضِلَ، كعَلِمَ،
يَفْضُلُ، كيَنْصُرُ، فَمُرَكَّبَةٌ منهما.
ورجلٌ فَضَّالٌ، كشدَّادٍ ومِنْبَرٍ ومِحرابٍ ومُعَظَّمٍ: كثيرُ الفَضْلِ.
والفَضيلَةُ: الدَّرَجَةُ الرَّفيعَةُ في الفَضْلِ،
والاسمُ: الفاضِلَةُ.
وفَضَّلَهُ تَفْضيلاً: مَزَّاهُ.
والفِضالُ، ككِتابٍ،
والتَفاضُلُ: التَّمازي.
وفاضَلَني فَفَضَلْتُه: كنتُ أفْضَلَ منه.
وتَفَضَّلَ: تَمَزَّى، أو تَطَوَّلَ،
كأَفْضَلَ عليه، أو ادَّعى الفَضْلَ على أقرانِهِ،
وأفْضَلَ عليه في الحَسَبِ،
وـ عنه: زادَ.
والفواضِلُ: الأيادي الجَسيمَةُ، أو الجَميلَةُ.
وفَواضِلُ المالِ: ما يأتيكَ من غَلَّتِــه ومَرافِقِه،
ولهذا قالوا: "إذا عَزَبَ المالُ، قَلَّتْ فَواضِلُه".
والفَضْلَةُ: البَقِيَّةُ،
كالفَضْلِ، والفُضالَةِ، بالضم،
وقد فَضَلَ، كنَصَرَ وحَسِبَ، والثيابُ التي تُبْتَذَلُ للنَّوْمِ، والخَمْرُ،
كالفِضالِ، ككِتابٍ
ج: فَضَلاتٌ وفِضالٌ.
والفَضْلُ: جَبلٌ لهُذَيْلٍ، وابنُ عباسٍ: صحابيٌّ، واسمُ جماعةٍ محدِّثينَ. وكزُبيرٍ: ابنُ عِياضٍ الزاهِدُ شيخُ الحَرَمِ، وابنُ عِياضٍ التابعيُّ الضعيفُ، وابنُ عِياضٍ الصَّدَفِيُّ الثِّقَةُ، وجماعةٌ. وكسحابةٍ ويُضَمُّ: جَماعَةٌ.
وفَضالَةُ بنُ أبي فَضالَةَ، وفَضالَةُ بنُ مُفَضَّلِ بنِ فَضالَةَ: محدِّثونَ، وابنُ عُبَيْدٍ، وابنُ هِلالٍ، وابنُ هِنْدٍ، وابنُ عبدِ اللهِ: صحابيونَ، وآخَرُ غيرُ مَنْسوبٍ من مَوالي رسول الله، صلى الله عليه وسلم. وكجُهَيْنَةَ: امرأةٌ.
وكثُمامةَ: ع. وكمنْبَرٍ ومِكْنَسَةٍ وعُنُقٍ: الثَّوبُ تَتَفَضَّلُ فيه المرأةُ.
والتَّفَضُّلُ: التَّوَشُّحُ، وأن يُخالِفَ بين أطْرافِ ثَوْبَيْهِ على عاتِقَيْهِ،
ورجُلٌ وامرأةٌ فُضُلٌ، بضمتين: مُتَفَضِّلٌ في ثَوبٍ واحدٍ،
وإنه لَحسنُ الفِضْلَةِ، بالكسر.
وفَضَّالٌ، كشَدَّادٍ: ابنُ جُبَيْرٍ التابعيُّ.
وفَضْلانُ: اسمٌ.
والفاضِلَةُ: هي الفاصِلَةُ الكُبْرَى.
والفُضولِيُّ، بالضم: المُشْتَغِلُ بما لا يَعْنيهِ، والخَيَّاطُ.
والفُضالَى، كسُمانَى: المُتَفَضِّلونَ.
ورجُلٌ مِفْضالٌ على قَوْمِه، وهي بهاءٍ: ذو فَضْلٍ سَمْحٌ. وأفْضَلْتُ منه الشيءَ، واسْتَفْضَلْتُ بمعنًى.
وحِلْفُ الفُضُولِ: هو أنَّ هاشِماً وزُهْرَةَ وتَيْماً دَخَلوا على عبدِ اللهِ بنِ جُدْعانَ، فَتَحالَفوا بينهم على دَفْعِ الظُّلْمِ، وأخْذِ الحَقِّ من الظالمِ، سُمِّي بذلك لأنَّهم تَحالَفوا أن لا يَتْرُكوا عند أحدٍ فَضْلاً يَظْلِمُه أحداً، إلا أخذوه له منه.

دَهْدَقَهُ

دَهْدَقَهُ: كسَرَه،
وـ اللَّحْمَ دَهْدَقَةً وَدَِهْداقاً، ويُكْسَرُ: قَطَعَهُ وكسَرَ عِظامَهُ،
وـ البَضْعَةُ: دارَتْ في القِدْرِ إذا غَلَتْ.
والدَّهْداقُ: غَلَيانُها، وأسْوَأُ الضَّحِكِ، ومَشْيٌ فَوْقَ العَنَقِ.

