Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: جود

الانقطاع

الانقطاع:
[في الانكليزية] Suspension ،end
[ في الفرنسية] Cessation ،fin
هو في اصطلاح المناظرة اختتام البحث، وذلك إمّا بثبوت دعوى المستدل أو دعوى المعترض، وانتقال القائس من علّة إلى أخرى لإثبات حكم القياس يعدّ في عرفهم انقطاعا إذ لم يثبت الحكم بالعلّة الأولى، هكذا يستفاد من التوضيح والتلويح في فصل الانتقال. وعند المحدّثين هو كون الحديث منقطعا؛ قالوا المنقطع حديث لم يتصل سنده سواء سقط ذكر الراوي من أول الإسناد أو وسطه أو آخره، سواء كان الراوي الساقط واحدا أو أكثر مع التوالي أو غيره، فيشتمل المرسل والمعلّق والمعضل والمدلّس، إلّا أنّ الغالب استعماله في رواية من دون التابعي عن الصحابي، كمالك عن ابن عمر، وهو الصحيح المشهور، وذلك السقوط يسمّى بالانقطاع. وسيأتي ما يتعلق بهذا في لفظ المرسل.
ويعرف الانقطاع بمجيئه بوجه آخر بزيادة رجل وعرف أنه لا يتم الإسناد إلّا معه. قيل الظاهر أنّ مناط العلم به على معرفة عدم تمام إسناده، لا على مجيئه من وجه آخر. وقيل هو ما سقط من سنده واحد فقط أو أكثر، لكن بشرط عدم التوالي بأن لا يزيد في كل موضع من الإسناد عن واحد، فيشتمل المرسل والمدلّس دون المعضل عند من اشترط التوالي فيه، وأمّا عند من لم يشترط التوالي فيه فبينه وبين المعضل عموم من وجه، لوجود المنقطع فقط، فيما الساقط واحد، والمعضل فقط فيما الساقط أكثر من واحد، مع التوالي، واجتماعهما فيما الساقط أكثر من واحد مع عدم التوالي، وكذا لحال بينه وبين المعلّق لاجتماعهما فيما الساقط واحد من مبادئ السند، ووجود المنقطع فقط فيما الساقط لا من مبادئ السند، ووجود المعلق فقط فيما الساقط أكثر من واحد من مبادئ السند؛ وكذا الحال عند من قيّد السقوط في المعلّق بالتصرف من مصنف، فيجتمعان فيما الساقط واحد من مصنف ووجد المنقطع فقط فيما لم يكن من مصنف والمعلّق فقط فيما الساقط أكثر من الواحد.
وقيل هو ما سقط من وسط سنده واحد فقط أو أكثر إلى آخر ما مرّ كما وقع في مقدمة ترجمة المشكاة. فعلى هذا لا يشتمل المرسل والمعلّق والمعضل عند من اشترط السقوط في المعضل من الوسط، وأمّا عند من لم يشترط ذلك فبينه وبين المعضل عموم وخصوص من وجه لاجتماعهما، فيما الساقط اثنان من الوسط ووجود المعضل فقط فيما الساقط اثنان من غير الوسط ووجود المنقطع فقط فيما الساقط واحد فقط من الوسط. وقال في التلويح إنّ ترك الراوي واسطة واحدة بين الراويين فمنقطع انتهى. فعلى هذا هو مباين للمعضل وأعم من وجه من المرسل والمعلّق. وقال القسطلاني هو ما سقط من رواته واحد قبل الصحابي وكذا من مكانين أو أكثر بحيث لا يزيد كل سقط منها على راو واحد انتهى. فهذا بعينه هو القول الثاني إلّا أنه لا يشتمل السقوط من آخر السند، وقيل هو ما اختلّ فيه رجل قبل التابعي محذوفا كان الساقط أو مبهما كرجل أو شيخ. وقيل هو ما روي عن تابعي أو من بعده قولا أو فعلا، وردّ بأنّ هذا هو المقطوع، إلّا أن يرتكب التجوّز في الاصطلاح على ما مرّ في المقطوع.
هذا كله ما يستفاد من شرح النخبة وشرحه وخلاصة الخلاصة وغيرها. والمنقطع عند النحاة قسم من المستثنى مقابل للمتّصل.

الأزل

الأزل: القدم الذي ليس له ابتداء، ويطلق مجازا على من طال عمره، والأزل استمرار الوجود في أزمنة مقدرة غير متناهية في جانب الماضي، كما أن الأبد استمراره كذلك في المآل. والأزلي ما ليس بمسبوق بالعدم، والمرجود ثلاثة أقسام لا رابع لها: أزلي أبدي وهو الحق سبحانه، ولا أزلي ولا أبدي وهو الدنيا، وأبدي غير أزلي وهو الآخرة، وعكسه محال إذا ما ثبت قدمه استحال عدمه.
الأزل:
[في الانكليزية] Eternity
[ في الفرنسية] Perennite ،eternite
بفتح الألف والزاء المعجمة دوام الوجود في الماضي كما أنّ الأبد دوامه في المستقبل على ما مرّ. وفي شرح الطوالع في بيان حدوث الأجسام هو ماهية تقتضي اللّامسبوقية بالغير، وهذا معنى ما قيل: الأزل نفي الأولية. وقيل هو استمرار الوجود في أزمنة مقدّرة غير متناهية في جانب الماضي، انتهى. والمعنى الأخير بعينه هو المعنى المذكور سابقا. وقال أهل التصوّف: الأعيان الثابتة وبعض الأرواح المجرّدة أزلية، والفرق بين أزليتها وأزلية المبدع أنّ أزلية المبدع تعالى نعت سلبي بنفي الأولية، بمعنى افتتاح الوجود عن العدم لأنه عين الوجود، وأزلية الأعيان والأرواح دوام وجودها مع دوام مبدعها مع افتتاح الوجود عن العدم، لكونه من غيرها، كذا في شرح الفصوص للمولوي الجامي في الفص الأول.

الْمَاهِيّة

الْمَاهِيّة: كَانَت فِي الأَصْل ماهوية الْيَاء للنسبة وَالتَّاء للمصدرية. ثمَّ قلبت الْوَاو يَاء وأدغمت الْيَاء فِي الْيَاء وَكسرت الْهَاء. وَقَالَ بعض الْعلمَاء الْمَاهِيّة مَأْخُوذَة عَن مَا هُوَ بإلحاق يَاء النِّسْبَة وَحذف إِحْدَى اليائين للتَّخْفِيف وإلحاق التَّاء للنَّقْل من الوصفية إِلَى الاسمية - وَقيل الأَصْل المائية ثمَّ قلبت الْهمزَة هَاء كَمَا فِي قِرَاءَة هياك فِي إياك. وَهِي فِي عرف الْحُكَمَاء بِمَا بِهِ يُجَاب عَن السُّؤَال بِمَا هُوَ فعلى هَذَا يُطلق الْمَاهِيّة على الْحَقِيقَة الْكُلية. وَرُبمَا تفسر بِمَا بِهِ الشَّيْء هُوَ هُوَ فَتطلق على الْحَقِيقَة الْكُلية والجزئية أَيْضا. والحقيقة والماهية مترادفتان فَإِن قيل التَّعْرِيف بِمَا بِهِ الشَّيْء هُوَ هُوَ لَيْسَ بمانع لِأَنَّهُ يصدق على الْعلَّة الفاعلية لِأَن الظَّاهِر أَن يكون الْبَاء فِي قَوْله مَا بِهِ للسَّبَبِيَّة وَالضَّمِير أَن للشَّيْء فَالْمَعْنى الْأَمر الَّذِي بِسَبَبِهِ الشَّيْء ذَلِك الشَّيْء.

وَلَا شكّ: أَنه يصدق على الْعلَّة الفاعلية لِأَن الْإِنْسَان مثلا إِنَّمَا يصير إنْسَانا متمايزا عَن جَمِيع مَا عداهُ بِسَبَب الْفَاعِل وإيجاده إِيَّاه ضَرُورَة أَن الْمَعْدُوم لَا يكون إنْسَانا بل لَا يكون ممتازا عَن غَيره لما تقرر من أَنه لَا تمايز فِي المعدومات فَيلْزم أَن تكون الْعلَّة الفاعلية مَاهِيَّة لمعلولاتها وَهُوَ ظَاهر الْبطلَان. قُلْنَا معنى مَا بِهِ الشَّيْء هُوَ هُوَ مَا بِهِ الشَّيْء ذَلِك الشَّيْء وَالْفَاعِل مَا بِسَبَبِهِ الشَّيْء مَوْــجُود فِي الْخَارِج وَذَلِكَ إِمَّا بِأَن يكون أثر الْفَاعِل نفس مَاهِيَّة ذَلِك الشَّيْء مستتبعا لَهُ استبتاع الضَّوْء للشمس وَالْعقل يتنزع مِنْهُ الْوُــجُود ويصفها بِهِ على مَا قَالَ بِهِ الإشراقيون وَغَيرهم الْقَائِلُونَ بِأَن الماهيات مجعولة فَإِنَّهُم ذَهَبُوا إِلَى أَن الْمَاهِيّة هِيَ الْأَثر الْمُتَرَتب على تَأْثِير الْفَاعِل وَمعنى التَّأْثِير الاستتباع ثمَّ الْعقل ينْزع مِنْهُ الْوُــجُود ويصفها بِهِ. وَالْحَاصِل أَن الْمَاهِيّة مَا بِهِ الشَّيْء ذَلِك الشَّيْء وَالْفَاعِل مَا بِهِ الشَّيْء مَوْــجُود وَكم فرق بَينهمَا وَهَا هُنَا كَلَام طَوِيل فِي حَوَاشِي صَاحب الخيالات اللطيفة والحواشي الحكيمية - وَرُبمَا يُطلق الْمَاهِيّة وَيُرَاد بهَا المجانسة أَي الْمُشَاركَة فِي الْجِنْس المنطقي أَو اللّغَوِيّ الْأَمر الشَّامِل للأنواع أَيْضا فَإِنَّهُ يُقَال مَا عنْدك بِمَعْنى أَن أَي جنس من الْأَجْنَاس عنْدك. فيجاب بِأَنَّهُ إِنْسَان أَو فرس أَو طَعَام وَإِنَّمَا يُرَاد بهَا المجانسة لِأَن معنى مَا السُّؤَال عَن الْجِنْس فَمَعْنَى الْمَاهِيّة الْمَنْسُوب إِلَى مَا أَعنِي مَا يَقع جَوَابا عَنهُ وَهُوَ الْجِنْس فَيكون معنى قَوْلهم وَالله تَعَالَى لَا يُوصف بالماهية أَنه تَعَالَى لَا يُوصف بِأَن لَهُ جِنْسا وَلَا يُقَال إِنَّه تَعَالَى مجانس لشَيْء من الْأَشْيَاء -.
وَالْمرَاد بِالْجِنْسِ فِي قَوْلهم الْمَذْكُور الْجِنْس المنطقي لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ يلْزم التَّرْكِيب لِأَنَّهُ تَعَالَى لَو كَانَ مشاركا للأشياء فِي الْجِنْس المنطقي لَكَانَ مفتقرا إِلَى الْفَصْل الْمُمَيز عَن المتجانسات لِأَن الْجِنْس فِي تحصله وتقومه يكون مفتقرا إِلَى الْفَصْل كَمَا تقرر. فَيلْزم التَّرْكِيب الَّذِي يجب تَنْزِيه الله تَعَالَى عَنهُ بِخِلَاف الْجِنْس اللّغَوِيّ فَإِنَّهُ إِذا قيل إِنَّه تَعَالَى متصف بالماهية أَي المجانسة والمشاركة فِي الْجِنْس اللّغَوِيّ لَا يلْزم التَّرْكِيب فِي ذَاته تَعَالَى لجَوَاز أَن يكون لَهُ تَعَالَى حَقِيقَة نوعية بسيطة فَلَا يلْزم التَّرْكِيب. هَذَا على أصل الْمُتَكَلِّمين فَإِن للْوَاجِب تَعَالَى عِنْدهم حَقِيقَة نوعية بسيطة من غير لُزُوم التَّرْكِيب فِي ذَاته تَعَالَى. وَأما على أصل الفلاسفة فَالْوَاجِب تَعَالَى منزه عَن الْمَاهِيّة بِالْمَعْنَى اللّغَوِيّ أَيْضا لاستلزامه التَّرْكِيب مُطلقًا. فَكل شخص لَهُ مَاهِيَّة كُلية سَوَاء كَانَت نوعية أَو جنسية فَهُوَ مركب عِنْدهم فَافْهَم واحفظ - وللماهية معنى آخر يفهم من كَلَام الشَّيْخ الرئيس فِي الآهيات الشِّفَاء حَيْثُ قَالَ كل بسيط ماهيته ذَاته لِأَنَّهُ لَيْسَ هُنَاكَ شَيْء قَابل لماهيته وَصورته أَيْضا ذَاته لِأَنَّهُ لَا تركيب فِيهِ. وَأَيْضًا الْمَاهِيّة هِيَ الْحَقِيقَة المعراة عَن الْأَوْصَاف فِي اعْتِبَار الْعقل. وَمن هَا هُنَا يُقَال إِن الْوَاجِب سُبْحَانَهُ وجود خَاص قَائِم بِذَاتِهِ ذاتية مَحْضَة لَا مَاهِيَّة لَهُ لِأَن الْمَاهِيّة هِيَ الْحَقِيقَة إِلَى آخِره وَهُوَ سُبْحَانَهُ منزه عَن أَن يلْحقهُ التعرية وَأَن يخيط بِهِ الِاعْتِبَار. وَرُبمَا يفرق بَين الْحَقِيقَة والماهية بِأَن الْوُــجُود مُعْتَبر فِي الْحَقِيقَة دون الْمَاهِيّة وَأَن الْمَاهِيّة تتَنَاوَل الْمَاهِيّة الْمَوْــجُودَــة فِي الْخَارِج وَالْمَفْهُوم الاعتباري أَيْضا بِخِلَاف الْحَقِيقَة فَإِن الْحَقِيقَة أخص والماهية أَعم -
وَعَلَيْك أَن تشكر وَتعلم أَن للماهيات ثَلَاث اعتبارات. الأول: بِشَرْط شَيْء أَي مَعَ الْعَوَارِض فتسمى مخلوطة وَهِي فائزة بالوجود قطعا - وَالثَّانِي: بِشَرْط لَا شَيْء فتسمى مُجَرّدَة لم تُوجد قطّ لتجردها حَتَّى نفوا وجودهَا الذهْنِي وَالْحق إثْبَاته إِذْ لَا حجر فِي التَّصَوُّر. - وَالثَّالِث: لَا بِشَرْط شَيْء فتسمى مُطلقَة وَهِي فِي نَفسهَا لَا مَوْــجُودَــة وَلَا مَعْدُومَة وَلَا كُلية وَلَا جزئية وَكَذَا سَائِر الْعَوَارِض أَي لَيْسَ شَيْء مِنْهَا جزؤها وَلَا عينهَا بل كلهَا خَارِجَة عَنْهَا يَتَّصِف بهَا عِنْد عروضها فمفهوم الْإِنْسَان مثلا فِي نَفسه لَا كلي وَإِلَّا لما حمل على زيد وَلَا جزئي وَإِلَّا لما حمل على كثيرين. لكنه صَالح لكل عَارض يَتَّصِف بِهِ عِنْد عروضه. فبعروض التشخص جزئي وبعروض عَدمه كلي. وَقس عَلَيْهِ فالمعروض وَاحِد والعوارض شَتَّى وَهُوَ مَعَ عَارض غَيره مَعَ آخر فَهُوَ وَاحِد بِالذَّاتِ ومختلف بالحيثيات فاتصف بالمتقابلات. فَفِي الْخَارِج يَتَّصِف بالعوارض الخارجية كالحرارة والبرودة وبتشخص بهَا. وَفِي الذِّهْن بالعوارض الذهنية كالكلية والمفهومية فالماهية وَاحِدَة وَاخْتِلَاف الْأَحْوَال باخْتلَاف الْمحَال. فَكَمَا لَا يلْزم حرارة الْمَوْــجُود الذهْنِي لَا يلْزم كُلية الْمَوْــجُود الْعَيْنِيّ فَافْهَم واحفظ.

ثمَّ اعْلَم أَن الْمَاهِيّة على نَوْعَيْنِ: أَحدهمَا: حَقِيقِيَّة أَي مَوْــجُودَــة بِوُــجُود أصيل. وَثَانِيهمَا: اعتبارية يَعْتَبِرهَا الْعقل إِمَّا بِأَن ينتزعها من أُمُور مَوْــجُودَــة فِي الْخَارِج كالوجوب والإمكان والامتناع وَسَائِر الْأُمُور والاصطلاحية فَإِنَّهَا مفهومات انتزعها الْعقل من الموجودات العينية أَي الخارجية وَلَيْسَ لَهَا وجود أصيلي وَمعنى ثُبُوتهَا فِي نفس الْأَمر ومطابقة أَحْكَامهَا إِيَّاهَا أَن مبدأ انتزاعها أَمر فِي الْخَارِج وَأَنه بِحَيْثُ يُمكن أَن ينتزع الْعقل تِلْكَ الْأُمُور مِنْهُ ويصفه بهَا أَو يخترعها من عِنْد نَفسه كإنسان ذِي راسين وأنياب الأغوال. وَقد ظهر مِمَّا ذكرنَا فَسَاد مَا قيل إِن الاعتبارية الَّتِي وَقعت فِي مُقَابلَة الْمَوْــجُودَــة قِسْمَانِ: أَحدهمَا: مَا لَا يكون لَهُ تحقق فِي نفس الْأَمر إِلَّا بِاعْتِبَار الْمُعْتَبر كالمفهومات الاصطلاحية. وَالثَّانِي: مَفْهُوم لَهُ تحقق فِي نفس الْأَمر بِدُونِ اعْتِبَاره وَإِن لم يكن مَوْــجُودا كالوجوب والإمكان والحدوث وَغَيرهمَا من الْأُمُور الممتنعة الْوُــجُود فِي الْخَارِج. وَقَوْلنَا أَي مَوْــجُودَــة بِوُــجُود أصيل أولى من قَوْلهم أَي مَوْــجُودَــة فِي الْأَعْيَان لِأَن ذَلِك يَشْمَل الصِّفَات الْقَائِمَة بِالنَّفسِ الناطقة. بِخِلَاف قَوْلهم أَي مَوْــجُودَــة فِي الْأَعْيَان كَمَا لَا يخفى. وَقد ظهر من هَذَا التَّحْقِيق معنى الْأُمُور الاعتبارية أَيْضا فَتَأمل.
(الْمَاهِيّة) مَاهِيَّة الشَّيْء كنهه وَحَقِيقَته أخذت من النِّسْبَة إِلَى مَا هُوَ أَو مَا هِيَ (مو) والشهرية أَو الْمُرَتّب الشهري وَهِي كلمة منسوبة إِلَى (ماه) وَمَعْنَاهَا بِالْفَارِسِيَّةِ شهر (ج) ماهيات

علم الشرع

علم الشرع
هو: علم صدر عن الشرع أو توقف عليه العلم الصادر عن الشرع توقف وجود كعلم الكلام أو توقف كمال كعلم العربية والمنطق كذا قال أبو حجر المكي في شرح أربعين النووي.
ومن آلات هذا العلم: علم الصرف والنحو واللغة والمعاني والبيان.
والعلم الشرعي عبارة عن التفسير والحديث.
وأما الفقه: فهو من علوم الدنيا والشرع ما شرعه الله تعالى لعباده من الأحكام التي جاء بها كتابه المنزل ونبيه المرسل الموحي إليه منه تعالى سواء كانت متعلقة بكيفية عمل وتسمى: فرعية وعملية ودون لها علم الفقه أو بكيفية الاعتقاد وتسمى: أصلية واعتقادية ودون لها علم الكلام ويسمى الشرع أيضا: بالدين والملة.
فإن تلك الأحكام من حيث أنها تطاع لها دين.
ومن حيث أنها تملي وتكتب ملة.
ومن حيث أنها مشروعة شرع فالتفاوت بينها بحسب الاعتبار لا بالذات إلا أن الشريعة والملة تضافان إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وإلى الأمة فقط استعمالا والدين يضاف إلى الله تعالى أيضاً.
وقد يعبر عنه بعبارة أخرى فيقال: هو وضع إلهي يسوق ذوي العقول باختبارهم المحمود إلى الخير بالذات وهو ما يصلحهم في معاشهم ومعادهم.
فإن الوضع الإلهي هو: الأحكام التي جاء بها نبي من الأنبياء عليهم السلام.
وقد يخص الشرع بالأحكام العملية الفرعية وإليه يشعر ما في شرح العقائد النسفية.
العلم المتعلق بالأحكام الفرعية يسمى: علم الشرائع والأحكام. وبالأحكام الأصلية يسمى: علم التوحيد والصفات. انتهى.
وما في التوضيح من أن الحكم بمعنى خطاب الله تعالى على قسمين: شرعي: أي خطاب الله بما يتوقف على الشرع ولا يدرك لولا خطاب الشارع كوجوب الصلاة.
وغير شرعي: أي خطابه تعالى بما لا يتوقف على الشرع بل الشرع يتوقف عليه كوجوب الإيمان بالله تعالى ورسوله - صلى الله عليه وسلم – انتهى.
وما في شرح المواقف من أن الشرعي هو الذي يجزم العقل بإمكانه ثبوتا وانتفاء ولا طريق للعقل إليه ويقابله العقلي وهو ما ليس كذلك انتهى.
وقد يطلق الشرع على القضاء أي حكم القاضي.
ثم الشرعي كما يطلق على ما مر كذلك يطلق على مقابل الحسي.
فالحسي: ما له وجود حسي فقط.
والشرعي: ما له وجود شرعي مع الوجود الحسي كالبيع فإن له وجودا حسيا ومع هذا له وجود شرعي فإن الشرع يحكم بأن الإيجاب والقبول الموجودين حسا يرتبطان ارتباطا حكميا فيحصل معنى شرعي يكون الملك أثرا له فذلك المعنى هو البيع حتى إذا وجد الإيجاب والقبول في غير المحل لا يعتبره الشرع كذا في التوضيح وفي التلويح.
وقد يقال: إن الفعل إن كان موضوعا في الشرع لحكم مطلوب فشرعي وإلا فحسي انتهى
وقيل: الشرع المذكور على لسان الفقهاء بيان الأحكام الشرعية.
والشريعة كل طريقة موضوعة بوضع إلهي ثابت من نبي من الأنبياء ويطلق كثيرا على الأحكام الجزئية التي يتهذب بها المكلف معاشا ومعادا سواء كانت منصوصة من الشارع أو راجعة إليه.
والشرع كالشريعة كل فعل أو ترك مخصوص من نبي من الأنبياء صريحا أو دلالة فإطلاقه على الأصول الكلية مجاز وإن كان بخلاف الملة فإن إطلاقها على الفروع مجاز وتطلق على الأصول حقيقة كالإيمان بالله وملائكته ورسله وكتبه وغيرها ولا يتطرق النسخ فيها ولا تختلف الأنبياء فيها.
والشرع عند أهل السنة ورد منشأ للأحكام
وعند أهل الاعتزال ورد مجيزا لحكم العقل ومقررا له لا منشأ وقوله تعالى: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً} قال ابن عباس: الشرعة ما ورد به القرآن والمنهاج ما ورد به السنة.
والشريعة هي: الإئتمار بالتزام العبودية وقيل: هي الطريق في الدين وحينئذ الشرع والشريعة مترادفان كذا في الجرجاني وكذا في كشاف اصطلاحات الفنون.

