Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: سمو

غَلَا

(غَلَا)
(س) فِيهِ «إيَّاكم والغُلُوّ فِي الدِّين» أَيِ التَّشَدُّدَ فِيهِ ومُجَاوَزَة الحَدِّ، كحَدِيثه الْآخَرِ «إنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِين فأوْغلْ فِيهِ برِفْق» .
وَقِيلَ: مَعْنَاهُ البَحْث عَنْ بَواطِن الْأَشْيَاءِ وَالْكَشْفُ عَنْ عِلَلِها وغَوامِض مُتَعَبَّداتها.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «وحامِل القُرآن غَيْر الغَالِي فِيهِ وَلَا الْجافي عَنْهُ» إِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ لِأَنَّ مِنْ أخْلاقِه وَآدَابِهِ الَّتِي أُمِر بِهَا القَصْدَ فِي الْأُمُورِ، وخَيْر الْأُمُورِ أوْساطُها، وَ:
كِلاَ طَرَفَيْ قَصْدِ الأُمورِ ذَمِيمُ (س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «لَا تُغَالُوا صُدُقَ النِّساء» وَفِي رِوَايَةٍ «لَا تَغْلُوا فِي صَدُقات النِّساء» أَيْ لَا تُبَالغوا فِي كثْرة الصَّداق. وَأَصْلُ الغَلَاء: الارْتِفاع ومُجاوَزة القَدْرِ فِي كُلِّ شَيْءٍ.
يُقَالُ: غَالَيْتُ الشَّيء وبالشَّيء، وغَلَوْتُ فِيهِ أَغْلُو إِذَا جاوَزْتَ فِيهِ الحَدّ.
(س) وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ «كُنْتُ أغَلِّف لِحْيَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بالغَالِيَة» الغَالِيَة: نَوع مِنَ الطِّيب مُرَكَّب مِنْ مِسْك وعَنْبَر وعُود وَدُهْن، وَهِيَ مَعْروفة. والتَّغَلُّف بِهَا: التَّلَطُّخ.
(س) وَفِيهِ «أَنَّهُ أهْدي لَهُ يَكْسُوُم سِلاَحاً وَفِيهِ سَهْم فَسَّماه قِتْر الغِلَاء» الغِلَاء بِالْكَسْرِ والمدِّ: مِنْ غَالَيْتُه أُغَالِيه مُغَالاة وغِلَاءً. إِذَا رامَيْتَه بِالسِّهَامِ. والقِتْر: سَهْم الهدَف، وَهِيَ أَيْضًا أمَدُ جَرْى الفَرَس وشَوْطُه. وَالْأَصْلُ الْأَوَّلُ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ «بيْنه وبيْن الطَّريق غَلْوَة» الغَلْوَة: قَدْرُ رَمْيَة بِسَهْمٍ.
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «شُمُوخ أنْفه وسُمُوّ غُلَوَائِه» غُلَوَاء الشَّباب: أوّلُه وشِرَّتُه.

دهي

د هـ ي : الدَّاهِيَةُ النَّائِبَةُ وَالنَّازِلَةُ وَالْجَمْعُ الدَّوَاهِي وَهِيَ اسْمُ فَاعِلٍ مِنْ دَهَاهُ الْأَمْرُ يَدْهَاهُ إذَا نَزَلَ بِهِ وَدَاهِيَةٌ دَهْيَاءُ وَدَهْوَاءُ عَنْ ابْنِ السِّكِّيتِ. 
د هـ ي

ما دهاك؟ وفلان مدهيٌّ. وكثرت دواهي الدهر. وداهية دهياء.

ومن المجاز: هو داهية من الدواهي إذا كان بصيراً بالأمور منكراً. ورجل داه ودهيّ ودهٍ بوزن شيج. وقوم دهاة وأدهياء. ودها ودهو ودهيَ. وفيه دهاء ودهيٌ.

دهي


دَهَى(n. ac. دَهْي)
a. Befell (misfortune)
دَهَّيَa. Was astute & c.

دَاْهَيَa. Endeavoured to outwit, circumvent.

تَدَهَّيَa. Acted cunningly; was astute, clever, adroit.

دَهْوa. see 22
دَاهٍ (pl.
دُهَاة [] )
a. Ingenious, quick-witted; crafty, cunning, wily
astute.

دَاهِيَة [] (pl.
دَوَاهٍ []
a. Misfortune, calamity.
b. Very cunning or astute, wily.

دَهَآء []
a. Astuteness, quickwittedness.

دَهِيّ [] (pl.
أَدْهِيَة []
دُهَوَآء [] )
a. Wise, prudent; acute.
د هـ ي : (الدَّاهِيَةُ) الْأَمْرُ الْعَظِيمُ وَ (دَوَاهِي) الدَّهْرِ مَا يُصِيبُ النَّاسَ مِنْ عَظِيمِ نُوَبِهِ. وَيُقَالُ: (دَهَتْهُ) دَاهِيَةٌ (دَهْوَاءُ) وَ (دَهْيَاءُ) وَهُوَ تَوْكِيدٌ لَهَا. وَ (الدَّهْيُ) سَاكِنُ الْهَاءِ وَ (الدَّهَاءُ) مَمْدُودٌ النُّكْرُ وَجَوْدَةُ الرَّأْيِ، يُقَالُ: رَجُلٌ (دَاهِيَةٌ) بَيِّنُ (الدَّهْيِ) وَ (الدَّهَاءِ) . وَيُقَالُ: مَا (دَهَاكَ) أَيْ مَا أَصَابَكَ. 
(د هـ ي)

الدَّهْىُ، والدَّهاءُ: الإرب.

وَرجل داهٍ وداهِيَةٌ، الْهَاء للْمُبَالَغَة: عَاقل.

والدَّاهِيَةُ: الْأَمر الْمُنكر، وَقَوله: هِيَ الدَّاهِيَة الدَّهْياءُ، بالغوا بهَا.

وكل مَا أَصَابَك من مُنكر من وَجه المأمن فقد دهاكَ دَهْياً.

وَأمر دَهٍ: داهٍ، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

ألمْ أكُنْ حَذِرْتُ مِنكَ بالدَّهِى

وَقد يجوز أَن يكون أَرَادَ بالدَّهْىِ، فَلَمَّا وقف ألْقى حَرَكَة الْيَاء على الْهَاء، كَمَا قَالُوا: من الْبكر أَرَادوا من الْبكر.

ودَهِىَ الرجل دَهْياً ودَهاًء، وتَدَهَّى: فَعَل فِعلَ الدُّهاةِ.

ودَهاه دَهْياً ودَهَّاه: نسبه إِلَى الدَّهاء.

وأدهى الرجل: وجده داهيةً.

ودَهاه يَدْهاه دَهْياً: عابه وتنقصه، وَقَوله أنْشدهُ ثَعْلَب:

وقُوَّلٍ إلاَّ دَهٍ فَلا دَهِى

قَالَ: مَعْنَاهُ إِن لم تتب الْآن فَلَا تتوب أبدا، وَكَذَلِكَ قَول الكاهن لبَعْضهِم، وَقد سَأَلَهُ عَن شَيْء: يُمكن أَن يكون كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ لَهُ: لَا، فَقَالَ: فَكَذَا، فَقَالَ لَهُ: لَا، فَقَالَ لَهُ الكاهن: إلاَّ دَهٍ فَلَا دَهٍ: أَي إِن لم يكن هَذَا الَّذِي أَقُول لَك، فَإِنِّي لَا أعرف غَيره.

وَبَنُو دَهْىٍ: بطن. 
دهـي
دهَى يَدهَى، ادْهَ، دَهْيًا، فهو داهٍ، والمفعول مَدْهِيّ
• دهَتِ المصيبةُ فلانًا: نزلت به وأصابته "ما دهاك؟: ماذا أصابك ونزل بك؟ ". 

دهِيَ يَدهَى، ادْهَ، دهاءً، فهو داهٍ
• دهِي الشَّخصُ: بَصُر بالأمر وجاد رأيُه فيه "عُرِف عمرو ابن العاص بالدّهاء ورجاحة الرَّأي- كان يدْهَى في كلّ مسألة عويصة". 

تداهى يتداهَى، تَداهَ، تداهيًا، فهو متداهٍ
• تداهى الشَّخصُ: تكلَّف الدَّهاءَ وجودة الرَّأي "كان
 يَتَحَذْلَق ويتداهى- ممّا يضحك أن يتداهى وحمقه بادٍ للعيان". 

أَدْهَى [مفرد]:
1 - اسم تفضيل من دهَى: أَسْوَأُ وأعظم بلاءً "هذا الشّيءُ أَدهى وأَمَرُّ- {بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} ".
2 - اسم تفضيل من دهِيَ: أكثر بصرًا وذكاء "أدهى من ثعلب". 

داهٍ [مفرد]: ج دُهَاة، مؤ داهية، ج مؤ دواهٍ: اسم فاعل من دهَى ودهِيَ.
• الدَّاهي: الأسد "الدَّهر أدهى من الدَّاهي الهصور". 

داهِية [مفرد]: ج أدهياء ودواهٍ (لغير العاقل):
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل دهَى.
2 - جيّدُ الرأي بصيرٌ بالأمور، (تستعمل للمذكَّر والمؤنَّث والتَّاء للمبالغة) "رَجُلٌ داهيةٌ: عاقل- امرأة داهية" ° هو داهية من الدَّواهي: إذا كان بصيرًا بالأمور مفكرًا.
3 - بَلِيَّة، مُصيبةٌ وأمرٌ منكر عظيم "نزلت به داهيةً" ° داهيةٌ دهماءُ/ داهيةٌ دهواء/ داهيةٌ دهياءُ: مصيبة شديدة جدًّا- دواهي العجائز: مَكْرُهُنّ- دواهي الدَّهر: ما يصيب الناسَ من نوائبَ ومصائبَ- فليذهب في داهية: فليذهب إلى جهنّم. 

دَهاء [مفرد]:
1 - مصدر دهِيَ.
2 - فِطْنة، ذكاء، بَصَر بالأمور وجودة رأي "ينبغي لرجل الدَّولة أن يتميّز بالدَّهاء السِّياسيّ".
3 - مَكْر، احتيال. 

دَهْي [مفرد]: مصدر دهَى. 
دهي
: (ى ( {الدَّهْيُ) ، بالفتْحِ، (} والدَّهاءُ) ، كسَحابٍ.
قالَ الجوهرِيُّ: الهَمْزةُ فِيهِ مُنْقلبَةٌ مِن الياءِ لَا مِن الواوِ؛ (النُّكْرُ وجَوْدَةُ الرَّأْي) .
يقالُ: رجُلٌ {داهِيَةٌ بَيِّنُ} الدَّهْي {والدَّهاء؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(و) } الدَّهْيُ: (الأَدَبُ.
(ورجُلٌ {داهٍ} وداهِيَةٌ) : أَي مُنْكَرٌ بَصِيرٌ بالأُمُورِ؛ (ج {دُهاةٌ} ودَهُونَ) ، فداهٍ مِن قوْمٍ دُهاةٍ، كقاضٍ وقُضاةٍ؛ ودَهٍ من {دَهِينَ كعَمِينَ.
(وَقد} دَهِيَ، كرَضِيَ) ، {يَدْهَى (} دَهْياً {ودَهاءً} ودَهاءَةً.
( {وتَدَهَّى: فَعَلَ فِعْلَ} الدُّهاةِ) ؛ نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه.
( {ودَهاهُ} دَهْياً {ودَهَّاهُ) بالتَّشْديدِ كَمَا هُوَ مَضْبوُطٌ هَكَذَا:
(نَسَبَه إِلَى} الدَّهاءِ) .
وَالَّذِي فِي المُحْكَم والتكملَةِ: {دَهَيْتُه} ودَهَوْتُه نَسَبْتُه إِلَى {الدَّهاء وَلَيْسَ فِيهِ} التَّدْهِيَة، فتأَمِّل ذَلِك.
(أَو عابَهُ وتَنَقَّصَه، أَو أَصابَه {بداهِيَةٍ، وَهِي الأمْرُ العَظيمُ) ، والجَمْعُ} الدَّواهِي.
وَفِي الصِّحاحِ: {دَواهِي الدَّهْر: مَا يُصِيبُ النَّاسَ مِن عَظِيمِ نُوَبِه.
(} والدَّهِيُّ، كغَنِيَ: العاقِلُ) ؛ عَن أَبي عَمْرو؛ (ج {أَدْهِيَةٌ) ؛ هَكَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ} أَدْهياءُ كَمَا فِي المُحْكَم؛
قَوْله ( {ودَهْواءُ) ، هَكَذَا هُوَ فِي النسخِ على وَزْن حَمْراء وَهُوَ غَلَطٌ والصَّوابُ:} دُهَواءُ، كبُصَراء.
( {والَّداهِي: الأسَدُ) لأنَّه يَفْجَأُ بالأَخْذِ والفَتْك.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} دَهاهُ {دَهْياً فَهُوَ} مَدْهِيٌّ.
وَإِذا خَتَلْت عَن أَمْرٍ يقالُ: {دُهَيْت.
} والدَّهْياءُ: هِيَ الشَّديدَةُ مِن شَدائِدِ الدَّهْر.
وقالَ ابنُ السِّكِّيت: {دَهَتْه} داهِيَةٌ {دَهْياءُ، هُوَ تَوْكيدٌ لَهَا.
} ودَهَى {يَدْهى} دَهاءً: لُغَةٌ فِي {دَهِيَ كرَضِيَ؛ كَذَا فِي خلاصَةِ المُحْكَم.
وهُما} دَهْيَاوان.
وَمَا {دَهاكَ: مَا أَصابَكَ.
} والمُدَاهاةُ: الإصابَةُ بالداهِيَةِ؛ وأنْشَدَ ابنُ سِيدَه فِي ترْكيبِ قرن:
{وداهِيَةٍ} داهى بهَا القَوْمَ مُفْلِقٌ
بَصِيرٌ بعوراتِ الخصومِ لَزُومُهاوقال ابنُ دُرَيْدٍ: {أَدْهاهُ وَجَدَهُ} دَاهِياً.
وقالَ أَبو عَمْرو: يقالُ غَرْبٌ {دَهْيٌ، بالفتْحِ، أَي ضَخْمٌ؛ قالَ:
والغَرْبُ دَهْيٌ غَلْفَقٌ كَبِيرُ
والحَوْضُ من هَوْذَلِه يَفُورُوقال ابنُ حبيبٍ: فِي مذْحج: دَهْيُ بنُ كعْبِ مِثَال عَم.
وَقد سَمَّوْــا} دُهَيَّة، كسُمَيّة.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ: {دَهْدَى الحَجَر} يُدَهْديه {دَهْداةً: دَحْرَجَهُ،} فتَدَهْدَى {تَدَهْدَياً.
} والدّهْديةُ: الخراء المُسْتَديرُ الَّذِي تدهديه الجعلُ.
(دهي) دهاء ودهاءة ودهيا بصر بِالْأَمر وجاد رَأْيه فِيهِ فَهُوَ داه (ج) دهاة وَهُوَ ده (ج) دهون

