Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: خطا

أطراف الصحيحين

أطراف الصحيحين
للشيخ، الإمام، أبي مسعود: إبراهيم بن محمد بن عبيد الله الدمشقي.
المتوفى: سنة أربعمائة.
ولأبي محمد: خلف بن محمد بن علي الواسطي.
المتوفى: سنة 401.
ذكرهما: الحافظ، أبو القاسم بن عساكر، في أول: (الأشراف)، وقال: كان كتاب خلف، أحسنهما ترتيبا ورسما، وأقلهما خطاء ووهما، كفيا فيه من أراد تعلمه، ولذلك لم يشتغل بإخراجه.
ولأبي نعيم: أحمد بن عبد الله الأصفهاني.
المتوفى: سنة سبع عشرة وخمسمائة.
وللحافظ، أبي الفضل: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني.
المتوفى: سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة.

دِهَاقًا

{دِهَاقًا}
قال: فأخبرني عن قول الله - عز وجل -: {وَكَأْسًا دِهَاقًا}
قال ابن عباس: ممتلئة. قال: وهل كانت العرب تعرف ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت بقول خِداش بن زهير: أتانا عامرّ يرجو قِرَانا. . . فأتْرعنا له كأساًَ دِهاقاً
(ظ، في الروايتين، وفي (تق) : ملاء وفي (ك، ط) : الكأس الخمر، والدهاق الملآن
= الكلمة من آية النبأ 34:
{إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33) وَكَأْسًا دِهَاقًا}
وحيدة في القرآن. صيغة ومادة.
وتفسير دهاق بممتلئة، كما عند الجمهرة من اللغويين والمفسرين، أو مفعمة كما قال "الراغب" في (المفردات) مترعة كما في (الكشاف) على ما يبدو من قربه، يُلحظ معه أن البيان القرآني خصَّ {كَأْسًا دِهَاقًا} بذلك المقام في نعيم المتقين بدار الخلد، على كثرة استعماله لمادة ملأ: فعلاً سبع مرات، ومصدراً مرة، واسم فاعل للجمع مرتين.
ويغلب أن تأتي على اختلاف صيغها في سياق خاصّ، كآية الكهف 18 {لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا}
والوعيد كآية آل عمران 91:
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ}
أو النذير بعذاب المجرمين في جهنم، وما يملئون به بطونهم من طلع شجرة الزقوم، بصريح آيات:
الأعراف 17: خطاباً لإبليس: {قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ}
ومعها آيات: هود 119، السجدة 13، ص 85 ق 30: {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ}
الواقعة 53: {ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ (51) لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ (52) فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (53) فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ (54) فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ} ومعها آية الصافات 66
ثم إن العربية تتصرف في مادة (ملأ) على سعة، خلافا للدهق الذي قلما يستعمل إلا في كأس دهاق، وأدهقت الكأس، والحوض. فلعل بين المادتين فرق عموم وخصوص. والله أعلم.

مَخْمَصَةٌ

(مَخْمَصَةٌ) :
وسأله ابن الأزرق عن قوله تعالى: (مَخْمَصَةٌ) :.
فقال: مجاعة. وشاهده قول الأعشى:
تَبيتون في المَشْتى مِلاءً بطونُكم. . . وجارتُكم غَرْثَى يَبِتْنَ خمائصا
(تق، ك، ط) وفي (وق) قال: الجوع، قال فيه الأعشى / البيت
= الكلمة من آيتي:
المائدة 3: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (3) .
والتوبة 120: (مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (120) . وحيدة الصيغة وليس فى القرآن من مادتها، غيرها فى الآيتين.
الرواية فى ثتأويلها فى المسألة بالمجاعة، وفى الرواية الأخرى بالجوع.
وقد ورد الجوع معرفة ونكرة فى غير حكم الإباحة للمضطر فى مخمصة، أومعاناة مخمصة فى سبيل الله (آيات البقرة 155، النحل 112، الغاشية 7، قريش 4) ومعها الفعل المضارع فى آية طه 118 خطابا لآدم عليه السلام فى الجنة: (إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (118) .
والخمص فى اللغة ضمور البطن، ونقل إلى ضمورها من فرط السغب والهزال.
وأما الجوع فالمسلم يجوع فى الصيام ولا يُبطِل صيامَه بطعام حلال. وأئمة الفقه وعلماء الأحكام وإن اختلفوا فى حكم الضرورة لِمخمَصة، فالإباحة عند الاضطرار، كأنْ يتعين أن تمسك رمق المسلم، ومقدار الضرورة عندهم مقيد بعدم القوت لمن أشفى على الموت، إلى حالة وجود قوتٍ حلال، ما كان، ولو من خشاش الأرض.
وفى تأويل الطبرى لآية المائدة: هو من خص البطون، أي اضطماره، وأظنه
هو فى هذا الموضع، معنىّ به اضطماره من الجوع وثمدة السغب، وقد يكون فى غير هذا الموضع خلقه لا من جوع وسغب. وشاهده فى معنى الآية، قول الأعشى،
تَبيتون في المَشْتى / البيت. وفى آية براءة، التفت إلى قيدها فى الآية بمخمصة فى سبيل الله، يعنى فى إقامة دين الله ونصرته.
فليست مجاعة عامة يعز فيها القوت على المجاهدين والقاعدين، وعلى
الكافرين. .
ثم إن المجاعة أقرب إلى أن تفهم بدلالة العموم، كان يصيب الناس قحط
عام. والذى فى آية المائدة، ليس من مجاعة عامة، وإنما هو مما يبلغ بالمؤمن
جهدَ المخمصة حين لا يجد طعامًا غير ما حرم عليه أكله. فنفهم ضِمنْا أن الطعام قد يكون ميسورًا، لمن لا يتحرجون من أكل الجة والدم ولحم الحنزير، إلى آخر ماعدَّت الآية من الطعام المحرم على المؤمن، لا لمجاعة يعز فيها أي طعام. وكذلك الأمر فيما يحتمله المجاهدون من أذى ومخصمة فى سبيل الله، وليس
مما يصيبهم ويصيب سائر الناس، وفيهم القاعدون والكافرون، من وطأة قحط ومجاعة عامة.
من ثم يبقى لكلمة مخمصة، فى الآيتين، دلالتها أصلا على ضمور البطن،
يخشى منه الهلاك، وعلى مكابدة المسغبة فى سبيل الله عز وجل، والله أعلم.

يُنْغِضُونَ

{يُنْغِضُونَ}
وسأل نافع بن الأزرق عن قوله تعالى: {فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ}
فقال ابن عباس: يحركون رءوسهم استهزاءً. واستشهد بقول الشاعر: أتُنغِضُ لي يَوم الفخارِ وقد ترى. . . خيولاً عليها كالأسود ضواريا
(تق) (ك، ط) وفيهما: استهزاءً "برسول الله - صلى الله عليه وسلم - "
= الكلمة من آية الإسراء 51: خطاباً للنبي عليه الصلاة والسلام في الظالمين من قومه:
{وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا (49) قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا (50) أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا}
وحيدة في القرآن صيغة ومادة.
وتأويلها في المسألة بتحريك الرأس استهزاء. رواه الطبري بإسناده عن ابن عباس وقتادة. وتأويلها عنده: فسيهزون لك رءوسهم برفع وخفض، وكذلك المنغض في كلام العرب إنما هو حركة ارتفاع ثم انخفاض، أو انخفاض ثم ارتفاع ولذلك سمي الظليم نغضا لأنه إذا عجل المشي ارتفع وانخفض وحرك رأسه. وهو قريب من قول الفراء في معاني القرآن.
فالإنغاض بمعنى التحريك، من التقريب الذي لا يفوتنا معه ما لم يفت الفراء والطبري والراغب من ملحظ اضطراب الحركة وارتجافها في النغض والإنغاض، فليس كل تحرُّكٍ إنغاضاً. . . بل الاهتزاز والاضطراب أصل في دلالة النغص (مقاييس اللغة) .
ويقوى المعنى إذا فهمنا الآية بهذا الملحظ من الارتجاف والاضطراب حين بصك سمعهم البرهانُ المفحم: {قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا (50) أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ}
وتخونهم الطمأنينة، فينم عنها إنغاضُ رءوسهم، وإن لجوا في العناد: {وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا} صدق الله العظيم

طارِفُ

طارِفُ:
قرية بافريقية، ينسب إليها عبد العزيز بن محمد القرشي، ذكره ابن رشيق في الأنموذج وقال:
كان مجوّدا في الشعر وكان في النثر أفرس أهل زمانه، ويكتب خطّا مليحا.