الحال

الحال: بتخفيف اللام الصفةُ ويطلق على الزمان الذي أنت فيه وبتشديد اللام ضدَّ المؤجل والنسيئة.
الحال: لغة الصفة التي عليها الموصوف. وعند المنطقيين كيفية سريعة الزوال نحو حرارة وبرودة ويبوسة ورطوبة عارضة، ذكره الراغب. وقال ابن الكمال: الحال لغة نهاية الماضي وبداية المستبقل. واصطلاحا: ما يبين هيئة الفاعل أو المفعول به لفظا نحو ضربت زيدا قائما. أو معنى نحو زيد في الدار قائما. والحال عند أهل الحق معنى يرد على القلب بغير تصنع ولا اجتلاب ولا اكتساب من طرب أو حزن أو قبض أو بسط أو هيئة، وتزول بظهور صفات النفس، فإذا دام وصار ملكا يسمى مقاما. فالأحوال مواهب والمقامات مكاسب، والأحوال تأتي من عين الــجود والمقامات تحصل ببذل المجهود.
الحال:
[في الانكليزية] Attribute ،quality ،situation
[ في الفرنسية] Attribut ،qualite ،situation
بتخفيف اللام في اللغة الصفة. يقال كيف حالك أي صفتك. وقد يطلق على الزمان الذي أنت فيه، سمّي بها لأنها تكون صفة لذي الحال كذا في الهداية حاشية الكافية. وجمع الحال الأحوال والحالة أيضا بمعنى الصفة. وفي اصطلاح الحكماء هي كيفية مختصة بنفس أو بذي نفس وما شأنها أن تفارق، وتسمّى بالحالة أيضا، هكذا يفهم من المنتخب وبحر الجواهر.
ويجيء في بيان الكيفيات النفسانية ما يوضح الحال.
وفي اصطلاح الأطباء يطلق على أخصّ من هذا ما في بحر الجواهر الأحوال تقال باصطلاح العام على كل عارض. وبالاصطلاح الخاصّ للأطباء على ثلاثة أشياء فقط: الأول الصحة، والثاني المرض، والثالث الحالة المتوسطة بينهما، فلا تكون العلامات والأسباب بهذا الاصطلاح من الأحوال انتهى. قوله على كل عارض أي مفارق إذ الراسخ في الموضوع يسمّى ملكة لا حالا كما يجيء. والحالة الثالثة وتسمّى بالحالة المتوسطة أيضا عندهم هي الحالة التي لا توجد فيها غاية الصحة ولا غاية المرض كما وقع في بحر الجواهر أيضا ويجيء في لفظ الصحة.
وفي اصطلاح المتكلّمين يطلق لفظ الحال على ما هو صفة لموجود لا موجودة ولا معدومة. فقيد الصفة يخرج الذوات فإنها أمور قائمة بأنفسها، فهي إمّا موجودة أو معدومة ولا [تكون] واسطة بينهما. والمراد بالصفة ما يكون قائما بغيره بمعنى الاختصاص الناعت فيدخل الأجناس والفصول في الأحوال، والأحوال القائمة بذاته تعالى كالعالمية والقادرية عند من يثبتها. وقولهم لموجود أي سواء كان موجودا قبل قيام هذه الصفة أو معه فيدخل الوجود عند من قال فإنه حال، فهذا القيد يخرج صفة المعدوم فإنها معدومة فلا تكون حالا.
والمراد بصفة المعدوم الصفة المختصة به فلا يرد الأحوال القائمة بالمعدوم كالصفات النفسية عند من قال بحاليتها. لا يقال إذا كانت صفات المعدوم معدومة فهي خارجة بقيد لا معدومة فيكون قيد لموجود مستدركا، لأنّا نقول الاستدراك أن يكون القيد الأول مغنيا عن الآخر دون العكس. نعم يرد على من قال إنها لا موجودة لا معدومة قائمة بموجود. ويجاب بأنّ ذكره لكونه معتبرا في مفهوم الحال لا للإخراج.
وقولهم لا موجودة ليخرج الأعراض فإنها متحقّقة باعتبار ذواتها، وإن كانت تابعة لمحالها في التحيّز فهي من قبيل الموجودات. وقولهم لا معدومة ليخرج السّلوب التي تتصف بها الموجودات فإنها معدومات. وأورد عليه الصفات النفسية فإنها عندهم أحوال حاصلة للذوات حالتي وجودها وعدمها. والجواب أنّ اللام في قولهم لموجود ليس للاختصاص بل لمجرد الارتباط والحصول فلا يضرّ حصولها للمعدوم أيضا، إلّا أنّها لا تسمّى حالا إلّا عند حصولها للموجود ليكون لها تحقّق تبعي في الجملة. فالصفات النفسية للمعدومات ليست أحوالا إلّا إذا حصل تلك المعدومات، حينئذ تكون أحوالا. هذا على مذهب من قال بأنّ المعدوم ثابت ومتّصف بالأحوال حال العدم.
وأمّا على مذهب من لم يقل بثبوت المعدوم أو قال به ولم يقل باتّصافه بالأحوال فالاعتراض ساقط من أصله. وقد يفسّر الحال بأنه معلوم يكون تحقّقه بغيره ومرجعه إلى الأول، فإنّ التفسيرين متلازمان.
التقسيم
الحال إمّا معلّل أي بصفة موجودة قائمة بما هو موصوف بالحال كما يعلّل المتحركية بالحركة الموجودة القائمة بالمتحرك، ويعلل القادرية بالقدرة. وإمّا غير معلّل وهو بخلاف ما ذكر، فيكون حالا ثابتا للذات لا بسبب معنى قائم به نحو الأسودية للسواد والعرضية للعلم والجوهرية للجوهر والوجود عند القائل بكونه زائدا على الماهية، فإنّ هذه أحوال ليس ثبوتها لمحالها بسبب معان قائمة بها. فإن قلت جوّز أبو هاشم تعليل الحال بالحال في صفاته تعالى فكيف اشترط في علّة الحال أن تكون موجودة؟

قلت: لعلّ هذا الاشتراط على مذهب غيره.
فائدة:
الحال أثبته إمام الحرمين أولا والقاضي من الأشاعرة وأبو هاشم من المعتزلة، وبطلانه ضروري لأنّ الموجود ما له تحقّق والمعدوم ما ليس كذلك، ولا واسطة بين النفي والإثبات ضرورة، فإن أريد نفي ما ذكرنا من أنّه لا واسطة بين النفي والإثبات فهو سفسطة، وإن أريد معنى آخر بأن يفسّر الموجود مثلا بما له تحقق أصالة والمعدوم بما لا تحقّق له أصلا، فيتصوّر هناك واسطة هي ما يتحقق تبعا، فيصير النزاع لفظيا. والظاهر هو أنّهم وجدوا مفهومات يتصوّر عروض الوجود لها بأن يحاذي بها أمر في الخارج فسمّوا تحققها وجودا وارتفاعها عدما، ووجدوا مفهومات ليس من شأنها ذلك كالأمور الاعتبارية التي يسمّيها الحكماء معقولات ثانية، فجعلوها لا موجودة ولا معدومة، فنحن نجعل العدم للوجود سلب الإيجاب، وهم يجعلونه عدم ملكة، كذا قيل.
وقد ظهر بهذا التأويل أيضا أنّ النزاع لفظي.
وإن شئت زيادة التحقيق فارجع إلى شرح المواقف وحاشيته للمولوي عبد الحكيم في مقدمة الأمور العامة وأخيرها.
وفي اصطلاح الأصوليين يطلق على الاستصحاب.
وفي اصطلاح السالكين هو ما يرد على القلب من طرب أو حزن أو بسط أو قبض كذا في سلك السلوك. وفي مجمع السلوك وتسمّى الحال بالوارد أيضا. ولذا قالوا لا ورد لمن لا وارد له. أحوال عمل القلب التي ترد على قلب السّالك من صفاء الأذكار. وهذا يعني أنّ الأحوال لها علاقة بالقلب وليس بالجوارح.
وهذا المعنى الذي هو غيبي بعد حصول الصّفاء بسبب الأذكار يظهر في القلب. إذن الأحوال هي من جملة المواهب. وأمّا المقامات فمن جملة المكاسب وقيل: الحال معنى يتّصل بالقلب وهو وارد من الله تعالى. وقد يمكن تحصيله بالتكلّف ولكنه يذهب. ويقول بعض المشايخ: للحال دوام وبقاء لأنّ الموصوف إذا لم يتّصف بصفة البقاء فلا يكون حالا. بل لوائح. ولم يصل صاحبه إلى الحال. ألا ترى أنّ المحبة والشوق والقبض والبسط هي من جملة الأحوال، فإن لم يكن لها دوام فلا المحب يكون محبا ولا المشتاق مشتاقا وما لم يتّصف العبد بصفة الحال فلا يطلق عليه ذلك الاسم. ويقول بعضهم بعدم بقاء ودوام الحال، كما قال الجنيد: الحال نازلة تنزل بالقلب ولا تدوم. وفي الاصطلاحات الصوفية لكمال الدين الأحوال هي المواهب الفائضة على العبد من ربه، إمّا واردة عليه ميراثا للعمل الصالح المزكّي للنفس المصفّي للقلب، وإمّا نازلة من الحق تعالى امتنانا محضا. وإنّما سميت الأحوال أحوالا لحول العبد بها من الرسوم الخلقية ودركات البعد إلى الصفات الحقية ودرجات القرب وذلك هو معنى الترقّي.
وفي اصطلاح النّحاة يطلق لفظ يدل على الحال بمعنى الزمان الذي أنت فيه وضعا نحو قالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ صيغته صيغة المستقبل بعينها، وعلى لفظ يبيّن هيئة الفاعل أو المفعول به لفظا أو معنى على ما ذكره ابن الحاجب في الكافية. والمراد بالهيئة الحالة أعم من أن تكون محقّقة كما في الحال المحقّقة أو مقدّرة كما في الحال المقدّرة.
وأيضا هي أعمّ من حال نفس الفاعل أو المفعول أو متعلّقهما مثلا نحو جاء زيد قائما أبوه، لكنه يشكّل بمثل جاء زيد والشمس طالعة، إلّا أن يقال: الجملة الحالية تتضمّن بيان صفة الفاعل أي مقارنة بطلوع الشمس.
وأيضا هي أعمّ من أن تدوم الفاعل أو المفعول أو تكون كالدائم لكون الفاعل أو المفعول موصوفا بها غالبا كما في الحال الدائمة، ومن أن تكون بخلافه كما في الحال المنتقلة. ولا بدّ من اعتبار قيد الحيثية المتعلّقة بقوله يبيّن أي يبيّن هيئة الفاعل أو المفعول به من حيث هو فاعل أو مفعول. فبذكر الهيئة خرج ما يبيّن الذات كالتمييز، وبإضافتها إلى الفاعل والمفعول به يخرج ما يبيّن هيئة غيرهما كصفة المبتدأ نحو: زيد العالم أخوك. وبقيد الحيثية خرج صفة الفاعل أو المفعول فإنّها تدلّ على هيئة الفاعل أو المفعول مطلقا لا من حيث إنّه فاعل أو مفعول. ألا ترى أنهما لو انسلخا عن الفاعلية والمفعولية وجعلا مبتدأ وخبرا أو غير ذلك كان بيانها لهيئتهما محالا. وهذا الترديد على سبيل منع الخلوّ لا الجمع، فلا يخرج منه نحو ضرب زيد عمروا راكبين. والمراد بالفاعل والمفعول به أعمّ من أن يكون حقيقة أو حكما فيدخل فيه الحال عن المفعول معه لكونه بمعنى الفاعل أو المفعول به، وكذا عن المصدر مثل:
ضربت الضرب شديدا فإنه بمعنى أحدثت الضرب شديدا، وكذا عن المضاف إليه كما إذا كان المضاف فاعلا أو مفعولا يصحّ حذفه وقيام المضاف إليه مقامه، فكأنّه الفاعل أو المفعول نحو: بَلْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً إذ يصح أن يقال: بل نتبع إبراهيم حنيفا، أو كان المضاف فاعلا أو مفعولا وهو جزء المضاف إليه، فكان الحال عنه هو الحال عن المضاف، وإن لم يصح قيامه مقامه كمصبحين في قوله تعالى أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ فإنّه حال عن هؤلاء باعتبار أن الدابر المضاف إليه جزؤه وهو مفعول ما لم يسمّ فاعله باعتبار ضميره المستكن في المقطوع. ولا يجوز وقوع الحال عن المفعول فيه وله لعدم كونهما مفعولين لا حقيقة ولا حكما.
اعلم أنّه جوّز البعض وقوع الحال عن المبتدأ كما وقع في چلپي التلويح، وجوّز المحقق التفتازاني والسيّد الشريف وقوع الحال عن خبر المبتدأ، وقد صرّح في هداية النحو أنّه لا يجوز الحال عن فاعل كان. فعلى مذهبهم هذا الحدّ لا يكون جامعا، والظاهر أنّ مذهب ابن الحاجب مخالف لمذهبهم، ولذا جعل الحال في: زيد في الدار قائما عن ضمير الظرف لا من زيد المبتدأ، وجعل الحال في:
هذا زيد قائما عن زيد باعتبار كونه مفعولا لأشير أو أنبه المستنبطين من فحوى الكلام.
وقوله لفظا أو معنى أي سواء كان الفاعل والمفعول لفظيا بأن يكون فاعلية الفاعل ومفعولية المفعول باعتبار لفظ الكلام ومنطوقه من غير اعتبار أمر خارج يفهم من فحوى الكلام، سواء كانا ملفوظين حقيقة نحو ضربت زيدا قائما أو حكما نحو زيد في الدار قائما، فإنّ الضمير المستكن في الظرف ملفوظ حكما أو معنويا بأن يكون فاعلية الفاعل ومفعولية المفعول باعتبار معنى يفهم من فحوى الكلام، نحو: هذا زيد قائما، فإنّ لفظ هذا يتضمن الإشارة والتنبيه أي أشير أو أنبّه إلى زيد قائما.
التقسيم

تنقسم الحال باعتبارات. الأول: انقسامها باعتبار انتقال معناها ولزومه إلى قسمين منتقلة وهو الغالب وملازمة وذلك واجب في ثلاث مسائل إحداها الجامدة الغير المؤوّلة بالمشتقّ نحو هذا مالك ذهبا وهذه جبّتك خزّا. وثانيتها المؤكّدة نحو وَلَّى مُدْبِراً. وثالثتها التي دلّ عاملها على تجدّد صاحبها نحو وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً. وتقع الملازمة في غير ذلك بالسماع، ومنه قائِماً بِالْقِسْطِ إذا أعرب حالا. وقول جماعة إنها مؤكّدة وهم لأنّ معناها غير مستفاد مما قبلها هكذا في المغني.
الثاني انقسامها بحسب التبيين والتوكيد إلى مبيّنة وهو الغالب وتسمّى مؤسّسة أيضا. وإلى مؤكّدة وهي التي يستفاد معناها بدونها وهي ثلاثة:
مؤكّدة لعاملها نحو ولى مدبرا، ومؤكّدة لصاحبها نحو جاء القوم طرا ونحو لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً ومؤكّدة لمضمون جملة نحو زيد أبوك عطوفا. وأهمل النحاة المؤكّدة لصاحبها، ومثّل ابن مالك وولده بتلك الأمثلة للمؤكّدة لعاملها وهو سهو هكذا في المغني.
قال المولوي عصام الدين الحال الدائمة ما تدوم ذا الحال أو تكون كالدائم له والمنتقلة بخلافها، وقد سبق إليه الإشارة في بيان فوائد قيود التعريف. وصاحب المغني سمّاها أي الحال الدائمة بالملازمة، إلّا أنّ ظاهر كلامهما يدلّ على أنها تكون دائمة لذي الحال لا أن تكون كالدائمة له فليس فيما قالا مخالفة كثيرة إذ يمكن التوفيق بين كلاميهما بأن يراد باللزوم في كلام صاحب المغني أعمّ من اللزوم الحقيقي والحكمي، فعلم من هذا أنّ المنتقلة مقابلة للدائمة وأنّ المؤكّدة قسم من الدائمة مقابلة للمؤسّسة. ومنهم من جعل المؤكّدة مقابلة للمنتقلة. فقد ذكر في الفوائد الضيائية أنّ الحال المؤكدة مطلقا هي التي لا تنتقل من صاحبها ما دام موجودا غالبا، بخلاف المنتقلة وهي قيد للعامل بخلاف المؤكّدة انتهى.

وقال الشيخ الرضي: الحال على ضربين:
منتقلة ومؤكّدة، ولكل منهما حد لاختلاف ماهيتهما. فحدّ المنتقلة جزء كلام يتقيد بوقت حصول مضمونه تعلق الحدث بالفاعل أو المفعول وما يجري مجراهما. وبقولنا جزء كلام تخرج الجملة الثانية في ركب زيد وركب مع ركوبه غلامه إذا لم تجعلها حالا. وبقولنا بوقت حصول مضمونه يخرج نحو: رجع القهقرى لأنّ الرجوع يتقيّد بنفسه لا بوقت حصول مضمونه.
وقولنا تعلق الحدث فاعل يتقيّد ويخرج منه النعت فإنّه لا يتقيد بوقت حصوله ذلك التعلّق، وتدخل الجملة الحالية عن الضمير لإفادته تقيّد ذلك التعلّق وإن لم يدلّ على هيئة الفاعل والمفعول. وقولنا وما يجري مجراهما يدخل فيه الحال عن الفاعل والمفعول المعنويين وعن المضاف إليه. وحدّ المؤكّدة اسم غير حدث يجيء مقررا لمضمون جملة. وقولنا غير حدث احتراز عن نحو رجع رجوعا، انتهى حاصل ما ذكره الرضي.
وفي غاية التحقيق ما حاصله أنّهم اختلفوا. فمنهم من قال لا واسطة بين المنتقلة والمؤكّدة فالمؤكّدة ما تكون مقررة لمضمون جملة اسمية أو فعلية والمنتقلة ما ليس كذلك.