غَبَرَ

غَبَرَ غُبُوراً: مَكَثَ، وذَهَبَ، ضِدٌّ، وهو غابِرٌ، من غُبَّرٍ، كرُكَّعٍ.
وغُبْرُ الشيءِ، بالضم: بَقِيَّتُهُ،
كغُبَّرِهِ
ج: أغْبارٌ، وغَلَبَ على بَقِيَّةِ دمِ الحَيضِ، وبقيةِ اللبَنِ في الضَّرْعِ.
وتَغَبَّرَ الناقةَ: احْتَلَبَ غُبْرَها،
وـ من المرأةِ ولداً: اسْتَفادَهُ. وتَزَوَّج عثمانُ بنُ حَبيبٍ رَقاشِ بنتَ عامرٍ، فقيلَ له: كبيرةٌ، فقال: لَعلِّي أتَغَبَّرُ منها ولداً. فلما وُلِدَ له، سَمَّاهُ: غُبَرَ، كَزُفَرَ، منهم: (قَطَنُ بنُ نُسَيْرٍ، ومحمدُ بنُ عُبَيْد المُحدِّثانِ الغُبَرِيَّانِ) .
والمِغْبارُ: ناقةٌ تَغْزُرُ بعدَما تَغْزُرُ اللَّواتِي يُنْتَجْنَ مَعَها، ونَخْلَةٌ يَعْلُوها الغُبارُ.
وداهيةُ الغَبَرِ، محركةً: داهيةٌ لا يُهْتَدَى لمِثلِها، أو الذي يُعانِدُكَ، ثم يَرْجِعُ إلى قولِكَ.
والغَبَرُ، محركةً: التُّرابُ، وبهاءٍ: الغُبارُ،
كالغُبْرَةِ، بالضم.
واغْبَرَّ اليومُ اغْبِراراً: اشْتَدَّ غُبارُهُ.
وغَبَّرَهُ تَغْبيراً: لَطَّخَه به.
والغُبْرَةُ، بالضم: لَوْنُهُ وقد غَبَرَ واغْبَرَّ وأغْبَرَ.
والأَغْبَرُ: الذئبُ.
والغَبْراءُ: الأرضُ، وأُنْثَى الحَجَلِ، وأرضٌ كثيرةُ الشجرِ،
كالغَبَرَةِ، محركةً،
وة باليمامة، والنَّبْتُ في السُّهولَةِ، وفرسُ حَمَلِ بنِ بَدْرٍ، وفرسُ قدامَةَ بنِ مَصادٍ، ونَباتٌ،
كالغُبَيْراءِ، أو الغَبْراءُ: ثَمَرَتُهُ،
والغُبَيْراءُ: شجرتُهُ، أو بالعكسِ.
والوَطْأَةُ الغَبْراءُ: الجَديدةُ، أو الدَّارِسةُ،
وـ من السِّنينَ: الجَدْبَةُ.
وبنُو غَبْراءَ: الفُقَراءُ، أو الغُرَباءُ المُجْتَمِعونَ للشرابِ بِلا تَعارُفٍ.
والغُبَيْراءُ: السُّكُرْكَةُ، وهي شرابٌ من الذُّرَةِ.
وتَرَكَهُ على غُبَيْراءِ الظَّهْرِ وغَبْرائِه: إذا رجَعَ خائِباً.
والغِبْرُ، بالكسر: الحِقْدُ، وبالتحريك: فَسادُ الجُرْحِ، غَبِرَ، كَفَرِحَ، فهو غَبِرٌ، وداءٌ في باطِنِ خُفِّ البعيرِ،
وع بِسَلْمَى لِطَيِّئٍ. وكصُرَدٍ وجَوْهَرٍ: جِنْسٌ من السَّمَكِ.
والغُبارَةُ، بالضم: ماءةٌ لبني عَبْسٍ.
والغُباراتُ، بالضم: ع باليمامة.
والغُبْرانُ، بالضم: رُطَبَتانِ في قِمْعٍ واحدٍ
ج: غَبَارِينُ.
وأغْبَرَ في طَلَبِهِ: جَدَّ،
وـ السماءُ: جَدَّ وقْعُ مَطَرِها،
وـ الرَّجُلُ: أثارَ الغُبارَ،
كغَبَّرَ.
والغُبْرونُ، كَسُحْنون: طائرٌ.
والمُغَبِّرَةُ: قومٌ يُغَبِّرُونَ بِذِكرِ اللهِ، أي: يُهَلِّلونَ ويُرَدِّدونَ الصَّوْتَ بالقِراءَةِ وغيرِها، سُمُّوا بها لأَنَّهم يُرَغِّبونَ الناسَ في الغابِرَةِ، أي: الباقِيةِ. (وعَبَّادُ ابنُ شُرَحْبِيلَ، وعُمَرُ بنُ نَبْهانَ، وقَطَنُ بنُ نُسَيْرٍ، وعَبَّادُ بنُ الوليدِ، وسَوَّارُ بنُ مُجَشِّرٍ، وعَبَّادُ بنُ قَبِيصَةَ الغُبْرِيُّونَ، بالضم: محدِّثونَ) .
والغَبيرُ: تَمْرٌ.
والغُبْرُورُ: عُصَيْفيرُ.
والمُغْبورُ: المُغْثورُ.
وعِزٌّ أغْبَرُ: ذاهِبٌ. وسَمَّوْــا: غُباراً، كغُرابٍ، وغابِراً، وغَبَرَةَ محركةً. وكزُفَرَ: بَطيحَةٌ كبيرَةٌ مُتَّصلَةٌ بالبطائِحِ. وكأميرٍ: ماءٌ لمُحارِب.
ودارَةُ غُبَيرٍ، كزُبَيْرٍ: لِبَنِي الأَضْبَطِ.
(غَبَرَ)
(هـ) فِيهِ «مَا أقَلَّت الغَبْرَاء وَلَا أظَلَّت الخَضْراءُ أصْدَقَ لَهْجةً مِنْ أَبِي ذَرٍّ» الغَبْرَاء: الْأَرْضُ، والخَضْراء: السَّمَاءُ لِلَوْنهِما، أَرَادَ أَنَّهُ مُتَنَاهٍ فِي الصِّدْق إِلَى الْغَايَةِ، فَجَاءَ بِهِ عَلَى اتَّساع الْكَلَامِ والمجَازِ .
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ «بَيْنا رَجُلٌ فِي مَفَازة غَبْرَاء» هِيَ الَّتِي لَا يُهْتَدَى للخُروج مِنْهَا.
وَفِيهِ «لَوْ تَعلمون مَا يَكُونُ فِي هَذِهِ الأمَّةِ مِنَ الُجوع الأَغْبَر وَالْمَوْتِ الأحْمر» هَذَا مِنْ أحَسن الاستِعارات، لأنَّ الجُوع أَبَدًا يَكُونُ فِي السِّنِين المُجْدِبة، وَسِنُو الْجَدْب تُسَمَّى غُبْراً، لاغْبِرَار آفاقِها مِنْ قِلِّة الْأَمْطَارِ، وأرَضيها مِنْ عَدم النَّبات والاخْضِرار. والموتُ الأحْمر: الشَّدِيدُ، كَأَنَّهُ مَوت بالقَتل وإرَاقَة الدِّمَاءِ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِت «يُخَرّب البَصْرَة الْجُوعُ الأَغْبَر وَالْمَوْتُ الأحْمر» .
(س) وَفِي حَدِيثِ مُجاشِع «فَخَرَجُوا مُغْبِرِين، هُم ودوابُّهم» المُغْبِر: الطَّالب لِلشَّيْءِ الْمُنكَمِش فِيهِ، كَأَنَّهُ لحِرصه وسُرْعته يثِير الغُبَار.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي مُصْعَب «قدِم رجُل مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ فَرَأَيْتُهُ مُغْبِراً فِي جِهَازه» .
وَفِيهِ «إِنَّهُ كَانَ يَحْدُر فِيمَا غَبَرَ مِنَ الُّسورة» أَيْ يُسْرِعُ فِي قِرَاءَتِهَا. قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: يَحْتَمِلُ الغَابِر هَاهُنَا الْوَجْهَيْنِ، يَعْنِي الماضِي والباقِي، فإنَّه مِنَ الْأَضْدَادِ. قَالَ: والمعْرُوف الْكَثِيرُ أنَّ الغَابِر الْبَاقِي. وَقَالَ غيرُ واحِد مِنَ الْأَئِمَّةِ إِنَّهُ يَكُونُ بِمَعْنَى المَاضِي.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ اعْتَكَفَ العَشْرَ الغَوَابِر مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ» أَيِ البَواقِي، جمع غَابِر. (س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ «سُئل عَنْ جُنُب اغْتَرف بِكُوزٍ مِنْ حُبٍّ فَأَصَابَتْ يَدُه الماءَ فَقَالَ: غَابِرُهُ نَجِس» أَيْ باقِيه.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فَلَمْ يَبْق إلَّا غُبَّرَاتٌ مِنْ أَهْلِ الكِتاب» وَفِي رِوَايَةٍ «غُبَّر أَهْلِ الكِتاب» الغُبَّر: جَمْعُ غَابِر، والغُبَّرَات: جَمْعُ غُبَّر.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ «وَلَا حَمَلْتني البَغايَا فِي غُبَّرَات المَآلِي» أَرَادَ أَنَّهُ لَمْ تَتولَّ الإمَاءُ تربِيَته، والمَآلِي: خِرق الحْيض: أَيْ فِي بَقَاياها.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ «بِفنائه أَعْنُزٌ دَرُّهُنَّ غُبْر» أَيْ قَلِيلٌ . وغُبْر اللَّبَن :
بَقِيَّتُه وَمَا غَبَرَ مِنْهُ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أُوَيْس «أَكُونُ فِي غُبَّر الناسِ أحَبُّ إليَّ» أَيْ أَكُونُ مِنَ المُتأخِّرين لَا المُتقدِّمين الْمشهورين، وَهُوَ مِنَ الغَابِر: الْبَاقِي.
وَجَاءَ فِي رِوَايَةٍ «فِي غَبْرَاء النَّاسِ» بالمدِّ: أَيْ فُقَرَائِهِمْ. وَمِنْهُ قِيلَ للمَحاويج: بَنُو غَبْرَاء، كَأَنَّهُمْ نُسِبوا إِلَى الْأَرْضِ والتُّراب.
(هـ) وَفِيهِ «إيَّاكُم والغُبَيْرَاء فَإِنَّهَا خَمْرُ العالَم» الغُبَيْرَاء: ضَرْب مِنَ الشَّراب يتَّخِذه الحَبش مِنَ الذُّرَة [وَهِيَ تُسكِرُ] وتُسَمَّى السُّكُرْكَةَ.
وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هِيَ خَمْر تُعْمل مِنَ الغُبَيْرَاء: هَذَا التّمر المعروف: أي [هي] مثل الخَمر الَّتِي يَتَعارفها جَمِيعُ النَّاسِ، لَا فَصْل بينهمُا فِي التَّحريم. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.

بَرَدَ 

(بَرَدَ) الْبَاءُ وَالرَّاءُ وَالدَّالُ أُصُولٌ أَرْبَعَةٌ: أَحَدُهَا خِلَافُ الْحَرِّ، وَالْآخَرُ السُّكُونُ وَالثُّبُوتُ، وَالثَّالِثُ الْمَلْبُوسُ، وَالرَّابِعُ الِاضْطِرَابُ وَالْحَرَكَةُ. وَإِلَيْهَا تَرْجِعُ الْفُرُوعُ.

فَأَمَّا الْأَوَّلُ فَالْبَرْدُ خِلَافُ الْحَرِّ. يُقَالُ: بَرَدَ فَهُوَ بَارِدٌ، وَبَرَدَ الْمَاءُ حَرَارَةَ جَوْفِي يَبْرُدُهَا. قَالَ: وَعَطِّلْ قَلُوصِي فِي الرِّكَابِ فَإِنَّهَا ... سَتَبْرُدُ أَكْبَادًا وَتُبْكِي بَواكِيَا

وَمِنْهُ قَوْلُ الْآخَرِ:

لَئِنْ كَانَ بَرْدُ الْمَاءِ حَرَّانَ صَادِيَا ... إِلَيَّ عَجِيبًا إِنَّهَا لَعَجِيبُ

وَبَرَدْتُ عَيْنَهُ بِالْبَرُودِ. وَالْبَرَدَةُ: التُّخَمَةُ. وَسَحَابٌ بَرِدٌ: إِذَا كَانَ ذَا بَرَدٍ. وَالْأَبْرَدَانِ: طَرَفَا النَّهَارِ. قَالَ:

إِذَا الْأرْطَى تَوَسَّدَ أَبْرَدَيْهِ ... خُدُودُ جَوازِئٍ بِالرَّمْلِ عِينِ

وَيُقَالُ: الْبَرْدَانِ. وَيُقَالُ لِلسُّيُوفِ الْبَوارِدُ، قَالَ قَوْمٌ: هِيَ الْقَوَاتِلُ، وَقَالَ آخَرُونَ: مَسُّ الْحَدِيدِ بَارِدٌ. وَأَنْشَدَ:

وَأَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَغَصَّنِي ... مُغَصَّهُمَا بِالْمُرْهَفَاتِ الْبَوَارِدِ

وَيُقَالُ: جَاءُوا مُبْرِدِينَ، أَيْ: جَاءُوا وَقَدْ بَاخَ الْحَرُّ. وَأَمَّا الْأَصْلُ الْآخَرُ فَالْبَرْدُ النَّوْمُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا} [النبأ: 24] . وَقَالَ الشَّاعِرُ:

فَإِنْ شِئْتِ حَرَّمْتُ النِّسَاءَ عَلَيْكُمُ ... وَإِنْ شِئْتِ لَمْ أَطْعَمْ نُقَاخًا وَلَا بَرْدَا

وَيُقَالُ: بَرَدَ الشَّيْءُ: إِذَا دَامَ. وَأَنْشَدَ أَبُو عُبَيْدَةَ:

الْيَوْمَ يَوْمٌ بَارِدٌ سَمُومُهْ ... مَنْ جَزِعَ الْيَوْمَ فَلَا تَلُومُهْ

بَارِدٌ بِمَعْنَى دَائِمٍ. وَبَرَدَ لِي عَلَى فُلَانٍ مِنَ الْمَالِ كَذَا، أَيْ: ثَبَتَ. وَبَرَدَ فِي يَدِي كَذَا، أَيْ: حَصَلَ. وَيَقُولُونَ بَرَدَ الرَّجُلُ: إِذَا مَاتَ. فَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مِنْ هَذَا، وَأَنْ يَكُونَ مِنَ الَّذِي قَبْلَهُ.

وَأَمَّا الثَّالِثُ فَالْبُرْدُ، مَعْرُوفٌ. قَالَ:

وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تُلَفَ عَجَاجَتِي ... عَلَى ذِي كِسَاءٍ مِنْ سَلَامَانَ أَوْ بُرْدِ

وَبُرْدَا الْجَرَادَةِ: جَنَاحَاهَا.

وَالْأَصْلُ الرَّابِعُ بَرِيدُ الْعَسَاكِرِ; لِأَنَّهُ يَجِيءُ وَيَذْهَبُ. قَالَ:

خَيَالٌ لِأُمِّ السَّلْسَبِيلِ وَدُونَهَا ... مَسِيرَةُ شَهْرٍ لِلْبَرِيدِ الْمُذَبْذَبِ

وَمُحْتَمَلٌ أَنْ يَكُونَ الْمِبْرَدُ مِنْ هَذَا، لِأَنَّ الْيَدَ تَضْطَرِبُ بِهِ إِذَا أُعْمِلَ. 

