Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: رفت

الاجتهاد

الاجتهاد: لغة، أخذ النفس ببذل الطاقة وتحمل المشقة كإتعاب الفكر في أحكام الرأي، وعبر عنه ببذل المجهود في طلب المقصود، عرفا، استفراغ الفقيه وسعه لتحصيل ظن بحكم شرعي
الاجتهاد:
[في الانكليزية] Ijtihad (independent judgement) jurisprudence
[ في الفرنسية] Ijtihad (jugement independant) jurisprudence
في اللغة استفراغ الوسع في تحصيل أمر من الأمور مستلزم للكلفة والمشقّة. ولهذا يقال اجتهد في حمل الحجر ولا يقال اجتهد في حمل الخردلة. وفي اصطلاح الأصوليين استفراغ الفقيه الوسع لتحصيل ظنّ بحكم شرعي.
والمستفرغ وسعه في ذلك التحصيل يسمّى مجتهدا بكسر الهاء. والحكم الظنّي الشرعي الذي عليه دليل يسمّى مجتهدا فيه بفتح الهاء.
فقولهم استفراغ الوسع معناه بذل تمام الطّاقة بحيث يحسّ من نفسه العجز عن المزيد عليه، وهو كالجنس، فتبين بهذا أنّ تفسير الآمدي ليس اعمّ من هذا التفسير كما زعمه البعض. وذلك لأنّ الآمدي عرّف الاجتهاد باستفراغ الوسع في طلب الظنّ بشيء من الأحكام الشرعية على وجه يحسّ من النفس العجز عن المزيد عليه.
وبهذا القيد الأخير خرج اجتهاد المقصّر وهو الذي يقف عن الطلب مع تمكنه من الزيادة على فعل من السعي، فإنه لا يعدّ هذا الاجتهاد في الاصطلاح اجتهادا معتبرا. فزعم هذا البعض أنّ من ترك هذا القيد جعل الاجتهاد أعمّ. وقيد الفقيه احتراز عن استفراغ غير الفقيه وسعه كاستفراغ النّحوي وسعه في معرفة وجوه الإعراب واستفراغ المتكلّم وسعه في التوحيد والصفات واستفراغ الأصولي وسعه في كون الأدلة حججا. قيل والظاهر أنّه لا حاجة لهذا الاحتراز. ولذا لم يذكر هذا القيد الغزالي والآمدي وغيرهما فإنه لا يصير فقيها إلّا بعد الاجتهاد، اللهم إلّا أن يراد بالفقه التهيّؤ بمعرفة الأحكام. وقيد الظن احتراز من القطع إذ لا اجتهاد في القطعيّات. وقيد شرعي احتراز عن الأحكام العقليّة والحسيّة. وفي قيد بحكم إشارة إلى أنّه ليس من شرط المجتهد أن يكون محيطا بجميع الأحكام ومدارها بالفعل، فإنّ ذلك ليس بداخل تحت الوسع لثبوت لا أدري في بعض الأحكام، كما نقل عن مالك أنه سئل عن أربعين مسألة فقال في ستّ وثلاثين منها لا أدري. وكذا عن أبي حنيفة قال في ثمان مسائل لا أدري، وإشارة إلى تجزئ الاجتهاد لجريانه في بعض دون بعض. وتصويره أنّ المجتهد حصل له في بعض المسائل ما هو مناط الاجتهاد من الأدلة دون غيرها، فهل له أن يجتهد فيها أو لا، بل لا بدّ أن يكون مجتهدا مطلقا عنده ما يحتاج إليه في جميع المسائل من الأدلة. فقيل له ذلك إذ لو لم يتجزّأ الاجتهاد لزم علم المجتهد الآخذ بجميع المآخذ ويلزمه العلم بجميع الأحكام، واللازم منتف لثبوت لا أدري كما عــرفت. وقيل ليس له ذلك ولا يتجزّأ الاجتهاد، والعلم بجميع المآخذ لا يوجب العلم بجميع الأحكام لجواز عدم العلم بالبعض لتعارض، وللعجز في الحال عن المبالغة إمّا لمانع يشوّش الفكر أو استدعائه زمانا.
اعلم أن المجتهد في المذهب عندهم هو الذي له ملكة الاقتدار على استنباط الفروع من الأصول التي مهّدها أمامه كالغزالي ونحوه من أصحاب الشافعي وأبي يوسف ومحمد من أصحاب أبي حنيفة، وهو في مذهب الإمام بمنزلة المجتهد المطلق في الشرع حيث يستنبط الأحكام من أصول ذلك الإمام.

فائدة:
للمجتهد شرطان: الأول معرفة الباري تعالى وصفاته وتصديق النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمعجزاته وسائر ما يتوقّف عليه علم الإيمان، كلّ ذلك بأدلة إجماليّة وإن لم يقدر على التّحقيق والتفصيل على ما هو دأب المتبحّرين في علم الكلام. والثاني أن يكون عالما بمدارك الأحكام وأقسامها وطرق إثباتها ووجوه دلالاتها وتفاصيل شرائطها ومراتبها وجهات ترجيحها عند تعارضها والتقصّي عن الاعتراضات الواردة عليها، فيحتاج إلى معرفة حال الرّواة وطرق الجرح والتعديل وأقسام النّصوص المتعلقة بالأحكام وأنواع العلوم الأدبية من اللغة والصرف والنحو وغير ذلك، هذا في حقّ المجتهد المطلق الذي يجتهد في الشرع.
وأمّا المجتهد في مسألة فيكفيه علم ما يتعلّق بها ولا يضرّه الجهل بما لا يتعلّق بها، هذا كلّه خلاصة ما في العضدي وحواشيه وغيرها.

الاتصال

الاتصال: اتحاد الأشياء بعضها ببعض، كاتصال طرفي الدائرة، ويضاده الانفصال. اتصال التربيع اتصال جدار بجدار بحيث تتداخل لبنات أحدهما في الآخر، سمي به لأنهما إنما يبنيان ليحيطا مع جدارين آخرين بمكان مربع.
الاتصال:
[في الانكليزية] Junction ،communication
[ في الفرنسية] Jonction ،communication
في اللغة پيوستن ضد الانفصال وهو أمر إضافي يوصف به الشيء بالقياس إلى غيره.

ويطلق على أمرين: أحدهما اتحاد النهايات بأن يكون المقدار متّحد النهاية بمقدار آخر سواء كانا موجودين أو موهومين، ويقال لذلك المقدار إنّه متّصل بالثاني بهذا المعنى. وثانيهما كون الشيء بحيث يتحرّك بحركة شيء آخر ويقال لذلك الشيء إنّه متّصل بالثاني بهذا المعنى. وهذا المعنى من عوارض الكمّ المنفصل مطلقا أو من جهة ما هو في مادة كاتّصال خطّي الزاوية واتّصال الأعضاء بعضها ببعض واتصال اللحوم بالرباطات ونحوها. هكذا يستفاد من شرح الإشارات والمحاكمات والصدري في بيان إثبات الهيولى.
وعند السالكين هو مرادف للوصال والوصول كما عــرفت. وعند المحدّثين هو عدم سقوط راو من رواة الحديث ومجيء إسناده متّصلا، ويسمّى ذلك الحديث متّصلا وموصولا، هكذا في ترجمة المشكاة، وهو يشتمل المرفوع والموقوف والمقطوع وما بعده. وقال القسطلاني والموصول ويسمّى المتّصل هو ما اتّصل سنده رفعا أو وقفا، لا ما اتّصل للتابعي.
نعم يسوغ أن يقال متّصل إلى سعيد بن المسيّب أو إلى الزهري مثلا انتهى. فلا يشتمل حينئذ المقطوع وما بعده. وسيجيء ما يتعلّق بهذا في لفظ المسند.
وعند المنطقيين هو ثبوت قضية على تقدير قضية أخرى كما وقع في شرح المطالع.
فالمتصلة عندهم قضية شرطية حكم فيها بوقوع الاتصال أو بلا وقوعه، أي حكم فيها بوقوع اتصال قضية بقضية أخرى وهي الموجبة، أو نفيه بلا وقوع ذلك الاتصال وهي السّالبة.
ويقابل الاتصال الانفصال وهو عدم ثبوت قضية على تقدير أخرى. وسيجيء في لفظ الشرطية.
وعند الحكماء هو كون الشيء بحيث يمكن أن يفرض له أجزاء مشتركة في الحدود.
والحدّ المشترك بين الشيئين هو ذو وضع يكون نهاية لأحدهما وبداية لآخر كما مرّ في محله.
ومعنى الكلام أنه يكون بحيث إذا فرض انقسامه يحدث حدّ مشترك بين القسمين كما إذا فرض انقسام الجسم يحدث سطح هو حدّ مشترك بين قسميه. والمتّصل بهذا المعنى يطلق على ثلاثة أمور. الأول فصل الكمّ يفصله من الكم المنفصل الذي هو العدد. الثاني الصورة الجسمية لأنها مستلزمة للجسم التعليمي المتّصل فسمّيت به تسمية للملزوم باسم اللّازم. الثالث الجسم الطبعي وإنما يطلق عليه المتّصل لأنه لمّا أطلق المتّصل على الصورة الجسمية والمتصل معناه ذو الاتصال، وكانت الصورة ذات الجسم التعليمي، أطلق الاتصال على الجسم التعليمي.
وإذا أطلق الاتصال على الجسم التعليمي أطلق الاتصال على الصورة أيضا إطلاقا لاسم اللّازم على الملزوم. ولما أطلق الاتصال على الجسم التعليمي وعلى الصورة الجسمية أطلق المتّصل على الجسم الطبيعي لأنه ذو الاتصال حينئذ.
هكذا يستفاد من شرح الإشارات والمحاكمات والصدري في بيان إثبات الهيولى. وبالجملة فالمتّصل في اصطلاحهم يطلق على فصل الكمّ وعلى الصورة الجسمية وعلى الجسم الطبيعي، والاتصال على كون الشيء بحيث يمكن إلخ وعلى الجسم التعليمي وعلى الصورة الجسمية.
ثم قال في المحاكمات وهاهنا معنى آخر للاتصال وهو كون الشيء ذا أجزاء بالقوّة. لكن هذا المعنى يلازم المعنى الأول ملازمة مساوية، وكلا المعنيين غير إضافيين انتهى. وبالنظر إلى هذا المعنى يقال هذا الجسم متّصل واحد أي لا مفصل فيه بالفعل.
وعند المنجّمين كون الكوكبين على وضع مخصوص من النّظر أو التّناظر. والأول يسمّى باتصال النّظر وهو الذي يذكر هو مع أقسامه هنا. والثاني يسمّى بالاتصال الطبيعي والتناظر.

وباتصال المحلّ أيضا. قالوا: إذا كان كوكب متوجها نحو كوكب آخر من باب النظر أو التناظر وتبيّن أنّ بعده عنه بمقدار جرمه فذلك التوجّه يسمى اتصالا. وهذا الكوكب متّصلا.
وجرم الكوكب هو عبارة عن نوره في الفلك من أمام ووراء. وهذا جعلوه معينا. وعليه، فنور جرم الشمس خمس عشرة درجة، ونور كرة القمر اثنتا عشرة درجة، ونور كلّ من زحل والمشتري تسع درجات، والمريخ ثمان درجات، ونور الزهرة وعطارد كلّ منهما سبع درجات، وعقدة الرأس والذنب كلّ منهما عشرة درجات.

والاتصال له ثلاث أحوال: متى وصل نور كوكب إلى كوكب آخر فهذا ابتداء الاتصال.

ويقال له: الاتّصال الأول. ومتى وصل النور إلى بعد بينهما بنصف جرمين فهو بداية اتصال القوة، وهو ما يقال له وساطة اتّصال، ومتى وصل المركز إلى المركز فهو اتصال تام وهو الغاية في قوة الاتصال. وإذا كان كوكب بطيء الحركة وآخر سريع الحركة يعبران فهو بداية الانصراف. وحين يصل إلى نصف الجرمين فهو نهاية قوة الاتصال، ومتى انقطع جرم من جرم آخر فهذا نهاية تمام الاتصال وانتهاء الانصراف.
أمّا اعتبار نصف الجرمين فجائر في جميع الاتصالات. وبعضهم يقول: قلّما يفيد نصف الجرم ومثاله: إنّ جرم المشتري تسع درجات، وجرم القمر اثنتا عشرة درجة، فيكون المجموع اثنا عشر+ تسع واحد وعشرون. ونصف هذا الرقم هو عشرة ونصف. إذا كلما كانت المسافة بين المشتري والقمر إحدى وعشرين درجة فإنّ نور كلّ منهما يتّصل بالآخر. وهذا بداية الاتصال، وحين يصير عشر درجات ونصف فهو بداية القوة، وحينما يبتعد القمر إحدى وعشرين درجة فهو منصرف.
وأمّا إذا كان اعتبار نصف الجرم أقلّ مثل أربع درجات ونصف فذلك البعد هو بداية القوة. وهذا القول أكثر إحكاما. وهذا مثال على اتصال المقارنة. وعلى هذا المنوال ينبغي أن تقاس بقية الأقسام، مثل اتصال التسديس والتربيع والتثليث. اعلم أن أنواع الاتصال كثيرة، والمشهور أنها اثنا عشر نوعا.

أولها: القبول. وتفسيره: أن يكون كوكب في حظوظ كوكبية. وذلك هو: البيت أو الشرف أو المثلثة أو الحد أو الوجه، وأن يتّصل بصاحب الحظ. وعندئذ (الكوكب) صاحب الحظ يقبله، لأنه يراه في حظّه. وهذا دليل على جواز (قضاء) الحاجة وتمام المحبة بين شخصين.

ثانيها: السرد؛ وذلك مثل حال كوكب ضعيف كأن يكون في الوبال أو الهبوط أو راجعا أو محترقا فهو يبعد عنه نظر كوكب آخر متّصل به لعدم وجود قابلية القبول لديه. وهذا الحكم هو ضد القبول.

ثالثها: دفع القوة. وهو أن يكون كوكب في حظوظه ويرى كوكبا آخر صاحب حظّ فيعطيه قوة، فإذا كان كلّ منهما في حظوظه.
فكلّ واحد منهما يعطي لصاحبه قوّته، كما في حال القمر في برج السرطان والزهرة في برج الثور وهذا غاية في الدفع. وهو دليل على الصداقة بين شخصين من الطرفين وانتهاء الأعمال من الجد والجهد.

رابعها: دفع الطبيعة. وذلك بأن يكون كوكب في الحظوظ وأن يكون كوكب آخر في أحد حظوظ الكوكب الأول، وكوكب ثالث بالتسديس يتبادل طبيعته مع الآخرين. ويسمّي بعضهم هذا النور: دفع القوة، وهو أقوى من دفع القوة وهو من حيث السعادة وبلوغ الآمال الكليّة أزيد من أوضاع ذاتها الأخرى.

خامسها: الإنكار، وذلك بأن يرى كوكب كوكبا آخر في الوبال والهبوط لذلك فإنّ الكوكب ينكر هذا لأنّه يراه في وباله وهبوطه.
وهذا ضد دفع الطبيعة.

سادسها: نقل النور؛ وهو عبارة عن رؤية كوكب خفيف الحركة لكوكب ثقيل الحركة، ولم ينصرف عنه تماما، بحيث يرى كلّ منهما الآخر؛ ومن ثمّ فإنّ نور الكوكب الأول يعطي للثاني مع أن كلا منهما ساقط بالنسبة للآخر.
وهذا بمثابة الاتصال بين كلا الكوكبين. ومثال ذلك: أن يكون كوكب في الحمل وآخر في العقرب وكوكب ثالث أسرع منهما في السرطان.
فالأول يرى ذلك الكوكب الذي في الحمل، وقبل انصرافه يتّصل بكوكب آخر في العقرب، فحينئذ ينتقل النور من الأول إلى الثاني. وفي هذا دليل على حالة الوسط في الأعمال.

سابعها: الانتكاث: وهو أن يكون كوكب خفيف الحركة يرغب أن يرى كوكبا ثقيل الحركة. ثم قبل الوصول المركز للمركز يرجع الكوكب الخفيف ويودّ الاتصال بثقيل الحركة.
ويصير مستقيما ولا يتم الاتصال. وفي هذا دلالة على نقض العهود والندم واليأس من الأعمال.

ثامنها: بعيد الاتصال: وذلك بأن يكون كوكب في برج وفي أوائل البرج لا يرى أي كوكب، ثم يرى في آخر البرج كوكبا في حال ضعيفة.

تاسعها: خالي السّير: وهو أن يرى في أول البرج كوكبا. ولا يتصل بأي كوكب آخر في ذلك البرج، وأن يكون الكوكب في هذا الوقت ضعيفا، وأسوأ من ذلك أن يكون ذلك الكوكب كوكبا منحوسا.

عاشرها: وحشي السّير: وهو أن يأتي كوكب إلى برج ثم يخرج منه دون أن يتّصل به كوكب ما. وهذه الحال تتجه نحو القمر وهو نحس. وأسوأ منه أن يظهر في القوس.
وفي هذا دلالة على عدم حصول المراد ونقصان المال والكسب، وهذا كله بحسب بيوت الطوالع ونظرات المودّة أو العداوة.

الحادي عشر: التربيع الطبيعي: وهو أن يكون عطارد في برج الجوزاء وأن يرى كوكبا آخر في السنبلة، أو أن يكون هو نفسه في السنبلة ويرى كوكبا آخر في الجوزاء، وهذا التربيع هو بقوة التثليث. وتكون هذه الحالة للمشتري أيضا في برجي القوس والحوت.

ثاني عشر: دستورية: وذلك أربعة أنواع:
أحدها: جيّد بعيد، والثاني جيد ضعيف.
والجيّد البعيد هو ما ذكره صاحب المجمل. ثم إن النوعين الآخرين اللذين هما أقرب فأحدهما أن يقع صاحب الطالع في العاشر وصاحب العاشر في الطالع. والثاني: هو أن يكون كوكب في وتد، وذلك الوتد شرف أو بيت وأن يرى كوكبا آخر في وتده، وذلك البيت أو الشرف له، وهذا كمال القوة.
وهو دليل على السعادات الكبرى وحكم السلطنة والسعادات الداخلية والخارجية. وهذه الدستورية منقولة بكاملها من شجرة الثمرة.

الأبدال

(الأبدال) الزهاد و (عِنْد الصُّوفِيَّة) لقب يطلقونه على رجال الطَّبَقَة من مَرَاتِب السلوك عِنْدهم
الأبدال: جمع بدل، وهم طائفة من الأولياء، قال أبو البقاء: كأنهم أرادوا أنهم أبدال الأنبياء وخلفاؤهم، وهم عند القوم سبعة لا يزيدون ولا ينقصون، يحفظ الله بهم الأقاليم السبعة، لكل بلد إقليم فيه ولايته، منهم واحد على قدم الخليل وله الإقليم الأول، والثاني على قدم الكليم والثالث على قدم هارون والرابع على قدم إدريس والخامس على قدم يوسف والسادس على قدم عيسى على ترتيب الأقاليم. وهم عارفون بما أودع الله تعالى في الكواكب السيارة من الأسرار والحركات والمنازل وغيرها، ولهم من الأسماء أسماء الصفات، وكل واحد بحسب ما يعطيه حقيقة ذلك الاسم الإلهي من الشمول والإحاطة ومنه يكون تلقيه.
الأبدال:
[في الانكليزية] Substituted
[ في الفرنسية] Substitues
بفتح الألف جمع البدل والبديل وكذا البدلاء بالضمّ على ما عــرفت. ومولوي عبد الغفور
في حاشية نفحات الأنس للجامي إنّ لفظ الأبدال في اصطلاح الصوفية هو لفظ مشترك، فهو يطلق تارة على جماعة بدّلوا صفاتهم الذميمة بالصفات الحميدة وليس عددهم محصورا، وتارة يطلق على عدد معيّن؛ وعلى هذا فبعضهم يطلق هذا الاصطلاح على أربعين شخصا لهم أوصاف مشتركة، وبعضهم يطلق اسم الأبدال على سبعة رجال، ومن هؤلاء قوم، على أنّ الأبدال هم غير الأوتاد، بينما يقول آخرون: إن الأوتاد هم من جملة الأبدال. واثنان من الأبدال هما إمامان وهما وزيرا القطب والآخر هو القطب. وهؤلاء السّبعة إنما يقال لهم الأبدال لأنهم إذا ذهب واحد حلّ محله الذي يليه في الرتبة، وينال رتبته. ويقول قوم: إنّ تسمية هؤلاء بالأبدال لأنّ الحق جل وعلا أعطاهم قوة بحيث يتنقّلون حيث يشاءون، وإذا أرادوا أمكنهم وضع صورتهم في موضع، فإنهم يضعون شخصا على مثالهم بدلا عنهم. وإذا اكتشف بعضهم الأشخاص المتشابهين فبدون إرادتهم لا يقولون لهم أبدالا، وإنّ كثيرا من الأولياء هم هكذا. انتهى.
وفي بعض التفاسير سئل أبو سعيد عن الأوتاد والأبدال أيهما أفضل فقال الأوتاد.
فقيل كيف. فقال لأنّ الأبدال ينقلبون من حال إلى حال ويبدلون من مقام إلى مقام.
والأوتاد بلغ بهم النهاية وثبتت أركانهم فهم الذين بهم قوام العالم وهم في مقام التمكين.

وفي مرآة الأسرار يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«بدلاء أمّتي سبعة». بدلاء في سبعة أقاليم يبقون. فذلك الذي في الإقليم الأول على قلب إبراهيم عليه السلام واسمه عبد الحي، والثاني على قلب موسى عليه السلام واسمه عبد العليم، والثالث على قلب هارون عليه السلام واسمه عبد المريد، والرابع اسمه عبد القادر وهو على قلب إدريس عليه السلام، والذي في الاقليم الخامس على قلب يوسف عليه السلام واسمه عبد القاهر، والذي في السادس هو على قلب عيسى عليه السلام واسمه عبد السميع، وأمّا الذي في السابع فهو على قلب آدم واسمه عبد البصير.
وهؤلاء السبعة هم أبدال الخضر ووظيفتهم معاونة الخلق، وكلهم عارفون بالمعارف والأسرار الإلهية التي في الكواكب السبعة التي جعل الله فيها التأثير في مجريات الأمور. وإن اثنين من الأبدال السبعة المذكورين أي عبد القاهر وعبد القادر، عند نزول مصيبة أو نازلة على قوم أو ولاية، فإنهم يسمّون، والسبب في قهر وعذاب إحدى الولايات أو بعض الأقوام بسبب قيامهم بذلك الأمر. وإذا مات أحد هؤلاء السبعة فإنه ينصّب مكانه أحد الصوفية من عالم الناسوت، ويدعى باسم ذلك الذي مات، أي محبوب ثلاثمائة وسبعة وخمسين رجلا من الأبدال، وكلّهم من سكان الجبال. وطعامهم ورق السّلم وبقية الأشجار وجرار الصحراء، وهم ملتزمون بكمال المعرفة، وهم لا يسيرون ولا يطيرون. وإنّ منهم ثلاثمائة على قلب آدم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله خلق ثلاثمائة نفس قلوبهم على قلب آدم. وله أربعون على قلب موسى. وله سبعة قلوبهم على قلب إبراهيم. وله خمسة قلوبهم على قلب جبرائيل. وله ثلاثة قلوبهم على قلب ميكائيل. وله واحد قلبه على قلب محمد» عليه الصلاة والسلام. فإذا مات يحلّ محلّه واحد من الثلاثة، وإذا مات واحد من الثلاثة يحلّ محله واحد من الخمسة، وإذا مات أحد الخمسة يحلّ محلّه أحد السبعة، وإذا مات أحد السبعة قام مقامه أحد الأربعين، وإذا مات واحد من الأربعين يرتقي مكانه واحد من الثلاثمائة، وإذا مات أحد الثلاثمائة يحلّ مكانه رجل من زهّاد الصوفية. وإنّ هؤلاء البدلاء حسب الترتيب المذكور يستمدّون الفيوضات الإلهية من القطب الذي قلبه على قلب إسرافيل وهو محبوب الأربعمائة وأربعة البدلاء؛ وقد ذكرنا منهم ثلاثمائة وأربعة وستين، وثمة أربعون آخرون كما قال عليه الصلاة والسلام «بدلاء أمتي أربعون رجلا اثنا عشر بالشام وثمان وعشرون بالعراق».

ويقول في «لطائف أشرفي»: إنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قد قسّم العالم إلى قسمين: نصف شرقي ونصف غربي، ومن العراق النصف الشرقي كما أن بلاد خراسان والهند والتركستان وسائر بلاد الشرق داخلة في العراق، ومن الشام النصف الغربي ويشمل الشام ومصر وسائر بلاد الغرب. وهكذا تغمر فيوضات هؤلاء الأربعين المذكورين على جميع العالم، ويدعى أكثر هؤلاء الأبدال بالأبدال الأبرار.

ان

ان

1 أَنَّ, aor. ـِ inf. n. أَنِينٌ and أُنَانٌ (S, M, Msb, K) and تَأْنَانٌ (S, K) and أَنٌّ, (M, K,) He moaned; or uttered a moan, or moaning, or prolonged voice of complaint; or said, Ah! syn. تَأَوَّهَ; (M, K;) by reason of pain: (S, TA:) he complained by reason of disease or pain: (TA:) he uttered a cry or cries: (Msb:) said of a man. (S, Msb.) b2: أَنِّتِ القَوْسُ, aor. ـِ inf. n. أَنِينٌ, The bow made a gentle and prolonged sound. (AHn, M.) A2: لَا أَفْعَلُهُ مَا أَنَّ فِى السَّمَآءِ نَجْمٌ means I will not do it as long as there is a star in the heaven: (S, M, K:) أَنَّ being here a dial. var. of عَنَّ. (S.) You say also, مَا أَنَّ فِي الفُرَاتِ قَطْرَةٌ As long as there is a drop in the Euphrates. (T, S.) And لَا أَفْعَلُهُ مَا أَنَّ فِى السَّمَآءٌ [ I will not do it as long as there is rain in the heaven]. (S.) [It is said in the M that Lh mentions the last two sayings; but it is there indicated that he read قَطْرَةً and سَمَآءً: and] ISk mentions the saying, لَا أَفْعَلُهُ مَا أَنَّ فِى السَّمَآءِ نَجْمًا, (T, M,) and مَا عَنَّ فِى السَّمَآءِ نَجْمٌ; (T;) [in the former of which, أَنّ must be a particle (which see below); but it seems that it should rather be إِنَّ, in this case, as ISd thinks; for he says,] I know not for what reason انّ is here with fet-h, unless a verb be understood before it, as ثَبَتَ or وُجِدَ: [ and he adds,] Lh mentions مَا أَنَّ ذلِكَ الجَبَلَ مَكَانَهُ [as long as that mountain is in its place]: and مَا أَنَّ حِرَآءً مَكَانَهُ [as long as Mount Hirà is in its place]: but he does not explain these sayings. (M.) أَنٌ is a pronoun, denoting the speaker, [I, masc. and fem.,] in the language of some of the Arabs: they say, أَنْ فَعَلْتُ [I did], with the ن quiescent: but most of them pronounce it [↓ أَنَ] with fet-h when conjoined with a following word; (Mughnee, K;) saying, أَنَ فَعَلْتُ: (TA:) and [↓ أَنَا] with ا in a case of pause: (Mughnee, K:) and some pronounce it with ا also when it is conjoined with a following word; saying, أَنَا فَعَلْتُ; [ as we generally find it written in books;] but this is of a bad dialect: (TA:) [this last assertion, however, requires consideration; for the dial. here said to be bad is that of Temeem, accord. to what here follows:] the Basrees hold that the pronoun consists of the ء and the ن, and that the [final] ا is redundant, because it is suppressed in a case of conjunction with a following word; but the Koofees hold that the pronoun is composed of all the three letters, because the ا is preserved in a case of conjunction with a following word in the dial. of Temeem. (Marginal note in a copy of the Mughnee.) [Accord. to Az,] it is best to say ↓ أَنَا in a case of pause; and ↓ أَنَ in a case of conjunction with a following word, as in أَنَ فَعَلْتُ ذَاكَ [I did that]; but some of the Arabs say, فَعَلْتُ ذَاكَ ↓ أَنَا; and some make the ن quiescent in a case of this kind, though this is rare, saying, أَنْ قُلْتُ ذَاكَ [I said that]; and Kudá'ah prolong the former ا, saying, قُلْتُهُ ↓ آنَ. (T.) [Accord. to J,] ↓ أَنَا is a pronoun denoting the speaker alone, and is made to end invariably with fet-h to distinguish it from the particle أَنْ which renders the aor. mansoob; the final ا being for the purpose of showing what is the vowel in a case of pause; but when it occurs in the middle [or beginning] of a sentence, it is dropped, except in a bad dialect. (S.) [Accord. to ISd,] ↓ أَنَ is a noun denoting the speaker; and in a case of pause, you add ا at the end, [saying ↓ أَنَا,] to denote quiescence; (M;) [or] it is better to do this, though it is not always done: (TA:) but it is said, on the authority of Ktr, that there are five dial. vars. of this word; namely, فَعَلْتُ ↓ أَنَ, and ↓ أَنَا, and ↓ آنَ, and أَنٌ, and ↓ أَنَهٌ, all mentioned by IJ; but there is some weakness in this: IJ says that the ه in ↓ أَنَهٌ may be a substitute for the ا in أَنَا, because the latter is the more usual, and the former is rare; or it may be added to show what is the vowel, like the ه, and be like the ه in كِتَابِيَهْ and حِسَابِيَهٌ. (M.) For the dual, as well as the pl., only نَحْنُ is used. (Az, TA.) b2: It is also a pronoun denoting the person addressed, or spoken to, by assuming the form ↓ أَنْتَ [Thou, masc.]; ت being added to it as the sign of the person addressed, (S, M, Mughnee, K,) and أَنْ being the pronoun, (M, Mughnee, K,) accord. to the general opinion; (Mughnee, K;) the two becoming as one; not that one is prefixed to the other as governing it in the gen. case: (S:) and so ↓ أَنْتِ, (S, M, Mughnee, K,) addressed to the female: (S, M:) and ↓ أَنْتُمَا, (M, Mughnee, K,) addressed to two; not a regular dual, for were it so it would be أَنْتَان; but like كُمَا in ضَرَبْتُكُمَا: (M:) and ↓ أَنْتُمٌ and ↓ أَنْتُنَّ, (S, Mughnee, K,) which are [respectively] the masc. and fem. pls. (TA.) b3: To each of these the ك of comparison is sometimes prefixed; so that you say, ↓ أَنْتَ كَأَنَا [Thou art like me, or as I], and ↓ أَنَا كَأَنْتَ [or أَنَ كَأَنْتَ I am like thee, or as thou]; as is related on the authority of the Arabs; for though the ك of comparison is not prefixed to the [affixed] pronoun, and you say, أَنْتَ كَزَيْدٍ but not أَنْتَ كِي, yet the separate pronoun is regarded by them as being in the same predicament as the noun; and therefore the prefixing it to the latter kind of pronoun is approved. (S.) It is said in the Book of لَيْسَ, by IKh, that there is no such phrase, in the language of the Arabs, as أَنْتَ كِى, nor as أَنَا كَكَ, except in two forged verses; wherefore Sb says that the Arabs, by saying أَنْتَ مِثْلِى and أَنَا مثْلُكَ, have no need of saying أَنْتَ كِى and أَنَا كَكَ: and the two verses are these: وَلَوْلَا البَلَآءُ لَكَانُوا كَنَا فَلَوْلَا الحَيَآإُ لَكُنَّا كَهُمٌ [And but for the sense of shame, we had been like them, or as they: and but for trial, or affliction, they had been like us, or as we]: and إِنْ تَكُنْ كِى فِإِنَّنِي كَكَ فِيهَا

إِنَّنَا فِى المَلَامِ مُصْطَحِبَانِ [If thou art like me, or as I, verily I am like thee, or as thou, in respect of her, or it, or them: verily we, in respect of blame, are companions]. (TA.) Az mentions his having heard some of the Benoo-Suleym say, كَمَا أَنْتَنِي, [the latter word being a compound of the pronoun أَنْتَ, regularly written separately, and the affixed pronoun نِى,] meaning Wait thou for me in thy place. (TA.) A2: It is also a particle: and as such, it is—First, a particle of the kind called مَصْدَرِىٌّ, rendering the aor. mansoob: (Mughnee, K:) i. e., (TA,) it combines with a verb [in this case] in the future [or aor. ] tense, following it, to form an equivalent to an inf. n., and renders it mansoob: (S, TA:) you say, أُرِيدُ أَنْ تَقُومَ [I desire that thou stand, or that thou wouldst stand, or that thou mayest stand]; meaning أُرِيدُ قِيَامَكَ [I desire thy standing]. (S.) It occurs in two places: first, in that of the inchoative, or in the beginning of a phrase, so that it is in the place of a nom. case; as in the saying [in the Kur ii. 180], وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ [And that ye fast is better for you]; (Mughnee, K;) i. e. صِيَامُكُمْ [your fasting]. (TA.) And, secondly, after a word denoting a meaning which is not that of certainty: and thus it is the place of a nom. case; as in the saying [in the Kur lvii. 15], أَلَمْ يَأَنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنٌ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ [Hath not the time that their hearts should become submissive, i. e. the time of their hearts' becoming submissive, yet come unto those who have believed?]: and in the place of an accus. case; as in the saying [in the Kur x. 38], وَمَا كَانَ هذَا القْرْآنُ أَنْ يُفْتَرَء [And this Kur-án is not such that it might be forged; i. e., افُتِرِآءٌ; so in Bd and Jel; and so in a marginal note to a copy of the Mughnee, where is added, meaning مُفْتَرًى

forged]: and in the place of a gen. case; as in the saying [in the Kur lxiii. 10], مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِىَ

أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ [Before that death come unto any one of you; i. e. before death's coming unto any one of you]. (Mughnee, K.) Sometimes it makes the aor. to be of the mejzoom form, (Mughnee, K,) as some of the Koofees and AO have mentioned, and as Lh has stated on the authority of certain of the Benoo-Sabbáh of Dabbeh; (Mughnee;) as in this verse: إِذَا مَا غَدَوْنَا قَالَ وِلْدَانُ أَهْلِنَا تَعَالوْغا إِلَى أَنْ يَأْتِنَا الصَّيْدُ نَحْطِبِ [When we went away in the morning, the youths of our family, or people, said, Come ye, until that the chase come to us, (i. e. until the coming of the chase to us,) let us collect firewood]. (Mughnee, K.) And sometimes it is followed by an aor. of the marfooa form; as in the saying [in the Kur ii. 233], accord. to the reading of Ibn-Moheysin, لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمُّ الرَّضَاعَةَ [For him who desireth that he may complete the time of sucking; i. e. the completing thereof]; (Mughnee, K;) but this is anomalous, (I 'Ak p. 101, and TA,) or أَنْ is here a contraction of أَنَّ [for أَنَّهُ]: (I 'Ak:) and in the saying of the poet, أَنْ تَقَرَآنِ عَلَي أَسْمَآءِ وَيْحَكُمَا مِنِّى السَّلَامَ وَأَنْ لَا تُخْبِرَا أَحَدَا [That ye two convey, or communicate, to Asmà, (mercy on you! or woe to you!) from me, salutation, and that ye inform not any one]; but the Koofees assert that أَنٌ is here [in the beginning of the verse] a contraction of أَنَّ, and anomalously conjoined with the verb; whereas the Basrees correctly say that it is أَنٌ which renders the aor. mansoob, but is deprived of government by its being made to accord with its co-ordinate مَا, termed مَصْدَرِيَّة; (Mughnee;) or, as IJ says, on the authority of Aboo-'Alee, أَنٌ is here used by poetic licence for أَنَّكُمَا; and the opinion of the Baghdádees [and Basrees], that it is likened to مَا, and therefore without government, is improbable, because أَنْ is not conjoined with a verb in the present tense, but only with the preterite and the future. (M.) When it is suppressed, the aor. may be either mansoob or marfooa; but the latter is the better; as in the saying in the Kur [xxxix. 64], أَفَغَيْرَ اللّٰهِ تَأْمُرُونِّى أَعْبُدُ [Other than God do ye bid me worship?]. (S.) If it occurs immediately before a preterite, it combines with it to form an equivalent to an inf. n. relating to past time; being in this case without government: you say, أَعْجَيَنِيأَنْ قُمْتَ [It pleased me that thou stoodest]; meaning thy standing that is past pleased me: (S:) and thus it is used in the saying [in the Kur xxviii. 82], لَوْلَا أَنٌ مَنَّ اللّٰهُ عَلَيْنَا [Were it not for that God conferred favour upon us; i. e., for God's having conferred favour upon us]. (Mughnee.) It is also conjoined with an imperative; as in the phrase mentioned by Sb, كَتَبْتُ إِلَيهِ بِأَنة قُمٌ [I wrote to him, Stand; i. e. I wrote to him the command to stand]; which shows that AHei is wrong in asserting that whenever it is conjoined with an imperative it is an explicative [in the sense of أَيٌ], and that in this particular instance the ب may be redundant, which it cannot here be, because, whether redundant or not, it is not put immediately before anything but a noun or what may be rendered by a noun. (Mughnee.) b2: Secondly, it is a con-traction of أَنَّ; (Mughnee, K;) and occurs after a verb denoting certainty, or one used in a manner similar to that of such a verb: (Mughnee:) so in the saying [in the Kur lxxiii. 20], عَلِمَ أَنٌ سَيَكُونُ مِنْكُمٌ مَرْضَي [He knoweth that (the case will be this:) there will be among you some diseased; the affixed pronoun هُ, meaning اشَّأْنَ, being understood after أَنْ, which therefore stands for أَنَّهُ, i. e. أَنَّ الشَّأْنَ]: (Mughnee, K: *) and in the phrase, بَلَغَنِى أَنْ قَدْ كَانَ كَذَا وكَذَا [It has come to my knowledge, or been related to me, or been told to me, or it came to my knowledge, &c., that (the case is this:) such and such things have been]; a phrase of this kind, in which أَنْ occurs with a verb, not being approved without قَدْ, unless you say, بَلَغَنِى أَنَّهُ كَانَ كَذَا وَكَذَا: (Lth, T:) [for] when the contracted أَنْ has for its predicate a verbal proposition, of which the verb is neither imperfectly inflected, like لَيْسَ and عَسَى, nor expressive of a prayer or an imprecation, it is separated from the verb, according to the more approved usage, by قَدْ, or the prefix سَ, or سَوْفَ, or a negative, as لَا &c., or لَوْ: (I 'Ak pp. 100 and 101:) but when its predicate is a nominal proposition, it requires not a separation; so that you say, CCC عَلِمْتُ أَنْ زِيْدٌ قَائِمٌ [I knew that (the case was this:) Zeyd was standing]; (I 'Ak p. 100;) and بَلَغَنِى أَنْ زَيدٌ خَارِجٌ [It has come to my knowledge, or been related to me, or been told to me, &c., that (the case is this:) Zeyd is going, or coming, out, or forth]; (TA;) except in the case of a negation, as in the saying in the Kur [xi. 17], وأَنْ لَا إِلهَ إِلَّا هُوَ [And that (the case is this:) there is no deity but He]. (I 'Ak p. 100.) Thus used, it is originally triliteral, and is also what is termed مَصْدَرِيَّة; [عَلِمَ أَنْ, in the first of the exs. above, for instance, meaning عَلِمَ أَنَّهُ, i. e. عَلِمَ أَنَّ الشَّأْنَ, which is equivalent to عَلِمَ كَوْنَ الشَّأْنِ;] and governs the subject in the accus. case, and the predicate in the nom. case: and its subject must be a pronoun, suppressed, [as in the exs. given above, where it means الشَّأْنِ, and in a verse cited before, commencing أَنْ تَقْرَآنِ, accord. to A'boo-'Alee,] or expressed; the latter, accord. to the more correct opinion, being allowable only by poetic license: and its predicate must be a proposition, unless the subject is expressed, in which case it may be either a single word or a proposition; both of which kinds occur in the following saying [of a poet]: بِأَنْكَ رَبِيعٌ وغَيْثٌ مَرِيعٌ وَأَنْكَ هُنَاكَ تَكُونَ الثِّمَالَا [he is speaking of persons coming as guests to him whom he addresses, when their provisions are exhausted, and the horizon is dust-coloured, and the north wind is blowing, (as is shown by the citation of the verse immediately preceding, in the T,) and he says, They know that thou art like rain that produces spring-herbage, and like plenteous rain, and that thou, there, art the aider and the manager of the affairs of people]. (Mughnee. [In the T, for رَبِيعٌ, I find الَّربِيعُ; and for وَأَنْكَ, I there find وَقِدْمًا: but the reading in the Mughnee is that which is the more known.]) [J says,] أَنْ is sometimes a contraction of أَنَّ and does not govern [anything]: you say, بَلَغَنِى

أَنٌ زَيْدٌ خَارِجٌ [explained above]; and it is said in the Kur [vii. 41], وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الجَنَّةُ [and it shall be proclaimed to them that (the case is this:) that is Paradise]: (S:) [here, however, أَنة is regarded by some as an explicative, as will be seen below:] but in saying this, J means that it does not govern as to the letter; for virtually it does govern; its subject being meant to be understood; the virtual meaning being أَنَّهُ تِلْكُمُ الجَنَّةُ. (IB.) [In another place, J says,] You may make the contracted أَنْ to govern or not, as you please. (S.) Aboo-Tálib the Grammarian mentions an assertion that the Arabs make it to govern; as in the saying [of a poet, describing a beautiful bosom], كَأَنْ ثَذْيَيْهِ حُقَّانِ [As though its two breasts were two small round boxes]: but [the reading commonly known is كَأَنْ ثَدْيَاهُ حُقَّانِ (this latter reading is given in De Sacy's Anthol. Gram. Ar. p. 104 of the Ar. text; and both are given in the S;) كَأَنْ here meaning كَأَنَّهُ; and] Fr says, We have not heard the Arabs use the contracted form and make it to govern except with a pronoun, in which case the desinential syntax is not apparent. (T.) The author of the K says in the B that you say, عَلِمْتُ أَنْ زيْدًا لَمُنْطَلِقٌ [I knew that Zeyd was indeed going away], with ل when it is made to govern; and عَلِمْتُ أَنْ زَيْدٌ مُنْطَلِقٌ [I knew that (the case was this:) Zeyd was going away], without ل when it is made to have no government. (TA. [But in the latter ex. it governs the subject, which is understood, as in other exs. before given.]) [See an ex. in a verse ending with the phrase وَكَأَنْ قَدِ cited voce قَد, where كَأَنْ is for كَأَنَّهُ, meaning كَأَنَّ الشّأنَ, and a verb is understood after قد. and see also أَنَّ, below.]b2: Thirdly, it is an explicative, (Mughnee, K,) meaning أَيْ (S, M, and so in some copies of the K,) or [rather] used in the manner of أَيْ; (Mughnee, and so in some copies of the K;) [meaning قَائِلًا, or قَائِلِينَ; or يَقُولُ, or يَقُولُونَ; or some other form of the verb قَالَ; i. e. Saying ; &c.;] as in the saying [in the Kur xxiii. 27], فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْقُلْكَ [And we revealed, or spake by revelation, unto him, saying, Make thou the ark]; (Mughnee, K) and [in the Kur vii. 41,]وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ [And it shall be proclaimed to them, being said, That is Paradise]; or in these two instances it may be regarded as what is termed مَصْدَرِيَّة, by supposing the preposition [بِ] understood before it, so that in the former instance it is the biliteral, because it is put before the imperative, and in the second it is the contraction of أَنَّ because it is put before a nominal proposition; (Mughnee;) and [in the Kur xxxviii. 5,] وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا (S, M, Mughnee) i. e. [and the chief persons of them] broke forth, or launched forth, with their tongues, or in speech, [saying,] Go ye on, or continue ye, in your course of action &c. (Mughnee.) For this usage of أَنْ certain conditions are requisite : first, that it be preceded by a proposition : secondly, that it be followed by a proposition; so that you may not say, ذَكَرْتُ عَسْجَدًا أَنْ ذَهَبًا, but you must say أَىٌ in this case, or must omit the explicative : thirdly, that the preceding proposition convey the meaning of القَوْلُ, as in the exs. above; in the last of which, انطلق has the meaning assigned to it above; not that of walking or going away : fourthly, that there be not in the preceding proposition the letters of القَوْلُ; so that one may not say, قُلْتُ لَهُ أَنِ افْعَلْ; or, if there be in it those letters, that the word which they compose shall be interpreted by another word; as in the saying, in the Kur [v, 117], مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِى بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللّٰهَ which may mean, as Z says, I have not commanded them [aught save that which Thou commandedst me, saying, Worship ye God]; (Mughnee;) in which instance Fr says that it is an explicative : (T :) fifthly, that there be not a preposition immediately before it; for if you say, كَتَبْتُ إِلَيْهِ بِأَنِ افْعَلْ كَذَا, it is what is termed مَصْدَرِيَّة [as we have before shown]. (Mughnee.) When it may be regarded as an explicative and is followed by an aor. with لا as in أَشَرْتُ إِلَيْهِ أَنْ لَا تَفْعَل كَذَا, it may be marfooa, [namely, the aor. ,] on the supposition that لا is a negative ; or mejzoom, on the supposition that it is a prohibitive; and in both cases ان is an explicative ; [so that the meaning is, I made a sign to him, as though saying, Thou wilt not do such a thing, in the former case ; or, in the latter, Do not thou such a thing ;] or mansoob, on the supposition that لا is a negative and that ان is what is termed مَصْدَرِيَّة: but if لا is wanting, it may not be mejzoom, but may be marfooa [if we use ان as an explicative] or mansoob [if ان be what is termed مَصْدَرِيَّة]. (Mughnee.)b3: Fourthly, it is redundant, as a corroborative, (Mughnee, K,) like whatever else is redundant : and thus it is in four cases : one of these, which is the most common, being when it occurs after لَمَّا denoting time; [and this is mentioned in the M ; ] as in the saying [in the Kur xxix. 32], وَلمَّا أَنْ جَآءَ تْ رُسُلُنَا لُوطًا [And when our apostles came to Lot]: (Mughnee:) [or,] accord. to J, (TA,) it is sometimes a connective to لَمَّا; as in the saying in the Kur [xii. 96], فَلَمَّا أَنْ جَآءَ الْبَشِيرُ [And when that (like as we say, " now that,") the announcer of good tidings came] : and sometimes it is redundant ; as in the saying in the Kur [viii. 34], وَمَا لَهُمْ أَنْ لَا يُعَذِبَهُمُ اللّٰهُ [as though it might be rendered But what reason have they, God should not punish them?] : (S, TA:) but IB says that the connective is redundant ; and [that ان is not redundant in the latter instance, for] if it were redundant in this verse of the Kur it would not render the [aor.] verb mansoob. (TA. [The author of the Mughnee, like IB, disallows that ان is redundant in a case of this kind, which Kh asserts it to be ; and says that فِى is under-stood before it.]) The second case is when it occurs between لَوٌ and a verb signifying swearing, the latter being expressed; as in this verse: فَأُقْسِمُ أَنْ لَوِ الْتَقَيْنَا وَأَنْتُمُ لَكَانَ لَنَا يَوْمٌ مِنَ الشَّرِّ مُظْلِمُ

[And I swear, had we and you met, there had been to us a dark day of evil]: and when that verb is omitted; as in the following ex.: أَمَا وَاللّٰهِ أَنْ لَوْ كُنْتَ حُرِّا وَمَا بِالْحُِرِأَنْتَ وَلَا العَتِيقِ [Verily, or now surely, by God, if thou wert freeborn; but thou art not the freeborn nor the emancipated]: so say Sb and others: Ibn-'Os-foor holds it to be a particle employed to connect the complement of the oath with the oath; but this is rendered improbable by the fact that it is in most cases omitted, and such particles are not. (Mughnee.) The third case, which is extr., is when it occurs between the ك [of comparison] and the noun governed by it in the genitive case; as in the saying, وَيَوْمًا تُوَافِينَا بِوَجْهٍ مُقَسَّمٍ

كَأَنٌ ظَبْيَةٍ تَعْطُو إِلَى وَارِقِ السَّلَمْ [And on a day thou comest to us with a beautiful face, like a doe-gazelle raising her head towards the goodly green-leaved tree of the selem kind], accord. to the reading of him who makes طبيةْ to be governed in the genitive case [instead of the accus. or the nom.; for if we read it in the accus. or the nom., أَنْ is a contraction of أَنَّ; in the former case, ظبية being its subject, and its predicate being suppressed; and in the latter case, the meaning being كَأَنَّهَا ظَبْيَةٌ, so that the subject of ان is suppressed]. (Mughnee.) The fourth case is when it occurs after إِذَا; as in the following ex.: فَأُمْهلُهُ حَتَّى إذَا أَنْ كَأَنَّهُ مُعَاطِى يَدٍ فِي لُجَّةِ المَآءِ غَامِرُ [And I leave him alone until when he is as though he were a giver of a hand to be laid hold upon, in the fathomless deep of the water immerged]. (Mughnee.) b4: [Fifthly,] among other meanings which have been assigned to it, (Mughnee,) it has a conditional meaning, like إِنٌ: (Mughnee, K:) so the Koofees hold; and it seems to be most probably correct, for several reasons: first, because both these forms occur, accord. to different readings, in several instances, in one passage of the Kur; as in [ii. 282,] أَنْ تَضِلٌّ

إِحْدَاهُمَا [If one of them twain (namely, women,) err]; &c.: secondly, because [the prefix] فَ often occurs after it; as in a verse commencing with أَبَا خُرَاشَةَ [as cited voce أَمَّا, accord. to some who hold that أمَّا in that verse is a compound of the conditional أَنْ and the redundant مَا; and as in the Kur ii. 282, where the words quoted above are immediately followed by فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى]: thirdly, because it is conjoined with إِنٌ [which forms a part of the compound إِكَّا] in this ex.: إِمَّا أَقَمْتَ وَأَمَّا أَنْتَ مُرْتَحِلًا فَاللّٰهُ يَكْلَأُ مَا تَأْتِى وَمَا تَذَرُ [If thou remain, and if thou be going away (أَمَّا meaning أَنْ كُنْتَ, as syn. with إِنْ كُنْتَ), may God guard thee (يَكْلَأُ being marfooa because of the ف) as long as thou doest and as long as thou leavest undone]: thus related, with kesr to the former ان [in إِنَّا] and with fet-h to the latter [in أَمَّا]. (Mughnee.) b5: [Sixthly,] it is a negative, like إِنْ: (Mughnee, K:) so, as some say, in [the Kur iii. 66,] أَنع يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ [meaning accord. to them Not any one is given the like of that scripture which ye have been given]: but it is said [by others] that the meaning is, [taken with what precedes it,] And believe not ye that (بِأَنْ) any one is given the like of that scripture which ye have been given, except it be given to him who followeth your religion; and that the phrase “ say thou, Verily the direction is the direction of God,” is parenthetic. (Mughnee.) b6: [Seventhly,] it is syn. with إِذْ, (Az, T, Mughnee, K, [in Freytag's Lex., from the K, إِذْ قِيلَ, but قيل in the K relates to what there follows,]) as some say, in [the Kur l. 2,] بَلْ عَجِبُوا أَنٌ جَآءَهُمْ مُنْذِرٌمِنْهُمْ [Verily they wonder because a warner from among themselves hath come unto them]; (Mughnee, K;) and in other instances; but correctly, in all these instances, ان is what is termed مَصْدَرِيَّة, and لِ denoting cause is understood before it. (Mughnee.) [See also أَمَّا and إِمَّا.] b7: [Eighthly,] it is syn. with لِئَلّا, accord. to some, in [the Kur iv. last verse,] يُبَيِّنُ اللّٰهُأَنْ تَضِلُّوا [God explaineth to you (the ordinances of your religion, Jel), lest ye should err, or in order that ye may not err]; (Mughnee, K;) and in the saying, نَزَلْتُمْ مَنْزِلَ الأَضْيَافِ مِنَّا فَعَجَّلْنَا القِرَى أَنْ تَشْتِمُونَا [Ye became, or have become, in the condition of our guests; so we hastened, or have hastened, the entertainment, lest ye should revile us, or in order that ye should not revile us]: (Mughnee:) but correctly, in such a case [likewise], ان is what is termed مَصْدَرِيَّة, and the original wording is كَرَاهَةَ أَنْ تَضِلُّوا [from a motive of dislike that ye should err], (Mughnee, K,) and مَخَافَةَ أَنْ تَشْتِمُونَا [from a motive of fear that ye should revile us]: so say the Basrees: some say, extravagantly, that ل is meant to be understood before it, and الَّذِى after it. (Mughnee.) b8: [Ninthly,] it occurs in the sense of الَّذِى; as in the saying, زَيْدٌ أَعْقَلُ مِنٌ أَنْ يَكْذِب [Zeyd is more reasonable than he who lies; which is equivalent to saying, Zeyd is too reasonable to lie: but respecting its usage in a phrase of this kind, and respecting the form of the aor. after it in such a case, see مِنْ]. (Kull p. 78.) b9: By a peculiarity of pronunciation termed عَنْعَتَةٌ, the tribe of Temeem say عَنْ instead of أَنٌ. (M.) إِنٌ is used in various ways: first, as a conditional particle, (S, M, Msb, Mughnee, K,) denoting the happening of the second of two events in consequence of the happening of the first, (S, Msb, *) whether the second be immediate or deferred, and whether the condition be affirmative or negative; (Msb;) [and as such it is followed by a mejzoom aor., or by a pret. having the signification of an aor. ;] as in the saying, [إِنْ تَفْعَلٌ أفْعَلٌ If thou do such a thing, I will do it; and] إِنْ تَأْتِنِى آتِكَ [If thou come to me, I will come to thee]; and إِنٌ جِئْتَنِى أَكْرَمْتُكَ [If thou come to me, I will treat thee with honour]; (S;) and إِنْ فَعَلْتَ فَعَلْتُ [If thou do, I will do] for which the tribe of Teiyi say, as IJ relates on the authority of Ktr, هِنْ فَعَلْتَ فَعَلْتُ; (M;) and إِنْ دَخَلْت الدَّارَ أَوٌ [If thou stand, I will stand]; and إِنْ دَخَلْتِ الدَّارَ أَوْ لَمْ تَدْخُلِى الدَّارض فَأَنْتِ طَالقٌ [If thou enter the house, or if thou enter not the house, thou shalt be divorced]; (Msb;) and [in the Kur viii. 39,] إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرٌ لَهُمْ مَا قَد سَلَفَ [If they desist, what hath already past shall be forgiven them]; and [in verse 19 of the same ch.,] وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ [But if ye return to attacking the Apostle, we will return to assisting him]. (Mughnee, K.) [On the difference between it and إِذا, see the latter.] When either it or إِذَا is immediately followed by a noun in the nom. case, the said noun is governed in that case by a verb necessarily suppressed, of which it is the agent; as in the saying, in the Kur [ix. 6], وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ استَجَارَكَ; the complete phrase being وَإِنِ اسْتَجَارَكَ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ [And if any one of the believers in a plurality of gods demand protection of thee, (if) he demand protection of thee]: so accord. to the generality of the grammarians. (I 'Ak p. 123.) Sometimes it is conjoined with the negative لَا, and the ignorant may imagine it to be the exceptive إِلَّا; as in [the saying in the Kur ix. 40,] إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَد نَصَرَهُ اللّٰهُ [If ye will not aid him, certainly God did aid him]; and [in the next preceding verse,] إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ [If ye will not go forth to war, He will punish you]. (Mughnee, K. *) It is sometimes used to denote one's feigning himself ignorant; as when you say to one who asks, “Is thy child in the house? ” and thou hast knowledge thereof, إِنْ كَانَ فِى الدَّارِ أَعْلَمْتُكَ بِهِ [If he be in the house, I will inform thee thereof]. (Msb.) And to denote one's putting the knowing in the predicament of the ignorant, in order to incite to the doing or continuing an action; as when you say, إِنٌ كُنْتَ ابُنِى فَأَطِعْنِى [If thou be my son, obey me]; as though you said, “Thou knowest that thou art my son, and it is incumbent on the son to obey the father, and thou art not obedient; therefore do what thou art commanded to do. ” (Msb.) And sometimes it is divested of the conditional meaning, and becomes syn. with لَو; as in the saying, صَلِّ وَإِنٌ عَجَزْتَ عَنِ القِيَام [Pray thou though thou be unable to stand;] i. e. pray thou whether thou be able to stand or unable to do so; and in the saying, أَكْرِمٌ زِيْدًا وَإِنْ قَعَدَ i. e. [Treat thou Zeyd with honour] though he be sitting; or, whether he sit or not. (Msb.) [إِمَّا as a compound of the conditional إِنٌ and the redundant مَا, see in an art. of which اما is the heading.] b2: [Secondly,] it is a negative, (S, Mughnee, K,) syn. with مَا; (S;) and is put before a nominal proposition; (Mughnee, K;) as in the saying [in the Kur lxvii. 20], إِنِ الْكَافِرُونَ

إِلَّا فِى غُرُورٍ [The unbelievers are not in aught save in a deception]; (S, Mughnee, K;) and before a verbal proposition; as in [the Kur ix. 108,] إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى [We desired not, or meant not, aught save that which is best]. (Mughnee, K.) The assertion of some, that the negative إِنٌ does not occur except where it is followed by إِلَّا, as in the instances cited above, or by لَمَّا, with tesh-deed, which is syn. therewith, as, accord. to a reading of some of the Seven [Readers], in the saying [in the Kur lxxxvi. 4], إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ, i. e., مَا كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ [There is not any soul but over it is a guardian], is refuted by the sayings in the Kur [x. 69 and lxxii. 26], إِنْ عِندَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهٰذَا [meaning, accord. to the Jel., Ye have no proof of this that ye say], and إِنْ أَدْرِيأَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ [I know not whether that with which ye are threatened be nigh]. (Mughnee, K. *) The conditional and the negative both occur in the saying in the Kur [xxxv. 39], وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ [And I swear that, if they should quit their place, not any one should withhold them after Him]: the former is conditional; and the latter is negative, and is [part of] the complement of the oath which is denoted by the ل prefixed to the former; the complement of the condition being necessarily suppressed. (Mughnee.) When it is put before a nominal proposition, it has no government, accord. to Sb and Fr; but Ks and Mbr allow its governing in the manner of لَيْسَ; and Sa'eed Ibn-Jubeyr reads, [in the Kur vii. 193,] إِنِ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللّٰهِ عِبَادًا أَمْثَالَكُمٌ [Those whom ye invoke beside God, or others than God, are not men like you]: also, the people of El-'Áliyeh have been heard to say, إِنٌ أَحَدٌ خَيْرًامِنْ أَحدٍ إِلَّا بِالعَافِيَةِ [Any one is not better than any other one, except by means of health, or soundness]; and إِنْ ذٰلِكَ نَافِعَكَ وَلَا ضَارَّكَ [That is not profitable to thee nor injurious to thee]: as an ex. of its occurrence without government, which is mostly the case, the saying of some, قَائمٌ ↓ إِنَّ may be explained as originally إِنٌ أَنَا قَائِمٌ [I am not standing]; the أ of أَنَا being elided for no reason in itself, and the ن of إِنٌ being incorporated into the ن of أَنَا, and the ا of this latter being elided in its conjunction with the following word; but إِنَّ قَائِمًا has also been heard. (Mughnee.) Sometimes it occurs [as a negative] in the complement of an oath: you say, وَاللّٰهِ إِنٌ فَعَلْتُ, meaning مَا فَعَلْتُ [By God, I did not]. (S.) b3: [Thirdly,] it is a contraction of إِنَّ, and is put before a nominal and before a verbal proposition. (Mughnee, K.) In the former case, it is made to govern and is made to have no government: (S, * K:) [i. e.] in this case, it is allowable to make it govern; contr. to the opinion of the Koofees: (Mughnee:) Lth says that he who uses the contracted form of إِنَّ uses the nom. case with it, except that some of the people of El-Hijáz use the accus. case with it: (T:) thus it is said, accord. to one reading, [in the Kur xi. 113,] إِنْ كُلَّا لَمَا لَيُوَفِّيَنَّهُمٌ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمٌ [Verily all of them, thy Lord will indeed fully render them the recompense of their works]: (T, Mughnee:) Fr says, We have not heard the Arabs use the contracted form and make it to govern, unless with a pronoun, in which case the desinential syntax is not apparent; and he adds that in the instance cited above, they make كُلّا to be governed in the accus. case by ليوفّينّهم; as though the phrase were لَيُوَفِّيَنَّهُمْ كُلَّا; and that كُلُّ would be proper; for you say, إِنْ زَيْدٌ لَقَائِمٌ [Verily Zeyd is standing]: (T:) the ex. given by Sb is, إِنْ عَمْرًا لَمُنطَلِقٌ [Verily 'Amr is going away]. (Mughnee.) But it is [most] frequently made to have no government; as in the saying [in the Kur xliii. 34 accord. to one reading], وَإِنْ كُلُّ ذٰلِكَ لَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا [And verily all that is the furniture of the present life]; and, accord. to the reading of Hafs, [and of 'Ásim and Kh, in the Kur xx. 66, respecting which see إِنَّ,] إِنْ هٰذَانِ لَسَاحِرَانِ [Verily these two are enchanters]; &c. (Mughnee.) When it is put before a verbal proposition, it is necessarily made to have no government: (Mughnee, K:) and in most cases the verb is a preterite and of the kind called نَاسِخ [which effects a change of the grammatical form or of the meaning in a nominal proposition before which it is placed]; as in the saying [in the Kur ii. 138], وَإِنْ كَانَتٌ لَكَبِيرَةً [And verily it was a great matter]; and [in the Kur xvii. 75,] وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ [And verily they were near to seducing thee]; (Mughnee;) in which last ex. Az says, it means لَقَدْ, i. e. without doubt; and so in the same ch. vv. 78 and 108: (T:) less frequently it is an aor. of a verb of this kind; as in the saying [in the Kur xxvi. 186], وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبينَ [And verily we think thee to be of the number of the liars]: and both these kinds of expression may be taken as exs. to be imitated: less frequently than this it is a preterite of a verb not of the kind termed نَسخ; as in the saying [of a poet], شَلَّتٌ يَمِينُكَ إِنٌ قَتَلْتَ لَمُسْلِمًا [May thy right arm, or hand, dry up, or become unsound! verily thou hast slain a Muslim]; but this may not be taken as an ex. to be imitated; contr. to the opinion of Akh; for he allows the phrase, إِنْ قِامَ لَأَنَا [Verily I stood], and إِنٌ قَعَدَ لأَنْتَ [Verily thou sattest]: and less frequently than this it is an aor. of a verb not of the kind termed ناسخ; as in the saying, إِنْ يَزِينُكَ لَنَفْسُكَ وَإِنٌ يَشِينُكَ لَهِيَهٌ [Verily thy soul is that which beautifies thee, and it is that which deforms thee]; and this, by common consent, may not be taken as an ex. to be imitated. (Mughnee.) Wherever you find إِنٌ with لَ after it, decide that it is originally إِنَّ; (Mughnee, K;) as in the exs. above: but respecting this ل there is a difference of opinion: see this letter. (Mughnee.) J says, (TA,) إِنٌ is sometimes a contraction of إِنَّ, and this must have ل put before its predicate, to compensate for what is elided, of the doubled letter; as in the saying in the Kur [lxxxvi. 4, accord. to him who reads لَمَا instead of لَمَّا], إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَا عَلَيْهَا حَافِظٌ [Verily every soul hath over it a guardian]; and in the saying, إِنٌ زَيدٌ لَأَخُوكَ [Verily Zeyd is thy brother]; in order that it may not be confounded with إِنٌ which is syn. with the negative مَا: (S, TA:) but IB says, ل is here introduced to distinguish between negation and affirmation, and this إِنْ has neither subject nor predicate; so J's saying that the ل is put before its predicate is without meaning: and this ل is sometimes introduced with the objective complement of a verb; as in إِنْ ضَرَبْتُ لَزَيْدًا [Verily I struck, or beat, Zeyd]; and with the agent; as in إِنْ قَامَ لَزَيْدٌ [Verily Zeyd stood]. (TA.) When the contracted إِنْ governs, this ل is not necessary; so you may say, إِنْ زَيْدًا قَائِمٌ [Verily Zeyd is standing]; because in this case it cannot be confounded with the negative; for the negative does not render the subject mansoob and the predicate marfooa: and when it does not govern, if the meaning is apparent, the ل is not needed; as in وَنَحْنُ أُبَاةُ الضَّيْمِ مِنْ آلِ مَالِكٍ

وَإِنْ مَالِكٌ كَانَتْ كِرَامَ المَعَادِنِ [And we are persons who refuse to submit to injury, of the family of Málik: and verily the family of Málik are generous in respect of their origins]; كَانَتْ being here for لَكَانَتٌ. (I 'Ak p. 99.) b4: [Fourthly,] it is redundant, (S, Mughnee, K,) occurring with مَا; as in the saying, مَا إِنْ يَقُومُ زَيْدٌ [Zeyd does not stand]; (S;) and in the saying [of a poet], كَا إِنْ أَتَيْتَ بِشْىءٍ أَنْتَ تَكْرَهُهُ [Thou didst not a thing which thou dislikest]. (Mughnee, K: in the CK اَتْتُ.) It is mostly thus used after the negative ما, when put before a verbal proposition; as above; or before a nominal proposition; as in the saying, مَنَايَانَا وَدَوْلَةُ آخَرِينَا وَمَا إِنْ طِبُّنَا جبُنٌ ولٰكِنٌ [And our habit is not cowardice; but our destinies and the good fortune of others caused our being defeated]: and in this case it prevents the government of ما, as in this verse: but in the saying, بَنِى غُدَانَةَ مَا إِنْ أَنْتُمُ ذَهَبًا وَلَا صَرِيفًا وَلٰكِنٌ أَنْتُمُ الخَزَفُ [Sons of Ghudáneh, ye are not indeed gold, nor silver, or pure silver, but ye are pottery], accord. to him who relates it thus, saying ذهبًا and صريفًا, in the accus. case, it is explained as a negative, corroborative of ما: (Mughnee:) and accord. to J, (TA,) the negatives مَا and إِنٌ are sometimes thus combined for corroboration; as in the saying of the rájiz, (El-Aghlab El-'Ijlee, TA,) أَكْثَرَ مِنْهُ قِرَةً وَقَارَا مَا إِنٌ رَأَيْنَا مَلِكَّا أَغَارَا [We have not indeed seen a king who has made a hostile incursion possessing more numerous sheep, or goats, and camels, than he]; (S, TA;) but IB says that ان is here redundant, not a negative. (TA.) Sometimes it is redundant after the conjunct noun مَا; as in the saying, يُرَجِىّ المَرْإُ مَا إِنٌ لَا يَرَاهُ وَتَعْرِضُ دُونَ أَدْنَاهُ الخُطُوبُ [Man hopes for that which he will not see; for calamities intervene as obstacles in the way to what is nearest thereof]. (Mughnee.) And after the مَا termed مَصْدَرِيَّة, (Mughnee,) [i. e.,] after the adverbial مَا [which is of the kind termed مصدريّة]; (TA;) as in the saying (of Maaloot El-Kurey'ee, cited by Sb, TA), وَرَجِّ الفَتَى لِلْخَيْرِ مَا إِنْ رَأَيْتَهُ عَلَي السِّنِّ خَيْرًا لَايَزَالُ يَزِيدُ [And hope thou that the youth is destined for good as long as thou hast seen him not ceasing to increase in good with age]. (Mughnee.) and after the inceptive أَلَا; as in the saying, أَلَا إِنْ سَرَى لَيْلِى فبِتُّ كَئِيبَا

أُحَاذِرُ أَنْ تَنْأَى النَّوَى بِغَضُوبَا [Now he journeyed on, or during, that my night, and I passed the night in an evil state, broken in spirit by grief, being fearful that the distance to which he was going with Ghadoob (a woman so named) would become far]. (Mughnee.) and before the meddeh denoting disapproval: [for] Sb heard a man, on its being said to him, “Wilt thou go forth if the desert become plentiful in herbage? ” reply, أَأَنَا إِنِيهٌ [What, I, indeed?] disapproving that he should think otherwise than that. (Mughnee. [See also art. انى.]) b5: [Fifthly,] it is syn. with قَدْ: so it is said to be in the saying [in the Kur lxxxvii. 9], إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى

[Admonition hath profited], (T, Mughnee, K,) by IAar (T) and by Ktr: (Mughnee:) and Abu-l-' Abbás relates that the Arabs say, إِنٌ نَفَعَتِ الذِّكْرَى

meaning قَدْ قَامَ زَيْدٌ [Zeyd has stood]; and he adds, that Ks states his having heard them say so, and having thought that it expressed a condition, but that he asked them, and they answered that they meant قَدْ قَامَ زَيْدٌ, and not مَا قَامَ زَيْدٌ. (T.) [So too, accord. to the K, in all the exs. cited in the next sentence as from the Mughnee; but this is evidently a mistake, occasioned by an accidental omission.] b6: [Sixthly,] it is asserted also by the Koofees, that it is syn. with إِذْ, in the following exs.: in the Kur [v. 62], وَاتَّقُوا اللّٰهَ إِنٌ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [And fear ye God, because ye are believers: and so, accord. to Az, as is said in the T, in a similar instance in the Kur ii. 278: and in the same, iv. 62]: and [in the Kur xlviii. 27,] لَتَدْ خُلُنَّ المَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَآءَ آمِنِينَ [Ye shall assuredly enter the sacred mosque, because God hath willed, in security]: and in like instances, when the verb therein expresses what is held sure to happen or to have happened: and in the saying, أَتَغْضَبُ إِنٌ أُدْنَا قُتَيْبَةَ حُزَّتَا جِهَارًا وَلَمْ تَغْضَبْ لِقَتْلِ ابْنِ حَازِمِ [Art thou angry because the ears of Kuteybeh have been cut, openly, or publicly, and wast not angry for the slaughter of Ibn-Házim?]: (Mughnee:) but in all these instances [it is sufficiently obvious that] ان may be otherwise explained. (Mughnee, K.) b7: [Seventhly,] it is sometimes syn. with إِذَا; as in the Kur [ix. 23], لَا تَتَّخِذُوا

آبَآءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَآءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَعَلَى

الْإِيمَانِ [Take not ye your fathers and your brethren as friends when they love unbelief above belief]; and in the same [xxxiii. 49], وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً

إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِىّ [And a believing woman when she giveth herself to the Prophet]: so says Az. (T.) b8: [Eighthly,] it is used for إِمَّا, (Mughnee and K, voce إِمَّا,) distinct from إِمَّا which is a compound of the conditional إِنٌ and the redundant مَا. (Mughnee ibid.) [See an ex. in a verse cited voce إِمَّا in the present work, commencing with the words سَقَتْهُ الرَّوَاعِدُ.]

