Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: داين

طلم

طلم وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه مرّ بِرَجُل يعالج طُلمةً لأَصْحَابه فِي سفر وَقد عَرِق وآذاه وَهْج النَّار فَقَالَ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: لَا يُصِيبهُ حر جَهَنَّم أبدا. قَوْله: الطلمة يَعْنِي الخبزة وَهِي الَّتِي تسميها النَّاس المَلَّة وَإِنَّمَا الْملَّة اسْم الحفرة نَفسهَا فَأَما الَّتِي يُملَ فِيهَا فَهِيَ الطلمة والخبزة والمليل. وَأكْثر من يتَكَلَّم / بِهَذِهِ الْكَلِمَة أهل الشَّام والثغور وَهِي مبتذلة عِنْدهم 80 / الف وَالَّذِي يُرَاد من هَذَا الحَدِيث أَنه حمد الرجل على أَن خدم أَصْحَابه فِي السّفر يَعْنِي أَنه خبز لَهُم. وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه قَالَ فِي مَرضه الَّذِي مَاتَ فِيهِ: أجلسوني فِي مِ
(طلم) الخبزة وَنَحْوهَا طلمها والعرق عَن جَبينه مَسحه

طلم


طَلَمَ(n. ac. طَلْم)
a. Kneaded, rolled out (bread).
طَلَّمَa. see I
طُلْمa. Pasteboard.

طُلْمَة
(pl.
طُلَم)
a. Cake, small loaf.

مِطْلَمَةa. Rollingpin.

طَلَامِي
a. [ coll. ]
see 3t
طلم: طُلم: مخثر، منعقد. فعند أبي الوليد (ص 187) وبالعربي يقال للشيء المنعقد طلم. وفي المخطوطة تيلم بالعبرية.
طَلَم وطَلِمى: ذكرتا في معجم فوك في القسم الثاني في مادة لاتينية معناها حمولة وفي القسم الأول منه: طَلَمي: مظهر الحمولة.
[طلم] نه: فيه: مر برجل يعالج "طلمة" في السفر، هي خبزة تجعل في الرماد الحار، وأصل الطلم الضرب ببسط الكف، وقيل: الطلمة صفيحة من حجارة كالطابق يخبزا عليها. وفي شعر حسان: "تطلمهن" بالخمر النساء؛ والمشهور: تلطمهن. ك: هو بالضم الخبزة- ومر في خ.
[طلم] الطُلْمَةُ بالضم: الخُبْزَةُ، وهي التي يسميها الناس المَلَّةُ، وإنَّما المَلَّةُ اسم الحفرة نفسها. فأمَّا التى تمل فيها فهى الطلمة والخبزة، والمَليلُ. وفي الحديث أنَّه عليه الصلاة والسلام مرّ برجلٍ يعالج طُلْمَةً لأصحابه في سفر وقد عَرِقَ، فقال: " لا يصيبه حَرُّ جهنم أبدا ".
ط ل م: (الطُّلْمَةُ) بِالضَّمِّ الْخُبْزَةُ وَهِيَ الَّتِي يُسَمِّيهَا النَّاسُ الْمَلَّةَ وَلَيْسَتْ هِيَ عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ فِي [م ل ل] . وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مَرَّ بِرَجُلٍ يُعَالِجُ طُلْمَةً لِأَصْحَابِهِ فِي سَفَرٍ وَقَدْ عَرِقَ فَقَالَ: لَا يُصِيبُهُ حَرُّ جَهَنَّمَ أَبَدًا» . 
[ط ل م] الطُّلْمَةُ: الخُبْرةً: وفي الحَدِيثِ عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: ((أَنَّه رأَي رَجُلاً يُعالِجُ طُلْمةً، وقد عَرِقَ من حَرِّ النارِ، وتَأَذَي، فَقَالَ: لا تَمَسُّه النّارُ أبداً)) . وقد طَلَمَها يَطْلِمُها، وطَلَّمَها. وطَلَّمَ العَرَقَ عن جَبِينِه: مَسَحَه، قَالَ حَسَّانُ بنُ ثَابتٍ:

(تَظَلُّ جيادُنا مُتَمطِّراتِ ... يُطَلِّمُهُنَّ بالخُمَرِ النِّساءُ)

طلم: الطُّلْمة، بالضم: الخُبْزةُ وهي التي تُسَمِّيها الناس المَلَّةَ،

وإِنما المَلَّةُ اسمُ الحُفْرةِ نفْسِها، فأَما التي يُمَلُّ فيها فهي

الطُّلْمةُ والخُبْزَةُ والمَليلُ. وفي الحديث عن النبي، صلى الله عليه

وسلم: أَنه رأى رَجُلاً يُعالِجُ طُلْمةً لأَصحابه في سَفَرٍ وقد عَرِقَ

من حَرِّ النارِ فتأَذَّى فقال: لا تَمَسُّه النارُ أَبداً، وفي رواية: لا

تَطْعَمُه النارُ بعدَها. والتَّطْليمُ: ضَرْبُكَ الخُبْزَةَ، وقال ابن

الأَثير: الطُّلْمَةُ هي الخُبْزةُ تُجْعَل في المَلَّة، وهي الرَّمادُ

الحارُّ. وأَصلُ الطَّلْمِ: الضرْبُ ببَسْطِ الكَفِّ، وقيل: الطُّلْمةُ

صفيحةٌ من حجارة كالطابَقِ يُخْبَزُ عليها، وقد طَلَمها يَطْلِمها

وطَلَّمها. وطَلَّمَ العَرَقَ عن جَبينه: مسحَه؛ قال حسانُ بن ثابت:

تَظَلُّ جِيادُنا مُتَمَطِّراتٍ،

يُطَلِّمُهنَّ بالخُمُرِ النساءُ

قال ابن الأَثير: والمشهور في الرواية تُلَطِّمُهنَّ، وهو بمعناه،

ومَثَلُ العربِ: إِن دونَ الطُّلْمةِ خَرْطَ قَتادِ هَوْبَر؛ قال: وهَوْبَر

مكانٌ؛ وأَنشد شمر:

تَكَلَّفْ ما بَدا لَكَ غيرَ طُلْمٍ،

فَفيما دونَه خَرْطُ القَتادِ

والطُّلْمُ: جمعُ الطُّلْمةِ. والطُّلاَّمُ: التَّنَوُّمُ وهو حَبُّ

الشاهْدانِج. والطَّلَمُ: وسَخُ الأَسنانِ من تَرْكِ السِّواك، والله

أَعلم.

طلم

(الطُّلْمَةُ، بالضَّمِّ: الخُبْزَةُ) قَالَ الجوهريُّ: وَهِي الَّتِي تُسَمِّيها النّاسُ المَلَّةَ، وإنَّما المَلَّةُ اسمُ الحُفْرَةِ نَفْسِها، فأَمَّا الّتي يُمَلُّ فِيهَا فَهِي الطُّلْمَةُ والخُبْزَةُ والمَلِيلُ. وَفِي الحدِيثِ: " أَنَّه مرَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بِرَجُلٍ يُعَالِجُ طُلْمَةً لأَصْحَابِهِ فِي سَفَرٍ وَقد عَرِقَ فَقَالَ: " لَا يُصِيبُهُ حَرُّ جَهَنَّمَ أبدا ".
(و) الطُّلاَّم، (كَزُنَّارٍ: التَّنُّومُ، وَهُوَ حبُّ الشَّاهْدَانِج) وَقد ذُكِر كلٌّ مِنْهُمَا فِي مَوْضِعِه.
(والطَّلَم، مُحَرَّكَة: وَسَخُ الأَسْنَانِ من تَرْكِ السِّواكِ) .
(و) الطُّلْمُ، (بالضَّمِّ: الخِوَانُ يُبْسَطُ عَلَيْهِ الخُبْزُ) .
(وطَلَمَ الخُبْزَةَ) طَلْمًا: (سَوَّاهَا وعَدَّلَها.)
(والتَّطْلِيمُ: ضَرْبُكَ الخُبْزَةَ بِيَدِكَ) لِتَبْرُدَ، (وَمِنْه قَولُ حَسَّان) بنِ ثابتٍ (رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ) :
(تظلُّ جِيَادُنا مُتَمَطِّراتٍ
(يُطَلِّمُهُنّ بالخُمُرِ النِّسَاءُ)
وَرِوايَة: يُلَطِّمُهُنَّ) بتَقْدِيمِ اللاَّمِ على الطَّاءِ: (ضَعِيفَةٌ أَو مَرْدُودَةٌ) . قَالَ شَيخُنا: بَلْ هِيَ صَحِيحَةٌ جَرَى عَلَيْها أكثرُ أَئِمّةِ السِّير رِوايَةً ودِرَايَةً، وَهِي أَظْهَرُ فِي المَعْنَى. وَقَالَ ابنُ الأَثِير: هُوَ المَشْهُورُ فِي الرِّوايَةِ، وَهُوَ بِمَعْناه، (أَي: تَمْسَحُ النِّساءُ العَرَقَ عَنْهُنَّ بالخُمُرِ) أَي: الأَكسِيَةِ ,
وَقيل: مَعْنَاهُ يَضْرِبْنَ بالأَكُفِّ فِي نَفْضِ مَا عَلَيْها من الغُبَارِ.
[] وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: فِي المَثَل: إنَّ دُونَ الطُّلْمَةِ خَرْطَ قَتَادِ هَوْبَرَ، وأَنْشَدَ شَمر: (تَكَلَّفْ مَا بَدَا لَكَ دُون طُلْمٍ ... فَفِيما دُونَه خَرْطُ القَتَادِ)

والطُّلْمُ: جَمْعُ الطُّلْمَةِ، كَمَا فِي اللِّسان.
باب الطاء واللام والميم معهما ط ل م، ط م ل، ل ط م، م ط ل، م ل ط مستعملات

طلم: الطلمة: الخبزة، وقيل: الطُّلَمة، بنصب الّلام. والتَّطليمُ: ضربك الخُبز.

طمل: الطِّمْلُ: الرَّجلُ الفاحِشُ الذي لا يبالي ما أَتَى وما قيل له. تقول: إنّه لَمِلْطٌ طِملٌ، والجميعُ: طُمُول. وهو بيّن الطُّمُولة، وقيل: الأّطْمال: اللُّصُوصُ الخُبَثاء، قال : أطاعوا في الغِوايةِ كلَّ طِمْلٍ ... يَجُرُّ المُخزِياتِ ولا يُبالي

لطم: اللَّطْمُ: ضربُ الخدِّ، وصَفَحات الجِسْم ببَسْط اليد. والمَلاطمُ: الخُدود. والفعل: لطم يلطم لطما.. واللطيم، بلا فِعلٍ، من الخيل: الذّي يأخذ خدّيه بياضٌ. ورجل ملطم، أي: لئيم. والمُلَطَّم: الخدّ. وفرسٌ أسيل المَلْطَم، وجمعُه: الملاطم. واللَّطيمةُ: سوقٌ فيها أوعيةُ العِطْر ونحوه من البِياعات. وكلُّ سُوقٍ يُحمل إليها غير الميرة فهو اللّطيمة من حرّ البياعات، غير ما يُؤْكل، قال النّابغة:

[على ظَهْرِ مِبناةٍ جديدٍ سُيُورُها] ... يَطوفُ بها وَسْطَ اللَّطيمةِ بائعُ

واللَّطيمةُ: المِسْكُ في قول ذي الرّمّة:

[كأنّه بيت عَطّارٍ يُضَمِّنهُ] ... لطائِمَ المِسْكِ يَحْويها وتُنتَهَبُ

يعني: أوعية المِسك.

مطل: المَطْلُ: مُدافَعَتُكَ العِدة، والدَّيْن، وليّانه، [يقال] : ما طلني بحقي، ومطلني حقّي. وهو مَطُولٌ ومَطّالٌ قال رؤبة:

دايَنْــتُ أَرْوَى والدُّيُونُ تُقضَى ... فمَطَلَتْ بَعضاً وأدّتْ بَعْضا

ويُرْوى: فامتطلت..

وفي الحديث: مَطلُ الغَنِّي ظُلْمٌ

والمَطْلُ: أيضاً: مدُّ المَطالِ حَديدةَ البَيضةِ التّي تُذابُ للسُّيُوف حتّى تَحْمَى وتُضْرَبُ وتُمَدُّ وتُرَبَّع. يُقال: مَطَلَها المطّالُ، وهو الطّبّاعُ، ثم يَطْبَعُها بعدَ المَطل، فيَجْعَلُها صَفيحةً. والمَطيلةُ: اسْمُ الحَديدةِ التي تُمْطَلُ من البَيضةِ، ومن الزُّبرة. والمطّال: الحدّاد. والزُّبْرةُ: العَلاةُ التّي يُضْرَبُ عليها. والمَطالي: من مَناقعِ الماء.

ملط: المِلْطُ: الرَّجُلُ الذّي لا يُرْفَع له شَيْءٌ إلاّ أَلْمَأَ عليه، فذَهَب به سَرِقةً واسْتحلالاً، والجميعُ: المُلُوط، والأَمْلاط، وقد مَلَطَ مُلُوطاً. والملاّط: الذّي يملُطُ أَرْحامَ الخيلِ والإبلِ، يَدْهُنُ يَدَهُ ثمّ يدخل بها حياءَ النّاقةِ، لينظُرَ أيّ شيءٍ في رَحِمها من داء، وربّما نزع ولدها.والمِلاطانِ جانبا السَّنام مما يلي مقدّمَه. والمِلْطاءُ، بوزْنِ الحِرْباء، ممدود، مُذَكّر: هي الشَّجَّةُ التي يُقالُ لها: المِسحاق، [يُقالُ] : شجّ رأسَه شجةً مِلطاء. والأملط: الرّجل الذي لا شعر على جَسَدِهِ كلّه إلاّ الرّأس واللِّحية، والفِعلُ: مَلِطَ يَملَطُ مَلَطاً ومُلْطةً، وكان قيس بن الأحنف أَمْلَطَ. وقيل: المَليطُ: الذّي أُعْجِلَ عن التّمام من الوَلَد، والذّي لم يَخْرُجْ شَعره. والملاّطُ: الذّي يَمْلُطُ الطِّين، والمِلاطُ: هو الطِّين الذّي يُجْعَلُ بين سافَيِ البِناء.

طلم

1 طَلَمَ الخُبْزَةَ, (K,) aor. ـُ (TK,) inf. n. طَلْمٌ, (TA,) He made the cake of bread even, or equable. (K.) 2 طلّم, inf. n. تَطْلِيمٌ, He beat a cake of bread baked in hot ashes with his hand, (K, TA) in order that it might become cool. (TA.) Hence the saying of Hassán.