ومنهم من أثبت الواسطة بينهما فقال: المنتقلة متجدّدة لا تقرّر مضمون ما قبلها سواء كان ما قبلها مفردا أو جملة اسمية أو فعلية، والمؤكّدة تقرّر مضمون جملة اسمية، والدائمة تقرّر مضمون جملة فعلية انتهى.
الثالث انقسامها بحسب قصدها لذاتها والتوطئة بها إلى قسمين: مقصودة وهو الغالب وموطئة وهي اسم جامد موصوف بصفة هي الحال في الحقيقة بأن يكون المقصود التقييد بها لا بموصوفها، فكأنّ الاسم الجامد وطّاء الطريق لما هو حال في الحقيقة، نحو قوله تعالى إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا، ونحو فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا، فإنّ القرآن والبشر ذكرا لتوطئة ذكر عربيا وسويّا. وتقول جاءني زيد رجلا محسنا.
فما قيل القول بالموطئة إنّما يحسن إذا اشترط الاشتقاق، وأما إذا لم يشترط فينبغي أن يقال في جاءني زيد رجلا بهيّا إنّهما حالان مترادفان ليس بشيء.
الرابع انقسامها بحسب الزمان إلى ثلاثة أقسام: مقارنة وتسمّى الحال المحققة أيضا وهو الغالب نحو وَهذا بَعْلِي شَيْخاً ومقدّرة وهي المستقبلة نحو فَادْخُلُوها خالِدِينَ، أي مقدّرين الخلود ونحو وَبَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيًّا أي مقدّرا نبوته، ومحكية وهي الماضية نحو جاء زيد أمس راكبا.
الخامس انقسامها باعتبار تعدّدها واتحاد أزمنتها واختلافها إلى المتوافقة والمتضادة، فالمتوافقة هي الأحوال التي تتحد في الزمان والمتضادة ما ليس كذلك.
السادس انقسامها باعتبار وحدة ذي الحال وتعدّده إلى المتزادفة والمتداخلة. فالمترادفة هي الأحوال التي صاحبها واحد والمتداخلة ما ليس كذلك بل يكون الحال الثانية من ضمير الحال الأولى. وفي الإرشاد يجوز تعدّد الحال متوافقة سواء كانت مترادفة أو متداخلة، وكذا متضاده مترادفة لا غير. فالمتوافقة المتداخلة نحو جاءني زيد راكبا قارئا على أن يكون قارئا حالا من ضمير راكبا. فإن جعلت قارئا حالا من زيد يصير هذا مثالا للمتوافقة المترادفة. والمتضادة المترادفة نحو رأيت زيدا راكبا ساكنا.
فائدة:
إن كان الحالان مختلفتين فالتفريق واجب نحو لقيته مصعدا منحدرا أي لقيته وأنا مصعد وهو منحدر أو بالعكس. وإن كانتا متفقتين فالجمع أولى نحو لقيته راكبين أو لقيت راكبا زيدا راكبا أو لقيت زيدا راكبا راكبا. قال الرضي إن كانتا مختلفتين فإن كان قرينة يعرف بها صاحب كلّ واحد منهما جاز وقوعهما كيف كانتا نحو لقيت هندا مصعدا منحدرة، وإن لم تكن فالأولى أن يجعل كلّ حال بجنب صاحبه نحو لقيت منحدرا زيدا مصعدا. ويجوز على ضعف أن يجعل حال المفعول بجنبه ويؤخّر حال الفاعل، كذا في العباب. فائدة: يجتمع الحال والتمييز في خمسة أمور: الأول الاسمية. والثاني التنكير. والثالث كونهما فضلة. والرابع كونهما رافعين للإبهام.
والخامس كونهما منصوبين. ويفترقان في سبعة أمور: الأول أنّ الحال قد تكون جملة وظرفا وجارا ومجرورا والتمييز لا يكون إلّا اسما.
والثاني أنّ الحال قد يتوقف معنى الكلام عليها نحو لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى بخلاف التمييز. الثالث أنّ الحال مبيّنة للهيئات والتمييز مبيّن للذوات. الرابع أنّ الحال قد تتعدّد بخلاف التمييز. الخامس أنّ الحال تتقدم على عاملها إذا كان فعلا متصرفا أو وصفا يشبهه، بخلاف التمييز على الصحيح. السادس أنّ الحال تؤكّد لعاملها بخلاف التمييز. السابع أنّ حقّ الحال الاشتقاق وحق التمييز الجمود.
وقد يتعاكسان فتقع الحال جامدة نحو هذا مالك ذهبا، والتمييز مشتقا نحو لله دره فارسا. وكثير منهم يتوهّم أنّ الحال الجامدة لا تكون إلّا مؤوّلة بالمشتق وليس كذلك. فمن الجوامد الموطئة كما مرّ. ومنها ما يقصد به التشبيه نحو جاءني زيد أسدا أي مثل أسد. ومنها الحال في نحو بعت الشاة شاة ودرهما، وضابطته أن تقصد التقسيط فتجعل لكل جزء من أجزاء المتجزئ قسطا وتنصب ذلك القسط على الحال، وتأتي بعده بجزء تابع بواو العطف أو بحرف الجر نحو بعت البرّ قفيزين بدرهم، كذا في الرضي والعباب. ومنها المصدر المؤوّل بالمشتق نحو أتيته ركضا أي راكضا، وهو قياس عند المبرّد في كل ما دلّ عليه الفعل. ومعنى الدلالة أنه في المعنى من تقسيمات ذلك الفعل وأنواعه نحو أتانا سرعة ورجلة خلافا لسيبويه حيث قصره على السماع. وقد تكون غير مصدر على ضرب من التأويل بجعله بمعنى المشتق نحو جاء البرّ قفيزين. ومنه ما كرّر للتفصيل نحو بينت حسابه بابا بابا أي مفصّلا باعتبار أبوابه، وجاء القوم ثلاثة ثلاثة أي مفصّلين باعتبار هذا العدد، ونحو دخلوا رجلا فرجلا، أو ثم رجلا أي مرتّبين بهذا الترتيب. ومنه كلّمته فاه إلى فيّ وبايعته يدا بيد انتهى.
والحال في اصطلاح أهل المعاني هي الأمر الداعي إلى التكلّم على وجه مخصوص أي الداعي إلى أن يعتبر مع الكلام الذي يؤدّى به أصل المعنى خصوصية ما هي المسمّاة بمقتضى الحال، مثلا كون المخاطب منكرا للحكم حال يقتضي تأكيد الحكم والتأكيد مقتضاها، وفي تفسير التكلّم الذي هو فعل اللسان باعتبار الذي هو فعل القلب مسامحة مبالغة في التنبيه على أنّ التكلّم على الوجه المخصوص إنما يعدّ مقتضى الحال إذا اقترن بالقصد والاعتبار، حتى إذا اقتضى المقام التأكيد ووقع ذلك في كلام بطريق الاتفاق لا يعدّ مطابقا لمقتضى الحال. وفي تقييد الكلام بكونه مؤدّيا لأصل المعنى تنبيه على أنّ مقتضيات الأحوال تجب أن تكون زائدة على أصل المعنى، ولا يرد اقتضاء المقام التجرّد عن الخصوصيات لأنّ هذا التجرّد زائد على أصل المعنى. وهذا هو مختار الجمهور، وإليه ذهب صاحب الأطول، فقال: مقتضى الحال هو الخصوصيات والصفات القائمة بالكلام.
فالخصوصية من حيث إنها حال الكلام ومرتبط به مطابق لها من حيث إنها مقتضى الحال والمطابق والمطابق متغايران اعتبارا على نحو مطابقة نسبة الكلام للواقع. وعلى هذا النحو قولهم: علم المعاني علم يعرف به أحوال اللفظ العربي التي بها يطابق اللفظ مقتضى الحال أي يطابق صفة اللفظ مقتضى الحال، وهذا هو المطابق بعبارات القوم حيث يجعلون الحذف والذكر إلى غير ذلك معلّلة بالأحوال. ولذا يقول السكّاكي الحالة المقتضية للذكر والحذف والتأكيد إلى غير ذلك، فيكون الحال هي الخصوصية وهو الأليق بالاعتبار لأنّ الحال عند التحقيق لا تقتضي إلّا الخصوصيات دون الكلام المشتمل عليها كما ذهب إليه المحقّق التفتازاني، حيث قال في شرح المفتاح: الحال هو الأمر الداعي إلى كلام مكيّف بكيفية مخصوصة مناسبة. وقال في المطول: مقتضى الحال عند التحقيق هو الكلام المكيّف بكيفية مخصوصة. ومقصوده إرادة المحافظة على ظاهر قولهم هذا الكلام مطابق لمقتضى الحال، فوقع في الحكم بأنّ مقتضى الحال هو الكلام الكلّي والمطابق هو الكلام الجزئي للكلّي، على عكس اعتبار المنطقيين من مطابقة الكلّي للجزئي، فعدل عمّا هو ظاهر المنقول وعمّا هو المعقول، وارتكب التكلّف المذكور.
فائدة: قال المحقّق التفتازاني الحال والمقام متقاربان بالمفهوم والتغاير بينهما بالاعتبار، فإنّ الأمر الداعي مقام باعتبار توهّم كونه محلا لورود الكلام فيه على خصوصية، وحال باعتبار توهّم كونه زمانا له. وأيضا المقام يعتبر إضافته في أكثر الأحوال إلى المقتضى بالفتح إضافة لامية، فيقال مقام التأكيد والإطلاق والحذف والإثبات والحال إلى المقتضي بالكسر إضافة بيانية، فيقال حال الإنكار وحال خلوّ الذهن وغير ذلك. ثم تخصيص الأمر الداعي بإطلاق المقام عليه دون المحلّ والمكان والموضع إمّا باعتبار أنّ المقام من قيام السوق بمعنى رواجه، فذلك الأمر الداعي مقام التأكيد مثلا أي محل رواجه، أو لأنه كان من عادتهم القيام في تناشد الأشعار وأمثاله فأطلق المقام على الأمر الداعي لأنهم يلاحظونه في محل قيامهم. وقال صاحب الأطول: الظاهر أنهما مترادفان إذ وجه التسمية لا يكون داخلا في مفهوم اللفظ حتى يحكم بتعدد المفهوم بالاعتبار، ولذا حكمنا بالترادف.
وهاهنا أبحاث تطلب من الأطول والمطوّل وحواشيه.

التّقدّم

التّقدّم:
[في الانكليزية] Advance ،precedence ،priority ،development
[ في الفرنسية] Devancement ،anteriorite ،priorite ،developpement
هو عند الحكماء يطلق على خمسة أشياء بالاشتراك اللفظي على ما ذهب إليه المحقّقون، وبالاشتراك المعنوي على ما ذهب إليه جمّ غفير كما في بعض حواشي شرح هداية الحكمة.
وقيل بالحقيقة والمجاز. الأول التقدّم بالزمان وهو كون المتقدّم في زمان لا يكون المتأخر فيه كتقدم موسى على عيسى عليهما السلام، فإنه ليس لذات موسى ولا لشيء من عوارضه إلّا الزمان، فمعناه أنّ موسى وجد في زمان ثم انقضى ذلك الزمان وجاء زمان آخر وجد فيه عيسى. فالتقدم هاهنا صفة للزمان أولا وبالذات.
الثاني التقدّم بالشرف وهو أن يكون للسابق زيادة كمال من المسبوق كتقدم أبي بكر على عمر رضي الله عنهما. ولا شك أنّ زيادة الكمال هو السبب للتقدم في المجالس غالبا.
الثالث التقدّم بالرتبة بأن يكون المتقدم أقرب إلى مبدأ معيّن وسمّاه البعض بالتقدّم بالمكان.
والترتب إمّا عقلي كما في الأجناس المترتبة على سبيل التصاعد والأنواع الإضافية المترتبة على سبيل التنازل، فإنّ كلّ واحد من هذه الأمور المرتّبة واقع في مرتبة يحكم العقل باستحالة وقوعه في غيرها، وإمّا وضعي وهو أن يمكن وقوع المتقدّم في مرتبة المتأخر كما في صفوف المسجد، ويختلف ذلك التقدم الرتبي بحيث يصير المتقدم متأخرا والمتأخر متقدما بسبب اختلاف المبدأ. فقد تبتدئ أنت من المحراب فيكون الصف الأول متقدما على الصف الأخير وقد تبتدئ من الباب فينعكس الحال، وكذا الأجناس فإنّك إذا جعلت الجوهر مبدأ كان الجسم متقدما على الحيوان، وإن جعلت الإنسان مبدأ انعكس الأمر. الرابع التقدم بالطّبع وهو أن يكون المتقدم محتاجا إليه المتأخّر ولا يكون علّة تامة له كتقدّم الواحد على الاثنين وتقدّم سائر العلل الناقصة على معلولاتها وسماه صاحب المواقف بالتقدّم بالذات أيضا، وخصّه بجزء الشيء مقيسا إلى كله دون سائر علله الناقصة فقد خالف المشهور. الخامس التقدم بالعلية، وربما يقال له التقدم بالذات أيضا بأن يكون المتقدّم هو الفاعل المستقلّ بالتأثير ويسمّى علّة تامة لاستجماعه شرائط التأثير وارتفاع موانعه، وما سواه من العلل الناقصة متقدّم بالطبع. وأمّا العلة التامة بمعنى جميع ما يتوقّف عليه وجود المعلول فهي قد تكون متقدّمة على المعلول وذلك إذا كانت هي العلّة الفاعلية وحدها كما في البسيط الصادر عن الموجب بلا اشتراط أمر في تأثيره ولا تصوّر مانع أو مع اعتبار شيء معها من شرط أو ارتفاع مانع، أو كانت هي الفاعلية مع الغائية كما في البسيط الصادر عن المختار سواء اعتبر هناك شرط أو لا. أمّا إذا كانت العلّة التّامة هي الفاعلية مع المادية والصورية سواء كان هناك علّة غائية كما في المركّب الصادر عن المختار أو لا كما في المركّب الصادر عن الموجب لا يتصور تقدّمها على معلولها لأنّ مجموع الأجزاء المادية والصورية عين الماهية والشيء لا يتقدم على نفسه فكيف يتقدم عليهما مع انضمام أمرين آخرين إليه؟ ويمكن أن يقال المعتبر في العلّة التامة الصورة والمادة بدون انضمام إحداهما إلى الأخرى والمعلول هما مع الانضمام، فلا يلزم تقدّم الشيء على نفسه. وما قيل إنّ ذلك الانضمام إمّا أن يتوقف عليه وجود المعلول فيكون معتبرا في جانب العلة فيلزم المحال المذكور أو لا، فلا يعتبر في المعلول فليس بشيء، لجواز أن يكون ذلك الانضمام لازما لوجود المعلول معتبرا فيه من غير أن يتوقّف عليه وجوده. ولا يلزم من عدم توقف الوجود عدم الاعتبار فتدبر. هذا والمتقدم بالعلّية عند صاحب المحاكمات هو الفاعل مطلقا سواء كان مستقلا بالتأثير أو لا.
اعلم أنّ المتقدم بالعلّية والمتقدّم بالطبع مشتركان في معنى واحد وهو الترتّب العقلي الموجب لامتناع وجود المتأخر بدون المتقدّم، فهذا المعنى المشترك يسمّى التقدّم بالذات أيضا. وربما يقال للمعنى المشترك التقدّم بالطبع. ويخصّ التقدّم بالعلّية باسم التقدّم بالذات، والشيخ استعملهما في قاطيغورياس الشفاء كذلك، وفي شرح حكمة العين وربّما يقال للمعنى المشترك التقدم الحقيقي فإنّ ما سواه ليس بحقيقي بل إطلاق لفظ المتقدّم عليه بالعرض والمجاز، فإنّ المتقدّم بالزمان ليس التقدّم له بالذات والحقيقة، بل لأجزاء الزمان فالتقدّم الحقيقي بين الزمانين وهو بالطبع، لا بين الشخصين، وكذا الحال في التقدّم بالشرف، إذ صاحب الفضيلة ربّما قدّم في الشروع في الأمور أو في منتصب الجلوس فيرجع إلى التقدم الزماني، والرتبي راجع إلى الزماني أيضا. فإنّه إذا قيل بغداد قبل البصرة فهو بالنسبة إلى القاصد المنحدر، ولا معنى لهذا التقدّم إلّا أنّ زمان وصوله إلى بغداد قبل زمان وصوله إلى البصرة. وأما القاصد المتصعّد فبالعكس وليس أحدهما قبل الآخر بذاته ولا بحسب حيّزه ومكانه، بل بحسب الزمان على الوجه المذكور، فعلم من هذا أنّ التقدّم ليس مقولا على الخمسة بالتواطؤ ولا بالتشكيك بل بالحقيقة والمجاز كذا قيل انتهى.
قال المتكلّمون هاهنا نوع آخر من التقدّم وهو تقدّم بعض أجزاء الزمان على البعض كتقدم الأمس على اليوم واليوم على الغد، فإنه ليس تقدما بالعلية ولا بالذات لوجوب اجتماع المتقدم والمتأخر من هذين النوعين، ولا يجوز الاجتماع في أجزاء الزمان ولا بالشرف والرتبة وهو ظاهر، ولا بالزمان وإلّا لزم أن يكون للزمان زمان وأجاب الحكماء عنه بأنّ ذلك هو التقدّم الزماني وأنه لا يعرض أولا وبالذات إلّا للزمان فإذا أطلقناه على غيره كان ذلك تقدما بالعرض كما أنّ القسمة تعرض للكم أولا وبالذات، فإذا عرضت لغيره كان بواسطة الكم وذلك لا يوجب للكم كمّا آخر، فكذلك هاهنا إذا قلنا لغير الزمان إنه متقدّم بالتقدم الزماني أردنا أنّ زمانه متقدّم، ولا يوجب ذلك أن يكون للزمان زمان، وهذا مبنى لأبحاث كثيرة بين الطائفتين، منها أنّ الحكماء لما جعلوه راجعا إلى التقدّم الزماني ادعوا قدم الزمان المستلزم لقدم الحركة والمتحرّك، إذ لو كان حادثا لكان عدمه سابقا على وجوده سبقا زمانيا فيلزم وجود الزمان حال عدمه. والمتكلّمون لمّا جعلوه قسما برأسه جوّزوا تقدّم عدم الزمان على وجوده تقدّما يستحيل معه اجتماع المتقدّم مع المتأخّر من غير أن يكون مع عدم الزمان زمان.
تنبيه
التقدّم إن اعتبر بين أجزاء الماضي فكلّما كان أبعد من الآن الحاضر فهو المتقدّم وإن اعتبر فيما بين أجزاء المستقبل فكلّما هو أقرب إلى الآن الحاضر فهو المتقدّم وإن اعتبر فيما بين الماضي والمستقبل فقد قيل الماضي مقدّم على المستقبل وهذا هو الصحيح عند الجمهور، وهذا بالنظر إلى ذاتهما. ومنهم من عكس الأمر نظرا إلى عارضهما فإنّ كل زمان يكون أولا مستقبلا ثم يصير حالا ثم يصير ماضيا فكونه مستقبلا يعرض له قبل كونه ماضيا.
فائدة:
جميع أنواع التقدّم مشترك في معنى واحد وهو أنّ للمتقدّم أمرا زائدا ليس للمتأخّر ففي الذاتي كونه محتاجا إليه المتأخّر وفي الزماني كونه مضى له زمان أكثر لم يمض للمتأخّر.
وفي الشرف زيادة كمال وفي الرتبي وصول إليه من المبدأ أولا.
فائدة:
إذا عرف أقسام التقدّم عرف أقسام التأخّر لكونه ضدا له وإذا عرف أقسامهما عرف أقسام المعية بالمقايسة، فهي إمّا بالزمان فقط كالعلّية مع المعلول وذلك في غير المفارقات لأنها غير زمانية وإمّا بالعلّية كعلتين لمعلول واحد نوعي كالنار والشعاع بالنسبة إلى الحرارة النوعية أو لمعلولين شخصيين من نوع واحد، وإمّا بالطبع كجزءين مقوّمين لماهية واحدة في مرتبة واحدة، وإمّا بالشرف كشخصين متساويين في الفضلية، وإمّا بالرتبة كنوعين متقابلين تحت جنس واحد وشخصين متساويين في القرب إلى المحراب.
هكذا كله خلاصة ما في شرح المواقف وشرح حكمة العين وشرح هداية الحكمة وغيرها.

شريك الْبَارِي

شريك الْبَارِي: أَي مَا يُشَارك ذَاته فِي صِفَاته فَإِنَّهُ مُمْتَنع الْوُــجُود فِي الْخَارِج لما دلّ عَلَيْهِ برهَان تَوْحِيد الْوَاجِب الْوُــجُود وَكَذَلِكَ فِي الذِّهْن إِذْ مَا حصل فِي الذِّهْن لَا يكون مَوْصُوفا بصفاته هَذَا إِذا أُرِيد بِهِ ذَات الْوَاجِب الْوُــجُود المشارك لَهُ تَعَالَى فِي جَمِيع صِفَاته فِي الْخَارِج أَعنِي الجزئي الْحَقِيقِيّ الَّذِي يصدق عَلَيْهِ مَفْهُوم شريك الْبَارِي الَّذِي هُوَ كلي مُمْتَنع الْوُــجُود فِي الْخَارِج والذهن فَتَأمل. وَلِهَذَا المرام زِيَادَة تَفْصِيل وتوضيح فِي الْمُوجبَة إِن شَاءَ الله تَعَالَى.

المقابلة

المقابلة:
[في الانكليزية] Opposition ،reciprocity ،oxymoron
[ في الفرنسية] Opposition ،reciprocite ،oxymoron
هي عند المنجّمين كون الكوكبين بحيث يكون البعد بينهما بقدر نصف فلك البروج ككون الزهرة في أول درجة الحمل والمريخ في أول درجة الميزان، ومقابلة الشمس والقمر يسمّى استقبالا وامتلاء. وعند المحاسبين عبارة عن إسقاط الأجناس المشتركة في كلّ واحد من المتعادلين أي المتساويين وهذا مستعمل في علم الجبر والمقابلة. مثاله شيء وعشرة أعداد يعدل مائة، فالجنس المشترك في الطرفين المتعادلين والعشرة التي هي من جنس العدد توجد في كلّ واحد من شيء وعشرة ومائة، فإذا أسقطناها من الطرفين بقي شيء معادلا لتسعين، فهذا الإسقاط هو المقابلة كذا في شرح خلاصة الحساب.
وعند أهل البديع هي أن يؤتى بمعنيين متوافقين أو بمعان متوافقة، ثم بما يقابل ذلك على الترتيب ويسمّى بالتقابل أيضا. وأمّا ما وقع في العضدي من أنّ التقابل ذكر معنيين متقابلين، فقد قال السّيّد السّند إنّه خلاف المشهور فإنّ ما ذكره تفسير للمطابقة، والتقابل قسم منها، وهو أن يؤتى بمعنيين إلى آخره، إلّا أنّه لا مناقشة في الاصطلاحات فجاز أن يطلق التقابل على ما يسمّى مطابقة وبالعكس. ثم المراد بالتوافق خلاف التقابل لا أن يكونا متناسبين ومتماثلين فإنّ ذلك غير مشروط في المقابلة. قيل يختصّ اسم المقابلة بالإضافة إلى العدد الذي وقع عليه المقابلة مثل مقابلة الواحد بالواحد وذلك قليل جدا، كقوله تعالى لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ ومقابلة الاثنين بالاثنين كقوله فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيراً ومقابلة الثلاثة بالثلاثة كقول الشاعر:
وما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا وأقبح الكفر والإفلاس بالرجل ومقابلة الأربعة بالأربعة نحو فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى، وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى، وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى، وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى والمراد باستغنى أنّه زهد فيما عند الله تعالى كأنّه مستغن عنه والاستغناء مستلزم لعدم الاتقاء المقابل للاتقاء، فإنّ المقابلة قد يتركّب بالطّباق وقد يتركّب مما هو يلحق بالطّباق. ومقابلة الخمسة بالخمسة كقوله تعالى إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي الآيات قابل بين بعوضة فما فوقها وبين فأمّا الذين آمنوا، وأمّا الذين كفروا وبين يضلّ ويهدي وبين ينقضون وميثاقه ويقطعون وأن يوصل. ومقابلة الستّة بالستّة كقوله تعالى: زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ الآية ثم قال: قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ الآية. قابل الجنات والأنهار والخلد والأرواح والتطهير والرضوان بإزاء النساء والبنين والذهب والفضة والخيل المسوّمة والأنعام والحرث. وقسّم بعضهم المقابلة إلى ثلاثة أنواع: نظيري ونقيضي وخلافي. مثال الأول مقابلة السّنة بالنوم في قوله تعالى: لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ فإنّهما من باب الرّقاد المقابل باليقظة في آية وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً وَهُمْ رُقُودٌ فهذه الآية مثال النقيضي. ومثال الخلافي مقابلة الشّر بالرشد في قوله تعالى وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً فإنّهما خلافان لا نقيضان، فإن نقيض الشر الخير والرشد البغي. قال ابن أبي الأصبع: الفرق بين الطّباق والمقابلة من وجهين: أحدهما أنّ الطباق لا يكون بين ضدين فقط والمقابلة لا يكون إلّا بما زاد من الأربعة إلى العشرة وثانيهما أنّ الطّباق لا يكون بالأضداد والمقابلة تكون بالأضداد وبغيرها.
قال السّكّاكي ومن خواصّ المقابلة أنّه إذا شرط في الأول أمر شرط في الثاني ضدّ ذلك الأمر نحو فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى الآية. فإنّه لما جعل في الأول التيسير مشتركا بين الإعطاء والاتقاء والتصديق جعل ضده مشتركا بين أضدادها، فعلى هذا لا يكون البيت المذكور سابقا من المقابلة عنده لأنّه اشترط في الدين والدنيا الاجتماع ولم يشترط في الكفر والإفلاس ضده. وقال السّيّد السّند ظاهر هذا الكلام أنّه لا يجب أن يكون في المقابلة شرط لكن إذا اعتبر في أحد الطرفين شرط وجب اعتبار ضدّه في الطرف الآخر. ثم إنّ السّكاكي مثّل في المطابقة بقوله تعالى: فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيراً ولا شكّ أنّه مندرج عنده في المقابلة أيضا إذ لم يجب فيها اعتبار الشرط، ومن ذلك يعلم انتفاء التباين بين المطابقة والمقابلة. فإذا تؤمّل في أحدهما عرف كونها أخصّ من المطابقة. هذا كله خلاصة ما في المطول وحواشيه والاتقان.
وقد يطلق المقابلة على المشاكلة أيضا كما مرّ؛ وعلى هذا وقع في البيضاوي معنى قوله تعالى اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ أي يجازيهم على استهزائهم سمّى جزاء الاستهزاء باسمه كما سمّى جزاء السّيّئة سيئة بمقابلة اللفظ باللفظ.
وعند الحكماء هي امتناع اجتماع شيئين في موضوع واحد من جهة واحدة ويسمّى بالتقابل أيضا، والشيئان يسمّيان بالمتقابلين وهو قسم من التخالف، وليس المراد بامتناع الاجتماع امتناعه في نفس الأمر لأن المفهومين المتخالفين قد يمتنع اجتماعهما في نفس الأمر مع عدم تقابلهما كالموت مع العلم والقدرة بل امتناع الاجتماع في العقل بأن لم يجوّز العقل اجتماعهما. ثم امتناع تجويز الاجتماع الذي هو عبارة عن حصول الشيئين معا إمّا بامتناع تجويز الحصول أو بامتناع المعية، والأول ليس بمراد إذ المتقابلان لا يمتنع حصولهما في المحلّ فضلا عن التجويز فتعيّن الثاني، وامتناع تجويز معيّتهما في المحلّ يستلزم تجويز تعاقبهما فصار معنى التعريف أنّ العقل إذا لاحظهما وقاسهما إلى موضوع شخصي جوّز بمجرّد ملاحظتهما ثبوت كلّ واحد منهما فيه على سبيل التبدّل دون الاجتماع من جهة واحدة، واندفع ما قيل إنّ المعتبر في مفهوم المتقابلين نسبة كلّ منهما إلى محلّ واحد. وأمّا أنّه يجب أن يجوّز العقل ثبوت كلّ منهما فيه بدلا عن الآخر فلا، والمراد بمجرّد الملاحظة أن لا يلاحظ ما في الواقع من ثبوت أحدهما لا أن لا يلاحظ شيء آخر سوى المفهومين حتى يلزم قطع النظر عمّا هو خارج عنهما فلا يرد ما قيل إنّ العقل يجوّز ثبوت الوحدة والكثرة مثلا بمجرّد النظر إلى مفهوميهما، وعدم التجويز إنّما كان بملاحظة أنّ محل الوحدة جزء لمحل الكثرة فتحقّق المقابلة بالذات بين الوحدة والكثرة مع أنّه لا تقابل بالذات بينهما كما تقرّر. والمراد بامتناع الاجتماع امتناعه بحسب الحلول لا بحسب الصدق والحمل فإنّ امتناع الاجتماع من حيث الصدق قد يسمّى تباينا فلا يدخل نحو الإنسان والفرس في المتقابلين بخلاف مفهومي البياض واللابياض فإنّه يمتنع اجتماعهما باعتبار الحلول في محلّ واحد. إن قلت اللابياض ليس له حلول من المحل لأنّه مختص بالموجودات، قلت: الحلول أعمّ من أن يكون حقيقيا أو شبيها به، واتصاف المحلّ باللابياض اتصاف خارجي شبيه بالحلول، فالمراد بالاجتماع الاتصاف سواء كان بطريق الحلول أو لا.
وأجاب شارح حكمة العين عنه بتعميم امتناع الاجتماع حيث قال: عدم الاجتماع أعمّ من أن يكون بحسب الوجود أو بحسب القول والحمل، وفيه ما عرفت. وقيد من جهة واحدة لإدخال المتضايفين كالأبوّة والبنوّة العارضتين لزيد من جهتين، فعلى هذا لا تضاد في الجواهر إذ لا موضوع لها، فإنّ الموضوع هو المحل المستغني عمّا يحلّ فيه، فالجسم والهيولى والمفارق ليس لها محل، والصورة النوعية والجسمية وإن كان لهما محل لكنهما ليسا مستغنيين عنه. واعتبر بعضهم المحل مطلقا ولذلك أثبت التّضاد بين الصور النوعية للعناصر بخلاف الصور الجسمية لتماثلها، وبخلاف الصور النوعية للأفلاك لاختصاص كلّ صورة منها بمادتها لا يمكن زوالها عن مادتها، فلا يصحّ اعتبار نسبتها إلى محلّ واحد بالشخص يجوز العقل تواردهما عليه فلا تقابل بينهما.

