Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: سعود

حَيَا

(حَيَا)
- فِيهِ «الحَيَاءُ مِنَ الْإِيمَانِ» جَعل الحَيَاء، وهو غريزة، مِنَ الْإِيمَانِ، وَهُوَ اكْتِسَابٌ؛ لِأَنَّ المُسْتَحْيِي يَنْقَطِع بحَيَائه عَنِ المعاَصِي، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ تَقِيَّة، فَصَارَ كَالْإِيمَانِ الَّذِي يَقْطَع بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ. وَإِنَّمَا جَعَلَهُ بَعْضَهُ لِأَنَّ الْإِيمَانَ يَنْقَسم إِلَى ائتِمار بِمَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ، وَانْتِهَاءٍ عَمَّا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ، فَإِذَا حَصَل الِانْتِهَاءُ بِالْحَيَاءِ كَانَ بَعْضَ الْإِيمَانِ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فاصْنَع مَا شِئْتَ» يُقَالُ: اسْتَحْيَا يَسْتَحْيِي، واسْتَحَى يَسْتَحِي، وَالْأَوَّلُ أعْلى وَأَكْثَرُ، وَلَهُ تَأوِيلان: أَحَدُهُمَا ظَاهِرٌ وَهُوَ الْمَشْهُورُ: أَيْ إِذَا لَمْ تَسْتَحِي مِنَ العيْب وَلَمْ تَخْش العارَ مِمَّا تَفْعَلُهُ فَافْعَلْ مَا تُحَدّثُك بِهِ نفْسُك مِنْ أَغْرَاضِهَا حَسَنا كَانَ أَوْ قَبِيحًا، وَلَفْظُهُ أَمْرٌ، وَمَعْنَاهُ توبيخٌ وَتَهْدِيدٌ، وَفِيهِ إِشْعَارٌ بِأَنَّ الَّذِي يَرْدَع الْإِنْسَانَ عَنْ مُواقعة السُّوءِ هُوَ الحَيَاء، فإذا انْخَلع مِنْهُ كَانَ كَالْمَأْمُورِ بِارْتِكَابِ كُلِّ ضَلَالَةٍ وَتَعَاطِي كُلِّ سَيِّئَةٍ. وَالثَّانِي أَنْ يُحْمل الْأَمْرُ عَلَى بَابِهِ، يَقُولُ:
إِذَا كُنْتَ فِي فِعْلِكَ آمِناً أَنْ تَسْتَحْيِيَ مِنْهُ لِجَرْيِكَ فِيهِ عَلَى سَنَن الصَّوَابِ، وَلَيْسَ مِنَ الْأَفْعَالِ الَّتِي يُسْتَحْيَا مِنْهَا فَاصْنَعْ مِنْهَا مَا شِئْتَ.
(س) وَفِي حَدِيثِ حُنَين «قَالَ لِلْأَنْصَارِ: المَحْيَا مَحْيَاكُمْ وَالْمَمَاتُ مَماتُكم» المَحْيَا مَفْعَلٌ مِنَ الحَيَاة، ويَقَع عَلَى الْمَصْدَرِ وَالزَّمَانِ وَالْمَكَانِ.
وَفِيهِ «مَن أَحْيَا مَواتاً فَهُوَ أحَقُّ بِهِ» المَوات: الْأَرْضُ الَّتِي لَمْ يَجْرِ عَلَيْهَا مِلْك أَحَدٍ، وإِحْيَاؤُهَا: مُباشرتُها بِتَأْثِيرِ شَيْءٍ فِيهَا، مِنْ إِحَاطَةٍ، أَوْ زَرْعٍ، أَوْ عِمَارَةٍ وَنَحْوِ ذَلِكَ، تَشْبِيهًا بإِحْيَاء الْمَيِّتِ.
(س) - وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ، وَقِيلَ سَلْمَانُ «أَحْيَوا مَا بَيْنَ العشاءَين» أَيِ اشْغَلُوهُ بِالصَّلَاةِ وَالْعِبَادَةِ وَالذِّكْرِ، وَلَا تُعَطِّلُوهُ فَتَجْعَلُوهُ كَالْمَيِّتِ بعُطْلَته. وَقِيلَ: أَرَادَ لَا تَنَامُوا فِيهِ خَوفا مِنْ فَوات صَلَاةِ الْعِشَاءِ لِأَنَّ النَّوم مَوْتٌ، واليَقَظة حَيَاة، وإِحْيَاء اللَّيْلِ: السهرُ فِيهِ بِالْعِبَادَةِ، وَتَرْكِ النَّوْمِ. وَمَرْجِعُ الصِّفة إِلَى صَاحِبِ اللَّيْلِ، وَهُوَ مِنْ بَابِ قَوْلِهِ :
فأتَتْ بِهِ حُوشَ الفُؤادِ مُبَطَّناً ... سُهُداً إِذَا مَا نامَ لَيْلُ الهوْجَلِ
أَيْ نَامَ فِيهِ، وَيُرِيدُ بِالْعِشَاءَيْنِ الْمَغْرِبَ والعشاءَ، فَغلَّب.
(س) وَفِيهِ «أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي الْعَصْرَ والشمسُ حَيَّةً» أَيْ صَافِيَةُ اللَّوْنِ لَمْ يَدْخُلْهَا التَّغَيُّرُ بدُنوّ الْمَغِيبِ؛ كَأَنَّهُ جَعَلَ مَغِيبَهَا لَهَا مَوْتاً، وَأَرَادَ تَقْدِيمَ وَقْتِهَا.
(س) وَفِيهِ «أَنَّ الْمَلَائِكَةَ قَالَتْ لِآدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: حَيَّاكَ اللَّهُ وبَيَّاكَ» مَعْنَى حَيَّاكَ:
أبْقَاك، مِنَ الْحَيَاةِ. وَقِيلَ: هُوَ مِنِ اسْتقبال المُحَيَّا وَهُوَ الوَجْه. وَقِيلَ مَلَّكك وفَرَّحَك. وَقِيلَ سَلَّم عَلَيْكَ، وَهُوَ مِنَ التَّحِيَّةِ: السَّلَامُ.
(هـ) - وَمِنْهُ حَدِيثُ «تَحِيَّات الصَّلَاةِ» وَهِيَ تَفْعِلة مِنَ الْحَيَاةِ. وَقَدْ ذَكَرْنَاهَا فِي حَرْفِ التَّاءِ لأجْل لفظها. (هـ) وَفِي حَدِيثِ الاسْتِسْقاء «اللَّهُمَّ اسْقِنا غَيْثاً مُغيثاً وحَياً رَبِيعًا» الحَيَا مقصورٌ: الْمَطَرُ لإحْيَائه الأرضَ. وَقِيلَ الخِصْب وَمَا يَحْيا بِهِ النَّاسُ.
ومنه حديث القيامة «يُصَبُّ عليهم ماءُ الحَيَا» هَكَذَا جَاءَ فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ. وَالْمَشْهُورُ يُصَبُّ عَلَيْهِمْ ماءُ الحَيَاة.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «لَا آكلُ السَّمِين حَتَّى يَحْيَا النَّاسُ مِنْ أَوَّلِ مَا يَحْيَوْنَ» أَيْ حَتَّى يُمْطَروا ويُخْصِبوا، فإِن الْمَطَرَ سَبَبُ الخِصب. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنَ الْحَيَاةِ لِأَنَّ الخِصب سَبَبُ الْحَيَاةِ.
(هـ س) وَفِيهِ «أَنَّهُ كَرِه مِنَ الشَّاة سَبْعاً: الدَّمَ، والمَرَارَةَ، والحَيَاء، والغُدَّةَ، والذَّكَرَ، والأُنْثَيَيْن، والمثانَة» الحَيَاء مَمْدُودٌ: الفَرْج مِنْ ذَوَاتِ الْخُفِّ والظِّلْف. وَجَمْعُهُ أَحْيِيَة.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ البُرَاق «فَدَنَوْتُ مِنْهُ لأركَبه، فأنْكَرني، فَتَحَيَّا مِني» أَيِ انْقَبَضَ وَانْزَوَى، وَلَا يَخْلُو إِمَّا أَنْ يَكُونَ مَأْخُوذًا مِنَ الْحَيَاءِ عَلَى طَرِيقِ التَّمْثِيلِ؛ لِأَنَّ مِنْ شَأْنِ الحَيِيِّ أَنْ يَنْقَبِضَ، أَوْ يَكُونَ أَصْلُهُ تَحَوَّى: أَيْ تَجَمَّع؛ فَقُلِبَ وَاوُهُ يَاءً، أَوْ يَكُونُ تَفَيْعَل مِنَ الْحَيّ وَهُوَ الْجَمْعُ كتَحَيَّزَ مِنَ الحَوزِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الْأَذَانِ «حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ حَيَّ عَلَى الْفَلَّاحِ» أَيْ هَلُمُّوا إِلَيْهِمَا وَأَقْبِلُوا وتَعَالَوا مَسْرِعِين.
(هـ) - وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ مَــسْعُودٍ «إِذَا ذُكِرَ الصَّالِحُونَ فَحَيَّهَلَا بعُمَرَ» أَيِ ابْدَأْ بِهِ واعْجَل بِذِكْرِه، وَهُمَا كَلِمَتَانِ جُعلتا كَلِمَةً وَاحِدَةً. وَفِيهَا لُغَاتٌ. وهَلاً حَثٌّ واسْتِعْجَال.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَيْرٍ «إِنَّ الرجُل لَيُسأل عَنْ كُلِّ شَيْءٍ حتَّى عن حَيَّةِ أهْلِه» أي عن كل نفْس حَيَّةٍ في بيته كالهرّة وغيرها.
انتهى الجزء الأول من نهاية ابن الأثير ويليه الجزء الثانى وأوله: (حرف الخاء) الجزء الثانى
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

