صورة كتابية صوتية من تِرْمِذِيّ.
صورة كتابية صوتية من تِرْمِذِيّ.
رمد: الرَّمَدُ: وجع العين وانتفاخُها.
رَمِدَ، بالكسر، يَرْمَدُ رَمَداً وهو أَرْمَدُ ورَمِدٌ، والأُنثى
رَمْداء: هاجَتْ عَينُه؛ وعين رَمْداء ورَمِدَة، ورَمِدَتْ تَرْمَدُ رَمَداً،
وقد أَرمَدَها الله فهي رَمِدة.
والرَّمادُ: دُقاق الفحم من حُراقَةِ النار وما هَبا من الجَمْر فطار
دُقاقاً، والطائفة منه رَمادة؛ قال طُريح:
فغادَرَتْها رَمادَةً حُمَما
خاوِيةً، كالتِّلال دامِرُها
وفي حديث أُم زرع: زَوْجي عظِيمُ الرَّماد أَي كثير الأَضياف لأَن
الرماد يكثر بالطبخ، والجمع أَرْمِدَة وأَرْمِداءُ وإِرْمِداءُ؛ عن كراع،
الأَخيرة اسم للجمع؛ قال ابن سيده: ولا نظير لإِرْمِداءَ البتة؛ وقيل:
الأَرْمِداءُ مثال الأَربعاء واحد الرَّماد. ورَمادٌ أَرمَدُ ورِمْدِدٌ
ورِمْدَد ورِمْدِيدٌ: كثير دقيق جداً. الجوهري: رَمادٌ رِمْدِدٌ أَي هالك جعلوه
صفة؛ قال الكميت:
رَماداً أَطارَتْه السَّواهِكُ رِمْدِدا
وفي الحديث: وافِدَ عادٍ خُذْها رَماداً رِمْدِداً، لا تَذَرُ من عادٍ
أَحداً؛ الرِّمْدِد، بالكسر: المتناهي في الاحتراق والدِّقة؛ يقال: يَوْم
أَيْوَمُ إِذا أَرادوا المبالغة. سيبويه: إِنما ظهر المثْلان في رِمْدِد
لأَنه ملحق بِزهْلِق، وصار الرّمادُ رِمْدِداً إِذا هَبا وصار أَدَقَّ ما
يكون. والرمْدِداءُ، مكسور ممدود: الرماد.
ورَمَّد الشَّواءَ: أَصابه بالرماد. وفي المثل: شَوى أَخُوك حتى إِذا
أَنضَجَ رَمَّدَ؛ يُضْرب مثلاً للرجل يعود بالفساد على ما كان أَصلحه، وقد
ورد ذلك في حديث عمر، رضي الله عنه؛ قال ابن الأَثير: وهو مثل يضرب للذي
يصنع المعروف ثم يفسده بالمنة أَو يقطعه. والــتَّرْمِيدُ: جعل الشيءِ في
الرماد. ورَمَّد الشَّواءَ: مَلَّه في الجمر. والمُرَمَّدُ من اللحم:
المشوِيّ الذي يملُّ في الجمر. أَبو زيد: الأَرْمِداءُ الرَّماد؛
وأَنشد:لم يُبْقِ هذا الدَّهْرُ، من ثَرْيائه،
غيرَ أَثافِيه وأَرمِدائِه
وثياب رُمْدٌ: وهي الغُبْر فيها كدورة، مأْخوذ من الرَّماد، ومن هذا قيل
لضرب من البعوض: رُمْدٌ؛ قال أَبو وجزة يصف الصائد:
تَبِيتُ جارَتَه الأَفعى، وسامِرُه
رُمْدٌ، به عاذِرٌ منهن كالجَرَب
والأَرْمَدُ: الذي على لون الرَّماد وهو غُبرة فيها كُدرَة؛ ومنه قيل
للنعامة رَمداءُ، وللبعوض رُمْدٌ.
والرمدة: لون إِلى الغُبْرَة. ونعامة رَمْداءُ: فيها سواد منكسف كلَون
الرّماد. وظليم أَرمد كذلك، وزعم اللحياني أَن الميم بدل من الباءِ في ربد
وقد تقدم. وروي عن قتادة أَنه قال: يَتَوَضَّأُ الرجل بالماءِ الرَّمِدِ
وبالماءِ الطَّرِدِ؛ فالطرد الذي خاضته الدواب، والرَّمِدُ الكَدِر الذي
صار على لون الرماد. وفي حديث المعراج: وعليهم ثياب رُمْد أَي غبر فيها
كدرة كلون الرماد، واحدها أَرمد.
