Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: عنبر

الخَلُّ

الخَلُّ:
بلفظ الخلّ الحامض الذي يؤتدم به، والخلّ أيضا: الرجل القليل اللحم، وقد خلّ جسمه خلّا، وخللت الكساء أخلّه خلّا، والخلّ: الطريق في الرمل، قال الشاعر:
يعدو الجواد بها في خلّ خيدبة ... كما يشقّ إلى هدّابه السّرق
والخلّ ههنا: يرحل حاجّ واسط من لينة اليوم الرابع فيدخلون في رمال الخلّ إلى الثعلبية، وهو أن تعارض الطريق إلى الثعلبية، ولينة أقرب إلى
الثعلبية. والخلّ: موضع آخر بين مكة والمدينة قرب مرجح، قال المكشوح المرادي:
نحن قتلنا الكبش، إذ ثرنا به ... بالخلّ من مرجح، إذ قمنا به
وقال القتّال الكلابي:
لكاظمة الملاحة، فاتركيها ... وذمّيها إلى خلّ الخلال
ولاقي من نفاثة كل خرق ... أشمّ سميدع مثل الهلال
كأن سلاحه في جذع نخل، ... تقاصر دونه أيدي الرجال
والخلّ: موضع باليمن في وادي رمع، قال أبو دهبل يمدح ابن الأزرق:
أين الذي ينعش المولى، ويحتمل ال ... جلّى، ومن جاره بالخير منفوح
كأنني، حين جاز الخلّ من رمع، ... نشوان أغرقه الساقون، مصبوح
وقال أيضا:
ماذا رزئنا، غداة الخلّ من رمع ... عند التفرّق، من خيم ومن كرم
والخلّ: ماء ونخل لبني الــعنبر باليمامة. وخلّ الملح:
موضع آخر في شعر يزيد بن الطّثريّة، قال:
لو انك شاهدت الصبا، يا ابن بوزل، ... بجزع الغضا، إذ واجهتني غياطله
بأسفل خلّ الملح، إذ دين ذي الهوى ... مؤدّى، وإذ خير القضاء أوائله
لشاهدت يوما، بعد شحط من النّوى ... وبعد تنائي الدار، حلوا شمائله
الخَلُّ: ما حَمُضَ من عَصيرِ العِنَبِ وغَيْرِهِ، عَرَبِيٌّ صَحيحٌ،
والطائِفَةُ منه: خَلَّةٌ، وأجْوَدُهُ خَلُّ الخَمْرِ، مُرَكَّبٌ من جَوْهَرَيْنِ حارٍّ وبارِدٍ، نافِعٌ للمَعِدَةِ واللِّثَةِ والقُروحِ الخَبيثةِ والحِكَّةِ ونَهْشِ الهَوامِّ وأكْلِ الأفْيونِ وحَرْقِ النارِ وأوجاعِ الأسْنانِ، وبُخارُ حارِّه للاِسْتِسْقاءِ وعُسْرِ السَّمْعِ والدَّوِيِّ والطَّنينِ.
والخَلُّ أيضاً: الطريقُ يَنْفُذُ في الرَّمْلِ، أو النافِذُ بين رَمْلَتَيْنِ، أو النافِذُ في الرَّمْلِ المُتَرَاكِمِ، ويُؤَنَّثُ، ج: أخُلُّ وخِلالٌ، والنحيفُ المُخْتَلُّ الجِسْمِ،
كالخَليلِ، والثَّوبُ البالي، وعِرْقٌ في العُنُقِ، وفي الظَّهْرِ، وابنُ المَخاضِ،
كالخَلَّةِ، وهي: بهاءٍ أيضاً، والقليلُ الريشِ من الطيرِ، والحَمْضُ، والمَهْزولُ، والسَّمينُ، ضِدٌّ، والفَصيلُ، والشَّرُّ، والشَّقُّ في الثَّوبِ.
ورِمالُ الخَلِّ: قُرْبَ لينَةَ. (ومحمدُ بنُ المُبارَكِ بنِ الخَلِّ: فقيهٌ) .
والخَلَّةُ: الثُّقْبَةُ الصغيرةُ، أو عامٌّ، والرَّمْلَةُ المُنْفَرِدَةُ، والخَمْرُ، أو حامِضَتُها، أو المُتَغَيِّرَةُ بِلا حُموضَةٍ، ج: خَلٌّ،
وة باليمنِ، والمرأةُ الخفيفةُ، ومكانَةُ الإِنسانِ الخاليَةُ بعدَ مَوتِهِ.
وخَلَّلَتِ الخَمْرُ وغيرُها من الأشْرِبَةِ تَخْليلاً: حَمُضَتْ وفَسَدَتْ،
وـ العصيرُ: صار خَلاًّ،
كاخْتَلَّ،
وـ الخَمْرَ: جَعَلَها خَلاًّ، لازِمٌ مُتَعَدٍّ،
وـ البُسْرَ: وضَعَه في الشمسِ ثم نَضَحَه بالخَلِّ، فَجَعَلَهُ في جَرَّةٍ.
و"ما لَه خَلٌّ ولا خَمْرٌ": خيرٌ ولا شرٌّ.
والاختِلالُ: اتِّخاذُ الخَلِّ.
والخَلاَّلُ: بائِعُهُ.
والخُلَّةُ، بالضم: شَجَرَةٌ شاكَةٌ،
وـ من العَرْفَجِ: مَنْبِتُهُ ومُجْتَمَعُه، وما فيه حَلاوَةٌ من النَّبْتِ، وكلُّ أرضٍ لم يكن بها حَمْضٌ، ج: كصُرَدٍ.
وإبِلٌ خُلِّيَّةٌ ومُخِلَّةٌ ومُخْتَلَّةٌ: تَرْعاها.
وأخَلُّوا: رَعَتْها إبِلُهُم.
وخَلَّ الإِبِلَ،
وأخَلَّها: حَوَّلَها إليها.
واخْتَلَّتِ الإِبِلُ: احْتَبَسَتْ فيها.
والخَلَلُ: مُنْفَرَجُ ما بين الشَّيْئَيْنِ،
وـ من السَّحابِ: مَخارِجُ الماءِ،
كخِلالِهِ.
وهو خِلَلُهُم وخِلالُهُم، بكسرهما، ويُفْتَحُ الثاني: بينهمْ.
وخِلالُ الدارِ أيضاً: ما حَوالَيْ حُدودِها، وما بين بُيوتِها.
وتَخَلَّلَهُم: دَخَلَ بينهم،
وـ الشيءُ: نَفَذَ،
وـ المَطَرُ: خَصَّ ولم يكنْ عامّاً،
وـ القومَ: دَخَلَ خِلالَهم،
وـ الرُّطَبَ: طَلَبَه بين خِلالِ السَّعَفِ،
وذلك الرُّطَبُ: خُلالٌ وخُلالَةٌ، بِضَمِّهِما.
وخَلَّلَ أصابِعَه ولِحْيَتَه: أسالَ الماءَ بينهُما.
وخَلَّ الشيءَ، فهو مَخْلولٌ وخَليلٌ،
وتَخَلَّلَهُ: ثَقَبَهُ ونَفَذَهُ. وككِتابٍ: ما خلَّه به، ج: أخِلَّةٌ، وما تُخَلَّلُ به الأسْنَانُ، وعودٌ يُجْعَلُ في لسانِ الفَصِيلِ لِئَلاَّ يَرْضَعَ.
وخَلَّهُ: شَقَّ لِسانَه فأدْخَلَ فيه ذلك العودَ،
وـ الكِساءَ: شَدَّهُ بِخِلالٍ. وذو الخِلالِ: أبو بَكْرٍ الصِدِّيقُ، رضي الله عنه، لأنَّه تَصَدَّقَ بِجَميعِ مالِهِ وخَلَّ كِساءَهُ بِخلالٍ. ومحمدُ بنُ أحمدَ الخِلالِيُّ: محدِّثٌ، وبالفتح والشَّدِّ: إبراهيمُ بنُ عثمانَ الخَلاَّلِيُّ.
واخْتَلَّه بالرُّمْحِ: نَفَذَهُ وانْتَظَمه.
وتَخَلَّلَهُ به: طَعَنَه طَعْنَةً إثْرَ أُخْرَى.
وعَسْكَرٌ خالٌّ ومُتَخَلْخِلٌ: غيرُ مُتَضامٍّ.
والخَلَلُ: الوَهْنُ في الأمرِ، والرِّقَّةُ في الناسِ، والانْتِشارُ، والتَّفَرُّقُ في الرأيِ.
وأمْرٌ مُخْتَلٌّ: واهٍ.
وأخَلَّ بالشيءِ: أجْحَفَ،
وـ بالمَكانِ وغيرِهِ: غابَ عنه وتَرَكَهُ،
وـ الوالي بالثُّغورِ: قَلَّلَ الجُنْدَ بها،
وـ بالرجُلِ: لم يَفِ له.
والخَلَّةُ: الحاجَةُ، والفَقْرُ، والخَصاصَةُ، وفي المَثَلِ:
"الخَلَّهْ تَدْعو إلى السَّلَّهْ"، أي: إلى السَّرِقَةِ.
خَلَّ وأُخِلَّ، بالضم: احْتاجَ.
ورجُلٌ مُخَلٌّ ومُخْتَلٌّ وخَليلٌ وأخَلُّ: مُعْدِمٌ فَقيرٌ.
واخْتَلَّ إليه: احْتاجَ. وما أخَلَّكَ الله إليه: ما أحْوَجَكَ.
والأخَلُّ: الأفْقَرُ.
والخَلَّةُ: الخَصْلَةُ، ج: خِلالٌ، وبالضم: الخَليلَةُ، والصَّداقَةُ المُخْتَصَّةُ لا خَلَلَ فيها، تكونُ في عَفافٍ، وفي دَعارَةٍ، ج: خِلالٌ، ككِتابٍ، والاسمُ: الخُلولَةُ والخِلالَةُ، مُثَلَّثَةً، وقد خالَّهُ مُخالَّةً وخِلالاً، ويُفْتَحُ.
وإنه لَكَريمُ الخِلِّ والخِلَّةِ، بكسرِهِما، أي: المُصادَقَةِ والإِخاءِ.
والخُلَّةُ أيضاً: الصَّديقُ، للذَكَرِ والأنْثَى، والواحِدِ والجَميعِ.
والخُلُّ، بالكسر والضم: الصَّديقُ المُخْتَصُّ، أو لا يُضَمُّ إلاَّ مَعَ وُدٍّ، يقالُ: كانَ لي وُدّاً وخُلاًّ، ج: أخْلالٌ،
كالخَلِيلِ، ج: أخِلاَّءُ وخُلاَّنُ.
أو الخَليلُ: الصادِقُ، أو مَن أصْفَى المَوَدَّةَ وأصَحَّها، وهي: بهاءٍ، جَمْعُها: خَليلاتٌ وخَلائِلُ.
وـ: سَيْفُ سَعيدِ بنِ زَيْدِ ابنِ عَمْرِو بنِ نُفَيْلٍ، رضي الله تعالى عنه، واسمُ مَدينة إبراهيمَ الخَليلِ، صَلواتُ الله وسَلامُه عليه، وهو خَليلِيٌّ.
وخَليلُكَ: قَلْبُكَ، أو أنْفُكَ.
وخَلَّ: خَصَّ، ضِدُّ عَمَّ،
وـ لحْمُهُ يَخِلُّ ويَخُلُّ خَلاًّ وخُلولاً،
واخْتَلَّ: نَقَصَ وهُزِلَ. وكعِنَبٍ وكِتابٍ وثُمامَةٍ: بَقِيَّةُ الطَّعامِ بينَ الأسْنانِ، الواحِدَةُ: خِلَّةٌ، بالكسرِ، وخِلَلَةٌ، وقد تَخَلَّلَهُ.
والمُخْتَلُّ: الشَّديدُ العَطَشِ. والمُخَلِّلُ، كمُحَدِّثٍ: لَقَبُ نافِعِ بنِ خَليفَةَ الغَنَوِيِّ الشاعِرِ. وكسَحابٍ: البَلَحُ.
وأخَلَّتِ النَّخْلَةُ: أطْلَعَتْهُ، وأساءَتِ الحَمْلَ أيضاً، ضِدٌّ. وكغُرابٍ: عَرَضٌ يَعْرِضُ في كلِّ حُلْوٍ فَيُغَيِّرُ طَعْمَهُ إلى الحُموضَةِ.
والخِلَّةُ، بالكسر: جَفْنُ السيفِ المُغَشَّى بالأَدَمِ، أو بِطانَةٌ يُغَشَّى بها جَفْنُ السيفِ، والسَّيْرُ يكونُ في ظَهْرِ سِيَةِ القَوْسِ، وكلُّ جِلْدَةٍ مَنْقوشَةٍ، ج: خِلَلٌ وخِلالٌ،
جج: أخِلَّةٌ.
والخَلْخَلُ، ويُضَمُّ، وكبَلْبالٍ: حَلْيٌ م.
والمُخَلْخَلُ: مَوْضِعُهُ من الساقِ.
وتَخَلْخَلَتْ: لَبِسَتْه.
وثَوبٌ خَلْخالٌ وخَلْخَلٌ: رقيقٌ.
وخَلْخالٌ: د بأَذْرَبيجانَ قُرْبَ السُّلْطانيَّةِ.
وخَلْخَلَ العَظْمَ: أَخَذَ ما عليه من اللَّحْمِ. وخَليلانُ، بضم النونِ: مُغَنٍّ.