حَوْلَقَ

(حَوْلَقَ)
- فِيهِ ذكْرُ «الحَوْلَقَة» هِيَ لَفْظة مَبْنيَّة مِن لَا حَول وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، كالبَسْملة مَنْ بِسْمِ اللَّهِ، وَالْحَمْدَلَةِ مِنَ الْحَمْدُ لِلَّهِ. هَكَذَا ذَكَرَه الْجَوْهَرِيُّ بِتَقْدِيمِ الَّلام على القَاف، وغيره يقول: الحَوْقَلة بِتَقْدِيمِ الْقَافِ عَلَى اللَّامِ، وَالْمُرَادُ مِنْ هَذِهِ الْكَلِمَةِ إظهارُ الفَقْر إِلَى اللَّهِ بِطَلب المَعُونة مِنْهُ عَلَى مَا يُحاوِل مِنَ الْأُمُورِ، وَهُوَ حَقِيقة العُبوديَّة. ورُوي عَنِ ابْنِ مَــسْعود أَنَّهُ قَالَ: مَعْناه لَا حَوْل عَنْ مَعْصِية اللَّهِ إِلَّا بعِصْمة اللَّهِ، وَلَا قُوّة عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ إِلَّا بمَعُونة اللَّهِ.

حَوَزَ

(حَوَزَ)
(س) فِيهِ «أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ جميعَ الَّلأمة كَانَ يَحُوزُ المسْلمين» أَيْ يَجْمَعُهم ويَسُوقًهم. حَازَهُ يَحُوزُهُ إِذَا قَبضه ومَلَكَه واسْتَبدّ بِهِ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ مَــسْعُودٍ «الإثْم حَوَّاز الْقُلُوبِ» هَكَذَا رَوَاهُ شَمِر بِتَشْدِيدِ الْوَاوِ، منْ حَازَ يَحُوزُ: أَيْ يَجْمع الْقُلُوبَ ويَغلِب عَلَيْهَا. وَالْمَشْهُورُ بِتَشْدِيدِ الزَّايِ. وَقَدْ تَقَدَّمَ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ مُعَاذٍ «فَتَحَوَّزَ كلٌّ مِنْهُمْ فَصَلَّى صَلَاةً خَفِيفَةً» أَيْ تَنَحَّى وانْفَرد. ويُروى بِالْجِيمِ مِنَ السُّرعة والتَّسْهِيل.
وَمِنْهُ حَدِيثُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ «فَحَوِّزْ عَبادي إِلَى الطُّور» أَيْ ضُمَّهُم إِلَيْهِ. والرِّواية فحرِّز بِالرَّاءِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «قَالَ لِعَائِشَةَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ: وَمَا يؤمِنك أَنْ يَكُونَ بَلَاءٌ أَوْ تَحَوُّزٌ» هُوَ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ
أَيْ مُنْضَمًّا إِلَيْهَا. والتَّحَوُّزُ والتَّحَيُّزُ والانْحِيَازُ بمعْنًى.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي عُبَيْدَةَ «وَقَدِ انْحَازَ عَلَى حَلَقة نَشِبَت فِي جراحَة رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يومَ أُحُد» أَيْ أكَبَّ عَلَيْهَا وَجَمَعَ نفْسه وضمَّ بَعْضَهَا إِلَى بَعْضٍ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ تَصِف عُمَرَ «كَانَ وَاللَّهِ أَحْوَزِيّا» هُوَ الحَسَن السِّيَاقِ لِلْأُمُورِ، وَفِيهِ بَعْض النِّفَار. وَقِيلَ هُوَ الْخَفِيفُ، وَيُرْوَى بِالذَّالِ. وقد تقدم. (هـ س) ومنه حديث «فحَمَى حَوْزَةَ الْإِسْلَامِ» أَيْ حُدُوده ونواحِيه. وَفُلَانٌ مَانِعٌ لحَوْزَتِهِ: أَيْ لِمَا فِي حَيِّزِهِ. والحَوْزَةُ فَعْلَةٌ مِنْهُ، سُمِّيَتْ بِهَا النَّاحِيَةُ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ أَتَى عَبْدَ اللَّه بْنَ رَواحة يعُوده فَمَا تَحَوَّزَ لَهُ عَنْ فرَاشِه» أَيْ مَا تَنَحَّى.
التَّحَوُّزُ مِنَ الحَوْزَةِ وَهِيَ الجانِب، كالتَّنَحِّي مِنَ النَّاحِية. يُقَالُ: تَحَوَّزَ وتَحَيَّزَ، إِلَّا أَنَّ التَّحَوُّز تَفَعُّل، والتَّحَيُّز تَفَعْيُل، وَإِنَّمَا لَمْ يَتَنَحَّ لَهُ عَنْ صدْر فِرَاشِهِ لأنَّ السُّنة فِي تَرْكِ ذَلِكَ.

حَقِبَ

(حَقِبَ)
(هـ) فِيهِ «لَا رَأْيَ لحَاقِب وَلَا لِحاقِن» الحَاقِب: الَّذِي احْتَاجَ إِلَى الخَلاء فَلَمْ يَتَبَرَّز فانْحَصر غَائِطُهُ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «نَهى عَنْ صَلَاةِ الحَاقِب والحاقِن» .
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «حَقِبَ أمرُ النَّاسِ» أَيْ فسَد واحْتَبَس، مِنْ قَوْلِهِمْ حَقِب الْمَطَرُ:
أَيْ تأخَّر واحْتَبَس.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُبَادة بْنِ أَحْمَرَ «فجَمعت إبِلي ورَكِبْت الفحلَ فحَقِبَ فَتَفاجَّ يَبُول فَنَزَلْتُ عَنْهُ» حَقِبَ الْبَعِيرُ: إِذَا احْتَبس بولُه. وَقِيلَ هُوَ أَنْ يُصِيب قضيبَه الحَقَبُ. وَهُوَ الحَبْل الَّذِي يُشَدّ عَلَى حَقْو الْبَعِيرِ فيُورِثه ذَلِكَ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ حُنين «ثُمَّ انتَزَع طَلَقاً مِنْ حَقَبِه» أَيْ مِنَ الحبْل المشْدُود عَلَى حَقْو الْبَعِيرِ، أوْ مِن حَقِيبَتِه، وَهِيَ الزِّيَادَةُ الَّتِي تُجْعل فِي مؤخَّر القَتَب، وَالْوِعَاءُ الَّذِي يَجْمع الرجلُ فِيهِ زادَه.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ «كنتُ يَتِيما لِابْنِ روَاحَة فَخرج بِي إِلَى غَزْوة مُؤْتَة مُرْدِفِي عَلَى حَقِيبَة رَحْله» .
(س) وَحَدِيثُ عَائِشَةَ «فأَحْقَبَها عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَلَى نَاقَةٍ» أَيْ أَرْدَفَهَا خَلْفَهُ عَلَى حَقِيبَة الرحْل.
(س) وَحَدِيثُ أَبِي أُمامة «أَنَّهُ أَحْقَبَ زَادَهُ خَلْفَهُ عَلَى راحلتِه» أَيْ جَعَلَهُ ورَاءه حَقِيبَة.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ مَــسْعُودٍ «الإمّعَة فِيكُمُ الْيَومَ المُحْقِب النَّاسَ دِينَه» وَفِي رِوَايَةٍ «الَّذِي يَحْقِب دِينَه الرّجَالَ» أَرَادَ الَّذِي يُقَلّد دِينَه لكُل أحد. أي يَجْعَلُ دِينَه تَابِعًا لِدِينِ غَيْرِهِ بِلَا حُجَّة وَلَا بُرْهان ولاَ رَوِيَّة، وَهُوَ مِنَ الْإِرْدَافِ عَلَى الحَقِيبَة.
(س) وَفِي صِفَةِ الزُّبير «كَانَ نُفُجَ الحَقِيبَة» أَيْ رَابِي العَجُز نَاتِئَهُ، وَهُوَ بِضَمِّ النُّونِ وَالْفَاءِ.
وَمِنْهُ انْتَفج جَنْبا الْبَعِيرِ: أَيِ ارتَفَعا.
(س) وَفِيهِ ذِكر «الأَحْقَب» ، وَهُوَ أحَد النَّفَر الَّذِينَ جَاءُوا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ جِنِّ نَصِيبين. قِيل كَانُوا خَمْسَةً: خَسَا، ومَسا، وشَاصَه، وبَاصَه، والأَحْقَب.
وَفِي حَدِيثِ قُسّ:
وأعْبَدُ مَنْ تَعَبَّد فِي الحِقَبِ
جَمْعُ حِقْبَة بِالْكَسْرِ وَهِيَ السَّنَة. والحُقْب بِالضَّمِّ. ثَمَانُونَ سَنَةً. وَقِيلَ أَكْثَرُ.
وَجَمْعُهُ حِقَاب.

