Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: تتر

خبء

خبء
يُخْرِجُ الْخَبْءَ
[النمل/ 25] ، يقال ذلك لكلّ مدّخر مستور، ومنه قيل: جارية مُخْبَأَة، والخُبأة: الجارية التي تظهر مرّة، وتخبأ أخرى، والخِبَاءُ: سمة في موضع خفيّ.

خبء


خَبَأَ(n. ac. خَبْء)
a. Hid, concealed; stowed, stored, away.

خَبَّأَa. see I
تَخَبَّأَa. Hid himself; was hidden.

إِخْتَبَأَa. see I
& V.
خَبْء [ ]خِبْء [ ]خُبْأَة []
خَبِى^a. Hidden, concealed.

مَخْبَأَ []
a. Hiding-place.

خَابِئَة [] (pl.
خَوَابِي [] )
a. Large jar.

خِبَآء [] (pl.
أَخْبِئَة [] )
a. Tent.
b. Veil.

خَبِيْئَة [] (pl.
خَبَايَا)
a. see 1
مَخْبَايَة (pl.
مَخَابِي)
a. Treasurehold; hidden treasure.
خ ب ء : خَبَّأْتُ الشَّيْءَ خبأ مَهْمُوزٌ مِنْ بَابِ نَفَعَ سَتَرْتُهُ وَمِنْهُ الْخَابِيَةُ وَتُرِكَ الْهَمْزُ تَخْفِيفًا لِكَثْرَةِ الِاسْتِعْمَالِ وَرُبَّمَا هُمِزَتْ عَلَى الْأَصْلِ وَخَبَّأْتُهُ حَفِظْتُهُ وَالتَّشْدِيدُ تَكْثِيرٌ وَمُبَالَغَةٌ وَالْخَبْءُ بِالْفَتْحِ اسْمٌ لِمَا خُبِئَ وَالْخِبَاءُ مَا يُعْمَلُ مِنْ وَبَرٍ أَوْ صُوفٍ وَقَدْ يَكُونُ مِنْ شَعْرٍ وَالْجَمْعُ أَخْبِيَةٌ بِغَيْرِ هَمْزٍ مِثْلُ: كِسَاءٍ وَأَكْسِيَةٍ وَيَكُونُ عَلَى عَمُودَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ وَمَا فَوْقَ ذَلِكَ فَهُوَ بَيْتٌ وَخَبَتْ النَّارُ خُبُوًّا مِنْ بَابِ قَعَدَ خَمَدَ لَهَبُهَا وَيُعَدَّى بِالْهَمْزَةِ. 
الْخَاء وَالْبَاء والهمزة

خبأ الشَّيْء يَخبؤه خَبْئاً: سَتره.

وَامْرَأَة خُبَأة: تَلزم بَيتهَا وتســتتر.

وَقَول الزِّبْرقان بن بدر: ابغض كَنائي إِلَى الطُّلَعة الخُبَأة، يَعْنِي الَّتِي تَطَّلع ثمَّ تَخبأ رَأسهَا. ويروى: الطُّلَعَة القُبَعة، وَهِي الَّتِي تَقبع رَأسهَا، أَي: تدخله، وَقيل: تَخبؤه.

وَالْعرب تَقول: خُبَأة خيرٌ من يَفَعة سَوْء، أَي: بنت تلْزم البَيت تَخبأ نَفسهَا فِيهِ خيرٌ من غُلَام سَوء لَا خير فِيهِ.

والْخَبء: مَا خُبيء، سمِّي بِالْمَصْدَرِ.

وَفِي التَّنْزِيل: (الَّذِي يُخرج الخَبء فِي السَّمَوَات وَالْأَرْض) ، أَي: المخبوء.

وَقَالَ ثَعْلَب: الخَبْء الَّذِي فِي السَّمَوَات، هُوَ الْمَطَر، والخبء الَّذِي فِي الارض، هُوَ النَّبَات.

وَالصَّحِيح وَالله اعْلَم، أَن الخبء كل مَا غَابَ، فَيكون الْمَعْنى: يعلم الْغَيْب فِي السَّمَوَات وَالْأَرْض، كَمَا قَالَ: (ويعلم مَا تُخفون وَمَا تعلنون) .

والخُبْأة والخَبيئَة، جَمِيعًا: مَا خُبيء.

والخِباء: سِمة تُوضَع فِي مَوضِع خَفيّ من النَّاقة النجيبة، وَإِنَّمَا هِيَ لُذَيعة النَّار، وَالْجمع: أخِبئة.

والخباء، من الْأَبْنِيَة: وَالْجمع كالجمع.

قَالَ ابْن دُريد: اصله من " خبأت ".

وَقد تخبّأت خباء.

وَلم يقل أحد إِن " خباء " اصله الْهمزَة إِلَّا هُوَ، بل قد صُرّح بِخِلَاف ذَلِك.

والخَبيء: مَا عُمِّى من شَيْء، ثمَّ حُوجي بِهِ.

وَقد اختبأه. وخَبيئة: اسْم امْرَأَة، قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هِيَ: خَبيئة بنت ريَاح بنَ يَرْبُوع بن ثَعْلَبَة.

رخَم

(ر خَ م)

أرْخَمت النَّعامة والدَّجاجةُ على بَيضها، ورَخَمت عَلَيْهِ، ورَخَمَتْه، تَرْخَمهُ رخْماً ورَخَماً، هِيَ مُرْخِمٌ، وراخِمٌ: حَضَنته.

ورَخَّمها أهلُها: ألْزموها إيّاها. وَألقى عَلَيْهِ رَخْمَته، أَي: محبتَّه ومَودّته.

ورَخَمت الْمَرْأَة وَلَدهَا، تَرْخَمه وتَرْخَمه، رَخْماً: لاعَبتْه.

وَحكى اللِّحيانيّ: رَخِمَه يَرْخَمُه رَخْمةً، وَإنَّهُ لرَاخمٌ لَهُ.

وألْقت عَلَيْهِ رَخَمها ورَخْمَتها، أَي: عَطفتها.

واستعاره عَمرو ذُو الْكَلْب للشاة، فَقَالَ:

يَا لَيْت شِعْري عَنك والأمْر عَمَمْ مَا فَعَلَ اليومَ أُوَيسٌ فِي الغَنَمْ

صَبَّ لَهَا فِي الرِّيح مِرِّيخُ أشمْ فاجْتَال مِنْهَا لَجْبةً ذاتَ هَزَمْ

حاشِكَةَ الدرَّة وَرْهاءَ الرَّخمْ ورَخِمه رَخْمةً، لُغَة فِي: رَحمه رَحْمة.

ورَخَم الكلامُ والصوتُ، ورَخُم. رَخامة. فَهُوَ رَخيم: لانَ وسَهُل.

ورَخُمت الجاريةُ رَخامةً، فَهِيَ رَخيمة ورَخِيمٌ، إِذا كَانَت سهَلة المَنطِق، قَالَ قيسُ بن ذَريح:

رَبْعاً لواضحِة الجَبينِ غَرِيرةٍ كالشَّمس إِذْ طلعت رَخيمِ الَمْنطِق

وَمِنْه: التَّرخيم، فِي الاسماء، لأَنهم إِنَّمَا يحذفون اواخرها ليُسهِّلُوا النُّطْق بهَا.

قَالَ الْأَصْمَعِي: أَخذ عني الخليلُ معنى التَّرخيم، وَذَلِكَ انه لَقِيَنِي فَقَالَ: مَا تُسمى العربُ السَّهْل من الْكَلَام؟ فقلتُ لَهُ: الْعَرَب تَقول جَارِيَة رخيمة، إِذا كَانَت سهلةَ المَنطق، فعَمِل بابَ التَّرْخِيم على هَذَا.

والرُّخام: حجرٌ ابيض سَهل رِخْو.

والرُّخْمة: بياضٌ فِي رَأس الشَّاة وغُبرة فِي وَجههَا، وسائُرها أَي لون كَانَ، يُقال: شَاة رَخْماء. والرَّخامَي: ضَربٌ من الخِلْفة.

قَالَ أَبُو حنيفَة: هِيَ غبراء الخُضرة لَهَا زَهرة بيضاءُ نَقيّة، وَلها عِرْقُ أَبيض تحفره الحُمُر بحوافرها، والوَحشُ كلّه يَأْكُل ذَلِك العِرْقَ، لحلاَوته وطيبه.

قَالَ: وَقَالَ بعضُ الرُّواة: تَنبت فِي الرَّمل، وَهِي من الجَنْبة، قَالَ عَبيدٌ:

أَو شَبَبٌ يَحْفِر الرُّخامَي تلُفُّه شَمْألٌ هَبوبُ

والرُّخامَي: بَقلة غَبراء تَضرب إِلَى الْبيَاض، وَهِي حلُوْة، لَهَا أصلٌ أَبيض كَأَنَّهُ العُنْقُر، إِذا انتُزع حَلَب لَبَنًا.