تَظَلُّ جِيَادُنَا مُتَمَطِّرَاتٍ

يُطَلِّمُهُنَّ بِالخُمُرِ النِّسَآءُ (K, * TA:) or, as some relate it, يُلَطِّمُهُنَّ; but this is weak, or repudiated: (K:) or this is the correct reading, and the more obviously appropriate in meaning, accord. to MF; and accord. to IAth, it is the reading commonly known, and the same as the former in meaning: (TA:) the meaning is, [Our coursers passing the day running like the pouring of rain,] the women wiping the sweat from them with the mufflers: (K, TA:) or, as some say, [the women with the mufflers] beating them with the hands in removing the dust that was upon them. (TA.) طُلْمٌ A table upon which the bread is expanded [previously to the baking]. (K.) طَلَمٌ Dirt of the teeth in consequence of neglect [of the use] of the سِوَاك [or tooth-stick]. (K.) طُلْمَةٌ A خُبْزَة, (S, K, TA,) [i. e. a cake of bread, or lump of dough,] baked in hot ashes in a hollow in the ground; what people [now] call a مَلَّة; but this is the name of the hollow itself: what is baked in this is [properly called] the طُلْمَة and خُبْزَة and مَلِيل: (S, TA:) pl. طُلَمٌ. (L, TA.) It is said in a prov., إِنَّ دُونَ الطَّلْمَةِ خَرْطَ قَتَادِ هُوْبَرَ (Meyd, TA) [i. e. Before the attainment of the cake of bread baked in hot ashes is the stripping of the leaves, by grasping each branch and drawing the hand down it, of the tragacanth of Howbar]: the طُلْمَة is the cake of bread that is put in hot ashes; and Howbar is a place abounding with the tragacanth: the prov. is applied in relation to a thing that is unattainable. (Meyd.) طُلَّامٌ The [tree called] تَنُّوم [q. v.]; which is [erroneously said to be] hemp-seed (حَبُّ الشَّهْدَانِجِ). (K.) مِطْلَمَةٌ The implement with which bread is expanded. (KL.) طلو and طلى 1 طَلَوْتُ الطّلَا, (S, TA,) or الطَّلِىَّ, aor. ـْ (TA;) and طَلَيْتُهُ, (S, K, TA,) aor. ـْ inf. n. طَلْىٌ; (TA;) I tied the young lamb or kid, (S, K, * TA,) by its leg, (S, TA,) to a peg, or stake; (TA;) and confined, restrained, or withheld, it. (S.) And طَلَيْتُ الشَّىْءَ I confined, restrained, or withheld, the thing. (S, K, * TA.) A2: طَلَيْتُهُ بِهِ, (S, Mgh, Msb,) aor. ـْ (Msb,) inf. n. طَلْىٌ, (S, Msb,) I daubed, bedaubed, smeared, or besmeared, it; (Mgh;) [rubbed, or did, it over; anointed, painted, varnished, plastered, coated, overspread, or overlaid, it; with it; i. e. with any fluid, semifluid, liniment, unguent, or the like; as, for instance,] with oil, (S,) or tar, (Mgh,) or clay, or mud, (Msb,) &c. (S, Mgh, Msb.) You say, طَلَى البَعِيرَ الهِنَآءَ, and بِالهِنَآءِ, [the latter of which is the more common,] aor. ـْ (K,) inf. n. as above, (TA,) He daubed, bedaubed, smeared, or besmeared, the camel with tar; as also ↓ طلّاهُ, [but app. in an intensive sense, or relating to several objects,] (K, TA,) inf. n. تَطْلِيَةٌ. (TA.) [And طَلَاهُ بِالذَّهَبِ He gilded it. And طَلَاهُ بِالفِضَّةِ He silvered it.] b2: Hence, طَلَى اللَّيْلُ الآفَاقَ (tropical:) The night covered [with its darkness] the adjacent regions, or the tracts of the horizon; like as when a camel is daubed with tar. (TA.) b3: And طَلَى, aor. ـْ (assumed tropical:) He reviled [another], or vilified [him]; (TA;) as also ↓ طلّى, (K, * TA,) inf. n. تَطْلِيَةٌ; (K;) or تَطْلِيَةٌ signifies the reviling, or vilifying, in a foul manner. (IAar, TA.) b4: And طَلَى

البَقْلُ (assumed tropical:) The herbs, or leguminous plants, appeared upon the surface of the earth [as though they overspread it with a coating of colour]. (TA.) A3: طَلِىَ فُوهُ, aor. ـْ inf. n. طَلًا, His mouth had a yellowness in the teeth. (S, TA.) طَلًا [in relation to the mouth but in a somewhat different sense] is mentioned in the K in art. طلو and not in art. طلى; but it belongs to both of these. (TA.) 2 1َ2َّ3َ see the preceding paragraph, in two places. b2: طَلَّيْتُ فُلَانًا, (S,) inf. n. تَطْلِيَةٌ, (S, K,) signifies also I tended, or took care of, such a one in his sickness; undertook, or managed, or superintended, the treatment of him therein. (S, K, * TA.) A2: And التَّطْلِيَةُ also signifies The act of singing. (AA, K.) 4 اطلت She (a wild animal) had with her a young one, which is termed طَلًا. (IKtt, TA.) A2: اطلى (said of a man, S, TA, and of a camel, TA) He had an inclining of the neck (S, K, TA) towards one side when said of a man, (TA,) on the occasion of death, (S, K, TA,) or on some other occasion. (S, TA.) b2: Hence, (IAth, TA,) مَا أَطْلَى نَبِىٌّ قَطُّ, (K, TA,) occurring in a trad., (TA,) means مَا مَالَ إِلَى هَوَاهُ [i. e. (assumed tropical:) No prophet ever inclined to his natural desire]: (K, TA:) as some relate it, مَا اطَّلَى; but this is a mistake. (TA.) 5 تطلّى: see 8. b2: Also, (said of a man, TA,) He kept to diversion, sport, or play, and mirth. (K, TA.) 8 اِطَّلَى, (S, Mgh, Msb, K,) of the measure اِفْتَعَلَ, (S, Mgh, Msb,) and ↓ تطلّى, (S, K,) [He, or it, was, or became, daubed, bedaubed, smeared, or besmeared; rubbed, or done, over; anointed, painted, varnished, plastered, coated, overspread, or overlaid: or] he daubed, &c., himself: (S, * Mgh, Msb, K: *) بِهِ [with it]; (S, K;) i. e. [with any fluid, semifluid, liniment, unguent, or the like; as, for instance,] with oil, (S,) or tar, (Mgh, K,) or clay, or mud, (Msb,) &c. (S, Mgh, Msb.) 12 اِطْلَوْلَى He was good in speech: A2: and He was defeated, or put to flight. (IAar, TA in art. خلى.) طَلًا The young one of any of the cloven-hoofed animals: (S, TA: [in the latter of which is added, as from the S, وَالخُفِّ; but this is app. a mistake:]) or the young one of the gazelle, when just born: (M, Msb, K: [see شَصَرٌ:]) and the youngling, of any kind; as also ↓ طَلْوٌ; (K, TA;) which latter is mentioned by IDrd; but expl. by him as meaning the young one of a wild animal: (TA:) and ↓ طِلْوَةٌ has this last meaning (K, TA) likewise accord. to IDrd: (TA:) the pl. [of pauc.] of طَلًا is أَطْلَآءٌ (S, Msb, K) and [of mult.] طِلَآءٌ (K) and طُلِيٌّ (K, TA, but omitted in the CK) and طِلِىٌّ (Lth, TA) and طُلْيَانٌ (K) and طِلْيَانٌ. (Lth, K.) [See also طَلِىٌّ.]

b2: [And, accord. to Freytag (in art. طلى), An infant until a month old or more: but for this he has named no authority.]

A2: And The person; syn. شَخْصٌ. (S, K.) So in the saying, إِنَّهُ لَجَمِيلُ الطَّلَا [Verily he is goodly, or comely, in person]. (S.) A3: Also Daubed, or smeared, (↓ مَطْلِىٌّ,) with tar. (S, K.) [See also طَلْيَآءُ.]

b2: And A man having a severe disease: (K, TA:) having no dual nor pl., or, as some say, (TA,) the pl. is أَطْلَآءٌ, and the dual is طَلَيَانِ. (K, TA.) [See also مُطَلًّى.]

A4: And Desire; syn. هَوًى. (K, TA.) So in the saying, قَضَى

طَلَاهُ مِنْ حَاجَتِهِ [He accomplished his desire of that which he wanted]. (K, TA.) [Or, as Freytag says, on the authority of the Deewán of the Hudhalees, accord. to some it signifies Pleasure (voluptas): and accord. to others, thirst. But see طِلًا.] b2: See also طُلَاوَةٌ, in two places.

A5: And see also طِلَآء, last sentence.

طِلًا Pleasure, or delight. (K.) A2: See also طِلَآءٌ.

طَلْوٌ: see طَلًا, first sentence.

طِلْوٌ The wolf. (K.) b2: And A hunter, or pursuer of wild animals or the like, slender in body: (Aboo-Sa'eed, K, TA: [in the CK, القابِضُ is erroneously put for القَانِصُ:]) said to be [so called as being] likened to the wolf. (Aboo-Sa'eed, TA.) Et-Tirimmáh says, صَادَفَتْ طِلْواً طَوِيلَ الطَّوَى

حَافِظَ العَيْنِ قَلِيلَ السَّآمْ [She, or they, (app. referring to one or more of the objects of the chase,) encountered a hunter slender in body, a long endurer of hunger, one whom sleep did not overcome, little, or seldom, subject to disgust]. (Aboo-Sa'eed, TA.) A2: See also طِلَآءٌ, last sentence.

طُلَاةٌ (S, K, TA) accord. to AA and Fr, (S, TA,) and so says Sb on the authority of Abu-lKhattáb, (TA,) or ↓ طُلْيَةٌ (S, K, TA) accord. to As, (S, TA,) each with damm, (TA,) is sing. of طُلًا or طُلًى; which signifies Necks: (S, K:) or the bases of the necks: (M, K:) or the broad part [or parts] beneath the protuberant bone behind the ear: or, accord. to ISk, the sides of the neck: Sb says that طُلَاةٌ and طُلًا are of the class of رُطَبَةٌ, and رُطَبٌ, not of the class of تَمْرَةٌ and تَمْرٌ: (TA:) [but see art. رطب, in which it is said, as on the authority of Sb, that رُطَبٌ is not a broken pl. of رُطَبَةٌ, being masc. like تَمْرٌ:] ↓ طُلْوَةٌ, also, signifies the side of the neck, as a dial. var. of [طُلَاةٌ or of] طُلْيَةٌ. (TA.) طُلْوَةٌ The whiteness of the dawn, (K, TA,) and of blossoms, or flowers. (TA.) A2: See also طُلَاةٌ.

طِلْوَةٌ: see طَلًا: A2: and see also طِلآءٌ, last sentence.

طَلْيَةٌ A single act of daubing or smearing or the like: pl. طَلَيَاتٌ. (Mgh.) b2: See also طِلَآءٌ, last sentence.

طُلْيَةٌ: see طُلَاةٌ.

A2: Also A portion, tuft, or wisp, of wool, with which mangy camels are daubed [with tar]; also called رِبْذَةٌ: whence the saying, مَا يُسَاوِى طُلْيَةً [It is not worth a طلية]. (TA.) b2: See also طَلْيَآءُ. b3: And see طِلَآءٌ, last sentence.

طَلْيَآءُ A she-camel daubed, or smeared, (↓ مَطْلِيَّةٌ, K, TA,) with tar. (TA.) [See also طَلًا.] b2: And A mangy she-camel: (K:) app. so called because the she-camel is not daubed, or smeared, [with tar] unless mangy. (TA.) b3: And The rag of a menstruous woman: (K, TA:) whence the prov., أَهْوَنُ مِنَ الطَّلْيَآءِ [More despicable than the طلياء]: or, accord. to IAar, this is called ↓ طُلْيَةٌ. (TA.) b4: [In some copies of the K, this word is erroneously put for طَلِيَّا, q. v.]

طُلَوَآءُ: see طُلْوَانٌ.

A2: Also [The green substance that overspreads stale water, called]

طُحْلُب; and so ↓ طُلَاوَةٌ. (Sgh, TA.) طَلْوَانٌ: see طُلَاوَةٌ.

طُلْوَانٌ and ↓ طَلَوَانٌ and ↓ طُلَوَآءُ [or app. the last only accord. to some copies of the K] Expectation: and slowness, or tardiness; as also ↓ طَلَاوَةٌ, (K, TA,) with fet-h. (TA.) See also طُلَاوَةٌ.

طَلَوَانٌ: see the next preceding paragraph: and see also طُلَاوَةٌ.

طِلْيَانٌ: see طَلِىٌّ.

طَلَيَانٌ: see طُلَاوَةٌ.

طُلَآءٌ The coat upon the surface of blood. (K.) [See also طُلَاوَةٌ. And see طُلَّآءٌ.]

