Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: حبار

حَبْرٌ

(حَبْرٌ)
(هـ) فِي ذِكْرِ أَهْلِ الْجَنَّةِ «فَرَأَى مَا فِيهَا مِنَ الحَبْرَة والسُّرور» الحَبْرَة بِالْفَتْحِ:
النَّعْمة وسَعَة الْعَيْشِ، وَكَذَلِكَ الحُبُور.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ «آلُ عِمْرانَ غِنًى، والنِّساء مَحْبَرة» أى مظنّة الحُبُور والسُّرور.
(هـ) وَفِي ذِكْرِ أَهْلِ النَّارِ «يَخْرُج مِنَ النَّارِ رَجُل قَدْ ذَهَبَ حِبْرُه وسِبْرُه» الحِبْرُ بِالْكَسْرِ، وَقَدْ يُفتح: أَثَرُ الجَمَال والهَيئة الحسَنة.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أَبِي مُوسَى «لَوْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَسْمَعُ لِقِرَاءَتِي لحَبَّرْتُها لَكَ تَحْبِيرًا» يُرِيدُ تَحْسِينَ الصَّوْت وتَحْزِينَه. يُقَالُ حَبَّرت الشَّيْءَ تَحْبِيرًا إِذَا حَسَّنْتَه. وَفِي حَدِيثِ خَدِيجَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا «لمَّا تَزوّجَتْ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كسَتْ أَبَاها حُلة وخَلَّقَتْه، ونَحرَت جَزُورا، وَكَانَ قَدْ شَرِبَ، فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ: مَا هَذَا الحَبِيرُ، وهذا البعير، وَهَذَا العَقِير؟» الحَبِيرُ مِن البُرُود: مَا كَانَ مَوْشِيًّا مُخَطّطاً. يُقَالُ بُرْدُ حَبِير، وبُرْدُ حِبَرَة بِوَزْنِ عِنَبة: عَلَى الْوَصْفِ وَالْإِضَافَةِ، وَهُوَ بُرْد يمَانٍ، وَالْجَمْعُ حِبَرٌ وحِبَرَات.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمْنَا الْخَمِيرَ، وَأَلْبَسْنَا الحَبِير» .
(س هـ) وَحَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ «حِين لَا ألْبَس الحَبِير» وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُهُ فِي الْحَدِيثِ.
[هـ] وَفِيهِ «سُمِّيَت سُورةُ الْمَائِدَةِ سُورَةَ الأَــحْبَار» لِقَوْلِهِ تَعَالَى فِيهَا يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَــحْبارُ
وَهُمُ الْعُلَمَاءُ، جَمْعُ حِبْر وحَبَر بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ. وَكَانَ يُقَالُ لِابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: الحَبْر وَالْبَحْرُ لِعِلْمه وسَعَتِه. وَفِي شِعْرِ جَرِيرٍ:
إِنَّ الْبَعِيثَ وعَبْدَ آلِ مُقاعِسٍ ... لَا يَقْرَآنِ بسورة الأَخْبَار
أَيْ لَا يَفِيَان بالعُهود، يَعْنِي قَوْلَهُ تَعَالَى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «أنَّ الــحُبَارَــى لَتَمُوتُ هَزْلاً بِذَنْبِ بَنِي آدَمَ» يَعْنِي أَنَّ اللَّهَ يحبِس عَنْهَا القَطْر بعُقُوبة ذُنُوبِهِمْ، وَإِنَّمَا خصَّها بِالذِّكْرِ لِأَنَّهَا أبْعَد الطَّيْرِ نُجْعَة، فرُبَّما تُذْبح بِالْبَصْرَةِ ويوجَد فِي حَوْصَلَتِها الحَبَّة الْخَضْرَاءُ، وبَيْن البَصْرة وَبَيْنَ مَنابِتها مَسِيرة أَيَّامٍ.
(س) وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «كُلُّ شَيْءٍ يُحِبُّ ولَدَه حَتَّى الــحُبَارَــى» خَصَّها بِالذِّكْرِ لِأَنَّهَا يُضْرَب بِهَا المثَل فِي الْحُمْقِ، فَهِيَ عَلَى حُمْقها تُحِبُّ ولَدَها فتُطْعِمُه وتُعَلِّمه الطّيَران كَغَيْرِهَا مِنَ الْحَيَوَانِ.

ثَنَا

ثَنَا
من (ث ن ي) مقصور ثناء.
(ثَنَا)
(هـ) فِيهِ «لَا ثِنَى فِي الصَّدقة» : أَيْ لَا تُؤْخَذُ الزَّكَاةُ مرَّتين فِي السَّنة. والثِّنَى بِالْكَسْرِ وَالْقَصْرِ: أَنْ يُفْعل الشَّيْءُ مَرَّتَيْنِ. وَقَوْلُهُ فِي الصَّدقة: أَيْ فِي أخْذ الصَّدَقَةِ، فَحَذَفَ الْمُضَافَ.
وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ الصَّدَقَةُ بِمَعْنَى التصْديق، وَهُوَ أخْذ الصَّدَقَةِ، كَالزَّكَاةِ والذَّكاة بِمَعْنَى التزْكِيَة، والتَّذْكية فَلَا يُحتاج إِلَى حَذْفِ مُضَافٍ.
(هـ) وَفِيهِ «نَهى عَنِ الثُّنْيَا إِلَّا أَنْ تُعْلم» هِيَ أَنْ يُسْتَثْنَى فِي عَقْدِ الْبَيْعِ شَيْءٌ مَجْهُولٌ فَيَفْسُدُ.
وَقِيلَ هُوَ أَنْ يُبَاعَ شَيْءٌ جُزَافًا فَلَا يَجُوزُ أَنْ يُسْتَثْنَى مِنْهُ شَيْءٌ قلَّ أَوْ كَثُر، وَتَكُونُ الثُّنْيَا فِي المزَارعة أَنْ يُسْتَثْنَى بَعْدَ النِّصْفِ أَوِ الثُّلُثِ كَيْلٌ مَعْلُومٌ (س) وَفِيهِ «مَنْ أعْتَق أَوْ طلَّق ثُمَّ اسْتَثْنَى فَلَهُ ثُنْيَاه» أَيْ مَنْ شَرط فِي ذَلِكَ شرْطا، أَوْ علَّقه عَلَى شَيْءٍ فلَه مَا شَرَطَ أَوِ اسْتَثْنَى مِنْهُ، مِثْلَ أَنْ يَقُولَ: طلَّقتها ثَلاثا إلاَّ وَاحِدَةً، أَوْ أعْتَقْتُهم إلاَّ فُلانا.
(هـ) وَفِيهِ «كَانَ لرجُل ناقَة نَجِيبة فمرِضَت فَبَاعَهَا مِنْ رَجُلٍ واشْتَرط ثُنْيَاهَا» أراد قوائمها ورأسَها. (هـ) وَفِي حَدِيثِ كَعْبٍ. وَقِيلَ ابْنُ جُبَيْر «الشُّهَدَاءُ ثَنِيَّة اللَّهِ فِي الخَلْق» كَأَنَّهُ تَأَوَّلَ قولَ اللَّهِ تَعَالَى وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ فَالَّذِينَ اسْتَثْنَاهُم اللَّهُ مِنَ الصَّعَق الشُّهداء، وَهُمُ الْأَحْيَاءُ المرْزُوقون.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «كَانَ يَنْحر بدَنَته وَهِيَ بَارِكَةٌ مَثْنِيَّة بِثِنَايَين» أَيْ مَعْقُولة بعِقالَين، وَيَسَمَّى ذَلِكَ الْحبل الثِّنَايَة، وإنَّما لَمْ يَقُولُوا ثِنَاءَيْن بِالْهَمْزِ حمْلا عَلَى نَظَائِرِهِ، لِأَنَّهُ حَبْلٌ واحِد يَشَدُّ بأحَد طرَفيْه يَدٌ وبِطَرَفه الثَّانِي أخْرى، فهُما كَالْوَاحِدِ، وَإِنْ جَاءَ بِلَفْظِ اثْنَيْن، وَلَا يُفْردُ لَهُ واحِد.
وَمِنْهُ حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَصِف أَبَاهَا «فَأَخَذَ بِطَرَفَيْه ورَبَّق لَكُمْ أَثْنَاءَه» أَيْ مَا انْثَنَى مِنْهُ، واحِدها ثِنْىٌ، وَهُوَ مَعاطِف الثَّوب وتَضاعِيفه.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «كَانَ يَثْنِيهِ عَلَيْهِ أَثْنَاء مِنْ سَعَته» يَعْنِي ثَوبَه.
وَفِي صفَته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لَيْسَ بالطَّويل المُتَثَنَّى» هُوَ الذَّاهب طُولا، وَأَكْثَرُ مَا يُسْتَعْمَل فِي طَوِيل لَا عَرْض لَهُ.
(س) وَفِي حَدِيثِ الصَّلَاةِ «صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى» أَيْ رَكْعَتَانِ رَكْعَتَانِ بِتَشَهُّدٍ وَتَسْلِيمٍ، في طويل لا عرض له.
فَهِيَ ثُنَائِيَّة لَا رُبَاعيَّة، ومَثْنَى مَعْدول مِنِ اثْنَيْن اثْنَيْن.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ «أنَّه سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْإِمَارَةِ فَقَالَ: أَوَّلُهَا مَلَامَةٌ، وثِنَاؤُها نَدامة، وثِلاثُها عذابٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» أَيْ ثَانِيها وثالثُها.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ الحُدَيْبية «يَكُونُ لهمُ بَدْء الفُجُور وثِنَاهُ» أَيْ أوّلُه وَآخِرُهُ.
وَفِي ذِكْرِ الْفَاتِحَةِ «هِيَ السَّبع المَثَانِى» سُمّيت بِذَلِكَ لأنَّها تُثْنَى فِي كُلِّ صَلَاةٍ: أَيْ تُعاد.
وَقِيلَ: المَثَانِى السُّور الَّتِي تَقْصُر عَنِ المِئِينِ وتَزِيد عَنِ المُفصَّل، كَأَنَّ المِئين جُعِلت مَبادي، والتَّي تَلِيها مَثَانِى.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَمْرٍو «مِن أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُقْرأ فِيمَا بيْنَهم بالمَثْنَاة، لَيْسَ أَحَدٌ يُغَيّرها، قِيلَ: وَمَا المَثْنَاة؟ قَالَ: مَا اسْتُكْتب مِنْ غَيْرِ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى» وَقِيلَ إنَّ المَثْنَاة هِيَ أنَّ أَــحْبَارَ بَني إِسْرَائِيلَ بَعْد مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ وضعوا كتابه فِيمَا بيْنهم عَلَى مَا أرَادُوا مِنْ غَيْرِ كتاب الله، (29- النهاية 1) فَهُوَ المَثْنَاة، فَكَأَنَّ ابنَ عَمْرو كَره الْأَخْذَ عَنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، وَقَدْ كَانَتْ عِنْدَهُ كُتُب وقَعَت إِلَيْهِ يَوْمَ اليَرْموك مِنْهُمْ، فَقَالَ هَذَا لَمعْرِفَته بِمَا فِيهَا. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: المَثْنَاة هِيَ الّتى تسمّى بالفارسية دو بيتى، وَهُوَ الغِنَاء.
وَفِي حَدِيثِ الْأُضْحِيَةِ «أَنَّهُ أَمَرَ بالثَّنِيَّة مِنَ المَعز» الثَّنِيَّة مِنَ الغَنم مَا دَخل فِي السَّنه الثَّالِثَةِ، وَمِنَ البَقر كَذَلِكَ، وَمِنَ الْإِبِلِ فِي السَّادِسَةِ، والذَّكر ثَنِىٌّ، وَعَلَى مَذْهَبِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبل: مَا دَخَلَ مِنَ المَعز فِي الثَانِيَة، وَمِنَ الْبَقَرِ فِي الثَّالِثَةِ.
(س) وَفِيهِ «مَنْ يصْعَدْ ثَنِيَّة المُرَار حُطَّ عَنْهُ مَا حُط عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ» الثَّنِيَّة فِي الجَبل كالعَقَبة فِيهِ. وَقِيلَ هُو الطَّرِيق الْعَالِي فِيهِ. وَقِيلَ أَعْلَى المَسِيل فِي رَأْسِهِ. والمُرار بِالضَّمِّ: مَوْضِعٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ مِنْ طرِيق الحُدَيْبية. وَبَعْضُهُمْ يَقُولُهُ بِالْفَتْحِ، وَإِنَّمَا حَثَّهم عَلَى صُعُودها لِأَنَّهَا عَقَبة شاقَّة وَصَلوا إليْها لَيْلاً حِينَ أَرَادُوا مَكَّةَ سَنَة الحُديْبية، فرغَّبهم فِي صُعُودِهَا. وَالَّذِي حُط عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ هُوَ ذُنُوبهم، مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ.
(س) وَفِي خُطْبَةِ الْحَجَّاجِ:
أَنَا ابنُ جَلاَ وَطَلَّاعُ الثَّنَايَا
هِيَ جَمْعُ ثَنِيَّة، أَرَادَ أَنَّهُ جَلْد يَرْتَكب الْأُمُورَ الْعِظَامَ.
(س) وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ «مَنْ قَالَ عَقيب الصَّلَاةِ وَهُوَ ثَانٍ رجْلَه» أَيْ عاطفٌ رجْله فِي التَّشَهُّد قَبْلَ أَنْ يَنْهَض.
(س) وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «مَنْ قَالَ قَبْلَ أَنْ يَثْنِى رجْله» وَهَذَا ضدُّ الأوَّل فِي اللَّفْظِ، وَمِثْلُهُ فِي الْمَعْنَى؛ لِأَنَّهُ أَرَادَ قَبْلَ أَنْ يَصْرف رجْله عَنْ حالتِها الَّتِي هِيَ عَلَيْهَا فِي التَّشهُّد.

سعي

(س ع ي) : (السَّعْيُ) الْإِسْرَاعُ فِي الْمَشْيِ وَبِالْمَرَّةِ مِنْهُ سُمِّيَ وَالِدُ ثَعْلَبَةَ وَأُسَيْدٍ ابْنَيْ (سَعْيَةَ) وَبِالنُّونِ زَيْدُ بْنُ (سَعْنَةَ) وَالْيَاءُ فِيهِ تَصْحِيفٌ كَانَ مِنْ الْأَــحْبَارِ فَحَسُنَ إسْلَامُهُ.
س ع ي: (سَعَى) يَسْعَى (سَعْيًا) أَيْ عَدَا. وَكَذَا إِذَا عَمِلَ وَكَسَبَ. وَكُلُّ مَنْ وَلِيَ شَيْئًا عَلَى قَوْمٍ فَهُوَ (سَاعٍ) عَلَيْهِمْ. وَأَكْثَرُ مَا يُقَالُ ذَلِكَ فِي (سُعَاةِ) الصَّدَقَةِ. يُقَالُ: سَعَى عَلَيْهَا أَيْ عَمِلَ عَلَيْهَا وَهُمُ (السُّعَاةُ) . وَ (الْمَسْعَاةُ) وَاحِدَةُ الْمَسَاعِي فِي الْكَرَمِ وَالْجُودِ. وَ (سَعَى) بِهِ إِلَى الْوَالِي (سِعَايَةً) وَشَى بِهِ وَ (سَعَى) الْمُكَاتِبُ فِي عِتْقِ رَقَبَتِهِ (سِعَايَةً) أَيْضًا وَ (اسْتَسْعَيْتُ) الْعَبْدَ فِي قِيمَتِهِ. 
س ع ي

سعى إلى المسجد. وهو يسعى إلى الغاية، وتساعوا إليها. وساعيته: سعيت معه.

ومن المجاز: هو يسعى على عياله: يكسب لهم ويقوم بمصالحهم. قال قيس بن الأسلت:

أسعى على جل بني مالك ... كل امريء في شأنه ساع

وهو من أهل المساعي وهي المكارم، وهل مسعاة جميلة. وسعى العيد في قيمته سعاية، واستسعاه سيده. وسعى به إلى السلطان: وشى به سعاية. وهو ساع من السعاة. وسعى على قومه سعاية. وبعث على السعاية وهي العمل على الصدقات. وأسعاه السلطان عليهم وعلى صدقاتهم. وأمة فلان مساعية: زانية، وكان الإماء يساعين في الجاهلية، وفلان يساعي اماء: يزانيهن.

سعي


سَعَى(n. ac. سَعْي)
a. Went along; walked; hastened, ran.
b. [Ila], Went, repaired, betook himself to.
c. [Fī], Worked, laboured; busied himself about.
d. [La], Worked for; applied himself to, busied himself
with.
e.(n. ac. سِعَاْيَة), Collected the poor-rate.
f. [Bi & Ila], Calumniated, slandered .... to; libelled to;
informed against, denounced to.
سَاْعَيَa. Competed, contended with.

أَسْعَيَa. Made to work, to labour.
b. [Bi], Sought for, wanted, desired.
c. [Bi], Satisfied.
إِسْتَسْعَيَa. Made to work out his own freedom (slave).

سَعْىa. Career, course.
b. Effort, exertion.
c. Cooperation.

سَعْوَة []
a. Wax candle.

سِعْوa. Portion of time.

مَسْعًى [] (pl.
مَسَاعٍ [] )
a. Course, career.
b. Effort, exertion; endeavour.
c. Avocation.

سَاعٍ (pl.
سُعَاة [] )
a. Runner; courier, messenger.
b. Inspector, superintendent.
c. Chief, headman.
d. Slanderer, calumniator; informer.

سِعَايَة []
a. Detraction, slander.
b. Labour imposed on a slave, whereby he emancipates
himself.
س ع ي : سَعَى الرَّجُلُ عَلَى الصَّدَقَةِ يَسْعَى سَعْيًا عَمِلَ فِي أَخْذِهَا مِنْ أَرْبَابِهَا وَسَعَى فِي مَشْيِهِ هَرْوَلَ وَسَعَى إلَى الصَّلَاةِ ذَهَبَ إلَيْهَا عَلَى أَيِّ وَجْهٍ كَانَ وَأَصْلُ السَّعْيِ التَّصَرُّفُ فِي كُلِّ عَمَلٍ وَعَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى {وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنْسَانِ إِلا مَا سَعَى} [النجم: 39] أَيْ إلَّا مَا عَمِلَ وَسَعَى عَلَى الْقَوْمِ وَلِيَ عَلَيْهِمْ وَسَعَى بِهِ إلَى الْوَالِي وَشَى بِهِ وَسَعَى الْمُكَاتَبُ فِي فَكِّ رَقَبَتِهِ سِعَايَةً وَهُوَ اكْتِسَابُ الْمَالِ لِيَتَخَلَّصَ بِهِ وَاسْتَسْعَيْتُهُ
فِي قِيمَتِهِ طَلَبْتُ مِنْهُ السَّعْيَ وَالْفَاعِلُ سَاعٍ وَإِذَا أُطْلِقَ السَّاعِي انْصَرَفَ إلَى عَامِلِ الصَّدَقَةِ وَالْجَمْعُ سُعَاةٌ. 
(س ع ي)

السَّعْيُ: عَدو دون الشد، سَعَى يَسْعَى سَعْيا.

والسَّعْيُ: الْقَصْد، وَبِذَلِك فسر قَوْله تَعَالَى (فاسْعوْا إلىَ ذِكْرِ الله) وَلَيْسَ من السَّعْيِ الَّذِي هُوَ الْعَدو، وَقَرَأَ ابْن مَسْعُود (فامْضُوا إِلَى ذِكْرِ الله) وَقَالَ: لَو كَانَت فَاسْعَوْا لسعيت حَتَّى يسْقط رِدَائي.

والسَّعْيُ: الْكسْب، وكل عمل من خير أَو شَرّ: سَعْيٌ. وَالْفِعْل كالفعل. وَفِي التَّنْزِيل (لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى) .

وسَعَى لَهُم وَعَلَيْهِم: عمل لَهُم وَكسب.

وأسْعَى غَيره: جعله يَسْعَى، وَقد روى بَيت أبي خرَاش:

أبْلِغْ عليًّا أطالَ اللهُ ذُلَّهُمُ ... إِن البُكَيرَ الذِي أسْعَوْا بِهِ هَمَلُ

أسْعَوْا وأشْعَوْا.

وَقَوله تَعَالَى: (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ) أَي أدْرك مَعَه الْعَمَل: قَالَ الزّجاج: يُقَال إِنَّه كَانَ قد بلغ فِي ذَلِك الْوَقْت ثَلَاث عشرَة سنة.

والمَسْعاةُ: المكرمة والمعلاة فِي أَنْوَاع الْمجد.

ساعاهُ فَسَعاهُ - يَسْعِيه: أَي كَانَ أسعى مِنْهُ وسَعَى الْمُصدق سِعايةً: مَشى لأخذ الصَّدَقَة فقبضها من الْمُصدق قَالَ:

سَعَى عِقالاً فَلم يَترُكْ لَنا سَبَداً ... فَكيف لَو قَدْ سَعَى عَمْرٌو عِقالَينِ

وسَعَى عَلَيْهَا كعمل عَلَيْهَا، وَقد تقدم.

وسعى بِهِ يَسْعى سِعايةً: وشى.

واستَسْعَى العَبْد: كلفه من الْعَمَل مَا يُؤَدِّي بِهِ عَن نَفسه إِذا أُعتق بعضه ليعتق بِهِ مَا بَقِي. والسِّعايَةُ: مَا كُلف من ذَلِك.

وسَعَتِ الْأمة: بَغت.

وساعَى الْأمة: طلبَهَا للبغاء، وَعم ثَعْلَب بِهِ الأمَةَ والحرة، وَأنْشد للأعشى:

ومِثِلكِ خَوْدٍ بادنٍ قَدْ طَلَبْتُها ... وساعَيْتُ مَعْصِياًّ إلَيْها وُشاتُها

وَقيل: لَا تكون المساعاةُ إِلَّا فِي الْإِمَاء وخصصن بالمُساعاةِ دون الْحَرَائِر لِأَنَّهُنَّ كن يسعين على مواليهن فيكسبن لَهُم بضرائب كَانَت عَلَيْهِنَّ.

وسَعْيَا - مَقْصُور - اسْم مَوضِع، قَالَ ابْن جني: سَعْيَا من الشاذ عِنْدِي عَن الْقيَاس نَظَائِره، وَقِيَاسه سَعْوَى، وَذَلِكَ أَن فَعْلى إِذا كَانَت اسْما مِمَّا لامه يَاء فَإِن ياءه تقلب واوا للْفرق بَين الِاسْم وَالصّفة، وَذَلِكَ نَحْو الشَّروى والبقوى والتَّقوى. فَسَعْيَا إِذا شاذَّة فِي خُرُوجهَا على الأَصْل كَمَا شذت القصوى وحزوى. وَقَوْلهمْ خُذ الْحَلْوَى وأعطه المُرَّى، على انه قد يجوز أَن تكون سَعْيَا فَعْلَلاً من سَعَيْتُ إِلَّا انه لم يصرفهُ لِأَنَّهُ علقه على الْموضع علما مؤنثا.

وسِعْيَا لُغَة فِي شِعْيَا، وَهُوَ اسْم نَبِي من أَنْبيَاء بني إِسْرَائِيل.
سعي
سعَى/ سعَى إلى/ سعَى في/ سعَى لـ1 يَسعَى، اسْعَ، سَعْيًا، فهو ساعٍ، والمفعول مَسْعِيٌّ إليه
• سعَى الشَّخصُ:
1 - جدّ ونشط " {لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى} - {فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللهِ} ".
2 - مشى وذهب بسرعة، أسرع الخُطى " {وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى} ".
• سعَى الشَّخصُ/ سعَى الشَّخصُ إلى الشَّيء/ سعَى الشَّخصُ للشَّيء:
1 - قصده وطلبه "سعى إلى الحصول على حقوقه- سعَى لِطَلب العِلْم: اهتمّ بتحصيله- سعى وراء الترقية" ° خابَ سَعْيُه: لم ينجح في مسعاه، فاته ما
 طلب- سعى إلى حتفه بظلفه: تصرّف تصرفًا ألحق الضّررَ به.
2 - ذهب ومشى إليه بسرعة "سعى إلى الصلاة- {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاَةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللهِ} ".
• سعَى الشَّخصُ/ سعَى الشَّخصُ في الشَّيء/ سعَى الشَّخصُ للشَّيء: عمله وكسبه "سعى لعياله: كسب لهم- كلُّ امرئٍ في شأنه ساعٍ- {وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنْسَانِ إلاَّ مَا سَعَى}: لا ينفع أحدًا عملُ أحد" ° سعَى بيديه ورجليه: اجتهد وبذل أقصى جهده- سعَى في الأرض فسادًا: حرّك الفتنةَ ونشر الفسادَ- سعى في الخير: أصلح.
• سعَتِ الحيَّةُ: زحفت " {فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى} ".
• سعَى في حاجة أخيه: تسبّب له في قضائها.
• سعَى بين الصَّفا والمروة: هرول، مشى وتردّد بينهما. 

سعَى بـ/ سعَى لـ2 يَسعَى، اسْعَ، سَعْيًا وسِعايةً، فهو ساعٍ، والمفعول مَسْعيٌّ به
• سعَى بفلانٍ: وشى به، نمّ عليه "ألقت به سعاية أعدائه في السجن". 

تساعى إلى يتساعى، تساعَ، تَساعيًا، فهو مُتَساعٍ، والمفعول مُتساعًى إليه
• تساعوا إلى الشَّيء: تسابقوا إليه "تساعى الناسُ إلى عمل الخير". 

ساعٍ [مفرد]: ج ساعُون وسُعاة:
1 - اسم فاعل من سعَى بـ/ سعَى لـ2 وسعَى/ سعَى إلى/ سعَى في/ سعَى لـ1.
2 - موزِّع البريد والخطابات ونحوهما "حمل السّاعي إلينا رسالة مهمّة- ساعي البريد".
3 - موظّف في المصالح والإدارات ينقل المراسلات بين المكاتب ويحضر الطلبات "قام الساعي بترتيب المكاتب وتنظيفها" ° ساعي المكتب: صبيُّه وخادمه. 

سِعاية [مفرد]:
1 - مصدر سعَى بـ/ سعَى لـ2.
2 - وشاية أو نميمة مغرضة "ألقت به سِعايَةُ أعدائِه في السّجن". 

سَعْي [مفرد]:
1 - مصدر سعَى بـ/ سعَى لـ2 وسعَى/ سعَى إلى/ سعَى في/ سعَى لـ1.
2 - سنُّ السّعي والعمل " {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَابُنَيَّ} ".
3 - عَدْو أو مَشْي على الأرجل " {ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا} ".
• السَّعي بين الصَّفا والمروة: (فق) من مناسك الحجّ، وهو عبارة عن سبعة أشواط يسعى فيها الحاج بين الصفا والمروة. 

مَساعٍ [جمع]: مف مَسْعًى: مكارم ° المساعي الحميدة: وساطة وديَّة تقوم بها حكومة أو أفرد محايدة بين دولتين متنازعتين أو متحاربتين بغية التوفيق بينهما، أو توسط لإزالة الخلاف بطريقة سلميّة. 

