Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: تناول

ءخَذ

(ء خَ ذ)

الْأَخْذ: خلاف الْعَطاء.

وَهُوَ أَيْضا: الــتَّنَاوُل.

أخَذه يَأْخُذهُ أخذا.

وَإِذا أمرت قلت: خُذ، واصله: أُ أْخذ، فَلَمَّا اجْتمعت همزتان، وَكثر اسْتِعْمَال الْكَلِمَة حُذفت الْهمزَة الاصلية، فَزَالَ السَّاكِن، فاستغنى عَن الْهمزَة الزَّائِدَة، وَقد جَاءَ على الأَصْل فَقيل: أؤْخذ.

والأخيذ: الْمَأْخُوذ.

والأخيذ: الأَسير.

والأخيذة: الْمَرْأَة تَسبيَ.

والأَخيذة: مَا اغتُصب من شَيْء فاخذ.

واخذه بِذَنبِهِ: عاقبهُ، وَفِي التَّنْزِيل: (فكلاًّ أَخذنَا بِذَنبه) .

وَقَوله عز وَجل: (وكأيِّنْ من قَرْيَة أمليت لَهَا وَهِي ظالمة ثمَّ أَخَذتهَا) ، أَرَادَ: أَخَذتهَا بِالْعَذَابِ، فاستغنى عَنهُ لتقدّم ذكره فِي قَوْله: (ويَستعجلونك بِالْعَذَابِ) وَقَوله عز وَجل: (وهّمت كل أمة برسولهم ليأخذوه) ، قَالَ الزّجاج: مَعْنَاهُ: ليتمكّنوا مِنْهُ فيقتلوه.

وَآخذه: كأخذه، وَفِي التَّنْزِيل: (ولَو يُؤاخذُ الله الناسَ بِمَا كسبوا) .

وأتىَ الْعرَاق وَمَا أَخذ إخْذَه، وذَهب الحجازَ وَمَا أَخذ إخْذَه، وَولى فلَان مَكَّة وَمَا أَخذ إخْذَها، أَي: مَا يَليهَا.

وذَهب بَنو فلَان وَمن أَخذ إخْذُهم وأخْذُهم. وَلَو كنت منَّا لأخذْت بإخْذنا، أَي بخلائقنا وزينا.

وَقَوله: أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي: فَلَو كُنتُم منا أخَذْنا بأخْذكم وَلكنهَا الأوجاد اسفلَ سافلِ

فسره فَقَالَ: اخذنا بأخذكم، أَي: ادركنا إبلكم فرددناها عَلَيْكُم، لم يَقل ذَلِك غيرُه.

والأُخْذة: رُقْية تَأْخُذ الْعين وَنَحْوهَا.

وَآخذه: رقاه.

وَقَالَت أخْت صُبح العادي تبْكي اخاها صُبحاً، وَقد قَتله رجلٌ سيق إِلَيْهِ على سَرِير، لِأَنَّهَا كَانَت قد أخذتْ عَنهُ الْقَائِم والقاعد والساعي والماشي والراكب: أخذتُ عَنْك الرَّاكِب والساعي والماشي والقاعد، وَلم آخُذ عَنْك النَّائِم.

وَفِي صُبح هَذَا يَقول لبيدٌ:

وَلَقَد رأى صُبْحٌ سوادَ خَلِيله مَا بَين قَائِم سَيفه والمِحْمَلِ

عَنى بخيخه: كبده، لِأَنَّهُ يُروى أَن الْأسد بَقَر بَطْنه وَهُوَ حَيّ، فَنظر إِلَى سَواد كبده.

وَرجل مُؤَخَّذ عَن النِّساء: مَحبوس.

وائْتخذنا فِي الْقِتَال: أَخذ بَعضُنا بَعْضًا.

والإخاذة: الضَّيعة يَتخذها الْإِنْسَان.

والإِخْذُ، والإخذة: مَا حفرته كَهَيئَةِ الْحَوْض، وَالْجمع: أُخْذٌ، وإخاذ.

والإخاذ: الغدُرُ.

وَقيل: الإخاذ: وَاحِد، وَالْجمع: آخاذ، نَادِر.

وَقيل: الإخاذ، والإخاذة، بِمَعْنى.

واخذ يفعل كَذَا، أَي: جعل. وَهِي عِنْد سِيبَوَيْهٍ من الْأَفْعَال الَّتِي لَا يوضع اسْم الْفَاعِل فِي مَوضِع الْفِعْل الَّذِي هُوَ خَبَرهَا.

واخذ فِي كَذَا، أَي: بَدَأَ.

ونجوم الْأَخْذ: منَازِل الْقَمَر، لِأَن الْقَمَر يَأْخُذ كل لَيْلَة فِي منزل مِنْهَا، قَالَ:

وأخْوَت نُجومُ الأَخذ إلاّ أنِضَّةً أنضَّةَ مَحْل لَيْسَ فاطُرها يُثرى قَوْله: يُثرى: يَبُلّ الأَرْض.

وَقيل: إِنَّمَا قيل لَهَا: نُجوم الْأَخْذ، لِأَنَّهَا تَأْخُذ كُل يَوْم فِي نوء.

والآخِذ، من الْإِبِل: الَّذِي اخذ فِيهِ السِّمن، وَالْجمع: أواخذ.

وأخِذ الفصِيلُ أخَذًا، فَهُوَ أخِذٌ: اكثر من اللَّبن حَتَّى فَسد بطنُه وبَشِم.

وأخِذ البعيرُ أخَذًا، وَهُوَ أخِذٌ: أَخذه مثلُ الْجُنُون، وَكَذَلِكَ الشَّاة، وَقِيَاسه: أخِذٌ.

والأُخُذ: الرَّمد، وَقد أخِذت عينُه أخذا.

ورجلٌ أخِذٌ: بعَينه أُخُذ، وَالْقِيَاس: أخِذٌ، كَالْأولِ.

وَرجل مُستأخذ، كأخِذ، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

يَرمي الغُيوبَ بعَيْنيه ومَطْرِفُه مُغْضٍ كَمَا كَسَف المُستأخِذ الرَّمدُ

والمُستأخذ: المُطاطيء رَأسه، من وجع أَو غَيره.

خَمل

(خَ م ل)

الخامل: الخَفيُّ، يُقَال: هُوَ خامل الذّكر وَالصَّوْت.

خَمل يخُمل خُمولا.

وأخمله الله.

وَحكى يَعْقُوب: إِنَّه لخِامِل الذّكر، وخامن الذّكر، على الْبَدَل، وانشد:

أَتَانِي ودُوني مِن عَتادي مَعاقلٌ وعيدُ مِليكٍ ذِكرُه غير خامنِ

فعلُ أَبَا قَابُوس يمَلك غَرْبه ويردعه علمٌ بِمَا فِي الكنائن

ويُرْوى " علما "، قَالَ: وَالرَّفْع احسن واجود، وقولُ المُتنخِّل الهُذلِيّ:

هَل تَعرف الْمنزل َبالأهْيلَ كالَوشم فِي المِعْصم لم يَخْمُل

أَرَادَ: لم يدرس فيخفى. ويُروى: بجمل.

والخَميلة: المُنهْبط الغامض من الرَّمل، وَهِي مَكرمة للبنات.

وَقيل: الخَميلة: رَمل ينْبت الشّجر.

وَقيل هِيَ مُسترق الرَّملة حَيْثُ يَذهب مُعظمها وَيبقى شيءٌ من ليَّنها.

والخميلة: الشَّجر الْكثير الْمُجْتَمع الملتف الَّذِي لَا ترى فِيهِ الشَّيْء إِذا وَقع فِي وَسطه.

وَقيل: الخميلة: كل مَوضِع كَثر فِيهِ الشّجر حَيْثُمَا كَانَ، قَالَ زُهير يصف بقرة:

وتنقُض عَنْهَا غَيْبَ كُلِّ خميلة وتَخشى رُماة الغَوْث من كُل مَرْصدِ

والخَمْلُ، والخَمَالة، والخميلة: ريشُ النَّعام. والخِملْة، والخَميلة: القطيفة، وَقَول أبي خرَاش:

وظَلّت تُراعى الشمَس حَتَّى كَأَنَّهَا فُوَيق البَضيع فِي الشُّعاع خَميل

قَالَ السكرِي: الخميل: القطيفة ذَات الخَمل، شَبّه الأتان فِي شُعَاع الشَّمْس بهَا.

ويَروى: جميل، شَبّه الشَّمْس بالإهالة فِي بياضها.

والخَمْل: هُدب القطيفة وَنَحْوهَا مِمَّا يُنسج وتفضل لَهُ فضول.

وَقد أخمله.

والخَملة: ثوب مُخَمْل كالكساء وَنَحْوه.

وخِمْلة الرَّجل: بطانته، يُقَال: هُوَ خَبيث الخِمْلة، وَلم يُسمع: حَسن الخِملة.

واسأل عَن خِمْلاته، أَي: أسراره ومَخازيه.

وخَمِل البُسْرَ: وَضعه فِي الجِرّار ونَحوها ليَلِين.

والخَميل، بِغَيْر هَاء: مَا لَان من الطَّعَام، يَعْنِي: الثَّرِيد.

والخُمَالُ: دَاء يَأْخُذ فِي مفاصل الْإِنْسَان وقوائم الْخَيل وَالشَّاء وَالْإِبِل، تظْلَع مِنْهُ، قَالَ:

لم تُعَطَّفْ على حُوار وَلم يق طَع عبُيَدٌ عُروَقها من خُمالِ

وَقد خُمل، على صِيغَة مَا لم يُسمَّ فَاعله.

والخَمْلُ: ضرب من السّمك.