طِلَآءٌ Tar: and anything (S, Mgh, Msb, K) of the like kind (Mgh, Msb) with which one daubs or smears or the like; [i. e. any fluid, semifluid, liniment, unguent, oil, varnish, plaster, or the like, with which a thing is daubed, smeared, rubbed or done over, anointed, painted, varnished, plastered, coated, overspread, or overlaid;] (S, Mgh, Msb, K;) as also ↓ طُلَاوَةٌ, which by rule should be ↓ طُلَايَةٌ, for it is from طَلَيْتُ. (TA, in which طُلَايَةٌ is afterwards mentioned as having the same meaning.) b2: And, as being likened thereto, (assumed tropical:) Any thick beverage or wine: (Mgh:) expressed juice of grapes cooked until the quantity of two thirds has gone by evaporation; (S, A, Mgh;) called by the Persians مَيْبُخْتَج [or مَىْ

پُخْتَه]; called by the Arabs طِلَآء as being likened to tar: (A, Mgh: *) or thick expressed juice, or wine, cooked until half of it has gone: (K:) in a verse of Ibn-Sukkarah, shortened to ↓ طِلًا, for the sake of the metre. (Har p. 302.) b3: and (assumed tropical:) Wine [in an absolute sense] (S, K) is thus called by some of the Arabs, for the purpose of euphemism. (S.) 'Obeyd Ibn-El-Abras said to El-Mundhir when he [the latter] desired to slay him, هِىَ الخَمْرُ تُكْنَى الطِّلَآءَ كَمَا الذِّئْبُ يُكْنَى أَبَا جعْدَةَ [It is wine: it is surnamed الطلآء like as the wolf is surnamed ابو جعدة]: i. e. thou pretendest to show honour to me while desiring to slay me; like the wolf, whose acting is not good though his surname is good: (S:) or, as cited by IKt, عَنِ الخَمْرِ تَكْنِى الطِّلَآءَ: and in the M, هَىِ الخَمْرُ يَكْنُونَهَا بِالٰطِّلَآءِ [forming a hemistich; the words كَمَا الذِّئْبُ الخ, cited above, completing the verse]. (TA.) b4: And (assumed tropical:) The ashes between the three stones upon which the cooking-pot is placed: so called by way of comparison [to tar]. (TA.) b5: And Pure silver. (TA.) b6: And (assumed tropical:) Revilement, or reproach. (K.) A2: Also The cord with which the leg of the lamb, or kid, is tied (S, K) to a peg, or stake; (S;) and so ↓ طِلْوٌ and ↓ طِلْوَةٌ: (TA:) or the string with which the leg of the kid is tied as long as he is little; (Lh, TA;) and so ↓ طُلْيَةٌ and ↓ طَلْيَةٌ and ↓ طَلًى [or طَلًا]. (TA.) طَلِىٌّ Confined, restrained, or withheld; [and particularly tied by the leg, as is shown by what follows;] as also ↓ مَطْلِىٌّ. (S. b2: And A young lamb or kid: (ISk, S, K:) so called because it is tied by the leg for some days to a peg, or stake: (ISk, S:) pl. طُلْيَانٌ; like رُغْفَانٌ, (ISk, S, K,) pl. of رَغِيفٌ: (ISk, S:) it is thus pluralized like a subst. because it is an epithet in which the quality of a subst. is predominant. (AAF, TA.) [See also طَلًا.] b3: [Hence الطَّلِىُّ meaning (assumed tropical:) The sign of Aries: see an ex. voce حَمَلٌ.]

A2: Also A yellowness in the teeth; and so ↓ طِلْيَانٌ: like صَبِىٌّ and صِبْيَانٌ [in form]. (S.) [See also طُلَاوَةٌ.]

طَلَاوَةٌ: see the next paragraph, in two places: A2: and see also طُلْوَانٌ.

طُلَاوَةٌ, and ↓ طَلَاوَةٌ, (Az, S, ISd, Msb, K,) the former preferred by Az, (TA, and this, only, mentioned in the Mgh,) and ↓ طِلَاوَةٌ, (K,) Beauty, goodliness, grace, comeliness, or pleasingness: (Az, * ISd, * S, Mgh, Msb, * K:) ISd says, it is in that which has growth and that which has not growth. (TA.) One says, عَلَيْهِ طُلَاوَةٌ [Upon him, or it, is an appearance of beauty, &c.]. (Msb.) and مَا عَلَيْهِ طُلَاوَةٌ [There is not upon him, or it, &c.]. (S.) And إِنَّ لِلْقُرْآنِ لَطُلَاوَةً [Verily to the Kur-án pertains beauty, &c.]. (Mgh, from a trad.) and مَاعَلَى وَجْهِهِ حَلَاوَةٌ وَلَا طُلَاوَةٌ [There is not upon his face an appearance of sweetness nor an appearance of beauty, &c.]. (TA.) b2: Also, (K,) or the first, with damm, (TA,) Enchantment, or fascination: (K:) a meaning mentioned by ISd. (TA.) A2: And (the first, TA) The thin skin that overspreads the surface of milk, (T, ISd, K, TA,) as also ↓ طُلَايَةٌ, (Kr, TA,) or of blood. (ISd, K, TA. [See also طُلَآءٌ.]) b2: And Remains of food in the mouth. (Lh, K, TA.) b3: And Saliva becoming dry (K, TA) and thick (TA) in the mouth, by reason of some accident, (K, TA,) or, as in the M, from thirst, (TA,) or disease; (K, TA;) the first and ↓ second have this meaning; (TA;) as also ↓ طَلًا (K) [and app. ↓ طُلْوَانٌ and ↓ طَلَوَانٌ also accord. to the copies of the K followed in the TA; but see طُلْوَنٌ above]: it is also said that ↓ طَلْوَانٌ, with fet-h, signifies saliva becoming dry upon the teeth from hunger; and has no pl.: ↓ طَلًا is the inf. n. of طَلِىَ فُوهُ: and signifies also a whiteness that comes upon the teeth from disease or thirst; and so ↓ طَلَيَانٌ. (TA.) [See also طَلِىٌّ.] b4: For other meanings of طُلَاوَةٌ, see طُلَوَآءُ, b5: and طِلَآءٌ. b6: It signifies also A small quantity of herbage or pasture. (TA.) طِلَاوَةٌ: see طُلَاوَةٌ, first sentence.

طُلَايَةٌ: see طِلَآءٌ: b2: and see also طُلَاوَةٌ.

طَلِيَّا, thus correctly, as written by Sgh in the TS, not, as in the copies of the K, طَلْيَا [or طَلْيَآء], (TA,) The mange, or scab. (K, TA.) And A certain purulent pustule, [or eruption,] resembling the قُوبَآء [or ringworm], (K, TA,) that comes forth in a man's side; whereupon one says to him, “It is only قوبآء, and not طليّا; ” thus making light of it to him. (TA.) طُلَّى A draught of milk: (K:) but this is of the measure فُعْلَى, belonging to art. طل. (TA. [See طُلَّةٌ in that art.]) طَلَّآءٌ A seller of the thickened juice called طِلَآء. (MA.) طُلَّآءٌ Blood, (A'Obeyd, S, K, TA,) itself; applied to that of a slain person: or, accord. to Aboo-Sa'eed, a thing [or fluid] that comes forth after the flow of the blood, differing from blood in colour, on the occasion of the exit of the soul of the slaughtered animal: and the blood with which one daubs, or smears. (TA.) [See also طُلَآءٌ.]

طَالٍ A water to which camels come to drink overspread with [the green substance called] طُحْلُب [and طُلَوَآء]. (K, TA.) b2: And (tropical:) A dark night: (AA, K, TA:) as though it smeared [with tar] the forms, or persons, of men, and obscured them. (AA, TA.) مِطْلًى: see what next follows.

مِطْلَآءٌ (S, K) and ↓ مِطْلًى (K) A narrow tract of ground in which water flows: (K:) or soft ground that gives growth to the trees called عِضَاه, (as in the S and in some copies of the K,) or غَضًا: (so in other copies of the K and in copies of the T and M:) and المَطَالِى, which is the pl. [of the latter, or المَطَالِىُّ pl. of the former], signifies the soft places: (TA:) or the places in which the wild animals feed their younglings: (S, K, TA:) so it is said. (S.) مَطْلِىٌّ: see طَلِىٌّ: A2: see also طَلًا; and see the fem., with ة, voce طَلْيَآءُ. b2: [Hence,] أَمْرٌ مَطْلِىٌّ (assumed tropical:) A dubious and obscure affair, or case: as though it were smeared over with that which involved it. (TA.) b3: And عُودٌ مَطْلِىٌّ (assumed tropical:) A stick, or rod, or branch, not stript of the peel or bark. (TA.) مُطَلًّى Having a constant, or chronic, disease, (K, TA,) and bent thereby. (TA.) [See also طَلًا.] b2: And Imprisoned without hope of liberation. (K.)
ط ل م

لما أقبل الليل بظلمته، أقبل بطلمته؛ وهي الخبزة.
طلم
الطلْمَةُ: الخُبْزَةُ. والتطْلِيْمُ: ضَرْبُكَها لتَنْفُضَ ما عليها من الرمَادِ.

أضض

أ ض ض

ما كان سبب شرادهم وارفضاضهم، إلا الثقة بمصادهم وإضاضهم، وهو المجأ. قال:

لأنعتن نعامة ميفاضاً ... خرجاء ظلّت تبتغي الإضاضا
[أضض] الاضاض بالكسر: الملجأ. قال الراجز: لانعتن نعامة ميفاضا * خرجاء ظلت تطلب الاضاضا * ويقال: أَضَّني إليك كذا يَؤُضُّني ويَئِضُّني أي ألجأني واضطَرَّني. وائْتَضَّ إليه ائتضاضا، أي اضطر إليه. قال الراجز :

وهى ترى ذا حاجة مؤتضا * أي مضطرا.

أضض: الأَضُّ: المشقَّة؛ أَضَّه الأَمرُ يَؤُضُّه أَضّاً: أَحزنه

وجَهَدَه. وأَضَّتْنى إِليك الحاجةُ تَؤُضُّني أَضّاً: أَجْهَدَتْني،

وتَئِضُّني أَضّاً وإِضَاضاً: أَلْجَأَتْني واضطرتْني. والإِضَاضُ، بالكسر:

المَلجأ؛ قال:

لأَنْعَتَنْ نَعامةً مِيفاضا

خَرْجاءَ، تَغْدُو وتطلُبُ الإِضَاضا

أَي تطلب ملجأً تلجأُ إِليه. وقد ائْتَضَّ فلانٌ إِذا بلغ منه المشقة،

وائْتَضَّ إِليه ائْتِضاضاً أَي اضطر إِليه؛ قال رؤبة:

دايَنْــتُ أَرْوَى، والدُّيون تُقْضَى،

فَمَطَلَتْ بَعْضاً، وأَدَّتْ بَعْضا،

وهي تَرى ذا حاجةٍ مُؤْتَضَّا

أَي مضطراً مُلْجأً؛ قال ابن سيده: هذا تفسير أَبي عبيد، قال: وأَحسن من

ذلك أَن تقول أَي لاجئاً مُحتاجاً، فافهم. وناقةٌ مُؤْتَضَّةٌ إِذا

أَخذها كالحُرقة عند نتاجها فَتَصَلَّقت ظَهْراً لبطنٍ ووجدت إِضاضاً أَي

حُرْقةً.

والأَضُّ: الكسر كالعَضِّ، وفي بعض نسخ الجمهرة كالهَضّ.

أض ض

أَضّهُ الأَمْرُ يَؤضُّه أضّا أَحْزَنَه وجَهَدَه وأضَّتْنِي إليك الحاجةُ تَؤُضُّنِي وتَئِضُّنِي أضّا وإضَاضاً قال

(لأَنْعَتَنَّ نَعامةَ مِيفَاضاً ... خَرْجَاءَ تَعْدُو وتَطْلُبُ الإِضَاضَا)

وقد ائْتَضَّ قال رُؤبةُ

(وَهْيَ تَرَى ذَا حاجةٍ مُؤْتَضَّا ... )

أي مُضْطَراً مُلْجأ هذا تَفْسِيرُ أبي عُبَيْدٍ وأَحْسَنُ من ذلك أن يَقُولَ أيْ لاجِئاً مُحْتاجاً فافْهَمْ والأَضُّ الكَسْرُ كالعَضِّ وفي بعضِ نُسَخِ الجَمْهرة كالهَضِّ

الضاد والواو ض و

والضَّوَّةُ الصَّوْتُ والجَلَبَةُ والضوَّة من الأرضِ كالصُّوَّة وليس بِثَبْتٍ والضّوْضَاةُ والضّوْضاء الأصواتُ المُخْتَلفةُ والجَلبة قال الحارثُ بن حِلِّزَةَ

(أجْمَعُوا أَمْرَهُم عِشَاءً فلمّا ... أصْبَحُوا أَصْبَحَتْ لهم ضَوْضَاءُ)

وعندي أن ضَوْضاء هاهنا فَعْلاء ضَوْضَيت ضَوضَاءً وضيِضاءً ورَجُلٌ ضُواضِيةٌ داهِيةٌ مُنْكَرٌ 

الفرس

وهم أعند الأمم، وأوسطهم دارا، وكانوا في أول أمرهم موحدين على دين نوح - عليه السلام -، إلى أن تمذهب طهمورث بمذهب الصابئين، وقسر الفرس على التشريع به، فاعتقدوه نحو ألف سنة، إلى أن تمجسوا جميعا، بسبب زرادشت، ولم يزالوا على دينه قريبا من ألف سنة، إلى أن انقرضوا، ولخواصهم عناية: بالطب، وأحكام النجوم، ولهم أرصاد ومذاهب في حركاتها.
واتفقوا على أن: أصح المذاهب في الأدوار مذهب الفرس، ويسمى: سني أهل فارس، وذلك في أن مدة العلم عندهم جزء من اثني عشر من مدة السند هند، وهي أن السيارات وأوجاتها، وجوزهراتها، تجتمع كلها في رأس الحمل، في كل ستة وثلاثين مرة: مائة ألف سنة شمسية، ولهم في ذلك: كتب جليلة.
وفي كتاب (الفهرس) يقال: إن أول من تكلم بالفارسية: كيومرث، وتسمية الفرس: (كل شاه)، أي: ملك الطين، وهو: عندهم آدم أبو البشر - عليه الصلاة السلام -.
وأول من كتب بالفارسية: بيوراسب، المعروف: بالضحاك؛ وقيل: فريدون.
قال ابن عبدوس، في (كتاب الوزراء) : كانت الكتب والرسائل قبل ملك كشتاسب قليلة، ولم يكن لهم اقتدار على بسط الكلام، وإخراج المعاني من النفوس، ولما ملك ظهر زرادشت صاحب شريعة المجوس، وأظهر كتاب: (القحيب) (العجيب) بجميع اللغات، وأخذ الناس يتعلم الخط، والكتاب، فزادوا ومهروا.
وقال ابن المقفع: لغات الفارسية: الفهلوية، والدرية، والفارسية، والخوزية، والسريانية.
أما الفهلوية: فمنسوبة إلى فهلة: اسم يقع على خمسة بلدان، وهي: أصبهان، والري، وهمذان، وماء نهاوند، وأذربيجان.
وأما الدرية: فلغة المــداين، وبها كان يتكلم من بباب الملك، وهي: منسوبة إلى الباب، والغالب عليها من لغة أهل خراسان، والمشرق: لغة أهل بلخ.
وأما الفارسية: فيتكلم بها الموابذة، والعلماء، وهي: لغة أهل فارس.
وأما الخوزية: فبها كان يتكلم الملوك، والأشراف، في الخلوة مع حاشيتهم.
وأما السريانية: فكان يتكلم بها أهل السواد والمكاتبة في نوع من اللغة بالسرياني فارسي.
وللفرس: ستة أنواع من الخطوط، وحروفهم مركبة من: أبجد، هوزي، كلمن سف رش ثخذ غ، فالتاء المثناة، والحاء المهملة، والصاد، والضاد، والطاء، والظاء، والعين، والقاف، سواقط.