ثَقِفْتُمُوهُمْ

{ثَقِفْتُمُوهُمْ}
وسأل نافع بن الأزرق عن قوله تعالى: {ثَقِفْتُمُوهُمْ}
فقال ابن عباس: وجدتموهم. سأله نافع: وهلٍ تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول حسان:
فإمَّا تَثْقَفَنَّ بَنى لُؤَىًّ. . . جُذَيْمةَ إنَّ قتلتهمُ دواءُ
= الكلمة من آيتى: البقرة 191:
{وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190) وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (191) فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}
والنساء 91: {سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُولَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُبِينًا}

ومعهما الفعل الماضي مبيناً للمجهول في آيتى: آل عمران 112 في الفاسقين من أهل الكتاب {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا}
والأحزاب 61: في المنافقين والذين في قلوبهم مرض والمرجفين في المدينة {مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا}
وجاء الفعل مضارعاً، في آيتى:
الأنفال 57: {الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ (56) فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ}
والممتحنة 2: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (1) إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ} .
وهذه الكلمات الست، هي كل ما في القرآن من المادة.
حرصتُ على نقل آياتها جميعاً، ليتضح سياقها في القتال، والعداوة. فتفسيُرها بـ: وجدتموهم، لا يفوتنا معه ملحظ اختصاص الكلمة بهذا السياق، في كل آياتها بالقرآن، وكذلك في الشاهد الشعري من همزية حسان - رضي الله عنه -. وقد فسرها الطبري - ولم يذكر فيها خلافاً - بـ: اقتلوهم حيث أصبتم مقاتلهم وأمكنكم قتلهم. وهو معنى {حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ} ومعنى الثقفة بالأمر الحذق به والبصر. يقال: إنه تقِف لقِف. إذا كان جيد الحذر بصيراً بمواقع القتل. فأما التثقيف فمعنى غير هذا وهو التقويم. فمعنى الآية، اقتلوهم في أي مكان تمكنتم من قتلهم وأبصرتم مقاتلهم (2 / 111 البقرة) ومعنى الكلمة عند الفراء: اسرتهم (1 / 414)
وردَّ "الراغب" الكلمة في آيات آل عمران والأنفال والأحزاب، إلى معنى الحِذق والإدراك (المفردات) .
وابن الأثير فسرها بالفطنة والذكاء في حديث الهجرة: "وهو غلام لِقنٌ ثقف" وفي حديث أم حكيم بنت عبد المطلب: "إني حصانٌ فما أُكَلَّم، وثقاف فما أعلَّمُ" وأخذه من التثقيف والإصلاح في قول السيدة عائشة أم المومنين تصف أباها: "وأقام أًوْدّها بثقافِه" تعني أنه سوَّى عوج المسلمين، وأما في حديث: "إذا ملك اثنا عشر من بني عمرو بن كعب كان الثقف والثقاف" ففسرهما ابن الأثير بالخصام والجلاد (النهاية) . والعربية تعرف في المادة معنى الفطنة، في الثقافة بمعنى الحذق. وتقول: ثَقِفَ فلاناً، إذا أخذه وظفر به أو أدركه. كما تعرف الثَّقاف بمعنى الخصام والجلاد، مأخوذاً من الثقاف: ما تُسوى به الرماحُ تهيئة للجِلاد (ص، س، ق)
وغير بعيد أن نلمح في آيات (ثقف) في القرآن، دلالة فطنة المأخذ وإدراك العدو وجلاده. ويتضح الفرق بينها وبين (وجد) إذا ذكرنا مع ما تقدم من استقراء لمواضع استعمال الكلمة في سياق العداوة والقتال، أن القرآن وإن استعمل (وجد) في السياق نفسه، في آيتى: النساء في المنافقين {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا} 89
والتوبة في المشركين: {فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} 5
إلا أن "وجد" تأتي كثيراً في البيان القرآني في غير هذا السياق، أذكر منها آيات الضحى خطاباً للرسول عليه الصلاة والسلام:
{أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى}
ص 44، في أيوب: {إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ}
طه 10: {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (9) إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى}
يوسف 94: {قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ}
الكههف 37: {وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا}
الجن 22: {قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا}
المزمل 20: {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ} والبقرة 110.
مما يؤنس إلى أن (وجد) أعم في الدلالة من (ثقف) التي تأخذ في العربية دلالة الثقافة والثقاف، وتأتي في البيان القرآني بملحظٍ من فطنة للعدو، وبصرٍ بموضعه ومأخذه. . . والله أعلم.

حَصُورًا

{حَصُورًا}
وسأل نافع بن الأزرق عن قوله تعالى: {وَحَصُورًا}
فقال ابن عباس: الذي لا يأتي النساء. واستشهد بقول الشاعر:
وحصور عن الخنا يأمر النا. . . سَ بفعلِ الخيراتِ والتشميرِ
(تق، ك، ط)
= الكلمة من آية آل عمران 39، خطاباً لزكريا عليه السلام:
{فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ}
وحيدة الصيغة في القرآن، ومعها من مادتها آيات:
{حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ} - النساء 90
{وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ} - التوبة 5
{فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ} - البقرة 196 {لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} - البقرة 273
لم يختلف أهل اللغة في أن أصَل الحصر من الحبس والمنع. ومنه قيل: حَصور لمن يمتنع عن النساء لا يأتيهن (ص، س، ل، ق) .
وهو القول في معنى "حصور" عند الفراء (1 / 213) وردَّها أهل التأويل كذلك إلى هذا الأصل، مع تعدد أقوالهم في تأويلها: قبل الذي لا يأتي النساء كأنه ممنوع عنهن، وهو قول الطبري وأسنده عن ابن مسعود. وعنه أيضاً وعن ابن عباس وابن جبير وقتادة وعطاء والحسن والسدى، وغيرهم: أنه الذي يكف نفسه عن النساء ولا يقربهن مع القدرة. وهذا أصح الأقوال عند القرطبي، في مقام المدح والثناء، لأن الثناء لا يكون إلا عن الفعل المكتسب دون الجِبِلَّة. وهو قريب من قول الراغب: فالحصور الذي لا يأتي النساء إما من أنفته وإما من العفة والاجتهاد في إزالة الشهوة. والثاني أظهر في الآية لأنه بذلك يستحق المحمدة (المفردات)
وسياق البشرى في الآية يؤنس إليه. وهو متعين في الشاهد:
* وحصور عن الخنا * وإلا انصرف إلى الذم والهجاء.

أَلَدُّ الْخِصَامِ

{أَلَدُّ الْخِصَامِ}
وسأله عن قوله تعالى: {أَلَدُّ الْخِصَامِ}
فقال: الجدِل المخاصِم في الباطل. واستشهد بقول مهلهل:
إن تحت الأحجار حزماً وجوداً. . . وخصيماً ألدَّ ذا مغلاق
(تق) زاد في (ك، ط) : في الباطل، من كل وجه.
= الكلمة من آية البقرة 204:
{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ}
ومعها آية مريم 97: خطاباً للنبي عليه الصلاة والسلام: {فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا} - جمع ألد.
قال الفراء: يقال للرجل هو ألدُّ من قوم لُدَّ، والمرأة لدّاء ونسوة لُدّ. إذا غلبت الرجل في الخصومة فقد لددته (المعاني: آية البقرة) .
وقال أبو عبيدة: الألد شديد الخصومة، ويقال للفاجر: أبَلَّ وألدّ. . . مصدره اللدَد، والجميع قوم لُدّ (مجاز القرآن: آية البقرة)
وأخرج فيه البخاري حديث عائشة - رضي الله عنها -: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أبغض الرجال إلى الله الألد الخصِم" (ك التفسير باب وهو ألد الخصام) قال في فتح الباري: ألد، أفعل تفضيل من اللدد، شدة الخصومة. ويحتمل أن يكون مصدراً. وقيل: أفعل هنا ليست للتفضيل بل بمعنى الفاعل، وهو لديد الخصام أي شديد المخاصمة (8 / 130) والألد. عند الراغب، الخصيم الشديد التأبي لحجته وجمعه لُدَّ، قال تعالى: {وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ} {وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا} وفسره ابن الأثير في حديث عائشة - رضي الله عنها - ترفعه - بالشديد الخصومة (النهاية)
والمعاجم تذكر في اللدد: اللديدان جانبا الوادي وصفحتا العنق، ومنه اشتقاق التلدد، أي الالتفاف يميناً وشمالاً. واللدود من الأدوية ما يصب في أحد شِقى الفم، واللدَدُ شدة الخصومة واللجاج (ص، س، ق) والمقاييس (لا)
وتأويلها في المسألة بالجدل المخاصم في الباطل، مستفاد من سياق الآية، والله أعلم.

لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا

{لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا}
وسأل ابن الأزرق عن معنى قوله - عز وجل -: {لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا}
فقال ابن عباس: لا يخافون لله عظمة. واستشهد بقول أبي ذؤيب:
إذا لسعتْه النحلٌ لم يرْجُ لَسعهَا. . . وحالفها في بيت نُوبٍ عوامل
(ظ في الروايتين) وفي (تق، ك، ط)
قال: لا تخاشون لله عظمة.
والكلمة من آية نوح 13، خطاباً لقومه:
{مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا}
الرجاء في (الأضداد: للأصمعي، وأبي حاتم السجستاني،) وابن الأنباري، وابن السكيت) بمعنى الطمع وبمعنى الخوف.
وأورده ابن قتيبة في باب المقلوب من تأويل المشكل: رجوت بمعنى خفت، قال الله سبحانه {مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا}
وقيل هي لغة حجازية، وفي لغة كنانة وخزاعة ونصر وهذيل، بمعنى المبالاة (السجستاني وابن الأنباري) وحكاه الأزهري والزمخشري والقرطبي: عن أهل اللغة.
والجمهرة من أهل التأويل على أن معناها في آية نوح: لا تخافون لله عظمة، أو: لا تخشون، ولا تبالون. سوى الزمخشري فإنه ذهب إلى أنها بمعنى الأمل. وعلق الوقار بالمخاطبين، والمعنى: ما لكم لا تكونون على حال تأملون فيها تعظيم الله إياكم في دار الثواب. ووجه هذا التأويل عنده تقدُّم لفظ الجلالة {لِلَّهِ وَقَارًا} فهو بيان له، ولو تأخر - أي: وقارا لله - لكان صلة للوقار (الكشاف) وفيه بُعد من تكلف الصنعة.
والفعل من الرجاء يأتي في القرآن الكريم على الوجهين، قال الراغب: {لَا تَرْجُونَ} : لا تخافون - وأنشد بيت أبي ذؤيب - وبالضد قال تعالى: {وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ} {وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ} - المفردات.
قال الفراء في الآية: وقد قال بعض المفسرين أن معناه: تخافون، ولم نجد معنى الخوف يكون رجاء إلا ومعه جحد، والعرب لا تذهب بالرجاء مذهب الخوف إلا مع الجحد. وحكاه عنه الأزهري في تهذيب اللغة.
وقال السجستاني: والرجاء يكون طمعاً ويكون خوفاً، وفي القرآن في معنى الطمع {وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} {وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ} {ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا} قال كعب (بن زهير) :
أرجو وآمُل أن تدنو مودتها. . . وما إخال لدينا منك تنويلُ
والرجاء في القرآن بمعنى الخوف كثير: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ} {وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا} {ارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ} وقال أبو ذؤيب:
إذا لسعته النحل لم يرج لسعها. . . وخالفها في بيت نُوبٍ عواملِ
(الأضداد، ف 8 / 110) .
فهل من ضابط لهذه الضدية، في البيان القرآني؟
قد يشهد لقول الفراء إنها لا تجئ في معنى الخوف إلا جحداً، الاستقراء للكلمة في القرآن الكريم وتدبر سياقها:
جاءت وفي مثل سياق آية نوح مع الجحد، في قوله تعالى:
{لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا} يونس 7، 11، 15، والفرقان 21.
{لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ} الجاثية 14.
{لَا يَرْجُونَ نُشُورًا} الفرقان 40. {إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا} النبأ 27 ومعها آية النور 60 {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا}
وأما في غير الجحد، فأكثر ما تجئ بمعنى الطمع والأمل:
القصص 86: {وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ}
الإسراء 28: {ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا}
البقرة 218: {أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ}
الإسراء 57: {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ. . .}
فاطر 29: {يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ}
الزمر 9: {يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ}
هود 62: {قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا} لكنها أقرب إلى معنى الخوف، في آيات.
العنكبوت 5: {مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ}
الأحزاب 21: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ} ومعها الممتحنة 6.
الكهف 110: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا. . .}
العنكبوت 36: {فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ}
فلعل الوجه في تأويل الرجاء بالخوف أن الراجي غير مستيقن من تحقق رجائه، فالراجي يخاف فوت المرجو وإخلافه "فالرجاء والخوف متلازمان لأن من يرجو الشيء يخاف ألا يكون" كما قال الراغب. والله أعلم.