مَسْعًى [مفرد]: ج مَساعٍ:
1 - مصدر ميميّ من سعَى بـ/ سعَى لـ2 وسعَى/ سعَى إلى/ سعَى في/ سعَى لـ1: "قام بمسْعًى لدى فلان- أسفرت المساعي عن وقف الحرب" ° حبط مسعاهُ: فشل وذهب سُدًى- أهل المساعي: أصحاب المكارم.
2 - اسم مكان من سعَى/ سعَى إلى/ سعَى في/ سعَى لـ1: "مَسْعى الحجّاج والمعتمرين بين الصفا والمروة".
3 - توسُّط وشفاعة ° المساعي الحميدة: وساطة ودِّيَّة تقوم بها حكومة أو (حكومات) محايدة بين دولتين متنازعتين أو متحاربتين بغية التوفيق بينهما، أو توسّط لإزالة الخلاف بطريقة سلميّة. 
سعي
: (ي) أَشارَ لَهُ بالياءِ وأَوْرَدَ فِيهِ مَا هُوَ بالواوِ؛ فالصَّوابُ أَن يُشارَ لَهُ بالحرفَيْن كَمَا سَيَأْتي.
(} سَعَى) الرَّجُلُ ( {يَسْعَى} سَعْياً، كرَعَى) يَرْعَى رَعْياً: إِذا (قَصَدَ) ؛ وَبِه فُسِّر قَوْله تَعَالَى: { {فاسْعَوْا إِلَى ذكْرِ اللَّهِ} ، أَي فاقْصِدُوا.
وقَرَأَ ابنُ مَسْعود: فامْضُوا.
(و) سَعَى لَهُم وَعَلَيْهِم: (عَمِلَ) لَهُم فكَسَبَ.
(و) سَعَى: إِذا (مَشَى) ، زادَ الرَّاغبُ بسُرْعَة.
وَمِنْه: أَخَذَ} السَّعي بينَ الصَّفا والمروَةِ.
(و) سَعَى: إِذا (عَدَا) ، وَهُوَ دُونَ الشَّدِّ وفَوْق المَشْي.
وقيلَ: السَّعْيُ الجَرْيُ والاضْطِرابُ، كلُّ ذلكَ ذكره ابنُ الأَعرابيِّ.
(و) سَعَى بِهِ: إِذا (نَمَّ) بِهِ ووَشَى إِلَى الوَالِي، ويكونُ مَصْدرُه وحينَئِذٍ {السِّعايَة؛ وَهُوَ مجازٌ.
(و) سَعَى: إِذا (كَسَبَ) ؛ وكلُّ عَمَلٍ مِن خَيْرٍ أَو شَرَ سَعْيٌ؛ وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {لتُجْزَى كلُّ نَفْسٍ بمَا} تَسْعَى} ، أَي تكْسَبُ.
وَمِنْه المَثَلُ: المَرْءُ! يَسْعَى لغارية أَي: يكْسب لبطنه وفرجه، وَقَالَ الراعب: أصل السَّعْي الْمَشْي. يَسْتَعمل السَّعْي فِي الأفْعالِ المَحْمودَةِ.
(و) {سَعَى المُصَدِّق (} سِعايَةً) ، بالكسْرِ: (باشَرَ عَمَلَ الصَّدَقاتِ) ومَشَى لأَخْذِها فقَبَضَها مِن المُصَدِّق، فَهُوَ {ساعٍ، والجَمْعُ سُعاةٌ.
وَفِي الصِّحاحِ: وكلُّ مَنْ وَليَ شَيْئا على قَوْمٍ فَهُوَ} ساعٍ عَلَيْهِم؛ وأَكْثَر مَا يقالُ ذلكَ فِي وُلاةِ الصَّدَقةِ، يقالُ: سَعَى عَلَيْهَا أَي عَمِلَ عَلَيْهَا، وهم {السُّعاةُ؛ قَالَ عَمْرُو بنُ عَدَّاء:
سَعَى عِقالاً فلَمْ يَتْرُكْ لنا سَبَداً
فكَيْفَ لَوْ قَد سَعَى عَمْرٌ وعِقالَيْنِ؟ (و) } سَعَتِ (الأَمَةُ) {تَسْعَى} سَعْياً: (بَغَتْ.
( {وسَاعَاها) } مُساعاةً: (طَلَبَها للبِغاءِ) ؛ عَمَّ بِهِ ثَعْلَبٌ فِي الحرَّةِ والأَمَة.
وَقَالَ الجوهريُّ: هُوَ فِي الإماءِ خاصَّةً بخِلافِ الزِّنا والعَهَرِ، فإنَّهما يكونَانِ فِي الحُرَّة وَفِي الأَمَةِ.
وَفِي الحديثِ: (إمَاءٌ {ساعَيْنَ فِي الجاهِلِيَّة) ؛ وأُتِيَ عُمَرُ برجُلٍ} ساَعى أَمَةً؛ اه.
وقيلَ: {مُساعاةُ المرْأَةِ أَنْ يَضْربَ عَلَيْهَا مالِكُها ضَريبَةً تُؤَدِّيها بالزِّنا.
وَفِي الحديثِ: (لَا مُساعاةَ فِي الإِسْلامِ، ومَنْ} ساعَى فِي الجاهِلِيَّةِ فقد لَحِقَ بعَصَبَتِه) .
قالَ ابنُ الْأَثِير: هُوَ مُفاعَلَةٌ مِن {السَّعْي، كأَنَّ كلَّ واحِدٍ مِنْهُمَا} يَسْعَى لصاحِبِه فِي حُصُولِ غَرَضِه.
( {وأَسْعاهُ: جَعَلَهُ} يَسْعَى) ، أَي يكسبُ.
( {والمَسْعاةُ: المَكْرَمَةُ والمَعْلاةُ فِي أَنْواعِ المَجْدِ؛ وغَلِطَ الجوهريُّ فقالَ بَدَلَ فِي الكَرَمِ فِي الكَلاَمِ) ، ونصّه:} والمَسْعاةُ واحِدَةُ! المَساعِي فِي الكَلامِ والجودِ، هَكَذَا هُوَ فِي سائِرِ نسخِ الكتابِ.
قالَ شيْخُنا: ذَكَرَ البَدْر الدماميني والتقيُّ الشمنيّ أنَّ فِي نسختهما مِن الصِّحاحِ الكَرَم فَلَا اعْتِراضَ، ومِثْله فِي كَلامِ السَّمين على المُغْني، وكَذلِكَ فِي أَصْلِنا الصَّحِيح،؛ والمصنِّفُ كثيرا مَا يَبْنِي اعْترِاضَاتِهِ على الجوهريُّ على تَصْحيفِ نسْختِه.
قُلْتُ: الحقُّ الَّذِي لَا يُصَار عَنهُ أنَّ نسخَ الصِّحاح كَلَّها فِيهَا الكَلام بَدَل الكَرَم، فَمن ذلكَ نسْخَتنا الَّتِي عَلَيْهَا المعوَّل بمِصْرَ، وَهِي نسْخَة وَقْف الأَمير يَزْبك، رحِمَهُ الله تَعَالَى المُصَحَّحة على نسْخَة ياقوت، وَهَكَذَا وُجِدَ بخطِّ المصنِّف، وَقد سَبَقَه إِلَى ذلكَ الصَّاغانيُّ فِي التَّكملةِ فإنَّه هَكَذَا وجدَ فِي نسْخةِ الصِّحاحِ عِنْده واعْتَرَض عَلَيْهِ بِمَا قالَهُ المصنِّف، وَمَا وجدَ فِيهَا لَفْظُ الكَرَم، فإنَّما هُوَ مُصْلح فيمَا بَعْد، فالحقُّ مَعَ المصنِّفِ إلاَّ أَن يقالَ إنَّ مثْلَ هَذَا يُنْسَبُ فِيهِ السَّهْو للقَلَم، فجلّ مَنْ لَا يَسْهو.
( {واسْتَسْعَى العَبْدَ) : إِذا (كَلَّفَهُ مِن العَمَلِ مَا يُؤَدِّي بِهِ عَن نفْسِه إِذا عتق بعضُه ليَعْتِقَ بِهِ مَا بَقِي.
(} والسِّعايَةُ، بالكسْر: مَا كُلِّفَ من ذَلِك) .
وَفِي الصِّحاح: سَعَى المُكاتَبُ فِي عِتْقِ رَقَبَتِه {سِعايَةً واسْتَسْعَيْت لَهُ العَبْدَ فِي قِيمَتِه؛ اه.
وَفِي الحديثِ: (إِذا عتق بعضُ العَبْدِ فَإِن لم يَكُنْ لَهُ مالٌ} اسْتُسْعِي غيرَ مَشْقُوقٍ عَلَيْهِ) .
قالَ ابنُ الْأَثِير: إِذا عَتَقَ بعضُه ورَقَّ بعضُه {يَسْعَى فِي فَكاكِ مَا بَقِي مِن رِقِّه فيَعْملَ ويكسِبَ ويَصْرفَ ثَمَنه إِلَى مَوْلاه، فسُمِّي تصرُّفه فِي كَسْبه} سِعايةً.
(! وسَعْيَا بنُ أَمِصيَا: نَبِيٌّ) مِن أَنْبياءِ بَنِي إسْرائِيل بُعِثَ بَعْدَ مُوسَى، (بَشَّرَ بعِيسَى، عَلَيْهِ) وَعَلَيْهِمَا (السَّلامُ) وعَلى نبيِّنا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
وَقَالَ ابنُ عبَّاد: هُوَ آخِرُ نَبيَ مِن بَني إسْرائِيل؛ (والشِّيْن لُغَةٌ) فِيهِ كَمَا سَيَأْتي.
(و) {سَعْيَا: (ع) ؛ كَمَا فِي المُحْكم.
وقالَ نَصْر: هُوَ وادٍ بتهامَةَ قُرْبَ مكَّةَ أَسْفَله لكِنانَةَ، وأَعْلاهُ لهُذَيْل.
وقالَ أَبُو عليَ فِي بابِ فَعْلَى: وَقَالُوا فِي اسْمِ مَوْضِع سَعْيَا، قالَ: وَفِيه عِنْدي تَأَوِيلان، أَحَدُهما: أَن يكونَ سُمِّي بوَصْفٍ، أَو يكونَ هَذَا من بابِ فُعلى كالقُصْوى فِي بابهِ فِي الشذوذِ، وَهَذَا كأَنَّه أَشْبَه، لأنَّ الأَعْلامَ تُغيّر كَثيراً عَن أَحْوالِ نَظائِرِها، فَهَذَا الَّذِي ذَكَرَه كُلّه مِن الياءِ.
(و) أمَّا مِن الواوِ فقَوْلُهم: (} السِّعْوَةُ، بالكسْر السَّاعَةُ) مِن اللَّيْلِ كَمَا فِي المُحْكم إلاَّ أَنَّه ضَبَطَه بالفَتْحِ وَفِي الصِّحاحِ والتَّهْذيب {السِّعْو بغيرِ هاءٍ بالكسرِ (كالسِّعْواءِ بالكسرِ والضمِّ) ، الضمُّ عَن ابنِ الأعْرابيّ نقلَهُ الصَّاغانيُّ.
واقْتَصَرَ الجوهريُّ والأَزْهريُّ وابنُ سِيدَه على الكسْرِ. يقالُ: مَضَى مِن اللَّيْل} سَعْوٌ {وسِعْواءُ؛ وقيلَ: السِّعواءُ مُذَكَّرُ؛ وقيلَ: السِّعْواءُ فَوْقَ الساعَةِ مِن اللّيْلِ، وَكَذَا فِي النَّهارِ. وكنَّا عنْدَه فِي} سِعْوَاوَات مِن اللّيْل والنَّهارِ؛ كَمَا فِي التَّهْذيب.
(و) {السِّعْوَةُ، بِالْكَسْرِ: (المرأَةُ البَذِيَّةُ الخالعَةُ) ، كَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ الجالعَةُ، بالجيمِ، وَهِي أيْضاً العِلْقَةُ والسِّلْقَةُ.
وَفِي نَصّ ابنِ الأعْرابيِّ: هِيَ} سِعْوَةٌ، بِلا لامٍ.
(و) السَّعْوَةُ، (بالفتْحِ: السمعة) ؛ كَذَا فِي النُّسخ والصَّوابُ بالشِّيْنِ المعْجمِة؛ كَذلكَ نَصّ ابْن الأَعْرابي؛ جَمعُها السَّعْوُ؛ هَكَذَا هُوَ فِي لُغَةٍ؛ وكَذلكَ السَّوْعَةُ. (و) سَعْوَةٌ: (اسمُ) رجُلٍ.
إِلَى هُنَا كُلُّه مِن الواوِ.
ثمَّ ذَكَرَ مِن الياءِ فقالَ:
( {والسَّاعِي: الوالِي على أَيِّ أَمْرٍ وقومٍ كانَ) .
وعِبارَةُ الصِّحاح: كلُّ مَنْ وَليَ شَيْئا على قوْمٍ فَهُوَ} ساعٍ عَلَيْهِم، والجَمْعُ السّعاةُ.
(و) {الساعِي (لليَهُود والنَّصارَى: رَئِيسُهم) الَّذِي يَصْدرُون عَن رأْيهِ وَلَا يَقْضونَ أَمْراً دونَه؛ وبالمَعْنَيَيْن فُسِّرَ حديثُ حذيفَةَ فِي الأمانَةِ: (وَإِن كانَ يَهُودِيّاً أَو نَصْرانِيّاً ليَرُدَّنَهُ عليَّ} ساعِيهِ) .
( {والسَّعاةُ) ، بالفَتْحِ: (التَّصَرُّفُ) فِي المَعاشِ والكَسْبِ؛ ونَظِيرُها النَّجاةُ والفَلاةُ من فَلاهُ أَي فَطَمه.
وَمِنْه المَثَلُ: شَغَلَتْ} سَعاتِي جَدْوايَ؛ أَوْرَدَه الحرِيري فِي مَقامَاتِه، يُضْرَبُ لمَنْ شِيمَتُه الكَرَم وَهُوَ مُعْدَمٌ، أَي شَغَلَتْني أُمُورِي عَن الناسِ والإفْضالِ.
وَقَالَ الْمُنْذِرِيّ: شَعابي بالشِّيْن المعْجمةِ تَصْحِيف وَقَعَ فِي كثيرٍ مِن النسخِ.
( {وسَعْيَةُ: عَلَمٌ للعَنْزِ) ، وتُدْعَى للحَلْبِ فيُقالُ:} سَعَىَ {سَعْيَهْ) .
(} والسُّعاوِيُّ، بالضمِ: الصَّبُورُ على السَّهَرِ والسَّفَرِ) ، أَي هُوَ كثيرُ السَّعْي والحرَكَةِ والاضْطِرابِ.
( {وأَسْعَوْا بِهِ) : إِذا (أطلبوه، بقَطْعِ هَمْزَتِهما) ، نَقَلَهُ الصَّاغاني.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} السَّعْيُ الحرَكَةُ والاضْطِرابُ فِي المَعاشِ والاجْتِهادِ.
وَقَوله تَعَالَى: {فلمَّا بَلَغَ مَعَه السَّعْيَ} ، أَي أَدْرَكَ مَعَه العَمَلَ. وقيلَ: أَطاقَ أَنْ يُعِينَه على عَمَلِه، وكانَ لَهُ يومئذٍ ثَلَاث عشْرَةَ سنة.
{وسَاعاني فلانٌ} فسعيته {أسعيه إِذا غلبته، وَمِنْه حديثُ عليَ فِي ذمِّ الدُّنْيا: (مَنْ} سَاعَاها فاتَتْهُ) ، أَي مَنْ سابَقَها.
{وسَعَى بِهِ إِلَى الوَالِي: وشَى بِهِ؛ وَمِنْه الحديثُ: (} السَّاعِي لغَيْرِ رِشْدَةٍ) ، أَي ليسَ بوَلَد حَلالٍ.
وَفِي حديثِ كَعْبٍ: (السَّاعِي مُثَلِّثٌ) ، أَي يُهْلِك {بسِعايَتِه: نَفْسُه،} والمَسْعيُّ بِهِ، والسُّلْطانُ.
{والسُّعاةُ: أَصْحابُ الحَمالاتِ لحَقْنِ الدِّماءِ وإطْفاءِ الثَّائِرة، سُمُّوا بذلكَ} لسَعْيِهم فِي إصْلاحِ ذاتِ البَيْنِ.
{والسَّاعِي: البَريدُ.
ومَضَى} سَعْوٌ مِن اللّيْل، بالفتْح ويُكْسَر.
{وسَعْوَةٌ، بالفتْحِ: أَي قِطْعَةٌ مِنْهُ.
وَفِي حديثِ وائِلِ بنِ حجرِ: (إنَّ وائِلاً} يُسْتَسْعَى ويَتَرَفَّلُ على الأَقْيالِ) ، أَي يُسْتَعْمل على الصَّدَقاتِ ويَتولَّى اسْتِخْراجَها مِن أَرْبابِها.
وأَبو سليطٍ {سَعْيَةُ الشَّعْبَانِي، شَهِدَ فتْحَ مِصْر، وابْنُه سليطُ بنُ سَعْيَةَ عَن أَبيهِ، وَعنهُ مُوسَى بنُ أَيُّوب، وثَعْلبَةُ وأَسِيدُ ابْنا سعيَةَ اللذانِ أَسْلَما.
والحافِظُ أَبو بكْرٍ البَرْقيّ هُوَ محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ عبدِ الرحيمِ بنِ سَعْيَةَ، وأَخُو أَحمدَ أَبو بكْرٍ صاحِبُ التارِيخِ، وأَخُوهما عبدُ الرحيمِ رَاوِي السِّيرةِ عَن ابنِ هِشامٍ.
وأَبو مَنْصور محمدُ بنُ عبدِ العَزيزِ بنِ محمدِ بنِ مُوسَى بنِ سَعْيَةَ الأصْبهانيُّ عَن ابنِ فارِسَ والعسَّال.
وأُمُّ المُؤْمِنين صفيَّةُ بنتُ حُيَي بنِ أخْطَب بنِ سَعْيَةَ.
وإسْماعيلُ بنُ صَفْوان بنِ قَيْسِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ سَعْيَةَ القُضَاعيُّ شاعِرٌ.
} وسَعْيَةُ بنُ عَرِيض أَخُو السَّمَوْأل، شاعِرٌ.
وسَعْيَةُ بنْتُ بِشْرِ بنِ سُلَيْمان رَوَتْ عَن أَبِيها. {وَسَعْوَى: مَوْضِعٌ.
} وأَسْعَى على صَدَقاتِهم: اسْتَعْمل عَلَيْهِم ساعِياً، نقلَهُ الصَّاغاني.

قَلَبَ 

(قَلَبَ) الْقَافُ وَاللَّامُ وَالْبَاءُ أَصْلَانِ صَحِيحَانِ: أَحَدُهُمَا يَدُلُّ عَلَى خَالِصِ شَيْءٍ وَشَرِيفِهِ، وَالْآخَرُ عَلَى رَدِّ شَيْءٍ مِنْ جِهَةٍ إِلَى جِهَةٍ. فَالْأَوَّلُ الْقَلْبُ: قَلْبُ الْإِنْسَانِ وَغَيْرِهِ، سُمِّيَ لِأَنَّهُ أَخْلَصُ شَيْءٍ فِيهِ وَأَرْفَعُهُ. وَخَالِصُ كُلِّ شَيْءٍ وَأَشْرَفُهُ قَلْبُهُ. وَيَقُولُونَ: عَرَبِيٌّ قَُلْبٌ. قَالَ:

[فَلَا] تُكْثِرُوا فِيهَا الضَّجَاجَ فَإِنَّنِي ... تَخَيَّرْتُهَا مِنْهُمْ زُبَيْرِيَّةً قَُلْبَا

وَالْقُلَابُ: دَاءٌ يُصِيبُ الْبَعِيرَ فَيَشْتَكِي قَلْبَهُ. وَالْقُلْبُ مِنَ الْأَسْوِرَةِ: مَا كَانَ قَلْبًا وَاحِدًا لَا يُلْوَى عَلَيْهِ غَيْرُهُ. وَهُوَ تَشْبِيهٌ بِقَلْبِ النَّخْلَةِ. ثُمَّ شُبِّهَ الْحَيَّةُ بِالْقُلْبِ مِنَ الْحَلْيِ فَسُمِّيَ قُلْبًا. وَالْقَلْبُ: نَجْمٌ يَقُولُونَ إِنَّهُ قَلْبُ الْعَقْرَبِ. [وَ] قَلَبْتُ النَّخْلَةَ: نَزَعْتُ قَلْبَهَا. وَالْأَصْلُ الْآخَرُ قَلَبْتُ الثَّوْبَ قَلْبًا. وَالْقَلَبُ: انْقِلَابُ الشَّفَةِ، وَهِيَ قَلْبَاءُ وَصَاحِبُهَا أَقْلَبُ. وَقَلَبْتُ الشَّيْءَ: كَبَبْتُهُ، وَقَلَّبْتُهُ بِيَدِي تَقْلِيبًا. وَيُقَالُ: أَقْلَبَتِ الْخُبْزَةُ، إِذَا حَانَ لَهَا أَنْ تُقْلَبَ. وَقَوْلُهُمْ: مَا بِهِ قَلْبَةٌ، قَالُوا: مَعْنَاهُ لَيْسَتْ بِهِ عِلَّةٌ يُقْلَبُ لَهَا فَيُنْظَرُ إِلَيْهِ. وَأَنْشَدُوا:

وَلَمْ يُقَلِّبْ أَرْضَهَا بَيْطَارُ ... وَلَا لِحَبَلَيْهِ بِهَا حُبَارُ

أَيْ لَمْ يُقَلِّبْ قَوَائِمَهَا مِنْ عِلَّةٍ بِهَا. وَالْقَلِيبُ: الْبِئْرُ قَبْلَ أَنْ تُطْوَى; وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ قَلِيبًا لِأَنَّهَا كَالشَّيْءِ يُقْلَبُ مِنْ جِهَةٍ إِلَى جِهَةٍ، وَكَانَتْ أَرْضًا فَلَمَّا حُفِرَتْ صَارَ تُرَابُهَا كَأَنَّهُ قَلْبٌ. فَإِذَا طُوِيَتْ فَهِيَ الطَّوِيُّ. وَلَفْظُ الْقَلِيبِ مُذَكَّرٌ. وَالْحُوَّلُ الْقَلْبِ: الَّذِي يُقَلِّبُ الْأُمُورَ وَيَحْتَالُ لَهَا. وَالْقِيَاسُ فِي جَمِيعِ مَا ذَكَرْنَاهُ وَاحِدٌ. فَأَمَّا الْقِلِّيبُ وَالْقِلَّوْبُ فَيُقَالُ إِنَّهُ الذِّئْبُ. وَيُمْكِنُ أَنْ يُحْمَلَ عَلَى هَذَا الْقِيَاسِ فَيُقَالُ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِتَقَلُّبِهِ فِي طَلَبِ مَأْكَلِهِ. قَالَ:

أَيَا جَحْمَتَا بَكِّي عَلَى أُمِّ عَامِرٍ ... أَكِيلَةِ قِلَّوْبٍ بِإِحْدَى الْمَذَانِبِ.

عَرَقَ 

(عَرَقَ) الْعَيْنُ وَالرَّاءُ وَالْقَافُ أَرْبَعَةُ أُصُولٍ صَحِيحَةٌ: أَحَدُهَا الشَّيْءُ يَتَوَلَّدُ مِنْ شَيْءٍ كَالنَّدَى وَالرَّشْحِ وَمَا أَشْبَهَهُ. وَالْآخَرُ الشَّيْءُ ذُو السِّنْخِ، فَسِنْخُهُ مُنْقَاسٌ مِنْ هَذَا الْبَابِ. وَالثَّالِثُ كَشْطُ شَيْءٍ عَنْ شَيْءٍ، وَلَا يَكَادُ يَكُونُ إِلَّا فِي اللَّحْمِ. وَالرَّابِعُ اصْطِفَافٌ وَتَتَابُعٌ فِي أَشْيَاءَ. ثُمَّ يُشْتَقُّ مِنْ جَمِيعِ هَذِهِ الْأُصُولِ وَمَا يُقَارِبُهَا.

فَالْأَوَّلُ الْعَرَقُ، وَهُوَ مَا جَرَى فِي أُصُولِ الشَّعْرِ مِنْ مَاءِ الْجِلْدِ. تَقُولُ: عَرِقَ يَعْرَقَ عَرَقًا. قَالَ: وَلَمْ أَسْمَعْ لِلْعَرَقِ جَمْعًا، فَإِنْ جُمِعَ فَقِيَاسُهُ أَعْرَاقٌ، كَجَمَلٍ وَأَجْمَالٌ. وَرَجُلٌ عُرَقَةٌ: كَثِيرُ الْعَرَقِ. وَيُقَالُ: اسْتَعْرَقَ، إِذَا تَعَرَّضَ لِلْحَرِّ كَيْ يَعْرَقَ.

وَمِنَ الْبَابِ: جَرَى الْفَرَسُ عَرَقًا أَوْ عَرَقَيْنِ، أَيْ طَلَقًا أَوْ طَلَقَيْنِ. وَذَلِكَ مِنَ الْعَرَقِ. وَيُقَالُ: عَرِّقْ فَرَسَكَ، أَيِ أَجْرِهِ حَتَّى يَتَعَرَّقَ. قَالَ الْأَعْشَى:

يُعَالَى عَلَيْهِ الْجِلُّ كُلَّ عَشِيَّةٍ ... وَيَرْفَعُ نَقْلًا بِالضُّحَى وَيُعَرَّقُ

وَيُقَالُ: اللَّبَنُ عَرَقٌ يَتَحَلَّبُ فِي الْعُرُوقِ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى الضَّرْعِ. قَالَ الشَّمَّاخُ:

تُضْحِ وَقَدْ ضَمِنَتْ ضَرَّاتُهَا عَرَقًا ... مِنْ طَيِّبِ الطَّعْمِ حُلْوٍ غَيْرِ مَجْهُودِ

وَلَبَنٌ عَرِقٌ، وَهُوَ أَنْ يُجْعَلَ فِي سِقَاءٍ فَيُشَدُّ بِجَنْبِ الْبَعِيرِ فَيُصِيبَهُ الْعَرَقُ فَيَفْسُدُ. وَأَمَّا عَرَقُ الْقِرْبَةِ فِي قَوْلِهِ: " جَشِمْتُ إِلَيْكَ عَرَقَ الْقِرْبَةِ " فَمَعْنَاهُ فِيمَا زَعَمَ يُونُسُ: عَطِيَّةُ الْقِرْبَةِ، وَهُوَ مَاؤُهَا، كَأَنَّهُ يَقُولُ: جَشِمْتُ إِلَيْكَ حَتَّى سَافَرْتُ وَاحْتَجْتُ إِلَى عَرَقِ الْقِرْبَةِ فِي الْأَسْفَارِ، وَهُوَ مَاؤُهَا. وَيُقَالُ: عَرِقَ لَهُ بِكَذَا، كَأَنَّهُ تَنَدَّى لَهُ وَسَمَحَ. قَالَ:

سَأَجْعَلُهُ مَكَانَ النُّونِ مِنِّي ... وَمَا أُعْطِيتُهُ عَرَقَ الْخِلَالِ

يَقُولُ: لَمْ أُعْطَهُ عَطِيَّةَ مَوَدَّةٍ، لَكِنَّهُ أَخَذْتُهُ قَسْرًا. وَالنُّونُ: السَّيْفُ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: جَشِمْتُ إِلَيْكَ حَتَّى عَرِقْتُ كَعَرَقِ الْقِرْبَةِ، وَهُوَ سَيَلَانُ مَائِهَا. وَقَالَ قَوْمٌ: عَرَقُ الْقِرْبَةِ أَنْ يَقُولَ: تَكَلَّفْتُ لَكَ مَا لَا يَبْلُغُهُ أَحَدٌ حَتَّى تَجَشَّمْتُ مَا لَا يَكُونُ ; لِأَنَّ الْقِرْبَةَ لَا تَعْرَقُ، يَذْهَبُ إِلَى مِثْلِ قَوْلِهِمْ: " حَتَّى يَشِيبَ الْغُرَابُ ". وَكَانَ الْأَصْمَعِيُّ يَقُولُ: عَرَقُ الْقِرْبَةِ كَلِمَةٌ تَدُلُّ عَلَى الشِّدَّةِ، وَمَا أَدْرِي مَا أَصْلُهَا وَقَالَ ابْنُ أَبِي طَرَفَةَ: يُقَالُ لَقِيتُ مِنْ فُلَانٍ عَرَقَ الْقِرْبَةِ، أَيِ الشِّدَّةَ. قَالَ: وَأَنْشَدَ الْأَحْمَرُ:

لَيْسَتْ بِمَشْتَمَةٍ تُعَدُّ وَعَفْوُهَا ... عَرَقُ السِّقَاءِ عَلَى الْقَعُودِ اللَّاغِبِ

يَمْدَحُ رَجُلًا يَسْمَعُ الْكَلِمَةَ الشَّدِيدَةَ فَلَا يَأْخُذُ صَاحِبَهَا بِهَا. وَمِنَ الْبَابِ: عَرَّقْتُ فِي الدَّلْوِ، وَذَلِكَ إِذَا كَانَ دُونَ الْمِلْءِ، كَأَنَّ هَذَا لِقِلَّتِهِ شُبِّهَ بِالْعَرَقِ. وَيُقَالُ لِلْمُعْطِي الْيَسِيرِ: عَرَّقَ. قَالَ:

لَا تَمْلَأِ الدَّلْوَ وَعَرِّقْ فِيهَا ... أَمَا تَرَى حَبَارَ مَنْ يَسْقِيهَا

وَيُقَالُ: كَأْسٌ مُعْرَقَةٌ، إِذَا لَمْ تَكُنْ مَمْلُوءَةً، قَدْ بَقِيَتْ مِنْهَا بَقِيَّةٌ. وَخَمْرٌ مُعْرَقَةٌ، أَيْ مَمْزُوجَةٌ مَزْجًا خَفِيفًا، شُبِّهَ ذَلِكَ الْمَزْجُ الْيَسِيرُ بِالْعَرَقِ. وَقَالَ فِي الْمُعْرَقِ الْقَلِيلِ الْمَزْجِ:

أَخَذْتُ بِرَأْسِهِ فَدَفَعْتُ عَنْهُ ... بِمُعْرَقَةٍ مَلَامَةَ مَنْ يَلُومُ

وَالْأَصْلُ الثَّانِي السِّنْخُ الْمُتَشَعِّبُ. مِنْ ذَلِكَ الْعِرْقُ عِرْقُ الشَّجَرَةِ. وَعُرُوقُ كُلِّ شَيْءٍ: أَطْنَابٌ تَنْشَعِبُ مِنْ أُصُولِهِ. وَتَقُولُ الْعَرَبُ: " اسْتَأْصَلَ اللَّهُ عِرْقَاتَهُمْ " زَعَمُوا أَنَّ التَّاءَ مَفْتُوحَةٌ، ثُمَّ اخْتَلَفُوا فِي مَعْنَاهُ، فَقَالَ قَوْمٌ: أَرَادُوا وَاحِدَةً وَأَخْرَجَهَا مُخْرَجَ سِعْلَاةٍ. وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ هِيَ تَاءُ جَمَاعَةِ الْمُؤَنَّثِ لَكِنَّهُمْ خَفَّفُوهُ بِالْفَتْحَةِ وَيُقَالُ: أَعْرَقَتِ الشَّجَرَةُ، إِذَا ضَرَبَتْ عُرُوقُهَا فَامْتَدَّتْ فِي الْأَرْضِ.

وَمِنْ هَذَا الْبَابِ: عَرَقُ الرَّجُلِ يَعْرُقُ عُرُوقًا، إِذَا ذَهَبَ فِي الْأَرْضِ. وَهَذَا تَشْبِيهٌ، شُبِّهَ ذَهَابُهُ بِامْتِدَادِ عُرُوقِ الشَّجَرَةِ وَذَهَابِهَا فِي الْأَرْضِ.

فَأَمَّا قَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -: «مَنْ أَحْيَا أَرْضًا مَيْتَةً فَهِيَ لَهُ، وَلَيْسَ لِعِرْقٍ ظَالِمٍ حَقٌّ» فَهُوَ مَثَلٌ. قَالَ الْعُلَمَاءُ: الْعُرُوقُ أَرْبَعَةٌ: عِرْقَانِ ظَاهِرَانِ، وَعِرْقَانُ بَاطِنَانِ. فَالظَّاهِرَانِ: الْغَرْسُ وَالْبِنَاءُ، وَالْبَاطِنَانِ الْبِئْرُ وَالْمَعْدِنُ. وَمَعْنَى الْعِرْقِ الظَّالِمِ أَنْ يَجِيءَ الرَّجُلَ إِلَى أَرْضٍ قَدْ أَحْيَاهَا رَجُلٌ قَبْلَهُ فَيَغْرِسَ فِيهَا غَرْسًا أَوْ يُحْدِثَ شَيْئًا يَسْتَوْجِبُ بِهِ الْأَرْضَ.

وَالْعِرْقُ: نَبَاتٌ أَصْفَرُ. وَمِنْ أَمْثَالِهِمْ: " فُلَانٌ مُعْرِقٌ [لَهُ] فِي الْكَرَمِ "، أَيْ لَهُ فِيهِ أَصْلٌ وَسِنْخٌ. وَقَدْ عَرَّقَ فِيهِ أَعْمَامُهُ وَأَخْوَالُهُ تَعْرِيقًا، وَأَعْرَقُوا فِيهِ أَعْرَاقًا. وَقَدْ أَعْرَقَ فِيهِ أَعْرَاقُ الْعَبِيدِ، إِذَا خَالَطَهُ ذَلِكَ وَتَخَلَّقَ بِأَخْلَاقِهِمْ. وَيُقَالُ: تَدَارَكَهُ أَعْرَاقُ خَيْرٍ وَأَعْرَاقُ شَرٍّ. قَالَ الشَّاعِرُ:

جَرَى طَلَقًا حَتَّى إِذَا قِيلَ ... سَابِقٌ تَدَارَكَهُ إِعْرَاقُ سَوْءٍ فَبَلَّدَا

وَالْعَرِيقُ مِنَ الْخَيْلِ وَالنَّاسِ: الَّذِي لَهُ عِرْقٌ فِي الْكَرَمِ. وَفُلَانٌ يُعَارِقُ

فُلَانًا، أَيْ يُفَاخِرُهُ، وَمَعْنَاهُ أَنْ يَقُولَ: إِنَّنَا أَكْرَمُ عِرْقًا. وَيُقَالُ: " عِرْقٌ فِي بَنَاتِ صَعْدَةَ " وَهِيَ الْحُمُرُ الْأَهْلِيَّةُ. وَقَوْلُ عِكْرَاشَ بْنِ ذُؤَيْبٍ: " أَتَيْتُهُ بِإِبِلٍ كَأَنَّهَا عُرُوقُ الْأَرْطَى " أَرَادَ أَنَّهَا حُمْرٌ، لِأَنَّ عُرُوقَ الْأَرْطَى حُمْرٌ، وَحُمْرُ الْإِبِلِ كَرَائِمُهَا. قَالَ:

يُثِيرُ وَيُبْدِي عَنْ عُرُوقٍ كَأَنَّهَا ... أَعِنَّةُ جَرَّازٍ تُحَطُّ وَتُبْشَرُ

وَصَفَ ثَوْرًا يَحْفِرُ كِنَاسًا تَحْتَ أَرْطَى.

