Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: عثر

نَعَشَه

نَعَشَه اللَّهُ، كمَنَعَه: رَفَعَهُ،
كأنْعَشَهُ ونَعَّشَهُ،
وـ فلاناً: جَبَرَهُ بعدَ فَقْرٍ،
وـ المَيّتَ: ذَكَرَهُ ذِكْراً حَسَناً،
وـ طَرْفَهُ: رَفَعَه.
والنَّعْشُ: البَقاء، وشِبْهٌ مَحَفَّةٍ كانَ يُحْمَلُ عليها المَلِكُ إذا مَرِضَ، وسريرُ المَيِّتِ، وخَشَبَةٌ في رأسِها خِرْقَةٌ يُصادُ بها الرِّئالُ.
وبَناتُ نَعْشٍ الكُبْرَى: سبعةُ كَواكِبَ: أربَعةٌ منها نَعْشٌ، وثَلاثٌ بناتٌ، وكذا الصُّغْرَى، تَنْصَرِفُ، نَكِرَةً لا مَعْرِفَةً، الواحِدُ: ابنُ نَعْشٍ، ولهذا جاء في الشِّعْرِ: بنُو نَعْشٍ.
وانْتَعَشَ العاثِرُ: انْتَهَضَ من عَثْرَــتِهِ.
ونَعَّشَهُ تَنْعيشاً: قال له: أنْعَشَكَ اللهُ.

الحَمْضُ

الحَمْضُ: ما مَلُحَ وأمَرَّ من النباتِ، وهي كفاكِهةِ الإِبِلِ، والخُلَّةُ ما حَلا، وهي كخُبْزِها
ج: الحُموضُ.
وحَمَضَتِ الإِبِلُ حَمْضاً وحُموضاً: أكلَتْهُ،
كأَحْمَضَتْ، وأحْمَضْتُها أنا، فهي حامِضَةٌ من حَوامِضَ.
وإبِلٌ حَمْضِيَّةٌ: مُقيمَةٌ فيه.
والمَحْمَضُ، ويضمُّ أولُه: ذلك الموضعُ.
وحَمَضْتُ عنه: كَرِهْتُهُ،
وـ به: اشْتَهَيْتُه.
وأرضٌ حميضةٌ: كثيرتُه. وأرَضُونَ حُمْضٌ.
والحَمْضَةُ: الشَّهْوَةُ للشَّيءِ.
وبنو حَمْضَةَ: بَطْنٌ. وعبدُ الله بنُ حَمْضَةَ: تابعيٌّ. ومُعاذُ بنُ حَمْضَةَ، ورَيْحانُ بنُ حَمْضَةَ: محدّثونَ.
والحَمْضِيُّونَ منهم: جماعةٌ.
وحَمْضٌ: ماءٌ لتميمٍ قربَ اليمامةِ، ومحرَّكةً: جبلٌ بينَ البَصْرَةِ والبحرينِ.
والحُموضةُ: طَعْمُ الحامِضِ، وقد حَمُضَ، ككرُمَ وجَعَلَ وفرحَ، أو كفرحَ في اللَّبَنِ خاصَّةً، حَمَضاً وحُموضَةً، وأحْمَضَه.
ورجلٌ حامِضُ الفُؤادِ: مُتَغَيِّرهُ فاسِدُه.
والحَوامِضُ: مِياهٌ مِلْحَةٌ.
وحَمِضةٌ، كفرحةٍ: ة من عَثَّرَ.
ويومٌ حَمَضَى، كجَمَزَى: من أيامهم. وكسفينةٍ وجُهَيْنَةَ، ابنُ رُقَيْمٍ: صحابيٌّ، وبنتُ ياسِرٍ، وبنتُ الشَّمَرْدَلِ، أو ابنُه: من الرُّواةِ.
والحُمَّاضُ، كرُمَّانٍ: عُشْبَةٌ ورَقُها كالهِنْدِبا، حامِضٌ طَيِّبٌ، ومنه مُرٌّ، وكِلاهُما نافعٌ للعَطَشِ، والصَّفْراءِ، والغَثَيانِ، والخَفَقَانِ الحارِّ، والأَسْنانِ الوَجِعَةِ، واليَرقَانِ، وبِزْرُه إن عُلِّقَ في صُرَّةٍ، لم تَحْبَلْ ما دامَتْ.
ويقالُ لما في جَوْفِ الأتْرُجّ: حُمَّاضٌ.
والتَّحْميضُ: الإِقْلالُ من الشيء.
والمُسْتَحْمِضُ: اللَّبَنُ البَطيءُ الرَّوْبِ. ومحمودُ بنُ عليّ الحُمُّضِيُّ، بضمتينِ مشدَّدَةً: مُتَكَلِّمٌ شَيْخٌ للفَخْرِ الرازِي.

لَقَطَه

لَقَطَه: أخَذه من الأرضِ، فهو مَلْقوطٌ ولَقِيطٌ،
وـ الثوبَ: رَقَعَه ورَفَاهُ.
واللاَّقِطُ: الرَّفَّاءُ، وكُلُّ عَبْدٍ أعْتِقَ، والماقِطُ: عَبْدُهُ، والساقِطُ: عَبْدُه، ومنه: هو ساقِطُ بنُ ماقِطِ بنِ لاقِطٍ.
واللُّقَاطَةُ، بالضم: ما كانَ ساقِطاً مما لا قِيمَةَ له. وكَسحابٍ: السُّنْبُلُ الذي تُخْطِئُه المَناجِلُ، وبالكسر: اسمُ ذلك الفِعلِ.
ويا مَلْقَطانُ: يا أحْمَقُ، وهي: بهاءٍ.
واللَّقَطُ، محرّكةً وكحُزْمَةٍ وهُمَزَةٍ وثُمامَةٍ: ما الْتُقِطَ.
واللَّقِيطُ: المَوْلُودُ الذي يُنْبَذُ،
كالمَلْقُوطِ، وبِئرٌ وُقِعَ عليها بَغْتَةً. ولَقِيطٌ البَلَويُّ، وابنُ الرَّبيعِ، وابنُ صَبْرَةَ، وابنُ عامِرٍ، وابنُ عَدِيّ، وابنُ عَبَّادٍ: صحابيُّونَ، وبهاءٍ: الرجلُ المَهِينُ الرَّذْلُ، وكذا المرأةُ.
وبنُو اللَّقِيطةِ: سُمُّوا بها لأنّ أمَّهُمُ الْتَقَطَها حُذَيْفَةُ بنُ بَدْرٍ في جَوارٍ أضَرَّتْ بِهِنَّ السَّنَةُ، فأعْجَبَتْه، فَخَطَبها إلى أبيها، وتَزَوَّجَها، وهي بنتُ عُصْمِ بنِ مَرْوانَ وأوَّلُ أبْياتِ الحَماسَةِ مُحَرَّفٌ، والرِّوايةُ: بنُو الشَّقِيقةِ، وهي بنتُ عَبَّادِ بنِ زيد، ويأتي في القافِ.
والمِلْقاطُ، بالكسر: القَلَمُ، والمِنْقاشُ، والعَنْكَبُوتُ. وكمِنْبرٍ: ما يُلْقَطُ به.
وبنُو مِلْقَطٍ: حَيٌّ.
والْتَقَطَه: عَثَرَ عليه من غيرِ طَلَبٍ.
وتَلَقَّطَه: الْتَقَطَه من ههُنا وههنا.
ودارُهُ بِلقاطِ دارِي، بالكسر: بِحِذائِها.
والمُلاقَطَةُ: المُحاذاةُ، وأن يأخُذَ الفرسُ بقَوائِمِه جميعاً.
والأَلْقاطُ: الأوْباشُ.
و"لكلِّ ساقِطَةٍ لاقِطَةٌ" أي: لكلِّ كَلمةٍ سَقَطَتْ من فَمِ الناطِقِ نَفْسٌ تَسْمَعُها فَتَلْقُطُها فَتُذِيعُها، يُضْرَبُ في حِفْظِ اللسانِ.
ولاقِطَةُ الحَصَى: قانِصةُ الطيرِ.
وإنه لُقَّيْطَى خُلَّيْطَى، كسُمَّيْهَى: مُلْتَقِطٌ للأخْبارِ لِيَنِمَّ بها.
واللَّقَطُ، محرّكةً: ما يُلْتَقَطُ من السَّنابِلِ، وقِطَعُ ذَهَبٍ تُوجَدُ في المَعْدِنِ، وبَقْلَةٌ طَيِّبَةٌ تَتْبَعُها الدَّوابُّ، الواحدةُ: بهاءٍ.

تافَ

تافَ بَصَرُهُ يَتوفُ: تاهَ.
وما فيه تُوفَةٌ، بالضم،
ولا تافَةٌ: عَيْبٌ، أو مَزيدٌ، أو حاجَةٌ، أو إبْطاءٌ.
وطَلَبَ عَلَيَّ تَوْفَةً، بالفتح: عَثْرَــةً وذَنْباً، ج: تَوْفاتٌ.