حَضَنَ

(حَضَنَ)
(س) فِيهِ «أَنَّهُ خرَج مُحْتَضِنًا أحَدَ ابْنَي ابْنَتِه» أَيْ حَامِلًا لَه فِي حِضْنِه.
والحِضْن: الجَنْب. وهُما حِضْنَان. (هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ أُسَيْد بْنِ حُضَير «أَنَّهُ قَالَ لِعَامِر بْنِ الطُّفَيل: اخْرج بذِمَّتك لاَ أُنْفِذ حِضْنَيْك» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ سَطيح:
كَأَنَّمَا حُثْحِث مِن حِضْنَيْ ثَكَنْ
وَحَدِيثُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «عَلَيْكُمْ بالحِضْنَيْن» أَيْ مُجَنِّبَتَي الْعَسْكَرِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ «عَجِبتُ لِقَوْمٍ طَلَبوا العِلْم حتَّى إِذَا نَالوا مِنْهُ صَاروا حُضَّانًا لِأَبْنَاءِ الْمُلُوكِ» أَيْ مُرَبِّين وكافِلين. وحُضَّان: جَمْعُ حَاضِن، لِأَنَّ المرَبّي والكافِل يَضُمُّ الطّفْل إِلَى حِضْنِه، وَبِهِ سُمّيت الحَاضِنَة، وَهِيَ الَّتِي تُرَبِّي الطِّفْلَ. والحَضَانَة بِالْفَتْحِ: فِعْلُها. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ السَّقِيفة «إنَّ إخْواننَا مِنَ الْأَنْصَارِ يُريدون أَنْ يَحْضُنُونَا مِنْ هَذَا الْأَمْرِ» أَيْ يُخْرِجونا. يُقَالُ حَضَنْتُ الرجُل عَنِ الأمْر أَحْضُنُه حَضْنًا وحَضَانَة: إِذَا نَحَّيْتَه عَنْهُ وانفردْتَ بِهِ دُونَهُ، كَأَنَّهُ جَعله فِي حِضْن مِنْهُ، أَيْ جَانِبٍ. قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: قَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ أَحْضَنَنِى مِنْ هَذَا الْأَمْرِ:
أَيْ أخْرَجَني منه. قال: وَالصَّوَابُ حَضَنَنِى.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّ امْرَأَةَ نُعَيم أتَت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: إنَّ نُعَيْما يُريد أَنْ يَحْضُنَنِى أمْرَ ابْنَتِي، فَقَالَ: لَا تَحْضُنْهَا وشَاوِرْها» .
[هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ مَــسْعُودٍ فِي وَصِيَّته «وَلَا تُحْضَن زَيْنَبُ عَنْ ذَلِكَ» يَعْني امرأتَه:
أَيْ لَا تُحْجَب عَنْ وصِيَّته وَلَا يُقْطع أمرٌ دُونها.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عِمْرَان بْنِ حُصين «لَأَنْ أَكُونَ عَبْدًا حَبَشِيًّا فِي أعْنُزٍ حَضَنِيَّات أرْعاهُنَّ حَتَّى يُدْرِكَنِي أجَلِي أحَبُّ إليَّ مِنْ أَنْ أَرْمِيَ فِي أحَدِ الصَّفين بِسَهْمٍ أصبْت أَمْ أَخْطَأْتُ» الحَضَنِيَّات مَنْسُوبَةٌ إِلَى حَضَن بِالتَّحْرِيكِ، وَهُوَ جَبَل بِأَعَالِي نَجْد. وَمِنْهُ المَثَل «أنجدَ مَن رَأَى حَضَنًا» وَقِيلَ هِيَ غَنَم حُمر وَسُودٌ. وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي أحَدُ ضَرْعَيها أَكْبَرُ مِنَ الآخر.

ذَمَرَ

(ذَمَرَ)
(س) فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «إلاَّ أنَّ عُثمان فَضَح الذِّمَارَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَهْ» الذِّمَارُ: مَا لَزِمك حِفْظُه ممَّا وَرَاءك وتعلَّق بِكَ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي سُفْيَانَ «قَالَ يَوْمَ الفَتح: حبَّذا يومُ الذِّمَارِ» يُرِيدُ الحرْبَ؛ لأنَّ الإنْسانَ يُقاتِل عَلَى مَا يلزَمُه حِفْظُه.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فَخَرَجَ يَتَذَمَّرُ» أَيْ يُعاتب نَفْسَهُ ويلُومُها عَلَى فَوَاتِ الذِّمَارِ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ «أَنَّهُ كَانَ يَتَذَمَّرُ عَلَى رَبِّهِ» أَيْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ ويرفعُ صَوْتَهُ فِي عِتَابه.
وَمِنْهُ حَدِيثُ طَلْحَةَ «لمَّا أَسْلَمَ إِذَا أُمُّه تَذْمُرُهُ وتَسُبُّه» أَيْ تُشَجِّعه عَلَى تَرك الْإِسْلَامِ وتسُبُّه عَلَى إِسْلَامِهِ. وذَمَرَ يَذْمُرُ إِذَا غَضِبَ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «وأمُّ أيْمَن تَذْمُرُ وتَصْخَب» وَيُرْوَى تَذَمّر بِالتَّشْدِيدِ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فَجَاءَ عُمَرُ ذَامِراً» أَيْ مُتهَدِّدا.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «أَلَا وَإِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ ذَمَرَ حِزْبَه» أَيْ حَضَّهم وشَجَّعَهم.
(س) وَحَدِيثُ صَلَاةِ الْخَوْفِ «فَتَذَامَرَ الْمُشْرِكُونَ وَقَالُوا هَلاَّ كُنَّا حَملْنا عَلَيْهِمْ وهُم فِي الصَّلَاةِ» أَيْ تَلاَوَمُوا عَلَى تَرْك الفُرصة، وَقَدْ يَكُونُ بِمَعْنَى تَحاضُّوا عَلَى القِتال. والذَّمْرُ: الحَثُّ مَعَ لَوْم واستبطاء. (هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَــسْعُودٍ «فوَضَعْت رِجْلي عَلَى مُذَمَّر أَبِي جَهْل» الْمُذَمَّرُ: الكاهِل والعُنُق وَمَا حَوْله.
وَفِيهِ ذِكْر «ذِمَار» وَهُوَ بِكَسْرِ الذَّالِ، وَبَعْضُهُمْ يَفْتَحُهَا: اسْمُ قَرْيَةٍ بِالْيَمَنِ عَلَى مَرْحَلتين مِنْ صَنْعاء. وَقِيلَ هُوَ اسْمُ صَنْعاء.