المدَائِنُ

المدَائِنُ:
قال بطليموس: طول المدائن سبعون درجة وثلث، وعرضها ثلاث وثلاثون درجة وثلث، بالفتح جمع المدينة، تهمز ياؤها ولا تهمز، إن أخذت من دان يدين إذا أطاع لم تهمز إذا جمع على مــداين لأنه مثل معيشة وياؤه أصلية، وإن أخذت من مدن بالمكان إذا أقام به همزت لأن ياءها زائدة فهي مثل قرينة وقرائن وسفينة وسفائن، والنسبة إليها مدائنيّ وإنما جاز النسبة إلى الجمع بصيغته لأنه صار علما بهذه الصيغة وإلّا فالأصل أن يردّ المجموع إلى الواحد ثم ينسب إليه، والنسبة إلى مدينة الرسول، صلّى الله عليه وسلّم، مدنيّ وربما قيل مدينيّ، والنسبة إلى مدينة أصبهان مدينيّ لا غير وربما نسب إلى غيرها هذه النسبة كبغداد ومرو ونيسابور والمدائن العظام، قال يزدجرد بن مهبندار الكسروي في رسالة له عملها في تفضيل بغداد فقال في تضاعيفها ولقد كنت أفكر كثيرا في نزول فقال في نزول الأكاسرة بين أرض الفرات ودجلة فوقفت على أنهم توسطوا مصبّ الفرات في دجلة هذا ان الإسكندر لما سار في الأرض ودانت له الأمم وبنى المدن العظام في المشرق والمغرب رجع إلى المدائن وبنى فيها مدينة وسوّرها وهي إلى هذا الوقت موجودة الأثر وأقام بها راغبا عن بقاع الأرض جميعا وعن بلاده ووطنه حتى مات، قال يزدجرد: أما أنوشروان بن قباذ وكان أجلّ ملوك فارس حزما ورأيا وعقلا وأدبا فإنه بنى المدائن وأقام بها هو ومن كان بعده من ملوك بني ساسان إلى أيام عمر بن الخطّاب، رضي الله عنه، وقد ذكر في سير الفرس أن أول من اختطّ مدينة في هذا الموضع أردشير بن بابك، قالوا: لما ملك البلاد سار حتى نزل في هذا الموضع فاستحسنه فاختطّ به مدينة، قال: وإنما سميت المدائن لأن زاب الملك الذي بعد موسى، عليه السّلام، ابتناها بعد ثلاثين سنة من ملكه وحفر الزوابي وكوّرها وجعل المدينة العظمى المدينة العتيقة، فهذا ما وجدته مذكورا عن القدماء ولم أر أحدا ذكر لم سمّيت بالجمع والذي عندي فيه أن هذا الموضع كان مسكن الملوك من الأكاسرة الساسانية وغيرهم فكان كلّ واحد منهم إذا ملك بنى لنفسه مدينة إلى جنب التي قبلها وسماها باسم، فأولها المدينة العتيقة التي لزاب، كما ذكرنا، ثم مدينة الإسكندر ثم طيسفون من مدائنها ثم اسفانبر ثم مدينة يقال لها رومية فسميت المدائن بذلك، والله أعلم، وكان فتح المدائن كلها على يد سعد بن أبي وقّاص في صفر سنة 16 في أيام عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، قال حمزة: اسم المدائن بالفارسية توسفون وعرّبوه على الطيسفون والطيسفونج وإنما سمّتها العرب المدائن لأنها سبع مدائن بين كل مدينة إلى الأخرى مسافة قريبة أو بعيدة، وآثارها واسماؤها باقية، وهي: اسفابور ووه أردشير وهنبو شافور ودرزيندان ووه جنديوخسره ونونيافاذ وكردافاذ، فعرّب اسفابور على اسفانبر، وعرّب وه أردشير على بهرسير، وعرب هنبو شافور على جنديسابور، وعرب درزيندان على درزيجان، وعرب وه جنديوخسره على رومية، وعرب السادس والسابع على اللفظ، فلما ملك العرب ديار الفرس واختطت الكوفة والبصرة انتقل إليهما الناس عن المدائن وسائر مدن العراق ثم اختط الحجاج واسطا فصارت دار الإمارة، فلما زال ملك بني أميّة اختط المنصور بغداد فانتقل إليها الناس ثم اختط المعتصم سامرّا فأقام الخلفاء بها مدّة ثم رجعوا إلى بغداد فهي الآن أم بلاد العراق، فأما في وقتنا هذ فالمسمى بهذا الاسم بليدة شبيهة بالقرية بينها وبين بغداد ستة فراسخ وأهلها فلّاحون يزرعون ويحصدون والغالب على أهلها التشيّع على مذهب الإمامية، وبالمدينة الشرقية قرب الإيوان قبر سلمان الفارسي، رضي الله عنه، وعليه مشهد يزار إلى وقتنا هذا، وقال رجل من مراد:
دعوت كريبا بالمدائن دعوة، ... وسيرت إذ ضمّت عليّ الأظافر
فيال بني سعد علام تركتما ... أخا لكما يدعوكما وهو صابر
أخا لكما إن تدعواه يجبكما، ... ونصركما منه إذا ريع فاتر
وقال عبدة بن الطيب:
هل حبل خولة بعد الهجر موصول، ... أم أنت عنها بعيد الدار مشغول؟
وللأحبّة أيّام تذكّرها، ... وللنّوى قبل يوم البين تأويل
حلّت خويلة في دار مجاورة ... أهل المدائن فيها الديك والفيل
يقارعون رؤوس العجم ظاهرة ... منها فوارس لا عزل ولا ميل
من دونها، لعتاق العيس إن طلبت، ... خبت بعيد نياط الماء مجهول
وقال رجل من الخوارج كان مع الزبير بن الماخور وكانوا أوقعوا بأهل المدائن فقال:
ونجّى يزيدا سابح ذو علالة، ... وأفلتنا يوم المدائن كردم
وأقسم لو أدركته إذ طلبته ... لقام عليه من فزارة مأتم
والمدائن أيضا: اسم قريتين من نواحي حلب في نقرة بني أسد، إليها فيما أحسب ينسب أبو الفتح أحمد ابن علي المدائني الحلبي، قرأت بخط عبد الله بن محمد ابن سنان الخفاجي الحلبي على جزء من كتاب الحيوان للجاحظ: ابتعته من تركة أبي الفتح أحمد المدائني في جمادى الآخرة سنة 459.