القائِلَة

القائِلَة: نِصْفُ النَّهارِ. قال قَيْلاً وقائِلَةً وقَيْلُولَةً ومَقالاً ومَقيلاً.
وتَقَيَّلَ: نامَ فيه، فهو قائِلٌ
ج: قُيَّلٌ وقُيَّالٌ وقَيْلٌ، كشَرْبٍ، اسمُ جَمْعٍ. والقَيْلُ، وكصَبورٍ: اللَّبَنُ يُشْرَبُ في القائِلَة،
أو القَيْلُ: شُرْبُ نِصْفِ النَّهارِ، والناقَةُ التي تُحْلَبُ عند القائِلَةِ،
كالقَيْلَةِ، والنائِمُ،
كالقائِلِ.
والتَّقْييلُ: السَّقْيُ فيها.
وتَقَيَّلَ: شَرِبَ فيها، أَو حَلَبَ الناقَةَ فيها.
وشَرِبتِ الإِبِلُ قائِلَةً، أَي: فيها. وأَقَلْتُها وقَيَّلْتُها.
وقِلْتُه البَيْعَ، بالكسرِ،
وأقَلْتُهُ: فَسَخْتُهُ.
واسْتَقَالَهُ: طَلَبَ إليه أن يُقيلَه، وتَقَايَلَ البَيِّعانِ.
وأقالَ الله عَثْرَــتَكَ وأقالَكَها.
وتَقَيَّلَ أباهُ: أشْبَهَه،
وـ الماءُ: اجْتَمَعَ.
وَقَيْلٌ: وافِدُ عادٍ، وبهاءٍ: أُمُّ الأوْسِ والخَزْرَجِ، وحِصْنٌ على رأسِ جَبَلٍ ط كَنَنٍ ط بصَنْعاءَ، والأدْرَةُ، وبالكسر أفْصَحُ. وككِتابٍ: جَبَلٌ بالبادِيَةِ.
والقَيولَةُ: الناقةُ تَحْبسُها لنَفْسِكَ تَشْرَبُ لَبَنَها في القائِلَةِ.
والاقْتيالُ: الاسْتبْدالُ.
والمُقايَلَةُ: المُعاوَضَةُ. *فَصْلُ الكاف

فَلَقَهُ

فَلَقَهُ يَفْلِقُه: شَقَّهُ،
كفَلَّقَهُ فانْفَلَقَ وتَفَلَّقَ.
وفي رِجْلِهِ فُلوقٌ: شُقوقٌ. و {فالِقُ الحَبِّ} : خالقُهُ أو شاقُّهُ بِإِخْراجِ الوَرَقِ منه.
والفالِقُ: ع لِبَني كِلابٍ، به مُوَيْهَةٌ، والنَّخْلَةُ المُنْشَقَّةُ عنِ الطَّلْعِ.
والفَلْقَةُ: هذه السِّمَةُ: oo تَحْتَ أُذُنِ البَعيرِ، وهو مَفْلوقٌ.
والفَلْقُ: نَزْعُ صوف الجلْدِ ط إذا أصِلَ ط كالمَرْقِ.
وكَلَّمَني مِن فِلْقِ فيه، بالكَسر ويُفْتَحُ: مِن شِقِّهِ.
والفِلْقُ، بالكَسْرِ: الدَّاهِيَةُ،
كالفِلْقَةِ والفَليقِ والفَليقَةِ والمَفْلَقَةِ والفَلْقَى، كسَكْرَى،
وة باليَمامَةِ، والأَمْرُ العَجَبُ، وقَوْسٌ تُتَّخَذُ مِن نِصْفِ عُودٍ، والقَضيب يُشَقُّ بِاثْنَيْنِ، فكُلُّ شِقٍّ: فِلْقٌ، وبهاءٍ: الكِسْرَةُ،
وـ منَ الجَفْنَةِ: نِصْفُها.
والفَلَقُ، مُحرَّكةً: الصُّبْحُ، أو ما انْفَلَقَ مِن عَمودِهِ، أوِ الفَجْرُ، والخَلْقُ كُلُّهُ، وجَهَنَّمُ، أو جُبٌّ فيها، والمُطْمَئِنُّ من الأرْضِ بينَ رَبْوَتَيْنِ، ج: فُلْقانٌ، بالضَّمِّ،
كالفالِقِ والفالِقَةِ، أو الفَضاءُ بَيْنَ شَقيقَتَيْنِ مِنْ رَمْلٍ، ومَقْطَرَةُ السَّجَّانِ، وهيَ خَشَبَةٌ فيها خُروقٌ على قَدْرِ سَعَة السَّاقِ، يُحْبَسُ فيها الناسُ على قِطارٍ، وما يَبْقَى من اللَّبَنِ في أسْفَلِ القَدَحِ، ومنه يقالُ: يا ابنَ شَارِبِ الفَلَقِ، والشَّقُّ في الجَبَلِ،
كالفالِقِ،
وـ من اللَّبَنِ: المُنْقَطِعُ حُمُوضَةً،
كالمُتَفَلِّقِ،
وة باليَمنِ بِــعَثَّرَ.
وأفْلَقَ الشاعرُ: أتَى بالعَجيبِ،
كافْتَلَقَ.
وجاء بعُلَقَ فُلَقَ، كزُفَرَ ويُنَوَّنانِ، أي: الداهيةِ، تقولُ منه أعْلَقَ وأفْلَقَ. وكأَميرٍ: الأمرُ العَجَبُ،
وة بالطائِفِ،
وعِرْقٌ يَنْشَأُ في العُنُقِ، وعِرْقٌ في العَضُدِ، أو المَوْضِعُ المُطْمَئِنُّ في جِرانِ البعيرِ عندَ مَجْرَى الحُلْقومِ. وكالقُبَّيْطِ: خَوْخٌ يَتَفَلَّقُ عن نَواهُ.
والمُفَلَّقُ منه، كمُعَظَّمٍ: المُجَفَّفُ.
والفَيْلَقُ، كصَيْقَلٍ: الجَيْشُ، ج: فيالِقُ، والرجُلُ العظيمُ.
وتَفَيْلَقَ: ضَخُمَ وسَمِنَ، واجْتَهَدَ في العَدْوِ حتى أُعْجِبَ من شِدَّتِه،
كَتَفَلَّقَ وافْتَلَقَ.
ورجُلٌ مِفْلاقٌ: دنيءٌ رَذْلٌ قليلُ الشيءِ.
وكعِنَبٍ: ة بنيسابورَ.
ولَبَنٌ فُلاقٌ كغُرابٍ وصَبورٍ: مُتَجَبِّنٌ.
وفِلاقُ اللَّبَنِ، بالكسر: أن يَخْثُرَ ويَحْمُضَ حتى يَتَفَلَّقَ.
وصارَ البَيْضُ فِلاقاً، بالكسرِ والضم،
وأفْلاقاً، أي: مُتَفَلِّقاً.
وفُلاقَة آجُرٍّ، كثُمامَةٍ: قطْعَةٌ منه، ج: فُلاقٌ.
وشاةٌ فَلْقاءُ الضَّرَّةِ: واسِعَتُها. وكسَفينةٍ: القَليلَةُ من الشَّعَرِ.
وكانَ ذلك بِفالِقِ كذا: يريدونَ المَكانَ المُنْحَدِرَ بين الرَّبْوَتَيْنِ. وكعثمانَ: الكَذِبُ الصُّراحُ.