التقسيم:
المتقابلان إمّا وجوديان أي ليس السلب داخلا في مفهوم شيء منهما أو لا، وعلى الأول إمّا أن يعقل كلّ منهما بالقياس إلى الآخر فهما المتضايفان أو لا، فهما المتضادان. وعلى الثاني يكون أحدهما وجوديا والآخر عدميا فإمّا أن يعتبر في العدمي محلّ قابل للوجودي فهما العدم والملكة وإلّا فهما السّلب والإيجاب، فالتقابل أربعة أقسام: تقابل التضاد وتقابل التضايف، وقد سبقا، وتقابل العدم والملكة وتقابل السلب والإيجاب. ثم المتقابلان تقابل العدم والملكة قسمان لأنّهما إن اعتبر نسبتهما إلى قابل للأمر الوجودي واعتبر قبوله لذلك الأمر في ذلك الوقت فهما العدم والملكة المشهوريان كالكوسج فإنّه عدم اللحية عمّا من شأنه في ذلك الوقت أن يكون ملتحيا، بخلاف الأمرد فإنه لا يقال له كوسج إذ ليس من شأنه اللحية في ذلك الوقت، وإن اعتبر نسبتهما إليه واعتبر قبوله له أعمّ من ذلك، سواء كان بحسب شخصه في ذلك أو قبله أو بعده أو بحسب نوعه كالعمى للأكمه وعدم اللحية للمرأة، أو بحسب جنسه القريب كالعمى للعقرب فإنّ البصر من شأن جنسها القريب كالحيوان أو جنسه البعيد كالسكون المقابل للحركة الإرادية للجبل فإنّ جنسه البعيد أعني الجنس الذي هو فوق قابل للحركة الإرادية فهما العدم والملكة الحقيقيتان. فالعدم الحقيقي هو عدم كلّ معنى وجودي يكون ممكنا للشيء بحسب الأمور الأربعة والعدم المشهوري هو ارتفاع المعنى الوجودي بحسب الوقت الذي يمكن حصوله فيه، فالمتقابلان تقابل العدم والملكة هما المتقابلان تقابل السّلب والإيجاب باعتبار النسبة إلى المحل القابل وهو المذكور في التجريد.

لكن قال المحقّق الدّواني: إنّ مجرّد امتناع الاجتماع بالنسبة إلى الموضوع القابل لا يكفي في العدم والملكة، بل لا بد مع ذلك أن تكون النسبة إليه مأخوذة في مفهوم العدمي.
فائدة:
المتقابلان تقابل التضاد قد يتقابلان باعتبار وجودهما في الخارج بالنسبة إلى محلّ واحد كالسواد والبياض ولا يلزم كونهما موجودين بل أن يكون السلب جزءا من مفهومهما، وكذا الحال في المتضايفين عند من قال بوجود الإضافات في الخارج. وأمّا على مذهب من قال بعدمها مطلقا فالتقابل بينهما باعتبار اتصاف المحلّ بهما في الخارج، وكذا الحال في العدم والملكة كالبصر مثلا فإنّه بحسب الوجود الخارجي في المحل يقابل العمي بحسب اتصاف المحل به بخلاف الإيجاب والسّلب فإنّه لا يكون لهما وجود في الخارج أصلا لأنّهما أمران عقليان واردان على النسبة التي هي عقلية أيضا لأنّهما بمعنى ثبوت النسبة وانتفائها الذين هما جزء القضية، وقد يعبّر عنهما بوقوع النسبة ولا وقوعها أيضا، فهما يوجدان في الذهن حقيقة أو في القول إذا عبّر عنهما بعبارة مجازا، وهذا معنى ما قيل إنّ تقابل الإيجاب والسلب راجع إلى القول والعقد أي الاعتقاد وليس المراد بالإيجاب والسلب هاهنا إدراك الوقوع وإدراك اللاوقوع إذ هما بهذا المعنى متقابلان تقابل التضاد لكونهما قسما من العلم قائمين بالذهن قيام العرض بمحله.
فائدة:

قال الشيخ في الشفاء: المتقابلان بالإيجاب والسلب إن لم يحتملا الصدق والكذب فبسيط كالفرسية واللافرسية وإلّا فمركّب، كقولنا زيد فرس وزيد ليس بفرس انتهى. وهذا كلام ظاهري إذ لا تقابل بين الفرسية واللافرسية إلّا باعتبار وقوع تلك النسبة إيجابا ولا وقوعها سلبا فيرجعان حينئذ إلى القضيتين بالقوة، وإذا اعتبر مفهوم الفرسية ولم يلاحظ معه نسبة بالصدق على شيء بأن يكون مفهوم اللافرسية حينئذ هو مفهوم كلمة لا مقيّدا بمفهوم الفرسية ولا سلب في الحقيقة هاهنا إذ السلب رفع الإيجاب، والإيجاب إنّما يرد على النسبة وهو ظاهر، فكذا السلب. فإذا عبرت عن مفهوم واحد ولم تعتبر معه نسبته إلى مفهوم آخر لا يمكنك تصوّر وقوع أو لا وقوع متعلّق بذلك المفهوم الواحد ضرورة. فمفهوما الفرسية واللافرسية المأخوذان على هذا الوجه متباعدان في أنفسهما غاية التباعد ومتدافعان في الصدق على ذات واحدة فهما متقابلان بهذا الاعتبار.
وبالجملة فمبنى كلام الشيخ على تشبيه الاعتبار الثاني بالاعتبار الأول في كون المفهومين في كلّ منهما في غاية التباعد، فيراد بالإيجاب وجود أيّ معنى كان سواء كان وجوده في نفسه أو وجوده بغيره، وبالسلب لا وجود أي معنى كان سواء كان لا وجوده في نفسه أو لا وجوده بغيره.
فائدة:
التقابل بالذات بمعنى انتفاء الواسطة في الإثبات والثبوت والعروض إنّما هو بين الإيجاب والسّلب وغيرهما من الأقسام إنّما يثبت التقابل فيها لأنّ كلّ واحد منها مستلزم لسلب الآخر، ولولا ذلك الاستلزام لم يتقابلا، فإنّ معنى التقابل ذلك الاستلزام فتقابل الإيجاب والسلب أقوى. وقيل بل هو التضاد إذ في المتضادين مع السّلب الضمني أمر آخر وهو غاية الخلاف المعتبرة في التضاد الحقيقي.
والمراد بالذات في قولهم تقابل الوحدة والكثرة ليس بالذات انتفاء الواسطة في العروض، ولا تقابل بين الأعدام لامتناع كون العدم المطلق مقابلا للعدم المطلق، وإلّا لزم تقابل الشيء لنفسه، وكذا للعدم المضاف لكونه جزءا منه.
فائدة:
المتقابلان بالإيجاب والسلب يكون أحدهما كاذبا فقط وهو ظاهر وسائر المتقابلين يجوز أن يكذبا، أمّا المضافان فبخلوّ المحلّ عنهما كقولك زيد بن عمر أو ابوه إذا لم يكن واحدا منهما واما العدم والملكة فلذلك أيضا اما المشهوريان فكقولك بصير أو أعمى للجنين، وأمّا الحقيقيان فكقولك للهواء البحت مستنير أو مظلم، وأمّا الضدان فعند عدم المحلّ كقولك لزيد المعدوم هو أبيض أو أسود وعند وجود المحلّ أيضا لاتصافه بالوسط كالفاتر للماء الذي ليس بحار ولا بارد، أو لخلوّه عن الوسط كالشفاف فإنّه خال عن السواد والبياض إذ لا لون له، هذا كلّه خلاصة ما في شرح المواقف وحاشيته للمولوي عبد الحكيم وشرح حكمة العين.

آن

آن: وقال في قوله تعالى:) حَميمٍ آَن (هو الذي انتهى حره بلغة البربر. 
(آن)
أونا ترفه وَصَارَ فِي خفض ودعة واستراح
(آن)
أَيّنَا حَان وأعيا وتعب يُقَال وجفت الْإِبِل على الأين على الإعياء
الآن: هو اسمٌ للوقت الذي أنت فيه، وهو ظرفٌ غير متمكن، وهو معرفة، ولم تدخل عليه الألف واللام للتعريف؛ لأنه ليس له ما يشركه.
آن:
[في الانكليزية] Time ،now ،present
[ في الفرنسية] Temps ،maintenant ،present
بالمدّ في اللغة الوقت. والآن بالألف واللّام الوقت الحاضر كما في كنز اللغات.
قيل أصل آن أوان حذفت الألف الأولى وقلبت الواو بالألف فصار آن، ولم يجيء استعماله بدون الألف واللّام بمعنى الوقت الحاضر، كذا في بعض اللغات. وعند الحكماء هو نهاية الماضي وبداية المستقبل، به ينفصل أحدهما عن الآخر، فهو فاصل بينهما بهذا الاعتبار وواصل باعتبار أنه حدّ مشترك بين الماضي والمستقبل، به يتصل أحدهما بالآخر. فنسبة الآن إلى الزمان كنسبة النقطة إلى الخطّ الغير المتناهي من الجانبين. فكما أنه لا نقطة فيه عندهم إلّا بالفرض فكذلك لا آن في الزمان إلّا بالفرض، وإلّا يلزم الجزء الذي لا يتجزّأ ولا وجود له في الخارج، وإلّا لكان في الحركة جزء لا يتجزّأ.
قال في شرح الملخص قد تقرّر عندهم أنّ الموجود في الخارج من الحركة هو الحصول في الوسط، وأنّ ذلك الحصول يفعل بسيلانه الحركة، بمعنى القطع التي هي عبارة عن الأمر الممتدّ من أول المسافة إلى آخرها، وأيضا يفعل سيلانها خطّا. وإذا كان كذلك فاعلم أنّ الموجود من الزمان أمر لا ينقسم، وأنّ ذلك الأمر الغير المنقسم يفعل بسيلانه الزمان. فعلى هذا الموجود في الخارج من الزمان ليس إلّا الآن المسمّى بالآن السيّال أيضا، هكذا في المباحث المشرقية.
قيل وقد يقال الآن على الزمان الحاضر.
وفيه نظر إذ ليس عندهم زمان حاضر حتى يطلق عليه الآن، بل الزمان منحصر في الماضي والمستقبل عندهم. فالصواب أن يقال: وقد يقال الآن على الزمان القليل الذي عن جنبتي الآن وهو زمان متوسّط بين الماضي والمستقبل، كذا في شرح حكمة العين وحواشيه. وبالجملة فالآن قد يطلق على طرف الزمان وقد يطلق على الزمان القليل. وسيجيء ما يتعلق بهذا في لفظ الزمان.
وعند السالكين هو العشق. وفي مجمع السلوك في بيان معنى الوصول والسلوك ومعناه:
هو صاحب روح. وفي اصطلاح الصوفية يقولون للعشق آن.
ان ي [آن]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: بَيْنَها وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ .
قال: الآن: الذي انتهى طبخه وحرّه.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت نابغة بني ذبيان وهو يقول:
وتخضب لحية غدرت وخانت ... بأحمر من نجيع الجوف آن 

النّقض

النّقض:
[في الانكليزية] Refutation ،contradiction ،abolition
[ في الفرنسية] Refutation ،contradiction ،abolition
بالفتح وسكون القاف لغة الكسر، وعند أهل النظر يطلق على معان ثلاثة كما في الرشيدية. الأول نقض الطرد وهو أن يوجد الوصف الذي يدعى أنّه علّة مع عدم الحكم فيه، وحاصله انتفاء المدلول مع وجود الدليل، وذلك يكون بوجهين أحدهما أن يوجد الدليل في صورة ولم يوجد المدلول فيها، وثانيهما أن يوجد ولا يوجد مدلوله أصلا، ويعبّر عن المعنى الأول بتخلّف المدلول عن الدليل وعن الثاني باستلزام المدلول المحال على تقدير تحقّقه، وهذا هو المعني من التعريف المشهور للنّقض وهو تخلّف الحكم عن الدليل، فإنّ المراد بالتخلّف الانتفاء وبالحكم المدلول ويسمّى نقضا إجماليا أيضا، أعني أنّه كما يطلق لفظ مطلق النّقض على المعنى المذكور يطلق النّقض المقيّد بقيد الإجمال عليه أيضا بخلاف المنع فإنّه لا يطلق عليه إلّا مقيدا بالتفصيلي كما في الرشيدية، ويسمّيه أهل الأصول بالمناقضة وبالتناقض أيضا كذا في بعض شروح الحسامي.
مثاله خروج النّجاسة علّة لانتقاض الوضوء فنوقض بخروج القليل من النجاسة فإنّه لا ينقض الوضوء، وجواب النقض بأربع طرق. الأول الدفع بالوصف وهو منع وجود العلّة في صورة النقض والثاني الدفع بمعنى الوصف وهو منع وجود المعنى الذي صارت العلّة علة لأجله.
والثالث الدفع بالحكم وهو منع تخلّف الحكم من العلّة في صورة النقض. والرابع الدفع بالغرض وهو أن يقال الغرض التسوية بين الأصل والفرع، فكما أنّ العلّة موجودة في الصورتين فكذا الحكم، وكما أنّ ظهور الحكم قد يتأخّر في الفرع فكذا في الأصل فالتسوية حاصلة بكلّ حال. وإن شئت التوضيح فارجع إلى التوضيح.
اعلم أنّ من لم يجوّز تخصيص العلّة أخذ تخلّف الحكم أعمّ من أن يكون لمانع أو لغير مانع. وقال إن تيسّر الدفع بهذه الطرق فبها وإلّا فإن لم يوجد في صورة النقض مانع فقد بطلت العلّة، وإن وجد المانع فلا، فإنّ عدم المانع جزء للعلّة أو شرط لها فيكون انتفاء الحكم في صورة النقض مبنيا على انتفاء العلّة بانتفاء جزئها أو شرطها. ومن جوّز تخصيص العلّة وقال العلّة توجب هذا لكن تخلّف الحكم لمانع أخذ قيد لا لمانع وقال المناقضة هي تخلّف الحكم عمّا ادعاه المعلّل علّة لا لمانع ليخرج تخصيص العلّة عن المناقضة بخلاف من لم يجوّزه فإنّه أي تخصيص العلّة عنده مناقضة، والثاني نقض المعرّفات إمّا طردا وإمّا عكسا. والثالث المناقضة وهي عندهم عبارة عن منع مقدّمة معيّنة من مقدّمات الدليل سواء كان المنع مع السّند أو بدونه وتسمّى منعا ونقضا تفصيليا أيضا، قالوا إذا استدلّ المستدلّ على مطلوب بدليل فالخصم إن منع مقدّمة معيّنة من مقدماته أو كلّ واحدة منها على التعيين فذلك يسمّى منعا ومناقضة ونقضا تفصيليا ولا يحتاج في ذلك إلى شاهد، فإنّ المراد بالمنع منعها عن الثبوت بأن طلب دليلا على ثبوتها، وذلك لا يقتضي شاهدا، وإن منع مقدمة غير معيّنة بأن يقول ليس دليلك بجميع مقدّماته صحيحا ومعناه أنّ فيه خللا فذلك يسمّى نقضا إجماليا، ولا بد هناك من شاهد لأنّه لو اعتبر مجرّد دعوى صحة الدليل عليها يلزم انسداد باب المناظرة، وحصروا الشّاهد في تخلّف الحكم أو استلزامه المحال، ولهذا وقع في الشريفية النقض الإجمالي إبطال الدليل بعد تمامه متمسكا بشاهد يدلّ على عدم استحقاقه الاستدلال به، وهو أي عدم استحقاقه استلزامه فسادا ما، وإن لم يمنع شيئا من المقدّمات لا معيّنة ولا غير معيّنة بل أورد دليلا مقابلا لدليل المستدلّ دالا على نقيض مدعاه فذلك الإيراد المخصوص يسمّى معارضة، هكذا ذكر السّند والمولوي عبد الحكيم في حاشية شرح الشمسية، وهذا المعنى أخصّ من المعنى الأول لأنّه قسم منه، فإنّ النقض بالمعنى الأول يشتمل التفصيلي والإجمالي، وعلم مما ذكر أنّ للنقض الإجمالي معنيين أحدهما أعمّ من الآخر.