أَنَ: see أَنْ, in four places.

أَنَّ is one of the particles which annul the quality of the inchoative; and is originally إِنَّ; therefore Sb has not mentioned it among those particles [as distinct from إِنَّ, from which, however, it is distinguished in meaning]: (I 'Ak p. 90:) it is a corroborative particle; (I 'Ak, Mughnee;) a particle governing the subject in the accus. case and the predicate in the nom. case, (S, I 'Ak, Mughnee, K,) combining with what follows it to form an equivalent to an inf. n., (S,) [for,] accord. to the most correct opinion, it is a conjunct particle, which, together with its two objects of government, is explained by means of an inf. n. (Mughnee.) If the predicate is derived, the inf. n. by means of which it is explained is of the same radical letters; so that the implied meaning of بَلَغَنِي أَنَّكَ تَنْطَلِقُ [It has come to my knowledge, or been related to me, or been told to me, or it came to my knowledge, &c., that thou goest away], or أَنَّكَ مُنْطَلِقٌ [that thou art going away], is بَلَغَنِي الاِنْطِلَاقُ [or rather انْطِلَاقُكَ thy going away has come to my knowledge, &c.]; and hence, the implied meaning of بَلَغَنِى أَنَّكَ فِي الدَّارِ [It has come to my knowledge, &c., that thou art in the house] is بَلَغَنِى اسْتِقْرَارُكَ فِي الدَّارِ [thy remaining in the house has come to my knowledge, &c.], because thea predicate is properly a word suppressed from اِستَقَرَّ or مُسْتَقِرٌّ: and if the predicate is underived, the implied meaning is explained by the word كَوْنِ; so that the implied meaning of بَلَغَنِى أَنَّ هٰذا زَيْدٌ [It has come to my knowledge, &c., that this is Zeyd] is بَلَغَنِى

كَوْنُهُ زَيْدًا [his being Zeyd has come to my knowledge, &c.]; for the relation of every predicate expressed by an underived word to its subject may be denoted by a word signifying “ being; ”

so that you say, هٰذَا زَيْدٌ and, if you will, هٰذَا كَائِنٌ زَيْدًا; both signifying the same. (Mughnee.) There are cases in which either أَنَّ or إِنَّ may be used: [see the latter, in twelve places:] other cases in which only the former may be used: and others in which only the latter. (I 'Ak p. 91.) The former only may be used when the implied meaning is to be explained by an inf. n. (I 'Ak, K.) Such is the case when it occurs in the place of a noun governed by a verb in the nom. case; as in يُعْجِبُنِى أَنَّكَ قَائِمٌ [It pleases me that thou art standing], i. e. قِيَامُكَ [thy standing pleases me]: or in the place of a noun governed by a verb in the accus. case; as in عَــرَفْتُ أَتَّكَ قَائِمٌ [I knew that thou wast standing], i. e. قِيَامَكَ [thy standing]: or in the place of a noun governed in the gen. case by a particle; as in عَجِبْتُ مِنْ أَنَّكَ قَائِمٌ [I wondered that thou wast standing], i. e. مِنْ قِيَامكَ [at, or by reason of, thy standing]: (I 'Ak p. 91:) [and sometimes a preposition is understood; as in لَا شَكَّ أَنَّهُ كَذَا, for لَا شَكَّ فِى أَنَّهُ كَذَا There is no doubt that it is thus, i. e. لَا شّكَّ فِى كَوْنِهِ كَذَا There is no doubt of its being thus:] and أَنَّ must be used after لَوْ; as in لَوْ أَنَّكَ قَائِمٌ لَقُمْتُ [If that thou wert standing, I had stood, or would have stood, i. e. لَوْ ثَبَتَ قِيَامُكَ, or لَوْ قِيَامُكَ ثَابِتٌ, accord. to different opinions, both meaning if thy standing were a fact: see I 'Ak pp. 305 and 306]. (K.) Sometimes its أ is changed into ع; so that you say, عَلِمْتُ عَنَّكَ مُنْطَلِقٌ [meaning I knew that thou wast going away]. (M.) b2: With ك prefixed to it, it is a particle of comparison, (S, * M, TA,) [still] governing the subject in the accus. case and the predicate in the nom. case: (TA:) you say, كَأَنَّ زَيْدًا عَمْرٌو [It is as though Zeyd were 'Amr], meaning that Zeyd is like 'Amr; as though you said, إِنَّ زَيْدًا كَائِنٌ كَعَمْرٍو [verily, Zeyd is like 'Amr]: [it is to be accounted for by an ellipsis: or] the ك is taken away from the middle of this proposition, and put at its commencement, and then the kesreh of إِنَّ necessarily becomes changed to a fet-hah, because إِنَّ cannot be preceded by a preposition, for it never occurs but at the commencement [of a proposition]. (IJ, M.) Sometimes, كَأَنَّ denotes denial; as in the saying, كَأَنَّكَ أَمِيرُنَا فَتَأْمُرَنَا [As though thou wert our commander so that thou shouldst command us], meaning thou art not our commander [that thou shouldst command us]. (TA.) It also denotes wishing; as in the saying, كَأْنَّكَ بِي قَدْ قُلْتُ الشِّعْرَ فَأُجِيدَهُ, meaning Would that I had poetized, or versified, so that I might do it well: (TA:) [an elliptical form of speech, of which the implied meaning seems to be, would that I were as though thou sawest me that I had poetized, &c.; or the like: for] you say [also], كَأَنِّى بِكَ meaning كَأَنِّى أَبْصُرُ بِكَ [It is as though I saw thee]; i. e. I know from what I witness of thy condition to-day how thy condition will be tomorrow; so that it is as though I saw thee in that condition: (Har p. 126: [see also بِ; near the end of the paragraph:]) [thus,] كَأَنَّ also denotes knowing; and also thinking; [the former as in the saying immediately preceding, and] as when you say, كَأَنَّ اللّٰهَ يَفْعَلُ مَا يَشَآءُ [I know, or rather it appears, as though seen, that God does what He wills]; and [the latter as when you say,] كَأَنَّكَ خَارِجٌ [I think, or rather it seems, that Thou art going forth]. (TA.) b3: [When it has The affixed pronoun of the first person, sing. Or Pl., you say, أَنِّى and أَنَّنِى, and أَنَّا and أَنَّنَا: and When it has also the ك of comparison prefixed to It,] you say, كَأَنِّى and كَأَنَّنِى, [and كَأَنَّا and كَأَنَّنَا,] like as you say, لٰكِنِّى and لٰكِنَّنِى [&c.]. (S.) b4: As أَنَّ is a derivative from إِنَّ, it is correctly asserted by Z that أَنَّمَا imports restriction, like ↓ إِنَّمَا; both of which occur in the saying in the Kur [xxi. 108], يُوحَى إِلَىَّ أَنَّمَا ↓ قُلْ إِنَّمَا

إِلٰهُكُمْ إِلٰهً وَاحِدٌ [Say thou, It is only revealed to me that your God is only one God]: the former is for the restricting of the quality to the qualified; and the latter, for the reverse: (Mughnee, K:) i. e. the former is for the restricting of the revelation to the declaration of the unity; and the latter, for the restricting of “ your God ” to unity: (Marginal note in a copy of the Mughnee:) but these words of the Kur do not imply that nothing save the unity was revealed to the Prophet; for the restriction is limited to the case of the discourse with the believers in a plurality of gods; so that the meaning is, there has not been revealed to me [aught], respecting the godhead, except the unity; not the attribution of any associate to God. (Mughnee.) [أَنَّمَا, however, does not always import restriction; nor does always even ↓ إِنَّمَا: in each of these, ما is what is termed كَافَّةٌ; i. e., it restricts the particle to which it is affixed from exercising any government; and sometimes has no effect upon the signification of that particle: (see art. مَا; and see إِنَّمَا, below, voce إِنَّ:) thus, for instance, in the Kur viii. 28, وَاعْلَمُوا أَنَّمَا

أَمْوَالُكُمْ فِتْنَةً means And know ye that your possessions and your children are a trial; not that they are only a trial. When it has the ك of comparison prefixed to it, it is sometimes contracted; as in the following ex.:] a poet says, كَأَمَّا يَخْتَطِينَ عَشلَى قَتَادٍ

وَيَسْتَضْحِكْنَ عَنْ حَبِّ الغَمَامِ [As though, by reason of their mincing gait, they were walking upon tragacanthas; and they were laughing so as to discover teeth like hailstones: كَأَمَّا being for كَأَنَّمَا. (IAar.) b5: أَنَّ is someTimes contracted into أَنْ; (S, Mughnee;) and in This case, it governs in the manner already exPlained, voce أَنْ. (Mughnee.) b6: It is also syn. with لَعَلَّ; (Sb, S, M, Mughnee, K;) as in the saying, اِيتِ السُّوقَ أَنَّكَ تَشْتَرِى لَنَا شَيْئًا [Come thou to the market; may-be thou wilt buy for us something; اِيتِ being originally اِئْتِ]; i. e. لَعَلَّكَ: (Sb, M, Mughnee, K: *) and, accord. to some, (M, Mughnee, K,) so in the Kur [vi. 109], where it is said, وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَآءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ [And what maketh you to know? (meaning, maketh you to know that they will believe when it cometh? i. e. ye do not know that: Jel:) Maybe, when it cometh, they will not believe]: (S, M, Mughnee, K:) thus accord. to this reading: (Mughnee, K:) and Ubeí here reads لَعَلَّهَا. (S.) أَنَّ and لَأَنَّ and لَوْ أَنَّ are all syn. with عَلَّ and لَعَلَّ; and أَنِّى and أَنَّنِى, and لَأَنِّى and لأَنَّنِى, and لُوْ أَنِّى and لَوْ أَنِّنِى, with عَلِّى and لَعَلِّى. (K voce لَعَلَّ.) b7: It is also syn. with أَجَلْ [Yes, or yea; or it is as thou sayest]. (M, TA.) [See also إِنَّ as exemplified by a verse commencing with وَيَقُلْنَ and by a saying of Ibn-Ez-Zubeyr.]

إِنَّ is one of the particles which annul the quality of the inchoative, like أَنَّ, of which it is the original: (I 'Ak p. 90:) it is a corroborative particle, (I 'Ak, Mughnee,) corroborating the predicate; (S, K;) governing the subject in the accus. case and the predicate in the nom. case; (S, I 'Ak, Mughnee, K;) [and may generally be rendered by Verily, or certainly, or the like; exactly agreeing with the Greek ὃτι, as used in Luke vii. 16 and in many other passages in the New Testament; though it often seems to be nothing more than a sign of inception, which can hardly be rendered at all in English; unless in pronunciation, by laying a stress upon the predicate, or upon the copula;] as in the saying, إِنَّ زَيْدًا قَائِمٌ [Verily, or certainly, Zeyd is standing; or simply, Zeyd is standing, if we lay a stress upon standing, or upon is]. (I 'Ak p. 90.) But sometimes it governs both the subject and the predicate in the accus. case; as in the saying, إِذَا اشْتَدَّ جُنْحُ اللَّيْلِ فَلْتَأْتِ وَلْتَكُنٌ خُطَاكَ خِفَافًا إِنَّ حُرَّاسَنَا أُسْدَا [When the darkness of night becomes, or shall become, intense, then do thou come, and let thy steps be light: verily our guardians are lions]; (Mughnee, K; [but in the latter, for اشْتَدَّ, we find اسْوَدَّ, so that the meaning is, when the first portion of the night becomes, or shall become, black, &c.;]) and as in a trad. in which it is said, انَّ قَعْرَ جَهَنَّمَ سَبْعِينَ خَرِيفًا [Verily the bottom of Hell is a distance of seventy years of journeying]: (Mughnee, K:) the verse, however, is explained by the supposition that it presents a denotative of state [in the last word, which is equivalent to شِجْعَانًا or the like], and that the predicate is suppressed, the meaning being, تَلْقَاهُمْ أُسْدًا [thou wilt find them lions]; and the trad. by the supposition that قَعْرَ is an inf. n., and سَبْعِينَ is an adverbial noun, so that the meaning is, the reaching the bottom of hell is [to be accomplished in no less time than] in seventy years. (Mughnee.) And sometimes the inchoative [of a proposition] after it is in the nom. case, and its subject is what is termed ضَمِيرُ شَأْنٍ, suppressed; as in the saying of Mohammad, إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ القِيٰمَةِ المُصَوِّرُونَ [Verily, (the case is this:) of the men most severely to be punished, on the day of resurrection, are the makers of images], originally إِنَّهُ, i. e. إِنَّ الشَّأْنَ; (Mughnee, K; *) and as in the saying in the Kur [xx. 66], إِنَّ هٰذَانِ لَسَاحِرَانِ, [accord. to some,] as will be seen in what follows. (TA.) b2: Of the two particles إِنَّ and ↓ أَنَّ, in certain cases only the former may be used; and in certain other cases either of them may be used. (I' Ak p. 91.) The former must be used when it occurs inceptively, (Kh, T, I' Ak p. 92, Mughnee, K,) having nothing before it upon which it is syntactically dependent, (Kh, T,) with respect to the wording or the meaning; (K;) as in إِنَّ زَيْدًا قَائِمٌ [Verily Zeyd is standing]. (I' Ak, K.) It is used after أَلَا, (I' Ak, K,) the inceptive particle, (I' Ak,) or the particle which is employed to give notice [of something about to be said]; (K;) as in أَلَا إِنَّ زَيْدًا قَائِمٌ [Now surely Zeyd is standing]. (I' Ak K.) And when it occurs at the commencement of the complement of a conjunct noun; (I' Ak, K; *) as in جَآءَ الَّذِى إِنَّهُ قَائِمٌ [He who is standing came]; (I' Ak;) and in the Kur [xxviii. 76], وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُورِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوْءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِى

القُوَّةِ [And we gave him, of treasures, that whereof the keys would weigh down the company of men possessed of strength]. (I' Ak, * K, * TA.) And in the complement of an oath, (I' Ak, K,) when its predicate has لَ, (I' Ak,) or whether its subject or its predicate has لَ or has it not; (K;) as in وَاللّٰهِ إِنَّ زَيْدًا لَقَائِمٌ [By Allah, verily Zeyd is standing], (I' Ak,) and إِنَّهُ قَائِمٌ: or, as some say, when you do not employ the ل, the particle is with fet-h; as in قَائِمٌ ↓ وَاللّٰهِ أَنَّكَ [I swear by Allah that thou art standing]; mentioned by Ks as thus heard by him from the Arabs: (TA:) but respecting this case we shall have to speak hereafter. (I' Ak.) And when it occurs after the word قَوْلٌ or a derivative thereof, in repeating the saying to which that word relates; (Fr, T, I' Ak, * K; *) as in the saying [in the Kur iv. 156], وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ [And their saying, Verily we have slain the Messiah]; (Fr, T;) and قُلْتُ

إِنَّ زَيْدًا قَائِمٌ [I said, Verily Zeyd is standing]; (I' Ak;) and [in the Kur v. 115,] قَالَ اللّٰهُ إِنّى

مُنّزِّلُهَا عَلَيْكُمْ [God said, Verily I will cause it to descend unto you]; accord. to the dial. of him who does not pronounce it with fet-h: (K:) but when it occurs in explaining what is said, you use ↓ أَنَّ; as in the saying, قَدْ قُلْتُ لَكَ كَلَامًا حَسَنًا

أَنَّ أَبَاكَ شَرِيفٌ وَأَنَّكَ عَاقِلٌ [I have said to thee a good saying; that thy father is noble and that thou art intelligent]; (Fr, T;) or when the word signifying “ saying ” is used as meaning “ thinking; ” as in أَتَقُولُ أَنَّ زَيْدًا قَائِمٌ [Dost thou say that Zeyd is standing?], meaning أَتَظُنُّ [Dost thou think?]. (I' Ak.) Also, when it occurs in a phrase denotative of state; (I' Ak;) [i. e.,] after the و denotative of state; (K;) as in زُرْتُهُ وَإِنِّى

ذُوأَمَلٍ [I visited him, I verily having hope, or expectation]; (I' Ak;) and in جَآءَ زِيْدٌ وَ إِنَّ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ [Zeyd came, he verily having his hand upon his head]. (K.) And when it occurs in a phrase which is the predicate of a proper (as opposed to an ideal) substantive; (I' Ak, K; *) as in زَيْدٌ إِنَّهُ قَائِمٌ [Zeyd, verily he is standing], (I' Ak,) or ذَاهِبٌ [going away]; contr. to the assertion of Fr. (K.) And when it occurs before the ل which suspends the grammatical government of a verb of the mind, preceding it, with respect to its objective complements; (I' Ak, K; *) as in عَلِمْتُ إِنَّ زَيْدًا لَقَائِمٌ [I knew Zeyd verily was standing]; (I' Ak;) and in [the Kur lxiii. 1,] وَاللّٰهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ [And God knoweth thou verily art his apostle]: (K:) but if the ل is not in its predicate, you say, ↓ أَنَّ; as in عَلِمْتُ أَنَّ زَيْدًا قَائِمٌ [I knew that Zeyd was standing]. (I' Ak.) And in the like of the saying in the Kur [ii. 171], وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِى الْكِتَابِ لَفِى شَقَاقٍ

بَعِيدٍ [And verily they who differ among themselves respecting the book are in an opposition remote from the truth]; because of the ل [of inception] which occurs after it, in لَفِى: (Ks, A 'Obeyd:) the ل of inception which occurs before the predicate of إِنَّ should properly commence the sentence; so that إِنَّ زَيْدًا لَقَائِمٌ [Verily Zeyd is standing] should properly be لَإِنَّ زَيْدًا قَائِمٌ; but as the ل is a corroborative and إِنَّ is a corroborative, they dislike putting two particles of the same meaning together, and therefore they put the ل later, transferring it to the predicate: Mbr allows its being put before the predicate of ↓ أَنَّ; and thus it occurs in an unusual reading of the saying [in the Kur xxv. 22], إِلَّا أَنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ [But they ate food]; but this is explained by the supposition that the ل is here redundant: (I' Ak p. 95:) this is the reading of Sa'eed Ibn-Jubeyr: others read, إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُنَ الطَّعَامَ [but verily they ate food]: and إِنَّ [as well as ↓ أَنَّ] is used after the exceptive إِلَّا when it is not followed by the ل [of inception]. (TA.) Also, When it occurs after حَيْثُ; as in اِجْلِسْ حَيْثُ إِنَّ زَيْدًا جَالِسٌ [Sit thou where Zeyd is sitting]. (I' Ak p. 92, and k) And after حَتَّى; as in مَرِضَ زَيْدٌ حَتَّى إِنَّهُمْ لَا يَرْجُونَهُ [Zeyd has fallen sick, so that verily they have no hope for him: whereas after a particle governing the gen. case, [i. e. a preposition,] you say, ↓ أَنَّ. (IHsh in De Sacy's Anthol. Gr. Ar. P. 76.) b3: Either of these two forms may be used after إِذَا denoting a thing's happening suddenly, or unexpectedly; as in خَرَجْتُ فَإِذَا إِنَّ زَيْدًاقَائِمٌ [I went forth, and lo, verily Zeyd was standing], and زَيْدًا قَائِمٌ ↓ فَإِذَا أَنَّ [and lo, or at that present time, Zeyd's standing]; in which latter case, أَنَّ with its complement is [properly] an inchoative, and its enunciative is إِذَا; the implied meaning being, and at that present time was the standing of Zeyd: or it may be that the enunciative is suppressed, and that the implied meaning is, [and lo, or at that present time,] the standing of Zeyd was an event come to pass. (I' Ak p. 93.) Also, when occurring in the complement of an oath, if its enunciative is without ل: (I' Ak:) [see exs. given above:] or, as some say, only ↓ أَنَّ is used in this case. (TA.) Also, when occurring after فَ denoting the complement of a condition; as in مَنْ يَأْتِنِى فَإِنَّهُ مُكْرَمٌ [He who cometh to me, verily he shall be treated with honour], and مُكْرَمٌ ↓ أَنَّهُ; in which latter case, أَنَّ with its complement is an inchoative, and the enunciative is suppressed; the implied meaning being, honourable treatment of him shall be an event come to pass: or it may be an enunciative to an inchoative suppressed; the implied meaning being, his recompense shall be honourable treatment. (I' Ak p. 94.) Also, when occurring after an inchoative having the meaning of a saying, its enunciative being a saying, and the sayer being one; as in خَيْرُ القَوْلِ إِنّى أَحْمَدُ [The best saying is, Verily I praise God], and أَحْمَدُ ↓ أَنِّى; in which latter case, أَنَّ with its complement is an enunciative of خَيْرُ; the implied meaning being, the best saying is the praising of God [or my praising of God]. (I' Ak ubi suprà.) You also say, لَبَّيْكَ إِنَّ الحَمْدَلَكَ [At thy service !

Verily praise belongeth to Thee! O God]; commencing [with إِنَّ] a new proposition: and sometimes one says, ↓ أَنَّ; meaning بِأَنَّ الحَمْدَ لَكَ [because praise belongeth to Thee]. (Msb.) b4: The cases in which إِن may not be used in the place of أَنَّ have been mentioned above, voce أَنَّ. b5: [When it has the affixed pronoun of the first person, sing. or pl.,] you say, إِنِّى and إِنَّنِى, (S,) and إِنَّا and إِنَّنَا, (TA,) like as you say لٰكِنِّى and لٰكِنِّنِى [&c.]. (S.) إِنَّ as a contraction of إِنَّ أَنَا has been mentioned above, as occurring in the phrase إِنَّ قَائِمٌ, voce إِنْ, q. v. b6: Accord. to the grammarians, (T,) إِنَّمَا is a compound of إِنَّ and مَا, (T, S,) which latter prevents the former's having any government: (T:) it imports restriction; like أَنَّمَا, which see above, voce أَنَّ, in three places: (Mughnee, K:) [i. e.] it imports the restriction of that which it precedes to that which follows it; as in إِنَّمَا زَيْدٌ مُنْطَلِقٌ [Zeyd is only going away], and إِنَّمَا يَنْطَلِقُ زَيْدٌ [Only Zeyd goes away]: (Bd in ii. 10:) [in other words,] it is used to particularize, or specify, or distinguish a thing from other things: (S:) it affirms a thing in relation to that which is mentioned after it, and denies it in relation to other things; (T, S;) as in the saying in the Kur [ix. 60], إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَآءِ [The contributions levied for pious uses are only, or but, for the poor]: (S:) but El-Ámidee and AHei say that it does not import restriction, but only corroboration of an affirmation, because it is a compound of the corroborative إِنَّ and the redundant مَا which restrains the former from exercising government, and that it has no application to denote negation implied in restriction, as is shown by the trad., إِنَّمَا الِّرِبَا فِى

النَّسِيْئَةِ [which must mean, Verily usury is in the delay of payment], for usury is in other things beside that here mentioned, as رِبَا الفضْلِ [or profit obtained by the superior value of a thing received over that of a thing given], by common consent: (Kull p. 76:) some say that it necessarily imports restriction: J says what has been cited above from the S: some say that it has an overt signification in denoting restriction, and is susceptible of the meaning of corroboration: some say the reverse of this: El-Ámidee says that if it were [properly] restrictive, its occurrence in another sense would be at variance with the original import; but to this it may be replied, that if it were [properly] corroborative, its occurrence in another sense would be at variance with the original import: it [therefore] seems that it is susceptible of both these meanings, bearing one or the other according as this or that suits the place. (Msb.) إِنَّمَا is to be distinguished from إِنَّ with the conjunct [noun] مَا, which does not restrain it from governing [though its government with this is not apparent, and which is written separately]; as in إِنَّ مَا عِنْكَ حَسَنٌ meaning Verily what is with thee is good, and in إِنَّ مَا فَعَلْتَ حَسَنٌ meaning Verily thy deed is good. (I' Ak pp. 97 and 98.) b7: إِنَّ is sometimes contracted into إِنٌ; (S, Mughnee, K;) and in this case, it is made to govern and is made to have no government: (S:) it is seldom made to govern in this case; often made to have no government: the Koofees say that it is not contracted; (Mughnee, K;) and that when one says, إِنْ زَيْدٌ لَمُنْطَلِقٌ [the meaning is virtually Verily Zeyd is going away, but] إِنٌ is a negative and the ل is syn. with إِلّا; but this assertion is refuted by the fact that some make it to govern when contracted, as in exs. cited above, voce إِنْ, q. v. (Mughnee.) b8: It is also syn. with نَعَمٌ [Even so; yes; yea]; (Mughnee, K;) contr. to the opinion of AO. (Mughnee.) [See also أَنَّ, last sentence.] Those who affirm it to have this meaning cite as an ex. the following verse (Mughnee, K *) of 'Obeyd-Allah Ibn-Keys-er-Rukeiyát: (S, * TA:) كَ وَقَدْ كَبِرْتَ فَقُلْتُ إِنَّهْ وَيَقُلْنَ شَيْبٌ قَدْ عَلَا [And they say, (namely, the women,) Hoariness hath come upon thee, and thou hast become old: and I say, Even so, or yes, or yea]: (Mughnee, K:) but this has been rebutted by the saying, We do not concede that the ه is here added to denote the pause, but assert that it is a pronoun, governed by إِنَّ in the accus. case, and the predicate is suppressed; the meaning being, إِنَّهُ كَذٰلِكَ [Verily it, i. e. the case, is thus]. (Mughnee.) [J says,] The meaning is, إنَّهُ قَدْ كَانَ كَمَا تَقُلْنَ [Verily it, i. e. the case, hath been as ye say]: A 'Obeyd says, This is a curtailment of the speech of the Arabs; the pronoun being deemed sufficient because the meaning is known: and as to the saying of Akh, that it signifies نَعَمْ, he only means thereby that it may be so rendered, not that it is originally applied to that signification: he says that the ه is here added to denote the pause. (S.) There is, however, a good ex. of إِنَّ in the sense of نَعَمْ in the saying of Ibn-Ez-Zubeyr, to him who said to him, “May God curse a she camel which carried me to thee,”

إِنَّ وَرَاكِبَهَا, i. e. Even so, or yes, or yea; and may God curse her rider: for the suppression of both the subject and the predicate is not allowable. (Mughnee.) And hence, accord. to Mbr, the saying in the Kur [xx. 66], as thus read, إِنَّ هٰذانِ لَسَاحِرَانِ [meaning, if so, Yes, these two are enchanters]. (Mughnee.) [But this phrase has given rise to much discussion, related in the Mughnee and other works. The following is a brief abstract of what has been said respecting it by several of the leading authorities.] A booIs-hák says that the people of El-Medeeneh and El-Koofeh read as above, except 'Ásim, who is reported to have read, إِنٌ هٰذَانِ, without tesh-deed, and so is Kh; [so too is Hafs, as is said above, voce إِنْ;] and that AA read إِنَّ هٰذيْنِ, the former word with teshdeed, and the latter in the accus. case: that the argument for إِنَّ هٰذَانِ, with teshdeed and the nom. case, [or rather what is identical in form with the nom. case,] is, that it is of the dial. of Kináneh, in which the dual is formed by the termination ان in the nom. and accus. and gen. cases alike, as also in the dial. of Benu-l-Hárith Ibn-Kaab: but that the old grammarians say that ه is here suppressed; the meaning being, إِنَّهُ هٰذَانِ: (T:) this last assertion, however, is weak; for what is applied to the purpose of corroboration should not be suppressed, and the instances of its suppression which have been heard are deviations from general usage, except in the case of أَنَّ, with fet-h, contracted into أَنْ: (Mughnee:) Aboo-Is-hák then adds, that some say, إِنَّ is here syn. with نَعَمْ: this last opinion he holds to be the best; the meaning being, نَعَمْ هٰذَانِ لَهُمَا سَاحِرَانِ [Yes, these two, verily they are two enchanters: for this is not a case in which the ل (which is the ل of inception) can be regarded as transferred from its proper place, at the commencement of the sentence or proposition, as it is in some instances mentioned in the former half of this paragraph: but it is said in the Mughnee that this explanation is invalidated by the fact that the combining of the corroborative ل and the suppression of the inchoative is like the combining of two things inconsistent, or incompatible; as is also the opinion that the ل is redundant, because the redundant ل prefixed to the enunciative is peculiar to poetry]: next in point of goodness, in the opinion of A booIs-hák, is, that it is of the dial. of Kináneh and Benu-l-Hárith Ibn-Kaab: the reading of AA he does not allow, because it is at variance with the written text: but he approves the reading of 'Ásim and Kh. (T.) A2: إِنَّ also occurs as a verb: it is the third person pl. fem. of the pret. from الأَيْنُ, syn. with التَّعَبُ; or from آنَ syn. with قَرُبَ: or the third person sing. masc. of the pret. passive from الأَنيِنُ, in the dial. of those who, for رُدَّ and حُبَّ, say رِدَّ and حِبَّ, likening these verbs to قِيلَ and بِيعَ: or the sing. masc. of the imperative from the same: or the pl. fem. of the imperative from الأَيْنُ; or from آنَ syn. with قَرُبَ: or the sing. fem. of the corroborated form of the imperative from وَأَى, syn. with وَعَدَ. (Mughnee.) أَنَا, signifying I: see أَنْ, in seven places.

أَنَهٌ, signifying I: see أَنْ, in two places.

أَنَّةٌ i. q. أَنِينٌ [inf. n. of أَنَّ, but app. a simple subst., signifying A moan, moaning, or prolonged voice of complaint; or a saying Ah: or a complaint: or a cry]. (TA.) أَنْتَ, signifying Thou: fem. أَنْتِ; dual أَنْتُمَا; pl. masc. أَنْتُمْ, and pl. fem. أَنْتُنَّ: see أَنْ, in six places.

أُنَنَةٌ see أَنَّانٌ

أُنَانٌ see أَنَّانٌ

أَنَّانٌ One who moans; who utters a moaning, or prolonged voice of complaint; or who says Ah; much, or frequently; as also ↓ أُنَانٌ and ↓ أُنَنَةٌ: (M, K:) or this last signifies one who publishes complaint, or makes it public, much, or frequently: (M:) or one who talks and grieves and complains much, or frequently; and it has no verb derived from it: (T:) and you say, رَجُلٌ أُنَنَةٌ قُنَنَةٌ, [in which the latter epithet is app. an imitative sequent to the former,] meaning an eloquent man. (TA.) The fem. of أَنَّانٌ is with ة: (M, K:) and is said to be applied to a woman who moans, or says Ah, and is affected with compassion, for a dead husband, on seeing another whom she has married after the former. (MF.) [See also حَنَّانَةٌ, voce حَنَّانٌ.]

آنَ, signifying I: see أَنْ, in two places.