الخَيْمَةُ

الخَيْمَةُ:
بلفظ واحدة الخيام، قال الأصمعي: وفيما بين الرّمّة من وسطها فوق أبانين بينها وبين الشمال أكمة يقال لها الخيمة بها ماءة يقال لها الغبارة لبني عبس، وقال بعض الأعراب:
خير الليالي، إن سألت بليلة، ... ليل بخيمة بين بيش وعثّر
بضجيع آنسة، كأنّ حديثها ... شهد يشاب بمزجه من عنبر
وضجيج لاهية ألاعب مثلها، ... بيضاء واضحة كظيظ المئزر
ولأنت مثلهما، وخير منهما ... بعد الرّقاد، وقبل أن لم تسحري
والخيمة: من مخاليف الطائف.
الخَيْمَةُ: أكَمَةٌ فَوْقَ أبانَيْنِ، وكُلُّ بَيْتٍ مُسْتدِيرٍ، أو ثلاثةُ أعْوادٍ أو أرْبَعَةٌ يُلْقَى عليها الثُّمامُ، ويُسْتَظَلُّ بها في الحَرِّ، أو كُلُّ بَيْتٍ يُبْنَى من عِيدانِ الشَّجَرِ
ج: خَيْماتٌ وخِيامٌ وخَيْمٌ وخيَمٌ، بالفتحِ، وكعِنَبٍ.
وأخامَها وأخْيَمَها: بَناها.
وخَيَّموا: دَخَلُوا فيها،
وـ بالمكانِ: أقامُوا،
وـ الشيءَ: غَطاهُ بشيءٍ كَيْ يَعْبَقَ.
وخامَ عنه يَخِيمُ خَيْماً وخَيَماناً وخُيوماً وخُيومَةً وخَيْمُومَةُ وخِياماً: نَكَصَ، وجَبُنَ، وكادَ كَيْداً فَرَجَعَ عليه،
وـ رِجْلَهُ: رَفَعَها.
والخامَةُ من الزَّرْعِ: أوَّلُ ما يَنْبُتُ على ساقٍ، أو الطاقَةُ الغَضَّةُ منه، أو الشَّجَرةُ الغَضَّةُ منه.
والخامُ: الجِلْدُ لم يُدْبَغْ، أو لم يُبالَغْ في دَبْغِهِ، والكِرْباسُ لم يُغْسَلْ، مُعَرَّبٌ، والفجْلُ. وأحمدُ بنُ محمدِ بنِ عَمْرٍو الخاميُّ: مُحدِّثٌ.
وتَخَيَّمَ هُنا: ضَرَبَ خَيْمَتَهُ به،
وـ الريحُ الطَّيِّبَةُ في الثَّوْبِ: عَبِقَتْ به.
والخِيمُ، بالكسر: السَّجِيَّةُ، والطَّبِيعَةُ، بلا واحِدٍ، وفِرِنْدُ السَّيْفِ، وإخامَةُ الفَرَسِ واوِيَّةٌ يائيَّةٌ.
والمِخْيمُ، كمِكْتَلٍ: أن تَجْمَعَ جُرَزَ الحَصيدِ، ووادٍ، أو جبَلٌ.
والمُخَيَّمُ والخَيْماتُ: نَخْلٌ لبَني سَلولٍ بِبَطْنِ بيشَةَ.
وخَيْمٌ وذو خَيْمٍ وذاتُ خَيْمٍ: مَواضِعُ.
والخِيماءُ، بالكسرِ، ويُقْصَرُ، وقد تُفْتَحُ الياءُ: ماءٌ لبَني أسدٍ، وكعِنَبٍ: جَبَلٌ.

قانَ

قانَ القَيْنُ الحدِيدَ يَقِينُه: سَوَّاهُ،
وـ الشيءَ: لَمَّهُ،
وـ الإِناءَ: أصْلَحَهُ،
وـ اللُّه فُلاناً على كذا: خَلَقَهُ.
والقَيْنُ: العَبْدُ
ج: قِيانٌ، والحَدَّادُ
ج: أقْيانٌ وقُيونٌ،
وة باليمن من قُرَى عَثَّرَ.
وبناتُ قَيْنٍ: ماءٌ.
وبَلْقَيْنِ: أصلُه بنو القَيْنِ، والنِّسْبةُ: قَيْنيٌّ، وبضم الباءِ وكسر القاف وزيادةِ هاءٍ آخِرَهُ: ة بمِصرَ.
والتَّقَيُّنُ: التَّزَيُّنُ.
والقَيْنَةُ: الأمَةُ المُغَنِّيَةُ، أو أعَمُّ، والدُّبُرُ، أو أدنى فِقَرِ الظَّهرِ منه، أو ما بين الوَرِكَيْنِ، أو هَزْمَةٌ هُنالِكَ،
وـ من الفَرَسِ: نُقْرَةٌ بين الغُرابِ والعَجُزِ فيها هَزْمَةٌ، والماشِطَةُ.
والقَيْنانُ: موضِعُ القَيْدِ من ذواتِ الأَرْبَعِ، أو يَخُصُّ البعيرَ، وبلا لامٍ: ابنُ انُوشَ بنِ شِيثٍ،
وة بسَرَخْسَ.
وقايِنُ: د، وابنُ لآِدمَ عليه السلامُ.
والقانُ: شجرٌ للقِسِيِّ،
ود باليمن.
وقَيْنِيَّةُ: ة بِدِمَشْقَ كانت تُجاهَ بابِ الصَّغيرِ، صارَتِ اليومَ بَساتينَ.
واقْتَأَنَّ النَّبْتُ اقْتئْناناً: حَسُنَ،
وـ الرَّوْضةُ: أخَذَتْ زُخْرُفَها.
والتَّقْيينُ: التَّزْيينُ.

الفتوَّةُ

الفتوَّةُ: أَن يكون أبدا فِي أَمر غَيره لله تَعَالَى. وَقيل: هِيَ الصفح عَن عثرات الإخوان. وَقيل: كف الْأَذَى، وبذل الندى. وَقيل: أَلا يرى لنَفسِهِ فضلا على غَيره. وَقيل: أَن تكون خصما لِرَبِّك على نَفسك. وَقيل: أَن تنصف وَلَا تنصف. وَقيل: أَلا تنافر فَقِيرا، وَلَا تعَارض غَنِيا.

العثور

(العثور) الْكثير العثار وَيُقَال جد عثور
العثور: الاطلاع والعرفان. قال الفوري: عثر على الشيء اطلع على ما كان خفيا عنه. 

النداء

النداء: بِالْكَسْرِ وَالْمدّ لُغَة (آوازدادن) . مصدر نَادَى وَقد يضم بجعله من قبيل الْأَصْوَات كالصراخ والبكاء. وَاصْطِلَاحا طلب الإقبال بِحرف نَائِب مناب أَدْعُو لفظا أَو تَقْديرا. وَفِي أدوات النداء اخْتِلَاف الْجُمْهُور على أَنَّهَا حُرُوف. وَعند الْبَعْض أَسمَاء الْأَفْعَال لتمامها بِمَا بعْدهَا - ورد بِأَن بِنَاء بَعضهم لَيْسَ بِنَاء الِاسْم وَلِأَن استتار ضمير الْمُتَكَلّم فِي الْأَسْمَاء مُمْتَنع - وأدوات النداء تُؤدِّي معنى أَدْعُو الْمُسْتَتر فِيهِ ضمير الْمُتَكَلّم كأداء الْحُرُوف المشبهة بِالْفِعْلِ مَعَاني الْأَفْعَال فَتَأمل.
النداء
لم يستخدم القرآن من أدوات النداء سوى يا، ويكون النداء لطلب إقبال المدعو ليصغى إلى أمر ذى بال، ولذا غلب أن يلى النداء أمر أو نهى، كقوله تعالى: يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ (المدثر 1، 2)، وقوله سبحانه: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ (المائدة 87). وقد يتقدم عليه الأمر، كما في قوله سبحانه: وَامْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ (يس 59)، وقد يعقب النداء جملة خبرية تليها جملة الأمر، كقوله تعالى: قالُوا يا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنا مَكانَهُ (يوسف 78)، وقد لا تأتى جملة الأمر كما في قوله: قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ (النمل 29).
وحينا يأتى الاستفهام بعد النداء، كقوله سبحانه: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ما لَكُمْ إِذا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ (التوبة 38). أو قبله كقوله: قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجاهِلُونَ (الزمر 64).
وكثيرا ما يحذف لفظ النداء في القرآن كما في قوله سبحانه: قالَ فَما خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (الحجر 57)، وقوله: ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ (الواقعة 51، 52).
ولا يكاد يستخدم حرف النداء مع الرب، بل ينادى مجردا من حرف النداء، ولعل في ذلك تعبيرا عن شعور الداعى بقربه من ربه، كقوله تعالى:
آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقالُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا (البقرة 285 - 286). وقوله تعالى: وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى (البقرة 260).
وعلى كثرة ما نودى الرب في القرآن لم أعثر عليه مسبوقا بحرف النداء إلا في تلك الآية الكريمة: وَقِيلِهِ يا رَبِّ إِنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (الزخرف 88، 89). وألمح في المجيء بحرف النداء هنا خاصة، تعبيرا عن حالة نفسية ألمت بالرسول، وقد أفرغ جهده في دعوة قومه وإنذارهم، فلم يزدهم ذلك إلا تماديا في كفرهم فأطبق الهم على فؤاده، وكأنما شعر بتخلى الرب عن نصرته، وبعده عن أن يمد إليه يد المساعدة فأتى بحرف النداء، كأنما يريد أن يرفع صوته، زيادة في الضراعة إلى الله واستجلاب رضاه.
ولم يناد لفظ الجلالة في القرآن، واستغنى عنه حينئذ بكلمة اللهم، قال سبحانه: قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ (آل عمران 26)، وأحس في كلمة اللَّهُمَّ فخامة وروعة لا أحس بهما في «يا لله».
النداء: رفع الصوت وظهوره، وقد يقال للصوت المجرد. وقال ابن الكمال النداء إحضار الغائب وتنبيه الحاضر وتوجيه المعروض وتفريق المشغول وتهييج الفارغ.