والرُّخامة، بِالْهَاءِ: نَبْتٌ، حَكَاهُ أَبُو حنيفَة.

والرَّخَمة: طائرٌ على شَكل النَّسر إِلَّا انه مُبقَّع بسواد وَبَيَاض، وَالْجمع: رَخَمٌ ورُخمٌ، قَالَ الهُذلي:

فلَعْمر جدِّك ذِي العواقب حتّ ى أَنْت عنْد جوالب الرُّخْمِ

ولَعمرُ عَرْفك ذِي الصُّماخ كَمَا عَصَب الشِّفارُ بَغضْبَة اللِّهْمِ

وخَص اللِّحيانيّ بالرّخَم: الْكثير، وَلَا أَدْرِي كَيفَ هَذَا، إِلَّا أَن يَعني الجِنس.

واليَرْخُوم: ذكَر الرَّخم، عَن كُراع.

وَمَا أَدْرِي أَي تُرْخَم هُوَ؟ وَقد تضم الْخَاء مَعَ التَّاء، وَقد تفتح التَّاء وتضم الْخَاء، أَي: أَي النَّاس هُوَ؟ ورَخْمانُ: موضعٌ.
رخَم

(الرَّخْم، مُحَرَّكَة: اللَّبَنُ الغَلِيظُ) ، عَن ابنِ الأعرابيّ.
(و) الرَّخَمُ أَيْضا: (العَطْف. و) أَيْضا: (المَحَبَّة واللّين. يُقَال: أَلْقَى) اللهُ تَعالى (عَلَيْه رَخْمَتَه ورَخَمه) أَي: مَحَبَّتَه ولِينَه، وحَكَى اللِّحيانِيّ: رَخِمَه يَرْخَمُه رَخْمًة، وإنّه لراخِمٌ لَهُ، وألقَتْ عَلَيْهِ رَخَمَها ورَخْمَتَها أَي عَطْفَتَها. وَأَنْشَدَ لأَبِي النَّجْمِ:
(مُدَلَّلٌ يَشْتِمنا ونَرخَمُه ... )

(أطيَبُ شَيْءٍ نَسْمُه ومَلْثَمُه ... )

وَقَالَ ذُو الرُّمَّة:
(كأَنَّها أُمُّ سَاجِي الطَّرْف أَخْدَرَها ... مُسْتَوْدَعٌ خَمَرَ الوَعْساءِ مَرْخُومُ)

قَالَ الأصمَعِيّ: مَرْخُوم: أُلْقِيَت عَلَيْهِ رَخْمَةُ أُمّه أَي: حُبّها لَهُ وأُلْفَتُها إِيَّاه.
وَفِي الأساس: " ألقَى عَلَيْهِ رَخَمته: [إِذا] أشفَق عَلَيْهِ ولَهِج بِهِ؛ لِأَن الرَّخْمَة بهَا نَهَمٌ شَدِيد وتَولُّعٌ بالوُقوع على الجِيَف، فشُّبِّهَت مَحَبَّتُه الوَاقِعة عَلَيْهِ وشَفَقتُه بالرَّخَمَة ".
(و) الرَّخَمُ: (ع) وَقَالَ نَصْر: أَرض (بَيْن الشَّامِ و) بَيْن (نَجْد) ، قَالَ: (و) الرَّخَمُ (شِعْبٌ بِمَكَّة) بَين ثَبِير غيني وَبَين القَرْن المَعْرُوف بالرَّباب، قُلتُ: وَقد جَاءَ لَهُ ذِكْر فِي الحَدِيث.
(و) الرَّخَم: (طَائِر، م) مَعْرُوف، (الواحِدةُ بهاء) . وَهُوَ طائِر أبقَعُ على شَكْل النِّسر خِلْقَة إِلاَّ أَنه مُبَقَّع بِسَوادٍ وبَياضٍ يُقَال لَهُ: الأنًوقُ، وخَصَّ اللِّحْياني بالرَّخَم الكَثِير. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلَا أدرِي كَيْفَ هَذَا إِلاَّ أَن يَعْنِي الجِنْس، قَالَ الأَعْشَى:
(يَا رَخَمًا قاظَ على مَطْلُوبِ ... يُعجلُ كَفَّ الخارِئِ المُطِيبِ)

وَفِي حَدِيث الشّعبيّ، وذَكّر الرَّافِضَة فَقَالَ: " لَو كَانُوا من الطَّير لكانوا رَخَمًا "، وَهُوَ مَوْصُوف بالغَدْر والمُوقِ، وَقيل: بالقذر، وَمن الخَواصّ أَنَّه (يُطْلَى بمَرَارته لسَمّ الحَيَّة وغَيرِها، و) أَن (التَّبْخِير بجَفِيف لَحْمِه مَخْلُوطًا بخَرْدَل سَبْعَ مَرّات يَحُلُّ المَعْقُود عَن النّساء، وَوَضْع رِشَة من أَيْمَنِها بَين رِجْلَي المَرْأة) الَّتِي أخَذَها الطّلق (يُسَهِّل وِلادَها، ويُبَخَّر بِزِبْلِه لطَرِدِ الهَوامّ، ويُدافُ بَخلّ خَمْر، ويُطْلَى بِهِ البَرَصُ فيَغَيِّره، وكَبِدُه تُشْوَى وتُسْحَق وتُدافُ بخَمْر، وتُسْقَى المَجْنُونَ ثَلَاثَة أيَّام كُلَّ يَوْم ثَلَاث مَرَّات فتُبْرِئه) .
(والرُّخُمُ، بِضَمَّتَيْن: كُتَلُ اللِّبَأ) ، عَن ابنِ الأَعرابيّ.
(وأَرْخَمَت) النَّعامةُ (والدَّجَاجَة على بَيْضِها، ورَخَمَتْه) من حَدِّ نَصَر، (و) رَخَمت (عَلَيْهِ) تَرخُمه (رَخْمًا) بالفَتْح (ورَخَمًا ورَخَمَةً، مُحَرَّكَتين، وَهِي مُرخِمٌ وراخِمٌ) ومرخمة: (حَضَنَتْها) ، هَكَذَا فِي سَائِر النُّسخ، والصَّواب حَضَنْته؛ لِأَن الضّميرَ عائدٌ إِلَى البِيض، (ورَخَّمَها أَهلُها تَرْخِيمًا: أَلزَمُوها إِيَّاها) ، هَكَذَا وجد أَيْضا فِي نُسَخ المُحْكم، وَالْأولَى: إِيّاه، نبّه عَلَيْهِ شَيخُنا رَحِمه الله تَعالى.
(ورَخَمَت المَرْأَةُ ولدَها، كَنَصَر، ومَنَعَ) تَرْخُمه وتَرخَمه: (لاعَبَتْه) . وَفِي نوادِر الْأَعْرَاب: امْرَأَة تَرَخُّمُ صَبيَّها، وتَرَخَّمُ عَلَيْهِ وتَربَّخُهُ وتَربَّخُ عَليه: إِذا رَحِمَتْه.
(و) رَخَمْتُ (الشيءَ) رَخْمةً مثل (رَحِمْتُه) رَحْمَةً. قَالَ أَبُو زيد: وهما سَواء، نَقله الجَوْهَرِيُّ، وَهِي لُغَة لبَعْضِ أهل اليَمَن كَمَا زَعَمَه أَبُو زَيْد رَحمَه الله تَعالى، وَهُوَ مجَاز.
(و) من المَجازِ: (رَخُم الكَلامُ، كَكَرُم) ، وَكَذَلِكَ الصَّوت رَخَامةً، (فَهُوَ رَخِيم: لأنَ وسَهُل) ورَقَّ. وَمِنْه حَدِيثُ مالكِ بنِ دِينار: " بَلَغَنا أنَّ اللهَ تَبارَكَ وتَعَالَى يَقُول لداودَ عَلَيْهِ السّلام يَوْم القيامةِ: " يَا داودُ، مَجِّدْني بِذلِك الصّوتِ الحَسنِ الرَّخِيم "، هُوَ الرَّقِيق الشجِيّ الطيِّب النّغمة.
والرَّخَامةُ: [لِينٌ] فِي المَنْطِق حَسَنٌ فِي النِّسَاء (كَرَخَم كَنَصَر. و) رَخُمَت (الجَارِيَة) رَخامَةً: (صَارَت سَهْلَة المَنْطِق فَهِيَ رَخِيمَة ورَخِيم) ، وَكَذَلِكَ الخِشْف، قَالَ قَيسُ بنُ ذَرِيح:
(رَبْعا لواضِحةِ الجَبِين غَرِيرةٍ ... كالشَّمس إِذْ طلعت رَخِيم المَنْطِقِ)

