Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: زمل

تفسير: الجلالين

تفسير: الجلالين
من أوله، إلى آخر: سورة الإسراء.
للعلامة، جلال الدين: محمد بن أحمد المحلي، الشافعي.
المتوفى: سنة 864، أربع وستين وثمانمائة.
ولما مات، كمله:
الشيخ، المتبحر، جلال الدين: عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي.
المتوفى: سنة 911، إحدى عشرة وتسعمائة.
كتب: (تتمة) على نمطه، بتعبير وجيز.
وهو مع كونه: صغير الحجم، كبير المعنى، لأنه لب لباب التفاسير.
وكان المحلي لم يفسر الفاتحة.
وفسر السيوطي تفسيرا مناسبا، و(تكملته) من غير مباينة، ولم يتكلم الشيخان على تفسير البسملة، فتكلم عليها بأقل ما ينبغي من الكلام، بعض العلماء من زبيد، وكتب ذلك (حاشية) بالهامش.
قال بعض علماء اليمن: عددت حروف القرآن، وتفسيره للجلالين، فوجدتهما متساويين، إلى سورة المــزمل، ومن سورة المدثر: التفسير زائد على القرآن.
فعلى هذا يجوز حمله بغير الوضوء. انتهى.
وعليه حاشية:
لشمس الدين: محمد بن العلقمي.
سماها: (قبس النيرين).
أولها: (أحمدك اللهم حمدا لا انقطاع... الخ).
فرغ عن تأليفها: في جمادى الأولى، سنة 952، اثنتين وخمسين وتسعمائة.
وحاشية:
مسماة: (بالجمالين).
لمولانا: الفاضل، نور الدين: علي بن سلطان: محمد القاري، نزيل مكة المكرمة.
المتوفى: بها، سنة 1010، عشر وألف.
وهي: حاشية مفيدة.
أولها: (الحمد لله ذي الجلال والجمال والكمال... الخ).
فرغ من تأليفها: في أواخر ذي الحجة، سنة 1004، أربع وألف.
و (شرح الجلالين).
لمحمد بن محمد الكرخي.
وهو كبير.
في مجلدات.
سماه: (مجمع البحرين، ومطلع البدرين).
وله: (حاشية صغرى).

أَبانُ

أَبانُ:
بفتح أوله وتخفيف ثانيه وألف ونون: أبان الأبيض، وأبان الأسود، فأبان الأبيض شرقيّ الحاجر فيه نخل وماء يقال له أكرة، وهو العلم لبني فزارة وعبس. وأبان الأسود جبل لبني فزارة خاصّة، وبينه وبين الأبيض ميلان. وقال أبو بكر ابن موسى: أبان جبل بين فيد والنّبهانية أبيض، وأبان جبل أسود، وهما أبانان، وكلاهما محدّد الرأس كالسنان، وهما لبني مناف بن دارم بن تميم بن مرّ، وقد قال امرؤ القيس:
كأنّ أبانا، في أفانين وبله، ... كبير أناس في بجاد مــزمّل [1]
وحدّث أبو العبّاس محمد بن يزيد المبرّد قال: كان بعض الأعراب يقطع الطريق فأخذه وإلي اليمامة في عمله فحبسه فحنّ إلى وطنه، فقال:
أقول لبوّابيّ، والسّجن، مغلق ... وقد لاح برق: ما الذي تريان؟
فقالا: نرى برقا يلوح وما الذي ... يشوقك من برق يلوح يمان؟
فقلت: افتحا لي الباب أنظر ساعة ... لعلّي أرى البرق الذي تريان
فقالا: أمرنا بالوثاق، وما لنا ... بمعصية السلطان فيك يدان
فلا تحسبا سجن اليمامة دائما، ... كما لم يدم عيش لنا بأبان
وأبان أيضا مدينة صغيرة بكرمان من ناحية الرّوذان.

زُبالَةُ

زُبالَةُ:
بضم أوّله: منزل معروف بطريق مكّة من الكوفة، وهي قرية عامرة بها أسواق بين واقصة والثعلبية، وقال أبو عبيد السّكوني: زبالة بعد القاع من الكوفة وقبل الشقوق، فيها حصن وجامع لبني غاضرة من بني أسد. ويوم زبالة: من أيّام العرب، قالوا: سمّيت زبالة بزبلها الماء أي بضبطها له وأخذها منه، يقال: إن فلانا شديد الزبل للقرب والــزمل إذا احتملها، ويقال: ما في الإناء زبالة أي شيء، والزّبال: ما تحمله النملة بفيها، وقال ابن الكلبي: سميت زبالة باسم زبالة بنت مسعر امرأة من العمالقة نزلتها، وإليها ينسب أبو بكر محمد بن الحسن بن عيّاش الزّبالي، يروي عن عياض بن أشرس، روى عنه أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، وقال بعض الأعراب:
ألا هل إلى نجد وماء بقاعها ... سبيل، وأرواح بها عطرات؟
وهل لي إلى تلك المنازل عودة ... على مثل تلك الحال قبل مماتي
فأشرب من ماء الزّلال وأرتوي، ... وأرعى مع الغزلان في الفلوات
وألصق أحشائي برمل زبالة، ... وآنس بالظّلمان والظّبيات

قَرَض

قَرَض
الجذر: ق ر ض

مثال: قَرَضَه مالاً
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: لأن المعاجم لم تذكر الفعل بهذا المعنى ولم تُعَدِّه لمفعولين.
المعنى: أعطاه قَرْضًا

الصواب والرتبة: -أَقْرَضه مالاً [فصيحة]
التعليق: ذكرت المعاجم الفعل الثلاثي المزيد بالهمزة لهذا المعنى، قال تعالى: {وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا} المــزمل/20.

تَأَخَّر تأخيرًا

تَأَخَّر تأخيرًا
الجذر: أ خ ر

مثال: تَأَخَّرَ تأخيرًا كبيرًا
الرأي: مرفوضة
السبب: لمخالفة قواعد اللغة في اشتقاق المصدر.

الصواب والرتبة: -تَأَخَّرَ تأخُّرًا كبيرًا [فصيحة]-تَأَخَّرَ تأخيرًا كبيرًا [صحيحة]
التعليق: يكون مصدر «تفعَّل» - وفقًا لقواعد اللغة - على وزن «تَفَعُّل»، فيكون «تأخَّر تأخُّر» أما تأخير فهي مصدر «أخَّر» كما تذكر كتب الصرف، وإن كان من المعروف في لغة العرب التبادل بين مصدري «فَعَّل» و «تفعّل»، كما قال تعالى: {وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً} المــزمل/8، قال القرطبي: لأن معنى «تبتل»: بتّل نفسه، وهو مايمكن أن يقال عن الفعل «تأخّر».

لَحَبَ

(لَحَبَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ ابْنِ زِمْل الجُهَنِيّ «رَأَيْتُ الناسَ عَلَى طَريقٍ رَحْبٍ لاحِب» اللاحِب: الطَّرِيقُ الْوَاسِعُ المُنْقاد الَّذِي لَا يَنْقَطِع.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أُمِّ سَلَمة «قَالَتْ لِعُثْمَانَ: لَا تُعَفِّ سَبيلاً كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَحَبَها» أَيْ أوضَحَها ونَهجَهَا. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.

السُّورَة

(السُّورَة) الوثبة وَمن الْمجد وَنَحْوه أَثَره وعلامته وارتفاعه وَمن الْبرد أَو الشَّرَاب أَو الْغَضَب وَغير ذَلِك شدته وحدته وهياجه وَمن الرجل أَو السُّلْطَان وَغَيرهمَا سطوته وَيُقَال فلَان ذُو سُورَة فِي الْحَرْب ذُو نظر سديد

(السُّورَة) من الْبناء مَا طَال وَحسن وعرق من عروق الْحَائِط والمنزلة من الْبناء وَوَاحِدَة سور الْقُرْآن والمنزلة الرفيعة وَالْفضل والشرف والعلامة (ج) سور وسور
السُّورَة: بِالْفَتْح تندي ونيزي. وبالضم جُزْء من الْقُرْآن الْمجِيد لَكِن لَا مُطلقًا بل جُزْء مفصول بِالتَّسْمِيَةِ وسور الْقُرْآن مائَة وَأَرْبَعَة عشر بِهَذَا التَّرْتِيب (1) الْفَاتِحَة (2) الْبَقَرَة (3) آل عمرَان (4) النِّسَاء (5) الْمَائِدَة (6) الْأَنْعَام (7) الْأَعْرَاف (8) الْأَنْفَال (9) التَّوْبَة (10) يُونُس (11) هود (12) يُوسُف (13) الرَّعْد (14) إِبْرَاهِيم (15) الْحجر (16) النَّحْل (17) بني إِسْرَائِيل (18) الْكَهْف (19) مَرْيَم (20) طه (21) الْأَنْبِيَاء (22) الْحَج (23) الْمُؤْمِنُونَ (24) النُّور (25) الْفرْقَان (26) الشُّعَرَاء (27) النَّمْل (28) الْقَصَص (29) العنكبوت (30) الرّوم (31) لُقْمَان (32) السَّجْدَة (33) الْأَحْزَاب (34) سبأ (35) فاطر (36) يس (37) الصافات (38) ص (39) الزمر (40) الْمُؤمن (41) حم السَّجْدَة (42) حمعسق (43) حم الزخرف (44) حم الدُّخان (45) حم الجاثية (46) حم الْأَحْقَاف (47) مُحَمَّد (48) الْفَتْح (49) الحجرات (50) ق (51) الذاريات (52) الطّور (53) النَّجْم (54) الْقَمَر (55) الرَّحْمَن (56) الْوَاقِعَة (57) الْحَدِيد (58) المجادلة (59) الْحَشْر (60) الممتحنة (61) الصَّفّ (62) الْجُمُعَة (63) المُنَافِقُونَ (64) التغابن (65) الطَّلَاق (66) التَّحْرِيم (67) الْملك (68) ن (69) الحاقة (70) المعارج (71) نوح (72) الْجِنّ (73) المــزمل (74) المدثر (75) الْقِيَامَة (76) الدَّهْر (77) المرسلات (78) النبأ (79) النازعات (80) عبس (81) التكوير (82) الانفطار (83) المطففين (84) الانشقاق (85) البروج (86) الطارق (87) الْأَعْلَى (88) الغاشية (89) الْفجْر (90) الْبَلَد (91) الشَّمْس (92) اللَّيْل (93) الضُّحَى (94) ألم نشرح (95) التِّين (96) الْقَلَم (97) الْقدر (98) الانفكاك (1) (99) إِذا زلزلت (100) العاديات (101) القارعة (102) التكاثر (103) الْعَصْر (104) الْهمزَة (105) الْفِيل (106) قُرَيْش (107) الماعون (108) الْكَوْثَر (109) الْكَافِرُونَ (110) النَّصْر (111) اللهب (112) الْإِخْلَاص (113) الفلق (114) النَّاس.