الوجوب

الوجوب:
[في الانكليزية] Necessity ،obligation
[ في الفرنسية] Necessite ،obligation
بالضم وتخفيف الجيم في اللغة هو الثبوت وفي العرف هو الاستحسان والأولوية، يقال يجب أي يستحسن ويسمّى بالوجوب العرفي والاستحساني، ويقابله الوجوب العقلي والشرعي. أمّا الوجوب العقلي فقال المتكلّمون والحكماء الوجوب والإمكان والامتناع قد تطلق على المعاني المصدرية الانتزاعية وتصوّراتها بالكنه ضرورية إذ ليس كنهها إلّا هذه المعاني الثلاثة المنتزعة الحاصلة في الذّهن، فإنّ كلّ عاقل غير قادر على الكسب يتصوّر حقيقتها كوجوب حيوانية الإنسان وإمكان كاتبيته وامتناع حجريته وتصوّر الحصّة يستلزم تصوّر الطبيعة ضرورة أنّها طبيعة مقيّدة، ومن عرّفها فلم يزد على أن يقول الواجب ما يمتنع عدمه أو لا يمكن عدمه، فإذا قيل له ما الممتنع؟ قال: ما يجب عدميا وما لا يمكن وجوده. وإذا قيل له ما الممكن؟ قال: ما لا يجب وجوده أو ما لا يمتنع وجوده ولا عدمه فيأخذ كلا من الثلاثة في تعريف الآخر وأنّه دور، وعلى هذا القياس الوجوب والإمكان والامتناع. فإن قلت قد عرف الواجب بالممكن العام ثم عرّف الممكن الخاص بالواجب فلا دور. قلت الإمكان العام والخاص حصّة من الإمكان المطلق بهذا المعنى وكذا مشتقّ كلّ منهما حصّة من مشتقّه، وخفاء الحصّة إنّما هو لخفاء الطبيعة. نعم لو عرف الوجوب بالمعنى الآتي مثلا بالإمكان والامتناع بهذا المعنى لم يلزم الدور. وقد تطلق على المعاني التي هي منشأ لانتزاع المعاني المصدرية، والظاهر أنّ تصوّراتها نظرية، ولذا اختلف في ثبوتها واعتباريتها، والظاهر أنّ المبحوث عنها في فنّ الكلام هذه المفهومات بمعنى مصداق الحمل والمبحوث عنها في المنطق بالمعاني المصدرية، والمشهور أنّ المبحوث عنها في فنّ الكلام هي التي جهات القضايا في المنطق، لكن في قضايا مخصوصة محمولاتها وجود الشيء في نفسه، فإنّه إذا أطلق المتكلّمون الواجب والممكن والممتنع أرادوا بها الواجب الوجود والممكن الوجود والممتنع الوجود. ثم الوجوب أي بمعنى مصداق الحمل ومنشأ الانتزاع يقال على الواجب باعتبار ما له من الخواص لا بالمعنى المصدري، فإنّه إذا كان الوجوب مقولا على الواجب ومحمولا عليه باعتبار هذه الخواص فهذه الخواص منشأ لانتزاعه ومصداق لحمله. الأولى استغناء في وجوده عن الغير وقد يعبّر عنها بعدم احتياجه أو بعدم توقّفه فيه على غيره. والثانية كون ذاته مقتضية لوجوده اقتضاء تاما. والثالثة الشيء الذي به يمتاز الذات عن الغير فالمعنيان الأوّلان أمران نسبيان بتاء على أنّ المراد منهما كون وجود الواجب عين ذاته، إلّا أنّ الأول منهما عدمي والثاني ثبوتي. ثم النظر الدقيق يحكم بأنّ كلاهما أمران ثبوتيان لرجوعهما إلى نحو وجود الواجب وخصوصية ذاته فالخاصة الثالثة كما أنّها غير الذات بحسب المفهوم وعينها بحسب ما هو المراد منها كذلك الأولى والثانية إلّا أن يبنى ذلك على مذهب المتكلّمين، ويحمل العينية على حمل المواطأة مطلقا، وبهذا التقرير اندفع ما قيل الخاصة الثانية لا تصدق عليه تعالى على مذهب الحكماء القائلين بغيبة الوجود، هذا هو المستفاد من كلام مرزا زاهد في حاشية شرح المواقف، وهذا تحقيق تفرّد به. والمستفاد من كلام مولانا عبد الحكيم أنّ الوجوب الذي يقال على الواجب باعتبار تلك الخواص هو الوجوب بالمعنى المصدري يعنى أنّ الوجوب بالمعنى الضروري كيفية نسبة الوجود فهو صفة للنسبة ولا يوصف به ذاته تعالى وإلّا لكان وصفا بحال متعلّقه، بل إنّما يوصف به باعتبار استعماله في أحد تلك المعاني التي تختصّ بذاته تعالى لكون هذه المفهومات لازمة لذلك المعنى الذي هو صفة للنسبة، إمّا بطريق المجاز أو الاشتراك وإطلاق الوجوب على المعنيين الأوّلين ظاهر.
وأمّا إطلاقه على الثالث فإمّا بتأويل الواجب أو إرادة مبدأ الوجوب إذ ليس الوجوب بالمعنى الثالث قائما بذاته تعالى حتى يوصف بما يشتقّ منه، بل هو محمول عليه مواطأة، فلا بدّ من أحد التأويلين، وعلى التأويلين يكون الوجوب عبارة عن كون الشيء بحيث يمتاز عن غيره، وهذه الخواص متغايرة مفهوما لكنها متلازمة، إذ متى كان ذاته كافيا في اقتضاء وجوده لم يحتج في وجوده إلى غيره وبالعكس، ومتى وجد أحد هذين الأمرين وجد ما به يتميّز الذات عن الغير وبالعكس. قال شارح التجريد ما حاصله إنّ الوجوب بالمعنى الأول أي بمعنى الاستغناء عن الغير صفة للوجود وبالمعنى الثاني أي بمعنى اقتضاء الذات للوجود صفة للذات بالقياس إلى الوجود وهو لا يتصوّر إلّا في ذات مغايرة للوجود، فهو عند الحكماء القائلين بعينية الوجود ليس بمتحقّق إذ الشيء لا يقتضي نفسه، ومعنى ذلك الاقتضاء عدم انفكاك الوجود عن الذات، لا أن يكون هناك اقتضاء وتأثير فإنّ ذات البارئ لمّا وجب اتصافه بالوجود ولم يجز أن لا يتصف به لم يكن هناك علّة بها يصير متصفا بالوجود إذ شأن العلّة ترجيح أحد المتساويين على الآخر، فإذا لم يكن هناك طرفان متساويان، فأي حاجة إلى العلّة. ولهذا قال بعض المحقّقين صفات الواجب تعالى لا تكون آثارا له وإنّما يمتنع عدمها لكونها من لوازم الذات. وتوضيح ما قلنا هو أنّ مراتب الوجود في الموجودية بحسب التقسيم العقلي ثلاث لا مزيد عليها، أدناها الموجود بالغير أي الذي يوجده غيره، فهذا الموجود له ذات ووجود مغاير له وموجد مغاير لهما، فإذا نظر إلى ذاته مع قطع النظر عن موجده أمكن في نفس الأمر انفكاك الوجود عنه، ولا شكّ أنّه يمكن تصوّر انفكاكه عنه أيضا. فالتصوّر والمتصوّر كلاهما ممكن، وهذا حال الماهيات الممكنة كما هو المشهور. وأوسطها الموجود بالذات بوجود هو غيره أي الذي يقتضي ذاته وجوده اقتضاء تاما يستحيل معه انفكاك الوجود عنه فهذا الموجود له ذات ووجود مغاير له فيمتنع انفكاك الوجود عنه بالنّظر إلى ذاته، لكن يمكن تصوّر هذا الانفكاك فالمتصوّر محال والتصوّر ممكن، وهذا حال الواجب تعالى عند جمهور المتكلّمين. وأعلاها الموجود بالذات بوجود هو عينه أي الذي وجوده عين الذات فهذا الموجود ليس له وجود مغاير للذات فلا يمكن تصوّر انفكاك الوجود عنه بل الانفكاك وتصوّره كلاهما محال، وهذا حال الواجب تعالى عند جمهور الحكماء. وهذه المراتب مثل مراتب المضيء كما سبقت في محله. قال الصادق الحلواني في حاشية الطيبي: وجوب الوجود عند الحكماء استغناؤه تعالى في الموجودية في الخارج عن غيره. وعند المتكلّمين اقتضاء ذاته وجوده اقتضاء تاما. ومن هاهنا تسمعهم يقولون في الواجب تارة هو ما يستغني في موجوديته عن غيره وأخرى هو ما يقتضي ذاته وجوده اقتضاء تاما، وقد يفسّر بما يكون وجوده ضروريا بالنظر إلى ذاته انتهى.
ومآل التفسير الثالث مع الثاني واحد كما لا يخفى.
اعلم أنّ هذه الثلاثة قد تؤخذ بحسب الذات كما عرفت والقسمة أي قسمة كيفية نسبة المحمول إلى الموضوع إلى هذه الثلاثة حينئذ قسمة حقيقية حاصرة بأن يقال نسبة كلّ محمول سواء كان وجودا أو غيره إلى موضوعه، سواء كانت النسبة إيجابية أو سلبية لا يخلو ذات الموضوع إمّا أن يقتضي تلك النسبة أو لا، وعلى الثاني إمّا أن يقتضي نقيض تلك النسبة أو لا، والأول هو الوجوب والثاني هو الامتناع والثالث هو الإمكان، ولا يمكن انقلاب أحد هذه الثلاثة بالآخر بأن يزول أحدهما عن الذات ويتّصف الذات بالآخر مكانه، فيصير الواجب بالذات ممكنا بالذات وبالعكس لأنّ ما بالذات لا يزول، وقد يؤخذ الوجوب والامتناع بحسب الغير إذ لا ممكن بالغير فالوجوب بالغير هو الذي للذات باعتبار غيره، وهكذا الامتناع بالغير وحينئذ القسمة مانعة الجمع لاستحالة اجتماع الوجود والعدم في ذات دون الخلوّ لانتفائهما عن كلّ من الواجب والممتنع بالذات، ويمكن انقلابهما إذ الواجب بالغير قد يعدم علّته فيصير ممتنعا بالغير، وكذا الممتنع بالغير قد يوجد علّته فيصير واجبا بالغير فالوجوب شامل للذاتي والغيري، وكذا الامتناع والوجوب بالغير والامتناع بالغير إنّما يعرضان للممكن بالذات، وأمّا الواجب بالذات فيمتنع عروض الوجوب بالغير له وإلّا لتوارد علّتان مستقلتان أعني الذات والغير على معلول واحد شخصي هو وجوب ذلك الوجوب، وكذا عروض الامتناع بالغير له وإلّا لكان موجودا ومعدوما في حالة، وعلى هذا القياس الممتنع بالذات. والتحقيق أنّه إن أريد بالإمكان بالغير أن لا يقتضي الغير وجود الماهية ولا عدمها كما أنّ الوجوب بالغير أن يقتضي الغير وجوبها والامتناع بالغير أن يقتضي الغير عدمها، فلا شكّ أنّه لا ينافي الوجوب الذاتي ولا الامتناع الذاتي، وإن أريد بالإمكان بالغير أن يقتضي الغير تساوي نسبة الماهية إلى الوجود والعدم فلا كلام في أنّه ينافي الوجوب والامتناع الذاتيين وكذا الإمكان الذاتي للزوم توارد العلتين على معلول واحد. ثم الإمكان إنّما يعرض للماهية من حيث هي لا مأخوذة مع وجودها ولا مع عدمها ولا مع وجود علّتها وعدمها، أمّا إذا أخذت الماهية مع الوجود فإنّ نسبتها حينئذ إلى الوجود بالوجوب ويسمّى ذلك وجوبا لاحقا، وإذا أخذت مع العدم فنسبتها إلى الوجود حينئذ يكون بالامتناع لا بالإمكان ويسمّى ذلك امتناعا لاحقا، وكلاهما يسمّى ضرورة بشرط المحمول، وإذا أخذت مع وجود علّتها كانت واجبة ما دامت العلّة موجودة ويسمّى ذلك وجوبا سابقا وإذا اخذت مع عدم علتها كانت ممتنعة ما دامت العلّة معدومة ويسمّى ذلك امتناعا سابقا. فكلّ وجود محفوف بوجوبين سابق ولاحق وكلاهما وجوب بالغير، وكلّ معدوم محفوف بامتناعين سابق ولاحق وكلاهما امتناع بالغير.
فائدة:
قال بعض المتكلّمين الواجب والقديم مترادفان لكنه ليس بمستقيم المقطع بتغاير المفهومين، إنّما النزاع في التساوي بحسب الصدق. فقيل القديم أعمّ لصدقه على صفات الواجب وبعض المتأخّرين كالإمام حميد الدين الضريري ومن تبعه صرّحوا بأنّ الواجب الوجود لذاته هو الله تعالى وصفاته، وأوّله البعض بأنّ معناه أن الصفات واجبة الواجب أي لا تفتقر إلى غير الذات، لكن هذا لا يوافق استدلالهم. بأنّ كلّ ما هو قديم لو لم يكن واجبا لذاته لكان جائز العدم في نفسه فيحتاج في وجوده إلى مخصّص فيكون محدثا، إذ لا نعني بالمحدث إلّا ما يتعلّق وجوده بإيجاد شيء آخر.