الورع

الورع: تجنب الشبهات خوف الوقوع في محرم. وقيل ترك ما يريبك ونفي ما يعيبك. والأخذ بالأوثق، وحمل النفس على الأشق. وقيل: النظر في المطعم واللباس، وترك ما به بأس. وقيل تجنب الشبهات ومراقبة الخطرات. 
الورع:
[في الانكليزية] Piety ،devoutness
[ في الفرنسية] Piete ،devotion
بفتح الواو والراء هو عند السّالكين ترك المحظورات كما أنّ التقوى ترك الشّبهات كذا في مجمع السلوك. وقيل بعكس ذلك. وقيل هما أي الورع والتقوى بمعنى واحد كما في ترجمة المشكاة في الفصل الثالث من كتاب العلم في شرح الحديث السابع. وفي خلاصة السلوك الورع حدّه عند السّالكين هو الخروج من كلّ شبهة ومحاسبة في كلّ لحظة. وقيل الورع الكفّ عن كلّ الإباحات. وقيل الورع خلاصة أحوال المتّقين وفضيلتها قال النبي عليه السلام: (الورع الذي يدع الصغيرة مخافة أن يقع في الكبيرة). قال يحيى: الورع على وجهين: في الظاهر وهو أن لا يتحرّك لسانك إلّا بالله وفي الباطن وهو أن لا يدخل فيك سوى الله. وقال عبد الله: الورع تصفية القلوب وحفظ اللسان وترك ما لا يعنيك من الأمور. وفي البرجندي للورع مراتب أدناها الاجتناب عمّا نهى الله تعالى عنه، وأعلاها الاجتناب عمّا يشغله عن ذكر الله. وقد يفرّق بينه وبين الزهد بأنّ الورع ترك الشبهات والزهد ترك ما زاد على الحاجة انتهى. وفي مجمع السلوك جاء أيضا: اعلم بأنّ صاحب الورع إن كان صاحب قلب فإنّه يستفتي قلبه في ترك الأمور المشتبهة، ولا يعمل بفتوى المفتين، وإن لم يكن من أصحاب القلوب فإنّه يعمل بفتوى المفتين وذلك هو ورعه. واعلم بأنّ الورع ومعناه ترك المحظور أن ينقسم إلى أربعة أقسام: ورع العدول، وورع الصالحين، وورع المتقين، وورع الصدّيقين. والالتزام به باعتبار حال ومقام كلّ شخص، فترك المحظور بنسبة كلّ شخص هو الورع.

فورع العدول: هو اجتناب الأشياء التي يفتي بتحريمها ومرتكبها ساقط العدالة ويعدّ عاصيا.

وورع الصالحين: هو اجتناب ما يحتمل كونه حراما، ولكنّ المفتي قد يفتي بناء على الظاهر بحلّه ويرخّص بأكله. ولكنّ الامتناع عمّا لا يوجد فيه احتمال الحرمة فهو من قبيل الوسوسة لا الورع. ومثال الأمر المشتبه كصيد يصيبه أحدهم ولكنّه لا يهتدي إليه، ثم يــعثر عليه شخص آخر. فالاختيار أنّه ليس بحرام ولكنّ ترك ذلك هو من الورع لمقام الصالحين. لماذا؟
لأنّه يحتمل موته بسبب السقوط أو علّة أخرى وليس بسبب الإصابة. ومثال الوسوسة: هو أن يجتنب أحدهم الصيد لاحتمال أن يكون الصيد مملوكا لإنسان.

وأمّا ورع الأتقياء: فهو اجتناب ما لا حرمة فيه ولا شبهة في حلّه، لكن يخشى أن يؤدّي به إلى الحرام. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يبلغ العبد درجة المتقين حتى يدع ما لا بأس به مخافة ما به بأس). كما فعل أحد الأتقياء في تجارته فكان لا يأخذ حقّه إلّا بأنقص منه بحبة وكان يعطي الحقّ بزيادة حبّة حتى يقاوم الحرص في نفسه.
وورع الصدّيقين هو اجتناب كلّ ما ليس بحرام وغير مشتبه وما لا يؤدّي إلى حرام.
ولكن يجتنب كلّ ما كان ليس لله وليس فيه نية القوة على الطاعة. انتهى. وقد سبق ما يتعلّق بهذا في لفظ الحلال.

فائدة

فائدة:
إطلاق الآلة على العلوم الآليّة كالمنطق مثلا مع أنها من أوصاف النفس إطلاق مجازيّ، وإلّا فالنفس ليست فاعلة للعلوم الغير الآليّة لتكون تلك العلوم واسطة في وصول أثرها إليها. وقد تطلق الآلة مرادفة للشرط كما سيجيء. ثم الآلة عند الصرفيين تطلق على اسم مشتق من فعل لما يستعان به في ذلك الفعل كالمفتاح فإنه اسم لما يفتح به ويسمى اسم آلة أيضا. وهذا معنى قولهم اسم الآلة ما صنع من فعل لآليّته أي لآليّة ذلك الفعل. وقد تطلق عندهم على ما يفعل فيه إذا كان مما يستعان به كالمحلب، هكذا في الأصول الأكبري وشروح الشافية. والفرق بين اسم الآلة والوصف المشتق يجيء في لفظ الوصف.
فائدة
أوردها: تقي الدين في: (طبقاته).
هي: أن المولى، الفاضل: علي بن أمر الله، المعروف: (بابن الحنائي)، القاضي بالشام، حضر مرة درس الشيخ، العلامة: بدر الدين الغزي، لما ختم في الجامع الأموي من التفسير الذي صنفه، وجرى فيه بينهما أبحاث، منها اعتراضات السمين على شيخه.
فقال الشيخ: إن أكثرها غير وارد.
وقال المولى علي: والذي في اعتقادي أن أكثرها وارد؛ وأصرا على ذلك.
ثم إن المولى المذكور كشف عن ترجمة السمين، فرأى أن الحافظ ابن حجر وافقه فيه، حيث قال في (الدرر) : صنف في حياة شيخه، وناقشه فيه مناقشات كثيرة، غالبها جيدة، فكتب إلى الشيخ أبياتا، يسأله أن يكتب ما عثر الشهاب من أبحاثه؟ فاستخرج عشرة منها، ورجح فيها كلام أبي حيان، وزيف اعتراضات السمين عليها.
وسماه: (بالدر الثمين، في المناقشة بين أبي حيان والسمين).
وأرسلها إلى القاضي، فلما وقف انتصر للسمين، ورجح كلامه على كلام أبي حيان.
وأجاب عن اعتراضات الشيخ: بدر الدين، ورد كلامه في رسالة كبيرة، وقف عليها علماء الشام، ورجحوا كتابته على كتابة البدر، وأقروا له بالفضل والتقدم.
وممن صنف في إعراب القرآن من القدماء:
الإمام، أبو حاتم: سهل بن محمد السجستاني.
المتوفى: سنة ثمان وأربعين ومائتين.
وأبو مروان: عبد الملك بن حبيب المالكي، القرطبي.
المتوفى: سنة تسع وثلاثين ومائتين.
وأبو العباس: محمد بن يزيد، المعروف: بالمبرد، النحوي.
المتوفى: سنة ست وثمانين ومائتين.
وأبو العباس: أحمد بن يحيى، الشهير: بثعلب، النحوي.
المتوفى: سنة إحدى وتسعين ومائتين.
وأبو جعفر: محمد بن أحمد بن النحاس النحوي.
المتوفى: سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة.
وأبو طاهر: إسماعيل بن خلف الصقلي، النحوي.
المتوفى: سنة خمس وخمسين وأربعمائة.
وكتابه: في تسع مجلدات.
والشيخ، أبو زكريا: يحيى بن علي الخطيب، التبريزي.
المتوفى: سنة اثنتين وخمسمائة.
في أربع مجلدات.
والشيخ، أبو البركات: عبد الرحمن بن أبي سعيد محمد الأنباري، النحوي.
المتوفى: سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.
وسماه: (البيان).
أوله: (الحمد لله منزل الذكر الحكيم... الخ).
والإمام، الحافظ، قوام السنة، أبو القاسم: إسماعيل بن محمد الأصفهاني.
المتوفى: سنة خمس وثلاثين وخمسمائة.
ومنجب الدين: حسين بن أبي العز الهمداني.
المتوفى: سنة ثلاث وأربعين وستمائة.
وكتابه: تصنيف متوسط، لا بأس به.
وأبو عبد الله: حسين بن أحمد، المعروف: بابن خالويه، النحوي.
المتوفى: سنة سبعين وثلاثمائة.
وكتابه: في إعراب ثلاثين سورة، من الطارق إلى آخر القرآن، والفاتحة، بشرح أصول كل حرف، وتلخيص فروعه.
والشيخ، موفق الدين: عبد اللطيف بن يوسف البغدادي، الشافعي.
المتوفى: سنة تسع وعشرين وستمائة.
وكتابه: في إعراب الفاتحة.
والشيخ: إسحاق بن محمود بن حمزة، تلميذ ابن الملك.
جمع: إعراب الجزء الأخير من القرآن.
وسماه: (التنبيه).
أوله: (أول البيان المذكور آنفا...).
والمولى: أحمد بن محمد، الشهير: بنشانجي زاده.
المتوفى: سنة ست وثمانين وتسعمائة.
كتب إلى: الأعراف.
ومن الكتب المصنفة في إعراب القرآن:
(تحفة الأقران، فيما قرئ بالتثليث من القرآن).