نَقَعَ

(نَقَعَ)
(هـ) فِيهِ «نَهى أَنْ يُمنَعَ نَقْعُ البِئر» أَيْ فَضْل مائِها، لِأَنَّهُ يُنْقَعُ بِهِ العَطش:
أَيْ يُرْوَى. وشَرِب حَتَّى نَقَعَ: أَيْ رَوِيَ. وَقِيلَ: النَّقْعُ: الْمَاءُ النَّاقِعُ، وَهُوَ المُجْتَمِع.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَا يُباع نَقْعُ الْبِئْرِ وَلَا رَهْوُ الْمَاءِ» .
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَا يَقْعُدُ أحدُكم فِي طريقٍ أَوْ نَقْعِ مَاءٍ» يَعْنِي عِند الحَدَث وقضاءِ الحاجَة.
[هـ] وَفِيهِ «أنَّ عَمر حَمى غَرْزَ النَّقِيعِ» هُوَ موضِعٌ حَماه لِنَعَم الفَيْء وخَيْلِ المُجاهدين، فَلَا يَرعاه غَيْرُهَا، وَهُوَ مَوْضِعٌ قَرِيبٌ مِنَ الْمَدِينَةِ، كَانَ يَسْتَنْقِعُ فِيهِ الماءُ: أَيْ يَجْتَمع.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَوَّلُ جُمُعَةٍ جُمِّعَتْ فِي الْإِسْلَامِ بِالْمَدِينَةِ فِي نَقِيعِ الْخَضِمَاتِ » وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(هـ س) وَمِنْهُ حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ «إِذَا اسْتَنْقَعَتْ نَفْسُ الْمُؤْمِنِ جَاءَ مَلَكُ الموْت» أَيْ إِذَا اجْتَمَعَتْ فِي فِيه تُريد الخُروج، كَمَا يَسْتَنْقع الماءُ فِي قَرارِه، وَأَرَادَ بالنَّفْسِ الرُّوحَ.
[هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ الحجَّاج «إِنَّكُمْ يَا أهلَ العِراق شَرَّابُون عَلَيّ بِأَنْقُعٍ» هُوَ مَثَلٌ يُضْرَب لِلَّذِي جَرَّب الْأُمُورَ ومارَسها. وَقِيلَ: لِلَّذِي يُعاوِدُ الْأُمُورَ المكروهَةَ. أَرَادَ أنَّهم يَجْتَرئون عَلَيْهِ ويتَنَاكَرون.
وأَنْقُعٌ: جَمْعُ قِلَّة لِنَقْعٍ، وهُو الْمَاءُ النَّاقِعُ، وَالْأَرْضُ الَّتِي يَجْتَمع فِيهَا الْمَاءُ. وأصلُه أَنَّ الطائِر الحَذِرَ لَا يَرِد المَشَارِع، ولكنَّه يَأْتِي الْمَنَاقِعَ يَشْرب مِنْهَا، كَذَلِكَ الرجُل الحَذِر لَا يَتَقَحَّم الْأُمُورَ.
وَقِيلَ: هُوَ أَنَّ الدَّليل إِذَا عَرَف المِياه فِي الفَلَواتِ حَذَقَ سُلُوك الطَّرِيقِ الَّتِي تُؤَدِّيهِ إليها.
(هـ) ومنه حديث ابن جريح «أَنَّهُ ذَكَر مَعْمَر بْنَ رَاشِدٍ فَقَالَ: إِنَّهُ لَشَرَّابٌ بِأَنْقُع» أَيْ إِنَّهُ رَكِبَ فِي طَلَب الْحَدِيثِ كلَّ حَزْن، وكَتَبَ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ. (س) وَفِي حَدِيثِ بَدْرٍ «رَأَيْتُ البَلايَا تَحْمِل المَنايَا، نَواضِح يَثْرِب تَحْمِل السَمَّ النَّاقِعَ» أَيِ القاتِل. وَقَدْ نَقَعْتُ فُلَانًا، إِذَا قَتَلْتَه. وَقِيلَ: النَّاقِعُ: الثَّابِت المُجْتَمِع، مِنْ نَقْعِ الْمَاءِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ الكَرْم «تَتَّخذونه زَبِيباً تُنْقِعُونَهُ» أَيْ تَخْلِطونه بِالْمَاءِ ليَصِير شرَاباً.
وكلُّ مَا أُلْقِي فِي مَاءٍ فَقَدْ أُنْقِعَ. يُقال: أَنْقَعْتُ الدَّواء وغَيْره فِي الْمَاءِ، فَهُوَ مُنْقَعٌ. والنَّقُوعُ بِالْفَتْحِ: مَا يُنْقَعُ فِي الْمَاءِ مِنَ اللَّيل ليُشْرَب نَهارا، وَبِالْعَكْسِ. والنَّقِيعُ: شَراب يُتَّخَذ مِنْ زَبيب أَوْ غَيره، يُنْقَع فِي الْمَاءِ مِنْ غَير طَبْخ.
وكانَ عَطاء يَسْتَنْقِعُ فِي حِياض عَرَفة: أَيْ يدْخُلها ويَتَبَرَّدُ بِمَائِهَا.
هـ س وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «مَا عَلَيْهِنَّ أَنْ يَسْفِكْنَ مِنْ دُموعهنّ عَلَى أَبِي سُليمان مَا لَمْ يَكُنْ نَقْعٌ وَلَا لَقْلَقة» يَعْنِي خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ. النَّقْعُ: رفْع الصَّوت. ونَقَعَ الصّوتُ واسْتَنْقَعَ، إِذَا ارتَفَع.
وَقِيلَ: أَرَادَ بِالنَّقْعِ شَقَّ الجُيوب.
وَقِيلَ: أَرَادَ بِهِ وَضْع التُّراب عَلَى الرءُوس، مِنَ النَّقْع: الغُبار، وَهُوَ أَوْلَى؛ لِأَنَّهُ قَرن بِهِ اللَّقْلَقة، وَهِيَ الصَّوت، فَحمْل اللَّفْظَين عَلَى مَعْنَيَين أَوْلَى مِنْ حَمْلهما عَلَى مَعْنًى وَاحِدٍ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ المولدِ «فاسْتَقْبَلوه فِي الطَّرِيقِ مُنْتَقِعاً لونُه» أَيْ مُتَغَيِّرا. يُقَالُ: انْتَقَعَ لونُه وامْتُقِع، إِذَا تَغَيَّر مِنْ خَوْفٍ أَوْ ألَمٍ وَنَحْوِ ذلك.
ومنه حديث ابْنِ زمْل «فانْتُقع لونُ رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاعَةً ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ» .
(س) وَفِيهِ ذِكْرُ «النَّقِيعَةُ» وَهِيَ طَعام يَتَّخذه الْقَادِمُ مِنَ السَّفَر.

سبخ

(سبخ)
سبخا سكن وفتر يُقَال سبخ الْحر وتباعد والقطن وَنَحْوه لفه
سبخ
قرئ: (إنّ لك في النّهار سَبْخاً) أي:
سعة في التّصرّف، وقد سَبَخَ الله عنه الحمّى فَتَسَبَّخَ، أي: تغشّى، والسَّبِيخُ: ريش الطائر، والقطن المندوف، ونحو ذلك ممّا ليس فيه اكتناز وثقل.
س ب خ

طارت سبائخ القطن. وفي الأرض سبخة وسباخ، وأرض سبخة وقد سبخت وأسبخت، وفيها سباخ بيض كالسبائخ.

ومن المجاز: وردت ماء محوله سبيخ الطير وسبائخه: ما نسل من ريشه. وسبخ الله عنك الحمى: خففها، وسبخ عنا الحر: خفف.

سبخ


سَبَخَ(n. ac. سَبْخ)
a. Was at leisure; slept soundly.

سَبَّخَ
a. [acc. & 'An], Alleviated, allayed, assuaged ( the fever & c. of ).
b. see I
سَبْخَة
سَبَخَة
(pl.
سِبَاْخ)
a. Salt land; salt marsh.
b. Green scum.

سَبِيْخa. Flock ( of cotton ); loose cotton.
b. Feathers.

سَبِيْخَة
(pl.
سَبَاْئِخُ)
a. see 25
(سبخ) نَام وَالشَّيْء خف وَسكن وَيُقَال سبخ الْعرق سكن من ضَرْبَان وألم وسبخ الْحر فتر وخف وسبخ عَنهُ الشدَّة خففها وَفِي حَدِيث عَائِشَة (أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَمعهَا تَدْعُو على سَارِق سَرَقهَا فَقَالَ لَا تسبخي عَنهُ بدعائك عَلَيْهِ) والقطن نفشه ووسعه
سبخ أرض سبخة ذات ملح ونز، وأسخبت الأرض وسبخت. والسبخة التي تعلو الماء كأنها الطحلب. والسبيخة قطنة تعرض ليوضع عليها دواء للجرح. والتسبيخ نحو السل والتخفيف. وفي الحديث " لا تسبخي عنه بدعائك عليه ". والتسبيخ النوم الشديد. وسبخت النوم سبخاً أطلته. وسبخ من نوم ومشي وحر. وسبخت في الأرض تباعدت فيها. وسبخ الرجل في الكلام أكثر منه. وسبخ اليربوع في الأرض حفر فيها.
س ب خ : سَبِخَتْ الْأَرْضُ سَبَخًا مِنْ بَابِ تَعِبَ فَهِيَ سَبِخَةٌ بِكَسْرِ الْبَاءِ وَإِسْكَانُهَا تَخْفِيفٌ وَأَسْبَخَتْ بِالْأَلِفِ لُغَةٌ وَيُجْمَعُ الْمَكْسُورُ عَلَى لَفْظِهِ سَبِخَاتٍ مِثْلُ: كَلِمَةٍ وَكَلِمَاتٍ وَيُجْمَعُ السَّاكِنُ عَلَى سِبَاخٍ مِثْلُ: كَلْبَةٍ وَكِلَابٍ وَمَوْضِعٌ سَبَخٌ وَأَرْضٌ سَبَخَةٌ بِفَتْحِ الْبَاءِ أَيْضًا أَيْ مِلْحَةٌ. 
سبخ نشش مرأ بن [قَالَ أَبُو عبيد: هَكَذَا سَمعتهَا فِي الحَدِيث: تَخْضد ويروى: تَخُضد وَهُوَ عِنْدِي أَجود -] . وَقَوله: سبخَة نشّاشَة يَعْنِي مَا يظْهر من مَاء السباخ فَيَنِشّ فِيهَاحَتَّى يعود ملحا. وَقَوله: فِي مثل مريء النعامة يَعْنِي مجْرى الطَّعَام وَالشرَاب وَلَيْسَ بالحلقوم هُوَ غَيره أدق مِنْهُ وأضيق وَإِنَّمَا هَذَا مثل ضَربّه يَقُول: لَيْسَ يأتينا شَيْء إِلَّا ضيقا نزرا على نَحْو مَا يدْخل فِي مريء النعامة.

حَدِيث صلَة أَشْيَم [رَحمَه الله -]
س ب خ: السَّبَخَةُ بِفَتْحِ الْبَاءِ وَاحِدَةُ (السِّبَاخُ) . وَأَرْضٌ (سَبِخَةٌ) بِكَسْرِ الْبَاءِ ذَاتُ سِبَاخٍ. قُلْتُ: أَرْضٌ سَبِخَةٌ أَيْ ذَاتُ مِلْحٍ وَنَزٍّ. وَيُقَالُ: (سَبَّخَ) اللَّهُ عَنْهُ الْحُمَّى تَسْبِيخًا أَيْ خَفَّفَهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنَّهُ «عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ قَالَ لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا حِينَ دَعَتْ عَلَى سَارِقٍ سَرَقَهَا: لَا تُسَبِّخِي عَنْهُ بِدُعَائِكَ عَلَيْهِ» أَيْ لَا تُخَفِّفِي عَنْهُ إِثْمَهُ. وَ (السَّبْخُ) بِوَزْنِ الْفَلْسِ الْفَرَاغُ وَالنَّوْمُ وَقَرَأَ بَعْضُهُمْ:» إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْخًا طَوِيلًا " أَيْ فَرَاغًا. 
[سبخ] السبخة: واحدة السباخ. وأرض سبخة بكسر الباء: ذات سباخ، وحفروا فأسبخوا: بلغوا السِباخَ. والسَبيخُ: ما سقط من ريش الطائر. والسَبيخُ من القطن: ما يُسْبَخُ بعد النَدْف، أي يُلَفُّ لتَغزِلَه المرأة. والقطعة منه سبيخة، وكذلك من الصوف والوبر. الاصمعي: يقال سبخ الله عنك الحمى، أي خففها. وفى الحديث أنه عليه السلام قال لعائشة حين دعت على سارق سرقها: " لا تسبخى عنه بدعائك عليه "، أي تخففى عنه إثمه. قال الشاعر: فَسَبِّخْ عليكَ الهَمَّ واعْلَمْ بأنَّهُ * إذا قَدَّرَ الرحمنُ شيئاً فكائِنُ وسبَّخ الحُرُّ: فتر وخفَّ. والتَّسْبيخُ أيضا: النوم الشديد. أبو عمرو: السبخ: النوم والفراغ. وقرأ بعضهم: (إن لك في النهار سبخا طويلا) ، أي فراغا.
[سبخ] فيه: سمع عائشة تدعو على من سرقها فقال: "لا تسبّخي" عنه بدعائك عليه، أي لا تخففي عنه إثم السرقة. ومنه ح على: أمهلنا "يُسَبّخ" عنا الحر، أي يخف. وفي ح البصرة: إن مررت بها فإياك و"سباخها" وكلأها، هي جمع سبخة وهي أرض تعلوها الملوحة ولا تكاد تنبت إلا بعض الشجر. ك: ومنه ح الدجال: نزل بعض "السباخ" أي خارج المدينة، فيخرج إليه الرجل، قيل: هو الخضر، وقائل لا في جواب هل تشكون: إما اليهود ومصدقوه أو أعم، وقالوه خوفًا منه لا تصديقا، أو قصدوا عدم الشك في كفره ودجاليته، والمفضل والمفضل عليه في أشد مني اليوم بصيرة المتكلم باعتبار اليوم وغيره، وإنما زاد بصيرة لما سمع في الحديث أن الدجال يحيى المقتول فشاهده، فلا يسلط عليه أي لا يقدر على قتله بأن يجعل بدنه كالنحاس وبنحوه، وروي: فلا أسلط عليه، بتقدير همزة إنكار قبل أقتل وكأنه ينكر إرادته القتل وعدم تسلطه عليه، وروي بذكر الهمزة. ومنه: لا بأس بالصلاة على "السبخة" وهو بفتحات وجمعه السباخ.
سبخ وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام حِين قَالَ لعَائِشَة وسمعها تَدْعُو على سَارِق سرق لَهَا شَيْئا فَقَالَ: لَا تسبخي عَنْهُ بدعائك عَلَيْهِ. قَالَ الْأَصْمَعِي: قَوْله: لَا تسبخي يَقُول: لَا تخففي عَنْهُ بدعائك عَلَيْهِ. وَهَذَا مثل الحَدِيث الآخر: من دَعَا على من ظلمه فقد انتصر وَكَذَلِكَ كل من خفف عَنْهُ شَيْء فقد سبخ عَنْهُ. قَالَ يُقَال: اللَّهُمَّ سبخ عني الْحمى - أَي سلها وخففها. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَلِهَذَا قيل لقطع الْقطن إِذا ندف: سبائخ وَمِنْه قَول الأخطل يصف القناص وَالْكلاب:

[الْبَسِيط]

فأرسلوهن يذرين التُّرَاب كَمَا ... يذري سبائخَ قطنٍ نَدْفُ أوتارِ

يَعْنِي مَا يتساقط من الْقطن. قَالَ أَبُو زَيْدُ وَالْكسَائِيّ: يُقَال: سبخ اللَّه عَنَّا الْأَذَى - يَعْنِي كشفه وخففه. وَيُقَال لريش الطَّائِر الَّذِي يسْقط عَنْهُ: سبيخ وَذَلِكَ لِأَنَّهُ ينسل فَيسْقط عَنهُ.
سبخ
سبِخَ يَسبَخ، سَبَخًا، فهو سَبِخ
• سبِختِ الأرضُ: كانت ذات نَزٍّ ومِلْح "أرض سَبِخَة". 

أسبخَ يُسبِخ، إسباخًا، فهو مُسْبِخ
• أسبختِ الأرضُ: سبِخت، كانت ذات نَزٍّ ومِلْح. 

سبَّخَ يُسبِّخ، تسبيخًا، فهو مُسبِّخ، والمفعول مُسبَّخ
• سبَّخ الفلاَّحُ الأرضَ: غذّاها بالسِّباخ، خصَّبها وسمَّدها. 

سِباخ [مفرد]: سَماد "سِباخ بلديّ". 

سَبَخ [مفرد]: مصدر سبِخَ. 

سَبِخ [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من سبِخَ. 

سَبْخَة [مفرد]: ج سَبَخات وسَبْخات وسِباخ: سَبَخة؛ منطقة مستنقعيّة لا تصلح للزراعة لملوحتها "أرضٌ سَبْخَة". 

سَبَخَة [مفرد]: ج سَبَخات وسِباخ: سَبْخَة؛ منطقة مستنقعيّة لا تصلح للزراعة لملوحتها "أرضٌ سَبَخَة". 
سبخ: (بالتشديد): سمّد الأرض (بوشر، ابن العوام 1: 405، 2: 327) وفي عبارات أخرى عند ابن العوام قد تصحف هذا الفعل وتحرف، ولذلك فعليك أن تقرأ في (1: 317) والتسبيخ بدل النسح كما هو في مخطوطة الاسكريال، وفي مخطوطتنا: والسبيح. وكذلك في (ص326 وص405) وفي مخطوطتنا تسبح. وفيها وقت وهو الصواب بدل وقد. (انظر المادة التالية).
سَبخ: سبخة منقع، مستنقع (بوشر).
سَبَخ = دِمَن، سماد (بوشر).
وسبخ نوع من السماد وهو الرماد والتراب المستخرج من المساكن القديمة ويحتوي على كثير من ملح البارود (النطرون) (صفة مصر 12: 279).
وفي موضع آخر منه (18 قسم 2 ص402): سباخ، وهذه الكلمة مكتوبة سباخ أيضاً عند ابن العوام (1: 436).
سَبْخَة وسَبَخَة: ارض ذات ملح ونزّ ارض نطرونية (بركهارت نوبية ص214) وطبقة واسعة من سلفات الكلس تسمى سبخة (برتون 2: 129).
سبخة: مستنقع (بوشر) نزيز (دومب صحارى ص91، 98) وسهل رملي ذو ملح ونز (ريشادسن صحارى 1: 162) وبحيرة مالحة يوجد كثير منها في الجزائر وفي أواسط تونس (غيستل ص373، ريشادسن مراكش 2: 94، 201) وسهل تغطيه المياه في الشتاء عادة، ويجف صيفا بعض الجفاف فتغطيه طبقة ملحية (كاترمير على البكري ص18) سَبخْةَ: موضع تتمرغ فيه الخنازير (المعجم اللاتيني - العربي) سبخى وسبخيّ: سَبِخ، منقعي (بوشر).
مِلْح سبخي: يطلق على نوع من الملح يسمى ملح العجين أيضاً (المستعيني في مادة ملح، ابن البيطار 2: 531) وهو يعني بذلك ملحاً يؤخذ، من أرض واسعة ذات مناقع أو بحيرات مالحة تسمى سبخه (انظر: سبخة) وفي الادريسي (ص193): وهو نهر مِلْح سبخي وفيه (2 فصل 5) في كلامه عن مدينة: والمدينة في مستو من الأرض حارة سبخية ويظهر إنه يعني أن المدينة مبنية في سهل من الأرض مالح مستنقع (صحح معجم الادريسي) سَبَاخ: سماد. انظر مادة سَبَخ.
سَبَاخَة وجمعها سَبِائخ = سَبْخَة أي منقع (فوك).
سبخ
: (التَّسْبِيخ: التَّخْفِيفِ) ، وَهُوَ مَجاز. وَفِي الحَدِيث عَن النّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَنّ سَارِقا سَرَقَ مِنْ بَيْتِ عائشةَ رَضِي الله عَنْهَا شَيئاً فدعتْ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهَا النّبيُّ: (لَا تُسَبِّخِي عَنْهُ بدُعَائِكِ عَلَيه) ، أَي لَا تُخفّفِي عَنهُ إِثْمَه الّذي استحقَّه. بالسَّرِقة بدُعائكِ عَلَيْهِ. يُرِيد أَنَّ السَّارق إِذا دعَا عَلَيْهِ المسروقُ مِنْهُ خَفَّف ذالك عَنهُ. قَالَ الشَّاعِر:
فسَبِّخْ علَيْك الهَمَّ واعْلَمْ بأَنّه
إِذَا قَدَّر الرّحمنُ شَيئاً فكائنُ
وَيُقَال: اللهُمَّ سَبِّخْ عنِّي الحُمَّى، أَي خَفِّفْها. وسَبِّخْ عنّا الأَذَى، يَعنِي اكْشِفْه وخَفِّفْه.
(و) التّسبيخ أَيضاً: (التَّسْكِينُ) والسُّكُونُ جَمِيعًا. (و) التَّسبيخ: (لَفُّ القُطْنِ) بعد النَّدْفِ لتَغزله المرأَةُ، (ونَحْوِه) ، كالصُّوفِ والوَبَر.
(و) عَن ابْن الأَعرابيّ: سَمعْت أَعرابيًّا يَقُول: الْحَمد لله على تَسبيخِ العُرُوق. وإِساغةِ الرِّيق، بمعنَى (سُكُون العِرْقِ من ضَرَبانٍ وأَلَمٍ) فِيهِ. والتَّسبيخُ (: الفَرَاغُ، والنَّوْمُ الشَّديدُ) ، وَقيل: هُوَ رُقادُ كلِّ ساعةٍ. وسبَّخْتُ أَي نِمْتُ، (كالسَّبْخِ فيهمَا) ، نَقله الفرّاءُ عَن أَبي عَمرٍ و. وَقَالَ الزّجّاج: السَّبْحُ والسَّبْخُ قَريبانِ من السَّواءِ، وقُرِىء: {7. 015 ان لَك فِي النَّهَار. . طَويلا} (المــزمل: 7) قرأَ بهَا يَحيى بن يَعمر. قَالَ ابنُ الأَعرابيّ: من قَرأَ سَبْحاً فَمَعْنَاه اضطراباً. ومَعَاشاً، وَمن قرأَ سَبْخاً أَراد رَاحَةً وتَخفيفاً للأَبدانِ والنَّومَ. وَقَالَ الفرّاءُ: هُوَ من تَسبيخ القُطْنِ وَهُوَ تَوسيعُه وتَنفيشُه، يُقَال سَبِّخِي قُطنَك، أَي نَفِّشِيه ووسِّعِيه.
(والسَّبيخُ) ، كأَميرٍ (المُعَرَّضُ من القُطْنِ ليُوضَع عَلَيه الدّواءُ) فَوق جُرْحٍ، (الواحِدَةُ) بهاءٍ (سَبِيخةٌ. و) السَّبِيخ أَيضاً: (مَا لُفَّ سَبِيخٌ ومُسَبَّخ مُفدَّك، وكذالك من الصُّوف والوَبَر) .
(و) من الْمجَاز: وَرَدت مَاء حَولَه سَبِيخُ الطَّيرِ، وَهُوَ (مَا تَنَاثَرَ من الرِّيشِ) ونَسَلَ، وَهُوَ المُسَبَّخ. و (ج) الثّلاثةِ (سَبائِخُ) ، قَالَ الأَخطلُ يَذكر الكِلاَبَ:
فأَرْسَلُوهُنّ يُذْبِين التُّرَابَ كَمَا
يُذْرِي سَبائخَ قُطْنٍ نَدْفُ أَوْتَارِ (والسَّبَخَة، محرَّكَةً ومسكَّنَةً: أَرضٌ ذاتُ نَزَ ومِلْحٍ. ج سِبَاخٌ. و) قد سَبِخَتْ سَبَخاً فَهِيَ سَبِخَةٌ و (أَسْبَخَتِ الأَرْضُ) . والسَّبَخُ: المكانُ يَسبَخُ فيُنْبت المِلْحَ وتَسوخُ فِيهِ الأَقدامُ، وَقد سَبُخَ سَبَخاً.
(و) السَّبَخَةُ: (ع بالبَصرةَ، وَمِنْه فَرَقَدُ بن يَعقُوبَ) العابدُ، تُوفِّيَ سنة 131، وَفِي الحَدِيث أَنه قَالَ لأَنسٍ وذكرَ البصرةَ (إِنْ مَرَرتَ بهَا ودَخَلْتَهَا فإِيّاك وسِبَاخَهَا) وَهِي الأَرض الّتي تَعلوها المُلُوحةُ وَلَا تَكاد تُنبت إِلاّ بَعْضَ الشَّجرِ.
(و) السَّبَخَة: (مَا يَعْلُو المَاءَ) من طُول التَّرْكِ (كالطُّحْلُبِ) وَنَحْوه.
(وسَبَخَ) فِي الأَرض: (تَبَاعَدَ) كسَبَحَ، وَقد تقدّم.
(ونَسَبَّخَ) والغَضَبُ: (سَكَنَ وَفَتَرَ، كسبَّخ تَسبيخاً) .
(وأَسْبَخَ فِي حَفْرِهِ) ، إِذا بَلَغَ (السِّبَاخَ) ، تَقول: حَفَرَ بِئْراً فأَسْبَخَ، إِذا انتهَى إِلى سَبَخة.