والرَّماديُّ: ضرب من العنب بالطائف أَسود أَغبر.
والرَّمْد: الهلاك. والرَّمادة: الهلاك. ورَمَدَ القوم رَمْداً: هلكوا؛
قال أَبو وجزة السعدي:
صبَبْتُ عليكم حاصِبي فتَرَكْتُكم
كأَصْرام عادٍ، حين جَلَّلها الرَّمْدُ
وأَرمَدوا كَرَمَدُوا. ورمَّدَهم الله وأَرمَدَهم: أَهلكهم، وقد
رَمَدَهم يَرْمِدُهم فجعله متعدياً؛ قال ابن السكيت: يقال قد رَمَدْنا القوم
نَرْمِدُهم ونَرْمُدُهم رَمْداً أَي أَتينا عليهم. وأَرمدَ الرجل إِرماداً:
افتقر. وأَرمد القوم إِذا جهدوا. والرَّمادة: الهلكة. وفي الحديث: سأَلت
ربي أَن لا يسلط على أُمتي سَنة فَتَرْمِدَهم فأَعطانيها أَي تهلكهم.
يقال: رَمَدَه وأَرمَدَه إِذا أَهلكه وصيره كالرماد. ورَمِدَ وأَرمَدَ إِذا
هلك.
وعام الرَّمادة: معروف سمي بذلك لأَن الناس والأَموال هلكوا فيه كثيراً؛
وقيل: هو لجدب تتابع فصير الأَرض والشجر مثل لون الرماد، والأَول أَجود؛
وقيل: هي اعوام جَدْب تتابعت على الناس في أَيام عمر بن الخطاب، رضي
الله عنه. وفي حديث عمر: أَنه أَخر الصدقة عام الرَّمادة وكانت سنة جَدْب
وقَحْط في عهده فلم يأْخذها منهم تخفيفاً عنهم؛ وقيل: سمي به لأَنهم لما
أَجدبوا صارت أَلوانهم كلون الرماد. ويقال: رَمِدَ عيشُهم إِذا هلكوا. أَبو
عبيد: رَمِدَ القوم، بكسر الميم، وارمَدُّوا، بتشديد الدال؛ قال:
والصحيح رَمَدُوا وأَرْمَدوا. ابن شميل: يقال للشيء الهالك من الثياب: خَلوقة
قد رَمَدَ وهَمَدَ وبادَ.
والرامد: البالي الذي ليس فيه مَهاهٌ أَي خير وبقية، وقد رَمَدَ
يَرْمُدُ رُمودة. ورمَدت الغنم تَرْمِدُ رَمْداً: هلكت من برد أَو صقيع.
رمَّدت الشاة والناقة وهي مُرَمِّد: استبان حملها وعظم بطنها وورم
ضَرْعها وحياؤها؛ وقيل: هو إِذا أَنزلت شيئاً عند النَّتاج أَو قُبيله؛ وفي
التهذيب: إِذا أَنزلت شيئاً قليلاً من اللبن عند النتاج. والــتَّرْميدُ:
الإِضراع. ابن الأَعرابي: والعرب تقول رَمَّدتِ الضأْن فَرَبِّقْ رَبِّقْ،
رَمَّدَتِ المعْزَى فَرنِّقْ رَنِّقْ أَي هَيّءْ للإِرباق لأَنها إِنما
تُضْرِعُ على رأْس الولد. وأَرمَدتِ الناقةُ: أَضرعت، وكذلك البقرة والشاة.
وناقة مُرْمِد ومُرِدٌّ إِذا أَضرعت. اللحياني: ماء مُرمِدٌ إِذا كان
آجناً.
والارْمِداد: سرعة السير، وخص بعضهم به النعام.
والارْمِيداد: الجِدُّ والمَضاءُ. أَبو عمرو: ارقَدَّ البعِيرُ
ارقِداداً وارْمَدَّ ارمِداداً، وهو شدة العدو. قال الأَصمعي: ارقَدّ وارمَدّ
إِذا مضى على وجهه وأَسرع.