كذّ

كذّ: كَذَّان. وغالباً ما يقال كَدَّان، والواحدة كذّانة (محيط المحيط) ويقال أيضاً: جَذّان وجُذّان. والكذّان فيما يقول اللغويون العرب حجارة رخوة شبيهة بقطعة صلبة من المدر الجاف.
غير أنّا نجد عند براكس (مجلة الشرق والجزائر 295:6) ما يخالف هذا فهو يقول: (ويستخرج من محجر مكتا سليمان الواقع على 14 ميلاً جنوبي شرقي تونس حجارة تسمّى كدَّال (كذا) بيضاء صلبة مكتنزة تصلح للبناء والزخرفة. وكثير من المؤلفين العرب يشيرون إلى إنه حجر صلب كما لاحظ ذلك السيد رايت) (معجم ابن جبير، وقد نقلت فيه عبارة الادريسي بلا مناسبة، وترجمة جوبرت لها غير صحيحة؛ أنظر النص في ص113).
وكذلك نقرأ عند ابن إياس فيما نقله كاترمير (مباحث حول مصر 282): (حجر الكّان حجر يستخدم لتبليط الدور وعمل درجات السلالم).
وأرى مع ذلك أن هذه تناقضات ليست إلا تناقضات وهمية، فالكذَّان حجر طباشيري ذو مسامات لأن ابن جبير يقول (ص336): إن مدينة بالرما مبنية كلها بحجارة منحوتة من النوع الذي يسمى بالكذَّان، ويقول السيد أماري في تعليقه على هذه العبارة في الجريدة الآسيوية (1846، 1 رقم 40): (لأن عمارات القرون الوسطى في بالرما مبنية بحجر كلسي صلب بعض الصلابة وفيه حبيبات دقيقة. ونحن نعلم أن الحجر الكلسي حجر رخو غير إنه يصبح صلباً عند استعماله).
ونجد ما اسمه الكذان اللكّي (الادريسي ص211) ولعلها حجارة تجلب من ميناء لوكّا في إفريقية.
وقد تبعت الكثرة الكاثرة من اللغويين العرب حين ذكرت هذه الكلمة في مادة كذّ. ويقول صاحب محيط المحيط: ومنهم مَنْ يجعل النون أصلية، ولو كانت كذلك لظهرت في الفعل وقيل كذن، غير أن مادة كذن لم ترد في اللغة. أما مادة كَذَّ فقد جاء منها الفعل كذَّ بمعنى خَشُن، وهو فعل نادر الوجود ولم أعثر عليه فيما قرأت، ويبدو لي أن لا علاقة بينه وبين كَذَّان. بينما الفعل أكَذَّ صار في كذّان من الأرض مشتق من كذّان، وهذا يدل على انهم اعتبروا الألف والنون من كذّان زائدة وهم في هذا محقّون.
وأرى أن كلمة تُكتب كذان مرة وجذان أخرى لا بد أن تكون من أصل أجنبي. (فهل يمكن مقارنتها بالكلمة اليونانية أوكسياس التي تدل على المعنى نفسه في اللغة اليونانية الحديثة؟). إن الفلاحين وهو لا يعرفون رأي اللغويين أو انهم لم يهتموا بهذا الرأي ولم يبالوا به قد عدّوا النون أصلية واشتقوا اسم المفعول مُكَّدن من الاسم كَدَّان وأطلقوا على أرض تشبه الكدّان لا تصلح للزراعة ولو كانت رطبة، ففي ابن العوام (92:4، 97): التربة المكدنة التي تشبه الكدان إلا إنها رطبة. وتسمى أيضاً كدّان (143:1) واسم هذه الأرض عندهم (الفلاحين) كدونة (ابن العوام 93:1) ولعلها الحجر الطباشيري ذو المسامات، وطبيعته أقرب إلى الحجر منه إلى المدر ويوجد عادة تحت الأرض الصالحة للزراعة، وهي الأرض الجيدة النوبة.

الخراج

الخراج: بالتثليث ما حصل من ريح أرض أو كرائها أو أجرة غلام ونحوِها ثم سُمِّي ما يأخذه السلطان، فيُطلق على الضريبة والجزية ومال الفيء وفي الغالب يختص بضريبة الأرض قال النسفي: "الخراجُ والغنيمة ما يأخذه المسلمون من أموال الكفار".
الخراج:
[في الانكليزية] Tumour ،abscess
[ في الفرنسية] Tumeur ،abces
بالضمّ كغراب هو في اصطلاح جمهور الأطباء كل ورم أخذ في جمع المدة سواء كان حارا أو باردا. ومنهم من ذهب إلى أنّ الخراج مخصوص بالأورام الحارّة إذا أخذت في الجمع دون الباردة كذا قال العلامة. وقال مولانا نفيس الخراج ورم حار كبير في داخله موضع تنصبّ إليه المادة وتتقيح كذا في بحر الجواهر. والمدة قيل هي القيح وقيل بالفرق بينهما كما تذكر في موضعها. وفي الموجز الفرق بينه وبين الدّبيلة أن الدّبيلة ورم في داخله موضع تنصب إليه المادة، وأمّا الخراج فهو ما كان مع ذلك حارا، وإذا رأيت مع الورم حرقا وضربانا كثيرا وانغمازا تحت الإصبع فهو خراج ويعرف موضع المدة بأنه إذا عصر أحسّ الشيء يتحرّك بإصبع أخرى توضع تحته.
الخراج:
فإن الخراج والخرج بمعنى واحد، وهو أن يؤدّي العبد إليك خراجه أي غلّته. والرعية تؤدّي الخراج إلى الولاة، وأصله من قوله تعالى: أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً 23: 72، وقرئ خراجا، معناه أم تسألهم أجرا على ما جئت به، فأجر ربّك وثوابه خير. وأما الخراج الذي وظّفه عمر بن الخطّاب، رضي الله عنه، على السواد، فأراضي الفيء، فإن معناه الغلّة ومنه قوله عليه الصلاة والسلام: الخراج بالضمان، قالوا: هو غلّة العبد يشتريه الرجل فيستغلّه زمانا، ثم يــعثر منه على عيب دلّسه البائع ولم يطلعه عليه، فله ردّ العبد على البائع والرجوع عليه بجميع الثمن، والغلّة التي استغلّها المشتري من العبد طيّبة له، لأنّه كان في ضمانه ولو هلك هلك من ماله، وكان عمر، رضي الله عنه، أمر بمسح السواد ودفعه إلى الفلّاحين الذين كانوا فيه على غلّة كل سنة، ولذلك سمّي خراجا، ثم بعد ذلك قيل للبلاد التي فتحت صلحا ووظّف ما صولحوا عليه على أرضهم، خراجية، لأن تلك الوظيفة أشبهت الخراج الذي لزم الفلاحين، وهو الغلّة، لأن جملة معنى الخراج الغلّة، وفي الحديث أن أبا طيبة لما حجم النبي، صلى الله عليه وسلم، أمر له بصاعين من طعام وكلّم أهله، فوضعوا عنه من خراجه أي من غلّته.
الخراج:
[في الانكليزية] Land tax ،tribute ،crop ،harvest
[ في الفرنسية] Impot foncier ،tribut ،taxe ،recolte ،moisson
بالكسر في اللغة ما حصل من ريع أرض أو كرائها أو أجرة غلام ونحوها، ثم سمّي ما يأخذه السلطان فيقع على الضريبة والجزية ومال الفيء كما في الأزاهير. وفي الغالب يختص بضريبة الأرض كما في المفردات. وخراج الأراضي نوعان. الأول خراج مقاسمة بالإضافة وهو جزء معيّن من الخارج يوضع الإمام عليه كما يوضع ربع أو ثلث ونحوهما ونصف الخارج غاية الطاقة. والثاني خراج موظف بالإضافة أيضا ويجوز أن يكون تركيبا وصفيا ويسمّى خراج الوظيفة والمواظفة أيضا، وهو شيء معيّن من النقد أو الطعام يوضع الإمام عليه كما وضع عمر رضي الله عنه على سواد العراق لكل جريب صاعا من برّ أو شعير ودرهما كذا في جامع الرموز في كتاب الزكاة.
وفي فتح القدير حقيقة الخراج هو خراج الأرض لأنّه إذا أطلق الخراج فإنّما يتبادر منه خراج الأرض ولا يطلق على الجزية إلّا مقيّدا، فيقال خراج الرأس وعلامة المجاز لزوم التقييد انتهى.
لكن في جامع الرموز الجزية تسمّى بالخراج وخراج الرأس انتهى. فهذا صريح في جواز إطلاق الخراج على الجزية بلا تقييد.