سبخ: التَّسْبِيخُ: التخفيف، وفي الدعاء: سَبَّخَ اللهُ عنك الشِّدّة.

وفي الحديث عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَن سارقاً سرق من بيت عائشة،

رضي الله عنها، شيئاً فدعت عليه فقال لها النبي، صلى الله عليه وسلم: لا

تُسَبِّخِي عنه بدعائك عليه؛ أَي لا تُخَفِّفي عنه إِثمه الذي استحقه

بالسرقة بدعائك عليه؛ يريد أَن السارق إِذا دعا عليه المسروق منه خفف ذلك

عنه؛ قال الشاعر:

فَسَبِّخْ عليك الهَمَّ، واعلم بأَنه

إِذا قَدَّرَ الرحمنُ شيئاً فكائِنُ

وهذا كما قال في الحديث الآخر: من دعا على من ظلمه فقد انتصر؛ وكذلك كل

من خُفِّفَ عنه شيء فقد سُبِّخَ عنه. ويقال: اللهم سَبِّخْ عني الحُمَّى

أَي خَفِّفْها وسُلَّها، ولهذا قيل لِقطَعِ القُطْن إِذا نَدِفَ: سَبائخ؛

ومنه قول الأَخطل يذكر الكلاب:

فأَرْسَلُوهُنَّ بُذْرِينَ الترابَ، كما

يُذْرِي سبَائخَ قُطنٍ نَدْفُ أَوْتارِ

ويقال: سَبِّخْ عنا الأَذَى يعني اكْشِفْه وخففه.

والتسبيح أَيضاً: التسكين والسكونُ جميعاً. قال بعض العرب: الحمد لله

على نوم الليل وتسبيح العروق؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

لما رَمَوْا بي والنَّقانِيقُ تَكِشْ،

في قَعْرِ خَرْقاءَ لها جَوْبٌ عَطِشْ،

سَبَّخْتُ والماءُ بِعطْفَيْها يَنِشْ

ابن الأَعرابي: سمعت أَعرابيّاً يقول: الحمد لله على تسبيح العروق

وإِساغة الريق، بمعنى سكون العروق من ضَربَانِ أَلم فيها. والسَّبْخُ

والتَّسْبِيخُ: النوم الشديد؛ وقيل: هو رُقادُ كل ساعة. وسَبَّخْتُ أَي نمت. وفي

التنزيل: إِن لك في النهار سَبْخاً طويلاً، قرأَ بها يحيى

بن يَعْمُرَ وقيل: معناه فَراغاً طويلاً. الفراء: هو من تَسْبيخ القطن

وهو توسعته وتنفيشه. يقال: سَبِّخِي قُطْنك أَي نَفِّشِيه ووَسِّعيه. ابن

الأَعرابي: من قرأَ سَبْحاً، فمعناه اضطراباً ومعَاشاً، ومن قرأَ سَبْخاً

أَراد راحة وتخفيفاً للأَبدان والنوم. أَبو عمرو: السَّبْخُ النوم

والفراع. الزجاج: السَّبْحُ والسَّبْخ قريبان من السَّواء.

وتَسَبَّخَ الحَرُّ والغَضبُ وسَبَخَ: سكن وفتر، وفي حديث علي، رضي الله

عنه: أَمْهِلْنا يُسَبَّخْ عنا الحَرُّ أَي يَخِفُّ. والسَّبِيخة:

القُطْنة؛ وقيل: هي القطعة من القطن تُعَرَّضُ ليوضع فيها دواء وتُوضَعَ فوق

جُرْحٍ؛ وقيل: هي القطن المنفوش المَنْدُوفُ وجمعها سَبائخ وسَبِيخٌ؛

وأَنشد:

سَبَائخُ من بُرْسٍ وطُوطٍ وبَيْلَمٍ،

وقُنْفُعَةٌ فيها أَلِيلُ وَحِيحِها

البُرْسُ: القطنُ. والطُّوطُ: قطنُ البَرْدِيّ. والبَيْلَمُ: قطن القصب.

والقُنْفُعَة: القُنْفُذة. والوحيح: ضرب من الوَحْوَحة.

والسبيخ من القطن: ما يُسَبَّخُ بعد النَّدْفِ أَي يلف لتغزله المرأَة،

والقِطْعة منه سَبِيخة، وكذلك من الصوف والوبر. وقطن سَبِيخٌ ومُسَبَّخٌ:

مُفَدَّك، مُفَدَّك وهو ما يلف لتغزله المرأَة بعد النَّدْفِ.

والسَّبْخُ: شِبْه الاستلال. والسَّبْخُ: سَلُّ الصوف والقطن؛ وأَنشد في

ترجمة سخت:

ولو سَبَخْتَ الوَبَرَ العَمُيتا،

وبِعْتَهم طَحِينَكَ السِّخْتِيتا،

إِذاً رَجَوْنا لك أَن تَلُوتا

تقول: سَبِيخةٌ من قطن وعَمِيتةٌ من صوف وفَلِيلة من شعر. ويقال لريش

الطائر الذي يَسْقُط: سَبِيخٌ لأَنه يَنْسَلُّ فيسقط عنه. وسبائخ الريش

وسَبِيخه: ما تناثر منه وهو المُسَبَّخُ.

والسَّبَخَةُ: أَرض ذات ملح ونَزٍّ، وجمعها سِباخٌ؛ وقد سَبِخَتْ

سَبَخاً فهي سَبِخةٌ وأَسْبَخَتْ. وتقول: انتهينا إِلى سَبَخة يعني الموضع،

والنعت أَرض سَبِخة. والسَّبَخةُ: الأَرض المالحة. والسَّبَخُ: المكان

يَسْبَخُ فَيُنْبِتُ المِلْحَ وتَسُوخُ فيه الأَقدام؛ وقد سَبِخَ سَبَخاً،

وأَرض سَبِخة: ذات سِباخ. وفي الحديث أَنه قال لأَنس وذكر البصرة: إِن

مررت بها ودخلتها فإِياك وسِباخَها، هو جمع سَبَخَة وهي الأَرض التي تعلوها

الملوحة ولا تكاد تُنْبِتُ إِلاَّ بعضَ الشجر. والسَّبَخَة: ما يعلو

الماءَ من طُحْلُب ونحوه؛ ويقال: قد علت هذا الماء سَبَخَةٌ شديدة كأَنه

الطُّحْلُب من طول الترك.

وحَفَروا فأَسْبَخُوا: بلغوا السَّباخَ؛ تقول: حَفَر بئراً فأَسْبَخَ

إِذا اننهى إِلى سَبَخة.

سبخ

1 سَبِخَتِ الأَرْضُ, (JK, A, Msb,) aor. ـَ inf. n. سَبَخٌ; (Msb;) and ↓ اسبخت; (JK, A, Msb, K;) The land, or earth, exuded water and produced salt: (JK, K:) or was, or became, salt; had in it salt. (A, Msb.) And سَبِخَ المَكَانُ, inf. n. as above, The place produced salt, and was such that the feet sank in it. (TA.) A2: See also 2.

A3: سَبْخٌ, an inf. n. of which the verb is سَبَخَ, aor. ـُ (TK,) means also (assumed tropical:) The being in a state of sleep: (AA, S:) and ↓ تَسْبِيخٌ (assumed tropical:) The sleeping soundly: (S:) or both have this meaning: (K:) or the former signifies (assumed tropical:) the being in a state of rest, and easing the body by sleep: (IAar, L:) and ↓ the latter, (assumed tropical:) the sleeping every hour: (TA:) and the former signifies also (assumed tropical:) the being unoccupied, at leisure, or free from work or business; (AA, S, K;) and so ↓ the latter. (K.) In the Kur lxxiii. 7, some read سَبْخًا [instead of سَبْحًا, q. v.]; (S, K;) meaning (assumed tropical:) rest, and easing of the body by sleep; (IAar, L;) and said by Fr to be from تَسْبِيخٌ, in the first of the senses expl. in the next paragraph: (L:) or (assumed tropical:) freedom from occupation or work or business. (S.) Accord to Zj, السَّبْحُ and السَّبْخُ are nearly the same in meaning. (TA.) You say also سَبْخٌ مِنْ نَوْمٍ and مَشْىٍ and حَرٍّ [app. meaning (assumed tropical:) A ceasing from sleeping and from walking or journeying and of heat]. (JK.) b2: And سَبَخْتُ النَّوْمَ, inf. n. سَبْخٌ, (assumed tropical:) [I slept long; or] I lengthened sleeping. (JK.) b3: And سَبَخْتُ فِى الأَرْضِ (assumed tropical:) I went, or travelled, far, in, or into, the land, or country; (JK, K, * TA;) like سَبَحْتُ. (TA.) 2 تَسْبِيخٌ [inf. n. of سبّخ] The separating, or plucking asunder, and loosening, of cotton, and making it [or spreading it out] wide. (Fr, L.) b2: And The winding of cotton and the like, (K, TA,) such as wool, and soft hair (وَبَر), after the separating and loosening, for a woman to spin it; (TA;) [as also سَبْخٌ, inf. n. of ↓ سَبَخَ; see سَبِيخٌ.]

b3: [Hence,] (tropical:) The act of lightening, or alleviating. (S, A, K.) It is related in a trad. that the Prophet said to 'Áïsheh, when she had cursed a thief, (S, A, TA,) who had stolen something from her, (S, A, TA,) who had stolen something from her, (S, TA,) لَا تُسَبِّخِى عَنْهُ بِدُعَائِكِ عَلَيْهِ, (S, A, * TA,) meaning (tropical:) Do not thou alleviate (S, A, TA) the merited punishment of his crime by thy cursing him. (S, * TA.) And a poet says, فَسَبِّخْ عَلَيْكَ الهَمَّ وَاعْلَمْ بِأَنَّهُ

إِذَا قَدَّرَ الرَّحْمٰنُ شَيْئًا فَكَائِنُ [Then alleviate thou the disquietude of thy mind; and know that, when the Compassionate decreeth a thing, it happeneth]. (S.) One says also, سَبَّخَ اللّٰهُ عَنْكَ الحُمَّى May God alleviate thy fever. (S.) And اَللّٰهُمَّ سَبِّخْ عَنَّا الأَذَى O God, remove from us, or alleviate to us, that which harms, or hurts. (TA.) b4: And (assumed tropical:) The act of stilling, quieting, rendering motionless, appeasing, tranquillizing, calming, allaying, assuaging, or quelling. (K.) A2: Also (assumed tropical:) The becoming [alleviated, or lightened,] still, quiet, motionless, appeased, tranquil, calm, allayed, assuaged, or quelled. (K, * TA.) One says of heat, (S, K,) and of anger, (TA,) سبّخ, (S, K,) inf. n. as above; and ↓ تسبّخ; (K;) (assumed tropical:) It became abated, or allayed, (S, K, TA,) and alleviated. (S.) b2: Also (assumed tropical:) The ceasing of veins from the throbbing occasioned by pain therein. (IAar, L, K. *) b3: See also 1, in three places.3 سابخ expl. by Freytag as meaning He contended with another in swimming is a mistake for سابح.]4 اسبخ He reached salt earth in digging (S, K) a well. (TA.) b2: See also 1, first sentence.5 تَسَبَّخَ see 2, near the end of the paragraph.

سَبَخٌ is expl. by Freytag as applied in the Deewán of Jereer to A dense cloud that is seen suspended apart from other clouds.]

سَبِخٌ; and its fem., with ة: see سَبَخَةٌ, in three places.

سَبْخَةٌ: see the next paragraph, in three places.