وقيل منشأ هذا القول إمّا التلبيس خوفا من القول بإمكان الصفات الموجب لحدوثها على أصلهم من أنّ كلّ ممكن حادث، وهو أن يقال لمّا كان الواجب لذاته بمعنيين الواجب بحقيقته بأن تكون ضرورة وجوده ناشئة من حقيقته، والواجب بموصوفه بأن تكون ضرورة وجوده ناشئة من اقتضاء موصوفه لوجوده واستقلاله به وضع أحدهما مكان الآخر في القول بأنّ الصفات واجبة لذواتها، حتى لو سئل هل الصفات واجبة لذواتها لم يكن للقائل أن يجيب عنه بنعم، ويظهر أمر التلبيس، وإمّا الالتباس بأن يقال لمّا كان اقتضاء الواجب وجوده جعل وجوده واجبا توهّم مثلا أنّ اقتضاء العلم مثلا يقتضي كون العلم واجبا، فرّق بينهما بأنّ اقتضاء الواجب وجوده لوجوب غذائه في وجوده عن وجود غيره، واقتضاؤه وجود العلم بوجوب احتياج العلم إلى وجود غيره انتهى.
فائدة:
الإمكان أيضا يقال على الممكن باعتبار ما له من الخواص الأولى احتياجه في وجوده إلى غيره، والثانية عدم اقتضاء ذاته وجوده أو عدمه، والثالثة ما به يمتاز ذات الممكن عن الغير فإمّا أن يراد بالإمكان بمعنى مصداق الحمل والمراد بالخاصتين الأوليين زيادة الوجود على الماهية فهما ترجعان إلى خصوصية الذات، ونحو تقرّرها على قياس الوجوب فكما أنّ الوجوب بمعنى مصداق الحمل نفس ذات الواجب كذلك الإمكان بهذا المعنى نفس ذات الممكن. وإمّا بالمعنى المصدري والحال في تغايرها وتلازمها كما عرفت في الوجوب، وهكذا الامتناع يطلق باعتبار الخواص على الممتنع، إلّا أنّه لا كمال في معرفته، ولذا تركوا بيانه. وأمّا الوجوب الشرعي فقد اختلفت العبارات في تفسيره، فقيل هو حكم بطلب فعل غير كفّ ينتهض تركه في جميع وقته سببا للعقاب، وذلك الفعل المطلوب يسمّى واجبا، فالوجوب قسم من الحكم والواجب قسم من الأفعال وما وقع في عبارة البعض من أنّ الواجب والمندوب ونحوهما أقسام للحكم ليس على ظاهر. فبقيد الطلب خرج الإباحة والوضع. وقوله غير كفّ يخرج الحرمة لأنّها أيضا طلب فعل لكنه فعل هو كفّ، وهذا إشارة إلى الخلاف الواقع بين الأصوليين من أنّ المراد بالنهي هو نفي الفعل أو فعل الضدّ، فقال أبو هاشم بالأول والأشعري بالثاني. وبالجملة فمن يقول بأنّ الكفّ فعل يعرف الوجوب بما مرّ والحرمة بأنّها حكم بطلب الكفّ عن فعل ينتهض ذلك الفعل سببا للعقاب. وأمّا من يقول بأنّ الكفّ نفي فعل فيطرح من حدّ الوجوب قيد غير كفّ ويقول الوجوب حكم بطلب فعل ينتهض تركه الخ، والحرمة حكم بطلب نفي فعل ينتهض فعله سببا للعقاب، وكذا يخرج الكراهة لأنّها طلب كفّ لا فعل عند من يقول بأنّ الكفّ فعل، وأمّا عند من لا يقول به فيخرج بقيد ينتهض، إذ فعلها وتركها كلّ منهما لا ينتهض سببا للعقاب. ثم قوله ينتهض يخرج النّدب. وقوله في جميع وقته ليشتمل الحدّ الواجب الموسع إذ تركه ليس سببا للعقاب إلّا إذا ترك في جميع الوقت، وفيه أنّه لو لم يذكره لما لزم الخلل لأنّ انتهاض تركه سببا في الجملة لا يوجب انتهاضه دائما، فالواجب الموسع داخل فيه حينئذ أيضا. والمراد بسببية الفعل للثواب والعقاب أنّه من الأمارات الدّالة عليه والأسباب العادية له لا السبب الموجب له عقلا كما ذهب إليه الأشعري. قيل يلزم أن لا يكون الصوم واجبا لأنّ صوموا طلب لفعل هو كفّ. وأجيب بمنع كونه كفّا لأنّ جزءه أعني النية غير كفّ. قيل يرد عليه كفّ نفسك عن كذا فإنّه إيجاب ولا يصدق عليه أنّه طلب فعل غير كفّ ويصدق عليه أنّه طلب كفّ عن فعل ينتهض ذلك الفعل سببا للعقاب مع أنّه ليس بتحريم. وأجيب بأنّ الحيثية معتبرة، فالمراد أنّ الوجوب طلب يعتبر من حيث تعلّقه بفعل والحرمة طلب يعتبر من حيث تعلّقه بكفّ عن فعل، فيكون اكفف عن فعل كذا من حيث تعلّقه بالكفّ إيجابا، وبالفعل المكفوف عنه تحريما، ولكنه حينئذ لم يكن قوله غير كفّ محتاجا إليه ويكفي أن يقال طلب فعل ينتهض تركه الخ، اللهم إلّا أن يقصد زيادة الوضوح والتنبيه.
اعلم أنّ الوجوب والإيجاب متحدان ذاتا مختلفان اعتبارا وقد سبق في لفظ الحكم. وقيل الواجب ما يعاقب تاركه، وردّ بأنّه يخرج عنه الواجب المعفو عن تركه. وقيل ما أوعد بالعقاب على تركه ليندفع ذلك لأنّ الخلف في الوعيد جائز وإن لم يجز في الوعد كما ذهب إليه بعض المتكلّمين. وأمّا عند من لم يجوّز ذلك فالنقض عنده بحاله. وقيل ما يخاف العقاب على تركه وهو مردود بما شكّ في وجوبه ولا يكون واجبا في نفسه فإنّه يخاف العقاب. وقال القاضي أبو بكر ما يذمّ شرعا تاركه بوجه ما، والمراد بالذمّ نصّ الشارع به أو بدليله إذ لا وجوب إلّا بالشرع، وقال بوجه ما ليدخل الواجب الموسع فإنّه يذمّ تاركه إذا تركه في جميع وقته لا في بعض الوقت، وكذا فرض الكفاية فإنّه يذمّ تاركه إذا لم يقم به غيره. ويرد عليه صلاة النّائم والناسي وصوم المسافر لأنّه يصدق على كلّ منها لأنّه يذمّ تاركه على تقدير عدم القضاء بعد التذكّر والتنبه والإقامة. وأجيب بأنّ المراد أنّه يذمّ تاركه من حيث إنّه تارك وباعتبار ذلك الترك وإلّا فيصدق على كلّ فعل أنّه يذم تاركه على تقدير تركك الفرض معه، وفي الصلاة المذكورة ليس الذمّ على ترك الصلاة حال النسيان والنوم والصوم حال السفر بل على ترك القضاء. وإن شئت الزيادة فارجع إلى العضدي وحواشيه.
اعلم أنّ جميع التعاريف للمواجب بالمعنى الأعم الشامل للقطعي والظّنّي على ما ذهب إليه جمهور الأصوليين. وأمّا عند الحنفية القائلين بتخصيصه بالظّنّي فيقال الواجب ما ثبت بدليل ظنّي واستحقّ الذّمّ على تركه مطلقا من غير عذر، وقد سبق في لفظ الفرض. والواجب عند المعتزلة فيما يدرك جهة حسنه أو قبحه بالعقل هو ما اشتمل تركه على مفسدة وقد سبق في لفظ الحسن.
اعلم أنّهم قد يقولون نفس الوجوب وقد يقولون وجوب الأداء فلا بدّ من بيان الفرق، فنقول: الوجوب في عرف الفقهاء على اختلاف العبارات في تفسيره يرجع إلى كون الفعل بحيث يستحقّ تاركه الذّمّ في العاجل والعقاب في الآجل. فمن هاهنا ذهب جمهور الشافعية إلى أنّه لا معنى له إلّا لزوم الإتيان بالفعل وأنّه لا معنى للوجوب بدون وجوب الأداء، بمعنى الإتيان بالفعل أعمّ من الأداء والقضاء والإعادة، فإذا تحقّق السبب ووجد المحل من غير مانع تحقّق وجوب الأداء حتى يأثم تاركه ويجب عليه القضاء، وإن وجد في الوقت مانع شرعي أو عقلي من حيض أو نوم أو نحو ذلك فالوجوب يتأخّر إلى زمان ارتفاع المانع، وحينئذ افترقوا ثلاث فرق. فذهب الجمهور إلى أنّ الفعل في الزمان الثاني قضاء بناء على أنّ المعتبر في وجوب القضاء سبق الوجوب في الجملة لا سبق الوجوب على ذلك الشخص، فعلى هذا يكون فعل النائم والحائض ونحوهما قضاء. وبعضهم يعتبر سبق الوجوب عليه حتى لا يكون فعل النائم والحائض ونحوهما قضاء لعدم الوجوب عليهم بدليل الإجماع على جواز الترك.
وبعضهم يقول بالوجوب عليهم بمعنى انعقاد السبب وصلاحية المحل وتحقّق اللزوم لولا المانع ويسمّيه وجوبا بدون وجوب الأداء، وليس هذا إلّا تغيير عبارة بالنسبة إلى مذهب الحنفية لأنّ مرادهم بتحقّق اللزوم تحقّق لزوم الأداء لولا المانع، فإذا وجد المانع لم يتحقّق وجوب الأداء، وقد قالوا بالوجوب عليهم عند المانع. وأمّا الحنفية فذهب بعضهم إلى أنّه لا فرق بين الوجوب ووجوب الأداء في العبادات البدنية حتى أنّ الشيخ المحقّق أبا المعين بالغ في ردّه وادّعى أنّ استحالته غنية عن البيان. ثم قال إنّ الشارع أوجب على من مضى عليه الوقت وهو نائم مثلا بعد زوال النوم ما كان يوجبه في الوقت لولا النوم بشرائط مخصوصة، ولم يوجب ذلك في باب الصبي والكفر، وهو يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد. وأوجب الصوم على المريض والمسافر معلّقا باختيارهما الوقت تخفيفا ومرحمة، فإن اختار الأداء في الشهر كان الصوم واجبا فيه وإن أخّراه إلى الصحة والإقامة كان واجبا بعدهما، وهذا بخلاف الواجب المالي فإنّ فيه شيئين إذ الواجب هو المال والأداء فعل في ذلك المال، فيجب على الولي أداء ما وضع في ذمّة الصبي من المال كما لو وضع في بيت الصبي مال معيّن. وأما الذاهبون إلى الفرق فمنهم من اكتفى بالتمثيل فقال نفس وجوب الثمن بالبيع ووجوب الأداء بالمطالبة. وذهب صاحب الكشف إلى أنّ نفس الوجوب عبارة عن اشتغال الذمة بوجود الفعل الذهني ووجوب الأداء عبارة عن إخراجه من العدم إلى الوجود الخارجي، ولا شكّ في تغايرهما. ولذا لا يتبدّل ذلك التصوّر بتبدّل الوجود الخارجي بالعدم بل يبقى على حاله، وكذا في المالي أصل الوجوب لزوم مال تصوّر في الذمة ووجوب الأداء إخراجه من العدم إلى الوجود الخارجي، إلّا أنّه لمّا لم يكن في وسع العبد ذلك أقيم مال آخر من جنسه مقامه في حقّ صحة الأداء والخروج عن العهدة وجعل كأنّه ذلك المال الواجب، وهذا معنى قولهم:
الدّيون تقضى بأمثالها لا بأعيانها، فظهر الفرق بين الفعل وأداء الفعل، هذا كلامه. والمراد بالفعل الذّهني أنّه أمر عقلي لا وجود له في الخارج لا أنّه شرط في اشتغال الذّمة به أن يتصوّره من عليه الوجوب أو غيره. وفي تفسير وجوب الأداء بالإخراج تسامح، والمراد لزوم الإخراج. وذهب صدر الشريعة إلى أنّ نفس الوجوب هو اشتغال الذّمة بفعل أو مال ووجوب الأداء لزوم تفريغ الذمة عمّا اشتــغلت به، وتحقيقه أنّ للفعل معنى مصدريا وهو الإيقاع ومعنى حاصلا بالمصدر وهو الحالة المخصوصة، فلزوم وقوع تلك الحالة هو نفس الوجوب ولزوم إيقاعها وإخراجها من العدم إلى الوجود هو وجوب الأداء، وكذا في المالي لزوم المال وثبوته في الذّمة نفس الوجوب ولزوم تسليمه إلى من له الحقّ وجوب الأداء، فالوجوب في كلّ منهما صفة لشيء آخر فافترقا في المعنى. ثم إنّهما يفترقان في الوجود أيضا.
أمّا في البدني فكما في صلاة النائم والناسي وصوم المسافر والمريض، فإنّ وقوع الحالة المخصوصة التي هي الصلاة والصوم لازم نظرا إلى وجود السبب وأهلية المحلّ وإيقاعها من هؤلاء غير لازم لعدم الخطاب وقيام المانع.
وأمّا في المالي فكما في الثمن إذا اشترى الرجل شيئا بثمن غير مشار إليه بالتعيين فإنّه يجب في الذمة الامتناع البيع بلا ثمن ولا يجب أداؤه إلّا بعد المطالبة. وإن شئت زيادة التوضيح فارجع إلى التوضيح والتلويح وحواشيه.