وبالشَّواجِن ماء يُقال له: الرَّمادة؛ قال الأَزهري: وشربت من مائها
فوجدته عذباً فراتاً.
وبنو الرَّمْدِ وبنو الرَّمداء: بطنان.
ورَمادانُ: اسم موضع؛ قال الراعي:
فحَلَّتْ نَبِيّاً أَو رَمادانَ دونَها
رَعانٌ وقِيعانٌ، من البِيدِ، سَمْلَق
وفي الحديث ذكر رَمْد، بفتح الراء، وهو ماء أَقطعه سيدنا رسول الله، صلى
الله عليه وسلم، جميلاً العُذري حين وفد عليه.
درم: الليث: الدَّرَمُ استواء الكعب وعَظْم الحاجِب ونحوه إذا لم
يَنْتَبِرْ فهو أَدْرَمُ، والفعل دَرِمَ يَدْرَمُ فهو دَرِمٌ. الجوهري:
الدَّرَمُ في الكعب أَن يوازِيَهُ اللحمُ حتى لا يكون له حَجْمٌ. ابن سيده:
دَرِمَ الكعبُ والعُرْقوب والساق دَرَماً، وهو أَدْرَمُ، استوى. ومكان
أَدْرَمُ: مستوٍ، وكعب أَدْرَمُ؛ وأَنشد الجوهري:
قامَتْ تُرِيكَ، خَشْيَةً أَن تَصرِمَا،
ساقاً بَخَنْداةً، وكَعْباً أَدْرَمَا
ومَرافقها دُرْمٌ؛ وفي حديث أَبي هرير أَن العَجَّاجَ أَنشده:
ساقاً بَخَنْداةً وكَعْباً أَدْرَمَا
قال: الأَدْرَمُ الذي لا حَجْمَ لعِظامه؛ ومنه الأَدْرَمُ الذي لا
أَسنان له، ويريد أَن كعبها مستو مع الساق ليس بِناتٍ، فإن استواءه دليل
السمن، ونُتُوُّهُ دليلُ الضعف. ودَرِمَ العظمُ: لم يكن له حَجْمٌ. وامرأة
دَرْماء: لا تستبين كُعُوبُها ولا مَرافِقُها؛ وأَنشد ابن بري:
وقد أَلهُو، إذا ما شِئتُ، يَوْماً
إلى دَرْماءَ بَيْضاء الكُعُوبِ
وكل ما غطاه الشحمُ واللحمُ وخفي حَجْمُهُ فقد دَرِمَ. ودَرِمَ
المِرْفَقُ يَدْرَمُ دَرَماً. ودِرْع دَرِمَةٌ: ملساء، وقيل: لينة مُتَّسِقة؛
قال:يا قائدَ الخَيْلِ، ومُجـْ
ـتابَ الدِّلاصِ الدَّرِمَه
شمر: والمُدَرَّمَةُ من الدُّرُوع اللينةُ المستويةُ؛ وأَنشد:
هاتِيكَ تَحْمِلُني وتَحْمِلُ شِكَّتي،
ومُفاضَةً تَغْشَى البَنانَ مُدَرَّمَهْ
ويقال لها الدَّرِمَةُ.
ودَرِمَتْ أَسنانه: تحاتَّتْ، وهو أَدْرَمُ. والأَدْرَمُ: الذي لا
أَسنان له. وَدَرِمَ البعيرُ دَرَماً، وهو أَدْرَمُ إذا ذهبت جلدة أَسنانه
ودنا وقوعها. وأَدْرَمَ الصبيُّ: تحركت أَسنانه ليَسْتَخْلِفَ أُخَرَ.