رُوِيَ

(رُوِيَ) تزَود بِالْمَاءِ وَفُلَان فِي الْأَمر نظر فِيهِ وتفكر وَفُلَانًا أرواه (فِي معنييها)
(رُوِيَ) من المَاء وَنَحْوه ريا وَرُوِيَ شرب وشبع وَيُقَال روى الشّجر والنبت تنعم فَهُوَ رَيَّان وَهِي ريا وريانة (ج) رواء
رُوِيَ
: (ى} رَوِيَ من الماءِ واللَّبَنِ، كرَضِيَ، {رَيّاً} ورِيّاً) ، بالكسْرِ والفتْحِ. ( {ورَوَى) ؛ هُوَ فِي النُّسخِ هَكَذَا بفتْحِ الَّراءِ والواوِ على أنَّه فِعْلٌ ماضٍ، والصَّوابُ} رِوىً مِثْل رَضِي رضَا، كَمَا هُوَ نصُّ الصِّحاحِ والمُحْكَم؛ ( {وتَرَوَّى} وارْتَوَى) : كلُّ ذلكَ (بِمَعْنًى) واحِدٍ.
(و) {رَوِيَ (الشَّجَرُ) مِن الماءِ} ريّاً: (تَنَعَّمَ، {كتَرَوَّى، والاسمُ} الرِّيُّ بالكسْرِ) .
قَالَ شيْخُنا: هَذَا هُوَ المَشْهورُ فِي الدَّواوِين اللّغَويَّة، وحكَى الشامِيُّ فِي سيرتِه بالفتْحَ أَيْضاً.
(و) قد (! أَرْواني) ، وَمِنْه قوْلُهم للناقَةِ الغَزيرَةِ: هِيَ {تُرْوِي الصَّبِيَّ لأنَّه ينامُ أَوَّل الليلِ؛ فيُرِيدُون أَنَّ درَّتَها تَعْجَلُ قَبْلَ نَوْمِه.
(وَهُوَ} رَيَّانٌ، وَهِي {رَيّا، ج} رِواءٌ) . يقالُ: رَجُلٌ {رَيَّانٌ، ونَباتٌ} رَيَّانٌ، وشَجَرٌ {رِواءٌ؛ قالَ الأعْشى:
طَرِيقٌ وجَبَّارٌ} رِواءٌ أُصُولُه
عَلَيْهِ أَبَابيلٌ مِنَ الطَّيْرِ تَنْعَبُقالَ الجوهريُّ: وَلم تُبْدل مِنَ الياءِ وَاو لأنَّها صفَةٌ، وإنَّما يُبْدلون الياءَ فِي فَعْلَى إِذا كانَت اسْماً وَالْيَاء مَوْضِع اللَّام، كقَوْلكَ شَرْوَى هَذَا الثَّوْبِ، وإنَّما هِيَ من شَرَبْتُ، وتَقْوَى، وإنَّما هِيَ مِن التَّقِيَّةِ، وَإِن كَانَت صفَةً تَرَكُوها على أَصْلِها، قَالُوا: امْرأَةٌ خَزْيا ورَيَّا، وَلَو كَانَت {رَيَّا اسْماً لكانتْ رَوَّا لأنَّك تبدل الأَلفَ واواً مَوْضِع اللَّام وتَتْرك الواوَ الَّتِي هِيَ عَيْن فَعْلَى على الأصْلِ؛ وقَوْل أَبي النَّجْم:
واهاً} لرَيّاً ثمَّ واهاً واها إنَّما أَخْرَجَه على الصفَّةِ، انتَهَى.
قُلْتُ: وأَصْلُه كَلامُ سِيْبَوَيْه فِي الكِتابِ، وَقد نقلَهُ ابنُ سِيدَه أَيْضاً فِي المُحْكَم مَعَ زيادَةٍ وإيضاحٍ.
(وماءٌ {رَوِيٌّ} ورِوًى {ورَواءٌ، كغَنِيِّ وإِلَى وسَماءٍ) ؛ أَي (كثيرٌ مُرْوٍ) ؛ كَمَا فِي المُحْكَم.
وَفِي الصِّحاحِ: ماءٌ} رَواءٌ عَذْبٌ؛ قالَ الزَّفيان:
يَا إبلي ماذامُه فَتَأْبَيْهْ
ماءٌ {رواءٌ ونَصِيٌّ حَوْلَيْه ْوإذا كَسَرْت الراءَ قَصَرْته وكَتَبْته بالياءِ فقلْتَ ماءٌ} رِوىً، ويقالُ: هُوَ الَّذِي فِيهِ للوارِدَةِ {رِيٌّ.
وَفِي التَّهذيبِ: ماءٌ} رَواءٌ! ورِوىً، إِذا كَانَ يَصْدُرُ من يَرِدُه عَن {رِيَ، وَلَا يكونُ هَذَا إلاَّ صفَة لأعْدادِ المِياهِ الَّتِي لَا تَنْزَحُ وَلَا يَنْقَطِع ماؤُها؛ وأَنْشَدَ ابنُ سِيدَه:
تَبَشَّرِي بالرِّفْهِ والماءِ} الرِّوَى
وفَرَحٍ مِنْكِ قَرِيب قد أَتَى وقالَ الحُطَيْئة:
أَرَى إِبِلي بجَوْفِ الماءِ حَلَّتْ
وأَعْوَزَها بِهِ الماءُ {الرِّواءُ (} والرَّاوِيَةُ: المَزادَةُ فِيهَا الماءُ.
(و) يُسَمَّى (البَعِيرُ والبَغْلُ والحِمارُ) الَّذِي (يُسْتَقَى عَلَيْهِ) {رَاوِيَة على تَسْمِية الشيءِ باسْمِ غيرِهِ لقرْبه مِنْهُ، هَذَا نَصّ ابنُ سِيدَه إلاَّ أَنَّه اقْتَصَر على البَعيرِ.
وَفِي التَّهْذيبِ:} الرَّاوِيَةُ البَعيرُ الَّذِي يُسْتَقَى عَلَيْهِ، ووِعاءُ الماءِ الَّذِي هُوَ المَزادَةُ إنَّما سُمِّي رَاوِيَة لمَكانِ البَعيرِ الَّذِي يَحْمِلها.
وَقَالَ الجوهريُّ: الرَّاوِيَةُ البَعيرُ أَو البَغْلُ أَو الحِمارُ الَّذِي يُسْتَقَى عَلَيْهِ، والعامَّةُ تُسَمِّي المَزادَة رَاوِية، وذلكَ جاِئرٌ على الاسْتِعارَةِ، والأَصْلُ مَا ذَكَرْنا.
وَفِي المِصْباح: {روى البَعيرُ الماءَ} يرْوِيه، مِن بابِ رَمَى، حَمَلَه فَهُوَ {رَاوِيَةٌ، الهاءُ فِيهِ للمُبالَغَةِ ثمَّ أُطْلِقَتْ} الرَّاوِيَةُ على كلِّ دابَّةٍ يُسْتَقَى الماءُ عَلَيْهَا.
قَالَ شيْخُنَا وظاهِرُ المصنِّفِ إطْلاقُ الرَّاوِيَةِ على الكُلِّ حَقِيقَة، وقيلَ: هِيَ حَقيقةٌ فِي الجَمَلِ مَجازٌ فِي المَزادَةِ، وقيلَ بالعكْسِ، وجَمْعُ {الرَّاوِيَةِ} الرَّوايا، قالَ أَبُو النَّجْم:
تَمْشِي من الرِّدَّةِ مَشْيَ الحُفَّلِ
مَشْيَ! الرَّوايا بالمَزادِ الأَثْقَلِوقالَ لبيدٌ: فتَوَلَّوْا فاتِراً مَشْيُهُمُ
{كرَوايا الطّبْعِ هَمَّتْ بالوَحَلْ (و) فِي المِصْباح: ومِن رَوَى البَعيرُ الماءَ} يَرْوِي قَوْلهم: ( {رَوَى الحدِيثَ} يَرْوِي {رِوايَةً) بالكَسْرِ؛ وَكَذَا الشِّعْر.
(} وتَرَوَّاهُ بِمعْنًى) حَمَلَه ونَقَلَهُ رجُلٌ رَاوٍ؛ قالَ الفَرَزْدق:
أَما كَانَ فِي مَعْدانَ والفيلُ شاغِلٌ
لعَنْبَسةَ {الرَّاوِي عليَّ القَصائِدا؟ وَفِي حديثِ عائِشَةَ: (} تَرَوَّوْا شِعْرَ حميد بن المُضَرِّبِ، فإنَّه يُعِينُ على البِرِّ.
وَفِي الصِّحاحِ: وتقولُ أَنْشِد القَصِيدَةَ يَا هَذَا، وَلَا تَقُلْ {ارْوِها إلاَّ أنْ تأْمرَهُ} بِروايَتِها، أَي اسْتظهارِها.
(وَهُوَ {رَاوِيَةٌ) للحدِيثِ والشِّعْرِ؛ الهاءُ (للمُبالَغَةِ) ، أَي كَثيرُ} الرِّوايَةِ.
(و) {رَوَى (الحَبْلَ) } رَيّاً: (فَتَلَهُ) أَو أَنْعَم فَتْلَه، ( {فَارْتَوَى.
(و) } رَوَى (على أَهْلِهِ ولَهم) {ريَّةً: (أَتَاهُم بالماءِ) ؛ نَقَلَهُ الجوهريُّ.
(و) رَوَى (على الرَّحْلِ) ، كَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ على الرَّجلِ كَمَا هُوَ نَصُّ الصِّحاحِ والمُحْكَم؛ (شَدَّهُ على البَعيرِ لِئَلاَّ يَسْقُط) .
ونَصّ المُحْكم: رَوَى على الرَّجُل شدَّهُ} بالرَّواءِ لئَلاَّ يَسْقُطَ عَن البَعيرِ من النَّوْم.
وَفِي الصِّحاحِ: {رَوَيْت على الرَّجُلِ: شَدَدْتُه على ظَهْرِ البَعيرِ لئَلاَّ يَسْقُطَ مِن غَلَبَةِ النَّوْم؛ قالَ الراجزُ:
إنِّي على مَا كانَ مِنْ تَخَدُّديودِقَّةٍ فِي عَظْم ساقي ويَدِي} أَرْوي على ذِي العُكَنِ الصَّفَنْدَدِ (و) {رَوَى (القَوْمَ) } يَرْوِي! ريَّةً: (اسْتَقَى لَهُم) ، نقَلَهُ الجوهريُّ عَن يَعْقوب. ( {ورَوَّيْتُه الشِّعْرَ) } تَرْوِيةً: (حَمَلْتُه على {رِوايَتِه) ، أَو} رَوَيْتُه لَهُ حَتَّى حَفِظَه {للرِّوايةِ عَنهُ؛ (} كأَرْوَيْتُه) ، أَي يُعَدّى؛ {رِوايَة الحدِيثِ والشِّعْر بالتَّضْعيفِ وبالهَمْزةِ.
(و) } رَوَّيْتُ (فِي الأمْرِ) {تَرْوِيَةً: (تَظَرْتُ وفَكَّرْتُ) بتَأَنَ، لُغَةٌ فِي رَوَّأْتُ ورَيَّأْتُ، عَن الأَزْهرِيِّ.
(والاسْمُ} الرَّوِيَّةُ) ، كغَنِيَّةٍ.
وَفِي الصِّحاحِ: {الرِّويَّةُ التَّفَكُّرُ فِي الأَمْرِ؛ جَرَتْ فِي كلامِهم غَيْر مَهْموزَةٍ.
(ويَوْمُ} التَّرْوِيَةِ) : ثامِن ذِي الحجَّةِ (لأَنَّهم كَانُوا {يَرْتَوُونَ فِيهِ مِن الماءِ لمَا بَعْدُ) .
وَفِي التَّهذيبِ: لأنَّ الحاجَّ يَتَزوَّدُونَ فِيهِ مِنَ الماءِ ويَنْهضُونَ إِلَى مِنىً وَلَا ماءَ بهَا فيَتَزَوَّدُونَ رِيَّهم من الماءِ.
(أَو لأنَّ إبراهيمَ، عَلَيْهِ السلامُ) ، وعَلى نَبيِّنا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (كانَ} يَتَرَوَّى ويَتَفَكَّرُ فِي {رُؤياهُ فِيهِ، وَفِي التَّاسِع عَرَّفَ، وَفِي العاشِر اسْتَعْمَل.
(} والرَّوِيُّ) ، كغَنِيَ: (حَرفُ القافِيَةِ) . يقالُ: قَصِيدَتانِ على {رَوِيَ واحِدٍ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وقالَ الأخْفَش:} الرَّوِيُّ الحَرْفُ الَّذِي تُبْنَى عَلَيْهِ القَصِيدَةُ ويلزمُ فِي كلِّ بيتٍ مِنْهَا فِي موَضِعٍ واحِدٍ، والجَمْعُ {رَوِيَّات، حكَاهُ ابنُ جنِّي.
قالَ ابنُ سِيدَه: وأراهُ تَسمعاً مِنْهُ وَلم يَسْمَعْه من العَرَبِ.
(و) } الرَّوِيُّ: (سَحابَةٌ عَظِيمَةُ القَطْرِ) شَديدَةُ الوَقْعِ كالسَّقِيِّ والرِّمِيِّ، والجَمْعُ أَرْوِيَةٌ.
(و) الرَّوِيُّ: (الشُّرْبُ التَّامُّ) يقالُ: شَربْتُ شُرْباً {رَوِيّاً أَي تامّاً، نقلَهُ الجوهريُّ.} وَالرَّاوِي: من يقوم على الْخَيل نَقله ابْن سَيّده وجبل! الرَّيَّان: بِبِلَاد طيي، سمي بِهِ لِأَنَّهُ لايزال يسيل مِنْهُ المَاء وَهُوَ (سقط: من منتصف الصفحة (194) حَتَّى منتصف الصفحة (195) .) من أطول جبال أجا، وجبل آخر أسود ببلادهم، يوقدون فِيهِ النَّار فترى من مسيرَة ثَلَاث، (و) {رَيَّان ة بنسا مِنْهَا، أَبُو جَعْفَر (محمحد بن أَحْمد بن عبد الله ابْن أبي عون النسوي عَن عَليّ بن حجر، وَأحمد الدَّوْرَقِي ,عَنهُ مُحَمَّد بن مخلد الدوري، وَابْن قَانِع والطبرانيمات سنة 313. هَكَذَا ضَبطه بِالتَّشْدِيدِ الْحَافِظ أبوبكرالخطيبفي المؤتنف، والأمير ابْن مَاكُولَا، وَغلط من خففه، فِيهِ تَعْرِيض على شَيْخه الذَّهَبِيّ، فَإِنَّهُ هكذاضبطه تبعا لِابْنِ نقطة، وَأما ابْن السَّمْعَانِيّ فَقَالَ: لايعرفها أَهلهَا إِلَّا مُخَفّفَة، وَرُبمَا قَالُوا: الرذاني، أَي: بقلب الْيَاء ذالاًمعجمة، وَمن رَيَّان هَذِه أَيْضا أَبو جَعْفرٍ محمدُ بنُ أَحمد بنِ عَبْد الجبّارِ الرَّيَّانيُّ صاحِبُ حُمَيْد بنِ زَنْجَوَيْه مُؤَلِّفُ كتابِ التَّرغِيب رَواهُ عَنهُ، وَعنهُ ابنُ أبي شُرَيْح الأنْصاري.
(و) رَيَّانُ: (أُطُمُّ بِالْمَدِينَةِ.
(و) أَيْضاً: (وادٍ بحِمَى ضَرِيَّةَ) مِن أرْضِ كلابٍ أَعْلاهُ للضّبابِ وأَسْفَله لبَني جَعْفرٍ.
(و) أَيْضاً: (جَبَلٌ بدِيارِ بَني عامِرٍ) ، وأَنْشَدَ الجوهريُّ للبيدٍ:
فمَدَافِعُ} الرَّيَّان عُرِّيَ رَسْمُها
خَلَقاً كَمَا ضَمِنَ الوُحِيَّ سِلامُهاورأَيْتُ فِي الحاشِيَةِ مَا نَصّه: المَعْروفُ فِي شرْحِ بيتِ لبيدٍ أنَّ الرَّيَّان اسمُ وادٍ لبَني عامِرٍ، وَلم أجِد أنَّه اسمُ جَبَلٍ لغيرِ الجوهريِّ.
(و) أَيْضاً: (ة باليَمامَةِ.
(و) أَيْضاً: (محلَّةٌ ببَغْدادَ، مِنْهَا) أَبو المعالِي (هبَةُ اللَّهِ بنُ الحُسَيْنِ المَعْروفُ بابنِ التَّلِّ) ؛ كَذَا فِي النُّسخ بالفَوْقيَّةِ والصَّوابُ بالباءِ الموحَّدَةِ كَمَا ضَبَطَه الذهبيُّ والحافِظُ، رَوَى عَن قاضِي المَارسْتان ماتَ سَنَة سَبْعمائَة.
(و) أَبو بكْرٍ (عبدُ اللَّهِ بنُ مَعالِي) {الريَّانيُّ عَن شَهْدَةَ وغيرِها، ماتَ سَنَة 627.
(و) أَيْضاً: (ع قُرْبَ مَعْدِنِ بَني سُلَيْم) على مِيلَيْن مِنْهُ، كانَ الرَّشيدُ ينزلُه إِذا حَجَّ وَله بِهِ قُصُورٌ.
(} ورَيَّانُ الرَّاسِبيُّ) شيخٌ للجُرَيْرِي؛ (و) {ريَّانُ (بنُ مُسْلِم) شيخٌ لضَمْرَةَ؛ (وحجَّاجُ بنُ رَيَّانٍ) شيخٌ للحَصَائِريّ، (وعُمَرُ بنُ يُوسُفَ بنِ رَيَّانٍ) حَدَّثَ بالرملة، (مُحَدِّثونَ) .
وفاتَهُ:
ريَّانُ بنُ عبدِ اللَّهِ سَمِعَ مِنْهُ الصوريُّ، وريَّانُ بنُ أَكْرَم ذكَرَه ابنُ حبيبٍ، وعَطَاءُ بنُ رُيَّانٍ شيخٌ ليَزيد بنِ أُبَيَ استدْرَكَهم الحافِظُ على الذهبيّ.
(وغالِبُ مَنْ سُمِّي بِهِ إنَّما يُذْكَرُ بأَلْ سِواهُمْ) ممَّنَ ذكر.
(} والرَّيَّا: الِّريحُ الطَّيِّبَةُ) ؛ وَمِنْه قوْلُ امْرىءِ القَيْسِ:
نَسِيمَ الصَّبا جاءتْ {برَيَّا القَرَنْفُلِ وقالَ المُتَلمسُ يَصِفُ جارِيَةَ:
فَلَو أَن مَحْمُوماً بخَيْبَر مُدْنَفاً
تَنَشَّقَ} رَيَّاها لأَقْلَعَ صالِبُهْويقالُ للمَرْأةِ: إنَّها الطَيِّبَة الرَّيَّا إِذا كانتْ عَطِرَة الجِرْم.
(! والأُرْوِيَّةُ، بالضَّمِّ والكسْرِ) ؛ اقْتَصَرَ الجوهريُّ على الضمِّ؛ ونَقَلَ ابنُ سِيدَه الكَسْرَ عَن اللَّحْيانيّ، (أُنْثَى الوُعولِ) ، وَهِي تيوسُ الجَبَلِ، وَهِي أُفْعُولَة فِي الأصْل إلاَّ أنَّهم قلبُوا الواوَ الثانيَة يَاء وأدْغَمُوها فِي الَّتِي بَعْدها وكسَرُوا الأُولى لتَسْلم الْيَاء، كَمَا فِي الصِّحاح.
(وثَلاثُ {أَراويَّ) ، على أَفاعِيلَ، (إِلَى العَشْرِ، والكثيرُ} أَرْوَى) ، على أَفْعَل بغيرِ قِياسٍ؛ نقلَهُ الجوهريُّ.
وذَهَبَ أَبو العبَّاس إِلَى أنَّها فَعْلَى والصَّحِيحُ أنَّها أَفْعَل لكَوْن {أُرْوِيَّةٍ أُفْعُولَةً، (أَو هُوَ اسمٌ للجَمْع) .
قالَ ابنُ سِيدَه: وَكَون أَراوِيَّ لأَدْنَى العَدَدِ وأَرْوَى الكَثيرِ هُوَ قوْلُ أَهْلِ اللُّغَةِ، والصَّحِيحُ عنْدِي أنَّ أَراوِيَّ تَكْسِير} أَرْوِيَّةٍ كأُرْجُوحةٍ وأَراجِيحَ، {والأرْوَى اسمٌ للجَمْع.
وَفِي التَّهْذِيبِ عَن أَبي زيْدٍ: يقالُ للأُنْثَى} أُرْوِيَّة، وللذَّكَر أُرْوِيَّة، ويقالُ للأُنْثَى عَنْزٌ وللذَّكَر وَعِلٌ، وَهِي مِن الشاءِ لَا مِن البَقَر.
( {والمَرْوَى) ، كمَقْعدٍ: (ع بالبادِيَةِ) ؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
(وتَرَوَّتْ مَفاصِلُه: اعْتَدَلَتْ وغَلُظَت) ؛ عَن ابنِ سِيدَه، (} كارْتَوَتْ) ؛ وَهَذِه عَن الأَزْهريّ.
وَفِي الصِّحاحِ: {ارْتَوَتْ مَفاصِلُ الرَّجُلِ.
(} والرَّواءُ، كسَماءٍ: بِئْرُ زَمْزَمَ) ، أَي مِن أَسْمائِه.
يقالُ: ماءٌ {رواءٌ إِذا كانَ لَا يَنْزَحُ وَلَا يَنْقَطِعُ.
(و) } الرِّواءُ؛ (ككِساءٍ: حَبْلٌ يُشَدُّ بِهِ المَتاعُ على البَعيرِ، ج {الأَرْوِيَةُ) ؛ نقلَهُ الجوهريُّ.
وقيلَ: هُوَ حَبْلٌ مِن حِبالِ الخِبَاء.
وقالَ أَبو حنيفَةَ: هُوَ أَغْلَظُ مِن الأَرْشِيَةِ.
وَفِي التَّهذيبِ: الحَبْلُ الَّذِي} يُرْوى بِهِ على {الرَّاوِيَة إِذا عُكِمَتْ المزادتان.
(} كالمِرْوَى، بالكسْرِ، ج مَراوَى) بفتْح الواوِ وكسْرِها، نقلَهُ الأزهريُّ.
(! والرَّوُّ: الخِصْبُ) ؛ نقلَهُ الأزْهريُّ عَن ابنِ الأعرابيِّ. ( {وأَرْوَى: ة بمَرْوَ، وَهُوَ} أَرْواوِيُّ) ، على غيرِ قِياسٍ.
(و) {أَرْوَى: (ماءٌ بِطَرِيقِ مكَّةَ، شرَّفَها اللَّهُ تَعَالَى، قُرْبَ الحاجِرِ) .
يقالُ لَهُ مُثَلّثَة أَرْوَى لفزارَةَ، نقلَهُ الصَّاغانيُّ.
(} ورُواوَةُ، بالضَّمِّ: ع قُرْبَ المَدينَةِ) قبليّ بِلادِ مُزَيْنَةَ؛ قالَ كثِّيرُ عزَّةَ:
وغَيَّرَ آياتٍ ببرقِ {رُواوَةٍ
تَنائِي اللَّيالي والمَدَى المُتَطاوِلُ (} والرُّوَيَّةُ، كسُمَيَّة: ماءٌ.
( {والمُرَوَّى، كمُعَظَّمٍ: ع) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} تَرَوَّى تَزَوَّدَ للماءِ؛ {كرَوَّى} تَرْوِيَةً.
{والرَّاوِيَةُ: الرَّجُلُ المُسْتَقِي لأَهْلِه.
قالَ ابنُ الأعْرابيِّ: يقالُ لسادَةِ القَوْمِ} رَوَايا، وَهِي جَمْعُ {رَاوِيَةٍ، شُبِّه السَّيِّد الَّذِي يُحَمَّل الدِّيَّات عَن الحيِّ بالبَعيرِ} الرَّاوِيَة؛ وَمِنْه قوْلُ الرَّاعِي:
إِذا نُدِبَتْ {رَوايا الثِّقْل يَوْماً
كَفَيْنا المُضْلِعاتِ لمَنْ يَلِيناوقالَ تَمِيمِيُّ وذَكَرَ قَوْماً أَغاروا عَلَيْهِم: لَقينَاهُم فقَتَلْنا} الرَّوايا وأَبَحْنَا الزَّوايا، أَي قَتَلْنا السَّادَات وأَبَحْنَا البُيوتَ ورَوَى عَلَيْهِ {رَيّاً وأَرْوَى: شَدَّ عَلَيْهِ بالحبْلِ.
} وأَرْوَى: اسمُ امْرأَةً، وَمِنْه قوْلُ الشاعِرِ:
دايَنْــتُ {أَرْوَى والدُّيونُ تقضى وكَذلكَ} الأُرْوِيّةُ تُسَمّى بِهِ المَرْأَة.
{والرَّوِيُّ، كغَنِيَ: المُتَأَنِّي والضَّعِيفُ والسَّوِيُّ الصَّحِيحُ البَدَنِ والعَقْلِ.
} والرَّوِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: الحاجَةُ. يقالُ: لنا قبلَكَ! رَوِيَّةٌ؛ نقلَهُ الجوهرِيُّ والأَزْهرِيُّ. {والرَّوِيَّةُ أَيْضاً: البَقِيَّةُ مِن الدَّيْن ونحوِه: نقلَهُ الجوهريُّ.
وأَيْضاً: قَرْيةٌ باليَمَنِ مِن أَعْمالِ زبيدٍ، وَقد دَخَلْتها.
ورطبٌ رَوِيّ ومُرْوٍ: إِذا أَرْطَبَ فِي غيرِ نَخْلَةٍ.
} وأَرْوَى {الرّواء على البَعيرِ مِثْل} رَواهُ.
{وأَرْوَى: إِذا شَدّ عكمه} بالرِّواءِ.
ويقالُ: مِن أَيْنَ {رَيَّتُكم، بفتحِ الراءِ: أَي مِن أَيْنَ} تَرْتَوُونَ الماءَ؛ نقلَهُ الجوهريُّ والأَزْهريُّ.
{والرَّاوِي يكونُ للماءِ وللشِّعْرِ، والجَمْعُ} رُواةٌ.
ويقالُ: {رُوِّينا الحديثَ، مُشَدَّداً مَبْنياً للمَفْعولِ.
ورجُلٌ لَهُ} رُواءٌ، بالضمِّ: أَي مَنْظرٌ؛ نقلَهُ الجوهريُّ.
ورجُلٌ {رَوَّاءُ، ككتَّانٍ: إِذا كانَ الاسْتِقاءُ} بالرَّاوِيَةِ لَهُ صِناعَةً.
يقالُ: جَاءَ {رَوَّاءُ القوْمِ؛ نقلَهُ الأزْهريُّ.
} وارْتَوَتِ النَّخْلَة: إِذا غُرِسَت فِي قفيرٍ ثمَّ سُقِيَت مِن أَصْلِها.
{وارْتَوَى الحَبْل: غَلُظَتْ قُواهُ، أَو كَثُرَتْ.
وفَرَسٌ} رَيَّانُ الظَّهْرِ: إِذا سَمِنَ مَتْناهُ.
{ورَوَّى رأْسَه بالدُّهْنِ والثَّرِيد بالدَّسَم: طَرَّاهُ؛ نقلَهُ الأزْهريُّ.
وسَمَّى النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم السَّحابَ} رَوايَا البِلادِ، على التَّشْبيهِ.
وَفِي الحدِيثِ: (شَرُّ {الرَّوايَا} رَوَايا الكَذِبِ) ؛ هُوَ جَمْعُ رَوِيَّة، أَو رَاوِيَة.
{ورَيَّانُ: صَخْرَةٌ عظيمةٌ بينَ حاذة ومَعْدنِ بَني سُلَيْم على سَبْعةِ أَمْيالٍ مِنْهُ.
وأَيْضاً: جَبَلٌ فِي طَريقِ البَصْرةِ إِلَى مكَّة.
وآخَرُ لغَنِيَ.
وبَنُو} رَيَّان: بَطْنٌ من الهوارةِ فِي الصَّعيدِ الأَعْلَى، وَهُوَ جَدُّ {الرياينة.
وبَنُو} رُوَيَّةَ، كسُمَيَّة: بَطْنٌ باليَمَنِ؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
{ورَيَّانُ بنُ كاثرٍ: بَطْنٌ مِن بَني سامَةَ بنِ لُؤَيَ.
} والرِّواءُ، ككِتابٍ: سيفُ البرَّاءِ بنِ مَعْرورٍ، رضِيَ الله عَنهُ.