(و) التَّرْخِيمُ: التَلْيِين. و (مِنْهُ التَّرْخِيم فِي الأَسْماء؛ لأنَّه تَسْهِيل للنُّطْق بهَا) أَي: لأنّهم إِنَّمَا يحذفون أواخرها ليسهِّلوا النُّطْق بهَا، وَهُوَ أَن يحذف من آخِره حَرف أَو أَكْثر كَقولك إِذا نادَيت حارِثًا: يَا حارِ، ومالكًا يَا مالِ، سُمِّي تَرْخِيمًا لِتَلْيِين المُنادِي صوْتَه بَحَذْف الحَرْف. قَالَ الأصمعيّ: " أخذَ عَنّي الخَلِيلُ مَعْنَى التَّرخِيم؛ وَذَلِكَ أنّه لَقِيني فَقَالَ لي: مَا تُسَمِّي العربُ السهلَ من الْكَلَام؟ ، فَقلت لَهُ: الْعَرَب تَقول: جاريةٌ رَخِيمَة إِذا كَانَت سَهلةَ المَنْطِق، فعَمِل بَاب التّرخيم على هَذَا ". وَالَّذِي نَقله الزمخشريُّ فِي الأَساس أَنَّ ترخيمَ الْأَسْمَاء مَأْخُوذ من تَرخِيم الدّجاجة، لأنّها لَا تُرَخِّمُ إِلا عِنْد قطع الْبيض.
(والرُّخَامَى، والرُّخَامة، بِضَمِّهِما: نَبْتَانِ) ، حَكَاهُمَا أَبُو حَنِيفة. قَالَ فِي الرُّخَامى: هِيَ غَبْراء الخُضْرة لَهَا زهرَة بَيْضَاء نَقِيّة، وَلها عِرق أبيضُ تَحْفِره الحُمُر بحوافِرَها والوَحِشُ كلّه تَأْكُله لحَلاوتِه وطِيبَتَه، ومَنابِتُها الرَّمل. وَقيل: هُوَ شَجَر مثل الضّال. وَقَالَ مُضرِّس:
(أُصولُ الرُّخامى لَا يُفَزَّع طائِرهُ ... )

(و) الرُّخَام (كَغُراب: حَجَر أبيضُ رِخْوٌ) سَهْل، (مَا كَانَ مِنْهُ خَمْرِيًّا أَو أَصْفَر أَو زُرْزُورِيًّا، فَمن أَصْناف الحِجارة) ، أَي: وَلَيْس من الرُّخام. (وذَرُّ سَحِيقِ مَحْرُوقِهِ على الجِرَاحة يَقْطَعَ دَمَها وَحِيًّا) أَي: سَرِيعاً. (وشَرْبُ مِثْقالٍ من سَحِيقه بَعَسَلٍ ثلاثَةَ أيّام يُبْرِئُ من الدَّمامِيل. (وَمَا كَانَ مِنْهُ لَوْحاً على قَبْر فشُرْبُ سَحِيقه على اسْم المَعْشُوقِ يُسَلِّي العاشِقَ) ، مُجرَّب.
(ورَخْمان: ع قُتِل فِيهِ تَأبَّطَ شَرًّا) ، وَهُوَ غارٌ بِبِلاد هُذَيل رُمِي فِيهِ تَأبَّط شَرًّا بعد قَتلَه، قَالَت أُختُه تَرْثِيه:
(نِعْمَ الفَتى غادرتُمُ بِرَخْمان ... )

(بثابِتِ بنِ جابرِ بنِ سُفيانْ ... )

(مَنْ يَقتُل القِرْن وَيَروي النَّدْمانْ ... )

(وأَرخُمان، بِضَمّ الخَاءِ) مَعَ فَتْح الأول: (د، بِفَارِس) من كُورَة اصْطَخْر.
(و) رَخِيمٌ (كَأَمِيرٍ: وادٍ) .
(و) رُخَيْمٌ (كَزُبَيْرٍ: اسْم) رَجُل.
(و) رُخَيْمَةُ (كَجُهَيْنَة: مَاء) .
(و) رَخِيمَة (كَسَفِينة: ماءٌ باليَمامة لبَنِي وَعْلَةَ) .
(و) رَخْمَة (كَحَمْزَة: ع بِبِلاد هُذَيْل) ، وَضَبطه نَصْر بالضَّمَ، وَقَالَ: ويُمْكِن أَن يُرادَ بِهِ رُخْمان، وَهُوَ الْموضع الَّذِي قُتِل فِيهِ تأبَّط شَرًّا، فغُيِّر للشِّعر.
(واليَرْخُمُ) بِضَمّ الْخَاء، (واليَرْخُومُ والتَّرخُوم بالمُثَنَّاة من فَوْق وَمن تَحْت) ، الأَخِيرة عَن كُراع: (الذَّكَرُ من الرَّخَمِ) .
(و) يُقَال: (مَا أَدْرِي أَيُّ تُرْخُم هُوَ) بِضَمِّ التَّاء والخَاءِ مَصْرُوفاً، (وتُرْخُمُ) مَمْنُوعًا و (تُرْخَم) بِفَتْح الخَاءِ مَصْرُوفاً ومَمْنُوعاً، (وتُرْخُمَة) بضَمِّ الخَاءِ (وتُرْخَمَة) بِفَتْح الخَاءِ، هَكَذَا هُوَ مَضْبُوط فِي سَائِر النُّسَخ، ودلّ على ذَلِك سِياقُه، وَالَّذِي فِي المُحْكَم وغَيْره: وَمَا أَدْرِي أيّ تُرْخَمٍ هُوَ، وَقد تُضَمّ الخَاءُ مَعَ التَّاءِ، وَقد تُفْتَح التَّاء وتُضَمُّ الخَاءُ (أَيْ: أَيّ النَّاس هُوَ) ، وَمثل جُنْدَب وجُنْدُب وطُحْلَب وطُحْلُب وعُنْصَر وَعُنْصُر. وَفِي الصّحّاح مثل ذَلِك. قَالَ ابنُ بَرِّيّ: تُرخُم تُفْعُل مثل تُرتُب، وتُرخَم مثل تُرتَبِ.
(والرُّخَامَى، بالضَّمّ: الرِّيحُ اللَّيِّنَة) ، وَهِي الرُّخاء أَيْضا.
(وكَأَمِير، أَو زُبَيْر: خَالِدُ بنُ رَخَيْم البَصْرِي) ، شَيْخ للتّبوذكي رُوِي بالوَجْهَين. (و) كَذَا أَبُو عَلِيّ (الحَسَن بنُ رُخَيْم) ، رَوى عَن هَارُون بن أبي الهَيْذام، سَمِع مِنْهُ عبدُ الْكَرِيم بنُ أحمدَ بنِ أبي خَرَّاز المِصْريّ (مُحْدِّثان) .
(وشاةٌ رَخْماءُ) : إِذا (ابيضَّ رَأْسُها واسوَدَّ سَائِرُها) ، وَفِي بَعْضِ نُسَخ الصّحاح: سائِرُ جَسَدِها، وَكَذَلِكَ المُخَمَّرة، وَلَا تقل مُرخَّمَة.
(وفَرسٌ أَرْخَمُ) ، كَذَا فِي الصّحَاح. وَقيل: الرُّخْمة بالضَّمّ: بَيَاض فِي رأسِ الشّاة وغُبرَةٌ فِي وَجْهِها، وسائرُها أيّ لَوْن كَانَ.
(وتُرْخُم بالضَّمّ: حَيٌّ) من حِمْيَر. وَقَالَ الحافِظُ: بَطْنُ من يَحْصُب، وضَبَطه ابنُ السَّمْعانِيّ بفَتْح التّاء وضَمّ الخاءِ قَالَ الأَعْشى:
(عَجِبْتُ لآلِ الحُرقَتَيْن كَأَنَّما ... رَأَوْنِي نَفِيًّا من إِيّادٍ وتُرخُمِ)

(وَذُو تُرخُم بنُ وائِل بنِ الغَوْثِ) ابنِ قَطَن بن عَرِيب بن زَهَيْر بن أَيْمَن بنِ الهَمَيْسع. قَالَ ابْن الكَلْبِيُّ: هم أَشرافُ اليَمَن.
(ومُحَمّدُ بنُ سَعِيد) بنِ مُحمّدٍ الحِمْصِيّ، عَن محمدِ بنِ عَمرِو بنِ يُونُسَ السوسيّ، وَعنهُ أحمدُ بن محمدِ بنِ عمرِ الفَرضِيّ. (وعَمْرُو ابنُ أزْهر) ، وَفِي نُسْخَة: أَبْهَر بن مُحَمَّد وَهُوَ الصَّحيح، شَهِد فَتْحَ مِصْر، ذَكَره ابْن يُونُسَ، وَله أخٌ يُقَال لَهُ: عُمَير، حَدَّث أَيْضا. (التُّرْخُمِيَّان: مُحَدِّثانِ) .
[] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
شَاة وَرْهاءُ الرّخَم، مُحرَّكةً أَي: رخْوة كَأَنَّهَا مَجْنُونَة، قَالَ عَمرُو ذُو الكَلْب:
(فامتاس مِنْهَا لَجْبةً ذاتَ هَزَمْ ... حاشِكَةَ الدِّرَّة وَرْهاءَ الرَّخَم)