وأَدْرَمَ الفصيلُ للإجْذاعِ والإثْناءِ، وهو مُدْرِمٌ، وكذلك الأُنثى، إذا
سقطتْ رَواضِعُهُ. أَبو الجَرَّاح العُقَيليّ: وأَدْرَمَت الإبلُ للإجْذاعِ
إذا ذهبت رواضعها وطلع غيرها، وأَفَرَّتْ للإثْناء، وأَهْضَمَتْ
للإرْباعِ والإسْداس جميعاً؛ وقال أَبو زيد مثله، قال: وكذلك الغنم؛ قال شمر: ما
أَجودَ ما قال العقيليّ في الإِدْرامِ ابن السكيت: ويقال للقَعُود
إِذا دَنا وقوعُ سِنِّه فذهب حِدَّةُ السِّنِّ التي تريد أَن تقع: قد
دَرِمَ، وهو قَعُودٌ دارِمٌ. ابن الأَعرابي: إذا أَثْنى الفرسُ أَلقى رواضِعهُ،
فيقال أَثنى وأَدْرَمَ للإثناء، ثم هو رَباعٌ، ويقال: أََهْضَمَ
للإرْباعِ. وقال ابن شميل: الإدْرامُ أن تسقط سِنُّ البعير لِسِنٍّ نَبَتَتْ،
يقال: أَدْرَمَ للإثْناء وأَدْرَمَ للإرْباعِ وأَدْرَمَ للإِسْداسِ، فلا
يقال أَدْرَمَ للبُزول لأَن البازِلَ لا ينبت إلا في مكان لم يكن فيه سِنٌّ
قبله. ودَرَمَتِ الدابةُ إذا دَبَّتْ دَبيباً. والأَدْرَمُ من
العَراقيب: الذي عظمت إبْرَتُه. ودَرَمَتِ الفأرة والأرنبُ والقُنْفُذُ تَدْرِمُ،
بالكسر، دَرْماً ودَرِمَتْ دَرَماً ودَرِماً ودَرَماناً ودَرامةً: قاربت
الخَطْوَ في عَجَلَةٍ؛ ومنه سمي دارِمُ بن مالك بن حَنظَلَة بن مالك بن
زيد مَناةَ بن تميم، وكان يسمى بَحْراً، وذلك أَن أَباه لما أَتاه في
حَمالَةٍ فقال له: يا بَحْرُ ائْتِني بخَريطة، فجاءه يَحْمِلُها وهو يَدْرِمُ
تحتها من ثقلها ويقارب الخَطْوَ، فقال أَبوه: قد جاءكم يُدارِمُ، فسمِّي
دارِماً لذلك.
والدَّرْماءُ: الأَرنب؛ وأَنشد ابن بري:
تَمَشَّى بها الدَّرْماءُ تَسْحَبُ قُصْبَها،
كأَنْ بَطْن حُبْلى ذات أَوْنَيْنِ مُتْئِم
قال ابن بري: يصف رَوْضَةً كثيرة النبات تمشي بها الأَرنب ساحبةً
قُصْبها حتى كأَن بطنها بَطْنُ حبلى، والأَوْنُ: الثِّقْلُ، والدَّرِمَةُ
والدَّرَّامَةُ: من أَسماء الأَرنب والقَنفُذ. والدَّرَّامُ: القنفذ
لدَرَمانه. والدرَمانُ: مِشْيَةُ الأَرنب والفأرِ والقَنْفُذِ وما أَشبهه، والفعل
دَرَمَ يَدْرِمُ. والدَّرَّامُ: القبيح المِشْيَةِ والدَّرَامةِ.
والدَّرَّامةُ من النساء: السيئة المشي القصيرةُ مع صغر؛ قال:
من البِيضِ، لا دَرَّامَةٌ قَمَلِيَّةٌ،
تَبُذُّ نِساء الناس دلاًّ ومِيسَمَا
والدَّرُومُ: كالدَّرَّامَةِ، وقيل: الدَّروم التي تجيء وتذهب بالليل.
أَبوعمرو: الدَّرُومُ من النُّوق الحسنة المِشْية. ابن الأَعرابي:
والدَّرِيمُ الغلام الفُرْهُدُ الناعم. ودَرَمَتِ الناقةُ تَدْرِمُ دَرْماً إذا
دَبَّت دَبيباً.
والدَّرْماءُ: نبات سُهْليٌّ دسْتيّ، ليس بشجر ولا عُشْب، ينبت على هيئة
الكَبدِ وهو من الحَمْض؛ قال أَبوحنيفة: لها ورق أَحمر، تقول العرب: كنا
في دَرْماء كأنها النهار. وقال مُرة: الدَّرْماء ترتفع كأَنها حُمَةٌ،
ولها نَوْرٌ أَحمر، ورقها أَخضر، وهي تشبه الحَلَمَة. وقد أَدْرَمَتِ
الأَرض.