حَمَسَ 

(حَمَسَ) الْحَاءُ وَالْمِيمُ وَالسِّينُ أَصْلٌ وَاحِدٌ يَدُلُّ عَلَى الشِّدَّةِ. فَالْأَحْمَسُ: الشُّجَاعُ. وَالْحَمَسُ وَالْحَمَاسَةُ: الشَّجَاعَةُ وَالشِّدَّةُ. وَرَجُلٌ حَمِسٌ. قَالَ:

وَمِثْلِي لُزَّ بَالْحَمِسِ الرَّئِيسِ

وَيُقَالُ: " بِالْحَمِسِ الْبَئِيسِ ". وَيُقَالُ تَحَمَّسَ الرَّجُلُ: تَعَاصَى. وَالْحُمْسُ قُرَيْشٌ ; لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَتَحَمَّسُونَ فِي دِينِهِمْ، أَيْ يَتَشَدَّدُونَ. وَقَالَ بَعْضُهُمُ: الْحُمْسَةُ الْحُرْمَةُ، وَإِنَّمَا سُمُّوا حُمْسًا لِنُزُولِهِمْ بِالْحَرَمِ. وَيُقَالُ عَامٌ أَحْمَسُ، إِذَا كَانَ شَدِيدًا. وَأَرَضُونَ أَحَامِسُ: شَدِيدَةٌ. وَزَعَمَ نَاسٌ أَنَّ الْحَمِيسَ التَّنُّورُ. وَقَالَ آخَرُونَ: هُوَ بِالشِّينِ مُعْجَمَةً. وَأَيَّ ذَلِكَ كَانَ فَهُوَ صَحِيحٌ ; لِأَنَّهُ إِنْ كَانَ مِنَ السِّينِ فَهُوَ مِنَ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ وَيَكُونُ مِنْ شِدَّةِ الْتِهَابِ نَارِهِ ; وَإِنْ كَانَ بِالشِّينِ فَهُوَ مِنْ أَحْمَشْتُ النَّارَ وَالْحَرْبَ.

حَمَرَ 

(حَمَرَ) الْحَاءُ وَالْمِيمُ وَالرَّاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ عِنْدِي، وَهُوَ مِنَ الَّذِي يُعْرَفُ بِالْحُمْرَةِ. وَقَدْ يَجُوزُ أَنْ يُجْعَلَ أَصْلَيْنِ: أَحَدُهُمَا هَذَا، وَالْآخَرُ جِنْسٌ مِنَ الدَّوَابِّ.

فَالْأَوَّلُ الْحُمْرَةُ فِي الْأَلْوَانِ، وَهِيَ مَعْرُوفَةٌ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: " الْحُسْنُ أَحْمَرُ " يُقَالُ ذَلِكَ لِأَنَّ النُّفُوسَ كُلَّهَا لَا تَكَادُ تَكْرَهُ الْحُمْرَةَ. وَتَقُولُ رَجُلٌ أَحْمَرُ، وَأَحَامِرُ فَإِنْ أَرَدْتَ اللَّوْنَ قُلْتَ أَحْمَرَ. وَحُجَّةُ الْأَحَامِرَةِ قَوْلُ الْأَعْشَى:

إِنَّ الْأَحَامِرَةَ الثَّلَاثَةَ أَهْلَكَتْ ... مَالِي وَكُنْتُ بِهِنَّ قِدْمًا مُولَعَا

ذَهَبَ بِالْأَحَامِرَةِ مَذْهَبَ الْأَسْمَاءِ، وَلَمْ يَذْهَبْ بِهَا مَذْهَبَ الصِّفَاتِ. وَلَوْ ذَهَبَ بِهَا مَذْهَبَ الصِّفَاتِ لَقَالَ حُمْرٌ. وَالْحَمْرَاءُ: الْعَجَمُ، سُمُّوا بِذَلِكَ لِأَنَّ الشُّقْرَةَ أَغْلَبُ الْأَلْوَانِ عَلَيْهِمْ. وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " غَلَبَتْنَا عَلَيْكَ هَذِهِ الْحَمْرَاءُ ". وَيُقَالُ مَوْتٌ أَحْمَرُ، وَذَلِكَ إِذَا وُصِفَ بِالشِّدَّةِ. وَقَالَ عَلِيٌّ: «كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنَّا أَقْرَبَ إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ» .

وَمِنَ الْبَابِ قَوْلُهُمْ: وَطْأَةٌ حَمْرَاءُ ; وَذَلِكَ إِذَا كَانَتْ جَدِيدَةً ; وَوَطْأَةٌ دَهْمَاءُ، إِذَا كَانَتْ قَدِيمَةً دَارِسَةً. وَيُقَالُ سَنَةٌ حَمْرَاءُ شَدِيدَةٌ، وَلِذَلِكَ يُقَالُ لِشِدَّةِ الْقَيْظِ حَمَارَّةٌ. وَإِنَّمَا قِيلَ هَذَا لِأَنَّ أَعْجَبَ الْأَلْوَانِ إِلَيْهِمُ الْحُمْرَةُ. إِذَا كَانَ كَذَا وَبَالَغُوا فِي وَصْفِ شَيْءٍ ذَكَرُوهُ بِالْحُمْرَةِ، أَوْ بِلَفْظَةٍ تُشْبِهُ الْحُمْرَةَ.

فَأَمَّا قَوْلُهُمْ لِلَّذِي لَا سِلَاحَ مَعَهُ أَحْمَرُ، فَمُمْكِنٌ [أَنْ يَكُونَ] ذَلِكَ تَشْبِيهًا لَهُ بِالْعَجَمِ، وَلَيْسَتْ فِيهِمْ شَجَاعَةٌ مَذْكُورَةٌ كَشَجَاعَةِ الْعَرَبِ. وَقَالَ:

وَتَشْقَى الرِّمَاحُ بِالضَّيَاطِرَةِ الْحُمْرِ

الضَّيَاطِرَةُ: جَمْعُ ضَيْطَارٍ، وَهُوَ الْجَبَانُ الْعَظِيمُ الْخَلْقِ، الَّذِي لَا يُحْسِنُ حَمْلَ السِّلَاحِ. قَالَ:

تَعَرَّضَ ضَيْطَارُو فُعَالَةَ دُونَنَا ... وَمَا خَيْرُ ضَيْطَارٍ يُقَلِّبُ مِسْطَحًا

وَقَوْلُهُمْ غَيْثٌ حِمِرٌّ، إِذَا كَانَ شَدِيدًا يَقْشِرُ الْأَرْضَ. وَهُوَ مِنْ هَذَا الَّذِي ذَكَرْنَاهُ مِنْ بَابِ الْمُبَالَغَةِ.

وَأَمَّا الْأَصْلُ الثَّانِي فَالْحِمَارُ مَعْرُوفٌ، يُقَالُ حِمَارٌ وَحَمِيرٌ وَحُمُرٌ وَحُمُرَاتٌ، كَمَا يُقَالُ صَعِيدٌ وَصُعُدٌ وَصُعُدَاتٌ. قَالَ:

إِذَا غَرَّدَ الْمُكَّاءُ فِي غَيْرِ رَوْضَةٍ ... فَوَيْلٌ لِأَهْلِ الشَّاءِ وَالْحُمُرَاتِ

يَقُولُ: إِذَا أَجْدَبَ الزَّمَانُ وَلَمْ تَكُنْ رَوْضَةً فَغَرَّدَ فِي غَيْرِ رَوْضَةٍ، فَوَيْلٌ لِأَهْلِ الشَّاءِ وَالْحَمِرَاتِ.

وَمِمَّا يُحْمَلُ عَلَى هَذَا الْبَابِ قَوْلُهُمْ لِدُوَيْبَّةٌ: حِمَارُ قَبَّانَ. قَالَ:

يَا عَجَبَا لَقَدْ رَأَيْتُ عَجَبَا ... حِمَارَ قَبَّانَ يَسُوقُ أَرْنَبَا

وَمِنْهُ الْحِمَارُ، وَهُوَ شَيْءٌ يُجْعَلُ حَوْلَ الْحَوْضِ لِئَلَّا يَسِيلَ مَاؤُهُ، وَالْجَمْعُ حَمَائِرُ. قَالَ الشَّاعِرُ: وَمُبْلِدِ بَيْنَ مَوْمَاةٍ بِمَهْلِكَةٍ ... جَاوَزْتُهُ بِعَلَاةِ الْخَلْقِ عِلْيَانِ

كَأَنَّمَا الشَّحْطُ فِي أَعْلَى حَمَائِرِهِ ... سَبَائِبُ الرَّيْطِ مِنْ قَزٍّ وَكَتَّانِ

وَأَمَّا قَوْلُهُمْ لِلْفَرَسِ الْهَجِينِ مِحْمَرٌ فَهُوَ مِنَ الْبَابِ. [وَمِنَ الْبَابِ] الْحِمَارَانِ، وَهُمَا حَجَرَانِ يُجَفَّفُ عَلَيْهِمَا الْأَقِطُ، يُسَمَّيَانِ مَعَ الَّذِي فَوْقَهُمَا الْعُلَاةَ. قَالَ:

لَا تَنْفَعُ الشَّاوِيَّ فِيهِمَا شَاتُهُ ... وَلَا حِمَارَاهُ وَلَا عَلَاتُهُ

وَالْحَمَّارَةُ: حِجَارَةٌ تُنْصَبُ حَوْلَ الْبَيْتِ، وَالْجَمْعُ حَمَائِرُ. قَالَ:

بَيْتَ حُتُوفٍ أُرْدِحَتْ حَمَائِرُهُ

وَأَمَّا قَوْلُهُمْ: " أَخْلَى مِنْ جَوْفِ حِمَارٍ " فَقَدْ ذُكِرَ حَدِيثُهُ فِي كِتَابِ حَرْفِ الْعَيْنِ.

جَعَمَ 

(جَعَمَ) الْجِيمُ وَالْعَيْنُ وَالْمِيمُ أَصْلَانِ: الْكِبَرُ وَالْحِرْصُ عَلَى الْأَكْلِ. فَالْأَوَّلُ قَوْلُ الْخَلِيلِ: الْجَعْمَاءُ مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي أُنْكِرَ عَقْلُهَا هَرَمًا، وَلَا يُقَالُ رَجُلٌ أَجْعَمُ. وَيُقَالُ لِلنَّاقَةِ الْمُسِنَّةِ الْجَعْمَاءُ.

وَالثَّانِي قَوْلُ الْخَلِيلِ وَغَيْرِهِ: جَعِمَتِ الْإِبِلُ، إِذَا لَمْ تَجِدْ حَمْضًا وَلَا عِضَاهًا فَقَضِمَتِ الْعِظَامَ، وَذَلِكَ مِنْ حِرْصِهَا عَلَى مَا تَأْكُلُهُ.

قَالَ الْخَلِيلُ: جَعِمَ يَجْعَمُ جَعَمًا، إِذَا قَرِمَ إِلَى اللَّحْمِ. وَهُوَ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ أَكُولٌ. وَرَجُلٌ جَعِمٌ وَامْرَأَةٌ جَعِمَةٌ، وَبِهَا جَعَمٌ أَيْ غِلَظُ كَلَامٍ فِي سِعَةِ حَلْقٍ. وَقَالَ الْعَجَّاجُ:

إِذْ جَعِمَ الذُّهْلَانِ كُلَّ مَجْعَمٍ

أَيْ جَعِمُوا إِلَى الشَّرِّ كَمَا يُقْرَمُ إِلَى اللَّحْمِ. هَذَا مَا ذَكَرَهُ الْخَلِيلُ. فَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ فَإِنَّهُ ذَكَرَ مَا أَرْجُو أَنْ يَكُونَ صَحِيحًا، وَأُرَاهُ قَدْ أَمْلَاهُ كَمَا ذَكَرَهُ حِفْظًا، فَقَالَ: جَعِمَ يَجْعَمُ جَعَمًا، إِذَا لَمْ يَشْتَهِ الطَّعَامَ. قَالَ: وَأَحْسَبُهُ مِنَ الْأَضْدَادِ: لِأَنَّهُمْ رُبَّمَا سَمَّوُــا الرَّجُلَ النَّهِمَ جَعِمًا. قَالَ: وَيُقَالُ جُعِمَ فَهُوَ مَجْعُومٌ إِذَا لَمْ يَشْتَهِ أَيْضًا. هَذَا قَوْلُ أَبِي بَكْرٍ، وَاللُّغَاتُ لَا تَجِيءُ بِأَحْسَبُ وَأَظُنُّ. فَأَمَّا قَوْلُهُ جَعَمْتُ الْبَعِيرَ مِثْلَ كَعَمْتُهُ. فَلَعَلَّهُ قِيَاسٌ فِي بَابِ الْإِبْدَالِ اسْتَحْسَنَهُ فَجَعَلَهُ لُغَةً. وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِصِحَّتِهِ.

جِنٌّ 

(جِنٌّ) الْجِيمُ وَالنُّونُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ [السَّتْرُ وَ] التَّسَتُّرُ. فَالْجَنَّةُ مَا يَصِيرُ إِلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ فِي الْآخِرَةِ، وَهُوَ ثَوَابٌ مَسْتُورٌ عَنْهُمُ الْيَوْمَ. وَالْجَنَّةُ الْبُسْتَانُ، وَهُوَ ذَاكَ لِأَنَّ الشَّجَرَ بِوَرَقِهِ يَسْتُرُ. وَنَاسٌ يَقُولُونَ: الْجَنَّةُ عِنْدَ الْعَرَبِ النَّخْلُ الطِّوَالُ، وَيَحْتَجُّونَ بِقَوْلِ زُهَيْرٍ:

كَأَنَّ عَيْنَيَّ [فِي] غَرْبَيْ مُقَتَّلَةٍ ... مِنَ النَّوَاضِحِ تَسْقِي جَنَّةً سُحُقًا وَالْجَنِينُ: الْوَلَدُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ. وَالْجَنِينُ: الْمَقْبُورُ. وَالْجَنَانُ: الْقَلْبُ. وَالْمِجَنُّ: التُّرْسُ. وَكُلُّ مَا اسْتُتِرَ بِهِ مِنَ السِّلَاحِ فَهُوَ جُنَّةٌ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: السِّلَاحُ مَا قُوتِلَ بِهِ، وَالْجُنَّةُ مَا اتُّقِيَ بِهِ. قَالَ:

حَيْثُ تَرَى الْخَيْلَ بِالْأَبْطَالِ عَابِسَةً ... يَنْهَضْنَ بِالْهُنْدُوانِيَّاتِ وَالْجُنَنِ

وَالْجِنَّةُ: الْجُنُونُ ; وَذَلِكَ أَنَّهُ يُغَطِّي الْعَقْلَ. وَجَنَانُ اللَّيْلِ: سَوَادُهُ وَسَتْرُهُ الْأَشْيَاءَ. قَالَ:

وَلَوْلَا جَنَانُ اللَّيْلِ أَدْرَكَ رَكْضُنَا ... بِذِي الرِّمْثِ وَالْأَرْطَى عِيَاضَ بْنَ نَاشِبِ

وَيُقَالُ جُنُونُ اللَّيْلِ، وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ. وَيُقَالُ جُنَّ النَّبْتُ جُنُونًا إِذَا اشْتَدَّ وَخَرَجَ زَهْرُهُ. فَهَذَا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ مِنَ الْجُنُونِ اسْتِعَارَةً كَمَا يُجَنُّ الْإِنْسَانُ فَيَهِيجُ، ثُمَّ يَكُونُ أَصْلُ الْجُنُونِ مَا ذَكَرْنَاهُ مِنَ السَّتْرِ. وَالْقِيَاسُ صَحِيحٌ. وَجَنَانُ النَّاسِ مُعْظَمُهُمْ، وَيُسَمَّى السَّوَادَ. وَالْمَجَنَّةُ الْجُنُونُ. فَأَمَّا الْحَيَّةُ الَّذِي يُسَمَّى الْجَانَّ فَهُوَ تَشْبِيهٌ لَهُ بِالْوَاحِدِ مِنَ الْجَانِّ. وَالْجِنُّ سُمُّوا بِذَلِكَ لِأَنَّهُمْ مُتَسَتِّرُونَ عَنْ أَعْيُنِ الْخَلْقِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ} [الأعراف: 27] . وَالْجَنَاجِنُ: عِظَامُ الصَّدْرِ.