آنٌّ part. n. of أَنَّ, [Moaning; or uttering a moan or moaning or a prolonged voice of complaint; or saying Ah; by reason of pain: complaining by reason of disease or pain: or] uttering a cry or cries: fem. with ة. (Msb.) [Hence,] you say, مَا لَهُ حَانَّةٌ وَلَا آنَّةٌ He has not a she camel nor a sheep, or goat: (S, M, A, K:) or he has not a she camel nor a female slave (M, K) that moans by reason of fatigue. (M.) مَئِنَّةٌ, occurring in a trad., (S, Mgh, K, &c., in the first and last in art. مأن, and in the second in the present art.,) where it is said, إِنَّ طُولَ الصَّلَاةِ وَقِصَرَ الخُطْبَةِ مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْهِ الرَّجُلِ, (S, Mgh, TA, &c.,) is of the measure مَفعِلَةٌ وَقِصَرَ الخُطْبَةِ مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْهِ الرَّجُلِ, [originally مَأْنِنَةٌ,] from إِنَّ, (S, Z in the Fáïk, IAth, Mgh, K,) the corroborative particle; (Z, IAth, Mgh;) like مَعْسَاةٌ from عَسَى; (S, K;) but not regularly derived from إِنَّ, because a word may not be so derived from a particle; or it may be said that this is so derived after the particle has been made a noun; (Z, IAth;) or neither of these modes of derivation is regular: (MF:) the meaning is, [Verily the longness of the prayer and the shortness of the oration from the pulpit are (together)] a proper ground for one's saying, Verily the man is a person of knowledge or intelligence: (Z, * Mgh, K in art. مأن:) this is the proper signification: accord. to AO, the meaning is, a thing whereby one learns the knowledge, or intelligence, of the man: (Mgh:) or it means a thing suitable to, (S, Mgh,) and whereby one knows, (S,) the knowledge, or intelligence, of the man: (S, Mgh:) or a sign (As, S, K) of the knowledge, or intelligence, of the man; and suitable thereto: (As, S:) or an evidence thereof: (M:) or an indication, or a symptom, thereof; everything that indicates a thing being said to be مَئِنَّةٌ لَهُ: [so that مَئِنَّةٌ لِكَذَا may be well rendered a thing that occasions one's knowing, or inferring, or suspecting, such a thing; and in like manner, a person that occasions one's doing so: or, more properly, a thing, &c., in which such a thing is usually known to take place, or have place, or be, or exist, like مَظِنَّةٌ:] one of the strangest of the things said of it is, that the ء is a substitute for the ظ of مَظِنَّةٌ: (IAth:) this seems to have been the opinion of Lh: (Az, L:) accord. to AA, it is syn. with آيَةٌ [a sign, &c.]. (TA.) As says (S, * K, TA, all in art. مأن) that the word is thus, with teshdeed to the ن, in the trad. and in a verse of poetry, as these are related; (S, TA;) but correctly, in his opinion, it should be مَئِينَةٌ of the measure فَعِيلَةٌ, (S, K, * TA,) unless it be from إِنَّ, as first stated above: (S, TA:) Az used to say that it is مَئِتَّةٌ, with ت, (S, K, * TA,) meaning a thing (lit. a place) meet, fit, or proper, or worthy or deserving, and the like; of the measure مَفْعِلَةٌ, [originally مَأْتِتَةٌ,] from أَتَّهُ meaning “he overcame him with an argument or the like:” (S, K, TA:) but some say that it is of the measure فَعِلَّةٌ, from مَأَنَ meaning اِحْتَمَلَ: see art. مأن. (K in that art.) You say also, هُوَ مَئِنَّةٌ لِلْخَيْرِ, from إِنَّ, He is a person fit, or proper, for one's saying of him, Verily he is good; and in like manner, مَعْسَاةٌ, from عَسَى, as meaning “a person fit, or proper, for one's saying of him, May-be he will do good.” (A, TA.) And إِنَّهُ لَمَئِنَّةٌ أَنْ يَكُونَ كَذَا Verily it is meet, fit, or proper, for one's saying of it, Verily it is thus; or is worthy, or deserving, of one's saying &c.: or verily it is a thing meet, fit, or proper, for one's saying &c.; or is a thing worthy, or deserving, of one's saying &c.: of the measure مَفْعِلَةٌ, from إِنَّ. (K in the present art.) and إِنَّهُ لَمَئِنَّةٌ أَنْ يَفْعَلَ ذَاكَ Verily he is meet, fit, or proper, for doing that; or is worthy, or deserving, of doing that: or verily he is a person meet, fit, or proper, for doing that; or is a person worthy, or deserving, of doing that: and in like manner you say of two, and of more, and of a female: but مَئِنَّةٌ may be of the measure فَعِلَّةٌ [from مأن], i. e. a triliteral-radical word. (M.) b2: You also say, أَتَاهُ عَلَي مَئنَّة ذَاكَ, meaning He came to him at the time, or season, [or fit or proper time,] of that; and at the first thereof. (M.)
[ان] ك ق: فهل لها أجر "إن" تصدقت بكسر همزة وفتحها. وإن تذر ورثتك مثله، وعلى الكسر فخير خبر مبتدأ محذوف. ولا أزكى على الله "أن" كان يعلم، أن متعلق بليقل، ويتم في قاف. ن: "أن" تبذل الفضل أي الفاضل عن الحاجة بفتح همزة. و"أن" يك من عند الله يمضه، هذا إن كان قبل النبوة فلا إشكال في الشك، وإن كان بعدها فالشك باعتبار أنها على ظاهرها أم تحتاج إلى تعبير وصرفأن مصدرية، والهمزة للإنكار ويقدر المضاف أي لا أملك دفع نزع الله، ويروى بكسر أن فجوابه محذوف أي لا أملك دفعه.

اله

الهيس: أداة الفدان كلها، بلغة عمان. ويقال في الغارة إذا استبيحت قرية أو قبيلة فاستؤصلت: هيس هيس، معناه ما بقي منهم أحَدٌ. والأهيس من الإبل 110أ: الجريء الذي لا ينقبض عن شيء. وهست تهيس: أي تسير وتطأ. والهيس: السير أي ضرب كان. وفي المثل: " إحدى لياليك فهيسي هيسي " وهو زجر للإبل. والهيس: أخذ الشيء بكثرة. وهاس الرجل ليلته: ثبت على السير.
اله التأله التعبد. والآلهة الأصنام التي تعبد. ويقرأ " ويذرك وإلاهتك " يعني عبادتك. والإله - عز وجل - إنما قيل لأن القلوب تأله عند التفكر في عظمته أي تتحير. واسم الله الأعظم الله. والأصل فيه إلاه - على فعال -. ويقولون لله ما فعلت يريدون والله ما فعلت. ويقولون في الاستغاثة يا لله - بالفتح - ما صنع، وفي التعجب يا لله - بكسر اللام -. ولاه أنت. ولاهم اغفر لي بمعنى اللهم. ولاه ابن عمك. واختلفوا في معنى اللهم فقالوا معناه 112أيا الله أمنا بخير، وقيل يا أللهم. وألهت على فلان اشتد جزعه. والإلاهة عين الشمس، وكذلك الأليهة. والله - منقوص مثل الدم والفم - لغة في المدود.
[اله] نه فيه: إذا وقع في "الهانية" الرب لم يجد أحداً يأخذ بقلبه، هو فعلانيةتهمة بل تقريراً له في النفوس.

اله

1 أَلَهَ, (S, and so in some copies of the K,) with fet-h, (S,) or أَلِهَ, (Mgh, Msb, and so in some copies of the K,) like تَعِبَ, aor. ـَ (Msb,) inf. n. إِلَاهَةٌ (S, Msb, K) and أُلُوهَةٌ and أُلُوهِيَّپٌ, (K,) He served, worshipped, or adored; syn. عَبَدَ. (S, Msb, K.) Hence the reading of I'Ab, [in the Kur vii. 124,] وَيَذَرَكَ وَإِلَاهَتَكَ [And leave thee, and the service, or worship, or adoration, of thee; instead of وَآلِهَتَكَ and thy gods, which is the common reading]; for he used to say that Pharaoh was worshipped, and did not worship: (S:) so, too, says, Th: and IB says that the opinion of I'Ab is strengthened by the sayings of Pharaoh [mentioned in the Kur lxxix. 24 and xxviii. 38], “I am your lord the most high,” and “I did not know any god of yours beside me.” (TA.) A2: أَلِهَ, aor. ـَ (S, K,) inf. n. أَلَهٌ, (S,) He was, or became, confounded, or perplexed, and unable to see his right course; (S, K;) originally وَلِهَ. (S.) b2: أَلِهَ عَلَي فُلَانٍ He was, or became, vehemently impatient, or affected with vehement grief, or he manifested vehement grief and agitation, on account of such a one; (S, K;) like وَلِهَ. (S.) b3: أَلِهَ إِلَيْهِ He betook himself to him by reason of fright or fear, seeking protection; or sought, or asked, aid, or succour, of him: he had recourse, or betook himself, to him for refuge, protection, or preservation. (K.) b4: أَلِهَ بِالمَكَانِ He remained, stayed, abode, or dwelt, in the place. (MF.) A3: أَلَهَهُ, (K,) like مَنَعَهُ, (TA,) [in the CK اَلِهَهُ,] He protected him; granted him refuge; preserved, saved, rescued, or liberated, him; aided, or succoured, him; or delivered him from evil: he rendered him secure, or safe. (K.) 2 تَأْلِيهٌ [inf. n. of أَلَّهَهُ He made him, or took him as, a slave; he enslaved him;] i. q. تَعْبِيدٌ. (S, K.) b2: [The primary signification of أَلَّهَهُ seems to be, He made him to serve, worship, or adore. b3: Accord. to Freytag, besides having the former of the two meanings explained above, it signifies He reckoned him among gods; held him to be a god; made him a god: but he does not mention his authority.]5 تألّه He devoted himself to religious services or exercises; applied himself to acts of devotion. (JK, S, Msb, K.) أُلْهَانِيَّةٌ: see إِلَاهَةٌ.

إِلهٌ, or إِلَاهٌ, [the former of which is the more common mode of writing the word,] is of the measure فعَالٌ (S, Msb, K) in the sense of the measure مَفْعُولٌ, (S, Msb,) like كِتَابٌ in the sense of مَكْتُوبٌ, and بِسَاطٌ in the sense of مَبْسُوطً, (Msb,) meaning ↓ مَأْلْوةٌ [An object of worship or adoration; i. e. a god, a deity]; (S, Msb, K) anything that is taken as an object of worship or adoration, accord. to him who takes it as such: (K:) with the article ال, properly, i. q. اللّٰهُ; [sec this word below;] but applied by the believers in a plurality of gods to what is worshipped by them to the exclusion of اللّٰه: (Msb:) pl. آلِهَةٌ: (Msb, TA:) which signifies idols: (JK, S, TA:) in the K, this meaning is erroneously assigned to إِلَاهَةٌ: (TA:) [not so in the CK; but there, الالِهَةُ is put in a place where we should read الإِلَاهَةُ, or إِلَاهَةُ without the article:] ↓ الإِلَاهَةُ [is the fem. of الإِلَاهُ, and] signifies [the goddess: and particularly] the serpent: [(a meaning erroneously assigned in the CK to الآلِهَةُ; as also other meanings here following:) because it was a special object of the worship of some of the ancient Arabs:] (K:) or the great serpent: (Th:) and the [new moon; or the moon when it is termed]

هِلَال: (Th, K:) and, (S, K,) as also ↓ إِلَاهَةُ, without ال, the former perfectly decl., and the latter imperfectly decl., (S,) and ↓ الأُلَاهَةُ, (IAar, K,) and ↓ أُلَاهَةُ, (IAar, TA,) and ↓ الأَلَاهَةُ, (K,) [and app. ↓ أَلَاهَةُ,] and ↓ الأَلِيهَةُ, (K,) the sun; (S, K;) app. so called because of the honour and worship which they paid to it: (S:) or the hot sun. (Th, TA.) [إِلهٌ is the same as the Hebrew אֱלוֹהַּ and The Chaldee XXX; and is of uncertain derivaTion: accord. To some,] it is originally وِلَاهٌ, like as إِشَاحٌ is originally وِشَاحٌ; meaning that mankind yearn towards him who is thus called, [seeking protection or aid,] in their wants, and humble themselves to him in their afflictions, like as every infant yearns towards its mother. (TA.) [See also the opinions, cited below, on the derivation of اللّٰهُ.]

أَلَهَةُ and الأَلَاهَةُ: see إِلهٌ.

أُلَاهَةُ and الأُلَاهَةُ: see إِلهٌ.

A2: أُلَاهَةٌ: see إِلَاهَةٌ.

إِلَاهَةٌ inf. n. of 1, q. v. (S, Msb, K.) A2: Godship; divinity; (K;) as also ↓ أُلَاهَةٌ (CK [not found by me in any MS. copy of the K) and ↓ أُلْهَانِيَّةٌ. (K.) A3: إِلَاهَةُ and الإِلَاهَةُ: see إِلهٌ.

الأَلِيهَةُ: see إِلهٌ.

إِلهِىٌّ, or إِلَاهِىٌّ, Of, or relating to, God or a god; divine; theological: Hence, العِلْمُ الإِلهِىُّ or الإِلَاهِىٌّ: see what next follows.]

الإِلهِيَّةُ, or الإِلَاهِيَّةُ, Theology; the science of the being and attributes of God, and of the articles of religious belief; also termed عِلْمُ الإِلهِيَّاتِ or الإِلَاهِيَّاتِ, and ↓ العِلْمُ الإِلهِىُّ or الإِلَاهِىُّ.]

اللّٰهُ, [written with the disjunctive alif اَللّٰهُ, meaning God, i. e. the only true god,] accord. to the most correct of the opinions respecting it, which are twenty in number, (K,) or more than thirty, (MF,) is a proper name, (Msb, K,) applied to the Being who exists necessarily, by Himself, comprising all the attributes of perfection; (TA;) a proper name denoting the true god, comprising all the excellent divine names; a unity comprising all the essences of existing things; (Ibn-El- 'Arabee, TA;) the ال being inseparable from it: (Msb:) not derived: (Lth, Msb, K:) or it is originally إِلهٌ, or إِلَاهٌ, (Sb, A Heyth, S, Msb, K,) of the measure فِعَالٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ, meaning مَأْلُوهٌ, (S, K, *) with [the article]

ال prefixed to it, (Sb, A Heyth, S, Msb,) so that it becomes الإِلَاهُ, (Sb, A Heyth, Msb,) then the vowel of the hemzeh is transferred to the ل [before it], (Msb,) and the hemzeh is suppressed, (Sb, A Heyth, S, Msb,) so that there remains اللّٰهُ, or الِلَاهُ, after which the former ل is made quiescent, and incorporated into the other: (Sb, A Heyth, Msb:) the suppression of the hemzeh is for the purpose of rendering the word easy of utterance, on account of the frequency of its occurrence: and the ال is not a substitute for the hemzeh; for were it so, it would not occur therewith in الإِلَاهُ: (S:) so says J; but IB says that this is not a necessary inference, because الإِلَاهُ applies to God (اللّٰهُ) and also to the idol that is worshipped; whereas اللّٰهُ applies only to God; and therefore, in using the vocative form of address, one may say, يَا اَللّٰهُ [O God], with the article ال and with the disjunctive hemzeh; but one may not say, يَا الإِلَاهُ either with the disjunctive or with the conjunctive hemzeh: (TA:) Sb allows that it may be originally لَاهٌ: see art. ليه: (S:) some say that it is from أَلِهَ, either because minds are confounded, or perplexed, by the greatness, or majesty, of God, or because He is the object of recourse for protection, or aid, in every case: or from أَلَهَهُ, meaning “he protected him,” &c., as explained above: see 1, last sentence. (TA.) The ال is pronounced with the disjunctive hemzeh in using the vocative form of address [يَا اَللّٰهُ] because it is inseparably prefixed as an honourable distinction of this name; (S;) or because a pause upon the vocative particle is intended in honour of the name; (S in art. ليه;) and AAF says that it is also thus pronounced in a form of swearing; as in أَفَاَللّٰهِ لَتَفْعَلَنَّ [an elliptical phrase, as will be shown below, meaning Then, by God, wilt thou indeed do such a thing?]; though he denies its being thus pronounced because it is inseparable; regarding it as a substitute for the suppressed hemzeh of الإِلَاهُ: (S in the present art.:) Sb mentions this pronunciation in يَا اَللّٰهُ; and Th mentions the pronunciation of يَا اللّٰهُ also, with the conjunctive hemzeh: Ks, moreover, mentions, as used by the Arabs, the phrase يَلَهْ اَغْفِرْلِى [O God, forgive me], for يَا اللّٰهُ; but this is disapproved. (ISd, TA.) The word is pronounced in the manner termed تَفْخِيم, [i. e., with the broad sound of the lengthened fet-h, and with a full sound of the letter ل,] for the purpose of showing honour to it; but when it is preceded by a kesreh, [as in بِاللّٰهِ By God, and بِسْمِ اللّٰهِ In the name of God,] it is pronounced in the [contr.] manner termed تَرْقِيق: AHát says that some of the vulgar say, لَاوَاللّٰهْ [No, by God], suppressing the alif, which should necessarily be uttered, as in الرَّحْمنُ, which is in like manner written without alif; and he adds that some person has composed a verse in which the alif [in this word] is suppressed, erroneously. (Msb.) You say, اَللّٰهَ اللّٰهَ فِى كَذَا, [a verb being understood,] meaning Fear ye God, fear ye God, with respect to such a thing. (Marginal note in a copy of the Jámi' es-Sagheer. [See another ex. voce كَرَّةٌ.]) And اَللّٰهَ لَأَفْعَلَنَّ and اَللّٰهِ لَأَفْعَلَنَّ [By God, I will assuredly do such a thing]: in the former is understood a verb significant of swearing; and in the latter, [or in both, for a noun is often put in the accus. case because of a particle understood,] a particle [such as بِ or وَ] denoting an oath. (Bd in ii. 1.) and لِلهِ مَا فَعَلْتُ, meaning وَاللّٰهِ مَا فَعَلْتُ [By God, I did not, or have not done, such a thing]. (JK.) And لِلّهِ دَرُّكَ (tropical:) To God be attributed thy deed! (A in art. در:) or the good that hath proceeded from thee! or thy good deed! or thy gift! and what is received from thee! [and thy flow of eloquence! and the like]: a phrase expressive of admiration of anything: (TA in art. در:) [when said to an eloquent speaker or poet, it may be rendered divinely art thou gifted!]. And لِلّهِ دَرُّهُ (tropical:) To God be attributed his deed! [&c.]. (S and K in art. در.) And لِلّهِ القَائِلُ [meaning To God be attributed (the eloquence of) the sayer! or] how good, or beautiful, is the saying of the sayer, or of him who says [such and such words]! or it is like the phrase لِلّهِ دَرُّهُ, meaning (assumed tropical:) To God be attributed his goodness! and his pure action! (Har p. 11.) And لِلّهِ فُلَانٌ [To God be attributed (the excel-lence, or goodness, or deed, &c., of) such a one!] explained by Az as meaning wonder ye at such a one: how perfect is he! (Har ibid.) [And لِلّهِ أَبُوكَ: see art. ابو.] And لَاهِ أَنْتَ, meaning لِلّهِ أَنْتَ [lit. To God be thou attributed! i. e. to God be attributed thine excellence! or thy goodness! or thy deed! &c.]. (JK.) [Similar to لِلّهِ, thus used, is the Hebrew expression לֵאלֹהּים after an epithet signifying “great” or the like.] إِنَّالِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ, in the Kur [ii. 151], said on the occasion of an affliction, means Verily to God we belong, as property and servants, He doing with us what He willeth, and verily unto Him we return in the ultimate state of existence, and He will recompense us. (Jel.) Az mentions the phrase الحَمْدُلَاهِ [meaning الحَمْدُلِلّهِ Praise be to God]: but this is not allowable in the Kur-án: it is only related as heard from the Arabs of the desert, and those not knowing the usage of the Kurn. (Az, TA.) b2: ↓ اَللّهُمَّ is an expression used in prayer; as also لَاهُمَّ; (JK, Msb;) meaning يَا اَللّٰهُ [O God]; the م being a substitute for [the suppressed vocative particle] يا; (S in art. ليه, and Bd in iii. 25;) but one says also, يَا اَللّهُمَّ, (JK, and S ibid,) by poetic licence: (S ibid:) or the meaning, accord. to some, is يَا اَللّٰهُ أُمَّنَا بِخَيْرٍ [O God, bring us good]; (JK, and Bd ubi suprà;) and hence the origin of the expression. (Bd.) You say also اَللّهُمَّ إِلَّا [which may be rendered, inversely, Unless, indeed; or unless, possibly]: the former word being thus used to denote that the exception is something very rare. (Mtr in the commencement of his Expos. of the Makámát of El-Hareeree, and Har pp. 52 and 53.) And اَللّهُمَّ نَعَمْ [which may be rendered, inversely, Yes, indeed; or yea, verily]: the former word being used in this case as corroborative of the answer to an interrogation, negative and affirmative. (Har p. 563.) اَللّهُمَّ: see what next precedes.

مَأْلُوهٌ: see إِلهٌ.

الأمارة

(الأمارة) الْعَلامَة والموعد وَالْوَقْت
الأمارة: مَا يلْزم من الْعلم بِهِ الظَّن بِوُجُود الْمَدْلُول.
الأَمَارة: بالفتح لغة: العلامة، واصطلاحاً: هي التي يلزم من العلم بها الظنُّ بوجود المدلول، كالغيم بالنسبة إلى المطر. والفرق بين الأمارة والعلامة: أن العلامة عن الشيء، والأمارة ينفك عنه، والإمارة بالكسر: الولايةُ.
الإمَام: هو الذي له الرياسة العامة في الدين والدنيا جميعاً في الإمامة الكبرى، وهو الخليفةُ عند المتكلمين ومن يُقتدى به في الصلاة في الإمامة الصغرى.
الأمارة:
[في الانكليزية] Presumption
[ في الفرنسية] Presomption
هي عند الأصوليين والمتكلمين هو الدليل الظنّي. وعــرّفت بما يمكن التوصّل فيه بصحيح النظر إلى الظنّ بمطلوب خبري، ويجيء توضيحه في لفظ الدليل. ثم الأمارة قد تكون مجرّدة أي وصفا طرديا لا مناسبا ولا شبيها به، وقد تكون باعثة أي مناسبة كذا في العضدي. وفي تعريفات السيّد الجرجاني: الأمارة لغة العلامة، واصطلاحا هي التي يلزم من العلم بها الظنّ بوجود المدلول كالغيم بالنسبة إلى المطر فإنه يلزم من العلم به الظن بوجود المطر.

الاشتقاق

الاشتقاق: نزع لفظ من آخر بشرط مناسبتها معنى وتركيبا ومغايرتهما صيغة.
الاشتقاق:
[في الانكليزية] Derivation
[ في الفرنسية] Derivation
عند أهل العربية يحدّ تارة باعتبار العلم، كما قال الميداني: هو أن تجد بين اللفظين تناسبا في أصل المعنى والتركيب، فتردّ أحدهما إلى الآخر؛ فالمردود مشتق والمردود إليه مشتق منه. وتارة باعتبار العمل كما يقال: هو أن تأخذ من اللفظ ما يناسبه في التركيب فتجعله دالا على معنى يناسب معناه؛ فالمأخوذ مشتق والمأخوذ منه مشتق منه، كذا في التلويح في التقسيم الأول. مثلا الضارب يناسب الضرب في الحروف والمعنى، وقد أخذ منه بناء على أن الواضع لما وجد في المعاني ما هو أصل تتفرع منه معان كثيرة بانضمام زيادات إليه عيّن بإزائه حروفا وفرّع منها ألفاظا كثيرة بإزاء المعاني المتفرعة على ما تقتضيه رعاية المناسبة بين الألفاظ والمعاني، فالاشتقاق هو هذا الأخذ والتفريع، لا المناسبة المذكورة، وإن كانت ملازمة له فالاشتقاق عمل مخصوص، فإن اعتبرناه من حيث أنّه صادر عن الواضع احتجنا إلى العلم به لا إلى عمله، فاحتجنا إلى تحديده بحسب العلم كما قال الميداني، والحاصل منه العلم بالاشتقاق، فكأنّه قيل: العلم بالاشتقاق هو أن تجد بين اللفظين تناسبا في أصل المعنى والتركيب فتعرف ارتداد أحدهما إلى الآخر وأخذه منه، وإن اعتبرناه من حيث أنه يحتاج أخذنا إلى عمله عرّفناه باعتبار العمل، فنقول هو أن تأخذ الخ هذا حاصل ما حققه السيّد الشريف في حاشية العضدي في المبادئ اللغوية.
اعلم أنّه لا بدّ في المشتق اسما كان أو فعلا من أمور: أحدها أن يكون له أصل، فإنّ المشتق فرع مأخوذ من لفظ آخر، ولو كان أصلا في الوضع غير مأخوذ من غيره لم يكن مشتقا. وثانيها أن يناسب المشتق الأصل في الحروف إذ الأصالة والفرعية باعتبار الأخذ لا تتحققان بدون التناسب بينهما والمعتبر المناسبة في جميع الحروف الأصلية، فإنّ الاستسباق من السبق مثلا يناسب الاستعجال من العجل في حروفه الزائدة والمعنى، وليس بمشتق منه بل من السبق. وثالثها المناسبة في المعنى سواء لم يتفقا فيه أو اتفقا فيه، وذلك الاتفاق بأن يكون في المشتق معنى الأصل إمّا مع زيادة كالضرب فإنه للحدث المخصوص، والضارب فإنه لذات ما له ذلك الحدث، وإمّا بدون زيادة سواء كان هناك نقصان كما في اشتقاق الضرب من ضرب على مذهب الكوفيين أو لا، بل يتحدان في المعنى كالمقتل مصدر من القتل، والبعض يمنع نقصان أصل المعنى في المشتق وهذا هو المذهب الصحيح. وقال البعض لا بدّ في التناسب من التغاير من وجه فلا يجعل المقتل مصدرا مشتقا من القتل لعدم التغاير بين المعنيين. وتعريف الاشتقاق يمكن حمله على جميع هذه المذاهب.
التقسيم
الاشتقاق أي مطلقا إن جعل مشتركا معنويا أو ما يسمّى به إن جعل مشتركا لفظيا ثلاثة أقسام، لأنه إن اعتبرت فيه الموافقة في الحروف الأصول مع الترتيب بينها يسمّى بالاشتقاق الأصغر، وإن اعتبرت فيه الموافقة فيها بدون الترتيب يسمّى بالاشتقاق الصغير، وإن اعتبرت فيه المناسبة في الحروف الأصول في النوعية أو المخرج للقطع بعدم الاشتقاق في مثل: الحبس مع المنع والقعود مع الجلوس يسمّى بالأكبر. مثال الأصغر الضارب والضرب، ومثال الصغير كنى وناك، ومثال الأكبر ثلم وثلب، فالمعتبر في الأصغر الترتيب، وفي الصغير عدم الترتيب، وفي الأكبر عدم الموافقة في جميع الحروف الأصول، بل المناسبة فيها، فتكون الثلاثة أقساما متباينة. وأيضا المعتبر في الأصغر موافقة المشتق للأصل في معناه وفي الصغير والأكبر مناسبة فيه بأن يكون المعنيان متناسبين في الجملة، هكذا ذكر صاحب مختصر الأصول. والمشهور تسمية الأول بالصغير والثاني بالكبير والثالث بالأكبر: والاشتقاق عند الاطلاق يراد به الأصغر. وتعريف الاشتقاق المذكور سابقا كما يمكن أن يكون تعريفا لمطلق الاشتقاق كما هو الظاهر، لكون المناسبة أعمّ من الموافقة كذلك يمكن حمله على تعريف الاشتقاق الأصغر بأن يراد بالتناسب التوافق.
وفي تعريفات الجرجاني والاشتقاق نزع لفظ من آخر بشرط مناسبتهما معنى وتركيبا ومغايرتهما في الصيغة. الاشتقاق الصغير وهو أن يكون بين اللفظين تناسب في الحروف والترتيب نحو ضرب من الضرب. والاشتقاق الكبير وهو أن يكون بين اللفظين تناسب في اللفظ والمعنى دون الترتيب نحو جبذ من الجذب. والاشتقاق الأكبر وهو أن يكون بين اللفظين تناسب في المخرج نحو نعق من النهق انتهى. اعلم أنّ من اشترط التغير في المعنى نظر إلى أنّ المقاصد الأصلية من الألفاظ معانيها، وإذا اتحد المعنى لم يكن هناك تفرّع وأخذ بحسبه، وإن أمكن بحسب اللفظ فالمناسب أن يكون كل واحد أصلا في الوضع وعرّف المشتق بما ناسب أصلا بحروفه الأصول ومعناه بتغير ما، أي في المعنى. ومن لم يشترط اكتفى بالتفرّع والأخذ من حيث اللفظ، فحذف قيد التغير من هذا التعريف. فإن قلت نحو أسد مع أسد يندرج في التعريفين فما تقول في ذلك جمعا ومفردا. قلت يحتمل القول بالاشتراك فلا اشتقاق، ويمكن أن يعتبر التغير تقديرا فيندرج فيهما ويكون من نقصان حركة وزيادة مثلها، وإمّا الحلب والحلب بمعنى واحد فيمكن أن يقال باشتقاق أحدهما عن الآخر كالمقتل مع القتل وأن يجعل كل واحد أصلا في لوضع لعدم الاعتداد بهذا التغير القليل. فإن قلت ما الفرق بين الاشتقاق والعدل المعتبر في منع الصرف؟ قلت المشهور أنّ العدل يعتبر فيه الاتحاد في المعنى والاشتقاق إن اشترط فيه الاختلاف في المعنى كانا متباينين وإلّا فالاشتقاق أعمّ، إلّا أن الشيخ ابن الحاجب قد صرّح في بعض مصنفاته بمغايرة المعنى في العدل، فالأولى أن يقال إنه صيغة من صيغة أخرى، مع أنّ الأصل البقاء عليها والاشتقاق أعمّ من ذلك، فالعدل قسم منه. ولذلك قال في شرحه للكافية عن الصيغة المشتقة: هي منها، فجعل ثلاث مشتقة من ثلاثة ثلاثة، هذا كله خلاصة ما ذكره السيد الشريف في حاشية العضدي.
اعلم أنّ المشتق قد يطّرد كاسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبّهة وأفعل التفضيل وظرفي الزمان والمكان والآلة، وقد لا يطّرد كالقارورة، فإنها مشتقة من القرار لأنها لا تطلق على كل مستقرّ للمائع، وكالدّبران مشتق من الدبر ولا يطلق مما يتصف به إلّا على خمسة كواكب في الثور، وكالخمر مشتق من المخامرة مختص بماء العنب إذا غلى واشتدّ وقذف بالزبد، ولا يطلق على كلّ ما توجد فيه المخامرة ونحو ذلك، وتحقيقه أنّ وجود معنى الأصل في المشتق قد يعتبر بحيث يكون داخلا في التسمية وجزأ من المسمّى، والمراد ذات ما باعتبار نسبة معنى الأصل إليها بالصدور عنها أو الوقوع عليها أو فيها أو نحو ذلك، فهذا المشتق يطّرد في كلّ ذات كذلك كالأحمر فإنه لذات ما لها حمرة، فاعتبرت في المسمّى خصوصية صفة أعنى الحمرة مع ذات ما [فاطّرد] في جميع محاله، وقد يعتبر وجود معنى الأصل من حيث أن ذلك المعنى مصحّح للتسمية بالمشتق، مرجّح لها من بين سائر الأسماء، من غير دخول المعنى في التسمية، وكونه جزأ من المسمّى والمراد بالمشتق حينئذ ذات مخصوصة فيها المعنى لا من حيث هو، أي ذلك المعنى في تلك الذات، بل باعتبار خصوصها، فهذا المشتق لا يطّرد في جميع الذوات المخصوصة التي يوجد فيها ذلك المعنى، إذ مسمّاه تلك الذات المخصوصة التي لا توجد في غيرها كلفظ الأحمر إذا جعل علما لولد له حمرة. وحاصل التحقيق الفرق بين تسمية الغير بالمشتق لوجود المعنى فيه فيكون المسمّى هو ذلك الغير والمعنى سببا للتسمية به، كما في القسم الثاني، فلا يطّرد في مواضع وجود المعنى، وبين تسميته لوجوده أي مع وجود المعنى فيه فيكون المعنى داخلا في المسمّى كما في القسم الأول، فيطّرد في جميعها، فاعتبار الصفة في أحدهما مصحّح للاطلاق وفي الآخر موضّح للتسمية.

فائدة:
المشتق عند وجود معنى المشتق منه حقيقة اتفاقا كالضارب لمباشر الضرب وقبل وجوده مجاز اتفاقا كالضارب لمن لم يضرب وسيضرب، وبعد وجوده منه وانقضائه كالضارب لمن قد ضرب [قبل] وهو الآن لا يضرب، فقد اختلف فيه على [ثلاثة] أقوال: أولها مجاز مطلقا، وثانيها حقيقة مطلقا، وثالثها أنه إن كان مما يمكن بقاؤه كالقيام والقعود فمجاز، وإن لم يكن مما يمكن بقاؤه كالمصادر السيّالة نحو التكلم والأخبار فحقيقة، ودلائل الفرق الثلاث تطلب من العضدي وحواشيه.

فائدة:
قال مرزا زاهد في حاشية شرح المواقف في مبحث الماهية: اعلم أنّ في معنى المشتق أقوالا: الأول أنه مركب من الذات والصفة والنسبة وهو القول المشهور. الثاني أنه مركب من النسبة والمشتق منه فقط واختاره السيّد السّند، واستدل عليه بأن مفهوم الشيء غير معتبر في الناطق، وإلّا لكان العرض العام داخلا في الفصل ولا ما يصدق هو عليه وإلّا انقلب الإمكان بالوجوب في ثبوت الضاحك للإنسان مثلا، فإنّ الشيء الذي له الضحك هو الإنسان وثبوت الشيء لنفسه ضروري. وأنت تعلم أنّ مفهوم المشتق ليس فصلا بل يعبّر عن الفصل، وما ذكر من لزوم الانقلاب ففيه ذهول عن القيد مع أنّ دخول النسبة التي هي معنى غير مستقل بالمفهومية في حقيقة من غير دخول أحد المنتسبين فيها مما لا يعقل. والثالث ما ذهب إليه المحقق الدّواني من أنه أمر بسيط لا يشتمل على النسبة، فإنه يعبّر عن الأسود والأبيض ونحوهما بالفارسية «بسياه وسفيد» ونظائرهما، ولا يدخل فيه الموصوف لا عاما ولا خاصا، وإلّا كان معنى قولك الثوب الأبيض الثوب الشيء الأبيض، أو الثوب الثوب الأبيض وكلاهما معلوم الانتفاء، بل معناه أي معنى المشتق هو القدر الناعت المحمول بالعرض مواطأة وحده، أي من غير أن يعتبر في الموصوف ولا النسبة، بل الأمر البسيط الذي هو مفهوم المبدأ، أي المشتق منه بحيث يصحّ كونه نعتا لشيء، هكذا في شرح السّلّم للمولوي مبين. وليس بينه وبين المشتق منه تغاير حقيقة فالأبيض إذا أخذ لا بشرط شيء فهو عرضي ومشتق، وإذا أخذ لا بشرط شيء فهو عرض ومشتق منه، وإذا أخذ بشرط شيء فهو ثوب أبيض مثلا.
فحاصل كلام المحقق أنه لا فرق بين العرض والعرضي والحمل حقيقة، وإنما الفرق بالاعتبار كما بين الجنس والمادة، فالأبيض إذا أخذ من حيث هو هو أي لا بشرط شيء فهو يحمل على الجسم ويتّحد معه ويحمل على البياض ويتّحد معه أيضا، لكنه فرّق بين الاتحادين فإنّ اتحاده مع الجسم اتحاد عرضي بأنّ مبدأه كان قائما به، فبهذه الجهة يتّحد معه ويحمل عليه، واتحاده مع البياض اتحاد ذاتي لأن الشيء لا يكون خارجا عن نفسه بل اتحاده معه ذاتي بأنه لو كان البياض موجودا بنفسه بحيث لا يكون قائما بالجسم لكان أبيض بالذات، فالأبيض عند هذا المحقق معنى بسيط لا تركيب فيه أصلا ولا مدخل فيه للموصوف لا عاما ولا خاصا، ولهذا قال ذلك المحقق: إنّ المشتق بجميع أقسامه لا يدل على النسبة ولا على الموصوف لا عاما ولا خاصا، هكذا في شرح السلّم للمولوي مبين. وأنت تعلم أنّ الأمر لو كان كذلك لكان حمل الأبيض على البياض القائم بالثوب صحيحا وذلك باطل بالضرورة، مع أنه مستبعد جدا، كيف ويعبر بالفارسية عن البياض «بسفيدي وعن الأبيض بسفيد». والحق أن حقيقة معنى المشتق أمر بسيط ينتزعه العقل عن الموصوف نظرا إلى الوصف القائم به.
فالموصوف والوصف والنسبة كلّ منها ليس علّة ولا داخلا فيه، بل منشأ لانتزاعه وهو يصدق عليه، وربما يصدق على الوصف والنسبة فتدبّر.