وَالْأَصْلُ الثَّالِثُ كَشْطُ اللَّحْمِ عَنِ الْعَظْمِ. قَالَ الْخَلِيلُ: الْعُرَاقُ: الْعَظْمُ الَّذِي قَدْ أُخِذَ عَنْهُ اللَّحْمُ. قَالَ:

فَأَلْقِ لِكَلْبِكَ مِنْهُ عُرَاقًا فَإِذَا كَانَ الْعَظْمُ بِلَحْمِهِ فَهُوَ عَرْقٌ. وَيُقَالُ: الْعُرَاقُ جَمْعُ عَرَقٍ، كَمَا يُقَالُ ظِئْرٌ وَظُؤَارٌ. وَيُقَالُ فِي الْمَثَلِ: " هُوَ أَلْأَمُ مِنْ كَلْبٍ عَلَى عَرْقٍ ". قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: جَمْعُ عَرْقٍ عِرَاقٌ. وَأَنْشَدَ:

يَبِيتُ ضَيْفِي فِي عِرَاقٍ مُلْسِ ... وَفِي شَمُولٍ عُرِّضَتْ لِلنَّحْسِ

مُلْسٌ، يَعْنِي الْوَدَكَ وَالشَّحْمَ. وَالنَّحْسُ: الرِّيحُ. يُقَالُ: عَرَقْتُ الْعَظْمَ وَأَنَا أَعْرُقُهُ، وَاعْتَرَقْتُهُ وَتَعَرَّقْتُهُ، إِذَا أَكَلْتَ مَا عَلَيْهِ [مِنْ] اللَّحْمِ. وَيُقَالُ: أَعْطِنِي عَرْقًا أَتَعَرَّقَهُ، أَيْ عَظْمًا عَلَيْهِ اللَّحْمُ. وَفُلَانٌ مُعْتَرَقٌ، أَيْ مَهْزُولٌ، كَأَنَّ لَحْمَهُ قَدِ اعْتُرِقَ. قَالَ:

غُولٌ تَصَدَّى لِسَبَنْتًى مُعْتَرِقْ

وَقَالَ:

قَدْ أَشْهَدُ الْغَارَةَ الشَّعْوَاءَ تَحْمِلُنِي ... جَرْدَاءُ مَعْرُوقَةُ اللِّحْيَيْنِ سُرْحُوبُ

يَصِفُ الْفَرَسَ بِقِلَّةِ اللَّحْمِ عَلَى وَجْهِهِ، وَذَلِكَ أَكْرَمُ لَهُ. قَالَ الْكِسَائِيُّ: فَمٌ مُعْرَقٌ: قَلِيلُ الرِّيقِ. وَوَجْهٌ مَعْرُوقٌ: قَلِيلُ اللَّحْمِ.

وَالْأَصْلُ الرَّابِعُ: الِامْتِدَادُ وَالتَّتَابُعُ فِي أَشْيَاءَ يَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضًا. مِنْ ذَلِكَ الْعَرَقَةُ، وَالْجَمْعُ عَرَقَاتٌ، وَذَلِكَ كُلُّ شَيْءٍ مَضْفُورٌ أَوْ مُصْطَفٌّ. وَإِذَا اصْطَفَّتِ الطَيْرُ فِي الْهَوَاءِ فَهِيَ عَرَقَةُ، وَكَذَلِكَ الْخَيْلُ. قَالَ طُفَيْلٌ:

كَأَنَّهُ بَعْدَ مَا صَدَّرْنَ مِنْ عَرَقٍ ... سِيدٌ تَمَطَّرَ جُنْحَ اللَّيْلِ مَبْلُولُ

وَالْعَرَقَةِ: السَّفِيفَةُ الْمَنْسُوجَةُ مِنَ الْخُوصِ قَبْلَ أَنْ يُجْعَلَ مِنْهَا زَبِيلٌ. وَسُمِّيَ الزَّبِيلُ عَرَقًا لِذَلِكَ. وَيُقَالُ عَرَقَةُ أَيْضًا. قَالَ أَبُو كَبِيرٍ:

نَغْدُو فَنَتْرُكُ فِي الْمَزَاحِفِ مَنْ ثَوَى ... وَنُمِرُّ فِي الْعَرَقَاتِ مَنْ لَمْ يُقْتَلِ

يَعْنِي نَأْسِرُهُمْ فَنَشُدُّهُمْ فِي الْعَرَقَاتِ، وَهِيَ النُّسُوعُ.

وَيُقَالُ لِآثَارِ الْخَيْلِ الْمُصْطَفَّةِ عَرَقَةٌ. وَالْعَرَقَةُ: طُرَّةٌ تُنْسَجُ ثُمَّ تُخَاطُ عَلَى شَقَّةٍ، الشُّقَّةُ الَّتِي لِلْبَيْتِ. وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْعَرَقَةُ: جَمَاعَةٌ مِنَ الْخَيْلِ وَالْإِبِلِ الْقَائِمَةِ عَلَى سَطْرٍ. فَأَمَّا عِرَاقُ الْمَزَادَةِ وَالرَّاوِيَةِ فَهُوَ الْخَرْزُ الَّذِي فِي أَسْفَلِهَا، وَالْجَمْعُ عُرُقٌ. وَذَلِكَ عِنْدَنَا مِمَّا ذَكَرْنَاهُ مِنَ الِامْتِدَادِ وَالتَّتَابُعِ. قَالَ ابْنُ أَحْمَرَ:

مِنْ ذِي عِرَاقٍ نِيطَ فِي جَوْزِهَا ... فَهُوَ لَطِيفٌ طَيُّهُ مُضْطَمِرْ

وَقَالَ آخَرُ:

تَضْحَكُ عَنْ مِثْلِ عِرَاقِ الشَّنَّهْ

وَمِنْ هَذَا الْبَابِ: الْعِرَاقُ، وَهُوَ عِنْدَ الْخَلِيلِ شَاطِئُ الْبَحْرِ. وَسُمِّيَتِ الْعِرَاقُ عِرَاقًا لِأَنَّهُ عَلَى شَاطِئِ دِجْلَةَ وَالْفُرَاتِ عِدَاءً حَتَّى يَتَّصِلَ بِالْبَحْرِ. وَالْعِرَاقُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ: شَاطِئُ الْبَحْرِ عَلَى طُولِهِ.

وَمِنْ هَذَا الْبَابِ: الْعِرَاقُ، وَهُوَ مَا أَحَاطَ بِالظُّفُرِ مِنَ اللَّحْمِ. قَالَ الدُّرَيْدِيُّ: " سُمِّيَتِ الْعِرَاقُ لِأَنَّهَا اسْتَكَفَّتْ أَرْضَ الْعَرَبِ "، أَيْ صَارَتْ كَالْكِفَافِ لَهَا. وَذُكِرَ عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ أَنَّ الْعِرَاقَ مَأْخُوذٌ مِنْ عُرُوقِ الشَّجَرِ، وَهِيَ مَنَابِتُ الشَّجَرِ. وَالْعِرَاقَانِ: الْكُوفَةُ وَالْبَصْرَةُ. وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: الْعِرَاقُ كُلُّ مَوْضِعِ رِيفٍ. قَالَ جَرِيرٌ:

نَهْوَى ثَرَى الْعِرْقِ إِذْ لَمْ نَلْقَ بَعْدَكُمُ ... كَالْعِرْقِ عِرْقًا وَلَا السُّلَانِ سُلَّانَا

وَيُقَالُ: أَعْرَقَ الرَّجُلُ وَأَشْأَمَ، أَيْ أَتَى الْعِرَاقَ وَالشَّامَ. قَالَ الْمُمَزَّقُ:

فَإِنْ تُنْجِدُوا أُتْهِمْ خِلَافًا عَلَيْكُمُ ... وَإِنْ تُعْمِنُوا مُسْتَحْقِبِي الشَّرِّ أُعْرِقِ

وَأَمَّا عُرْقُوَةُ الدَّلْوِ فَالْخَشَبَةُ الْمَعْرُوضَةُ عَلَيْهَا.

بَرَقَ 

(بَرَقَ) الْبَاءُ وَالرَّاءُ وَالْقَافُ أَصْلَانِ تَتَفَرَّعُ الْفُرُوعُ مِنْهُمَا: أَحَدُهُمَا لَمَعَانُ الشَّيْءِ; وَالْآخَرُ اجْتِمَاعُ السَّوَادِ وَالْبَيَاضِ فِي الشَّيْءِ. وَمَا بَعْدَ ذَلِكَ فَكُلُّهُ مَجَازٌ وَمَحْمُولٌ عَلَى هَذَيْنِ الْأَصْلَيْنِ.

أَمَّا الْأَوَّلُ فَقَالَ الْخَلِيلُ: الْبَرْقُ وَمِيضُ السَّحَابِ، يُقَالُ: بَرَقَ السَّحَابُ بَرْقًا وَبَرِيقًا. قَالَ: وَأَبْرَقَ أَيْضًا لُغَةٌ. قَالَ بَعْضُهُمْ: يُقَالُ: بَرْقَةٌ لِلْمَرَّةِ الْوَاحِدَةِ: إِذَا بَرَقَ، وَبُرْقَةٌ بِالضَّمِّ: إِذَا أَرَدْتَ الْمِقْدَارَ مِنَ الْبَرْقِ. وَيُقَالُ: " لَا أَفْعَلُهُ مَا بَرَقَ فِي السَّمَاءِ نَجْمٌ " أَيْ: مَا طَلَعَ. وَأَتَانَا عِنْدَ مَبْرَقِ الصُّبْحِ، أَيْ: حِينَ بَرَقَ. اللِّحْيَانِيُّ: وَأَبْرَقَ الرَّجُلُ: إِذَا أَمَّ الْبَرْقَ حِينَ يَرَاهُ. قَالَ الْخَلِيلُ: الْبَارِقَةُ السَّحَابَةُ ذَاتُ الْبَرْقِ. وَكُلُّ شَيْءٍ يَتَلَأْلَأُ لَوْنُهُ فَهُوَ بَارِقٌ يَبْرُقُ بَرِيقًا. وَيُقَالُ لِلسُّيُوفِ بَوَارِقُ. الْأَصْمَعِيُّ: يُقَالُ: أَبْرَقَ فُلَانٌ بِسَيْفِهِ إِبْرَاقًا: إِذَا لَمَعَ بِهِ. وَيُقَالُ: رَأَيْتُ الْبَارِقَةَ، ضَوْءَ بَرْقِ السُّيُوفِ. وَيُقَالُ: مَرَّتْ بِنَا اللَّيْلَةَ بَارِقَةٌ، أَيْ: سَحَابَةٌ فِيهَا بَرْقٌ، فَمَا أَدْرِي أَيْنَ أَصَابَتْ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: " هُوَ أَعْذَبُ مِنْ مَاءِ الْبَارِقَةِ ".

وَيُقَالُ لِلسَّيْفِ وَلِكُلِّ مَا لَهُ بَرِيقٌ إِبْرِيقٌ، حَتَّى إِنَّهُمْ يَقُولُونَ لِلْمَرْأَةِ الْحَسْنَاءِ الْبَرَّاقَةِ إِبْرِيقٌ. قَالَ:

دِيَارُ إِبْرِيقِ الْعَشِيِّ خَوْزَلِ

الْخَوْزَلُ الْمَرْأَةُ الْمُتَثَنِّيَةُ فِي مِشْيَتِهَا. وَأَنْشَدَ:

أَشْلَى عَلَيْهِ قَانِصٌ لَمَّا غَفَلْ ... مُقلَّدَاتِ الْقِدِّ يَقْرُونَ الدَّغَلْ

فَزَلَّ كَالْإِبْرِيقِ عَنْ مَتْنِ الْقَبَلْ

قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الْأَصْفَهَانِيُّ: يُقَالُ: أَبْرَقَتِ السَّمَاءُ عَلَى بِلَادِ كَذَا. وَتَقُولُ أَبْرَقْتُ: إِذَا أَصَابَتْكَ السَّمَاءُ. وَأَبْرَقْتُ بِبَلَدِ كَذَا، أَيْ: أُمْطِرْتُ. قَالَ الْخَلِيلُ: [إِذَا] شَدَّدَ مُوعِدٌ بِالْوَعِيدِ، قِيلَ أَبْرَقَ وَأَرْعَدَ. قَالَ:

أَبْرِقْ وَأَرْعِدْ يَا يَزِي ... دُ فَمَا وَعِيدُكَ لِي بِضَائِرْ

يُقَالُ: بَرَقَ وَرَعَدَ أَيْضًا. قَالَ: فَإِذَا جَعَلْتُ. . . فَارِسَ دُونَكُمْ ... فارْعَُدْ هُنَالِكَ مَا بَدَا لَكَ وَابْرُقِ

أَبُو زَيْدٍ عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: بَرَقَتِ السَّمَاءُ: إِذَا جَاءَتْ بِبَرْقٍ. وَكَذَلِكَ رَعَدَتْ، وَبَرَقَ الرَّجُلُ وَرَعَدَ. وَلَمْ يَعْرِفِ الْأَصْمَعِيُّ أَبْرَقَ وَأَرْعَدَ. وَأَنْشَدَ:

يَا جَلَّ مَا بَعُدَتْ عَلَيْكَ بِلَادُنَا ... فَابْرُقْ بِأَرْضِكَ مَا بَدَا لَكَ وارْعَُدِ

وَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَى قَوْلِ الْكُمَيْتِ:

أَبْرِقْ وَأَرْعِدْ يَا يَزِي ... دُ. . . . . . . . . . .

قَالَ أَبُو زَيْدٍ: وَقَدْ أَخْبَرَنَا بِهَا أَبُو زَيْدٍ عَنِ الْعَرَبِ. ثُمَّ إِنَّ أَعْرَابِيًّا أَتَانَا مِنْ بَنِي كِلَابٍ وَهُوَ مُحْرِمٌ. فَأَرَدْنَا أَنْ نَسْأَلَهُ فَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: دَعُونِي أَتَوَلَّى مَسْأَلَتَهُ فَأَنَا أَرْفَقُ بِهِ. فَقَالَ لَهُ: كَيْفَ تَقُولُ إِنَّكَ لَتُبْرِقُ وَتُرْعِدُ؟ فَقَالَ: فِي الْخَجِيفِ؟ يَعْنِي التَّهَدُّدَ. قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: أَقُولُ إِنَّكَ لَتُبْرِقُ وَتُرْعِدُ. فَأَخْبَرْتُ بِهِ الْأَصْمَعِيَّ فَقَالَ: لَا أَعْرِفُ إِلَّا بَرَقَ وَرَعَدَ.

وَمِنْ هَذَا الْأَصْلِ قَالَ الْخَلِيلُ: أَبْرَقَتِ النَّاقَةُ: إِذَا ضَرَبَتْ ذَنَبَهَا مَرَّةً عَلَى فَرْجِهَا، وَمَرَّةً عَلَى عَجُزِهَا، فَهِيَ بَرُوقٌ وَمُبْرِقٌ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ لِلنَّاقَةِ إِذَا شَالَتْ ذَنَبَهَا كَاذِبَةً وَتَلَقَّحَتْ وَلَيْسَتْ بِلَاقِحٍ: أَبْرَقَتِ النَّاقَةُ فَهِيَ مُبْرِقٌ وَبُرُوقٌ. وَضِدُّهَا الْمِكْتَامُ. قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: بَرَقَتْ فَهِيَ بَارِقٌ: إِذَا تَشَذَّرَتْ بِذَنَبِهَا مِنْ غَيْرِ لَقْحٍ. قَالَ بَعْضُهُمْ: بَرَّقَ الرَّجُلُ: إِذَا أَتَى بِشَيْءٍ لَا مِصْدَاقَ لَهُ.

وَحَكَى ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ، أَنَّ رَجُلًا عَمِلَ عَمَلًا فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: " بَرَّقْتَ وَعَرَّقْتَ "، أَيْ: لَوَّحْتَ بِشَيْءٍ لَيْسَ لَهُ حَقِيقَةٌ. وَعَرَّقَتْ أَقْلَلْتَ، مِنْ قَوْلِهِمْ:

لَا تَمْلَأِ الدَّلْوَ وَعَرِّقْ فِيهَا ... ألَا تَرَى حَبَارَ مَنْ يَسْقِيهَا

قَالَ الْخَلِيلُ: الْإِنْسَانُ الْبَرُوقُ هُوَ الْفَرِقُ لَا يَزَالُ. قَالَ:

يُرَوِّعُ كُلَّ خَوَّارٍ بَرُوقِ

وَالْإِنْسَانُ إِذَا بَقِيَ كَالْمُتَحَيِّرِ قِيلَ بَرِقَ بَصَرُهُ بَرَقًا، فَهُوَ بَرِقٌ فَزِعٌ مَبْهُوتٌ. وَكَذَلِكَ تَفْسِيرُ مَنْ قَرَأَهَا: {فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ} [القيامة: 7] ، فَأَمَّا مَنْ قَرَأَ: {بَرِقَ الْبَصَرُ} [القيامة: 7] فَإِنَّهُ يَقُولُ: تَرَاهُ يَلْمَعُ مِنْ شِدَّةِ شُخُوصِهِ تَرَاهُ لَا يُطِيقُ. قَالَ:

لَمَّا أَتَانِي ابْنُ عُمْيرٍ رَاغِبًا ... أَعْطَيْتُهُ عَيْسَاءَ مِنْهَا فَبَرَقْ

أَيْ: لِعَجَبِهِ بِذَلِكَ. وَبَرَّقَ بِعَيْنِهِ: إِذَا لَأْلَأَ مِنْ شِدَّةِ النَّظَرِ. قَالَ:

فَعَلِقَتْ بِكَفِّهَا تَصْفِيقَا ... وَطَفِقَتْ بِعَيْنِهَا تَبْرِيقَا

نَحْوَ الْأَمِيرِ تَبْتَغِي التّطْلِيقَا قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: بَرِقَ الرَّجُلُ ذَهَبَتْ عَيْنَاهُ فِي رَأْسِهِ، ذَهَبَ عَقْلُهُ. قَالَ الْيَزِيدِيُّ: بَرَقَ وَجْهَهُ بِالدُّهْنِ يَبْرُقُ بَرْقًا، وَلَهُ بَرِيقٌ، وَكَذَلِكَ بَرَقْتُ الْأَدِيمَ أبْرُقُهُ بَرْقًا، وَبَرَّقْتُهُ تَبْرِيقًا.

قَالَ أَبُو زَيْدٍ: بَرَقَ طَعَامَهُ بِالزَّيْتِ أَوِ السَّمْنِ أَوْ ذَوْبَ الْإِهَالَةِ: إِذَا جَعَلَهُ فِي الطَّعَامِ وَقَلَّلَ مِنْهُ.

قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: بَرِقَ السِّقَاءُ يَبْرَقُ بَرَقًا وَبُرُوقًا: إِذَا أَصَابَهُ حَرٌّ فَذَابَ زُبْدُهُ. قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: يُقَالُ: زُبْدَةٌ بَرِقَةٌ وَسِقَاءٌ بَرِقٌ: إِذَا انْقَطَعَا مِنَ الْحَرِّ. وَرُبَّمَا قَالُوا زُبْدٌ مُبْرِقٌ. وَالْإِبْرِيقُ مَعْرُوفٌ، وَهُوَ مِنَ الْبَابِ. قَالَ أَبُو زَيْدٍ: الْبَرْوَقُ شَجَرَةٌ ضَعِيفَةٌ. وَتَقُولُ الْعَرَبُ: " هُوَ أَشْكَرُ مِنْ بَرْوَقَةٍ "، وَذَلِكَ أَنَّهَا إِذَا غَابَتِ السَّمَاءُ اخْضَرَّتْ وَيُقَالُ: إِنَّهُ إِذَا أَصَابَهَا الْمَطَرُ الْغَزِيرُ هَلَكَتْ. قَالَ الشَّاعِرُ يَذْكُرُ حَرْبًا:

تَطِيحُ أَكُفُّ الْقَوْمِ فِيهَا كَأَنَّمَا ... يَطِيحُ بِهَا فِي الرَّوْعِ عِيدَانُ بَرْوَقِ

وَقَالَ الْأَسْوَدُ يَذْكُرُ امْرَأَةً:

وَنَالَتْ عَشَاءً مِنْ هَبِيدٍ وَبَرْوَقٍ ... وَنَالَتْ طَعَامًا مِنْ ثَلَاثَةِ أَلْحُمِ

وَإِنَّمَا قَالَ ثَلَاثَةَ أَلْحُمٍ، لِأَنَّ الَّذِي أَطْعَمَهَا قَانِصٌ.

قَالَ يَعْقُوبُ: بَرِقَتِ الْإِبِلُ تَبْرَقُ بَرَقًا: إِذَا اشْتَكَتْ بُطُونُهَا مِنْهُ. وَأَمَّا الْأَصْلُ الْآخَرُ فَقَالَ الْخَلِيلُ وَغَيْرُهُ: تُسَمَّى الْعَيْنُ بَرْقَاءَ لِسَوَادِهَا وَبَيَاضِهَا. وَأَنْشَدَ:

وَمُنْحَدَرٍ مِنْ رَأْسِ بَرْقَاءَ حَطَّهُ ... مَخَافَةُ بَيْنٍ مِنْ حَبِيبٍ مُزَايِلِ

الْمُنْحَدَرُ: الدَّمْعُ. قَالُوا: وَالْبَرَقُ مَصْدَرُ الْأَبْرَقِ مِنَ الْحِبَالِ وَالْجِبَالِ، وَهُوَ الْحَبْلُ أُبْرِمَ بِقُوَّةٍ سَوْدَاءَ وَقُوَّةٍ بَيْضَاءَ. وَمِنَ الْجِبَالِ مَا كَانَ مِنْهُ جُدَدٌ بِيضٌ وَجُدَدٌ سُودٌ. وَالْبَرْقَاءُ مِنَ الْأَرْضِ طَرَائِقُ، بُقْعَةٌ فِيهَا حِجَارَةٌ سُودٌ تُخَالِطُهَا رَمْلَةٌ بَيْضَاءُ. وَكُلُّ قِطْعَةٍ عَلَى حِيَالِهَا بُرْقَةٌ. وَإِذَا اتَّسَعَ فَهُوَ الْأَبْرَقُ وَالْأَبَارِقُ وَالْبَرَّاقُ. قَالَ:

لَنَا الْمَصَانِعُ مِنْ بُصْرَى إِلَى هَجَرٍ ... إِلَى الْيَمَامَةِ فَالْأَجْرَاعِ فَالْبُرَقِ

وَالْبُرْقَةُ مَا ابْيَضَّ مِنْ فَتْلِ الْحَبْلِ الْأَسْوَدِ.

قَالَ أَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ: الْبُرَقُ مَا دَفَعَ فِي السَّيْلِ مِنْ قِبَلِ الْجَبَلِ. قَالَ:

كَأَنَّهَا بِالْبُرَقِ الدَّوَافِعِ

قَالَ قُطْرُبٌ: الْأَبْرَقُ الْجَبَلُ يُعَارِضُكَ يَوْمًا وَلَيْلَةً أَمْلَسَ لَا يُرْتَقَى. قَالَ أَبُو زِيَادٍ الْكِلَابِيُّ: الْأَبْرَقُ فِي الْأَرْضِ أَعَالٍ فِيهَا حِجَارَةٌ، وَأَسَافِلُهَا رَمْلٌ يَحِلُّ بِهَا النَّاسُ. وَهِيَ تُنْسَبُ إِلَى الْجِبَالِ. وَلَمَّا كَانَتْ صِفَةً غَالِبَةً جُمِعَتْ جَمْعَ الْأَسْمَاءِ، فَقَالُوا الْأَبَارِقُ، كَمَا قَالُوا: الْأَبَاطِحُ وَالْأَدَاهِمُ فِي جَمْعِ الْأَدْهَمِ الَّذِي هُوَ الْقَيْدُ، وَالْأَسَاوِدُ فِي جَمْعِ الْأَسْوَدِ الَّذِي هُوَ الْحَيَّةُ. قَالَ الرَّاعِي:

وَأَفَضْنَ بَعْدَ كُظُومِهِنَّ بِحَرَّةٍ ... مِنْ ذِي الْأَبَارِقِ إِذْ رَعَيْنَ حَقِيلَا قَالَ قُطْرُبٌ: بَنُو بَارِقٍ حَيٌّ مِنَ الْيَمَنِ مِنَ الْأَشْعَرِينَ. وَاسْمُ بَارِقٍ سَعْدُ بْنُ عَدِيٍّ، نَزَلَ جَبَلًا كَانَ يُقَالُ لَهُ بَارِقٌ، فَنُسِبَ إِلَيْهِ. وَيُقَالُ لِوَلَدِهِ بَنُو بَارِقٍ، يُعْرَفُونَ بِهِ.

قَالَ بَعْضُ الْأَعْرَابِ: الْأَبْرَقُ وَالْأَبَارِقُ مِنْ مَكَارِمِ النَّبَاتِ، وَهِيَ أَرْضٌ نِصْفٌ حِجَارَةٌ وَنِصْفٌ تُرَابٌ أَبْيَضُ يَضْرِبُ إِلَى الْحُمْرَةِ، وَبِهَا رَفَضُ حِجَارَةٍ حُمْرٍ. وَإِذَا كَانَ رَمْلٌ وَحِجَارَةٌ فَهُوَ أَيْضًا أَبْرَقُ. وَإِذَا عَنَيْتَ الْأَرْضَ قُلْتَ بَرْقَاءُ. وَالْأَبْرَقُ يَكُونُ عَلَمًا سَامِقًا مِنْ حِجَارَةٍ عَلَى لَوْنَيْنِ، أَوْ مِنْ طِينٍ وَحِجَارَةٍ. وَالْأَبْرَقُ وَالْبُرْقَةُ، وَالْجَمِيعُ الْبُرَقُ وَالْبِرَاقُ وَالْبَرْقَاوَاتُ.

قَالَ الْأَصْمَعِيُّ الْبُرْقَانُ مَا اصْفَرَّ مِنَ الْجَرَادِ وَتَلَوَّنَتْ فِيهِ [خُطُوطٌ وَاسْوَدَّ] . وَيُقَالُ: رَأَيْتُ دَبًا بُرْقَانًا كَثِيرًا فِي الْأَرْضِ، الْوَاحِدَةُ بُرْقانَةُ، كَمَا يُقَالُ: ظَبْيَةٌ أُدْمَانَةٌ وَظِبَاءٌ أُدْمَانٌ. قَالَ أَبُو زِيَادٍ: الْبُرْقَانُ فِيهِ سَوَادٌ وَبَيَاضٌ كَمَثَلِ بُرْقَةِ الشَّاةِ. قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: وَبَرْقَاءُ أَيْضًا. قَالَ أَبُو زِيَادٍ: يَمْكُثُ أَوَّلَ مَا يَخْرُجُ أَبْيَضَ سَبْعًا، ثُمَّ يَسْوَدُّ سَبْعًا، ثُمَّ يَصِيرُ بُرْقَانًا.

وَالْبَرْقَاءُ مِنَ الْغَنَمِ كَالْبَلْقَاءِ مِنَ الْخَيْلِ.

فلو

فلو
عن لغة هنود أمريكا الشمالية بمعنى من يشبه السهم يستخدم للإناث.
فلو: الفلا عند العامة: ما ليس تحت سقف من الأرض. (محيط المحيط).
فلوة: (على كل قبطان سفينة أن يصنع مركبا حربيا يسمى جلبة وقياسة لطيفة (أي زورق صغير) يطلق عليه اسم فلوة مخصصة لنقل الزاد والمئونة وغير ذلك). (المقريزي تاريخ السلاطين المماليك 2: 2، 273).
فلوة الظهر: صلب، سيساء، عود فقري. (بوشر).
فلو: يجمع على فلاء (معجم البلاذري).
فلو: أتان، حمار. (الكالا) وهي فلوة. وفيه فلي تصغير فلو أي جحش. وتجمع على فليات.
ف ل و : الْفَلُوُّ الْمُهْرُ يُفْصَلُ عَنْ أُمِّهِ وَالْجَمْعُ أَفْلَاءٌ مِثْلُ عَدُوٍّ وَأَعْدَاءٍ وَالْأُنْثَى فَلُوَّةٌ بِالْهَاءِ وَالْفِلْوُ وِزَانُ حِمْلٍ لُغَةٌ فِيهِ وَافْتَلَيْتُ الْمُهْرَ فَصَلْتُهُ عَنْ أُمِّهِ وَالْفَلَاةُ الْأَرْضُ لَا مَاءَ فِيهَا وَالْجَمْعُ فَلًا مِثْلُ حَصَاةٍ وَحَصَا وَجَمْعُ الْجَمْعِ أَفْلَاءٌ مِثْلُ سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَفَلَيْتُ رَأْسِي فَلْيًا مِنْ بَابِ رَمَى نَقَّيْتُهُ مِنْ الْقَمْلِ. 

فلو


فَلَا(n. ac. فَلْوفَلَآء [] )
a. Weaned.
b. Reared, brought up, trained, educated.
c. Journeyed, travelled; acquired experience.
d. Struck on the head.

أَفْلَوَa. see I (a) (b).
c. Had a colt fit to be weaned (mare).
d. Entered a desert.

إِفْتَلَوَa. see I (a) (b).
c. Cropped, browsed (herbage).
فِلْو (pl.
أَفْلَآء [] )
a. Colt, foal.

فِلْوَة []
a. Foal, filly.

فَلَا a. [ coll. ], Air, atmosphere;
space.
فَلَاة [] (pl.
فَلَو
فَلَوَات فُلِي
أَفْلَاْو)
a. Desert, wilderness, wild.