بِسْطامُ

بِسْطامُ، بالكسر: ابنُ قيسِ بنِ مَسْعُودٍ،
ود، ويُفْتَحُ، أو لَحْنٌ، ولم يُرَ به رَمِدٌ ولا عاشِقٌ، وإن وردَهُ سلا، منه: العارِفُ أبو يَزِيدَ، وعَمْرٌو، ومحمدٌ ابْنا محمدٍ، والحُسَيْنُ بنُ عيسَى المُحَدِّثونَ، وعَلِيُّ بنُ أحْمَدَ بنِ بِسطامٍ البِسْطَامِيُّ نِسْبَةٌ إلى جَدِّهِ.
بِسْطامُ:
بالكسر ثم السكون: بلدة كبيرة بقومس على جادّة الطريق إلى نيسابور بعد دامغان بمرحلتين، قال مسعر بن مهلهل: بسطام قرية كبيرة شبيهة بالمدينة الصغيرة، منها أبو يزيد البسطامي الزاهد، وبها تفاح حسن الصّبغ مشرق اللون يحمل إلى العراق يعرف بالبسطامي، وبها خاصيّتان عجيبتان: إحداهما أنه لم ير بها عاشق من أهلها قط، ومتى دخلها إنسان في قلبه هوى وشرب من مائها زال العشق عنه، والأخرى أنه لم ير بها رمد قط، ولها ماء مرّ ينفع إذا شرب منه على الريق من البخر، وإذا احتقن به أبرأ البواسير الباطنة، وتنقطع بها رائحة العود ولو أنه من أجود الهندي، وتذكو بها رائحة المسك والــعنبر وسائر أصناف الطيب إلا العود، وبها حيّات صغار وثّابات وذباب كثير مؤذ، وعلى تل بإزائها قصر مفرط السعة على السور كثير الأبنية والمقاصير ويقال إنه من بناء سابور ذي الأكتاف، ودجاجها لا يأكل العذرة، قلت أنا: وقد رأيت بسطام هذه، وهي مدينة كبيرة ذات أسواق إلا أن أبنيتها مقتصدة ليست من أبنية الأغنياء، وهي في فضاء من الأرض، وبالقرب منها جبال عظام مشرفة عليها، ولها نهر كبير جار، ورأيت قبر أبي يزيد البسطامي، رحمه الله، في وسط البلد في طرف السوق، وهو أبو يزيد طيفور بن عيسى بن شروسان الزاهد البسطامي، ومنها أبو يزيد طيفور بن عيسى بن آدم بن عيسى ابن علي الزاهد البسطامي الأصغر، ومن المتأخرين
أحمد بن الحسن بن محمد الشعيري أبو المظفّر بن أبي العباس البسطامي المعروف بالكافي سبط أبي الفضل محمد ابن علي بن أحمد بن الحسين بن سهل السهلكي البسطامي، سمع جدّه لأمّه وأجاز لأبي سعد، ومات في حدود سنة 530، وكان عمر أنفذ إلى الرّيّ وقومس نعيم بن مقرّن وعلى مقدّمته سويد بن مقرّن وعلى مجنبته عيينة بن النحاس، وذلك في سنة 19 أو 18، فلم يقم له أحد، وصالحهم وكتب لهم كتابا، وقال أبو نجيد:
فنحن، لعمري، غير شكّ قرارنا ... أحقّ وأملى بالحروب وأنجب [1]
إذا ما دعا داعي الصباح أجابه ... فوارس منّا كلّ يوم مجرّب
ويوم ببسطام العريضة، إذ حوت، ... شددنا لهم أوزارنا بالتلبّب
ونقلبها زورا، كأنّ صدورها ... من الطّعن تطلى بالسنى المتخضّب