أَضض

أَضض
} الإِضُّ، بالكَسْرِ: الأَصْلُ كالإِصِّ، بالصَّاد، نَقله الصَّاغَانِيّ عَن ابْنِ عَبّادٍ.! والإِضَاضُ، بالكَسْرِ: المَلْجَأُ، نقَلَه الجَوْهَرِيّ، وأَنْشَدَ للرَّاجز: لأَنْعَتَنْ نَعامَةً مِيفَاضَا خَرْجاءَ ظَلَّتْ تَطْلُبُ {الإِضَاضَا أَي تَلجأُ إِلَيْهِ. وَمن سَجَعاتِ الأَسَاس: مَا كَانَ سَبَبُ شِرَادِهِمْ وانْفِضاضِهِم، إِلاّ الثِّقَةَ بمَصَادِهِمْ} وإِضاضِهِم. و {الإِضاضُ: تَصَدُّق النّاقَةِ ظَهْراً لِبَطْنٍ عِنْدَ المَخَاضِ. ووَجَدَتْ} إِضَاضاً، أَي حُرْقَةً أَو كالحُرْقَة عِنْدَ نِتَاجِها. {- وأَضَّنِي الأَمْرُ} أَضّاً: بَلَغَ منّي المَشَقَّةُ، وأَحْزَنني. أضَّنِي الفَقرث إِليْكَ: أَحْوَجَنِي وأَلْجَأَنِي، {يُؤُضُّ} ويَئِضُّ. {والأَضُّ: المَشَقَّةَ، قَالَه اللَّيْثُ. و} أَضَّ الشَّيْءَ {يَؤُضُّهُ} أَضَّاً: كَسَرَهُ، مثل هَضَّه، كَمَا فِي الجَمْهرَة. وَفِي بَعْض نُسَخِهَا: الأَضُّ: الكَسْرُ، كَالهَضّ. و {أَضَّت النَّعَامَةُ إِلى أُدْحِيّها أَضّاً: أَرادَتْه،} كآضَّتْ إِليْه مُؤاضَّةً، نَقله الصَّاغَانيّ. {وائْتَضَّهُ} ائْتِضَاضاً: طَلَبَهُ، يُرِيغُه ويُريغُ لَهُ. و {ائْتَضَّهُ مائَةَ سَوْط: ضَرَبَهُ، نَقَلَه الصَّاغَانِيّ.
و} ائْتَضَّ إِليْه ائْتضاضاً: اضْطَرَّ، فَهُوَ {مُؤْتَضٌّ، أَي مُضْطَرٌّ مُلْجأٌ، وَبِه فَسَّر أَبو عُبَيْدٍ قولَ رُؤْبةَ: دَايَنْــتُ أَرْوَى والدُّيُونُ تُقْضَى فمَطَلتْ بَعْضاً وأَدَّتْ بَعْضَا وهْيَ تَرَى ذَا حَاجَةٍ} مُؤْتَضَّا قَالَ ابنُ سِيدَه: وأَحْسَنُ من ذلِك أَنْ تَقُولَ: أَيْ لاجِئاً مُحْتاجاً.! والمُؤاضٌّ: المُبَادِرُ إِلى الشَّئِ، عَن ابْنِ عَبّادٍ. و {المُؤَاضُّ من الإِبِل: الماخِضُ، وَهِي الَّتِي أَخَذَهَا} الإِضَاضُ عِنْدَ النِّتَاج، عَن ابنِ عَبَّادٍ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: {الأَضُّ: الإِجْهادُ} كالإِضَاضِ، وَقد {ائْتَضَّ فُلانٌ، إِذا بَلَغَ مِنْهُ المَشَقَّةُ.
وناقَةٌ} مُؤْتَضَّةٌ: أَخذَهَا {الإِضَاضُ عَن الأَصْمَعِيّ. والإِضَاضُ: الحُرْقَةُ.} وائتَضَضْتُ نَفْسِي لِفُلانٍ، واحْتَضَضْتُهَا، أَي استَزَدْتُهَا، نَقله الصَّاغَانِيّ. {والمُؤْتَضُّ: المُحْتَاجُ والمُضْطَرُّ.