وَيُقَال: رَخْمان ورَحْمان بِمَعْنى وَاحِد، وَبِه رُوِي قَولُ جَرِير:
(ومَسْحَكم صُلْبَهُم رَخْمَانَ قُرْبَانَا ... وارتَخَمت النّاقةُ فَصِيلَها إِذا رَئِمَتْه)

ورَخَمت الغَزالةُ: صاحَتْ.
ورَخِم السّقاءُ: كفَرِح: إِذا أَنْتَن.
وَهُوَ رَخِيمُ الحَواشِي أَي: رَقِقُها.
وفرسٌ ناتِئُ الرّخمة، وَهِي كالرَّبلة من الْإِنْسَان.
ورخمة أَيْضا: اسْم رجل عَلِق الحجرَ الْأسود حِين جَاءَ بِهِ القَرامِطَةُ من الكُوفَة، ذَكَره الأَمِير.
ويَقُولُ أهلُ اليَمَن: أَنْت تَترخَّم علينا أَي: تتعَظَّم، كأنّهم يعنون أَي: تتشَبَّه بِذِي تُرْخُم.
ورُخَام، كَغُراب: بَلدٌ فِي دِيار طَيِّئ. وَقيل: بإِقْبال الحِجاز أَي: الأَماكِن الَّتِي تَلِي مُطْلَع الشَّمْس. قَالَ لَبِيد:
(بِمَشَارِقِ الجَبَلَيْن أَو بمُحَجِّرٍ ... فتَضّمَّنَتْها فَردةٌ فرُخَامُها)

ورَخَمَة، محركة،: هَضْبة أُراها بالحِجاز، قَالَه نَصْر. وكَأَمِير، أَبُو رَخِيم مُوسَى بنُ الْحسن، روى عَن الحَسَن بنِ رِشيق، وسَمَّاه الخطيبُ تَبَعًا للطَّحَّان مُحَمَّدًا.
وعُمرُ بنُ محمدِ بنِ رَخِيم إمامُ جَامع تِنِّيس، نَقله الْحَافِظ؟ .
وتُجمَع الرَّخَمَة للطَّائر على الرُّخْم بالضّم، وَقد جَاءَ هَكَذَا فِي قولِ الهُذَلِيّ:
(عِنْدَ جَوالِبِ الرُّخْمِ ... )

رخَص

(ر خَ ص)

رَخُص رَخاصة ورُخُوصة، فَهُوَ رَخْص ورخيص: تنعّم، وَالْأُنْثَى: رَخْصة ورَخِيصة.

وثوب رخْص ورخيص، كَذَلِك.

والرُّخْص: ضد الغلاء.

رخُص رُخصا، فَهُوَ رخيص.

وأرخصه: جعله رخيصا.

وارتخصه: اشْتَرَاهُ رخيصا.

واسترخصه: رَآهُ رخيصا. ورَخّص لَهُ فِي الْأَمر: أذن لَهُ بعد النَّهْي عَنهُ.

وَالِاسْم: الرُّخْصة والرُّخُصة.

وَمَوْت رخيص: ذريع.

ورُخاص: اسْم امْرَأَة.
رخَص
الرُّخْصُ، بالضّمِّ: ضِدُّ الغَلاَءِ، وَقد رَخُصَ السِّعْرُ، ككَرُمَ، رُخْصاً: انْحَطَّ، قَالَ شَيْخُنَا: وحَكَى بَعْضٌ فِيهِ الفَتْحَ، ولَمْ يَثْبُتْ، ثُمَّ قِيل: الأَوْلَى تَنْظِيرُه بقَرُبَ حَتّى يَدُلَّ عَلَى الفِعْلِ ومَصْدَرِه الَّذِي هُوَ القُرْبُ، كالرُّخْصِ، بالضَّمِّ، ورَخُصَ. والرَّخْصُ، بالفَتْحِ: الشَّيْءُ النّاعِمُ اللَّيِّنُ، وقَدْ رَخُصَ، ككَرُمَ، رَخَاصَةً، ورُخُوصَةً، بالضَّمِّ عَن أَبِي عُبَيْدٍ: نَعُمَ ولاَنَ. وقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: امْرَأَةٌ رَخْصَةُ البَدَنِ، إِذا كانَتْ نَاعِمَةَ الجِسْمِ. وأَصابِعُ رَخْصَةٌ: غَيْرُ كَزَّةٍ، وقالَ اللَّيْثُ: إِنْ وَصَفْتَ بِهَا المَرْأَةَ فرُخْصَانُهَا نَعْمَةُ بَشَرَتِهَا ورِقَّتُهَا، وكذلِكَ رَخَاصَةُ أَنامِلِهَا: لِينُهَا، وإِنْ وَصَفْتَ بِهَا النَّبَاتَ فرَخاصَتُه: هَشَاشَتُه. قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: ج رَخْصَةٍ رَخَائِصُ، فِي الشِّعْرِ، وَهُوَ شَاذٌّ، وَفِي المُحْكَمِ: رَخْصٌ رَخَاصَةً ورُخُوصَةً فَهُوَ رَخْصٌ ورَخِيصٌ: نَعُمَ والأُنْثَى رَخْصَةٌ ورَخِيصَةٌ. والرُّخْصَةُ، بضَمَّةٍ، واقْتَصَر عَلَيْهِ الجَوْهَرِيُّ، وبضَمَّتَيْنِ، لُغَةٌ فِي الأُولَى، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ تَرْخِيصُ اللهِ العَبْدَ وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ: للعَبْدِ، فيمَا يُخَفِّفُه عَلَيْه، وهُوَ التَّسْهِيلُ، وهُوَ مَجَازٌ، ومنْهُ الحَدِيثُ أَنَّ اللهَ تَعَالَى يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخْصَتُه، كَمَا يُحِبُّ أَنْ تُتْرَــكَ مَعْصِيَتُه. والجَمْعُ رُخْصٌ، قالَ حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ، رَضِيَ الله تَعَالَى عَنهُ، يَصِفُ أَتانا:
(وقَدْ أَسَرَّتْ لَقَاحاً وهْيَ تَمْنَحُه ... منَ الدَّوَابِرِ لَا يُولِينَهُ رُخَصَاً)
وَمن المَجَازِ: الرُّخْصَةُ: النَّوْبَةُ فِي الشُّرِْب، وَهِي الخُرْصَةُ أَيْضاً، كالرُّفْصَةِ والفُرْصَةِ، يُقَال: هَذِه رُخْصَتِي من الماءِ وخُرْصَتِي، وفُرْصَتِي، أَيْ نَوْبَتِي وشِرْبِي.
وثَوْبٌ رَخْصٌ ورَخِيصٌ: ناعمٌ، وَقَالَ أَبُو عَمْروٍ: الرَّخِيصُ: النّاعِمُ من الثِّيَابِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: المَوْتُ الرَّخِيصُ: هُوَ المَوْتُ الذَّرِيعُ، وَهُوَ مَجَازٌ. وأَرْخَصَهُ اللهُ، فَهُوَ رَخِيصٌ جَعَلَه رَخِيصاً، قالَ الشّاعِرُ:
(نُغَالِي اللَّحْمَ لِلأَضْيَافِ نِيئاً ... ونُرْخِصُهُ إِذَا نَضِجَ القُدُورُ)
وأَرْخَصَ الشَّيْءَ: وَجَدَه رَخِيصاً. وأَرْخَصَه: اشْتَرَاهُ كَذلِكَ أَيْ رَخِيصاً، كمَا فِي العُبَابِ.
واسْتَرْخَصَهُ: رَآهُ كَذلِكَ، أَي رَخِيصاً، عَن اللَّيْثِ. وارْتَخَصَه: عَدَّهُ كَذلِكَ، أَي رَخِيصاً، وزادَ الزَّمَخْشَرِيُّ: واشْتَرَاهُ رَخِيصاً، وعَلَيْه اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ، كَمَا أَنَّ عَلَى الأُولَى اقْتَصَرَ الصّاغَانِيُّ فِي العُبَابِ، وإِيّاه تَبِعَ المُصَنّفُ.وَرَخَّصَ لَهُ فِي كَذَا تَرْخِيصاً فتَرَخَّصَ هُوَ فِيه، أَيْ أَخَذَ كُلَّ مَا طَفَّ لَهُ، ولَمْ يَسْتَقْصِ. وتَقُول: رَخَّصْتُ فُلاناً فِي كَذَا وكَذا، أَيْ أَذِنْتُ لَهُ بَعْدَ نَهْيِي إِيّاهُ عَنْه.)
ورُخَاصُ، بالضَّمِّ: مِن أَسْمَائِهِنَّ، قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: مَأْخُوذٌ مِنْ قَوْلِهِم: امْرَأَةٌ رَخْصَةُ البَدَنِ، إِذَا كَانَتْ نَاعِمَةَ الجِسْمِ. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه: الرُّخْصَانُ، كعُثْمَانَ: اللَّينُ والنُّعُومَةُ. وتَرَخَّصَ فِي الأُمُورِ: أَخَذَ فِيهَا بالرُّخْصَةِ. والرَّخِيصُ: البَلِيدُ، وَهُوَ مَجَازٌ.