وَبَنُو خُمَالة: بطْن، قَالَ ابنُ دُريد: احسبهم من عبد الْقَيْس.
خَمل
خَمَلَ ذِكْرُه وصوتُه خُمُولاً: خَفي قَالَ المُتَنخِّلُ:
(هَل تَعْرِفُ المَنْزِلَ بالأَهْيَلِ ... كالوَشْمِ فِي المِعْصَمِ لم يُخْمَلِ)
أَرَادَ: لم يَدْرُس فيَخْفى، هُوَ مِن حَدِّ نَصَر، هَكَذَا صرَّح بِهِ الأزهريّ وابنُ سَيّده والجوهريُّ والصاغاني وابنُ القَطَّاع وابنُ القُوطِيَّة. ونقلَ جماعةٌ مِن أئمّة اللّغةِ الأندلُسِيِّين من أَرْبَاب الْأَفْعَال وغيرِهم: خَمُلَ خَمالَةً، ككَرُمَ كَرامَةً، كَمَا قَالُوا فِي ضِدِّه: نَباهَةً، وَقد جَاءَ فِي وَصفِه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: هُدِيَ بِهِ بعدَ الضَّلالة، وعُلِّمَ بِهِ بعدَ الجَهالة، ورُفِعَ بِهِ بعدَ الخَمالَة. وَنَقله عِياضٌ وَهُوَ من أئمّةِ اللِّسان، وسَلَّمَه وأَقرَّه، وزَعم بعضُ شُزرَّاح الشِّفاء أَنه للمُشاكَلَة، كَمَا فِي نَسِيم الرِّياض، وغيرِه، نَقله شيخُنا. قلت: والصَّوابُ أَنه علَى المُشاكلَة، لإطْباقِهم على أَنه مِن حَدِّ نَصَر لَا غَيرُ. وأَخْمَلَه اللَّهُ تعالَى ضِدُّ نَوَّهَهُ فَهُوَ خامِلٌ: أَي ساقِطٌ لَا نَباهَةَ لَهُ. وَفِي التَّهْذِيب: لَا يُعرَفُ وَلَا يُذْكَر. وَيُقَال أَيْضا: هُوَ خامِنٌ، بالنُّون، على البَدَلِ، كَمَا سَيَأْتِي. ج: خَمَلٌ، مُحرَّكةً. وَفِي الحَدِيث: اذْكُروا اللَّهَ ذِكْراً خامِلاً أَي اخْفِضُوا الصَّوتَ بذِكْرِه توقيراً لجَلالِه. والقولُ الخامِلُ: هُوَ الخَفِيضُ، نقلَه الْأَزْهَرِي. والخَمِيلَةُ كسَفِينةٍ: المُنْهَبَطُ الغامِضُ مِن الأرضِ وَفِي المحكَم: من الرَّمْل. وَفِي التَّهْذِيب: مَفْرَجٌ بينَ هَبطَةٍ وصَلاَبَةٍ. وَهِي مَكْرَمَةٌ للنَّبات. وَقيل: هِيَ الأرضُ السَّهْلَةُ الَّتِي تُنْبِتُ، شُبِّه نَبتُها بخَمَلِ القَطِيفة. وَقيل: هِيَ مَنْقَعُ ماءٍ، ومَنْبِتُ شَجَرٍ، وَلَا تكون إلّا فِي وَطِيءٍ مِن الأَرْض. أَو رَمْلَةٌ تُنْبِتُ الشَّجَر قَالَه الأصمَعِيّ، وَأنْشد لطَرَفة:
(خَذُولٌ تُراعِى رَبْرَباً بخَمِيلَةٍ ... تَناوَلُ أَطْرافَ البَرِيرِ وتَرتَدِي)
وَقيل: هِيَ مُستَرَقّ الرَّملَةِ، حَيْثُ يَذهَبُ مُعظَمُها ويَبقَى شَيْء مِن لَيِّنِها. والجَمعُ: الخَمائِلُ، قَالَ لَبِيدٌ:)
(باتَتْ وأَسْبَلَ واكِفٌ مِن دِيمَةٍ ... يُروِي الخَمائِلَ دَائِما تَسْجامُها)
الخَمِيلَةُ: القَطِيفَة ذاتُ الخَمْلِ، والجَمعُ: الخَمِيلُ، قَالَ أَبُو خِراش:
(وظَلَّتْ تُراعِي الشَّمْسَ حتَّى كَأَنَّهَا ... فُوَيْقَ البَضِيعِ فِي الشُّعاعِ خَمِيلُ) شَبَّه الأَتانَ فِي شُعاعِ الشَّمْسِ بهَا. ويُروَى: جميل بِالْجِيم، شَبَّه الشَّمسَ بالإِهالَةِ فِي بَياضِها.
كالخَمْلَة بِالْفَتْح والخِمْلَةِ بالكسرِ. الخَميلَةُ: الشَّجَرُ الكثيرُ المُلْتَفُّ الَّذِي لَا تَرَى فِيهِ الشَّيْء إِذا وَقَع فِي وسَطِه. وَفِي العُباب: الشَّجَرُ المُلتَفُّ الكثيفُ. قيل: هُوَ المَوْضِعُ الكثيرُ الشَّجَرِ حيثُ كَانَ قَالَ الأزهريّ: وَلَا يكون إلّا فِي وَطِيءٍ مِن الأَرْض. الخَمِيلَةُ: رِيش النَّعامِ والجَمعُ: خَمِيلٌ. كالخَمْلِ والخَمالَةِ، بفتحهما كَمَا فِي الْمُحكم والتهذيب. وخَمَلَ البُسرَ: وَضَعه فِي الحرِّ أَو نَحْوِه، لِيَلِينَ كَذَا فِي النسَخ وَهُوَ غَلطٌ، والصّواب: فِي الجَرِّ ونَحوِه لِيَلِين كَمَا هُوَ نَصُّ العُباب، وَهُوَ قولُ ابنِ دُرَيد. ونَصُّ المُحكَم: فِي الجِرارِ ونَحوِها. والخَمْلُ بِالْفَتْح: هُدْبُ القَطِيفةِ ونَحوِها ممَّا يُنْسَجُ ويَفْضُلُ لَهُ فُضُولٌ. قد أَخْمَلَها: جَعلَها ذاتَ خَملٍ أَي هُدْب. الخَمْلُ أَيْضا: الطِّنْفِسَةُ قَالَ عَمرو بن شَأْس:
(ومِن ظُعُنٍ كالدَّوْمِ أَشْرفَ فَوْقَها ... ظِباءُ السُّلَيِّ واكناتٍ على الخَمْلِ)
أَي جالساتٍ على الطَّنافِس. الخَمْلُ أَيْضا: سَمَكٌ وَقَالَ اللَّيثُ: ضَربٌ مِن السَّمَك مِثْلُ اللُّخْمِ. أَو الصَّوابُ بِالْجِيم، مُحَرَّكةً. قَالَ الْأَزْهَرِي: لَا أعرِفُه بِالْخَاءِ، فِي بَاب السَّمَك، وأعرِفُ الجَمَلَ، فَإِن صَحَّ الخَمَلُ لِثِقَةٍ وإلّا فَلَا يُعْبأُ بِهِ. الخُمْلُ بالكسرِ والضمّ، وكغُرابٍ، وغُرابِيٍّ: الحَبِيبُ المُصافي كَمَا فِي العُباب، وَكَأَنَّهُ مَقْلُوب الخِلْمُ الَّذِي هُوَ الصَّديقُ الخالِصُ. والخَملَةُ: الثَّوْبُ المُخْمَلُ مِن صُوفٍ كالكِساءِ ونحوِه لَهُ خَمْلٌ، قَالَه اللَّيث. وَقَالَ الْأَزْهَرِي: الخَمْلَةُ: العَباءَةُ القَطَوانِيَّةُ، وَهِي البِيضُ القَصِيرةُ الخَمْلِ. ويُكْسَرُ وَقد تقدَّم قَرِيبا، فَهُوَ تَكرارٌ. الخِمْلَةُ بالكسرِ: بِطانَةُ الرَّجُلِ وسَرِيرَتُه، يُقَال: سأَلْ عَن خِمْلاتِه: أَي عَن أَسْرارِه ومَخازِيه، قَالَ الفَرَّاءُ: يُقَال: هُوَ لَئِيمُ الخِمْلَةِ وكَرِيمُها هَكَذَا رَواه سَلَمَةُ عَنهُ. أَو خاصٌّ باللُّؤْم يُقَال: هُوَ خَبِيثُ الخِمْلَةِ، ولَئيمُها، قَالَه أَبُو زيد، قَالَ: وَلم يُسْمَع: حَسَنُ الخِمْلةِ. الخُمالُ كغُرابٍ: داءٌ فِي مَفاصِلِ الإنسانِ وَهُوَ شِبهُ العَرَج، قَالَ الكُمَيت:
(ونِسيانهم مَا أُشْرِبُوا مِن عَداوَةٍ ... إِذا نَسِيَتْ عُرْجُ الضِّباعِ خُمالَها)
يأخُذُ فِي قَوائِم الحَيوانِ: الخَيلِ والشّاءِ والإبِلِ تَظْلَعُ مِنْهُ قَالَ الأعشَى يَصِفُ نَجِيبَةً:)
(لم تُعَطَّفْ على حُوارٍ وَلم يَقْ ... طعْ عُبَيدٌ عُروقَها مِن خُمالِ)
قَالَ أَبُو عبيد: هُوَ ظَلْعٌ يكونُ فِي قَوائمِ الإبِل، فيُداوَى بقَطْعِ العِرق. وَفِي التَّهْذِيب: داءٌ يأخُذُ الفَرَسَ فَلَا يَبرَحُ حتَّى يُقْطَعَ مِنْهُ عِرقٌ أَو يَهلِكَ. وَأَيْضًا: داءٌ يأخُذُ فِي قائمةِ الشَّاءِ، ثمَّ يَتحوَّلُ فِي القَوائِم يَدُورُ بَينَهُنَّ. وَقد خُمِلَ، كعُنِىَ فَهُوَ مَخْمُولٌ. وبَنُو خُمَالَةَ، كثُمامَة: بَطْنٌ قَالَ ابنُ دُرَيد: أحْسَبُهم مِن عَبد القَيس. الخَمِيلُ كأَمِيرٍ: مَا لانَ مِن الطَّعامِ يَعْنِي الثَّرِيدَ، نَقله ابنُ سِيدَه، وَهُوَ مَجازٌ. أَيْضا السَّحابُ الكَثِيفُ عَن ابنُ دُرَيد، وَهُوَ مَجازٌ أَيْضا. أَيْضا: الثِّيابُ المُخْمَلَةُ وَبِه فُسِّر قولُ الْأَعْشَى: (وإنّ لنَا دُرْنَى فكُلَّ عَشِيَّةٍ ... يُحَطُّ إِلَيْنَا خَمْرُها وخَمِيلُها)
وسَمَّوْا خُمْلاً، بالضمّ، خَمِيلاً كأَمِيرٍ وَسفِينةٍ وجُهَينَةَ مِنها خَمِيلَةُ بنتُ عَوْف الأنصاريّة، لَهَا صُحْبةٌ، وَهِي بالفَتح. وخُمَيلَةُ بنت أبي صَعْصَعَةَ، زوجُ عُبادَةَ بنِ الصامِت، صَحابِيَّةٌ أَيْضا، وَهِي بالضمّ. خُمَيلٌ كزُبَيرٍ، شَيخٌ لحَبِيبِ بن أبي ثابِت الزَّيّاتِ. قلت: وَهُوَ تابِعِيٌ ثِقَةٌ، يروِي عَن نافِعِ بن عبدِ الوارِث، قَالَه ابنُ حِبَّان. وفاتَهُ حَمَّادُ بنُ خُمَيلٍ، رَوى عبدُ الله ابْن شَبِيبٍ، عَن أَبِيه، عَنهُ حكاياتٍ. وَأما خَمِيلُ بن أبي عُمَير، قَالَ الْأَمِير: ضَبَطَهُ الحَضْرَمِيّ بفَتْح أوّلِه.
واخْتَمَل: رَعَى الخَمائِلَ أَي الرياضَ بَينَهُم. والتركيبُ يَدُلًّ على انخِفاضٍ واسْتِرسالٍ وسُقُوطٍ.
وَمِمَّا يُسْتَدرَك عَلَيْهِ: الخَمَلُ، بالتَّحريك: الَّذِي يَنْضَجُ فِي البَيت، بعدَ مَا يُقْطَعُ. قَالَ: والتَّخْمِيلُ: أَن يُقْطَعَ الثَّمرُ الَّذِي قَرُبَ نضْجُه فيُجْعَلَ على الحَبلِ. وثَوبٌ مُخْمَلٌ، كمُكْرَمٍ: لَهُ خَمْلٌ، قَالَ ذُو الرمَة:
(هَجَنَّعٌ راحَ فِي سَوْداءَ مُخْمَلَةٍ ... مِن القَطائِفِ أَعْلَى ثَوْبهِ الهُدَبُ)
والخَمَلَةُ، محرَّكةً: السَّفِلَةُ مِن الناسِ، الواحِدُ: خامِلٌ. وخُمْلُ بنُ شِقٍّ، بالضمّ: بَطْنٌ مِن كِنانَةَ، مِن وَلَدِه الزَّرْقاءُ والِدةُ مَروانَ بن الحَكَم الأمَوِيّ. والخِمالُ، ككِتابٍ: مَوضِعٌ بِحِمَى ضَرِيَّةَ، مِن دِيارِ نُفاثَةَ، قَالَه نَصْرٌ.

خَبش

(خَ ب ش)

خَبش الشَّيْء: جمعه من هَاهُنَا وَهَاهُنَا.

والخَبْش: مثل الهَبْش سَوَاء، وَهُوَ جمع الشَّيْء.

وَرجل خَبّاشُ: مكتسب.