فائدة:
قال في الإحكام؛ هل يشترط قيام الصفة المشتق منها بما له الاشتقاق فذلك مما أوجبه أصحابنا، ونفاه المعتزلة وكأنه اعتبر الصفة احترازا عن مثل: لابن وتامر مما اشتق من الذوات، فإنّ المشتق منه ليس قائما بما له الاشتقاق، فإنّ المعتزلة جعلوا المتكلّم [الله تعالى] لا باعتبار كلام هو له، بل باعتبار كلام حاصل بجسم كاللّوح المحفوظ وغيره، ويقولون لا معنى لكونه متكلّما، إلّا أنه يخلق الكلام في الجسم. وتوضيح ذلك يطلب من العضدي وحواشيه.
اعلم أنّ الاشتقاق كما يطلق على ما عــرفت كذلك يطلق على قسم من التجنيس عند أهل البديع، وقد سبق. ويقول بعضهم: الاشتقاق هو جمع كلمات في النظم أو النثر بحيث تكون حروفها متقاربة ومتجانسة بعضها مع بعض، وأفضله ما كان مشتقا من كلمة واحدة نحو قوله تعالى: فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ، وفي الحديث: «الظلم ظلمات يوم القيامة». ومثل:

«البدعة شرك الشرك». وفي النثر: الإكبار الوافر للخالق الذي أكرمني بأنواع عوارف العرفان أنا العبد العديم الشكر المنكر للحق. وفي الشعر:
إذا وصل إلى من عطف قبولك ذرة فإنها تنقلني في الثروة من الثّرى إلى الثريا كما ورد في الشعر العربي قول القائل:
إنما الدنيا الدّواهي والدّواهي قط لا تنجو بلاهي والبلاهي وقال في جامع الصنائع: هذا خاص بالكلمات العربية، ومثاله: الحكيم هو الذي يعلم أن الحكم المحكم لا يكون حقا لشخص ما.

ذَرَتِ

ذَرَتِ الرِّيحُ الشيءَ ذَرْواً،
وأذْرَتْهُ وذَرَّتْهُ: أطارَتْهُ، وأذْهَبَتْه،
وذرا هو بنَفْسِه،
وـ الحِنْطَةَ: نَقَّاها في الريحِ، فتَذَرَّتْ،
وـ الشيءَ: كَسَرَهُ،
وـ الظَّبْيُ: أسْرَعَ،
وـ فُوهُ: سَقَطَ.
وذُراوَةُ النَّبْتِ، بالضم: ما ارْفَتَّ من يابِسِه فطارتْ به الريحُ، وما سَقَطَ من الطعامِ عند التَّذَرِّي، وما ذَرا من الشيءِ،
كالذُّرَى، بالضم.
وذُِرْوَةُ الشيءِ، بالضم والكسر: أعْلاهُ.
وتَذَرَّيْتُها: عَلَوْتُها.
وذَرَّيْتُه تَذْرِيَةً: مَدَحْتُه،
وـ تُرابَ المَعْدِنِ: طَلَبْتُ ذَهَبَه.
والمِذْرَوانِ، بالكسر: أطْراف الأَلْيَةِ، بِلا واحِدٍ، أو هو المِذْرَى،
وـ من الرأسِ: ناحِيَتاهُ،
وـ من القَوْسِ: ما يَقَعُ عليها طَرَفُ الوَتَرِ من أعْلَى وأسْفَلَ.
وجاءَ يَنْفُضُ مِذْرَوَيْهِ: باغِياً مُتَهَدِّداً.
واسْتَذْرَتِ المِعْزَى: اشْتَهَتِ الفَحْلَ.
والذُّرَةُ، كثُبَةٍ: حَبٌّ م، أصْلُها: ذُرَوٌ.
وأبو الذَّرْيِ، كالسَّعْيِ: خالِدُ بنُ عبدِ الرحمنِ الإِفْرِيقِيُّ،
وعليُّ بنُ ذَرْي الحَضْرَمِيُّ، وأنْعَمُ بنُ ذَرْيٍ الشَّعْبانِيُّ: محدِّثونَ.
وبِئْرُ ذَرْوانَ: بالمدينةِ، أو هو ذُو أرْوانَ، بسكونِ الراءِ، وقيلَ: بتَحْرِيكِهِ أصَحُّ.

لَكِنَ

لَكِنَ، كفَرِحَ، لَكَناً، مُحَرَّكةً، ولُكْنَةً ولُكونَةً ولُكْنونَةً، بضَمِّهِنَّ، فهو ألْكَنُ: لا يُقيمُ العَرَبِيَّةَ لِعُجْمَةِ لِسانِهِ.
وكغُرابٍ: ع.
وكجَبَلٍ: ظَرْفٌ م.
ولكِنَّ: حَرْفٌ يَنْصِبُ الاسمَ، ويَرْفَعُ الخَبَرَ، معناهُ: الاسْتِداركُ، وهو أنْ تُثْبِتَ لما بعدها حُكْماً مخالفاً لما قَبْلَها، ولذلك لا بدَّ أن يَتَقَدَّمَها كلامٌ مُنَاقِضٌ لما بعدها، أو ضِدٌّ له. وقيل: تَرِدُ تارةً للاسْتِدْراكِ، وتارةً للتوكيدِ، وقيل: للتوكيدِ دائِماً مِثْلَ إنَّ، ويَصْحَبُ التوكيدَ معنى الاستِدراكِ، وهي بَسيطَةٌ. وقال الفَرَّاءُ: مُرَكَّبَةٌ من لكِنْ وأنْ، فَطُرِحَتِ الهمزةُ للتَّخْفيفِ. وقد يُحْذَفُ اسْمُها، كقَوْلِهِ:
فَلَوْ كُنْتَ ضَبِّيّاً عَــرَفْتَ قَرابَتِي ... ولكِنَّ زَنْجِيٌّ عَظيمُ المَشافِرِ
ولكِنْ، ساكِنَةَ النونِ، ضرْبانِ: مُخَفَّفَةٌ من الثَّقيلَةِ، وهي حَرْفُ ابْتِداءٍ لا يَعْمَلُ، خِلافاً لِلْأَخْفَشِ ويُونُسَ. فإنْ وَلِيَها كَلامٌ، فهي حَرْفُ ابْتداءٍ لِمُجَرَّدِ إفادَةِ الاسْتِدْراكِ، ولَيْسَتْ عاطِفَةً. وإنْ وَلِيَها مُفْرَدٌ، فهي عاطِفَةٌ بشَرْطَيْنِ: أحَدُهُما: أن يَتَقَدَّمَها نَفْيٌ أو نَهْيٌ، والثاني: أن لا تَقْتَرِنَ بالواوِ، وقال قَوْمٌ: لا تكونُ مع المُفْرَدِ إلاَّ بالواو.

خَضَنَ

خَضَنَ ناقَتَهُ: حَمَلَ عليها، وعَضَّ من بَدَنِها. وكمِنْبَرٍ: مَنْ يُهْزِلُ الدَّوابَّ ويُذَلِّلُها.
وخُضِنَتْ عنه المُرُوءَةُ، كعُنِيَ: صُــرِفَتْ.
والمُخاضَنَة: المُغازَلَةُ، والتَّرامِي بقَوْلِ الفُحْشِ.

حَقَنَهُ

حَقَنَهُ يَحْقِنُه ويَحْقُنُه، فهو مَحْقونٌ وحَقينٌ: حَبَسَهُ،
كاحْتَقَنَهُ،
وـ دَمَ فلانٍ: أنْقَذَهُ من القَتْلِ،
وـ اللبَنَ في السِّقاءِ: صَبَّهُ ليُخْرِجَ زُبْدَتَهُ.
والحَقْنَةُ، بالفتح: وجَعٌ في البَطْنِ
ج: أحْقانٌ، وبالضم: كلُّ دواءٍ يُحْقَنُ به المَرِيضُ المُحْتَقِنُ.
والحاقِنَةُ: المَعِدَةُ، وما بَيْنَ التَّرْقُوَتَيْنِ وحَبْلَيِ العاتِقِ، أو ما سَفَلَ من البَطْنِ،
ومنه المَثَلُ: "لأُلْحِقَنَّ حَوَاقِنَكَ بذواقِنِكَ".
واحْتَقَنَ المَريضُ: احْتَبَسَ بَوْلُه فاسْتَعْمَل الحُقْنَةَ،
وـ الرَّوْضَةُ: أشْــرَفَتْ جَوانِبُها على سَرارِها. وكمنْبَرٍ: السِّقاءُ يُحْقَنُ فيه اللَّبَنُ، والقِمَعُ يُحْقَنُ به.
والمِحْقانُ: من يَحْقِنُ البَوْلَ، فإذا بالَ، أكثَرَ.
وأحْقَنَ: جَمَعَ أنواعَ اللَّبَنِ حتى يَطيبَ.
والهِلالُ الحاقِنُ: الذي ارْتَفَعَ طَرَفاهُ، واسْتَلْقَى ظَهْرُه.
وأنا منه كحاقِنِ الإِهالَةِ، أي: حاذِقٌ به، وذلك أنه لا يَحْقِنُها حتى يَعْلَمَ أنها بَرَدَتْ، لئلاَّ يَحْتَرِقَ السِّقاءُ.

حَلَّ

حَلَّ المكانَ، وبه يَحُلُّ ويَحِلُّ حَلاًّ وحُلولاً وحَلَلاً، محرَّكةً، نادِرٌ: نَزَلَ به،
كاحْتَلَّهُ، وبه فهو حالٌّ، ج: حُلولٌ وحُلاَّلٌ، كعُمَّالٍ ورُكَّعٍ.
وأحَلَّهُ المكانَ، وبه،
وحَلَّلَهُ إياهُ،
وحَلَّ به: جَعَلَهُ يَحُلُّ، عاقَبَتِ الباءُ الهَمْزَةَ.
وحالَّهُ: حَلَّ معه.
وحَليلَتُكَ: امْرَأَتُكَ،
وأنتَ حَليلُها،
ويقالُ للمُؤَنَّثِ: حَليلٌ أيضاً.
والحَلَّةُ: ة بناحيةِ دُجَيْلٍ من بَغْدادَ، وقُفٌّ من الشَّرَيْفِ بين ضَرِيَّةَ واليمامةِ،
أو ع حَزْنٌ ببلادِ ضَبَّةَ، والزِنْبيلُ الكبيرُ من القَصَبِ، والمَحَلَّةُ،
وع بالشامِ.
وحَلَّةُ الشيءِ، ويُكْسَرُ: جِهَتُهُ وقَصْدُه، وبالكسر: القومُ النُّزولُ، وهيئةُ الحُلولِ، وجماعةُ بُيوتِ الناسِ، أَو مِئَةُ بَيْتٍ، والمَجْلِسُ، والمُجْتَمَعُ، ج: حِلالٌ، وشجرةٌ شاكَةٌ مَرْعَى صِدْقٍ، والشُّقَّةُ من البَواري،
ود بَناهُ صَدَقَةُ بنُ مَنْصورِ بنِ دُبَيْسِ بنِ مَزْيَدٍ،
وة قُرْبَ الحُوَيْزَةِ بنَاها دُبَيْسُ بنُ عَفيفٍ.
وحِلَّةُ ابن قَيْلَةَ: من أعْمالِ المَذارِ، وبالضم: إزارٌ ورِداءٌ بُرْدٌ أو غيرُهُ، ولا تكونُ حُلَّةً إلاَّ من ثَوْبَيْنِ، أو ثَوبٍ له بِطانَةٌ، والسِلاحُ، ج: حُلَلٌ وحِلالٌ. وذو الحُلَّةِ: عَوْفُ ابنُ الحَارِثِ بنِ عبدِ مَناةَ.
والمَحَلَّةُ: المَنْزِلُ،
ود بِمِصْرَ، وأرْبَعَةَ عَشَرَ مَوْضِعاً آخَرَ.
ورَوْضَةٌ مِحْلالٌ: تُحَلُّ كثيراً.
والمُحِلَّتانِ: القِدْرُ والرَّحَى.
والمُحِلاَّتُ: هُما والدَّلْوُ والقِرْبَةُ والجَفْنَةُ والسِّكِّينُ والفأسُ والزَّنْدُ.
وتَلْعَةٌ مُحِلَّةٌ: تَضُمُّ بَيْتاً أو بَيْتَيْنِ.
وحَلَّ من إحْرامِهِ يَحِلُّ حِلاًّ، بالكسرِ،
وأحَلَّ: خَرَجَ، فهو حَلالٌ لا حالٌّ، وهو القِياسُ،
وـ الهَدْيُ يَحِلُّ حِلَّةً وحُلولاً: بَلَغَ المَوْضِعَ الذي يَحِلُّ فيه نَحْرُهُ،
وـ المرأةُ: خَرَجَتْ من عِدَّتِها.
وفَعَلَهُ في حِلِّهِ وحِرْمِهِ، بالكسر والضم فيهما، أي: وَقْتَ إحْلالِهِ وإحْرامِهِ.
والحِلُّ، بالكسر: ما جاوَزَ الحَرَمَ.
ورجُلٌ مُحِلٌّ: مُنْتَهِكٌ للحَرامِ، أو لا يَرَى للشَّهْرِ الحَرامِ حُرْمَةٌ.
والحَلالُ، ويُكْسَرُ: ضِدُّ الحَرامِ،
كالحِلِّ، بالكسر، وكأَميرٍ، حَلَّ يَحِلُّ حِلاًّ، بالكسر. وأحَلَّهُ اللهُ، وحَلَّلَهُ. وحِلٌّ وبِلٌّ: في الباءِ.
واسْتَحَلَّهُ: اتَّخَذَهُ حَلالاً، أو سألَهُ أن يُحِلَّهُ له. وكسَحابٍ: الحَلالُ ابنُ ثَوْرِ بنِ أبي الحَلالِ العَتَكِيُّ، وبِشْرُ بنُ حَلالٍ، وأحمدُ بنُ حَلالٍ: مُحَدِّثونَ.
والحُلْوُ الحَلالُ: الكَلامُ لا رِيبَةَ فيه، وبالكسر: مَرْكَبٌ للنِّساءِ، ومَتاعُ الرَّحْلِ.
وحَلَّلَ اليَمينَ تَحْليلاً وتَحِلَّةً وتَحِلاًّ، وهذه شاذَّة: كفَّرَها، والاسمُ: الحِلُّ، بالكسر.
والتَّحِلَّةُ: ما كُفِّرَ به.
وتَحَلَّلَ في يَمينِهِ: اسْتَثْنَى.
وأعْطِهِ حُلاَّنَ يَمينِهِ، بالضم، أي: ما يُحَلِّلُها.
والمُحَلِّلُ: الفَرَسُ الثالِثُ في الرِّهانِ، إنْ سَبَقَ أخَذَ، وإنْ سُبِقَ فما عليه شيءٌ، ومُتَزَوِّجُ المُطَلَّقَة ثلاثاً لِتَحِلَّ للزَّوْجِ الأوَّلِ.
وضَرَبَهُ ضَرْباً تَحْليلاً، أَي: كالتَّعْزيرِ.
وحَلَّ: عَدا،
وـ العُقْدَةَ: نَقَضَها فانْحَلَّتْ، وكلُّ جامِدٍ أُذيبَ فقد حُلَّ.
وحُلَّ المكانُ: سُكِنَ.
والمُحَلَّلُ، كمُعَظَّمٍ: الشيءُ اليَسيرُ، وكلُّ ماءٍ حَلَّتْهُ الإِبِلُ فَكَدَّرَتْهُ. وحَلَّ أمرُ الله عليه يَحِلُّ حُلولاً: وَجَبَ، وأَحَلَّهُ الله عليه،
وـ حَقِّي عليه يَحِلُّ مَحِلاًّ: وجَبَ، مَصْدَرُهُ كالمَرْجِعِ،
وـ الدَّيْنُ: صارَ حالاًّ.
وأحَلَّتِ الشاةُ: قَلَّ لَبَنُها، أو يَبِسَ، فأَكَلَتِ الرَّبيعَ، فَدَرَّتْ، وهي مُحِلٌّ.
وتَحَلَّلَ السَّفَرُ بالرجُلِ: اعْتَلَّ بعدَ قُدومِهِ.
والإِحْليلُ والتِّحْليلُ، بكسرِهما: مَخْرَجُ البَوْلِ من ذَكَرِ الإِنْسانِ، واللَّبَنِ من الثَّدْيِ.
والحَلَلُ، محرَّكةً: رَخاوَةٌ في قَوائِمِ الدابَّةِ، أَو اسْتِرخاءٌ في العَصَبِ مَعَ رَخَاوَةٍ في الكَعْبِ، أو يَخُصُّ الإِبِلَ، والرَّسَحُ، ووَجَعٌ في الوَرِكَيْنِ والرُّكْبَتَيْنِ، وقد حَلِلْتَ يا رجُلُ، كفَرِحَ، حَلَلاً،
والنَّعْتُ: أحَلُّ وحَلاَّءُ.
وفيه حَلَّةٌ، ويُكْسَرُ: ضَعْفٌ وفُتورٌ وتَكَسُّرٌ.
والحِلُّ، بالكسر: الغَرَضُ يُرْمَى إليه، وبالضم: جَمْعُ الأَحَلِّ من الخَيْلِ، وبالفتح: الشَّيْرَجُ.
والحُلاَّنُ، بالضم: الجَدْيُ، أَو الخَروفُ، أَو خاصٌّ بما يُشَقُّ عنه بَطْنُ أُمِّهِ فَيُخْرَجُ.
ودَمُهُ حُلاَّنُ: باطِلٌ.
وإحْليلٌ: وادٍ.
وإحْليلاءُ: جَبَلٌ، وبالقَصْرِ: شِعْبٌ لِبَنِي أسَدٍ.
والمَحِلُّ، بكسر الحاءِ: ة باليمنِ.
وحَلْحَلَهُم: أزالَهُم عن مَواضِعِهِم، وحَرَّكَهُم فَتَحَلْحَلوا،
وـ بالإِبِلِ: قالَ لها: حَلٍ حَلٍ، مُنَوَّنَتَيْنِ، أو حَلْ، مُسَكَّنَةً.
والحُلاحِلُ، بالضم: ع، والسَّيِّدُ الشُّجاعُ، أَو الضَّخْمُ الكثيرُ المروءَةِ، أَو الرَّزِينُ في ثَخَانَةٍ، يَخُصُّ الرِّجالَ، ومالَهُ فِعلٌ، ج: بالفتح.
والمُحَلْحَلُ، للمفعولِ: بِمعناهُ.
وحَلْحَلَةُ: اسمٌ.
وحَلْحَلٌ: ع.
وحَلْحولُ: ة (قُرْبَ جَيْرونَ) ، بها قَبْرُ يونُسَ عليه السلامُ، والقياسُ ضَمُّ حائِهِ.
وكزُبَيْرٍ: ع لِسُلَيْمٍ، وفرسٌ من نَسْلِ الحَرونِ لِمقْسَمِ بنِ كثيرٍ، واسمٌ.
والحَلْحَالُ بنُ دُرِّيٍّ الضَّبِّيُّ: تابِعِيٌّ.
وأحَلَّ: دَخَلَ في أشْهُرِ الحِلِّ أو خَرَجَ إلى الحِلِّ، أَو من ميثاقٍ كان عليه،
وـ بنَفْسِه: اسْتَوْجَبَ العُقوبَةَ.
حَلَّ: حَلَّ: فَكَّ، ويقال: حلَّ في بمعنى فكَّ، وهو خطأ. ففي رياض النفوس (ص91 ق): فإذا بامرأة مع رجل قد أمكنته من نفسها وهو يحلُّ في سراويله.
وأطلق الأسير: حلّه من وثاقه (معجم الأدريسي).
وحلَّ عن فلان: أطلقه (معجم البيان).
وحلَّ الأمر: أبانه وكشف عنه (بوشر). ويقال بمعنى فصل المسألة وكشفها: حل اقليدس أي كشف وفصل في مسائل اقليدس (الفخري ص260).
وحلَّ: قضى دينه. وهو بمعنى: ( Solvere pecunian) اللاتينية. ففي كتاب العقود (ص7): وامتنع له من أن يغرم له ديناً فألاَّ حل ذلك استدعاه إلى العامل.
وحلَّ (جانبا): غفر له وحلَّ من: غفر له خطيئة. وحل أحدا من: سامحه وعفا عنه من العقود التي عقدها معه (بوشر).
وحلَّ: لَّطف مزاجه (بوشر).
وحلَّ: حلَّل، ذوَّب، أذاب، (بوشر).
وحلَّ: خلط الأصباغ (الكالا).
وحلَّ: يستعمل هذا الفعل وحده بمعنى حل المرساة أي قلع المرساة (بوشر، همبرت ص128) ونشر القلوع (الأشرعة) (همبرت ص127).
وحلَّ: أزال لونه، وزال لونه، تلاشى لونه، (بوشر).
حلَّ الوقت: حان وحل وقت الرواح: حانت ساعة الرواح (بوشر) وفي معجم فوك: ( Proesto esse) .
حلَّ ثوبه على معصية: ارتكب فاحشة، ففي رياض النفوس (ص57 و): ما حللتُ ثوبي على معصية قط ولا أكلتُ مالَ يتيم ولا شهدت (يعني بغير الحق).
حل السحر أو من السحر: فكّ السحر. وخلَّصه من السحر (بوشر) وكذلك حل الطلسم (الكالا).
حل اللون: أزال اللون (بوشر).
حل عن نفسه (المقري 1: 381) يظهر أن معناها: وضع سلاحه وتجرد من ملابسه.
حلَّ وِتْرَه: أخذ بثأره (معجم البلاذري).
حل وربط (أي فك وربط) بمعنى: إدارة الشؤون العامة، وربط وحل: رده خائباً أو منحه الغفران (بوشر).
حلَّك البركة (بقدومك). مرحباً بك (بوشر). ماحل له يجي: ما استطاع المجيء (بوشر).
حلَّل: حَلَّ. وحزر الأحجية (بوشر).
وحلّل: أمعن في الأمر بحثا وتدقيقا. بحث فحص، تروى، تأمل وجمع (بوشر).
وحلَّل: غفر له وأعفاه (ألكالا) وفي رحلة ابن بطوطة (3: 33): قد حللَّته ولا اطلبه بشيء (انظرها في مادة تحليل).
وحلَّل: ملَّق، لاطف، دلَّل، فتَّن (ألكالا) وفيه المصدر تحليل، واسم المفعول محلَّل. وفي معجم البربر: ملق، لاطف، دلَّل وفي فوك: لاطف، وعند رولاند: حلَّى.
ويظهر أن هذا الفعل قد أصاب معناه من التغيير ما أصاب الفعل الأسباني ( Reglar) وهذا الفعل الأخير (انظر دييز) مشتق من الفعل اللاتيني ( Reglare) وهمناه في معجم الكسندر: ذّوَّوب (وكذلك عند نبريجا وألكالا اللذين يترجمانه ب ((ذَيَّبَ وحلَّ وحلَّل)) غير أن كلا الفعلين قد صارا يدلان على معنى لاطف ودلل وملَّق.
وحلَّل: تضَّرع، وتوسَّل لأجله (هلو).
وحلَّل: سَرَّح، رفت، صرف (هلو) وحلَّل: ذبح الحيوان حسب شريعة الإسلام (برتون 1: 248).
حالّ: حالَّه، أعلن أنه في حلّ. معجم المتفرقات).
وحالّ فلانا: عفا عنه وغفر له (ألف ليلة، برسل 12: 332).
أحلَّ: غفر له، عفا عنه (معجم بدرون، معجم البيان).
أحَلَّل الناس عن بيعته: أباح لهم التحلل من بيعته (معجم المتفرقات).
تحلَّل: تخلص، اصبح في حل (فوك).
وتحلَّل فلانا: سأله أن يعفو عنه ويجعله في حل (معجم المتفرقات).
وتحلّل: مطاوع حلَّل، بمعنى لاطفه وفتنه بالتدليل (فوك).
انحلَّ: انحلَّ وتر القوس: ارتخى (ابن بطوطة 3: 326) وأنحل عضو التناسل: صار رخوا (ألف ليلة 2: 466) ويقال مجازا: انحل عزمه، ومعناه في معجم بوشر: تحيَّر في أمره وتردد فيه (ابن الأثير 10: 375).
انحلال في جسده: خَور، وهن، ضنى، نحول، ذبول، هزال (ألكالا).
وأنحلَّ: ذاب جسمه وترهَّل (بوشر).
وانحلت الدابة: أعيت وكلَّت (بوشر).
وانحلَّ نقض العهد. ففي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص48 و): وارتبط لهم ثم انحل.
وانحلَّ: تلاشى، اضمحل، هلك (ألكالا).
الأرض المُنْحَلَّة: هذا العالم الفاني (المقري 1: 372، وانظر. إضافات وتصحيحات، وص375 أيضا).
انحل من الخطايا: صار مغفور له خطاياه (بوشر).
استحَّل. استحل المحارم والفروجَ والنساء. عدَّها حلالا (معجم البيان).
واستحل ملك غيره: عده حلالا له وإن لكم يكن له فيه حق (معجم البيان).
واستحلَّ فلانا: سأله العفو والمغفرة، وسأله إسقاط حقه في أن يثار منه. (دي ساسي طرائف 2: 150، رقم 7 / معجم المتفرقات، دي ساسي طرائف 2: 43، ابن بطوطة 1: 174، مباحث ص279 الطبعة الأولى وفيه: استحله لأبيه أن يظهر معناه أن المظفر طلب من ييدرا سيكا العفو عن أبيه أي عن المنصور أبي المظفر الذي أسره ييدراسيكا.
ويقال أيضا: استحل من فلان (ابن بطوطة 1: 173).
حَلّ: ضعف، خور، نحول، ذبول، هزال، ضني (الكالا).
ويذكر شولتنز (أنظر: فريتاج) ما معناه باللاتينية: إذابة، حل، تحلل، ذوبان وإيضاح، شرح، بيان. وفي نقله من أبي الفرج (ص73) غير أن كلمة حَلّ هذه مصدر حَلّ.
حِلّ: غفران الخطيئة قضى به القسيس. (همبرت ص154) وفي معجم بوشر: حِلَّ من الخطايا.
أخذ حلاً: تحلل من نذوره وقضاها (بوشر).
جعله في حل: غفر له، وعفا عنه (ألف ليلة 1: 592) وجعله في حل من، ففي ألف ليلة (2: 400) اجعلني في حل مما أغراني به الشيطان.
وتقول أم لولدها: إن لم تفعل ما آمرك به لا أجعلك في حل من لبني. وقد ترجما لين إلى الإنجليزية بما معناه: لا أبرأ ذمتك مما يجب لي عليك مقابل لبني.
أنت في حل من الشيء: أنت حر لتأخذ هذا الشيء، إني لن أسمح لك بأخذه، ففي كليلة ودمنة (ص195): فقال أيها السارق أنت في حل مما أخذت من مالي ومتاعي (ألف ليلة 4: 181) وقد أخطأ لين في ترجمة ما جاء فيها (3: 556) إلى الإنجليزية بما معناه: أنت بريء من تبعة ذلك.
وحِلَّ: عند البنّائين ما بين الحجرين المتلاصقين في الحائط (محيط المحيط).
حَلَّة: (انظر لين): قدر، مرجل، تتخذ من الخزف أو النحاس (همبرت ص198، هلة، سافاري ص350، بوشر). (وهي فيه حُلَّة مادام يجمعها على حُلَلأ) ألف ليلة 2: 106، وطبعة برسل 10: 456 ..
وحَلَّة: فتق، محل مفتوق (الكالا).
حِلَّة: حي، عشيرة، قبيلة (مارمول 1: 36، 2: 171، 223، وفيه ( Heyla) ، تاريخ البربر 1: 437، 4: 185، 472، 474، 490، وما يليها).
وحِلَّة: الخباء بما يحتويه من متاع (زيشر 22: 117).
وحِلَّة: ملكية مدينة (أماري مخطوطات) وحِلَّة: مدينة عظمى (ويرن ص24، 110).
وحِلَّة: غفران، مغفرة (هلو)، غفران علني عام (بوشر).
حُلَّة: اسم ثوب، ومعناها غامض جداً (انظر لين) فهي عند الادريسي ثوب من الكتان موشي عادة بالذهب (معجم الادريسي) وفي معجم فوك ما معناه باللاتينية، ثوب قرمزي ( Purpura, Cennda) ( وهو Cendal) عند فكتور، وهو ضرب من ثياب الحرير رقيق جدا، وثوب من التفتة الحمراء رقيق جدا.
وحُلَّة: ثوب الشماس، ثوب التقديسي، بدلة الكاهن (بوشر).
وحُلَّة: ظُلَّة في أعلى السرير (بوشر).
حِلِّيّ: تحليلي، مبريء، مانع من العقاب (بوشر).
حُلَلِيَّة: قطعة عريضة من نسيج الصوف الشديد السمرة تستعملها نساء من القسم الجنوبي من صعيد مصر وبخاصة جنوبي أخميم. وهن يلففن بها أجسامهن ويربطن أطرافها العليا بعضها مع بعض على كل كتف (لين عادات ص68 - 69).
حَلال: ابن حلال (انظر لين ومعجم فليشر ص79) ويعني أيضا: عارف الجميل، شاكر (همبرت ص234) الحلال: اسم مكس على البضائع كان يدفعه تجار أنصاري إلى سلطان مراكش (شارنت ص49).
وحلال: أسرة الرجل ومواشيه. وتطلق عادة على ما يملكه (زيشر 22: 117).
وحلال: حق الانتفاع، حق التصرف، زقبي ففي كتاب العقود (ص8،9): ((وثيقة حلال وسلامة أشهدت فلانة بنت فلان - إنها جعلت ما ورثتها (كذا) الله من أبويها حلالا بطيب نفسها وسلمت له في غلال الدمنة ونمائها في الماطي (الماضي) والمستقبل إلا (إلى) إن دعت إليه وقت احتياجهما (جها) إلى ذلك)).
الحُلول: العقيدة التي ترى أن الإله حَلَّ في الإنسان (المقدمة 1: 358، 2: 164، المقري 3: 654).
عيد حلول الروح القدس: عيد الخمسين أو العنصَرَة وهو عيد الكاثوليك في ذكرى نزول الروح القدس (بوشر).
والحلول أيضا: نزول الأرواح حين يستدعيها السحرة (المقري 3: 23).
وحلول: ابتداء، افتتاح (هلو).
حَلاَلَة: كوخ من أغصان الشجر وورقه حيث يكب الحرير ويحل (بوشر، برجرن ص720).
الحَلِيلَة: رجال الشرطة (ألف ليلة برسل 11: 232). حَلاَلِي: ابن شرعي، ابن حلال، (دومب 76).
وحلالي: حَلاَئِلي (انظر الكلمة).
حَلاَئِلِيّ: نسيج من القطن مخطط بخطوط طولية من الحرير الأبيض (برتون 1: 278) وقد كتبها بارت هلالي ( Helâli) : (1: 437، 4: 175، 199، 466) .
حَلاَّل: من يَحل أي ينزل في المكان. (رايت ص109).
حلاَّل المشكلات: مفتي، فقيه، مفتي الذمة، حلاَّل القضايا الضميرية (بوشر).
حلاّل الغزل: كبَّاب، مُسَلِّك (بوشر) حلاَّلة: ملاَّق، متملق (ألكالا) وانظر مادة حَلَّل.
وحّلاَّل: مهرج، مضحك البلاط (فهرسي للمخطوطات الشرقية في مكتبة ليدن 2: 88).
وحَلاَّل: لص، سارق (فوك).
إحليل: تعني عادة، فوهة، فتحة، ثقب (الجريدة الآسيوية 1840، 2: 273، رقم 1) حيث عليك أن تقرأ يسدّ كما هو في مخطوطتنا رقم 499، أما مخطوطة رقم 92 فهي خالية من النقط.
وحليل: كناية عن الذكر عضو التناسل (ألف ليلة برسل 4: 373، 1: 374).
تَحْليل: انحلال وزوال الخراج (بوشر).
وتحليل: إعفاء، سماح، امتياز بالإعفاء ففي ألف ليلة (1: 417): وأنا لي عنده (السلطان) حاجة وهي أن يكتب لي تحليل في الديوان بأن لا يُؤْخَذ مِنَّي مكسا (صوابه مَكَسٌ).
تحليل من الخطايا: غفران من الذنوب يصدره القس (بوشر).
مَحَل: مضيف، مأوى للفقراء والشيوخ، ملجأ (فوك) وفي العبدري (ص45 و) في كلامه عن مقبرة السيدة نفيسة بنت علي بالقاهرة: عليها رباط مقصود، ومعلم مشهود ومحل محفود محشود وفيه في الكلام عن مقبرة الشافعي، عليها رباط كبير ومحل أثير.
ومحلّ: موضع، منزلة، مكانة، رتبة، منصب، وظيفة (عباد 1: 303، 336 رقم 65، فريتاج مختارات ص 55، ابن قتيبة ص319، طبعة وستنفيلد). ورتبة مقام، منزلة، منصب (معجم بدرون).
ومحلَّ: وجه الكتاب (طرائف دي ساسي 1: 114) ومحلّ: غرض وهدف للمحذور.
يقال: الإنسان محل النسيان أي الإنسان هدف النسيان وموضعه (بوشر).
محل الاعتقاد: ممكن اعتقاده (بوشر).
محلّ العفو: يستحق العفو (بوشر).
ومحلذ: رأي، ظن. هذا إذا كانت هذه الكلمة تدل حقيقة على هذا المعنى عند ابن بدرون (ص201).
ومحلّ: وقت، حين ويقال: في محله أي في وقته المناسب (بوشر).
مَحَلَّة: محطَّة، منزلة (أخبار ص139، 156).
ومحلَّة: قرية، دسكرة. ورجال المحلات في صقلية: أصحاب الضياع (الجريدة الآسيوية 1845، 2: 318، (وانظر: ص329، 334).
ومحلَّة: حارة في المدينة، حي (بوشر، ابن بطوطة 4: 88، 397، عبد الواحد ص13، المقدمة 1: 395)، (وقد أخطأ فيها دي سلان).
وكلمة المحلة في أفريقية وتلفظ ( Mellah) أو ( Millah) تطلق على حي اليهود في المدن كما تطلق على قرى اليهود المنعزلة كالتي توجد في منطقة الأطلس، غير إن عددا من الرحالة قد أخطئوا حين ظنوا إن هذه اللفظة مأخوذة من الأصل ملح وإنها تعني ((الأرض الملحة أو الملعونة)) انظر ريلي ص 364، 367، 440، 458، 470، 546، جاكسون ص122، 124، 128، هوست ص77، جوابرج ص41، 88، دافيدسن ص27، 40، رينو ص29، بارت ص36، رولف ص6، 61، كوت ص138).
ومحلَّه في المغرب، فيلق، قطعة من الجيش (بوشر، بربرية من 400 أو 500 أو 600 جندي، هايدو ص10، 12، 13، 39، من ألف جندي، جاكسون ص40، الخطيب ص160 ق، الحلل ص57 ق، الجريدة الآسيوية 1851، 1: 60) وجمع التكسير منه أّمْحال، أنظره في مادة محل.
ومحلّة: حرس، خفر (فلوجل مادة 68 ص9).
ومحلَّة: حصار موضع (الكالا).
محلَّة الغزل: مسلكة، حلاَّلة، مردن (بوشر).
محلة للوحش: زريبة، حير (المقري 1: 380).
مَحَلِيّ: نسبة إلى المحل، موضعي، مكاني (بوشر).
المحلي: سيد البيت (بوشر).
مُحَلَّل: دليل يقوم مقام الزوج الأسمى أثناء الحج (انظر بركهارت بلاد العرب 1: 359).
ومُحلَّل (مصطلح من الكيمياء): مدر الطمث (بوشر).
ومحلَّل (تصحيف مُحيِّل): أريب، حاذق، ماهر (الكالا).
مَحْلول: هذا محلول من قول الشاعر ومعناه الأصلي مفكوك. وهو هنا بمعنى مستعار، مقتبس (بسام 1: 143 ق، 150 ق، 154 و).
محلول الظهر أو محلول فقط: مصاب في التواء في الصلب، محقو (بوشر).
انحلال: تفكك، تفسخ (بوشر).
وانحلال: سقوط القوى، خور، وهن، عجز عن النسل (بوشر).
انحلال الظهر: التواء في الصلب (بوشر) مُسْتَحِل: مُحَلِّل بالمعنى الأول عند لين والمعنى الثاني عند فريتاج (لين عادات 1: 272، ألف ليلة 2: 82، مع التعليق في ترجمة لين 2: 322، رقم 40).
ومُسْتَحِل: مهر، صداق، وما يدفعه الزوج للزوجة إذا توفي قبلها (بوشر).
ومستحلّ: من ينتفع به كثيرا ومن يستفاد منه ويؤخذ من دراهمه وأمواله (بوشر).