ثُومٌ 

(ثُومٌ) الثَّاءُ وَالْوَاوُ وَالْمِيمُ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ، وَهِيَ الثُّومَةُ مِنَ النَّبَاتِ. وَرُبَّمَا سَمَّوْــا قَبِيعَةَ السَّيْفِ ثُومَةً. وَلَيْسَ ذَلِكَ بِأَصْلٍ.

بَوَنَ 

(بَوَنَ) الْبَاءُ وَالْوَاوُ وَالنُّونُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ الْبُعْدُ. قَالَ الْخَلِيلُ: يُقَالُ بَيْنَهُمَا بَوْنٌ بَعِيدٌ وَبُوَنٌ - عَلَى وَزْنِ حَوْرٍ وَحُوَرٍ - وَبَيْنٌ بَعِيدٌ أَيْضًا، أَيْ فَرْقٌ. قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: بَانَنِي فُلَانٌ يَبُونُنِي، إِذَا تَبَاعَدَ مِنْكَ أَوْ قَطَعَكَ. قَالَ وَبَانَنِي يَبِينُنِي مِثْلَهُ.

فَإِنْ قِيلَ: فَكَيْفَ يَنْقَاسُ الْبُِوَانُ عَلَى هَذَا؟ قِيلَ لَهُ: لَا يَبْعُدُ ; وَذَلِكَ أَنَّ الْبُِوَانَ الْعَمُودُ مِنْ أَعْمِدَةِ الْخِبَاءِ، وَهُوَ يُسْمَكُ بِهِ الْبَيْتُ وَيَــسْمُو بِهِ، وَتِلْكَ الْفُرْجَةُ هِيَ الْبَوْنُ.

قَالَ أَبُو مَهْدِيٍّ: الْبُِوَانَ عَمُودٌ يُسْمَكُ بِهِ فِي الطُّنُبِ الْمُقَدَّمِ فِي وَسَطِ الشُّقَّةِ الْمُرَوَّقِ بِهَا الْبَيْتُ. قَالَ: فَذَلِكَ هُوَ الْمَعْرُوفُ بِالْبُِوَانِ. قَالَ: ثُمَّ تُسَمَّى سَائِرُ الْعَُمَُدِ بُوَنًا وَبُوَانَاتٍ. وَأَنْشَدَ:

وَمَجْلِسَهُ تَحْتَ الْبُِوَانِ الْمُقَدَّمِ

وَقَالَ آخَرُ:

يَمْشِي إِلَى بُِوَانِهَا مَشْيَ الْكَسِلْ

وَمِنَ الْبَابِ: الْبَانَةُ، وَهِيَ شَجَرَةٌ. فَأَمَّا ذُو الْبَانِ فَكَانَ مِنْ بِلَادِ بَنِي الْبَكَّاءِ. قَالَ فِيهِ الشَّاعِرُ:

وَوَجْدِي بِهَا أَيَّامَ ذِي الْبَانِ دَلَّهَا ... أَمِيرٌ لَهُ قَلْبٌ عَلَيَّ سَلِيمُ

وَبُوَانَةُ: وَادٍ لَبَنِي جُشَمَ. 

بَوَعَ 

(بَوَعَ) الْبَاءُ وَالْوَاوُ وَالْعَيْنُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ امْتِدَادُ الشَّيْءِ. فَالْبَوْعُ مِنْ قَوْلِكَ بُعْتُ الْحَبَلَ بَوْعًا إِذَا مَدَدْتَ بَاعَكَ بِهِ. قَالَ الْخَلِيلُ: الْبَوْعُ وَالْبَاعُ لُغَتَانِ، وَلَكِنَّهُمْ يُــسَمُّونَ الْبَوْعَ فِي الْخِلْقَةِ. فَأَمَّا بَسْطُ الْبَاعِ فِي الْكَرَمِ وَنَحْوِهِ فَلَا يَقُولُونَ إِلَّا كَرِيمَ الْبَاعِ. قَالَ:

لَهُ فِي الْمَجْدِ سَابِقَةٌ وَبَاعٌ

وَالْبَاعُ أَيْضًا مَصْدَرُ بَاعَ يَبُوعُ، وَهُوَ بَسْطُ الْبَاعِ. وَالْإِبِلُ تَبُوعُ فِي سَيْرِهَا. قَالَ النَّابِغَةُ:

بِبَوْعِ الْقَدْرِ إِنْ قَلِقَ الْوَضِينُ

وَالرَّجُلُ يَبُوعُ بِمَالِهِ، إِذَا بَسَطَ بِهِ بَاعَهُ. قَالَ: لَقَدْ خِفْتُ أَنْ أَلْقَى الْمَنَايَا وَلَمْ أَنَلْ ... مِنَ الْمَالِ مَا أَــسْمُو بِهِ وَأَبُوعُ

وَأَنْشَدَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ:

وَمُسْتَامَةٌ تُسْتَامُ وَهْيَ رَخِيصَةٌ ... تُبَاعُ بِرَاحَاتِ الْأَيَادِي وَتُمْسَحُ

يَصِفُ فَلَاةً تَسُومُ فِيهَا الْإِبِلُ. رَخِيصَةٌ: لَا تَمْتَنِعُ. تُبَاعُ: تَمُدُّ الْإِبِلُ بِهَا أَبْوَاعَهَا. وَتُمْسَحُ: تُقْطَعُ.

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: بُعْتُ الْحَبْلَ أَبُوعُهُ بَوْعًا، إِذَا مَدَدْتَ إِحْدَى يَدَيْكَ حَتَّى يَصِيرَ بَاعًا. اللِّحْيَانَيُّ: إِنَّهُ لَطَوِيلُ الْبَاعِ وَالْبَُوْعُ. وَقَدْ بَاعَ فِي مِشْيَتِهِ يَبُوعُ بَوْعًا وَتَبَوَّعَ تَبَوُّعًا، وَانْبَاعَ، إِذَا طَوَّلَ خُطَاهُ. قَالَ:

يَجْمَعُ حِلْمًا وَأَنَاةً مَعًا ... ثُمَّتَ يَنْبَاعُ انْبِيَاعَ الشُّجَاعْ

وَتَقُولُ الْعَرَبُ فِي أَمْثَالِهَا: " مُخْرَنْبِقٌ لِيَنْبَاعَ "، الْمُخْرَنْبِقُ الْمُطْرِقُ السَّاكِتُ. وَقَوْلُهُ: لِيَنْبَاعَ، أَيْ لِيَثِبَ. يُضْرَبُ مَثَلًا لِلرَّجُلِ يُطْرِقُ لِدَاهِيَةٍ يُرِيدُهَا.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: بَوْعُ الظَّبْيِ سَعْيُهُ دُونَ النَّفْزِ، وَالنَّفْزُ بُلُوغُهُ أَشَدَّ الْإِحْضَارِ.

اللِّحْيَانَيُّ: يُقَالُ: وَاللَّهِ لَا يَبُوعُونَ بَوْعَهُ أَبَدًا، أَيْ لَا يَبْلُغُونَ مَا بَلَغَ. قَالَ أَبُو زَيْدٍ: جَمَلٌ بُوَاعٌ، أَيْ جَسِيمٌ. وَيُقَالُ انْبَاعَ الزَّيْتُ إِذَا سَالَ. [قَالَ] :

وَمُطَّرِدٌ لَدْنُ الْكُعُوبِ كَأَنَّمَا ... تَغَشَّاهُ مُنْبَاعٌ مِنَ الزَّيْتِ سَائِلُ وَيُقَالُ فَرَسٌ بَيِّعٌ أَيْ بَعِيدُ الْخُطْوَةِ ; وَهُوَ مِنَ الْبَوْعِ. قَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ:

عَلَى مَتْنِ جَرْدَاءِ السَّرَاةِ نَبِيلَةٍ ... كَعَالِيَةِ الْمُرَّانِ بَيِّعَةِ الْقَدْرِ

بَرَصَ 

(بَرَصَ) الْبَاءُ وَالرَّاءُ وَالصَّادُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ أَنْ يَكُونَ فِي الشَّيْءِ لُمْعَةٌ تُخَالِفُ سَائِرَ لَوْنِهِ، مِنْ ذَلِكَ الْبَرَصُ. وَرُبَّمَا سَمَّوُــا الْقَمَرَ أَبْرَصَ. وَالْبَرِيصُ مِثْلُ الْبَصِيصِ، وَهُوَ ذَلِكَ الْقِيَاسُ. قَالَ:

لَهُنَّ بِخَدِّهِ أَبَدًا بَرِيصُ

وَالْبِرَاصُ بِقَاعٌ فِي الرَّمْلِ لَا تُنْبِتُ. وَسَامُّ أَبْرَصَ مَعْرُوفٌ. قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: وَيُجْمَعُ عَلَى الْأَبَارِصِ. وَأَنْشَدَ:

وَاللَّهِ لَوْ كُنْتُ لِهَذَا خَالِصًا ... لَكُنْتُ عَبْدًا يَأْكُلُ الْأَبَارِصَا وَقَالَ ثَعْلَبٌ فِي كِتَابِ الْفَصِيحِ: وَهُوَ سَامُّ أَبْرَصُ، وَسَامًّا أَبْرَصَ، وَسَوَامُّ أَبْرَصَ.

بَدَنَ 

(بَدَنَ) الْبَاءُ وَالدَّالُ وَالنُّونُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ شَخْصُ الشَّيْءِ دُونَ شَوَاهُ، وَشَوَاهُ أَطْرَافُهُ. يُقَالُ: هَذَا بَدَنُ الْإِنْسَانِ، وَالْجَمْعُ الْأَبْدَانُ. وَسُمِّيَ الْوَعْلُ الْمُسِنُّ بَدَنًا مِنْ هَذَا. قَالَ الشَّاعِرُ:

قَدْ ضَمَّهَا وَالْبَدَنَ الْحِقَابُ ... جِدِّي لِكُلِّ عَامِلٍ ثَوَابُ

الرَّأْسُ وَالْأَكْرُعُ وَالْإِهَابُ

وَإِنَّمَا سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُمْ إِذَا بَالَغُوا فِي نَعْتِ الشَّيْءِ سَمَّوْــهُ بِاسْمِ الْجِنْسِ، كَمَا يَقُولُونَ لِلرَّجُلِ الْمُبَالَغِ فِي نَعْتِهِ: هُوَ رَجُلٌ، فَكَذَلِكَ الْوَعِلُ الشَّخِيصُ، سُمِّيَ بَدَنًا. وَكَذَلِكَ الْبَدَنَةُ الَّتِي تُهْدَى لِلْبَيْتِ، قَالُوا: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَسْتَسْمِنُونَهَا. وَرَجُلٌ بَدَنٌ، أَيْ: مُسِنٌّ. قَالَ الشَّاعِرُ:

هَلْ لِشَبَابٍ فَاتَ مِنْ مَطْلَبِ ... أَمْ مَا بُكَاءُ الْبَدَنِ الْأَشْيَبِ

وَرَجُلٌ بَادِنٌ وَبَدِينٌ، أَيْ: عَظِيمُ الشَّخْصِ وَالْجِسْمِ، يُقَالُ مِنْهُ بَدُنَ. وَفِي الْحَدِيثِ: «إِنِّي قَدْ بَدُنْتُ» . وَالنَّاسُ قَدْ يَرْوُونَهُ: " بَدَّنْتُ ". وَيَقُولُونَ: بَدَّنَ: إِذَا أَسَنَّ. قَالَ الشَّاعِرُ: وَكُنْتُ خِلْتُ الشَّيْبَ وَالتَّبْدِينَا ... وَالْهَمَّ مِمَّا يُذْهِلُ الْقَرِينَا

وَتُسَمَّى الدِّرْعُ الْبَدَنَ لِأَنَّهَا تَضُمُّ الْبَدَنَ.

بَحَرَ 

(بَحَرَ) الْبَاءُ وَالْحَاءُ وَالرَّاءُ. قَالَ الْخَلِيلُ سُمِّيَ الْبَحْرُ بَحْرًا لِاسْتِبْحَارِهِ وَهُوَ انْبِسَاطُهُ وَسَعَتُهُ. وَاسْتَبْحَرَ فُلَانٌ فِي الْعِلْمِ، وَتَبَحَّرَ الرَّاعِي فِي رِعْيٍ كَثِيرٍ. قَالَ أُمَيَّةُ:

انعِقْ بِضَانِكَ فِي بَقْلٍ تَبَحَّرُهُ ... بَيْنَ الْأَبَاطِحِ وَاحْبِسْهَا بِجِلْدَانِ

وَتَبَحَّرَ فُلَانٌ فِي الْمَالِ. وَرَجُلٌ بَحْرٌ: إِذَا كَانَ سَخِيًّا، سَمَّوْــهُ لِفَيْضِ كَفِّهِ بِالْعَطَاءِ كَمَا يَفِيضُ الْبَحْرُ. قَالَ الْعَامِرِيُّ: أَبْحَرَ الْقَوْمُ: إِذَا رَكِبُوا الْبَحْرَ، وَأَبَرُّوا أَخَذُوا فِي الْبَرِّ. قَالَ أَبُو زَيْدٍ: بَحِرَتِ الْإِبِلُ أَكَلَتْ شَجَرَ الْبَحْرِ. وَبَحِرَ الرَّجُلُ سَبَحَ فِي الْبَحْرِ فَانْقَطَعَتْ سِبَاحَتُهُ. وَيُقَالُ لِلْمَاءِ إِذَا غَلُظَ بَعْدَ عُذُوبَةٍ اسْتَبْحَرَ وَمَاءٌ بَحْرٌ، أَيْ: مِلْحٌ. قَالَ:

وَقَدْ عَادَ مَاءُ الْأَرْضِ بَحْرًا فَزَادَنِي ... عَلَى مَرَضِي أَنْ أَبْحَرَ الْمَشْرَبُ الْعَذْبُ

قَالَ: وَالْأَنْهَارُ كُلُّهَا بِحَارٌ. قَالَ الْفَرَّاءُ: الْبَحْرَةُ الرَّوْضَةُ. وَقَالَ الْأُمَوِيُّ: الْبَحْرَةُ الْبَلْدَةُ. وَيُقَالُ: هَذِهِ بَحْرَتُنَا قَالَ بَعْضُهُمْ: الْبَحْرَةُ الْفَجْوَةُ مِنَ الْأَرْضِ تَتَّسِعُ. قَالَ النِّمْرُ بْنُ تَوْلَبٍ: وَكَأَنَّهَا دَقَرَى تَخَيَّلُ، نَبْتُهَا ... أُنُفٌ، يَغُمُّ الضَّالَ نَبْتُ بِحَارِهَا

وَالْأَصْلُ الثَّانِي دَاءٌ، يُقَالُ: بَحِرَتِ الْغَنَمُ وَأَبْحَرُوهَا: إِذَا أَكَلَتْ عُشْبًا عَلَيْهِ نَدًى فَبَحِرَتْ عَنْهُ، وَذَلِكَ أَنْ تَخْمُصَ بُطُونُهَا وَتُهْلَسَ أَجْسَامُهَا. قَالَ الشَّيْبَانِيُّ: بَحِرَتِ الْإِبِلُ: إِذَا أَكَلَتِ النَّشْرَ، فَتَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا دَوَابٌّ كَأَنَّهَا حَيَّاتٌ. قَالَ الضَّبِّيُّ: الْبَحَرُ فِي الْغَنَمِ بِمَنْزِلَةِ السُّهَامِ فِي الْإِبِلِ، وَلَا يَكُونُ فِي الْإِبِلِ بَحَرٌ وَلَا فِي الْغَنَمِ سُهَامٌ.

قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: رَجُلٌ بَحِرٌ: إِذَا أَصَابَهُ سُلَالٌ. قَالَ:

وَغِلْمَتِي مِنْهُمْ سَحِيرٌ وَبَحِرْ

قَالَ الزِّيَادِيُّ: الْبَحْرُ اصْفِرَارُ اللَّوْنِ. وَالسَّحِيرُ الَّذِي يَشْتَكِي سَحْرَهُ.

فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: فَأَيْنَ هَذَا مِنَ الْأَصْلِ الَّذِي ذَكَرْتُمُوهُ فِي الِاتِّسَاعِ وَالِانْبِسَاطِ؟ قِيلَ لَهُ: كُلُّهُ مَحْمُولٌ عَلَى الْبَحْرِ; لِأَنَّ مَاءَ الْبَحْرِ لَا يُشْرَبُ، فَإِنْ شُرِبَ أَوْرَثَ دَاءً. كَذَلِكَ كُلُّ مَاءٍ مِلْحٍ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مَاءَ بَحْرٍ.

وَمِنْ هَذَا الْبَابِ الرَّجُلُ الْبَاحِرُ، وَهُوَ الْأَحْمَقُ، وَذَلِكَ أَنَّهُ يَتَّسِعُ بِجَهْلِهِ فِيمَا لَا يَتَّسِعُ فِيهِ الْعَاقِلُ. وَمِنْ هَذَا الْبَابِ بَحَرْتُ النَّاقَةَ بَحْرًا، وَهُوَ شَقُّ أُذُنِهَا، وَهِيَ الْبَحِيرَةُ، وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَفْعَلُ ذَلِكَ بِهَا إِذَا نُتِجَتْ عَشَرَةَ أَبْطُنٍ، فَلَا تُرْكَبُ وَلَا يُنْتَفَعُ بِظَهْرِهَا، فَنَهَاهُمُ اللَّهُ تَعَالَى عَنْ ذَلِكَ، وَقَالَ: {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ} [المائدة: 103] . وَأَمَّا الدَّمُ الْبَاحِرُ وَالْبَحْرَانِيُّ فَقَالَ قَوْمٌ: هُوَ الشَّدِيدُ الْحُمْرَةِ. وَالْأَصَحُّ فِي ذَلِكَ قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ: أَنَّ الدَّمَ الْبَحْرَانِيَّ مَنْسُوبٌ إِلَى الْبَحْرِ. قَالَ: وَالْبَحْرُ عُمْقُ الرَّحِمِ، فَقَدْ عَادَ الْأَمْرُ إِلَى الْبَابِ الْأَوَّلِ. وَقَالَ الْخَلِيلُ: رَجُلٌ بَحْرَانِيٌّ مَنْسُوبٌ إِلَى الْبَحْرَيْنِ، وَقَالُوا بَحْرَانِيٌّ فَرْقًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَنْسُوبِ إِلَى الْبَحْرِ. وَمِنْ هَذَا الْبَابِ قَوْلُهُمْ: " لَقِيتُهُ صَحْرَةَ بَحْرَةَ " أَيْ: مُشَافَهَةً. وَأَمَّا قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ:

بِأَرْضٍ هِجَانِ التُّرْبِ وَسْمِيَّةِ ... الثَّرَى عَذَاةٍ نَأَتْ عَنْهَا الْمُلُوحَةُ وَالْبَحْرُ

فَإِنَّهُ يَعْنِي كُلَّ مَاءٍ مِلْحٍ. وَالْبَحْرُ هُوَ الرِّيفُ.

أَنَفَ 

(أَنَفَ) الْهَمْزَةُ وَالنُّونُ وَالْفَاءُ أَصْلَانِ مِنْهُمَا يَتَفَرَّعُ مَسَائِلُ الْبَابِ كُلُّهَا: أَحَدُهُمَا أَخْذُ الشَّيْءِ مِنْ أَوَّلِهِ، وَالثَّانِي أَنْفُ كُلِّ ذِي أَنْفٍ. وَقِيَاسُهُ التَّحْدِيدُ. فَأَمَّا الْأَصْلُ الْأَوَّلُ فَقَالَ الْخَلِيلُ: اسْتَأْنَفْتُ كَذَا، أَيْ: رَجَعْتُ إِلَى أَوَّلِهِ، وَائْتَنَفْتُ ائْتِنَافًا. وَمُؤْتَنَفُ الْأَمْرِ: مَا يُبْتَدَأُ فِيهِ. وَمِنْ هَذَا الْبَابِ قَوْلُهُمْ: فَعَلَ كَذَا آنِفًا، كَأَنَّهُ ابْتِدَاؤُهُ. وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا} [محمد: 16] .

وَالْأَصْلُ الثَّانِي الْأَنْفُ، مَعْرُوفٌ، وَالْعَدَدُ آنُفٌ، وَالْجَمْعُ أُنُوفٌ. وَبَعِيرٌ مَأْنُوفٌ يُسَاقُ بِأَنْفِهِ، لِأَنَّهُ إِذَا عَقَرَهُ الْخِشَاشادَ. وَبَعِيرٌ أَنِفٌ وَآنِفٌ مَقْصُورٌ مَمْدُودٌ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: «الْمُسْلِمُونَ هَيِّنُونَ لَيِّنُونَ، كَالْجَمَلِ الْأَنِفِ، إِنْ قِيدَ انْقَادَ وَإِنْ أُنِيخَ اسْتَنَاخَ» . وَرَجُلٌ أُنَافِيٌّ عَظِيمُ الْأَنْفِ. وَأَنَفْتُ الرَّجُلَ: ضَرَبْتُ أَنْفَهُ. وَامْرَأَةٌ أَنُوفٌ طَيِّبَةُ رِيحِ الْأَنْفِ. فَأَمَّا قَوْلُهُمْ: أَنِفَ مِنْ كَذَا، فَهُوَ مِنَ الْأَنْفِ أَيْضًا، وَهُوَ كَقَوْلِهِمْ لِلْمُتَكَبِّرِ: " وَرِمَ أَنْفُهُ ". ذُكِرَ الْأَنْفُ دُونَ سَائِرِ الْجَسَدِ لِأَنَّهُ يُقَالُ: شَمَخَ بِأَنْفِهِ، يُرِيدُ رَفَعَ رَأْسَهُ كِبْرًا، وَهَذَا يَكُونُ مِنَ الْغَضَبِ. قَالَ:

وَلَا يُهَاجُ إِذَا مَا أَنْفُهُ وَرِمَا

أَيْ: لَا يُكَلَّمُ عِنْدَ الْغَضَبِ. وَيُقَالُ: " وَجَعُهُ حَيْثُ لَا يَضَعُ الرَّاقِي أَنْفَهُ ". يُضْرَبُ لِمَا لَا دَوَاءَ لَهُ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: بَنُو أَنْفِ النَّاقَةِ بَنُو جَعْفَرِ بْنِ قُرَيْعِ بْنِ عَوْفِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدٍ، يُقَالُ: إِنَّهُمْ نَحَرُوا جَزُورًا كَانُوا غَنِمُوهَا فِي بَعْضِ غَزَوَاتِهِمْ، وَقَدْ تَخَلَّفَ جَعْفَرُ بْنُ قُرَيْعٍ، فَجَاءَ وَلَمْ يَبْقَ مِنَ النَّاقَةِ إِلَّا الْأَنْفُ فَذَهَبَ بِهِ، فَــسَمَّوْــهُ بِهِ. هَذَا قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ. وَقَالَ الْكَلْبِيُّ: سُمُّوا بِذَلِكَ لِأَنَّ قُرَيْعَ بْنَ عَوْفٍ نَحَرَ جَزُورًا وَكَانَ لَهُ أَرْبَعُ نِسْوَةٍ، فَبَعَثَ إِلَيْهِنَّ بِلَحْمٍ خَلَا أُمَّ جَعْفَرٍ، فَقَالَتْ أُمُّ جَعْفَرٍ: اذْهَبْ وَاطْلُبْ مِنْ أَبِيكَ لَحْمًا. فَجَاءَ وَلَمْ يَبْقَ إِلَّا الْأَنْفُ فَأَخَذَهُ فَلَزِمَهُ وَهُجِيَ بِهِ. وَلَمْ يَزَالُوا يُسَبُّونَ بِذَلِكَ، إِلَى أَنْ قَالَ الْحُطَيْئَةُ:

قَوْمٌ هُمُ الْأَنْفُ وَالْأَذْنَابُ غَيْرُهُمُ ... وَمَنْ يُسَوِّي بِأَنْفِ النَّاقَةِ الذَّنَبَا

فَصَارَ بِذَلِكَ مَدْحًا لَهُمْ. وَتَقُولُ الْعَرَبُ: فُلَانٌ أَنْفِي، أَيْ: عِزِّي وَمَفْخَرِي. قَالَ شَاعِرٌ:

وَأَنْفِي فِي الْمَقَامَةِ وَافْتِخَارِي

قَالَ الْخَلِيلُ: أَنْفُ اللِّحْيَةِ طَرَفُهَا، وَأَنْفُ كُلِّ شَيْءٍ أَوَّلُهُ. قَالَ:

وَقَدْ أَخَذَتْ مِنْ أَنْفِ لِحْيَتِكَ الْيَدُ

وَأَنْفُ الْجَبَلِ: أَوَّلُهُ وَمَا بَدَا لَكَ مِنْهُ. قَالَ:

خُذَا أَنْفَ هَرْشَى أَوْقَفَاهَا فَإِنَّهُ ... كِلَا جَانِبَيْ هَرْشَى لَهُنَّ طَرِيقُ

قَالَ يَعْقُوبُ: أَنْفُ الْبَرْدِ: أَشَدُّهُ. وَجَاءَ يَعْدُو أَنْفَ الشَّدِّ، أَيْ: أَشَدَّهُ. وَأَنْفُ الْأَرْضِ: مَا اسْتَقْبَلَ الْأَرْضَ مِنَ الْجَلَدِ وَالضَّوَاحِي. وَرَجُلٌ مِئْنَافٌ: يَسِيرُ فِي أَنْفِ النَّهَارِ. وَخَمْرَةٌ أُنُفٌ أَوَّلُ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا. قَالَ: أُنُفٍ كَلَوْنِ دَمِ الْغَزَالِ مُعَتَّقٍ ...مِنْ خَمْرِ عَانَةَ أَوْ كُرُومِ شِبَامِ

وَجَارِيَةٌ أُنُفٌ مُؤْتَنِفَةُ الشَّبَابِ. قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: أَنَّفْتُ السِّرَاجَ: إِذَا أحْدَدْتُ طَرَفَهُ وَسَوَّيْتَهُ، وَمِنْهُ يُقَالُ فِي مَدْحِ الْفَرَسِ: " أُنِّفَ تَأْنِيفَ السَّيْرِ "، أَيْ: قُدَّ وَسُوِّيَ كَمَا يُسَوَّى السَّيْرُ. قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: سِنَانٌ مُؤَنَّفٌ، أَيْ: مُحَدَّدٌ. قَالَ:

بِكُلِّ هَتُوفٍ عَجْسُهَا رَضَوِيَّةٍ ... وَسَهْمٍ كَسَيْفِ الْحِمْيَرِيِّ الْمُؤَنَّفِ

وَالتَّأْنِيفُ فِي الْعُرْقُوبِ: التَّحْدِيدُ، وَيُسْتَحَبُّ ذَلِكَ مِنَ الْفَرَسِ.

أَبَهَ 

(أَبَهَ) الْهَمْزَةُ وَالْبَاءُ وَالْهَاءُ يَدُلُّ عَلَى النَّبَاهَةِ وَالــسُّمُوِّ. مَا أَبَهْتُ بِهِ، أَيْ: لَمْ أَعْلَمْ مَكَانَهُ وَلَا أَنِسْتُ بِهِ وَالْأُبَّهَةُ: الْجَلَالُ.

أَلَّ 

(أَلَّ) وَالْهَمْزَةُ وَاللَّامُ فِي الْمُضَاعَفِ ثَلَاثَةُ أُصُولٍ: اللَّمَعَانُ فِي اهْتِزَازٍ، وَالصَّوْتُ، وَالسَّبَبُ يُحَافَظُ عَلَيْهِ. قَالَ الْخَلِيلُ وَابْنُ دُرَيْدٍ: أَلَّ الشَّيْءُ: إِذَا لَمَعَ. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَسُمِّيَتِ الْحَرْبَةُ أَلَّةً لِلَمَعَانِهَا. وَأَلَّ الْفَرَسُ يَئِلُّ أَلًّا: إِذَا اضْطَرَبَ فِي مَشْيِهِ. وَأَلَّتْ فَرَائِصُهُ: إِذَا لَمَعَتْ فِي عَدْوِهِ. قَالَ:

حَتَّى رَمَيْتُ بِهَا يَئِلُّ فَرِيصُهَا ... وَكَأَنَّ صَهْوَتَهَا مَدَاكُ رُخَامِ

وَأَلَّ الرَّجُلُ فِي مِشْيَتِهِ: اهْتَزَّ. قَالَ الْخَلِيلُ: الْأَلَّةُ الْحَرْبَةُ، وَالْجَمْعُ إِلَالٌ.

قَالَ: يُضِيءُ رَبَابُهُ فِي الْمُزْنِ حُبْشًا ... قِيَامًا بِالْحِرَابِ وَبِالْإِلَالِ

وَيُقَالُ لِلْحَرْبَةِ: الْأَلِيلَةُ أَيْضًا وَالْأَلِيلُ. قَالَ:

يُحَامِي عَنْ ذِمَارِ بَنِي أَبِيكُمْ ... وَيَطْعَنُ بِالْأَلِيلَةِ وَالْأَلِيلِ

قَالَ: وَسُمِّيَتِ الْأَلَّةَ لِأَنَّهَا دَقِيقَةُ الرَّأْسِ. وَأَلَّ الرَّجُلُ بِالْأَلَّةِ، أَيْ:: طَعَنَ.