والدَّارِمُ: شجر شبيه بالغَضَا، ولونه أَسود يَسْتاك به النساء
فَيُحَمِّرُ لِثاتهن وشِفاهَهُنَّ تحميراً شديداً، وهر حِرِّيف، رواه أَبو
حنيفة؛ وأَنشد:
إنما سَلّ فُؤادي
دَرَمٌ بالشَّفَتين
والدَّرِمُ: شجر تتخذ منه حبال ليست بالقَويَّةِ.
ودارِمٌ: حيٌّ
من بني تميم فيهم بيتها وشرفها، وقد قيل: إنه مشتق من الدَّرَمان الذي
هو مقاربة الخطوِ في المشي، وقد تقدم. ودَرِمٌ، بكسر الراء: اسم رجل من
بَني شَيْبانَ. وفي المثل: أَوْدَى دَرِم، وذلك أَنه قُتِلَ فلم يُدْرَكْ
بثَأْره فصارمثلاً لِما يُدْرَكْ به؛ وقد ذكره الأَعشى فقال:
ولم يُودِ مَنْ كُنْتَ تَسْعَى له،
كما قيل في الحرب: أَوْدى دَرِمْ
أَي لم يَهْلِكْ مَن سعيت له؛ قال أَبو عمرو: هو دَرِمُ بن دبّ
(* قوله
«ابن دب» هو هكذا في الأَصل بتشديد الباء، والذي في التهذيب: درب، براء
بعد الدال وبتخفيف الباء) بن ذُهْلِ بن شَيْبانَ؛ وقال المؤَرِّج:فُقِدَ
كما فُقدَ القارِظ العَنَزِي فصار مثلاً لكل من فُقِدَ؛ قال ابن بري: وقال
ابن حبيب كان دَرِمٌ هذا هَرَبَ من النُّعْمانِ فطلبه فأخِذَ فمات في
أَيديهم قبل أن يصلوا به، فقال قائلهم: أوْدَى دَرِمٌ، فصارت مثلاً.
وعِزٌّ أَدْرَمُ إذا كان سميناً غير مهزول؛ قال رؤبة:
يَهْوُونَ عن أَركانِ عِزٍّ أَدْرَما
وبنو الأَدْرَمِ: حَيٌّ من قريش، وفي الصحاح: وبنو الأَدْرَمِ قبيلة.
ربق: الليث: الرِّبْقُ الخَيْط، الواحدة رِبْقة. ابن سيده: الرِّبْقةُ
والرَّبْقةُ؛ الأَخيرة عن اللحياني، والرِّبْقُ، بالكسر، كل ذلك: الحبْلُ
والحَلْقةُ تشدّ بها الغنم الصغار لئلا تَرْضَع، والجمع أَرْباقٌ ورِباقٌ
ورِبَقٌ. وفي الحديث: لكم العَهْدُ
(* قوله «لكم العهد» هو كذلك في الصحاح، والذي في النهاية: لكم الوفاء
بالعهد) ما لم تأْكُلوا الرِّباقَ؛ شبَّه ما يَلزم الأَعناقَ من العَهْدِ
بالرِّباق واستعار الأكل لنقْض العهد، فإِن البهيمة إِذا أَكلت الرِّبق
خلَصت من الشَّدّ. وفي حديث عُمر: وتَذَرُوا أَرْباقَها في أَعناقها؛
شبَّه ما قُلِّدَتْه أَعناقُها من الأَوْزار والآثام أَو من وجوب الحج
بالأَرباق اللازمة لأَعناق البَهْم. وأَخرج رِبْقةَ الإِسلام من عُنقه: فارَق
الجماعة؛ ويروى عن حذيفة: مَن فارَق الجماعةَ قِيدَ شِبْر فقد خَلع
رِبقةَ الإِسلام من عُنقه؛ الرِّبقة في الأَصل: عُروة في حَبْل تُجعل في عُنق
البهيمة أَو يدها تُمسكها، فاستعارها للإِسلام، يعني ما يَشدّ المسلم به
نفسَه من عُرى الإِسلام أَي حدوده وأَحكامه وأَوامره ونواهيه؛ قال شمر:
قال يحيى بن آدم أَراد بربقة الإِسلام عَقْد الإِسلام؛ قال: ومعنى
مُفارقة الجماعة تَركُ السُّنة واتِّباع البِدْعة. وفي الصحاح: الربق، بالكسر،
حبل فيه عدة عُرى تُشدُّ به البَهْم، الواحدة من العُرى رِبْقة؛ وفرَّجَ
عنه رِبْقَته أَي كُرْبته، وكل ذلك على المثَل والأَصل ما تقدَّم.