عَبَنَّكٌ

رجُلٌ عَبَنَّكٌ، كعَمَلَّسٍ: صُلْبٌ شديدٌ.
عتَكَ يَعْتِكُ: كَرَّ في القِتالِ،
وـ الفرسُ: حَمَلَ للعَضِّ،
وـ في الأرضِ عُتوكاً: ذهَبَ وحْدَه،
وـ على يَمينٍ فاجِرَةٍ: أقْدَمَ،
وـ عليه بخَيْرٍ أو شَرٍّ: اعْتَرَضَ،
وـ على زَوْجِها: نَشَزَتْ وعَصَتْ،
وـ القوسُ عَتْكاً وعُتوكاً، فهي عاتِكٌ: احْمَرَّت قِدَماً،
وـ اللَّبَنُ، والنَّبيذُ: اشْتَدَّتْ حُموضَته،
وـ البَوْلُ على فَخِذِ الناقةِ: يَبِسَ،
وـ البَلَدَ: عَسَفَهُ،
وـ إلى مَوْضِعِ كذا: مالوا،
وـ يَدَه: ثَناها في صَدْرِهِ،
وـ المرأةُ: شَــرُفَتْ ورأسَتْ،
وـ فلانٌ بِنِيَّتِه: اسْتَقامَ لوَجْهِه.
وعَتَكَ عليه يَضْرِبُه، أي: لم يُنَهْنِهْهُ عنه شيءٌ.
والعاتِكُ: الكريمُ، والخالِصُ من الأَلْوانِ، واللَّجوجُ، والراجِعُ من حالٍ إلى حالٍ،
وـ من النَّبيذِ: الصافي.
والعَتْكُ: الدَّهْرُ، وجبَلٌ. وكأميرٍ، من الأيامِ: الشديدُ الحَرِّ، وفَخِذٌ من الأزْدِ،
والنِّسْبَةُ: عَتَكِيٌّ، محرَّكةً.
والعاتِكَةُ من النَّخْلِ: التي لا تَأتَبِرُ، والمرأةُ المُحْمَرَّةُ من الطِّيبِ.
والعواتِكُ في جَدَّاتِ النبيِّ، صلى الله عليه وسلم، تِسْعٌ: ثَلاثٌ من سُلَيْمٍ بنتُ هِلالٍ أُمُّ جَدِّ هاشِمٍ، وبنتُ مُرَّةَ بنِ هِلالٍ أُمُّ هاشِمٍ، وبنتُ الأَوْقَصِ بنِ مُرَّةَ بنِ هِلالٍ أُمُّ وَهْبِ بنِ عبدِ مَنَافٍ، والبَواقي من غيرِ بني سُلَيْمٍ. وعاتِكَةُ بنتُ أُسَيْدٍ، وبنتُ خالِدٍ، وبنتُ زيدِ بنِ عَمْرٍو، وبنتُ عبدِ اللهِ، وبنتُ عَوْفٍ، وبنتُ نُعَيْمٍ، وبنتُ الوَليدِ: صحابيَّاتٌ.
وعِتْكانُ، بالكسر: ع.

ودَفَ

ودَفَ الشَّحْمُ، كوَعَدَ، يَدِفُ: ذابَ وسالَ،
وـ الإِناءُ: قَطَرَ،
وـ له العَطاءَ: أقَلَّه.
والوَدْفَةُ: الرَّوْضَةُ الخَضْراءُ،
كالوَديفةِ، وبالتحريكِ: النِّصِيُّ، والصِّلِّيانُ، وبُظارةُ المرأةِ. وكغُرابٍ: الذَّكَرُ لِما يَدِفُ منه من المَنِيِّ وغيرِه.
واسْتَوْدَفَ الشَّحْمَةَ: اسْتَقْطَرَها،
وـ الخَبَرَ: بَحَثَ عنه،
كتَوَدَّفَه،
وـ المرأةُ: جَمَعَتْ ماءَ الرجلِ في رَحِمِها،
وـ لَبَناً في الإِناءِ: فَتَحَ رأسَه، فأشْرَفَ عليه،
وـ النَّبْتُ: طالَ.
وتَوَدَّفَتِ الأوْعالُ فوقَ الجَبَلِ: أشْــرَفَتْ.

الاستعارة

الاستعارة: ادعاء معنى الحقيقة في الشيء للمبالغة في التشبيه مع طرح ذكر المشبه من البين، نحو لقيت أسدا يعني رجلا شجاعا، ثم إن ذكر المشبه به مع قرينه سمي استعارة تصريحية وتحقيقية كلقيت أسدا في الحمام.
الاستعارة:
[في الانكليزية] Metaphor
[ في الفرنسية] Metaphore

في اللغة: هو أخذ الشيء بالعارية أو عند الفرس: هو إضافة المشبّه به إلى المشبّه، وهذا خلاف اصطلاح أهل العربية. وهو على نوعين:

أحدها: استعارة حقيقية، والثاني: مجازية.
فالاستعارة الحقيقية هي أن يكون المستعار والمستعار منه ثابتين ومعلومين، وهما نوعان:
ترشيح وتجريد. فالترشيح هو أن يكون المستعار والمستعار منه ثابتين ومعلومين، وأن تراعى فيها لوازم الجانبين. ومثاله:
يا ملك البلغاء إن تجرّد سيف لسانك نلت وطرك وفتحت العالم فالسيف مستعار واللسان مستعار منه، وقد راعى اللوازم للسيف واللسان. وأمّا التجريد فهو أن يراعي جانبا واحدا من اللوازم وأن يكون أحد الموجودات من الأعيان والثاني من الأعراض. ومثاله: من ذلك السكّر الشفهي الذي هو غير مأكول، نأكل في كل لحظة سمّ الغصة.
فالسكر مستعار والشفه مستعار منه. فهنا راعى جانب السكر، والغصة ليست من الأعيان فتؤكل ولم يراع الغصة.
وأمّا المجاز فهو أن يكون كلّ من المشبّه والمشبّه به من الأعراض، يعني أن يكون محسوسا بأحد الحواسّ الظاهرة أو من المتصوّرة أي محسوسا بالحواس الباطنة. أو يكون أحدها عرضا والثاني متصوّرا. ومثاله: حيثما يوجد أحد في الدنيا سأقتله كي لا يرد كلام العشق على لسان أحد. فالكلام عرض والعشق هو من الأشياء التي تصوّر في الذهن. وكلاهما أي الكلام والعشق من المتصوّرات التي لا وجود مادي لها في الخارج.
واعلم أنّ كلّ ما ذكرناه هاهنا عن الحقيقة والمجاز هو على اصطلاح الفرس، وقد أورده مولانا فخر الدين قواس في كتابه. وهذا أيضا مخالف لأهل العربية. كذا في جامع الصنائع. والاستعارة عند الفقهاء والأصوليين عبارة عن مطلق المجاز بمعنى المرادف له. وفي اصطلاح علماء البيان عبارة عن نوع من المجاز، كذا في كشف البزدوي وچلپي المطول. وذكر الخفاجي في حاشية البيضاوي في تفسير قوله تعالى: خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ الآية الاستعارة تستعمل بمعنى المجاز مطلقا، وبمعنى مجاز علاقته المشابهة، مفردا كان أو مركّبا، وقد تخصّ بالمفرد منه وتقابل بالتمثيل حينئذ كما في مواضع كثيرة من الكشاف. والتمثيل وإن كان مطلق التشبيه غلب على الاستعارة المركّبة، ولا مشاحّة في الاصطلاح انتهى كلامه. والقول بتخصّص الاستعارة بالمفرد قول الشيخ عبد القاهر وجار الله. وأمّا على مذهب السكّاكي فالاستعارة تشتمل التمثيل ويقال للتمثيل استعارة تمثيلية، كذا ذكر مولانا عصام الدين في حاشية البيضاوي. وسيأتي في لفظ المجاز ما يتعلّق بذلك.

قال أهل البيان: المجاز إن كانت العلاقة فيه غير المشابهة فمجاز مرسل وإلّا فاستعارة.
فالاستعارة على هذا هو اللفظ المستعمل فيما شبّه بمعناه الأصلي أي الحقيقي، ولما سبق في تعريف الحقيقة اللغوية أن استعمال اللفظ لا يكون إلّا بإرادة المعنى منه، فإذا أطلق نحو المشفر على شفة الإنسان وأريد تشبيهها بمشفر الإبل في الغلظ فهو استعارة، وإن أريد أنّه إطلاق المقيّد على المطلق كإطلاق المرسن على الأنف من غير قصد إلى التشبيه فمجاز مرسل، فاللفظ الواحد بالنسبة إلى المعنى الواحد يجوز أن يكون استعارة وأن يكون مجازا مرسلا باعتبارين، ولا يخفى أنك إذا قلت: رأيت مشفر زيد، وقصدت الاستعارة، وليس مشفره غليظا، فهو حكم كاذب، بخلاف ما إذا كان مجازا مرسلا. وكثيرا ما يطلق الاستعارة على فعل المتكلّم أعني استعمال اسم المشبّه به في المشبّه. والمراد بالاسم ما يقابل المسمّى أعني اللفظ لا ما يقابل الفعل والحرف. فالاستعارة تكون بمعنى المصدر فيصحّ منه الاشتقاق، فالمتكلّم مستعير واللفظ المشبّه به مستعار، والمعنى المشبّه به مستعار منه، والمعنى المشبّه مستعار له، هكذا في الأطول وأكثر كتب هذا الفن.
وزاد صاحب كشف البزدوي ما يقع به الاستعارة وهو الاتصال بين المحلّين لكن في الاتقان أركان الاستعارة ثلاثة: مستعار وهو اللفظ المشبّه به، ومستعار منه وهو اللفظ المشبّه، ومستعار له وهو المعنى الجامع. وفي بعض الرسائل المستعار منه في الاستعارة بالكناية هو المشبّه على مذهب السكاكي انتهى.
ثم قال صاحب الاتقان بعد تعريف الاستعارة بما سبق، قال بعضهم: حقيقة الاستعارة أن تستعار الكلمة من شيء معروف بها إلى شيء لم يعرف بها، وحكمة ذلك إظهار الخفي وإيضاح الظاهر الذي ليس بجليّ، أو حصول المبالغة أو المجموع. مثال إظهار الخفي: وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ فإنّ حقيقته وإنّه في أصل الكتاب فاستعير لفظ الأم للأصل لأن الأولاد تنشأ من الأم كما تنشأ الفروع من الأصول، وحكمة ذلك تمثيل ما ليس بمرئي حتى يصير مرئيا فينتقل السامع من حدّ السّماع إلى حدّ العيان، وذلك أبلغ في البيان. ومثال إيضاح ما ليس بجليّ ليصير جليّا: وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِ فإن المراد منه أمر الولد بالذلّ لوالديه رحمة فاستعير للذّلّ أولا جانب ثم للجانب جناح، أي اخفض جانب الذلّ أي اخفض جانبك ذلّا؛ وحكمة الاستعارة في هذا جعل ما ليس بمرئي مرئيا لأجل حسن البيان.
ولمّا كان المراد خفض جانب الولد للوالدين بحيث لا يبقى الولد من الذلّ لهما والاستكانة متمكنا، احتيج في الاستعارة إلى ما هو أبلغ من الأولى، فاستعير لفظ الجناح لما فيه من المعاني التي لا تحصل من خفض الجانب، لأن من يميل جانبه إلى جهة السّفل أدنى ميل صدق عليه أنّه خفض جانبه، والمراد خفض يلصق الجنب بالأرض ولا يحصل ذلك إلّا بذكر الجناح كالطائر. ومثال المبالغة: وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً أي فجّرنا عيون الأرض، ولو عبّر بذلك لم يكن فيه من المبالغة ما في الأول المشعر بأن الأرض كلها صارت عيونا. انتهى.

فائدة:
اختلفوا في الاستعارة أهي مجاز لغوي أو عقلي، فالجمهور على أنها مجاز لغوي لكونها موضوعة للمشبّه به لا للمشبّه ولا لأعمّ منهما.
وقيل إنها مجاز عقلي لا بمعنى إسناد الفعل أو معناه إلى ما هو له بتأوّل، بل بمعنى أنّ التصرّف فيها في أمر عقلي لا لغوي لأنها لم تطلق على المشبّه إلّا بعد ادّعاء دخوله في جنس المشبّه به فكان استعمالها فيما وضعت له، لأن مجرد نقل الاسم لو كان استعارة لكانت الأعلام المنقولة كيزيد ويشكر استعارة، وردّ بأن الادعاء لا يقتضي أن تكون مستعملة فيما وضعت له للعلم الضروري بأن الأسد مثلا موضوع للسبع المخصوص، وفي صورة الاستعارة مستعمل في الرجل الشجاع، وتحقيق ذلك أنّ ادعاء دخوله في جنس المشبّه به مبني على أنه جعل أفراد الأسد بطريق التأويل قسمين: أحدهما المتعارف وهو الذي له غاية الجرأة ونهاية القوّة في مثل تلك الجثة وتلك الأنياب والمخالب إلى غير ذلك. والثاني غير المتعارف وهو الذي له تلك الجرأة وتلك القوة، لكن لا في تلك الجثة والهيكل المخصوص، ولفظ الأسد إنما هو موضوع للمتعارف، فاستعماله في غير المتعارف استعمال في غير ما وضع له، كذا في المطول.

وقال صاحب الأطول: ويمكن أن يقال: إذا قلت: رأيت أسدا وحكمت برؤية رجل شجاع يمكن فيه طريقان: أحدهما أن يجعل الأسد مستعارا لمفهوم الرجل الشجاع، والثاني أن يستعمل فيما وضع له الأسد ويجعل مفهوم الأسد آلة لملاحظة الرجل الشجاع، ويعتبر تجوّزا عقليا في التركيب التقييدي الحاصل من جعل مفهوم الأسد عنوانا للرجل الشجاع، فيكون التركيب بين الرجل الشجاع ومفهوم الأسد مبنيا على التجوّز العقلي، فلا يكون هناك مجاز لغوي. ألا ترى أنه لا تجوّز لغة في قولنا: لي نهار صائم فقد حقّ القول بأنه مجاز عقلي ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

فائدة:
الاستعارة تفارق الكذب بوجهين: بالبناء على التأويل، وبنصب القرينة على إرادة خلاف الظاهر.
التقسيم
للاستعارة تقسيمات باعتبارات: الأول باعتبار الطرفين أي المستعار منه والمستعار له إلى وفاقية وعنادية، لأن اجتماع الطرفين في شيء إمّا ممكن وتسمّى وفاقية لما بين الطرفين من الموافقة نحو أحييناه في قوله تعالى: أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ أي ضالّا فهديناه، استعار الإحياء من معناه الحقيقي وهو جعل الشيء حيّا للهداية التي هي الدلالة على طريق يوصل إلى المطلوب؛ والإحياء والهداية مما يمكن اجتماعهما في شيء. وإمّا ممتنع وتسمّى عنادية لتعاند الطرفين كاستعارة الميّت في الآية للضالّ إذ لا يجتمع الموت مع الضلال. ومنها أي من العنادية التهكّمية والتمليحية، وهما الاستعارة التي استعملت في ضدّ معناها الحقيقي أو نقيضه تنزيلا للتضادّ والتناقض منزلة التناسب بواسطة تمليح أو تهكّم نحو: فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ أي أنذرهم، استعيرت البشارة التي هي الإخبار بما يظهر سرورا في المخبر به للإنذار الذي هو ضدّها بإدخال الإنذار في جنس البشارة على سبيل التهكّم، وكذا قولك: رأيت أسدا وأنت تريد جبانا على سبيل التمليح والظرافة. والاستهزاء الثاني باعتبار الجامع إلى قسمين لأن الجامع إمّا غير داخل في مفهوم الطرفين كما في استعارة الأسد للرجل الشجاع، فإن الشجاعة خارجة عن مفهوم الطرفين، وإمّا داخل في مفهوم الطرفين نحو قوله عليه السلام:
«خير الناس رجل يمسك بعنان فرسه كلّما سمع هيعة طار إليها، أو رجل في شعفة في غنيمة له يعبد الله حتى يأتيه الموت». الهيعة الصوت المهيب، والشّعفة رأس الجبل. والمعنى خير الناس رجل أخذ بعنان فرسه واستعدّ للجهاد، أو رجل اعتزل الناس وسكن في رأس جبل في غنم له قليل يرعاها ويكتفي بها في أمر معاشه ويعبد الله حتى يأتيه الموت. استعار الطّيران للعدو والجامع وهو قطع المسافة بسرعة داخل في مفهومهما. وأيضا باعتبار الجامع إمّا عامّية وهي المبتذلة لظهور الجامع فيها نحو: رأيت أسدا يرمي، أو خاصيّة وهي الغريبة أي البعيدة عن العامة. والغرابة قد تحصل في نفس الشّبه كما في قول يزيد بن مسلمة يصف فرسا بأنّه مؤدّب وأنّه إذا نزل عنه صاحبه وألقى عنانه في قربوس سرجه أي مقدّم سرجه وقف على مكانه حتى يعود إليه. قال الشاعر:
واذا احتبى قربوسه بعنانه علك الشكيم إلى انصراف الزائر علك أي مضغ والشكيم اللّجام، وأراد بالزائر نفسه، فاستعار الاحتباء وهو أن يجمع الرجل ظهره وساقيه بثوب أو غيره لوقوع العنان في قربوس السّرج، فصارت الاستعارة غريبة لغرابة التشبيه. وقد تحصل الغرابة بتصرّف في العامّية نحو قوله:
أخذنا بأطراف الأحاديث بيننا وسالت بأعناق المطيّ الأباطح والأباطح جمع أبطح وهو مسيل الماء فيه دقاق الحصى، أي أخذت المطايا في سرعة المضي. استعار سيلان السيول الواقعة في الأباطح لسير الإبل سيرا سريعا في غاية السرعة المشتملة على لين وسلاسة، والتشبيه فيها ظاهر عامي، وهو السرعة لكن قد تصرف فيه بما أفاده اللطف والغرابة، إذ أسند سالت إلى الأباطح دون المطيّ وأعناقها حتى أفاد أنه امتلأت الأباطح من الإبل، وأدخل الأعناق في السير حيث جعلت الأباطح سائلة مع الأعناق، فجعل الأعناق سائرة إشارة إلى أنّ سرعة سير الإبل وبطؤه إنما يظهران غالبا في الأعناق.
الثالث باعتبار الثلاثة، أي المستعار منه والمستعار له والجامع إلى خمسة أقسام:
الأول استعارة محسوس لمحسوس بوجه محسوس نحو: وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً فالمستعار منه هو النار، والمستعار له هو الشيب، والوجه أي الجامع هو الانبساط الذي هو في النار أقوى، والجميع حسّي، والقرينة هو الاشتعال الذي هو من خواص النار، وهو أبلغ مما لو قيل: اشتعل شيب الرأس لإفادته عموم الشيب لجميع الرأس.
والثاني استعارة محسوس لمحسوس بوجه عقلي، نحو: وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فالمستعار منه السّلخ الذي هو كشط الجلد عن نحو الشاة، والمستعار له كشف الضوء عن مكان الليل وهما حسّيان، والجامع ما يعقل من ترتّب أمر على آخر، كترتّب ظهور اللحم على الكسط وترتّب ظهور الظلمة على كشف الضوء عن مكان الليل، والترتّب أمر عقلي؛ قال ابن أبي الإصبع: هي ألطف من الأولى.
والثالث استعارة معقول لمعقول بوجه عقلي؛ قال ابن ابي الإصبع: هي ألطف الاستعارات نحو: مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا فإن المستعار منه الرقاد أي النوم والمستعار له الموت والجامع عدم ظهور الفعل، والكلّ عقلي.
الرابع استعارة محسوس لمعقول بوجه عقلي نحو: مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَالضَّرَّاءُ استعير المسّ وهو صفة في الأجسام وهو محسوس لمقاساة الشّدّة، والجامع اللحوق، وهما عقليان.
الخامس استعارة معقول لمحسوس والجامع عقلي نحو: إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ المستعار منه التكبّر وهو عقلي والمستعار له كثرة الماء وهو حسّي، والجامع الاستعلاء وهو عقلي أيضا. هذا هو الموافق لما ذكره السكاكي، وزاد الخطيب قسما سادسا وهو استعارة محسوس لمحسوس والجامع مختلف بعضه حسّي وبعضه عقلي، كقولك رأيت شمسا وأنت تريد إنسانا كالشمس في حسن الطلعة ونباهة الشأن، فحسن الطلعة حسّي ونباهة الشأن عقلية ومعنى الحسّي والعقلي قد مرّ في التشبيه الرابع باعتبار اللفظ إلى قسمين لأن اللفظ المستعار إن كان اسم جنس فاستعارة أصلية كأسد وقتل للشجاع والضرب الشديد، وإلّا فاستعارة تبعية كالفعل والمشتقّات وسائر الحروف.
والمراد باسم الجنس ما دلّ على نفس الذّات الصالحة لأن تصدق على كثيرين من غير اعتبار وصف من الأوصاف، والمراد بالذات ما يستقلّ بالمفهومية. وقولنا من غير اعتبار وصف أي من غير اعتبار وصف متعلّق بهذا الذات فلا يتوهّم الإشكال بأنّ الفعل وصف وهو ملحوظ فدخل علم الجنس في حدّ اسم الجنس، وخرج العلم الشخصي والصفات وأسماء الزمان والمكان والآلة. ثم المراد باسم الجنس أعمّ من الحقيقي، والحكمي أي المتأوّل باسم الجنس نحو حاتم فإن الاستعارة فيه أصلية، وفيه نظر لأن الحاتم مأوّل بالمتناهي في الجود فيكون متأوّلا بصفة، وقد استعير من مفهوم المتناهي في الجود لمن له كمال جود فيكون ملحقا بالتبعية دون الأصلية. وأجيب بأنّ مفهوم الحاتم وإن تضمّن نوع وصفية لكنه لم يصر به كليّا بل اشتهر ذاته المشخصة بوصف من الأوصاف خارج عن مدلوله كاشتهار الأجناس بأوصافها الخارجة عن مفهوماتها بخلاف الأسماء المشتقّة فإن المعاني المصدرية المعتبرة فيها داخلة في مفهوماتها الأصلية فلذلك كانت الأعلام المشتهرة بنوع وصفية ملحقة بأسماء الأجناس دون الصفات.
والحاصل أنّ اسم الجنس يدلّ على ذات صالحة للموصوفية مشتهرة بمعنى يصلح أن يكون وجه الشبه، وكذا العلم إذا اشتهر بمعنى، فالاستعارة فيهما أصلية والأفعال والحروف لا تصلح للموصوفية وكذا المشتقات.
وإنما كانت استعارة الفعل وما يشتق منه والحرف تبعية لأنّ الفعل والمشتقات موضوعة بوضعين: وضع المادة والهيئة فإذا كان في استعاراتها لا تتغير معاني الهيئات فلا وجه لاستعارة الهيئة، فالاستعارة فيها إنما هي باعتبار موادّها، فيستعار مصدرها ليستعار موادّها تبعية استعارة المصدر، وكذا إذا استعير الفعل باعتبار الزمان كما يعبر عن المستقبل بالماضي تكون تبعية لتشبيه الضّرب في المستقبل مثلا بالضرب في الماضي في تحقق الوقوع، فيستعار له ضرب، فاستعارة الهيئة ليست بتبعية استعارة المصدر، بل اللفظ بتمامه مستعار بتبعية استعارة الجزء، وكذا الحروف، فإن الاستعارة فيها تجري أولا في متعلق معناها وهو هاهنا ما يعبّر عنها به عند تفسير معانيها، كقولنا: من معناه الابتداء وإلى معناه الانتهاء نحو: فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً شبّه ترتّب العداوة والحزن على الالتقاط بترتّب علته الغائية عليه، ثم استعير في المشبه اللّام الموضوعة للمشبّه به فيكون الاستعارة في اللّام تبعا للاستعارة في المجرور.
ثم اعلم أنّ الاستعارة في الفعل على قسمين: أحدهما أن يشبّه الضرب الشديد مثلا بالقتل ويستعار له اسمه ثم يشتق منه قتل بمعنى ضرب ضربا شديدا، والثاني أن يشبّه الضرب في المستقبل بالضرب في الماضي مثلا في تحقق الوقوع فيستعمل فيه ضرب فيكون المعنى المصدري أعني الضرب موجودا في كلّ من المشبّه والمشبّه به، لكنه قيّد في كل واحد منهما بقيد مغاير للآخر فصحّ التشبيه لذلك، كذا أفاده المحقق الشريف. لكن ذكر العلامة عضد الملة والدين في الفوائد الغياثية أنّ الفعل يدلّ على النسبة ويستدعي حدثا وزمانا، والاستعارة متصوّرة في كلّ واحد من الثلاثة، ففي النسبة كهزم الأمير الجند، وفي الزمان كنادى أصحاب الجنّة، وفي الحدث نحو فبشّرهم بعذاب أليم، انتهى؛ وذلك لأن الفعل قد يوضع للنسبة الإنشائية نحو اضرب وهي مشتهرة بصفات تصلح لأن يشبه بها كالوجوب، وقد يوضع للنسبة الإخبارية وهي مشتهرة بالمطابقة واللامطابقة، ويستعار الفعل من أحدهما للآخر كاستعارة رحمه الله لا رحمه، واستعارة فليتبوّأ في قوله عليه السلام «من تبوّأ عليّ الكذب فليتبوّأ مقعده على النار» للنسبة الاستقبالية الخبرية فإنه بمعنى يتبوّأ مقعده من النار، صرّح به في شرح الحديث، وردّه صاحب الأطول بأنّ النسبة جزء معنى الفعل فلا يستعار عنها، بخلاف المصدر فإنه لا يستعار من معناه الفعل بل يستعار من معناه نفس المصدر ويشتق منه الفعل، ولا يمكن مثله في النسبة، فالحقّ عدم جريانها في النسبة كما قاله السيد السّند.

فائدة:
قال الفاضل الچلپي: القوم إنما تعرّضوا للاستعارة التبعية المصرّحة، والظاهر تحقق الاستعارة التبعية المكنيّة كما في قولك: أعجبني الضارب دم زيد، ولعلهم لم يتعرضوا لها لعدم وجدانهم إياها في كلام البلغاء.

فائدة:
لم يقسموا المجاز المرسل إلى الأصلي والتبعي على قياس الاستعارة لكن ربما يشعر بذلك كلامهم. قال في المفتاح: ومن أمثلة المجاز قوله تعالى: فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ استعمل قرأت مكان أردت القراءة لكون القراءة مسبّبة من إرادتها استعمالا مجازيا، يعني استعمال المشتقّ بتبعية المشتقّ منه، كذا في شرح بعض رسائل الاستعارة.
الخامس باعتبار المقارنة بما يلائم شيئا من الطرفين وعدمها إلى ثلاثة أقسام: أحدها المطلقة وهي ما لم يقترن بصفة ولا تفريع مما يلائم المستعار له أو المستعار منه، نحو عندي أسد، والمراد بالاقتران بما يلائم الاقتران بما يلائم مما سوى القرينة، وإلّا فالقرينة مما يلائم المستعار له، فلا يوجد استعارة مطلقة، والمراد بالصفة المعنويّة لا النعت النحوي، والمراد بالتفريع ما يكون إيراده فرع الاستعارة سواء ذكر على صورة التفريع وهو تصديره بالفاء أو لا، وثانيها المجرّدة وهي ما قرن بما يلائم المستعار له، وينبغي أن يقيّد ما يلائم المستعار له بأن لا يكون فيه تبعيد الكلام عن الاستعارة وتزييف لدعوى الاتحاد إذ ذكروا أنّ في التجريد كثرة المبالغة في التشبيه كقوله تعالى: فَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ فإنّ الإذاقة تجريد اللباس المستعار لشدائد الجوع والخوف بعلاقة العموم لجميع البدن عموم اللباس، ولذا اختاره على طعم الجوع الذي هو أنسب بالإذاقة. وإنما كانت الإذاقة من ملائمات المستعار له مع أنه ليس الجوع والخوف من المطعومات لأنه شاعت الإذاقة في البلايا والشدائد وجرت مجرى الحقيقة في إصابتها، فيقولون ذاق فلان البؤس والضرّ، وأذاقه العذاب، شبّه ما يدرك من أثر الضرّ والألم بما يدرك من طعم المرّ والبشع، واختار التجريد على الترشيح، ولم يقل فكساها الله لباس الجوع والخوف لأن الإدراك بالذوق يستلزم الإدراك باللمس من غير عكس، فكان في الإذاقة إشعار بشدة الإصابة ليست في الكسوة. وثالثها المرشّحة وتسمّى الترشيحية أيضا وهي ما قرن بما يلائم المستعار منه نحو:
أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ فإنه استعار الاشتراء للاستبدال والاختيار، ثم فرّع عليها ما يلائم الاشتراء من فوت الرّبح واعتبار التجارة. ثم أنهم لم يلتفتوا إلى ما يقرن بما يلائم المستعار له في الاستعارة بالكناية مع أنه أيضا ترشيح لأنه ليس هناك لفظ يسمّى استعارة، بل تشبيه محض، وكلامهم في الاستعارة المرشّحة التي هي قسم من المجاز لا في ترشيح يشتمل ترشيح الاستعارة والتشبيه المضمر في النفس. وأما عدم التفات السكّاكي فيوهم ما ليس عنده وهو أنّ المرشّحة من أقسام الاستعارة المصرّحة، إذ التحقيق أنّ الاستعارة بالكناية إذا زيد فيها على المكنيّة ما يلائمها تصير مرشّحة عنده، كذا في الاطول.

فائدة:
قال أبو القاسم: تقسيمهم الاستعارة المصرّحة إلى المجردة والمرشحة يشعر بأنّ الترشيح والتجريد إنما يجريان في الاستعارة المصرّح بها دون المكنيّ عنها، والصواب أنّ ما زاد في المكنية على قرينتها أعني إثبات لازم واحد يعدّ ترشيحا لها؛ ثم التجريد والترشيح إنما يكونا بعد تمام الاستعارة، فلا يعدّ قرينة المصرح بها تجريدا ولا قرينة المكني عنها ترشيحا، انتهى.