وخنبش: اسْم رجل، مُشْتَقّ من أحد هَذِه الْأَسْمَاء.
خَبش
. خَبَشَ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ، وَفِي اللسِّاَنِ: خبَشَ الأَشْيَاءَ من هَا هُنَا وَهَا هُنَا: جَمَعَهَا وتَنَاوَلَــهَا، مِثْل حَبَشَ، كتَخَبَّشَهَا، وهذِه عَن اللَّيْثِ. وَقَالَ ابنُ فارِسٍ: رُبّما قالُوا: خَبَش الشَّيْءَ: جَمَعَهَ. ولَيْسَ بِشَيْءٍ. وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: الخَبْشُ مِثْلُ الهَبْشِ سَوَاء، وَهُوَ جَمْعُ الشّيْءِ. وخَبَشٌ، مُحَرَّكَةً: بَطْنٌ فِي المَعَافِر، مِنْهُمْ: عَبْدُ اللهِ بنُ شَهْرٍ، وخالِدُ بنُ نُعَيْمٍ، الخَبَشِيّانِ المَعَافِرِيّانِ، رَوَى عَنْهُما أَبو قَبِيلٍ.
وكسَحَابٍ، وضَبَطَهُ الصّاغَانيّ مثل قَطَامِ: نَخْلٌ لبَنِي يَشْكُرَ، باليَمَامَةِ، نَقَلَه الصّاغَانيّ.
وخَبُوشَانُ، بالفَتْح وضَمِّ المُوَحَدَّة: د، بنَيْسَابُور، ومِنْهُ: النَّجْمُ مُحَمَّدُ بنُ المُوَفَّقِ الخَبُوشانِيّ، نزيلُ مصر، وُلِدَ سنة، وتَفَقَّه عَلَى مُحَمَّدِ بنِ يحيى تلْمِيذِ الغَزَالِيّ، وقَدِمَ مِصْرَ سَنَة، فأَقَام بسُوقَةِ الإِمَام الشّافِعيّ، وتَصَدّى لِعمارَتِهَا، ولَهُ تَصانِيفُ، مِنْهَا: تَحْقِيقُ المُحِيط، فِي ستَّةَ عَشَرَ مجَلَّداً، وحَدَّثَ بالقَاهِرَة عَن القُشَيْرِيّ، وكانَ أَمّاراً بالمَعْرُوف نَاهِياً عَن المُنْكَر، أَزالَ خُطْبَةَ العُبَيْدِيّينَ من مِصْرَ، وبَنَى لَهُ السُّلْطَانُ صَلاحُ الدينِ المَدْرَسَةَ بجِوَارِ الإِمَامِ الشّافِعِيّ، ودَرَّسَ فِيهَا، تُوُفّي سنة، ودُفِن فِي كِسَائِه، تَحْتَ رِجْل الإِمام، وقَبْرُه معرُوفٌ. وخُبَاشَاتُ العَيْشِ، بالضَّمِّ، كَمَا ضَبَطَهُ الصّاغَانِيُّ، وظاهِرُ سِيَاقِه يُوهِمُ أَنَّه بالفَتْح: مَا يُــتَنَاوَلُ من طَعَامٍ ونَحْوِه يُخَبَّشُ مِنْ هَا هُنَا وَهَا هُنَا، عَن اللَّيْثِ. والخَبْشُ مِثْلُ الهَبْشِ، سَوَاء، وهُوَ جَمْعُ الشَيْءِ.
والخُبَاشَاتُ مِنَ النّاسِ: الجَمَاعَةُ من قَبائِلَ شَتَّى، كالهُبَاشَاتِ، عَن اللِّحْيَانِيّ، وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: هُوَ بالحَاء المُهْمَلَة. وقَاعُ الأَخْبَاشِ: ع، باليَمَنِ، نَقَلَه الصّاغَانِيّ. وخُبَاشَة، كثُمَامَةَ: جَدُّ زِرِّ بنِ حُبَيْشٍ الأَسَدِيِّ. وخُبَاشَةُ: وَالِدُ شَرِيكٍ المُحَدِّثِ الَّذِي رَوَى عَنهُ إبْراهِيمُ بنُ أَبِي عَبْلَةَ، أَو هُوَ، أَيْ هَذَا الأَخِيرُ بالسِّينِ المُهْمَلَة. وأَمّا خَنْبَشٌ، كجَعْفَرٍ، فسَيَأْتي ذِكْرُه فِي النُّون، وهُنَا ذَكَرَه الأَزْهَرِيُّ)
وغَيْرُه لأَنَّهُ فَنْعَلٌ من الخَبِش.

عظو

عظو


عَظَا(n. ac. عَظْو)
a. Hurt, injured; wronged; slandered.

عَِظَآءَة عَِظَايَة (pl.
عَِظَآء
عَظَايَا )
a. A species of lizard.
عظو
عَظَاءَة [مفرد]: ج عَظاءات وعَظَاء: (حن) دُوَيْبَّة من الزَّواحف ذوات الأربع، تُعرف في مصر بالسِّحليّة، وفي سواحل الشَّام بالسَّقَّاية، تتميَّز بالتَّردُّد في سيرها. 
الْعين والظاء وَالْوَاو

عَظاهُ عَظْوا، اغتاله فَسَقَاهُ مَا يقْتله، وَكَذَلِكَ إِذا تنَاولــه بِلِسَانِهِ.

وَفعل بِهِ مَا عَظاهُ أَي مَا ساءهَ.

وعَظِىَ الْبَعِير عَظاً فَهُوَ عَظٍ أَكثر من أكل العُنْظُوانِ فتولد وجع فِي بَطْنه.

وعَظَا الرجل: سَاءَهُ.
عظو or عظى عَظَآءٌ, in the CK عِظاءٌ: see what follows.

عَظَآءَةٌ, (S, Msb, TA,) which is of the dial. of the people of El-'Áliyeh, (Msb, TA,) and عَظَايَةٌ, (S, Msb, K, TA,) which is of the dial. of Temeem, (Msb, TA,) [in the CK عِظايَة,] A certain reptile, or small creeping thing, (S, K, TA,) larger than the وَزَغَة, (S,) like the [lizard called]

سَامّ أَبْرَص (Msb, K, TA) in form, or make, (Msb,) but somewhat larger: (TA:) or a غنده [or غُنْدَهْ, a Pers\. word said to signify a species of spider]: (MA:) [or] a species of lizard; (MA, PS;) a certain reptile, or creeping thing, (دَابَّة,) larger than the وزغة; a species of large lizard: (MA:) [see also عَضْرَفُوطٌ:] pl. ↓ عَظَآءٌ, (S, Msb, K, TA, in the CK عِظاءٌ,]) i. e. pl. of عَظَآءَةٌ, (S, Msb,) [or rather عَظَآءٌ is a coll. gen. n. of which عَظَآءَةٌ is the n. un.,] and عَظَايَا, (TA,) and also عَظَايَاتٌ, which last is pl. of عَظَايَةٌ. (Msb.) A woman of the desert, whom her lord (مَوْلَاهَا) had beaten, said, رَمَاكَ

اللّٰهُ بِدَآءٍ لَا دَوَآءَ لَهُ إِلَّا أَبْوَالُ العَظَآءِ [May God smite thee with a disease for which there is no remedy but the urine (lit. urines) of the عظاء], which is a thing hard to be found. (TA.)
عظو
: (و) {عَظاهُ} يَعْظوه،) ذِكْرُ المُسْتَقبلِ مُسْتدركٌ كَمَا مَرَّ الإيماءُ إِلَيْهِ مِراراً وَالَّذِي فِي المُحْكَم:
عَظاهُ الشَّيءُ: (ساءَهُ) .
(وَفِي الصِّحاح: لَقِيَ فلانٌ مَا عجاهُ وماعَظاهُ، إِذا لَقِيَ شِدَّةً.
ولَقَّاهُ اللهُ مَا عَظاهُ: أَي مَا ساءَهُ.
وَفِي المُحْكم مَثَل: طَلَبْتُ مَا يُلْهِيني فلَقِيتُ مَا يُعْظِيني، أَي مَا يَسُوءُني؛ يُضْرَبُ للرَّجُلِ يريدُ أَنْ يَنْصَح صاحِبَه فيُخْطِىءُ فيَلْقى مَا يَكْرهُه؛ ومثْلُه: أَرادَ مَا يُحْظِيها فقالَ مَا {يَعْظِيها؛ فَهَذَا يدلُّ على أنَّ الحرْفَ يائِيٌّ فانْظُر ذلكَ.
(و) قيلَ: عَظاهُ} عَظْواً: (اغْتالَهُ فسَقاهُ سَمًّا) ؛) وَفِي المُحْكم: مَا يَقْتُلُه.
(و) عَظاهُ: (صَرَفَهُ عَن الخَيْر.
(و) أَيْضاً: (اغْتابَهُ) ، يَعْظُوه عَظْواً؛ أَو قَطَّعَه بالغِيبَةِ؛ (أَو تَناوَلَــهُ بلِسانِه) .
(وامْرأَةٌ عظيَّةٌ: أَي مُغْتابَةٌ.

نَهَزَ 

(نَهَزَ) النُّونُ وَالْهَاءُ وَالزَّاءُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى حَرَكَةٍ وَنُهُوضٍ وَتَحْرِيكِ الشَّيْءِ. فَالنَّهْزُ: النُّهُوضُ لِــتَنَاوُلِ الشَّيْءِ ; وَمِنْهُ انْتِهَازُ الْفُرْصَةِ. وَالنُّهْزَةُ: كُلُّ مَا أَمْكَنَكَ انْتِهَازُهُ يُقَالُ قَدْ أَعْرَضَ فَانْتَهِزْ. وَنَهَزَتِ النَّاقَةُ بِصَدْرِهَا: نَهَضَتْ لِلسَّيْرِ. وَنَهَزَتِ الدَّابَّةُ بِرَأْسِهَا: دَفَعَتْ عَنْ نَفْسِهَا.

وَمِنَ الْبَابِ نَاهَزَ الصَّبِيُّ الْبُلُوغَ، إِذَا دَانَاهُ، كَأَنَّهُ نَهَضَ لَهُ وَتَحَرَّكَ. وَنَهَزْتُ ضَرْعَ النَّاقَةِ عِنْدَ حَلْبِهَا لِتَدُِرَّ، إِذَا ضَرَبْتَهُ بِيَدِكَ. وَنَهَزْتُ مَاءَ الدَّلْوِ بِالْمَاءِ: ضَرَبْتُهُ لِتَمْتَلِئَ الدَّلْوُ.

عشي

(عشي)
عشا وعشاوة عشا فَهُوَ عش وَهِي عَشِيَّة وَهُوَ أعشى وَهِي عشواء (ج) عشو وَفُلَان أكل الْعشَاء وَعَلِيهِ ظلمه

عشي


عَشِيَ(n. ac. عَشًا [ ])
a. Was weaksighted, night-blind.
b. see V
عَشَّيَa. Gave supper to; pastured at night ( camels).
b. Caught by means of a fire (birds).

أَعْشَيَa. see II (a)b. Dazzled, blinded; rendered weaksighted.

تَعَشَّيَa. Supped, took supper; pastured by night (
camels ).
تَعَاْشَيَa. Feigned blindness; feigned ignorance.

إِعْتَشَيَa. Journeyed, set out at night-fall.
b. [acc.
or
Bi]
see I (c)
إِسْتَعْشَيَa. Guided himself by (watchfire).

عَشْوَة []
a. Darkness.

عُِشْوَة [عِشْيَة]
a. Watch-fire.

عَشَوِيّ []
a. Evening, belonging to the evening.

أَعْشَى []
a. Night-blind.

عَاشِيَة [] (pl.
عَوَاشٍ [] )
a. Pasturing at night (camel).
عَشَآء [] (pl.
أَعْشِيَة [] )
a. Supper.
b. Weaksight; nightblindness; sightlessness.

عَشَاوَة []
a. see 22 (b)
عِشَآء []
a. Night-fall.

عَشِيّ []
a. see 25t
عَشِيَّة [] ( pl.
reg. &
a. عَشَايَا ), Evening, even;
night-fall.
عَشْوَآء []
a. Blind camel.
b. Darkness.

عَشِّي
a. [ coll. ], Cook.
عَشِيَّة أَمْسٍ
a. Last night, yesternight, yesterday evening.

العَشَآء السِّرِّيّ
a. [ coll. ], The Holy Communion.

خَبَطَهُ خَبْطَ عَشْوَآء
a. He did it without aim, without perception, at
random.
ع ش ي : الْعَشِيُّ قِيلَ مَا بَيْنَ الزَّوَالِ إلَى الْغُرُوبِ وَمِنْهُ يُقَالُ لِلظُّهْرِ وَالْعَصْرِ صَلَاتَا الْعَشِيِّ وَقِيلَ هُوَ آخِرُ النَّهَارِ وَقِيلَ الْعَشِيُّ مِنْ الزَّوَالِ إلَى الصَّبَاحِ وَقِيلَ الْعَشِيُّ وَالْعِشَاءُ مِنْ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ إلَى الْعَتَمَةِ وَعَلَيْهِ قَوْلُ ابْنِ فَارِسٍ الْعِشَاءَانِ الْمَغْرِبُ وَالْعَتَمَةُ قَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ الْعَشِيَّةُ مُؤَنَّثَةٌ وَرُبَّمَا ذَكَّرَتْهَا الْعَرَبُ عَلَى مَعْنَى الْعَشِيِّ وَقَالَ بَعْضُهُمْ الْعَشِيَّةُ وَاحِدَةٌ جَمْعُهَا عَشِيٌّ.

وَالْعِشَاءُ بِالْكَسْرِ وَالْمَدِّ أَوَّلُ ظَلَامِ اللَّيْلِ.