كهرمان

كهرمان: بدلاً من كهربا: عنبر أصفر (بوشر).
كهرمان: يضع المعجم اللاتيني هذه الكلمة بين الأحجار الكريمة أمام المرادف العبري أخلاما وهذه الكلمة هل التي تترجم ب: جزع، عقيق يماني (انظر جيونيوز ص383).
كهـرمان
كَهْرَمان [مفرد]
• الكَهْرَمان: مادّة راتنجيّة أفرزتها أشجارٌ من المخروطيَّات، عاشت في عصور جيولوجيَّة قديمة، وهي صلبة شبه شفّافة لا تذوب في الماء وتنصهر، ولها خاصِّيّة جذب الأشياء الخفيفة عند الاحتكاك، يتراوح لونُها بين الأصفر الباهت والأحمر، وتصنع منها عقود ومباسم وسوى ذلك "عقد من كهرمان" ° الكهرمان: العدس الأصفر- لَوْنٌ كهرمان: أصفر. 

ند

(ند)
الْبَعِير وَنَحْوه ندا وندودا نفر وشرد وَيُقَال ندت الفكرة عني غَابَتْ عَن ذاكرتي وندت الْكَلِمَة شذت عَن الْقَاعِدَة فَهُوَ نَاد (ج) نداد وَهِي نادة (ج) نواد
ند: ند: عنبر (بوشر).
عود الند: مقر، صبر (نبات) (انظر صبر في الجزء السادس).
عود الند: أن نبات parsimilis الذي ذكره (فريتاج) لا يعود لهذه الصيغة بل هو الند نفسه.
ند. ند الخف المقطوع: قطعة يرتق بها الحذاء (باين سميث 1382).
ندب ندب: دعا إلى (عيد أو وليمة) (معجم الادريسي، فوك، ابن بطوطة 3: 138 أمر مندوب إليه غير واجب أي يوصى به.
ند
النِّدُّ: مِثْلُ الشيْءِ، وكذلك النَّدِيْدُ، وهُمُ الأنْدَادُ. وخُذْ نَدَائِدَ إبِلِكَ: أي أشْبَاهَها. وفُلانٌ نَدِيْدَةُ فلانٍ: أي مِثْلُه في حَسَبِه وفِعْلِه. والنُّدَدَاءُ: جَمْعُ الندِيْدِ. والندُوْدُ والنِّدَادُ: الشُّرُوْدُ؛ كما يَنِدُّ البَعِيرُ ويَنْفِرُ. ويَوْمُ التَّنَادِ: يَوْمُ التَنَافُرِ. وأنْدَدْتُ البَعِيْرَ فنَدَّ. وطَيْرٌ أنَادِيْدُ: مُتَفَرِّقَةٌ.
والتَنْدِيْدُ: أنْ تُنَدِّدَ بإنْسَانٍ أي تُسَمِّعَ بعُيُوْبِه وشَتْمِه. ونادَدْتُ فلاناً: أي خالَفْتُه. ويَنْدَدُ: اسْمُ مَوْضِع. والنَدُّ: ضَرْب من الدُّخْنَةِ. وأكَمَةٌ من طِيْنٍ لا يَبْلُغُ أنْ يكونَ جَبَلاً.

ند

1 نَدَّ, aor. ـِ inf. n. نَدٌّ (S, M, A, &c.,) and نِدَادٌ and نُدُودٌ (S, M, L, K) and نَدِيدٌ; (M, L, Msb, K;) and ↓ تنادّ; (M, L;) He (a camel) took fright, or shied, and fled, or ran away at random, or became refractory, and went away at random; or ran away, or broke loose, and went hither and thither by reason of his sprightliness. (S, M, A, L, Msb, K.) See also 6, below. b2: Also نَدَّ, contr., It (a people) assembled. ('Ináyeh, MF.) b3: نَدَّ It (a word) deviated from the constant course of speech; like شَذَّ; as some say; as mentioned by El-Fárisee: but it is not of good authority, nor agreeable with the usage of Sb. (M, L.) 2 نَدَّّ see 4.

A2: ندّد, inf. n. تَنْدِيدٌ, He raised his voice. (L.) b2: ندّد He raised his voice in saying of another that which he (the latter) disliked. (Lth, in L, art. شيد.) See 4 in art. شيد. b3: ندّد بِهِ, (inf. n. تَنْدِيدٌ, L.) He declared, or exposed, his vices, or faults; (M, L, K;) in verse or prose; (M, L;) he rendered him notorious, or infamous. (Az, S, L.) b4: He made him to hear what was bad, evil, abominable, or foul: (Az, T, M, L, K.) he reviled him. (Az, T, L.) 3 نادّهُ He opposed him, oppugned him. (L, K.) 4 اندّ and ↓ ندّد He dispersed camels. (M, L, K.) 6 تنادّوا They dispersed themselves, and betook themselves away. (K.) [See also 1.] Hence, يَوْمُ التَّنَادِّ (S, M, L, K,) [The day of men's dispersing themselves, and betaking themselves in different directions], applied to the day of resurrection: (M, L:) so in the Kur, [xl. 34,] accord. to the reading of some; (S, M, L, K;) namely El-'Abbás and others: (K:) Az says, accord. to the reading of Ed-Dahhák only: (L:) others read التَّنَادِ; which may also be from ندّ; one of the dáls being changed into ى, and being then elided: (T, L:) or this may be from النِّدَآءُ: (M:) or يوم التنادّ may mean the day of men's assembling themselves together, from نَدَّ signifying

“ it (a people) assembled. ” ('Ináyeh MF.) نَدٌّ (and ↓ نِدٌّ, M, L,) A certain kind of perfume, (S, M, L, K,) well known, (K,) with which one fumigates: (Lth, M, L:) a certain wood with which one fumigates: (Msb:) or, as some say, i. q. غَالِيَةٌ: or, as Z says, in the Rabeea el-Abrár, a compound of aloes-wood aromatized with musk and ambergris and نان: (TA:) or (accord. to Aboo-'Amr Ibn-El-'Alà, T, L) ambergris, عَنْبَرٌ: (T, L:) or عَبِيرٌ [i. e., either saffron, or a certain mixture of perfumes: so in the copy of the T used by the author of the TT, if correctly transcribed by him:] it is not Arabic: (S:) or is thought by IDrd to be not genuine Arabic: (M, L,) many of the lexicologists, however, hold it to be genuine Arabic; and it occurs in verses of old poets; (MF;) but this does not prove that it is not an arabicized word. (TA.) A2: نَدٌّ A high hill; (K;) a hill rising high into the sky: (S, L:) of the dial. of El-Yemen: (L:) a great hill (أَكَمَة) of clay or loam. (K.) نِدٌّ and ↓ نَدِيدٌ and ↓ نَدِيدَةٌ A like (S, L, K) of a person or thing: (L:) or a like of a thing by participation of substance; a more special term than مِثْلٌ, which signifies “ a like by participation of anything: ” (the kádee Zekereeyà, MF:) or a thing which does, or may, supply, the place of another thing: (TA:) or a like that is contrary, or opposed, to another thing; (Msb;) that opposes it (يُنَحادُّهُ, i. e., يُخَالِفُهُ,) in its circumstances; (L;) syn. with ضِدٌّ and شِبْهٌ: (Akh:) and hence the first is applied to an idol; a thing taken as an object of worship instead of the true God: (L:) pl. of the first, أَنْدَادٌ; (L, Msb, K;) and of the second, نُدَدَآءُ; and of the third, نَدَائِدُ. (K.) You say, هُوَ نِدُّ فُلَانٍ, and نَدِيدُهُ, and نَديِدَتْهُ, He is the like of such a one: (L:) and هِىَ نِدُّ فُلَانَةَ, (ISh, L, K,) She is the like of such a female; (ISh, L;) but not نِدُّ فُلَانٍ. (ISh, L, K.) You also say هُوَ نِدِّى, and نَدِيدِى, meaning He is my opponent with respect to the course that I would pursue, contending with me for a different course. (AHeyth, T, L.) A2: See نَدٌّ.