سَبَخَةٌ and ↓ سَبْخَةٌ [A piece, or tract, of] land that exudes water and produces salt: (K:) pl. (of the former, S, or of the latter, Msb) سِبَاخٌ: (S, A, Msb, K:) ↓ أَرْضٌ سَبِخَةٌ [also] signifies as above; (JK;) or land containing سِبَاخ, (S, A,) i. e. [places that exude water and produce salt, or simply] salt; (A;) or salt land or earth, as also ↓ ارض سَبْخَةٌ, in which the latter word is a contraction of سَبِخَةٌ, and ارض سَبَخَةٌ also: (Msb:) and ↓ سَبِخٌ signifies a place producing salt, (Msb, * TA,) and in which the feet sink: (TA:) the pl. of ↓ سَبِخَةٌ is سَبِخَاتٌ. (Msb.) The Prophet said to Anas, on his mentioning El-Basrah, إِنْ مَرَرْتَ بِهَا وَدَخَلْتَهَا فَإِيَّاكَ وَسِبَاخَهَا, meaning [If thou pass by it and enter it, then beware thou of] its tracts of land overspread with saltness, that seldom, or never, give growth to anything but some trees, or shrubs. (L.) b2: Also, (K,) or the latter, i. e. ↓ سَبْخَةٌ, (JK,) A thing that overspreads water (JK, K, TA) in consequence of its having been long left, (TA,) resembling [the green substance called] طُحْلُب, (JK, K,) or such as طحلب and the like. (TA.) سَبِيخٌ Cotton, and wool, and soft hair (وَبَر), separated, or plucked asunder, and loosened; as also ↓ مُسَبَّخٌ: (TA:) [and ↓ سَبِيخَةٌ, in which the ة is added to convert the epithet into a subst., signifies a portion, i. e. a loose flock, thereof; and its pl. is سَبَائِخُ, whence] one says, طَارَتْ سَبَائِخُ القُطْنِ [The loose flocks of the cotton flew about]. (A.) b2: [Hence,] (tropical:) Feathers (رِيش) that fall off (S, A, K) and become scattered: (K:) as also ↓ مُسَبَّخٌ: (TA:) the pl. of the former (K, TA) [used as a subst.], in this and in the following senses, (TA,) [or rather of ↓ سَبِيخَةٌ as a n. un. thus used,] is سَبَائِخُ. (K, TA.) One says, وَرَدْتُ مَآءً حَوْلَهُ سَبِيخُ الطَّيْرِ, and ↓ سَبَائِخُهُ, i. e. (tropical:) [I came to water around which were] the feathers that had fallen off [and become scattered] of birds. (A.) b3: Also Cotton made wide for a medicament to be put upon it (K, TA) and for it to be applied upon a wound: (TA:) and ↓ سَبِيخَةُ signifies a portion of cotton thus prepared for this purpose. (JK, K. *) b4: And Cotton, (S, K,) and wool, and soft hair (وَبَر), (S,) wound, after the separating and loosening, (S, K, in the former بَعْدَ النَّدْفِ ↓ يُسْبَخُ i. e. يُلَفُّ,) to be spun (S, K) by a woman: (S:) and ↓ سَبِيخَةٌ signifies a portion thereof. (S.) سَبِيخَةٌ; and its pl., سَبَائِخُ: see the next preceding paragraph, in five places.

مُسَبَّخٌ: see سَبِيخٌ, in two places.

قَرْصَعٌ

قَرْصَعٌ، كجعفرٍ: لئيمٌ كان باليَمن، ومنه: "ألأم من قَرْصَعٍ"، أو من ابنِ القَرْصَعِ، وهو أيضاً الأَيْرُ القصيرُ المُعَجَّرُ.
وقَرْصَعَ: انْقَبَضَ، واسْتَخْفَى، وأكَل أكلاً ضعيفاً، وأكَلَ وحْدَه لُؤْماً،
وـ الكتابَ: قَرْمَطَه،
وـ المرأةُ: مَشَتْ مِشْيَةٌ قبيحةً،
وـ في بيتِه: جَلَسَ وتَقَبَّضَ.
واقْرَنْصَعَ: تَــزَمَّل في ثِيابِهِ.

الخَشْفُ

الخَشْفُ، والخَشْفَةُ، ويُحَرَّكُ: الصوتُ والحَركةُ، أو الحِسُّ الخَفِيُّ، أو الخَشْفَةُ: صوتُ دَبيبِ الحَيَّاتِ، وصَوْتُ الضَّبُعِ، وقُفٌّ قد غَلَبَ عليه السُّهولَةُ.
وخَشَفَ، كضَرَبَ وَنَصَرَ: صَوَّتَ،
وـ في السَّيْرِ: أسْرَعَ،
وـ رأسَهُ بالحَجَرِ: فَضَخَه،
وـ المرأةُ بالوَلَدِ: رَمَتْ به. وكرُمَّانٍ: الخُفَّاشُ، ومُحدِّثٌ، ووالِدُ طَلْقٍ التابِعِيِّ.
وكغُرابٍ: ع. وكشدَّاد: والِدُ فاطِمَةَ التابِعِيَّةِ، وجَدُّ زَمْلِ بنِ عَمْرٍو.
وأُمُّ خَشَّافٍ: الداهِيَةُ.
وخَشَفَ خُشُوفاً وخَشَفاناً: ذَهَبَ في الأرضِ،
فهو خاشِفٌ وخَشُوفٌ وخَشِيفٌ،
وـ في الشيءِ: دَخَلَ فيه،
كانْخَشَفَ، فهو مِخْشَفٌ، كمِنْبَرٍ وأمِيرٍ وصَبورٍ وصاحِبٍ،
وـ الماءُ: جَمَدَ،
وـ البَرْدُ: اشْتَدَّ،
وـ فلانٌ: تَغَيَّبَ،
وـ زيدٌ: مَشَى بالليلِ خَشَفاناً، محرّكةً. وكمَقْعَدٍ: مَوْضِعُ الجَمْدِ. وكمِنْبَرٍ: الأسَدُ، والدليلُ الماضي، وقد خَشَفَ بِهم خَشافَةً، وخَشَّفَ تَخْشيفاً،
وـ: الجَرِيءُ على السُّرَى، أو الجَوَّالُ بالليلِ، كالخَشُوفِ، والمَصْدَرُ: الخَشَفَانُ.
والأخْشَفُ: من عَمَّهُ الجَرَبُ فَيَمْشِي مِشْيَةَ الشيخِ، ج: خُشْفٌ، بالضم، وقد خَشِفَ كفرِحَ.
والخَشْفُ، مُثَلَّثَةً: ولَدُ الظَّبْيِ أوَّلَ ما يُولَدُ، أو أوَّلَ مَشْيِهِ، أو التي نَفَرَتْ من أولادِها وتَشَرَّدَتْ، ج: كقِرَدَةٍ، وهي: بهاءٍ، وبالفتح: الذُّلُّ، والرَّديءُ من الصُّوفِ، ويُضَمُّ، والذُّبابُ الأخْضَرُ، ويُثَلَّثُ، ويقالُ: كصُرَدٍ، وبالكسر: (ابنُ مالِكٍ الطائِيُّ) ، وبالتحريكِ: الثَّلْجُ الخَشِنُ، والجَمْدُ الرِّخْوُ،
كالخَشِيفِ فيهما. وكَصبور: مَنْ يَدْخُلُ في الأمُورِ.
والأخاشِفُ: العَزازُ الصُّلْبُ من الأرض، وبالسينِ المُهْمَلَةِ: اللَّيِّنَةُ. وكأميرٍ: يَبيسُ الزَّعْفَرانِ، والماضي من السُّيوفِ،
كالخاشِفِ والخَشُوفِ،
وظَبْيَةٌ مُخْشِفٌ، كمُحْسِنٍ: لها خِشْف.
وانْخَشَفَ فيه: دَخَلَ.
وخاشَفَ في ذِمَّتِهِ: سارَعَ في إخْفارِها،
وـ الإِبِلَ لَيْلَتَهُ: سايَرَها،
وـ السَّهْمُ: سُمِعَ له خَشَفَةٌ عند الإِصابةِ.

خَزَمَهُ

خَزَمَهُ يَخْزِمُهُ: شَكَّهُ،
وـ البَعيرَ: جَعَلَ في جانِبِ مَنْخِرِهِ
الخِزامَةَ، ككِتابَةٍ، للبُرَةِ،
كخَزَّمَهُ. وإبِلٌ خَزْمَى.
والطَّيْرُ كُلُّها مَخْزومَةٌ، ومُخَزَّمَة، لأَنَّ وَتَرَاتِ أُنوفِها مَثقوبَةٌ، وكذا النَّعامُ.
وخِزامَةُ النَّعْلِ، بالكسر: سَيْرٌ رَقيقٌ
يَخْزِمُ بينَ الشِّراكَيْنِ.
وتَخَزَّمَ الشَّوْكُ في رِجْلِهِ: شَكَّها، ودَخَلَ.
وخازَمَهُ الطَّريقَ: أخَذَ في طَريقٍ، وأخَذَ الآخرُ في طَريقٍ حتى الْتَقَيا في مَكانٍ.
وريحٌ خازِمٌ: خارِمٌ.
والخَزْمُ في الشِّعْرِ: زيادَةٌ تكونُ في أوَّلِ البَيْتِ لا يُعْتَدُّ بها في التقطيعِ، وتكونُ بحَرْفٍ إلى أرْبَعَةٍ، وبالتَّحريكِ: شَجَرٌ كالدَّوْمِ.
والخَزَّامُ، كشَدَّادٍ: بائعُهُ.
وسوقُ الخَزَّامينَ بالمَدينَةِ: م.
والخَزَمَةُ، مُحرَّكةً: خوصُ المُقْلِ.
وخَزَمَةُ بنُ خَزَمَةَ،
والحَارِثُ بنُ خَزَمَةَ،
ونَهيكُ بنُ أوْسِ بنِ خَزَمَةَ،
وبالسُّكونِ: الحَارِثُ بنُ خَزْمَةَ،
وعبدُ الله بنُ ثعلبةَ بنِ خَزْمَةَ، صحابيُّونَ.
والخُزامَى، كحُبارَى: نَبْتٌ، أو خِيرِيُّ البَرِّ، زَهْرُهُ أطْيَبُ الأزْهارِ نَفْحَةً، والتَّبخيرُ به يُذْهِبُ كُلَّ رائِحَةٍ مُنْتِنَةٍ، واحْتِمالُهُ في فُرْزُجَة مُحَبِّلٌ، وشُرْبُهُ مُصلِحٌ للكبِدِ والطِّحالِ والدِّماغِ البارِدِ.
والخَزومَةُ: البَقَرَةُ، أو المُسِنَّةُ القَصِيرَةُ منها
ج: خزائِمُ وخَزومٌ.
والأخْزَمُ: الحَيَّةُ الذَّكَرُ، والذَّكَرُ القَصيرُ الوَتَرَةِ،
وكمَرَةٌ خَزْماءُ: كذلك.
وأبو أخْزَمَ الطائِيُّ: جَدُّ حاتِمٍ، أو جَدُّ جَدِّهِ،
ماتَ ابْنُهُ أخْزَمُ، وتَرَكَ بَنِيْنَ، فَوَثَبوا يَوْماً على جَدِّهِم، فأَدْمَوْهُ، فقالَ:
إنَّ بَنِيَّ زَمَّلــوني بالدَّمِ ... مَنْ يَلْقَ آسادَ الرِّجالِ يُكْلَمِ
ومَنْ يكن دَرءٌ به يُقَوَّمِ ... شِنْشِنَةٌ أعْرِفُها من أخْزَمِ
كأَنَّهُ كانَ عاقاً.
وأخْزَمُ: جَبَلٌ قُرْبَ المَدِينَةِ،
وفَحْلٌ كَريمٌ م. وكغُرابٍ: وادٍ بنَجْدٍ.
والخُزَيْمِيَّةُ: مَنْزِلَةٌ للحاجِّ بين الأجْفَرِ والثَّعْلَبِيَّةِ.
وخازِمُ بنُ الجِهْبِذِ، وابنُ جَبَلَةَ، وابنُ القَاسِمِ، وابنُ مَرْوانَ، أو هو بحاءٍ،
وابنُ خُزَيْمَةَ، وابنُ محمدِ بنِ خازِمٍ القُرْطُبِيُّ، وابنُ محمدٍ الجُهَنِيُّ، وابنُ محمدٍ الرَّحَبِيُّ.
ومَنْ أبوهُ خازِمٌ: سعيدٌ الكُوفِيُّ،
وخُزَيْمَةُ العَبَّاسِيُّ، وأحمدُ اللَّهِيعيُّ، ومحمدٌ الضَّرِيرُ أبو مُعَاوِيَةَ، ومَسْعَدَةُ، وخالِدٌ، والحَسَنُ ابنُ مَخْلَدِ بنِ خازِمٍ،
وعبدُ الله بنُ خالِدِ بنِ خازِمٍ.
ومَنْ كُنْيَتُهُ أبو خازِمٍ: جُنَيْدُ بنُ العَلاءِ، وعبدُ الغَفَّار بنُ الحَسَنِ بن عبدِ الحَميدِ القاضي، وأحمدُ بنُ محمدِ بنِ صُلْبٍ، وعبدُ الله بنُ محمدٍ، وابنُ الفَرَّاءِ، وابنُ أبي يَعْلَى: وكُلُّهُم محدِّثونَ. ومحمدُ بنُ جعفرِ بنِ محمدٍ، وإسْمَاعيلُ بنُ عبدِ الله، وأحمدُ وجعفرٌ ابْنَا محمدٍ،
والإِمامُ الكبيرُ محمدُ بنُ عُمَرَ بنِ أبي بَكْرٍ الخازِمِيُّونَ: عُلَماءُ.
والحُسَيْنُ بنُ إسْمَاعِيلَ الشَّشْدانِقِيُّ الخُزَيْمِيُّ: من وَلَدِ خُزَيْمَةَ بنِ ثابِتٍ.
والإِمامُ محمدُ بنُ إسْحَاقَ بن خُزيمَةَ ومحمد بن عَلي بن محمد بن عليٍّ بن خُزيمةَ الخُزيميان نسبة إلى جِدِّهما وكزبير: إبراهيمُ بنُ خُزَيمٍ، ومحمدُ بنُ خُزَيمٍ الشَّاشِيَّان: مُحَدِثانِ.
وكَشَدَّادٍ: مُحمد بنُ خَضْيرِ بنِ خَزَّام، أو إبنُ أبي خَزَّامٍ سَمِعَ البَغَويِّ.
وكَمُعَظَّمٍ: اسمٌ.
وكَجُهَينَةَ: إبنُ أَوسٍ، وإبنُ ثابتٍ، وإبنُ حَكيمٍ، وإبنُ جَزِيٍّ، وإبنُ جَهَمٍ، وإبنُ الحارِثِ، وابنُ خُزْمَةَ، وابنُ عاصِمٍ، وابنُمُعَمَرٍ، وكَثُمامةٍ: خُزامَةُ بنُ يَعْمُرٍ الليثَبيُّ: صَحابيونَ. وإبنُ أبي خُزامةَ، أو أبو خُزامَةَ بنُ خُزيمَةَ شَيْخُ الزُّهْرِيِّ، وخُزامَةَ بِنْتُ جَهْمَةَ: صَحابِيَةٌ.