التقسيم:
للواجب تقسيمات باعتبارات. الأول باعتبار فاعله ينقسم إلى فرض عين وفرض كفاية. ففرض الكفاية واجب يحصل منه الغرض بفعل بعض المكلّفين، أيّ بعض كان، وفرض العين بخلافه، مثال الكفاية الجهاد فإنّ الغرض منه حراسة المؤمنين وإذلال العدو وإعلاء كلمة الحقّ وذلك حاصل بوجود الجهاد من أيّ فاعل كان، وكذا إقامة الحجج ودفع الشبه إذ الغرض منها حفظ قواعد الدين من أن تزلزلها شبه المبطلين، وحصوله لا يتوقّف إلّا من صدوره من فاعل ما، ومثل هذا لا يتعلّق بكلّ واحد من الأعيان بحيث لا يسقط بفعل البعض لاقتضائه إلى إلزام ما لا حاجة إليه، ولا ببعض معيّن لأدائه إلى الترجيح من غير مرجّح، فتعيّن أن يتعلّق وجوبه بالكلّ على وجه يسقط بفعل البعض أو يتعلّق ببعض غير معيّن. ومثال فرض العين الصلاة والصوم. وبالجملة ففرض العين ما وجب على كلّ واحد واحد من آحاد المكلّفين وفرض الكفاية ما وجب على بعض غير معيّن أو على الكلّ بحيث لو فعل البعض سقط عن الباقين. والثاني باعتبار نفسه إلى معيّن ومخيّر، فالمعيّن ما ثبت بالأمر بواحد معيّن كما يقال سلّ أو يقال أوجبت عليك الصلاة، والمخيّر ما ثبت بالأمر بواحد مبهم من أمور مبهمة ولا فائدة فيه أصلا. فالواجب واحد من تلك الأمور المبهمة يعيّنه فعل المكلّف ولا يعيّنه قوله بأن يقول عيّنت كذا وهذا هو مذهب الفقهاء. وذهب الجبّائي وابنه أنّ الكل واجب على التخيير وفسّره البعض بأنّه لا يجوز الإخلال بجميعها ولا يجب الإتيان به، وللمكلّف أن يختار أيا ما كان وهو بعينه مذهب الفقهاء، ولكنه ما ذهب إليه بعض المعتزلة من أنّه يثاب ويعاقب على كلّ واحد ولو أتى بواحد سقط عنه الباقي بناء على أنّ الواجب واحد معيّن عند الله دون المكلّف، ويسقط بفعله أي بفعل ذلك الواحد المعيّن أو بفعل غيره.
والثالث باعتبار وقته إلى مضيّق وموسّع فإنّ زمان الواجب إن كان مساويا له سمّي واجبا مضيّقا كالصوم ووقته يسمّى معيارا، وإن كان زائدا عليه يسمّى واجبا موسّعا كالظهر وقته يسمّى ظرفا، ولا يجوز كون الوقت ناقصا عنه إلّا لغرض القضاء، كما إذا طهرت وقد بقي من الوقت مقدار ركعة فذهب الجمهور من الشافعية والحنفية والمتكلّمين إلى أنّ جميعه وقت للأداء.
وقال القاضي الباقلاني إنّ الواجب الفعل في كلّ جزء ما لم يتضيّق الوقت أو العزم على الفعل، لكن الفعل أصل، وإنّما يجوز تركه ببدل وهو العزم وآخره متعيّن للفعل. ومن الشافعية من عيّن أوله للأداء فإن أخّره فقضاء. ومن الحنفية من عكس وقال آخر الوقت متعيّن للأداء فإن قدّمه فهو نفل يسقط به الفرض كتعجيل الزكاة قبل وقوعها. والرابع باعتبار مقدّمة وجوده إلى مطلق ومقيّد، فالمطلق ما لا يتوقّف وجوبه على مقدّمة وجوده من حيث هو كذلك والمقيّد بخلافه، وفي اعتبار الحيثية إشارة إلى جواز كون الشيء واجبا مطلقا بالقياس إلى المقدّمة ومقيّدا بالقياس إلى أخرى، فإنّ الصلاة بل التكاليف بأسرها موقوفة على البلوغ والعقل فهي بالقياس إليهما مقيّدة، وأمّا بالإضافة إلى الطهارة فواجبة مطلقا. وقد فسّر الواجب المطلق بما يجب في كلّ وقت وعلى كلّ حال فنوقض بالصلاة، فزيد كلّ وقت قدّره الشارع فنوقض بصلاة الحائض، فزيد إلّا لمانع وهذا لا يشتمل غير المؤقتات ولا مثل الحج والزكاة في إيجاب ما يتوقّف عليه من الشروط والمقدّمات. وان شئت توضيح المقام فارجع إلى العضدي وحواشيه.
الوجوب: الشرعي ما يستحق تاركه الذم والعقاب.