الظل

الظل: الفيء يعني نقيض الضحّ أي ضوءُ الشمس، الظلُّ بالغداة والفيء بالعَشي وقال رؤبةُ: كل موضع تكون فيه الشمس فتزول عنه فهو ظل.
الظل: ما نسخته الشمس، وهو من الطلوع إلى الزوال، كذا عبر ابن الكمال. وقال الراغب: الظل ضد الضح وهو أعم من الفيء، فإنه يقال ظل الليل وظل الجنة، ويقال لكل موضع لم تصل إليه الشمس ظل، ولا يقال الفيء إلا لما زال عنه الشمس. ويعبر بالظل عن العز والرفاهية، الظل في اصطلاح أهل الحقيقة: وجود الراحة خلف الحجاب. ويقال هو الوجود الإضافي الظاهر بتعينات الأعيان الممكنة وأحكامها التي هي معدومات ظهرت بالنور الذي هو الوجود الخارج المنسوب إليها فيستر ظلمة عدميتها النور الظاهر بضوئها فصار ظلا لظهور الظل بالنور، وعدميته في نفسه، قال تعالى {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ} ، أي بسط الوجود الإضافي على الممكنات.
الظل:
[في الانكليزية] Additional being ،extra existence
[ في الفرنسية] Etre supplementaire ،existence surajoutee
في اصطلاح المشايخ هو الوجود الإضافي الظاهر بتعيّنات الأعيان الممكنة وأحكامها التي هي معدومات ظهرت باسمه النور الذي هو الوجود الخارجي المنسوب إليها، فيستر ظلمة عدميتها النور الظاهر بصورها صار ظلا لظهور الظلّ بالنور وعدميته في نفسه. قال الله تعالى:
أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَ أي بسط الوجود الإضافي على الممكنات فالظلمة بإزاء هذا النور هو العدم، وكلّ ظلمة فهو عبارة عن عدم النور عما من شأنه أن ينوّر، ولهذا سمّي الكفر ظلمة لعدم نور الإيمان عن قلب الإنسان الذي من شأنه أن يتنوّر به. قال الله تعالى اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ الآية، كذا في الاصطلاحات الصوفية.
(الظل) ضوء شُعَاع الشَّمْس إِذا استتر عَنْك بحاجز (ج) ظلال وأظلال وَمن كل شَيْء شخصه وَمن الشَّيْء أَوله يُقَال ظلّ الشَّبَاب وظل الشتَاء وظل اللَّيْل سوَاده يُقَال أَتَانَا فِي ظلّ اللَّيْل وَمن السَّحَاب مَا وارى الشَّمْس و (فِي اصْطِلَاح المصورين) الظل الخلفي مَا يرسم فِي الخلفية من قتمة والظل الْمَمْدُود ظلّ أَو خيال يَقع على شَيْء مجاور للمرسوم من سُقُوط الضَّوْء عَلَيْهِ والظل الدامس دَرَجَة التظليل الَّتِي يشْبع فِيهَا لون المداد (مج) وَيُقَال هُوَ فِي ظلّ فلَان فِي كنفه وَوَجهه كظل الْحجر أسود أَو وقح ومشيت على ظِلِّي وانتعلت ظِلِّي أَي فِي منتصف النَّهَار وَقت القيظ فَلم يكن لي ظلّ وَهُوَ يباري ظلّ رَأسه إِذا اختال
وملاعب ظله طَائِر أسود المنقار وَالرّجلَيْنِ أَبيض الصَّدْر مرقط الظّهْر والجناحين والذنب وَيعرف فِي مصر بصياد السّمك وَفِي الْعرَاق بالقرلي
الظل: هُوَ الَّذِي تنسخه الشَّمْس من الطُّلُوع إِلَى الزَّوَال ثمَّ مِنْهُ إِلَى الْغُرُوب فَيْء وَفِي تَفْسِير القَاضِي الْبَيْضَاوِيّ رَحمَه الله هُوَ مَا بَين طُلُوع الْفجْر وَالشَّمْس هُوَ أطيب الْأَحْوَال فَإِن الظلمَة الْخَالِصَة تنفر الطَّبْع وتشد النّظر وشعاع الشَّمْس يسخن الجو وينهر الْبَصَر وَلذَلِك وصف بِهِ الْجنَّة فَقَالَ وظل ممدودا انْتهى.
والظل عِنْد الصُّوفِيَّة هُوَ الْمَوْــجُود الإضافي الظَّاهِر بتعينات الْأَعْيَان الممكنة وأحكامها الَّتِي هِيَ المعدومات ظهر باسم النُّور الَّذِي هُوَ الْوُــجُود الْخَارِجِي الْمَنْسُوب إِلَيْهَا فَيسْتر ظلمَة عدميتها النُّور الظَّاهِر بصورها صَار ظلا بِظُهُور الظل بِالنورِ وعدميته فِي نَفسه قَالَ الله تَعَالَى {ألم تَرَ إِلَى رَبك كَيفَ مد الظل} أَي بسط الْوُــجُود الإضافي على الممكنات.
قَالَ الشَّيْخ الْعَارِف الْكَامِل الْوَاصِل بِاللَّه الغواص فِي بحار معرفَة الله الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن الْمَشْهُور بفقيه عَليّ المهايمي قدس سره وأنور مرقده فِي تَفْسِيره المشتهر بالتفسير الرحماني {ألم تَرَ إِلَى رَبك كَيفَ مد الظل} دلّ على وجوده الَّذِي هُوَ كَالشَّمْسِ بالوجود المنبسط على حقائق الْأَشْيَاء الَّذِي هُوَ كالظل حَيْثُ مد بعد الْفجْر قبل طُلُوع الشَّمْس الظل من إشراق نور الشَّمْس عِنْد كَونهَا تَحت الْأُفق على الْهَوَاء الَّتِي فَوْقهَا تظهر بِهِ الْأَشْيَاء بعد تكونها فِي ظلمَة اللَّيْل كَذَلِك تظهر بالوجود المنبسط على الْحَقَائِق بعد تكونها فِي ظلمَة الْعَدَم انْتهى. ظلّ الْأَقْدَام: اعْلَم أَن الظل عِنْد العاملين بالاصطرلاب وَالرّبع الْمُجيب على نَوْعَيْنِ. أَحدهمَا ظلّ الْأَقْدَام وَهُوَ ظلّ المقياس الْقَائِم على الأَرْض المنقسم على سَبْعَة أَجزَاء وَيُسمى كل جُزْء قدما فَإِن كل إِنْسَان يكون مِقْدَار سَبْعَة أقدامه. وَثَانِيهمَا

صلاة التسبيح

صلاة التسبيح: هي أربع ركعات بثلاثمائة تسبيحة بتسليمة وفضلُها عظيمٌ وصفتها معروفة.
صلاة التسبيح:
[في الانكليزية] Praise ،glorification
[ في الفرنسية] Louange ،glorification
في المشكاة عن ابن عباس رضي الله عنه (أنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم قال للعباس بن عبد المطلب: يا عباس يا عمّاه ألا أعطيك؟
ألا أمنحك؟ ألا أخبرك؟ ألا أفعل بك عشر خصال إذا أنت فعلت ذلك غفر الله لك ذنبك؟
أوله وآخره قديمه وحديثه خطأه وعمده صغيره وكبيره سرّه وعلانيته؟ أن تصلي أربع ركعات تقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب وسورة. فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة وأنت قائم قلت سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر خمس عشرة مرة. ثم تركع فتقولها وأنت راكع عشرا، ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها عشرا، ثم تهوي ساجدا فتقولها وأنت ساجد عشرا، ثم ترفع رأسك من الســجود فتقولها عشرا، ثم تسجد فتقولها عشرا ثم ترفع رأسك فتقولها عشرا، فذلك خمس وسبعون، في كلّ ركعة تفعل ذلك في أربع ركعات، إن استطعت أن تصلّيها في كلّ يوم مرّة افعل، فإن لم تفعل ففي كلّ جمعة مرّة، فإن لم تفعل ففي كلّ شهر مرّة، فإن لم تفعل ففي كلّ سنة مرّة، فإن لم تفعل ففي عمرك مرّة)، انتهى من المشكاة.
وقد قال الشيخ عبد الحقّ الدهلوي في شرح الحديث المذكور: إنّ المشهور المعمول به في صلاة التّسابيح هو هذا الطريق المذكور. لقد قال النبي صلّى الله عليه وسلّم لعمّه العبّاس رضي الله عنه ما معناه: أعلّمك شيئا يكفّر عشرة أنواع من الذنوب، ثم بيّن له ذلك من أوله إلى آخره. إذن فالمراد بالخصال العشر هو أنواع الذنوب المعدودة في الحديث.

وبعضهم قال: المراد هو عشر تسبيحات وذلك عدا القيام عشر مرات. وجاء في رواية الترمذي بهذه الطريق: خمس عشرة مرة بعد الثناء وقبل التعوّذ والتسمية، وعشر مرات بعد القراءة إلى آخر الأركان، وليس بعد الســجود تسبيح، وهو مختار في أن يسلّم بتسليمة واحدة أم بتسليمتين. وأمّا وفقا لمذهب أبي حنيفة فبتسليمة واحدة.
وقد صحّح هذا الحديث كثيرون من المحدثين ولا زال معمولا به من أيام السلف من عصر التابعين فمن بعدهم إلى يومنا هذا. وقد أوصى به أيضا شيوخ الطريق.
وقد قال الشيخ جلال الدين السيوطي في «عمل اليوم والليلة» إنّه يقرأ في ركعات صلاة التسابيح سورة أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ، وَالْعَصْرِ، والكافرون، والإخلاص. كما يجب أن يقرأ التسبيحات المذكورة بعد الركوع. وقوله (سمع الله لمن حمده) وبعد تسبيحات الســجود المعتادة التي تقال في الصلوات العادية، وفي حال التشهد ويقرأ التسبيحات المذكورة بعد التشهّد (التحيات ... ) قبل السلام، ويقول هذا الدعاء: يعني اللهم إنّي أسألك توفيق أهل الهدى وأعمال أهل اليقين ومناصحة أهل التوبة وعزم أهل الصبر وجدّ أهل الخشية وطلب أهل الرّغبة وتعبّد أهل الورع وعرفان أهل العلم، حتى ألقاك. اللهم إنّي أسألك مخافة تحجزني عن معاصيك، حتى أعمل بطاعتك عملا استحقّ به رضاك، وحتى أناصحك بالتوبة خوفا منك، وحتى أخلص لك النصيحة حياء منك، وحتى أتوكّل عليك في الأمور، وحسّن ظنّي بك، سبحان خالق النور. انتهى من الشرح للشيخ المرحوم ملخصا.

الْمَعْدُوم الْمُطلق

الْمَعْدُوم الْمُطلق: مَا لَيْسَ لَهُ ثُبُوت بِوَجْه من الْوُجُوه لَا ذهنا وَلَا خَارِجا. وَعَلَيْك قِيَاسه على الْمَجْهُول الْمُطلق سؤالا وجوابا.
ثمَّ اعْلَم أَن الْمَعْدُوم الْمُطلق لكَونه مَقْصُورا بعنوان المعدومية ثَابت فِي الذِّهْن متصف بالوجود الذهْنِي بِحَسب نفس الْأَمر وَقس الثَّابِت بِحَسب فرض الْعقل ومحض اعْتِبَاره لِأَن الْعقل فَرْضه مَعْدُوما مُطلقًا ولاحظه بعنوان المعدومية وَلَيْسَ هَذَا يجمع بَين النقيضين. وتوضيحه أَنه قد يجْتَمع الْمَوْــجُود الْمُطلق والمعدوم الْمُطلق فِي مَحل وَاحِد لَكِن لَا بِاعْتِبَار التقابل بِاعْتِبَار لَا يقْدَح فِي تقابلهما. فَإنَّا إِذا قُلْنَا كل مَعْدُوم مُطلق يمْتَنع الحكم عَلَيْهِ فَإِن ذَات الْمَوْضُوع فِي هَذِه الْقَضِيَّة يكون مَوْصُوفا بِالْعدمِ الْمُطلق لكَونه عنوانا لوُــجُود الْمُطلق لِأَنَّهُ مُتَصَوّر مَوْــجُود فِي الذِّهْن لَكِن هَذَا الِاجْتِمَاع لَا يقْدَح فِي تقابلهما إِذْ الْمُعْتَبر فِي التقابل أَن لَا يجْتَمع المتقابلان فِي مَحل وَاحِد بِحَسب نفس الْأَمر أَي لَا يَتَّصِف بِكُل مِنْهُمَا فِي نفس الْأَمر. وَهَا هُنَا لَيْسَ كَذَلِك فَإِن اتصاف ذَات الْمَوْضُوع بالوجود وَإِن كَانَ فِي نفس الْأَمر لَكِن اتصافه بِالْعدمِ لَيْسَ بِحَسب نفس الْأَمر بل بِحَسب فرض الْعقل فَإِن الْعقل يفْرض ذاتا مَوْصُوفَة بالوجود والعدم وَلَيْسَ ذَلِك من اجْتِمَاع المتقابلين. وَتَحْقِيق هَذَا الْمقَام بِمَا لَا مزِيد عَلَيْهِ فِي الْمُوجبَة. الْمَعْرُوف: ضد الْمُنكر. وَعند أهل الْعَرَبيَّة فعل ذكر فَاعله أَي أسْند إِلَى فَاعله ضد الْمَجْهُول.

نَحْو

نَحْو
: (و ( {النَّحْوُ: الطَّريقُ.
(و) أيْضاً: (الجِهَةُ) . يقالُ:} نَحَوْتُ {نَحْوَ فلانٍ، أَي جِهَتَهُ؛ (ج} أنْحاءٌ {ونُحُوٌّ) ، كَعُتُلَ.
قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَهَذَا قليلٌ شَبَّهُوها بُعتُوَ، والوَجْه فِي مثْلِ هَذِه الواوِ إِذا جاءَتْ فِي جَمْعِ الياءِ كقولِهم فِي جَمْعِ ثَدْي وعصاً وحقْوٍ ثُدِيٌّ وعُصِيٌّ وحُقِيٌّ.
(و) النّحْوُ: (القَصْدُ، يكونُ ظَرْفاً و) يكونُ (اسْماً) .
قَالَ ابنُ سِيدَه: اسْتَعْمَلَتْه العَرَبُ ظَرْفاً وأصْلُه المَصْدَرُ؛ (وَمِنْه نَحْوُ العَرَبِيَّةِ) . وَهُوَ إعْرابُ الكَلامِ العَرَبيِّ.
قَالَ الأزْهري: ثَبَتَ عَن أهْلِ يُونَان فيمَا يَذْكُر المُتَرْجِمُون العارِفُونَ بلِسانِهم ولُغَتهِم أنَّهم يُسَمُّونَ عِلْمَ الألْفاظِ والعِنايَة بالبَحْثِ عَنهُ} نَحْواً؛ ويقولونَ: كانَ فلانٌ مِن {النَّحويِّين، ولذلكَ سُمِّي يُوحَنا الإِسْكَنْدارني يحيى} النَّحوي الَّذِي كانَ حصلَ لَهُ مِنَ المَعْرفةِ بلُغَةِ اليُونانِيِّين؛ اهـ.
وَقَالَ ابنُ سِيدَه: أُخِذَ مِن قوْلِهم {انْتَحاهُ إِذا قَصَدَه إنَّما هُوَ} انْتِحاءُ سَمْتِ كَلامِ العَرَبِ فِي تَصَرُّفه مِنْ إعْرابٍ وغيرِهِ كالتَّثْنِيةِ والجَمْع والتَّحْقيرِ والتّكْسيرِ والإضافَةِ والنَّسَبِ وغيرِ ذلكَ ليَلْحَقَ بِهِ مَنْ ليسَ مِن أَهْلِ اللغَةِ العَربيَّةِ بِأَهْلِها فِي الفَصاحَةِ فيَنْطِق بهَا، وَإِن لم يَكُنْ مِنْهُم، أَو إنْ شَدَّ بعضُهم عَنْهَا رُدَّ بِهِ إِلَيْهَا، وَهُوَ فِي الأصْل مَصْدرٌ شائِعٌ أَي {نَحَوْتُ نَحْواً كقَوْلكَ. قَصَدْتُ قَصْداً، ثمَّ خُصَّ بِهِ} انْتِحاءُ هَذَا القَبِيل مِن العِلْم، كَمَا أنَّ الفِقْهَ فِي الأصْلِ مَصْدَرُ فَقِهْتُ الشيءَ أَي عَرَفْته، ثمَّ خُصَّ بِهِ عِلْم الشَّريعَةِ مِنَ التَّحْليلِ والتَّحْريمِ، وكما أنَّ بيتَ اللهاِ، عزَّ وجلَّ خُصَّ بِهِ الكَعْبةُ، وَإِن كانتُ البيوتُ كُلّها للهِ، عزَّ وجلَّ.
قَالَ: وَله نظائِرُ فِي قَصْر مَا كانَ شائِعاً فِي جنْسِه على أَحَدِ أنْوَاعهِ؛ اهـ.
قَالَ شيْخُنا واسْتَظْهَرَ هَذَا الوَجْه كثيرٌ مِن {النّجَّاةِ، وَقيل؛ هُوَ مِن الجهَةِ لأَنَّه جهَةٌ مِن العلومِ؛ وقِيلَ لقَوْلِ عليَ، رضِيَ الله تَعَالَى عَنهُ، بَعْدَما عَلَّم أَبا الأسْوَد الاسْمَ والفِعْلَ وأَبْواباً مِنَ العَربيَّةِ: (انْحُ على هَذَا النّحْو) ؛ وقيلَ غيرُ ذَلِك، ممَّا هُوَ فِي أَوائِلِ مُصَنَّفَاتِ} النّحْوِ.
وَفِي المُحْكم: بَلَغَنا أنَّ أَبا الأسْود وَضَعَ وُجُوه العَربيَّةِ، وَقَالَ، للناسِ {انْحُوا} نْحُوه، فسُمِّي {نَحْواً؛ (وجَمْعُه} نُحُوٌّ، كعُتُلِّ) ، كَذَا فِي النسخِ، ونَسِيَ هُنَا قاعِدَةَ اصْطِلاحِهِ، وَهُوَ الإشارَةُ بالجيمِ للجَمْع، وسُبْحان مَنْ لَا يَسْهُو؛ وتقدَّمَ الكَلامُ فِيهِ قرِيباً.
وأَطالَ ابنُ جنِّي البَحْثَ فِيهِ فِي كتابةِ شرح التَّصْريف المُلوكي.
قالَ الجَوْهري: وحُكي عَن أعْرابي أَنَّه قَالَ: إنَّكُم لتَنْظُرُونَ فِي {نُحُوَ كثيرَةٍ، أَي فِي ضُروبٍ مِن النَّحْوِ.
(و) يُجْمَعُ أَيْضاً على (} نُحِيَّةٍ، كدَلْو ودُلِيَّةٍ) ، ظاهِرُ سِياقِه أنَّه جَمْعٌ {لنَحْو، وَهُوَ غَلَطٌ والصَّوابُ فِيهِ أنَّه أَشارَ بِهِ إِلَى أنَّ النَّحْوَ يُؤَنَّثُ، وَنَظره بدَلْوٍ ودُلِيَّةٍ، لأنَّ التَّصْغيرَ يَردُّ الأشْياءَ إِلَى أُصُولِها.
قَالَ الصَّاغاني فِي التكْملَةِ: وَكَانَ أَبو عَمْرو الشَّيْباني يقولُ: الفُصَحاءُ كُلُّهُم يُؤَنِّثُونَ النَّحْوَ فيقولونَ:} نَحْوٌ {ونُحَيَّة، مِيزَانُه دَلْوٌ ودُلِيَّةٍ؛ قالَ: أَحْسَبُهم ذَهَبُوا بتَأْنِيثِها إِلَى اللّغَةِ، اهـ. فانْظُر هَذَا السِّياقِ يَظْهَرُ لكَ خبطَ المصنِّفِ.
(} نَحاهُ {يَنْحُوه} ويَنْحاهُ) نَحْواً: (قَصَدَه {كانْتَحاهُ) ؛ وَمِنْه حديثُ حرامِ بنِ ملْحان: (} فانْتَحَى لَهُ عامِرُ بنُ الطُّفَيْل فقَتَلَه) ، أَي عَرَضَ لَهُ وقَصَدَ. وَفِي حديثٍ آخر: ( {فانْتَحاه رَبيعَةُ) أَي اعْتَمَدَه بالكَلام وقَصَدَه.
(ورجُلٌ} ناحٍ مِن) قومٍ ( {نُحاةٍ) : أَي (} نَحْوِيٌّ) ، وكأنَّ هَذَا إنَّما هُوَ على النَّسَبِ كقولكَ تامِرٌ ولابِنٌ.
( {ونَحا) الرَّجُل:) (مالَ على أَحَدِ شِقَّيْه؛ أَو انْحَنَى فِي قَوْسِهِ.} وتَنَحَّى لَهُ: اعْتَمَدَ) ؛ وأنْشَدَ ابنُ الأعْرابي:
{تَنَحَّى لَهُ عَمْرٌ وفشَكَّ ضُلُوعَه
بمُدْرَنْفِقٍ الجَلْحاء والنَّقْعُ ساطِعُومنه حديثُ الحَسَن: (قد} تَنَحَّى فِي بُرْنُسِه وقامَ الَّليْلَ فِي حِنْدِسِ) ، أَي تَعَمَّدَ العِبادَةَ وتوجَّه لَهَا وصارَ فِي! ناحِيَتِها وتجنَّبَ النَّاسَ وصارَ فِي {ناحِيَةٍ مِنْهُم. وَفِي حديثِ الْخضر، عَلَيْهِ السّلام:} وتَنَحَّى لَهُ، أَي اعْتَمَدَ خَرْقَ السَّفِينَة.
( {كانْتَحَى فِي الكُلِّ) مِن. المَيلِ والانْحِناءِ والتَّعَمُّدِ؛ وَفِي حديثِ ابنِ عُمَر: (أَنَّه رأَى رجُلاً يَتَنَحَّى فِي سُــجودِــهِ فَقَالَ: لَا تَشِينَنَّ صُورَتَكَ.
وَقَالَ شَمِرٌ:} الانْتِحاءُ فِي السُّــجودِ الاعْتِمادُ على الجَبْهةِ والأَنْفِ حَتَّى يُؤَثِّر فِيهَا ذلكَ.
وَقَالَ الأزْهري فِي ترْجمة، (ترح) عَن ابنِ مُناذِر: الانْتِحاءُ أَن يَسْقُط هَكَذَا، وَقَالَ بيدِه، بعضُها فَوْق بعضٍ، وَهُوَ فِي السُّــجودِ أَن يُسْقِطَ جَبِينَه على الأرضِ، ويشدَّه وَلَا يَعْتَمِد على راحَتَيْه وَلَكِن يَعْتَمد على جَنْبَيْه.
قَالَ الأزْهري: حَكَى شَمِرٌ هَذَا عَن عبد الصَّمَدِ بنِ حسَّان عَن بعضِ العَرَبِ، قَالَ شَمِرٌ: وكنتُ سأَلْت ابنَ مُناذِر عَن الانْتِحاءِ فِي السُّــجودِ فَلم يَعْرِفْه، فذَكَرْت لَهُ مَا سَمِعْت فدَعا بِدَوَاتِهِ فكَتَبَه بيدِه.
( {وأَنْحَى عَلَيْهِ ضَرْباً: أَقْبَلَ) عَلَيْهِ بالضَّرْب.
(} والانْتِحاءُ: اعْتِمادُ الإِبِلِ فِي سَيْرِها على أيْسَرها) ؛ عَن الأصْمعي.
( {كالإِنْحاءِ) ؛ قالَ الجَوْهري أَنْحَى فِي سَيرْه، أَي اعْتَمَدَ على الجانِب، الأيْسر؛ والانْتِحاءُ مِثْلَه، وَهَذَا هُوَ الأصْلُ، ثمَّ صارَ الانْتِحاءُ الاعْتِمَاد والمَيل فِي كلِّ وَجْه. ومِثْلُه لابنِ سِيدَه قَالَ، رُؤْبة:
} مُنْتَحِياً مِنْ نَحْوِ على وَفَقْ ( {ونَحاهُ) } يَنْحُوه نَحْواً: (صَرَفَهُ) ؛ قَالَ العجَّاج:
لقد {نَحَاهُم جَدُّنا} والناحِي (و) فِي المُحْكم: نَحا (بَصَرَه إِلَيْهِ {يَنْحاه} ويَنْحُوه) نَحْواً: (رَدَّهُ) وصَرَفَه. ( {وأَنْحاه عَنهُ) ، أَي بَصَرَه، (عَدَلُه) ؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
(} والنُّحَواءُ، كالغُلَواءِ: الرِّعْدَةُ، والتَّمطِّي) ؛ عَن أَبي عَمْرٍ و؛ هُنَا ذَكَرَه ابنُ سِيدَه وغيرُهُ. من المُصنِّفِين. وأَوْرَدَه الجَوْهرِي بالجيمِ، وَقد تقدَّمَ الكلامُ عَلَيْهِ هُنَالك.
(وَبنُو نَحْوٍ) : بَطْنٌ (مِن الأزْدِ) وهم بَنُو نَحْوِ بنِ شمسِ بن عَمْرِو بنِ غنمِ بنِ غالبِ بنِ عيمانِ بنِ نَصْر بنِ زهران بنِ كعْبِ بنِ عبدِ اللهاِ بنِ الحارِثِ بنِ كعْبِ بنِ مالِكِ بنِ نَصْرِ بنِ الأزْدِ. وَرَوى الخَطيبُ عَن ابنِ الأشْعَثِ: لم يَرْوِ مِن هَذَا البَطْنِ الحديثَ إلاَّ رَجُلان: أَحَدُهما يزيدُ بنُ أَبي سعِيدِ، والباقُون مِن نَحْو العَربيَّةِ، واخُتُلِفَ فِي شَيْبان بنِ عبدِ الرحمنِ {النَّحْوي فقيلَ إِلَى القَبيلَةِ، وقيلَ إِلَى عِلْم النّحْوِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
النَّحْو: بمعْنَى المثلْ، وبمعْنَى المِقْدَار، وبمعْنَى الْقسم.
وَقَالُوا: هُوَ على ثلاثَةِ} أنْحاءٍ.
ونَحا الشيءَ يَنْحُو ويَنْحاهُ: حَرَّفَه قيلَ: وَمِنْه سُمِّي النَّحْوِيُّ لأنَّه يُحرِّفُ الكَلامَ إِلَى وُجُوهِ الإعْرابِ. {وأَنْحَى عَلَيْهِ: اعْتَمَدَ،} كنَحَّى؛ عَن ابنِ الأعْرابي.
{وأَنْحَيْتُ على حَلْقِه السِّكِّينَ: أَي عَرَضْتُ؛ وأنْشَدَ ابْن برِّي:
} أَنْحَى على وَدَجَيْ أُنْثَى مُرَهَّفةً
مَشْحُوذةً وكذاكَ الإِثْمُ يُقْتَرَفُ {ونَحَى عَلَيْهِ بشَفْرتِه كَذلكَ.
} وانْتَحَى لَهُ ذلكَ الشيءُ: اعْتَرَضَهُ، عَن شَمِرٍ؛ وأَنْشَدَ للأخْطَل:
وأَهْجُرْكَ هِجْراناً جَميلاً وتَنْتَحِي
لنا من لَيالِينا العَوارِمِ أَوَّلُوقال ابْن الأعْرابِي: {تَنْتَحِي لنا تَعودُ لنا.
ونحا: شعِب بتِهامَةَ.
} والنَّحِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: النَّحْو، نقلَهُ الصَّاغاني.