زهو

(ز هـ و)

الزَّهْوُ: الْكبر والتيه وَالْفَخْر، وَقد زُهِىَ على لفظ مَا لم يسم فَاعله، جزم بِهِ أَبُو زيد وَاحْمَدْ بن يحيى، وَحكى ابْن السِّكيِّت: زُهِيتُ وزَهَوتُ. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: زَهاهُ الْكبر، وَلَا يُقَال: زَها الرجل، وَلَا أزهَيتُه، وَلَكِن زَهَوتُه فَأَما مَا أنْشدهُ هُوَ من قَول الشَّاعِر:

جَزَى الله البَرَاقِعَ مِن ثِيابٍ ... عَنِ الفِتْيانِ شَرًّا مَا بَقِينَا

يُوَارِينَ الحِسانَ فَلا نَرَاهُمْ ... ويَزهَيْنَ القِباحَ فَيَزْدَهِينَا

فَإِنَّمَا حكمه ويَزْهُونَ القباح، لِأَنَّهُ قد حكى زَهَوْتُه، فَلَا معنى لِيِزهَيْنَ، لِأَنَّهُ لم يَجِيء زَهَيْتُه، وَهَكَذَا أنْشدهُ ثَعْلَب ويَزهَوْنَ، وَقد وهم ابْن الْأَعرَابِي فِي الرِّوَايَة، اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يكون زَهَيْتُه لُغَة فِي زَهَوْتُه، وَلم ترو لنا عَن أحد، وَمن كَلَامهم: " هُوَ أزهَى من غراب ". وَفِي الْمثل الْمَعْرُوف: " زَهوَ الْغُرَاب " بِالنّصب، أَي زُهِيتَ زَهْوَ الْغُرَاب، وَقَالَ ثَعْلَب فِي النَّوَادِر: زُهِىَ الرجل، وَمَا أزهاهُ، فوضعوا التَّعَجُّب على صِيغَة الْمَفْعُول، وَهَذَا شَاذ، إِنَّمَا يَقع التَّعَجُّب من صِيغَة فعل الْفَاعِل، وَلها نَظَائِر قد حَكَاهَا سِيبَوَيْهٍ.

وَقَالَ: رجل إنزَهْوٌ وَامْرَأَة إنزَهوة، وَقوم إِنزَهْوُنَ: ذَوُو زَهوٍ، ذَهَبُوا إِلَى أَن الْألف وَالنُّون زائدتان، كزيادتهما فِي إنقحل.

والزَّهْوُ: الْكَذِب، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والزَّهْوُ: الاستخفاف.

وزَها فلَانا كلامك زَهْوًا، وازْدَهاهُ فازدهى: استخفه فخف.

وأزدَهاهُ الطَّرب والوعيد: استخفه.

وَرجل مُزْدَهىً: أَخَذته خفَّة من الزَّهوِ أَو غَيره.

وازدَهاهُ: تهاون بِهِ.

وازدَهاهُ على الْأَمر: أجْبرهُ.

وزَها السراب الشَّيْء، يَزهاهُ: رَفعه، وزَهَتِ الأمواج السَّفِينَة كَذَلِك.

وزَهَتِ الرّيح النَّبَات: هَزَّته غب الندى.

والزَّهْوُ: النَّبَات النَّاظر، والمنظر الْحسن.

والزَّهْوُ: نور النبت وزهره وإشراقه. يكون للعرض والجوهر. وزَها النَّبت يَزْهَى زَهْواً وزُهُواًّ وزَهاءً: حسن.

والزَّهْوُ والزُّهْوُ: الْبُسْر إِذا ظَهرت فِيهِ الْحمرَة، وَقيل: إِذا لوَّن، واحدته زَهْوَة، وَقَالَ أَبُو حنيفَة: زُهْوٌ جمع زَهْوٍ، كَقَوْلِك: فرس وَرْدٌ وأفراس وُرْدٌ، فأُجري الِاسْم فِي التكسير مجْرى الصّفة.

وأزْهَى النّخل، وزَها زُهُواًّ: تلون بحمرة وصفرة.

وزَها بِالسَّيْفِ: لمع بِهِ.

وزَها السراج: أضاءه، وزَها هُوَ نَفسه.

وزُهاءُ الشَّيْء وزِهاؤُه: قدره، يُقَال: هم زُهاءُ مائَة، وزِهاؤُها.

والزُّهاءُ: الشَّخْص، واحده كجمعه، وَمِنْه قَول بعض الرواد: مداحي سيل، وزُهاءُ ليل. يصف نباتا، أَي شخصه كشخص اللَّيْل فِي سوَاده وكثرته، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

دُهْماً كأنَّ اللَّيْلَ فِي زُهائِها

زُهاؤُها: شخوصها، يصف نخلا، يَعْنِي أَن اجتماعها يرى شخوصها سُودًا كالليل.

وزَهَت الْإِبِل تَزْهُو زَهْواً: سَارَتْ بعد الوِردِ لَيْلَة أَو أَكثر، وزَهَوْتُها أَنا زَهْواً، وزَهَتْ زَهْواً: مرت فِي طلب المرعى بعد أَن شربت وَلم ترع حول المَاء، قَالَ الشَّاعِر:

وأنتِ اسْتَعَرْتِ الظَّبْيَ جِيداً ومُقْلَةًمِنَ المُؤْلِفاتِ الزَّهْوَ غَيرِ الأوارِكِ

والزّاهِيةَ من الْإِبِل: الَّتِي لَا ترعى الحمض.

وزَهت الشَّاء تَزْهُو زُهاءً: أضرعت.

وأزْهَى النّخل وزَها: طالَ.

وزَها النَّبت: غَلا وعَلا.

وزَها الْغُلَام: شب. هَذِه الثَّلَاث عَن ابْن الْأَعرَابِي.