التّناثر

التّناثر:
[في الانكليزية] Scattering ،dispersal ،falling of the hair
[ في الفرنسية] Eparpillement ،dispersion ،chute des cheveux
بالثاء المثلّثة لغة مصدر من باب التفاعل بمعنى السقوط. وعند الأطباء هو سقوط الشعر لضعف نباته كما يكون عقيب الأمراض المتطاولة فيقل البخار المتولّد منه الشعر أو ينعدم بسبب تقليل الغذاء، وبسبب أنّ الطبيعة اشتــغلت بمقاومة المرض عن تدبير الشعر وحفظه عن التناثر. وقد يفرّق بين التناثر والتمرّط بأنّ التناثر يكون متفرقا والتمرّط يأخذ موضعا مجتمعا، كذا في بحر الجواهر.

جَدب

جَدب
: (الجَدْبُ: المَحْلُ) نقيضُ الخُصْبِ (: والعَيْبُ) فَهُوَ مُشْتَرَكٌ أَو مجازٌ كَمَا أَوْمأَ إِليه الرَّاغِبُ، قَالَه شيخُنَا، وجَدَبَ الشيْءَ (يَجْدُبُهُ) كيَنْصُرُهُ (ويَجْدِبُهُ) كيَضْرِبُه: عَابَهُ وذَمَّهُ، الوَجْهَانِ عنِ الفَرّاءِ، واقْتَصَرَ ابنُ سيدَه على الثَّانِي، وَفِي الحَدِيث (جَدَبَ لَنَا عُمَرُ السَّمَر بعْدَ عَتَمَةِ) أَي عَابَهُ وذَمَّهُ، وكُلُّ عَائِبٍ فَهُوَ جَادِبٌ، قَالَ ذُو الرُّمّة:
فَيَا لَكَ مِنْ خَدَ أَسِيلٍ وَمَنْطِقٍ
رَخِيمٍ ومِنْ خَلْقٍ تَعَلَّلَ جَادِبُهْ
كَذَا فِي (الْمُحكم) ، يقُولُ: لَمْ يَجهدْ فِيهِ مَقَالاً وَلاَ يَجِد عَيْباً يَعِيبُه فَيَتَعَلَّلُ بالباطلِ، وبالشيءٍ يقولُه وَلَيْسَ بعَيْبٍ (والجَادِبُ: الكَاذِبُ، فِي (الْمُحكم) : قَالَ صاحبُ الْعين: وَلَيْسَ لَهُ فِعْلٌ، قَالَ: وَهُوَ تَصْحِيفٌ، قَالَ أَبو زيد: وأَما الجَادِبُ بِالْجِيم: العَائِبُ.
(والجُنْدُبُ) بِضَم الدَّال (والجُنْدَبُ) بِفَتْحِهَا مَعَ ضمّ أَوّلهما (والجِنْدَبُ كدِرْهَمٍ) ، حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ فِي الثُّلاَثِيِّ، وفسّره السِّيرَافِيُّ بأَنه الجُنْدُب، كَذَا فِي (الْمُحكم) ، وَهِي أَضْعَفُ لُغَاتِه، لأَنه وَزْنٌ قليلٌ، حَتَّى قَالَ أَئمّةُ الصَّرْفِ: إِنه لم يَرِدْ مِنْهُ إِلا أَلفاظ أَرْبَعَة، وَهُوَ الَّذِي نقلَه الجوهريُّ عَن الخَليل، قَالَ شيخُنَا: ثمَّ اختلفَ الصرفيّونَ فِي نونه إِذا كَانَ مَفْتُوح الثَّالِث، فَقيل: إِنها زَائِدَة، لفَقْدِ فُعْلَلٍ، وَقيل: أَصليّة، وَهُوَ مُخَفَّفٌ من الضَّمّ، والأَول أَظهَرُ، لتصريحهم بِزِيَادَة نونه فِي جَمِيع لُغَاته، وَفِي كَلَام الشَّيْخ أَبي حَيَّانَ أَن نونَ جُنْدب وعُنْصَل وقُنْبَر وخُنْفَسٌ زائدةٌ، لفَقْدِ فُعْلَلٍ، وَلُزُوم هَذِه النُّون البنَاءَ، إِذ لَا يكون مكانَه غيرُه من الأُصول، ولمجيء التضعيفِ فِي قُنْبَر، وأَحَدُ المُضَعَّفَيْنِ زائدٌ، وَمَا جُهِلَ تصريفُه محمولٌ على مَا ثَبَتَ تصريفُه، وإِذَا ثَبَتَتِ الزيادةُ فِي جُنْدَبِ بِفَتْح الدَّال، ثَبَتَتْ فِي مَضْمُومِهَا ومَكْسُورِ الجِيمِ مفتوحِ الدالِ، لأَنهما بِمَعْنى هَذَا كَلَام أَبي حَيَّان، ومثلُه فِي المُمْتعِ، انْتهى كَلَام شَيخنَا: جَرَادٌ م) وَقَالَ اللحْيَانيّ: هُوَ دَابَّةٌ، وَلم يُحَلِّهَا، كَذَا فِي (الْمُحكم) ، وَقيل: هُوَ الذَّكَرُ من الجَرَادِ، وفَسَّره السِّيرَافيّ بأَنّه الصَّدَى يَصِرُّ بِاللَّيْلِ، ويَقْفِزُ ويَطِيرُ، وَفِي (الْمُحكم) : هُوَ أَصْغَرُ منَ الصَّدَى يكونُ فِي البَرَارِيِّ، قَالَ: وإِيَّاهُ عَنَى ذُو الرمة بقوله:
كَأَنَّ رِجْلَيْهِ رِجْلاَ مُقْطِفٍ عَجِلٍ
إِذَا تَجَاوَبَ مِنْ بُرْدَيْهِ تَرْنِيمُ
وَقَالَ الأَزهَرِيّ: والعَرَبُ تقولُ: (صَرَّ الجُنْدُبُ) يُضْرَبُ لِلأَمْرِ الشَّدِيد يَشْتَدُّ حَتَّى يُقْلِقَ صَاحِبهُ، والأَصل فِيهِ أَن الجُنْدُبَ إِذا رَمِضَ فِي شِدَّةِ الحَرِّ لَمْ يَقِرَّ على الأَرْضِ وَطْأً فتَسْمَع لِرِجْلَيْهِ صَريراً، وقيلَ: هُوَ الصغيرُ من الجَرَاد.
وَفِي الصَّحَابَةِ مَن اسْمُهُ: جُنْدَبٌ أَبُو ذَرِّ الغِفَارِيُّ جُنْدَبُ بنُ جُنَادَةَ، وجُنْدَبُ ابنُ عَبْدِ الله، وجُنْدَبُ بنُ حَسَّانَ، وجُنْدَبُ بنُ زُهَير، وجُنْدَبُ بن عَمَّار وجُنْدَبُ بنُ عَمْرو، وجُنْدَبُ بنُ كَعْبٍ، وجُنْدَبُ بنُ مَكِيثِ وأَبُو نَاجِيَةَ جُنْدَبُ، رَضِي الله عَنْهُم، وَقَالَ غيرُه: هُوَ ضَرْبٌ منَ الجَرَادِ (واسْمٌ) ، وَفِي حَدِيث ابْن مَسْعُود (كانَ يصَلّي الظُّهْرَ والجَنَادِبُ تَنْقُزُ مِنَ الرِّمْضَاءِ) أَي تَثِبُ.
وجَنَادِبَةُ الأَزْدِ هُمْ جُنْدَبُ بنُ زُهَيْرٍ، وجُنْدَبُ بنُ كَعْب من بَنِي ظَبْيَانَ، وجُنْدَب بنُ عبدِ الله هُوَ جُنْدبُ الخَيرِ، وَفِي التَّابِعِينَ: جُنْدب بنُ كَعْبٍ، وجُنْدب بن سَلاَمَةَ، وجُنْدب بن الجَمَّاح وجُنْدب بن سُلَيْمَانَ. (و) يُقَال: وَقَعَ فلانٌ فِي (أُمِّ جُنْدَبٍ) إِذَا وَقَعَ فِي (الدَّاهِيَةِ، و) قيلَ (: الغَدْرِ، و) رَكِبَ فلانٌ أُمَّ جُنْدَب، إِذَا رَكبَ (الظُّلْمَ) ، الثَّلَاثَة من الْمُحكم (و) يُقَال: (وَقَعُوا فِي أُمِّ جُنْدَب، أَي ظُلمُوا) كأَنَّها اسمٌ من أَسماءِ الإِسَاءَة، وَيُقَال: وقَعَ القَوْمُ بِأُمِّ جُنْدَب، إِذا ظَلَمُوا وقَتَلوا غَيْرَ قاتلٍ، قَالَ الشَّاعِر:
قَتَلْنَا بِهِ القَوْمَ الذِينَ اصْطَلَوْا بِهِ
جِهَاراً ولمْ نَظْلمْ بِهِ أُمَّ جُنْدَبِ
أَيْ لَمْ نَقْتِلْ غَيْرَ القَاتِلِ.
وأُمُّ جُنْدَب أَيضاً بمَعْنَى الرَّمْلِ، لأَنَّ الجَرَادَ يَرْمي فِيهِ بَيْضَهُ، والمَاشي فِي الرَّمْلِ وَاقعٌ فِي شَرِّهِ.
وجُنْدَب بن خَارِجَةَ بنِ سَعْد بنِ فُطْرَةَ بنِ طَيِّىء، هُوَ الرَّابِع من وَلَد وَلَد طَيِّىء، وأُمُّهُ: جَدَيلَة بِنْت سَبيع بنِ عَمْرٍ و، مِنْ حمْيَر، وَفِيه قَالَ عَمْرُو بن الغَوْث، وَهُوَ أَوَّلُ من قَالَ الشِّعْرَ فِي طَيِّىء بَعْدَ طَيِّىء:
وإِذَا تكُونُ كَرِيهَةٌ أُدْعَى لهَا
وإِذَا يُحَاسُ الحَيْسُ يُدْعَى جُنْدَبُ
كَذَا فِي (المعجم) .
(وأَجْدَبَ الأَرْضَ: وَجَدَهَا جعدْبَةً) وَكَذَلِكَ الرجُلَ، يُقَال: نَزَلْنَا فلَانا فأَجْدَبْنَاهُ إِذا لَمْ يَقْرهِمْ (و) أَجْدَبَ (القَوْمُ، أَصَابَهُمُ الجَدْبُ) .
(و) فِي المُحْكَم: (مكَانٌ جَدْبٌ وجَدُوبٌ ومَجْدُوبٌ) : كأَنَّه على جُدِبَ وإِن لم يُسْتَعْمَلْ، قَالَ سَلاَمَةُ بن جَنْدَلٍ:
كُنَّا نَحُلُّ إِذَا هَبَّتْ شَآمِيَةٌ
بِكُلِّ وادِ حَطِيبِ البَطْنِ مَجْدُوبِ
كَذَا فِي الْمُحكم (وَجَدِيبٌ) أَي (بَيِّنُ الجُدُوبَةِ، وأَرْضٌ جَدْبَةٌ) وجَدْبٌ وَعَلِيهِ اقْتصر ابنُ سِيده: مُجْدِبَة، والجَمْعُ جُدُوبٌ، (و) قد قالُوا: (أَرَضُونَ جُدُوبٌ) ، كأَنَّهُم جعلُوا كلّ جُزْءٍ مِنْهَا جَدْباً ثمَّ جَمَعُوهُ على هَذَا، (و) أَرَضُونَ (جَدْبٌ) كالواحد، فَهُوَ على هَذَا وصفٌ للمصدر، وَالَّذِي حَكَاهُ اللحيانيّ: أَرْضٌ جُدُوبٌ، (وقَدْ جَدُبَ) المَكَانُ (كَخَشُنَ، جُدُوبَةً، وجَدَبَ) ، بِالْفَتْح، (أَجْدَبَ) رُبَاعِيًّا، والأَجْدَبُ: اسمٌ للمُجْدِب، كَذَا فِي (الْمُحكم) ، وعَامٌ جُدُوبٌ وأَرْضٌ جُدُوبٌ، وفلانٌ جَدِيبُ الجَنَابِ، وأَجْدَبَتِ السَّنَةُ: صَارَ فيهَا جَدْبٌ.
وَجَادَبَتِ الإِبلُ العَامَ مُجَادَبَةً إِذَا كانَ العَامُ مَحْلاً فصارتْ لَا تأْكل إِلاَّ الدَّرِينَ الأَسْوَدَ، دَرِينَ الثُّمَامِ، فَيُقَال لهَا حينَئذٍ: جَادَبَتْ، وَفِي (الْمُحكم) : فِي الحَدِيثِ (وكَانَتْ فِيهِ) ، وَفِي نُسْخَة: فِيهَا، ومثلُه فِي (الْمُحكم) (أَجَادِبُ) أَمْسَكَتِ المَاءَ، (قِيلَ:) هِيَ (جَمَعُ أَجْدُب) الَّذِي هُوَ (جَمْعُ جَدْب) بِالسُّكُونِ كأَكَالِبَ وأَكْلُبٍ وكَلْبٍ، قَالَ ابْن الأَثير فِي تَفْسِير الحَدِيث: الأَجَادبُ: صِلاَبُ الأَرْضِ الَّتِي تُمْسِكُ المَاءَ وَلَا تَشْرَبُه سَرِيعا، وَقيل: هِيَ الأَرْضُ الَّتِي لَا نَبَاتَ بهَا، مأْخُوذٌ من الجَدْبِ وَهُوَ القَحْطُ، قَالَ الخَطَّابِيُّ: وأَمَّا أَجَادبُ فَهُوَ غَلَطٌ وتَصْحيفٌ، وَكَأَنَّه يُرِيدُ أَنَّ اللفْظةَ أَجَارِدُ بالرَّاءِ والدالِ، قَالَ: وكذالك ذَكَره أَهْلُ اللغَةِ والغَرِيبِ، قَالَ: وَقد رُوِي أَحَادِبُ، بالحَاء المُهْمَلَةِ، قَالَ ابْن الأَثيرِ: وَالَّذِي جاءَ فِي الرِّوَايَة أَجَادِبُ بِالْجِيم، قَالَ: وَكَذَا جاءَ فِي صَحِيحَيِ البُخَارِيِّ ومُسْلِمٍ، انْتهى، قَالَ شيخُنَا: قلتُ: أَي فَلاَ يُعْتَدُّ بغيرِه، وَلَا تُرَدُّ الرِّوَاية الثابتةُ الصحيحةُ بمُجَرَّدِ الاحتمالِ والتَّخْمِينِ، ثمَّ نَقَل عَن عِيَاضٍ فِي المَشَارِق، وتَبِعَه تلميذُه ابنُ قَرَقُول فِي المطالِع: أَجَادِبُ، كَذَا رَوَيْنَاه فِي الصَّحِيحَينِ بدال مهملةٍ بِلَا خِلاَفٍ، أَي أَرْضٌ جَدْبَة غَيْرُ خِصْبَةٍ، قالُوا: هُوَ جَمْعُ جَدْب، على غيْرِ قِياسٍ، كَمَحَاسِنَ، جَمْع حَسَنٍ، ورَوَى الخَطَّابيُّ: أَجَاذِبُ، بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة، وَقَالَ بَعضهم: أَحَازِبُ بِالْحَاء والزَّاي ولَيْسَ بِشَيْءٍ، ورواهُ بعضُهُمْ: إِخَاذَاتٌ، جَمْعُ إِخَاذَةٍ، بِكَسْر الْهمزَة بعْدهَا خاءٌ مُعْجمَة مَفْتُوحَة خَفِيفَة وذال مُعْجمَة، وَهِي الغُدْرَانِ الَّتِي تُمْسكُ ماءَ السماءِ، ورواهُ بعضُهُم: أَجَارِدُ، أَي مواضعُمُتَجَرِّدَةٌ من النَّبَاتِ جَمْعُ أَجْرَدَ، انْتهى كلامُ شَيخنَا.
(و) فِي (الْمُحكم) : (فَلاَةٌ جَدْبَاءُ: مُجْدِبَةٌ) لَيْسَ بهَا قليلٌ وَلَا كثيرٌ وَلَا مَرْتَعٌ وَلَا كَلأٌ قَالَ الشَّاعِر:
أَوْفِي فعلا قَفْرٍ مِنَ الأَنِيسِ
مُجْدبَة جَدْبَاءَ عَرْبَسيس
وأَجْدَبَتِ الأَرْضُ فَهِيَ مُجْدِبَةٌ، وجَدُبَتْ.
(والمجْدَابُ) ، كمِحْرَابٍ (: الأَرْض الَّتِي لَا تنَكَادُ تُخْصِبُ) ، كالمِخْصَاب وَهِي الأَرضُ الَّتِي لَا تكادُ تُجْدبُ، وَفِي حَديثِ الاسْتِسْقَاءِ (هَلَكَت المَوَاشِي وأَجْدَبَت البِلاَدُ) أَي قَحطَتَ وغَلَتِ الأَسعار.
(وجِدَبٌّ: كَهِجَفَ) وجَدَبٌّ فِي قَول الراجز مِمَّا أَنشده سِيبَوَيْهٍ:
لَقَدْ خَشيت أَنْ أَرَى جَدَبَّا
فِي عَامنَا ذَا بَعْدَ مَا أَخْصَبَّا
فحَرَّكَ الدَّالَ بحَرَكَة البَاءِ وحذَف الأَلِفَ، (اسمٌ لِلْجَدْبِ) بِمَعْنى المَحْلِ. فِي (الْمُحكم) : قَالَ ابنُ جِنِّي: القَوْلُ فِيهِ أَنَّهُ ثَقَّلَ (البَاء) كَمَا ثَقَّلَ الَّلامَ فِي عَيْهَلّ، فِي قَوْله:
بِبَازِلٍ وَجَنَاءَ أَوْ عَيْهَلِّ
فَلم يُمْكنْه ذَلِك حَتَّى حَرَّكَ الدالَ لما كَانَت سَاكِنة لَا يَقَعُ بعدَها المُشَدَّدُ ثمَّ أَطْلَقَ كإِطلاقِه عَيْهَلّ وَنَحْوهَا، ويُرْوَى أَيْضاً: جَدْبَبَّا، وَذَلِكَ أَنه أَراد تَثْقِيلَ البَاءِ، والدَّالُ قبلهَا ساكنةٌ، فَلم يُمْكنه ذَلِك، وكَرِهَ أَيضاً تَحْرِيكَ الدَّالِ، لأَنَّ فِي ذَلِك انْتِقَاضَ الصِّيغَةِ، فَأَقَرَّهَا على سُكُونِهَا، وزادَ بعدَ البَاءِ بَاءً أُخْرَى مُضَعَّفَةً لإِقامةِ الوَزْن، وَهَذِه عبارَة الْمُحكم، وَقد أَطَالَ فِيهَا فراجِعْه، وأَغْفَلَه شيخُنا.
(ومَا أَتَجَدَّبُ أَنْ أَصْحَبَكَ) أَي (مَا أَسْتَوخِمُ) ، نَقله الصاغانيُّ.
(وأَجْدَابِيَّةُ) بتَشْديد الْيَاء التَّحْتِيَّة، لأَنَّ اليَاءَ للنسبة، وتخفيفُهَا يجوزُ أَن يكونَ إِنْ كَانَ عربيًّا جَمْع جَدْب جَمْع قِلَّة، ثمَّ نَزَّلُوه مَنْزلةَ المُفْرَدِ، لكَونه عَلَماً، فَنَسبوا إِليه ثمَّ خَفَّفُوا ياءَ النِّسبة لِكَثْرَة الاستعمالِ، والأَظهرُ أَنَّه عَجَمِيٌّ، وَهُوَ (: د قُرْبَ بَرْقَةَ) بَينهَا وَبَين طَرَابُلسِ المغربِ، بَينه وَبَين زَوِيلَةَ نحوُ شهرٍ سَيْراً، على مَا قَالَه ابْن حَوْقَلٍ، وَقَالَ أَبو عُبَيْد البكريُّ: هِيَ مدينةٌ كبيرةٌ فِي صحَرَاءَ أَرْضُهَا صفا وآبارُها مَنْقُورَةٌ فِي الصَّفَا، لَهَا بَسَاتينُ ونخلٌ، كثيرةُ الأَرَاك، وَبهَا جامعٌ حَسَنٌ بَنَاهُ (أَبو) القاسمِ بن المَهْدِيّ، وصَوْمَعَةٌ مُثَمَّنَةٌ، وحَمَّامَاتٌ، وفَنَادِقُ كَثِيرَةٌ، وأَسواقٌ حافلة، وأَهلُهَا ذَوُو يَسَارٍ، أَكثرُهم أَنْبَاطٌ ونَبْذٌ من صُرَحَاءِ لَوَاتَةَ، ولهَا مَرْسٍ ى على البَحْرِ يُعرَف بالمَادُورِ، على ثَمَانِيَةَ عَشَرَ مِيلاً مِنْهَا، وَهِي من فُتُوح عَمْرِو بنِ العَاصِ، فَتَحَهَا مَعَ بَرْقَةَ صُلْحاً على خمسةِ آلافِ دِينَارٍ، وأَسْلَمَ كثيرٌ من بَرْبَرِهَا، يُنْسَبُ إِليها أَبو إِسحاقَ إِبراهيمُ بنُ إِسماعيلَ بنِ أَحمدَ بنِ عبدِ الله الأَطْرَابُلُسِيُّ ويُعْرَفُ بابْنِ الأَجْدَابِيّ مُؤَلِّف كِتَاب كِفَايَةِ المُتَحَفِّظِ، وَغَيره كَذَا فِي (المعجم) لياقوت.
قلت: وأَبُو السَّرَايَا عامرُ بنُ حَسَّانَ بنِ فِتْيَان بنِ حَمّود بنِ سُلَيْمَان الأَجْدَابيّ الإِسْكَنْدَرِيُّ، عُرِفَ بابنِ الوَتَّارِ، من أَهل الحدِيثِ سمِعَ من أَصحاب السِّلَفِيّ، وَتُوفِّي سنة 654 كَذَا فِي ذَيْلِ الإِكمَالِ للصَّابُونِيّ.
(جَدب)
الْمَكَان جدبا يبس لاحتباس المَاء عَنهُ وَالشَّيْء عابه وذمه وَفِي الحَدِيث (جَدب لنا عمر السمر بعد عتمة)

