كالهُصَمِ، كصُرَدٍ ومِنْبَرٍ وشَدَّادٍ وغَشَمْشَمٍ.
والهَيْصَمِيَّةُ: فِرْقَةٌ من الكَرَّاميَّةِ، أصحابُ محمدِ بنِ الهَيْصَمِ.
هقم: الهَقِمُ: الشديدُ الجوعِ والأَكل، وقد هَقِمَ، بالكسر، هَقَماً،
وقيل: الهَقَمُ أن يُكْثِرَ من الطعام فلا يَتَّخِم. والهِقَمُّ، مثل
الهِجَفّ: الرجلُ الكثير الأَكل. وتَهقَّم الطعامَ: لَقِمَه لُقَماً
عِظاماً مُتتابعة. والهِقَمُّ: البحر. وبحرٌ هِقَمٌّ وهَيْقَمٌ: واسعٌ بعيدُ
القعرِ. والهَيْقَمُ: حكاية صوتِ اضطرابِ البحر؛ قال:
ولم يَزَلْ عِزُّ تَمِيمٍ مِدْعَما،
كالبحرِ يَدْعُو هَيْقَماً فهَيْقَما
والهَيْقَمُ والهَيْقَمانيُّ: الظَّليمُ الطويلُ؛ قال ابن سيده: وأَظن
الضمَّ في قاف الهيْقامانيّ لغةً، الأزهري: قال بعضهم الهَيْقمانيُّ
الطويلُ من كلّ شيء؛ وأَنشد للفقعسي:
منَ الهَيْقَمانيَّاتِ هَيْقٌ، كأَنه
من السِّنْدِ ذو كَبْلَيْنِ أَفْلَتَ من تَبْلِ
وذكره الأَزهري في الرباعي أَيضاً، شبَّه هذا الشاعرُ الظِّليمَ برجل
سِنْديّ أفلت من وَثاقٍ. ويقال: الهَيْقَمُ الرَّغيبُ من كل شيء. ويقال في
الهَيْقَمِ الظليمِ: إنه الهَيْقُ، والميم زائدة. والهَيْقَمُ: صوتُ
ابْتِلاع اللُّقمة. ابن الأَعرابي: الهَقْمُ أَصواتُ شرب الإبل الماء؛ قال
الأَزهري: جعله جمع هَيْقَم وهو حكايةُ صوتِ جَرْعِها الماءَ، كما قال
رؤبة:
للناس يَدْعُو هَيْقَماً وهَيقَما،
كالبحر ما لَقَّمْتَه تَلَقَّما
وقيل في قوله:
للناس يدعو هيقماً وهيقما
إنه شبَّهه بفَحْلٍ وضربَه مثَلاً. وهَيْقَم: حكاية هَديره، ومَنْ رواه:
كالبحر يدعو هيقماً وهيقما
أَراد حكاية أَمْواجِه؛ وقال أَبو عمرو في قول رؤبة:
يَكْفِيه مِحْرابَ العِدى تهَقُّمُهْ
(* قوله «يكفيه إلخ» صدره كما في التكملة:
«أحمس ورّاد شجاع مقدمة»
والورّاد: الذي يرد حومة القتال يغشاها ويأتيها، ومقدمة: إقدامه،
والمحراب: البصير بالحرب).
قال: وهو قَهْرُه مَنْ يُحارِبُه، قال: وأَصله من الجائع الهَقِم؛
وقوله:
من طُولِ ما هَقَّمَه تَهَقُّمُه
قال: تَهَقُّمُه حِرْصُه وجوعُه.
كسم: ابن الأَعرابي: الكَسْمُ الكَدُّ على العيال من حرام أَو حلال،
وقال: كَسَمَ وكَسَبَ واحد. والكَسْم: البَقية تَبْقى في يدك من الشيء
اليابس. والكَسْمُ: فَتُّك الشيء بيدك ولا يكون إلا من شيء يابس، كَسَمه
يَكْسِمه كَسْماً؛ وقول الشاعر:
وحامِل القِدْر أَبو يَكْسُوم
يقال: جاء يَحْمِل القِدْر إذا جاء بالشر. والكَيْسُوم: الكثير من
الحشيش، ولُمْعة أُكْسُوم وكَيْسُوم؛ أَنشد أبو حنيفة:
باتَتْ تُعَشَّى الحَمْضَ بالقَصِيمِ،
ومِنْ حَليٍّ وَسْطَه كَيْسُومِ
الأَصمعي: الأَكاسِمُ اللُّمَعُ من النبت المتراكبة.
يقال: لُمْعةٌ أُكْسُومٌ أَي مُتراكِمة؛ وأَنشد:
أَكاسِماً للِطَّرْفِ فيها مُتَّسَعْ،
ولِلأَيُولِ الآيلِ الصَّبّ فَنَعْ
وقال غيره: روضة أُكْسُومٌ ويَكْسُوم أَي نَدِيَّة كثيرة، وأَبو
يَكْسُوم من ذلك: صاحب الفيل؛ قال لبيد:
لو كان حَيٌّ في الحياة مُخَلَّداً،
في الدَّهْر، أَلْفاه أَبو يَكْسُوم
وكَيْسوم، فَيْعُول: منه. وخَيْل أَكاسِمُ أَي كثيرة يكاد يركب بعضها
بعضاً. وَكَيْسَمٌ: أَبو بطن من العرب مشتق من ذلك. وكَيْسُومٌ: اسم وهو
أَيضاً موضع، مُعَرَّب. ويَكْسُوم: اسم أَعجمي. ويَكْسُوم: موضع.