السّحر

السّحر:
[في الانكليزية] Magic ،witchcraft
[ في الفرنسية] Magie ،sorcellerie
بالكسر وسكون الحاء المهملة هو فعل يخفى سببه ويوهم قلب الشيء عن حقيقته، كذا قال ابن مسعود. وفي كشف الكشاف:
السحر في أصل اللغة الصرف حكاه الأزهري عن الفرّاء ويونس، وقال: وسمّي السّحر سحرا لأنّه صرف الشيء عن جهته، فكأنّ الساحر لمّا أري الباطل حقّا أي في صورة الحق وخيّل الشيء على غير حقيقته فقد سحر الشيء عن وجهه أي صرفه. وذكر عن الليث أنّه عمل يتقرب به إلى الشيطان ومعونة منه.
وكل ذلك الأمر كينونة السّحر، فلم يصل إليّ تعريف يعوّل عليه في كتب الفقه. والمشهور عند الحكماء منه غير المعروف في الشرع والأقرب أنّه الإتيان بخارق عن مزاولة قول أو فعل محرّم في الشرع، أجرى الله سبحانه سنّته بحصوله عنده ابتلاء. فإن كان كفرا في نفسه كعبادة الكواكب أو انضم معه اعتقاد تأثير من غيره تعالى كفر صاحبه وإلّا فسق وبدع.
نقل في الروضة عن كتاب الإرشاد لإمام الحرمين أنّ السحر لا يظهر إلّا على فاسق كما أنّ الكرامة لا تظهر إلّا على متّق، وليس له دليل من العقل إلّا إجماع الأمة. وعلى هذا تعلّمه حرام مطلقا، وهو الصحيح عند أصحابنا لأنّه توسل إلى محظور عنه للغنى انتهى. وفي البيضاوي في تفسير قوله تعالى: يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ والمراد بالسحر ما يستعان في تحصيله بالتقرب إلى الشيطان مما لا يستقلّ به الإنسان، وذلك لا يحصل إلّا لمن يناسبه في الشرارة وخبث النفس، فإنّ التناسب شرط في التضام والتعاون، وبهذا يميّز الساحر عن النبي والولي. وأما ما يتعجب منه كما يفعله أصحاب الحيل بمعونة الآلات والأدوية أو يريه صاحب خفة اليد فغير مذموم، وتسميته سحرا على التجوّز، أو لما فيه من الدّقّة لأنّ السّحر في الأصل موضوع لما خفي سببه انتهى.

وفي الفتاوى الحمادية: السحر نوع يستفاد من العلم بخواص الجواهر وبأمور حسابية في مطالع النجوم، فيتخذ من تلك الجواهر هيكل مخصوص على صورة الشخص المسحور، ويترصّد له وقت مخصوص في المطالع وتقرن به كلمات تتلفظ بها من الكفر والفحش المخالف للشرع، ويتوصّل في تسميتها إلى الاستعانة بالشياطين، وتحصل من مجموع ذلك بحكم إجراء الله العادة أحوال غريبة في الشخص المسحور انتهى. وكونه معدودا من الخوارق مختلف فيه كما عرفت. وقال الحكماء: السّحر مزج قوى الجواهر الأرضية بعضها ببعض.
قال الإمام فخر الدين الرازي في التفسير الكبير: اعلم أنّ السحر على أقسام.

القسم الأول: سحر الكلدانيّين والكسدائين الذين كانوا في قديم الدهر وهم قوم يعبدون الكواكب ويزعمون أنّها هي المدبّرة لهذا العالم ومنها تصدر الخيرات والشرور والسعادة والنحوسة، وهم الذين بعث الله تعالى عليهم إبراهيم عليه السلام مبطلا لمقالتهم وردّا عليهم في مذاهبهم وعقائدهم.
والقسم الثاني من السحر سحر أصحاب الأوهام والنفوس القوية، قالوا اختلف الناس في الإنسان. فأما إذا قلنا بأنّ الإنسان هو هذه البنية فلا شك أنّ هذه البنية مركّبة من الأخلاط الأربعة فلم لا يجوز ان يتفق مزاج من الأمزجة يقتضي القدرة على خلق الجسم والعلم بالأمور الغائبة عنّا. وأما إذا قلنا إنّ الإنسان هو النفس فلم لا يجوز أن يقال إنّ النفوس مختلفة فيتفق في بعض النفوس أن تكون قادرة على هذه الحوادث الغريبة مطلعة على الأسرار الغريبة. ثم الذي يؤكد هذا الاحتمال على وجوه.
الأول أنّ الجذع يتمكن الإنسان من المشي عليه لو كان موضوعا على الأرض ولا يمكنه لو كان كالجسر موضوعا على هاوية تحته، وما ذاك إلّا أن يخيل السقوط، ومتى قوي أوجب السقوط.
الثاني أنّه أجمعت الأطباء على نهي المرعوف عن النظر إلى الأشياء الحمر والمصروع عن النظر إلى الأشياء القوية اللمعان أو الدوران، وما ذاك إلّا لأنّ النفوس خلقت على الأوهام.
الثالث حكي عن أرسطو أنّ الدجاجة إذا تشببت وبلغت واشتاقت إلى الديك ولم تجده فتصورت الديك وتخيّلته وتشبهت بالديك في الصوت والجوارح نبت على ساقها مثل الشيء النابت على ساق الديك، وارتفع على رأسها مثل تاج الديك، وليس هذا إلّا بسبب كثرة التوهّم والتخيّل، وهذا يدل على أنّ الأحوال الجسمانية تابعة للأحوال النفسانية. الرابع أجمعت الأمم على أنّ الدعاء مظنة الإجابة. وأجمعوا على أنّ الدعاء اللساني الخالي من الطلب النفساني قليل العمل عديم الأثر. فدلّ ذلك على أنّ للهمم والنفوس آثارا، وهذا الاتفاق غير مختص بمسألة معينة وبحكمة مخصوصة.
الخامس أنّ المبادئ القوية للأفعال النفسانية ليست إلّا التصورات النفسانية لأنّ القوة المحرّكة مودعة في العضلات صالحة للفعل وتركه، ولأن يرجح أحد الطرفين على الآخر لا لمرجح وما ذاك إلّا تصوّر كون الفعل لذيذا أو قبيحا أو مؤلما، بعد أن كانت كذلك بالقوة، فتلك التصورات هي المبادئ لصيرورة القوى العقلية مبادئ بالفعل لوجود الأفعال بعد أن كانت بالقوة، وإذا كانت هذه التصورات هي مباد لمبادئ هذه الأفعال فأيّ استبعاد في كونها مبادئ للأفعال لنفسها وإلغاء الواسطة عن درجة الاعتبار.
السادس أنّ التجربة والعيان لشاهدان بأنّ هذه التصورات مباد قريبة لحدوث الكيفيات في الأبدان فإنّ الغضبان تشتدّ سخونة مزاجه عند هيجان كيفية الغضب لا سيما عند إرادة الانتقام من المغضوب عليه. وإذا جاز كون التصورات مبادئ لحدوث الحوادث في البدن فأيّ استبعاد من كونها مبادئ لحوادث في خارج البدن.
السابع أنّ الإصابة بالعين أمر قد اتفق عليه العقلاء ونطقت به الأحاديث والحكايات وذلك أيضا يحقّق إمكان ما قلنا. وإذا عرفت هذا فنقول إنّ النفوس التي تفعل هذه الأفعال قد تكون قوية جدا فتستغني في هذه الأفعال عن الاستعانة بالآلات والأدوات، وقد تكون ضعيفة فتحتاج إلى الاستعانة بهذه الآلات. وتحقيقه أنّ النفس إن كانت مستعلية على البدن شديدة الانجذاب إلى عالم السموات كانت كأنّها روح الأرواح السماوية، فكانت قوية على التأثير في موارد هذا العالم. وأمّا إذا كانت ضعيفة شديدة التعلّق بهذه اللذات البدنية فحينئذ لا يكون لها تصرّف البتة إلّا في البدن. فإذا أراد الإنسان صيرورتها بحيث يتعدى تأثيرها من بدنها إلى بدن آخر اتّخذ تمثال ذلك الغير ووضعه عند الحسّ واشتغل الحسّ به، فتبعه الخيال عليه وأقبلت النفس الناطقة عليه، فقويت التأثيرات النفسانية والتصرفات الروحانية. ولذلك أجمعت الأمم على أنّه لا بد لهذه الأعمال من الانقطاع عن المألوفات والمشتهيات وتقليل الغذاء بل الاعتزال عن الخلق. وكلّما كانت هذه الأمور أتمّ كانت هذه التأثيرات أقوى. والسبب فيه أنّ النفس إن اشتغلت بالجانب الواحد اشتغلت جميع قواها في ذلك الفعل. وإذا اشتغلت بالأفعال الكثيرة تفرّقت قواها وتوزّعت على تلك الأفعال. ولهذا من حاول الوقوف على مسألة فإنّه حال تفكّره فيها لا بد أن يفرغ خاطره عما عداها، فإنّه عند تفريغ الخاطر يتوجّه بكليته إليها، فيكون الفعل أحسن وأسهل. وإذا كانت كذلك كان الإنسان المشغول الهمّ والهمّة بقضاء الشهوات وتحصيل اللذات كانت القوة النفسانية مشغولة بها مشغوفة إليها مستغرقة فيها، فلا يكون انجذابها إلى تحصيل ذلك الفعل قويّا شديدا.
والقسم الثالث من السّحر الاستعانة بالأرواح الأرضية، واعلم أنّ القول بالجنّ أنكره بعض المتأخرين من الفلاسفة. أما أكابر الفلاسفة فإنهم ما أنكروا القول به إلّا أنّه سمّوها بالأرواح الأرضية، بعضها خيّرة وبعضها شريرة. فالخيرة هم مؤمنو الجن والشريرة هم الكفار، وهي قادرة عالمة، واتصال النفوس بها أسهل من اتصالها بالأرواح السماوية، إلّا أنّ القوة الحاصلة للنفوس الناطقة بسبب اتصالها بهذه الأرواح الأرضية أضعف من القوة الحاصلة لها بسبب الاتصال بالأرواح السماوية. ثم إنّ أصحاب الصنعة وأرباب التجربة لشاهدوا أنّ الاتصال بهذه الأرواح الأرضية يحصل بأعمال سهلة قليلة من الرّقى والتجريد.
والقسم الرابع من السحر التخيّلات والأخذ بالعيون، وهذا النوع مبني على مقدمات. إحداها أنّ أغلاط البصر كثيرة فإنّ راكب السفينة إن نظر إلى الشّط رأى السفينة واقفة والشط متحركا، وذلك يدلّ على أنّ الساكن يرى متحركا والمتحرك ساكنا. والقطرة النازلة ترى خطا مستقيما. والشعلة التي تدار بسرعة ترى دائرة والشخص الصغير يرى في الضباب عظيما ويرى العظيم من البعيد صغيرا، فعلم أنّ القوة الباصرة قد تبصر الشيء على خلاف ما عليه في الجملة لبعض الأسباب العارضة. ثانيتها أنّ القوة الباصرة إنما تقف على المحسوس وقوفا تاما إذا أدركت المحسوس في زمان له مقدارها. فأمّا إذا أدركته في زمان صغير جدا ثم أدركت محسوسا آخر وهكذا، فإنّه يختلط البعض بالبعض ولا يتميّز بعض المحسوسات عن البعض الآخر. ومثال ذلك أنّ الرحى إذا أخرجت من مركزها إلى محيطها خطوط كثيرة بألوان مختلفة ثم استدارت فإنّ الحسّ يرى لونا واحدا كأنّه مركّب من الألوان. وثالثتها أنّ النفس إذا كانت مشغولة بشيء فربما حضر عند الحسّ شيء آخر فلا يتبعه الحسّ البتّة، كما أنّ الإنسان عند دخوله على السلطان قد يلقاه إنسان ويتكلّم معه فلا يعرفه ولا يفهم كلامه لما أنّ قلبه مشغول بشيء آخر، وكذا الناظر في المرآة فإنّه ربّما قصد أن يرى قذاة في عينه فيراها ولا يرى ما أكثر منها، وربما قصد أن يرى سطح المرآة هل هو مستو أم لا فلا يرى شيئا مما في المرآة.
فإذا عرفت هذه المقدّمات سهل عند ذلك تصوّر كيفية هذا النوع من السّحر وذلك لأنّ المشعبذ الحاذق يظهر عمل شيء يشغل أنظار الناظرين به ويأخذ عيونهم إليه، حتى إذا استفرغهم الشّغل بذلك الشيء والتحديق نحوه عمل شيئا آخر بسرعة شديدة فيبقى ذلك العمل خفيا وحينئذ يظهر لهم شيء آخر غير ما انتظروه فيتعجبون منه جدا، ولو أنّه سكت ولم يتكلّم بما يصرف الخواطر إلى ضدّ ما يريد أن يعمله ولم يحرّك الناس والأوهام والأنظار إلى غير ما يريد إخراجه لفطن الناظرون بكلّ ما يفعله، فهذا هو المراد من قولهم إنّ المشعبذ يأخذ بالعيون لأنّه بالحقيقة يأخذ العيون إلى غير الجهة التي يحتال لها.