رَبَكَ

(رَبَكَ)
(هـ) فِي صِفَةِ أَهْلِ الْجَنَّةِ «إِنَّهُمْ يَرْكبُون المَيَاثِر عَلَى النُّوق الرُّبْكِ» هِيَ جمعُ الْأَرْبَكِ، مِثْلُ الأرْمك، وَهُوَ الأسوَدُ مِنَ الْإِبِلِ الَّذِي فِيهِ كُدْرة.
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «تحيَّر فِي الظُّلمات وارْتَبَكَ فِي المُهْلِكات» ارْتَبك فِي الْأَمْرِ: إِذَا وَقع فِيهِ ونَشِب وَلَمْ يَتَخَلَّص، وَمِنْهُ ارْتَبَكَ الصَّيدُ فِي الحِبَالة.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ مَــسْعُودٍ «ارْتَبَكَ واللهِ الشيخُ» .

حَرَشَ

(حَرَشَ)
(س) فِيهِ «أنَّ رجُلا أَتَاهُ بِضِبَاب احْتَرَشَهَا» الاحْتِرَاشُ والحَرْشُ: أَنْ تُهيّجَ الضَّبُّ مِنْ جُحْره، بأنْ تَضْربه بخَشَبة أَوْ غَيْرِهَا مِنْ خارِجِه فَيَخْرج ذَنَبه ويَقْرُب مِنْ بَابِ الجُحْر يَحْسب أَنَّهُ أفْعَى، فَحِينَئِذٍ يُهْدَم عَلَيْهِ جُحْره ويُؤْخذ. والاحْتِرَاشُ فِي الْأَصْلِ: الْجَمْعُ والكَسْب والخِداع. (هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي حَثْمَة فِي صِفَة التَّمْرِ «وتُحْتَرَشُ بِهِ الضِّباب» أَيْ تُصْطَاد. يُقَالُ إِنَّ الضَّبَّ يُعْجَب بِالتَّمْرِ فَيُحِبُّه.
[هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ المِسْوَر «مَا رَأَيْتُ رجُلا ينفُرُ مِنَ الحَرْشِ مِثْلَه» يَعْنِي مُعَاوِيَةَ، يُرِيدُ بالحَرْشِ الخَدِيعة.
(س) وَفِيهِ «أَنَّهُ نَهَى عَنِ التَّحْرِيش بَيْنَ البهائِم» هُوَ الْإِغْرَاءُ وتَهْييجُ بَعْضِهَا عَلَى بعضٍ كَمَا يُفْعل بَيْنَ الْجِمَالِ والكِبَاش والدُّيوك وَغَيْرِهَا.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ يَئِسَ أَنْ يُعْبَد فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيش بَيْنَهُمْ» أَيْ فِي حَمْلهم عَلَى الْفِتَنِ والحرُوب.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ فِي الْحَجِّ «فذهَبْت إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحَرِّشاً عَلَى فَاطِمَةَ» أَرَادَ بالتَّحْرِيش هَاهُنَا ذِكْرَ مَا يُوجب عتابَه لَهَا.
وَفِيهِ «أَنَّ رجُلا أَخَذَ مِنْ رجُل آخَرَ دنانيرَ حُرْشاً» جمْع أَحْرَش: وَهُوَ كُلُّ شَيْءٍ خَشِن:
أَرَادَ بِهَا أَنَّهَا كَانَتْ جَديدة عَلَيْهَا خُشُونة النَّقْش .
حَرَشَ الضَّبَّ يَحْرِشُهُ حَرْشاً وتَحْراشاً: صادَهُ،
كاحْتَرَشَهُ، وذلك بأَن يُحَرِّكَ يَدَهُ على بابِ جُحْرِه ليَظُنَّهُ حَيَّةً، فَيُخْرِجَ ذَنَبَهُ لِيَضْرِبَها، فيأخُذَهُ. ومنه المَثَلُ: "هذا أجَلُّ من الحَرْشِ" من أكاذِيبِهم أنه إذا ولَدَ وَلَداً، حَذَّرَهُ الحَرْشَ. فبينَما هو وولَدُهُ في تَلْعَةٍ، سَمِعَ وقْعَ مِحْفارٍ على فَمِ الجُحْرِ، فقال: يا أبَتِ الحَرْشُ هذا؟ فقال: يا بُنَيَّ! "هذا أجَلُّ"،
وـ فُلاناً: خَدَشَهُ،
وـ جاريَتهُ: جَامَعها مُسْتَلْقِيَةً.
والحَرْشُ: الأَثَرُ، والجَماعةُ
ج: حِراشٌ. ورِبْعِيُّ والربيعُ ومَــسْعودٌ بنو حِراشٍ، ككِتابٍ: تابِعيُّونَ، وابنُ مالِكٍ: عاصَرَ شُعْبَةَ.
والحَرِيشُ: دُوَيبَّةٌ قَدْرُ الإِصْبعِ، بأَرْجُلٍ كثيرةٍ، أو هي دَخَّالُ الأُذُنِ، وابنُ هِلالٍ القُرَيْعِيُّ الشاعرُ، وابنُ كَعْبٍ: في قَيْسٍ، وابنُ جَذِيمَةَ: في الأَزْدِ، وابنُ عبد الله: في كَلْبٍ، وابنُ جَحْجَبى بنِ كُلْفَةَ: في الأنْصارِ. وليس فيهم بالمعجمة غيرهُ، ومن سِواهُ بالمهملة، وهو جَدُّ أنَسِ بنِ مالِكٍ، وأُحَيْحَةَ بنِ الجُلاحِ، ووَهِمَ الذَّهَبيُّ في تَقْييده بالإِهْمال، والأَكولُ من الجِمالِ، والمُتَدَلّعُ الشَّفَتَيْنِ من خَرْطِ الشَّوْكِ
ج: حُرُشٌ، والكَرْكَدَّنُ، ودابَّةٌ بَحْرِيَّةٌ.
وأَخْرَجْتُ له حَرِيشَتِي، أي: مِلْكَ يَدِي.
والحُرْشَةُ، بالضم: الخُشونَةُ.
ودِينارٌ أحْرَشُ: خَشِنٌ لِجِدَّتِهِ، وكذا ضَبٌّ أحْرَشُ. والحَرَّاشُ، ككَتَّانٍ: الأَسْوَدُ السالِخُ، لأنه يَحْرِشُ الضِّبابَ، وابنُ مالِكٍ: سَمِعَ يَحْيى بنَ عُبَيْدٍ.
وحَيَّةٌ حَرْشاءُ، بَيِّنَةُ الحَرَشِ، محركةً: خَشِنَةٌ.
والحَرْشاءُ: نَبْتٌ، أو خَرْدَلُ البَرِّ، والجَرْباءُ من النُّوقِ.
والحَرَشونُ، كحَلَزونٍ: حَسَكَةٌ صغيرةٌ صُلْبَةٌ تَتعَلَّقُ بصُوفِ الشاءِ. وككتِفٍ: من لا يَنامُ، وقيلَ: جُوعاً.
والتَّحْرِيشُ: الإِغْراءُ بين القومِ أو الكِلابِ.
واحْتَرَشَ لِعِيالِهِ: اكْتَسَبَ.
وأحْرَشَ الهِناءُ البَعيرَ: بَثَرَهُ. ومحمدُ بنُ موسى الحَرَشِيُّ، محركةً: محدِّثٌ.

زَجَرَ

(زَجَرَ)
(س) فِي حَدِيثِ ابْنِ مَــسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «مَنْ قَرَأ القُرآن فِي أقلَّ مِنْ ثلاثٍ فَهُوَ زَاجِرٌ» مِنْ زَجْرِ الْإِبِلِ يَزْجُرُهَا إِذَا حثَّها وَحَمَلَهَا عَلَى السُّرْعة. والمحفُوظ «رَاجِز» وَقَدْ تَقَدَّمَ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فَسَمِعَ وراءَه زَجْراً» أَيْ صِياحا عَلَى الإبلِ وحَثاً.
وَفِي حَدِيثِ العَزْل «كَأَنَّهُ زَجَرَ» أَيْ نَهَى عَنْهُ. وحيثُ وَقَعَ الزَّجْرُ فِي الْحَدِيثِ فَإِنَّمَا يُرَاد بِهِ النَّهْيُ. (س) وَفِيهِ «كَانَ شُريحٌ زَاجِراً شَاعِرًا» الزَّجْرُ للطَّير: هُوَ التَّيمُّن والتَّشَؤُّم بِهَا والتفَؤُّل بطَيرَانها، كالسانِح والباَرِح، وَهُوَ نوعٌ مِنَ الكَهاَنة والعِياَفة.