وَقِيلَ لِامْرَأَةٍ مِنَ الْعَرَبِ قَدْ أُهْتِرَتْ: إِنَّ فُلَانًا أَرْسَلَ يَخْطُبُكِ. فَقَالَتْ: أَمُعْجِلِي أَنْ أَدَّرِيَ وَأَدَّهِنَ، مَا لَهُ غُلَّ وَأُلَّ. قَالَ: وَالتَّأْلِيلُ: تَحْرِيفُكَ الشَّيْءَ، كَرَأْسِ الْقَلَمِ. وَالْمُؤَلَّلُ أَيْضًا الْمُحَدَّدُ. يُقَالُ: أُذُنٌ مُؤَلَّلَةٌ، أَيْ: مُحَدَّدَةٌ، قَالَ طَرَفَةُ:

مُؤَلَّلَتَانِ تَعْرِفُ الْعِتْقَ فِيهِمَا ... كَسَامِعَتَيْ شَاةٍ بِحَوْمَلَ مُفْرَدِ

وَأُذُنٌ مَأْلُولَةٌ وَفَرَسٌ مَأْلُولٌ. قَالَ:

مَأْلُولَةُ الْأُذْنَيْنِ كَحْلَاءُ الْعَيْنِ

وَيُقَالُ: يَوْمٌ أَلِيلٌ، لِلْيَوْمِ الشَّدِيدِ. قَالَ الْأَفْوَهُ:

بِكُلِّ فَتًى رَحِيبِ الْبَاعِ يَــسْمُو ... إِلَى الْغَارَاتِ فِي الْيَوْمِ الْأَلِيلِ

قَالَ الْخَلِيلُ: وَالْأَلَلُ وَالْألَلَانِ: وَجْهَا السِّكِّينِ وَوَجْهَا كُلِّ عَرِيضٍ. قَالَ الْفَرَّاءُ: وَمِنْهُ يُقَالُ لِلَّحِمَتَيْنِ الْمُطَابِقَتَيْنِ بَيْنَهُمَا فَجْوَةٌ يَكُونَانِ فِي الْكَتِفِ، إِذَا قُشِرَتْ إِحْدَاهُمَا عَنِ الْأُخْرَى سَالَ مِنْ بَيْنِهِمَا مَاءٌ: ألَلَانِ. وَقَالَتِ امْرَأَةٌ لِجَارَتِهَا: لَا تُهْدِي لِضَرَّتِكِ الْكَتِفَ، فَإِنَّ الْمَاءَ يَجْرِي بَيْنَ أَلَلَيْهَا، أَيْ: أَهْدِي شَرًّا مِنْهَا. وَأَمَّا الصَّوْتُ فَقَالُوا فِي قَوْلِهِ:

وَطَعَنَ تُكْثِرُ الْألَلَيْنِ مِنْهُ ... فَتَاةُ الْحَيِّ تُتْبِعُهُ الرَّنِينَا

إِنَّهُ حِكَايَةُ صَوْتِ الْمُوَلْوِلِ. قَالَ: وَالْأَلِيلُ: الْأَنِينُ فِي قَوْلِهِ:

إِمَّا تَرَيْنِي تُكْثِرِي الْأَلِيلَا

وَقَالَ ابْنُ مَيَّادَةَ:

وَقُولَا لَهَا مَا تَأْمُرِينَ بِوَامِقٍ ... لَهُ بَعْدَ نَوْمَاتِ الْعُيُونِ أَلِيلُ

قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: فِي جَوْفِهِ أَلِيلٌ وَصَلِيلٌ. وَسَمِعْتُ أَلِيلَ الْمَاءِ، أَيْ: صَوْتَهُ. وَقِيلَ الْأَلِيلَةُ الثُّكْلُ. وَأَنْشَدَ:

وَلِيَ الْأَلِيلَةُ إِنْ قُتِلَتْ خُؤُولَتِي ... وَلِيَ الْأَلِيلَةُ إِنْ هُمُ لَمْ يُقْتَلُوا

قَالُوا: وَرَجُلٌ مِئَلٌّ، أَيْ: كَثِيرُ الْكَلَامِ وَقَّاعٌ فِي النَّاسِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: الْأَلُّ: رَفْعُ الصَّوْتِ بِالدُّعَاءِ وَالْبُكَاءِ، يُقَالُ مِنْهُ: أَلَّ يَئِلُّ أَلِيلًا. وَفِي الْحَدِيثِ: «عَجِبَ رَبُّكُمْ مِنْ أَلِّكُمْ وَقُنُوطِكُمْ وَسُرْعَةِ إِجَابَتِهِ إِيَّاكُمْ» . وَأَنْشَدُوا لِلْكُمَيْتِ:

وَأَنْتَ مَا أَنْتَ فِي غَبْرَاءَ مُظْلِمَةٍ ... إِذَا دَعَتْ ألَلَيْهَا الْكَاعِبُ الْفُضُلُ

وَالْمَعْنَى الثَّالِثُ: الْإِلُّ: الرُّبُوبِيَّةُ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لَمَّا ذُكِرَ لَهُ كَلَامُ مُسَيْلِمَةَ: " مَا خَرَجَ هَذَا مِنْ إِلٍّ " وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً} [التوبة: 10] . قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: الْإِلُّ: اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ. وَقَالَ قَوْمٌ: هِيَ قُرْبَى الرَّحِمِ. قَالَ:

هُمْ قَطَعُوا مِنْ إِلِّ مَا كَانَ بَيْنَنَا ... عُقُوقًا وَلَمْ يُوفُوا بِعَهْدٍ وَلَا ذِمَمْ

قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْإِلُّ كُلُّ سَبَبٍ بَيْنَ اثْنَيْنِ. وَأَنْشَدَ:

لَعَمْرُكإِلَّكَ فِي قُرَيْشٍ ... كَإِلِّ السَّقْبِ مِنْ رَأْلِ النَّعَامِ

وَالْإِلُّ: الْعَهْدُ. وَمِمَّا شَذَّ عَنْ هَذِهِ الْأُصُولِ قَوْلُهُمْ أَلِلَ السِّقَاءُ: تَغَيَّرَتْ رَائِحَتُهُ. وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ مِنْ أَحَدِ الثَّلَاثَةِ; لِأَنَّ ابْنَ الْأَعْرَابِيِّ ذَكَرَ أَنَّهُ الَّذِي فَسَدَ أَلَلَاهُ، وَهُوَ أَنْ يَدْخُلَ الْمَاءُ بَيْنَ الْأَدِيمِ وَالْبَشَرَةِ، قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: قَدْ خَفَّفَتِ الْعَرَبُ الْإِلَّ. قَالَ الْأَعْشَى:

أَبْيَضُ لَا يَرْهَبُ الْهُزَالَ وَلَا ... يَقْطَعُ رِحْمًا وَلَا يَخُونُ إِلَّا

قضى

(قضى) حَاجته تقضية قَضَاهَا والأمير فلَانا جعله قَاضِيا وَأمره أَمْضَاهُ
(قضى)
قضيا وَقَضَاء وَقَضِيَّة حكم وَفصل وَيُقَال قضى بَين الْخَصْمَيْنِ وَقضى عَلَيْهِ وَقضى لَهُ وَقضى بِكَذَا فَهُوَ قَاض (ج) قُضَاة وَالله أَمر وَمِنْه قَوْله فِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَقضى رَبك أَلا تعبدوا إِلَّا إِيَّاه} وَإِلَيْهِ أنهى إِلَيْهِ أمره وَمِنْه قَوْله فِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وقضينا إِلَى بني إِسْرَائِيل فِي الْكتاب} وَالصَّلَاة وَالْحج وَالدّين أَدَّاهَا يُقَال قضى الْمَدِين الدَّائِن دينه أَدَّاهُ إِلَيْهِ وَالصَّلَاة أَدَّاهَا بعد مُضِيّ وَقتهَا وعبرته أنفد كل دُمُوعه وَالشَّيْء قدره وصنعه وَحَاجته نالها وَبَلغهَا وأجله بلغ الْأَجَل الَّذِي حدد لَهُ ونحبه مَاتَ وَيُقَال قضى فلَان مَاتَ وضربه فَقضى عَلَيْهِ قَتله وَيُقَال لَا أَقْْضِي مِنْهُ الْعجب (لَا يسْتَعْمل إِلَّا منفيا)
قضى
قضى يَقْضي قَضَاءً وقَضِيَّةً: أي حَكَمَ.
وقَضى إليه عَهْداً: أي وَصِيَّةً. وقَضى عليه المَوْتُ: أي غَلَبَه.
والانْقِضَاءُ: فَنَاءُ الشَّيْءِ وذَهَابُه، وكذلك التَّقَضِّي.
والقاضِيَةُ: المَنِيَّةُ التي تَقْضي وَحِيّاً.
وقَضِيَ السِّقَاءُ فهو قَضٍ: طالَ تَرْكُه في مَكانٍ فَفَسَدَ وبَلِيَ.
وقَضِيَ الثَّوْبُ: إذا أخْلَقَ.
والقَضَاءُ: الصُّنْعُ، قال اللهُ عَزَّ وجَلَّ: " فَقَضَاهُنّ سَبْعَ سَمواتٍ في يَوْمَيْنِ " أي صَنَعَهُنَّ. وقُضِيَ قَضَاؤكَ: أي فُرِغَ من أمْرِكَ.
والقِضَةُ: نَباتٌ في السهْل، وجَمْعُها قِضىً وقِضِيْنَ.
وقِضْ - في قَوْل ابنِ الدُّمَيْنَةِ -: حِكايَةُ صَوْتِ الرُّكْبَةِ عند القِيَام والتَّحَرُّكِ.
وقَضِئَتِ الثِّيَابُ قَضَأً - مَهْمُوْزٌ -: إذا طُوِيَتْ وفيها نُدُوَّةٌ ثم نُشِرَتْ وقد تَهَافَتَتْ وعَفِنَتْ. وقِرْبَةٌ قَضِئَةٌ.
وقَضِئَتْ عَيْنُه قَضأً: أي قَرِحَتْ، ورَجُلٌ قَضئُ العَيْنِ.
وما في حَسَبِه قُضْأةٌ: أي عَيْبٌ وضَعَةٌ. وهم يَتَقَضَّأوْنَ منه: أي يَسْتَخِسُّوْنَ حسبه.
وقَضِئْتُ الشَّيْءَ أقْضَأه: أكَلْتَه.
وقولُه سُبْحانَه وتعالى: " وقَضَيْنا إلى بَني إسرائيلَ " أي أعْلَمْناهم.
ق ض ى: (الْقَضَاءُ) الْحُكْمُ وَالْجَمْعُ (الْأَقْضِيَةُ) . وَ (الْقَضِيَّةُ) مِثْلُهُ وَالْجَمْعُ (الْقَضَايَا) . وَ (قَضَى) يَقْضِي
بِالْكَسْرِ (قَضَاءً) أَيْ حَكَمَ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} [الإسراء: 23] . وَقَدْ يَكُونُ بِمَعْنَى الْفَرَاغِ تَقُولُ: قَضَى حَاجَتَهُ. وَضَرَبَهُ (فَقَضَى) عَلَيْهِ أَيْ قَتَلَهُ كَأَنَّهُ فَرَغَ مِنْهُ. وَ (قَضَى) نَحْبَهُ مَاتَ. وَقَدْ يَكُونُ بِمَعْنَى الْأَدَاءِ وَالْإِنْهَاءِ تَقُولُ: قَضَى دَيْنَهُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ} [الإسراء: 4] وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الْأَمْرَ} [الحجر: 66] أَيْ أَنْهَيْنَاهُ إِلَيْهِ وَأَبْلَغْنَاهُ ذَلِكَ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ} [يونس: 71] يَعْنِي: امْضُوا إِلَيَّ كَمَا يُقَالُ: قَضَى فُلَانٌ أَيْ مَاتَ وَمَضَى. وَقَدْ يَكُونُ بِمَعْنَى الصُّنْعِ وَالتَّقْدِيرِ، يُقَالُ: قَضَاهُ أَيْ صَنَعَهُ وَقَدَّرَهُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ} [فصلت: 12] ، وَمِنْهُ (الْقَضَاءُ) وَالْقَدَرُ. وَبَابُ الْجَمِيعِ مَا ذَكَرْنَاهُ. وَيُقَالُ: (اسْتُقْضِيَ) فُلَانٌ أَيْ صُيِّرَ (قَاضِيًا) . وَ (قَضَّى) الْأَمِيرُ قَاضِيًا بِالتَّشْدِيدِ مِثْلُ أَمَّرَ أَمِيرًا. وَ (انْقَضَى) الشَّيْءُ وَ (تَقَضَّى) بِمَعْنًى. وَ (اقْتَضَى) دَيْنَهُ وَ (تَقَاضَاهُ) بِمَعْنًى. وَ (قَضَّى) لُبَانَتَهُ وَقَضَاهَا بِمَعْنًى. وَ (تَقَضَّى) الْبَازِي انْقَضَّ. وَأَصْلُهُ تَقَضَّضَ فَلَمَّا كَثُرَتِ الضَّادَاتُ أَبْدَلُوا مِنْ إِحْدَاهُنَّ يَاءً. 
[قضى] القَضاءُ: الحكم، وأصله قَضايٌ لانه من قضيت، إلا أن الياء لما جاءت بعد الالف همزت. والجمع الاقضية. والقضية مثله، والجمع القضايا على فعالى، وأصله فعائل. وقضى، أي حَكَمَ، ومنه قوله تعالى: (وقَضى ربكَ ألا تَعْبُدوا إلا إياهُ) . وقد يكون بمعنى الفراغ، تقول: قَضَيْتُ حاجتي. وضربه فقَضى عليه، أي قتَلَه، كأنه فرغ منه. وسَمٌّ قاضٍ، أي قاتلٌ. وقَضى نحبَه قَضاءً، أي مات. وقد يكون بمعنى الأداء والإنهاء. تقول: قَضَيْتُ دَيْني. ومنه قوله تعالى: (وقَضَيْنا إلى بَني إسرائيلَ في الكتاب) . وقوله تعالى: (وقضينا إليه ذلك الأمرَ) ، أي أنهيناه إليه وأبلغناه ذلك. وقال الفراء في قوله تعالى: (ثم اقْضوا إليَّ) يعني امضوا إلي، كما يقال: قَضَى فلانٌ، أي مات ومضى. وقد يكون بمعنى الصنع والتقدير، قال أبو ذؤيب: وعليهما مَسْرودَتانِ قَضاهُما * داوُدُ أو صَنَعُ السَوابغِ تُبَّعُ يقال: قَضاهُ أي صنعه وقدَّره: ومنه قوله تعالى: (فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَمواتٍ في يوميْن) . ومنه القضاء والقدر. ويقال: اسْتُقْضِيَ فلانٌ، أي صُيِّرَ قاضِياً. وقَضَّى الأمير قاضِياً، كما تقول: أمَرَّ أميرا. وانقضى الشئ وتقضى بمعنى. واقْتَضى دينه وتَقاضاهُ بمعنًى. وقَضُّوا بينهم مَنايا، بالتشديد، أي أنفذوها. وقضى اللبانة أيضا بالتشديد، وقضاها بالتخفيف، بمعنى. والقَضَّاءُ من الدروع: المحكمة، ويقال الصُلبة. قال النابغة:

ونَسْجُ سُلَيْمٍ كل قضاء ذائل * (*) وتقضى البازى، أي انقض، وأصله تقضض فلما كثرت الضادات أبدلت من إحداهن ياء. قال العجاج:

تَقَضِّيَ البازي إذا البازي كَسَرْ * والقضة مخففة: نبت ينبت في السهل، وهي منقوصة. قال أبو عبيد: هي من الحَمْض والهاء عوض. وقضة أيضا: موضع كانت به وقعة تحلاق اللمم ; ويجمع على قضات وقضين.