زهو

1 زَهَا, said of seed-produce, It increased, or augmented; received increase and blessing from God; or throve by the blessing of God: (JK, TA:) [or,] said of herbage, aor. ـْ inf. n. زَهْوٌ, it attained its full growth: (Msb:) or it put forth its fruit: or it became tall: (TA:) and, said of palm-trees, (نَخْلٌ, S, Msb, K, TA,) and likewise of plants, (TA,) aor. as above, (Msb, TA,) and so the inf. n., (S, Msb, TA,) they became tall; (K, TA;) became tall and fullgrown; or became of their full height, and blossomed; (TA;) and ↓ ازهى signifies the same: (K:) or both signify they (i. e. palm-trees) showed redness, and yellowness, in their fruit; (S, Msb;) the latter verb mentioned by Az, but [it is said that] As did not know it: (S: [see, however, what follows:]) or, as some say, the former signifies they put forth their fruit; and ↓ the latter, as expl. next before: (Msb:) accord. to Abu-lKhattáb and Lth, one says of palm-trees (نَخْل) only يُزْهِى; not يَزْهُو: and As [is related to have] said, [contr. to what has been asserted of him above,] that when redness appears in [the fruit of] palm-trees, one says ازهى. (TA.) And زَهَا التَّمْرُ, (JK,) or البُسْرُ; and ↓ ازهى; (Mgh, K;) and ↓ زهّى, (K,) inf. n. تَزْهِيَةٌ; (TA;) [The dates, or dates beginning to ripen,] showed their goodness by redness, and yellowness: (JK:) became red, and yellow: (Mgh:) became coloured. (K.) Hence the trad., نَهَى عَنْ بَيْعِ ثَمَرِ النَّخْلِ حَتَّى يَزْهُوَ, or ↓ يُزْهِىَ, [He forbade the selling of the fruit of the palm-trees until its becoming red or yellow], thus differently related. (Mgh.) b2: You say also, زَهَا الغُلَامُ, (K,) aor. and inf. n. as above, (TA,) The boy grew up; or attained to youthful vigour, or the prime of manhood. (K.) b3: And زَهَتِ الشَّاةُ, (JK, S, K,) aor. as above, (S,) and so the inf. n., (JK, S,) The ewe, or she-goat, became large in her udder: (JK:) or secreted milk in her udder, and was near to bringing forth. (Az, S, K. *) b4: And زَهَتِ الرِّيحُ The wind rose, blew, or became in a state of commotion. (S.) b5: and زَهَتِ الإِبِلُ, (JK, S, M, K,) aor. as above, (JK, M,) and so the inf. n., (S, M,) The camels journeyed, after coming to water, (JK, S, M, K,) a night or more, (JK, S, M,) so says A'Obeyd, (S,) or a night or two nights. (K.) And The camels passed along, (مَرَّت,) so in the copies of the K, but correctly مَدَّت [i. e. made much advance in journeying], as in the M, (TA,) in search of pasturage, after they had drunk, (K, TA,) not pasturing around the water. (TA.) The verb used in relation to camels is also trans., as will be shown below. (S, &c.) A2: زَهْوٌ [as inf. n. of the trans. v. زَهَا, aor. ـْ primarily signifies The act of raising, or elevating: and the act of shaking; or putting in motion, or into a state of commotion: whence زَهَاهُ السَّرَابُ and زَهَتِ الرِّيحُ النَّبَاتَ [both expl. in what follows]. (Har p. 171.) You say, زَهَتِ الأَمْوَاجُ السَّفِينَةَ The waves raised the ship. (TA.) And زَهَا السَّرَابُ الشَّىْءَ, aor. ـْ The mirage raised, or elevated, [to the eye,] the thing [seen in it or beyond it; or rather, made it to appear tall, and as though quivering, vibrating, or playing up and down; as is perhaps meant to be indicated by the citation above from Har]; syn. رَفَعَهُ; written only [thus] with ا [in the pret. and in the aor. ]: (S:) and السَّرَابُ يَزْهَى القُبُورَ وَالحُمُولَ The mirage is as though it raised the tombs and the women's camel-vehicles; or elevated them; expl. by the words كَأَنَّهُ يَرْفَعُهَا. (TA.) b2: And زَهَا المِرْوَحَةَ, said of a person fanning, He put in motion the fan; or put it into a state of commotion; as also ↓ زَهَّاهَا. (TA.) And زَهَتِ الرِيحُ الشَّجَرَ, (S,) or النَّبَاتَ, (K, * TA,) aor. ـْ (S, TA,) inf. n. زَهْوٌ, (K, TA,) The wind shook, or put in motion or into a state of commotion, (S, K, * TA,) the trees, (S,) or the plants, or herbage, after the dew or rain (غِبَّ النَّدَى). (K, TA.) b3: And زَهَاهُ, (S, TA,) inf. n. زَهْوٌ; (K, TA;) and ↓ ازدهاهُ, (S, TA,) inf. n. اِزْدِهَآءٌ; (K, TA;) [not ازهاهُ, as in the TK, followed by Freytag;] i. q. اِسْتَخَفَّهُ: (S, K, * TA:) and تَهَاوَنَ بِهِ: (S:) [the former of these two explanations as meaning He, or it, incited him, or excited him, to briskness, liveliness, or sprightliness; or to lightness, levity, or unsteadiness: and the latter of them, or both of them, for the former is often syn. with the latter, as meaning he held him, or it, in little, or light, estimation or account, or in contempt; he contemned, or despised, him, or it: but of this latter meaning I do not remember to have met with any ex.:] and بِهِ ↓ ازدهى signifies the same as ازدهاه (TA) meaning تَهَاوَنَ بِهِ. (JK.) Yousay, زَهَاهُ الشَّىْءُ and ↓ ازدهاهُ, meaning [agreeably with the former of the two explanations in the sentence immediately preceding] اِسْتَخَفَّهُ طَرَبًا: (Har p. 359:) and ↓ يَزْدَهِينِى as meaning [agreeably with the same explanation] يَسْتَفِزُّنِى and يَسْتَخِفُّنِى: (Id. p. 131:) and القَوْمَ ↓ ازدهى as meaning [in like manner] اِسْتَخَفَّهُمْ مِنَ الطَّرَبِ; and also as meaning He pleased the people, or party: (Id. p. 427:) and ↓ اِزْدَهَاهُ also as meaning حَمَلَهُ عَلَى الزَّهْوِ [He incited him, or excited him, to pride, or conceit, or the like]: (Id. p. 131:) and زَهَاهُ الكِبْرُ (K) Pride rendered him self-conceited. (TK.) 'Omar Ibn-'Abee-Rabeea says, وَلَمَّا تَقَاوَضْنَا الحَدِيثَ وَأَسْفَرَتْ وُجُوهٌ زَهَاهَا الحُسْنُ أَنْ تَتَقَنَّعَا meaning And when we discoursed together, and faces shone, beauty excited the possessors of them to levity (اِسْتَخَفَّ أَرْبَابَهَا) and prevented their veiling them with the قِنَاع [or head-covering], by reason of self-admiration: or, as some say, the ها in زهاها refers to a woman mentioned before, not to وجوه; and the meaning is, beauty excited her &c.: and thus the women of the Arabs used to do when they were beautiful: or you may consider the complement of لَمَّا as suppressed; as though he said, when we did all that, we behaved with mutual familiarity, or the like; for the complements of لَوْ and لَمَّا and حِينَ may be suppressed, and their vagueness by reason of their suppression is more forcible in respect of the meaning: أَنْ تَتَقَنَّعَا means مِنْ أَنْ تَتَقَنَّعَا; for they often suppress the preposition with أَنْ: (Ham pp. 552-3:) [J gives two readings of this verse, accord to one of my copies of the S: one is with تَنَازَعَا in the place of تَقَاوَضْنَا, and أَشْرَقَتْ in the place of أَسْفَرَتْ; which make no difference in the meaning: but this is omitted in my other copy: the other is as follows:] فَلَمَّا تَوَافَقْنَا سَلَّمْتُ أَقْبَلَتْ وُجُوهٌ زَهَاهَا الحُسْنُ أَنْ تَتَقَنَّعَا [And when we agreed together, and I saluted, faces advanced, which beauty excited &c, or the possessors of which beauty excited &c.]. (S.) And hence their saying, بِخَدِيعَةٍ ↓ فُلَانٌ لَا يُزْدَهَى

[Such a one will not be incited, or excited, to briskness, &c., by means of deceit, or guile]. (S.) And الفَرَحُ ↓ ازدهاهُ, meaning اِسْتَخَفَّهُ [Joy incited him, &c.]. (MA.) [And hence, perhaps, may be derived most of the following significations.]

b4: زَهَا الطَّلُّ النَوْرَ The طلّ [or fine drizzling rain] made the flowers, or blossoms, to increase in beauty of aspect. (TA.) b5: زَهَا السِّرَاجَ, (K,) aor. ـو [perhaps a mistranscription for يَزْهَاهُ], inf. n. زَهْوٌ, (TA,) He made the سراج [or lamp, or lighted wick,] to give a bright light. (K.) b6: زَهَوْتُ الإِبِلَ I made the camels to journey, after coming to water, (A 'Obeyd, JK, S, K,) a night or more, (A 'Obeyd, JK, S,) or a night or two nights. (K.) Thus the verb in relation to camels is trans. as well as intrans. (S.) b7: زَهَا بِالسَّيْفُ He made a sign with the sword by waving it, or brandishing it. (K, TA.) b8: زَهَا بِالعَصَا He struck with the staff, or stick. (K.) b9: زَهَا بِمِائَةِ رِطْلٍ He computed, or computed by conjecture, [to be of the weight of] a hundred pounds. (K.) You say, زَهَاهُ بِمِائَةِ رِطْلٍ meaning خرزه [a mistake for حَزَرَهُ i. e. He computed it, &c., to be of the weight of a hundred pounds]. (TK. In the TA, زها فلان بمائة رطل, [الشَّىْءَ or the like being omitted by an oversight,] aor. ـْ [which indicates an omission after فلان].) And زَهَوْتُ القَوْمَ I computed, or computed by conjecture, the number of the people, or party. (JK.) A3: زُهِىَ, (JK, S, K,) like عُنِىَ; (S, K;) and زَهَا, (IDrd, S, K,) like دَعَا, but this is rare, (K,) and was dissallowed by As in the sense of زُهِىَ, (TA in art. نخو,) aor. ـْ inf. n. زَهْوٌ; (IDrd, S;) and ↓ أَزْهَى; (K;) said of a man, (JK, S,) He behaved proudly, haughtily, or insolently; (S, K, * TA;) he was proud, vain, and boastful; (K;) or was pleased with himself, or self-conceited: (JK:) ازدهى [i. e. ↓ اُزْدُهِىَ], in like manner, means تَكَبَّرَ: (Har p. 264: [but this more properly signifies, as shown above by an explanation of اِزْدَهَاهُ, he was incited, or excited, to lightness, levity, or unsteadiness:]) the first of these verbs [may be originally pass. of زَهَا in the phrase زَهَاهُ الكِبْرُ, mentioned before, but, as J says,] is one of a class of verbs used in the pass. form though having the sense of the act. form: in using it imperatively, you say, لِتُزْهَ يَا رَجُلُ [Behave thou proudly, &c., O man; see art. ت]; and like this is the aor. [used as an imperative] of every verb of which the agent is not named; for when it is reduced to its essential import, you thereby command something, other than the person whom you address, to affect, or befall, that person; and the third person of the [aor. used as an] imperative is never without ل, as when you say, لِيَقُمْ زَيْدٌ: (S, TA:) J also says, (TA,) I said to an Arab of the desert, of [the tribe of] Benoo-Suleym, What is the meaning of زُهِىَ الرَّجُلُ? and he answered, The man was pleased with himself, or self-conceited: I said, Dost thou say, زَهَا as meaning اِفْتَخَرَ [He gloried, or boasted, &c.]? and he answered, As for us, we do not say it. (S, TA.) One says also, زُهِىَ فُلَانٌ بِكَذَا i. e. نُخِىَ [Such a one gloried, or boasted, and magnified himself, or behaved proudly, by reason of such a thing]; as though meaning زَهَاهُ الإِعْجَابُ بِنَفْسِهِ [i. e. self-conceit elevated him by reason of such a thing]. (Har p. 171.) b2: and one says, زُهِىَ الشَّىْءُ بِعَيْنَيْكَ or لِعَيْنَيْكَ The thing was beautiful in aspect in, or to, thine eyes. (S, accord. to different copies. [The meaning is there shown by what immediately precedes. In three copies of the S, I find the verb in this phrase thus written, زُهِىَ; and only in the PS, زها, for زَهَا, which is the form given by Golius: Freytag writes the phrase زَهَى الشى بعينك.]) 2 زَهَّوَ see 1, in two places, in the former half of the paragraph.4 أَزْهَوَ see 1, in four places, in the first three sentences: b2: and again, in one place, in the last quarter of the same paragraph.