وَالْعَشَاءُ بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ الطَّعَامُ الَّذِي يُتَعَشَّى بِهِ وَقْتَ الْعِشَاءِ وَعَشَّيْتُ فُلَانًا بِالتَّثْقِيلِ وَعَشَوْتُهُ أَطْعَمْتُهُ الْعَشَاءَ وَتَعَشَّيْتُ أَنَا أَكَلْت الْعَشَاءَ وَعَشِيَ عشى مِنْ بَابِ تَعِبَ ضَعُفَ بَصَرُهُ فَهُوَ أَعْشَى وَالْمَرْأَةُ عَشْوَاءُ. 
الْعين والشين وَالْيَاء

العَيْشُ: الْحَيَاة. عاشَ عَيْشا وعِيشَةً ومَعِيشا ومَعاشا وعَيْشُوشةً وأعاشه الله. قَالَ ابْن أبي دَاوُد وَسَأَلَهُ أَبوهُ: مَا الَّذِي أعاشك بعدِي؟ فَأَجَابَهُ:

أعاشني بَعْدَكَ وادٍ مُبْقِلُ ... آكُلُ مِنْ حَوْذَانِه وأَنْسِلُ

وعايَشَهُ: عَاشَ مَعَه، كَقَوْلِك عامره. قَالَ قعنب بن أم صَاحب:

وَقد علمْتُ على أَنِّي أُعايِشُهُمْ ... لَا نَبرَحُ الدَّهْرَ إلاَّ بَيْنَنا إحَنُ

والعِيشَةُ: ضرب من الْعَيْش.

والمَعاشُ والمَعِيشُ والمعِيَشُة: مَا يُعاشُ بِهِ. وَجمع المَعِيشَةِ مَعايِشُ على الْقيَاس، ومعائش على غير قِيَاس وَقد قريء بهما. وَرويت عَن نَافِع مَهْمُوزَة وَجَمِيع النَّحْوِيين الْبَصرِيين يَزْعمُونَ أَن همزها خطأ.

والمعاش: مَظَنَّة ذَلِك، وَفِي التَّنْزِيل (وجعلنَا النَّهار مَعَاشا) أَي ملتمسا للْعَيْشِ.

والمُتَعَيِّشُ: ذُو الْبلْغَة من العَيْش.

والعائِشُ: ذُو الْحَالة الْحَسَنَة.

والعَيْشُ: الطَّعَام، يَمَانِية.

وَفِي مثل " أَنْت مرّة عَيْش وَمرَّة جَيش " أَي تَنْفَع مرّة وتضر أُخْرَى. وَقَالَ أَبُو عبيد: مَعْنَاهُ أَنْت مرّة فِي عَيْش رخي وَمرَّة فِي جَيش غزي. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: قيل لرجل: كَيفَ فلَان؟ قَالَ: عَيْش وجيش. أَي مرّة معي وَمرَّة عَليّ.

وعائِشَةُ اسْم امْرَأَة.

وَبَنُو عائِشَةَ قَبيلَة من تيم اللات.

وعَيَّاشٌ ومُعَيِّشٌ اسمان.
عشي
عشِيَ يَعشَى، اعْشَ، عَشًى وعَشَاوةً، فهو أَعْشى
• عشِي الرَّجلُ:
1 - عشا، ضَعُفَ بصرُه ليلاً "طفلٌ أَعْشى- عشِيتْ عيناي من طول البُكا ... وبكى بعضي على بعضي معي".
2 - ساء بصرُه باللَّيل وبالنَّهار أو أبصر بالنَّهار ولم يبصر باللَّيل أو عمِي " {وَمَنْ يَعْشَ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} [ق] ". 

أعشى يُعشي، أعْشِ، إعشاءً، فهو مُعْشٍ، والمفعول مُعْشًى
• أعشاه اللهُ: جعله ضعيفَ البصر ليلاً (انظر: ع ش و - أعشى) "أعشتني كثرةُ القراءة- {فَأَعْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ} [ق] ". 

تعشَّى يتعشَّى، تَعَشَّ، تَعَشّيًا، فهو مُتَعَشٍّ
• تعشَّى الشَّخصُ: أكل العشاءَ، تناول وجبةً ليلاً "كان يتعشَّى ثمّ ينام". 

عشَّى يُعشِّي، عَشِّ، تَعْشِيةً، فهو مُعَشٍّ، والمفعول مُعَشًّى
• عشَّى صديقَه: أطعمه العَشاءَ (انظر: ع ش و - عشَّى). 

إعشاء [مفرد]: مصدر أعشى. 

أعشى [مفرد]: ج عُشْو، مؤ عَشْواءُ، ج مؤ عشواوات
 وعُشْو: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من عشِيَ: (انظر: ع ش و - أعشى) "امرأة عشْواء- رجالٌ ونساءٌ عُشْوٌ" ° ركِب العَشْواءَ: سار في أمره على غير هُدًى أو بصيرة- يَخِبط خَبْطَ عَشْواء: يتصرَّف على غير هدًى، يخطئ ويصيب. 

عَشَاء [مفرد]: ج أَعْشِية: طعام المساء "أقام حفلَ عَشَاء- عَشَاءُ عمل- يفضِّل أن يكون عَشَاؤه خفيفًا". 

عِشاء [مفرد]: أوَّلُ ظلام اللّيل، من صلاة المغرب إلى العَتَمة "لقاؤنا في العِشاء- رجع من سفره عِشاءً- {وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ} " ° صلاة العِشاء: الصَّلاة التي تلي صلاة المغرب.
• العِشاءان: المغرب والعِشاء. 

عَشاوة [مفرد]:
1 - مصدر عشِيَ.
2 - ظُلمة " {خَتَمَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ عَشَاوَةٌ} [ق] ". 

عَشْوائيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى عَشْواء: طائشٌ، مُتسرِّعٌ لا تَبَصُّر فيه ولا رَويَّة، على غير هدًى ونور "حُكمٌ/ عَمَلٌ/ قرارٌ عشوائيٌّ". 

عَشْوائيَّة [مفرد]: ج عشوائيّات:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى عَشْواء: "فكرة عشوائيَّة".
2 - مصدر صناعيّ من عَشْواء: عَمَلٌ على غير بصيرةٍ أو هدًى "عَشْوائيّة العمل تؤدّي إلى فشله".
• العَشْوائيَّات: المباني المُقامة بلا تخطيط أو نظام خارج نطاق خطط التنمية السكّانيّة للحكومة وغالبًا ما تفتقر إلى بعض الخدمات الأساسيّة "طالب المجتمع الدوليّ إسرائيل بإزالة العشوائيات الاستيطانيّة". 

عَشًى [مفرد]: مصدر عشِيَ.
• العشى اللَّيليّ: (طب) الضعف الشديد في قوَّة الإبصار عند بعض الأفراد حينما يكون الضَّوء خافتًا أو في اللَّيل وله أسباب عديدة منها عوامل وراثيّة ونقص فيتامين (أ) "مريضٌ بالعَشَى". 

عَشِيّ [مفرد]: ج عَشايا: وقتٌ يمتدُّ من زوال الشَّمس إلى العتمة، آخر النَّهار، أوّل الظلام "ارتحلوا في العَشِيِّ- {وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ} " ° صلاتا العَشِيّ: صلاة الظُّهر وصلاة العصر. 

عَشيَّة [مفرد]: ج عَشيَّات وعَشايا: عَشِيّ، وقتٌ يمتدُّ من زوال الشَّمس إلى العتمة، آخر النَّهار، أوّل الظّلام "كان يزورنا في العَشِيَّة- كان ينام من العَشِيَّة- {وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ
 يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَوَاتِ وَالْعَشِيَّات} [ق]- {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا} " ° بين عَشِيَّةٍ وضُحاها: فجأةً، في وقت قصير جدًّا- عَشِيَّةَ أمس: البارحة. 

علك

(ع ل ك) : (حِنْطَةٌ عَلِكَةٌ) تَتَلَزَّج كَالْعِلْكِ مِنْ جَوْدَتِهَا وَصَلَابَتِهَا.
ع ل ك

الخيل تعلك اللجم. وطينة علكة: خضراء لينة حرة وملكت عجينها وعلكته: دلكته دلكاً شديداً. ويقال للقربة إذا أجيد دبغها: لجادما علّكتموها مثقلة.
ع ل ك: (الْعِلْكُ) الَّذِي يُمْضَغُ. وَقَدْ عَلَكَهُ مِنْ بَابِ نَصَرَ. وَ (عَلَكَ) الْفَرَسُ اللِّجَامَ أَيْضًا. وَشَيْءٌ (عَلِكٌ) أَيْ لَزِجٌ. 
(علك) - في الحديث : "فلم يَزَلْ يَعلِكها"
: أي يَلُوكُها. والعَلْك: مَضْغ ما لا يُطاوِع الأَسنانَ.
يُقال : عَلَكَتِ الدَّابَّةُ اللِّجامَ والعِلْكُ : صَمْغة نُعْلك.
ع ل ك : عَلَكْتُهُ عَلْكًا مِنْ بَابِ قَتَلَ مَضَغْتُهُ وَعَلَكَ الْفَرَسُ اللِّجَامَ لَاكَهُ وَالْعِلْكُ مِثْلُ حِمْلٍ كُلُّ صَمْغٍ يُعْلَكُ مِنْ لُبَانٍ وَغَيْرِهِ فَلَا يَسِيلُ وَالْجَمْعُ عُلُوكٌ وَأَعْلَاكٌ. 
(علك)
العلك وَغَيره علكا مضغه وأداره فِي فِيهِ وَالدَّابَّة اللجام لاكته وحركته فِي فِيهَا ونابيه حك أَحدهمَا بِالْآخرِ فَحدث بَينهمَا صَوت

(علك) مَاله أحسن الْقيام عَلَيْهِ وَيَديه على مَاله شدهما بخلا والعجين دلكه دلكا شَدِيدا
[علك] نه: فيه: إنه مر برجل وبرمته تفور على النار فــتناول منها بضعة فلم يزل "يعلكها" حتى أحرم في الصلاة، أي يمضغها. وفيه: سأل جريرًا عن منزله ببيشة فقال: سهل ودكداك وحمض و"علاك"، هو بالفتح شجر ينبت بناحية الحجاز، ويقال له العلك أيضًا، ويروى بنون. ك: ومنه: ولا يمضغ "العلك"، وهو بكسر عين ما يمضغ مثل المصطكي، وكرهه الشافعي رحمه الله لأنه يجفف الفم ويعطش.
علك
عَلَكَتِ الدابةُ اللجامَ عَلْكاً، وبه سُميَ العِلْكُ لأنه يُعلَك. والعَلَكَةُ: الشقْشِقَةُ عند الهَدِيْر. والناقَةُ السمينَةُ الحَسَنَة. والتعْلِيْكُ: أنْ يُجادَ دَبْغُ القِرْبَة. والعَلَكُ: شَجَرُ سَوْء بالحِجاز.
وعَلَكَ العَجِيْنَ: مَلَكَه. وطِيْنَة عَلِكَةٌ: خَضْراءُ لينَةٌ. والعَوْلك: عِرْق في البُظَارَةِ من الخَيْل والحُمُر والغنَم. وقيل: هو عِرْقٌ في الرحِم. وقيل: هو البَضْرُ. وفي لِسانِه عَوْلَكٌ: أي يَعْلُكُه ويَمْضَغُه.

علك


عَلَكَ(n. ac.
عَلْك)
a. Chewed, masticated; champed ( the bit );
ground, grated, gnashed (teeth).
عَلَّكَa. Tanned.
b. Tended, managed well.

عِلْك
(pl.
عُلُوْك أَعْلَاْك)
a. Resin; gum, mastic.

عِلْكَةa. Piece of resin &c.
b. [ coll. ], Trifle, nonsense.

عَلَكa. A certain tree.

عَلِكa. Fit to be chewed; flexible, pliable, elastic.

عَلَاْك
عُلَاْك
24a. see 4 & 26
عَلُوْكa. Anything chewed.

عَلَّاْكa. Seller of mastic.
b. [ coll. ], Chatterer.
c. [ coll. ], Quack, mountebank
impostor.
العَلِكَات
a. The molars.

عَوْلَك
a. Stammering, stutter.
علك
علَكَ يَعلُك، عَلْكًا، فهو عالك، والمفعول مَعْلوك
• علَك اللُّبانَ: لاكه، مضغه وأداره في فمه "علَك اللُّقمةَ: لاكها لوكًا شديدًا- علك الفرسُ اللِّجام- علَك أفكارًا وتعابيرَ مكرَّرة". 