سَفَعَ

سَفَعَ الطائِرُ ضَريبَتَهُ، كَمَنَعَ: لَطَمَهَا بجَناحَيْهِ،
وـ فُلانٌ فُلاناً: لَطَمَهُ وضَرَبَهُ،
وـ الشيءَ: أعْلَمَهُ ووَسَمَهُ،
وـ السَّمومُ وجْهَهُ: لَفَحَهُ لَفْحاً يَسيراً،
كسَفَّعَهُ،
وـ بناصِيَتِهِ: قَبَضَ عليها فاجْتَذَبَهَا، ومنه:
{لنَسْفَعاً بالناصيةِ} ، أي: لَنَجُرَّنْهُ بها إلى النارِ، أَو لَنُسَوِّدَنْ وجْهَهُ، واكْتُفِيَ بالناصيةِ لأنها مُقَدَّمُهُ، أَو لَنُعْلِمَنْهُ عَلاَمَةَ أَهْلِ النارِ، أَو لَنُذِلَّنْهُ، أو لَنُقْمِئَنْهُ.
ورَجُلٌ مَسْفوعُ العَيْنِ: غائرُها،
ومَسْفوعٌ: مَعْيونٌ،
أَصابَتْهُ سَفْعَةٌ، أَي: عَيْنٌ.
والسَّوافِعُ: لوافِحُ السَّمومِ.
والسِّفْعُ: الثَّوْبُ أَيَّ ثَوْبٍ كان، وبالضم: حَبُّ الحَنْظَلِ، الواحِدَةُ: بهاءٍ،
وـ: أُثْفِيَّةٌ من حَديدٍ، أو الأثافي، واحِدَتُها: سَفْعاءُ، والسودُ تَضْرِبُ إلى الحُمْرَةِ، وبالتَّحْريكِ: سُفْعَةُ سَوادٍ في الخَدَّيْنِ من المرأةِ الشاحِبَةِ.
والسُّفْعَةُ، بالضم: ما في دِمْنَةِ النارِ من زِبْلٍ أَو رَمادٍ أو قُمامٍ مُتَلَبِّدٍ، فَتَرَاهُ مُخالِفاً للَوْنِ الأرض،
وـ من اللَّوْنِ: سَوادٌ أُشْرِبَ حُمْرَةٌ.
والأسْفَعُ: الصَّقْرُ، والثَّوْرُ الوَحْشِيُّ،
وـ من الثِّيابِ: الأَسْوَدُ.
ويقالُ: أَشْلِ إليكَ أَسْفَعَ: وهو اسْمٌ للغَنَمِ إذا دُعِيَتْ للحَلْب.
والسَّفْعاءُ: حَمامَةٌ صارَتْ سُفْعَتُها في عُنُقِها مَوْضِعَ العِلاطَيْنِ.
وبَنو السَّفْعاءِ: بَطْنٌ.
والمُسافِعُ: المُسافِحُ، والمُطارِدُ، والأسَدُ، والمُعانِقُ، والمُضارِبُ،
والاسْتِفاعُ: كالتَّهَبُّجِ.
واسْتُفِعَ لَوْنُه، للمَفْعُولِ: تَغَيَّرَ من خَوْفٍ أو نحوِهِ.
وَتَسَفَّعَ: اصْطَلَى.
وأُسَيْفِعُ: مُصَغَّرَ أسْفَعَ، اسمٌ، ومنه قولُ عُمَرَ: ألا إنَّ الأسَيْفِعَ أُسَيْفِعَ جُهَيْنَةَ، رَضِيَ من دِينِه وأمانَتِه بأن يقالَ: سابِقُ الحاجِّ فادَّانَ مُعْرِضاً، فأصْبَحَ قَدْ رِينَ به، فمن كان له عليه دَيْنٌ فَلْيَعُدْ بالغَداة فَلْنَقْسِمْ مالَه بينَهم بالحِصَص. 
(سَفَعَ)
(هـ) فِيهِ «أَنَا وسَفْعَاءُ الْخَدَّيْنِ، الْحَانِيَةُ عَلَى وَلَدِهَا يومَ الْقِيَامَةِ كهَاتَين، وضمَّ أصبَعَيه» السُّفْعَةُ: نوعٌ مِنَ السَّوَادِ لَيْسَ بِالْكَثِيرِ. وَقِيلَ هُوَ سوادٌ مَعَ لَوْنٍ آخَرَ، أَرَادَ أَنَّهَا بَذَلَتْ نفسَها، وتركَت الزِّيّنة والترفُّة حَتَّى شَحِب لَوْنُهَا وَاسْوَدَّ إِقَامَةً عَلَى وَلدها بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أَبِي عَمْرٍو النَّخَعِيِّ «لَمَّا قَدِم عَلَيْهِ فَقَالَ: يَا رسولَ اللَّهِ إِنِّي رأيتُ فِي طَرِيقِي هَذَا رُؤيا: رَأَيْتُ أَتَانًا تركْتها فِي الْحَيِّ ولَدَت جَدْيا أَسْفَعَ أحْوَى، فَقَالَ لَهُ: هَلْ لَكَ مِنْ أمَة تَرَكْتَهَا مُسِرَّةً حَمْلًا؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَقَدْ ولَدَت لَكَ غُلاما وَهُوَ ابنُك. قَالَ: فَمَا لَهُ أَسْفَعُ أحْوى؟ قَالَ: ادْنُ، فَدَنَا مِنْهُ، قَالَ: هَلْ بِكَ مِنْ بَرَص تكتُمه؟ قَالَ: نَعَمْ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا رَآهُ مخلوقٌ وَلَا عَلم بِهِ، قَالَ: هُوَ ذَاكَ» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي اليَسَر «أَرَى فِي وَجْهِكَ سُفْعَةً مِنْ غضَب» أَيْ تغُّيراً إِلَى السَّواد. وَقَدْ تَكَرَّرَتْ هَذِهِ اللَّفْظَةُ فِي الْحَدِيثِ.
(هـ) وَفِيهِ «ليُصِيبَن أَقْوَامًا سَفْعٌ مِنَ النَّارِ» أَيْ عَلَامَةٌ تُغَير أَلْوَانَهُمْ. يُقَالُ سَفَعْتُ الشَّيْءَ إِذَا جَعَلْتَ عَلَيْهِ عَلَامَةً، يريد أثرا من النار . (هـ) وَفِي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ «أَنَّهُ دخَل عَلَيْهَا وعندَها جارِيةٌ بِهَا سَفْعَة، فَقَالَ: إِنَّ بِهَا نَظْرةً فاستَرْقُوا لَهَا» أَيْ عَلامة مِنَ الشَّيطان، وَقِيلَ ضَرْبة وَاحِدَةٌ مِنْهُ، وَهِيَ المرّةُ مِنَ السَّفْعِ: الْأَخْذُ.
يُقَالُ سَفَعَ بناصِية الفَرس لِيَرْكَبَهُ، الْمَعْنَى أَنَّ السَّفْعَةَ أدركَتْها مِنْ قِبَل النَّظْرَةِ فَاطْلُبُوا لَهَا الرُّقْيَة. وَقِيلَ:
السَّفْعَةُ: العينُ، والنَّظرة: الإصابةُ بِالْعَيْنِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ مَــسْعُودٍ «قَالَ لِرَجُلٍ رَآهُ: إِنَّ بِهَذَا سَفْعَةً مِنَ الشَّيْطَانِ، فَقَالَ لَهُ الرجُل:
لَمْ أسْمَع مَا قُلْتَ، فَقَالَ: نَشدتك بِاللَّهِ هَلْ تَرَى أَحَدًا خَيْرًا مِنْكَ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فَلِهَذَا قلتُ مَا قلتُ» جَعَل مَا بِهِ مِنَ العُجْب مَسّاً مِنَ الْجُنُونِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَبَّاسٍ الجُشَمِىّ «إِذَا بُعِث الْمُؤْمِنُ مِنْ قبْره كَانَ عندَ رأسِه مَلَك، فَإِذَا خرَج سَفَعَ بِيَدِهِ وَقَالَ: أَنَا قَرينُك فِي الدُّنْيَا» أَيْ أَخَذَ بِيَدِهِ.