فائدة:
قال صاحب الأطول: إذا اجتمع ملائمان للمستعار له فهل يتعيّن أحد للقرينة أو الاختيار إلى السامع يجعل أيهما شاء قرينة والآخر تجريدا؟ قال بعض الأفاضل: ما هو أقوى دلالة على الإرادة للقرينة والآخر للتجريد. ونحن نقول أيهما سبق في الدلالة على المراد قرينة والآخر تجريد، كيف لا والقرينة ما نصب للدّلالة على المراد، وقد سبق أحد الأمرين في الدلالة، فلا معنى لنصب اللاحق، والاوجه أنّ كلّا من الملائمين المجتمعين إن صلح قرينة فقرينة، ومع ذلك الاستعارة مجرّدة، ولا تقابل بين المجرّدة ومتعددة القرينة، بل كل متعددة القرينة مجرّدة.

فائدة:
قد يجتمع التجريد والترشيح كقول زهير:
لدى أسد شاكي السلاح مقذّف له لبد أظفاره لم تقلّم ووجه اجتماعهما صرف دعوى الاتحاد إلى المشبّه المقارن بالصفة والتفريع والمشبّه به حتى يستدعى الدعوى ثبوت الملائم للمشبه به أيضا.

فائدة:
الترشيح أبلغ من التجريد والإطلاق ومن جمع الترشيح والتجريد لاشتماله على تحقيق المبالغة في ظهور العينية التي هي توجب كمال المبالغة في التشبيه، فيكون أكثر مبالغة وأتمّ مناسبة بالاستعارة، وكذا الإطلاق أبلغ من التجريد. ومبنى الترشيحية على أن المستعار له عين المستعار منه لا شيء شبيه به.

فائدة:
في شرح بعض رسائل الاستعارة الترشيح يجوز أن يكون باقيا على حقيقته تابعا في الذّكر للتعبير عن الشيء بلفظ الاستعارة ولا يقصد به إلّا تقويتها، كأنّه نقل لفظ المشبه به مع رديفه إلى المشبّه، ويجوز أن يكون مستعارا من ملائم المستعار منه لملائم المستعار له، ويكون ترشيح الاستعارة بمجرد أنه عبّر عن ملائم المستعار له بلفظ موضوع لملائم المستعار منه. هذا ولا يخفى أنّ هذا لا يخصّ بكون لفظ ملائم المستعار منه مستعارا، بل يتحقّق الترشيح بذلك التعبير على وجه الاستعارة كان أو على وجه المجاز المرسل، إمّا للملائم المذكور أو للقدر المشترك بين المشبّه والمشبّه به، وأنّه يحتمل مثل ذلك في التجريد أيضا، ويحتمل تلك الوجوه قوله تعالى: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ حيث استعير الحبل للعهد في أن يكون وسيلة لربط شيء لشيء، وذكر الاعتصام وهو التمسك بالحبل ترشيحا إما باقيا على معناه للوثوق بالعهد أو مجازا مرسلا في الوثوق بالعهد، لعلاقة الإطلاق والتقييد فيكون مجازا مرسلا بمرتبتين، أو في الوثوق، كأنه قيل ثقوا بعهد الله، وحينئذ كلّ من الترشيح والاستعارة ترشيح للآخر.
السادس باعتبار أمر آخر إلى أربعة أقسام:
تصريحية ومكنية وتحقيقية وتخييلية. فالتصريحية وتسمّى بالمصرّحة أيضا هي التي ذكر فيها المشبّه به. والمكنية ما يقابلها وتسمّى الاستعارة بالكناية أيضا. اعلم أنه اتفقت كلمة القوم على أنه إذا لم يذكر من أركان تشبيه شيء بشيء سوى المشبّه وذكر معه ما يخصّ المشبّه به كان هناك استعارة بالكناية واستعارة تخييلية، كقولنا:
أظفار المنيّة أي الموت نشبت بفلان، لكن اضطربت أقوالهم في تشخيص المعنيين اللذين يطلق عليهما هذان اللفظان. ومحصّل ذلك يرجع إلى ثلاثة أقوال: أحدها ما ذهب إليه القدماء وهو أنّ المستعار بالكناية لفظ المشبه به المستعار للمشبه في النفس المرموز إليه بذكر لازمه من غير تقدير في نظم الكلام، وذكر اللازم قرينة على قصده من غرض وإثبات ذلك اللازم للمشبّه استعارة تخييلية. ففي المثال المذكور الاستعارة بالكناية السبع المستعار للمنيّة الذي لم يذكر اعتمادا على أنّ إضافة الأظفار إلى المنيّة تدل على أن السبع مستعار لها.
والاستعارة التخييلية إثبات الأظفار للمنية، فحينئذ وجه تسميتها بالمكنية وبالاستعارة بالكناية ظاهر لأنها استعارة بالمعنى المصطلح ومتلبسة بالكناية بالمعنى اللغوي، أي الخفاء، وكذا تسميتها بالتخييلية لاستلزامها استعارة لازم المشبه به للمشبّه، وتخييل أنّ المشبّه من جنس المشبّه به. وثانيها ما ذهب إليه السكّاكي صريحا حيث قال: الاستعارة بالكناية لفظ المشبّه المستعمل في المشبّه به ادعاء أي بادعاء أنه عينه بقرينة استعارة لفظ هو من لوازم المشبّه به بصورة متوهّمة متخيّلة شبيهة به أثبتت للمشبّه، فالمراد بالمنيّة عنده هو السبع بادعاء السبعية لها وإنكار أن تكون شيئا غير السبع بقرينة إضافة الأظفار التي من خواص السبع إليها. ولا خفاء في أن تسميتها بالاستعارة بالكناية أو المكنية غير ظاهر حينئذ، وفي جعله إياها قسما من الاستعارة التي هي قسم من المجاز، وجعل إضافة الأظفار قرينة الاستعارة نظرا لأنّ لفظ المشبه فيها هو المستعمل في ما وضع له تحقيقا، والاستعارة ليست كذلك. واختار السكّاكي ردّ التبعية إلى المكني عنها بجعل قرينتها استعارة بالكناية وجعلها أي التبعية قرينة لها، على عكس ما ذكره القوم في مثل نطقت الحال من أنّ نطقت استعارة لدلّت والحال قرينة لها. هذا ولكن في كون ذلك مختار السكاكي نظرا لأنه قال في آخر بحث الاستعارة التبعية:
هذا ما أمكن من تلخيص كلام الأصحاب في هذا الفصل، ولو أنهم جعلوا قسم الاستعارة التبعية من قسم الاستعارة بالكناية بأن قلبوا، فجعلوا في قولهم نطقت الحال هكذا الحال التي ذكرها عندهم قرينة الاستعارة بالتصريح استعارة بالكناية عن المتكلّم بواسطة المبالغة في التشبيه على مقتضى المقام، وجعلوا نسبة النطق إليه قرينة الاستعارة، كما تراهم في قولهم: وإذا المنيّة انشبت أظفارها، يجعلون المنيّة استعارة بالكناية عن السبع ويجعلون إثبات الأظفار لها قرينة الاستعارة لكان أقرب إلى الضبط فتدبر، انتهى كلامه. وهو صريح في أنه ردّ التبعية إلى المكْنية على قاعدة القوم، فحينئذ لا حاجة له إلى استعارة قرينة المكنية لشيء حتى تبقى التبعية مع ذلك بحالها، ولا يتقلّل الأقسام بهذا أيضا.
فإن قلت لم يجعل السلف المكنية المشبّه المستعمل في المشبّه به كما اعتبره في هذا الرّدّ، فكيف يتأتى لك توجيه كلامه بأنّ ردّه على قاعدة السلف من غير أن يكون مختارا له؟

قلت: لا شبهة فيما ذكرنا والعهدة عليه في قوله، كما تراهم في قولهم: وإذا المنية أنشبت أظفارها، يجعلون المنية استعارة بالكناية، ولا يضرّنا فيما ذكرنا من توجيه كلامه.
وأما التخييلية عند السكاكي فما سيأتي.
وثالثها ما ذهب إليه الخطيب وهي التشبيه المضمر في النفس الذي لم يذكر شيء من أركانه سوى المشبّه ودل عليه أي على ذلك التشبيه بأن يثبت للمشبه أمر مختصّ بالمشبه به من غير أن يكون هناك أمر متحقق حسّا وعقلا يجري عليه اسم ذلك الأمر، ويسمّى إثبات ذلك الأمر استعارة تخييلية، والمراد بالتشبيه التشبيه اللغوي لا الاصطلاحي، فلا يردّ أن ذكر المشبّه به واجب البتة في التشبيه، وإنما قيل: ودلّ عليه الخ ليشتمل زيدا في جواب من يشبه الأسد؛ وعلى هذا التسمية بالاستعارة غير ظاهر وإن كان كونها كناية غير مخفي. وبالجملة ففي المكنية ثلاثة أقوال، وفي التخييلية قولان: أحدهما قول السكاكي كما يجيء، والآخر قول غيره. وعلى هذا المذهب الثالث كلّ من لفظي الأظفار والمنيّة في المثال المذكور حقيقتان مستعملتان في المعنى الموضوع له، وليس في الكلام مجاز لغوي، وإنما المجاز هو إثبات شيء لشيء ليس هو له، وعلى هذا هو عقلي كإثبات الإنبات للربيع. والاستعارة بالكناية والتخييلية أمران معنويان، وهما فعلا المتكلم، ويتلازمان في الكلام لأن التخييلية يجب أن تكون قرينة للمكنية البتة، وهي يجب أن تكون قرينة للتخيلية البتة.

فائدة:
قال صاحب الأطول: ومن غرائب السوانح وعجائب اللوائح أن الاستعارة بالكناية فيما بين الاستعارات معلومة مبنية على التشبيه المقلوب لكمال المبالغة في التشبيه، فهو أبلغ من المصرّحة، فكما أنّ قولنا السبع كالمنيّة تشبيه مقلوب يعود الغرض منه إلى المشبّه به، كذلك أنشبت المنية أظفارها استعارة مقلوبة استعير بعد تشبيه السبع بالمنية المنية للسبع الادعائي، وأريد بالمنية معناها بعد جعلها سبعا تنبيها على أنّ المنيّة بلغت في الاغتيال مرتبة ينبغي أن يستعار للسبع عنها اسمها دون العكس، فالمنية وضعت موضع السبع، لكن هذا على ما جرى عليه السكاكي.
والتحقيقية هي ما يكون المشبّه متحققا حسّا أو عقلا نحو: رأيت أسدا يرمي، فإنّ الأسد مستعار للرجل الشجاع وهو أمر متحقق حسّا، ونحو: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ أي الدين الحقّ وهو أمر متحقق عقلا لا حسّا. أما التخييلية فعند غير السكّاكي ما مرّ، وأما عند السكّاكي فهي استعارة لا تحقّق لمعناها حسّا ولا عقلا، بل معناها صورة وهمية محضة.
ولما كان عدم تحقّق المعنى لا حسّا ولا عقلا شاملا لما لم يتعلّق به توهّم أيضا أضرب عنه بقوله بل معناها إلخ، والمراد بالصورة ذو الصورة فإن الصورة جاءت بهذا المعنى أيضا.
والمراد بالوهمية ما يخترعه المتخيلة بأعمال الوهم إياه فإن للإنسان قوة لها تركيب المتفرّقات وتفريق المركّبات إذا استعملها العقل تسمّى مفكرة وإذا استعملها الوهم تسمّى متخيّلة. ولما كان حصول هذا المعنى المستعار له بأعمال الوهم سمّيت استعارة تخييلية، ومن لم يعرفه قال المناسب حينئذ أن تسمّى توهمية، وعدّ التسمية بتخييلية من أمارات تعسّف السكّاكي وتفسيره، وإنما وصف الوهمية بقوله محضة أي لا يشوبها شيء من التحقق الحسّي والعقليّ للفرق بينه وبين اعتبار السلف، فإن أظفار المنية عندهم أمر متحقق شابه توهّم الثبوت للمنية، وهناك اختلاط توهّم وتحقق بخلاف ما اعتبره فإنه أمر وهميّ محض لا تحقّق له لا باعتبار ذاته ولا باعتبار ثبوته، فتعريفه هذا صادق على لفظ مستعمل في صورة وهمية محضة من غير أن تجعل قرينة الاستعارة، بخلاف تفسير السلف والخطيب فإنها لا تنفك عندهم عن الاستعارة بالكناية. وقد صرّح به حيث مثّل للتخييلية بأظفار المنية الشبيهة بالسبع أهلكت فلانا، والسلف والخطيب إمّا أن ينكروا المثال ويجعلوه مصنوعا أو يجعلوا الأظفار ترشيحا لتشبيه لا استعارة تخييلية. وردّ ما ذكره بأنه يقتضي أن يكون الترشيح استعارة تخييلية للزوم مثل ما ذكره فيه مع أنّ الترشيح ليس من المجاز والاستعارة، وأجيب بأن الأمر الذي هو من خواصّ المشبّه به لمّا قرن في التخييلية بالمشبّه كالمنيّة مثلا حملناه على المجاز وجعلناه عبارة عن أمر متوهّم يمكن إثباته للمشبّه، وفي الترشيح لمّا قرن بلفظ المشبّه به لم يحتج إلى ذلك لأنه جعل المشبّه به هو هذا المعنى مع لوازمه. فإذا قلنا: رأيت أسدا يفترس أقرانه ورأيت بحرا يتلاطم أمواجه، فالمشبه به هو الأسد الموصوف بالافتراس الحقيقي والبحر الموصوف بالتلاطم الحقيقي، بخلاف أظفار المنيّة فإنها مجاز عن الصورة الوهمية ليصحّ إضافتها إلى الوهمية ليصح إضافتها إلى المنيّة.
ومحصّله أنّ حفظ ظاهر إثبات لوازم المشبه به للمشبه يدعو إلى جعل الدالّ على اللازم استعارة لما يصحّ إثباته للمشبّه ولا يحتاج إلى تجوّز في ذلك الإثبات، وليس هذا الداعي في الترشيح لأنه أثبت للمشبّه به فلا وجه لجعله مجازا، ولا يلزم عدم خروج الترشيح عن الاستعارة وعدم زيادته عليها لأنه فرّق بين المقيد والمجموع والمشبّه به هو الموصوف والصفة خارجة عنه لا المجموع المركب منهما، وأيضا معنى زيادته أن الاستعارة تامة بدونه.
ويردّ على هذا أنّ الترشيح كما يكون في المصرّحة يكون في المكنية أيضا ففي المكنية لم يقرن المشبّه به فلا تفرقة هناك، ويمكن أن يفرّق بأن التخييلية لو حملت على حقيقتها لا يثبت الحكم المقصود في الكلام للمكني عنها كما عــرفت بخلاف المصرّحة فإن قولنا جاءني أسد له لبد، لو أثبت فيه اللبد الحقيقي للأسد المستعمل في الرجل الشجاع مجازا لم يمنع عن إثبات المجيء للأسد، فإن مآله جاءني رجل شجاع لما شبّهه به لبد، لكنه لا يتم في قوله تعالى: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً فإنه لو أريد الأمر بالاعتصام الحقيقي لفات ما قصد بيانه للعهد، فلا بدّ من جعل الاعتصام استعارة لما يثبت العهد.

فائدة:
التصريحية تعمّ التحقيقية والتخييلية، والكلّ مجاز لغوي ومتباين، هذا عند السكّاكي.
والمكنية داخلة في التحقيقية عند السلف لأنّ اللفظ المستعار المضمر في النفس وهو محقق المعنى. والتصريحية عند الخطيب ترادف التحقيقية وتباين التخييلية لأنها عنده ليست لفظا، فلا تكون محقق المعنى، وكذا تباين المكنية لأنها عنده نفس التشبيه المضمر في النفس فلا تكون محقق المعنى.

فائدة:
في تحقيق قرينة الاستعارة بالكناية ذهب السلف سوى صاحب الكشاف إلى أنّ الأمر الذي أثبت للمشبه من خواصّ المشبه به مستعمل في معناه الحقيقي، وإنما المجاز في الإثبات ويحكمون بعدم انفكاك المكني عنده عنها، وإليه ذهب الخطيب أيضا، وجوّز صاحب الكشاف كون قرينتها استعارة تحقيقية وكذا السكاكي، ووجه الفرق بين ما يجعل قرينة للمكنية ويجعل نفسه تخييلا أو استعارة تحقيقية أو إثباته تخييلا وبين ما يجعل زائدا عليها وترشيحا قوّة الاختصاص بالمشبه به، فأيّهما أقوى اختصاصا وتعلّقا به فهو القرينة وما سواه ترشيح، وكذا الحال بين القرينة والترشيح في الاستعارة المصرّحة، والأظهر أنّ ما يحضر السامع أولا فهو القرينة وما سواه ترشيح، ذلك أن تجعل الجميع قرينة في مقام شدة الاهتمام بالإيضاح، هكذا في شرح بعض رسائل الاستعارة.

فائدة:
في الإتقان أنكر قوم الاستعارة بناء على إنكارهم المجاز، وقوم إطلاقها في القرآن لأن فيها إيهاما للحاجة، ولأنه لم يرد في ذلك إذن الشارع، وعليه القاضي عبد الوهاب المالكي، انتهى. خاتمة
إذا جرى في الكلام لفظة ذات قرينة دالّة على تشبيه شيء بمعناه فهو على وجهين:
أحدهما أن لا يكون المشبّه مذكورا ولا مقدّرا كقولك: لقيت في الحمام أسدا أي رجلا شجاعا، ولا خلاف في أنّ هذا استعارة لا تشبيه. وثانيهما أن يكون المشبّه مذكورا أو مقدّرا وحينئذ فاسم المشبّه به إن كان خبرا عن المشبّه أو في حكم الخبر كخبر باب كان وإنّ والمفعول الثاني لباب علمت والحال والنعت، فالأصح أنه يسمّى تشبيها لا استعارة، لأن اسم المشبّه به إذا وقع هذه المواقع كان الكلام مصوغا لإثبات معناه لما أجري عليه أو نفيه عنه، فإذا قلت زيد أسد فصوغ الكلام لاثبات الأسدية لزيد وهو ممتنع حقيقة، فيحمل على أنه لإثبات شبه من الأسد له، فيكون الإتيان بالأسد لإثبات التشبيه فيكون خليقا بأن يسمّى تشبيها لأن المشبه به إنما جيء به لإفادة التشبيه بخلاف نحو لقيت أسدا، فإنّ الإتيان بالمشبه به ليس لإثبات معناه لشيء بل صوغ الكلام لإثبات الفعل واقعا على الأسد، فلا يكون لإثبات التشبيه، فيكون قصد التشبيه مكنونا في الضمير لا يعرف إلّا بعد نظر وتأمّل.
هذا خلاصة كلام الشيخ في أسرار البلاغة، وعليه جميع المحققين. ومن الناس من ذهب إلى أن الثاني أيضا أعني زيد أسد استعارة لإجرائه على المشبّه مع حذف كلمة التشبيه، والخلاف لفظي مبني على جعل الاستعارة اسما لذكر المشبّه به مع خلوّ الكلام عن المشبّه على وجه ينبئ عن التشبيه أو اسما لذكر المشبّه به لإجرائه على المشبّه مع حذف كلمة التشبيه.
ثم إنه نقل عن أسرار البلاغة أنّ إطلاق الاستعارة في زيد الأسد لا يحسن لأنه يحسن دخول أدوات التشبيه من تغيير بصورة الكلام، فيقال: زيد كالأسد، بخلاف ما إذا كان المشبّه به نكرة نحو زيد أسد، فإنه لا يحسن زيد كأسد، وإلّا لكان من قبيل قياس حال زيد إلى المجهول وهو أسد ما؛ ولهذا يحسن كأنّ زيدا أسد لأن المراد بالخبر العموم فالتشبيه بالنوع لا بفرد، فليس كالتشبيه بالمجهول، وإنما يحسن دخول الكاف بتغيير صورته وجعله معرفة بأن يقال زيد كالأسد، فإطلاق اسم الاستعارة هاهنا لا يبعد، ويقرب الإطلاق مزيد قرب أن يكون النكرة موصوفة بصفة لا تلائم المشبه به نحو فلان بدر يسكن الأرض فإن تقدير أداة التشبيه فيه يحتاج إلى كثرة التغيير، كأن يقال هو كالبدر إلّا أنه يسكن الأرض، وقد يكون في الصلات والصفات التي تجيء في هذا القبيل ما يحول تقدير أداة التشبيه فيه فيشتد استحقاقه لاسم الاستعارة ويزيد قربه منها، كقوله أسد دم الأسد الهزبر خضابه، فإنه لا سبيل إلى أن يقال المعنى إنه كالأسد للتناقض لأن تشبيه بجنس السبع المعروف دليل على أنه دونه أو مثله، وجعل دم الهزبر الذي هو أقوى الجنس خضاب يده دليل على أنه فوقه فليس الكلام مصوغا لإثبات التشبيه بينهما، بل لإثبات تلك الصفة، فالكلام فيه مبني على أنّ كون الممدوح أسدا أمر تقرّر وثبت، وإنما العمل في إثبات الصفة الغريبة. فمحصول هذا النوع من الكلام أنك تدعي حدوث شيء هو من الجنس المذكور إلّا أنه اختص بصفة عجيبة لم يتوهّم جوازها، فلم يكن لتقدير التشبيه فيه معنى. ولقد ضعّف هذا الكلام صاحب الأطول والمطول وقالا الحقّ أن امثال زيد أسد تشبيه مطلقا، هذا إذا كان اسم المشبّه به خبرا عن اسم المشبّه أو في حكم الخبر وإن لم يكن كذلك نحو لقيت من زيد أسدا ولقيني منه أسد فلا يسمّى استعارة بالاتفاق، لأنه لم يجر اسم المشبه به على المشبه لا باستعماله فيه كما في لقيت أسدا ولا بإثبات معناه له كما في زيد أسد على اختلاف المذهبين، ولا يسمّى تشبيها أيضا لأن الإتيان باسم المشبّه به ليس لإثبات التشبيه إذ لم يقصد الدلالة على المشاركة، وإنما التشبيه مكنون في الضمير، لا يظهر إلّا بعد تأمّل خلافا للسكّاكي فإنه يسمّي مثل ذلك تشبيها، وهذا النزاع أيضا لفظي راجع إلى تفسير التشبيه؛ فمن أطلق الدلالة المذكورة في تعريف التشبيه عن كونها لا على وجه التجريد والاستعارة وعن كونها على وجه التصريح سمّاه تشبيها، ومن قيّده لا. قال صاحب الأطول ونحن نقول في لقيت من زيد أسدا تجريد أسد من زيد بجعل زيد أسدا وهذا الجعل يتضمّن تشبيه زيد بالأسد حتى صار أسدا بالغا غاية الجنس حتى تجرّد عنه أسد، لكن هذا التشبيه مكنون في الضمير خفيّ لأن دعوى أسديته مفروغ عنها منزلة منزلة أمر متقرّر لا يشوبه شائبة خفاء، ولا يجعل السكّاكي هذا من التشبيه المصطلح، وكذلك يتضمّن التشبيه تجريد الأسد الحقيقي عنه إذ لا يخفى أن المجرد عنه لا يكون إلّا شبه أسد، فينصرف الكلام إلى تجريد الشّبه فهو في إفادة التشبيه بحكم ردّ العقل إلى التشبيه بمنزلة حمل الأسد على المشبّه فهو الذي سمّاه السكّاكي تشبيها، ولا ينبغي أن ينازع فيه معه؛ وكيف لا وهو أيضا في تقدير المشبّه والأداة كأنه قيل لقيت من زيد رجلا كالأسد، ولا تفاوت في ذلك بينه وبين زيد أسد، انتهى. وهاهنا أبحاث تركناها خوفا من الإطناب.

الانفعال

الانفعال: حالة حاصلة للشيء بسبب تأثره عن غيره.
الانفعال: وأن ينفعل هما الهيئة الحاصلة للمتأثر عن غيره بسبب التأثير أو لا كالهيئة الحاصلة للمنقطع ما دام منقطعا.
الانفعال: حَالَة حَاصِلَة للشَّيْء بِسَبَب تأثره أَي قبُول أثر عَن غَيره كالمتسخن مَا دَامَ يتسخن. وَإِن أردْت بِالْفِعْلِ مَا فِيهِ من الْإِشَارَة فَانْظُر فِي الْفِعْل.
الانفعال:
[في الانكليزية] Emotion ،passion
[ في الفرنسية] Emotion ،passion
عند الحكماء هو التأثّر، وقد عــرفت قبيل هذا. والانفعاليات عندهم هي الكيفيات المحسوسة الراسخة كصفرة الذهب.
والانفعالات هي الكيفيات المحسوسة الغير الراسخة كصفرة الوجل، سميت تلك الكيفيات بها لوجهين: الأول أنها محسوسة والإحساس انفعال للحاسّة، فهي سبب الانفعال ومتبوعه.
والثاني أنها تابعة للمزاج التابع للانفعال إمّا بشخصها كحلاوة العسل، فإنها تكوّنت فيه بسبب مزاجه الذي حدث بانفعال وقع في مادته، أو بنوعها كحرارة النّار فإنها وإن كانت ثابتة لبسيط لا يتصوّر فيه انفعال، فقد توجد الحرارة نوعها في بعض المركّبات تابعة للمزاج كالعسل. ثم إنهم لمّا سمّوا تلك الكيفيات بذلك الاسم سمّوا مقابلها بالانفعاليات تمييزا لها عن اختها وتنبيها على قصور فيه. ولكيفية الفعلية عندهم كيفية محسوسة تجعل محلها فاعلا لمثلها فيما يجاوره كالنار فإنها تسخّن ما جاورها.
والكيفية الانفعالية كيفية محسوسة يصير بها محلها منفعلا. والحرارة والبرودة كيفيتان فعليتان والرطوبة واليبوسة كيفيتان انفعاليتان. قيل ولمّا كان الفعل في الأوليين أظهر من الانفعال، والانفعال في الأخريين أظهر من الفعل سمّيت الأوليان فعليتين والأخريان انفعاليتين مع ثبوت الفعل والانفعال في الكلّ كما يكون عند حدوث المزاج.

القِرْفُ

القِرْفُ، بالكسر: القِشْرُ، أو قِشْرُ المُقْلِ، وقِشْرُ الرُّمانِ،
وـ من الخُبْزِ: ما يَتَقَشَّرُ منه ويَبْقَى في التَّنُّورِ،
وـ من الأرضِ: ما يُقْتَلَعُ منها مع البُقولِ والعُروقِ، ولِحاءُ الشجرِ،
كالقُرافَةِ ككُناسَةٍ، وبهاءٍ: التُّهَمَةُ، والهُجْنَةُ، والكَسْبُ، والقِشْرَةُ، وقُشورُ الرُّمَّانِ، والمُخاطُ اليابِسُ في الأَنْفِ،
كالقِرْفِ، ومَن تَتَّهِمُهُ بشيءٍ، وضَرْبٌ من الدارَصِينِيِّ لأَنَّ منه الدارَصِينِيَّ على الحَقيقَةِ، ويُعْرَفُ بِدارَصِينِيِّ الصينِ، وجِسْمُهُ أشْحَمُ وأسْخَنُ، وأكْثَرُ تَخَلْخُلاً،
ومنه المَعْروفُ بالقِرْفَةِ على الحَقيقَةِ: أحْمَرُ أمْلَسُ مائلٌ إلى الحُلْوِ، ظاهِرُهُ خَشِنٌ بِرائِحَةٍ عَطِرَةٍ وطَعْمٍ حادٍّ حِرِّيفٍ،
ومنه المَعْروف بِقِرْفَةِ القَرَنْفُلِ، وهي: رَقيقَةٌ صُلْبَةٌ إلى السَّوادِ بِلا تَخَلْخُلٍ أصْلاً، ورائحَتُها كالقَرَنْفُلِ، والكُلُّ مُسَخِّنٌ مُلَطِّفٌ، مُدِرٌّ مُجَفِّفٌ، مُحَفِّظٌ باهِيٌّ.
وهُمْ قِــرْفَتِــي، أي: عِنْدَهُم طَلِبَتي.
وسَلْهُم عن ناقَتِكَ فإِنَّهُم قِرْفَةٌ، أي: تَجِدُ خَبَرَها عِنْدَهُم.
ويقالُ: "أَمْنَعُ، أو أعَزُّ من أُمِّ قِرْفَةَ"، لأَنَّهُ كان يُعَلَّقُ في بَيْتِها خَمْسونَ سَيفاً، لخمسينَ رَجُلاً، كُلُّهُم مَحْرَمٌ لها زَوْجَةُ مالِكِ بنِ حُذَيْفَةَ بنِ بَدْرٍ. وقِرْفَةُ بنُ بُهَيْسٍ، أو بَيْهَسٍ أو مالِكٍ: تابِعيٌّ. وحَبيبُ بنُ قِرْفَةَ العَوْذيُّ: شاعِرٌ.
والقَرْفُ، بالفتحِ: شَجَرٌ يُدْبَغُ به، أو هو الغَرْفُ والغَلْفُ، ووِعاءٌ يُدْبَغُ بِقُشور الرُّمَّانِ، يُجْعَلُ فيه لَحْمٌ مَطْبوخٌ بِتوابِلَ، والأَحْمَرُ القانِئُ،
كالأَقْرَفِ، وبالتَّحْريكِ: الاسْمُ من
المُقارَفَةِ والقِرافِ: للمُخالَطَةِ، وداءٌ يَقْتُلُ البَعيرَ، والنُّكْسُ في المرَضِ، ومُقارَفَةُ الوَباءِ والعَدْوى،
وـ من الأَراضي: المَحَمَّةُ، والخَليقُ الجَديرُ،
كالقِرْفِ.
وهو قَرِفٌ من كذا، وبكذا: قَمِنٌ، أو لا يقال ككَتِفٍ ولا كأميرٍ، بَلْ بالتَّحْريكِ فَقَطْ، ولا يُقالُ: ما أقْرَفَهُ، ولا أقْرِفْ به، أو يُقالُ.
وقَرَفَ عليهم يَقْرِفُ: بَغَى،
وـ القَرَنْفُلَ: قَشَرَهُ بَعْدَ يُبْسِهِ،
وـ فُلاناً: عابَهُ، أو اتَّهَمَهُ،
وـ لِعِيالهِ: كَسَبَ، وخَلَّطَ وكَذَبَ.
و"تَرَكْتُهُ على مِثْلِ مَقْرِفِ الصَّمْغَةِ"، ويُرْوَى: مَقْلَعِ، أي: على خُلُوٍّ، لأَنَّ الصَّمْغَةَ إذا قُلِعَتْ لم يَبْقَ لها أَثَرٌ. وكَسحابَةٍ: بَطْنٌ من المَعافِرِ، ومَقْبُرَةُ مِصْرَ، وبها قَبْرُ الشافعيِّ، رَحِمَهُ اللهُ تعالى.
وكسحابٍ: ة بجَزِيرَةٍ لِبَحْرِ اليَمنِ بِحِذاءِ الجارِ.
ورجلٌ مَقْروفٌ: ضامِرٌ لَطيفٌ.
وأقْرَفَ له: داناهُ وخالَطَهُ،
وـ فلاناً: وَقَعَ فيه وذَكَرَهُ بسُوءٍ،
وـ به: عَرَّضَهُ للتُهْمَةِ،
وـ آلُ فلانٍ فلاناً: أتاهم وهم مَرْضَى، فأصابَهُ ذلك.
والمُقْرِفُ، كمُحْسِنٍ، من الفرسِ وغيرِه: ما يُدانِي الهُجْنَةَ، أَي، أُمُّهُ عَرَبيَّةٌ لا أَبُوه،
لأَنَّ الإِقْرافَ: من قِبَلِ الفَحْلِ، والهُجْنَةَ: من قِبَلِ الأمِّ، والرجلُ في لَوْنِهِ حُمْرَةٌ،
كالقَرْفِيِّ، بالفتح.
واقْتَرَفَ: اكْتَسَبَ،
وـ الذَّنْبَ: أَتاهُ وفَعَلَهُ.
وبعيرٌ مُقْتَرَفٌ، للمفعولِ: اشْتُرِيَ حَديثاً.
وقارَفَهُ: قارَبَهُ،
وـ المرأةَ: جامَعَها.
وتَقَــرَّفَتِ القَرْحَةُ: تَقَشَّرَتْ. وكصَبورٍ: الكثيرُ البَغْيِ، والجِرابُ، ج: قُرْفٌ، بالضم.