عَلْك [مفرد]: مصدر علَكَ. 

عِلْك [جمع]: جج عُلوك وأعلاك، مف عِلْكة: (نت) نوع من صَمْغ الشّجر، كاللُّبان تُمضغ فلا تذوب "مضغَ عِلكًا- عِلْكٌ يُنشِّط اللُّعابَ". 

عَلاّك [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من علَكَ: كثير المضغ "علاّك لبان- شابٌّ علاّك".
2 - بائِعُ العِلْك "مَحَلّ علاّك- علاّك لم يذقْ العِلْكَ قطّ".
علك: علك: اجترّ، أتى بالجِرّة. (نيورب ص35) علك في كلامه: لاك كلامه، تكلم بصورة غامضة مبهمة، مرتبكة. (بوشر).
علَّك (بالتشديد) هذى، هذر، ثرثر، كرر أقوالاً بلا فائدة. (بوشر، همبرت ص239).
علَّك: لصق بصمغ قوي. ألكالا).
تعلَّك: صار مدبقاً لزجا. (ألكالا، معجم ابن جبير، أبن العوام 1: 56 وفيه يتعلّك) ويقال: يتعلَّك فلاناً أي يلتصق به كما تلتصق المادة اللزجة. (ألكالا).
عِلْك: صمغ المصطكى. (نيبور رحلة 2: 314).
عِلْك: دبق، لزج، دابوق. (فوك، ألكالا).
علك رومي أو علك الروم: مصطكى. (سبخ، المستعيني في مادة مصطكى).
علك سودان: صمغ السنغال (جاكسون ص19).
علك طلج: صمغ عربي. (هوست ص138، جاكسون ص15).
علك نَبطيّ، أو الانباط، أو أنباطّي: راتينج (مادة صمغية لزجة) نبطي وهو راتنيج شجرة الفستق. (المستعيني، معجم المنصوري، ابن البيطار 2: 208).
علك يابس: قلفونيا (سنج).
عَلِك: رقيق، رهيف. (معجم الادريسي).
علكة (بدون ضبط). عِلْك مستكي، ضرب من صمغ الشجر كاللبان يمضغ فلا يتروب، (بوشر).
علكة: علك يمضغ لافراز اللعاب، دواء يمضغ (بوشر).
علكة: هذر، ثرثرة، هذيان. (بوشر).
علاكة: هذر ثرثرة، هذيان (بوشر).
علوكة: ذوق سليم، رهافة الذوق، رقة، لطف، ظرف. (معجم الادريسي).
عَلاّك: عَالك، ماضغ، أكول. (بوشر).
عَلاَّك: ثرثار، مهذار. (بوشر، همبرت ص239، محيط المحيط، سميث 182).
معلكات: في عبارة ألف ليلة التي نقلها فريتاج (برسل 2: 325) يجب إبدال معلكات المسكر بمعلكات السُكَّر، كما نقرأ معلكات سكر (7: 331) أي سكاكر، حلويات.
(ع ل ك)

عَلَكَتِ الدَّابَّة اللجام تَعْلُكه عَلْكا: حرَّكته فِي فِيهَا. وعَلَك نابيه: حرق أَحدهمَا بِالْآخرِ. فَحدث بَينهمَا صَوت. قَالَ العجير السَّلُولي:

فجِئْتُ وخَصْمي يَعْلُكون نُيُوبَهُم ... كَمَا وُضَعِتْ تحتَ الشِّفارِ جَزُورُ

وعَلَك الشَّيْء يعلُكه ويَعْلِكُه عَلْكا: مضغه ولجلجه. وَطَعَام عالِك. وعَلِك: متين الممضغة.

والعِلك: ضرب من صمغ الشّجر، كاللبان يمضغ. وَالْجمع عُلُوك، وبائعه عَلاَّكٌ.

وَمَا ذقت عَلاكا: أَي مَا يُعْلَك.

وعَلَّك الْقرْبَة " مشدد ": أَجَاد دبغها، عَن أبي حنيفَة.

وعَلَّك مَاله: احسن الْقيام عَلَيْهِ. قَالَ:

وكائنْ من فَتىً سَوْءٍ تَرَاهُ ... يُعَلِّكُ هَجْمَةً حُمْراً وجُوْنا

وعَلَّك يَدَيْهِ على مَاله: شدهما من بخله، فَلم يقر ضيفا، وَلَا أعْطى سَائِلًا.

والعَلِكَة: شقشقة الْجمل عِنْد الهدير. والعَلَك والعَلاك: شجر ينْبت بالحجاز. قَالَ أَبُو حنيفَة: هُوَ شجر لم اسْمَع لَهُ بحلية.

والعَوْلَك: عرق فِي رحم الشَّاة، وَهُوَ أَيْضا: عرق فِي الْخَيل والحمر وَالْغنم، يكون غامضا فِي البظارة، وداخلا فِيهَا. والبظارة: مَا بَين الإسكتين، وهما جانبا الْحيَاء. واستعار بعض الرجاز ذَلِك للنِّسَاء، فَقَالَ:

يَا صاحِ مَا أصْبَرَ ظَهْر غَنَّامْ

خَشِيتُ أَن تظهرَ فِيهِ أوْرامْ

مِن عَوْلَكَين غَلَبا بالإبْلام

وَذَلِكَ أَن امْرَأتَيْنِ كَانَتَا ركبتا هَذَا الْبَعِير الَّذِي يُقَال لَهُ غَنَّام.

وشعَرٌ مُعْلَنْكِك: كثير متراكب.

علك

1 عَلَكَهُ, (S, Msb, K,) aor. ـُ (Msb, K) and عَلِكَ, (K,) inf. n. عَلْكٌ, (Msb,) He chewed it; (S, Msb, K;) and moved it backwards and forwards in his mouth, to chew it. (K.) b2: عَلَكَ اللِّجَامَ, (S, O, Msb, K,) aor. ـُ (S,) or ـِ (O,) He (a horse) chewed, or champed, the bit, (S, O, Msb,) or moved it about, (K,) in his mouth; (S, O, K;) like أَلَكَهُ. (ISd and K in art. الك.) b3: And عَلَكَ نَابَيْهِ He ground, or grated, his canine teeth, one with the other, so that a sound was produced. (K.) b4: عَلَكَتْ عَجِينَهَا She kneaded well her dough. (TA.) 2 علّك القِرْبَةَ, (K,) inf. n. تَعْلِيكٌ, (O, K,) He tanned well the water-skin: (O, K:) mentioned by AHn (TA) and Ibn-'Abbád (O, TA) and Z. (TA.) b2: علّك مَالَهُ He tended, or managed, well, his cattle, or property. (O, K, TA.) b3: and علّك يَدَيْهِ عَلَى مَالِهِ He tightened his hands upon his property, from niggardliness, (K, TA,) not entertaining a guest nor giving to a petitioner or beggar. (TA.) 5 مَا تَعَلَّكْتُ بِعَلُوكٍ [I have not occupied myself in chewing with anything that is chewed; or] I have not tasted anything; and so مَاتَأَلَّكْتُ بِأَلُوكٍ and مَا تَعَلَّجْتُ بِعَلُوجٍ. (O in art. علج.) R. Q. 3 اِعْلَنْكَكَ الشَّعَرُ The hair was, or became, intensely black, (اِحْلَنْكَكَ, S,) or abundant, (K,) and collected together. (S, K.) عِلْكٌ [Resin;] a certain thing that is chewed; (S, O;) the صَمْغ [meaning resin] of the صَنَوْبَر and of the أَرْزَة and of the فُسْتُق and of the سَرْو and of the يَنْبُوت and of the بُطْم; the last of which is the best of these; (K, TA;) like لُبَان [or frankincense], which is chewed and is not thereby liquefied; (TA;) heating, diuretic, and strengthening to the venereal faculty; (K, TA;) any صَمْغ [or resin] that is chewed, consisting of frankincense (لُبَان) and of other sorts, and that does not flow [in consequence of its being chewed]: (Msb:) pl. [of mult.] عُلُوكٌ (Msb, K) and [of pauc.] أَعْلاَكٌ. (Msb, TA.) عَلَكٌ and ↓ عَلَاكٌ (O, K) and ↓ عُلَاكٌ (accord. to some copies of the K, but not in the O nor in the TA,) A tree of El-Hijáz: (K:) or a species of trees growing in the region of El-Hijáz: AHn says, the عَلَك are certain trees, of the characteristics of which I have not heard a description. (O.) عَلِكٌ Food tough, or hard to chew; (O, K;) as also ↓ عَالِكٌ. (K.) [And] A viscous, glutinous, cohesive, sticky, ropy, or slimy, thing. (S.) b2: طِينَةٌ عَلِكَةٌ A piece, or portion, of clay or earth, green, or of a dark or an ashy dust-colour, (خَضْرَآءُ,) and soft, (O, TA,) in which is no sand. (TA.) b3: And أَرْضٌ عَلِكَةٌ Land near to water. (O, K.) عَلَكَةٌ A fat and goodly she-camel. (K.) عَلِكَةٌ The شِقْشِقَة [or faucial bag] of the camel, when he brays: (O, K:) pl. عَلِكَاتٌ. (O.) b2: and the latter, (عَلِكَاتٌ,) Strong canine teeth: (K:) this is said by some to be its meaning in a verse of Ru-beh. (O.) عَلَاكٌ: see عُلَاكٌ: A2: and see also عَلَكٌ.

عُلَاكٌ A thing that is chewed; as also ↓ عَلَاكٌ [and ↓ عَلُوكٌ (see 5)]: so in the saying مَا ذَاقَ عُلَاكًا and عَلَاكًا [and عَلُوكًا, i. e. He tasted not a thing that is chewed; meaning, anything]. (K, TA.) A2: See also عَلَكٌ.

عَلُوكٌ: see the next preceding paragraph: and see also أَلُوكٌ.

عُلَاكَةٌ i. q. عُرَاكَةٌ [q. v.]. (TA in art. عرك.) عَلَّاكٌ A seller of عِلْك [or resin]. (K.) عَالِكٌ [act. part. n. of 1; Chewing; &c.]. b2: [The pl.] عَوَالِكُ is applied by Ru-beh to bitted mares [as meaning Chewing, or champing the bits]. (O.) b3: See also عَلِكٌ.