علم آداب الملوك

علم آداب الملوك
وهو معرفة الأخلاق، والملكات التي يجب أن يتحلى بها الملوك، لتنظم دولتهم، وسيأتي تفصيله في: علم السياسة.
علم آداب الملوك
هو معرفة الأخلاق والملكات التي يجب أن يتحلى بها الملوك لتنتظم دولتهم وسيأتي تفصيله في علم السياسة.
وفيه كتاب الشيج القاضي الفاضل علي بن محمد الشوكاني سماه: الدرر الفاخرة الشاملة على سعادة الدنيا والآخرة.
قال في: مدينة العلوم: علم آداب الملوك هي أحوال رسمها الأمراء والملوك بالتجارب والحدس والرأي مما ينبغي أن يفعله أو يجتنبه.
وكتاب نصيحة الملوك للإمام الغزالي نافع في هذا الباب
ومن الكتب المصنفة فيه سراج الملوك للإمام أبي بكر بن الوليد بن محمد القرشي الفهدي الأندلسي الطرطوسي نسبة إلى طرطوسة - بضم المهملتين - بالأندلس في آخر بلاد المسلمين وسلوان المطاع في عدوان لابن ظفر انتهى وقد طبع هذا الأخير بمصر القاهرة في هذا الزمان وانتشر خبره في الجوائب
علم آداب الوزراء
ذكره أبو الخير من فروع الحكمة العملية وهو مندرج في علم السياسة فلا حاجة إلى إفرازه وإن كان فيه تأليف مستقل ك الإشارة وأمثاله.
وفي مدينة العلوم: هو علم يتعرف منه آداب الوزارة من كيفية صحبة السلاطين ونصحية الرعايا وأن يذكر السلطان ما نسيه ويعينه على أمره بالخير ويردعه عما قصده من الجور وكتاب الإشارة إلى آداب الوزارة نافع في هذا الباب وفي كتاب نصيحة الملوك وسراج الملوك ما يكفي انتهى.
قلت: وفي كتاب الدرر الفاخرة المشتملة على سعادة الدنيا والآخرة للشيخ العلامة العالم الرباني القاضي علي بن محمد الشوكاني فصول تتعلق بآداب الوزارة أتى فيه بما يقضي حق المقام وقد وقفت عليه وانتفعت به في كتابي إكليل الكرامة1 في تبيان مقاصد الإمامة وبالله التوفيق.
علم الأدب
هو علم يحترز به عن الخطأ في كلام العرب لفظا وخطا قال أبو الخير:
اعلم أن فائدة التخاطب والمحاورات في إفادة العلوم واستفادتها لما لم تتبين للطالبين إلا بالألفاظ وأحوالها كان ضبط أحوالها مما اعتنى به العلماء فاستخرجوا من أحوالها علوما انقسم أنواعها إلى اثني عشر قسما وسموها بالعلوم الأدبية لتوقف أدب الدرس عليها بالذات وأدب النفس بالواسطة وبالعلوم العربية أيضا لبحثهم عن الألفاظ العربية فقط لوقوع شريعتنا التي هي أحسن الشرائع وأفضلها أو أعلاها وأولاها على أفضل اللغات وأكملها ذوقا ووجدانا انتهى.
واختلفوا في أقسامه فذكر ابن الأنباري في بعض تصانيفه أنها ثمانية.
وقسم الزمخشري في القسطاس إلى اثني عشر قسما كما أورده العلامة الجرجاني في شرح المفتاح.
وذكر القاضي زكريا في حاشية البيضاوي أنها أربعة عشر وعد منها: علم القرآن قال: وقد جمعت حدودها في مصنف سميته اللؤلؤ النظيم في روم التعلم والتعليم لكن يرد عليه أن موضوع العلوم الأدبية كلام العرب وموضوع القراءات كلام الله - سبحانه وتعالى -
ثم إن السيد والسعد تنازعا في الاشتقاق هل هو مستقل كما يقوله السيد أو من تتمة علم الصرف كما يقوله السعد.
وجعل السيد البديع من تتمة البيان والحق ما قاله السيد في الاشتقاق لتغاير الموضوع بالحيثية المعتبرة وللعلامة الحفيد مناقشته في التعريف والتقسيم أوردها في موضوعاته حيث قال:
وأما علم الأدب: فعلم يحترز به عن الخلل في كلام العرب لفظا أو كتابة وههنا بحثان
الأول: أن كلام العرب بظاهره لا يتناول القرآن وبعلم الأدب يحترز عن خلله أيضا إلا أن يقال المراد بكلام العرب بكلام يتكلم العرب على أسلوبه.
الثاني: أن السيد - رحمه الله - تعالى قال: لعلم الأدب أصول وفروع.
أما الأصول فالبحث فيها إما عن المفردات من حيث جواهرها وموادها وهيئاتها فعلم اللغة أو من حيث صورها وهيئاتها فقط فعلم الصرف ومن حيث انتساب بعضها ببعض الأصالة والفرعية فعلم الاشتقاق وأما عن المركبات على الإطلاق.
فأما باعتبار هيئاتها التركيبية وتأديتها لمعانيها الأصلية فعلم النحو.
وأما باعتبار إفادتها لمعان مغايرة لأصل المعنى فعلم المعاني.
وأما باعتبار كيفية تلك الإفادة في مراتب الوضوح فعلم البيان وعلم البديع ذيل لعلمي المعاني والبيان داخل تحتهما وليس علما برأسه وأما عن المركبات الموزونة فأما من حيث وزنها فعلم العروض
أو من حيث أواخرها فعلم القوافي.
وأما الفروع: فالبحث فيها إما أن يتعلق بنقوش الكتابة فعلم الخط أو يختص بالمنظوم فالعلم المسمى بقرض الشعر أو بالنثر فعلم الإنشاء من الرسائل أو من الخطب ولا يختص بشيء فعلم المحاضرات ومنه التواريخ.
قال الحفيد: هذا منظور فيه فأورد النظر بثمانية أوجه.
حاصلها أنه يدخل بعض العلوم في المقسم دون الأقسام ويخرج بعضها منه مع أنه مذكور فيه وإن جعل التاريخ واللغة علما مدونا لمشكل إذ ليسا بمسائل كلية وجواب الأخير مذكور فيه ويمكن الجواب عن الجميع أيضا بعد التأمل الصادق.
وفي إرشاد القاصد للشيخ شمس الدين الأكفاني السخاوي: الأدب وهو علم يتعرف منه التفاهم عما في الضمائر بأدلة الألفاظ والكتابة.
وموضعه: اللفظ والخط من جهة دلالتها على المعاني ومنفعته: إظهار ما في نفس الإنسان من المقاصد وإيصاله إلى شخص آخر من النوع الإنساني حاضرا كان أو غائبا وهو حلية اللسان والبنان وبه تميز ظاهر الإنسان على سائر أنواع الحيوان.
وتنحصر مقاصده في عشرة علوم وهي: علم اللغة وعلم التصريف وعلم المعاني وعلم البيان وعلم البديع وعلم العروض وعلم القوافي وعلم النحو وعلم قوانين الكتابة وعلم قوانين القراءة وذلك لأن نظره:
إما في اللفظ أو الخط.
والأول: فإما في اللفظ المفرد أو المركب أو ما يعمهما.
وما نظره في المفرد: فاعتماده إما على السماع وهو اللغة أو على الحجة وهو التصريف.
وما نظره في المركب: فإما مطلقا أو مختصا بوزن.
والأول: إن تعلق بخواص تراكيب الكلام وأحكامه الإسنادية فعلم المعاني وإلا فعلم البيان.
والمختص بالوزن: فنظره إما في الصورة أو في المادة الثاني: علم البديع.
والأول: إن كان بمجرد الوزن فهو علم العروض وإلا فعلم القوافي وما يعم المفرد والمركب فهو علم النحو.
والثاني: فإن تعلق بصور الحروف فهو علم قوانين الكتابة.
وإن تعلق بالعلامات فعلم قوانين القراءة وهذه العلوم لا تختص بالعربية بل توجد في سائر لغات الأمم الفاضلة من اليونان وغيرهم.
واعلم أن هذه العلوم في العربية لم تؤخذ عن العرب قاطبة بل عن الفصحاء البلغاء منهم وهم الذين لم يخالطوا غيرهم كهذيل وكنانة بعض تميم وقيس وغيلان ومن يضاهيهم من عرب الحجاز وأوساط نجد.
فأما الذين أصابوا العجم في الأطراف فلم تعتبر لغاتهم وأحوالها في أصول هذه العلوم وهؤلاء كحمير وهمدان وخولان والأزد لمقاربتهم الحبشة والزنج وطي وغسان لمخالطتهم الروم والشام وعبد القيس لمجاورتهم أهل الجزيرة وفارس ثم أتى ذوو العقول السليمة والأذهان المستقيمة ورتبوا أصولها وهذبوا فصولها حتى تقررت على غاية لا يمكن المزيد عليها انتهى ما في كشاف واصطلاحات الفنون.
قال ابن جني: المولدون يستشهد بهم في المعاني كما يستشهد بالقدماء في الألفاظ
قال ابن رشيق: ما ذكره صحيح لأن المعاني اتسعت باتساع الناس في الدنيا وانتشار العرب بالإسلام في أقطار الأرض فإنهم حضروا الحواضر وتفننوا في المطاعم والملابس وعرفوا بالعيان ما دلتهم عليه بداهة عقولهم من فضل التشبيه وغيره انتهى.

علم الأدب

علم الأدب
هو علم يحترز به عن الخطأ في كلام العرب: لفظا، وخطا.
قال المولى أبو الخير: اعلم: أن فائدة التخاطب والمحاورات في إفادة العلوم واستفادتها، لما لم تتبين للطالبين إلا بالألفاظ وأحوالها، كان ضبط أحوالها مما اعتنى به العلماء، فاستخرجوا من أحوالها علوما انقسم أنواعها إلى اثني عشر قسما، وسموها: (بالعلوم الأدبية)، لتوقف أدب الدرس عليها بالذات، وأدب النفس بالواسطة وبالعلوم العربية أيضا، لبحثهم عن الألفاظ العربية فقط، لوقوع شريعتنا التي هي أحسن الشرائع، وأولاها على أفضل اللغات، وأكملها ذوقا ووجدانا. انتهى.
واختلفوا في أقسامه.
فذكر ابن الأنباري في بعض تصانيفه أنها ثمانية.
وقسم الزمخشري في (القسطاس) إلى: اثني عشر قسما.
كما أورده العلامة الجرجاني في (شرح المفتاح).
وذكر القاضي: زكريا، في (حاشية البيضاوي) : أنها أربعة عشر، وعد منها: علم القراءات.
قال: وقد جمعت حدودها في مصنف، سميته: (اللؤلؤ النظيم، في روم التعلم والتعليم).
لكن يرد عليه: أن موضوع العلوم الأدبية: كلام العرب، وموضوع القراءات: كلام الله.
ثم إن السيد والسعد: تنازعا في الاشتقاق، هل هو مستقل كما يقوله السيد؟ أو من تتمة علم التصريف كما يقوله السعد؟
وجعل السيد البديع من تتمة البيان.
والحق: ما قال السيد في (الاشتقاق)، لتغاير الموضوع بالحيثية المعتبرة.
وللعلامة، الحفيد، مناقشة في التعريف والتقسيم، أوردها في موضوعاته، حيث قال: وأما علم الأدب فعلم يحترز به عن الخلل في كلام العرب لفظا أو كتابة.
وهاهنا بحثان:
الأول: أن كلام العرب بظاهره لا يتناول القرآن، وبعلم الأدب يحترز عن خلله أيضا، إلا أن يقال المراد بكلام العرب: كلام يتكلم العرب على أسلوبه.
الثاني: أن السيد - رحمه الله تعالى - قال: لعلم الأدب أصول وفروع:
أما الأصول: فالبحث فيها، إما عن: المفردات من حيث جواهرها، وموادها، وهيئاتها، فعلم اللغة.
أو من حيث: صورها وهيئاتها فقط، فعلم الصرف.
أو من حيث: انتساب بعضها ببعض بالأصالة والفرعية، فعلم الاشتقاق.
وأما عن المركبات على الإطلاق، فإما باعتبار هيئاتها التركيبية وتأديتها لمعانيها الأصلية، فعلم النحو.
وأما باعتبار إفادتها لمعان مغايرة لأصل المعنى، فعلم المعاني.
وأما باعتبار كيفية تلك الإفادة في مراتب الوضوح، فعلم البيان.
وعلم البديع، ذيل لعلمي: المعاني والبيان، داخل تحتهما.
وأما عن المركبات الموزونة، فإما من حيث: وزنها، فعلم العروض.
أو من حيث: أواخرها، فعلم القوافي.
وأما الفروع: فالبحث فيها، إما أن يتعلق بنقوش الكتابة، فعلم الخط.
أو يختص بالمنظوم، فالعلم المسمى: (بقرض الشعر). أو بالنثر، فعلم الإنشاء.
أو لا يختص بشيء، فعلم المحاضرات، ومنه: التواريخ.
قال الحفيد: هذا منظور فيه.
فأورد النظر بثمانية أوجه، حاصلها: أنه يدخل بعض العلوم في المقسم دون الأقسام، ويخرج بعضها منه مع أنه مذكور فيه، وإن جعل التاريخ واللغة علما مدونا لمشكل، إذ ليس مسائل كلية، وجواب الأخير مذكور فيه، ويمكن الجواب عن الجميع أيضا بعد التأمل الصادق.