الصَّلَاة

(الصَّلَاة) الدُّعَاء يُقَال صلى صَلَاة وَلَا يُقَال تصلية وَالْعِبَادَة الْمَخْصُوصَة المبينة حُدُود أَوْقَاتهَا فِي الشَّرِيعَة وَالرَّحْمَة وَبَيت الْعِبَادَة للْيَهُود وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَلَوْلَا دفع الله النَّاس بَعضهم بِبَعْض لهدمت صوامع وَبيع وصلوات ومساجد يذكر فِيهَا اسْم الله كثيرا}
الصَّلَاة: فِي اللُّغَة الْغَالِبَة الدُّعَاء قَالَ الله تَعَالَى {وصل عَلَيْهِم} أَي ادْع لَهُم. وَقيل تَحْرِيك الصلوين وهما العظمان اللَّذَان عَلَيْهِمَا الركبتان وَالْمُصَلي أَيْضا يُحَرك صلويه فِي الرُّكُوع وَلِهَذَا نقلت إِلَى أَرْكَان مَخْصُوصَة وأذكار مَعْلُومَة بشرائط محصورة فِي أَوْقَات مُعينَة مقدرَة فِي الشَّرْع. وَالدُّعَاء طلب الرَّحْمَة لَكِن إِذا أسندت إِلَى الله تَعَالَى بِأَن يُقَال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تجرد عَن معنى الطّلب وَيُرَاد بهَا الرَّحْمَة مجَازًا لِأَنَّهُ تَعَالَى منزه عَن الطّلب كَمَا جرد اسرى عَن اللَّيْل فِي قَوْله تَعَالَى {أسرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا} وَقَالُوا الصَّلَاة من الله تَعَالَى رَحْمَة وَمن الْمَلَائِكَة اسْتِغْفَار وَمن الْمُؤمنِينَ دُعَاء وحقيقتها رَاجِعَة إِلَى نزُول الرَّحْمَة فِي الْكل وعرفوها أَيْضا بإيصال الْخَيْر إِلَى الْغَيْر فعلى هَذَا لَا يرد مَا يرد على مَا قيل إِن الصَّلَاة بِمَعْنى الدُّعَاء من أَن الصَّلَاة الَّتِي بِمَعْنى الدُّعَاء إِذا اسْتعْملت بعلى لَا بُد وَأَن تكون بِمَعْنى الضَّرَر إِذْ الدُّعَاء الْمُسْتَعْمل بِاللَّامِ بِمَعْنى النَّفْع والمستعمل بعلى بِمَعْنى الضَّرَر وَطلب الضَّرَر على النَّبِي يُوجب الْكفْر والحرمان من شَفَاعَته. وَفِي غَايَة الْهِدَايَة وَجَوَابه أَولا بِأَن الْكَلِمَة المستعملة بتينك الحرفين كَذَلِك وَإِلَّا فَلَا وَالصَّلَاة لَا تسْتَعْمل إِلَّا بعلى وَفِيه أَن السَّلَام لَيْسَ كَذَلِك مَعَ أَنه مُسْتَعْمل بهما مثل قَوْله تَعَالَى {وَسَلام لَك من أَصْحَاب الْيَمين وَسَلام على الياسين} أَقُول يُمكن التَّخْصِيص بِأَن الدُّعَاء وَمَا فِي مَعْنَاهُ كَذَلِك لَا كل كلمة وَثَانِيا أَقُول لَا يلْزم كَون المترادفين متوافقين فِي الِاسْتِعْمَال كالأهل والآل فَالثَّانِي لَا يسْتَعْمل إِلَّا فِي ذَوي الشرافة وَلَا يسْتَعْمل مُضَافا إِلَى الزَّمَان وَالْمَكَان وَغير ذَلِك بِخِلَاف الأول.
وثالثا بِأَن هَذَا مَخْصُوص بِلَفْظ الدُّعَاء وَفِيه إِن شهد لَك وَشهد عَلَيْك وَحجَّة لَك وَحجَّة عَلَيْك وَغَضب لَك وَغَضب عَلَيْك كَذَلِك أَقُول هَذَا تَخْصِيص بِالْإِضَافَة إِلَى مَا فِي مَعْنَاهُ فَيكون تَخْصِيصًا إضافيا لَا حَقِيقِيًّا انْتهى. وَفِي آخر كنز الدقائق فِي مسَائِل شَتَّى وَلَا يصلى على غير الْأَنْبِيَاء وَالْمَلَائِكَة إِلَّا بطرِيق التبع.
وَالصَّلَاة فِي الشَّرْع عبارَة عَن الْأَفْعَال الْمَخْصُوصَة الْمَعْهُودَة مَعَ الشَّرَائِط والأركان الْمَخْصُوصَة الْمَذْكُورَة فِي الْفِقْه، فَإِن قلت، مَا الدَّلِيل على أَن الصَّلَاة الْمَفْرُوضَة خمس، قلت، قَوْله تَعَالَى {حَافظُوا على الصَّلَوَات وَالصَّلَاة الْوُسْطَى} لِأَنَّهُ يَقْتَضِي عددا لَهُ عدد وسط وواو الْجمع للْعَطْف الْمُقْتَضِي للمغايرة. وَأقله خمس ضَرُورَة. فَإِن قيل مَا السِّرّ فِي كَون الظّهْر وَالْعصر وَالْعشَاء أَربع رَكْعَات وَالصُّبْح رَكْعَتَيْنِ وَالْمغْرب ثَلَاثًا. قُلْنَا كل صَلَاة مِنْهَا صلاهَا نَبِي من الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم السَّلَام. فَإِن الْفجْر صَلَاة آدم عَلَيْهِ السَّلَام حِين خرج من الْجنَّة وأظلمت عَلَيْهِ الدُّنْيَا وجن عَلَيْهِ اللَّيْل فَلَمَّا انْشَقَّ الْفجْر صلى رَكْعَتَيْنِ. الاولى شكرا للنجاة من ظلمَة اللَّيْل. وَالثَّانيَِة شكرا لرجوع ضوء النَّهَار وَكَانَ مُتَطَوعا فَفرض علينا. وَالظّهْر صَلَاة إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام حِين أَمر بِذبح وَلَده إِسْمَاعِيل وَذَلِكَ عِنْد الزَّوَال. الرَّكْعَة الأولى شكرا لزوَال هم الْوَلَد، وَالثَّانيَِة لمجيء الْفِدَاء، وَالثَّالِثَة لرضى الله تَعَالَى، وَالرَّابِعَة شكرا لصبر وَلَده وَكَانَ مُتَطَوعا فَفرض علينا. وَالْعصر صَلَاة يُونُس عَلَيْهِ السَّلَام حِين نجاه الله تَعَالَى من أَربع ظلمات ظلمَة الذلة وظلمة الْبَحْر وظلمة الْحُوت وظلمة اللَّيْل وَكَانَ مُتَطَوعا فَفرض علينا. وَالْمغْرب صَلَاة عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام الرَّكْعَة الأولى لنفي الألوهية عَن نَفسه وَالثَّانيَِة لنفي الألوهية عَن أمه وَالثَّالِثَة لإِثْبَات الألوهية لله تَعَالَى. وَالْعشَاء صلاهَا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام حِين خرج من المــداين وضل الطَّرِيق وَكَانَ فِي غم الْمَرْأَة وغم عَدَاوَة فِرْعَوْن وغم أَخِيه هَارُون وغم أَوْلَاده وشكر الله تَعَالَى حِين أَنْجَاهُ من الْغَرق وَأغْرقَ عدوه فَلَمَّا أَنْجَاهُ من ذَلِك كُله وَنُودِيَ من شاطئ الْوَادي صلى أَرْبعا تَطَوّعا فَأمرنَا بذلك لينجينا الله تَعَالَى من الشَّيْطَان الرَّجِيم كَذَا فِي جَوَاهِر الْحَقَائِق قَالَ قَائِل:
(صَلَاة الْفجْر صلاهَا أَبونَا ... صَلَاة الظّهْر صلاهَا الْخَلِيل)

(صَلَاة الْعَصْر يُونُس ثمَّ عِيسَى ... على وَقت الْغُرُوب لَهُ دَلِيل)

(صَلَاة اللَّيْل صلاهَا كليم ... فَأوجب خَمْسَة رب جليل)

اعْلَم أَن الإِمَام الرَّازِيّ نقل فِي التَّفْسِير الْكَبِير اتِّفَاق الْمُتَكَلِّمين على أَن من عبد ودعا لأجل الْخَوْف من الْعقَاب. والطمع فِي الثَّوَاب لم تصح عِبَادَته وَلَا دعاؤه ذكر ذَلِك عِنْد قَوْله تَعَالَى {ادعوا ربكُم تضرعا وخفية} وَجزم فِي أَوَائِل تَفْسِير الْفَاتِحَة بِأَنَّهُ لَو قَالَ أُصَلِّي لثواب الله والهرب عَن عِقَابه فَسدتْ صلَاته انْتهى.
وَاعْلَم أَن المصنفين رَحِمهم الله تَعَالَى من أهل السّنة وَالْجَمَاعَة يصلونَ على النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وعَلى آله الطيبين الطاهرين بِزِيَادَة كلمة (على) ردا للشيعة وَيَقُولُونَ وَالصَّلَاة على رَسُوله مُحَمَّد وعَلى آله مثلا بِخِلَاف الشِّيعَة فَإِنَّهُم يَقُولُونَ وَالصَّلَاة على رَسُوله مُحَمَّد وَآله مثلا بِدُونِ كلمة (على) وينقلون فِي ذَلِك حَدِيثا عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حَيْثُ قَالُوا قَالَ النَّبِي عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام من فصل بينى وَبَين آلى بعلى لم ينل شَفَاعَتِي وَفِي رِوَايَة فقد جفاني - وَقيل فِي الْجَواب إِن الحَدِيث بعد تَسْلِيم صِحَّته مَخْصُوص بِحَال تشهد الصَّلَاة الشَّرْعِيَّة وَقيل إِنَّه مَخْصُوص بِالْفَصْلِ بَين اسْمه الْمُقَدّس أَعنِي مُحَمَّدًا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَبَين آله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام. وَفِيه أَنه وَقع كَذَلِك فِي الْأَدْعِيَة المأثورة وَقيل إِن الْفَصْل بِمَعْنى الْفرق أَي من فرق بيني وَبَين آلى بعلى أَي بِكَلِمَة على أَي فرق بَين الدُّعَاء لَهُم بِأَن يسْتَعْمل الدُّعَاء الَّذِي لنا بِاللَّامِ وَالدُّعَاء الَّذِي لَهُم بِكَلِمَة على وَحَاصِله أَن من صلى عَليّ وَلعن عَلَيْهِم نَعُوذ بِاللَّه من ذَلِك لم ينل شَفَاعَتِي - وَالْأولَى فِي الْجَواب بل التَّحْقِيق الْحقيق بِالصَّوَابِ أَن يُقَال إِن الحَدِيث الْمَذْكُور لَيْسَ بِصَحِيح الرِّوَايَة وَلِهَذَا وَقعت المناقشة فِيمَا بَين الشِّيعَة فِي صِحَّته أَيْضا وَمن يَقُول مِنْهُم بِصِحَّتِهِ يقْرَأ صُورَة حرف الْجَرّ اسْمه كرم الله وَجهه وَيحمل الْبَاء على السَّبَبِيَّة وَيَقُول إِن الْمَعْنى أَن من فصل بيني وَبَين آلى بِسَبَب عداوته وخصومته لعَلي كرم الله وَجهه فَلم ينل شَفَاعَتِي - وَإِن سلمنَا أَن الحَدِيث صَحِيح فَالْوَاجِب حمله على هَذَا إِذْ من المستبعد جدا أَن يحكم بالحرمان من شَفَاعَته عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام بِمُجَرَّد إِيرَاد كلمة على بَين النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام، وَآله الْكِرَام، والمحروم من شَفَاعَته عَلَيْهِ السَّلَام، إِنَّمَا هُوَ الْكَافِر وَوجه وجوب الصَّلَاة على النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام، وَآله الْعِظَام مَذْكُور فِي الْحَمد.
الصَّلَاة: عَن أَحْوَال السُّلْطَان الثَّانِي كتب فِي (مرْآة الاسكندري فِي تَارِيخ سلاطين كجرات) أَن شخصا مُسلما من أحد الْقرى أَتَى السُّلْطَان مَحْمُود وَقَالَ لَهُ أَنا أَبُو بَنَات وَلم أعد قَادِرًا على تَقْدِيم الْخَيْر لَهُنَّ وَفِي هَذِه اللَّيْلَة رَأَيْت جمال وَجه ذِي الْكَمَال مُحَمَّد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي الْمَنَام وَقَالَ لي أَن مَا تريده هُوَ (تنكه) (أَي مائَة وَخَمْسَة وَعشْرين ألف) فَاذْهَبْ وخذها من السُّلْطَان مَحْمُود واعطه دَلِيلا على ذَلِك بِأَنَّهُ يُرْسل السَّلَام لنا يوميا مائَة ألف مرّة، فَقَالَ السُّلْطَان أَن الذَّهَب الَّذِي تريده سأعطيك إِيَّاه أما الدَّلِيل الَّذِي قلت عَنهُ فَلَيْسَ لَهُ وَاقع، فَقَالَ لَهُ: إِنِّي أَقُول مَا سمعته من حبيب الله. وللمصادفة فَإِن السُّلْطَان رأى فِي مَنَامه الْوَاقِعَة نَفسهَا فَأصْبح مَا قيل وَاقعا وَقَالَ لَهُ الرَّسُول فِي الْمَنَام إِن السَّلَام الْوَاحِد الَّذِي تَقوله كل يَوْم يعادل ثَوَاب مائَة ألف سَلام، وَهَذَا السَّلَام الْمُعظم هُوَ:
((اللَّهُمَّ صل على مُحَمَّد بِعَدَد أنفاس الْمَخْلُوقَات، وصل على مُحَمَّد بِعَدَد أشعار الموجودات، وصل على مُحَمَّد بِعَدَد حُرُوف اللَّوْح والدعوات، وصل على مُحَمَّد بِعَدَد البدايات والنهايات من الموجودات والمعدومات إِلَى أَبَد الآبد من أول أزمنته وأواسط عصره وَآخر بَقَائِهِ، وصل على مُحَمَّد بِعَدَد سكان الْأَرْضين وَالسَّمَوَات، وصل على خير خلقه مُحَمَّد وَآله أَجْمَعِينَ)) . وَفِي صباح تِلْكَ اللَّيْلَة استدعى السُّلْطَان ذَلِك الرجل وَأَعْطَاهُ كل مَا طلب وَزَاد عَلَيْهَا أَن ولاه وَظِيفَة. (انْتهى) . 

افك

[افك] ك فيه: "الإفك" "والأفك" الأول بكسر فساكن، والثاني بفتحتين يريد أنهما واحد وهو كالكذب، وقيل بفتحتين جمع أفوك. وإفكهم بكسر فسكون. "أفكهم" بلفظ الماضي أي صرفهم عن الإيمان، والمراد بيان قراءات إفكهم وما كانوا يفترون. نه: "أفك" قوم كذبوك أي صرفوا عن الحق، أفكه إفكاً إذا صرفه عن الشيء، وأفك فهو مأفوك، وفي ح قوم لوط: فمن أصابته تلك "الأفكة" أهلكته يريد العذاب الذي أرسل عليهم فقلب به ديارهم، "وائتفكت" البلدة بأهلها انقلبت فهي "مؤتفكة" ومنه: البصرة إحدى "المؤتفكات" يعني أنها غرقت مرتين فشبه غرقها بانقلابها. ومنه زعم ربيعة: لولا ربيعة "لائتفكت" الأرض بمن عليها أي لانقلبت. غ: "يؤفك" عنه من أفك يصرف عنه من صرف في سابق علم الله. و"المؤتفكات" مدائن قوم لوط، والرياح المختلفة.
افك
الإفْكُ: الكَذِبُ، أفِكَ يَأفَكُ أفَكاً، ومنه قولُه عَزَّ وجلَّ: " يُؤفَكُ عنه مَنْ أُفِكَ ". والأفَائكُ: جَمْعُ الأفِيْكَةِ للكَذِب.
ورَمَاه اللَّهُ بالأفِيْكَة: أي بالداهِيَةِ المُعْضِلَةِ.
وأفَكْتُ فلاناً عن هذا الأمْرِ: أي صَرَفْتَه عنه بالكَذِبِ والباطِل.
والمَأفُوْكُ: الذي يَطْلُبُ الإِفْكَ، وهو المُؤْتَفِكُ أيضاً. وفي القُرْآنِ: " والمُؤتَفِكات " يَعْني الأُمَمَ الماضِيَةَ الضالَّة.
والأفِيْك: المُكَذِّبُ عن حِيْلَتِه وحَزْمِه.
والأفّاكُ: الذي يَأْفِكُ الناسَ عن الحَقِّ بالباطِل والكَذِبِ.
وقَوْلُه عَزَّ وجَلَّ: " أنّى يُؤْفَكُوْنَ " أي يُحَدُّوْنَ. والمَأفُوْكُ: المَحْدُوْدُ عن الخَيْرِ.
والمُؤتَفِكاتُ: الريَاحُ. ومَثَل: " إذا كَثُرَتِ المُؤتَفِكاتُ زَكَتِ الآرْضُ ". والائْتِفَاكُ: الانْقِلابُ.
وأرْضٌ مَأْفُوْكَةُ: أي لم يُصِبْها مَطَرٌ.
والأفِكَةُ: السَّنَةُ الجَدْبَةُ، وسُنُوْن أُفّاكٌ.
ويُقال: أفَكْتُه فائْتَفَكَ. ومنه المؤْتَفِكاتُ مَــدَاينُ قَوْم لُوْطٍ لانْقِلابِها على أهْلِها.
والأفْكُ: مَجْمَعُ الخَطْم، ومَجْمَعُ الفكَيْنِ.
ويُقال: أُفِكْتُ أنْ أفْعَلَ كَذا: أي صُدِدْتُ عن أنْ أفْعَلَه.