شلح

(شلح) - في أَثَرٍ: "شَلَّحُونىِ".
: أي عَرُّونيِ.
شلح
الخَارْزَنْجِيُّ: التَّشْلِيْحُ: في الشَّتْمِ والضَّرْبِ، شَلَّحَه بالسَّيْفِ والخَشَبِ، ومنه السَّلَبُ.
[شلح] نه: الحارب "المشلح" هو من يعري الناس ثيابهم. ومنه في وصف الشراة: خرجوا لصوصًا "مشلحين".

شلح


شَلَحَ
a. [ coll.],(n. ac. شَلْح), Undressed, disrobed; cast off his gown (
monk ); moulted (bird).
b. Cast away, rejected.

شَلَّحَa. Stripped off his clothes, made to undress; stripped
plundered (robber).
مَشْلَح
(pl.
مَشَاْلِحُ)
a. [ coll. ]
see N. P.
IIb. Cloak.

شَاْلِحa. Unfrocked, disgowned (monk).
N. P.
شَلَّحَa. Dressing-room ( in a bath ).
(ش ل ح)

الشَّلْحَى: السَّيْف، شِحْريَّةٌ مَرْغُوب عَنْهَا. قَالَ ابْن دُرَيْد: فَأَما قَول الْعَامَّة: شَلَّحَة، فَلَا أَدْرِي مَا اشتقاقه.

والمُشلِّح الَّذِي يعرى النَّاس من ثِيَابهمْ، سوداوية، وَفِي الحَدِيث: الحارب المُشَلِّحُ، عَن الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

شلح: الشَّلْحاء: السيف بلغة أَهل الشَّحْر وهي بأَقصى اليمن. ابن

الأَعرابي: الشُّلْحُ السيوفُ الحِدادُ؛ قال الأَزهري: ما أُرَى الشَّلْحاءَ

والشُّلْحَ عربيةً صحيحة، وكذلك التَّشْلِيح الذي يتكلم به أَهل السواد،

سمعتهم يقولون: شُلِّحَ فلانٌ إِذا خرج عليه قُطَّاع الطريق فسلبوه ثيابه

وعَرَّوْه، قال: وأَحْسِبُها نَبَطِيَّة.

وفي الحديث: الحاربُ المُشَلِّح؛ هو الذي يُعَرِّي الناسَ ثيابهم؛ قال

ابن الأَثير عن الهروي: هي لغة سَوادِيَّة؛ وفي حديث عليّ، رضي الله عنه،

في وصف الشُّراة: خرجوا لُصُوصاً مُشَلِّحين؛ قال ابن سيده: قال ابن دريد

أَما قول العامة شَلَّحه فلا أَدري ما اشتقاقه.

شلح
شلَحَ يَشلَح، شَلْحًا، فهو شالح، والمفعول مَشْلوح
 • شلَح ثيابَه: خلَعها جزئيًّا. 

شلَّحَ يشلِّح، تشليحًا، فهو مُشلِّح، والمفعول مُشلَّح
• شلَّح الشَّخصَ: عَرّى بعضَ جسدِه، جرَّده من ثيابه جزئيًّا. 

شَلْح [مفرد]: مصدر شلَحَ. 

شَلَح [مفرد]: (طب) عجز الجفنين عن الإغماض التامّ. 
شلح
: (شِلْح، بِالْكَسْرِ: ة قُرَبَ عُكْبَرَاءَ، مِنْهَا آدَمُ بن محمّد الشِّلْحِيّ المُحدِّث) يروي عَن أَبي الْفرج الأَصبهانيّ صَاحب (الأَغاني) ، وَعنهُ أَبو منصورٍ النَّدِيمُ؛ كَذَا فِي التَّبْصير. وَقَالَ البُلْبَيْسيّ فِي الأَنساب: الشَّلْحيّ، بِالْفَتْح: أَبو القاسمِ آدمُ بن محمّدِ بنِ آدَمَ بنِ محمّدِ بن الهَيْثم بن تَوْبَة العُكْبَرِيّ المُعَدّل عَن أَحمد بن سلمانَ النَّجّاد وَابْن قَانِع، وَعنهُ أَبو طاهرٍ الخَفّاف وَغَيره، تُوفِّيَ بعُكْبَرَاءَ سنة 401.
(والشَّلْحَاءُ: السَّيْفُ) بلغةِ أَهلِ الشِّحْر، وَهِي بأَقْصَى اليَمن، وَقَالَ ابْن الأَعْرَابيّ: هُوَ السَّيْف (الحَدِيدُ، ويُقْصَر، ج شُلْحٌ) ، بضمّ فَسُكُون. قَالَ الأَزهريّ: مَا أُرَى الشَّلْحَاءَ والشُّلْحَ عربيَّةً صَحِيحَة.
(والتَّشْلِيحُ: التَّعْرِيَةُ) ، قَالَ ابْن الأَثير عَن الهَرَوِيّ: (سَوَادِيَّةٌ) . قَالَ الأَزهَرِيّ: سمعْت أَهلَ السَّوَاد يَقُولُونَ: شُلِّحَ فُلانٌ: إِذا خَرَجَ عَلَيْهِ قُطَّاعُ الطَّرِيق فسَلَبوه ثِيَابَه وعَرَّوْه. قَالَ وأَحْسبها نَبَطيّة.
والمُشَلَّحُ، كمعظَّم: مَسْلَخُ الحَمَّام) . وَفِي (الْمُحكم) : قَالَ ابْن دُريد أَمّا قَوْلُ العَامّة: شَلَّحَه، فَلَا أَدري مَا اشتِقاقه.
والشُّلُوح: طَوائفُ من البَرْبَر يَتكلّمون بأَلْسِنَةٍ مختلِفة، ومساكِنُهم بأَقْصَى بَوادي المَغْرِبِ.
شلح: شلَح. شلح ثيابه: خلع ثيابه (بوشر همبرت ص19، زيشر 22: 129، برجرن، ألف ليلة 3: 290، برسل 1: 27، 3: 346).
وشلَح وحدها تدل على نفس المعنى (محيط المحيط، ألف ليلة برسل 1: 128).
شلح: تعرى ببذاءة (بوشر).
شلَح: خلع ثوب الكهنوت، وخرج من الرهبنة، ويقال راهب شالح (بوشر، محيط المحيط) وكل ذلك من كلام العامة شلَح مداسه: حفى، احتفى (برجرن).
شلَح صرمه: خلع حذاءه (همبرت ص21).
شلح مرأَةً: رفع ثياب امرأة (بوشر).
شَلَح طائر: بدل ريشه (محيط المحيط).
شلَح: ارتد، خرج من دينه (هلو).
شلَح لفلان: رمى شيئاً لفلان من أعلى إلى أسفل (بوشر ومحيط المحيط).
شلَّح (بالتشديد)، شلَّحه ثيابه: عرّاه من ثيابه (بوشر) ويدل الفعل وحده على هذا المعنى (بوشر).
شلَّح: خلع عنه ثياب الكهنوت وأخرجه من الرهينة (بوشر).
شلَّح: دَنْيّوَ. جعل الشيء أو الشخص الكنسي دنيوياً (بوشر).
شلَّح: سلب المارة (بوشر، برجرن، همبرت من 248، محيط المحيط، بار على طبعة هوفمان رقم 5725).
تشلّح: سُلِب وعُري من ثيابه (بابن سميث 1294)
شلح وجمعها شلوح: لص يسلب الناس، قاطع طريق، والمفرد موجود في حياة صلاح الدين (ص206) وألف ليلة (3: 290، 330) وبرسل (11: 392). والجمع موجود في قصة عنتر (ص38) 78) وألف ليلة (برسل 11، 39). وقد استعار فريتاج الذي لم يذكر سوى الجمع ما نقله عن حياة صلاح الدين من شولتنز غير إنه لم يلاحظ أن المفرد موجود أيضاً. وقد ذكره هابيشت في معجمه في المجلد الأول، وقد نقله فريتاج أيضاً دون أن يستفيد ممن قال.
شَلْحَا أو شَلْحَاء: سيف، وهو من لغة اليمن (أبو الوليد ص726).
شَلُوحه: قميص يلبسه رجال قبائل البربر يتجاوز طوله الركبة، وثمنه من سبعة فرنكات إلى ثمانية فرنكات (دوماس قبيل ص21، ميشيل ص175) شُلاَّحه وجمعها شلاليح: جرح (فوك).
شالوح: عند العامة عود طويل (محيط المحيط).
تشليح (باين سميث 1293) وتشليحة: تركة الراهب، ثياب رثة. سَلْخ (بوشر).
مَشْلح: (عامية مُشلّح) وجمعها مشالِح وهي حجرة في الحمام تخلع فيها الثياب (محيط المحيط).
مُشلح: رداء واسع مربع من الصوف أو وبر الإبل أو الحرير لا أكمام لها وقد زينت على الظهر والأكتاف بالذهب (برجرن ص800، بوشر، همبرت ص20، دسكرياك ص115، 327، فيسكيه ص38، زيشر 11: 492، ألف ليلة 3: 448، 449) ويكتبها بركهارت (البدو ص27) مشلخ بالخاء المعجمة. وكذلك في قائمة الأسماء العربية في خاتمة الكتاب. غير ان في صفحة 131 نجد الكتابة الصحيحة وهي مشلح.
مُشَلّح: خادم في الحمام يعين المغتسلين على خلع ثيابهم (برجرن ص87)

ظل

الظل: ما نسخته الشمس، وهو من الطلوع إلى الزوال، وفي اصطلاح المشايخ: هو الوجود الإضافي الظاهر بتعينات الأعيان الممكنة وأحكامها التي هي معدومات ظهرت باسمه النور، الذي هو الوجود الخارجي المنسوب إليها، فبستر ظلمة عدميتها النور الظاهر بصورها، صار ظلًا لظهور الظل بالنور وعدميته في نفسه، قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ} أي: بسط الوجود الإضافي على الممكنات.

الظل الأول: هو العقل الأول؛ لأنه أول عين ظهرت بنوره تعالى.

ظل الإله: هو الإنسان الكامل المتحقق بالحضرة الواحدية.
ظل: ظَلَّ يَظَلُّ: لا يُسْتَعْمَلُ إلاَّ لكُلِّ عَمَلٍ بالنَّهار، ورُبَّما جاء باللَّيْلِ في الشِّعْرِ نادِراً. وظَلِلْتُ وظِلْتُ وظَلْتُ، والمَصْدَرُ الظُّلُوْلُ، ويُقال: ظَلَلْتُ أيضاً.
والظِّلُّ: ضِدُّ الضِّحِّ، والجَمِيعُ الظِّلاَلُ والظُّلُوْلُ. وسَوَادُ اللَّيْلِ: ظِلٌّ. ومَكَانٌ ظَلِيْلٌ: دائمُ الظِّلِّ، وقد دامَتْ ظَلاَلَتُه. وكُلُّ مَوْضِعٍ يكونُ فيه الشَّمْسُ فزالَتْ عنه فهو: ظِلٌّ وفَيْءٌ.
والظِّلُّ الظَّلِيْلُ: الجَنَّةُ.
والظِّلُّ: الخَيَالُ يُرى من الجِنِّ وغَيْرِه.
والظِّلَّةُ: الظِّلاَلُ.
والظُّلَّةُ: ما سَتَرَكَ من فَوْقُ.
وثَوْبٌ لَيْسَ عليه ظِلٌّ: أي زِئْبِرٌ.
وهو في ظِلِّه: أي كَنَفِه.
ووَجْهُه كظِلِّ الحَجَرِ: أي أسْوَدُ.
وفي مَثَلٍ: " تَرَكَ الظَّبْيُ ظِلَّه " إذا نَفَرَ.
والظُّلَّةُ: كهيئة الصُّفَّةِ في التفسير.
والمَظَلَّةُ: البُرْطُلَّةُ. وما يُتَّخَذُ من خَشَبٍ يُسْتَظَلُّ به.
والظَّلِيْلَةُ: الرَّوْضَةُ.
والإِظْلاَلُ: الدُّنُوُّ، أظَلَّكَ فلانٌ: بمعنى دَنا كأنَّه ألْقى عليه ظِلَّه.
ومُلاَعِبُ ظِلِّه: طائِرٌ، ومُلاَعِبَا ظِلِّهما، ومُلاعِبَاتُ ظِلِّهِنَّ.
والأَظَلُّ: باطِنُ مَنْسِمِ البَعِيرِ، والجَميعُ الأَظْلاَلُ والظُّلُّ. وفي الإنسان: أُصُوْلُ بُطُوْنِ الأصابعِ مِمّايَلي صَدْرَ القَدَم.
والظَّلَلُ: الماءُ الذي يكونُ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ولا تُصِيْبُه الشَّمْسُ. والظَّلِيْلَةُ: مُسْتَنْقَعُ ماءٍ قَلِيْلٍ في مَسِيْلٍ ونَحْوِه.
وكانَ ذلك في ظِلِّ الشَّبَابِ: أي أوَّلِه.
والظَّلاَلَةُ: غَيَايَةٌ من الطَّيْرِ أي جَمَاعَةٌ.

وظَلَّلْتُ بالسَّوْطِ: أي أشَرْتُ به تَخْوِيفاً.
وظَلاَلَةُ البَعِيْرِ: شَخْصُه.
والظَّلِيْلُ: الحَصِيْرُ من ظُهُوْرِ السَّعَفِ، وتُجْمَعُ أظِلَّةً.
واسْتَظَلَّتْ عَيْنُ النّاقَةِ: إذا غارَتْ، فهي مُسْتَظِلَّةٌ.
لظ: الإِلْظَاظُ: الإِلْحَاحُ على الشَّيْءِ، أَلَظَّ على الشَّيْءِ وألَظَّ به. ومنه المُلاَظَّةُ في الحَرْبِ.
ورَجُلٌ مِلْظَاظٌ مُلِظٌّ: شَدِيْدُ الإِيْلاَعِ بالشَّيْءِ. وفي الحَدِيث: " أَلِظُّوا بيا ذا الجَلاَلِ والإِكْرَام " أي داوِموا السُّؤالَ بها.
وهو مُلِظٌّ به: إذا رَأيْتَه يَطْرُدُه، واللَّظُّ: الطَّرْدُ، ومَرَّتِ الفُرْسَانُ تَلاَظُّ.
والإِلْظَاظُ: الطَّلَبُ باللِّسَانِ. والمِلْظَاظُ: المِلْحَاحُ. ورِسَالَةٌ مُلِظَّةٌ.
ورَجُلٌ لَظٌّ: عَسِرٌ مُتَشَدِّدٌ.
واللَّظْلَظَةُ: من قَوْلِكَ: الحَيَّةُ تُلَظْلِظُ: وهو تَحْرِيْكُ رَأْسِها من شِدَّةِ اغْتِيَاظِها.
وإنَّه لَحَدِيْدٌ لَظْلاَظٌ: أي عَسِرُ الخُلقِ.
والمِلَظُّ: الشَّدِيْدُ الطَّلَبِ المُلِحُّ على الشَّيْءِ.
وأَلَظَّ على كذا وبه: لَزِمَه.
باب الظاء واللام ظ ل، ل ظ يستعملان

ظل: [ظَلَّ فلانٌ نَهارَه صائماً، ولا تقول العرب: ظَلَّ يَظَلُّ اِلاّ لكل عَمَل بالنهار، كما لا يقولون: باتَ يَبيتُ إِلاّ باللَّيل، ومن العَرَب من يحذف لام ظَلِلتُ ونحوِها حيث يظهران] ، فأما أهل الحِجاز فيكسِرون الظاء على كسرة اللام التي أُلقِيَتْ، فيقولون ظِلْنا وظِلْتُم، والمصدر الظلول، [والأمر منه ظَلَّ واظلَلْ، وقال اللهُ- جلَّ وعَزّ-: ظَلْتَ عَلَيْهِ عاكِفاً وقرىء: ظِلْتَ عليه، فمَن فَتَحَ فالأصلُ فيه ظَلِلتَ عليه، ولكن اللامَّ حُذِفت لثِقَل التضعيف والكسر، وبقيت الظاء على فتحها، ومن قَرَأ: ظِلْتَ، بالكسر، حَوَّلَ كسرةَ اللام على الظاء، وقد يجوز في غير المكسور نحو: هَمتُ، بذاكَ أي هَمَمْتُ، وأحَسْتُ تُريدُ أَحْسَسْتُ، وحَلتُ في بني فُلانٍ، بمعنى حَلَلْتُ وليس بقياس إنّما هي أحرف قليلة معدودة] . وتميم تقول: ظَلْتُ. وسَواد الليل يُسَمَّى ظِلاًّ، قال:

وكم هَجَعَتْ وما أطلقت عنها ... وكم دَلَجَتْ وظِلُّ اللَّيْلِ داني

ومكان ظليلٌ: دائِمُ الظِّلِّ دامَت ظِلالُه. والظُّلَّةُ كهَيئة الصُّفَّة، وعَذابُ يومِ الظُّلَّة، يقال: عذابُ يومِ الصُّفَّة، واللهُ أعلَم. والمِظَلَّة: البُرْطُلَّة، والظُّلَّة والمِظَلَّة سواء وهما ما يُستَظَلُّ به من الشمْس، ويقال: مظلة. والإِظْلالُ: الدُّنُوُّ، يقال: أظَلَّكَ فلانٌ، أي كأنَّه أَلْقَى عليكَ ظِلَّه من قُرْبه، [وأظَلَّ شَهرُ رمضانَ، أي دَنَا منكَ] . ويقال: لا يُجاوز ظِلّي ظِلَّكَ. ومُلاعِبُ ظله: طائر يُسَمَّى بذلك، وهُما مُلاعِبا ظِلِّهما ومُلاعباتُ ظِلِّهِنَّ في لغة، فإذا جَعَلتَه نكرةً أخرجْتَ الظِلَّ على العِدَّة فقلت: هُنَّ مُلاعبات [أَظْلالِهِنّ] . والأَظَلُّ: باطِن مَنْسِم البعير، والجميع الأظلال، قال:

تَشْكُو الوَجَى من أظَللٍ وأظلَلِ

أظهر التضعيف، وإنَّما هو أظَلُّ، [وقال ذو الرُّمَّة:

دامي الأظل بعيد السأو مَهْيُومُ]

والظِّلُّ لون النَهار تغلِبُ عليه الشَّمْسُ. والظِّلُّ من الخيال سِترٌ من الجن. والمظلمة تُتَّخَذُ من الخَشَب يُسْتَظَلُّ بها. والظَّليلة: مُستَنقِعُ ماءٍ قليل في مَسيل، وينقطع السَّيْلُ ويبقى ذلك الماء فيه، قال رؤبة:

غادَرَهُنّ السيل في ظلائلا  لظ: الإِلظاظ: الإِلْحاحُ على الشيء، وألظ به، ومنه المُلاظَّةُ في الحَرْبِ. ورجل مِلْظاظ: مُلِظٌّ شديدُ الإيلاع بالشيء، مُلجٌّ، قال:

عَجِبتُ والدَّهْر له لَظيظُ

ويقال: رجلٌ كَظٌّ لَظٌّ، أي عَسِرٌ مُتَشدِّد. والتَّلَظْلُظُ واللَّظْلَظَةُ من قولك: حَيَّةٌ تَتَلَظلَظُ، وهو تحريكُ رأسِها من شِدَّةِ اغتياظِها. وحَيَّةٌ تَتَلَظَّى من خُبثها وتَوَقُّدِها، والحَرُّ يَتَلَظَّى كأنَّه يلتهب مثل النار، وسُمِّيَتِ النّارُ لَظىّ من لُزُوقها بالجلد، ويقال: اشتقِاقُه من الإِلظاظ، فأَدْخَلوا الياءَ كما أَدْخَلُوها على الظن فقالوا: تَظَنَّيتُ، وإِنَّما هو: تَظَنَّنْت،