A2: مَا أَزْهَاهُ [meaning How proud, vain, boastful, or selfconceited, is he!] is from زَهَا as syn. with زُهِىَ; not from the latter of these two verbs, because the verb of wonder is not formed from a verb of which the agent is not named. (S.) 8 اِزْدَهَى [originally اِزْتَهَى]: see 1, as a trans. verb, in eight places. And اُزْدُهِىَ: see 1, in the last quarter of the paragraph.

زَهْوٌ [is the inf. n. of زَهَا (q. v.): and also has the significations here following. b2: ] Pride [as implying self-elevation]: (JK, S, K:) vanity, or vain behaviour: (K:) boasting, or glorying: (S, K:) and wrongdoing, injustice, injuriousness, or tyranny. (TA.) b3: A false, or vain, saying; syn. بَاطِلٌ; (S, K, and Ham p. 24;) a lie, or falsehood; (JK, S, K, and Ham * ubi suprà;) or an exaggeration in speech. (Ham ubi suprà.) You say, قَالَ زَهْوًا [He said a false, or vain, saying, &c.]. (Ham ubi suprà.) b4: A beautiful aspect. (S, K.) b5: The blossoms, or flowers, of a plant. (Lth, K.) b6: The brightness of a plant (K, TA) by its becoming red or yellow; (TA;) as also ↓ زُهُوٌّ, (K, TA,) like عُلُوٌّ, (TA,) [in the CK كالزَّهْوِ is here put in the place of كَالزُّهُوِّ,] and ↓ زَهَآءٌ, (K, TA,) like سَحَابٌ, as the unrestricted mention of it requires, but in some of the copies of the K with damm [i. e. زُهَآءٌ]. (TA.) b7: Also, [or نَبَاتٌ زَهْوٌ, as in the TK,] A plant beautiful and bright, (K,) or fresh. (TA.) b8: And Dates beginning to ripen (بُسْرٌ) that are becoming coloured (مُلَوِّنٌ), (so in some copies of the S and K, and in the Mgh, or مُتَلَوِّنٌ [which signifies the same], Har p. 416), or that have become coloured (مُلَوَّنٌ); (so in other copies of the S and K;) as also ↓ زُهُوٌّ, (K, TA,) like عُلُوٌّ, thus in the handwriting of Az in the T: (TA:) [here, again, in the CK we find كالزَّهْوِ put in the place of كَالزُّهُوِّ: or perhaps it should be ↓ كَالزُّهْوِ; as appears from what follows in the next sentence:] in this sense, زَهْوٌ is an inf. n. used as a subst. (Mgh.) One says, when redness and yellowness appear in palm-trees, قَدْ ظَهَرَ فِيهِ الزَّهْوُ [Dates becoming, or become, red, or yellow, have appeared in them; i. e. فِى النَّخْلِ]: and the people of El-Hijáz say, ↓ الزُّهْوُ, with damm: (S:) [Fei says,] the subst. from زَهَا النَّخْلُ meaning “ the palm-trees showed redness and yellowness in their fruit ” is الزهو [i. e. ↓ الزُّهْوُ], with damm; and AHát says that this term is used only when the colour of the date has become free from admixture in redness or yellowness. (Msb.) b9: Yousay also ثَوْبٌ زَهْوٌ A red and beautiful garment or piece of cloth: and ثِيَابٌ زَهْوَةٌ and ↓ زَاهِيَةٌ [red and beautiful garments &c.]. (JK.) زُهْوٌ: see the next preceding paragraph, latter half, in three places.

زُهَا الدُّنْيَا The ornature, finery, show, pomp, or gaiety, of the present life or world. (K, TA.) The former noun [when indeterminate] is [with tenween, زُهًا,] like هُدًى. (K.) زَهْوَةٌ A shining, glistening, or brilliancy; whatever be the colour. (TA.) زَهَآءٌ: see زَهْوٌ, in the former half of the paragraph.

زُهَآءٌ Number, or amount. (JK, Msb.) Yousay, كَمْ زُهَاؤُهُمْ How many is their number? or how much is their amount? (Msb, TA:) or, the computation of them? (TA.) And هُمْ زُهَآءُ مِائَةٍ

[They are as many as a hundred;] they are the number, or amount, of a hundred; (El-Fárábee, S, Mgh, Msb, K; *) or their number, or amount, is a hundred: (Mgh:) and مِائَةٍ ↓ زِهَآءُ, also, with kesr: (El-Fárábee, Msb:) but the saying of the [common] people هُمْ زُهَآء عَلَى مِائَة is not [correct] Arabic. (Msb.) b2: Also A large number: whence in a trad. respecting the time of the resurrection, إِذَا سَمِعْتُمْ بِنَاسٍ مِنْ قِبَلِ المَشْرِقِ

أُولِى زُهَآءٍ i. e. [When ye hear of men coming from the direction of the east,] having a large number. (TA.) b3: And زُهَآءُ الشَّىْءِ signifies The شَخْص [i. e. corporeal form or figure or substance, which one sees from a distance,] of the thing. (TA.) زِهَآءُ مِائَةٍ: see the next preceding paragraph.

زُهُوٌّ: see زَهْوٌ, in two places. b2: Also The redness of colour, and beauty, of garments or cloths. (JK.) زَاهٍ [act. part. n. of زَهَا]. b2: إِبِلٌ زَاهِيَةٌ Camels that will not pasture upon the [plants, or trees, termed] حَمْضِ: (ISk, S:) pl. زَوَاهٍ. (TA.) b3: زَاهِى اللَّوْن Bright in respect of colour. (TA.) ثِيَابٌ زَاهِيَةٌ: see زَهْوٌ, last sentence.

أَزْهَى [meaning More, and most, proud, vain, boastful, or self-conceited, is, like مَا أَزْهَاهُ (q. v.), from زَهَا as syn. with زُهِىَ; not from the latter of these two verbs]. You say أَزْهَى مِنْ غُرَابٍ [More proud, &c., than a crow]; (S, Meyd;) because the crow, in walking, ceases not to go with a proud, or self-conceited, gait, and to look at itself: and مِنْ وَعِلٍ [than a mountain-goat]: and من طَاؤُوسٍ [than a peacock]: and دِيكٍ and ذُبَابٍ and ثَوْرٍ and ثَعْلَبٍ [a cock and a fly and a bull and a fox]: all these are provs. (Meyd.) إِنْزَهْوٌ, in which each of the first two letters is augmentative, and which is said to be the only word of its kind except إِنْقَحْلٌ from قَحَلَ, (MF, TA,) applied to a man, Proud, haughty, or insolent; (Lh, K;) as also ↓ مُزْدَهًى [which more properly means incited, or excited, to lightness, levity, or unsteadiness]; (Har p. 264:) pl. of the former إِنْزَهْوُونَ. (Lh, TA.) [See also what next follows.]

مَزْهُوٌّ, from زُهِى, applied to a man, Proud, haughty, or insolent; (S, TA;) [vain, and boast-ful;] pleased with himself, or self-conceited. (TA.) [See also what next precedes.]