(جَدب) الْمَكَان جدبا جَدب

(جَدب) الْمَكَان جدوبة جَدب فَهُوَ جَدب وجديب وَهِي جَدب وجدبة وجدوب

فَضَح

فَضَح
: (فَصَحَه كمنَعَه: كَشَفَ مَسَاوِيَه) . يَفضَحه فَضْحاً، وَهُوَ فِعل مجاوِزٌ من الفاضح إِلى المفضوح، (فافْتضَحَ) ، إِذَا رَكِبَ أَمْراً سيّئاً فاشتَهَرَ بِهِ. (وَالِاسْم الفَضِيَةُ والفُضُوحُ) ، كقُعُود، (والفُضُوحَة) ، بِزِيَادَة الهاءِ (بضمّهما، والفَضَاحَة، بالفَتْح، والفِضَاح، بِالْكَسْرِ) .
ورجلٌ فَضّاحٌ وفَضُوحٌ: يَفضَح النّاسَ. وَفِي مثل (الظَّمَأُ الفادِح أَهْوَنُ من الرِّيّ الفاضِح) . وَفِي حديثٍ (فُضُوحُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ مِنْ فُضُوحِ الآخِرة) وَتقول: إِذا كَانَ العُذْر وَاضحا كَانَ العِتَابُ فاضِحاً.
(والأَفْضَحُ: الأَبيَضُ لَا شَدِيدا) فِي الْبيَاض. قَالَ ابنُ مُقْبل:
فأَضحَى لَهُ جُلْبٌ بأَكْنَافِ شُرْمَةٍ
أَجَشُّ سِمَاكيٌّ من الوَبْلِ أَفضَحُ
الجِلْب: السَّحَاب، وشُرْمة: مَوضِع. والأَجشّ: الَّذِي فِي رَعْدِه غِلظٌ. والسِّمَاكيّ: الَّذِي مُطِرَ بنَوْءِ السِّمَاك. والفعْلُ مِنْهُ (فَضِحَ كَفَرِحَ، وَالِاسْم الفُضْحَة، بالضّمّ) ، وَقيل الفُضْحَة والفُضْح: غُبْرَة فِي طُحْلَةٍ يخالِطهَا لَونٌ قَبيح يكون فِي أَلوان الإِبل والحَمام، والنَعْتُ أَفضحُ وفَضحاءُ.
(و) الأَفضَح: (الأَسَدُ) ، لِلَوْنه، (و) كذالك (البَعير) ، وذالك من فَضَح اللَّوْنِ. قَالَ أَبو عَمْرٍ و: سأَلْتُ أَعرابِيًّا عَن الأَفضح فَقَالَ. هُوَ لَونُ اللَّحْمِ المطبوخِ.
(و) من الْمجَاز (أَفضحَ الصُّبحُ) ، إِذا (بدَا) واستنارَ، (كفَضَّحَ) ، مشدَّداً، وَفِي بعض النّسخ مخفَّفاً. (و) أَفضحَ (النَّخْلُ: احْمَرَّ واصفَرَّ) ، قَالَ أَبو ذؤَيبٍ الهذليّ:
يَا هَلْ رَأَيْتَ حُمُولَ الحَيِّ غادِيَةً
كالنَّخل زَيَّنَها يَنْعٌ وإِفْضاحُ
(و) من الْمجَاز: يُقَال للنام وقتَ الصَّبَاح: (فَضَحَك الصُّبْحُ) فقُمْ، أَي (فَصَحَكَ) ، بالصَّاد الْمُهْملَة، مَعْنَاهُ أَنَّ الصُّبْحَ قد استَنَارَ وتَبَيَّنَ حتّى بَيَّنَك لمن يَرَاكَ وشَهَرَك.
وَفِي النِّهَايَة: فِي الحَدِيث: (أَنّ بِلالاً أَتَى ليُؤذنه بالصُّبْح فشَــغَلتْ عائشةُ بِلَالًا حتَّى فَضَحَه فالصُّبْحُ) أَي: دَهَمته فُضْحَةُ الصُّبْح، وَهِي بياضُه وَقيل فَضَحَه: كَشفَه وبَيَّنه للأَعْيُن بضَوْئه، وَقيل مَعْنَاهُ أَنّه لما تَبيَّنَ الصُّبْح جِدًّا ظَهرتْ غَفْلَتُه عَن الوَقْتِ فصارَ كَمَا يَفتضِح بعَيْبٍ ظهرَ مِنْهُ.
(والصُّبْحُ الفَضَحُ، محرّكةً: مَا تَعْلُوه حُمْرَةٌ) ، لاستنارته.
(والصُّبْحُ الفَضَحُ، محرّكةً: مَا تَعْلُوه حُمْرَةٌ) ، لاستنارته.
(و) يُقَال (هُوَ فَضِيحٌ فِي المالِ) إِذا كَانَ (سيِّىء القيامِ عَلَيْهِ) ، بِعَدَمِ الْمُحَافظَة لَهُ.
(وَيُقَال للمُفْضِحِ) الَّذِي اشتهرَ بسوءٍ: (يَا فَضُوحُ) ، كصَبُور.
(وفاضِحَةُ: ع) بَين جبَالِ ضَرِيّةَ، وَقيل هُوَ بِالْجِيم.
(وفاضَحٌ: ع قُربَ مكّة) عِنْد أَبي قُبيسٍ كَانَ النّاس يَخرجون إِليه لحاجتهم. (وواد بالشُّريْفِ بنَجْدٍ) قُرْبَ المدينةِ المشرَّفَة. وجبلٌ قُربَ رِيم.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
أَفضحَ البُسْرُ إِذا بدَت الحُمرةُ فِيهِ. وسُئل بعض الفقهاءِ عَن فَضِيح البُسْرِ فَقَالَ: لَيْسَ بالفَضِيح، ولاكنّه الفضُوح. أَراد أَنّه يُسكِر فيفضح شاربَه إِذا سَكِرَ منْه.
وافتَضَحْنَا فِيك: فرَّطْنَا فِي زيارتك وتفقُّدِك.
وأَرادُوا أَن يتناصَحوا فتفاضَحوا.
وتَفَاضَحَ المُرْتَجِزانِ، وفاضحَ أَحدُهما الآخرَ.
وَمن الْمجَاز. فَضَحَ القَمَرُ النُّجومَ: غَلَب ضَوؤُه ضَوْأَهَا فَلم يَتبيَّنْ، وَكَذَا الصُّبْح.