فإذا عرفت هذه الأقسام فأقول: المعتزلة أنكروا السّحر بجميع أقسامها إلّا التخيل. أما أهل السّنة فقد جوّزوا أن يقدر الساحر على أن يطير في الهواء ويقلب الإنسان حمارا والحمار إنسانا، إلّا أنهم قالوا إنّ الله تعالى هو الخالق لهذه الأشياء عند ما يقرأ الساحر رقى مخصوصة وكلمات معينة. فأمّا أنّ المؤثّر لذلك هو الفلك أو النجوم فلا. وقد أجمعوا على وقوع السّحر بالقرآن والخبر. أما القرآن فقوله تعالى: وَما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ. وأما الأخبار، أحدها ما روي أنّ النبي صلّى الله عليه وسلم سحر وأنّ السّحر عمل فيه حتى قال: «إنّه ليخيّل إليّ أني أقول الشيء وأفعله ولم أقله ولم أفعله» و «أنّ امرأة يهودية سحرته وجعلت ذلك السحر راعوفة البير فلما استخرج ذلك زال عن النبي عليه الصلاة والسلام ذلك العارض» ونزلت المعوّذتان بسببه. وثانيها: «أنّ امرأة أتت عند عائشة رضي الله عنها فقالت: إني ساحرة فهل لي من توبة فقالت وما سحرك؟ فقالت: صرت إلى الموضع الذي فيه هاروت وماروت ببابل لطلب علم السّحر، فقالا لي يا أمّة الله لا تختاري عذاب الآخرة بأمر الدنيا فأبيت. فقالا لي: اذهبي فبولي على ذلك الرماد فذهبت لأبول عليه، ففكرت في نفسي، فقلت لا أفعل.

وجئت إليهما فقلت: قد فعلت. فقالا لي: ما رأيت لمّا فعلت؟ فقلت: ما رأيت شيئا. فقالا لي: أنت على رأس أمرك، فاتقي الله ولا تفعلي فأبيت. فقالا لي: اذهبي فافعلي. فذهبت ففعلت. فرأيت كأنّ فارسا مقنعا بالحديد خرج من فرجي فصعد إلى السماء، فجئتهما فأخبرتهما. فقالا: إيمانك خرج عنك، وقد أحسنت السّحر. فقالت: وما هو؟ قالا: ما تريدين شيئا يتصوّر في وهمك إلّا كان فصورت في نفسي حبّا من حنطة فإذا أنا بحبّ أنزع، فخرج من ساعته سنبله. فقلت: انطحن، فانطحن وانخبز وأنا لا أريد شيئا إلّا حصل.

فقالت عائشة رضي الله عنها: ليس لك توبة». انتهى من التفسير الكبير.
وقال الشيخ عبد الحقّ الدهلوي في مدارج النّبوّة: إنّ السّحر حرام. وقال بعضهم: إنّ تعلّمه بنية دفع السّحر عن نفسه ليس بحرام. والسّاحر الذي ليس في سحره كفر يستتاب، وأمّا إذا اشتمل على الكفر فيقتل. وفي قبول نوبته اختلاف؛ كالزنديق الذي ينكر الدّين والنّبوّة والحشر والنّشر والقيامة.
وأمّا حقيقة السّحر ففيها خلاف؛ فبعضهم يقول: إنّه مجرّد تخييل وإيهام. وهذا ما اختاره كلّ من أبي بكر الأسترآبادي الشافعي وأبي بكر الرازي من الحنفية وطائفة أخرى.
وإنّ جمهور العلماء متفقون على أن السّحر أمر حقيقي، ويدل على ذلك ظاهر الكتاب والأحاديث المشهورة. ولكنهم مختلفون على حقيقة تأثير السّحر فقط في تغيير المزاج، فهو إذن نوع من المرض أو أنّ أثره يصل إلى حدّ التحوّل، يعني انقلاب حقيقة الشيء إلى شيء آخر. مثل الحيوان يصير جمادا، أو بالعكس، والإنسان حمارا أو خروفا أو أسدا وبالعكس.
والجمهور يقولون بذلك.