نَدُودٌ A she-camel wont to take fright, or shy, and run away, at random; &c.: see 1. (M, L.) نَدِيدٌ and نَدِيدَةٌ: see نِدٌّ.

نَادٌّ, act. part. n. of نَدَّ, A camel taking fright, or shying, and running away, at random; &c.: pl. نِدَادٌ: (Msb, TA:) and quasi pl. n. نَدَدٌ; (L;) signifying camels in a state of dispersion. (L, K.) A2: لَيْسَ لَهُ نَادٌّ He has not any means of subsistence: (K:) app. meaning live stock; from نَدَّ, said of a camel. (TA.) b2: [See also شَاذٌّ, and اَشَذَّهُ.]

طَيْرٌ أَنَادِيدُ, and يَنَادِيدُ, Birds in a state of dispersion: (M, L:) [like أَبَادِيدُ and يَبَادِيدُ or تَبَادِيدُ: see an ex. in art. بد]. b2: ذَهَبُوا أَنَادِيدَ, and يَنَادِيدُ, (L, and some copies of the K,) or تَنَادِيدَ, (as in other copies of the K,) They (a people, L) became dispersed in every direction. (L, K.) مُنَدَّ A voice raised high in calling. (L.)

وال

والمَاقطُ: المَضيْق في الحَرْبِ. والمَأْقُوْطُ من الرجال: الوَخِيْمُ الثَّقِيلُ.
وال
عن إحدى صيغ الإسم وليم المأخوذ عن الألمانية بمعنى المدافع القوي أو المدافع الحاسم.
وال: الوُلاة: ذوو القربى، الأهل Les procher ( القيروني، مخطوط 620).
والي: حول الوالي في مصر انظر أيضاً (مملوك 110:1:1 والمقدمة 14:30:2).
الوالي: هو القائم بشؤون الجنازة ومراسيم الدفن (معجم التنبيه).
والي التشريفات: المسئول عن المراسم والاحتفالات (بقطر).
الوالي: الحوت أو، بالأحرى، حيوان الــعنبر cachalot ( الإدريسي، جوبيرت 63:1؛ أنظر وال في مادة wau elit) .
أولى. من باب أولى: بالأولى، بالحرّي، بالأحرى plus forte rasiona ( بقطر).
أولى من: أفضل (بقطر).
أولى: انظر مادة ويل.
الأوليائية: في (محيط المحيط): (فرقة من الصوفية المبطلة).
توالي: قريب Prés ( بقطر- باربيه).
مَولىّ: تعني أيضاً مَوْل والجمع موال في (فوك).
مولى: توضح كلمة مولاهم بعد اسم الأسرة nom patronymique للدلالة على إن هذا الشخص تابع لها، أي لهذا الأسرة أو الفصيلة، ليس بالقرابة بل بالولاء أو العتق، وعلى سبيل المثال، ما ورد عند (المقري 10:512:1): ابن حزم الأموي مولاهم الفارسي الأصل، أي انه أموي لأنه كان مولى لهم، أو تابع لهذه الأسرة (5:550 و10:602) الهاشمي مولاهم لأن ولاءه لبني العباس (667:2).
مولى = حرمل عربي (ابن البيطار 15:2).
مولى الدار: جنس من الأفاعي (هريست 310) مولى الماء: هو المكلف على السهر على التوزيع العادل للماء في حصص متساوية، لأصحاب الأرض (دوماس صحارى 262).
مولاة: أنظر الكلمة في (فوك). وهناك أيضاً مَوْلَهُ والجمع موليات مَوْلِي: وردت في عبارة في ديوان الهذليين (214، البيت الثالث والثلاثين): ومؤنثها موليّة في (الأغاني 14:62).
مولى عليه: يتيم قاصر (تحت الوصاية): Pupille ( معجم التنبيه). مولوية: في (محيط المحيط): (قلنسوة من صوف مستطيلة أسطوانية يلبسها الملوي). (والمولوية فئة من الدراويش مؤسسها مولاي جلال الدين الرومي).
مواليَّا: (مفرد مذكر) ينطقها قائلها بدون تشديد أحيانا والجمع مواليّات وقد وردت في (محيط المحيط) دون تشديد أما اليوم فهي موّال والجمع مواويل. أنظر نماذج شعبية صغيرة منها وفي أصلها واسمها في مذكرات (فلوجل وفليشر في زيتشر 365:7 وما بعدها) حيث اخترنا نصوصاً قديمة منها؛ وإن من الممكن أن نضيف ما ورد في (المقدمة 4:429:3 ووصف مصر 306:14 و18، القسم الأول 75:1 وما بعدها وما ورد في محيط المحيط الذي أشار إلى هذه الكلمة وردت من كلمة موالي ومواليِا وهو اسم أحد جواري (جعفر البرمكي) التي نظمت، بالرغم من الحَظْر، شعراً حول نكبتهم. وقد ذكر (بوسويه) في مادة (مول): كلمة موال: (مقطع يغنيه مغن منفرد) (في تونس) ويرادف صياح أو قصيدة.
مويلية: تصغير موالياً (جود لميستر، فهرس المخطوطات بون 50).
موّال: انظر موالياً.
متولٍ: المسؤول عن إدارة عائدات الجامع، أو أي مؤسسة دينية (مونج 173، روجر 256، نيبور - ر - 206:2 و246). وفي (محيط المحيط): (يسمى به مَنْ تولى أمر الأوقاف وتدبيرها).
المتوالي: في (محيط المحيط): (المتوالي واحد المتأولة وهو الشيعة سمّوا به لأنهم تولّوا علياً وأهل بيته).
استيلاء: اصطلاح في التنجيم. وفي (محيط المحيط): (الاستيلاء .. عند المنجمين هو كون الكوكب مستولياً). أي في حالة صعود: ascendant.

المُغَيْزِلُ

المُغَيْزِلُ:
تصغير مغزل: علم جبل في بلاد بلــعنبر، قال أبو سعيد: المغيزل جبل بالصّمّان مشبه بالمغزل لدقته، وقال غيره: هو طريق في الرّغام معروف، وقال جرير:
يقلن اللواتي كنّ قبل يلمنني: ... لعلّ الهوى يوم المغيزل قاتله

مَوْشُومٌ

مَوْشُومٌ:
اسم المفعول من الوشم وهي العلامة، والشيء موشوم: وهو اسم ماء لبني الــعنبر بالفقي، قاله السكوني في شرح قول جرير:
وابني شريك شريك اللؤم إذ نزلا ... بالجزع أسفل من أطواء موشوم
يا قبّح الله عبدا من بني لجإ ... يأوي إلى نسوة رصع مداريم
قال الحفصي: موشوم جبل وعنده قرية وهو لبني سحيم، قال عبد الله بن الصّمّة:
أسقي الأجارع من نجد فخصّ به ... سعد فبطن بليّات فموشوم