قَمح

(قَمح)
عَن المَاء قموحا رفع رَأسه عَنهُ ريا أَو كَرَاهَة

(قَمح) الْحبّ وَنَحْوه قمحا رفع رَأسه لسفه وَالشرَاب صد عَنهُ ريا أَو كَرَاهَة
قَمح
: (القَمْح: البُرّ) حينَ يَجْرِي الدَّقِيقُ فِي السُّنْبُل، وَقيل: من لدُنِ الإِنضاجِ إِلى الاكتناز، وَهِي لُغة شامِيّة، وأَهل الْحجاز قد تَكلَّمُوا بهَا، وَقد تَكرّر ذِكْرُه فِي الحَدِيث، وقيلَ لُغَةٌ قِبطيَّة، نَقله شَيخنَا، وَالصَّوَاب الأَوّل، كَمَا فِي (الْمِصْبَاح) وَغَيره.
(و) القَمْح مَصدرُ (قَمِحَه، كسَمِعَه) ، أَي السَّوِيقَ (، استَفَّه، كاقْتَمَحَه) واقتمحَهُ أَيضاً: أَخَذَه فِي رَاحَتِه فَلَطَعه، كَذَا فِي (الأَساس) و (اللِّسَان) .
(والقَمِيحَة: الجُوَارِش) ، بضمّ الْجِيم، هاكذا فِي النُّسخ، وَفِي بَعْضهَا بِزِيَادَة النُّون فِي آخِره. والقَمِيحة أَيضاً: السَّفُوفُ من السَّويق وَغَيره.
(و) الاسمُ (القُمْحَة، بالضّمّ) ، كاللُّقْمَة. والقُحْمَةُ: (مِلْءُ الفَمِ مِنْهُ) ، أَي من السَّويقِ أَو من الماءِ، كَمَا صَرَّح بِهِ غيرُ وَاحِد.
(والقُمُّحَانُ، كعُنْفُوان وتُفتَح الْمِيم) ، وَهِي رِوَايَة البصرّيين فِي قَول النَّابغة الْآتِي: (الوَرْسُ) أَو الذَّرِيرةُ نَفْسُها، (أَو كالذَّرِيرة يَعلو الخَمْرَ) ، وَهُوَ زَبَدُهَا، (و) قيل: هُوَ (الزَّعْفَرَانُ، وكالقُمْحَة، بالضَّمّ فِي الكُلّ) ، وَقيل هُوَ طِيبٌ. قَالَ النَّابغة: إِذا فُضّتْ خَوَاتِمُه عَلاَهُ
يَبِيسُ القُمَّحَانِ من المُدَامِ
يَقُول: إِذا فُتِحَ رَأْسُ الحُبّ من حِنبَاب الخَمْر العَتِيقةِ رَأَيتَ عَلَيْهَا بَيَاضاً يَتَغَشَّاها مِثْلَ الذَّرِيرةِ. قَال أَبو حنيفةَ: لَا أَعلم أَحداً من الشُّعَرَاءِ ذَكَرَ القُمَّحَان غَيْرَ النّابِغَة. قَالَ: وَكَانَ النالبغةُ يأْتِي المدينةَ ويُنْشِد بهَا النّاسَ ويَسمع مِنْهُم، وَبهَا جَماعةُ الشعراءِ.
(و) فِي (الصِّحَاح) و (الأَساس) و (اللِّسَان) نقلا عَن أَبي عُبَيْدٍ: (قَمَحَ البَعِيرُ قُمُوحاً) ، وقَمَه يَقْمَه قُمُوهاً، إِذا (رَفَعَ رأْسه عِنْد الحَوْضِ وامتَنَعَ مِن الشُّرْب) رِيًّا، (كتقَمَّحَ وانْقَمَحَ) وقَامَحَ، الأَخِيرَة من (الأَساس) و (اللِّسَان) .
قَالَ أَبو زيد: تقَمَّحَ فُلانٌ من الماءِ، إِذا شَرِب الماءَ وَهُوَ مُتكارِهٌ، (فَهُوَ) بعيرٌ (قامِحٌ) ، يُقَال: شَرِب فتقَمَّحَ وانقمَحَ بِمَعْنى. و (ج) قُمَّحٌ (كَرُكّه. و) قد (قَامَحَتْ إِبلُك) ، إِذا (وَرَدَتْ فَلم تَشْرَبْ) ورَفَعَتْ رؤُوسَها (لِداءٍ) يكون بهَا (أَو، بَرْد) ماءٍ، أَوريَ أَو عِلَّة. (وَهِي ناقةٌ مُقَامِحٌ) ، بِغَيْر هاءٍ (وإِبلٌ مُقامِحَةٌ) وقِمَاحٌ، على طَرْح الزائدِ. قَالَ بِشْرُ بن أَبي خازمٍ يَذكر سَفينةً ورُكْبانَها:
ونَحْنُ على جَوَانِبها قُعُودٌ
نَغُضُّ الطَّرْفَ كالإِبلِ القِمَاحِ
(و) من الْمجَاز: (أَقْمَحَ) الرّجلُ، إِذا (رَفَع رأْسَه وغَصِّ بَصَرَه) ، قَالَه الزَّجَّاج، وَرَوَاهُ سَلَمَةُ عَن الفرّاءِ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {7. 004 فَهِيَ الى الاءَذقان. . مقمحون} (يس: 8) وَفِي حَدِيث عليَ كرَّم الله وَجهَه، قَالَ لَهُ النَّبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (سَتَقْدَمُ على الله أَنتَ وشِيعَتُك راضينَ مَرْضِيِّين، ويَقْدَمُ عَلَيْك عَدُوُّك غِضَاباً مُقمَحِين) ثمَّ جمَعَ يدَه إِلى عُنقِه يُريهم كَيفَ الإِقماحُ، وَهُوَ رَفْعُ الرأْسِ وغَضُّ البَصر.
(و) أَقْمَحَ (بأَنْفِهِ: شَمَخَ) وَرَفَعَ رأْسَه لَا يكَاد يَضَعُه، فكأَنَّه ضِدّ.
(و) أَقمَحَ (السُّنْبُلُ: جَرَى فِيهِ الدَّقِيقُ) ، تَقول: قد جَرَى القمْحُ فِي السُّنبُل وَقد أَمَحَ البُرُّ. قَالَ الأَزهَرِيّ وَقد أَنضَجَ ونَضِجَ.
(و) من الْمجَاز: أَمَحَ (الغُلُّ الأَسِيرَ) ، إِذا (تَرَكَ رأْسَه مَرفُوعاً لضِيقِه) ، فَهُوَ مُقْمَح، وذالك إِذا لم يَترُكه عَمودُ الغُلُّ الَّذِي يَنخُس ذَقَنَهُ أَن يُطَأْطىء رأْسَه، كَمَا فِي (الأَساس) . وَقَالَ ابْن الأَثير: قَوْله تَعَالَى: {7. 004 فَهِيَ الى الاءَذقان} (هِيَ كِنايةٌ عَن الأَيدِي لَا عنِ الأَعناقِ، لأَنّ الغُلّ يَجْعَل اليدَ تلى الذَّقنَ والعُنُقَ وَهُوَ مُقاربٌ للذَّقن. قَالَ الأَزهريّ: وأَراد عزّ وجلّ أَنّ أَيديَهم لما غُلّتْ عِنْد أَعناقهم رَفعَت الأَغلالُ أَذقَانَهم ورؤُسَهم صُعُداً كالإِبل الرّافعةِ رُءُوسها.
(وشَهْرَا قُمَاحٍ، ككِتَاب وغُرَابِ) : شَهْرَا الكانُونِ، لأَنَّهما يُكْرَه فيهمَا شُرْبُ الماءُ إِلاّ عَلَى ثْفلٍ، قَالَ مَالك بن خالدٍ الهُذَليّ:
فَتًى مَا ابْنُ الأَغرِّ إِذَا شَتَوْنَا
وحُبَّ الزّادُ فِي شَهْرَيْ قُمَاحٍ
رُوِي بالوَجهين، وَقيل سُمِّيَ بذالك لأَنّ الإِبِلَ فيهمَا تُقَامِحُ عَن الماءِ فَلَا تَشْربُه. قَالَ الأَزهريُّ: هُمَا (أَشَدُّ مَا يَكُونُ من البَرْدِ) ، سَمِّيا بذالك لِكَرَاهَة كلِّ ذِي كَبِد شُرْبَ الماءِ فيهمَا، ولأَنّ الإِبل لَا تَشرب فيهمَا إِلاّ تعذيراً، وَقَالَ شَمِرٌ: يُقَال لشَهْرَيْ قُماح: شَيْبَانُ ومِلْحَانُ.
(والقمْحَى والقِمْحَاة، بكسرِهما: الفَسْشَةُ) ، بالفَتْح، و (والقِمْحَانَةُ، بِالْكَسْرِ: مَا بينَ القَمَحْدُوَةِ ونُقْرَةِ القَفَا) .
(و) من الْمجَاز (قَمَّحَهُ تَقميحاً) ، إِذا (دفَعَه بالقَليل عَنْ كثيرٍ) مِمَّا (يَجِبُ لَهُ) . كَمَا يفعل الأَميرُ الظالمُ بِمن يَغْزُو مَعَه، يَرْضَخُه أَدنى شَيْءٍ ويَستأْثر عَلَيْهِ بالغَنيمَة. كَذَا فِي (الأَساس) .
(والقامِحُ: الكَارِعُ للماءِ لأَيَّةِ عِلَّةٍ كَانَت) ، كالعِيافة لَهُ أَو قِلّة ثُفْلٍ فِي جَوْفه أَو غيرِ ذالك ممّا ذكرَ.
(و) عَن الأَزهريّ: قَالَ اللَّيْث: القامِح (من الإِبلِ مَا اشْتَدّ عَطشُه حتّى فَتَرَ شَديداً) . وبَعيرٌ مُقمَحٌ وَقد قَمَحَ يَقْمَحٌ منشِدّة العَطش قُموحاً، وأَقْمحَه العَطشُ فَهُوَ مُقمَح. قَالَ الله تَعَالَى: {7. 004 فَهِيَ الى الاءَذقان. . مقمحون} : خاشعون لَا يَرفَعُون أَبصارَهم.
قَالَ الأَزهريّ: كلُّ مَا قالَه اللَّيث فِي تَفْسِير القامح والمُقَامِح، وَفِي تَفْسِير قَوْله عزّ وجلّ {فَهُم مُّقْمَحُونَ} فَهُوَ خَطأٌ، وأَهل العربيّة والتفسيرِ على غيرِه. فأَمّا المُقامِح فإِنّه رُوِيَ عَن الأَصمعيّ أَنه قَالَ: بعيرٌ مُقَامِحٌ وناقَةٌ مُقَامِحٌ، إِذَا رَفَعَ رأْسَه عَن الأَصمعيّ أَنه قَالَ: بعيرٌ مُقَامِحٌ وناقَةٌ مُقَامِحٌ، إِذَا رَفَعَ رأْسَه عَن الحَوْضِ وَلم يَشْرَبْ وَجمعه قِماحٌ. ورُوِيَ عَن الأَصمعيّ أَنّه قَالَ: التَّقَمُّح: كراهَةُ الشُّرْب قَالَ: وأَما قَوْله تَعَالَى: {فَهُم مُّقْمَحُونَ} فإِنّ سَلمةَ روَى عَن الفرّاءِ أَنه قَالَ: المُقْمَح الغاضُّ بصرَه بعد رَفْعِ رأْسه. وَقد مرّ شيءٌ مِنْهُ.
(واقْتَمَحَ، البُرُّ: صَار قَمْاً نَضْيجاً) هَكَذَا فِي سَائِر النّسخ، وَالَّذِي فِي (اللِّسَان) وَغَيره: أَقمَحَ البُرُّ، كَمَا تَقول أَنضَجَ، صَرَّحَ بِهِ الأَزهريّ وغيرُه، فَلْينْظر ذالك.
(و) اقتَمحَ (النَّبِيذَ) والشَّرَابَ واللَّبنَ والماءَ: (شَرِبَه) كقَمِحَه.
وَقَالَ ابْن شُميل: إِنّ فُلاناً لقَمُوحٌ للنَّبِيذ، أَي شَرُوبٌ لَهُ. وإِنّه لقَحُوفٌ للنَّبيذ. وقَمِحَ السَّوِيقَ قمْحاً، وأَمّا الخُبْز والتّمر فَلَا يُقَال فيهمَا قَمِحَ، إِنّما يُقَال القَمْحُ فِيمَا يُسَفُّ. وَفِي الحَدِيث (أَنّه كانَ إِذا اشتَكَى تَقَمَّحَ كَفًّا من حَبَّةِ السَّوداءِ) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
قَالَ اللَّيْث: يُقَال فِي مثَلٍ (الظمأُ القامح خيرٌ من الرِّيِّ الفاضِح) . قَالَ الأَزهريّ: وهاذا خلافُ مَا سمِعناه من الْعَرَب، والمسموع مِنْهُم الظمأُ الفادِحُ خير من الرِّيِّ الفاضِح) ومعناهُ الْعَطش الشّاقّ خيرٌ من رِيَ يَفضَح صاحبَه.
وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي قَول أُمِّ زَرْع: (وعِندَه أَقُولُ فَلَا أُقَبَّح، وأَشرَبُ فأَتقمَّح) ، أَي أَروَى حتّى أَدَعَ الشُّرْبع.، أَرادَتْ أَنّهَا تَشْرب حتّى تروَى وتَرْفَعَ رَأْسَهَا. ويُروَى بالنُّون. قَالَ الأَزهَريّ: وأَصْل التقَمُّح فِي الماءِ، فاستعارَتْه للّبَنِ، أَرادَت أَنَّهَا تَرْوَى من اللبَن حَتَّى تَرفَع رأْسَها عَن شُرْبِه كَمَا يَفْعَلُ البَعِيرُ إِذا كرِعَ شُرْبَ الماءِ.
وَمن الأَساس فِي الْمجَاز: قَوْلهم: وَمَا أَصابَت الإِبلُ إِلاّ قَمِيحَةً من كلإٍ: شيْئاً من اليابِس تَسْتَفُّه. والقَمْحَة نَهْرٌ أَوّلَ هَجَرَ. والقَمْحَة: قَرْيَة بالصَّعِيد.