علم تحسين الحروف

علم تحسين الحروف
وسيأتي تحقيقه في: علم الخط.
علم تحسين الحروف
سيأتي تحقيقه في علم الخط هكذا في: الكشف قال في: مدينة العلوم: هو علم يعرف منه تحسين تلك النقوش وما يتعلق به من كيفية استعمال أدوات الكتابة وتمييز حسنها عن رديها وأسباب الحسن في الحروف آلة واستعمالا وترتيبا ومبنى هذا الفن الاستحسانات الناشئة من مقتضى الطباع السليمة وتختلف صورها بحسب الإلف والعادة والمزاج بل بحسب كل شخص ولهذا لا يكاد يوجد خطان متماثلان من كل الوجوه. انتهى.

علم اليوم والليلة

علم اليوم والليلة
علم يبحث فيه عن اختلاف الليل والنهار ومقدار زمانهما وأيهما أقدم في الوجود وأفضل من الآخر وما يتصل بذلك. والغرض والغاية منه ظاهران.
وموضوعه: الزمان من حيث كونه منحصرا في الأيام والليالي.
وقد أقسم الله سبحانه بهما في كتابه وأناط الأحكام الشرعية باختلافهما في كريم خطابه فقال: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا، وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا، وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا، وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا} .
وقال: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى، وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى} .
وقال: {وَالضُّحَى، وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى} فقدم النهار مرة والليل أخرى وأخر الليل تارة وقدم النهار كرة بعد أولى.
واليوم عبارة عن عود الشمس بدوران الكل إلى دائرة قد فرضت.
وقد اختلف فيه فجعله العرب من غروب الشمس إلى غروبها من الغد من أجل أن شهور العرب مبنية على مسير القمر وأوائلها مقيدة برؤية الهلال والهلال يرى لدن غروب الشمس صارت الليلة عندهم قبل النهار.
وعند الفرس والروم اليوم بليلته من طلوع الشمس بارزة من أفق الشرق إلى وقت طلوعها من الغد فصار النهار عندهم قبل الليل.
واحتجوا على قولهم: بأن النور وجود الظلمة عدم والحركة تغلب على السكون لأنها وجود لا عدم وحياة لا موت والسماء أفضل من الأرض والعامل الشاب أصح والماء الجاري لا يقبل العفونة كالراكد.
واحتج الآخرون: بأن الظلمة أقدم من النور والنور طار عليها فالأقدم يبدأ به وغلبوا السكون على الحركة بإضافة الراحة والدعة إليه قال قائلهم:
بقدر هر سكون راحت بود بنكر مراتب را ... دويدن رفتن استادن نشستن خفتن ومردن
وقالوا: الحركة إنما هي للحاجة والضرورة والتعب نتيجة الحركة والسكون إذا دام في الاستقصاءات مدة ولم يولد فسادا فإذا دامت الحركة في الاستقصاءات واستحكمت فسدت وذلك كالزلازل والعواصف والأمواج وشبهها.
وعند أصحاب التنجيم أن اليوم بليلته من موافاة الشمس فلك نصف النهار إلى موافاتها إياه في الغد وذلك من وقت الظهر إلى وقت العصر وبنوا على ذلك حساب أزياجهم وبعضهم ابتدأ باليوم من نصف الليل وهذا هو حد اليوم على الإطلاق إذا اشترط الليلة في التركيب فإما على التفصيل فاليوم بانفراده والنهار بمعنى واحد وهو من طلوع جرم الشمس إلى غروب جرمها والليل خلاف ذلك وعكسه.
وحد بعضهم أول النهار بطلوع الفجر وآخره بغروب الشمس لقوله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} وعورض بأن الآية إنما فيها بيان طرفي الصوم لا تعريف أول النهار وبأن الشفق من جهة المغرب نظير الفجر من جهة المشرق وهما متساويان في العلة فلو كان طلوع الفجر من أول النهار لكان غروب الشفق آخره وقد التزم ذلك بعض الشيعة.
وفي بدائع الفوائد للحافظ ابن القيم رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ما من يوم إلا وليلته قبله إلا يوم عرفة فإن ليلته بعده.
قلت: هذا مما اختلف فيه فحكي عن طائفة أن ليلة اليوم بعده والمعروف عند الناس أن ليلة اليوم قبله.
ومنهم من فصل بين الليلة المضافة إلى اليوم كليلة الجمعة والسبت والأحد وسائر الأيام والليلة المضافة إلى مكان أو حال أو فعل كليلة عرفة وليلة النفر ونحو ذلك فالمضافة إلى اليوم قبله والمضافة إلى غيره بعده واحتجوا بهذا الأثر المروي عن ابن عباس رضي الله عنهما ونقض عليهم بليلة العيد والذي فهمه الناس قديما وحديثا من قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "لا تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام ولا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي" إنها الليلة التي يسفر صبحها عن يوم الجمعة فإن الناس يتسارعون إلى تعظيمها وكره التعبد فيها عن سائر الليالي فنهاهم صلى الله عليه وسلم عن تخصيصها بالقيام كما نهاهم عن تخصيص يومها بالصيام والله أعلم بالصواب وهذا آخر الجزء الثاني من الكتاب والحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات. 

اخو

اخو

1 أَخَوْتَ, [third Pers\. أَخَا,] (S, K,) aor. ـْ (S,) inf. n. أُخُوَّةٌ; (S, K, &c.;) and ↓ آخَيْتَ, (K, TA,) [in the CK اَخَيْتُ, which is wrong in respect of the Pers\., and otherwise, for it is correctly] with medd, (TA,) inf. n. إِخَآءٌ and مُؤَاخَاةٌ; (Lth;) and ↓ تَأَخَّيْتَ; (K;) Thou becamest a brother [in the proper sense of this word, and also as meaning a friend, or companion, or the like]. (S,* K,* TA.) ↓أُخُوَّةٌ is also [used as] a simple subst., (TA,) signifying Brotherhood; fraternity; the relation of brother; as also ↓إِخَآءٌ and مُؤَاخاةٌ; and ↓تَأَخٍ: (Lth, TA:) and the relation of sister. (S.) You say, بَيْنِى وَبَيْنَهُ أُخُوَّةٌ and ↓إِخَآءٌ [&c., meaning] Between me and him is brotherhood. (JK, TA.) And ↓بَيْنَ السَّمَاحَةِ وَالحَمَاسَةِ تَأَخٍ (assumed tropical:) [Between liberality and courage is a relation like that of brothers]. (TA.) And خُوَّةٌ is a dial. var. of أُخُوَّةٌ, occurring in a trad. (IAth, TA.) A2: [It is also trans.] You say, أَخَوْتُ عَشَرَةً I was, or became, a brother to ten. (TA.) 2 أَخَّيْتُ لِلدَّابَّةِ, (S, K,) or الدَّابَّةَ, (Msb, [so accord. to a copy of that work, but probably this is a mistranscription,]) inf. n. تَأْخِيَةٌ, (S, Msb, K,) I made an آخِيَّة [q. v.] for the beast, (Msb, K,) and tied the beast therewith; (Msb;) [and so, app., ↓ آخَيْتُ (which, if correct, is probably of the measure أَفْعَلْتُ); for it is related that] an Arab of the desert said to another, لِى آخِيَّةً ↓ آخِ

أَرْبِطُ إَلَيْهَا مُهْرِى [Make thou for me an آخيّة to which I shall tie my colt]. (TA.) And you say, فُلَانٌ فِى فُلَانٍ آخِيَّةً فَكَفَرَهَا ↓ آخِى (assumed tropical:) Such a one did a benefit to such a one, and he was ungrateful for it. (TA.) [But perhaps آخِ and آخَى in these two exs. are mistranscriptions for أَخِّ and أَخَّى.]3 آخاهُ, (S, K,) vulgarly وَاخَاهُ, (S,) or the latter is a dial. var. of weak authority, (K,* TA,) said by some to be of the dial. of Teiyi, (TA,) inf. n. مُؤَاخَاةٌ and إِخآءٌ (S, K) and وِخَآءٌ, (K) and [quasi-inf. n.] ↓ إِخَاوَةٌ (Fr, K) and وِخَاوَةٌ, (CK,) He fraternized with him; acted with him in a brotherly manner: (S,* K,* PS, TK:) A'Obeyd mentions, on the authority of Yz, آخَيْتُ and وَاخَيْتُ, and آسَيْتُ and وَاسَيْتُ, and آكَلْتُ and وَاكَلْتُ: the pret. is said to be thus assimilated to [a form of] the fut.; for they used [sometimes] to say, يُوَاخِى, changing the hemzeh into و. (IB, TA.) b2: It is said in a trad., آخَى بَيْنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ, meaning He united the emigrants [to El-Medeeneh] with the assistants [previously dwel-ling there] by the brotherhood of El-Islám and of the faith. (TA.) You say also, آخَيْتُ بَيْنَ الشَّيْئَنْنِ [I united the two things as fellows, or pairs]; and sometimes one says, وَاخَيْتُ, like as one says, وَاسَيْتُ, for آسَيْتُ; mentioned by ISk. (Msb.) b3: See also 1, in three places.4 آخَوَ see 2, in three places.5 تَأَخَّيْتَ, and the inf.n. تَأَخٍ: see 1, in three places.