فَلُوّ [] (pl.
فَلَاوىَ [] )
a. see 2
فَلُوَّة []
a. see 2t
فُلُوّa. see 2
فُلُوَّة []
a. see 2t
فِي الفَلَا
a. [ coll. ], In mid-air; in the
open, in space.
إِبِن الفَلَاة
a. The chameleon.
فلو: الفَلاَةُ: المَفَازَةُ، والجَمِيْعُ فَلَوَاتٌ وفَلاَءٌ، وسُمِّيَتِ الفَلاَةُ فَلاَءً لأنَّها فُلِيَتْ عن مائها: أي فُطِمَتْ عنه لبُعْدِه. وأرْضٌ فَلاَةٌ: بَعُدَ ماؤها. وأفْلَيْنا إفْلاَءً: صِرْنَا في الفَلاَةِ. ويُقال: فَلاَةٌ وفَلاً وفُلِيٌّ وفِلِيٌّ.
وأرْضٌ فَلِيَّةُ: لم يُصِبْها مَطَرٌ.
والفَلْوُ والفَلُوُّ: الجَحْشُ والمُهْرُ، ويُقالُ: فِلْوٌ وفُلْوٌ. وفَلَوْتُه عن أُمِّه: فَطَمْتُه. وقَوْلُه:
قد أَفْلَيْنَ أمْهَارا
أي بَلَغَ وِلاَدُهُنَّ حَتّى صارَتْ أفْلاَءً.
وافْتَلَيْتُه لنَفْسِي. وجَمْعُه أفْلاَءٌ وفِلاَءٌ. وفَرَسٌ مُفْلٍ ومُفْلِيَةٌ: ذاتُ فُلُوٍّ. وأفْلى المُهْرُ: بَلَغَ وَقْتَ الفَلاَءِ أي الفِطَام.
وفَلَوْتُ رَأْسَه بالسَّيْفِ: عَلَوْته به؛ فَلْياً وفِلاَيَةً. وفَلَوْتُ القَوْمَ: شَقَقْت وَسَطَهم.
وفَلَوْتُ الشَّيْءَ وفَلَيْتُه: اخْتَرْته؛ أفْلُوه وأفْلِيْه.

ويقولون: قُمْ يا فُلُ ويا فُلاَةُ. وفلانٌ نُقْصَانُه ياءٌ أو واوٌ من آخِرِه، والألِفُ والنُّونُ زائدَتَانِ؛ لأنَّكَ تَقُوْل في تَصْغِيْرِه: فُلَيّانٌ.
فلو
فلا يَفْلو، افْلُ، فلْوًا وفلاءً، فهو فالٍ، والمفعول مفلوّ
• فلا رأْسَه: بحث فيه عن القُمَّل.
• فلا الصبيَّ: أدَّبه وربَّاه.
• فلا الرضيعَ: فصله عن الرضاع.
• فلاه بالسَّيف: ضرب به رأسَه. 

فَلاء [مفرد]: مصدر فلا. 

فَلاة [مفرد]: ج فَلَوات وأفلاء وفَلاً: أرض واسعة مُقفِرة لا ماء فيها "خرج إلى الفلاة- تعيش الغِزْلانُ في الفلاة". 

فَلْو1 [مفرد]: مصدر فلا. 

فَلْو2/ فِلْو [مفرد]: ج أفلاء وفِلاء، مؤ فِلْوة: فُلُوّ؛ جَحْش أو مُهْر فُطم أو بلغ السَّنة "لهذه الفرس فِلْوان". 

فُلُوّ [مفرد]: ج أفلاء وفِلاء: فَلْو، فِلْو؛ جحش أو مهر فُطم أو بلغ السَّنة. 
[ف ل و] فَلا الصَّبِيَّ والمُهْرَ والجَحْشَ فَلْوًا وَفِلاءً وَأَفْلاهُ وافْتَلاهُ عَزَلَهُ عَنِ الرِّضَاعِ وقيلَ فَلَوْتُهُ فَطَمْتُهُ وافْتَلَيْتُهُ اتَّخَذْتُهُ وَالفَلُوُّ وَالفُلُوُّ والفِلْوُ الجَحْشُ والمُهْرُ إِذَا فُطِمَا والفَلُوُّ أَيْضًا المُهْرُ إِذَا بَلَغَ السَّنَة والجَمْعُ أَفْلاءٌ قالَ سيبويه لَمْ يُكَسِّرُوُه عَلَى فُعُلٍ كَرَاهِيَةَ الإِخْلاَل وَلا كَسَّرُوُه عَلَى فِعْلاَنٍ كَرَاهِيَةَ الكَسْرَةَ قَبْلَ الوَاوِ وَإِنْ كان بَيْنَهُمَا حَاجِزٌ لأنَّ السَّاكِنَ لَيْسَ بِحَاجِزٍ حَصِيْنٍ وَحَكَى الفَرَّاءُ في جَمْعِهِ فُلْوٌ وَأَنْشَدَ

(فُلْوٌ تَرَى فِيْهِنَّ سِرَّ العِتْقِ ... )

(بَيْنَ كَمَاتِيٍّ وَحُوٍّ بُلْقِ ... )

وَأَفْلَتِ الفَرَسُ وَالأَتَانُ بَلَغَ وَلَدُهَا أَنْ يُفْلَى وَقَولُ عَدِيِّ بنِ زَيْدٍ

(وَذِي تَنَاوِيْرَ مَمْعُونٍ لَهُ صَبَحٌ ... يَغْذُوْ أَوابر قَدْ أَفْلَيْنَ أَمْهَارا)

فَسَّرَ أَبُو حَنِيْفَةَ أَفْلَيْنَ فقالَ معناه صِرْنَ إِلى أَنْ كَبِرَ أَوْلادُهُنَّ واسْتَغْنَتْ عن أُمَّهاتِهِنَّ قالَ وَلَوْ أَرَادَ الفِعْلَ لقَالَ فَلَوْنَ وَالْفَلاَةُ القَفْرُ مِنَ الأَرض لأَنَّها فُلِيَتْ عَنْ كُلِّ خَيْرٍ أَي فُطِمَتْ وَعُزِلَتْ وقيلَ هِيَ الَّتِي لا مَاءَ فِيْهَا فأَقَلُّهَا للإِبِلِ وَأَقَلُّهَا للحَمِيرِ والغَنَمِ غِبٌّ وَأَكْثَرُهَا مَا بَلَغَتْ مِمَّا لا مَاءَ فِيهِ هي الصَّحْرَاءُ الوَاسِعَةُ والجَمْعُ فَلَوَاتٌ وَفُلِيٌّ وَفِلِيٌّ وَفَلاً قالَ حُمَيدُ بنُ ثور

(وَيَأْوِي إِلى زُغْبٍ مَرَاضِيْعَ دُوْنَهَا ... فَلاً لا تَخَطَّاهُ الرِّفَاقُ مَهُوبُ) وقولُ الحَارِثِ بنِ حِلِّزَةَ

(مِثْلُهَا يُخْرِجُ النَّصِيْحَةَ للقَوْمِ ... فَلاةٌ مِن دُونِهَا أَفْلاءُ)

فَلَيْسَ أَفْلاءٌ جَمْعَ فَلاةٍ لأَنَّ فَعَلَةً لا تُكَسَّرُ عَلَى أَفعَالٍ إِنَّمَا أَفْلاءٌ جَمْعُ فَلاً الَّذِي هُوَ جَمْعُ فَلاةٍ وأَفْلَيْنَا صِرْنَا إِلى الفَلاةِ وَفَلَوْتُهُ بالسَّيْفِ فَلْوًا ضَرَبْتُ رأْسَهُ وقد تَقَدَّمَ ذلك في اليَاءِ لأنَّ هَذِه الكَلِمةَ يَائِيَّةٌ وَوَاوِيَّةٌ

فلو

1 فَلَاهُ, (M, K,) first Pers\. فَلَوْتُهُ, (S, M, Msb,) aor. ـُ (TA,) inf. n. فَلْوٌ, (M, K, TA,) with fet-h, and فِلَآءٌ accord. to the M, or فَلَآءٌ accord. to the K, (TA,) He withdrew him from sucking; namely, a colt, (M, K,) and a young ass, (M,) and a child; (M, K;) as also ↓ افلاهُ, and ↓ افتلاهُ: (M, K: *) or he weaned, or ablactated, him, as also ↓ افلاهُ, and ↓ افتلاهُ: (K:) or فَلَاهُ عَنْ أُمِّهِ and ↓ افتلاهُ signify thus; relating to a colt and a young ass: (S: [and in a similar manner both are expl. in the T, on the authority of ISk:]) or فَلَاهُ, (M,) or فَلَاهُ عَنْ أُمِّهِ, relating to a colt and a young ass, (T,) signifies thus; (T, M;) but ↓ افتلاهُ, (M,) or افتلاهُ لِنَفْسِهِ, (T,) signifies he took him for himself [app. from his mother]: (T, M:) or فَلَوْتُهُ and ↓ أَفْلَيْتُهُ signify I separated him from him mother; namely, a colt: and فُلِيَت is said of a filly [meaning she was separated &c.]. (Msb.) [Hence,] the ↓ فَلَاة [q. v.] is [said to be] thus called لِأَنَّهَا فُلِيَتْ عَنْ كُلِّ خَيْرٍ, [Because it is as though it were weaned, and removed, from everything good]. (M.) b2: And فَلَوْتُهُ I reared him, or brought him up; [namely, a youth, or boy;] as also ↓ اِفْتَلَيْتُهُ: a poet says, وَلَيْسَ يَهْلِكُ مِنَّا سَيِّدٌ أَبَدًا

إِلَّا افْتَلَيْنَا غُلَامًا سَيِّدًا فِينَا [And a chief of us does not ever perish but we rear a youth to be a chief among us]. (S.) A2: فَلَاهُ بِالسَّيْفِ, (M, K,) first Pers\. فَلَوْتُهُ and فَلَنْتُهُ, (T, S,) inf. n. فَلْوٌ and فَلْىٌ, (M in this art. and in art. فلى,) He struck (S, M, K) him, (K,) or his head, (S, M,) with the sword: (S, M, K:) or he struck, or cut, it, i. e. one's head, with the sword. (T * and M in art. فلى.) b2: And فَلَوْتُ القَوْمَ I entered amid the breaks, or interspaces, of the people; like فَلَيْتُهُمْ. (T, TA.) A3: فَلَا as intrans., said of a man, He journeyed, or went forth to journey. (IAar, T, K.) b2: And He became intelligent after being ignorant. (IAar, T, K.) 4 أَفْلَوَ see 1, first sentence, in three places. b2: افلت said of a mare, (M, K,) and of a she-ass, (M,) means She was one whose colt had attained to the age for his being weaned, (M, K.) and the phrase قَدْ أَفْلَيْنَ أَمْهَارَا, ending a verse of 'Adee Ibn-Zeyd, and referring to wild animals, means, as expl. by AHn, that had become in the state in which their young ones were full-grown and in no need of their mothers. (M.) A2: And افلى القَوْمُ The people, or party, came to the فَلَاة [or desert, &c.]: (S, K: *) or, as Z says, entered it; which is nearly the same as the former explanation. (TA.) 8 إِفْتَلَوَ see 1, in six places: A2: and see also art. فلى.

فَلًا [a coll. gen. n.]: see فَلَاةٌ.

يَافُلَا and يَا فُلَاةُ: see يَا فُلُ, in art. فل.

فِلْوٌ: see فَلُوٌّ.

فَلَاةٌ A [desert such as is termed] قَفْر; (M, K;) so called for a reason mentioned above, in the first paragraph, q. v.; (M;) or [such as is called]

مَفَازَة; (T, S, K;) in which is no water; or, in the fewer cases, in which there is an interval of two days with a portion of the day preceding them and of the day following them between the waterings of camels and of one day between the waterings of asses and of sheep or goats (لِلْإِبِلِ رِبْعٌ وَلِلْحَمِيرِ وَالغَنَمِ غَبٌّ): (M, K:) or a land in which is no water: (Msb:) or a wide [desert such as is termed صَحْرَآء: (M, K:) pl. فَلَوَاتٌ, (T, S, M, K,) a pl. of pauc., (TA,) and ↓ فَلًا, (T, S, M, Msb, K,) [or rather this is a coll. gen. n. of which فَلَاةٌ is the n. un.,] and فُلِىٌّ, (M, K,) or this is pl. of فَلًا, (S,) and [so are] فِلِىٌّ (M, K) and فُلُوٌّ [which is the original of فُلِىٌّ and فِلِىٌّ], (CK,) أَفْلَآءٌ is [likewise] pl. of فَلًا. (S, M, Msb, K. *) b2: [أَخُو الفَلَاةِ A man of the desert: or one who travels in the desert or deserts.] b3: And اِبْنُ الفَلَاةِ The حِرْبَآء

[or male chameleon]. (T in art. بنى.) فِلَآءٌ, mentioned in the paragraph here following as a pl. of فَلُوٌّ, signifies also Bones. (TA.) فَلُوٌّ (S, M, Mgh, Msb, K) and فُلُوٌّ (M, K) and ↓ فِلْوٌ (S, M, Msb, K) A colt, (S, Mgh,) because he is weaned; (S;) or a colt, and a young ass, (M, Msb, K,) when weaned, (M, K,) or separated from his mother: (Msb:) or when a year old; (K;) or فَلُوٌّ signifies also a colt that is a year old: (M: [see قَارِحٌ:]) and a light, or an active, ass: (IAar, TA voce يَعْفُورٌ:) and sometimes (S) the female is called فَلُوَّةٌ: (S, Msb:) the pl. is أَفْلَآءٌ, (S, M, Mgh, Msb, K,) like أَعْدَاءٌ as pl. of عَدُوٌّ, (S, Mgh, Msb,) and like أَــحْبَارٌ as pl. of حِبْرٌ, (TA,) and also فَلَاوَى, (S, K,) and فُلْوٌ, mentioned by Fr, (M, TA,) and فِلَآءٌ is mentioned as a pl. of فَلُوّ signifying a colt by Aboo-'Alee El-Kálee. (TA.) بَدَوِيَّةٌ فَلَوِيَّةٌ are epithets applied to a woman [each signifying Of, or belonging to, the فَلَاة, or desert]. (TA.) مُفْلٍ and مُفْلِيَةٌ A mare having a فَلُوّ. (S, TA.)
باب اللام والفاء و (وا يء) معهما ف ل و، ف ول، ول ف، ل ي ف، ف ل ي، ف ي ل، ل فء، ء ل ف، فء ل، ء ف ل مستعملات

فلو: الفلاة: المفازة، والجميع: الفَلَوات، والفَلا. والفِلْوُ: الجَحش والمُهْر والجميعُ: الأَفْلاء. وقد فَلَوْناه عن أُمِّه، أي: فَطَمناه. وافتليناه لأنفسنا، أي: اتّخذناه، وقال:

نقودُ جِيادَهُنَّ ونَفْتَليها ... ولا نَغذو التُّيوسَ ولا القِهادا

وقال

مُلْمِعٍ لاعةِ الفُؤاد إلى جحش ... فَلاهُ عنها فبئسَ الفالي فول: الفُولُ: حبٌّ يقال له: الباقِلَّى. الواحدةُ: فُولة.

ولف: الوَلفُ [والوِلاف] والوَليفُ: ضَرْبٌ من العَدْو، والفِعْلُ: وَلَفَ يَلِفُ وَلْفاً ووِلافاً ووليفا، [قال رؤبة :

ويومَ رَكضِ الغارةِ الوِلافِ] .

ليف: الليف: معروف، والقطعة: ليفة.

فلي: الفِلايةُ من فَلْي الرأس، والتفلي: التكليف، وإذا رأيت الحُمُرَ كأنّها تَتَحاكُّ دَفَقاً فإِنّها تتفالَى قال:

ظلّتْ تَفالَى وظَلَّ الجَأْبُ مُكْتئباً ... [كأنّهُ عن سَرارِ الأَرْضِ مَحْجومُ]

ويجمع الفِلو: أَفْلاء. والفالية: خُنْفَساء رَقطاءُ ضَخْمة في الصَّحارَى.. أبو الدُّقَيْش: إنّها سيّدةُ الخَنافِس.

فيل: الفيلُ: معروفٌ. والتَّفيُّلُ: معالجته، وحافظه: فيّال، وحرفته: الفيالة. والتَّفيُّل أيضاً: زيادة الشّباب، قال:

حتى إذا ما حان من تَفَيُّلهِ

وتفيّل رأيُ فلانٍ، أي: أخطأ في فَراسَته. وفيَّلْتُ رأيه. والمفايَلَةُ: لُعْبةٌ يلعب بها فتيانُ الأَعراب وصبيانُهم تُسَمَّى الفِيَال، ومَنْ نصبَ الفاءَ جَعَله أسماً، ومن كَسَر الفاء جعله مصدراً، قال :

[يشق حباب الماء حيزومها بها] ... كما قسم الترب المُفايلُ باليد

لفأ: اللَّفاءُ، ممدود: التُّرابُ والقُماش على وجه الأرض، قال :

[فما أنا بالضَّعيفِ فتَزْدَرِينى] ... ولا حظّي اللَّفاءُ ولا الخَسيسُ

ولَفَأَتِ الرِّيحُ السَّحابَ عن وجه السماء، [أي: فرقته] ، وكذلك لَفَأتِ التُّرابَ عن وجه الأرض. ولَفَأتِ اللَّحمَ عن العَظْم بالسِّكِّين، والتْفأْتُه، والقطعةُ منه: لَفأَة، قال في وصف السّحاب:

ظلّت ركاما والريح تلفؤها  ألف: أَلْف في العَدَد: عشر مائة، والجميعُ: آلاف. وقد آلَفَتٍ الإبلُ، ممدودة: صارتْ أَلفاً. والأَلَفانُ: مَصْدرُ أَلِفْتُ الشَّيء فأنا آلَفُهُ من الأُلفة. والأُلْفَةُ: مَصْدرَ الائْتِلاف. وإلْفُكَ وأَلِيفُك: الذّي يَأْلَفُك. وأَوالِفُ الطَّير: التّي قد ألِفَتْ مَكَّة، قال :

أوالِفاً مكّةَ من وُرْقِ الحمي

وتقول: قد آلَفَتْ هذه الطَّير مَوْضِعَ كذا، وهُنَّ مُؤْلِفاتٌ، أي: لا تَبْرح. والأَلِفُ والأليف. كلاهما حَرْفٌ. وقول الله عزّ وجلّ لِإِيلافِ قُرَيْشٍ ، إنّما جاءت هذه اللاّم، والله أعلم، في (لِإِيلافِ قُرَيْشٍ) على معنى سورة الفيل، إنّما أهلك اللهُ الفيل كي تسلمَ قُريش من شرِّهِم، فيَسْلَمُوا في بلدهم ليؤلِّفهم الله، فهذه اللاّم تلك. وكلّ شيءٍ ضُمَمْت بَعضَه إلى بعضٍ فقد ألَّفْته تأليفاً.

فال: الفّأْل: معروفٌ، وقد تفاءلت بكذا، وذلك ضدّ الطيرة. أفل: أَفَلَتِ الشَّمْسُ تأفُل أفولاً. وكلّ شيء غاب فقد أَفَلَ، وهو آفل. وإذا استقرّ اللّقاح في قرار الرَّحِمِ قيل: قد أفل، والآفِل في هذا المعنى: هي التي حَمَلَتْ. ويقولون: لبوءة آفل وآفلة إذا حَمَلَتْ. والأفيل: الفصيل، والجميع: الإِفالُ، قال:

وجاء قريع الشول قبل إفالها

رب

رب
الرَّبُّ في الأصل: التربية، وهو إنشاء الشيء حالا فحالا إلى حدّ التمام، يقال رَبَّهُ، وربّاه ورَبَّبَهُ. وقيل: (لأن يربّني رجل من قريش أحبّ إليّ من أن يربّني رجل من هوازن) . فالرّبّ مصدر مستعار للفاعل، ولا يقال الرّبّ مطلقا إلا لله تعالى المتكفّل بمصلحة الموجودات، نحو قوله: بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ [سبأ/ 15] .
وعلى هذا قوله تعالى: وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْباباً
[آل عمران/ 80] أي:
آلهة، وتزعمون أنهم الباري مسبّب الأسباب، والمتولّي لمصالح العباد، وبالإضافة يقال له ولغيره، نحو قوله: رَبِّ الْعالَمِينَ [الفاتحة/ 1] ، ورَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ [الصافات/ 126] ، ويقال: رَبُّ الدّار، ورَبُّ الفرس لصاحبهما، وعلى ذلك قول الله تعالى:
اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْساهُ الشَّيْطانُ ذِكْرَ رَبِّهِ [يوسف/ 42] ، وقوله تعالى: ارْجِعْ إِلى رَبِّكَ [يوسف/ 50] ، وقوله: قالَ مَعاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ [يوسف/ 23] ، قيل:
عنى به الله تعالى، وقيل: عنى به الملك الذي ربّاه ، والأوّل أليق بقوله. والرَّبَّانِيُّ قيل: منسوب إلى الرّبّان، ولفظ فعلان من: فعل يبنى نحو:
عطشان وسكران، وقلّما يبنى من فعل، وقد جاء نعسان. وقيل: هو منسوب إلى الرّبّ الذي هو المصدر، وهو الذي يربّ العلم كالحكيم، وقيل: منسوب إليه، ومعناه، يربّ نفسه بالعلم، وكلاهما في التحقيق متلازمان، لأنّ من ربّ نفسه بالعلم فقد ربّ العلم، ومن ربّ العلم فقد ربّ نفسه به. وقيل: هو منسوب إلى الرّبّ، أي: الله تعالى، فالرّبّانيّ كقولهم: إلهيّ، وزيادة النون فيه كزيادته في قولهم: لحيانيّ، وجسمانيّ . قال عليّ رضي الله عنه: (أنا ربّانيّ هذه الأمّة) والجمع ربّانيّون. قال تعالى:
لَوْلا يَنْهاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَــحْبارُ [المائدة/ 63] ، كُونُوا رَبَّانِيِّينَ [آل عمران/ 79] ، وقيل: ربّانيّ لفظ في الأصل سريانيّ، وأخلق بذلك ، فقلّما يوجد في كلامهم، وقوله تعالى:
رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ
[آل عمران/ 146] ، فالرِّبِّيُّ كالرّبّانيّ. والرّبوبيّة مصدر، يقال في الله عزّ وجلّ، والرِّبَابَة تقال في غيره، وجمع الرّبّ أرْبابٌ، قال تعالى: أَأَرْبابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ [يوسف/ 39] ، ولم يكن من حقّ الرّبّ أن يجمع إذ كان إطلاقه لا يتناول إلّا الله تعالى، لكن أتى بلفظ الجمع فيه على حسب اعتقاداتهم، لا على ما عليه ذات الشيء في نفسه، والرّبّ لا يقال في التّعارف إلّا في الله، وجمعه أربّة، وربوب، قال الشاعر:
كانت أربّتهم بهز وغرّهم عقد الجوار وكانوا معشرا غدرا
وقال آخر:
وكنت امرأ أفضت إليك ربابتي وقبلك ربّتني فضعت ربوب
ويقال للعقد في موالاة الغير: الرِّبَابَةُ، ولما يجمع فيه القدح ربابة، واختصّ الرّابّ والرّابّة بأحد الزّوجين إذا تولّى تربية الولد من زوج كان قبله، والرّبيب والرّبيبة بذلك الولد، قال تعالى:
وَرَبائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ
[النساء/ 23] ، وربّبت الأديم بالسّمن، والدّواء بالعسل، وسقاء مربوب، قال الشاعر:
فكوني له كالسّمن ربّت بالأدم
والرَّبَابُ: السّحاب، سمّي بذلك لأنّه يربّ النبات، وبهذا النّظر سمّي المطر درّا، وشبّه السّحاب باللّقوح. وأَرَبَّتِ السّحابة: دامت، وحقيقته أنها صارت ذات تربية، وتصوّر فيه معنى الإقامة فقيل: أَرَبَّ فلانٌ بمكان كذا تشبيها بإقامة الرّباب، وَ «رُبَّ» لاستقلال الشيء، ولما يكون وقتا بعد وقت، نحو: رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا
[الحجر/ 2] .
باب الرّاء والباء ر ب، ب ر مستعملان

رب: الرِّبِّيُّون: الّذين صبروا مع الأنبياء، نسبوا إلى العبادة والتّألّه في معرفة الرُّبوبيّة للَّه، الواحد: رِبِّيٌّ. ومن ملك شيئاً فهو رَبُّه، لا يُقال بغير الإضافة إلاّ للَّهِ عزّ وجل. ورجلٌ ربّابيّ نسب إلى الرّبّاب، حيّ من ضَبَّة. والرَّبابُ: السَّحابُ الذي فيه ماء، الواحدةُ: رَبابة، وأَرَبَّتِ السَّحابة بهذه البلدة: أدامَتْ بها المَطَر، قال:

أربّ بها عارضٌ مُمْطِرُ  وأرضٌ مِربابٌ: أَرّبَّ بها المطر، ومرب أيضا، لا يزال بها مطر، وكذلك مَصَلّ، فيها صِلالٌ من مَطَر، أي: أمطار متفرّقة، شيء بعد شيء، قال :

[بأوّل ما هاجت لك الشوق دمنة] ... بأجرع مقفار مَرَبٍّ مُحَلَّلِ

ورَبَبْتُ قَرابةَ فُلانٍ رَبّاً، أي: زدت فيها لئَلاّ يَعْفوا أَثَرُها. ورَبَبْتُ الصّبيّ والمهر، يُخَفَّفُ ويُثَقَلُ، قال الرّاجز:

كان لنا وهو فُلُوٌّ نِرْبَبُهْ

والرَّبيبةُ: الحاضِنةُ. ورَبَبْته وربّبته: حضنته. وربيبةُ الرَّجُل: ولد امرأته من غيره، والرّبيب: يُقال لزوج الأمّ لها ولد من غيره، ويقال لامرأة الرّجل إذا كان له ولدٌ من غيرها: ربيبة وهو الرّابّ، وهي: الرّابّة، والجميع: الرّوابّ. والرُّبَّى: الشّاة من حين تَلِدُ إلى عِشْرين يوماً، ويقال: الشّاةُ في رِبابها إلى ذلك الوَقْت، قال:

حَنينَ أمّ البَوِّ في رِبابها

والسِّقاءُ يُرَبَّبُ: [أي: يُجْعَلُ فيه الرُّبّ] . والشَّيء يُرَبَّبُ بخل أو عسل. والجَرّةُ تُرَبَّبُ فتُضَرَّى تربيباً. ودُهْنٌ مُرَبَّبٌ: مطبوخٌ بالطِّيب، قال في وصف الزِّق :

لنا خِباءٌ وراوُوقٌ ومُسْمِعةٌ ... لدى حِضاجٍ، بجَوْنِ القار، مَرْبوبِ

ويُرْوَى: لدى حِضَجْرٍ، وهو الزِّقُ العظيم. والرَّبْرَبُ: القطيع من بقر الوحش. والرَّبَّةُ: نَباتٌ في الصَّيْف، والجميع: الرِّبب. والرُّبّ: السُّلافُ الخاثر من كلّ شيءٍ من الثِّمار. والإرباب: الدُّنُوّ من كل شيء، قال ذو الرُّمّة في وَصْف الشَّوْل :

فَيُقْبِلْنَ إِرْباباً ويُعْرِضُنَ رَهْبةً ... صُدُودَ العَذارَى واجَهَتْها المجالسُ

ورُبَّ: كلمة تُفْرِدُ واحداً من جميع يقع على واحد يُعْنَى به الجميع، كقولك: رُبَّ خَيْرٍ لَقِيته، ويقال: رُبّتما كان ذلك، وكُلٌّ يخفِّفُ الباء، كقوله :

ألا رُبَ ناصرٍ لك من لويٍّ ... كريمٍ لو تناديه أجابا والرِّبابة: خِرْقةٌ تُجْعلُ فيها القِداح، هذلية، واشتقاقه من ربَبتُ الشّيء، أي: جمعته، قال :

[بأوّل ما هاجت لك الشوق دمنة ... بأجرع مِقْفارٍ] مَرَبٍّ مُحَلّلِ

بر: البّرُّ: خلافُ البَحْرِ، ونقيضُ الكِنِّ، تقول: خَرَجْت برّاً وجَلَسْتُ برّا، على النّكرة تستعمله العرب. والبَرِّيَّةُ: الصَّحراء. والبَرُّ: البارُّ بذوي قَرابته. وقومٌ بَرَرةٌ وأبرارٌ. وتقول: ليس ببرّ وهو بارٌّ غداً. والمصدر والاسم: البِرّ، مستويان. وبَرَّتْ يَمِينُه، أي: صَدَقَتْ، وأَبَرَّها اللَّهُ، أي: امضاها على الصِّدْق، وأَبْرَرْتُ يميني إبراراً. وبَرَّ اللَّهُ حَجَّكَ فهو مبرورٌ.. وفلانٌ يَبُرُّك، [أي] : يطيعك، قال:

يَبَرُّك، النّاسُ ويَفْجُرونكا

والبَرِيرُ: حِمْل الأراك. وقد أَبَرَّ عليهم، أي: غلبهم. وابترّ فلانٌ، أي: انتصب منفرداً من أصحابه. والبَرْبرة: كَثْرةُ الكلامِ، والجَلَبة باللِّسان، قال: (.....) كلّ غَدورٍ بَرْبارْ

وبَرْبَر: جِيلٌ من النّاس سَيِّىء الخلْق، ويُقالُ إنّهم من وَلَد برُ بن قيس بن عيلان. والبُرُّ: الحِنطة. والبُرْبُور: الجَشيشُ من البُرّ.