صرى.

صرى.:
صار: عمود يقام في وسط السفينة يشدُ عليه الشراعً (انظر لين، فوك) وفي معجم الطرائف دقل (أبو الوليد ص770، ابن بطوطة 4: 186) وعند هوست (ص187) كتبت صوارة خطأ وفسرت بالصاري.
صار: عمود، سارية (بوشر).
صار: مصطبة وهي قفص صغير حول الصاري (ألكالا).
صار: كوثل، مؤخر السفينة (ألكالا).
صارٍ: صابورة، ثقل يوضع في السفينة لحفظ توازنها (ألكالا).
مَصِريَة وجمعها مَصَارِي: كلمة مغربية، وعند فوك: Solarium ( شرفة معرضة للشمس). وتطلق اليوم على غرفة منفصلة تقام أما في أعلى الدار وإما فوق الدكان، ويصعد إليها بسلم بابه إلى الشارع، ولهذه الغرفة شباك صغير يطل على ساحة الدار حيث سكانها. وتستعمل مسكناً للعزاب. (دلابورت).
ومسكن مدخله من مجاز الدار وهو منفصل عن بقية الدار يسكن فيه العبيد (بربروجر) وغرفة في دهليز الدار (رولاند).
ومن الجمع مَصَاري: أخذت كلمة Masari التي تعني في لهجة البليار حُجيرة مستقلة، غرفة منفصلة.
مِصْرِيَة: قمرية في سفينة.
مصرية: إكارة، أرض مستأجرة بطريق الزراعة تقسم غلتــها بين المؤجر والمستأجر وانظر معجم الأسبانية (ص382 - 384) ففيه تفصيلات كثيرة، وقد ذكرت فيه أصل هذه الكلمة.

أزز

[أزز] . الأزيز: صوت الرعد، وصوتُ غَلَيان القِدْر. وقد أَزَّتِ القِدْرُ تَؤُزُّ أزيزاً: غلتْ. وفي الحديث " أنّه كان يصلِّي ولجوفِهِ أزيزٌ كأزيز المرجل من البكاء ". وائتزت القِدْرُ ائْتِزازاً، إذا اشتدَّ غليَانُها. والأزُّ: التهييج والإغراء. قال تعالى: {إنَّا أرْسَلْنا الشَياطينَ على الكافِرينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً} ، أي تُغْريهم على المعاصي. والأَزُّ: الاختلاط. وقد أَزَزْتُ الشئ أؤزه أزا، إذا ضممت بعضه على بعض.

إِقْطَاعِيَّات

إِقْطَاعِيَّات
الجذر: ق ط ع

مثال: من أصحاب الإقطاعيَّات
الرأي: مرفوضة
السبب: لعدم ورودها في المعاجم.

الصواب والرتبة: -من أصحاب الإقطاعات [فصيحة]-من أصحاب الإقطاعيَّات [صحيحة]
التعليق: يصحّ الاستعمال المرفوض باعتباره جمعا لـ «إقطاعية»، وهي مصدر صناعي من المصدر إقطاع «أو الاسم» إقطاعة «. وهو نظام قديم كان الإمام يُقطع الجند من خلاله البلد ويجعل لهم غلتــه رزقًا كما ذكر صاحب المصباح وورد» الإقطاع" في كتابات المقَّري وابن خلدون. وذكر صاحب محيط المحيط أن الإقطاعة: طائفة من أرض الخراج يُقطَعها الجند، وأن الجمع إقطاعات، فنظام الإقطاع إذن نظام قديم وليس مستحدثًا.

شَغَلَ في

شَغَلَ في
الجذر: ش غ ل

مثال: شَغَل نفسه في أمور لا تنفع
الرأي: مرفوضة
السبب: لأنه لم يرد عن العرب استعمال «في» مع الفعل «شَغَلَ».
المعنى: وجه همَّه

الصواب والرتبة: -شَغَل نفسَه بأمور لا تنفع [فصيحة]-شَغَل نفسَه في أمور لا تنفع [فصيحة]
التعليق: الوارد في المعاجم استخدام حرف الجر «الباء» مع المشغول به. ولكن ورد في الأدب القديم تعديته بـ «في» كذلك، كقول بشار:
لقد شــغلت قلبي عُبَيدة في الهوى
كما ورد في كتابات المعاصرين كقول توفيق الحكيم: «يشغل فراغ فسحة الغداء .. في مذاكرة الدروس».

لهى

لهى
[اللَّهْوُ: ما يشغل الإنسان عمّا يعنيه ويهمّه.
يقال: لَهَوْتُ بكذا، ولهيت عن كذا: اشتــغلت عنه بِلَهْوٍ] . قال تعالى: إِنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ
[محمد/ 36] ، وَما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ [العنكبوت/ 64] ، ويعبّر عن كلّ ما به استمتاع باللهو. قال تعالى: لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً [الأنبياء/ 17] ومن قال: أراد باللهو المرأة والولد فتخصيص لبعض ما هو من زينة الحياة الدّنيا التي جعل لهوا ولعبا.
ويقال: أَلْهاهُ كذا. أي: شغله عمّا هو أهمّ إليه.
قال تعالى: أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ [التكاثر/ 1] ، رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ
[النور/ 37] وليس ذلك نهيا عن التّجارة وكراهية لها، بل هو نهي عن التّهافت فيها والاشتغال عن الصّلوات والعبادات بها. ألا ترى إلى قوله:
لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ [الحج/ 28] ، لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ [البقرة/ 198] ، وقوله تعالى: لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ
[الأنبياء/ 3] أي: ساهية مشتغلة بما لا يعنيها، واللَّهْوَةُ: ما يشغل به الرّحى ممّا يطرح فيه، وجمعها: لُهًا، وسمّيت العطيّة لُهْوَةً تشبيها بها، واللَّهَاةُ: اللّحمة المشرفة على الحلق، وقيل: بل هو أقصى الفم.

أجمع

(أجمع) اسْم يدل فِي التوكيد على الشُّمُول يُقَال جَاءَ الْقَوْم أجمعهم وبأجمعهم كلهم ونلت حَقي أجمعه وبأجمعه نلته أجمع (ج) أَجْمَعُونَ
(أجمع) الْقَوْم اتَّفقُوا وَالْأَرْض أجدبت وَالْقدر غلت والمتفرق جمعه وَالْأَمر أحكمه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {فَأَجْمعُوا كيدكم ثمَّ ائْتُوا صفا} وَالْأَمر وَعَلِيهِ عزم وَفِي الحَدِيث (من لم يجمع الصّيام من اللَّيْل فَلَا صِيَام لَهُ) وَالشَّيْء أعده وجففه وأيبسه وَفُلَانًا آنسه وَالْإِبِل سَاقهَا جَمِيعًا والمطر الأَرْض سَالَ فَشَمَلَ مَا صلب مِنْهَا وَمَا لَان
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.