شنشن

(شنشن)
القرطاس أَو الثَّوْب الْجَدِيد وَنَحْوه تحرّك فصوت صَوتا خَفِيفا
[شنشن] نه: في ح عمر في ابن عباس: "شنشنة" أعرفها من أخزم، أي فيه شبه من أبيه في الرأي والحزم والذكاء، الشنشنة السجية والطبيعة، وقيل: القطعة والمضغة من اللحم، وهو مثل، أول من قاله أبو أخزم الطائي، وذلك أن أخزم كان عاقًا لأبيه فمات وترك بنين عقوًا جدهم فقال:
إن بني زملــوني بالدم ... "شنشنة" أعرفها من أخزم ويروى: نشنشة - ويجئ.

قما

قما: قما والجمع اقمية: قمع. (فوك) وهي تصحيف قمع.
[قما] ع: فيه: يقمو، يدخل.
قما: قماءة: صغر الجسم وقصره. ففي الحماسة (ص649): وأورثها شر التراث أبوهم قماءة جسم (البيت).
وفسرت: القماءة الصغر والقصر. وفي المقري (3: 860): وكان من أعاجيب الزمان في إفراط القمأة (القماءة) حتى يظن رائيه الذي استدبره إنه طفل ابن ثمانية أعوام أو نحوها. والتعليق الذي على الهامش يؤكد أن هذه الكلمة قد حيرت الناشر المصري حيرة شديدة ذلك لأنه مثل غيره من زملــائه لا تتعدى معرفتهم على ما جاء في القاموس.
مقمى: ديك خصي، ديك يسمن ليؤكل. (دوماس حياة العرب ص431). وأصل المعنى: سمين ومسمن.

الصلاة

الصلاة
[هي في الأصل: الإقبال على شيء . ومنه: الركوع، ومنه: التعظيم، والتضرّع والدعاء. وهي كلمة قديمة، بمعنى الصلاة والعبادة. جاءت في الكلدانية بمعنى الدعاء والتضرّع . وفي العبرانية بمعنى الصلاة والركوع .
ومن هذا الأصل صلِيَ النارَ: أقبل عليها، ثم بمعنى دخل النار، كما قال تعالى:
{سَيَصْلَى نَارًا} .
وأيضاً: {وَيَصْلَى سَعِيرًا} .
ومنه: التصلية، كما قال تعالى: {وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ} . واستعملت العرب كل ذلك ] .
جهات الصلاة (من أصول الشرائع أيضاً) . هي:
إقرارٌ بالتوحيد.
وذكرٌ لعهدنا بعبوديته الخالصة. والذكرُ هو الذي يجعل المعتقد به راسخاً في النفس حتى تتكيف به. أصلُ الخِلقة تعبُّدٌ للخالق. فتركُ العبادةِ تناقضٌ في الوجود. ولذلك كلُّ خلقٍ يعبدُ الرب. والصلاةُ مخّ العبادة، فلزم جميعَ الخلق لزومَ التوحيد والتعبّد. وقد يُعبَّر عن الصلاة بالتسبيح . فكلُّ خلقٍ له صلاةٌ، كما قال تعالى:
{كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ} .
وقال تعالى:
{تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} .
وقال تعالى:
{وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ} .
وقال تعالى: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ}
الصلاةُ عهدُنا بالله. قال تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} .
وقال تعالى:
{أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} .
[4] (*) وعبادتُه هو الدعاء الخالص له، كما قال تعالى:
{وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} .
وقال: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ} .
الصلاة شكرٌ لربّنا، وهو الربُّ الواحدُ. فالشركُ في الدعاءِ كفرٌ، كما أن تركَ الصلاة والإعراضَ عن ذكره كفرٌ. قال تعالى:
{فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} . فبناءُ الصلاةِ الصبرُ، وكذلك بناءُ الشكرِ الصبرُ .
(*) ويجب علينا هذا الشكر خاصة، لأنه تعالى أمرَ الملائكةَ بالسجدةِ لآدم، فوجب عليه أن يسجد لِربّه.
قال تعالى: {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ} .
فتركُ الصلاة مِنّا صار أشدَ كفراً من عصيانِ إبليس بثلاث مرات:
1 - لوجوبِها فطرةً.
2 - لوجوبها بما وَعَدْنا أن نَعبدَ.
3 - لوجوبها شكراً لما جُعِلَ الملائكةُ ساجدين لنا.
الصلاة رجوعٌ إلى الرب، فهي ذكرٌ للمعاد وصورةٌ له، وكذلك للمبدأ، فإنّه كمالُ الطاعة والتعبد قال تعالى:
{قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ} .
ولذلك هي عسير على المنكر بالمعاد. قال تعالى:
{وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} .
وقال تعالى:
{وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ} . فكما أن الصلاةَ تهدي إلى الصِّراط، فكذلك الإيمان بالآخرة.
الصلاةُ تقرّبٌ وحضور. قال تعالى:
{وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} .
فهي طريق إلى الرب، وفيها الدعاء للهداية إلى الصراط المستقيم.
الصلاةُ قربانٌ لبهيمةِ النفسِ عقلاً، ولهذا جُمِعَتْ بالنحر والنُّسُك. قال تعالى:
{فَصَلِّ لِربِّكَ وَاْنحَرْ} .
وقال عن إبراهيم عليه السلام:
{قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} .
فالصلاةُ حياةٌ، كما أن "مماتي لله تعالى نُسُكي". والنسُكُ علامة لقربانٍ نفسيٍّ لله تعالى .
الصلاةُ صِنْوٌ للصبر، وتحقيقٌ له. ولهذا تُستعمل بدلاً منه. قال تعالى:
{وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} .
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ} .
فَذَكرَ الصبرَ هاهنا، كما ذَكَرَ الصلاةَ هناك، واكتفَى بواحدٍ منهما عن الآخر. ثم ذكَرَ قصةَ قُربانِ إسماعيل، فأشار إلى ثلاث جِهَاتٍ منها:
1 - الصبر.
2 - والقربان.
3 - والحياة، للصابرين المتقرِّبين أنْفُسَهم.
ومِن كونِ الصبرِ والصلاةِ صِنوَين ترتّب نتيجة الصلاة مِن اللهِ على الصبر، فإنّ الجزاءَ مثل العمل .
الصلاةُ استعانةٌ بالله تعالى، لقوله تعالى:
{وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ} .
ولِما جاء في سورة الصلاة:
{وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} .
وهذه استعانة جامعة. والاستعانة التامة هي التوكل. وقد قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا الْمُــزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا} إلى قوله {فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا} ... {وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ} الآية.
الصلاة: عند المعتزلة: من الأسماء الشرعية، واختلف في وجه التشبيه على أقوال. قال الإمام الرازي: والأقرب أنها من الدعاء إذ لا صلاة إلا وفيها الدعاء أو ما يجري مجراه. وقال أصحابنا من المجازات المشهورة لغة إطلاق اسم الجزء على الكل، فلما كانت مشتملة على الدعاء أطلق اسم الدعاء عليها مجازا. قال: فإن كان مراد المعتزلة من كونها اسما شرعيا هذا فهو حق، وإن أرادوا أن الشرع ارتجل هذه اللفظة فذلك ينافيه {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} . إلى هنا كلام الإمام. وقال ابن الكمال: أصلها الدعاء سميت به هذه العبادة التي هي أفعال وأقوال مفتتحة بتكبير مختتمة بتسليم كتسمية الشيء باسم ما يتضمنه. والصلاة من العبادات التي لا تنفك شريعة منها وإن اختلفت صورها بحسب شرع، شرع ولذلك قال {إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} . وفي المصباح: الصلاة الدعاء، سميت بها هذه الأفعال لاشتمالها على الدعاء وهل سبيله النقل فتكون الصلاة حقيقة شرعية في هذه الأفعال مجازا لغويا في الدعاء لأن النقل في اللغات كالنسخ في الأحكام، أو يقال استعمال اللفظ في المنقول إليه مجاز راجح وفي المنقول حقيقة مرجوحة فيه خلاف بين أهل الأصول.