رب

1 رَبَّهُ, (M, K,) aor. ـُ inf. n. رَبٌّ, (M,) [He was, or became, its رَبّ, or lord, possessor, owner, &c.;] he possessed, or owned, it; had possession of it, and command, or authority, over it; (M, K;) namely, a thing; (K;) syn. مَلَكَهُ. (M, K.) [and in like manner, He was, or became, his رَبّ, or lord, &c.] You say, رَبَبْتُ القَوْمَ, [inf. n. as above and مَرَبَّةٌ and رِبَابَةٌ,] I ruled, or governed, the people; syn. سُسْتُهُمْ; i. e. I was, or became, over them [as their lord, master, or chief]. (S.) and طَالَتْ مَرَبَّتُهُمُ النَّاسَ and رِبَابَتُهُم Their ruling, or governing, the people continued long. (M, K. *) The saying of Safwán, (T, S,) on the day of Honeyn, (T,) لَأَنْ يَرُبَّنِى رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ أُنْ يَرُبَّنِى رَجُلٌ مِنْ هَوَازِنَ means [Assuredly that a man of Kureysh] should be over me (T, S) as رَبّ [or lord, &c.], and as master, or chief, having command, or authority, over me, (T,) [is more pleasing to me than that a man of Hawázin should be lord, &c., over me.] b2: Also, (S, M, Mgh, K,) aor. ـُ (S, M,) inf. n. رَبٌّ, (S, Mgh, M,) He reared, fostered, brought up, fed, or nourished, him; i. q. رَبَّاهُ; (S, M, Mgh, K;) namely, his child, (S,) or a child, (M, K,) either his own or another's; taking good care of him, and acting as his guardian, (M,) until he attained to puberty, or to the utmost term of youth: (M, K:) and so ↓ ربّبهُ, (Lh, S, M, Mgh, K,) or this has a more emphatic signification, (TA,) inf. n. تَربِيبٌ (Lh, M, Mgh, K) and تَرِبَّةٌ; (Lh, M, K;) and ↓ تربّبه; (S, M, K;) and ↓ ارتبّهُ: (M, K:) [in like manner, also,] ↓ رَبْرَبَ signifies he reared, fostered, or brought up, an orphan: (AA, T:) and accord. to IDrd, (M,) رَبِبْتُهُ is a dial. var. [of رَبَبْتُهُ]: (M, K:) he says also that the verb is used in like manner in relation to the young one of an animal other than man; and he used to cite this ex.: كَانَ لَنَا وَهْوَ فَلُوٌّ نِرْبِبُهْ [He belonged to us when he was a young weaned, or one-year-old, colt, we rearing him]; with the letter characteristic of the aor. meksoor, to show that the second letter of the preterite is meksoor, accord to the opinion of Sb in respect of a case of this kind; and this, he says, is peculiar to the dial. of Hudheyl in this species of verb. (M, TA.) رَبَّتِ المَرْأَةُ صَبِيَّهَا, used tropically, means (tropical:) The woman patted her child repeatedly on its side in order that it might sleep. (A, TA.) [See 2 in art. ربت.] [It is said that] the primary signification of الرَّبُّ is التَّرْبِيَةُ; i. e. The bringing a thing to a state of completion by degrees. (Bd in i. l.) A poet says, (S,) namely, Hassán Ibn-Thábit, (TA,) مِنْ دُرَّةٍ بَيْضَآءَ صَافِيَةٍ

حَائِرُ البَحْرِ ↓ مِمَّا تَرَبَّبَ [Than a white, clear, pearl, of those which the depth of the sea has brought to maturity]; meaning a pearl which the shell has reared, or brought to maturity in the bottom of the water. (S, TA.) And the phrase لَكَ نِعْمَةٌ تَرُبُّهَا occurs in a trad., meaning [Thou hast wealth] which thou preservest, and of which thou takest care, and which thou fosterest like as the man fosters his child. (TA.) b3: [Hence,] المَطَرُ يَرُبُّ النَّبَاتَ وَالثَّرَى The rain causes the plants, or herbage, and the moisture [of the earth] to increase. (M.) and السَّحَابُ يَرُبُّ المَطَرَ The clouds collect and increase the rain. (M.) And رَبَّ, (T, S, M, K, TA,) aor. ـُ inf. n. رَبٌّ and رِبَابٌ and رِبَابَةٌ; (Lh, M, TA;) and ↓ ربّب; (M, TA;) (tropical:) He increased, (M, K, TA,) or rightly disposed, and completed, (T, S,) a benefit, or benefaction. (T, S, M, TA.) b4: رَبَّ الأَمْرَ, (M, Msb, K,) aor. ـُ , inf. n. رَبٌّ (M, Msb) and رِبَابَةٌ, (M,) (tropical:) He put the affair into a right, or proper, state; adjusted it, arranged it, ordered it, or rightly disposed it; (M, K;) and established it firmly: (M:) or he managed, conducted, or regulated, the affair: (Msb:) [perhaps from رَبَّ signifying “ he reared,”

&c.; but more probably, I think, from what next follows.] b5: رَبَّ, (T, S, M, K,) aor. ـُ (T, M,) inf. n. رَبُّ (T, M, K) and رُبٌّ; (K) and ↓ ربّب; (M;) He seasoned a skin (T, S, K) for clarified butter (T, S) with رُبّ [i. e. rob, or inspissated juice], (T, S, K,) of dates, (TA,) which imparts a good odour to it, (S, TA,) and prevents the flavour and odour of the butter from being spoiled: (TA:) or he seasoned a skin with رُبّ, and a jar with tar or pitch: or, as some say, رَبَبْتُهُ signifies I smeared it over, and prepared it properly. (M.) ↓ رَبَّ and ↓ ربّب, (K,) or the latter, but the former also is allowable, (M,) (tropical:) He made oil, or ointment, good, and sweet, or fragrant, or he perfumed it, (M, K, * TA,) accord. to Lh, by infusing in it jasmine or some other sweet-smelling plant. (M, TA.) See also مُرَبَّبٌ, below. b6: رَبَّ also signifies He collected, or congregated, (K, TA,) people: (TA:) [and so, probably, ↓ ربّب: see رَبَبٌ.] You say, فُلَانٌ يَرُبُّ النَّاسَ Such a one collects, or congregates, to him the people. (T, S, M.) A2: رَبَّ, aor. ـِ see 4 A3: رَبَّتْ, (Lh, M, K,) aor. ـُ (so in the M,) or ـِ (MF, TA,) inf. n. رَبٌّ, (M, TA,) or رِبَابٌ, (S, K, [in each of which this is mentioned as the inf. n. whence the epithet رُبَّى,]) said of a ewe or she-goat, She brought forth: (Lh, M, K:) or, as some say, she conceived: or, accord. to some, there is no verb to the epithet رُبَّى: (M:) Az says that it has no verb: (Msb:) [but] ↓ رِبَابٌ is an inf. n. used in relation to a ewe or she-goat as meaning her being in the state of such as is termed رُبَّى

[q. v.]: (S, M, * Msb, * K: *) and in relation to a she-camel, as in the ex. cited by Munteji' Ibn-Nebhán to As, حَنِينَ أُمِّ البَوِّفِى رِبَابِهَا [The yearning cry of the mother of the young camel in the time of her having recently brought forth]: (S:) and used also in relation to a woman as meaning her having recently brought forth: or her state within two months after having brought forth: or within twenty days: whence the phrase, in a trad., حَمْلُهَا رِبَابٌ, meaning She becomes pregnant soon after having brought forth. (TA.) 2 ربّب: see 1, in five places. b2: [Also He preserved with رُبّ, i. e., rob, or inspissated juice: see مُرَبَّبٌ.]4 اربّ بِالمَكَانِ, (T, M, A, K, *) inf. n. إِرْبَابٌ; (T;) and ↓ رَبَّ, (M, K,) aor. ـِ (MF, TA;) He remained, stayed, dwelt, or abode, in the place, (T, M, A, K, *) not quitting it; (T;) like

أَلَبَّ: (T, A:) and the former, [or each,] he kept, or clave, to the place. (M.) And اربّتِ الإِبِلُ بِالمَوْضِعِ (T,) or بِمَكَانِ كَذَا, (S,) The camels kept, or clave, (T, S,) to the place, (T,) or to such a place, and remained in it. (S.) and اربّت النَّاقَةُ, (S,) or اربّت النَاقة بِالفَحْلِ, and بِوَلَدِهَا, (M,) The she-camel kept to the stallion, (S, M,) and to her young one, (M,) and affected it. (TA.) And اربّت السَّحَابَةُ (S, M, A) بِأَرْضِهِمْ (A) (tropical:) The cloud continued raining [in their land]. (S, * M.) And اربّت الجَنُوبُ (assumed tropical:) The south, or southerly, wind continued. (T, S.) b2: الإِرْبَابُ also signifies The drawing near, or approaching, (S, M, K,) a thing, (S, M,) of any kind. (M.) 5 تربّب الأَرْضَ, (M, A, K,) and الرَّجُلَ, (M, K,) He asserted himself to be the ربّ [or lord, &c.,] of the land, (M, A, K,) and of the man. (M, K.) b2: See also 1, in two places, in the former half of the paragraph.

A2: تربّبوا They collected themselves together, or congregated; or they became collected or congregated. (S.) 6 ترابّوا They united in a confederacy, league, or covenant. (M, TA.) [App. from the fact of some confederates dipping their hands into رُبّ: see رِبَابٌ.]8 ارتبّهُ: see 1. b2: تَرْتَبُّ الشَّعَرَ [She adjusts, or arranges, and composes, or collects together, the hair], said of a woman, is from [الرَّبُّ signifying]

الإِصْلَاحُ and الجَمْعُ. (M.) b3: اُرْتُبَّ العِنَبُ The grapes were cooked so as to become رُبّ [or rob], used to give a relish to bread. (AHn, M.) R. Q. 1 رَبْرَبَ: see 1.

رَبْ: see رَأَبَ, of which it is an imperative.

رُبَ and رَبَ and رُبُ and رُبْ and رَبْ; and رُبَمَا and رَبَمَا &c.: see رُبَّ.

رَبٌ: see the next paragraph, last sentence but one.

رَبٌّ A lord, a possessor, an owner, or a proprietor, syn. مَالِكٌ, (T, IAmb, S, M, A, Msb, K,) of a thing, (T,) of anything, (S, M, A, K,) or of an irrational thing; (Msb;) a person who has a right, or just title or claim, to the possession of anything; or its صَاحِب [which is syn. with مَالِك]; (M, A, K;) رَبٌّ and مَالِكٌ and صَاحِبٌ all signifying in Pers\. خُدَاوَنْد: (KL:) and a lord, master, or chief; (Msb, TA;) or a lord, master, or chief, to whom obedience is paid: (IAmb, TA:) and a lord, ruler, governor, regulator, or disposer; (TA;) an orderer, a rectifier, or a reformer: (IAmb, TA:) a rearer, fosterer, bringer-up, feeder, or nourisher: and a completer, or an accomplisher: (TA:) it is an epithet, like نَمٌّ from نَمَّ: or an inf. n. used as an intensive epithet; like عَدْلٌ; (Ksh and Bd * in i. l;) originally signifying the “ bringing (a thing) to a state of completion by degrees;” (Bd, ibid.;) then used in the sense of مَالِكٌ: (Ksh and Bd ibid.:) the pl. [of pauc.] is أَرْبَابٌ and [of mult.]

رُبُوبٌ, (M, K,) and accord. to Sh, رِبَابٌ also, (TA,) signifying أَصْحَابٌ, (K,) and ↓ رَبُوبٌ is app. a quasi-pl. n.: (M:) the fem. is ↓ رَبَّةٌ; of which the pl. is رَبَّاتٌ. (T.) Whoever possesses a thing is its رَبّ: you say, هُوَ رَبُّ الدَّابَّةِ [He is the possessor, or owner, or master, of the beast], and الدَّارِ [of the house], (T,) and المَالِ [of the property, or cattle]; (Msb;) and البَيْتِ ↓ هِىَ رَبَّةُ [She is the owner, or mistress, of the house or tent]. (T.) With the article ال, it is [properly] applied only to God: (T, S, M, A, Msb, K:) He is رَبُّ الأَرْبَابِ [The Lord of lords]. (T. [Thus the pl. with the article ال is applied to created beings.]) To any other being it is not [properly] applied but as a prefixed noun governing another noun as its complement in the gen. case [or in a similar manner]. (S.) The pagan Arabs, however, sometimes applied it to A king, (S,) or to a lord as meaning a master or chief: (Msb:) El-Hárith says, (S, Msb,) i. e. Ibn-Hillizeh, (S,) وَهُوَ الرَّبُّ وَالشَّهِيدُ عَلَى يُوْ مِ الحِيَارَيْنِ وَالبَلَآءُ بَلَآءُ (S, Msb,) i. e. And he (meaning El-Mundhir Ibn-Má-es-Semà, or, as some say, 'Amr Ibn-Hind,) was the king [or lord] and witness of our fighting on the day of El-Hiyárán (the name of a place), and the trial was a hard trial. (EM, p. 285: [in which الحَيَارَيْنِ is erroneously put for الحِيَارَيْنِ.]) Some forbid that a man should be called the رَبّ of his slave: (Msb:) it is said in a trad. that the slave shall not say to his master, رَبّى, because it is like attributing a partner to God: (TA:) but رَبّ is sometimes used in the sense of lord as meaning master or chief prefixed to a noun signifying a rational being governed by it in the gen. case: thus in the saying of the Prophet, حَتَّى تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّهَا [So that the female slave shall bring forth him who will become her master], or ↓ رَبَّتَهَا [her mistress], accord. to different transmitters; (Msb;) relating to the signs of the hour of resurrection: i. e., the female slave shall bring forth to her master a child that shall be as a master [or mistress] to her because like his [or her] father in rank: meaning that captives and concubines shall be numerous. (TA.) As to the phrase in the Kur [xii. 42], اُذْكُرْنِى عِنْدَ رَبِّكَ [Mention thou me in the presence of thy lord], Joseph thus addressed his fellow-prisoner agreeably with the acceptation in which he [the latter] understood the words. (TA.) A similar instance also occurs in the same chapter, in the verse immediately preceding. (Msb.) In another verse, [23 of the same ch.,] إِنَّهُ رَبِّى

[Verily he is my lord] may refer to Joseph's master or to God. (M, TA.) The words of the Kur [lxxxix. 28 and 29], اِرْجِعِى إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً

مَرْضِيَّةً فَادْخُلِى فِى عَبْدىِ, as some read, [instead of عِبَادِى,] may mean Return to thine owner, [approving, approved,] and enter into my servant. (M, TA.) b2: Without the article ال, as some say, (L, TA,) it is sometimes written and pronounced ↓ رَبٌ, without teshdeed; (L, K;) as in the following verse, cited by El-Mufaddal, وَقَدْ عَلِمَ الأَقْوَامُ أَنْ لَيْسَ فَوْقَهُ رَبٌ غَيْرُ مَنْ يَعْطِى الحُظُوظَ وَيَرْزُقُ [And the peoples have known that there is not above him a lord beside Him who gives the portions of mankind and of others and grants the means of subsistence]. (L.) And Ahmad Ibn-Yahyà [i. e. Th] mentions the phrase لَا وَرَبِيكَ لَا

أَفْعَلُ, for لَا وَرَبِّكَ [i. e. No, by thy Lord, I will not do such a thing]; the [latter] ب being changed into ى because of the reduplication. (M, K: * in the CK رَبْيِكَ.) رُبَّ is a word of which there are seventy dial. vars., all mentioned by Zekereeyà El-Ansáree in his great Expos. of the “ Munferijeh,” but only eighteen of which are mentioned in the K, including some that are formed with the affix ت, some with the affix مَا, and some with both these affixes together; as follows: (TA:) رُبَّ (T, S, M, Msb, Mughnee, K, &c.) and رَبَّ (T, M, Mughnee, K) and رُبُّ, (Mughnee,) and ↓ رُبَ (T, S, M, Mughnee, K) and رَبَ (T, M, Mughnee, K) and رُبُ and رُبْ (Mughnee, K) and رَبْ; (Mughnee;) and ↓ رُبَّتَ (T, S, M, Msb, Mughnee, K) and رَبَّتَ (M, Mughnee, K) and رُبُّتَ and رُبَّتُ and رَبَّتُ and رُبُّتُ and رُبَّتِ and رَبَّتِ and رُبُّتِ and رَبُّت (TA) and رُبَّتْ and رَبَّتْ (Mughnee) and رُبُّتْ, (TA,) and ↓ رُبَتَ (T, Mughnee, K) and رَبَتَ (Mughnee, K) and رُبُتَ and رُبْتَ and رَبْتَ and رُبَتُ and رَبَتُ and رُبُتُ and رُبْتُ and رَبْتُ and رُبَتِ and رَبَتِ and رُبُتِ and رَبُتِ and رُبْتِ and رَبْتِ (TA) and رُبَتْ and رَبَتْ (Mughnee) and رُبُتْ; (TA;) and رُبَّمَا (T, S, M, K) and رَبَّمَا (M, K) and رُبُّمَا, (TA,) and ↓ رُبَمَا (T, K) and رَبَمَا (K) and رُبُمَا and رُبْمَا and رَبْمَا; (TA;) and ↓ رُبَّتَمَا (T, S, M, K) and رَبَّتَمَا (M, K) and رُبُّتَمَا and رُبَّتُمَا and رَبَّتُمَا and رُبُّتُمَا and رُبَّتْمَا and رَبَّتْمَا and رُبُّتْمَا, (TA,) and ↓ رُبَتَمَا and رَبَتَمَا (M, K) and رُبُتَمَا and رُبْتَمَا and رَبْتَمَا and رُبَتُمَا and رَبَتُمَا and رُبُتُمَا and رُبْتُمَا and رَبْتُمَا and رُبَتْمَا and رَبَتْمَا and رُبُتْمَا: (TA:) [of all these, the most common are رُبَّ and رُبَّمَا: and] ↓ رُبَّتَ is the most common of the forms that have the affix ت: (Mughnee and K on the letter ت:) and the forms with teshdeed are more common than the [corresponding] forms without teshdeed. (M.) It is a word, (M,) or particle, (T, S, Mughnee, K,) governing the gen. case: (S, M, Mughnee, K:) or a noun, (K, TA,) [i. e. an indecl. noun,] in the opinion of the Koofees and some others; but this opinion is rejected by Ibn-Málik in the Tesheel and its Expos., and by AHei, and by IHsh in the Mughnee. (TA.) Accord. to some, (K, TA,) it is used to denote a small number, (T, M, Msb, K, TA,) always, (TA,) or mostly: (Msb, TA:) [thus it may be rendered Few if we render the noun following it as a pl.; and scarce any if we render the noun following as a sing. or a pl.:] it is the contr. of كَمْ when this latter is not used interrogatively: (T:) [and with مَا affixed, restricting it from government, it may be rendered Few times, or seldom:] or it is used to denote a large number; (K, TA;) i. e. always: so says IDrst: (TA:) [thus used, but such is not always the case, it may be rendered Many, whether we render the noun following it as a sing. or as a pl.: and with مَا affixed, Many times, many a time, oftentimes, ofttimes, often, or frequently:] or it is used to denote a small and a large number; (Mughnee, K;) often the latter, and seldom the former: (Mughnee:) or it is used in a case of boasting, or glorying, (K, TA,) exclusively of other cases, (TA,) to denote a large number: (K, TA:) or it does not denote by itself either a small number or a large number; but one or the other of these meanings is inferred from the context: (K:) [but sometimes neither of these meanings can be clearly inferred from the context: in these cases, it may be rendered Some: and with مَا affixed, Sometimes:] accord. to Er-Radee, its primary meaning is to denote a small number, but it has been so much used to denote a large number as to be in this latter sense as though it were proper, and in the former sense as though it were tropical, requiring context [to explain it]. (Marginal note in my copy of the Mughnee.) [Without the affix ما,] it governs an indeterminate noun (T, * S, Msb, Mughnee, K) only, (T, S, K,) and a pronoun. (S, M, Mughnee.) You say, رُبَّ يَوْمٍ بَكَّرْتُ فِيهِ [Few, or many, days have I gone forth early therein]: (T:) and رُبَّ رَجُلٍ قَائِمٌ [Few, or many, men are standing]: (M:) and رُبَّ رَجُلٍ قَامَ [Few, or many, men stood]: (Msb:) and in like manner, رُبَّتَ ↓ رَجُلٍ ; (Msb;) for the ت in this case is not a denotative of the fem. gender. (Msb.) The pronoun affixed to it is of the third Pers\., (S, M,) and is [generally] sing. and masc., (S, Mughnee,) though it may be followed by a fem. and by a dual and by a pl.: (S:) notwithstanding its being determinate in the utmost degree, its use in this manner is allowable because it resembles an indeterminate noun in its being used without the previous mention of the noun to which it relates; and hence it requires a noun to explain it: (IJ, M:) it annuls the government of رُبَّ; (TA;) and the indeterminate noun that follows it is put in the accus. case as a specificative: (S, Mughnee:) thus you say, رُبَّهُ رَجُلًا قَدْ ضَرَبْتُ [Few, or many, men I have beaten]: (S, M: *) but accord. to the Koofees, you say رُبَّهُ رَجُلًا, (S,) and رُبَّهَا امْرَأَةً, (M,) and رُبَّهُمَا رَجُلَيْنش, and رُبَّهُمْ رِجَالًا, and رُبَّهُنَّ نِسَآءً: he who puts the pronoun in the sing. [in all cases] holds it to be allusive to something unknown; and he who does not put it in the sing. [when it is not followed by a sing. noun] holds it to be used in reply to a question, as though it were said to a man, “Hast thou not any young women? ” and he answered, رُبَّهُنَّ جَوَارٍ قَدْ مَلَكْتُ [Few, or many, young women have I possessed]: Ibn-Es-Sarráj says that the grammarians are as though they were of one consent in holding رُبَّ to be a replicative [app. meaning in a case of this kind, with an affixed pronoun]: (S:) [but it is not always a replicative in a case of this kind; though perhaps it was originally:] AHeyth cites as an ex.

وَرُبَّهُ عَطِبًا أَنْقَذْتُ مِ العَطَبِ [And many a perishing man have I saved from perdition]. (TA. [But the reading commonly found in grammars is مِنْ عَطَبِهْ from his state of perdition.]) The following is an ex. of the use of رُبَّ to denote a small number, [or rather to denote singleness,] أَلَا رُبَّ مَوْلُودٍ وَلَيْسَ لَهُ أَبٌ وَذِى وَلَدٍ لَمْ يَلْدِهِ أَبَوَانِ [Now surely scarce an instance is there of anyone born not having a father, and of anyone having offspring whom two parents have not procreated]; meaning [our Lord] Jesus and Adam: (Mughnee: [but I have substituted يَلْدِهِ for يَلْدَهُ, the reading in my copy of that work: لَمْ يَلْدِهِ is for لَمْ يَلِدْهُ, for the sake of the metre; like as لِمْ أَجْدِ is for لَمْ أَجِدْ:]) and among the many exs. of its use to denote a large number, is the saying, in a trad., يَا رُبَّ كاَسِيَةٍ فِى الدُّنْيَا عَارِيَةٌ يَوْمَ القِيٰمَةِ [O, many a female having clothing in the present state of existence will be naked on the day of resurrection!]; and the saying of an Arab of the desert, after the ending of Ramadán, يَا رُبَّ صَائِمِهِ لَنْ يَعصُومَهُ وَيَا رُبَّ قَائِمِهِ لَنْ يَقُومَهُ [O, many a keeper of its fast shall not keep its fast again! and O, many a passer of its nights in prayer, or per-former of its تَرَاوِيح, shall not pass its nights in prayer, or perform its تراويح, again!]. (Mughnee.) [But in this last ex., and in others, it relates to few in comparison with others, though many abstractedly.] b2: مَا is affixed to رُبَّ &c. in order that a verb may follow it; (S, Mughnee;) and the verb that follows it is generally a preterite, (T, Mughnee,) as to the letter and the meaning: (Mughnee:) you say, رُبَّمَا جَآءَنِى فُلَانٌ [Seldom, or often, such a one came to me, or has come to me]: (T:) sometimes the verb is a future; (T, Mughnee;) but only when it expresses an event of which one is certain: (T:) so in the saying in the Kur [xv. 2], رُبَّمَا يَوَدُّ الَّذينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ, (T, S, M, Mughnee), meaning Often [will those who have disbelieved wish that they had been Muslims]; (Mughnee, Jel;) or seldom, (Zj, T, M, Jel,) because terrors will bereave them of their reason so that they will but seldom recover reason to wish this; (Jel;) for God's threat is true, as though it had come to pass, and therefore the verb here is equivalent to a preterite [which is often used in the Kur and elsewhere in this manner]. (T.) مَا is also sometimes affixed when a noun follows, (T, Mughnee,) or a nominal proposition, and generally restricts رُبَّ

&c. from governing: thus, Aboo-Duwád says, رُبَّمَا الجَامِلُ المُؤَبَّلُ فِيهِمْ وَعَنَا جِيجُ بَيْنَهُنَّ المِهَارُ

[Sometimes, or often, the numerous herd of camels is among them, and there are swift horses, among which are the colts]: another says, making رُبَّ, with مَا affixed, to govern, رُبَّمَا ضَرْبَةٍ بِسَيْفٍ صَقِيلٍ

قَيْنِ بُصْرَى وَطَعْنَةٍ نَجْلَآءَ [Many a stroke with a polished sword of the forging of Busrà, (the Bozrah of the Bible, a city famous for its sword-blades,) and many a wide spear-wound; or, perhaps, few strokes &c.]: (Mughnee: [but I have substituted قَيْنِ for بَيْنَ, which is the reading in my copy of the Mughnee, an evident mistranscription:]) and another, cited by IAar, says, غَارَةٍ ↓ مَاوِىَّ يَا رُبَّتَمَا شَعْوَآءَ كَاللَّذْعَةِ بِالْمِيسَمِ [Máweeyeh, (مَاوِىَّ being an apocopated proper name of a woman, originally مَاوِيَّةُ,) O, many a raid spreading widely and dispersedly, like the burn with the branding-iron]. (T. [In the TT, as from the T, I find, here, بَلْ in the place of يا, which I find in a copy of the T, and which is the reading commonly known.]) رُبٌّ Rob, or inspissated juice, (دِبْس,) of any fruit; i. e., (M, TA,) the first, or clear, juice of the thick residuum of any fruit after it has been pressed (M, K, TA) and cooked: (M, TA:) thick طِلَآء [or expressed juice; such as the inspissated juice of dates, with which a skin for clarified butter is seasoned; see 1, in the latter half of the paragraph]: (S:) or what flows from fresh ripe dates, like honey, when it has been cooked [and so rendered thick]; before which it is called صَقْرٌ: (Msb in the present art. and in art. صقر:) what is prepared by coction from, or of, dates: (TA:) expressed juice of grapes, and of apples, &c., cooked and [so] thickened: (KL:) and dregs, (K,) or black dregs, (IDrd, M,) of clarified butter, (IDrd, M, K,) and of olive-oil: (IDrd, M:) pl. رُبُوبٌ and رِبَابٌ (S) [and pl. pl. (i. e. pl. of رُبُوبٌ) رُبُوبَاتٌ, which means sorts, or species, of رُبّ]

A2: See also رُبَّى.

رَبَّةٌ: see رَبٌّ, in three places. b2: الرَّبَّةُ was also the name of A Kaabeh [or square temple], (M, K,) in Nejrán, (M,) belonging to [the tribe of] Medh-hij (M, K) and Benu-l-Hárith-Ibn-Kaab, who held it in honour. (M.) In a trad. of 'Orweh (K, TA) Ibn-Mes'ood Eth-Thakafee, (TA,) it is applied to El-Lát (اللَّاتُ), (K, TA,) the rock which [the tribe of] Thakeef worshipped, at Et-Táïf. (TA.) And in another trad., it is said to be the name of A temple of [the tribe of] Thakeef, which, when they became Muslims, was demolished by El-Mugheereh. (TA.) b3: and رَبَّةٌ, (K,) or دَارٌ رَبَّةٌ, (M,) signifies A large house or mansion. (M, K.) A2: See also رُبَّى.

رُبَّةٌ A party, division, sect, or distinct body or class, of men: (M:) or a large assembly or company: (K:) or a myriad; i. e. ten thousand: (M, K:) or thereabout: (M:) and ↓ رِبّةٌ signifies the same: (M, K:) or this signifies a company [of men]: (T:) the pl. of the former is رِبَابٌ: (S, M:) and that of the latter is أَرِبَّةٌ: (T, K:) by Th [and in the K], the former pl. is said to be a pl. of رِبَّةٌ; but this is a mistake. (M.) b2: [Hence, the pl.] رِبَابٌ signifies Companions. (K.) b3: And hence [also], i. e., as pl. of الرُّبَةُ, (S, M,) الرِّبَابُ is an appellation of The [confederate] tribes of Dabbeh; (M, K, TA;) or Teym and 'Adee and 'Okl; (T, TA;) or Teym and 'Adee and 'Owf and Thowr and Ashyab; (TA; [but for the orthography of the last of these names I have found no authority; it is written in the TA اشيب, without any syll. signs;]) and Dabbeh was their paternal uncle; (TA;) or five tribes which united in a confederacy, consisting of Dabbeh and Thowr and 'Okl and Teym and 'Adee: (S:) they were thus called because of their division into distinct bodies; (M;) or because they collected themselves (As, Th, S, TA) in distinct bodies: (Th, M, TA:) or because they united in a confederacy against Temeem Ibn-Murr: (AO, M, TA:) or because they dipped their hands in some رُبّ, and formed a confederacy over it: (As, T, M, K:) or, as some say, because they congregated, and became like the رِبَاب [or bundle] of arrows [used in the game called المَيْسِر]: (TA:) the rel. n. is ↓ رُبِّىٌّ, formed from the sing., (Sb, S, M,) accord. to a rule generally observed except when a [single] man has a pl. word for his name, as كِلَابٌ &c. (S, TA.) b4: The sing. (رُبَّةٌ) also signifies Plenty, or abundance, of the means of subsistence: (K:) and constant, or inseparable, prosperity. (Khálid Ibn-Jembeh, TA.) A2: See also رُبَّى.

رِبَّةٌ: see the next preceding paragraph, first sentence. b2: [Hence its pl.] أَرِبَّةٌ signifies Confederates; (S, IB, K;) [or] it is for ذَوُو أَرِبَّةٍ

having covenants; أَرِبَّةٌ being said by AAF to be pl. of رِبَابٌ in the sense of عَهْدٌ. (IB, TA.) A2: Also A species of plant, (S, M, Msb, K,) of the [season called] صَيْف, (M,) remaining in the end of the صَيْف: (Msb:) or the name of a number of plants which do not dry up in the صَيْف, remaining green in the winter and the صيف [or summer]; among which are the حُلَّب and the رُخَامَى and the مَكْر and the عَلْقَى or عَلْقًى: [see رَبْلٌ:] or a certain soft, or tender, herb, or leguminous plant: (TA:) or any plant that is green in the hot season: or certain species of trees, or of plants, undefined: (M:) pl. رِبَبٌ. (S, Msb.) [In the dial. of Egypt, Alexandrian trefoil (بِرْسِيم, q. v.,) of the second and third crops.] b2: Also A certain tree: as some say, the tree of the خَرُّوب [an appellation generally applied to the carob, or locust-tree]. (M, K.) رَبَبٌ, (S, M, K,) or مَآءٌ رَبَبٌ, (S, TA,) Much water, (S, M, K,) collected together: (M:) or sweet-water: (S, K:) accord. to Th, it means مَا رَبَّبَهُ الطِينُ [app. such (water) as the clay has collected; for تَرَبَّبَ signifying تَجَمَّعَ is probably quasi-pass. of رَبَّبَ, so that this last seems to signify جَمَّعَ]. (M.) رُبَتَ and رَبَتَ &c.; and رُبَتَمَا and رَبَتَمَا &c.: see رُبَّ.