فأل: الفأْل: ضد الطِّيَرَة، والجمع فُؤول، وقال الجوهري: الجمع
أَفْؤُل، وأَنشد للكميت:
ولا أَسْأَلُ الطَّيرَ عما تقول،
ولا تَتَخالَجُني الأَفْؤُل
وتَفاءلْت به وتفأْل به؛ قال ابن الأَثير: يقال تَفاءلْت بكذا وتفأْلت،
على التخفيف والقلْب، قال: وقد أُولع الناس بترك همزه تخفيفاً. والفَأْل:
أَن يكون الرجل مريضاً فيسمع آخر يقول يا سالِمُ، أَو يكون طالِبَ
ضالَّة فيسمع آخر يقول يا واجِد، فيقول: تَفاءلْت بكذا، ويتوجه له في ظنِّه
كما سمع أَنه يبرأُ من مرضه أَو يجد ضالَّته. وفي الحديث: أَنه، صلى الله
عليه وسلم، كان يحبُّ الفَأْل ويكره الطِّيَرَة؛ والطِّيَرَة: ضد الفَأْل،
وهي فيما يكره كالفَأْل فيما يستحَب، والطِّيرَة لا تكون إِلا فيما
يسوء، والفَأْل يكون فيما يحسُن وفيما يسوء. قال أَبو منصور: من العرب من
يجعل الفَأْل فيما يكرَه أَيضاً، قال أَبو زيد: تَفاءَلْت تَفاؤُلاً، وذلك
أَن تسمع الإِنسان وأَنت تريد الحاجة يدعو يا سعيد يا أَفْلَح أَو يدعو
باسم قبيح، والاسم الفَأْل، مهموز، وفي نوادر الأَعراب: يقال لا فَأْل عليك
بمعنى لا ضَيْر عليك ولا طَيْر عليك ولا شر عليك، وفي الحديث عن أَنس عن
النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: لا عَدْوى ولا طِيَرَة ويعجبُني
الفَأْل الصالِح، والفأْل الصالح: الكلمة الحسنة؛ قال: وهذا يدل على أَن من
الفَأْل ما يكون صالحاً ومنه ما يكون غير صالح، وإِنما أَحبَّ النبي، صلى
الله عليه وسلم، الفَأْل لأَن الناس إِذا أَمَّلوا فائدةَ الله ورجَوْا
عائدَته عند كل سبب ضعيف أَو قويٍّ فهم على خير، ولو غلِطوا في جهة الرجاء
فإِن الرجاء لهم خير، أَلا ترى أَنهم إِذا قطعوا أَملَهم ورجاءهم من الله
كان ذلك من الشرّ؟ وإِنما خَبَّر النبي، صلى الله عليه وسلم، عن الفِطْرة
كيف هي وإِلى أَيِّ شيء تنقلب، فأَما الطِّيرَة فإِن فيها سوء الظنِّ
بالله وتوقُّع البلاء، ويُحَب للإِنسان أَن يكون لله تعالى راجياً، وأَن
يكون حسن الظن بربِّه، قال: والكَوادِس ما يُتطيَّر منه مثل الفَأْل
والعُطاس ونحوه. وفي الحديث أَيضاً: أَنه كان يتَفاءل ولا يتطيَّر. وفي الحديث:
قيل يا رسول الله ما الفَأْل؟ قال: الكلمة الصالحة، قال: وقد جاءت
الطِّيرَة بمعنى الجِنْس، والفَأْل بمعنى النوع؛ قال: ومنه الحديث أَصدَقُ
الطِّيرَة الفَأْل.
والافْتِئال: افْتِعال من الفَأْل؛ قال الكميت يصف خيلاً:
إِذا ما بَدَتْ تحت الخَوافِقِ، صَدَّقَتْ
بأَيمَنِ فَأْل الزاجِرين افْتِئالَها
التهذيب: تَفَيَّل إِذا سمِن كأَنه فِيل. ورجل فَيِّل اللحم: كثيره؛
قال: وبعضهم يهمزه فيقول: فَيْئِل على فَيْعِل. والفِئال، بالهمزة: لعبة
للأَعراب، وسيذكر في فيل.
هصم: الهَصْمُ: الكسْرُ. نابٌ هَيْصَمٌ: يَكْسِر كلَّ شيء. وأَسَدٌ
هَيْصَمٌ: من الهَصمِ، وهو الكسْر، وقيل: سمّي به لشدته، وقيل:
الهَيْصَم اسمٌ للأَسد، والهَيْصَمُ من الرجال: القويّ. الأَصمعي: الهَيْصَمُ
الغليظُ الشديدُ الصُّلْبُ؛ وأَنشد:
أَهْوَنُ عَيْبِ المَرْءِ، إِن تَكلَّما،
ثَنِيّةٌ تَتْرُكُ ناباً هَيْصَما
والهَصَمْصَمُ: الأَسدُ لشدّتِه وصَوْلَتِه، وقال غيره: أُخِذ من
الهَصْمِ، وهو الكَسْرُ. يقال هَصَمَه وهَزَمَه إذا كسَره. والهَيْصَمُ:
حجرٌأَمْلَسُ يُتّخذ من الحِقاقُ، وأَكثرُ ما يَتكلَّم به بنو تميم، وربما
قلبت فيه الصاد زاياً. وهَيْصَمٌ: رجل.