دَيْرُ هَنْدٍ الكُبَرى

دَيْرُ هَنْدٍ الكُبَرى:
وهو أيضا بالحيرة بنته هند أمّ عمرو بن هند، وهي هند بنت الحارث بن عمرو بن حجر آكل المرار الكندي، وكان في صدره مكتوب: بنت هذه البيعة هند بنت الحارث بن عمرو بن حجر الملكة بنت الأملاك وأمّ الملك عمرو ابن المنذر أمة المسيح وأمّ عبده وبنت عبيده في ملك ملك الأملاك خسرو أنوشروان في زمن مار افريم الأسقف، فالإله الذي بنت له هذا الدير يغفر خطيئتها ويترحم عليها وعلى ولدها، ويقبل بها وبقومها إلى إقامة الحق ويكون الله معها ومع ولدها الدهر الداهر، حدث عبد الله بن مالك الخزاعي قال:
دخلت مع يحيى بن خالد لما خرجنا مع الرشيد إلى الحيرة وقد قصدناها لنتنزه بها ونرى آثار المنذر فدخل دير هند الصغرى فرأى آثار قبر النعمان وقبرها إلى جنبه ثم خرج إلى دير هند الكبرى وهو على طرف النجف فرأى في جانب حائطه شيئا مكتوبا، فدعا بسلّم وأمر بقراءته، وكان فيه مكتوب:
إنّ بني المنذر عام انقضوا ... بحيث شاد البيعة الراهب
تنفح بالمسك ذفاريهم ... وعنبر يقطبه القاطب
والقزّ والكنّان أثوابهم ... لم يجب الصوف لهم جائب
والعزّ والملك لهم راهن، ... وقهوة ناجودها ساكب
أضحوا وما يرجوهم طالب ... خيرا ولا يرهبهم راهب
كأنهم كانوا بها لعبة ... سار إلى أين بها الراكب
فأصبحوا في طبقات الثرى ... بعد نعيم لهم راتب
شرّ البقايا من بقي بعدهم ... قلّ وذلّ جدّه خائب
قال: فبكى حتى جرت دموعه على لحيته وقال:
نعم هذا سبيل الدنيا وأهلها.

نُبَّرُ

نُبَّرُ:
بضم أوله، وفتح ثانيه وتشديده، وراء: من قرى بغداد وهي نبطية بوزن نفّر وسمّر، ولهم شاعر اسمه أبو نصر منصور بن محمد الخبّاز النّبّري واسطيّ قدم بغداد وكان اميّا وله شعر، منه في الخمر:
وتبريّة جاءتك في ثوب فضّة ... بكفّ خلاسيّ القوام وشيق
أتت بين طعمي عنبر وسلافة ... بأنفاس مسك في شعاع حريق
17- 15 معجم البلدان دار صادر
كأنّ حباب المزج في جنباتها ... كواكب درّ في سماء عقيق

الرّائِغَةُ

الرّائِغَةُ:
بالغين المعجمة، قال الحفصي: الرائغة نخل لبني الــعنبر باليمامة، وبالغين المعجمة والباء الموحدة رواية فيه، وهو غلط يحتاج إلى كشف، وفي كتاب أبي زياد: الرايغة، بالياء والغين معجمة، ماء لبني غنيّ بن أعصر بعد إمّرة وسواج جبل لهم، والرائغة تنسب إلى سواج.

الرَّقْمَتَان

الرَّقْمَتَان:
تثنية الرّقمة، وهو مجتمع الماء في الوادي، وقال الفرّاء: يقال عليك بالرّقمة ودع الضفة، ورقمة الوادي: حيث الماء، وضفتاه: ناحيتاه، وفي كتاب الصحاح: الرقمة جانب الوادي، وقيل:
الروضة، قال السّكوني: الرقمتان قريتان بين البصرة والنباج بعد ماوية تلقاء البصرة وبعد حفر أبي موسى تلقاء النباج، وهما على شفير الوادي، وهما منزل مالك بن الريب المازني، وفيهما يقول:
فلله درّي يوم أترك طائعا ... بنيّ بأعلى الرّقمتين وماليا
وقال أبو منصور: الرقمتان النكتتان السوداوان على عجزي الحمار وهما الجاعرتان. والرقمتان:
روضتان بناحية الصّمّان، ذكرهما زهير فقال:
ودار لها بالرّقمتين كأنّها ... مراجيع وشم في نواشر معصم
وقال العمراني: الرقمتان روضتان إحداهما قريبة من البصرة والأخرى بنجد، وقال الأصمعي:
الرقمتان إحداهما قرب المدينة والأخرى قرب البصرة، وأما التي في شعر زهير: ودار لها بالرقمتين، فقال الكلابي: الرقمتان بين جرثم ومطلع الشمس بأرض بني أسد، قال: والرقمتان أيضا بشط فلج من أرض بني حنظلة. والرقمتان: قريتان على شفير وادي فلج بين البصرة ومكّة، وقيل: الرقمتان روضتان في بلاد بني الــعنبر. والرقمتان أيضا: موضع قرب المدينة نهيان من أنهاء الحرّة.