رَبَابٌ Clouds: (M:) or white clouds: (S, K:) or clouds that one sees beneath other clouds, (S,) or clouds suspended beneath other clouds, (M,) sometimes white and sometimes black: (S, M:) this latter is said by IB to be the signification commonly known: (TA:) or clouds consisting of an accumulation of parts: (A 'Obeyd, T:) n. un. with ة. (A 'Obeyd, S, K.) Hence الرَّبَابُ as a proper name of a woman. (A 'Obeyd, T, S.) A2: Also A certain instrument of diversion, [meaning, of music,] (K,) having strings, (TA,) with which one plays [lit. beats]. (K.) [The رباب in common use among the Arabs in the present day is a kind of viol. A specimen of it is figured and described in my work on the Modern Egyptians. Being an instrument of remarkable simplicity, it is probably similar to the ancient رباب.] Memdood Ibn-'Abd-Allah El-Wásitee Er-Rabábee became proverbial for his musical skill with the رباب. (K.) A3: See also رُبَّانٌ.

رُبَابٌ: see رُبَّى, of which it is an anomalous pl.: A2: and see also رُبَّانٌ.

رِبَابٌ: see رِبَابَةٌ, in two places. b2: Also (tropical:) Tithes, or tenths; syn. عُشُورٌ: (S, M, K:) from the same word signifying “ a covenant. ” (S.) b3: In the phrase يُعْطِيهَا الأَمَانَ رِبَابُهَا, ending a verse of Aboo-Dhu-eyb, describing some asses, رِبَاب is said to signify An oath, or a promise, which the owner of the asses takes of a people to permit those asses to water: or the poet means that the person giving those asses permission to water gives to their owner an arrow, of those used in the game called المَيْسِر, [as a token,] to show that they have received permission to water, and that no one may offer them any opposition: (TA:) some say that رِبَابُهَا here means their owners: (M:) [holding this last opinion,] Sh says that رِبَاب in this verse is a pl. of رَبٌّ. (TA.) A2: It is also a pl. of رُبَّةٌ; (S, M;) not of رِبَّةٌ, as it is said to be by Th [and in the K]. (M.) A3: See also 1, last sentence.

A4: And see رُبَّانٌ.

رَبُوبٌ: see رَبِيبٌ.

A2: See also رَبٌّ, of which it is said in the M to be app. a quasi-pl. n.

رَبِيبٌ Reared, fostered, brought up, fed, or nourished; [and taken good care of, until the age of puberty; (see 1;)] as also ↓ مَرْبُوبٌ; (S, M, K;) both applied to a boy: (S, M:) and in like manner applied to a horse: (M:) or the latter epithet, applied to a horse, (tropical:) tended well, or taken good care of: (A:) the former is also applied to a gazelle; (IAar, K in art. دخل;) [as meaning (assumed tropical:) brought up in, or near, the house or tent, and there fed;] like أَهْلِىٌّ: (TA in that art.:) and [its fem.] رَبِيبَةٌ is applied to a ewe or she-goat, (شَاةٌ, K,) meaning (assumed tropical:) brought up in the tent, or house, for the sake of her milk; (S, K; [see also رُبَّى;]) pl. رَبَائِبُ; (S;) this last being applied to sheep or goats that are tied near to the tents, or houses, and there fed, and that do not go forth to pasture; (M, TA;) of which it is said that none are to be taken for the poor-rate. (TA.) b2: [Hence, A step-son,] a man's wife's son (T, S, M, A, Msb, K) by another husband; (T, S, M, A, K;) as also ↓ رَبُوبٌ: (T, K:) pl. أَرِبَّآءُ. (Msb.) And رَبِيبَةٌ [A step-daughter;] a woman's husband's daughter by another wife: (S:) or a man's wife's daughter (T, M, A, Mgh, Msb, K) by another husband; (T, M, A;) because he rears her: (Mgh:) pl. رَبَائِبُ (A, Mgh, Msb) and sometimes رَبِيبَاتٌ. (Msb.) b3: Also, and ↓ رَابٌّ, (T, M, K,) both syn., like شَهِيدٌ and شَاهِدٌ, and خَبِيرٌ and خَابِرٌ, (TA,) or the latter, (T, S,) mentioned by IAar, is the correct term, (T,) [A step-father;] the husband of a mother (T, S, M, K) who has a child by another husband. (T.) And رَبِيبَةٌ and ↓ رَابَّةٌ, (T,) or the latter [only], (S, K,) [A stepmother;] the wife of a father (T, S, K) who has a child by another wife. (T.) رَبِيبَةٌ also signifies [A foster-mother;] a woman who has the charge of a child, who carries him, and takes care of him, and rears, or fosters, him; (Th, S, M, Msb, K;) like ↓ رَابَّةٌ; the former being of the measure فَعِلَيةٌ in the sense of فَاعِلَةٌ. (Msb.) أَربَّآءُ النَّبِىّ [meaning The foster-fathers of the Prophet] is an appellation given to the people [of the tribe of Saad] among whom Mohammad was suckled; as though اربّآء were pl. of رَبِيبٌ [as it is said to be in one of the senses mentioned above]. (TA.) b4: And رَبِيبٌ signifies also A confederate; a person with whom one unites in a confederacy, league, or covenant. (M, K.) b5: And A king. (M, K.) رِبَابَةٌ: see رُبُوبِيَّةٌ.

A2: Also A covenant, compact, confederacy, or league; (S, M, K;) as also ↓ رِبَابٌ, (M, K,) of which latter, in this sense, the pl. is أَرِبَّةٌ. (AAF, IB, TA.) [See رِبَّةٌ, second sentence.]) A3: And A thing [or case] resembling a quiver (كِنَانَة), in which the arrows of the game called المَيْسِر are enclosed together: (S:) or a piece of skin, (T,) or a piece of thin skin, (Lh, M, TA,) in which the arrows are enclosed, (Lh, T, M, TA,) resembling a quiver (كنانة): (TA:) or a piece of rag, (M, K, TA,) or of skin, (TA,) in which the arrows are enclosed (M, K, TA) or bound: (TA:) or a piece of thin skin which is bound upon the hand of the man who takes forth the arrows (K, TA) of that game, (TA,) lest he should know the feel of an arrow for the owner of which he has an affection: (K, TA:) or a small cord with which the arrows are bound [together]: or the arrows [themselves] collectively: (M, K:) sometimes it is used in this last sense: (S:) and ↓ رِبَابٌ also seems to be used in like manner; as meaning the رِبَابَة of the arrows of the game of الميسر. (TA.) [See an ex. in a verse cited voce أَفَاضَ in art. فيض.]

رُبُوبَةٌ: see رُبُوبِيَّةٌ.

رَبَابىٌّ A player on the رَبَاب [q. v.]. (MA, K.) رَبُوبِىٌّ, (M, K,) with fet-h [to the ر], (K,) a rel. n. from الرَّبُّ, deviating from rule: so in the phrase عِلْمٌ رَبُوبِىٌّ [Knowledge, science, or doctrine, relating to the Lord, i. e., to God]. (M, K.) رُبُوبِيَّةٌ [Lordship; or the state, or quality, of such as is termed رَبٌّ i. e. a lord, a possessor, an owner, or a proprietor; &c.: and, with the article ال particularly godship, godhead, or deity:] a subst. from الرَّبُّ; (T, * S, * M, K;) as also ↓ رِبَابَةٌ [which seems to be properly an inf. n. of 1 in the sense first explained]. (M, K.) A2: Also, (M, K,) or ↓ رُبُوبَةٌ, (so in a copy of the K,) The state, or condition, of a مَمْلُوك [or slave]. (M, K.) رُبَّتَ and رَبَّتَ &c.; and رُبَّتَمَا and رَبَّتَمَا &c.: see رُبَّ, in five places.

رُبَّى, applied to a ewe or she-goat (شَاةٌ), (S, M, &c.,) That has brought forth: (M, Msb, K:) and so if her young one has died: (M, K:) or that has recently brought forth: (Lh, S, M, Mgh, Msb, K:) or that has brought forth twenty days before: (M:) or that has brought forth two months before: (El-Umawee, S, M:) or that is followed, (M,) or accompanied, (As, Mgh,) by her young one: (As, M, Mgh:) or that is confined in the tent, or house, for the sake of her milk: (Msb: [see also رَبِيبَةٌ, voce رَبِيبٌ:]) accord. to Az, (S, Msb,) it is applied to a she-goat, (S, M, Msb,) and رَغُوثٌ is applied to a ewe: (M:) accord. to others, the former is applied to a she-goat and a ewe, and sometimes to a she-camel: (S, Msb:) the pl. is ↓ رُبَابٌ, (As, T, S, M, Mgh, Msb, K,) which is extr. [in form]: (M, K:) Lh mentions the phrase غَنَمٌ رُبَابٌ, or رِبَابٌ, which, he says, is rare. (M.) b2: See also رُبَّانٌ, in two places.

A2: A benefit, favour, boon, or good. (AA, T, K.) [See an ex. in the first paragraph of art. جشأ.] b2: A want; (AA, T, K;) as in the saying, لِى عِنْدَ فُلَانٍ رُبَّى [I have a want for such a one to supply, or accomplish]. (AA, T.) A3: A child's nurse; syn. دَايَةٌ. (AA, T. In one copy of the T بابه; and in the TA راية. [Perhaps the right reading is رَابَّةٌ, meaning a foster-mother.]) A4: A firm knot: (AA, T, K:) [and so, app., ↓ رُبَّانٌ, if correctly written thus, in the instance here following.] You say, إِنْ كُنْتَ

إِزْرِكَ ↓ بِى تَشهدُّ ظَهْرَكَ فَأَرْخِ بِرُبَّانِ, (TA,) or بِرُبَّا

إِزْرِكَ (so in the TT, as from the M, [as though for بِرُبَّى,]) and مِنع رُبَّى إِزْرِكَ, (T, TA,) a prov., meaning (assumed tropical:) If thou place thy reliance upon me, then let me weary myself, and enjoy thou relaxation and rest: (T, TA:) here رُبَّى [properly] signifies a firm knot. (T.) [See also a similar prov. in Freytag's Arab. Prov. i. 24.]) A5: Also a name of Jumádà-l-Oolà [the fifth month of the Arabian calendar]; and so ↓ رُبٌّ: (M, K:) and likewise, (K,) or accord. to Kr, (M,) a name of Jumádà-l-Ákhireh [the sixth month]; and so ↓ رُبَّةُ: (M, K:) and this last likewise, (K, there expressly said to be with damm,) or ↓ رَبَّةُ, (so accord. to the M as transcribed in the TT,) a name of Dhu-l-Kaadeh [the eleventh month]: (M, K:) thus these months were called in the Time of Ignorance. (M. [See also شَهْرٌ: and see رُنَّى or الرُّنَّى, in art. رن.]) رَبِّىٌّ: see رَبَّانِىٌّ. b2: And for its pl., رَبِّيُّونَ, see رِبِّىٌّ, in two places.

رُبِّىٌّ rel. n. of رُبَّةٌ, q. v. (Sb, S, M.) b2: See also its pl., رُبِّيُّونَ, in the next paragraph, in two places.

رِبِّىٌّ sing. of رِبِّيُّونَ (T, S, K,) which signifies Thousands (Fr, Th, T, S, K) of men: (S, K:) accord. to Akh, it is from الرَّبُّ; and if so, it is ↓ رَبِّيُّونَ, with fet-h to the ر: but accord. to Fr, it is from رِبَّةٌ, meaning “ a company: ” (Th, T:) Zj says that it is رِبِّيُّونَ and ↓ رُبِّيُّونَ, with kesr to the ر and also with damm to the ر, and signifies a numerous company: he adds that رِبَّةٌ is said by some to signify “ ten thousand; ” and that ربّيُون is said to signify learned, pious, patient men; and that each of these sayings is good: accord. to Aboo-Tálib, it signifies numerous companies: (T:) [in the Kur iii. 140,] El-Hasan read ↓ رُبِّيُّونَ; and Ibn-' Abbas, ↓ رَبِّيُّونَ; the former with damm, and the latter with fet-h, to the ر. (L, TA.) b2: See also رَبَّانِىٌّ.

رَبَّانٌ: see the next paragraph, in four places.

رُبَّانٌ The first, or beginning, or commencement, or the first and fresh state, of anything; (As, A 'Obeyd, T;) [and so ↓ رَبَّانٌ &c., as appears from what follows.] You say, أَتَيْتُهُ فِى رُبَّانِ شَبَابِهِ, (T,) and شبابه ↓ رَبَّانِ, or شبابه ↓ رِبَّانِ, (accord. to different copies of the T,) and شبابه ↓ رُبَابِ, (T,) and شبابه ↓ رَبَابِ, or شبابه ↓ رِبَابِ, (accord. to different copies of the T,) and شبابه ↓ رُبَّى, all meaning [I came to him] in the beginning, or first and fresh state, of his youth. (T.) and اِفْعَلْ ذٰلِكَ الأَمْرَ بِرُبَّانِهِ Do thou that thing in its first and fresh state: so accord. to ISk: and hence, he says, ↓ شَاةٌ رُبَّى [explained above]. (S.) And أَخَذْتُ الشَّىْءَ بِرُبَّانِهِ, (As, S, K, *) and ↓ بِرَبَّانِهِ, with damm and with fet-h, (K,) i. e. [I took the thing] in its first state: (K:) or altogether, (As, S, K,) not leaving of it aught. (As, S.) They said also, ذَرْهُ بِرُبَّانٍ [app. meaning Leave thou him early, before he acquire more power]: and Th cites the following [as an ex.]: فَذَرْهُمْ بِرُبَّانٍ وَإِلَّا تَذَرْهُمُ يُذِيقُوكَ مَا فِيهِمْ وَإِنْ كَانَ أَكْثَرَا [which seems to mean Then leave thou them early, before they acquire more power; for if thou do not, or wilt not, leave them, they will make thee to taste what is in them, though it be more]. (M.) b2: Also, accord. to A 'Obeyd, The chief, or main, part or portion of a constellation: or, accord. to As, the aggregate thereof: or, accord. to AO, ↓ رَبَّانٌ, with fet-h, has this meaning: (T:) or both signify a company or an assembly, or an aggregate or assemblage. (K, TA.) A2: Also A captain of sailors (Sh, K) in the sea; (Sh;) and so ↓ رُبَّانِىٌّ: (Sh, K:) one skilled in navigation: pl. [or rather coll. n. of the latter]

رُبَّانِيَّةٌ. (TA voce رَهْنَامَجٌ.) A3: See also رُبَّى, in two places.

رِبَّانٌ: see the next preceding paragraph, second sentence.

رَبَّانِىٌّ (T, S, M, A, K) and ↓ رِبِّىٌّ (M,) or ↓ رِبِّىٌّ, (A, KL,) One who devotes himself to religious services or exercises, or applies himself to acts of devotion; (S, A, K;) who possesses a knowledge of God: (T, S, K, KL:) or a learned man: (T:) or the first signifies, (M,) or signifies also, (K,) and so the second, (M,) i. q. حَبْرٌ [i. e. a learned man, or particularly of the Jews, &c.; or a good, or righteous, man]; (M, K;) and a lord, or master, of knowledge or science: or a worshipper of the Lord (الرَّبّ): (M:) or a learned man, a teacher of others, who nourishes people with the small matters of knowledge, or science, before the great: (IAar, T:) or a learned man firmly grounded in knowledge, or science, and religion: or a learned man who practices what he knows and instructs others: or one of high rank in knowledge, or science: or learned with respect to what is lawful and what is unlawful, and what is commanded and what is forbidden: (TA:) رَبَّانِىٌّ is a rel. n. from رَبَّانٌ; or from الرَّبُّ meaning “ God: ” (TA, and some copies of the K:) the ا and ن being added to give intensiveness to the signification; (M;) or, as Sb says, to denote a special reference to the knowledge of the Lord, as though the word signified one possessing a knowledge of the Lord exclusively of other branches of knowledge; (T;) so that it is like لِحْيَانِىٌّ, (T, M, and so in some copies of the K,) meaning “ long-bearded,” (T,) or “ largebearded,” (M,) and رَقَبَانِىٌّ, “thick-necked,” and شَعْرَانِىٌّ, “having much hair: ” (T:) or it is a Syriac word; (TA, and some copies of the K;) or Hebrew; and was unknown to the [pagan] Arabs, and known only to the men of law and science: (TA:) the pl. is رَبَّانِيُّونَ, (T, S,) occurring in the Kur iii. 73 (S) [and v. 48 and 68].

رُبَّانِىٌّ: see رُبَّانٌ, last sentence but one.

رَبَّانِيَّةٌ The quality denoted by the epithet رَبَّانِىٌّ [q. v.]. (A.) رَبْرَبٌ A herd (T, S, M, K) of oxen, (T,) [i. e.] of wild oxen (بَقَر الوَحْش): (S, M, K:) or, as some say, of gazelles: or, accord. to Kr, a number of [wild] oxen together, less than ten: it has no sing., or n. un. (M.) رَابٌّ; and its fem., with ة: see رَبِيبٌ in three places.

أَرِبَّةٌsaid in the T and K to be pl. of رِبَّةٌ [q. v.]: and said by AAF to be pl. of رِبَابٌ.

مَرَبٌّ A place of collecting (T, S, M, A) of people: (M, A:) a place of alighting: (M, K:) a place of abiding, or dwelling, and congregating. (M.) [Hence,] مَرَبُّ الإِبِلِ The place where the camels keep, or remain. (T, S.) b2: [Hence also,] فُلَانٌ مَرَبٌّ (assumed tropical:) Such a one is a person who collects, or congregates, people. (T, S, M, K. *) [and hence,] فُلَانٌ مَرَبٌّ لِبَنِى فُلَانٍ (assumed tropical:) Such a one is an object of resort for his counsel and authority to the sons of such a one. (TA in art. جمع.) A2: Also, and ↓ مِرْبَابٌ, (M, K,) Land abounding with plants, or herbage; (K;) or with رِبَّة [q. v.]: (TA:) or land in which there ceases not to be moisture; and so ↓ مَرَبَّةٌ: or ↓ مرْبَابٌ signifies land abounding with plants, or herbage, and with people. (M.) مُرِبٌّ Anything keeping, or cleaving, to a thing. (M. [See its verb, 4]) You say نَاقَةٌ مُرِبٌّ A she-camel keeping to, and affecting, her young one, and the stallion. (Az, TA.) And إِبِلٌ مَرَابُّ [originally مَرَابِبُ, pl. of مُرِبٌّ,] Camels keeping in a place; remaining in it. (T, S.) and فَقْرٌ مُرِبٌّ (assumed tropical:) Constant, inseparable, poverty: occurring in a trad.: or the epithet there is مُلِبٌّ. (IAth.) مَرَبَّةٌ: see مَرَبٌّ.

مُرَبَّبٌ Made [or preserved] with رُبّ [or inspissated juice]; (S, K;) like as مُعَسَّلٌ signifies “ made [or preserved] with عَسَل [or honey]: ” (S:) you say زَنْجَبِيلٌ مُرَبَّبٌ and مُرَبًّى [ginger so preserved]: and ↓ مُرَبَّبَاتٌ signifies Preserves, or confections, made with رُبّ; (S, K;) and in like manner مُرَبَّيَاتٌ, except that this is from التَّرْبِيَةُ [inf. n. of رَبَّى]. (S.) b2: Also Oil of which the grain (حَبّ [perhaps a mistranscription for حُبّ i. e. jar]) whence it has been prepared, or taken, has been perfumed (↓ رُبِّبَ): (T, TA:) or oil perfumed with sweet-smelling plants; as also ↓ مَرْبُوبٌ and مُرَبًّى. (A.) مُرَبَّبَاتٌ: see the next preceding paragraph.

مِرْبَابٌ: see مَرَبٌّ, in two places.

مَرْبُوبٌ: see رَبِيبٌ. b2: Also A slave; a bondman; syn. مَمْلُوكٌ [lit. possessed, and now particularly applied to a male white slave]. (M, K.) العِبَادُ مَرْبُوبُونَ لِلّٰهِ means [Mankind (lit. the servants of God) are] bondmen (مَمْلُوكُونَ) [to God]. (M.) b3: A skin for clarified butter &c. seasoned with رُبّ [or inspissated juice]. (T, S.) [And A jar smeared with tar or pitch: see 1.] b4: See also مُرَبَّبٌ.

مُرْتَبٌّ One who confers a benefit, or benefits. (K.) b2: And One on whom a benefit is conferred, or on whom benefits are conferred. (K.)
(رب)
الْوَلَد رَبًّا وليه وتعهده بِمَا يغذيه وينميه ويؤدبه فالفاعل راب وَالْمَفْعُول مربوب وربيب وَهِي (بتاء) وَالْقَوْم رَأْسهمْ وساسهم وَفِي حَدِيث ابْن عَبَّاس مَعَ ابْن الزبير (لِأَن يربنِي بَنو عمي أحب إِلَيّ من أَن يربنِي غَيرهم) وَالشَّيْء ملكه وَجمعه وَالنعْمَة رَبًّا وربابا وربابة حفظهَا ونماها وَالشَّيْء أصلحه وَمَتنه وَيُقَال رب الْأَمر وبالمكان لزمَه وَأقَام بِهِ فَلم يبرحه والدهن طيبه وأجاده
رب: الرِّبِّيُّ والرَّبّانِيُّوْنَ: نُسِبُوا إلى الرَّبِّ تَبَارَكَ وتَعَالى؛ وإلى التَّأَلُّهِ والعِبَادِةِ.
وكُلُّ مَنْ مَلَكَ شَيْئاً فهو رَبُّه ورَبِيْبُه. وإنَّه لَمَرْبُوْبٌ بَيِّنُ الرُّبُوْبَةِ: أي مَمْلُوْكٌ. ورَبَّني يَرُبُّني رَبّاً: أي تَوَلَّى أمْري ومَلَكَه. وجَمْعُ الرَّبِّ أرْبَابٌ ورُبُوْبٌ.
والمَرْبُوْبُ: المَحْظُوْرُ عليه.
والرَّبُّ: السَّيِّدُ أيضاً، رَبَّبَه على نَفْسِه.
وفُلانٌ مَرْبُوْبُ المَنْزِلِ: أي مَحْفُوْظُ المَنْزِلِ.
والرُّبّانُ: رَبُّ السَّفِيْنَةِ وسَيِّدُها، والجَمِيْعُ الرَّبَابِنَةُ.
والرَّبَابُ: اسْمٌ لأحْيَاءِ ضَبَّةَ، والنِّسْبَةُ إليهم رِبَابِيٌّ، وسُمُّوا بذلكَ لأنَّهم تَرَبَّبُوا أي تَجَمَّعُوا. والمَرَبُّ: المَجْمَعُ.
ورَجُلٌ رِبِّيٌّ: حَسَنُ القِيَامِ على اليَتِيْمِ. وهو العالِمُ أيضاً.
وتَرَبَّبَ أرْضَ كذا: أي زَعَمَ أنَّه رَبُّها.
وأرْضٌ تَرْتَبُّ الثَّرى: أي تُمْسِكُه.
والرَّبَبُ والرَّبَابُ: السَّحَابث الذي فيه ماءٌ، الواحِدَةُ رَبَابَةٌ. وأَرَبَّتِ السَّحَابُ: دامَ مَطَرُها. وأرْضٌ مَرَبٌّ: لا يَزَالُ بها مَطَرٌ، ومِرْبَابٌ: كذلك.
ومالٌ عليه رُبَّةُ الرَّبِيْعِ: أي مَسْحَتُه.
وأرْضٌ رَبَّةٌ ومَرَبٌّ ورَابَّةٌ: أي مُمْسِكَةٌ للثَّرى.
ورَبَّ المَرْعى الماشِيَةَ: أي أعْجَبَها ووَافَقَها. والمَكانُ رَابٌّ لها، وهي مُرَبَّةٌ به، أو مُرِبٌّ به: أي سَدِكٌ به.
ومَرَبٌّ من النّاسِ والوُحُوْشِ: مَسْكَنُها. وأرَبَّ بالمَكانِ: أقَامَ به. والمَكانُ مِرْبَابٌ ومَرَبٌّ.
ورَبٌّ من مَطَرٍ ورُبٌّ: لَيْسَ بكَثِيرٍ.
ورَبَبْتُ نِعْمَتِي عِنْدَه رَبّاً: إذا زِدْت فيها.
ورَبَبْتُ المُهْرَ والصَّبِيَّ، ويُثَقَّلُ أيضاً. والرَّبِيْبَةُ: الحاضِنَةُ.
ورَبِيْبَةُ الرَّجُلِ: ابْنَةُ امْرَأَتِه، وابْنُها أيضاً.
والرّابُّ: زَوْجُ المَرْأَةِ، ويُخَفَّفُ أيضاً.
والرّابُّ أيضاً: ابْنُ امْرَأَةِ الرَّجُلِ، وكذلك الرَّبُ مُخَفَّفٌ بمَعْنى المُشَدَّدِ.
وأُرِبَّ فلانٌ فلاناً: أي جُعِلَ رَبِيْباً له؛ إِرْبَاباً. وتَرَبَّبْتُه وارْتَبَبْتُه: بمَعْنى رَبَبْتُه. ورَبَبْتُ في بَني فلانٍ أَرُبُّ رَبَابَةً: أي نَشَأْتُ.
ورَبِيْبُ الفَلاَةِ: الظَّبْيُ والوَحْشُ.
والرَّبِيْبُ والرَّبَبُ: التّلْمِيْذُ.
والتَّرْبِيْبُ: أنْ تُرَبِّبَ شَيْئاً بعَسَلٍ وبخَلٍّ. ودُهْنٌ مُرَبَّبٌ: مَطْبُوْخٌ.
ورَبَبْتُ أمْري أَرُبُّه رِبَابَةً: أي أصْلَحْته. وتَرَكْتُه في رِبَابَةِ أمْرِهم: أي في إصْلاَحِه. والرَّبُوْبُ: ما يُصْلَحُ به.
والرَّبُوْبُ من الغَنَمِ: التي تَرْضَعُها فيها.
والرَّبْرَبُ: القَطِيْعُ من بَقَرِ الوَحْشِ.
والرُّبّى: الشّاةُ الحَدِيْثَةُ النِّتَاجِ، والجَمِيْعُ رُبَابٌ ورِبَابٌ. وهي في رِبَابِها ما بَيْنَها وبَيْنَ عِشْرِيْنَ يَوْماً. ورَبَّتِ النَّعْجَةُ والشّاةُ تَرُبُّ رَبّاً: إذا وَضَعَتْ.
والرُّبّى: أوَّلُ الشَّبَابِ.
والعَيْشُ برُبّانِه: أي بِحِدْثَانِه. وأتَيْتُه على رُبّانِ ذاكَ: أي حِيْنِه.
وفي المَثَلِ: " إنْ كُنْتَ بي تَشُدُّ أزْرَكَ فأَرْخِ برُبّانٍ أزْرَكَ ".
ورُبّى: اسْمُ جُمَادى الأُوْلى في الجاهِلِيَّةِ، وقد ذَكَرَه بالنُّوْنِ.
والرِّبَّةُ: نَبَاتٌ يَنْبُتُ في الصَّيْفِ، والجَمِيْعُ الرِّبَبُ.
والرُّبُّ: سُلاَفُ الخاثِرِ من كُلِّ شَيْءٍ. ورَبَبْتُ الطَّعَامَ وهو مَرْبُوْبٌ: جَعَلْت فيه الرُّبَّ.
والرِّبَابَةُ: جَمِيْعُ القِدَاحِ، وقيل: خِرْقَةُ القِدَاحِ، والكِنَانَةُ أيضاً.
والرَّبَابُ: صاحِبُ الرِّبَابَةِ.
والرِّبَابُ: الوِعَاءُ. والعُشُوْرُ. والعَهْدُ والمِيْثَاقُ، وجَمْعُه أَرِبَّةٌ. ورُبَّ: كَلِمَةٌ تُفْرِدُ واحِداً من جَمِيعٍ، وتُخَفَّفُ. ويقولونَ: رُبَّةَ ما كانَ ذاكَ؛ ورُبَةَ مُشَدَّدٌ ومُخَفَّفٌ. وتُفْتَحُ الرَّاءُ من رُبَّ. ويقولون: لَرُبَّتي أجْرَأُ من فلانٍ: أي رُبَّما كُنْتُ كذلك. ورَبَةُ رَجُلاً قائماً.
وماءٌ رَبَبٌ: أي كَثِيْرٌ. وقَوْمٌ مُرِبُّوْنَ: كَثُرُوْا وكَثُرَتْ أمْوَالُهم.
والرِّبَّةُ: الجَمَاعَةُ من النَّاسِ، وجَمْعُها الرِّبَابُ. والرَّبَابَةُ: نَحْوُ الرِّبَّةِ.
والرِّبَابَةُ: الإِحْسَانُ. والتَّعَهُّدُ. وحُسْنُ السِّيَاسَةِ. وقيل: المَمْلَكَةُ.
والرُّبّانُ: رُكْنٌ ضَخْمٌ من أَجَأٍ وسَلْمى؛ سُمِّيَ رُبّاناً لارْتِفَاعِه.
(رب) حرف خفض لَا يجر إِلَّا النكرَة وَهُوَ فِي حكم الزَّائِد فَلَا يتَعَلَّق بِشَيْء فَإِذا لحقتها مَا الزَّائِدَة كفتها عَن الْعَمَل فَتدخل على المعارف وَالْأَفْعَال وَقد تخفف وَقد تلحقها تَاء التَّأْنِيث وَتَكون للتقليل أَو التكثير بِحَسب سِيَاق الْكَلَام