وفي الحديث: ألظوا بيا ذا الجَلالِ والإِكرام

أي سَلِّمُوا بها وداوِمُوا عليها، أي على هذه الكلمة. [وأما قولهم في الحَرِّ: يَتَلَظَّى فكأنّه يَتَلَهَّبُ كالنّارِ من اللَّظَى] .
ظل: ظلَّ: مكث، لبث، بقي، دام، استمر، ويقال: ظل واقفاً: لبث واقفاً وظل على حاله: عني بصحبته، لم يشخ ويطعن في السن ولم يأسن ويتعفن (بوشر).
ظلَل: معناها الأصلي أظلّ، فيأ، وجعله في الظلّ.
ويقال مجازاً: ظلَّلَته مَسَرَّتُه (عباد 1: 66) مثل ما نقول: ارتسم السرور على وجهه.
ظَلَّل: جعله في الظلّ، خصص له مكاناً فيه ظلّ (معجم البلاذري).
ظَلَّل ب: غطاه من أعلاه ففي المقري (1: 380): مَسارح للطيور مظلَّلة بالشباك (مِطِيرة بناء كبير مخصص لتربية الطيور).
أظلَّله: دنا منه، صار قريباً منه (لين، فليشر في تعليقه على المقري 1: 660، بريشت ص216 معجم مسلم) وقد تغير معنى هذا الفعل فصار يدل على شيء أو وقت قد حان حينه.
ففي رحلة ابن بطوطة (1: 22) مثلاً: أظلني بتونس عيد الفطر، أي اقبل عيد الفطر وأنا بتونس،. وفيها (1: 26): أظلنا عيد الأضحى في بعض تلك المراحل أي اقبل علينا عيد الأضحى في بعض تلك المراحل. وفي ملّر (ص12): أظلتنا بها ليلة شتائية أي كنا في ليلة ممطرة. وفي معجم مسلم: أظلهم رعب أي استولى عليهم رعب.
ظَلّ؟: يقول ريشاردسون (مراكش 2: 30) ذَلّ تعني مِظلّة ولعلها تصحيف مَظلّ (انظر مَظَلّ) وعند بوسيبه ظلّيلة وهي لفظة مراكشية تعني مِظلَّة.
ظِلّ: وجمع الجمع أظَاليل (ديوان الاخطل ص8 ورايت).
ظل الشمْس: مِزُولة، ساعة شمسية (الكالا).
ظُلَّة: مدخنة الموقد (فوك، الكالا).
ظِلّي: هو نوع من الزبيب في سلجماسة وقد سمي بذلك لأنه يجفف في الظل (البكري ص148).
ظِلاَلة: نوع من الأخبية للوقاية من الشمس مثل مظلَّة (ابن جبير ص178، 187).
الظِلالات عند الصوفية عبارة عن الأسماء الإلهية (محيط المحيط).
ظِلاِليّ: ترجمة كلمة السريانية طالما (باين سميث 1470).
مظّل: خيمة كبيرة فسطاط. ففي المعجم اللاتيني- العربي ( tentorium فسطاط ومَظَلّ).
ويطلق على هذا الاسم على خيمة السلطان. فعند ابن القوطية (ص40 ق): ولم يُؤذَّن بالظُهْر إلا وقد اجتمع على باب المظل ثلاثون ألف رأس.
وفي حيان (ص72 ق) وأمر الأمير عبد الله بإنزال العسكر وإقامة المظل فاتفق من سوء الطيرة أن المظل لما قام عمود (عموده) وشُدَّ باطنابه اندقَّ العمود فخر المظل ثم أهوى إلى عمود فامتلخه وتقدّم به إلى المظل فعمده فاستوى على ساقه. كما يطلق هذا الاسم على خيمة ولد السلطان ففي حيان (ص90 ق) في كلامه عن عاصفة واقتلعت مظل الولد أبان وقبةّ القائد أحمد (والمظل في هذا الخبر مرداف قبة).
مَظْلّ وجمعه مظلات: عرزال وهو سقيفة من أغصان الأشجار تحمي من الشمس (الكالا).
وفي المعجم اللاتيني العربي ذكرت هذه الكلمة مقابل الكلمة اللاتينية umbraculum ولهذه الكلمة معنيان أحدهما هو هذه السقيفة والثاني مظلّة.
مَظَلّ وجمعها مظلات: طابق دور (الكالا).
وهو يذكر لفظة مدل التي تعني عنده دائماً مَظَلّ وجمعها مظلات في المادة اللاتينية Madera tinada de وأرى من الصعب معرفة المراد من هذه الكلمة. غير أني حين رجعت إلى معجم نبريجا، حيث رتبت فيه الكلمات نفس الترتيب في معجم الكالا، وجدت فيه: tina de madera وهو يترجم هذه بالكلمة اللاتينية contignation ( أي طابق، دور) وقد ذكر في القسم اللاتيني - الأسباني أن معنى الكلمة هو دور وطابق. وهذا ما تدل عليه كلمة مَظْلْ.
مَظَلّ: مظلة شمسية (هوست ص153، هلو).
مَظَلّ وجمعها مظلات: نوع من القبعات تعتمر لتحمي لابسها من الشمس (فوك) وقبعة من القش (دوماس عادات ص38) وقال دوماس (حياة العرب ص67): وهي لا تلبس الا في حمارَّة القيظ، وهي عالية جداً وذات حاشية عريضة جداً، وترى في الصحراء خاصة وهي مغطاة بريش النعام (انظر المادة التالية) مِظلّة (بفتح الميم وكسرها): البيت الذي يذكره لين والذي ينتهي بكلمة المظلي موجود في ديوان الهذليين (ص196 البيت 71).
مَظَلَّة: مثل ظُلْة التي اشتقت منها الكلمة الأسبانية تولدا، تولدا (انظر معجم الأسبانية ص351): جنفاص يمد على ساحة الدار والشارع والمحفة والزورق ليمحيها من الشمس أو من المطر (مختارات من تاريخ العرب ص452، 580، ابن جبير ص63) وفي رحلة ابن بطوطة (4: 290): واجتمعت بتلك الخليج من السفن طائفة كبيرة لهم القلاع الملونة ومظلات الحرير.
وقد ترجمها المترجم بالمعنى المألوف وهو شمسية لكن قارن هذا بما جاء في (4: 271) وهو: ويظللّون على المركب بثياب الخ ثم ان في مخطوطة السيد جاينجوس مظلّلات بدل مظلات.
مظلَّة: ظُلَّة في أعلى السرير (بوشر).
مظلّة: قبعة من خوص النخيل (بليسييه ص152) وقبعة عريضة الحاشية جداً تصنع من خوص الدوم وهي شجرة المقل (اسبينا مجلة الشرق والجزائر 13: 145، كاريت جغرافية ص228، يراكس مجلة الشرق والجزائر 5: 215).
وعند البربر الخوص التي يلبسها الأوربيون (برجون).
مظلَّة: خيمة حيث كانت سفينة نوح (بوشر). عيد المظلة: عيد العرازيل عند اليهود (بوشر، دي ساسي طرائف 1: 93) وفي محيط المحيط: عيد المظال مُظلَّل: ما تعلوه الظُلَّة (ابن البيطار 4: 390).
مظلّل بالجلال: يعلوه الجلال (بوشر).
مُظَلّل وتجمع على مُظللات: انظرها في مادة مُظلَّة.
مُظلّل: مظلة شمسية، (ابن بطوطة 2: 421) وفي مخطوطة جاينجوس مظلات بدل مظلاّت في المطبوع من الرحلة).

ظل

1 ظَلَّ, aor. ـِ inf. n. ظِلَالَةٌ: see 4.

A2: ظَلَّ, (T, M, Msb, K,) first Pers\. ظَلِلْتُ, (T, S, M, O, Msb, K,) [and accord. to SM ظَلَلْتُ also, for he says that] the verb is of the class of مَنَعَ as well as of the class of تَعِبَ, (TA,) and ظَلْتُ, (T, S, * M, O, K,) likened to لَسْتُ, (M, K, *) formed by rejecting the former ل in ظَلِلْتُ, (T, O,) and ظِلْتُ, which is [also] originally ظَلِلْتُ, (Sb, T, M, O, K,) formed by transferring to the ظ the vowel of the rejected ل, (Sb, T, M, O,) anomalously, (Sb, M,) the latter of the dial. of the people of El-Hijáz; (T;) aor. ـَ (S, * M, O, * Msb, K;) imperative اِظْلَلْ and ظَلْ (T) [and it is implied in the M voce قَرَّ that one says also اِظْلِلْ and ظِلْ, which indicates that the aor. is also يَظِلُّ, but this requires confirmation, which I have not anywhere found]; inf. n. ظُلُولٌ (T, S, M, O, Msb, K) and ظَلٌّ (M, K) and ظِلٌّ; (thus also in a copy of the M; [but this I think doubtful;]) accord. to Lth, (T,) or Kh, (Msb,) [i. e. accord. to the author of the 'Eyn,] is said only of a thing that is done in the day, or daytimes; (T, S, M, O, Msb;) like as بَاتَ, aor. ـِ is said only of a thing that is done in the night: (T:) it is an incomplete [i. e. a non-attributive] verb, relating to a time in which is a shade from the sun, from morning to evening, or from sunrise to sunset: (Esh-Shiháb, TA:) one says, ظَلَّ فُلَانٌ نَهَارَهُ صَائِمًا [Such a one was during his day fasting; or he passed his day fasting]: (Lth, T:) and ظَلَّ نَهَارَهُ يَفْعَلُ كَذَا [He was in, or during, his day doing such a thing; or he passed his day doing such a thing]: (M, K:) and ظَلِلْتُ أَعْمَلُ كَذَا [I was in the day or daytime, or I passed the day, doing such a thing; or] I did such a thing in the day or daytime. (S, O, Msb. *) In the saying of 'Antarah, وَلَقَدْ أَبِيتُ عَلَى الطَّوَى وَأَظَلُّهُ حَتَّى أَنَالَ بِهِ كَرِيمَ المَأْكَلِ [app. meaning And verily I pass the night in hunger, and I pass the day in it, that I may attain thereby plentiful eating], أَظَلُّهُ is for أَظَلُّ عَلَيْهِ. (S, O.) And accord. to some, (TA,) ظَلَّ لَيْلَهُ occurs in poetry; (M, K, TA;) so that one says, ظَلَّ لَيْلَهُ يَفْعَلُ كَذَا [He was in, or during, his night, or he passed his night, doing such a thing]: but it is said that in this case the verb has the meaning next following. (TA.) b2: and it signifies also He, or it, became; syn. صَارَ: (Er-Rághib, TA:) being in this sense likewise an incomplete [i. e. a non-attributive] verb, divested of that meaning of time which it radically denotes; as in the phrase in the Kur [xvi. 60 and xliii. 16], ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا [His face becomes black]: so says Ibn-Málik: (TA:) or this may mean his face continues all the day black: (Bd in xvi. 60:) and one says also, ظَلَّ يَفْعَلُ كَذَا meaning He continued doing such a thing: this too is mentioned by Ibn-Málik, and is of the dial. of the people of Syria. (TA.) b3: It is also a complete [i. e. an attributive] verb as meaning He, or it, continued; as is said in the Expos. of the “ Shifè,” and by Ibn-Málik; and, as Ibn-Málik likewise says, it was, or became, long. (TA.) 2 ظللّٰهُ عَلَيْهِ [He made it to give shade over him, or it,] (M,) inf. n. تَظْلِيلٌ. (O.) It is said in the Kur [vii. 160, and the like is said in ii. 54], وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الغَمَامَ And we made the clouds to give shade over them. (M.) b2: [And ظللّٰهُ signifies He shaded him, or it. See an ex. in a verse of Jereer in art. ردف, conj. 3.] لٰكِنْ عَلَى الأَثَلَاتِ لَحْمٌ لَا يُظَلَّلُ [But at the tamarisk-trees is flesh that will not be shaded, or, accord. to the reading given by Meyd, بِالأَثَلَاتِ,] is a prov., said by Beyhes, in allusion to the flesh of his slain brothers, on the occasion of persons saying, ظَلِّلُوا لَحْمَ جَزُورِكُمْ [Shade ye the flesh of your slaughtered camel]. (S, O.) A2: See also 4.

A3: One says also ظلّل بِالسَّوْطِ, meaning He made a sign with the whip for the purpose of frightening. (Ibn-'Abbád, O, K.) 4 اظلّ, said of a day, It was, (S, O,) or became, (M, K,) shady, or a day having shade: (S, M, O, K:) or it was a day having clouds, or other [causes of shade]: (T:) or it was continually shady; as also ↓ ظَلَّ, aor. ـِ inf. n. ظِلَالَةٌ. (Msb.) b2: And, said of a thing, [It extended its shade; or] its shade extended; as also ↓ ظلّل. (Msb.) A2: أَظَلَّتْنِى الشَّجَرَةُ [The tree shaded me, or afforded me shade]: and in like manner one says of other things than trees. (S, O.) أَظَلَّكَ said of a building, or of a mountain, or of a cloud, means It protected thee, and cast its shade upon thee. (Mgh.) b2: [Hence,] اظلّهُ (assumed tropical:) He took him into his shelter, or protection: (TA:) or he guarded, or protected, him, and placed him within the scope of his might, or power of resistance or defence. (Er-Rághib, TA.) b3: And أَظَلَّنِى (assumed tropical:) It (a thing) covered me: (M, K:) or it approached me, or drew near to me, so as to cast its shade upon me: (K:) or it has both of these meanings: (M:) or أَظَلَّكَ means he, (T, S,) or it, (O,) approached thee, or drew near to thee, as though he, or it, cast his, or its, shade upon thee. (T, S, O.) And hence one says, أَظَلَّكَ أَمْرٌ (assumed tropical:) An event approached thee, or drew near to thee: (S, O:) and in like manner one says of a month. (T, S, O.) And اظلّ [alone] (assumed tropical:) It (a thing) advanced: or approached, or drew near. (Msb.) And i. q. أَشْرَفَ [app. as meaning (assumed tropical:) He, or it, became within sight, or view]. (Msb.) 5 تَظَلَّّ see the next paragraph. It is also pronounced تَظَلَّى: (IAar, T:) and signifies He kept to shady places, and to ease, or repose: (IAar, T and K in art. ظلى:) it is like تَظَنَّيْتُ from الظَّنُّ. (T in that art.) 10 استظلّ, (T,) or استظلّ بِالِظِّلِّ, (Msb, TA,) He (a man, T) sheltered, or protected, himself by means of the shade: (T, TA:) or the latter means he inclined to the shade and sat in it. (M, K.) And استظلّ مِنَ الشَّىْءِ and بِهِ means↓ تَظَلَّلَ [i. e. he shaded himself (تظلّل being quasi-pass. of ظَلَّلَهُ) from the thing and by means of it]. (M, K.) You say, استظلّ بِهِ مِنَ الشَّمْسِ [He shaded himself with it, or by means of it, from the sun]. (T.) And استظلّ بِالشَّجَرَةِ He shaded and sheltered himself by means of the tree. (Ibn-'Abbád, S, O.) b2: استظلّ الدَّمُ The blood was in the جَوْف [or belly, or interior of the belly, or the chest]. (T, O, K, TA. [In the CK, من الجَوْفِ is put for فِى الجَوْفِ.]) b3: استظلّت العَيْنُ, (T, Ibn-'Abbád, O,) or العُيُونُ, (K,) The eye, (T, Ibn-'Abbád, O,) meaning that of a she-camel, (Ibn-'Abbád, O,) or the eyes, (K,) sank, or became depressed, in the head. (T, Ibn-'Abbád, O, K.) b4: And استظلّ الكَرْمُ The grape-vine became luxuriant, or abundant and dense, in its branches whereon were the bunches. (M, K.) ظِلٌّ properly signifies Shade; i. e. the light of the sun without the rays: when there is no light, it is ظُلْمَةٌ, not ظِلٌّ: (S, O:) contr. of ضِحٌّ: (M, K:) or i. q. فَىْءٌ: (K:) so some say: (M:) or so the [common] people say: (IKt, Msb:) or the former is [shade] in the morning; and the latter is in the evening: (M, K:) or, accord. to IKt, the former is in the morning and in the evening; but the latter is only after the declining of the sun from the meridian: ISk says that the former is from the rising of the sun to its declining; and the latter, from the declining to the setting: Th says that the ظِلّ of a tree &c. is in the morning; and the فَىْء, in the evening: (Msb:) Ru-beh says, (M, Msb,) any place, (M,) or any thing, (Msb,) upon which the sun has been and which it has quitted is termed ظِلٌّ and فَىْءٌ; (M, Msb;) but a thing [or place] upon which the sun has not been is termed ظِلٌّ [only]; and hence it is said that the sun annuls, or supersedes, the ظِلّ, and the فَىْء annuls, or supersedes, the sun: (Msb:) AHeyth says, the ظِلّ is anything upon which the sun has not come; and the term فَىْء is applied only after the declining of the sun; the فَىْء being eastwards and the ظِلّ being westwards; and the ظِلّ being termed ظِلّ from the beginning of the day to the declining of the sun; after which it is termed فَىْء until the night: (T, TA:) one says the ظِلّ of Paradise, but not its فَىْء, because the sun will never replace its ظِلّ; but En-Nábighah El-Jaadee has assigned to Paradise فَىْء having ظِلَال: (M, TA:) in a verse of Aboo-Sakhr ElHudhalee, ظِلٌّ is made fem. as meaning مَنِيَّة [i. e. death]: (Ham p. 161:) the pl. [of mult.] is ظِلَالٌ (S, M, O, K) and ظُلُولٌ and [of pauc.] أَظْلَالٌ. (M, O, K.) The saying of a rájiz, كَأَنَّمَا وَجْهُكَ ظِلٌّ مِنْ حَجَرْ [As though thy face were a shade of a stone] is said to mean hardness of face, and shamelessness: or the being black in the face: (T, TA:) for the Arabs say that there is nothing more dense in shade than a stone. (TA.) قَدْ ضَحَا ظِلُّهُ [His shade, or shadow, has become sun] is said of the dead. (TA.) مَرَّ بِنَا كَأَنَّهُ ظِلُّ ذِئْبٍ [He passed by us as though he were the shadow of a wolf] means swiftly, as does a wolf. (M.) اِنْتَعَلَتْ ظِلَالَهَا (assumed tropical:) [They made their shadows to be as though they were sandals to them] is said of camels or other beasts when it is midday in summer and they have no shadow [but such as is beneath them]: a rájiz says, قَدْ وَرَدَتْ تَمْشِى عَلَى ظِلَالِهَا وَذَابَتِ الشَّمْسُ عَلَى قِلَالِهَا [They came to the water walking upon their shadows, and the sun was intensely hot upon the tops of their heads and humps]. (T.) And one says, هُوَ يَتْبَعُ ظِلَّ نَفْسِهِ (tropical:) [He follows the shadow of himself; i. e. a thing that he will not overtake; for], as a poet says, the shadow that goes with thee thou wilt not overtake by following: and هُوَ يُبَارِى ظِلَّ نَفْسِهِ (tropical:) [He strives to outstrip the shadow of himself], meaning that he walks with a proud and self-conceited gait: so in the A. (TA.) And اِنْتَقَلْتُ عَنْ ظِلِّى (tropical:) I left my state, or condition. (TA.) And تَرَكَ الظَّبْىُ ظِلَّهُ: so in the T and S and O: (TA:) but [said to be] correctly, أَتْرُكُهُ تَرْكَ الظَّبْىِ ظِلَّهُ, (K,) or لَأَتْرُكَنَّهُ, (M, TA,) i. e. [I will forsake him, or I will assuredly forsake him, as the gazelle forsakes] the place of its shade: (O, TA:) [each, however, is app. right; and the former is the more agreeable with the following explanations:] a prov., (M,) applied to the man who is wont to take fright and flee; for the gazelle, when it takes fright and flees from a thing, never returns to it: (S, O, K:) by the ظِلّ is here meant the covert in which it shades and shelters itself in the vehemence of the heat; then the hunter comes to it and rouses it, and it will not return thither; and one says, تَرَكَ الظَّبْىُ ظِلَّهُ, meaning the place of its shade: it is applied to him who takes fright and flees from a thing, and forsakes it so as not to return to it; and to the case of a man's forsaking his companion. (Meyd.) [ثَقِيلُ الظِّلِّ as applied to a man, see expl. in art. ثقل: see also Har p. 250, where it is indicated that it may be rendered One whose shadow, even, is oppressive, and therefore much more so is his person.] In the phrase وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ, (M, K) in the Kur [xxxv. 20], Th says, accord. to some, (M,) الظِّلُّ means Paradise; (M, K;) and الحَرُورُ, the fire [of Hell]: but he adds, I say that الظِّلُّ is the ظِلّ itself [i. e. shade], and الحَرُورُ is the حَرّ itself [i. e. heat]: (M: [see also حَرُورٌ:]) and Er-Rághib says that ظِلٌّ is sometimes assigned to anything; whether it be approved, as in the phrase above mentioned; or disapproved, as in وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ

in the Kur [lvi. 42, meaning And shade of smoke, or black smoke]. (TA.) And الظِّلَالُ meansظِلَالُ الجَنَّةِ [The shades of Paradise]: (Fr, T, O, K, TA:) in some copies of the K, وَالظِّلَالُ الجَنَّةُ, which is a mistake: (TA:) [but this requires consideration; for] El-'Abbás Ibn-'Abd-El-Muttalib says, مِنْ قَبْلِهَا طِبْتَ فِى الظِّلَالِ وَفِى مُسْتَوْدَعٍ حَيْثُ يُخْصَفُ الوَرَقُ [Before it t?? wast good in, or in the shades of, Paradise, and in a depositary in the part where leaves are sewed together to conceal the pudenda]; (T, O, TA;) i. e. before thy descent to the earth (to which the pronoun in قبلها relates), thou wast good in the loins of Adam when he was in Paradise. (TA.) الجَنَّةُ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ [Paradise is beneath the shades of the swords] is a trad., meaning that fighting against unbelievers is a way of attaining to Paradise. (Marg. note in a copy of the “ Jámi' es-Sagheer.) مُلَاعِبُ ظِلِّهِ is an appellation of A certain bird; [see art. لعب;] and one says مُلَاعِبَا ظِلِّهِمَا; and مُلَاعِبَاتُ ظِلِّهِنَّ: but when you make them indeterminate, you say مُلَاعِبَاتُ أَظْلَالِهِنَّ. (T, O, K. [But in the TA in art. لعب, it is said that one dualizes and pluralizes both nouns, because the appellation becomes determinate.]) b2: ظِلُّ اللَّيْلِ means (tropical:) The blackness of the night: (T, S, O, Msb;) metaphorically thus termed; (S;) as in the saying, أَتَانَا فِى ظِلِّ اللَّيْلِ [He came to us in the blackness of the night]: (S, O:) or it signifies جُنْحُ اللَّيْلِ [app. as meaning the darkness, and confusedness, of the night; see جُنْحٌ]; (M, TA;) or so الظِّلُّ: (K:) or this means the night, (M, K, TA,) itself; (M, TA;) so the astronomers say: (TA:) all the night is ظِلٌّ: and so is all the period from the shining of the dawn to the rising of the sun. (T.) b3: ظِلُّ النَّهَارِ is The colour of the day when the sun predominates over it [app. meaning when the light of the sun predominates over that of the early dawn]. (K.) b4: ظِلُّ السَّحَابِ means Such, of the clouds, as conceal the sun: or the blackness of the clouds. (M, K.) b5: And ظِلَالُ البَحْرِ means The waves of the sea; (O, K, TA;) because they are raised so as to shade the ship and those that are in it. (TA.) b6: ظِلٌّ also signifies A خَيَال (M, O, K) that is seen, (M, K,) [i. e. an apparition, a phantom, or a thing that one sees like a shadow, i. e. what we term a shade,] of the jinn, or genii, and of others: (M, O, K:) or the like of a خَيَال of the jinn. (T.) b7: Also Anything that shades one. (TA.) b8: And it is the subst. from أَظَلَّنِى الشَّىْءُ meaning “ the thing covered me; ” (M, K;) [i. e. it means A covering;] in which sense Th explains it in the phrase إِلَى ظِلٍّ ذِى ثَلَاثِ شُعَبٍ [in the Kur lxxvii. 30, Unto a covering having three parts, or divisions]; saying, the meaning is that the fire will have covered them; not that its ظِلّ will be like that of the present world. (M. [See شُعْبَةٌ.]) And ظِلُّ الشَّىْءِ means (assumed tropical:) That which serves for the veiling, covering, or protecting, of the thing; syn. كِنُّهُ. (M.) [Hence] one says, فُلَانٌ يَعِيشُ فِى ظِلِّ فُلَانٍ i. e. (assumed tropical:) [Such a one lives] in the shelter, or protection, of such a one. (T, * S, O, Msb, * K. *) And السُّلْطَانُ ظِلُّ اللّٰهِ فِى الأَرْضِ, (O, TA,) a saying of the Prophet, (O,) [meaning (assumed tropical:) The sovereign, or ruling, power is God's means of defence in the earth,] because he wards off harm from the people like as the ظِلّ [properly so called] wards off the harm of the heat of the sun: (TA:) or the meaning is, (assumed tropical:) God's means of protection: or God's خَاصَّة [or special servant]. (O, TA.) b9: Also (assumed tropical:) Might; or power of resistance or defence: (M, K, TA:) whence [as some say] its usage in the Kur xiii. 35, and the usage of [the pl.] ظِلَال in xxxvi. 56 and in lxxvii. 41: [but the primary signification is more appropriate in these instances:] and so in the saying, جَعَلَنِى فِى ظِلِّهِ [i. e. (assumed tropical:) He placed me within the scope of his might, or power of resistance or defence]: so says Er-Rághib. (TA.) b10: And (assumed tropical:) A state of life ample in its means or circumstances, unstraitened, or plentiful, and easy, pleasant, soft, or delicate. (TA.) b11: Also (assumed tropical:) The beginning of winter. (T, O. [Accord. to the copies of the K, of youthfulness: but I think that الشَّبَاب in this instance, in the K, is evidently a mistranscription for الشِّتَآء.]) And (assumed tropical:) The vehemence (T, O, K) of the heat (T, O) of summer. (T, O, K.) b12: Also (assumed tropical:) The شَخْص [as meaning person of a human being, and as meaning the bodily or corporeal form or figure or substance which one sees from a distance, or the material substance,] of anything; (M, K, TA; [in the second and third of which is added, “or its كِنّ,” a signification which I have mentioned above on the authority of the M;]) because of its [apparent] blackness [or darkness, resembling that of a shade or shadow]: (M, TA:) whence the saying, لَا يُفَارِقُ ظِلِّى ظِلَّكَ (assumed tropical:) [My person will not quit thy person]; like the saying, لَا يُفَارِقُ سَوَادِى سَوَادَكَ: and the following exs. have been cited as instances of ظِلّ in the sense of شَخْص: the saying of a poet, لَمَّا نَزَلْنَا رَفَعْنَا ظِلَّ أَخْبِيَةٍ