الحقيقة

الحقيقة:
[في الانكليزية] Truth ،true meaning
[ في الفرنسية] Verite ،sens propre
بالفتح تطلق بالاشتراك في عرف العلماء على معان. منها قسم من الاستعارة ويقابلها المجاز وهذا اصطلاح أهل الفرس. ومنها ما هو مصطلح أهل الشرع والبيانيين من أهل العرب، قالوا كلّ من الحقيقة والمجاز تطلق بالاشتراك على نوعين لأنّ كلّا منهما إمّا في المفرد ويسمّيان بالحقيقة والمجاز اللغويين، وإمّا في الجملة ويسمّيان بالحقيقة والمجاز العقليين، وسيأتي في لفظ المجاز.
قال الأصوليون الحقيقة الشرعية واقعة خلافا للقاضي أبي بكر وهي اللفظ المستعمل فيما وضع له في عرف الشرع أي وضعه الشارع لمعنى بحيث يدلّ عليه بلا قرينة، سواء كان ذلك لمناسبة بينه وبين المعنى اللغوي فيكون منقولا أو لا فيكون موضوعا مبتدأ. وأثبت المعتزلة الحقيقة الدينيّة أيضا وقالوا بوقوعها، وهي اسم لنوع خاص من الحقيقة الشرعية، وهو ما وضعه الشارع لمعناه ابتداء بأن لا يعرف أهل اللغة لفظه أو معناه أو كليهما، وزعموا أنّ أسماء الذوات أي ما هي من أصول الدين أو ما يتعلّق بالقلب كالمؤمن والكافر والإيمان والكفر من قبيل الدينيّة دون أسماء الأفعال أي ما هي من فروع الدين، أو ما يتعلّق بالجوارح كالمصلّي والمزكّي والصلاة والزكاة. والظاهر أنّ الواقع هو القسم الثاني من الحقيقة الدينيّة فقط أعني ما لم يعرف أهل اللغة معناه.
ولا نزاع في أنّ الألفاظ المتداولة على لسان أهل الشرع المستعملة في غير معانيها اللغوية قد صارت حقائق فيها، بل النزاع في أنّ ذلك بوضع الشارع وتعيينه إياها بحيث تدلّ على تلك المعاني بلا قرينة لتكون حقائق شرعية كما هو مذهبنا، أو بغلبتها في تلك المعاني في لسان أهل الشرع. والشارع إنّما استعملها فيها مجازا بمعونة القرائن فتكون حقائق عرفية خاصّة لا شرعية كما هو مذهب القاضي. فإذا وقعت مجرّدة عن القرائن في كلام أهل الكلام والفقه والأصول ومن يخاطب باصطلاحهم تحمل على المعاني الشرعية وفاقا.
وأمّا في كلام الشارع فعندنا تحمل عليها إذ الظاهر أن يتكلّم باصطلاحه، وهذه المعاني هي الحقائق بالقياس إليه. وعند القاضي تحمل على معانيها اللغوية لأنّها غير موضوعة من جهة الشارع، فهو يتكلّم على قانون اللغة، فإنّ القاضي ينفي كونها حقائق شرعية زاعما أنّها مجازات لغوية. والحق أنّه لا ثالث لهما فإنّه ليس النزاع في أنّها هل هي بوضع من الشارع على أحد الوجهين وهو مذهب المعتزلة والفقهاء أو لا فيكون مجازات لغوية، وهو مذهب القاضي فلا ثالث لها حينئذ. ومنهم من زعم أنّ مذهب القاضي أنّها مبقاة على حقائقها اللغوية فتصير المذاهب ثلاثة، كونها حقائق لغوية وكونها مجازات لغوية وكونها حقائق شرعية. وإن شئت الزيادة على هذا القدر فارجع إلى العضدي وحواشيه.
ومنها المفهوم المستقل الملحوظ بالذات كمفهوم الاسم وهذا المعنى من اصطلاحات أهل العربية أيضا. قال السيّد السّند قد تستعمل الحقيقة بهذا المعنى في بعض استعمالاتهم كذا في الأطول في بحث الاستعارة التبعية.
ومنها الماهية بمعنى ما به الشيء هو هو وتسمّى بالذات أيضا. والحقيقة بهذا المعنى أعمّ من الكلية والجزئية والموجودة والمعدومة.
وأيضا إنّ الباء في به للسببية والضميران للشيء، فالمعنى الأمر الذي بسببه الشيء ذلك الشيء، ولو قيل ما به الشيء هو لكان أخصر. إن قلت هذا صادق على العلّة الفاعلية فإنّ الإنسان مثلا إنّما يصير إنسانا متمايزا عمّا عداه بسبب الفاعل وإيجاده ضرورة أنّ المعدوم لا يكون إنسانا بل لا يكون ممتازا عن غيره. قلت الفاعل ما بسببه الشيء موجود في الخارج لا ما به الشيء ذلك الشيء، فإنّ أثر الفاعل إمّا نفس ماهية ذلك الشيء مستتبعا له استتباع الضوء للشمس، والعقل ينتزع عنها الوجود ويصفها به على ما قال الإشراقيون وغيرهم القائلون بأنّ الماهية مجعولة، فإنّهم ذهبوا إلى أنّ الماهية هي الأثر المترتّب على تأثير الفاعل. ومعنى التأثير الاستتباع ثم العقل ينتزع منها الوجود ويصفها به. مثلا ماهية زيد يستتبعها الفاعل في الخارج ثم يصفها العقل بالوجود والوجود ليس إلّا اعتباريا عقليّا انتزاعيّا، كما أنّه يحصل من الشمس أثر في مقابلتها من الضوء المخصوص، وليس هاهنا ضوء منفرد في نفسه يجعل متصفا بالوجود، لكن العقل يعتبر الوجود ويصفه به فيقال وجد الضوء بسبب الشمس. وأمّا الماهية باعتبار الوجود لا من حيث نفسها ولا من حيث كونها تلك الماهية على ما ذهب إليه المشّائيون وغيرهم القائلون بأنّ الماهية ليست مجعولة، فإنّهم قالوا أثر الفاعل ثبوت الماهية في الخارج ووجودها فيه بمعنى أنّه يجعل الماهية متصفة به في الخارج، وأمّا الماهية فهي أثر له باعتبار الوجود لا من حيث هي، بأن يكون نفس الماهية صادرة عنه، ولا من حيث كونها تلك الماهية ماهية. فعلى كلا التقديرين أثر الفاعل الشيء الموجود في الخارج إمّا بنفسه وإمّا باعتبار الوجود لا كون الشيء ذلك الشيء ضرورة أنّه لا مغايرة بين الشيء ونفسه. فإن قلت الشيء بمعنى الموجود فيرد الإشكال المذكور. قلت لا نسلم ذلك بل هو بالمعنى اللغوي، أعني ما يصحّ أن يعلم ويخبر عنه ولو مجازا. وإن سلّمنا بناء على أنّ الأصل في التعريفات الحقيقة والاحتراز عن المجاز وإن كان مشهورا ففرق بين ما به الموجود موجود فإنّه فاعل وبين ما به الموجود ذلك الموجود فإنه الماهية، إذ لا مدخل للفاعل في كون هذا الموجود الممتاز بهذا الموجود الممتاز، بل تأثيره إمّا في نفسه أو في اتصافه بالوجود على ما عــرفت. فإن قلت لا مغايرة بين الشيء وماهيته حتى يتصوّر بينهما سببية. قلت هذا من ضيق العبارة والمقصود أنه لا يحتاج الشيء في كونه ذلك الشيء إلى غيرها. وهذا كما قالوا الجوهر ما يقوم بنفسه إذ لا مغايرة بين الشيء ونفسه حتى يتصوّر القيام بينهما. وقد يجعل الضمير الثاني للموصول فالمعنى الأمر الذي بسببه الشيء هو ذلك الأمر بمعنى أنّه لا يحتاج في ثبوت ذلك الأمر له إلى غير ذلك الأمر، فلا يرد الإشكال بالفاعل، لكن ينتقض ظاهر التعريف بالعرضي، إذ الضاحك ما به الإنسان ضاحك. لكن لما كان مآل التعريف على ما قلنا هو أن لا يحتاج في كونه ذلك الأمر إلى غير ذلك الأمر فلا نقض بالحقيقة، لكن بقي الانتقاض بالذاتي بمعنى الجزء ظاهرا وباطنا لأنّ الإنسان في كونه ناطقا لا يحتاج إلى أمر غير الناطق، لأنّ ثبوته له غير معلّل بشيء.
ويمكن أن يقال المقصود تعريف الماهية بحيث يمتاز عن العرضي. ولذا ذكر بعض الفضلاء من أنه جرت عادة القوم في ابتداء مبحث الأمور العامّة ببيان الفرق بين الماهية وعوارضها دون ذاتياتها، لأنه قد تشتبه الماهية بالعوارض فيما إذا عرض الشيء لنفسه كالكلّي للكلّي، بخلاف الذاتيات فإنه لا اشتباه بين الكلّ والجزء فتدبر. هذا كله خلاصة ما حققه المولوي عبد الحكيم في حاشية الخيالي.
وقال المولوي عصام الدين في حاشية شرح العقائد إنّ الضمير الأول ضمير فصل لإفادة أنّ ما به الشيء ليس إلّا الشيء وليس راجعا إلى الشيء. فالمعنى ما به الشيء هو الشيء أعني أمر باعتباره مع الشيء يكون الشيء هو الشيء ولا يثبت بإثباته للشيء إلّا نفسه بخلاف الجزء والعارض، فإنّه باعتباره مع الشيء وإثباته للشيء يكون الشيء غيره، فإنّك إذا اعتبرت مع الإنسان الإنسان لا يكون الإنسان إلّا إنسانا، ولو اعتبرت معه الناطق يكون الإنسان الناطق، ولو اعتبرت معه الضاحك يكون الإنسان الضاحك. وبهذا التحقيق سهل عليك ما صعب على كل ناظر فيه من التمييز بين ماهية الشيء وعلّته بهذا التعريف ونجوت عن تكلفات. واندفع أيضا أنّ أحد الضميرين زائد، ويكفي ما به الشيء هو، وأنه يرد بالذاتي، وأنّ كلمة الباء الدالة على السببية تقتضي الاثنينية، انتهى وهذا حسن جدّا.
اعلم أنّ الحقيقة بهذا المعنى يستعملها الحكماء والمتكلمون والصوفية.
التقسيم
قال المولوي عبد الرحمن الجامي في شرح الفصوص في الفص الأول: إنّ الحقائق عند الصوفية ثلاث. الأولى حقيقة مطلقة فعّالة واحدة عالية واجبة وجودها بذاتها وهي حقيقة الله سبحانه. والثانية حقيقة مقيّدة منفعلة سافلة قابلة للوجود من الحقيقة الواجبة بالفيض والتجلّي وهي حقيقة العالم. والثالثة حقيقة أحدية جامعة بين الإطلاق والتقييد والفعل والانفعال والتأثير والتأثر فهي مطلقة من وجه مقيدة من آخر، فعّالة من جهة منفعلة من أخرى. وهذه الحقيقة أحدية جمع الحقيقتين، ولها مرتبة الأولية والآخرية، وذلك لأنّ الحقيقة الفعّالة المطلقة في مقابلة الحقيقة المنفعلة المقيّدة، وكل متفرقتين فلا بد لهما من أصل هما فيه واحد وهو فيهما متعدد مفصل.
وظاهرية هذه الحقيقة هي المسماة بالطبيعة الكلية الفعّالة من وجه والمنفعلة من آخر، فإنّها تتأثّر من الأسماء الإلهية وتؤثّر في موادها. وكلّ واحد من هذه الحقائق الثلاث حقيقة الحقائق التي تحتها انتهى. وللحقيقة بهذا المعنى تقسيمات أخر تجيء في لفظ الماهية. وبعض ما يتعلّق بهذا المقام يجيء في لفظ الذات أيضا.
ومنها الماهية باعتبار الوجود فعلى هذا لا تتناول المعدوم، وإطلاق الحقيقة بهذا المعنى أكثر من إطلاقها بمعنى الماهية مطلقا. قال شارح الطوالع وشارح التجريد إنّ الحقيقة والذات تطلقان غالبا على الماهية مع اعتبار الوجود الخارجي كلية كانت أو جزئية انتهى. فعلى هذا لا يقال ذات العنقاء وحقيقتها كذا بل ماهيتها كذا. ومنها ما هو مصطلح الصوفية في كشف اللغات الحقيقة: عند الصوفية ظهور ذات الحقّ بدون حجاب التعيّنات ومحو الكثرة الموهومة في نور الذات. انتهى كلامه. وفي مجمع السلوك أمّا الحق والحقيقة في اصطلاح مشايخ الصوفية فالحق هو الذات والحقيقة هي الصفات. فالحق اسم الذات والحقيقة اسم الصفات. ثم إنّهم إذا أطلقوا ذلك أرادوا به ذات الله تعالى وصفاته خاصة، وذلك لأنّ المريد إذا ترك الدنيا وتجاوز عن حدود النفس والهوى ودخل في عالم الإحسان يقولون دخل في عالم الحقيقة ووصل إلى مقام الحقائق، وإن كان بعد عن عالم الصفات والأسماء، فإذا وصل إلى نور الذات يقولون وصل إلى الحق وصار شيخا لائقا للاقتداء به، وقلّما يستعملون ذلك في ذوات أخر وفي صفاتهم لأن مقصودهم الكلّي هو التوحيد. وقال الديلمي الحقيقة عند مشايخ الصوفية عبارة عن صفات الله تعالى والحق ذات الله تعالى. وقد يريدون بالحقيقة كل ما عدا عالم الملكوت وهو عالم الجبروت. والملكوت عندهم عبارة من فوق العرش إلى تحت الثرى وما بين ذلك من الأجسام والمعاني والأعراض.
والجبروت ما عدا الملكوت. وقال بعضهم الكبار وأما عالم الملكوت فالعبد له اختيار فيه ما دام في هذا العالم، فإذا دخل في عالم الجبروت صار مجبورا على أن يختار ما يختار الحق وأن يريد ما يريده، لا يمكنه مخالفته أصلا انتهى. وقيل الحقيقة هي التوحيد وقيل هي مشاهدة الربوبية ويجيء في لفظ الطريقة ما يزيد على هذا.
الحقيقة: اسم لما أريد به ما وضع له فعيلة في حق الشيء إذا ثبت، بمعنى فاعلة أي حقيق والتاء فيه للنقل من الوصفية إلى الاسمية كما في العلامة لا للتأنيث. واصطلاحا: هي الكلمة المستعملة فيما وضعت له. حقيقة الشيء ما به الشيء هو هو كالحيوان الناطق للإنسان بخلاف نحو الضاحك والكاتب بما يتصور الإنسان بدونه. وقد يقال إن ما به الشيء هو هو باعتبار تحققه حقيقة، وباعتبار تشخصه هوية، ومع قطع النظر عن ذلك. ماهية الحقيقة العقلية جملة أسند فيها الفعل إلى ما هو فاعل عند المتكلم كقول المؤمن: أنبت الله البقل، بخلاف نهاره صائم، فإن الصائم ليس النهار. الحقيقة الشرعية ما لم يستفد اسمه إلا من الشرع.

الحقيقة عند أهل الحق: سلب آثار أوصافك عنك بأوصافه.

الخلق

الخلق: تقدير أمشاج ما يراد إظهاره بعد الامتزاج والتركيب صورة، ذكره الحرالي.

وقال غيره: أصله التقدير المستقيم ويستعمل في إبداع الشيء من غير أصل ولا اقتداء، ومنه {خَلَقَ السَّمَاوَات} ، ويستعمل في إيجاد شيء من شيء نحو {خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} . وليس الخلق الذي هو الإبداع إلا لله، وأما بالاستحالة فقد جعله الله لغيره أحيانا كعيسى صلوات الله على نبينا وعليه.
الخلق:
[في الانكليزية] Creation ،creatures
[ في الفرنسية] Creation ،creatures

بالفتح وسكون اللام وبالفارسية: آفريدن، مصدر، والمخلوقات. وفي اصطلاح السالكين. هو عالم المادّة والوجود والزمان. مثل الأفلاك والعناصر والمواليد الثّلاثة أي الجمادات والنباتات والحيوانات، وهي تسمّى عالم الشّهادة وعالم الملك وعالم الخلق. والخلق الجديد في اصطلاح الصّوفية عبارة عن اتّصال إمداد الوجود في الممكنات من نفس الحقّ. كذا في لطائف اللغات. 
الخلق: بالضم، هيئة للنفس راسخة تصدر عنها الأفعال بيسر من غير حاجة إلى فكر وروية، فإذا كانت الهيئة بحيث تصدر عنها الأفعال الجميلة عقلا وشرعا بسهولة سميت الهيئة خلقا حسنا، وإن كان الصادر عنها الأفعال القبيحة سميت الهيئة خلقا سيئا، وإنما قلنا إنه هيئة راسخة لأن من يصدر منه بذل المال نادرا لحالة عارضة لا يقال خلقه السخاء ما لم يثبت ذلك في نفسه. وكذا من تكلف السكوت عند الغضب بجهد أو دربة لا يقال خلقه الحلم.
وليس الخلق عبارة عن الفعل فرب شخص خلقه السخاء ولا يبذل إما لفقد مال أو لمانع وربما يكون خلقه البخل وهو يبذل لباعث كحياء أو رياء، ذكره الراغب.
الخلق:
[في الانكليزية] Character ،nature ،braveness ،religion
[ في الفرنسية] Caractere ،nature ،bravoure ،religion
بضمّتين وسكون الثاني أيضا في اللغة العادة والطبيعة والدين والمروءة والجمع الأخلاق. وفي عرف العلماء ملكة تصدر بها عن النفس الأفعال بسهولة من غير تقدّم فكر وروية وتكلّف. فغير الراسخ من صفات النفس كغضب الحليم لا يكون خلقا وكذا الراسخ الذي يكون مبدأ للأفعال النفسية بعسر وتأمّل كالبخيل إذا حاول الكرم وكالكريم إذا قصد بإعطائه الشهرة، وكذا ما تكون نسبته إلى الفعل والترك على السواء كالقدرة وهو مغاير للقدرة بوجه آخر أيضا، وهو أنّه لا يجب في الخلق أن يكون مع الفعل كما وجب ذلك عند الأشاعرة في القدرة.
فما قال المحقق التفتازاني في المطوّل في بحث التشبيه من أنّ الخلق كيفية نفسانية تصدر عنها الأفعال بسهولة أي تصدر عن النفس بسببها الأفعال بسهولة مبني على عدم التحقيق هكذا ذكر أبو القاسم في حاشية المطول.
ثم الخلق ينقسم إلى فضيلة هي مبدأ لما هو كمال ورذيلة هي مبدأ لما هو نقصان، وغيرهما وهو ما يكون مبدأ لما ليس شيئا منهما. وتوضيحه أنّ النفس الناطقة من حيث تعلّقها بالبدن وتدبيرها إيّاه تحتاج إلى قوى ثلاث. إحداها القوة التي بها تعقل ما يحتاج إليه في تدبيره وتسمّى بالقوة العقلية والنطقية والملكية والنفس المطمئنة وتعبّر عنها أيضا بقوة هي مبدأ إدراك الحقائق والشوق إلى النظر في العواقب والتمييز بين المصالح والمفاسد.
وثانيتها القوة التي بها تجذب ما ينفع البدن ويلائمه من المآكل والمشارب وغير ذلك وتسمّى بالقوة الشهوانية والبهيمية والنفس الأمارة.
وثالثتها ما تدفع به ما يضرّ البدن ويؤلمه وتعبّر عنها أيضا بما هي مبدأ الإقدام على الأهوال والشوق إلى التسلّط والترفّع وتسمّى قوة غضبية سبعية ونفسا لوّامة. قيل والظاهر أنّ إطلاق النفس على هذه القوى الثلاث من باب إطلاق اسم المحل على الحال، ثم صار حقيقة عرفية.
ثم اعلم أنّ لكلّ واحدة من هذه القوى أحوالا ثلاثا: طرفان ووسط. فالفضيلة الخلقية هي الوسط من أحوال هذه القوى، والرذيلة هي الأطراف، وغيرهما ما ليس شيئا منهما أي من الوسط والأطراف. فالفضائل الخلقية أصولها ثلاثة هي الأوساط من أحوال هذه القوى.
والرذائل الخلقية أصولها ستة هي أطراف تلك الأوساط ثلاثة منها من قبيل الإفراط. وثلاثة أخرى من قبيل التفريط، وكلا طرفي كل الأمور مذموم.
فمن اعتدال أحوال القوة الملكية تحدث الحكمة وهي هيئة للقوة العقلية العملية متوسّطة بين الجربزة التي هي إفراط هذه القوة وهي استعمال القوة الفكرية فيما لا ينبغي كالمتشابهات، وعلى وجه لا ينبغي كمخالفة الشرائع وبين البلاهة والغباوة التي هي تفريطها، وهي تعطيل القوة الفكرية بالإرادة والوقوف عن اكتساب العلوم النافعة. والحكمة هي معرفة الحقائق على ما هي عليه بقدر الاستطاعة وهي العلم النافع المعبّر عنه بمعرفة النفس ما لها وما عليها المشار إليه بقوله تعالى: وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً هكذا في التلويح. وقد عــرفت في لفظ الحكمة أنّ الحكمة بهذا المعنى ليست من أقسام علم الحكمة والظنّ بأنها من أنواعه باطل.
ومن اعتدال القوة الشهوانية تحدث العفة وهي هيئة للقوة الشهوية متوسطة بين الفجور والخلاعة الذي هو إفراطها، وهو الوقوع في ازدياد اللذات على ما يجب، وبين الخمود الذي هو تفريطها، وهو السكوت، عن طلب اللذات بقدر ما رخّص فيه العقل والشرع. ففي العفة تصير الشهوانية منقادة للناطقة.
ومن اعتدال الغضبية تحدث الشجاعة وهي هيئة للقوة الغضبية متوسطة بين التهوّر الذي هو إفراطها وهو الإقدام على ما لا ينبغي وبين الجبن أي الحرز عما ينبغي، الذي هو تفريطها. ففي الشجاعة تصير السبعية منقادة للناطقة ليكون إقدامها على حسب الدراية من غير اضطراب في الأمور الهائلة حتى يكون فعلها جميلا وصبرها محمودا. وإذا امتزجت الفضائل الثلاث حصلت من اجتماعها حالة متشابهة هي العدالة. فبهذا الاعتبار عبّر عن العدالة بالوساطة وإليه أشير بقوله عليه السلام:
«خير الأمور أوساطها». والحكمة في النفس البهيمية بقاء البدن الذي هو مركّب النفس الناطقة لتصل بذلك إلى كمالها اللائق بها ومقصدها المتوجّه إليه، وفي السبعية كسر البهيمية وقهرها ودفع الفساد المتوقّع من استيلائها، واشتراط التوسط في أفعالها كيلا تستبعد الناطقة في هوائها وتصرفاتها عن كمالها ومقصدها. وقد مثل ذلك بفارس استردف سبعا وبهيمة للاصطياد فإن انقاد السبع والبهيمة للفارس واستعملهما على ما ينبغي حصل مقصود الكل بوصول الفارس إلى الصيد والسبع إلى الطعم والبهيمة إلى العلف وإلّا هلك الكل.
وأمّا أنّ هذه النفوس الثلاثة نفوس متعددة أم نفس واحدة مختلفة بالاعتبارات أم قوى وكيفيات للنفس الإنسانية فمختلف فيها، هكذا يستفاد من شرح المواقف والتلويح.

العكس

العكس: رد الشيء إلى سننه أي طريقه الأول كعكس المرآة إذا ردت بصرك بصفائها إلى وجهك بنور عينك. وفي عرف الأصوليين: انتفاء الحكم لانتفاء العلة. وفي عرف الفقهاء: تعليق نقيض الحكم المذكور بنقيض علته المذكورة ردا إلى أصل آخر.
العكس:
[في الانكليزية] Contrary
[ في الفرنسية] Contraire ،oppose
بالفتح وسكون الكاف يطلق على معان.
منها نفي الشيء، قالوا عكس الإثبات نفي. ولذا قيل العكس في باب المعرّف مفسّر بأنّه كلّما انتفى الحدّ انتفى المحدود، أي كلّما لم يصدق عليه الحدّ لم يصدق عليه المحدود والطّرد مفسّر بأنّه كلما صدق عليه الحدّ صدق عليه المحدود، وقد سبق في لفظ الطرد. ويؤيّده ما قال في شرح المواقف في مبحث المبصرات.
من أنّ الضوء كيفية لا يتوقّف إبصارها على إبصار شيء آخر، واللون عكسه، أي كيفية يتوقّف إبصارها على إبصار شيء آخر انتهى.
ومنها ما هو قسم من المعارضة كما سيجيء.
ومنها الرّجعة وهي حركة الكوكب على خلاف التوالي، وعلى هذا اصطلاح المنجّمين وأهل الهيئة وقد سبق. لكن مولانا عبد العلي البرجندي في شرح زيج «الغ بيكي» في الباب الثامن يقول: الكوكب الراجع حينما ينتقل من برج إلى برج مقدّم فذلك ما يقال له العكس.
وكذلك نقل رأس العمر وذنبه إلى برج آخر يقال له عكس. انتهى كلامه. ومنها العمل بعكس ما أفاده السائل ويسمّى بالتعاكس والتعكيس والتحليل، وعليه اصطلاح المحاسبين؛ وطريقه أنّه إن ضعّف السائل عددا فينصف المجيب له أو جذّر فيربّع أو ضرب فيقسم أو زاد فينقص أو عكس فيعكس مبتدئا للعمل من آخر السؤال ليخرج الجواب. فلو قيل: أيّ عدد ضرب في نفسه وزيد على الحاصل اثنان وضعّف وزيد على الحاصل ثلاثة وقسم المجتمع على خمسة وضرب الخارج في عشرة حصل خمسون؟
فاقسم الخمسين على العشرة واضرب الخارج وهو الخمسة في نفسها وأنقص من الحاصل وهو خمسة وعشرون ثلاثة يبقى اثنان وعشرون، وانقص من منصّف ذلك اثنين يبقى تسعة، وجذر التسعة وهو ثلاثة هو الجواب، كذا في شرح خلاصة الحساب. وعكس النسبة عندهم يجيء في لفظ النسبة. ومنها أن تقدّم في الكلام جزءا ثم تعكس فتقدّم ما أخّرت وتؤخّر ما قدّمت ويسمّى تبديلا أيضا، وهذا من مصطلحات أهل البديع المعدود في المحسنات المعنوية، ويقع على وجوه: منها أن يقع بين أحد طرفي جملة وما أضيف إليه ذلك الطرف نحو عادات السّادات سادات العادات، فإنّ العكس فيه قد وقع بين العادات وهو أحد طرفي الكلام وبين السّادات وهو الذي أضيف إليه العادات. ومعنى وقوعه بينهما أنّه قدّم العادات على السّادات ثم عكس فقدم السّادات على العادات. ومنها أن يقع بين متعلّقي فعلين في جملتين نحو تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَتُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِ.
ومنها أن يقع بين لفظين في طرفي جملتين نحو لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَ ومنها أن يقع بين طرفي الجملة كما قيل:
طويت لإحراز الفنون ونيلها رداء شبابي والجنون فنون فحين تعاطيت الفنون وحظّها تبيّن لي أنّ الفنون جنون كذا في المطول. وفي الاتقان بعد تعريف العكس بما ذكر قال ابن أبي الإصبع: ومن غريب أسلوب هذا النوع قوله تعالى: وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً، وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فإن نظم الآية الثانية عكس نظم الأولى لتقدّم العمل في الأولى عن الإيمان وتأخّره في الثانية عن الإسلام. ومنه نوع يسمّى القلب والمقلوب المستوي وما لا يستحيل بالانعكاس وهو أن تقرأ الكلمة من آخرها إلى أولها كما تقرأ من أولها إلى آخرها نحو كُلٌّ فِي فَلَكٍ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ولا ثالث له في القرآن، انتهى. لكن صاحب التلخيص ذكر القلب والمقلوب المستوي في المحسّنات اللفظية، فعلى هذا لا يكون هو من أنواع العكس. ومنها ما يسمّى عكسا مستويا وعكسا مستقيما وهو تبديل كلّ من طرفي القضية بالآخر مع بقاء الصدق والكيفية أي الإيجاب والسّلب بحالهما، وهذا من مصطلحات المنطقيين، وهو المتبادر عند إطلاق لفظ العكس كما في شرح إشراق الحكمة. وقد يطلقون العكس مجازا على القضية الحاصلة من هذا التبديل. وقيل الظاهر أنّه حقيقة لكثرة الاستعمال في ذلك فيقال عكس الموجبة الكلّية موجبة جزئية، وهكذا في بواقي القضايا، وذلك أن تجمع بينهما بأنّ العكس نقل أولا من المعنى اللغوي إلى المعنى المصدري الذي يشتقّ منه سائر الصيغ، كقولهم عكس وانعكس وينعكس ونحوها، ثم استعمل في القضية المخصوصة بعلاقة السّببية، ثم كثر استعماله فيها حتى صار حقيقة بالغلبة. ثم المراد بتبديل الطرفين التبديل المعنوي أي المغيّر للمعنى حتى يخرج تبديل طرفي المنفصلة فإنّهم قالوا لا عكس للمنفصلات. ويحتمل أن يكون مرادهم أنّه ليس للمنفصلات عكس معتدّ به، فحينئذ لا حاجة إلى تخصيص التبديل، وذكر الطرفين أولى من الموضوع والمحمول كما ذكره البعض لشموله عكس الحمليات والشرطيات.
والمراد بطرفي القضية طرفاها في الذّكر فلا يرد أنّ طرفي القضية الحقيقية لم يدخلا في التعريف فإنّ الطرف الأول منها ذات الموضوع والثاني وصف المحمول، وفي العكس يصير ذات المحمول موضوعا ووصف الموضوع محمولا، والمراد ببقاء الصدق لزوم بقائه بمعنى أنّه لو فرض الأصل صادقا لزم منه لذاته مع قطع النظر عن خصوص المادة صدق الفرع بلا واسطة فرع آخر لصدق المفروض في الأصل في الفرع لذاته بلا واسطة، ليدخل في التعريف عكس القضية الكاذبة، وليخرج عنه تبديل طرفي القضية بحيث يحصل منه قضية لازمة الصدق مع الأصل لحصول المادة، كتبديل الموجبة الكلّية بالموجبة الكلّية في قولنا كلّ إنسان ناطق وكلّ ناطق إنسان، وليخرج عنه تبديل طرفيها بحيث يحصل منه قضية أعمّ من العكس كتبديل طرفي السّالبة الكلّية بحيث يحصل سالبة جزئية، وتبديل طرفي الضرورية بحيث يحصل ممكنة عامة. وإنّما اشترطوا بقاء الصدق لأنّ العكس لازم خاص من لوازم الأصل ويستحيل صدق الملزوم بدون اللازم، فعند التحقيق العكس بالمعنى المصدري تبديل طرفي القضية بحيث يحصل منه أخصّ قضايا لازمة لها لذاتها موافقة لها في الكيف، وبالمعنى الحاصل بالمصدر أخصّ قضايا حاصلة بتبديل طرفي القضية لازمة للأصل لذاته، موافقة له في الكيف، فلا بد في إثبات انعكاس قضية إلى قضية من بيان لزوم العكس للأصل في جميع المواد بدليل أو تنبيه، ومن بيان عدم لزوم قضية أخصّ منه، كذلك بتخلّفها عنه في بعض المواد، كما يقال الموجبة كلّية أو جزئية تنعكس موجبة جزئية للزومها لهما في جميع المواد وعدم لزوم الموجبة الكلية لشيء منهما في جميعها لتخلّفها عنهما فيما إذا كان المحمول أعمّ من الموضوع والتالي أعمّ من المقدّم، كما في قولك كلّ إنسان حيوان وقولنا إذا كان الشيء إنسانا كان حيوانا، إذ لا يصدق العكس هناك كلّية مع صدق الأصلين قطعا، ولم يعتبروا بقاء الكذب لجواز لزوم الصدق الكاذب، والمراد ببقاء الكيف بقاء الكيف الموجود في الأصل في الفرع، بمعنى أن يكون عكس الموجبة موجبة وعكس السّالبة سالبة. اعلم أنّ معنى انعكاس القضية أنّه يلزمها العكس لزوما كليا، ومعنى عدم انعكاسها أنّه ليس يلزمها العكس لزوما كلّيا.
فائدة:
السالبة الكلية تنعكس كنفسها، والجزئية لا تنعكس لجواز عموم الموضوع، والموجبة مطلقا تنعكس جزئية ولا عكس للمنفصلات والاتفاقيات لعدم الجدوى. وأمّا بحسب الجهة فمن السوالب الكلّية تنعكس الدائمتان والعامّتان كنفسهما والخاصتان عامتين مع اللّادوام في البعض، ولا عكس للبواقي. ومن السوالب الجزئية لا تنعكس إلّا الخاصّتان كنفسهما. ومن الموجبات تنعكس الوجوديتان والوقتيتان والمطلقة العامة مطلقة عامة، والخاصتان حينية لا دائمة. ومنها ما يسمّى عكس النقيض وهو تبديل نقيضي الطّرفين مع بقاء الصدق والكيف بحالهما. وقد يطلق عكس النقيض أيضا على القضية الحاصلة من هذا التبديل والمعنى الأول أصل بالنسبة إلى الثاني، والثاني منقول منه والمراد بتبديل نقيضي الطرفين تبديل كلّ من الطرفين بنقيض الطرف الآخر. والمراد ببقاء الصدق والكيف ما عــرفت في العكس المستوي.
والحاصل أنّ عكس النقيض قد يطلق على جعل نقيض المحكوم به محكوما عليه ونقيض المحكوم عليه محكوما به على وجه يحصل أخصّ القضايا اللازمة للأصل بهذا التبديل مع الموافقة في الكيف بلا واسطة، ومع قطع النظر عن خصوص المادة. وقد يطلق على أخصّ القضايا اللازمة للأصل على الوجه المذكور.
فإذا قلنا كلّ إنسان حيوان كان عكس نقيضه كلّما ليس بحيوان ليس بإنسان وهذان الإطلاقان مبنيان على اصطلاح قدماء المنطقيين. وقالوا المستعمل في العلوم هو هذا المعنى، وحكم الموجبات فيه حكم السوالب في العكس المستوي والبيان البيان. وأمّا عند المتأخّرين منهم فعكس النقيض جعل نقيض المحكوم به من الأصل محكوما عليه وعين المحكوم عليه منه محكوما به مع بقاء الصدق دون الكيف، أي على وجه يحصل أخصّ القضايا اللازمة للأصل على هذا التبديل مع المخالفة في الكيف بلا واسطة، ومع قطع النظر عن خصوص المادة. وقد يستعمل في هذا الاصطلاح أيضا في أخصّ القضايا اللازمة للأصل على هذا الوجه. فعكس نقيض قولنا كلّ إنسان حيوان لا شيء مما ليس بحيوان بإنسان وحكم الموجبات عندهم أيضا حكم السوالب في العكس المستوي لا بالعكس، أي ليس حكم السوالب من عكس النقيض حكم الموجبات في العكس المستوي كما قاله المتقدّمون.
فائدة:
قال المولوي عبد الحكيم في حاشية القطبي: لا يفهم من تقييد العكس بالمستوي وإضافته إلى النقيض أنّ للعكس معنى اصطلاحيا مشتركا بينهما، بل بعد تخصيص العكس اللغوي بالصفة والإضافة استعمل كل من القيدين في معنى اصطلاحي، وليس لفظ العكس مشتركا لفظيا بينهما، إذ لا دليل على وضعه للمعنيين انتهى.
فائدة:
للقوم في بيان انعكاس القضايا طرق ثلاث: الأول الخلف، والثاني الافتراض، والثالث وهو أن يعكس نقيض الأصل أو جزئه ليحصل ما ينافي الأصل. هذا كله خلاصة ما في تكملة الحاشية الجلالية وما في حاشية القطبي للمولوي عبد الحكيم.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.