أَرض

(أَرض) ثقل وَأَبْطَأ وَفِي الأَرْض ذهب والتعب وَغَيره الْعرق أساله
(أَرض) فلَان أَصَابَهُ مرض يُحَرك لَهُ رَأسه بِلَا عمد فَهُوَ مأروض (أَرض) الأَرْض ارتادها ورعاها وَالشَّيْء أصلحه والسقاء أصلحه وَلينه بِنَحْوِ اللَّبن وَالسمن
أَرض
{الأَرْضُ، الَّتِي عَليْهَا النَّاسُ، مُؤَنَّثَةٌ ن قَالَ اللهُ تَعَالَى وَإِلى} الأَرْضِ كيْفَ سُطِحَتْ اسْمُ جِنْسٍ، قَالَه الجَوْهَرِيّ، أَوْ جَمْعٌ بِلا وَاحِدٍ، وَلم يُسْمَعْ {أَرْضَةُ، وعِبَارَةُ الصّحاح: وَكَانَ حَقُّ الوَاحِدَةِ مِنْهَا أَنْ يُقَال أَرْضَةٌ، ولكنَّهُم لَمْ يَقُولُوا. ج:} أَرْضَاتٌ، هَكَذَا بسُكُونِ الرَّاءِ فِي سَائِرِ النُّسَخِ، وَهُوَ مَضْبُوطٌ فِي الصّحاح بفَتْحِهَا قَالَ: لأَنَّهُمْ يَجْمَعُون المُؤَنَّث الّذِي لَيْسَ فِيهِ هَاءُ التَّأْنِيث بالأَلِفِ والتَّاءِ، كقَوْلِهم: عُرُسات، قَالَ: قد يُجْمَعُ على {أُرُوضٍ، ونَقَلَهُ أَبو حَنِيفَةَ عَن أَبي زَيْدٍ.
وَقَالَ أَبو البَيْدَاءِ: يُقَال: مَا أَكْثَرَ أُرُوضَ بَنِي فُلانٍ. فِي الصّحاح: ثُمَّ قالُوا:} أَرَضُونَ، فجَمَعُوا بِالْوَاوِ والنُّونِ، والمُؤَنَّث لَا يُجْمَع بالْوَاوِ والنّونِ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مَنْقُوصاً، كثُبَةٍ وظبَةٍ، ولكِنَّهُم جَعَلُوا الوَاوَ والنُّونَ عِوَضاً من حَذْفِهِم الأَلِفَ والتَّاءَ، وتَرَكُوا فَتْحَةَ الرَّاءِ على حَالِهَا، ورُبَّمَا سُكِّنَتْ. انْتَهَى. قُلْتُ: وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يُقَال: أَرْضٌ وأَرْضُون بالتَّخْفِيف، {وأَرَضُون بالتَّثْقِيل، ذَكَرَ ذلِكَ أَبُو زَيْدٍ. وَقَالَ عَمْرُو بنُ شَأْسٍ.
(ولَنَا مِنَ} الأَرْضِينَ رَابِيَةٌ ... تَعْلُو الإِكَامَ وَقُودُهَا جَزْلُ)
وَقَالَ آخَرُ:
(مِنْ طَيِّ {أَرْضِينَ أَمْ مِنْ سُلَّمٍ نزلٍ ... من ظَهْرِ رَيْمَانَ أَو مِنْ عِرْضِ ذِي جَدَنِ)
وَفِي اللِّسَان: الْوَاو فِي} أَرَضُونَ عِوَضٌ من الهَاءِ المَحْذُوفَة المُقَدَّرَة، وفتحوا الرَّاءَ فِي الجَمْع لِيَدْخُلَ الكَلِمَةَ ضَرْبٌ من التَّكْسِير استِيحَاشاً من أَن يُوَفِّرُوا لَفْظَ التَّصْحِيح لِيُعْلِمُوا أَنَّ {أَرْضاً مِمَّا كَانَ سَبِيلُه لَوْ جُمِع بالتَّاءِ أَنْ تُفْتَح راؤُه فيُقَال} أَرَضاتٌ. فِي الصّحاح: وزَعَمَ أَبُو الخَطّاب أَنَّهُم يقولُون: {أَرْضٌ و} آرَاضٌ، كَمَا قالُوا أَهْلٌ وآهَالٌ. قَالَ ابْن بَرّيّ: الصَّحِيحُ عِنْد المُحَقِّقين فِيمَا حُكِيَ عَن أَبِي الخَطَّاب {أَرْضٌ} وأَرَاضٍ، وأَهْلٍ، كأَنَّهُ جمع {أَرْضَاةٍ وأَهْلاةٍ، كَمَا قَالُوا: ليْلَةٌ ولَيَالٍ، كأَنَّهُ جَمْعُ لَيْلاةٍ، ثمّ قالَ الجَوْهَرِيّ:} - والأَرَاضِي غيْرُ قِيَاسِيٍّ، أَي على غيْرِ قِيَاس، قَالَ كَأَنَّهُم جَمَعُوا آرُضاً، هَكَذَا وُجِدَ فِي سائِر النُّسَخ مِنَ الصّحاح، وَفِي بَعْضِها كَذَا وُجِدَ بخَطّه، ووَجَدْتُ فِي هامِش النُّسْخَة مَا نَصُّه: فِي قَوْلِه: كأَنَّهُم جَمَعُوا آرُضاً نَظَرٌ، وذلِكَ أَنَّه لَوْ كانَ الأَرَاضِي جَمْعَ الآرُضِ لَكَان أآرِض، بوَزْنِ أَعارِض كقَوْلِهِم أَكْلُبٌ وأَكَالِبُ، هَلاَّ قَالَ إِنَّ {- الأَراضِيَ جَمْعُ وَاحِدٍ مَتْرُوكٍ، كلَيَالٍ وأَهَالٍ فِي جَمْع لَيْلَةٍ وأَهْلٍ، فكَأَنَّهُ جَمْعُ لَيْلاَةٍ، وإِنْ اعْتَذَر لَهُ مُعْتَذِرٌ فَقَالَ إِنّ الأَرَاضِيَ مَقْلُوبٌ من أآرِضِ لم يَكُن مُبْعِداً، فيَكُونُ وَزْنُه إِذَنْ أَعَالفُ، كانَ أَرَاضئَ، فخُفِّفَت)
الهَمْزَةُ وقُلِبَت يَاء. انْتَهَى. وقالَ ابنُ بَرّيّ: صوابُه أَنْ يقولَ جَمَعُوا} أَرْضَى مِثْل أَرْطَى، وأَمّا آرُض فقاسُ جَمْعِه أَوَارِضُ. و! الأَرْضُ: أَسْفَلُ قَوَائِمِ الدَّابَّةِ، قَالَ الجَوْهَرِيّ. وأَنشدَ لحُمَيْدٍ يَصِفُ فَرَساً: ولَم يُقَلِّبْ أَرْضَهَا البَيْطَارُ وَلَا لِحَبْليْهِ بهَا حَبَارُ يَعْنِي لم يُقَلِّب قَوَائِمَهَا لِعِلَّةٍ بِهَا. وَقَالَ غيْرُهُ: الأَرْضُ: سَفِلَةُ البَعِيرِ والدَّابّةِ، وَمَا وَلِيَ الأَرْضَ مِنْهُ. يُقَال: بَعِيرٌ شَدِيدُ الأَرْضِ، إِذا كَانَ شَدِيدَ القَوَائِمِ، قَالَ سُوَيْدُ بنُ كُرَاع:
(فرَكِبْنَاهَا على مَجْهُولِهَا ... بصِلاَبِ الأَرْض فِيهنَّ شَجَعْ)
وَنقل شيخُنَا عَن ابْنِ السِّيد فِي الفَرْقِ: زَعَمَ بَعْضُ أَهْلِ اللُّغَةِ أَنّ الأَرْضَ بالظَّاءِ المُشالَة: قَوَائِمُ الدَّابَّةِ خاصَّةً، ومَا عَدَا ذلكَ فَهُوَ بالضَّاد، قَالَ وَهَذَا غيْرُ مَعْرُوف. والمَشْهُور أَنّ قَوَائِمَ الدَّابَّةِ وغيْرَهَا أَرْضٌ بالضَّاد، سَمِّيَتْ لانْخِفَاضِها عَن جِسْمِ الدَّابَّةِ، وأَنَّهَا تَلِي الأَرْضَ. وكُلُّ مَا سَفَلَ فهُوَ {أَرْضَ. وَبِه سَمِّيَ أَسفَلُ القَوَائِمِ. و} الأَرْضُ الزُّكَامُ، نقَلَه الجَوْهَرِيّ وَهُوَ مُذَكَّر. وَقَالَ كُرَاع: هُوَ مُؤَنَّثٌ، وأَنشد لِابْنِ أَحْمَر:
(وقَالُوا أَنَتْ أَرْضٌ بِهِ وتَحَيَّلَتْ ... فأَمْسَى لِمَا فِي الصَّدْرِ والرَّأْسِ شاكِيَا)
أَنَتْ: أَدْرَكَتْ. ورَوَاه أَبُو عُبَيْدٍ أَتَتْ: وَقد {أُرِضَ} أَرْضاً. الأَرْضُ: النُّفْضَةُ والرِّعْدَةُ، وَمِنْه قَوْلُ ابنِ عَبّاسٍ: أَزُلْزِلَت الأَرْضُ أَم بِي أَرْضٌ. كَمَا فِي الصّحَاح، يَعْنِي الرِّعْدَة، وقِيلَ يَعنِي الدُّوَارَ.
وأَنشدَ الجَوْهَرِيّ قَوْلَ ذِي الرُّمَّة يَصفُ صائِداً:
(إِذا تَوَجَّسَ رِكْزاً مِنْ سَنَابِكهَا ... أَوْ كَانَ صاحبَ أَرْض أَو بِه المُومُ)
يَقُولون: لَا {أَرْضَ لَكَ. كلاَ أُمَّ لَكَ، نَقله الجَوْهَرِيّ.} وأَرْضُ نُوحٍ: ة، بالبَحْرَيْن، نَقله ياقُوتٌ والصَّاغَانِيّ. يُقَال: هُوَ ابْنُ أَرْضٍ، أَي غَرِيبٌ لَا يُعْرَفُ لَهُ أَبٌ وَلَا أُمٌّ. قَالَ اللَّعِينُ المِنْقَرِيّ:
(دَعانِي ابْنُ أَرْضِ يَبْتَغِي الزَّادَ بَعْدَمَا ... تَرَامَتْ حُليْمَاتٌ بِهِ وأَجارِدُ)
ويُرْوَى: أَتَانَا ابنُ أَرْضِ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: ابنُ الأَرْضِ: نَبْتٌ يَخرُجُ فِي رُؤُوسِ الإِكَامِ، لَهُ أَصْلٌ وَلَا يَطُولُ، وكأَنَّه شَعرٌ، وَهُوَ يُؤْكَلُ، وَهُوَ سَرِيعُ الخُرُوجِ سَرِيعُ الهَيْجِ. {والمَأْرُوضُ: المَزْكُومُ. وَقَالَ الصَّاغَانِيّ: وَهُوَ أَحَدُ مَا جَاءَ على: أَفْعَلَهُ فَهُوَ مَفْعُولٌ، وَقد} أُرِضَ كعُنِيَ {أَرْضاً،} وآرَضَهُ اللهُ! إِيراضاً، أَي أَزْكَمَهُ، نَقَلَه الجَوْهَريّ.والخَيْرِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هِيَ الَّتِي تَرُبُّ الثَّرَى وتَمْرَحُ بالنَّبَات. ويُقَال: {أَرْضٌ} أَرِيضَةٌ بَيِّنَةُ {الأَرَاضَةِ، إِذا كانَتْ لَيِّنَةَ المَوْطِئ، طَيِّبَةَ المَقْعَدِ، كَرِيمَةً، جَيِّدَةَ النَّبَاتِ. قَالَ الأَخْطَلُ:
(ولَقَدْ شَرِبْتُ الخَمْرَ فِي حَانُوتِهَا ... وشَرِبْتُهَا} بأَرِيضَةٍ مِحْلالِ)
ونَقَلَ الجَوْهَرِيُّ عَنْ أَبِي عَمْرٍ و، يُقَال: نَزَلْنَا {أَرْضاً} أَرِيضَةً، أَي مُعْجِبَة للعَيْن. وَقَالَ غَيْرُهُ: أَرْضٌ أَرِيضَةٌ: خَلِيقَةٌ لِلْخَيْرِ وللنَّبَاتِ، وإِنّهَا لَذَاتُ {إِرَاضٍ. وَقَالَ ابنُ شُمَيْل:} الأَرِيضَةُ: السَّهْلَةُ.
وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: هِيَ المُخْصِبَةُ الزَّكِيَّةُ النَّباتِ. {والأُرْضَة، بالكَسْرِ، والضَّمّ، وكِعَنبَةٍ: الكَلأُ الكَثِيرُ. وَقيل:} الأُرْضَةُ من النَّبَاتِ: مَا يَكْفِي المَالَ سَنَةً. رَوَاه أَبو حَنِيفَةَ عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ. {وأَرَضَت الأَرْضُ، من حَدِّ نَصَرَ: كَثُرَ فِيهَا الكَلأُ.} وأَرَضْتُهَا: وجَدْتُهَا كَذلِكَ، أَي كَثِيرَةَ الكَلإِ. قَالَ الأَصْمَعِيُّ: يُقَال: هُوَ {آرَضُهُم بِهِ أَنْ يَفْعَل ذلِكَ، أَي أَجْدَرُهُمْ وأَخْلَقُهُم بِهِ. شَيْءٌ عَرِيضٌ أَرِيضٌ، إِتباعٌ لَهُ، أَو يُفْرَدُ فيُقَالُ: جَدْيٌ أَرِيضٌ، أَي سَمِينٌ، هَكَذَا نَقَلَه الجَوْهَرِيّ)
عَن بَعْضِهِم. وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ:
(عَرِيضٌ} أَرِيضٌ بَاتَ يَيْعِرُ حَوْلَهُ ... وبَاتَ يُسَقِّينَا بُطُونَ الثَّعَالِبِ)
{وأَرِيضٌ، كأَميرِ، وَعلي اقْتَصَرَ يَاقُوتٌ فِي المُعْجَم، أَو يَرِيضٌ، باليَاءِ التَّحْتِيَّة: د، أَوْ وَادٍ، أَو مَوْضِعٌ فِي قَوْل امْرئ القيْس:
(أَصابَ قُطَيَّاتٍ فسَالَ اللِّوَى لَه ... فوَادِي البَدِيِّ فانْتَحَى} لأَرِيضِ) ويُرْوَى بالوَجْهَيْن، وهُمَا كيَلَمْلَم وأَلَمْلَم، والرُّمْحُ اليَزَنِيّ والأَزَنِيّ. {والإِرَاضُ ككِتَابٍ، العِرَاضُ، عَن أَبي عَمْرٍ و، قَالَ أَبو النَّجْم:
(بَحْرُ هِشَامٍ وهُوَ ذُو فِرَاض ... ِ)

(بَيْنَ فُرُوعِ النَّبْعَةِ الغِضَاض ... ِ)

(وَسْطَ بِطَاحِ مَكَّةَ} الإِرَاض)
ِ
(فِي كُلّ وَادٍ وَاسعِ المُفَاض ... ِ)
وكأَنَّ الهَمزَةَ بَدَلٌ من العَيْن، أَي الوِسَاعُ، يُقَال: أَرْضٌ أَرِيضَة، أَي عَريضَة. قَالَ الجَوْهَرِيُّ: {الإِرَاضُ: بِسَاطٌ ضَخْمٌ من صُوفٍ أَو وَبَرٍ. قُلتُ: ونَقَلَه غيْرُه عَن الأَصْمَعيّ وعَلَّلَه غيْرُه بقَوْله: لأَنَّهُ يَلِي الأَرْضَ، وأَطْلَقَه بَعْضُهُم فِي البِسَاط.} وآرَضَهُ اللهُ: أَزْكَمَهُ، فَهُوَ {مَأْرُوضٌ، هكَذَا فِي الصّحاح، وَقد سَبَقَ أَيضاً، وكَان القِيَاس فَهُوَ مُؤْرَض.} والتَّأْرِيضُ: أَنْ تَرْعَى كَلأَ الأَرْضِ، فَهُوَ {مُؤَرِّض نَقله الأَزْهَريّ، وأَنْشَدَ لابْن رالاَن الطّائيّ:
(وهُمُ الحُلُومُ إِذا الرَّبيعُ تَجَنَّبَتْ ... وهُمُ الربيعُ إِذا} المُؤرِّضُ أَجْدَبَا)
قُلتُ: ويُرْوَى: وَهُم الجِبَالُ إِذا الحُلُومُ تَجَنَّنَت قيل: {التَّأْرِيضُ فِي المَنْزل، أَنْ تَرْتَادَهُ وتَتَخيَّرَهُ للنُّزول. يُقَال: تَرَكْتُ الحَيَّ} يَتَأَرَّضُونَ للْمَنْزِل، أَي يَرْتَادُون بَلَداً يَنْزِلُونه. التَّأْرِيضُ: نِيَّةُ الصَّوْمِ وتَهْيِئَتُهُ من اللَّيْل، كالتَّوْرِيض، كَمَا فِي الحَديث: لَا صيَامَ لمَنْ لم! يُؤَرِّضْهُ من الليْلِ أَي لم يُهَيِّئْهُ، وَلم يَنْوِه، وسَيَأْتِي فِي ورض.
التَّأْرِيضُ: تَشْذِيبُ الكَلاَم ِ وتَهْذِيبُه، وَهُوَ فِي مَعْنَى التَّهيئَةِ. يُقَالُ: أَرَّضْتُ الكَلاَمَ، إِذا هَيَّأْتَهُ وسَوَّيْتَهُ. التَّأْرِيضُ: التَّثْقيلُ، عَن ابْن عَبَّادٍ. التَّأْرِيضُ: الإِصْلاَحُ، يُقَال: {أَرَّضْتُ بَيْنَهُم، إِذا أَصْلَحْتَ. التَّأْرِيضُ: التَّلْبِيثُ، وَقد} أَرَّضَهُ {فتَأَرَّضَ، نَقَلَه ابنُ عَبَّادٍ. التَّأْرِيضُ: أَنْ تَجْعَلَ فِي)
السِّقَاء، أَي فِي قَعْره، لَبَناً أَو مَاء، أَو سَمْناً أَوْ رُبّاً. وعبَارَةُ التَّكْملَة: لَبَناً أَو مَاء أَوْ سَمْناً، أَو رُبَّا، وكأَنَّه لإِصْلاحه، عَن ابْن عَبَّادٍ.} والتَّأَرُّضُ: التَّثَاقُلُ إِلى الأَرْض، نَقَلَه الجَوْهَريّ، وَهُوَ قولُ ابْن الأَعْرَابِيّ، وأَنْشَدَ للرّاجز: فَقَامَ عَجْلانَ ومَا {تَأَرَّضَا أَي مَا تَثَاقَل، وأَوَّلهُ: وصاحبٍ نَبَّهْتُه ليَنْهَضَا إِذا الكَرَى فِي عَيْنِه تَمَضْمَضَا يَمْسَحُ بالْكَفَّيْن وَجْهاً أَبْيَضَا فَقَام إِلخ، وَقيل: مَعْنَاه: مَا تَلبَّثَ وأَنْشَدَ غيْرُهُ للجَعْدِيّ:
(مُقيمٌ مَعَ الحَيِّ المُقيمِ وقَلْبُه ... مَعَ الرَّاحلِ الغَادِي الَّذي مَا تأَرَّضَا)
التَّأَرُّضُ: التَّعَرُّضُ والتَّصَدِّي يُقَال: جَاءَ فُلانٌ} يَتَأَرَّضُ لي، أَي يَتَصَدَّى ويَتَعَرَّضُ. نَقَلَه الجَوْهَريُّ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ:
(قَبُحَ الحُطِيْئَةُ من مُنَاخِ مَطِيَّةٍ ... عَوْجاءَ سائمَةٍ {تَأَرَّضُ للقِرَى)
التَّأَرُّضُ: تَمَكُّنُ النَّبْتِ منْ أَنْ يُجَزَّ، نَقَلَه الجَوْهَريّ. وفَسِيلٌ} مُسْتَأْرِضٌ: لهِ عرْقٌ فِي الأَرْض، فأَمَّا إِذا نَبَتَ على جِذْع أُمِّه فَهُوَ الرَّاكِبُ، وكَذلكَ وَدِيَّةٌ {مُسْتَأْرِضَةٌ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، وَقد تَقَدَّم فِي ر ك ب. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَليْه: أَرْضُ الإِنْسَان: رُكْبَتَاه فَمَا بَعْدَهُمَا. وأَرْضُ النَّعْلِ: مَا أَصَابَ الأَرْضَ منْهَا. ويُقَال: فَرَسٌ بَعيدٌ مَا بَيْنَ أَرْضِه وسَمَائه، إِذَا كَانَ نَهْداً، وَهُوَ مَجَازٌ. قَالَ خُفَافٌ:
(إِذَا مَا استَحَمَّت} أَرْضُه منْ سَمَائهِ ... جَرَى وهُوَ مَوْدُوعٌ ووَاعِدُ مَصْدَقِ)
{وتأَرَّضَ فُلانٌ بالمَكَان إِذا ثَبَتَ فَلم يَبْرَحْ. وَقيل: تَأَنَّى وانْتَظَر، وقَامَ على الأَرْض. وتَأَرَّضَ بالمَكَان،} واستَأْرَض بِهِ: أَقَامَ ولَبِثَ. وَقيل: تَمَكَّنَ. {وتَأَرَّضَ لي: تَضَرَّعَ. وَمن سَجَعَات الأَسَاس: فُلانٌ إِن رَأَى مَطْمَعاً تَأَرَّض وإِن مطمعاً أَعرَض.} والأَرْضُ: دُوَارٌ يَأْخُذُ فِي الرَّأْسِ عَن اللَّبَنِ فتُهرَاقُ لَهُ الأَنْفُ والعَيْنَانِ. يُقَال: بِي {أَرضٌ} - فآرِضُونِي، أَي دَاوُونِي. وشَحْمَةُ الأَرْضِ: هِيَ الحُلْكَةُ تَغُوصُ فِي الرَّمْل، ويُشبَّهُ بهَا بَنَانُ العَذَارَى. وَمن أَمْثَالهم: آمَنُ منَ الأَرْض، وأَجْمَعُ من الأَرْض، وأَشَدُّ من الأَرْصِ. وأَذَلُّ من الأَرْضِ. ويُقَال: مَا {آرَضَ هَذَا المَكَانَ أَي مَا) أَكْثَرَ عُشْبَهُ. وقيلَ: مَا آرَضَ هَذِه الأَرْضَ: مَا أَسْهَلَها وأَنْبَتَها وأَطْيَبَهَا. حكاهُ أَبُو حَنيفَةَ عَن اللِّحْيَانيّ. ورَجُلٌ} أَرِيضٌ بَيِّنُ {الأَرَاضَةِ، أَي خَليقٌ للخَيْر، مُتَوَاضِعٌ، وَقد أَرُض، نَقله الجَوْهَرِيُّ، وتركَه المُصَنِّفُ قُصُوراً، وزَادَ الزَّمَخْشَريّ} وأَرُوضٌ كَذلك. {واسْتَأْرَضَت الأَرْضُ، مثْل} أَرُضَتْ، أَي زَكَتْ ونَمَت. وامرأَةٌ عَرِيضَةٌ {أَرِيضَةٌ: وَلُودٌ كَامِلَةٌ، على التَّشبيه بالأَرْض.
} وأَرْضٌ {مأْرُوضَةٌ:} أَريضَةٌ، وكَذلكَ {مُؤْرَضَةٌ.} وآرَضَ الرَّجُلُ {إِيرَاضاً: أَقَامَ عَلَى} الإِرَاض. وَبِه فَسَّرَ ابنُ عَبَّاسٍ حَديثَ أُمِّ مَعْبَد: فشَرَبُوا حَتَّى {آرَضُوا وقالَ غيْرُه أَي شَرِبوا عَلَلاً بعدَ نَهَلٍ حَتَّى رَوُوا، من:} أَراضَ الوَادِي إِذا اسْتَنْقَعَ فِيهِ الماءُ. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ. حَتَّى {أَرَاضُوا، أَي نامُوا على} الإِرَاضِ، وَهُوَ البِسَاطُ. وَقيل: حَتَّى صَبُّوا اللَّبَنَ على الأَرْضِ. وقَال ابْن بَرِّيّ: {المُسْتَأْرِضُ: المُتَثاقِلُ إِلى الأَرْض، وأَنشد لِسَاعِدَةَ يَصِفُ سَحَاباً:
(} مُسْتَأْرِضاً بَيْنَ بَطْنِ اللِّيثِ أَيْمَنُهُ ... إِلَى شَمَنْصِيرَ غَيْثاً مُرْسَلاً مَعِجَا)
{وتأَرَّضَ المَنْزِلَ: ارْتَادَهُ، وتَخيَّرَهُ للنُّزُول، قَالَ كُثيِّرٌ:
(} تأَرَّض أَخْفافُ المُنَاخَةِ مِنْهُمُ ... مَكَانَ الَّتِي قد بُعِّثَتْ فازْلأَمَّتِ)
{واستَأْرَضَ السَّحَابُ: انبَسَطَ وقيلَ: ثَبَتَ، وتَمَكَّن، وأَرْسَى.} والأَرَاضَةُ: الخِصْبُ وحُسْنُ الحَالِ.
ويُقَال: مَنْ أَطاعَنِي كُنْتُ لَهُ {أَرْضاً. يُرَادُ التَّوَاضُعُ، وَهُوَ مَجَاز. وفُلانٌ إِنْ ضُرِبَ} فأَرْضٌ، أَي لَا يُبَالِي بضَرْبٍ، وَهُوَ مَجَاز أَيضاً. وَمن أَمثالهم آكَلُ مِنَ {الأَرَضَةِ. وأَفْسدُ من الأَرَضَةِ.

قَلَاوِص

قَلَاوِص
من (ق ل ص) صورة كتابية صوتية من قَلَائِص جمع قَلُوص بمعنى الفتية المجتمعة الخلق من الإبل، ويكنى عن الفتيات بالقلائص وولد النعام وفرخ الــحبار.

اما

اما



أَمَا, used to denote an interrogation, is a compound of the interrogative hemzeh and the negative مَا: (M:) it is a mere interrogative [respecting a negative, like أَلَا]; as in the saying, أَمَا تَسْتَحْيِى مِنَ اللّٰهِ [Art not thou ashamed for thyself, or of thyself, with respect to God?]. (Lth, T.) b2: [IHsh says, after explaining two other usages of أَمَا which we have yet to mention,] El-Málakee adds a third meaning of أَمَا, saying that it is a particle denoting عَرْضٌ [or the asking, or requiring, a thing in a gentle manner], like [أَلَا (q. v.) and]

لَوْلَا; and is connected peculiarly with a verb; as in أَمَا تَقُومُ [Wherefore wilt not thou do stand?], and أَمَا تَفْعَلُ [Wherefore wilt not thou do such a thing?]; which may be explained by saying that the hemzeh is used as an interrogative to make one confess, or acknowledge, a thing, as it is in أَلَمْ and أَلَا, and that مَا is a negative. (Mughnee.) b3: It is also an inceptive word, used in the manner of أَلَا: (M:) followed by أَلَا, it is syn. with أَلَا: (S:) [meaning Now: or now surely: or] both of these meaning verily, or truly; i. c. حَقًّا: and for this reason Sb allows one's saying, أَمَا إنَّه مُنْطَلقٌ and أَمَا أَنَّهُ مُنْطَلقٌ [Verily, or truly, he is going away]; with kesr after the manner of أَلَا إِنَّهُ, and with fet-h after the manner of حَقًّا أَنَّهُ: and هَمَا وَاللّٰهِ لَقَدْ كَانَ كَذَا is mentioned as meaning أَمَا وَ اللّٰهِ [&c., i. e. Verily, or truly, by God, such a thing did indeed happen]; the ه being a substitute for the hemzeh: (M:) so too حَمَى واللّٰه [or حَمَا واللّٰه]: (Sgh and K in art. حمى:) it denotes the truth of the words which follow it; as when you say, أَمَا إِنَّ زَيْدًا عَاقِلٌ, meaning Truly, or properly speaking, not tropically, Zeyd is intelligent; and أَمَّا و اللّٰه قَد ضَرَبَ زَيْدٌ عَمْرًا [Truly, &c., by God, Zeyd beat, or struck, Amr]: (S in art. امو:) [in other words,] it corroborates an oath and a sentence; as in أَمَا وَ اللّٰه لَئِنْ سْهَرْتُ لَكَ لَيْلَةً لَأَ دَعَنَّكَ نَادِمًا [Verily, or now surely, by God, if I remain awake for thee a night, then will I indeed leave thee repenting]; and أَمَا لَو عَلِمْتُ مَكَانَكَ لَأَزْعَجْتُكَ مِنْهُ [Verily, or now surely, if I had known thy place of being, then had I unsettled thee, or removed thee, from it]; and أَمَا إِنَّهُ لَرَجُلٌ كَرِيمٌ [Verily, or now surely, he is (emphatically) a generous man]: (T:) or it is an inceptive particle, used in the manner of أَلَا; [meaning now: or now surely:] (Mughnee:) or a particle used to give notice of what is about to be said: only put before a proposition [as in exs. mentioned above]: (TA:) and often occurring before an oath [as in exs. mentioned above]: and sometimes its hemzeh is changed into ه or ع, before the oath; each with the ا remaining; [written هَمَا or عَمَا;] and with the ا elided; [written هَمَ or عَمَ;] or with the ا elided, but without the substitution; [written أَمَ;] and when انَّ occurs after أَمَا, it is with kesr, as it is after أَلَا: and it also means حَقًّا [verily, or truly]: or أَحقًّا [verily? or truly?]: accord. to different opinions: and in this case, انَّ after it is with fet-h, as it is after حَقَّا: accord. to Ibn-Kharoof, this is a particle: but some say that it is a noun in the sense of حَقًّا: and others, that it consists of two words, namely, the interrogative hemzeh and مَا as a noun in the sense of شَىْءٌ; i. e. أَذالِكَ الشَّىْءُ حَقٌّ [is that thing ture?]; so that the meaning is أَحَقًّا: [if so, أَمَا أَنَّه مُنْطَلقٌ means Verily, or truly, is he going away?] and this, which is what Sb says, is the correct opinion: مَا is virtually in the accus. case, as an adverbial noun, like as حَقًّا is literally: and أَنَّ with its complement is an inchoative, of which the adverbial noun is the enunciative: but Mbr says that حَقًّا is the inf. n. of يَحِقُّ, which is suppressed, and that أنَّ with its complement is an agent. (Mughnee.) أَمَّا is a conditional and partitive and corroborative particle; and is sometimes written أَيْمَا, by the change of the first م into ى. (Mughnee, K.) b2: It is used as a conditional particle in the words of the Kur [ii.24], فأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ

أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَا ذَا أَرَادَ اللّٰهُ بِهذَا مَثَلاً [For as for those who have believed, they know that it is the truth from their Lord; but as for those who have disbelieved, they say, What is it that God meaneth by this as a parable?]. (Mughnee,* K,* TA.) That it denotes a condition is shown by the necessary occurrence of ف after it; for if this ف were a conjunction, it would not be prefixed to the enunciative; and if it were redundant, it might be dispensed with; but it may not be dispensed with except in a case of necessity in poetry or in a case of an ellipsis. b3: In most cases, (Mughnee, K,) it is used as a partitive, (S, Mughnee, K,) implying the meaning of a condition; (S; [in which it is mentioned with أَمَا;]) and thus it is used in the passage of the Kur cited above; (Mughnee;) and in the following exs. [in the Kur xviii. 78 and 79 and 81], أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِى البَحْرِ and وَأَمَا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنِينَ and وأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغلَامَينِ يَتَيمَيْنِ [As for the ship, it belonged to poor men who worked on the sea . . . and as for the boy, his two parents were believers . . . and as for the wall, it belonged to two orphan boys]. (Mughnee, * K, * TA.) [It is a partitive also in the phrase أَمَّابَعْدُ, which see in art. بعد.] b4: Few have mentioned its use as a corroborative: (Mughnee:) it is thus used in the phrase أَمَّا زَيْدٌ فَذَاهِبٌ [Whatever be the case, or happen what will or what may, or at all events, Zeyd is going away], when you mean that Zeyd is inevitably going away, and determined, or decided, upon doing so: (Z cited in the Mughnee, and K:) therefore Sb explains it as meaning, in this case, مَهْمَا يَكُنْ مِنْ شَىْءٍ [whatever be the case, &c., as above, or, in some instances, happen what would or what might]; thereby showing it to be a corroborative, and to have a conditional meaning: (Z cited in the Mughnee: [and the same explanation of it is given, with a similar ex., in the S, in art. امو:]) the فَ, in this case, is transferred from its proper place before the inchoative, and put before the enunciative. (I 'AK p. 306.) Ks says that أَمَّا is used in commanding and forbidding and announcing: you say, أَمَّا اللّٰهَ فَاعْبُدْ [Whatever be the case, or happen what will, &c., God worship thou]: and أَمَّا الخَمْرَ فَلَا تَشْرَبْهَا [i. e. أَمَّا الخَمْرَ فَلَا تَشْرَبْهَا (as is shown in the case of a similar ex. in the Mughnee, though you may say أَمَّا الخَمْرُ فَلَا تَشْرَبْهَا, without an ellipsis, like as you say أمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ as well as أَمَّا ثَمُودَ, in the Kur xli. 16, accord. to different readers,) Whatever be the case, &c., wine (drink not), drink not thou it]: and أَمَّا زَيْدٌ فَخَرَجَ [Whatever be the case, &c., with respect to other things, Zeyd has gone forth; or whatever be the case with respect to others, as for Zeyd, he has gone forth]: whereas إِمَّا [which see in the next paragraph] is used in expressing a condition and in expressing doubt and in giving option and in taking option. (T.) b5: [IHsh says that in his opinion,] in the phrase أَمَّا العَبِيدَ فَذُو عَبِيدٍ, thus heard, with العبيد in the accus. case, the meaning is, مَهَما ذَكَرْتَ [&c., i. e. Whenever thou mentionest the slaves, he is a possessor of slaves: but I would rather say that the meaning is, أَمَّا ذِكْرُكَ العَبِيدَ, &c., i. e. as for thy mentioning the slaves, &c.]: and so in similar phrases which have been heard. (Mughnee.) A2: Distinct from the foregoing is أَمَّا in the saying in the Kur [xxvii. 86], أَمَّا ذاكُنْتُمْ تَعمَلُونَ [Or rather, what is it that ye were doing?]: for here it is a compound of the unconnected أَمْ and the interrogative مَا (Mughnee.) A3: So too in the saying of the poet, أَبَا خُرَاشَةَ أَمَّا أَنْتَ ذَا نَسفَرٍ

فَإنَّ قُوْمِىَ لَمْ تَأكُلْهُمُ الضَّبُعُ [O Aboo-Khurásheh, because thou wast possessor of a number of men dost thou boast? Verily, my people, the year of dearth, or of sterility, hath not consumed them]: for here it is a compound of the أَنْ termed مَصُدَرِيَّة [which combines with a verb following it to form an equivalent to an inf. n.] and the redundant مَا: أَمَّا أَنْتَ is for لِأَنْ كُنْتَ; the preposition and the verb are suppressed for the sake of abridgment, so that the pronoun [تَ in كُنْتَ] becomes separate; and مَا is substituted for the verb [thus deprived of its affixed pronoun], and the ن [of ان] is incorporated into the م [of ما]. (Mughnee.) [See another reading of this verse voce إِمَّا; and there also, immediately after, another ex. (accord. to the Mughnee) of أَمَّا used in the manner explained above. See also أَنْ as a conditional particle, like إِنْ.]