سَفَرَ

(سَفَرَ)
فِيهِ «مَثَلُ الماهِر بِالْقُرْآنِ مَثَلُ السَّفَرَةِ» هُمُ الْمَلَائِكَةُ، جمعُ سَافِرٍ، والسَّافِرُ فِي الْأَصْلِ الْكَاتِبُ، سُمِّىَ بِهِ لِأَنَّهُ يبَين الشَّيْءَ ويُوَضِّحه.
وَمِنْهُ قوله تعالى بِأَيْدِي سَفَرَةٍ. كِرامٍ بَرَرَةٍ.
وَفِي حَدِيثِ الْمَسْحِ عَلَى الُخْفَّين «أُمِرْنَا إِذَا كُنَّا سَفْراً أَوْ مُسَافِرِينَ» ، الشكُّ مِنَ الرَّاوِي فِي السَّفْر وَالْمُسَافِرِينَ. السَّفْرُ: جمعُ سَافِرٍ، كَصَاحِبٍ وصَحْب. والْمُسَافِرُونَ جمعُ مُسَافِرٍ. والسَّفْرُ والْمُسَافِرُونَ بِمَعْنًى وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ قَالَ لأهلِ مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ: يَا أهلَ البلَد صلُّوا أَرْبَعًا فإنَّا سَفْرٌ» ويُجْمَعُ السَّفْرُ عَلَى أَسْفَارٍ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ حُذَيْفَةَ، وَذِكْرُ قَوْم لُوط قَالَ «وتُتُبِّعت أَسْفَارُهُمْ بالحجَارَة» أَيِ القَوم الَّذِينَ سَافَرُوا مِنْهُمْ.
(س) وَفِيهِ «أَسْفِرُوا بالفَجْر فَإِنَّهُ أعْظَم للأجْر» أَسْفَرَ الصبح إذ انكَشَف وأضاءَ.
قَالُوا: يَحتَمل أَنَّهُمْ حِينَ أَمَرَهُمْ بتَغْلِيس صلاةِ الفجْر فِي أَوَّلِ وقتِها كَانُوا يُصَلُّونها عِنْدَ الْفَجْرِ الْأَوَّلِ حِرصاً وَرَغْبَةً، فَقَالَ أَسْفِرُوا بِهَا: أَيْ أخّرُوها إِلَى أَنْ يَطلُع الفجْر الثَّاني وتتحقَّقُوه، ويُقَوّى ذَلِكَ أنَّه قَالَ لِبِلَالٍ: نّوِّر بِالْفَجْرِ قدْرَ مَا يُبْصِر القومُ مواقعَ نَبْلهم.
وَقِيلَ إنِّ الأمرَ بالإسْفار خاصٌّ فِي اللَّيالي المُقمرة؛ لِأَنَّ أَوَّلَ الصبُّح لَا يَتَبين فِيهَا، فأُمِرُوا بِالْإِسْفَارِ احْتِيَاطًا.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «صَلُّوا المَغْرب والفِجَاجُ مُسْفِرَةٌ» أَيْ بَيِّنَةٌ مضيئةٌ لَا تخْفَى.
وَحَدِيثُ عَلْقَمَةَ الثَّقَفِيِّ «كَانَ يَأتِينا بِلاَلٌ بِفطْرِنا ونحنُ مُسْفِرُونَ جِدّاً» .
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ أمَرْت بِهَذَا البَيت فَسُفِرَ» أَيْ كُنِس. والْمِسْفَرَةُ: المِكْنَسة، وأصلُه الكشْف.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ النَّخَعِيِّ «أَنَّهُ سَفَرَ شَعْره» أَيِ استأصَله وَكَشَفَهُ عَنْ رَأْسِهِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ مُعَاذٍ «قَالَ: قرأتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَفْراً سَفْراً، فَقَالَ:
هَكَذَا فاقْرأ» جَاءَ تفْسيره فِي الْحَدِيثِ «هَذّاً هَذَاً» قَالَ الحرْبي: إِنْ صَحَّ فَهُوَ مِنَ السُّرْعة وَالذَّهَابِ. يُقَالُ أَسْفَرَتِ الإبلُ إِذَا ذهَبت فِي الْأَرْضِ، وإلاَّ فَلَا أعْرف وجْهه .
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «أَنَّهُ قَالَ لِعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. إِنَّ النَّاس قَدِ اسْتَسْفَرُونِي بينَك وَبَيْنَهُمْ» أَيْ جَعَلُوني سَفِيراً بينَك وبينَهم، وَهُوَ الرَّسُول المُصْلح بَيْنَ القَوم، يُقَالُ سَفَرْتُ بَيْنَ الْقَوْمِ أَسْفِرُ سِفَارَةً إذا سعيت بينهم فى الإصلاح. (هـ) وَفِيهِ «فَوَضَعَ يدَه عَلَى رَأسِ البَعير ثُمَّ قَالَ: هَاتِ السِّفَارَ، فأخَذَه فوضَعه فِي رَأسه» السِّفَارُ: الزمامُ، والحديدةُ الَّتِي يُخْطمُ بِهَا البَعير ليّذِلّ ويَنْقَاد. يُقَالُ سَفَرْتُ البَعير وأَسْفَرْتُهُ:
إِذَا خَطَمته وذلَّلته بالسِّفار.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «ابْغِني ثَلَاثَ رَوَاحِل مُسْفَرَات» أَيْ عَلَيْهِنَّ السِّفار، وَإِنْ رُوِيَ بِكَسْرِ الْفَاءِ فَمَعْنَاهُ القَوِية عَلَى السَّفَرِ، يُقَالُ مِنْهُ: أَسْفَرَ الْبَعِيرُ واسْتَسْفَرَ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ الْبَاقِرِ «تصدَّقْ بجِلال بُدْنك وسُفْرِهَا» هُوَ جمعُ السِّفَارِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَــسْعُودٍ «قَالَ لَهُ ابنُ السَّعْدي: خَرجْت فِي السَّحر أَسْفِرُ فَرَسًا لِي، فمرْرت بمسْجِد بَني حَنِيفَةَ» أرادَ أَنَّهُ خَرَجَ يُدَمِّنُه عَلَى السَّير ويُرَوِّضه ليَقْوي عَلَى السَّفَر.
وَقِيلَ هُوَ مِنْ سَفَرْتُ البَعير إِذَا رَعَيته السَّفِير، وَهُوَ أسافلُ الزَّرع. ويُروى بِالْقَافِ وَالدَّالِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ «قَالَ: ذَبَحْنا شَاةً فجعلناَهَا سُفْرَتَنَا أَوْ فِي سُفْرَتِنا» السُّفْرَةُ طعامٌ يتَّخذه المُسَافر، وأكثُر مَا يُحمل فِي جِلْدٍ مُسْتدِير، فنُقِل اسمُ الطَّعام إِلَى الجِلْدِ وَسُمِّيَ بِهِ كَمَا سُمِّيت المَزَادة رَاوِيَةً، وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنَ الْأَسْمَاءِ المَنقُولة. فالسُّفرة فِي طَعام السَّفَر كاللُّهنة للطَّعام الَّذِي يُؤْكَلُ بُكْرة.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ «صَنَعنا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِأَبِي بَكْر سُفْرَةً فِي جِرَابٍ» أَيْ طَعَامًا لمَّا هَاجَرَا.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ «لَوْلَا أصواتُ السَّافِرَةِ لَسَمِعْتُمْ وجْبَةَ الشَّمْسِ [وَ] السَّافِرَةُ أُمَّة مِنَ الرُّوم» ، هَكَذَا جَاءَ مُتَّصلا بِالْحَدِيثِ.