قض

ى1 قَضَى He finished a thing entirely, by word, or by deed. This is the primary meaning. (Bd, ii. 111.) By word, as in وَقَضَى رَبُّكَ (Idem, ibid.) And thy Lord hath commanded decisively. (Idem, xvii. 24.) And by deed, as in فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمٰوَاتٍ [Kur, xli. 11, And he completed them seven heavens]. (Idem, ii. 11.) b2: And He (God) desired a thing so as to necessitate its being. (Idem, ii. 11.) b3: إِذَا قَضَى أَمْرًا, [Kur, ii. 111,] When He (God) desireth a thing to be. (Bd, Jel.) b4: [Thus it signifies He decreed a thing; ordained it; pronounced it; or decided it judicially.] b5: قَضَى عَلَيْهِ, aor. قَضِىَ

, inf. n. قَضَآءٌ &c., He decided judicially, or judged, against him; and بَيْنَ الخَصْمَيْنِ between the two litigants. (TA.) See قَدْرٌ. b6: [He completed; accomplished; or fully performed; a thing.] b7: قَضَى He attained, or obtained, or accomplished, his want. (Msb.) b8: [He paid, discharged, or satisfied, a debt, due, claim, or demand.] b9: قَضَيْتُهُ حَقَّهُ I gave him [or paid him] his due, (Msb,) fully. (Har, p. 22.) b10: قَضَى عَنْهُ (S, K, in art. جزى, &c.) He, or it, payed; or made, or gave, or rendered, satisfaction; for him. (TK in that art.) And followed by شَيْئًا [He paid a thing for him, or in his stead; gave, or rendered, it as a satisfaction; lit. and fig.] (S, TA in that art., and Bd in ii. 45.) See جَزَى عَنْهُ; and see a verse cited voce دَانَ, in art. دين. b11: He finished doing a thing: he finished his prayer. (TA.) He performed, fulfilled, or accomplished, the pilgrimage, syn. أَدَّى, (Msb,) and the religions rites and ceremonies of the pilgrimage, (Bd, Jel in ii. 196,) syn. قَضَىَ بِهِ. (Jel, ibid, Msb.) b12: You also say, حَكَمَ بِهِ He decreed it; &c.; like حَكَمَ بِهِ: see an ex. voce سُلْطَانٌ. b13: قَوْلُهُ مَمَّا يَقْضِى العَجَبَ [His saying such a thing is of the things that induce wonder in the utmost degree]. (TA in art. جلب.) See Har, p. 22. b14: وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِى إِسرائِيلَ (Kur, xvii. 4): see إِلَى. b15: قَضُوَ: see غَزُوَ, and هَيُؤَ, and بُطُآنَ; and see طَمُعَ in the S.3 قَاضَاهُ He cited him before a judge. (TA.) 5 تَقَضَّىَ see 7.6 تَقاَضَاهُ الدَّيْنَ He took, or received, from him the debt. (M, K.) b2: See 10. b3: and see تَشَارَيَا. 7 انقضى and ↓ تقضّى

It passed away; came to an end, or to nought; became cut off. (K, TA.) 8 اِقْتَضَى كَذَا It required such a thing: it required the inference of such a thing: it necessarily implied, or involved, such a thing as its consequence or concomitant; it required such a thing to be conceded; it necessitated such a thing. b2: اِقْتَضَاهُ حَقَّهُ He demanded of him his due. (MA.) b3: إِقْتَضَيْتُ مِنْهُ حَقِّى

I took, or received, from him my due. (Mgh, Msb.) 10 اِسْتَقْضَيْتَهُ I demanded of him the giving [or payment] of my due, (Msb, K, *) or debt; (K;) and in like manner دَيْنِى ↓ تَقَاضَيْتُهُ and بِدَيْنِى. (Mgh.) قَضَآءٌ a term of the law; opposed to أَدَآءٌ, which see: and see an ex. cited voce صَحَّ. b2: A decree; an ordinance; a sentence, or a judicial decision. See عُودٌ, حُكْمٌ and دِينٌ. b3: قَضَآءٌ The exercise of the office of a kádee. [You say]

القَضَآءُ جَمْرٌ [meaning, the exercise of the office of a Kádee is one that often leads to hell]. (L, art. عود.) قَضِيَّةٌ A thing; an affair; a matter; a case; an event; an action: significations well known, but not found by me in any classical writing, nor in any lexicon, excepting as implied when the word is used in explanations: syn. أَمْرٌ and شَأْنٌ. b2: A case of law. (L in art. جهد.) b3: قَضِيَّةٌ كُلِّيَّةٌ [A universal or general prescript, rule, or canon]. (Kull, voce قَاعِدَة, p. 290; KT, in explanation of the same word.) b4: قَضِيَّةٌ in logic, A proposition.

مُقْتَضَى

[Exigence.] b2: مُقْتَضَى اللَّفْظِ That which the word, or expression, indicates. (ElFárábee, Msb, voce مُعْنًى.)
قضى
الْقَضَاءُ: فصل الأمر قولا كان ذلك أو فعلا، وكلّ واحد منهما على وجهين: إلهيّ، وبشريّ. فمن القول الإلهيّ قوله تعالى:
وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ
[الإسراء/ 23] أي: أمر بذلك، وقال: وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ
[الإسراء/ 4] فهذا قَضَاءٌ بالإعلام والفصل في الحكم، أي: أعلمناهم وأوحينا إليهم وحيا جزما، وعلى هذا: وَقَضَيْنا إِلَيْهِ ذلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ مَقْطُوعٌ [الحجر/ 66] ، ومن الفعل الإلهيّ قوله: وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ
[غافر/ 20] ، وقوله: فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ [فصلت/ 12] إشارة إلى إيجاده الإبداعيّ والفراغ منه نحو: بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ [البقرة/ 117] ، وقوله:
وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ
[الشورى/ 14] أي: لفصل، ومن القول البشريّ نحو: قضى الحاكم بكذا، فإنّ حكم الحاكم يكون بالقول، ومن الفعل البشريّ: فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ
[البقرة/ 200] ، ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ
[الحج/ 29] ، وقال تعالى: قالَ ذلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوانَ عَلَيَ
[القصص/ 28] ، وقال: فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً [الأحزاب/ 37] ، وقال: ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ
[يونس/ 71] أي: افرغوا من أمركم، وقوله: فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ
[طه/ 72] ، إِنَّما تَقْضِي هذِهِ الْحَياةَ الدُّنْيا [طه/ 72] ، وقول الشاعر:
قَضَيْتُ أمورا ثمّ غادرت بعدها
يحتمل القَضَاءَ بالقول والفعل جميعا، ويعبّر عن الموت بالقضاء، فيقال: فلان قَضَى نحبه، كأنه فصل أمره المختصّ به من دنياه، وقوله: فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ [الأحزاب/ 23] . قيل قَضَى نذره، لأنه كان قد ألزم نفسه أن لا ينكل عن العدى أو يقتل، وقيل:
معناه منهم من مات ، وقال تعالى: ثُمَّ قَضى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ
[الأنعام/ 2] قيل:
عني بالأوّل: أجل الحياة، وبالثاني: أجل البعث، وقال: يا لَيْتَها كانَتِ الْقاضِيَةَ
[الحاقة/ 27] ، وقال: وَنادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ [الزخرف/ 77] وذلك كناية عن الموت، وقال: فَلَمَّا قَضَيْنا عَلَيْهِ الْمَوْتَ ما دَلَّهُمْ عَلى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ [سبأ/ 14] وقَضَى الدّينَ: فصل الأمر فيه بردّه، والِاقْتِضَاءُ:
المطالبة بقضائه، ومنه قولهم: هذا يَقْضِي كذا، وقوله: لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ
[يونس/ 11] أي: فرغ من أجلهم ومدّتهم المضروبة للحياة، والقَضَاءُ من الله تعالى أخصّ من القدر، لأنه الفصل بين التّقدير، فالقدر هو التّقدير، والقضاء هو الفصل والقطع، وقد ذكر بعض العلماء أنّ القدر بمنزلة المعدّ للكيل، والقضاء بمنزلة الكيل ، وهذا كما قال أبو عبيدة لعمر رضي الله عنهما لما أراد الفرار من الطّاعون بالشام:
أتفرّ من القضاء؟ قال: أفرّ من قضاء الله إلى قدر الله ، تنبيها أنّ القدر ما لم يكن قضاء فمرجوّ أن يدفعه الله، فإذا قضى فلا مدفع له ويشهد لذلك قوله: وَكانَ أَمْراً مَقْضِيًّا
[مريم/ 21] وقوله: كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا [مريم/ 71] ، وَقُضِيَ الْأَمْرُ [البقرة/ 210] أي:
فصل تنبيها أنه صار بحيث لا يمكن تلافيه.
وقوله: إِذا قَضى أَمْراً [آل عمران/ 47] .
وكلّ قول مقطوع به من قولك: هو كذا أو ليس بكذا يقال له: قَضِيَّةٌ، ومن هذا يقال: قضيّة صادقة، وقضيّة كاذبة ، وإيّاها عنى من قال:
التّجربة خطر والقَضَاءُ عسر، أي: الحكم بالشيء أنه كذا وليس بكذا أمر صعب، وقال عليه الصلاة والسلام: «عليّ أَقْضَاكُمْ» .
[قضى] نه: في ح الحديبية: هذا ما «قاضى» عليه محمد صلى الله عليه وسلم، هو فاعل من القضاء: الفصل والحكم، لأنه كان بينه وبين أهل مكة، وأصله الع والفصل، وقضاء الشيء: إمضاؤه وإحكامه والفراغ منه، فيكون بمعنى الخلق، الأزهري: هو لغة على وجوه مرجعها إلى انقطاع الشيء وتمامه، وكل ما أحكم عمله أو أنتم أو أدى أو اوجب أو أعلم أو أنفذ او أمضى فقد قضى. ومنه: «القضاء» المقرون بالقدر، والمراد به التقدير وبالقضاء الخلق نحو «فقضهن» سبع سموات» أي خلقهن، فهما متلازمان فالقدر كالأساس والقضاء كالبناء، فمن رام الفصل بينهما فقد رام هدم البناء. ك: القضاء الأمر الكلي الإجمالي حكم في الأزل. والقدر جزئيات ذلك الكلي مفصلات. ز: ظاهر هذا عكس ما في النهاية: نه:ألا تعبدوا» أي حكم. وكانت «القاضية»، أي المنية التي لا حياة بعدها. و ««قضى» أجلًا» ختمه وأتمه.
قضى: قضى. قضى به: يقال قضى الأمر فجاء به، أي جمع بين شيئين. (ويجرز ص40، ص135 رقم 207، عباد 2: 63).
قضى بحقه: أبدى له كل مظاهر الاحترام التي يستحقها. (فريتاج طرائف ص50).
قضى: أدى الدين. ويقال أيضا قضى ل (أماري ديب ص35).
قضى: أدى ما عليه من فرائض دينية كان قد أهملها بعد مضي وقتها (معجم البلاذري).
قضى (بالتشديد): أدى الدين. (فوك).
قضى وكفى، يقال مثلا: هذا يقضيني أي هذا يكفيني (بوشر).
قضى: احتل، يقال مثلا: هذا يقضيه موضع صغير أي هذا يحتل موضعا صغيرا. (بوشر).
قاضى. قاضي فلانا: عقد معاهدة واتفاقا معه. (معجم البلاذري). وفي كتاب محمد بن الحارث (ص218): فلما امتنع الفهري بغرناطة واضطره الأمير عبد الرحمن رحمه الله إلى النزول واشتراط بحضور القاضي يحيى فحضر وكتب في كتاب المقاضاة وذلك بمحضر يحيى بن يزيد قاضي الجماعة.
أقضى: أدى الدين. (فوك).
أقضى: فاوض، تفاوض، (الكالا).
تقضى. تقضى الوقت: مر، مضى. ففي المقري (1:310): أيام تقضت بروضة. وفيه (1: 311): عصر لنا تقضى بالسد- (المقري 1: 705).
تقضى: أدى الدين. (فوك).
تقضى: بمعنى قضى وقضى. ففي ويجرز (ص22):
ألا هل إلى الزهراء أوبة نارنج ... تقضت مبانيها مدامعه نزحا.
تقاى. تقاضيا: عقدا معاهدة. (معجم البلاذري).
انقضى. انقضى على: آل إلى، انتهى إلى. ففي القلائد (مخطوطة 1، 1: 194): لا تفعل شيئا حتى هذا المساء وعندئذ أخبرك ما تنقضي عليه القضية.
وفي المطبوع من القلائد (ص118): تنبني.
انقضى دينه: مات. (وك) وهذا كما تقول بالفرنسية: أدى دينه إلى الطبيعة والفطرة ..
انقضى الشيء: فني وانصرم. والعبارة التي نقلها فريتاج مأخوذة من طرائف دي ساسي (2: 65).
اقتضى: تطلب، توخى. (بوشر).
اقتضى: صار لابد منه، ولا غنى عنه. وفي محيط المحيط اقتضى الأمر الوجوب دل عليه، واقتضى الحال كذا استدعاه واستوجبه. وفي طرائف دي ساسي (1: 114): كان حنفيا ثم تحول شافعيا بعد مدة لأمر اقتضى ذلك. وفيها (1: 143): كان عرض له أمر اقتضى له الخروج من عدن إلى برعجم. وفيها (2: 401): وقد اشتملت هذه الأبيات على ما يقتضي الكشف عنه، أي قد اشتملت هذه الأبيات على ما يحتاج إلى تفسير، (المقري 1: 282، 137، حياة صلاح الدين ص144).
بحسب اقتضاء الحال: بحسب الحاجة، بحسب الضرورة (بوشر).
اقتضى: طلب شيئا من أحد، وتطلبه منه. ففي النويري (أفريقية ص47 ق): ثم اقتضاهم الجواب.
اقتضى: بمعنى أراد، وشاء، وابتغى، وتوخى فيما يظهر.
لا يقتضي: استهجن. استقبح، استنكر، ففي القلائد (ص45): (دخل المرية وعليه أسمال لا تقتضيها الآداب، ولا يرتضيها إلا الانتحاب والانتداب).
اقتضى إلى: اضطر إلى، أحوج إلى. (بوشر).
ويقال اقتضى ب: ففي حياة صلاح الدين (ص205): اقتضى الحال بفقد أحوال القدس.
اقتضى: حصل على، كسب. اكتسبن نال. ففي القلائد (ص192): سار مطلقا العنان لفرسه فلم يروا إلا منهجهن ولا اقتضوا عوضا منه الارهجه ..
اقتضى: احتكر، احتاز، تملك، ففي انتيشيوس (2: 161): أخذت الأموال فاقتضيتها لنفسك.
اقتضى: استرد. ففي رياض النفوس (ص59 ق): وحين كان بمكة رغبت إليه أخته والتمست منه أن يعود إلى المغرب فأجابها ما كنت لأدع بلدا عرفت الله عز وجل فيه وامضي إلى بلد عصيت الله تعالى فيه أخشى أن تقتضيني العوائد.
أرضى، أشبع رغبته، شفي غلته. ففي ابن طفيل (ص197): إما مال يجمعه أو لذة ينالها أو شهوة يقتضيها أو غيظ يتشفى به. اقتضى: دعا إليه، تطلبه، عين موعده. ففي ويجرز (ص22): وأيام وصل بالعقيق اقتضيته. وانظر (ص76 رقم 42). غير أني أفضل في البيت الخامس والخمسين معنى كان لابد منه ولا غنى عنه.
اقتضى: تضمن، احتوى، اشتمل على (ميرسنج ص25، ص41 رقم 170)، وفي المقري (1: 97): سأله: ما رأيك في قرطبة؟ فخاطبه على ما يقتضيه كلام عامة الأندلس بقوله جوفها شمام، وغربيها قمام، الخ. وفي شكوري (ص187 ق): وكان خلط هذا الورم يقتضي الحدة والحرافة. (الملابس ص379 رقم 1). وفي زيشر (20: 487): ولولا خشية التطويل لذكرت جميع أسماء الكتب وذكرت كل كتاب وما يتقضى وما يختص. (انظر: مقتضى).
استقضى. استقضى الدين: طلب أن يقضيه. (محيط المحيط، معجم ابن جبير، رياض النفوس (91 ق).
استقضى فلانا: استخدمهن استعمله. ففي ألف ليلة (2: 75: وإذا بعكام نزل من فوق بغلته وقبل يد شاه بندر التجار وقال له والله زمان يا سيدي ما استقضيتنا في تجارات.
قضاء: عمل القاضي، وظيفة القاضي (بوشر) وقد كثر ذكر الكلمة عند المؤلفين.
قضاء المناكح والخطبة أو الخطابة كما في مخطوطة برلين، وتعني في غرناطة وظيفة القاضي الذي يتولى لفصل في أمور الزواج. ففي كتاب الخطيب (ص28 ق): ولي قضاء المناكح والخطبة بالحضرة.
(انظر قاضي الانكحة في تونس في رحلة ابن بطوطة (1: 15).
قضاء: سلطة قضائية، امتداد سلطة القاضي في الولاية. (بوشر).
قضاء: رد، إرجاع الشيء لصاحبه، تأدية، (الكالا) وفيه ( Restitucion = خلف).
قضاء: اتفاق، معاهدة. (معجم البلاذري).
عمرة القضاء أو عمرة القضية: عمرة النبي (صلى الله عليه وسلم) في شهر ذي القعدة من السنة السابعة من الهجرة، وقد أطلق عليها هذه الاسم لأنه عقد هدنة مع سهيل بن عمرو مندوب أهل مكة الذي منعه من قضاء العمرة في السنة السابقة. (قاضي سهيل بن عمرو على الهدنة) أي صالحه على الهدنة. (معجم البلاذري) قضية: أمر، حادث، واقعة، (بوشر، الكالا، معجم الطرائف، وانظر في مادة أنقضى، كوسج طرائف ص86، المقدمة 3: 396).
على أدنى قضية: على أمر تافه، على لا شيء (بوشر).
ما هو قضية: هذا ليس ضروريا. (بوشر).
قضية: دعوى. ففي طرائف كوسج (ص49): وشهود كل قضية اثنان.
قضية، في اصطلاح المنطق: قول يصح أن يقال لقائله إنه صادق فيه أو كاذب. (فوك، بوشر، المقدمة 2: 371).
قضية في اصطلاح الرياضيات: نظرية يطلب إثباتها بالبرهان. (بوشر).
قضية: اتفاق، معاهدة. (معجم البلاذري) عمرة القضية: انظر عمرة القضاء.
قضية: جملة، عبارة. (بوشر).
قضية جزئية: من الجزء إلى الكل، من الخاص إلى العام. (بوشر).
قضية حملية: مقولة، لفظ كلي يمكن ان يدخل محمولا في قضية (فوك).
قضية شاهدة: شهادة، بينة. (فوك).
قضاوة: قضاء؛ سلطة قضائية. (بوشر). قضاء. قضا شغل: خبير في الأعمال (بوشر).
رجل قضاء أشغال: رجل أعمال. (بوشر). قاض. قاضي الجماعة في الأندلس وأفريقية هو ما يسمى قاضي القضاة في المشرق. وقضاء الجماعة: وظيفة قاضي الجماعة وعمله. (كاترمير البكري ص144) وقد أطلق على قاضي الجماعة في الأندلس اسم قاضي الجند لأن هؤلاء القضاء ينتمون إلى أجناد العرب أي الطبقة العليا من الجند وسراتهم، وذلك حتى سنة 250 من الهجرة حين عين السلطان محمد مولى لأسرته في هذه الوظيفة، وهو عمرو بن عبد الله فأطلق على نفسه لقب قاضي الجماعة (انظر ابن القوطية ص30 وانظر كتاب محمد بن الحارث ص218، ص282).
قاضي العرب: هو قاض يفصل في القضايا عند أهل البادية، وهو لا يحكم حسب الشريعة بل وفق العرف والعادة. (بركهارت البدو ص68، برقون 2: 87).
قاضي الانكحة: قاضي الزواج. (ابن بطوطة 1: 15). وانظرها في مادة قضاء.
قاض: عند الكالا. ( escrivano principal) وقد ترجمها تبريجا بكلمة scriba والنائب العام للأسقف ووكيل الأسقف.
مقتضى، مطلوب، مستحق، واجب الأداء، فرض (بوشر).
من غير مقتضى: بطيب خاطر، بسرور (بوشر).
من مقتضيات الطبيعة أن: من الطبيعي أن (بوشر).
مقتضى الحال: ما يتطلبه الحال. (ميهرن بلاغة ص17).
مقتضى: حال، ظرف، شأن وضع. (معجم الإدريسي).
على مقتضى، وبمقتضى (معجم فريتاج): بحسب، بموجب وفقا ل. تبعا. طبعا. (دي ساسي طرائف 1: 108، 2: 64).
حسب مقتضى القوانين. حسب دقة القوانين وصرامتها. (بوشر).
ومقتضى ذلك أن: وينتج عن ذلك أن (بوشر).
مقتضى: دائم، مستمر، مطرد. ففي الجوبري (ص61 ق): ويكون مقتضى الذي كتبته.
مقتضيات: احتمالات، إمكانات. وقد ذكرها فريتاج عن شلتنز، وقد اقتبسها شلتنز من ابن الطفيل (ص125).