A2: تَأَخَّيْتُ أَخًا I adopted a brother: (S, K:) or [تَأَخَّيْتُهُ signifies] I called him brother. (K.) b2: تَأَخَّيْتُ الشَّىْءَ, (S, K, TA,) or بِالشَّىْ, (Msb,) I sought, endeavoured after, pursued, or endeavoured to reach or attain or obtain, the thing; (S, Msb, K, TA;) as the brother does the brother; and in the same manner the verb is used with a man for its object: but تَوَخَّيْتُ, in the same sense, is more common. (TA.) You say, تَأَخَّيْتُ مَحَبَّتَكَ I sought, &c., thy love, or affection. (TA in art. وخى.) 6 تَآخَيَا They became brothers, or friends or companions or the like, to each other. (S,* TA.) أَخٌ, (S, Msb, K,) originally أَخَوٌ, (Kh, S, Msb,) as is shown by the first of its dual forms mentioned below, and by its having a pl. like آبَآءٍ, (S,) and أَخٌّ, (K,) with the second letter doubled to compensate for the و suppressed, as is the case in أَبٌّ, (TA,) and ↓ أَخًا, [like أَبًا,] and ↓ أَخُو, (IAar, K, TA, [the last, with the article prefixed to it, erroneously written in the CK الاُخُوٌّ,]) and ↓ أَخْوٌ, like دَلْوٌ, (Kr, K,) a well-known term of relationship, (K, TA,) i. e. A brother; the son of one's father and mother, or of either of them: and also applied to a foster-brother: (TA:) and (assumed tropical:) a friend; and a companion, an associate, or a fellow: (K:) derived from آخِيَّةٌ [q. v.]; as though one أَخ were tied and attached to another like as the horse is tied to the آخيّة: (Har p. 42 :) or, accord. to some of the grammarians, it is from وَخَى meaning قَصَدَ; because the أَخ has the same aim, endeavour, or desire, as his أَخ: (TA:) when أَخ is prefixed to another noun, its final vowel is prolonged: (Kh:) you say, هذَا أَخُوكَ [This is thy brother, &c.], and مَرَرْتُ بِأَخِيكَ [I passed by thy brother, &c.], and رَأَيْتُ أَخَاكَ [I saw thy brother, &c.] : (S: [in which it is also asserted that one does not say أَخُو without prefixing it to another noun; but this is inconsistent with the assertion of IAar and F, that الأَخُو is a syn. of الأَخُ:]) the dual is أَخَوَانِ, (S, Msb, Kur xlix. 10, Ham p. 434,) or أَخْوَانِ, with the خ quiescent, (TA, [but this I have found nowhere else,]) and some of the Arabs say أَخَانِ, (S, Msb,) and Kr mentions أَخُوَانِ, with damm to the خ, said by IB to occur in poetry, and held by ISd to be dual of أَخُو, with damm to the خ: (TA:) the pl. is إِخْوَةٌ and إِخْوَانٌ, (S, Msb, K, &c.,) the former generally applied to brothers, and the latter to friends [or the like], (T, S,*) but not always, as in the Kur xlix. 10, where the former does not denote relationship, and in xxiv. 60 of the same, where the latter does denote relationship, (T, TA,) and sometimes the former is applied to a [single] man, as in the Kur iv. 12, (S,) and أُخْوَةٌ, (Fr, S, Msb, K, [in the CK اَخْوَةٌ,]) or this is a quasi-pl. n., (Sb, TA,) and أُخْوَانٌ, (Kr, Msb, K,) and آخَآءٌ, (S, K,) like آبَآءٌ, (S,) and أُخُوٌّ, and أُخُوَّةٌ, (ISd, K,) the last mentioned by Lh, and thought by ISd to be formed from the next preceding by the addition of ة characterizing the pl. as fem., (TA,) and أَخُونَ, (S, Msb, K,) and اخاوون. (Msb: [there written without any syll. signs, and I have not found it elsewhere.]) The fem. of أَخٌ is ↓ أُخْتٌ [meaning A sister: and (assumed tropical:) a female friend, &c.]: (S, Msb, K, &c. :) written with damm to show that the letter which has gone from it is و; (S;) the ت being a substitute for the و; (TA;) not to denote the fem. gender, (K, TA,) because the letter next before it is quiescent: this is the opinion of Sb, and [accord. to SM] it is the correct opinion: for Sb says that if you were to use it as a proper name of a man, you would make it perfectly decl.; and if the ت were to denote the fem. gender, the name would not be perfectly decl.; though in one place he incidentally says that it is the sign of the fem. gender, through inadvertence: Kh, however, says that its ت is [originally] ه [meaning ة]: and Lth, that أُخْتٌ is originally أَخَةٌ: and some say that it is originally أَخْوَةٌ: (TA:) the dual. is أُخْتَانِ: (Kh:) and the pl. is أَخَوَاتٌ. (Kh, S, Msb, K.) The saying لَا أَخَالَكَ بِفُلَانٍ [Thou hast no brother, or (assumed tropical:) friend, in such a one] means لَيْسَ لَكَ بِأَخٍ [such a one is not a brother, or friend, to thee]. (S, K.) It is said in a prov., مَنْ لَكَ بِأَخِيكَ كُلِّهِ [Who will be responsible to thee for thy brother, or (assumed tropical:) thy friend, altogether? i. e., for his always acting to thee as a brother, or friend]. (JK.) And in another, رُبَّ أَخٍ لَكَ لَمْ تَلِدْهُ أُمُّكَ [(assumed tropical:) There is many a brother to thee whom thy mother has not brought forth]. (TA.) And in another, أَخُوكَ أَمِ الذَّئْبُ [Is it thy brother, or the wolf?]; said in suspecting a thing: as also أَخُوكَ أَمِ اللَّيْلُ [Is it thy brother, or is it the night that deceives thee?]. (Har p. 554.) And another saying is, الرُّمْحُ أَخُوكَ وَرُبَّمَا خَانَكَ [(assumed tropical:) The spear is thy brother, but sometimes, or often, it is unfaithful to thee]. (TA.) b2: Ibn-'Arafeh says that when أُخُوَّةٌ does not relate to birth, it means conformity, or similarity; and combination, agreement, or unison, in action: hence the saying, هذَا الثَّوْبُ أَخُو هذَا [(assumed tropical:) This garment, or piece of cloth, is the like, or fellow, of this] : and hence the saying in the Kur [xvii. 29], كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ (assumed tropical:) They are the likes, or fellows, of the devils: and in the same [xliii. 47], ↓ إِلَّا هِىَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا (assumed tropical:) But it was greater than its like, or fellow; i. e., than what was like to it in truth &c. (TA.) It is said in a trad., النَّوْمُ

أَخُ المَوْتِ [Sleep is the like of death]. (El-Jámi' es-Sagheer.) One says also, لَقِىَ فُلَانٌ أَخَا المَوْتِ (assumed tropical:) Such a one met with the like of death. (Msb, TA.) And they said, لَهَا ↓ وَمَاهُ آللّٰهُ بِلَيْلَپٍ لَا أُخْتَ [(assumed tropical:) God afflicted him with a night having none like to it], i. e., a night in which he should die. (TA.) and لَا أُكَلِّمُهُ إِلَّا أَخَا السِّرارِ (assumed tropical:) I will not speak to him save the like of secret discourse. (As, TA.) [and hence,] سُهَيْلٍ ↓ أُخْتَا [(assumed tropical:) The two sisters of Canopus;] the two stars called الشّعْرَى العَبُورُ and الشّعْرَى