والرَّبْق، بالفتح: مصدر قولك رَبَقْت الشاةَ والجَدْي أَرْبُقُها وأَرْبِقُها
رَبْقاً ورَبَّقها شدَّها في الربقة، وفي الصحاح: جعل رأْسه في الرِّبقة
فارْتَبقَ. ويقال: ارْتَبَقَ الظَّبْيُ في حِبالتي أَي عَلِقَ، والعرب
تقول: رَمَّدَت الضأْنُ فَرَبِّق رَبِّقْ. والرَّبِيقةُ: البَهْمةُ
المرْبوقة في الرِّبْق. وشاة رَبِيقةٌ ورَبِيقٌ ومُرَبَّقةٌ: مَرْبوقة؛ شاة
مَرْبوقة وشاء مُربَّقة. وقد قيل: إِن التربيق أَيضاً الحلقة والحبل تشدُّ به
الغنم، فإِن كان ذلك فالتَّرْبيقُ اسم كالتنْبِيت الذي هو النبات،
والتمْتِين الذي هو خَيْط من خُيوط الفُسطاط. وفي حديث عائشة تصف أَباها، رضي
الله عنهما: واضطَرَب حَبْل الدين فأَخذ بطَرَفَيْه ورَبَّق لكم أَثناءه؛
تريد لمَّا اضْطَرَبَ الأَمر يوم الرِّدة أَحاطَ به من جوانبه وضَمَّه
فلم يَشِذّ منهم أَحد ولم يخرج عمَّا جمعهم عليه، وهو من تَرْبيق البَهم
شدِّه في الرِّباق. وفي حديث عليّ: قال لموسى بن طلحة انْطَلِق إِِلى
العسكر، فما وجدْت من سلاح أَو ثوب ارْتُبِقَ فاقْبِضْه واتَّق الله واجلس في
بيتك؛ رَبَقْتُ الشيء وارْتَبَقْته لنفسي كرَبَطْته وارْتَبَطْتُه، وهو
من الرِّبقة أَي ما وجدتَ من شيء أُخذ منكم وأُصيب فاستَرْجِعه، وكان من
حُكمه في أهل البغي أَنَّ ما وُجد من مالهم في يد أَحد يُسترجَع منه.
الأَزهري: الرِّبْق ما تُرْبَق به الشاة، وهو خيط يُثنى حَلْقة ثم يُجعل
رأْسُ الشاة فيه ثم يُشدّ؛ قال: سمعت ذلك من أعراب بني تميم. قال شمر: سمعت
أعرابية وقد عَمدت إِلى حَبْل فعَقدت فيه أَربع عُرى وجعلت أَعناق صِبيان
أَربعة فيها، وهي تقول: أَربع مُربَّقات، تسأَل لهم، قال: وكذلك يُصنع
بالسِّخال.
ويقال: رَبَّق الرجل أَثناء حبله وربَّق أَرْباقه إِذا هيَّأَها لسخاله؛
ومنه قولهم: رَمَّدَتِ الضأْنُ فرَبِّقْ رَبِّقْ أَي هيِّء الأَرْباق
فإنها تلد عن قُرب لأَنها تُضْرِعُ على رأْس الولادة وليس كذلك المِعزى،
فلذلك قالوا فيها رَنِّقْ رَنِّقْ، بالنون؛ وجعل زهير الجَوامِع رِبَقاً
فقال يمدح رجلاً:
أَشَمّ أَبْيَض فَيّاض، يُفَكِّكُ عن
أَيْدِي العُناةِ وعن أَعْناقِها الرِّبَقا
التهذيب: والرِّبْقة نَسْج من الصوف الأَسود عَرْضُه مثل عَرْضِ
التِّكَّة، وفيه طَريقة حمراء من عِهْن تُعقَد أَطرافُها، ثم تُعلَّق في عُنق
الصبي وتُخرج إِحدى يديه منها كما يُخرِج الرجل إِحدى يديه من حَمائل
السيف، وإِنما تُعلِّق الأَعرابُ الرِّبَقَ في أَعناق صبيانهم من العين.