حكى

(حكى)
الشَّيْء حِكَايَة أَتَى بِمثلِهِ وشابهه يُقَال هِيَ تحكي الشَّمْس حسنا وَعنهُ الحَدِيث نَقله فَهُوَ حاك (ج) حَكَاهُ
حكى
الحِكَايَةُ: من قَوْلِكَ حاكَيْتُه وحَكَيْتُه: فَعَلْتُ مِثْلَ فِعْلِه. وهذه حِكَايَتُنا: أي لُغَتُنا. واحْتَكَى أمْري: اسْتَحْكَمَ. وأحْكَى عليهم: أبَرَّ عليهم. والحَكِيُّ من النِّسَاءِ: النَّمِلَةُ النَّمّامَةُ. وهي أيضاً: التي تَحْكي النّاسَ.
ح ك ى: (حَكَى) عَنْهُ الْكَلَامَ يَحْكِي (حِكَايَةً) وَحَكَا يَحْكُو لُغَةٌ. وَحَكَى فِعْلَهُ وَ (حَاكَاهُ) إِذَا فَعَلَ مِثْلَ فِعْلِهِ. وَ (الْمُحَاكَاةُ) الْمُشَاكَلَةُ يُقَالُ: فُلَانٌ يَحْكِي الشَّمْسَ حُسْنًا وَيُحَاكِيهَا بِمَعْنًى. 
[حكى] ط فيه: "فحكى" نبيًّا ضربه قومه، نبيًّا منصوب على شريطة التفسير وهو حكاية لفظ النبي صلى الله عليه وسلم، ويجوز أن يقدر مضاف أي حكى حال نبي، وهو معنى ما تلفظ به، فضربه صفة نبي أو استيناف. نه وفيه: ما سرني أني "حكيت" فلانًا وأن لي كذا، أي فعلت مثل فعله، يقال: حكاه وحاكاه، وأكثر ما يستعمل في القبيح المحاكاة. ط: ومن الغيبة المحرمة "المحاكاة" بأن يمشي متعارجًا، أو مطأطئًا رأسه، وأن لي حالية أي ما أحب أن أحاكي ولو أعطيت كذا من الدنيا.
[حكى] حَكَيْتُ عنه الكلام حِكايَةً، وحَكَوْت لغةٌ حَكاها أبو عبيدة. وحَكَيْتُ فِعْلَهُ وحاكَيْتُهُ، إذا فعلتَ مثل فعله وهيئته. والمحا كاة: المشابهة. يقال: فلان يَحْكي الشمسَ حُسْناً ويُحاكيها، بمعنىً. وأَحْكَيْتُ العُقْدَةَ: لغةٌ في أَحْكَأْتُها، إذا قوّيتَها وشَدَدْتَها. قال عدى بن زيد: أجل أنَّ الله قد فَضَّلَكُمْ * فوق من أَحْكى بِصُلْبٍ وإزارْ ويروى: " فوق من أَحْكأَ صُلْباً بإزارْ ". ويروى: " فوق ما أحكى " أي فوق ما أقول، من الحكاية.
حكى: حكى: حدَّث، حبَّر، روى، قصَّ والعامة تقول حكى على (فوك) وفي كوسج مختار (ص71): فأخذ يحكي لهم ما جرى لهم. وفي ألف ليلة (1: 74) وقالت: كلُّ واحد منكم يحكي على حكايته.
حكى له عن: حادثه عن (بوشر).
وحكى: تكلم (بوشر، محيط المحيط). وحكى بالعربي أو عربي: تكلم العربية (بوشر).
وحكى مع فلان: تكلم معه، واستوضحه واستفهمه أيضاً (بوشر).
وحكى في حقه: تكلم عنه بالسوء (بوشر).
وحكى: هذر، كثَّر الكلام (بوشر).
حكَّى: (بالتشديد) عامية حاكي أي شابهه في قول أو فعل أو غير ذلك (ألكالا) وفيه المصدر تحكية واسم المفعول مُحكَّى. (زيشر 20: 509) وأيضا: حاكي إشارات الشخص وأفعاله وكلامه للسخرية معنى الكلمة: سخر منه، استهزاء به، وتهكم عليه (فوك، الكالا).
حاكى (عامية): حدَّث، خبر، روى، قص (فوك، الكالا).
تحكَّى (عامية): حاكى (فوك، ألكالا).
تحاكى: (عامية) تحدَّث عن هذا وهذا، تحدَّث عن أشياء مختلفة، وحادثه. ويقال: تحاكى معه أي حادثه. وتحاكوا مع بعضهم: تجاذبوا أطراف الحديث (بوشر).
حكى. حكى الصغار: قصص الجن، خزعبلات (بوشر).
الحكي: الكلام المألوف، الكلام الدارج، الكلام المتداول (بوشر).
حِكاية: على تلك الحكاية: حسب ذلك المثال حسب ذلك الأنموذج (المقري 1: 1560).
مثل حكايتك: مثلك، (بوشر).
حكاية الصلا: عظاية، حرذون، سام، أبرص (بوشر، بربرية) وعند دومب (ص66) حكاية الصلاة. حَكَّاء: كثير الكلام (بوشر).
حَكاَّية: انظرها في حِكاية.
تَحْكيِة: صفَّارة، وهي ضرب من الصفارات تحاكى بها أصوات الطير لتقترب أو تجتذب إلى المصيدة (الكالا).
مُحاكاة: محادثة (بوشر).

حك

ى1 حَكَيْتُ الحَدِيثَ, aor. ـِ (K,) inf. n. حِكَايَةٌ; (TA;) and حَكَوْتُهُ, aor. ـُ (K;) [I related, recited, rehearsed, narrated, or told, the narrative, story, tradition, &c.:] both signify the same. (K.) And حَكَيْتُ عَنْهُ الكَلَامَ, inf. n. as above; (S, K;) and حَكَوْتُهُ; (AO, S;) i. q. نَقَلْتُهُ [meaning I transmitted, quoted, or transcribed, from him, the speech, discourse, saying, sentence, or the like; reported, related, recited, rehearsed, narrated, told, or mentioned, the speech, &c., as from him]. (K.) b2: حَكَيْتُ الشَّىْءَ, aor. and inf. n. as above, I did the like of the thing; as, for instance, another person's art: I imitated it; or emulated it: as also حَكَوْتُهُ, aor. ـُ (Msb.) One is related to have said, لَا أَحْكُو كَلَامَ رَبِّى, meaning I will not imitate, or emulate, the words of my Lord. (ISk, Msb.) And you say, حَكَيْتُ فُلَانًا; and ↓ حَاكَيْتُهُ, (K,) inf. n. مُحَاكَاةٌ; (TA;) [I imitated such a one;] I did the deed of such a one: (K:) or I said the like of the saying of such a one, exactly; (K, * TA;) not exceeding it: (TA:) and حَكَيْتُ فِعْلَهُ, and ↓ حَاكَيْتُهُ, I did the like of his deed: (S:) but in relation to what is had, foul, or unseemly, the latter verb is most used. (TA.) b3: And حَكَيْتُهُ and ↓ حَاكَيْتُهُ I resembled him, (K,) and it. (TA.) You say, فُلَانٌ يَحْكِى الشَّمْسَ حُسْنًا; and ↓ يُحَاكِيهَا, inf. n. as above; Such a one resembles the sun in beauty. (S.) A2: حَكَى and ↓ احكى He tightened a knot; (S, K;) and made it strong: (IKtt, TA:) dial. vars. of حَكَأَ and أَحْكَأَ. (S.) 3 حَاْكَىَ see 1, in four places.4 أَحْكَىَ see 1, last sentence.

A2: احكى عَلَيْهِمْ i. q. أَبَرَّ [He overcame them; &c.]. (Sgh, K.) 8 احتكى أَمْرِى My affair was, or became, in a firm, solid, sound, or good, state. (K.) b2: احتكى ذٰلِكَ فِى صَدْرِى That came into my mind. (Fr, TA.) [See also اِحْتَكَأَ; and see اِحْتَكَّ in the first paragraph of art. حك.]

اِمْرَأَةٌ حَكِىٌّ A calumnious woman; (K;) one who repeats the sayings of others in a calumnious manner. (TA.) حِكَايَةٌ inf. n. of 1. (S, Msb, K.) b2: [Used as a simple subst., it signifies A narrative, story, or tale:] pl. حَكَايَاتٌ. (TA.) b3: As a conventional term in grammar, [meaning Imitation, or conforming, in language,] it is of two kinds: حِكَايَةُ جُمْلَةٍ [The imitation of a proposition, or phrase], and حِكَايَةُ مُفْرَدٍ [The imitation of a single word]: the former is of two sorts; one of which is termed حِكَايَةُ مَلْفُوظٍ [The imitation of a thing uttered], whereof قَالُوا الحَمْدُ للّٰهِ [They said, “Praise be to God,” (Kur vii. 41,)] is an ex.; and the other, حِكَايَةُ مَكْتُوبٍ [The imitation of a thing written], whereof قَرَأْتُ عَلَى فَصِّهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللّٰهِ [I read upon his ring-stone, “Mohammad is the Apostle of God,”] is an ex.: and the latter kind, also, (that of a single word,) is of two sorts; one of which is with the interrogative أَىٌّ or مَنْ, as when, to one who says, رَأَيْتُ رَجُلًا [pronounced رَجُلَا, I saw a man], you say, أَيَّا [What (man)?], or مَنَا [Whom?], and the like, which sort is agreeable with a common rule; the other sort being without an interrogative, as the saying of one of the Arabs, to one who said, هَاتَانِ تَمْرَتَانِ [These are two dates], دَعْنَا مِنْ تَمْرَتَانِ [Abstain thou from troubling us about two dates], which sort is anomalous. (El-Ashmoonee's Expos. of the Alfeeyeh of Ibn-Málik.) [حِكَايَةُ صَوْتٍ signifies A word imitative of a sound; an onomatopœia: see اِسْمُ صَوْتٍ

in art. سمو.]
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.