[as though meaning When we alighted, we raised the material fabric of tents], for it is said that they do not set up the ظِلّ which is the فَىْء, but they only set up the tents; and the saying of another, تَتَبَّعَ أَفْيَآءَ الظِّلَالِ عَشِيَّةً

[as though meaning He followed the shadows of the material objects in the evening]: but Er-Rághib says that the former means, we raised the tents, and so raised the ظِلّ thereof; and in the other ex., الظلال is a general term, and الفَىْء [or افيآء] is a special term, so that it is an instance of the إِضَافَة of a thing to its kind [i. e. of prefixing a noun to one significant of its kind]. (TA.) [See also ظَلَالَةٌ.] b13: And accord. to Ibn-'Abbád, (O,) it signifies also The nap, or villous substance, upon the surface of a garment, or piece of cloth; syn. زِئْبِرٌ. (O, K.) ظَلَّةٌ i. q. إِقَامَةٌ [Continuance, residence, abode, &c.]. (K.) b2: And i. q. صِحَّةٌ: thus accord. to the copies of the K; but this may be a mistranscription; for Az and others mention, among the significations of ظلّة, [in a copy of the T, written in this case, as in others, ↓ ظُلَّة,] that of صَيْحَةٌ [q. v.]. (TA.) ظُلَّةٌ A thing that covers, or protects, [or shades,] one, overhead: accord. to Lth, i. q. ↓ مَظَلَّةٌ or مِظَلَّةٌ meaning a thing that shades one from the sun: (T:) see an ex. voce مِظَلَّةٌ: a covering: and i. q. بُرْطُلَّةٌ: (M, K:) this latter word correctly signifies a مِظَلَّة for the summer: (TA in art. برطل:) and a thing by which one is protected from the cold and the heat: (M:) anything that protects and shades one, as a building or a mountain or a cloud: (Mgh:) the first portion that shades (Az, S, K) of a cloud (Az, S) or of clouds; (K;) accord. to Er-Rághib, mostly said of that which is deemed unwholesome, and which is disliked; whence the use of the word in the Kur 7:171: (TA:) and what shades one, of trees: (K:) or anything that forms a covering over one, (T, TA,) or shades one: (T:) and [particularly] a thing like the صُفَّة [q. v.], (S, M, O, K,) by which one protects himself from the heat and the cold: (K:) or, accord. to the lawyers, ظُلَّةُ الدَّارِ means the سُدَّة [or projecting roof] over the door of the house: or that of which the beams have one end upon the house and the other end upon the wall of the opposite neighbour: (Mgh:) pl. ظُلَلٌ (S, M, O, K) and ظِلَالٌ. (M, K.) [See also ظَلَالٌ.] One says also, دَامَتْ ظُلَّةُ الظِّلِّ and الظِّلِّ ↓ ظِلَالَةُ, meaning That whereby one shades himself, (K, TA,) of trees, or of stones, or of other things, (TA,) [continued.] عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ, in the Kur. [26:189], is said to mean [The punishment of the day of] clouds beneath which was a hot wind (سَمُوم): (S, O, K:) or an overshadowing cloud, beneath which they collected themselves together, seeking protection thereby from the heat that came upon them, whereupon it covered them, (T, * K, TA,) and they perished beneath it: (T, TA:) or, accord. to some, i. q. عَذَابُ يَوْمِ الصُّفَّةِ. (T: see art. صف.) and لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ, in the Kur [36:16], means To them shall be above them coverings of fire, and beneath them coverings to those below them; Hell consisting of stages, one beneath another. (T, TA.) Seditions, or conflicts and factions, are mentioned in a trad. as being like ظُلَل, by which are meant Mountains, and clouds: and El-Kumeyt likens waves of the sea to ظُلَل. (TA.) And [the pl.]

ظُلَلٌ is used as meaning The chambers of a prison. (M, TA.) A2: See also ظَلَّةٌ.

ظِلَّةٌ i. q. ظِلَالٌ; (T, K, TA;) app. a pl. of ظَلِيلٌ, like as طِلَّةٌ is of طَلِيلٌ. (TA.) ظَلَلٌ Water that is beneath a tree, (O,) or beneath trees, (K,) upon which the sun does not come. (O, K.) [See also ضَلَلٌ.]

ظَلَالٌ, like سَحَابٌ, [so accord. to the K, but in my copies of the S, ↓ ظِلَال,] A thing that shades one, (IAar, S, O, K, TA,) such as a cloud, (IAar, S, TA,) and the like. (IAar, TA.) [See also ظُلَّةٌ.]

ظِلَالٌ pl. of ظِلٌّ: (S, M, O, K:) b2: and of ظُلَّةٌ. (M, K.) b3: [Also, app., pl. of ظَلِيلٌ: see ظِلَّةٌ. b4: Freytag has app. understood it to be expl. in the K as syn. with مَظَلَّةٌ; though it certainly is not.] b5: See also ظَلَالٌ.

مَكَانٌ ظَلِيلٌ A place having shade: (M, K:) or having constant shade. (T, S, M, O, K.) and hence ظِلٌّ ظَلِيلٌ (M, K) Constant shade: (S:) or extensive shade: (O:) or in this case the latter word denotes intensiveness [meaning dense]; (M, K, TA;) being like شَاعِرٌ in the phrase شِعْرٌ شَاعِرٌ. (TA.) ظِلًّا ظَلِيلًا in the Kur iv. 60 is said by Er-Rághib to be an allusion to ease and pleasantness of life. (TA.) One says also أَيْكَةٌ ظَلِيلَةٌ A collection of trees tangled, or luxuriant, or abundant and dense. (TA.) In the saying of Uheyhah Ibn-El-Juláh, describing palm-trees, هِىَ الظِّلُّ فِى الحَرِّ حَقَّ الظَّلِ?? ??لِ وَالمَنْظَرُ الأَحْسَنُ الأَجْمَلُ [ISd says] in my opinion, he means الشَّىْءُ الظَّلِيلُ حَقَّ الظَّلِيلِ; [so that the verse should be rendered They are the shade in the heat, the shady thing, the extremely shady, and the most goodly, the most beautiful, thing at which one looks; (see the phrase هٰذَا العَالِمُ حَقَّ العَالِمِ, voce حَقٌّ;)] the inf. n. being put in the place of the subst. (M.) لَا ظَلِيلٍ in the Kur [lxxvii. 31] means Not profitable as the shade in protecting from the heat. (TA.) ظَلَالَةٌ, (M, TA,) with fet-h, (TA,) the subst. from the verb in the phrase ظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الغَمَامَ [expl. above, see 2; as such app. meaning either The making to give shade, like the inf. n. تَظْلِيلٌ, or a thing that gives shade, like ظِلَالَةٌ]. (M, TA.) b2: And i. q. شَخْصٌ [expl. above, see ظِلٌّ, last quarter]: (O, K:) and so طَلَالَةٌ, with ط. (O.) ظِلَالَةٌ: see ظُلَّةٌ. b2: Also A cloud that one sees by itself, and of which one sees the shadow upon the earth. (K.) b3: And one says, رَأَيْتُ ظِلَالَةً مِنَ الطَّيْرِ i. e. غَيَابَةً [app. meaning I saw a covert, or place of concealment, of birds]. (TA.) ظَلِيلَةٌ A place in which a little water collects and stagnates in a water-course and the like: (Lth, T:) or a place in which water collects and stagnates in the lower part of the torrent of a valley: (M, K:) or the like of an excavated hollow in the interior of a water-course, such that the water stops, and remains therein: (AA, O:) pl. ظَلَائِلُ. (Lth, AA, T, O.) And A meadow (رَوْضَة) abounding with collections of trees, or of dense and tangled trees: (AA, T, O, K:) pl. as above. (K.) ظُلَّيْلَةٌ A thing which a man makes for himself, of trees, or of a garment, or piece of cloth, by which to protect himself from the heat of the sun: a vulgar word. (TA.) ظُلْظُلٌ i. q. سُعْنٌ, i. e. A ↓ مِظَلَّة [q. v.; or as expl. in the L, in art. سعن, a ظُلَّة (q. v.), or a thing like the ظُلَّة, which is made upon the flat house-tops, for the purpose of guarding against the dew that comes from the direction of the sea in the time of the greatest heat]; on the authority of IAar. (T. [Accord. to the O and K, i. q. سُفُنٌ, which is evidently a mistranscription.]) أَظَلُّ [More, and most, dense in shade]. The Arabs say, لَيْسَ شَىْءٌ أَظَلَّ مِنْ حَجَرٍ [There is not anything more dense in shade than a stone]. (TA.) b2: And أَظَلّ, [as a subst., i. e. أَظَلٌّ accord. to a general rule, or, if regarded as originally an epithet, it may be أَظَلُّ,] by poetic license أَظْلَل, (S, M, O, K,) signifies The under part, (S, O,) or the concealed part, (M, AHei, K,) of the مَنْسِم, (S, M, O, K,) or of the خُفّ, (AHei, TA,) [the former app. here used, as it is said be in other cases, in the same sense as the latter, meaning the foot,] of the camel; (S, M, O, AHei, K;) so called because of its being concealed: (AHei, TA:) and, (M, K,) in a human being, (M,) الأَظَلُّ signifies بَطْنُ الإِصْبَعِ; (M, K;) and [ISd says] this is in my opinion the right explanation; but it is said that أَظَلُّ الإِنْسَانِ signifies بُطُونُ أَصَابِعِهِ, which means the portion, of what is next to the fore part [of the bottom] of the foot, from the root of the great toe to the root of the little toe, of the human being: (M:) the pl. is ظُلٌّ, which is anomalous, (M, K,) or formed after the manner of the pl. of an epithet: (M:) or الظُّلُّ فِى الإِنْسَانِ means the roots, or bases, (أُصُول) of what are termed بُطُونُ الأَصَابِعِ, next to the fore part [of the bottom] of the foot. (Ibn-'Abbád, O.) Hence the prov., إِنْ يَدْمَ أَظَلُّكَ فَقَدْ نَقِبَ خُفِّى [If the fore part of the sole of thy foot be bleeding, the sole of my foot has become worn through, in holes: see نَقِبَ]: said to the complainer to him who is in a worse condition than he. (AHei, TA.) مظلّ [app. مَظِلٌّ, being from ظَلَّ of which the aor. is يَظِلُّ; A place of shade, or of continual shade]. One says, هٰذَا مُنَاخِى وَمَحَلِّى وَبَيْتِى وَمظلِّى

[This is my nightly resting-place for the camels, and my place of abode, and my tent, and my place of shade, or of continual shade]. (TA.) مُظِلٌّ A thing having shade; by means of which one shades himself; as also ↓ مُظَلِّلٌ. (Msb.) And [A cloudy day;] a day having clouds: or having continual shade. (TA.) مِظَلَّةٌ (T, S, M, Msb, K) and مَظَلَّةٌ, (T, M, Msb, K,) the former with kesr to the م as an instrumental noun, (Msb,) [and the latter with fet-h as a noun of place,] A large tent of [goats'] hair; (S, O, Msb;) more ample than the خِبَآء; so says El-Fárábee: (Msb:) one of the kinds of tents of the Arabs of the desert, the largest of the tents of [goats'] hair; next after which is the وَسُوط; and then, the خِبَآء, which is the smallest of the tents of [goats'] hair; so says Az: but Aboo-Málik says that the مظلّة and the خبآء are small and large: IAar says that the خَيْمَة is of poles roofed with [the panic grass called] ثَمَام, and is not of cloths; but the مظلّة is of cloths: (T:) or it is of the tents called أَخْبِيَة; (M;) such as is large, of the أَخْبِيَة; (K;) and it is said to be only of cloths; and it is large, having a رِوَاق [q. v.]; but sometimes it is of one oblong piece of cloth (شُقَّة), and of two such pieces, and of three; and sometimes it has a كِفَآء, which is its hinder part: or, accord. to Th, it is peculiarly of [goats'] hair: (M:) see also ظُلَّةٌ, and ظُلْظُلٌ: the pl. is مَظَالُّ; (M, Msb;) and مَظَالِ or مَظَالِى

occurs at the end of a verse of Umeiyeh Ibn-Abee-'Áïdh El-Hudhalee, for مَظَالِّ; the [latter]

ل being either elided, or changed into ى. (M.) عِلَّةٌ مَا عِلَّةُ أَوْتَادٍ وَأَخِلَّةٍ وَعَمَدِ المِظَلَّةِ اُبْرُزُوا لِصِهْرِكُمْ

↓ ظُلَّةٌ [A pretext: what is the pretext of tentpegs, and of pins for fastening together the edges of the pieces of the tent-cloth, and of the poles of the large tent? go ye forth: he who has married among you has a tent for shade from the sun:] is a prov., and was said by a girl who had been married to a man, and whose family delayed to conduct her to her husband, urging in excuse that they had not the apparatus of the tent: she said this to urge them, and to put a stop to their excuse: (Meyd, TA: *) and the prov. is applied in attributing untruth to pretexts. (Meyd.) b2: Hence, as being likened thereto, (assumed tropical:) A booth, or shed, made of palm-sticks, and covered with [the panic grass called] ثُمَام. (Msb.) b3: And The thing [i. e. umbrella] by means of which kings are shaded on the occasion of their riding; called in Pers\. چَتْر. (TA.) عَرْشٌ مُظَلَّلٌ [A booth, or shed, shaded over] is from الظِّلُّ. (S.) مُظَلِّلٌ: see مُظِلٌّ.

مُسْتَظِلٌّ Blood that is in the جَوْف [or belly, or interior of the belly, or the chest]. (T, O.) b2: And [Az says,] I heard a man of the tribe of Teiyi apply the term المُسْتَظِلَّاتُ [so accord. to a copy of the T, but in the TA المُسْتَظِلُّ,] to Certain thin flesh, adhering to the interior of the two fetlock-joints of the camel, than which there is in the flesh of the camel none thinner, nor any softer, but there is in it no grease. (T.)

قديم

القديم: يطلق على الموجود الذي لا يكون وجوده من غيره، وهو القديم بالذات، ويطلق القديم على الموجود الذي ليس وجوده مسبوقًا بالعدم، وهو القديم بالزمان، والقديم بالذات يقابله المحدث بالذات؛ وهو الذي يكون وجوده من غيره، كما أن القديم بالزمان يقابله المحدث بالزمان؛ وهو الذي سبق عدمُه وجودَــه سبقًا زمانيًا، وكل قديم بالذات قديم بالزمان، وليس كل قديم بالزمان قديمًا بالذات، فالقديم بالذات أخص من القديم بالزمان، فيكون الحادث بالذات أعم من الحادث بالزمان؛ لأن مقابل الأخص أعم من مقابل الأعم، ونقيض الأعم من شيء مطلق أخص من نقيض الأخص. وقيل: القديم ما لا ابتداء لوجوده الحادث، والمحدث: ما لم يكن كذلك، فكأن الموجود هو الكائن الثابت، والمعدوم ضده. وقيل: القديم هو الذي لا أول ولا آخر له. 

واجب

الواجب لذاته: هو الموجود الذي يمتنع عدمه امتناعًا ليس الوجود له من غيره؛ بل من نفس ذاته؛ فإن كان وجوب الوجود لذاته، سمي: واجبًا لذاته، وإن كان لغيره، سمي: واجبًا لغيره.

الواجب في العمل: اسم لما لزم علينا بدليل فيه شبهة، كخبر الواحد، والقياس، والعام المخصوص، والآية المؤولة، كصدقة الفطر والأضحية.

الواجب في اللغة: عبارة عن السقوط، قال الله تعالى: {فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا} أي سقطت، وهو في عرف الفقهاء: عبارة عما ثبت وجوبه بدليل فيه شبهة العدم، كخبر الواحد، وهو ما يثاب بفعله ويستحق بتركه عقوبة؛ لولا العذر، حتى يضلل جاحده ولا يكفر به.

واجب الوجود: هو الذي يكون وجوده من ذاته ولا يحتاج إلى شيء أصلًا.

الأبدي

(الأبدي) مَا لَا آخر لَهُ
الأبدي: ما لا يكون منعدما.
الأبدي: مَا وجد فِي الْأَبَد وَقيل مَا لَا يكون منعدما والأزلي مَا لَا يكون مَسْبُوقا بِالْعدمِ وَاعْلَم أَن الْوُــجُود على ثَلَاثَة أَقسَام لِأَنَّهُ إِمَّا أزلي وأبدي وَهُوَ وجود الله تَعَالَى وتقدس أَو لَا أزلي وَلَا أبدي وَهُوَ وجود الدُّنْيَا أَو أبدي غير أزلي وَهُوَ وجود الْآخِرَة وَعَكسه محَال فَإِن مَا ثَبت قدمه امْتنع عَدمه. الابتلاع: من البلع وَهُوَ عمل الْحلق دون الشّفة.

علمه تَعَالَى شَامِل

علمه تَعَالَى شَامِل: أَي للممكنات والممتنعات وَلذَا قَالُوا إِن مَعْلُومَات الله تَعَالَى أَكثر من مقدوراته فَإِن قدرته تَعَالَى إِنَّمَا تتَعَلَّق بِمَا يُمكن تعلق الْقُدْرَة بِهِ وَهُوَ الْمُمكن وَالْعلم يتَعَلَّق بالممكن والممتنع فمعلوماته تَعَالَى أَكثر من مقدوراته فَإِن قلت لَا نسلم أَن علمه تَعَالَى شَامِل للممكنات والممتنعات لأَنهم قَالُوا إِن علمه تَعَالَى لَا يتَعَلَّق بمراتب الْأَعْدَاد الْغَيْر المتناهية إِذْ مَرَاتِب الْأَعْدَاد غير متناهية فِي الْوُــجُود العلمي لَهُ تَعَالَى فَلَو كَانَ علمه تَعَالَى مُتَعَلقا بهَا مفصلة لزم عدم تناهيها لجَرَيَان برهَان التطبيق حِينَئِذٍ لكَون تِلْكَ الْمَرَاتِب وَنسبَة الانطباق بَينهَا معلومتان لَهُ تَعَالَى على مَا قُلْتُمْ من شُمُول علمه تَعَالَى بالممكن والممتنع قُلْنَا إِن علمه الشَّامِل للممكنات والممتنعات إِنَّمَا يَشْمَل مَا لَا يمْتَنع الْعلم بِهِ كَمَا أَن قدرته الشاملة إِنَّمَا تشْتَمل مَا لَا يمْتَنع وجوده وَإِمْكَان تعلق الْعلم بالمراتب الْغَيْر المتناهية مفصلة مَمْنُوع. فَإِن قيل فَيلْزم الْجَهْل على الله تَعَالَى قُلْنَا الْجَهْل عدم الْعلم بِمَا يَصح تعلق الْعلم بِهِ كَمَا أَن الْعَجز عدم الْقُدْرَة بِمَا يَصح تعلقهَا بِهِ فَلَا يلْزم الْجَهْل من عدم علمه تَعَالَى بِتِلْكَ الْمَرَاتِب كَمَا لَا يلْزم الْعَجز من عدم تعلق الْقُدْرَة بِمَا يمْتَنع وجوده فِي الْخَارِج كاجتماع الضدين والنقيضين وَشريك الْبَارِي وَغير ذَلِك.
فَإِن قيل إِن الْقلَّة وَالْكَثْرَة من لَوَازِم التناهي فَكيف يَصح أَن يُقَال إِن معلوماته تَعَالَى أَكثر من مقدوراته مَعَ لَا تناهيهما قُلْنَا معنى لَا تناهي المعلومات والمقدورات وَكَذَا لَا تناهي الْأَعْدَاد أَنَّهَا لَا تَنْتَهِي إِلَى حد لَا يتَصَوَّر فَوْقه آخر لَا بِمَعْنى أَن مَا لَا نِهَايَة لَهُ يدْخل فِي الْوُــجُود فَإِنَّهُ محَال فَإِن التناهي وَعَدَمه فرع الْوُــجُود سَوَاء كَانَ ذهنا أَو خَارِجا وَلَيْسَ الْمَوْــجُود من مَرَاتِب الْأَعْدَاد وَكَذَا من المعلومات والمقدورات إِلَّا قدرا متناهيا فإطلاق التناهي عَلَيْهَا مجازي بِاعْتِبَار أَنَّهَا لَو فرض وجودهَا بأسرها لكَانَتْ غير متناهية.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.