الغُمَيْصَآءُ. (S and K in art. شعر, q. v.) b3: يَاَ أَخَا بَكْرٍ, or تَمِيمٍ, means (assumed tropical:) O thou of [the tribe of] Bekr, or Temeem. (Ham p. 284.) b4: Lh mentions, on the authority of Abu-d-Deenár and Ibn-Ziyád, the saying, القُمْمُ بِأَخِى الشَّرَّ, as meaning (assumed tropical:) The people, or company of men, are in an evil state or condition. (TA.) [But accord. to others,] one says, تَرَكْتُهُ بِأَخِى الخَيْرِ, meaning (tropical:) I left him in an evil state or condition: (JK, * Msb, K, TA:) and بِأَخِى الشَّرِّ (tropical:) in a good state or condition. (TA.) b5: You say also, هُوَأَخُو الصَّدْقِ (assumed tropical:) He is one who cleaves, or keeps, to veracity. (Msb.) b6: [أِخُو, as a prefixed noun, is also used in the sense of أَهْلُ, meaning (assumed tropical:) Worthy, or deserving, of a thing: and meet, fit, or fitted, for it. So in the phrase أَخُو ثِقَةٍ (assumed tropical:) Worthy, or deserving, of trust, or confidence; expl. by W (p. 91) as meaning a person in whom one trusts, or confides. And so in the prov., لَيْسَ أَخُو الكِظَاظِ مَنْ يَسْأَمُهُ (assumed tropical:) He who is fit, or fitted, for vehement striving for the mastery is not he who turns away from it with disgust: see art. كظ.] b7: It is also used in the sense of ذُو: as in the phrase, هُوَأَخُو الغِنَى [(assumed tropical:) He is possessed, or a possessor, of wealth, or competence, or sufficiency]. (Msb.) [So too in the phrase, أَخُو الخَيْرِ (assumed tropical:) Possessed, or a possessor, of good, or of what is good. And in like manner,] أَخُو الخَنَعِ means [ذُو الخَنَعِ, i. e. ذُو الذِّلَّةِ, i. e.] الّذَّلِيلُ [(assumed tropical:) The low, base, or abject]. (Ham p. 44.) [So too] سَيْرُنَا

أَخُو الجِيْدِ means [سَيْرُنَا ذُوالجَيْدِ, i. e.] سَيْرُنَا جَاهِدٌ [(assumed tropical:) Our journeying is laborious: see an ex. in the first paragraph of art. غدر]. (TA.) b8: حُمَّى

الأَخَوَيْنِ (assumed tropical:) A fever that affects the patient two days, and quits him two days; or that attacks on Saturday, and quits for three days, and comes [again] on Thursday; and so on. (Msb.) b9: دَمُ الأَخَوَيْنِ: see دَمٌ, in art. دمى.

أَخًا:see أَخٌ.

أَخْوٌ:see أَخٌ.

أَخُو:see أَخٌ.

أُخْتٌ: see أَخٌ, in four places.

أُخَيٌّ and أُخَيَّةٌ dims. of أَخٌ and أُخْتٌ.]

أَخَوِيٌّ Brotherly; fraternal; of, or relating to, a brother, and a friend or companion: and also, sisterly; of, or relating to, a sister; because you say أَخَوَاتٌ [meaning “sisters”]; but Yoo used to say ↓ أُخْتِىُّ, which is not agreeable with analogy. (S, TA.) أُخْتِىُّ: see أَخَوِىُّ.

إِخْوَانٌ, besides being a pl. of أَخٌ, q. v., is a dial. var. of خِوَانٌ. (TA. [See art. خون.]) إِخَاوَةٌ: see 3.

أُخُوَّهٌ an inf. n. of 1: and also [used as] a simple subst. (TA.) See 1. b2: When it does not relate to birth, it means (assumed tropical:) Conformity, or similarity; and combination, agreement, or unison, in action. (Ibn-'Arafeh, TA.) آخِيَّةٌ, (Lth, S, Msb, K, &c.,) originally of the measure فَاعُولَةٌ, [i. e. آخُويَةٌ,] (Msb,) and آخِيَةٌ, (Lth, Msb, K,) and أَخِيَّةٌ, (JK, K, TA, [but in the K the orthography of these three words is differently expressed in different copies, and somewhat obscurely in all that I have seen,]) A piece of rope of which the two ends are buried in the ground, (ISk, JK, S,) with a small staff or stick, or a small stone, attached thereto, (ISK, S,) a portion thereof, resembling a loop, being apparent, or exposed, to which the beast is tied; (ISk, JK, S;) it is made in soft ground, as being more commodious to horses than pegs, or stakes, protruding from the ground, and more firm in soft ground than the peg, or stake: (TA:) or a loop tied to a peg, or stake, driven [into the ground], to which the beast is attached: (Msb:) or a stick, or piece of wood, (K, TA,) placed crosswise (TA) in a wall, or in a rope of which the two ends are buried in the ground, the [other] end [or portion] protruding, like a ring, to which the beast is tied: (K, TA:) or a peg, or stake, to which horses are tied: (Har p. 42:) [see also آرِىُّ:] the pl. of the first is أَوَاخِىُّ; (JK, S, Msb, K;*) and of the second, أوَاخٍ; (Msb;) and of the third, أَخَايَا, (JK, K,*) like as خَطَايَا is pl. of خَطِيَّةٌ. (TA.) In a trad., the believer and belief are likened to a horse attached to his آخيّة; because the horse wheels about, and then returns to his آخيّة; and the believer is heedless, and then returns to believe. (TA.) And in another, men are forbidden to make their backs like the أَخَايَا of beasts; i. e., in prayer; meaning that they should not arch them therein, so as to make them like the loops thus called. (TA.) b2: Also i. q. طُنُبٌ; (K;) i. e. The kind of tent-rope thus called. (TA in art. طنب, q. v.) b3: And (assumed tropical:) A sacred, or an inviolable, right or the like; syn. حُرْمَةٌ and ذِمَّةٌ. (S, K.) You say, لِفُلَانٍ أَوَاخِىُّ وَأَسْبَابٌ تُرْعَى [(assumed tropical:) To such a one belong sacred, or inviolable, rights, and ties of relationship and love, to be regarded]. (S.) And لَهُ عِنْدِى آجِيَّةٌ (assumed tropical:) He has, with me, or in my estimation, a strong, sacred, or inviolable, right; and a near tie or connexion, or means of access or intimacy or ingratiation. (TA.) b4: In a trad. of 'Omar, in which it is related that he said to El-'Abbás, أَنْتَ آخِيَّةُ آبَآءِ رَسُولِ اَللّٰهِ, it is used in the sense of بَقِيَّةَ; [and the words may therefore be rendered Thou art the most excellent of the ancestors of the Apostle of God;] as though he meant, thou art he upon whom one stays himself, and to whom one clings, of the stock of the Apostle of God. (TA.)

علم المناظر

علم المناظر
من فروع الهندسة وهو علم يتبين به أسباب الغلط في الإدراك البصري بمعرفة كيفية وقوعها بناء على أن إدراك البصر يكون بمخروط شعاعي رأسه يقطعه الباصر وقاعدته المرئي ثم يقع الغلط كثيرا في رؤية القريب كبيرا والبعيد صغيرا أو كذا رؤية الأشباح الصغيرة تحت الماء ووراء الأجسام الشفافة كبيرة ورؤية النقطة النازلة من المطر خطا مستقيما والشعلة دائرة وأمثال ذلك فيتبين في هذا العلم أسباب ذلك وكيفياته بالبراهين الهندسية ويتبين به أيضا اختلاف المنظر في القمر باختلاف العروض الذي يبتنى عليه معرفة رؤية الأهلة وحصول الكسوفات وكثير من أمثال هذا.
وقد ألف في هذا الفن كثير من اليونانيين. واشهر من ألف فيه من الإسلاميين ابن الهيثم ولغيره فيه أيضا تأليف وهو من هذه الرياضة وتفاريعها ذكره ابن خلدون.
وعبارة مدينة العلوم في بيان علم المناظر: هكذا هو علم يتعرف منه أحوال المبصران في كميتها وكيفيتها باعتبار قربها وبعدها عن الناظر واختلاف أشكالها وأوضاعها وما يتوسط بين الناظر والمبصرات وغلظته ورقته علل تلك الأمور ومنفعته معرفة أحوال الأبصار وتفاوت المبصرات والوقوف على سبب الأغاليط الحسية الواقعة فيها ويستعان بهذا العلم على مساحة الأجرام البعيدة والمرايا المحرقة.
ومن الكتب المختصرة فيه كتاب إقليدس ومن المتوسط كتاب علي ابن عيسى الوزير ومن المبسوطة كتاب لابن الهيثم انتهى. ونحوه في كشاف اصطلاحات الفنون على وجه الاختصار