وأمّا بعضهم فيقول: ليس للسّحر ثبوت ولا وقوع، وهذا كلام باطل ومكابرة لأنّ القرآن والسّنّة يصرّحان بعكس ذلك. والسّحر من الحيل الصناعية الحاصلة بأعمال وأسباب عن طريق الاكتساب (والتعلم). وأكثر العاملين في هذا المجال هم من أهل الفسق والفساد. وإذا كان السّحر في حال الجنابة فتأثيره أشدّ، بل إنّه إذا كانت الجنابة ناشئة عن وطء حرام أو المحارم فإنّه أشدّ تأثيرا. أعاذنا الله من السّحر ومن الساحر.
وقد نقل بإسناد صحيح أنّ اليهود (في المدينة) قد سحروا النبي صلّى الله عليه وسلم، وقد كان مفعول السّحر ظاهرا كالنسيان وتخيّل بعض الأمور وضعف القوّة الجنسية وأمثال ذلك، وتاريخ وقوع هذا الأمر بعد الرجوع من الحديبية في شهر ذي الحجّة من السنّة السادسة للهجرة، وطول أثر هذه الحادثة استمر أربعين يوما- كما في إحدى الروايات.- وفي أخرى لمدّة ستّة أشهر، وفي رواية منقولة لمدة سنة، إلى أن ذات ليلة كان في صحبة السّيّدة أم المؤمنين عائشة الصّدّيقة، فأخذ يدعو ويتضرّع، ثم قال: يا عائشة: هل تعلمين بأنّ الله قد أجابني عما سألته: لقد نزل شخصان وجلسا، أحدهما عند رأسي والآخر عند قدمي، فسأل أحدهما الآخر:

ما به؟ وما وجعه؟ فقال: مطبوب (مسحور) فقال: من (طبّه) فقال: لبيد بن الأعصم اليهودي. قال: في ماذا؟ قال: في مشاطة (يعني:
ما يتساقط من شعر بعد استعمال المشط) قي قف نخلة ذكر. قال: أين وضعها؟ قال: في بئر ذروان. وفي رواية بئر أردان. ثم ذهب النبي صلّى الله عليه وسلم مع عدة من الصحابة إلى ذلك البئر واستخرج منه ذلك الشيء الذي مرّ وصفه.
وجاء في رواية أنّهم عثروا على وتر قوس معقود إحدى عشرة عقدة، فنزلت سورتا الفلق والناس، وكلّما قرءوا آية انحلّت عقدة. وعدد آياتهما هي إحدى عشرة آية.
وجاء في رواية أنّهم وجدوا ضلع نخل وفيه مثال لشخص النبي صلّى الله عليه وسلم من الشمع وقد غرزت فيها بعض الإبر، وفيها خيط معقود عليه إحدى عشرة عقدة، ثم قرءوا المعوّذتين، فبدأت تنفكّ العقد، ثم سحبوا الإبر وكلما سحبوا واحدة وجد السكينة والراحة. (پس تر دانستنى است). ومعلوم أنّ تأثير السّحر في ذات النبي المبارك ليس بمدعاة إلى النقص، بل إنّ ذلك من دلائل النبوّة لأنّ الكفار اتهموا النبي بأنّه ساحر، ومعلوم أنّ السّاحر لا يؤثّر فيه السّحر.
ثم معرفة السّحر وأدواته ومكان وجوده بغير سحر آخر من معجزات النّبوّة. والغرض إذن هو تأثير السّحر على النبي صلّى الله عليه وسلم إنّما هو من أجل هذه المصالح والحكم، وقد وردت في هذا الموضوع أحاديث صحيحة غير قابلة للإنكار.

الصّراط

الصّراط:
[في الانكليزية] Road ،way ،bridge upon the chasm of Hell -Chemin ،pont jete au
[ في الفرنسية] dessus de l'enfer

قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: سينصب الصراط على ظهر جهنم فأكون أوّل من يجوزه. والمشهور أنّ الصراط أحدّ من السيف وأدقّ من الشعرة.

وجاء في حديث آخر: إنّه بالنسبة لبعض الناس هو كذلك، وأمّا بالنسبة لآخرين فهو واد وسيع.

وهو كما يقولون: طول الوقوف في المحشر بالنسبة لبعض الناس مقدار خمسين ألف سنة.
وبالنسبة لبعضهم ما يساوي أداء ركعتين من الصلاة. وهذا بناء على تفاوت الأعمال وأنوار الإيمان.
وورد أيضا بأنّه يــعثر بعض المسلمين على الصراط ويتخلفون هناك فإنّهم يصيحون: وا محمداه. فحينئذ يصيح صلّى الله عليه وسلّم عليه وسلم مستغيثا ربّه بصوت عال من شدّة شفقته على أمّته:
أمتي، أمتي. لا أسألك نفسي ولا فاطمة ابنتي.
هذه المبالغة هي غاية في الاهتمام من جانبه في حقّ أمته ونجاتها. بينما دعاء الرّسل الآخرين في ذلك اليوم هو: اللهم سلّم سلّم.

وورد في حديث آخر: إنّ نبيكم قائم على الصراط وهو يقول: ربّ سلّم سلّم. وقوله هذا من أجل طلب السلامة سيكون وكذلك بقية الأنبياء والمرسلين. وجاء في أحد الأحاديث:
بأنّ كلّ من يؤدّي الصّدقة بنيّة صالحة فإنّه يعبر فوق الصراط. هكذا في مدارج النبوة للشيخ عبد الحق الدهلوي

مجاراة الخصم

مجاراة الخصم:
[في الانكليزية] Acceptance of the point of view of the adversary
[ في الفرنسية] Acceptation du point de vue de l'adversaire
ليــعثر بأن يسلّم بعض مقدمات حيث يراد تبكيته وإلزامه كقوله تعالى قالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونا عَمَّا كانَ يَعْبُدُ آباؤُنا فَأْتُونا بِسُلْطانٍ مُبِينٍ، قالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ الآية. فقولهم إن نحن إلّا بشر مثلكم فيه اعتراف الرّسل بكونهم مقصورين على البشرية فكأنهم سلّموا انتفاء الرسالة عنهم وليس مرادا، بل هو من مجاراة الخصم ليــعثر، فكأنّهم قالوا ما ادعيتم من كوننا بشرا حقّ لا ننكره، ولكن هذا لا ينافي أن يمنّ الله تعالى علينا بالرسالة كذا في الاتقان. والمجاراة بمعنى باهم رفتن- السير معا- كما في الصراح ووجه التسمية أظهر.

عثمر

عثمر
: (العُثْمُرَةُ بالضَّمض من العِنَبِ: مَا امْتُصَّ ماؤُه وبَقِيَ قِشْرُه) ، وَقد أَهمله الجَوْهَرِيُّ وابنُ مَنْظُور، وأَورده الصّاغانِيُّ.
(وعُثْمُرٌ) ، كقُنْفُذٍ: (جَزَعَةٌ ببِلادِ طَيِّىءٍ) ، وَالْمِيم زَائِدَة، وَلذَا ذكره الصّاغانِيّ فِي عثر.

تاف

تاف
عن العبرية بمعنى علامة وسمة وعلم ونوتة موسيقية.
(تاف)
بَصَره توفا نظر إِلَى الشَّيْء فِي دوَام وبصره عَنهُ تخطاه
تاف
) {تَافَ بَصَرُهُ} يَتُوفُ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وَقَالَ أَبو تُرَابٍ: سمعتُ عَرّاماً السُّلي يقولُ: هُوَ مِثْلُ تَاه، َ وَذَلِكَ إِذا نَظَرَ إِلَى الشَّيْءِ فِي دَوَامٍ، وأَنْشَدَ:
(فَمَا أَنْسَ مِلأَشْيَاءِ لَا أَنْسَ نَظْرَتِي ... بِمَكَّةَ أَنِّي {تَائِفُ النَّظَرَاتِ)
وَفِي نَوَادِرِ الأَعْرَابِ، يُقَال: مَا فِيهِ} تُوفَةٌ، بِالضَّمِّ، وَلَا {تَافَةٌ: أَي مَا فِيهِ عَيْبٌ، أَو مَا فِيهِ تُوفَةٌ: أَي: مَزِيدٌ عَن الخَارْزَنْجِيِّ، أَو مَا تركتُ لَهُ تُوفَةً، أَي حَاجَة، عَنهُ أَيضاً، أَو مَا فِي سَيْرهِ تُوفَةٌ: أَي إِبْطَاءٌ، عَنهُ ايضاً، قَالَ: وطَلَبَ عَلَىَّ} تَوْفَةً، بالفَتْحِ: أَي عَثْرَــةً وذَنْباً، ج: {تَوْفَاتٌ يُقال: أَنهُ لَذُو تَوْفَاتٍ: أَي كَذِبٍ وخِيَانَةٍ وذَنْبٍ.
ومّما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:} التُّوفَةُ، بِالضَّمِّ: الغَيْرَةُ، نَقَلَهُ الخاَزْرَنْجِيُّ، وَفِي اللِّسَانِ: مَا فِي أَمْرِهِمْ {تَوِيفَةٌ، أَي: كسَفِينَةٍ، أَو جُهَيْنَة: أَي تَوَانٍ، وَقَالَ عَرّامٌ:} تَافَ عنِّي بَصَرُ الرَّجُلِ: إِذا تَخَطَّى 
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.