ورَبَقَ فلاناً في هذا الأمر يَرْبُقُه رَبْقاً فارْتَبَقَ: أَوْقَعه فيه
فوقع. وارتَبَق في الحِبالةِ: نَشِبَ؛ عن اللحياني.
وأُمُّ الرُّبَيْق: من أَسماء الداهية. وفي المثل: جاء بأُمِّ
الرُّبَيْق على أُرَيْق. الفراء: يقال لقيت منه أُمّ الرُّبيق على وُرَيْق ويقال
أُرَيْق. الليث: أُم الرُّبيق من أسماء الحرب والشدائد؛ وأَنشد:
أُمُّ الرُّبَيْقِ والوُرَيْقِ الأَزْنَم
رنق: الرَّنْق: تراب في الماء من القَذى ونحوه. والرَّنَقُ، بالتحريك:
مصدر قولك رَنِقَ الماءُ، بالكسر. ابن سيده: رَنَقَ الماءُ رَنْقاً
ورُنُوقاً ورَنِقَ رَنَقاً، فهو رَنِقٌ ورَنْقٌ، بالتسكين، وتَرَنَّقَ: كَدِرَ؛
أَنشد أَبو حنيفة لزُهَير:
شَجَّ السُّقاةُ على ناجُودِها شَبِماً
مِن ماء لِينَة، لا طَرْقاً ولا رَنَقا
كذا أَنشده بفتح الراء والنون. الجوهري: ماء رَنْق، بالتسكين، أَي
كَدِر. قال ابن بري: قد جمع رَنْقٌ على رَنائق كأَنه جمع رَنِيقة؛ قال
المجنون:يُغادِرْنَ بالمَوْماةِ سَخْلاً، كأَنه
دَعامِيصُ ماء نَشَّ عنها الرّنائقُ
وفي حديث الحسن: وسئل أَيَنْفُخ الرجل في الماء؟ فقال: إِن كان من
رَنَقٍ فلا بأْس أَي من كَدَرٍ. يقال: ماء رَنْق، بالسكون، وهو بالتحريك مصدر؛
ومنه حديث ابن الزبير
(* قوله «حديث ابن الزبير» هو هنا في النسخة المعول
عليها من النهاية كذلك وفيها من مادة طرق حديث معاوية): ليس للشارِبِ
إِلاّ الرَّنْقُ والطَّرْقُ. ورَنَّقَه هو وأَرْنَقه إِرناقاً وترنيقاً:
كدَّرَه. والرَّنْقة: الماء القليل الكَدِر يبقى في الحوض؛ عن اللحياني.
وصار الطين رَنْقة واحدة إِذا غلَب الطين على الماء؛ عنه أَيضاً. وقال
أَبو عبيد: التَّرْنوق الطين الذي في الأَنهار والمَسِيل. ورَنِقَ عيشُه
رَنَقاً: كَدِرَ. وعيش رَنِقٌ: كَدِرٌ. وما في عيشِه رَنَقٌ أَي كَدَرٌ. ابن
الأَعرابي: التَّرْنِيقُ يكون تَكْدِيراً ويكون تَصْفِية، قال: وهو من
الأَضْداد. يقال: رَنَّق الله قَذاتَك أَي صَفّاها. والتَّرْنِيقُ: كَسْر
الطائر جناحَه من داء أَو رَمْي حتى يسقط، وهو مُرَنَّقُ الجَناحِ؛
وأَنشد:
فيَهْوِي صَحِيحاً أَو يُرَنِّقُ طائرُهْ
وتَرْنِيقُ الطائر على وجهين: أَحدهما صَفُّه جناحيه في الهواء لا
يُحرِّكهما، والآخر أَن يَخْفِقَ بجناحيه؛ ومنه قول ذي الرمة:
إِذا ضَرَبَتْنا الرِّيحُ رَنَّق فَوْقَنا
على حَدِّ قَوْسَيْنا، كما خَفَقَ النَّسْرُ
ورَنَّق الطائرُ: رَفْرَفَ فلم يسقط ولم يَبْرَحْ؛ قال الراجز
وتَحْتَ كلّ خافِقٍ مُرَنِّقِ،
مِن طيِّءٍ، كلُّ فتىً عَشَنَّقِ
وفي الصحاح: رَنَّق الطائرُ إِذا خفَق بجناحيه في الهواء وثبت فلم يطر.