الرُّومُ

الرُّومُ:
جيل معروف في بلاد واسعة تضاف إليهم فيقال بلاد الروم، واختلفوا في أصل نسبهم فقال قوم: إنّهم من ولد روم بن سماحيق بن هرينان بن علقان بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم، عليه السلام، وقال آخرون: إنّهم من ولد روميل ابن الأصفر بن اليفز بن العيص بن إسحاق، قال عدي ابن زيد العبّادي:
وبنو الأصفر الكرام ملوك ال ... رّوم لم يبق منهم مذكور
وقال ابن الكلبي: ولد لإسحاق بن إبراهيم الخليل، عليهما السلام، يعقوب، وهو إسرائيل، عليه السلام، والعيص، وهو عيصو وهو أكبرهم، وقد ولدا توأمين وإنّما سمّي يعقوب لأنّه خرج من بطن أمّه آخذا بعقب العيص، فولد العيص روم القسطنطينية وملوك الروم، وقال آخرون: سمّي يعقوب لأنّه هو والعيص وقت الولادة تخاصما في الولادة فكلّ أراد الخروج قبل صاحبه وكان إسحاق، عليه السلام، حاضرا وقت الولادة فقال اعقب يا يعقوب، فأمّا الذين هم الروم فهم بنو رومي ابن بزنطي بن يونان بن يافث بن نوح، عليه السلام، وقال أهل الكتاب: إنّما سمّي عيصو بهذا الاسم لأنّه عصى في بطن أمّه وذاك أنّه غلب على الخروج قبله مثل ما ذكرناه وخرج يعقوب على أثره آخذا بعقبه فلذلك سمّي يعقوب، قالوا: وتزوّج عيصو بسمة بنت إسماعيل وكان رجلا أشقر فولدت له الروم، قال الأزهري: الروم جيل ينتمون إلى عيصو بن إسحاق بن إبراهيم، عليهم السلام، وقال الجوهري:
الروم من ولد روم بن عيص، يقال: روميّ وروم كما يقال زنجيّ وزنج، فليس بين الواحد والجمع إلّا الياء المشددة كما قالوا تمرة وتمر فلم يكن بين الواحد والجمع إلّا الهاء، وقال ابن الكلبي عن أبي يعقوب التّدمري: إنّما سميت الروم لأنّهم كانوا سبعة راموا فتح دمشق ففتحوها وقتلوا أهلها وكان سكانها سكرة للعازر بن نمرود بن كوش بن حام بن نوح،
عليه السلام، والسّكرة الفعلة، واسم السبعة:
لوطان وشوبال وصيفون وغاود وبشور وآصر وريضان، ثمّ جعلوا يتقدمون حتى انتهوا إلى أنطاكية ثمّ جاءت بنو العيص فأجلوهم عمّا افتتحوا وسكنوه حتى انتهوا إلى القسطنطينيّة فسكونها فسموا الروم بما راموا من فتح هذه الكور، وبنى القسطنطينيّة ملك من بني العيص يقال له بزنطي، ويقال:
سميت الروم بروم بن بزنطي، وعندي أنّهم إنّما سمّوا بني الأصفر لشقرتهم لأن الشقرة إذا أفرطت صارت صفرة صافية، وقيل: إن عيصو كان أصفر لمرض كان ملازما له، وقال جرير بن الخطفى الشاعر اليربوعي يفتخر على اليمن بالفرس والروم ويقول إنّهم من ولد إسحاق:
وأبناء إسحاق اللّيوث إذا ارتدوا ... حمائل موت لابسين السّنورا
إذا افتخروا عدّوا الصبهبذ منهم ... وكسرى وعدّوا الهرمزان وقيصرا
وكان كتاب فيهم ونبوّة، ... وكانوا بإصطخر الملوك وتسترا
أبونا أبو إسحاق يجمع بيننا، ... وقد كان مهديّا نبيّا مطهّرا
ويعقوب منّا، زاده الله حكمة، ... وكان ابن يعقوب أمينا مصوّرا
فيجمعنا والغرّ أبناء سارة ... أب لا نبالي بعده من تعذّرا
أبونا خليل الله، والله ربّنا، ... رضينا بما أعطى الإله وقدّرا
بنى قبلة الله التي يهتدى بها، ... فأورثنا عزّا وملكا معمّرا
وأمّا حدود الروم فمشارقهم وشمالهم الترك والخزر ورسّ، وهم الروس، وجنوبهم الشام والإسكندرية ومغاربهم البحر والأندلس، وكانت الرّقّة والشامات كلّها تعدّ في حدود الروم أيّام الأكاسرة، وكانت دار الملك أنطاكية إلى أن نفاهم المسلمون إلى أقصى بلادهم، قال أحمد بن محمد الهمذاني: وجميع أعمال الروم التي تعرف وتسمى وتأتينا أخبارها على الصحة أربعة عشر عملا، منها ثلاثة خلف الخليج وأحد عشر دونه، فالأوّل من الثلاثة التي خلف الخليج يسمّى طلايا وهو بلد القسطنطينيّة، وحدّه من جهة المشرق الخليج الآخذ من بحر الخزر إلى بحر الشام، ومن القبلة بحر الشام، ومن المغرب سور ممدود من بحر الشام إلى بحر الخزر ويسمّى مقرن تيخس، وتفسيره السور الطويل، وطوله مسيرة أربعة أيّام، وهو من القسطنطينيّة على مسيرة مرحلتين، وأكثر هذا البلد ضياع للملك والبطارقة ومروج لمواشيهم ودوابّهم، وفي أخبار بلاد الروم أسماء عجزت عن تحقيقها وضبطها فليعذر الناظر في كتابي هذا، ومن كان عنده أهلية ومعرفة وقتل شيئا منها علما فقد أذنت له في إصلاحه مأجورا، ومن وراء هذا العمل عمل تراقية، وحدّه من وجه المشرق هذا السور الطويل، ومن القبلة عمل مقدونية، ومن المغرب بلاد برجان مسيرة خمسة عشر يوما، وعرضه من بحر الخزر إلى حدّ عمل مقدونية مسيرة ثلاثة أيّام، ومنزل الاصطرطغوس الوالي حصن يسمى أرقدة على سبع مراحل من القسطنطينيّة، وجنده خمسة آلاف، ثمّ عمل مقدونية، وحدّه من المشرق السور الطويل، ومن القبلة بحر الشام، ومن المغرب بلاد الصقالبة، ومن ظهر القبلة بلاد برجان، وعرضه مسيرة خمسة أيّام، ومنزل الاصطرطغوس، يعني
الوالي، حصن يسمى بابدس، وجنده خمسة آلاف، فهذه الثلاثة بلدان التي خلف الخليج ومن دون الخليج أحد عشر عملا، فأوّلها ممّا يلي بحر الخزر إلى خليج القسطنطينيّة عمل أفلاجونية، وأوّل حدوده على الانطماط والثاني بحر الخزر والثالث على الأرمنياق والرابع على البقلار، ومنزل الاصطرطغوس ايلاي، وهو رستاق وقرية تدعى نيقوس، وله منزل آخر يسمّى سواس، وجنده خمسة آلاف، وإلى جانبه عمل الانطماط، وحده الأوّل الخليج، وجنده أربعة آلاف، وأهل هذا العمل مخصوصون بخدمة الملك وليسوا بأهل حرب، وإلى جانبه عمل الأبسيق، وحده الأول الخليج والثاني الانطماط والثالث عمل الناطلقوس والرابع عمل ترقسيس، ومنزل الاصطرطغوس حصن بطنة، وجنده ستة آلاف، وإلى جانبه عمل ترقسيس، وحده الأوّل الخليج والثاني الابسيق والثالث عمل الناطلقوس والرابع بحر الشام، ومنزل الاصطرطغوس في حصن الوارثون، واسمه قانيوس، والوارثون: اسم البلد، وجنده عشرة آلاف، وإلى جانبه عمل الناطلقوس وتفسيره المشرق، وهو أكبر أعمال الروم، وحدّه الأوّل الأبسيق والترقسيس والثاني عمل البقلار، ومنزل الاصطرطغوس مرج الشحم، وجنده خمسة عشر ألفا ومعه ثلاثة طرموخين، وفي هذا العمل عمّورية، وهي الآن خراب، وبليس ومنبج ومرعش، وهو حصن برغوث، وإلى جانبه من ناحية البحر عمل سلوقية، وحده الأوّل بحر الشام والثاني عمل ترقسيس والثالث عمل الناطلقوس والرابع دروب طرسوس من ناحية قلمية واللامس، واسم صاحب هذا العمل كيليرج، ومرتبته دون مرتبة الاصطرطغوس، وتفسيره صاحب الدروب، وقيل: تفسيره وجه الملك، ومنزله سلوقية إلى أنطاكية ثمّ يتصل به عمل القباذق، وحده الأوّل جبال طرسوس وأذنة والمصيصة والثاني عمل سلوقية والثالث عمل طلغوس والرابع عمل السملار وخرشنة، ومنزل الكيليرج حصن قره، وجنده أربعة آلاف، وفيه حصون كثيرة قويّة، ومن بلاده قورية أو قونية وملقونية وجرديلية وغير ذلك، ويتصل به عمل خرشنة، وحده الأوّل عمل القيار والثاني درب ملطية والثالث عمل الارمنياق والرابع عمل البقلار، ومنزل الكيليرج حصن خرشنة، وجنده أربعة آلاف، وفيه من الحصون خرشنة وصارخة ورمحسو وباروقطة وماكثيرى ثمّ يتصل به عمل البقلار، وحده الأوّل عمل الناطلقوس والثاني القباذق وخرشنة والثالث عمل الارمنياق والرابع عمل أفلاجونية، ومنزل الاصطرطغوس أنقرة التي بها قبر امرئ القيس، وقد ذكر في موضعه، وجندها ثمانية آلاف، ومع صاحبها طرموخان، وفيه حصون وعدّة بلاد ثمّ يتصل به عمل الأرمنياق، وحده الأوّل عمل أفلاجونية والثاني عمل البقلار والثالث خرشنة والرابع جلدية وبحر الخزر، ومنزل الاصطرطغوس حصن أماسية، وجنده تسعة آلاف ومعه ثلاثة طرموخين، وفيه عدّة بلاد وحصون ثمّ يتصل به عمل جلدية، وحدّه الأوّل بلاد أرمينية، وأهله مخالفون للروم متاخمون لأرمينية، والثاني بحر الخزر والثالث عمل الارمنياق والرابع أيضا عمل الارمنياق، ومنزل الاصطرطغوس اقريطة، وجنده عشرة آلاف ومعه طرموخان، وفيه بلاد وحصون، قال الهمذاني: فهذه جميع أعمال الروم المعلومة لنا في البرّ على كلّ عمل منها وال من قبل الملك الذي يسمى الاصطرطغوس إلّا صاحب الأنماط فإنّه يسمى الدمستق، وصاحب سلوقية وصاحب خرشنة فإن
كلّ واحد منهما يسمّى الكيليرج، وعلى كل حصن من حصون الروم رجل ثابت فيه يسمّى برقليس يحكم بين أهله، قلت أنا: وهذا فيما أحسب رسوم وأسماء كانت قديما ولا أظنّها باقية الآن وقد تغيرت أسماء البلاد وأسماء تلك القواعد، فإن الذي نعرف اليوم من بلاد الروم المشهورة في أيدي المسلمين والنصارى لم يذكر منها شيء مثل قونية وأقصرى وأنطاكية وأطرابزندة وسيواس إلى غير ذلك من مشهور بلادهم، وإنّما ذكرت كما ذكر، والله أعلم، وقال بعض الجلساء: سمعت المعتز بالله يقول لأحمد ابن إسرائيل: يا أحمد كم خراج الروم؟ فقال: يا أمير المؤمنين خرجنا مع جدك المعتصم في غزاته فلمّا توسط بلد الروم صار إلينا بسيل الخرشني وكان على خراج الروم فسأله محمد بن عبد الملك عن مبلغ خراج بلدهم فقال خمسمائة قنطار وكذا وكذا قنطارا، فقال: حسبنا ذلك فإذا هو أقل من ثلاثة آلاف ألف دينار، فقال المعتصم: اكتب إلى ملك الروم أني سألت صاحبك عن خراج أرضك فذكر أنّه كذا وكذا وأخسّ ناحية في مملكتي خراجها أكثر من خراج أرضك فكيف تنابذني وهذا خراج أرضك! قال: فضحك المعتز وقال: من يلومني على حبّ أحمد بن إسرائيل؟ ما سألته عن شيء إلّا أجابني بقصته، وينسب إلى الروم وصيف بن عبد الله الرومي أبو عليّ الحافظ الأنطاكي الأشروسني، قال الحافظ أبو القاسم: قدم دمشق وحدث بها عن أبي يعقوب إسحاق بن الــعنبر الفارسي وعليّ بن سرّاج وسهل بن صالح وأحمد بن حرب الموصلي ومحفوظ بن بحر وأبي عليّ الحسن بن عبد الرحمن الجروي وسليمان بن عبد الله بن محمد ومحمد بن عبد الله القردواني الحرّاني وعبد الله بن محمد بن سعيد الحراني ومحمد بن عليّ الأفطح وعبد الحميد بن محمد بن المستام وإبراهيم ابن محمد بن إسحاق وعليّ بن بكار المصيصي، روى عنه أبو زرعة وأبو بكر ابنا أبي دجانة وأبو عليّ بن آدم الفزاري وأبو محمد الحسن بن سليمان بن داود بن بنوس البعلبكّي وأبو عليّ الحسن بن منير التنوخي وأبو عبد الله بن مروان وأبو أحمد بن عدي وأبو سعيد بن عبد الله الأعرابي وأبو الحسن بن جوصا وسليمان الطبراني وأبو مروان عبد الملك بن محمد بن عمر الطحان وأبو القاسم حمزة بن محمد بن عليّ الكناني الحافظ وأبو جعفر محمد بن أبي الحسن اليقطيني.