الْحمل

(الْحمل) فلَان حمل على أَهله إِذا كَانَ ثقيل الْمَرَض وَمَا كَانَ فِي بطن أَو على شجر والهودج وَالْبَعِير عَلَيْهِ الهودج (ج) أحمال وحمول وحمال

(الْحمل) مَا يحمل على الظّهْر وَنَحْوه والهودج وَالْبَعِير عَلَيْهِ الهودج و (فِي الرياضيات) الثّقل أَو الْجِسْم الَّذِي يرفع أَو يجر بوساطة الْآلَات (مج)(ج) أحمال وحمول

(الْحمل) الصَّغِير من الضَّأْن (ج) حملان وأحمال وبرج فِي السَّمَاء من البروج الربيعية
الْحمل: بِالْكَسْرِ بار وبالفتح بار برداشتن وبارشكم وهرباري كه باشد. وَالْحمل مُخْتَصّ بالإنسان كالنتاج بِالْحَيَوَانِ وَلذَا قيل فِي كتب الْفِقْه الْحمل مَا فِي بطن الْإِنْسَان وَأَقل مُدَّة الْحمل سِتَّة أشهر بالِاتِّفَاقِ وَفِي أَكْثَرهَا اخْتِلَاف عِنْد أبي حنيفَة رَحمَه الله وَأَصْحَابه سنتَانِ لما رُوِيَ عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا أَنَّهَا قَالَت لَا يبْقى الْوَلَد فِي رحم أمه أَكثر من سنتَيْن وَلَو بِقدر ظلّ مغزل وَمثل هَذَا لَا يعرف قِيَاسا بل سَمَاعا عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَعند الشَّافِعِي رَحمَه الله أَربع سِنِين لما رُوِيَ أَن الضَّحَّاك ولد لأَرْبَع سِنِين وَقد بَدَت ثناياه وَهُوَ يضْحك فَسُمي ضحاكا وَعند لَيْث بن سعد الفهمي رَحمَه الله ثَلَاث سِنِين وَعند الزُّهْرِيّ رَحمَه الله سبع سِنِين. وبرج من البروج الاثْنَي عشر من الْفلك الْأَعْظَم.وَالْحمل عِنْد أَرْبَاب الْمَعْقُول يُطلق بالاشتراك اللَّفْظِيّ على ثَلَاثَة معَان:

الأول: الْحمل اللّغَوِيّ، وَالثَّانِي: الْحلم الاشتقاقي، وَالثَّالِث: حمل المواطأة. (أما الْحمل اللّغَوِيّ) فَهُوَ الحكم بِثُبُوت شَيْء بِشَيْء أَو انتفائه عَنهُ وَحَقِيقَته الإذعان وَالْقَبُول. (وَأما الْحمل الاشتقاقي) فَهُوَ الْحمل بِوَاسِطَة (فِي) أَو (ذُو) أَو (لَهُ) وَحَقِيقَته الْحُلُول فَإنَّك إِذا قلت زيد ذُو مَال فقد حملت المَال على زيد بِوَاسِطَة (ذُو) . فَإِن قلت: إِن المَال مَحْمُول على زيد بِوَاسِطَة ذُو وَلَيْسَ حَالا فِيهِ فَكيف يَصح أَن حَقِيقَته الْحُلُول. قلت: الْمَحْمُول فِي الْحَقِيقَة هُوَ الْإِضَافَة الَّتِي بَين زيد وَالْمَال وَهُوَ التَّمَلُّك. وَلَا شكّ أَن التَّمَلُّك حَال فِي زيد والتملك مَحْمُول على زيد فِي ضمن التَّمَلُّك الْمُشْتَقّ مِنْهُ كَمَا أَن الْكِتَابَة مَحْمُول على زيد فِي ضمن الْكَاتِب وَالْكَاتِب مَحْمُول عَلَيْهِ بالاشتقاق وَلِهَذَا سمي هَذَا الْحمل بالاشتقاق وَقس عَلَيْهِ زيد فِي الدَّار وَزيد أَب لعَمْرو فَإِن الْمَحْمُول فِي الْحَقِيقَة هُوَ الْإِضَافَة الَّتِي بَين زيد وداره وَبَين زيد وَعَمْرو وَهِي الظَّرْفِيَّة والأبوة والنبوة.
وَأما حمل المواطأة فَهُوَ حمل شَيْء بقول على مثل الْإِنْسَان حَيَوَان يَعْنِي الْحَيَوَان مَحْمُول على الْإِنْسَان وَحَقِيقَته هُوَ هُوَ. وَبِعِبَارَة أُخْرَى نِسْبَة الْمَحْمُول إِلَى الْمَوْضُوع إِن كَانَت بِلَا وَاسِطَة وَهُوَ القَوْل على الشَّيْء فَهِيَ الْحمل بالمواطأة وَهَذَا الْحمل يرجع إِلَى اتِّحَاد المتغائرين فِي نَحْو من اتِّحَاد الْوُجُود بِحَسب نَحْو آخر من أنحائه فَإِن كَانَ الْمَحْمُول ذاتيا فَهُوَ حمل بِالذَّاتِ أَو عرضيا فَهُوَ حمل بِالْعرضِ. فَفِي حمل الذاتيات اتِّحَاد بِالذَّاتِ وَفِي حمل العرضيات اتِّحَاد بِالْعرضِ.
ثمَّ اعْلَم أَن الْحمل بالمواطأة يَنْقَسِم إِلَى قسمَيْنِ: الأول: حمل الشَّيْء على نَفسه، وَالثَّانِي: الْحمل الْمُتَعَارف وَيُسمى الْحمل الشَّائِع أَيْضا. ثمَّ من الْقسم الأول الْحمل الأولي وَهُوَ يُفِيد أَن الْمَحْمُول هُوَ بِعَيْنِه عنوان حَقِيقَة الْمَوْضُوع وَإِنَّمَا سمي حملا أوليا لكَونه أولي الصدْق أَو الْكَذِب. وَمِنْه حمل الشَّيْء على نَفسه مَعَ تغاير بَين الطَّرفَيْنِ بِأَن يُؤْخَذ. أَحدهمَا: مَعَ حيثية أَو بِدُونِ التغاير بَينهمَا بِأَن يتَكَرَّر الِالْتِفَات إِلَى شَيْء وَاحِد ذاتا واعتبارا فَيحمل ذَلِك الشَّيْء على نَفسه من غير أَن يَتَعَدَّد الملتفت إِلَيْهِ وَالْأول صَحِيح غير مُفِيد وَالثَّانِي غير صَحِيح وَغير مُفِيد ضَرُورَة أَنه لَا يعقل النِّسْبَة إِلَّا بَين اثْنَيْنِ وَلَا يُمكن أَن يتَعَلَّق بِشَيْء وَاحِد التفاتان من نفس وَاحِدَة فِي زمَان وَاحِد والتغاير من جِهَة الِالْتِفَات لَا يَكْفِي هَا هُنَا لِأَن الِالْتِفَات لَا يلْتَفت إِلَيْهِ حِين الِالْتِفَات والتعدد فِي الِالْتِفَات لَا يتَصَوَّر إِلَّا بالتعدد فِي أحد هَذِه الْأُمُور الثَّلَاثَة الملتفت والملتفت إِلَيْهِ وَالزَّمَان. وَالْحمل الْمُتَعَارف يُفِيد أَن يكون الْمَوْضُوع من أَفْرَاد الْمَحْمُول أَو مَا هُوَ فَرد لأَحَدهمَا فَرد للْآخر وَإِنَّمَا سمي متعارفا لتعارفه وشيوع اسْتِعْمَاله.
وَرُبمَا يُطلق الْحمل الْمُتَعَارف فِي الْمنطق على الْحمل المتحقق فِي المحصورات سَوَاء كَانَت حَقِيقَة كَمَا هُوَ الظَّاهِر أَو حكما كالمهملات. فالحمل فِي قَوْلنَا الْإِنْسَان كَاتب مُتَعَارَف على كلا الاصطلاحين وَفِي قَوْلنَا الْإِنْسَان نوع مُتَعَارَف على الِاصْطِلَاح الأول وَغير مُتَعَارَف على الِاصْطِلَاح الثَّانِي.
ثمَّ اعْلَم أَن الفارابي جعل الْحمل على أَرْبَعَة أَقسَام: حمل الْكَلْبِيّ على الجزئي مثل زيد إِنْسَان. وَحمل الْكَلْبِيّ على الْكُلِّي مثل الْإِنْسَان حَيَوَان وَالْإِنْسَان إِنْسَان وَحمل الجزئي على الجزئي مثل هَذَا زيد وَهَذَا الْإِنْسَان هَذَا الْكَاتِب. قَالَ الْفَاضِل الزَّاهِد فِي الْهَامِش على حَوَاشِيه على شرح المواقف أَن الأول وَالثَّالِث حمل مُتَعَارَف وَالْمرَاد بالفرد الْوَاقِع فِي تَعْرِيفه مَا صدق عَلَيْهِ مُطلقًا. وَالثَّانِي يحْتَمل أَن يكون متعارفا أَو غير مُتَعَارَف لِامْتِنَاع أَن يصدق جزئي على جزئي آخر إِلَّا بِأَن يكون الجزئي حِصَّة كحصة من الْإِنْسَان أَو الْكَاتِب فَحمل تِلْكَ الْحصَّة حملا متعارفا على حِصَّة أَو على جزئي آخر أَو عَكسه بِالنّظرِ إِلَى الْوُجُود بِالذَّاتِ أَو الْوُجُود بِالْعرضِ انْتهى.
وَقَالَ السَّيِّد السَّنَد الشريف الشريف قدس سره فِي حَوَاشِيه على شرح الشمسية كَون الجزئي الْحَقِيقِيّ مقولا على وَاحِد إِنَّمَا هُوَ بِحَسب الظَّاهِر وَإِمَّا بِحَسب الْحَقِيقَة فالجزئي الْحَقِيقِيّ لَا يكون مَحْمُولا مقولا على شَيْء أصلا بل يُقَال وَيحمل عَلَيْهِ المفهومات الْكُلية فَهُوَ مقول عَلَيْهِ لَا مقول بِهِ وَكَيف لَا وَحمله على نَفسه لَا يتَصَوَّر قطعا إِذْ لَا بُد فِي الْحمل الَّذِي هُوَ النِّسْبَة بَين الْمَوْضُوع والمحمول أَن تكون بَين أَمريْن متغائرين وَحمله على غَيره بِأَن يُقَال زيد عَمْرو إِيجَابا مُمْتَنع أَيْضا وَأما قَوْلك هَذَا زيد فَلَا بُد فِيهِ من التَّأْوِيل لِأَن هَذَا إِشَارَة إِلَى الشَّخْص الْمعِين فَلَا يُرَاد بزيد ذَلِك الشَّخْص الْمعِين وَإِلَّا فَلَا حمل من حَيْثُ الْمَعْنى كَمَا عرفت بل يُرَاد مَفْهُوم مُسَمّى بزيد أَو صَاحب اسْم زيد وَهَذَا الْمَفْهُوم كلي. وَإِن فرض انحصاره فِي شخص وَاحِد فالمحمول أَعنِي الْمَقُول على غَيره لَا يكون إِلَّا كليا انْتهى.
وَقَالَ أفضل الْمُتَأَخِّرين مَوْلَانَا عبد الْحَكِيم رَحمَه الله قَوْله لَا يكون مقولا على شَيْء لِأَن منَاط الْحمل الِاتِّحَاد فِي الْوُجُود وَلَيْسَ مَعْنَاهُ أَن وجودا وَاحِدًا قَائِم بهما لِامْتِنَاع قيام الْعرض الْوَاحِد بمحلين بل مَعْنَاهُ أَن الْوُجُود لأَحَدهمَا بالإصالة وَللْآخر بالتبع بِأَن يكون منتزعا عَنهُ وَلَا شكّ أَن الجزئي هُوَ الْمَوْجُود إصالة والأمور الْكُلية سَوَاء كَانَت ذاتية أَو عرضية منتزعة عَنهُ على مَا هُوَ تَحْقِيق الْمُتَأَخِّرين. فَالْحكم باتحاد الْأُمُور الْكُلية مَعَ الجزئي صَحِيح دون الْعَكْس فَإِن وَقع مَحْمُولا كَمَا فِي بعض الْإِنْسَان زيد فَهُوَ مَحْمُول على الْعَكْس أَو على التَّأْوِيل فَانْدفع مَا قيل إِنَّه يجوز أَن يُقَال زيد إِنْسَان فليجز الْإِنْسَان زيد لِأَن الِاتِّحَاد من الْجَانِبَيْنِ فَظهر أَنه لَا يُمكن حمله على الْكُلِّي وَأما على الجزئي فَلِأَنَّهُ إِمَّا نَفسه بِحَيْثُ لَا تغاير بَينهمَا أصلا بِوَجْه من الْوُجُوه حَتَّى بالملاحظة والالتفات على مَا قَالَ بعض الْمُحَقِّقين لَهُ إِذا لوحظ شخص مرَّتَيْنِ وَقيل زيد زيد كَانَ مغائرا بِحَسب الملاحظة وَالِاعْتِبَار قطعا وَيَكْفِي هَذَا الْقدر من التغاير فِي الْحمل فَلَا يُمكن تصور الْحمل بَينهمَا فضلا عَن إِمْكَانه. وَإِمَّا جزئي آخر مغائر لَهُ وَلَو بالملاحظة والالتفات فالحمل وَإِن كَانَ يتَحَقَّق ظَاهرا لكنه فِي الْحَقِيقَة حكم بتصادق الاعتبارين على ذَات وَاحِدَة فَإِن معنى الْمِثَال الْمَذْكُور أَن زيدا الْمدْرك أَولا هُوَ زيد الْمدْرك ثَانِيًا. وَالْمَقْصُود مِنْهُ تصادق الاعتبارين عَلَيْهِ وَكَذَا فِي قَوْلك هَذَا الضاحك هَذَا الْكَاتِب الْمَقْصُود اجْتِمَاع الوصفين فِيهِ فَفِي الْحَقِيقَة الجزئي مقول عَلَيْهِ للاعتبارين. نعم على القَوْل بِوُجُود الْكُلِّي الطبيعي فِي الْخَارِج حَقِيقَة كَمَا هُوَ رَأْي الأقدمين والوجود الْوَاحِد إِنَّمَا قَامَ بالأمور المتعددة من حَيْثُ الْوحدَة لَا من حَيْثُ التَّعَدُّد يَصح حمله على الْكُلِّي لِاسْتِوَائِهِمَا فِي الْوُجُود والاتحاد من الْجَانِبَيْنِ وَلَعَلَّ هَذَا مَبْنِيّ على مَا نقل عَن الفارابي وَالشَّيْخ من صِحَة حمل الجزئي انْتهى.
وَقَالَ الباقر فِي الْأُفق الْمُبين نِسْبَة الْمَحْمُول إِلَى الْمَوْضُوع إِمَّا بِوُجُود (فِي) أَو توَسط (ذُو) أَو (لَهُ) بَين هُوَ هُوَ وَيُقَال لَهَا الْحمل الاشتقاقي. وَإِمَّا بقول (على) وَيُقَال لَهَا حمل المواطأة أَي الِاتِّحَاد بَين الشَّيْئَيْنِ بهو هُوَ وَهُوَ يُفِيد إِعْطَاء الِاسْم وَالْحَد وَيُشبه أَن يكون قَول الْحمل عَلَيْهِمَا باشتراك الِاسْم أَي بالاشتراك اللَّفْظِيّ دون الْمَعْنى وَالْآخر وَهُوَ مفَاد الْهَيْئَة التركيبية الحملية حَقِيقَة اتِّحَاد المتغائرين فِي نَحْو من أنحاء لحاظ التعقل بِحَسب نَحْو آخر من أنحاء الْوُجُود اتحادا بِالذَّاتِ أَو بِالْعرضِ وَفَوق ذَلِك ذكر سيقرع سَمعك إِن شَاءَ الله تَعَالَى تَفْصِيله فِي تبصرة حمل شَيْء على شَيْء. إِمَّا أَن يَعْنِي بِهِ أَن الْمَوْضُوع هُوَ بِعَيْنِه أَخذ مَحْمُولا على أَن يتَكَرَّر إِدْرَاك شَيْء وَاحِد بِتَكَرُّر الِالْتِفَات إِلَيْهِ من دون تكَرر فِي الْمدْرك والملتفت إِلَيْهِ أصلا وَلَو بِالِاعْتِبَارِ وَهُوَ حمل الشَّيْء على نَفسه وتأبى الضَّرُورَة الفطرية إِلَّا أَن تشهد بِبُطْلَانِهِ وَإِن وَقع بعض الأذهان فِي مَخْمَصَة تجويزه فَإِن صَحَّ فَكيف يَصح أَن تلْتَفت نفس وَاحِدَة إِلَى مَفْهُوم وَاحِد ذاتا واعتبارا فِي زمَان بِعَيْنِه مرَّتَيْنِ. وَإِمَّا أَن يَعْنِي ذَلِك لَكِن على أَن يَجْعَل تكَرر الْإِدْرَاك حيثية تقيدية يتكثر بحسبها الْمدْرك فَيحكم بِأَن الْمدْرك بِأحد الإدراكين هُوَ نفس الْمدْرك بالإدراك الآخر وَلَا يلحظ تعددا إِلَّا من تِلْكَ الْجِهَة وَهُوَ الَّذِي يُقَال إِنَّه ضرب مَنْصُور من حمل الشَّيْء على نَفسه وَلكنه هدر غير مُفِيد. وَإِمَّا أَن يَعْنِي بِهِ أَن الْمَحْمُول هُوَ بِعَيْنِه نفس الْمَوْضُوع بعد أَن يلحظ التغاير الاعتباري أَي هُوَ بِعَيْنِه عنوان حَقِيقَته لَا أَن يقْتَصر على مُجَرّد الِاتِّحَاد فِي الْوُجُود وَيُسمى الْحمل الأولي الذاتي لكَونه أولى الصدْق أَو الْكَذِب غير معنى بِهِ إِلَّا أَن هَذَا الْمَفْهُوم هُوَ نفس ذَاته وعنوان حَقِيقَته. فَإِذا اعْتبر بَين المفهومات المتغائرة فِي جليل النّظر رُبمَا احْتِيجَ تعْيين الْإِيجَاب أَو السَّلب إِلَى تَدْقِيقه كَمَا يَقُول الْوُجُود هُوَ الْمَاهِيّة أَو لَيْسَ والوجود هُوَ الْوحدَة أَو لَيْسَ يحْتَاج فِي الأذهان إِلَى الْبُرْهَان. وَإِمَّا أَن يَعْنِي بِهِ مُجَرّد اتِّحَاد الْمَوْضُوع والمحمول ذاتا ووجودا وَيرجع إِلَى كَون الْمَوْضُوع من أَفْرَاد الْمَحْمُول أَو كَون مَا هُوَ فَرد أَحدهمَا هُوَ فَرد الآخر وَيُسمى الْحمل الْعرفِيّ الْمُتَعَارف لشيوعه بِحَسب التعارف الصناعي وينقسم بِحَسب كَون الْمَحْمُول ذاتيا للموضوع أَو عرضيا لَهُ إِلَى الْحمل بِالذَّاتِ وَالْحمل بِالْعرضِ.
ثمَّ إِن فِي الْحمل الْمُتَعَارف قد يكون الْمَوْضُوع فَردا حَقِيقِيًّا للمحمول وَهُوَ مَا يكون أخص بِحَسب الصدْق كالإنسان بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْحَيَوَان وَقد يكون فَردا اعتباريا وَهُوَ مَا يكون أخصيته بِحَسب نَحْو الِاعْتِبَار كمفهوم الْمَوْجُود الْمُطلق بِالنِّسْبَةِ إِلَى تَعْيِينه وَكَذَلِكَ الْمُمكن الْعَام وَالْمَفْهُوم والكلي وَمَا ضاهاها فتلطف فِي سرك تنتصر انْتهى. وَإِنَّمَا قَالَ وَيُشبه الخ لِأَن معنى حمل المواطأة أَعنِي الِاتِّحَاد الْمَخْصُوص لَا يصلح مقسمًا لَهُ وللحمل الاشتقاقي كَمَا لَا يخفى.
وَفِي الْأَسْفَار اعْلَم أَن حمل الشَّيْء على الشَّيْء واتحاده مَعَه يتَصَوَّر على وَجْهَيْن: أَحدهمَا: الشَّائِع الصناعي الْمُسَمّى بِالْحملِ الْمُتَعَارف وَهُوَ عبارَة عَن مُجَرّد اتِّحَاد الْمَوْضُوع والمحمل ووجودا وَيرجع إِلَى كَون الْمَوْضُوع من أَفْرَاد مَفْهُوم الْمَحْمُول سَوَاء كَانَ الحكم على نفس مَفْهُوم الْمَوْضُوع كَمَا فِي الْقَضِيَّة الطبيعية أَو على أَفْرَاده كَمَا فِي القضايا المتعارفة من المحصورات وَغَيرهَا سَوَاء كَانَ الْمَحْكُوم بِهِ ذاتيا للمحكوم عَلَيْهِ وَيُقَال لَهُ الْحمل بِالذَّاتِ أَو عرضيا لَهُ وَيُقَال لَهُ الْحمل بِالْعرضِ والجميع يُسمى حملا عرضيا. وَثَانِيهمَا: أَن يَعْنِي بِهِ أَن الْمَوْضُوع هُوَ بِعَيْنِه نفس مَاهِيَّة الْمَحْمُول وَمَفْهُومه بعد أَن يلحظ نَحْو من التغاير أَي هَذَا بِعَيْنِه عنوان مَاهِيَّة ذَلِك لَا أَن يقْتَصر على مُجَرّد الِاتِّحَاد فِي الذَّات والوجود وَيُسمى حملا ذاتيا أوليا. أما ذاتيا فلكونه لَا يجْرِي وَلَا يصدق إِلَّا فِي الذاتيات. وَأما أوليا فلكونه أولى الصدْق أَو الْكَذِب. فكثيرا مَا يصدق ويكذب مَحْمُول وَاحِد على مَوْضُوع وَاحِد بل مَفْهُوم وَاحِد على نَفسه بِخِلَاف اخْتِلَاف هذَيْن الحملين كالجزئي واللامفهوم واللاممكن بالإمكان الْعَام واللاموجود بالوجود الْمُطلق وَعدم الْعَدَم والحرف وَشريك الْبَارِي والنقيضين وَلذَلِك اعْتبرت فِي التَّنَاقُض وحدة أُخْرَى سوى المشروطات الثَّمَانِية الْمَشْهُورَة وَتلك هِيَ وحدة الْحمل والجزئي مثلا جزئي بِالْحملِ الذاتي لَيْسَ بجزئي بل كلي بِالْحملِ الْمُتَعَارف وَمَفْهُوم الْحَرْف حرف بِالْأولِ اسْم بِالثَّانِي انْتهى. وَإِنَّمَا أطنبت الْكَلَام. فِي هَذَا الْمقَام. لِأَنَّهُ زل فِيهِ اقدام الْإِعْلَام. ونقلت أَيْضا مَا ذكره الْعلمَاء الْكِرَام. عَسى أَن يَتَّضِح بِهِ المرام. حمل النقيض على النقيض: جَائِز عِنْد الْجُمْهُور. فَإِن قلت. حق النقيض أَن يكون مُخَالفا للنقيض لَا مُوَافقا لَهُ فَكيف يحمل أَحدهمَا على الآخر. قلت: النقيض لَهُ طرفان طرف للثبوت وطرف للنَّفْي فَيحمل أَحدهمَا على الآخر لاشْتِرَاكهمَا فِي كَونهمَا طرفين فَهُوَ فِي الْحَقِيقَة حمل النظير لَا حمل النقيض على النقيض وَقد نبه على هَذَا الشَّيْخ عبد القاهر قدس سره فِي النظير.
(بَاب الْحمل)
يُقالُ للمرأةِ أَوَّلُ مَا تَحْمِلُ (280) : قد نُسِئَتْ تُنْسَأُ نَسْأً، وامرأةٌ نَسِئٌ ونِسْوَةٌ نَسْئٌ ونُسُوءٌ. ثُمَّ يُقالُ لَهَا: حامِلٌ وحُبْلَى. والحَبَلُ إنَّما هُوَ الامتلاءُ. ويُقالُ: حِبِلَ الرجلُ من الشرابِ: إِذا امتلأَ مِنْهُ، ورَجُلٌ حَبْلانُ، وامرأةٌ حَبْلَى. وكأَنَّ الحُبْلَى مُشْتَقٌ من ذَلِك. ورجلٌ حَبْلانُ: إِذا امْتَلَأَ غَضَباً. ويُقال لَهَا إِذا عَظُمَ بَطْنُها: امرأةٌ مُثْقِلٌ، وَقد أَثْقَلَتْ، وَمِنْه قولُ اللهِ عزَّ وجّلَّ: (فَلَمَّا أَثْقَلَتْ) (281) . ويُقالُ [أَيْضا] : امرأةٌ مُجِحٌ، للحامِلِ المُقْرِبِ. وأَصْلُ ذَلِك فِيويُقالُ لبَيْضِها: المَكْنُ، والواحدةُ مَكْنَةٌ. ويُقالُ فِي (308) مِثْلِ ذلكَ مِن ذِي الجَناحِ: جَمَّعَ الطائرُ تَجْمِيعاً. وأَمْكَنَتِ الجرادةُ إِذا جَمَعَتِ البَيْضَ [فِي جوفِها] . وسَرَأَتْ: إِذا باضَتْ، وسَرْؤُها: بَيْضُها مِثالُ سَوْعِها (309) . ويُقالُ: أَرْتَجَتِ الدَّجاجةُ، إِذا امتلأَ بَطْنُها بَيْضاً وأَمْكَنَتْ فَهِيَ مَكُونٌ. ويُقالُ: أَقْطَعَتْ وأَقْفَّتْ، إِذا انقَطَعَ بَيْضُها.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.