وفي حديث سليمان: احْشُروا الطيرَ إِلا الرَّنْقاء؛ هي القاعدة على
البيض. وفي الحديث أَنه ذَكَر النفخ في الصور فقال: تَرْتَجُّ الأَرضُ
بأَهلها فتكون كالسَّفِينة المُرَنِّقة في البحر تضربها الأَمواجُ. يقال:
رَنَّقت السفينة إِذا دارَتْ في مَكانها ولم تَسِر. ورنَّق: تحيَّر.
والتَّرْنِيقُ: قِيام الرَّجل لا يدري أَيذهب أَم يجيء؛ ورَنَّق اللِّواءُ كما
يقال رَنَّق الطائر؛ أَنشد ابن الأعرابي:
يَضْرِبُهم، إِذا اللِّواء رنَّقا،
ضَرْباً يُطِيح أَذْرُعاً وأَسْوُقا
وكذلك الشمس إِذا قاربت الغروب؛ قال أَبو صخر الهذلي:
ورَنَّقَتِ المَنِيّة، فهْي ظِلٌّ،
على الأَبْطال، دانِيةُ الجَناحِ
(* قوله «قال أبو صخر الهذلي ورنقت إلخ» عبارة الأساس: ورنقت منه المنية
دنا وقوعها، قال: ورنقت المنية إلخ البيت).
ابن الأَعرابي: أَرْنَقَ الرجلُ إِذا حرَّك لِواءه للحَمْلة، وأَرْنَق
اللواءُ نفسُه ورَنَّقَ في الوجهين مثله. ورَنَّقَ النظَرَ: أَخفاه من
ذلك. ورَنَّقَ النومُ في عينه: خالَطها؛ قال عدِيّ بن الرِّقاعِ:
وَسْنان أَقْصده النعاسُ، فرَنَّقَتْ
في عَيْنِه سِنةٌ، وليس بِنائم
ورَنَّق النظَرَ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:
رَمَّدَتِ المِعْزى فَرَنِّقْ رَنِّق،
ورَمَّدَ الضَّأْنُ فَرَبِّقْ رَبِّق
أَي انْتَظِر ولادتها فإِنه سيطول انتظارك لها لأَنها تُرْئي ولا تَضع
إِلا بعد مدّة، وربما قيل بالميم
(* قوله «بالميم» أي بدل النون في رنق
وبالدال أي بدل الراء. وقوله «وترنيقها أن إلخ» المناسب وترميدها). وبالدال
أَيضاً، وتَرْنِيقها: أَن تَرِمَ ضُروعها ويظهر حَملُها، والمِعزى إِذا
رمَّدت تأَخَّر ولادها، والضأْن إِذا رمّدت أَسرع وِلادها على أَثر
تَرْمِيدها. والتَّرْبِيقُ: إِعداد الأَرْباق للسِّخال. ولَقِيت فلاناً
مُرَنِّقة عيناه أَي منكسر الطرْف من جُوع أَو غيره. والترْنِيقُ: إِدامة
النظر، لغة في التَّرْمِيق والتَّدْنِيق. ورَنَّقَ القوم بالمكان: أَقاموا به
واحْتَبَسوا به. والترْنِيق: الانتظار للشيء. والترْنيق: ضعف يكون في
البصر وفي البدن وفي الأَمر. يقال: رَنَّق القوم في أَمر كذا أَي خَلطُوا
الرأْي. والرَّنْقُ: الكذب.
والرَّوْنَقُ: ماء السيف وصَفاؤه وحُسنه. ورَوْنَقُ الشباب: أَوّله
وماؤه، وكذلك رَوْنَقُ الضُّحى. يقال: أَتيته رَوْنَقَ الضحى أَي أَوَّلها؛
قال:
أَلم تَسْمَعِي، أَيْ عَبْدَ، في رَوْنَقِ الضُّحى
بُكاء حَماماتٍ لَهُنَّ هَدِيرُ؟