عَوْلَكٌ A stammering, or stuttering, (لَجْلَجَةٌ,) in the tongue: (K:) [or, app., an action, in the tongue, like chewing: for it is said that] فِى لِسَانِهِ عَوْلَكٌ means يَعْلُكُهُ and يَمْضُغُهُ [i. e., app., He chews his tongue in speaking]. (O, from Ibn-'Abbád.) A2: Also A certain vein (S, O, K) in the رَحِم [app. here meaning, as in many other instances, the vulva]; accord. to El-'Adebbes ElKinánee, (S, O,) in mares and she-asses and ewes or she-goats, in the بُظِارَة [q. v.], unapparent, (S, O, K,) in the interior thereof: (S, O:) the بظارة is between the two sides of the vulva: (TA:) pl. عَوَالكُ. (S, O.) Accord. to Ibn-Abbád, i. q. بَظْرٌ [q. v.]. (O.) مِعْلَاكٌ A thing like an arrow, which is shot. (IB, TA.)
علك
عَلَكَه يَعْلِكِهُ ويَعْلُكُه من حَدَّيْ ضَرَبَ ونَصَرَ عَلْكًا: مَضَغَه ولَجْلَجَه. وعَلَكَ الفَرَسُ اللِّجامَ: حَرَّكَه فِي فِيه ولاكَه، وأَنْشَد الجَوهَرِيُّ للنّابِغَةِ الذُّبْيانيِّ:
(خَيل صِيامٌ وخيلٌ غيرُ صائِمةٍ ... تَحْتَ العَجاجِ، وأُخْرَى تَعْلُكُ اللُّجُمَا)
وأنْشدَ الصّاغاني لذِي الرُمَّةِ: (تَقُولُ الَّتِي أمْسَت خُلوفًا رِجالُها ... يُغِيرُونَ فَوْقَ المُلْجَماتِ العَوالِكِ)
وعَلَكَ نابَيه: حَرَقَ أَحَدَهُما بالآخَرِ فحَدَثَ بينَهُما صَوْتٌ، قَالَ العُجَيرُ السَّلُولِيُ:
(فجِئْتُ وخَصْمِي يَعْلُكُونَ نُيوبَهُم ... كَمَا وُضِعَتْ تحتَ الشِّفارِ عَزُوزُ)
وطَعامٌ عالِكٌ، وعَلِكٌ ككَتِف: مَتِينُ المَمضَغَة واقْتَصَرَ الصَّاغَانِي على الأَخِيرةِ. والعِلْكُ، بالكَسرِ: صَمْغُ الصَّنَوْبَرِ والأَرزَةِ والفُستُقِ والسّروِ واليَنْبُوتِ والبُطْمِ، وَهُوَ أَجْوَدُها كاللُّبانِ يُمْضَغُ فَلَا يَنْماعُ مُسَخِّنٌ مُدِرٌّ للبَوْلِ باهِيٌ عُلُوكٌ وأَعْلاكٌ، وَقد عَلَكَه عَلْكًا. وبائِعُه عَلاّكٌ، وَفِي الحَديث: أَنَّه مَرَ برجُلٍ وبُرمَتُه تَفْورُ على النّار فــتَناوَلَ مِنْها بَضْعَةً فَلم يَزَلْ يَعْلِكُها حَتّى أَحْرَم فِي الصَّلاةِ أَي يَمْضَغُها. وَمَا ذاقَ عُلاكًا، كغُرابٍ وسَحابٍ: أَي مَا يُعْلَكُ وُيمْضَغُ.
وعَلك القِربَةَ تَعْلِيكاً: أجادَ دَبْغَها عَن أبي حَنِيفَةَ، وَنَقله ابنُ عَبّادِ أَيْضًا والزَّمَخْشَرِيُّ. وعَلَّكَ مالَه تَعْلِيكًا: أَحْسَنَ القِيامَ عليهِ قَالَ:
(وكائِنْ مِنْ فَتَى سَوْءٍ تَراهُ ... يُعَلِّكُ هَجْمَةً حُمْرًا وجُونَا)
وعَلَّكَ يَدَيْهِ على مالِه: شَدَّهُما بُخْلاً فَلم يَقْرِ ضَيفًا، وَلَا أَعْطَى سائِلاً. والعَلِكَةُ، كفَرِحَةٍ: شِقْشِقَةُ الجَمَلِ عِنْدَ الهَدِيرِ)
قَالَ رُؤْبةُ: يَجْمَعْنَ زَأْرًا وهَدِيرًا مَخْضَا فِي عَلِكاتٍ يَعْتَلِينَ النَّهْضا والعَلِكَةُ من الأَراضِي: القَرِيبَةُ الماءِ نَقَله الصّاغاني. وقِيلَ: العَلِكاتُ فِي قَوْلِ رُؤْبةَ السّابق: الأنْيابُ الشِّدادُ والنَّهْضُ: الظَّلْمُ، واعْتِلاؤُها إِيّاه: غَلبتُها لَهُ، وقُوَّتُها عَلَيْهِ. والعَلَكُ، محرَّكَةً وكسَحابٍ وغُراب وجَبَلٍ هَكَذَا فِي سائِرِ النُّسَخِ والصوابُ إِسْقاطُ قولِه وجَبَلٍ فإِنه مُكَرّر: شَجَرةٌ حِجازِيَّةٌ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: لم أَسْمَع بحِلْيتِها، وَقد ذَكَرَهَا لَبِيدٌ رَضِي اللَّهُ عَنهُ:
(لَوْلا الإِلهُ وسَعْيُ صاحِبِ حِمْيَرٍ ... وتَعَرضي فِي كُلِّ جَوْنٍ مُصْعَبِ)

(لتَقَيَّظَتْ عَلَكَ الحِجازِ مُقِيمَةً ... فجَنُوبَ ناصِفة لِقاحُ الحَوْأَبِ)
وَفِي حَدِيثِ جَرِير وَقد سُئلَ عَن مَنْزِله ببيشَةَ فَقَالَ: بَيْنَ سَهْلٍ ودَكْداك، وسَلَمٍ وأَراك، وحَمضٍ وعَلاَك. والعَوْلَكُ كجَوْهَرٍ: عِرقٌ فِي الرَّحِمِ، والجمعُ عَوالِكُ، وَقَالَ أَبُو العَدَبَّسِ الكِنانيُّ: هُوَ عِرْقٌ فِي الخَيلِ والأُتُنِ وَفِي الصِّحاحِ: الحُمُر والغَنَمِ غامِضٌ فِي البُظارَةِ داخِلٌ فِيهَا، والبُظارَةُ بَين الأَسْكَتَيْنِ، وهُما جانِبا الحَياءِ، وأَنْشَدَ: يَا صَاحِ مَا أَصْبَرَ ظَهْرَ غَنّامْ خَشِيتُ أَنْ تَظْهَرَ فيهِ أَوْرامْ من عَوْلَكَيْنِ غَلَبَا بالإبْلامْ قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وَذَلِكَ أًنّ امْرَأَتَيْن كانَتا ركِبتا بَعِيراً لَهُ يُسَمّى غَنّامًا، وقالَ غيرُه: إِنّ الرّاجِزَ اسْتَعارَ ذَلِك للنِّساءِ.
والعَوْلَك: الَجْلَجَةٌ فِي اللِّسان عَن ابنِ عَبّاد. واعْلَنْكَكَ الشَّعْرُ: كَثُر واجْتَمَع كاعْلَنْكَدَ، نَقله الجَوهَرِيُّ. والعَلَكَة، مُحَرَّكَةً: النّاقَةُ السَّمِينَةُ الحَسَنَة.
وَمِمَّا يُستَدْرَكُ عَلَيْهِ: شَيءٌ عَلِكٌ، ككَتِف: لَزِجٌ، نقَلَه الجَوْهَرِيُّ. وطِينَةٌ عَلِكَةٌ: خَضْراءُ لَيِّنَةٌ حَرّة. والعَوْلَكُ: البَظْرُ، عَن ابنِ عَبّاد.
والمِعْلاكُ كالسَّهْمِ يُرمَى بِهِ، عَن ابنِ بَرَي. وعَلَكَتْ عَجينَها: إِذا مَلَكَتْهُ.

وَدَقَ 

(وَدَقَ) الْوَاوُ وَالدَّالُ وَالْقَافُ: كَلِمَةٌ تَدُلُّ عَلَى إِتْيَانٍ وَأَنَسَةٍ. يُقَالُ وَدَقْتُ بِهِ، إِذَا أَنِسْتُ بِهِ وَدْقًا. وَالْمَوْدِقُ: الْمَأْتَى وَالْمَكَانُ الَّذِي تَقِفُ فِيهِ آنِسًا. وَمَوْدِقُ الظَّبْيِ: الْمَكَانُ يَقِفُ فِيهِ إِذَا تَنَاوَلَ الشَّجَرَةَ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ:

تُعَفِّي بِذَيْلِ الْمِرْطِ إِذْ جِئْتُ مَوْدِقِي

وَمِنْهُ أَتَانٌ وَدِيقٌ، إِذَا أَرَادَتِ الْفَحْلَ، وَبِهَا وِدَاقٌ كَأَنَّهَا تَأْنَسُ إِلَيْهِ وَتَسْتَأْنِسُهُ. وَالْوَدْقُ: الْمَطَرُ، لِأَنَّهُ يَدِقُّ، أَيْ يَجِيءُ مِنَ السَّمَاءِ. وَمِمَّا شَذَّ عَنِ الْبَابِ الْوَدَقُ: نُقَطٌ حُمْرٌ تَخْرُجُ فِي الْعَيْنِ، الْوَاحِدَةُ وَدَقَةٌ.

وَخَطَ 

(وَخَطَ) الْوَاوُ وَالْخَاءُ وَالطَّاءُ: كَلِمَتَانِ: إِحْدَاهُمَا وَخَطَ الشَّيْبُ فِي رَأْسِهِ. وَالْأُخْرَى: الْوَخْطُ: الطَّعْنُ. وَوَخَطَهُ بِالسَّيْفِ: تَنَاوَلَــهُ مِنْ بَعِيدٍ. وَذَكَرُوا كَلِمَةً ثَالِثَةً، قَالُوا: مَرَّ يَخِطُ، وَهُوَ مَشْيٌ فَوْقَ الْعَنَقِ. 

نَفَحَ 

(نَفَحَ) النُّونُ وَالْفَاءُ وَالْحَاءُ: أَصْلٌ يَدُلُّ عَلَى انْدِفَاعِ الشَّيْءِ أَوْ رَفْعِهِ. وَنَفَحَتْ رَائِحَةُ الطِّيبِ نَفْحًا: انْتَشَرَتْ وَانْدَفَعَتْ. وَلِهَذَا الطِّيبِ نَفْحَةٌ طَيِّبَةٌ. ثُمَّ قِيسَ عَلَيْهِ فَقِيلَ: نَفَحَ بِالْمَالِ نَفْحًا، كَأَنَّهُ أَرْسَلَهُ مِنْ يَدِهِ إِرْسَالًا. وَلَا تَزَالُ لِفُلَانٍ نَفَحَاتٌ مِنْ مَعْرُوفٍ. وَنَفَحَتِ الرِّيحُ. هَبَّتْ. وَقَوْسٌ نَفُوحٌ: بَعِيدَةُ الدَّفْعِ لِلسَّهْمِ. وَنَفَحَتِ الدَّابَّةُ: رَمَتْ بِحَافِرِهَا فَضَرَبَتْ بِهِ. وَكَذَلِكَ نَفَحَهُ بِالسَّيْفِ: تَنَاوَلَــهُ بِهِ. وَالنَّفُوحُ مِنَ النُّوقِ: مَا يَخْرُجُ لَبَنُهَا مِنْ أَحَالِيلِهَا مِنْ غَيْرِ حَلْبٍ.

نَسَرَ 

(نَسَرَ) النُّونُ وَالسِّينُ وَالرَّاءُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى اخْتِلَاسٍ وَاسْتِلَابٍ. مِنْهُ النَّسْرُ: تَنَاوُلُ شَيْءٍ مِنْ طَعَامٍ. وَنَسَرَهُ، كَأَنَّهُ شَيْءٌ يَسِيرٌ اسْتَلَبَهُ. وَمِنْهُ النَّسْرُ، كَأَنَّهُ يَنْسُرُ الشَّيْءَ. وَالْمِنْسَرُ: خَيْلٌ مَا بَيْنَ الْمِائَةِ إِلَى الْمِائَتَيْنِ وَهُوَ الْقِيَاسُ، كَأَنَّهُ إِنَّمَا جَاءَ لِيَنْسُِرَ شَيْئًا، أَيْ يَخْتَطِفَهُ وَيَسْتَلِبَهُ. وَيُقَالُ: بَلِ الْمِنْسَرُ لَا يَمُرُّ بِشَيْءٍ إِلَّا قَلَعَهُ.

وَمِنَ التَّشْبِيهِ النَّسْرُ: كَوَاكِبُ فِي السَّمَاءِ: النَّسْرُ الطَّائِرُ، وَالنَّسْرُ الْوَاقِعُ. وَمِنْهُ نَسْرُ الْحَافِرِ: مَا فِي بَطْنِهِ كَأَنَّهُ النَّوَى وَالْحَصَى.

نَوَطَ 

(نَوَطَ) النُّونُ وَالْوَاوُ وَالطَّاءُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى تَعْلِيقِ شَيْءٍ بِشَيْءٍ. وَنُطْتُهُ بِهِ: عَلَّقْتُهُ بِهِ. وَالنَّوْطُ: مَا يَتَعَلَّقُ بِهِ أَيْضًا، وَالْجَمْعُ أَنْوَاطٌ. وَفِي الْمَثَلِ: " عَاطٍ بِغَيْرِ أَنْوَاطٍ " أَيْ إِنَّهُ يَعْطُو يَــتَنَاوَلُ الشَّيْءَ وَلَيْسَ لَهُ مَا يَتَعَلَّقُ بِهِ. وَالنِّيَاطُ: عِرْقٌ عُلِّقَ بِهِ الْقَلْبُ، وَالْجَمْعُ أَنْوِطَةٌ، وَهُوَ النَّائِطُ أَيْضًا. قَالَ:

قَطْعَ الطَّبِيبِ نَائِطَ الْمَصْفُورِ

وَنِيَاطُ الْمَفَازَةِ: بُعْدُهَا، سُمِّيَ بِهِ لِأَنَّهُ كَأَنَّهُ مِنْ بُعْدِهِ نِيطَ أَبَدًا بِغَيْرِهِ. وَالْأَرْنَبُ مُقَطِّعَةُ النِّيَاطِ، لِأَنَّهَا تَقْطَعُ الْبَعِيدَ. وَالتُّنَوِّطُ: طَائِرٌ ; وَهُوَ قِيَاسُهُ لِأَنَّهُ يَنُوطُ كَالْخُيُوطِ مِنَ الشَّجَرَةِ يَجْعَلَهَا وَكْرًا. وَنِيطَ فُلَانٌ: أَصَابَتْهُ نَوْطَةٌ، وَهِيَ وَرَمٌ فِي الصَّدْرِ. وَهُوَ عِنْدَنَا مِنْ نِيَاطِ الْقَلْبِ، كَأَنَّ الْوَجَعَ أَصَابَ نِيَاطَهُ. وَيَقُولُونَ: نَوْطَةٌ مِنْ طَلْحٍ، كَمَا يُقَالُ عِيصٌ مِنْ سِدْرٍ. وَسُمِّيَتْ لِتَعَلُّقِ بَعْضِهَا بِبَعْضٍ. وَبِئْرٌ نَيِّطٌ، إِذَا كَانَتْ قَدْرَ قَامَةٍ.