افك

1 أَفَكَهُ, aor. ـِ inf. n. أَفْكٌ, (with fet-h, S, TA, its only form, TA, [in the CK اِفْك,]) He changed his, or its, manner of being, or state; (S, K;) and he turned him, or it, (i. e., anything, Msb,) away, or back; (S, Msb, K;) عَنِ الشَّىْءِ [from the thing]; (S;) or عَنْ وَجْهِهِ [from his, or its, mode, or manner, of being, &c.]: (Msb:) so in the Kur xlvi. 21, أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا Hast thou come to us to turn us away, or back, from our gods? (Bd:) or he turned him away, or back, by lying: (TA:) or he changed, or perverted, his judgment, or opinion: (K:) or he deceived him, or beguiled him, and so turned him away, or back: and simply he deceived him, or beguiled him: and أُفِكَ signifies he was turned from his judgment, or opinion, by deceit, or guile. (TA.) It is said in the Kur [li. 9], يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ

أُفِكَ, i. e., He will be turned away from it (namely, the truth,) who is turned away in the foreknowledge of God: (TA:) or, accord. to Mujáhid, يُؤْفَنُ عَنْهُ مَنْ أُفِنَ [he will be weak in intellect and judgment so as to be thereby turned away from it who is weak in intellect and judgment]. (S, TA.) You say also, أُفِكَ الرَّجُلُ عَنِ الخَيْرِ The man was turned away, or back, from good, or prosperity. (Sh.) And أَفَكَهُ, (K, TA,) inf. n. as above, (TA,) He forbade him what he wished, (K, TA,) and turned him away, or back, from it. (TA.) b2: أَفَكَ, aor. ـِ (Msb, K;) and أَفِكَ, aor. ـَ (IAar, K;) inf. n. إِفْكٌ (Msb, K) and أَفْكٌ and أَفَكٌ and أُفُوكٌ; (K;) He lied; uttered a falsehood; said what was untrue; (Msb, K;) as also ↓ أفّك, (K,) inf. n. تَأْفِيكٌ: (TA:) because a lie is a saying that is turned from its proper way, or mode. (Bd in xxiv. 11.) b3: أَفَكَ النَّاسَ, aor. ـِ inf. n. أَفْكٌ, He told the people what was false; أَفَكَ and أَفَكْتُهُ being like كَذَبَ and كَذَبْتُهُ. (Az, TA.) b4: أَفَكَ فُلَانًا, (K,) inf. n. أَفْكٌ; (TA;) or the verb is ↓ آفَكَ; (so in the printed edition of Bd, xlvi. 27;) He, or it, made such a one to lie, or say what was untrue. (K.) b5: أُفِكَ He was weak [as though perverted] in his intellect and judgment or opinion. (K,* TA.) But أَفَكَهُ اللّٰهُ as meaning God rendered weak his intellect is not used. (L, TA.) b6: (tropical:) It (a place) was not rained upon, and had no vegetation, or herbage. (K, TA.) 2 اَفَّكَ see 1.4 آفَكَ see 1.8 ائْتَفَكَتِ البَلْدَةُ [written with the disjunctive alif اِيتَفَكَت], (S, K,) بِأَهْلِهَا, (S,) The land, or district, or the town, or the like, was, or became, overturned, or subverted, (S, K,) with its inhabitants: (S:) as were the towns of the people of Lot. (TA.) b2: Hence it is said of El-Basrah, قَدِ ائْتَفَكَتْ بِأَهْلِهَا مَرَّتَيْنِ, meaning (tropical:) It has been submerged with its inhabitants twice; as though subverted. (Sh.) b3: You say also, اِيتَفَكَتْ تِلْكَ الأَرْضُ (tropical:) That land has been burnt up by drought. (IAar.) إِفْكٌ [an inf. n. used as a subst.;] A lie; a falsehood; (S, TA;) as also ↓ أَفِيكَةٌ: pl. (of the latter, K) أَفَائِكُ. (S, K.) You say, ↓ يَا لَلْأَفِيكَةِ, and ↓ يَا لِلْأَفِيكَةِ; [and ↓ لَلْأَفَيِّكَةِ, using the dim. form for the purpose of enhancement; i. e. O the lie! and O the great lie!] the ل with fet-h denoting calling to aid; and with kesr denoting wonder, as though the meaning were, O man, wonder thou at this great lie. (TA.) افكة [so in the TA, without any syll. signs; app. either أَفْكَةٌ, an inf. n. of un., or ↓ آفِكَةٌ, like دَاهِيَةٌ;] A punishment sent by God, whereby the dwellings of a people are overturned: occurring in a trad. relating to the story of the people of Lot. (TA.) سَنَةٌ أَفِكَةٌ (tropical:) A year of drought or sterility: (K, TA:) pl. أَوَافِكُ [contr. to rule, as though the sing. were ↓ آفِكَةٌ]. (Z, TA.) أَفُوكٌ: see أَفَّاكٌ.

أَفِيكٌ One who is turned from his judgment, or opinion, by deceit, or guile; as also ↓ مَأْفُوكٌ. (K.) b2: Lacking strength or power or ability, and having little prudence and artifice. (Lth, K.) A2: See also أَفَّاكٌ.

أُفَيِّكَةٌ: see إِفْكٌ, in three places. b2: Also A severe, or distressing, calamity. (Ibn-Abbád.) أُفَيِّكَةٌ: see إِفْكٌ.

أَفَّاكٌ A great, or habitual, liar; (S, Msb, K;) as also ↓ أَفُوكُ, (Msb, K,) and ↓ أَفِيكٌ: (K:) fem. of the first [and last] with ة: but the second is both masc. and fem.: (Msb:) the pl. of the second is افك with damm [i. e. أُفْكٌ, accord. to the rule of the K, but the TA seems to indicate that it is أُفُكٌ, by likening it to the pl. of صَبُورٌ]. (K.) آفِكَةٌ: see افكة: b2: and see سَنَةٌ أَفِكةٌ.

أَفِيكٌ [Changed in his, or its, manner of being, or state: turned away, or back, from a thing: &c.]: see مَأْفُونٌ. b2: Weak [as though perverted] in his intellect (Az, S, K) and judgment or opinion; as also ة: (Az, S:) accord. to A'Obeyd, (or AA, as in one copy of the S,) a man who does not attain, or obtain, good, or prosperity. (S.) b3: Also, (K,) fem. with مَأْفُونٌ, (S, K,) (tropical:) A place, (K,) or land, (أَرْضٌ, S, Z,) not rained upon, and having no vegetation, or herbage. (S, Z, K.) المُؤْتَفِكَاتُ (S, K) and المُوْتَفِكَةٌ, (TA,) both occurring in the Kur, [the former in ix. 71 and lxix. 9, and the latter in liii. 54,] The cities overthrown, or subverted, by God, upon the people of Lot. (S, K.) b2: The former also signifies The winds that turn over [the surface of] the earth, or ground: (K:) or the winds that blow from different quarters: it is said (by the Arabs, S) that when these winds blow much, the earth (i. e. its seed-produce, TA) thrives, or yields increase. (S, K, TA.)

داي

[داي] ك فيه: معها "دايتها" بمهملة وألف وتحتية أي ظئرها.
داي
عن التركية داين بمعنى رئيس، وشجاع، وربان السفينة. يستخدم للذكور.
داي
عن اليابانية بمعنى: عظيم. يستخدم للإناث.

جَزَا

(جَزَا)
- فِي حَدِيثِ الضَّحِيَّةِ «لَا تَجْزِي عَنْ أحَد بَعْدَك» أَيْ لَا تَقْضِي. يُقَالُ جَزَى عَنِّي هَذَا الأمرُ: أَيْ قَضَى.
وَمِنْهُ حَدِيثُ صَلَاةِ الحائض «قَدْ كُنَّ نِسَاءُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يَحِضْنَ، فأمَرهُنّ أَنْ يَجْزِينَ» أَيْ يَقْضِينَ. وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: جَزَاه اللَّهُ خَيْرًا: أَيْ أعْطاه جَزَاء مَا أسْلَف مِنْ طَاعَتِهِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَبَنُو تَمِيمٍ يَقُولُونَ: أجْزَأت عَنْهُ شَاةٌ، بِالْهَمْزِ: أَيْ قَضَت.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «إِذَا أَجْرَيْتَ الْمَاءَ عَلَى الْمَاءِ جَزَى عنْك» ويُروى بِالْهَمْزِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «الصَّوم لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ» قَدْ أكْثَر الناسُ فِي تَأْوِيلِ هَذَا الْحَدِيثِ، وَأَنَّهُ لِمَ خصَّ الصَّوم والجَزَاء عَلَيْهِ بنَفْسه عزَّ وجَلَّ، وَإِنْ كَانَتِ العِبادات كُلّها لَهُ وجَزَاؤُها مِنْهُ، وذَكروا فِيهِ وُجُوهاً مَدَارُها كُلّها عَلَى أَنَّ الصَّوم سِرٌّ بَيْن اللَّهِ والعَبْد لَا يَطَّلِع عَلَيْهِ سِوَاه، فَلَا يَكُونُ العبْدُ صَائِمًا حَقيقة إِلَّا وَهُوَ مُخْلِص فِي الطَّاعَةِ، وَهَذَا وَإِنْ كَانَ كَمَا قَالُوا فإنَّ غَيرَ الصَّوم مِنَ العِبَادات يُشَارِكُه فِي سِرّ الطَّاعَةِ، كَالصَّلَاةِ عَلَى غَيْرِ طَهارة، أَوْ فِي ثَوْب نَجِس وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنَ الْأَسْرَارِ المقْتَرِنَة بِالْعِبَادَاتِ الَّتِي لَا يَعْرِفُها إِلَّا اللهُ وصاحِبُها. وأحْسَن مَا سَمْعْتُ فِي تَأْوِيلِ هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ جَمِيعَ العِبَادات الَّتِي يَتَقَرَّب بِهَا العِبَاد إِلَى اللَّهِ عزَّ وَجَلَّ- مِنْ صَلَاةٍ، وحَجّ، وصَدَقة، واعْتِكاف، وتَبَتُّل، وَدُعَاءٍ، وَقُرْبَانٍ، وَهَدْيٍ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَنْوَاعِ الْعِبَادَاتِ- قَدْ عَبَدَ المشْرِكون بها آلهتم، وَمَا كَانُوا يتَّخذُونه.
مِنْ دُونِ اللَّهِ أنْداداً، وَلَمْ يُسْمَع أَنَّ طَائِفَةً مِنْ طَوائف الْمُشْرِكِينَ وَأَرْبَابِ النِّحَل فِي الْأَزْمَانِ المُتَقَادِمة عَبَدت آلهتَها بالصَّوم، وَلَا تقَرَّبَتْ إِلَيْهَا بِهِ، وَلَا عُرف الصَّوْمُ فِي الْعِبَادَاتِ إِلَّا مِنْ جهَة الشَّرَائِعِ، فَلِذَلِكَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: (الصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ) : أَيْ لَمْ يُشَارِكْني أحدٌ فِيهِ، وَلَا عُبد بِهِ غَيْرِي، فأنَا حِينَئِذٍ أَجْزِي بِهِ وأتَوَّلى الجَزَاء عَلَيْهِ بنَفْسي، لَا أَكِلُهُ إِلَى أَحَدٍ مِنْ مَلَك مُقرّب أَوْ غَيْرِهِ عَلَى قَدْر اخْتصاصه بِي.
وَفِيهِ ذِكْرُ «الجِزْيَة» فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ، وَهِيَ عِبَارَةٌ عَنِ الْمَال الَّذِي يُعْقَد للْكِتَابي عَلَيْهِ الذِّمَّة، وَهِيَ فِعْلة، مِنَ الجزَاء، كَأَنَّهَا جَزَتْ عَنْ قَتْلِهِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَيْسَ عَلَى مُسْلم جِزْيَة» أَرَادَ أنَّ الذِّمِّيَّ إِذَا أسْلم وقدْ مَرَّ بَعْضُ الحوْل لَمْ يُطَالَب مِنَ الجِزْيَة بِحصَّة مَا مضَى مِنَ السَّنَة. وَقِيلَ أَرَادَ أَنَّ الذِّمِّيَّ إِذَا أسْلم وَكَانَ فِي يَدِهِ أَرْضٌ صُولح عَليها بِخَراج تُوضَع عَنْ رَقَبَتِه الجِزْيَة وَعَنْ أرْضِه الخَراجُ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَنْ أَخَذَ أرْضاً بِجِزْيَتِهَا» أَرَادَ بِهِ الخَرَاج الَّذِي يُؤدَّى عَنْهَا، كَأَنَّهُ لازمٌ لِصَاحِبِ الْأَرْضِ كَمَا تَلْزَم الجِزْيَة الذّمّيَّ. هَكَذَا قَالَ الخطَّابي، وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: هُوَ أَنْ يُسْلم وَلَهُ أَرْضُ خَرَاج فتُرفع عَنْهُ جِزْيَة رَأْسِهِ وتُتْرك عَلَيْهِ أرْضُه يُؤدّي عَنْهَا الْخَرَاجُ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «أَنَّ دُهْقَانا أسْلم عَلَى عَهْدِهِ، فَقَالَ لَهُ: إنْ أقمْتَ فِي أَرْضِكَ رفَعْنا الجِزْيَة عَنْ رَأْسِكَ وأخَذْناها مِنْ أرْضِك، وَإِنْ تَحولت عَنْهَا فَنَحْنُ أحَقُّ بِهَا» .
وَحَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «أَنَّهُ اشْتَرَى مِنْ دُهْقان أرْضا عَلَى أَنْ يَكْفِيه جِزْيَتَهَا» قِيلَ إنَّ اشْتَرى هَاهُنَا بِمَعْنَى اكْترى، وَفِيهِ بُعْدٌ؛ لِأَنَّهُ غَيْرُ مَعْرُوفٍ فِي اللُّغَةِ. قَالَ القُتَيْبي: إنْ كَانَ مَحْفُوظًا، وإلاَّ فأرَى أَنَّهُ اشْترى مِنْهُ الْأَرْضَ قبلَ أَنْ يؤدّيَ جِزْيَتها للسَّنَة الَّتِي وَقَع فِيهَا البَيْع، فضَمَّنه أَنْ يَقُوم بِخراجها.
(هـ) وَفِيهِ «أنَّ رجُلا كَانَ يُــدايِنُ الناسَ، وَكَانَ لَهُ كاتبٌ ومُتَجَازٍ» المُتَجَازِي: المُتَقاضي يُقَالُ: تَجَازَيْتُ دَيني عَلَيْهِ: أَيْ تقاضَيْته.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.