سَحَحَ

(سَحَحَ)
(هـ) فِيهِ «يمينُ اللَّهِ سَحَّاء لَا يَغيضُها شَيْءٌ الليلَ والنهارَ» أَيْ دَائِمَةُ الصَّبِّ والهطْل بالعَطاء. يُقَالُ سَحَّ يَسُحُّ سَحّاً فَهُوَ سَاحٌّ، والمؤنَّثة سَحَّاءُ، وَهِيَ فَعْلاءُ لَا أفعلَ لَهَا كهَطْلاء، وَفِي رِوَايَةٍ «يَمِينُ اللَّهِ مَلْأَى سَحّاً» بِالتَّنْوِينِ عَلَى الْمَصْدَرِ. وَالْيَمِينُ هَاهُنَا كنايةٌ عَنْ مَحَل عَطائه.
ووَصفَها بالامْتلاِء لكَثْرة مَنَافِعِهَا، فَجَعَلَهَا كَالْعَيْنِ الثَّرَّة الَّتِي لَا يغيضُها الاستقاءُ وَلَا ينقْصُها الامتِياحُ. وخَصَّ الْيَمِينَ لِأَنَّهَا فِي الأكْثَر مَظِنَّة العطاءِ عَلَى طَريق المجازِ وَالِاتِّسَاعِ، والليلَ وَالنَّهَارَ مَنْصُوبَانِ عَلَى الظَّرْفِ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ «أَنَّهُ قَالَ لِأُسَامَةَ حِينَ أَنْفَذَ جَيْشَهُ إِلَى الشَّامِ: أغِرْ عَلَيْهِمْ غَارَةً سَحَّاءَ» أَيْ تَسُحُّ عَلَيْهِمُ البَلاء دَفْعةً مِنْ غَيْرِ تلبُّثٍ .
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الزُّبَيْرِ «ولَلدُّنيا أهونُ علىَّ مِنْ مِنْحةٍ سَاحَّةٍ» أَيْ شَاةٍ مُمْتلئة سِمَناً.
وَيُرْوَى سَحْسَاحَة، وَهُوَ بِمَعْنَاهُ. يُقَالُ سَحَّتِ الشَّاةُ تَسِحُّ بِالْكَسْرِ سُحُوحاً وسُحُوحَةً، كَأَنَّهَا تصُبّ الوَدَك صَبًّا.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ «مررتُ عَلَى جَزُورٍ سَاحٍّ» أَيْ سَمينةٍ.
وحديثَ ابْنِ مَــسْعُودٍ «يَلقَى شيطانُ الْكَافِرِ شيطانَ المؤْمن شَاحِبًا أَغْبَرَ مَهْزُولًا، وَهَذَا سَاحٌّ» أَيْ سَمِينٌ، يَعْنِي شَيْطَانَ الْكَافِرِ.

سَجَلَ

(سَجَلَ)
(هـ) فِيهِ «أَنَّ أعرْابيا بالَ فِي الْمَسْجِدِ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بِسَجْلٍ مِنْ ماَءٍ فصُبَّ عَلَى بَوْلِهِ» السَّجْلُ: الدَّلو الْمَلْأَى مَاءً. ويُجْمع عَلَى سِجَالٍ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي سُفْيَانَ وهِرَقْل «والحَرْب بَيْنَنَا سِجَالٌ» أَيْ مَرَّة لَنَا ومَرَّة عَلَيْنَا.
وَأَصْلُهُ أنَّ المُسْتَقين بِالسَّجْلِ يَكُونُ لِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمْ سَجْلٌ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَــسْعُودٍ «افْتَتَحَ سُورَةَ النِّسَاءِ فَسَجَلَهَا» أَيْ قرَأها قِرَاءَةً مُتَّصِلة.
مِنَ السَّجْلِ: الصَّبِّ. يُقَالُ سَجَلْتُ الماءَ سَجْلًا إِذَا صَبَبْتَهُ صَبّاً مُتَّصِلاً.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ «قَرَأَ: هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ، فَقَالَ: هِيَ مُسْجَلَةٌ للبَرِّ وَالْفَاجِرِ» أَيْ هِيَ مُرْسَلة مُطْلَقة فِي الإحسانِ إِلَى كلِّ أحَد؛ بَرّاً كَانَ أَوْ فَاجِرًا. والْمُسْجَلُ:
المالُ المبذُولُ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «وَلَا تُسْجِلُوا أنْعامَكم» أَيْ لَا تُطْلِقُوها فِي زُرُوعِ النَّاسِ.
وَفِي حَدِيثِ الْحِسَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ «فتُوضَع السِّجِلَّات فِي كِفَّة» هِيَ جَمْعُ سِجِلٍّ بِالْكَسْرِ وَالتَّشْدِيدِ، وَهُوَ الْكِتَابُ الْكَبِيرُ.

زَيَفَ

(زَيَفَ)
فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «بَعْدَ زَيَفَان وثَباته» الزَّيَفَانُ بِالتَّحْرِيكِ:
التَّبَخْتُر فِي المَشْي، مِنْ زَافَ الْبَعِيرُ يَزِيفُ إِذَا تَبَخْتر، وَكَذَلِكَ ذكَرُ الحمَام عِنْدَ الحَمامَة إِذَا رَفَعَ مُقَدَّمه بمُؤَخّره واستَدَار عَليها.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَــسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «أَنَّهُ بَاع نُفَايةَ بيْت الْمَالِ وَكَانَتْ زُيُوفاً وقَسِيَّةً» أَيْ رَدِيئَة. يُقَالُ درْهم زَيْفٌ وزَائِفٌ.

زَلَفَ

(زَلَفَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ «فيُرْسل اللَّهُ مَطَرًا فيغْسِل الأرضَ حَتَّى يترُكَها كَالزَّلَفَةِ» الزَّلَفَةُ بالتَّحريك، وجمعُها زُلَفٌ: مَصَانِعُ الْمَاءِ، وتُجمَع عَلَى الْمَزَالِفِ أَيْضًا. أَرَادَ أَنَّ المطَر يُغَدِّرُ فِي الْأَرْضِ فتَصِير كَأَنَّهَا مَصْنَعة مِنْ مصانِع الْمَاءِ. وَقِيلَ: الزَّلَفَةُ: المِرآةُ، شبهَّها بِهَا لاسْتِوائها ونَظَافَتِها. وَقِيلَ الزَّلَفَةُ: الرَّوضة. وَيُقَالُ بِالْقَافِ أَيْضًا.
(س) وَفِيهِ «إِذَا أَسْلَمَ العبدُ فَحَسُن إسلامُه يُكفِّر اللَّهُ عَنْهُ كُلَّ سَيِّئَةٍ أَزْلَفَهَا» أَيْ أَسْلَفَهَا وقدَّمها. والأصلُ فِيهِ القُربُ والتقدُّم.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الضَّحِيَّةِ «أُتِى ببَدَناتٍ خَمسٍ أَوْ ستٍّ، فطَفِقْن يَزْدَلِفْنَ إِلَيْهِ بأيَّتِهِنَّ يَبْدأُ» أَيْ يَقْرُبْن مِنْهُ، وَهُوَ يَفْتعلن مِنَ القُرْب، فَأَبْدَلَ التَّاءَ دَالاً لِأَجْلِ الزَّايِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنَّهُ كَتَبَ إِلَى مُصْعب بْنِ عُمير- وَهُوَ بِالْمَدِينَةِ- انْظُرْ مِنَ الْيَوْمِ الَّذِي تَتَجَّهز فِيهِ اليهودَ لسَبْتها، فَإِذَا زَالت الشَّمس فَازْدَلَفَ إِلَى اللَّهِ بركْعَتين وَاخْطُبْ فِيهِمَا» أَيْ تقَرَّب.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ والنَّسَّابة «فَمِنْكُمُ الْمُزْدَلِفُ الحُرُّ صَاحِبُ العِماَمة الفَرْدَة» إِنَّمَا سُمّى الْمُزْدَلِفَ لاْقتِرابه إِلَى الأقْرَان وإقْدَامِه عَلَيْهِمْ. وَقِيلَ لِأَنَّهُ قَالَ فِي حَرْب كُلَيب: ازْدَلِفُوا قَوْسى أَوْ قدْرَها» أَيْ تقدَّمُوا فِي الحرْب بقدْر قَوْسِى.(هـ) ومنه حديث الباقر «مالَكَ مِنْ عَيِشك إَّلا لذَّةٌ تَزْدَلِفُ بِكَ إِلَى حِمَامك» أَيْ تُقرِّبُك إِلَى مَوْتِكَ.
وَمِنْهُ سُمِّى المشْعَر الحَرَام «مُزْدَلِفَة» لأنه ينقرّب إِلَى اللَّهِ فِيهَا .
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَــسْعُودٍ ذِكرُ «زُلَف اللَّيل» وَهِيَ ساعاَتُه، واحدتُها زُلْفَةٌ. وَقِيلَ هِيَ الطَّائفةُ مِنَ اللَّيْلِ قَلِيلَةً كَانَتْ أَوْ كَثِيرَةً.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «إنَّ رُجلا قَالَ لَهُ: إِنِّي حَجَجْتُ من رَأس هِرٍّ، أو خارَك، أَوْ بَعض هَذِهِ الْمَزَالِفِ» رأسُ هِرّ وخارَك: موضِعاَن مِنْ ساَحِل فارِس يُرَابَط فِيهِمَا.
والْمَزَالِفُ: قُرى بَيْنَ الْبَرِّ وَالرِّيفِ، واحدتُها مَزْلَفَةٌ.