A4: Also i. q. إِمَّا, q. v. (Mughnee, K.) إِمَّا is sometimes written أَمَّا, and sometimes its first م is changed into ى, [forming أَيْمَا or إِيْمَا or both, as will be shown below,] (Mughnee, [in my copy of which it is written أَيْمَا, and so in some copies of the K,] and K, [in some copies of which it is written إيمَا,]) and it is held by Sb to be a compound of إِنْ and مَا, (Mughnee,) or as denoting the complement of a condition it is a compound of إِنْ and مَا. (M, K.) b2: It denotes doubt; (Ks, T, Mughnee, K;) as in مَا أَدْرِى مَنْ قَامَ إِمَّا زَيْدٌوإِمَّا عَمْرٌو [I know not who stood: either Zeyd or 'Amr]: (Ks, T:) and جَآءَنِى إِمَّا زَيْدٌ وَإِمَّا عَمْرٌو [There came to me either Zeyd or 'Amr], said when one knows not which of them came. (Mughnee, K.) b3: It also denotes vagueness of meaning; as in [the Kur ix. 107,] إِمَّا يُعَذِّبُهُم وأمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ [Either He will punish them or He will turn unto them with forgiveness]. (Mughnee, K.) b4: It also denotes giving option; as in [the Kur xviii. 85,] إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيِهِمْ حُسْناً [Either do thou punish, or do thou what is good to them]. (Mughnee, K.) b5: It also denotes the making a thing allowable; as in تَعَلَّمْ إِمَّا فِقْهًا وإِمَّا نَحْوًا [Learn thou either low or syntax; (an ex. given in the T, on the authority of Ks, as an instance of the usage of إِمَّا to denote giving option;)] but its use with this intent is disputed by some, (Mughnee, K,) while they assert it of أَوْ. (Mughnee.) b6: It is also used as a partitive; as in [the Kur lxxvi. 3,] إمَّا شَاكِراً و إمَّا كَفُورًا [Either, or whether, being thankful or being unthankful]; (Mughnee, K;) the two epithets being here in the accus. case as denotatives of state: or, accord. to the Koofees, إمَّا may be here [a compound of] the conditional إِنْ and the redundant مَا; كَانَ, accord. to Ibn-EshShejeree, being understood after it: (Mughnee:) and Fr says that the meaning is, إِنْ شَكَرَ وَإِنْ كَفَرَ [if he be thankful and if he be unthankful]. (T.) b7: It also denotes taking option; as in the saying, لِى دَارٌ بِالكُوفَةِ فَأنَا خَارِجٌ إلَيْهَا فَإمَّا أَنْ أَسْكُنَهَا وإِمَّا أَنْ

أَبِيعَهَا [I have a house in El-Koofeh, and I am going forth to it, and either I will inhabit it or I will sell it: but this is similar to the usage first mentioned above]. (Ks, T.) b8: It is a conjunction, (S in art. امو, and Mughnee,) accord. to most authorities, i. e., the second إِمَّا in the like of the saying, جَاءَنِى إمَّا زَيْدٌ وإِمَّا عَمْرٌو [mentioned above]; (Mughnee;) used in the manner of أَوْ in all its cases except this one, that in the use of او you begin with assurance, and then doubt comes upon you; whereas you begin with إِمَّا in doubt, and must repeat it; as in the saying last mentioned: (S: [and the like is said in the Mughnee, after the explanations of the meanings:]) but some assert that it is like the first إِمَّا, not a conjunction; because it is generally preceded by the conjunction و: and some assert that إِمَّا conjoins the noun with the noun, and the و conjoins إِمَّا with إِمَّا; but the conjoining of a particle with a particle is strange. (Mughnee.) b9: Sometimes the و is suppressed; as in the following verse, (Mughnee,) of El-Ahwas; (S;) يَا لَيْتَمَا أُمُّنِا شَالَتْ نَعَامَتُهَا

أَيْمَا إِلَى جَنَّةٍ أَيْمَا إِلَى نَارِ [O, would that our mother took her departure, either to Paradise or Hell-fire!]; (S,* Mughnee, K;) cited by Ks, with ايما for إِمَّا: (T:) and sometimes it is with kesr [i. e. إِيمَا]: (S:) IB says that it is correctly إِمَّا, with kesr; asserting the original to be إِمَّا, with kesr, only. (TA.) b10: And sometimes the former مَا is dispensed with; as in the following verse, (Mughnee,) which shows also that مَا is sometimes suppressed; سَقَتْهُ ارَّوَاعِدُ مِنْ صَيِّفٍ

وَإِنْ مِنْ خَرِيفٍ فَلَنْ يَعْدَمَا [The thundering clouds of summer-rain watered him, or of autumn-rain; so he will not want sufficient drink]: i. e. إِمَّا مِنْ صَيِّفٍ وَإِمَّا مِنْ خَرِيفٍ. (Mughnee, K.) Mbr and As say that إِنْ is here conditional, and that the ف is its complement: but this assertion is of no weight; for the object is the description of a mountain-goat as having sufficient drink in every case: AO says that إِنْ in this verse is redundant. (Mughnee.) b11: Sometimes, also, one does not require to mention the second إِمَّا, by mentioning what supplies its place; as in the saying, إِمَّا أَنْ تَتَكَلَّمَ بِخَيْرٍ

وَإِلَّا فاسْكُتْ [Either do thou speak what is good or else be silent]. (Mughnee.) [See art. الا, near its end.]

A2: Distinct from the foregoing is إِمَّا in the saying in the Kur [xix. 26], فَإِمَّأِتَريِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًاِ [And if thou see, of mankind, any one]: for this is [a compound of] the conditional إِن and the redundant مَا. (S * in art. امو, and Mughnee.) [In like manner,] you say, in expressing a condition, إِمَّا تَشْتِمَنَّ زْيدًا فَإِنَّهُ يَحْلُمُ عَنْكَ [If thou revile Zeyd, he will treat thee with forbearance]. (Ks, T.) And إِمَّا تَأْتِنِي أُكِْرِمْكَ [If thou come to me, I will treat thee with honour]. (S.) b2: In the following saying, إِمَّا أَنْتَ مُنْطَلِقًا انْطَلَقْتُ [If thou be going away, I go away], the مَا is not that which restrains the particle to which it is subjoined from governing, but is a substitute for a verb; (K and TA in art. مَا;) as though the speaker said, إِذَا صِرْتَ مُنْطَلِقًا [or rather إِنْ صِرْتَ]. (TA in that art.) And hence the saying of the poet, [of which a reading different from that here following has been given voce أَمَّا,] أَبَا خُرَاشَةَ إِمَّا أَنْتَ ذَا نَسفَرٍ

فَإنَّ قَوْمِىَ لَمْ تَإْكُلْهُمُ الضَّبُغُ [O Aboo-Khurásheh, if thou be possessor of a number of men, verily, my people, the year of dearth, or of sterility, hath not consumed them]; as though he said, إِنْ كُنْتُ ذَا نَفَرٍ. (TA in that art.) [But IHsh states the case differently; saying,] An instance of أَمَّا أَنْتَ مُنطَلِقًا انْطَلَقْتُ not used to restrain from governing, but as a substitute for a verb, occurs in the saying, أَمَّا أَنْتَ مُنطَلِقًا اِنْطَلَقْتُ [ Because thou wast going away, I went away]; originally, اِنْطَلَقْتُ لِأَنْ كُنْتَ مُنطَلِقاً: [for an explanation of which, see what is said of أَمَّا أَنْتَ in a reading of the verse commencing with أَبَا خُرَاشَة voce أَمَّا:] but accord. to El-Fárisee and IJ, the government belongs to مَا; not to كَانَ [or كُنْتَ]. (Mughnee in art. مَا.) b3: So too in the saying, اِفْعَلْ هذَا

إِمَّالَا, meaning إِنْ كُنْتَ لَاتَفْعَلُ غَيْرَهُ [i. e. Do thou this if thou wilt not do another thing; or do thou this at least]; (Mughnee and K, each in art. مَا;) indicating a person's refusal to do [fully] that which he is ordered to do: (TA in that art.:) or إِمَّالَا فَافْعَلْ كَذَا, meaning if thou wilt not do that, then do thou this; the three particles [إِنْ and مَا and لَا] being made as one word: so says Lth: (T:) [J says,] إِمَّالَا فَافْعَلْ كَذَا is pronounced with imáleh, [i. e. “ immá-lè,”] and is originally إِن لَا with مَا as a connective; and the meaning is, if that thing will not be, then do thou thus: (S in art. لَا:) [but] AHát [ disallows this pronunciation, and] says, sometimes the vulgar, in the place of اِفْعَلْ ذٰلِكَ إِمَّالَا, say, اِفْعَلْ ذٰلِكَ بَارِى

[Do thou that at least]; but this is Persian, and is rejected as wrong: and they say also, أُمَّالَىْ, with damm to the ا [and with imáleh in the case of the final vowel, and thus it is vulgarly pronounced in the present day]; but this too is wrong; for it is correctly إِمَّالَا, [with kesr, and] not pronounced with imáleh, for particles [in general] are not thus pronounced: (T:) and the vulgar also convert the hemzeh into ه with damm [saying هُمَّالَىْ]. (TA in art. مَا.) [Fei says,] لَا is a substitute for the verb in the saying, إِمَّالَا فَافْعَلْ هٰذَا, the meaning being If thou do not that, then [at least] do thou this: the origin thereof is this; that certain things are incumbent on a man to do, and he is required to do them, but refuses; and then one is content with his doing some, or a part, of them, and says to him thus: i. e., if thou wilt not do all, then do thou this: then the verb is suppressed, on account of the frequency of the usage of the phrase, and مَا is added to give force to the meaning: and some say that it is for this reason that لَا is here pronounced with imáleh; because it serves for the verb; like as بَلَى is, and the vocative يَا: but it is said that it is correctly pronounced without imáleh; because particles [in general] are not pronounced therewith; as Az says. (Msb in art. لَا.) [El-Hareeree says that]

إِمَّالَا is properly [a compound of] three particles, which are إِنْ and مَا and لَا, made as one word, and the ا at the end thereof is like the ا of حُبَارَــى

[in which it is written ى, agreeably with rule]; wherefore it is pronounced with imáleh, like as is the ا of this latter word. (Durrat el-Ghowwás, in De Sacy's Anthol. Gr. Ar. p. 57 of the Arabic text.) In the Lubáb it is said that لَا is used as a negative of the future, as in لا تَفْعَلْ; and the verb [in إِمَّالَا] is suppressed; so it [لا] serves as a substitute in the saying, اِفْعَلْ هٰذَا إِمَّالَا; therefore they pronounce its ا with imáleh: and IAth says that the Arabs sometimes pronounced لَا with a slight imáleh; and the vulgar make the imáleh thereof full, so that its ا becomes ى; but this is wrong. (TA.) You say also, خُذْ هٰذَا إِمَّالَا, meaning Take thou this if thou take not that. (T.) It is related that the Prophet saw a runaway camel, and said, “To whom belongeth this camel? ”

when, lo, some young men of the Ansár said, “ We have drawn water upon him during twenty years, and yet he has in him fat; so we desired to slaughter him; but he escaped from us. ” He said, “Will ye sell him? ” They answered, “No: but he is thine. ” And he said, إِمَّالَا فأَحْسِنُوا إِلَيْهِ حَتَّى يأْتِيَهُ أَجَلُهُ, meaning If ye will not sell him, act well to him until his term of life come to him. (T.)

القُصَيرُ

القُصَيرُ:
بلفظ تصغير قصر، في عدة مواضع، منها:
قصير معين الدين بالغور من أعمال الأردن يكثر فيه قصب السكر، والقصير: ضيعة أول منزل لمن يريد حمص من دمشق، والقصير: موضع قرب عيذاب بينه وبين قوص قصبة الصعيد خمسة أيام وبينه وبين عيذاب ثمانية أيام وفيه مرفأ سفن اليمن، وقال ابن عبد الحكم: المقطم ما بين القصير إلى مقطع الحجارة وما بعد ذلك من اليحموم، وقد اختلف في القصير فقال ابن لهيعة: ليس بقصير موسى، عليه السّلام، ولكنه قصير موسى الساحر، وقال المفضل بن فضالة عن أبيه قال: دخلنا على كعب الأحبار فقال: ممن أنتم؟ قلنا: من مصر، قال: ما تقولون في القصير؟
قلنا: قصير موسى، فقال: ليس بقصير موسى ولكنه قصير عزيز مصر، وكان إذا جرى النيل يترفع فيه، وعلى ذلك فإنه مقدّس من الجبل إلى البحر.

قُباقِبُ

قُباقِبُ:
بالضم، وتكرير القاف والباء، قباقب: ماء لبني تغلب خلف البشر من أرض الجزيرة، ذكره أبو الفرج الأصبهاني في أخبار السّليك بن سلكة، واسم نهر بالثغر، وقد ذكره المتنبي فقال:
وكرّت فمرّت في دماء ملطية، ... ملطية أمّ للبنين ثكول
وأضعفن ما كلّفنه من قباقب ... فأضحى كأنّ الماء فيه عليل
وهو قرب ملطية وهو نهر يدفع في الفرات، وبقباقب قتل نوق بن بريد البكّائي ابن امرأة كعب الأحبار وكان قد خرج في الصائفة.

ظَفَارِ

ظَفَارِ:
في الإقليم الأول، وطولها ثمان وسبعون درجة، وعرضها خمس عشرة درجة، بفتح أوله، والبناء على الكسر، بمنزلة قطام وحذار، وقد أعربه قوم، وهو بمعنى اظفر أو معدول عن ظافر: وهي مدينة باليمن في موضعين، إحداهما قرب صنعاء، وهي التي ينسب إليها الجزع الظفاريّ وبها كان مسكن ملوك حمير، وفيها قيل: من دخل ظفار حمّر، قال الأصمعي: دخل رجل من العرب على ملك من ملوك حمير وهو على سطح له مشرف فقال له الملك:
ثب! فوثب فتكسّر، فقال الملك: ليس عندنا عربيت، من دخل ظفار حمّر، قوله: ثب أي اقعد بلغة حمير، وقوله: عربيت يريد العربية فوقف على الهاء بالتاء، وهي لغة حمير أيضا في الوقف، ووجد على أركان سور ظفار مكتوبا: لمن ملك ظفار، لحمير الأخيار، لمن ملك ظفار، للحبشة الأشرار، لمن ملك ظفار، لفارس الأحبار، لمن ملك ظفار، لحمير سيحار، أي يرجع إلى اليمن، وقد قال بعضهم: إن ظفار هي صنعاء نفسها، ولعلّ هذا كان قديما، فأما ظفار المشهورة اليوم فليست إلا مدينة على ساحل بحر الهند، بينها وبين مرباط خمسة فراسخ، وهي من أعمال الشّحر وقريبة من صحار بينها وبين مرباط، وحدث رجل من أهل مرباط أن مرباط فيها المرسى وظفار لا مرسى بها، وقال لي: إنّ اللّبان لا يوجد في الدنيا إلا في جبال ظفار، وهو غلة لسلطانها، وإنه شجر ينبت في تلك المواضع مسيرة ثلاثة أيام في مثلها وعنده بادية كبيرة نازلة ويجتنيه أهل تلك البادية وذاك أنهم يجيئون إلى شجرته ويجرحونها بالسكّين فيسيل اللبان منه على الأرض ويجمعونه ويحملونه إلى ظفار فيأخذ السلطان قسطه ويعطيهم قسطهم ولا يقدرون أن يحملوه إلى غير ظفار أبدا، وإن بلغه عن أحد منهم أنه يحمله إلى غير بلده أهلكه.

الدَّامُ

الدَّامُ:
والأدمى والرّوحان: من بلاد بني سعد، قاله السكري في شرح قول جرير:
يا حبذا الخرج، بين الدام والأدمى، ... فالرّمث من برقة الرّوحان فالغرف
وقال أيضا:
قد غيّر الرّبع بعد الحيّ إقفار، ... كأنه مصحف يتلوه أحبار
ما كنت جرّبت من صدق ولا صلة ... للغانيات، ولا عنهنّ إقصار
أسقى المنازل، بين الدام والأدمى، ... عين تحلّب بالسعدين مدرار
قال الحفصي: الدام والأدمى من نواحي اليمامة.

الحِيدَينِ

الحِيدَينِ:
بلفظ التثنية، وكسر أوله: اسم مقبرة بإخميم يقال لها الحيدين، قال ميمون بن حبارة الإخميمي: كان معنا رجل فقدمنا فسطاط مصر فتزوّج امرأة وأصدقها مقبرة بإخميم يقال لها الحيدين فكان في ظن المرأة أنها ضيعة له.

حِمْصُ

حِمْصُ:
بالكسر ثم السكون، والصاد مهملة: بلد مشهور قديم كبير مسوّر، وفي طرفه القبلي قلعة حصينة على تلّ عال كبيرة، وهي بين دمشق وحلب في نصف الطريق، يذكر ويؤنث، بناه رجل يقال له حمص بن المهر بن جان بن مكنف، وقيل:
حمص بن مكنف العمليقي، وقال أهل الاشتقاق:
حمص الجرح يحمص حموصا وانحمص ينحمص انحماصا إذا ذهب ورمه، وقال أبو عون في زيجه:
طول حمص إحدى وستون درجة، وعرضها ثلاث وثلاثون درجة وثلثان، وهي في الإقليم الرابع، وفي كتاب الملحمة: مدينة حمص طولها تسع وستون درجة، وعرضها أربع وثلاثون درجة وخمس وأربعون دقيقة، من الإقليم الرابع، ارتفاعها ثمان وسبعون درجة، تحت ثماني درج من السرطان، يقابلها مثلها من الجدي، بيت ملكها مثلها من الحمل، بيت عاقبتها مثلها من الميزان، قال أهل السير: حمص بناها اليونانيون وزيتون فلسطين من غرسهم.
وأما فتحها فذكر أبو المنذر عن أبي مخنف أن أبا عبيدة ابن الجرّاح لما فرغ من دمشق قدم أمامه خالد بن الوليد وملحان بن زيّار الطائي ثم اتبعهما فلما توافوا بحمص قاتلهم أهلها ثم لجؤوا إلى المدينة وطلبوا الأمان والصلح، فصالحوه على مائة ألف وسبعين ألف دينار، وقال الواقدي وغيره: بينما المسلمون على أبواب دمشق إذ أقبلت خيل للعدوّ كثيفة فخرج إليهم جماعة من المسلمين فلقوهم بين بيت لهيا والثنيّة فولّوا منهزمين
نحو حمص على طريق قارا حتى وافوا حمص وكانوا متخوفين لهرب هرقل عنهم فأعطوا ما بأيديهم وطلبوا الأمان، فأمنهم المسلمون فأخرجوا لهم النّزل فأقاموا على الأرنط، وهو النهر المسمى بالعاصي، وكان على المسلمين السّمط بن الأسود الكندي، فلما فرغ أبو عبيدة من أمر دمشق استخلف عليها يزيد بن أبي سفيان ثم قدم حمص على طريق بعلبكّ فنزل بباب الرّستن فصالحه أهل حمص على أن أمنهم على أنفسهم وأموالهم وسور مدينتهم وكنائسهم وأرحائهم واستثنى عليهم ربع كنيسة يوحنا للمسجد واشترط الخراج على من أقام منهم، وقيل: بل السمط صالحهم فلما قدم أبو عبيدة أمضى الصلح، وإن السمط قسم حمص خططا بين المسلمين وسكنوها في كل موضع جلا أهله أو ساحة متروكة، وقال أبو مخنف: أول راية وافت للعرب حمص ونزلت حول مدينتها راية ميسرة بن مسرور العبسي، وأول مولود ولد في الإسلام بحمص أدهم بن محرز، وكان أدهم يقول: إن أمّه شهدت صفين وقاتلت مع معاوية وطلبت دم عثمان، رضي الله عنه، وما أحبّ أن لي بذلك حمر النّعم، قالوا: ومن عجائب حمص صورة على باب مسجدها إلى جانب البيعة على حجر أبيض أعلاه صورة إنسان وأسفله صورة العقرب، إذ أخذ من طين أرضها وختم على تلك الصورة نفع من لدغ العقرب منفعة بينة، وهو أن يشرب الملسوع منه بماء فيبرأ لوقته، وقال عبد الرحمن:
خليليّ، إن حانت بحمص منيّتي، ... فلا تدفناني وارفعاني إلى نجد
ومرّا على أهل الجناب بأعظمي، ... وإن لم يكن أهل الجناب على القصد
وإن أنتما لم ترفعاني، فسلّما ... على صارة فالقور فالأبلق الفرد
لكيما أرى البرق الذي أومضت له ... ذرى المزن، علويّا، وماذا لنا يبدي
وبحمص من المزارات والمشاهد مشهد علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، فيه عمود فيه موضع إصبعه، رآه بعضهم في المنام، وبها دار خالد بن الوليد، رضي الله عنه، وقبره فيما يقال، وبعضهم يقول إنه مات بالمدينة ودفن بها وهو الأصحّ، وعند قبر خالد قبر عياض بن غنم القرشي، رضي الله عنه، الذي فتح بلاد الجزيرة، وفيه قبر زوجة خالد بن الوليد وقبر ابنه عبد الرحمن، وقيل: بها قبر عبيد الله بن عمر بن الخطاب، والصحيح أن عبيد الله قتل بصفين، فإن كان نقلت جثته إلى حمص فالله أعلم، ويقال: إن خالد بن الوليد مات بقرية على نحو ميل من حمص، وإن هذا الذي يزار بحمص إنما هو قبر خالد بن يزيد ابن معاوية، وهو الذي بنى القصر بحمص، وآثار هذا القصر في غربي الطريق باقية، وبحمص قبر سفينة مولى رسول الله، واسم سفينة مهران، وبها قبر قنبر مولى عليّ بن أبي طالب، رضي الله عنه، ويقال:
إن قنبر قتله الحجاج وقتل ابنه وقتل ميثما التّمّار بالكوفة، وبها قبور لأولاد جعفر بن أبي طالب، وهو جعفر الطّيّار، وبها مقام كعب الأحبار ومشهد لأبي الدّرداء وأبي ذرّ، وبها قبر يونان والحارث بن عطيف الكندي وخالد الأزرق الغاضري والحجاج بن عامر وكعب وغيرهم، وينسب إليها جماعة من العلماء، ومن أعيانهم: محمد بن عوف ابن سفيان أبو جعفر الطائي الحمصي الحافظ، قال الإمام أبو القاسم الدمشقي: قدم دمشق فى سنة 217 وروى
عن أبيه وعن محمد بن يوسف القبرياني وأحمد بن يونس وآدم بن أبي إياس وأبي المغيرة الحمصي وعبد السلام ابن عبد الحميد السّكوني وعليّ بن قادم وخلق كثير من هذه الطبقة، وروى عنه أبو زرعة وأبو حاتم الرزاياني وأبو داود السجستاني وابنه أبو بكر وعبد الرحمن بن أبي حاتم ويحيى بن محمد بن صاعد وأبو زرعة الدمشقي وخلق كثير من هذه الطبقة، قال عبد الصمد بن سعيد القاضي: سمعت محمد بن عوف بن سفيان يقول:
كنت ألعب في الكنيسة بالكرة وأنا حدث فدخلت الكرة المسجد حتى وقعت بالقرب من المعافى بن عمران فدخلت لآخذها فقال لي: يا فتى ابن من أنت؟ قلت: أنا ابن عوف، قال: ابن سفيان؟ قلت:
نعم، فقال: أما إنّ أباك كان من إخواننا وكان ممن يكتب معنا الحديث والعلم والذي يشبهك أن تتبع ما كان عليه والدك، فصرت إلى أمي فأخبرتها فقالت: صدق يا بنيّ هو صديق لأبيك، فألبستني ثوبا من ثيابه وإزارا من أزره ثم جئت إلى المعافى ابن عمران ومعي محبرة وورق فقال لي: اكتب حدثنا إسماعيل بن عبد ربه بن سليمان، قال: كتبت إليّ أم الدرداء في لوحي فيما تعلمني اطلبوا العلم صغارا تعلموه كبارا، قال: فإن لكل حاصد ما زرع خيرا كان أو شرّا، فكان أول حديث سمعته، وذكر عند يحيى بن معين حديث من حديث الشام فردّه وقال: ليس هو كذا، قال: فقال له رجل في الحلقة: يا أبا زكرياء إن ابن عوف يذكره كما ذكرناه، قال: فإن كان ابن عوف ذكره فإن ابن عوف أعرف بحديث بلده، وذكر ابن عوف عند عبد الله بن أحمد بن حنبل في سنة 273 فقال: ما كان بالشام منذ أربعين سنة مثل محمد بن عوف، ذكر ابن قانع أنه توفي سنة 269، وقال ابن المنادي:
مات في وسط سنة 272، ومحمد بن عبيد الله بن الفضل يعرف بابن أبي الفضل أبو الحسن الكلاعي الحمصي، حدث عن مصيفي وجماعة كثيرة من طبقته، وروى عنه القاضي أبو بكر الميانجي وأبو حاتم محمد ابن حبّان البستي وجماعة كثيرة من طبقتهما، وكان من الزّهاد، ومات في أول يوم رمضان سنة 309، ومات ابنه أبو علي الحسن لعشر خلون من شهر ربيع الأول سنة 351.
ومن عجيب ما تأمّلته من أمر حمص فساد هوائها وتربتها اللذين يفسدان العقل حتى يضرب بحماقتهم المثل، إنّ أشدّ الناس على علي، رضي الله عنه، بصفين مع معاوية كان أهل حمص وأكثرهم تحريضا عليه وجدّا في حربه، فلما انقضت تلك الحروب ومضى ذلك الزمان صاروا من غلاة الشيعة حتى إن في أهلها كثيرا ممن رأى مذهب النّصيرية وأصلهم الإمامية الذين يسبون السلف، فقد التزموا الضلال أولا وأخيرا فليس لهم زمان كانوا فيه على الصواب.

وحِمْصُ أَيضاً:
بالأندلس، وهم يسمون مدينة إشبيلية حمص، وذلك أن بني أمية لما حصلوا بالأندلس وملكوها سمّوا عدة مدن بها بأسماء مدن الشام، وقال ابن بسّام: دخل جند من جنود حمص إلى الأندلس فسكنوا إشبيلية فسمّيت بهم، وقال محمد بن عبدون يذكرها:
هل تذكر العهد الذي لم أنسه، ... ومودة مخدومة بصفاء
ومبيتنا في أرض حمص، والحجى ... قد حلّ عقد حباه بالصهباء
ودموع طلّ الليل تخلق أعينا ... ترنو إلينا من عيون الماء
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.