زَنْبَرُ

زَنْبَرُ:
بوزن عنبر: محلّة بمصر، عن العمراني، وإليها فيما أحسب ينسب أبو بكر أحمد بن مسعود بن عمرو ابن إدريس بن عكرمة الزّنبري مصريّ، روى عن الربيع بن سليمان ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، روى عنه أبو ذرّ عمّار بن محمد بن مخلد التميمي وأبو القاسم الطبراني، ومات سنة 333.

السُّدَير

السُّدَير:
بضم أوّله، بلفظ تصغير سدر: قاع بين البصرة والكوفة وموضع في ديار غطفان، وقال الحفصي: ذو سدير قرية لبني الــعنبر، وقال في موضع آخر من كتابه: بظاهر السّخال واد يقال له ذو سدير، قال نابغة بني شيبان:
أرى البنانة أقوت بعد ساكنها، ... فذا سدير، وأقوى منهم أقر
وقال القتّال الكلابي:
لعمرك إنّني لأحبّ أرضا ... بها خرقاء لو كانت تزار
كأنّ لثاتها علقت عليها ... فروع السّدر عاطية نوار
أطاع لها بمدفع ذي سدير ... فروع الضال والسّلم القصار
وقال عمرو بن الأهتم:
وقوفا بها صحبي عليّ مطيهم، ... يقولون: لا تجهل ولست بجهّال
فقلت لهم: عهدي بزينب ترتعي ... منازلها من ذي سدير فذي ضال

سُقُطْرَى

سُقُطْرَى:
بضم أوّله وثانيه، وسكون طائه، وراء، وألف مقصورة، ورواه ابن القطاع سقطراء، بالمدّ، في كتاب الأبنية: اسم جزيرة عظيمة كبيرة فيها عدّة قرى ومدن تناوح عدن جنوبيها عنها، وهي إلى برّ العرب أقرب منها إلى برّ الهند، والسالك إلى بلاد الزّنج يمرّ عليها، وأكثر أهلها نصارى عرب، يجلب منها الصبر ودم الأخوين، وهو صمغ شجر لا يوجد إلّا في هذه الجزيرة ويسمونه القاطر، وهو صنفان: خالص يكون شبيها بالصمغ في الخلقة إلّا أن لونه كأحمر شيء خلقه الله تعالى، والصنف الآخر مصنوع من ذلك، وكان أرسطاطاليس كتب إلى الإسكندر حين سار إلى الشام في أمر هذه الجزيرة يوصيه بها وأرسل إليه جماعة من اليونانيين ليسكنهم بها لأجل الصبر القاطر الذي يقع في الايارجات، فسيّر الإسكندر إلى هذه الجزيرة جماعة من اليونانيين وأكثرهم من مدينة أرسطاطاليس، وهي مدينة اسطاغرا، في المراكب بأهاليهم وسيّرهم في بحر القلزم فلمّا حصلوا بها غلبوا على من كان بها من الهند وملكوا الجزيرة بأسرها، وكان للهند بها صنم عظيم فنقل ذلك الصنم إلى بلاد الهند في أخبار يطول شرحها، فلما مات الإسكندر وظهر المسيح بن مريم، عليه السلام، تنصّر من كان بها من اليونانيّين وبقوا على ذلك إلى هذا الوقت، فليس في الدنيا موضع، والله أعلم، فيه قوم من اليونانيّين يحفظون أنسابهم ولم يداخلهم فيها غيرهم غير أهل جزيرة سقطرى، وكان يأوي إليها بوارج الهند الذين يقطعون على المسافرين من التجار، فأمّا الآن فلا، وقال الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني اليمني: وممّا يجاور سواحل اليمن من الجزائر جزيرة سقطرى وإليها ينسب الصبر السقطري، وهي جزيرة بربر ممّا يقع بين عدن وبلد الزنج، فإذا خرج الخارج من عدن إلى بلد الزنج أخذ كأنّه يريد عمان وجزيرة سقطرى تماشيه عن يمينه حتى ينقطع ثم التوى بها من ناحية بحر الزنج، وطول هذه الجزيرة ثمانون فرسخا، وفيها من جميع قبائل مهرة، وبها نحو عشرة آلاف مقاتل، وهم نصارى، ويذكرون أن قوما من بلد الروم طرحهم بها كسرى ثمّ نزلت بهم قبائل من مهرة فساكنوهم وتنصر معهم بعضهم، وبها نخل كثير، ويسقط بها الــعنبر، وبها دم الأخوين وهو الأيدع والصّبر الكثير، قال: وأما أهل عدن فإنّهم يقولون لم يدخلها من الروم أحد ولكن كان لأهلها الرهبانية ثمّ فنوا، وسكنها مهرة وقوم من الشراة، وظهرت فيها دعوة الإسلام ثمّ كثر بها الشراة فعدوا على من بها من المسلمين وقتلوهم غير عشرة أناسية، وبها مسجد بموضع يقال له السوق.