نَهَكَ 

(نَهَكَ) النُّونُ وَالْهَاءُ وَالْكَافُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى إِبْلَاغٍ فِي عُقُوبَةٍ وَأَذًى. وَنَهَكَتْهُ الْحُمَّى: نَقَصَتْ لَحْمَهُ. وَأَنْهَكَهُ السُّلْطَانُ عُقُوبَةً: بَالَغَ.

وَمِنَ الْبَابِ انْتِهَاكُ الْحُرْمَةِ: تَنَاوُلُــهَا بِمَا لَا يَحِلُّ. وَالنَّهِيكُ: الْأَسَدُ وَالشُّجَاعُ، لِأَنَّهُمَا يَنْهَكَانِ الْأَقْرَانَ.

معرف

المعرف: ما يستلزم تصوره اكتساب تصور الشيء بكنهه، أو بامتيازه عن كل ما عداه، فيــتناول التعريف الحد الناقص، والرسم؛ فإن تصورهما لا يستلزم تصور حقيقة الشيء، بل امتيازه عن جميع الأغيار، فقوله: ما يستلزم تصوره، يخرج التصديقات، وقوله: اكتساب، يخرج الملزوم بالنسبة إلى لوازم البينة.

النَّهْبُ

النَّهْبُ: الغَنيمَةُ، ج: نِهابٌ.
ونَهَبَ النَّهْبَ، كجَعَلَ وسَمعَ وكَتَبَ: أخَذَهُ،
كانْتَهَبَهُ، والاسْمُ: النُّهْبَةُ والنُّهْبى والنُّهَيْبَى، بِضَمِّهِنَّ،
والنُّهَّيْبَى، كسُمَّيْهَى.
والنَّهْبُ أيضاً: ضَرْبٌ من الرَّكْضِ، وكُلُّ ما انْتُهِبَ.
ونَهْبانِ: جَبَلانِ بِتهامَةَ.
وتَناهَبَتِ الإِبِلُ الأرضَ: أخَذَتْ منها بقَوائِمِها كثيراً.
والمُناهَبةُ: المُبارَاةُ في الحُضْرِ.
ونَهَبوه: تَناوَلُــوه بِكَلامِهِمْ، كنَاهَبوهُ،
وـ الكَلْبُ: أخَذَ بِعُرْقُوبِ الإِنسانِ.
وانْتَهَبَ الفَرَسُ الشَّوْطَ: اسْتَوْلَى عليه.
ومُنْهِبٌ، كَمُنْذِرٍ: أبو قَبيلَةٍ. وكَمِنْبَرٍ: فَرَسُ عُوَيَّةَ بنِ سَلْمى، والفَرَسُ الفائِقُ في العَدْوِ.
وكأَميرٍ: ع. ومُناهِبٌ: فَرَسٌ لِبَني ثَعْلَبَةَ، من ولدِ الحَرونِ.
والمُنْتَهَبُ: د قُرْبَ وادي القُرى.
والمَنْهُوبُ: المَطْلوبُ المُعَجَّلُ. وزَيْدُ الخَيْلِ (بنُ مُنْهِبٍ، كَمُحْسِنٍ، أو ابنُ مُهَلْهِلٍ) النَّبْهانِيُّ: صَحابِيُّ شاعِرٌ.

اللقطة

اللقطة: مال يؤخذ من الأرض ولا يعرف له مالك. وهو على وزن ضحكة مبالغة في الفاعل، وهي لكونها مالا مرغوبا فيه جعلت أخذا مجازا لكونها سببا لأخذ من رآها. كذا عبر بعضهم. وقال آخرون: اللقطة لغة: تناول ما ليس محفوظا. وشرعا: ما ضاع بسقوط أو غفلة.

الجسم

الجسم: ما له طول وعرض وعمق، ولا تخرج أجزاء الجسم عن كونها أجساما وإن قطع وجزىء بخلاف الشخص فإنه يخرج عن كونه شخصا بتجزئته، كذا عبر عنه الراغب.
الجسم:
[في الانكليزية] Body ،organism ،huge body
[ في الفرنسية] Corps ،organisme ،corps corpulent

بالكسر وسكون السين المهملة بالفارسية:
تن وكلّ شيء عظيم الخلقة كما في المنتخب.
وعند أهل الرّمل اسم لعنصر الأرض. وهو ثمانية أنواع من التراب، كما سيأتي في لفظ مطلوب. إذن يقولون: تراب انكيس للجسم الأوّل إلى تراب العتبة الداخل الذي هو الجسم السّابع. وعند الحكماء يطلق بالاشتراك اللفظي على معنيين أحدهما ما يسمّى جسما طبيعيا لكونه يبحث عنه في العلم الطبيعي، وعرّف بأنه جوهر يمكن أن يفرض فيه أبعاد ثلاثة متقاطعة على زوايا قائمة. وإنّما اعتبر في حده الفرض دون الوجود لأنّ الأبعاد المتقاطعة على الزوايا القائمة ربما لم تكن موجودة فيه بالفعل كما في الكرة والأسطوانة والمخروط المستديرين، وإن كانت موجودة فيه بالفعل كما في المكعّب مثلا فليست جسميته باعتبار تلك الأبعاد الموجودة فيه لأنها قد تزول مع بقاء الجسمية الطبعية بعينها. واكتفى بإمكان الفرض لأنّ مناط الجسمية ليس هو فرض الأبعاد بالفعل حتى يخرج الجسم عن كونه جسما طبعيا لعدم فرض الأبعاد فيه، بل مناطها مجرد إمكان الفرض سواء فرض أو لم يفرض. ولا يرد الجواهر المجردة لأنّا لا نسلّم أنّه يمكن فرض الأبعاد فيها، بل الفرض محال، كالمفروض على قياس ما قيل في الجزئي والكلي. وتصوير فرض الأبعاد المتقاطعة أن تفرض في الجسم بعدا ما كيف اتفق وهو الطول، ثم بعدا آخر في أيّ جهة شئت من الجهتين الباقيتين مقاطعا له بقائمة وهو العرض، ثم بعدا ثالثا مقاطعا لهما على زوايا قائمة وهو العمق، وهذا البعد الثالث لا يوجد في السطح، فإنّه يمكن أن يفرض فيه بعدان متقاطعان على قوائم، ولا يمكن أن يفرض فيه بعد ثالث مقاطع للأولين إلّا على حادة ومنفرجة. وليس قيد التقاطع على زوايا قوائم لإخراج السطح كما توهّمه بعضهم، لأنّ السطح عرض فخرج بقيد الجوهر، بل لأجل أن يكون القابل للأبعاد الثلاثة خاصة للجسم فإنّه بدون هذا القيد لا يكون خاصة له.
فإن قيل كيف يكون خاصة للجسم الطبعي مع أنّ التعليمي مشارك له فيه؟. أجيب بأنّ الجسم الطبعي تعرض له الأبعاد الثلاثة المتقاطعة على قوائم فتكون خاصة له، والتعليمي غير خارج عنه تلك الأبعاد الثلاثة لأنها مقوّمة له.
وبالجملة فهذا حدّ رسميّ للجسم لا حدّ ذاتي، سواء قلنا إنّ الجوهر جنس للجواهر أو لازم لها، لأن القابل للأبعاد الثلاثة إلى آخره من اللوازم الخاصة لا من الذاتيات، لأنه إمّا أمر عدمي فلا يصلح أن يكون فصلا ذاتيا للجسم الذي هو من الحقائق الخارجية، وإمّا وجودي، ولا شكّ في قيامه بالجسم فيكون عرضا، والعرض لا يقوّم الجوهر، فلا يصح كونه فصلا أيضا. كيف والجسم معلوم بداهة لا بمعنى أنه محسوس صرف لأنّ إدراك الحواس مختص بسطوحه وظواهره، بل بمعنى أنّ الحسّ أدرك بعض أعراضه كسطحه، وهو من مقولة الكمّ ولونه وهو من مقولة الكيف وأدّى ذلك إلى العقل، فحكم العقل بعد ذلك بوجود ذات الجسم حكما ضروريا غير مفتقر إلى تركيب قياسي.