ادو

ادو: أدّى: جهز، زود، وفر له ما يحتاجه (بوشر) أداة. أداة المركب: جهاز السفينة وآلاتها (بوشر).
وكامل الأداة: مجهز بكل ما يحتاج إليه (بوشر).
وأدوات: آلات ومجازاً: مجموعة المعارف لأنها الآلات التي يحتاج إليها الإنسان لمزاولة حرفة أو القيام بعمل أو كتابة الخ (عباد 2: 29 رقم 2، معجم البيان، بربر 1: 475، 2: 498، 517، 518، والمقري 2: 514، ودى ساسي ديب 9: 495). ففي شكوري (223ق): لا أستطيع أن أجيد الكتابة كما ينبغي لعدم توفر الأدوات، أي لعدم توفر المعارف. وفي الخطيب (114و): كان الغالب على أدواته علم اللسان.
والأداة: الكلمة تستعمل للربط بين الكلام (راجع لين) فيقال: أداة الحصر، أو للدلالة على معنى في غيرها كأداة التعريف (بوشر).
أَدَاوة، أدوات المركب: أجهزتها وآلاتها (بوشر). ويقال: جهز السفينة بجميع الاداوات أي بكل الأدوات (بوشر).
ونزع الاداوات: جرده وعراه من كل زينة (بوشر) ويقول بوشر أن اداوات جمع أداة.

ادو

4 آدى He took his أَدَاةٌ [q. v.]; (M;) he prepared himself; (M, K; [mentioned in the latter in art. ادى;]) or equipped, or accoutred, himself; or furnished, or provided himself with proper, or necessary, apparatus, equipments, or the like; (M;) or he was, or became, in a state of preparation; (Yaakoob, T, S;) لِلسَّفَرِ for journeying, or the journey: (Yaakoob, T, S, M, K:) part. n. مُؤدٍ. (Yaakoob, T, S.) And ↓ تأدّى He took his أَدَاة, [or prepared himself, &c.,] لِلْأَمْرِ for the affair: (M:) or ↓ تآدى he prepared, furnished, equipped, or accoutred, himself for the affair; (Ibn-Buzurj, Az, TA;) from الأَداةُ: (Az, TA:) or ↓ the former of these two verbs, (so in some copies of the S and K,) or ↓ the latter of them, (so in other copies of the S and K, and in the TA,) he took his أَدَاة [or equipments, &c., i. e. he prepared himself,] for [the vicissitudes of] fortune: (S, K:) and ↓ تَآدَوْا, inf. n. تَآدٍ, they took the apparatus, equipments, or the like, that should strengthen, or fortify, them against [the vicissitudes of] fortune &c.: (T:) [accord. to some,] التَّآدِى is [irregularly derived] from الآدُ, meaning “strength.” (TA.) b2: He was, or became, completely armed; (T, TA;) part. n. as above; (T, S, M, Msb;) from الأَدَاةُ: (T, TA:) or he was, or became, strong by means of weapons and the like; part. n. as above: (Msb:) or he was, or became, strong [in an absolute sense]; (S, K; [mentioned in the latter in art. ادى;]) said of a man; from الأَدَاةُ; (S;) part. n. as above. (K.) A2: آداهُ is originally أَعْدَاهُ; the second ا [in آ, for أَا,] being hemzeh substituted for ع in the original; meaning He aided, or assisted, him: [or he avenged him:] or it may be from الأَدَاةُ; meaning he made him to have, or gave him, or assigned to him, weapons, or arms. (Ham p. 387.) [In either case, it should be mentioned in the present art.; as اعدى belongs to art. عدو, and الاداة has for its pl. الأَدَوَاتُ.] You say, آداهُ عَلَى كَذَا, aor. ـْ inf. n. إِيدَآءٌ, He strengthened him, and aided him, or assisted him, against such a thing, or to do such a thing. (S.) And آداهُ عَلَى فُلَانٍ, meaning أَعْدَاهُ and أَعَانَهُ [He avenged him of such a one; or he aided, or assisted, him against such a one]. (M and K in art. عدى .) And مَنْ يُؤدِينِى عَلَى فُلَانٍ Who will aid me, or assist me, against such a one? (S.) The people of El-Hijáz say, عَلَى فُلَانٍ ↓ اسْتَأْدَيْتُهُ فَآدَانِى عَلَيْهِ, meaning اِسْتَعْدَيْتُهُ فَأَعْدَانِى (T, S) and أعَانَنِى (T) [I asked of him (namely the Sultá, T, or the Emeer, S) vengeance of such a one, or aid against such a one, and he avenged me of him, or aided me against him].5 تَاَدَّوَ see 4, in two places.6 تَاَاْدَوَ see 4, in three places.10 استأداهُ عَلَيْهِ i. q. اِسْتَعْدَاهُ [He asked of him aid, or assistance, against him; or vengeance of him]: (T, S, M, K: *) or he complained to him of his (another's) deed to him, in order that he might exact his (the complainant's) right, or due, from him. (TA.) See also 4, last sentence.

أَدَاةٌ An instrument; a tool; an implement; a utensil: and instruments; tools; implements; utensils; apparatus; equipments; equipage; accoutrements; furniture; gear; tackling: syn. آلَةٌ: (T, S, M, Msb, K:) of any tradesman or craftsman; with which he performs the work of his trade or craft: and of war; أَدَاةُ الحَرْبِ signifying weapons, or arms: (Lth, T:) and for an affair [of any kind]: (M:) [applied also to the apparatus of a camel, or of a camel's saddle, &c.: (see حِدْجٌ:)] and ↓ إِدَاوَةٌ signifies the same; (M, TA;) and ↓ أَدَاوَةٌ: (TA:) and ↓ أَدِىٌّ, (S, TA,) like غَنِىٌّ , (TA,) [in some copies of the S آدِىٌّ ,] signifies apparatus, equipments, equipage, accoutrements, furniture, gear, tackling, implements, tools, or the like; syn. أُهْبَةٌ: (S, TA:) the pl. of أَدَاهٌ is أَدَوَاتٌ. (T, S, Msb, K.) You say, أَخَذَ أَدَاتَهُ [He took his apparatus, &c.; or prepared, furnished, equipped, or accoutred, himself]; (S, M, K;) لِلْأَمْرِ [for the affair], and لِلسَّفَرِ [for journeying, or the journey], (M,) and لِلدَّهْرِ [for the vicissitudes of fortune]: (T, S, K:) and it is related on the authority of Ks, that they said أَخَذَ هَدَاتَهُ; substituting ه for أ. (Lh, M). And أخَذْتُ لِذٰلِكَ

↓ الأَمْر أَدِيَّهُ i. e. أُهْبَتَهُ [I took for that affair its apparatus, &c.]. (S, TA.) And نَحْنُ عَلَى

لِلصَّلَاةِ ↓ أَدِىٍّ We are in a state of preparation for prayer. (S, TA.) b2: [Hence, in grammar, A particle; as being a kind of auxiliary; including the article ال, the preposition, the conjunction, and the interjection; but not the adverbial noun.]

أَدِىٌّ : see أَدَاةٌ, in three places.

A2: Also A journey; or a journeying: from آدَى لِلسَّفَرِ. (M.) أَدَاوَةٌ: see أَدَاةٌ.

إِدَاوَةٌ i. q. مِطهَرَةٌ; (S, M, Mgh, Msb, K;) i. e. A small vessel [or bag] of skin, made for water, like the سَطِيحَة: (TA:) or, as some say, only of two skins put face to face: (M, TA:) pl. أَدَاوَى; (S, Mgh, Msb, K;) originally, by rule, أَدَائِىُ; which is changed, as in the cases of مَطَايَا and خَطَايَا, from the measure فَعَائِلُ to the measure فَعَالَى, so that the و in أَدَاوَى is a substitute for the augmentative ا in the sing., and the final alif [written ى] in أَدَاوَى is a substitute for the و in the sing. (S.) b2: See also أَدَاةٌ.

آدَى [a noun denoting the comparative and superlative degrees, irregularly formed from the verb آدَى; like as the noun آدَى in art. ادى is irregularly formed from the verb أَدَّى in that art.]. You say, هُوَ آدَى شَىْءٍ, meaning أَقْوَاهُ and أعْدَاهُ [It is the strongest kind of thing, and, app., the most effectual to aid or assist, or to avenge]. (TA.) A2: See also art. ادى.

مُؤْدٍ part. n. of the intrans. verb آدى [q. v.]. (T, S, M, &c.) A2: [And act. part. n. of آدَاهُ.]

A3: مُودٍ, without ء, is from أَوْدَى signifying “he perished” [&c.]. (S.)
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.