الشِّحْرُ

الشِّحْرُ:
بكسر أوّله، وسكون ثانيه، قال: الشحرة الشط الضيق، والشّحر الشط: وهو صقع على ساحل بحر الهند من ناحية اليمن، قال الأصمعي: هو بين عدن وعمان قد نسب إليه بعض الرّواة، وإليه ينسب الــعنبر الشحري لأنّه يوجد في سواحله، وهناك عدة مدن يتناولها هذا الاسم، وذكر بعض العرب قال: قدمت الشحر فنزلت على رجل من مهرة له رياسة وخطر فأقمت عنده أيّاما فذكرت عنده النسناس فقال: إنّا لنصيده ونأكله وهو دابة له يد واحدة ورجل واحدة وكذلك جميع ما فيه من الأعضاء، فقلت له: أنا والله أحبّ أن أراه، فقال لغلمانه: صيدوا لنا شيئا منه، فلمّا كان من الغد إذ هم قد جاءوا بشيء له وجه كوجه الإنسان إلّا أنّه نصف الوجه وله يد واحدة في صدره وكذلك رجل واحدة، فلمّا نظر إليّ قال: أنا بالله وبك! فقلت للغلمان: خلّوا عنه، فقالوا: يا هذا لا تغتر بكلامه فهو أكلنا، فلم أزل بهم حتى أطلقوه فمرّ مسرعا كالريح، فلمّا حضر غداء الرجل الذي كنت عنده قال لغلمانه: أما كنت قد تقدّمت إليكم أن تصيدوا لنا شيئا؟ فقالوا: قد فعلنا ولكن ضيفك قد خلّى عنه، فضحك وقال: خدعك والله! ثمّ أمرهم بالغدوّ إلى الصيد، فقلت: وأنا معهم؟
فقال: افعل، ثمّ غدونا بالكلاب فصرنا إلى غيضة عظيمة وذلك في آخر الليل فإذا واحد يقول: يا أبا مجمر إن الصبح قد أسفر والليل قد أدبر والقنيص قد حضر فعليك بالوزر، فقال له الآخر: كلي ولا تراعي، قال: فأرسلوا الكلاب عليهم فرأيت أبا مجمر وقد اعتوره كلبان وهو يقول:
الويل لي ممّا به دهاني ... دهري من الهموم والأحزان!
قفا قليلا أيّها الكلبان، ... واستمعا قولي وصدّقاني
إنّكما حين تحارباني ... ألفيتماني خضلا عناني
لو بي شبابي ما ملكتماني ... حتى تموتا أو تخلّياني
قال: فالتقيا عليه وأخذاه، فلمّا حضر غداء الرجل أتوا بأبي مجمر بعد الطعام مشويّا، وقد ذكرت من خبر النسناس شيئا آخر في وبار على ما وجدته في كتب العقلاء، وهو ممّا اشترطنا أنّه خارج من العادة وأنا بريء من العهدة، وينسب إلى الشحر جماعة،
منهم: محمد بن خويّ بن معاذ الشحري اليماني، سمع بالعراق وخراسان من أبي عبد الله محمد بن الفضل الصاعدي الفراوي وغيره.

شَطُّ

شَطُّ:
بفتح أوّله، وتشديد ثانيه، والشط جانب النهر:
قرية في حجر اليمامة قبلتها بين الوتر والعرض قد اكتنفها حجر اليمامة، قال الحفصي: شط فيروز فيه نخل ومحارث لبني الــعنبر باليمامة. وشط الوتر: باليمامة أيضا وهو كان منزل عبيد بن ثعلبة، وحصن معتّق من بناء جديس وبه تحصّن عبيد بن ثعلبة حين اختطّ حجرا. وشط عثمان: موضع بالبصرة كانت سباخا ومواتا فأحياها عثمان بن أبي العاصي الثقفي، وكتب عثمان بن عفان، رضي الله عنه، إلى عبد الله بن عامر ابن كريز وهو والي البصرة من قبله: أن أقطع عثمان بن أبي العاصي الثقفي ما كتب له بالشط، وكان نسخة الكتاب: بسم الله الرحمن الرحيم- هذا كتاب عبد الله عثمان أمير المؤمنين لعثمان بن أبي العاصي- إني أعطيتك الشط لمن ذهب إلى الأبلة من البصرة والمقابلة قرية الأبلة والقرية التي كان الأشعري عمل فيها وأعطيتك ما كان الأشعري عمل من ذلك وأعطيتك براح ذلك الشط أجمة وسبخة فيما بين الخرّارة إلى دير جابيل إلى القبرين اللذين على الشط المقابلين للأبلة وأعطيتك ما عملت من ذلك أنت وبنوك، إن واحدا تعطيه شيئا من ذلك من إخوتك فاعتمله عن عطيتك، وأمرت عبد الله بن عامر أن لا يمنعكم شيئا أخذتموه ترون أنّكم تستطيعون عمله من ذلك فما كان فيه بعد ما عملتم واخترتم من فضل لا ترونكم ما عملتموه فليس لكم أن تتحوّلوا دونه لمن أراد أمير المؤمنين أن يعمل فيه حجة له، وأعطيتك ذلك عوضا عن أرضك التي أخذت منك بالمدينة التي اشتراها لك أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب، رضي الله عنه، وما كان فيما سميت فضل عن تلك الأرضين فإنها عطية أعطيتك إياها إذ عزلتك عن العمل، وقد كتبت إلى عبد الله ابن عامر أن يعينك في عملك ويحسن لك العون، فاعمل باسم الله وعونه وامسك، شهد المغيرة بن الأخفش والحارث بن الحكم بن أبي العاصي وفلان بن أبي فاطمة، وكتب تاريخه لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة 29، وقد نسب إليها أبو إسحاق إبراهيم ابن عبد الله بن إبراهيم البصري الشطّي، سكن جرجان وروى عن أبي الحسن علي بن حميد البزّاز وأبي عبد الله أحمد بن محمد الحامدي وغيرهما، روى عنه يوسف بن حمزة السّهمي، ومات سنة 391.

طَرْقُ

طَرْقُ:
بسكون ثانيه، وفتح أوله، وآخره قاف:
قرية من أعمال أصبهان قرب نطنزة كبيرة شبه بلدة، بينها وبين أصبهان عشرون فرسخا، ينسب إليها جماعة وافرة من أهل الرواية والدراية، وقال أبو عبد الله الدّبيثي في ترجمة محمد بن ظفر بن أحمد ابن ثابت بن محمد الطّرقي الأزدي: إن طرق المنسوب إليها من نواحي يزد ولعلها غير التي بأصبهان ويجوز أن تكون بينهما فتنسب إلى هذه وهذه، والله أعلم، ومن متأخّريهم أبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن أحمد بن القاسم بن الطيب بن طاهر بن عبد الله بن الهذيل بن زياد بن الــعنبر بن عمرو بن تميم الحافظ الطرقي الأصبهاني، ذكره أبو سعد في التحبير ووصفه بالحفظ ولم يذكر وفاته وقال: كان حافظا فاضلا عارفا بطرق الحديث حريصا على طلبه حسن الخط كثير الضبط ساكنا وقورا سليم الجانب، سمع أبا سعد محمد بن أبي عبد الله المطرّز وأبا العلاء محمد بن عبد الجبار الفرساني وأبا القاسم غانم بن محمد البرجي وأبا علي الحدّاد، ومنهم أبو العباس أحمد ابن ثابت بن محمد الطرقي، كان حافظا متقنا، سمع بأصبهان أبا الفضل المطهّر بن عبد الواحد وأبا القاسم ابن اليسري وأبا علي التّستري وغيرهم.

العَالِ

العَالِ:
ما أظنه إلا مقصورا من العالي بمعنى العلو لأنه يقال للأنبار وبادوريا وقطربّل ومسكن الأستان العال لكونه في علو مدينة السلام، والأستان بمنزلة الكورة والرستاق، هكذا يفسّر، وأصله بالفارسية الموضع، كقولهم: طبرستان وشهرستان، وقد ذكره عبيد الله بن قيس الرّقيّات فقال:
شبّ بالعال من كثيرة نار ... شوّقتنا وأين منها المزار
أوقدتها بالمسك والــعنبر الرّط ... ب فتاة يضيق عنها الإزار
وكان أول من غزا أرض العراق من المسلمين المثنّى ابن حارثة بن سلمة بن ضمضم الشيباني وكتب إلى أبي بكر، رضي الله عنه، يهوّن عليه أمر العراق ويعرفه أنه قد اختبرهم فلم يجد فيهم منعة فأرسل إلى خالد بن الوليد بعد فراغه من أهل الردة فأوقع بأهل الحيرة وأطراف العراق، فالمثنى كان أول من أغرى المسلمين على غزو الفرس، فقال شاعر يذكر ذلك:
وللمثنّى بالعال معركة ... شاهدها من قبيله بشر
كتيبة أفزعت بوقعتها ... كسرى وكاد الإيوان ينفطر
وشجّع المسلمون إذ حذروا، ... وفي ضروب التجارب العبر
سهّل نهج السبيل فاقتفروا آثاره والأمور تقتفر
وقال البلاذري: يعني بالعال الأنبار وقطربّل ومسكن وبادوريا.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.