إن قيل: هذا الحدّ صادق على الهيولى التي هي جزء الجسم المطلق لكونها قابلة للأبعاد. قلنا: ليست قابلة لها بالذات بل بواسطة الصورة الجسمية، والمتبادر من الحدّ إمكان فرض الأبعاد نظرا إلى ذات الجوهر فلا يــتناول ما يكون بواسطة. فإن قلت: فالحد صادق على الصورة الجسمية فقط. قلنا: لا بأس بذلك لأن الجسم في بادئ الرأي هو هذا الجوهر الممتد في الجهات، أعني الصورة الجسمية. وأما أنّ هذا الجوهر قائم بجوهر آخر فممّا لا يثبت إلّا بأنظار دقيقة في أحوال هذا الجوهر الممتدّ المعلوم وجوده بالضرورة، فالمقصود هاهنا تعريفه.
وثانيهما ما يسمّى جسما تعليميا إذ يبحث عنه في العلوم التعليمية أي الرياضية ويسمّى ثخنا أيضا كما سبق، وعرّفوه بأنه كمّ قابل للأبعاد الثلاثة المتقاطعة على الزوايا القائمة.
والقيد الأخير للاحتراز عن السطح لدخوله في الجنس الذي هو الكمّ. قيل الفرق بين الطبيعي والتعليمي ظاهر، فإنّ الشمعة الواحدة مثلا يمكن تشكيلها بأشكال مختلفة تختلف مساحة سطوحها فيتعدد الجسم التعليمي. وأما الجسم الطبيعي ففي جميع الأشكال أمر واحد، ولو أريد جمع المعنيين في رسم يقال هو القابل لفرض الأبعاد المتقاطعة على الزوايا القائمة ولا يذكر الجوهر ولا الكم. التقسيم
الحكماء قسّموا الجسم الطبيعي تارة إلى مركّب يتألف من أجسام مختلفة الحقائق كالحيوان وإلى بسيط وهو ما لا يتألف منها كالماء، وقسّموا المركّب إلى تام وغير تام والبسيط إلى فلكي وعنصري وتارة إلى مؤلّف يتركّب من الأجسام سواء كانت مختلفة كالحيوان أو غير مختلفة كالسرير المركّب من القطع الخشبية المتشابهة في الماهية وإلى مفرد لا يتركب منها. قال في العلمي حاشية شرح هداية الحكمة والنسبة بين هذه الأقسام أنّ المركب مباين للبسيط الذي هو أعمّ مطلقا من المفرد، إذ ما لا يتركّب من أجسام مختلفة الحقائق قد لا يتركّب من أجسام أصلا، وقد يتركّب من أجسام غير مختلفة الحقائق.
وبالجملة فالمركب مباين للبسيط وللمفرد أيضا، فإنّ مباين الأعمّ مباين الأخصّ والمركّب أخصّ مطلقا من المؤلّف، إذ كلّ ما يتركّب من أجسام مختلفة الحقائق مؤلّف من الأجسام بلا عكس كلي، والبسيط أعمّ من وجه من المؤلّف لتصادقهما في الماء مثلا وتفارقهما في المفرد المباين للمؤلّف وفي المركب.
وأما عند المتكلمين فعند الأشاعرة منهم هو المتحيز القابل للقسمة في جهة واحدة أو أكثر. فأقلّ ما يتركّب منه الجسم جوهران فردان أي مجموعهما لا كلّ واحد منهما. وقال القاضي: الجسم هو كلّ واحد من الجوهرين لأنّ الجسم هو الذي قام به التأليف اتفاقا، والتأليف عرض لا يقوم بجزءين على أصول أصحابنا لامتناع قيام العرض الواحد الشخصي بالكثير، فوجب أن يقوم بكل من الجوهرين المؤلّفين على حدة، فهما جسمان لا جسم واحد، وليس هذا نزاعا لفظيا راجعا إلى أنّ لفظ الجسم يطلق على ما هو مؤلّف في نفسه أي فيما بين أجزائه الداخلة فيه، أو يطلق على ما هو مؤلّف مع غيره كما توهّمه الآمدي، بل هو نزاع في أمر معنوي هو أنه هل يوجد ثمة أي في الجسم أمر موجود غير الأجزاء هو الاتصال والتأليف كما يثبته المعتزلة، أو لا يوجد؟ فجمهور الأشاعرة ذهبوا إلى الأول فقالوا: الجسم هو مجموع الجزءين، والقاضي إلى الثاني، فحكم أنّ كلّ واحد منهما جسم.
وقالت المعتزلة الجسم هو الطويل العريض العميق. واعترض عليه الحكماء بأنّ الجسم ليس جسما بما فيه من الأبعاد بالفعل. وأيضا إذا أخذنا شمعة وجعلنا طولها شبرا وعرضها شبرا ثم جعلنا طولها ذراعا وعرضها إصبعين مثلا فقد زال ما كان، وجسميتها باقية بعينها، وهذا غير وارد لأنه مبني على إثبات الكمية المتصلة. وأما على الجزء وتركّب الجسم منه كما هو مذهب المتكلّمين فلم يحدث في الشمعة شيء لم يكن ولم يزل عنها شيء قد كان، بل انقلب الأجزاء الموجودة من الطول إلى العرض أو بالعكس.
أو نقول المراد أنه يمكن أن يفرض فيه طول وعرض وعمق، كما يقال الجسم هو المنقسم والمراد قبوله للقسمة. ثم اختلف المعتزلة بعد اتفاقهم على ذلك الحدّ في أقل ما يتركّب منه الجسم من الجواهر الفردة. فقال النّظّام لا يتألف الجسم إلّا من أجزاء غير متناهية. وقال الجبّائي يتألف الجسم من أجزاء ثمانية بأن يوضع جزءان فيحصل الطول وجزءان آخران على جنبه فيحصل العرض، وأربعة أخرى فوق تلك الأربعة فيحصل العمق. وقال العلّاف من ستة بأن يوضع ثلاثة على ثلاثة. والحق أنه يمكن من أربعة أجزاء بأن يوضع جزءان وبجنب أحدهما ثالث وفوقه جزء آخر وبذلك يتحصل الأبعاد الثلاثة. وعلى جميع التقادير فالمركّب من جزءين أو ثلاثة ليس جوهرا فردا ولا جسما عندهم، سواء جوّزوا التأليف أم لا.
وبالجملة فالمنقسم في جهة واحدة يسمّونه خطا وفي جهتين سطحا، وهما واسطتان بين الجوهر الفرد والجسم عندهم، وداخلتان في الجسم عند الأشاعرة، والنزاع لفظي وقيل معنوي. ووجه التطبيق بين القولين على ما ذكره المولوي عبد الحكيم في حاشية شرح المطالع أنّ المراد إنّ ما يسمّيه كل أحد بالجسم ويطلقه هل يكفي في حصوله الانقسام مطلقا أو الانقسام في الجهات الثلاث؟ فالنزاع لفظي، بمعنى أنه نزاع في ما يطلق عليه لفظ الجسم، وليس لفظيا بمعنى أن يكون النزاع راجعا إلى مجرد اللفظ والاصطلاح لا في المعنى انتهى.
وما عرفه به بعض المتكلّمين كقول الصالحية من المعتزلة الجسم هو القائم بنفسه، وقول بعض الكرّامية هو الموجود، وقول هشام هو الشيء فباطل لانتقاض الأوّل بالباري تعالى والجوهر الفرد، وانتقاض الثاني بهما وبالعرض أيضا، وانتقاض الثالث بالثلاثة أيضا على أنّ هذه الأقوال لا تساعد عليها اللغة، فإنّه يقال زيد أجسم من عمرو أي أكثر ضخامة وانبساط أبعاد وتأليف أجزاء. فلفظ الجسم بحسب اللغة ينبئ عن التركيب والتأليف، وليس في هذه الأقوال إنباء عن ذلك. وأما ما ذهب إليه النّجّار والنّظّام من المعتزلة من أنّ الجسم مجموع أعراض مجتمعة، وأنّ الجواهر مطلقا أعراض مجتمعة فبطلانه أظهر.
فائدة: قال المتكلّمون الأجسام متجانسة بالذات أي متوافقة الحقيقة لتركّبها من الجواهر الفردة، وأنها متماثلة لا اختلاف فيها، وإنّما يعرض الاختلاف لا في ذاتها، بل بما يحصل فيها من الأعراض بفعل القادر المختار.
هذا ما قد أجمعوا عليه إلّا النّظّام، فإنّه يجعل الأجسام نفس الأعراض، والأعراض مختلفة بالحقيقة، فتكون الأجسام على رأيه أيضا كذلك. وقال الحكماء بأنها مختلفة الماهيات.
فائدة: الجسم المركّب لا شك في أنّ أجزاءه المختلفة موجودة فيه بالفعل ومتناهية.
وأما الجسم البسيط فقد اختلف فيه. فذهب جمهور الحكماء إلى أنه غير متألّف من أجزاء بالفعل بل بالقوة، فإنّه متصل واحد في نفسه كما هو عند الحسّ، لكنه قابل لانقسامات غير متناهية، على معنى أنه لا تنتهي القسمة إلى حدّ لا يكون قابلا للقسمة، وهذا كقول المتكلمين أنّ الله تعالى قادر على المقدورات الغير المتناهية مع قولهم بأنّ حدوث ما لا نهاية محال. فكما أنّ مرادهم أنّ قادريته تعالى لا تنتهي إلا حدّ إلّا ويصح منه الإيجاد بعد ذلك، فكذلك الجسم لا يتناهى في القسمة إلى حدّ إلّا ويتميّز فيه طرف عن طرف فيكون قابلا للقسمة الوهمية. وذهب بعض قدماء الحكماء وأكثر المتكلّمين من المحدثين إلى أنّه مركّب من أجزاء لا تتجزأ موجودة فيه بالفعل متناهية. وذهب بعض قدماء الحكماء كأنكسافراطيس والنّظّام من المعتزلة إلى أنّه مؤلّف من أجزاء لا تتجزأ موجودة بالفعل غير متناهية. وذهب البعض كمحمد الشهرستاني والرازي إلى أنّه متصل واحد في نفسه كما هو عند الحسّ قابل لانقسامات متناهية. وذهب ديمقراطيس وأصحابه إلى أنّه مركّب من بسائط صغار متشابهة الطّبع، كلّ واحد منها لا ينقسم فكّا أي بالفعل، بل وهما ونحوه، وتألّفها إنما يكون بالتّماسّ والتجاور لا بالتداخل كما هو مذهب المتكلمين. وذهب بعض القدماء من الحكماء إلى أنّه مؤلّف من أجزاء موجودة بالفعل متناهية قابلة للانقسام كالخطوط، وهو مذهب أبي البركات البغدادي، فإنّهم ذهبوا إلى تركّب الجسم من السطوح والسطوح من الخطوط والخطوط من النقط.
فائدة: اختلف في حدوث الأجسام وقدمها فقال الملّيّون كلهم من المسلمين واليهود والنصارى والمجوس إلى أنها محدثة بذواتها وصفاتها وهو الحق. وذهب أرسطو ومن تبعه كالفارابي وابن سينا إلى أنها قديمة بذواتها وصفاتها. قالوا الأجسام إمّا فلكيات أو عنصريات. أمّا الفلكيات فإنها قديمة بموادّها وصورها الجسمية والنوعية وأعراضها المعينة من الأشكال والمقادير إلّا الحركات والأوضاع المشخّصة فإنها حادثة قطعا. وأمّا مطلق الحركة والوضع فقديمة أيضا وأمّا العنصريات فقديمة بموادّها وبصورها الجسمية بنوعها لأنّ المادة لا تخلو عن الصورة الجسمية التي هي طبيعة واحدة نوعية لا تختلف إلّا بأمور خارجة عن حقيقتها فيكون نوعها مستمر الوجود بتعاقب أفرادها أزلا وأبدا، وقديمة بصورها النوعية بجنسها لأنّ مادّتها لا يجوز خلوها عن صورها النوعية بأسرها، بل لا بدّ أن تكون معها واحدة منها، لكن هذه متشاركة في جنسها دون ماهيتها النوعية، فيكون جنسها مستمر الوجود بتعاقب أنواعها. نعم الصورة المشخّصة فيهما أي في الصورة الجسمية والنوعية والأعراض المختصة المعينة محدثة، ولا امتناع في حدوث بعض الصور النوعية. وذهب من تقدّم أرسطو من الحكماء إلى أنها قديمة بذواتها محدثة بصفاتها، وهؤلاء قد اختلفوا في تلك الذوات القديمة.
فمنهم من قال إنّه جسم واختلف فيه، فقيل إنه الماء، ومنه إبداع الجواهر كلها من السماء والأرض وما بينهما، وقيل الأرض وحصل البواقي بالتلطيف، وقيل النار وحصل البواقي بالتكثيف، وقيل البخار وحصلت العناصر بعضها بالتلطيف وبعضها بالتكثيف، وقيل الخليط من كلّ شيء لحم وخبز وغير ذلك. فإذا اجتمع من جنس منها شيء له قدر محسوس ظن أنّه قد حدث ولم يحدث، إنما حدث الصورة التي أوجبها الاجتماع ويجئ في لفظ العنصر أيضا.
ومنهم من قال إنه ليس بجسم، واختلف فيه ما هو. فقالت الثنوية من المجوس النور والظلمة وتولّد العالم من امتزاجهما. وقال الحرمانيون منهم القائلون بالقدماء الخمسة النفس والهيولى وقد عشقت النفس بالهيولى لتوقّف كمالاتها على الهيولى فحصل من اختلاطها المكوّنات. وقيل هي الوحدة فإنها تحيّزت وصارت نقطا واجتمعت النقط خطا والخطوط سطحا والسطوح جسما. وقد يقال أكثر هذه الكلمات رموز لا يفهم من ظواهرها مقاصدهم. وذهب جالينوس إلى التوقّف. حكي أنّه قال في مرضه الذي مات فيه لبعض تلامذته أكتب عني أني ما علمت أنّ العالم قديم أو محدث وأن النفس الناطقة هي المزاج أو غيره. وأما القول بأنها حادثة بذواتها وقديمة بصفاتها فلم يقل به أحد لأنّه ضروري البطلان.
فائدة: الأجسام باقية خلافا للنّظّام فإنه ذهب إلى أنها متجددة آنا فآنا كالأعراض. وإن شئت توضيح تلك المباحث فارجع إلى شرح المواقف وشرح الطوالع.

الجار

الجار: من قرب مسكنه منك، وهو من الأسماء المتضايفة فإن الجار لا يكون جارا لغيره إلا وذلك الغير جار له كالأخ والصديق. ولما استعظم حق الجار عقلا وشرعا عبر عن كل من يعظم حقه بالجار، ومنه {وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ} . وتصور من الجار معنى القرب فقيل لكل ما يقرب من غيره جاره ومنه {وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَات} ، وباعتبار القرب قيل جار عن الطريق ثم جعل أصلا في العدول عن كل حق، فبني منه الجور وقيل الجائر من الناس من يمنع ما يأمر به الشرع.
الجار:
[في الانكليزية] Neighbour
[ في الفرنسية] Voisin
بتخفيف الراء في اللغة بمعنى همسايه.

وقال أبو حنيفة رحمه الله: جار الشخص من لصق داره بداره بحيث يستحقّ بها الشّفعة لو كان مالكا، لأنّ الجار من المجاورة وهي الملاصقة حقيقة. فالجار عند الإطلاق إنّما يــتناول الجار الملاصق والملازق. وقال محمد وأبو يوسف رحمهما الله: الملاصق وغيره ممن يسكن محلته ويجمعهم مسجد المحلّة جار، إذ يسمّى كلّ هؤلاء جيرانا عرفا. وفائدة الخلاف تظهر فيما إذا أوصى أحد بشيء من ماله لجاره.
هكذا في البرجندي وغيره في كتاب الوصية.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.