زَعَرَ

(زَعَرَ)
(س) فِي حَدِيثِ ابْنِ مَــسْعُودٍ «إِنَّ امْرَأَةً قَالَتْ لَهُ: إِنِّي امْرَأَةٌ زَعْرَاءُ» أَيْ قليلةُ الشَّعَر، وَهُوَ الزَّعَرُ بِالتَّحْرِيكِ. ورجلٌ أَزْعَرُ، وَالْجَمْعُ زُعْرٌ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَصفُ الغيثَ «أَخْرَجَ بِهِ مِنْ زُعْرِ الجِبَال الأعشابَ» يُرِيدُ القَليلة النَّبات، تَشْبِيهًا بِقِلَّةِ الشَّعر.

زَعَجَ

(زَعَجَ)
(س) فِي حَدِيثِ أَنَسٍ «رايتُ عُمر يُزْعِجُ أَبَا بَكْرٍ إِزْعَاجاً يَوْمَ السَّقِيفَةِ» أَيْ يُقِيمُهُ وَلَا يَدعُه يستقِرُّ حَتَّى بايَعه. (س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَــسْعُودٍ «الحَلِفُ يُزْعِجُ السِّلعة ويَمْحَق البَركة» أَيْ يُنْفقُها ويُخْرِجها مِنْ يَدِ صَاحِبِهَا ويُقْلِقها.

زَرْمَقَ

(زَرْمَقَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ ابْنِ مَــسْعُودٍ «إِنَّ مُوسى عَلَيْهِ السَّلَامُ أتَى فِرْعون وَعَلَيْهِ زُرْمَانِقَةٌ» أَيْ جُبَّة صُوفٍ. والكَلمة أعجميةٌ. قِيلَ هِيَ عبرانيَّة، والتفسيرُ فِي الْحَدِيثِ. وَقِيلَ فارِسيَّة، وأصلُه أشْتُرْبَانه: أَيْ متاَع الجَمَّال.

رَيَبَ

(رَيَبَ)
قَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذكرُ «الرَّيْبُ» وَهُوَ بمْعنى الشَّكِّ. وَقِيلَ هُوَ الشِّك مَعَ التُّهمة. يُقَالُ رَابَنِي الشَّىءُ وأَرَابَنِي بمعْنى شكَّكَنى. وَقِيلَ أَرَابَنِي فِي كَذَا أَيْ شكَّكَنى وَأَوْهَمَنِي الرّيبَةَ فِيهِ، فَإِذَا اسْتَيْقَنْته قلتَ رَابَنِي بِغَيْرِ أَلِفٍ .
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «دَعْ مَا يُرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يُرِيبُكَ» يُرْوى بِفَتْحِ الْيَاءِ وَضَمِّهَا: أَيْ دعْ مَا تشُكُّ فِيهِ إِلَى مَا لَا تَشُكُّ فِيهِ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «مكْسَبةٌ فِيهَا بعضُ الرِّيبَةِ خيرٌ من المسْئَلة» أَيْ كسْبٌ فِيهِ بعضُ الشَّك أحَلالٌ هُوَ أمْ حَرَام خيرٌ مِنْ سُؤَال النَّاسِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ «قَالَ لعُمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: عَلَيْكَ بِالرَّائِبِ مِنَ الأمُور، وإياكَ والرَّائِبَ مِنْهَا» الرَّائِبُ مِنَ اللَّبن: مَا مُخِض وأُخِذ زُبْدُه، الْمَعْنَى: عَلَيْكَ بِالَّذِي لَا شُبْهةَ فِيهِ، كَالرَّائِبِ مِنَ الأَلبان وَهُوَ الصَّافي الَّذِي لَيْسَ فِيهِ شُبْهة وَلَا كَدَر، وَإِيَّاكَ والرَّائِبَ مِنْهَا: أَيِ الأمْر الَّذِي فِيهِ شُبْهة وكَدَر. وَقِيلَ اللَّبَنُ إِذَا أدْرك وخَثَر فَهُوَ رَائِبٌ وَإِنْ كَانَ فِيهِ زَبدُه، وَكَذَلِكَ إِذَا أخْرج مِنْهُ زُبْده، فَهُوَ رَائِبٌ أَيْضًا. وَقِيلَ إنَّ الأولَ مِنْ رَابَ اللبنُ يَرُوبُ فَهُوَ رائبٌ، وَالثَّانِي مِنْ رَابَ يَرِيبُ إذَا وقَع فِي الشَّك: أَيْ عليكَ بالصّافِي مِنَ الأمُور ودَع المُشْتَبة مِنْهَا.
وَفِيهِ «إِذَا ابْتَغى الأميرُ الرِّيبَةَ فِي الناسِ أفْسَدَهم» أَيْ إِذَا اتّهَمَهم وجاهَرَهم بسُوءِ الظَّن فِيهِمْ أدَّاهم ذَلِكَ إِلَى ارْتِكاب ما ظَنَّ بهم فَفَسدوا. وَفِي حَدِيثِ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا «يُرِيبُنِي مَا يُرِيبُهَا» أَيْ يَسُوءُنِي مَا يَسُوءُهَا، ويُزْعجنى مَا يُزْعجها. يُقَالُ رَابَنِي هَذَا الأمرُ، وأَرَابَنِي إِذَا رأيتَ مِنْهُ مَا تكْره.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ الظَّبْى الحَاقفِ «لَا يَرِيبُهُ أحّدٌ بِشَيْءٍ» أَيْ لَا يتَعرَّضُ لَهُ ويزْعجُه.
(س) وَفِيهِ «إِنَّ اليهودَ مرُّوا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ بعضُهم: سَلُوه.
وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَا رَابُكُمْ إِلَيْهِ» أَيْ مَا إرْبُكم وحاجَتُكم إِلَى سُؤَاله.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ مَــسْعُودٍ «مَا رَابُكَ إِلَى قَطْعِها» قَالَ الخطَّابى: هَكَذَا يَرْوُونه، يَعْنِي بِضَمِّ الْبَاءِ، وَإِنَّمَا وجهُه مَا إرْبُك إِلَى قطْعها: أَيْ مَا حاجَتُك إِلَيْهِ. قَالَ أَبُو مُوسَى:
ويَحتمل أَنْ يَكُونَ الصَّوابُ: مَا رَابَكَ إِلَيْهِ بِفَتْحِ الْبَاءِ: أَيْ مَا أقْلقَكَ وألجأَك إِلَيْهِ. وَهَكَذَا يَرْوِيهِ بَعْضُهُمْ.

رَجْرَجَ

(رَجْرَجَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ ابْنِ مَــسْعُودٍ «لَا تَقُوم السَّاعة إِلَّا عَلَى شِرار النَّاس كَرِجْرِجَةِ الْمَاءِ الْخَبِيثِ » الرِّجْرِجَةُ- بِكَسْرِ الرَّاءَيْنِ- بَقِية المْاء الكَدِرة فِي الحَوض المُخْتَلِطةُ بِالطِّينِ، فَلَا يُنتَفعِ بِهَا. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الْحَدِيثُ يُروى كَرِجْرَاجَةِ الْمَاءِ. والمعرُوفُ فِي الْكَلَامِ رِجْرِجَة. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: «الرِّجْرَاجَةُ: هِيَ المرأةُ الَّتي يَتَرَجْرَجُ كَفَلُها. وكَتِيبَة رَجْرَاجَةٌ:
تَموج مِنْ كَثْرتها، فَكَأَنَّهُ- إِنْ صَحَّت الرِّوَاية- قَصَد الرِّجْرِجَة، فَجَاءَ بِوَصْفِهَا؛ لِأَنَّهَا طِينَةٌ رقيقَةٌ تَتَرَجْرَجُ» .
[هـ] فِي حَدِيثِ الْحَسَنِ، وَذَكَرَ يَزيد بْنَ المُهَلَّب، فَقَالَ: «نَصَبَ قَصَباً عَلَّقَ عَلَيْهَا خِرَقاً فاتَّبَعَه رِجْرِجَة مِنَ النَّاسِ» أَرَادَ رُذَالةَ النَّاسِ ورَعَاعَهم الذين لا عُقُولَ لهم. 
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.