مُزْدَهًى: see إِنْزَهْوٌ, above.
(ز هـ و) : (هُمْ زُهَاءُ مِائَةٍ) أَيْ قَدْرُهُمْ وَزَهَا الْبُسْرُ احْمَرَّ وَاصْفَرَّ (وَمِنْهُ) الْحَدِيثُ «نَهَى عَنْ بَيْعِ ثَمَرِ النَّخْلِ حَتَّى يَزْهُوَ» وَيُرْوَى حَتَّى يُزْهِيَ وَالزَّهْوُ الْمُلَوَّنُ مِنْ الْبُسْرِ تَسْمِيَةٌ بِالْمَصْدَرِ.

زهو


زَهَا(n. ac. زَهْو [ ]زُهَآء []
زُهُوّ [] )
a. Throve, flourished; grew; ripened.
b. Shone, gleamed.
c. Slighted, disdained, despised.
d. Rendered vain, conceited, puffed up ( pride).
زَهَّوَa. Reddened, ripened.

أَزْهَوَa. see I (a)b. Became vain, conceited.

إِزْتَهَوَ
(د)
a. see I (c) (d).
زَهْوa. Pride, vanity, conceit.
b. Vanity, vain-glory; pomp.
c. Falsehood, lie; boasting, bragging.

زُهَىa. see 1 (b)
زُهَآء []
a. Quantity; number.
b. Valuation, computation.

زَوّ
a. Pair, couple.

زَوْبَع
a. see under
زَبَعَ

زَوْبَعَة
a. see under
زَبَعَ
زهو
الزهو: من الكبر، ورجل مزهو: معحب بنفسه، وزهي فلان. ويقولون: " أزهى من ذباب؛ وغراب ". والريح تزهى النبات: إذا هزته بعد غب. وزهى الزرع: زكا. والسراب يزهى الرفقة والقارة. والأمواج تزهى السفينة: أي ترفعها. وازدهيت فلاناً: إذا تهاونت به. وزهو النبت: نوره. وزهى التمر: بدا صلاحه حمرة وصفرة. والزه: المنظر الحسن؛ نحو الزهو. وزهت الشاة زهواً: عظم ضرعها. والزهو: حمرة لون الثياب وحسنه، ثوب زهو، وثياب زهوة وزاهية. والزهو: الكذب. والزهاء: القدر في العدد. وزهوت القوم: أي حزرتهم. وزهت الإبل تزهو: إذا سارت بعد الورد ليلة أو أكثر، وقد زهوتها أنا.
ز هـ و

هم زهاء مائة: حزرهم وقدرهم. وزها البسر وأزهى: احمرّ واصفرّ وهو الزهو. وزهت الريح النبات: هزته. والمروحة تزهي الريح. قال مزاحم في وصف ذنب البعير:


كمروحة الداريّ ظل يكرها ... بكف المزهّى سكرة الريح عودها

من سكرت إذا سكنت. وازدهاني كذا: استفزني. وفلان لا يزدهيه الوعيد.

ومن المجاز: زها السراب الإكام والظعن. وزهي فلان بكذا يزهى به ومعناه زهاه الإعجاب بنفسه، وفيه زهو، وهو " أزهى من الغراب ". وقال طفيل:

عقاراً يظل الطير يخطف زهوه ... وعالين أعلافاً على كل مقام
زهو: زها: صفا وأشرق (بوشر).
زها: استعملت بمعنى احتقر، وازدرى واستخف به، ولم يجد لها لين مثالاً بهذا المعنى (البيان 5: 131)، ويقال: زها به ولا يقال زهاه.
زها: داعب، مازح، فاكه، هازل (هلو).
زَهَّى: جعله صافياً مشرقاً (بوشر).
أزهى: أزهاه طولُ نِجاده أي رفعه وأعلاه، انظر الكامل (ص 512).
زَهْو: نضارة الألوان (بوشر).
زَهْو: عظمة (بوشر).
زَهْو: تصنع وتكلف في الإنشاء والأسلوب والكلام والمنطق (بوشر).
زَهِيّ: خصب، يقال بستان زهيّ (أماري ص 16).
زهاوة: إشراق الألوان وصفاؤها، ويقال أيضاً: زهاوة الألوان (بوشر).
زاهٍ: عظيم، فاخر (بوشر).
مَزْهَى: مهب الريح (المقري 1: 436).
زَهْو: نضارة الألوان (بوشر).
زَهْو: عظمة (بوشر).
زَهْو: تصنع وتكلف في الإنشاء والأسلوب والكلام والمنطق (بوشر).
زَهْو: نضارة الألوان (بوشر).
زَهْو: عظمة (بوشر).
زَهْو: تصنع وتكلف في الإنشاء والأسلوب والكلام والمنطق (بوشر).
ز هـ و : زَهَا النَّخْلُ يَزْهُو زَهْوًا وَالِاسْمُ الزُّهُوُّ بِالضَّمِّ ظَهَرَتْ الْحُمْرَةُ وَالصُّفْرَةُ فِي ثَمَرِهِ وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَإِنَّمَا يُسَمَّى زَهْوًا إذَا خَلَصَ لَوْنُ الْبُسْرَةِ فِي الْحُمْرَةِ أَوْ الصُّفْرَةِ وَمِنْهُمْ مِنْ يَقُولُ زَهَا النَّخْلُ إذَا نَبَتَ ثَمَرُهُ وَأَزْهَى إذَا احْمَرَّ أَوْ اصْفَرَّ وَزَهَا النَّبْتُ يَزْهُو زَهْوًا بَلَغَ وَزُهَاءٌ فِي الْعَدَدِ وِزَانُ غُرَابٍ يُقَالُ هُمْ زُهَاءُ أَلْفٍ أَيْ قَدْرُ أَلْفٍ وَزُهَاءُ مِائَةٍ أَيْ قَدْرُهَا قَالَ الشَّاعِرُ
كَأَنَّمَا زُهَاؤُهُمْ لِمَنْ جَهَرَ
وَيُقَالُ كَمْ زُهَاؤُهُمْ أَيْ كَمْ قَدْرُهُمْ قَالَهُ الْأَزْهَرِيُّ وَالْجَوْهَرِيُّ وَابْنُ وَلَّادٍ وَجَمَاعَةٌ وَقَالَ الْفَارَابِيُّ أَيْضًا هُمْ زُهَاءُ مِائَةٍ بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ فَقَوْلُ النَّاسِ هُمْ زُهَاءٌ عَلَى مِائَةٍ لَيْسَ بِعَرَبِيٍّ. 
(زهو)
(هـ) فِيهِ «نَهى عَنْ بَيع الثَّمَرِ حَتَّى يُزْهِيَ» وَفِي رِوَايَةٍ حَتَّى يَزْهُوَ. يُقَال زَهَا النَّخل يَزْهُو إِذَا ظَهَرت ثَمَرته. وأَزْهَى يُزْهِي إِذَا اصْفرَّ واحْمرَّ. وَقِيلَ هُمَا بِمَعْنَى الاحْمِرار والاصْفِرار.
ومنهمُ مَنْ أنكَر يَزْهُو. وَمِنْهُمْ مَنْ أَنْكَرَ يُزْهِي.
وَفِي حَدِيثِ أَنَسٍ «قِيلَ لَهُ: كَم كَانُوا؟ قَالَ: زُهَاء ثَلَاثِمَائَةٍ» أَيْ قَدْرَ ثَلَاثِمَائَةٍ، مِنْ زَهَوْتُ القَوم إِذَا حَزَرْتَهم.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِذَا سَمِعتم بناَسٍ يأتُون مِنْ قِبَل المَشْرق أُولِى زُهَاء يَعجَب الناسُ مِنْ زِيِّهم فَقَدْ أظَلَّت السَّاعَةُ» أَيْ ذَوِى عدَد كَثِيرٍ. وَقَدْ تَكَرَّرَتْ هَذِهِ اللَّفْظَةُ فِي الْحَدِيثِ.
(س) وَفِيهِ «مَنِ اتَّخذ الخَيلَ زُهَاءً ونِواءً عَلَى أهْل الإسْلام فَهِيَ عَلَيْهِ وِزْرٌ» الزُّهَاءُ بِالْمَدِّ، والزَّهْوُ: الكِبْر والفخْر. يُقَالُ زُهِيَ الرَّجل فَهُوَ مَزْهُوٌّ، هَكَذَا يُتكلَّم بِهِ عَلَى سَبيل المَفْعُول، كَمَا يَقُولُونَ عُنىَ بِالْأَمْرِ، ونُتِجت الناقَةُ، وَإِنْ كَانَ بمَعْنى الفاَعِل، وَفِيهِ لُغة أخْرَى قليلةٌ زَهَا يَزْهُو زَهْواً.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنَّ اللَّهَ لَا ينْظُر إِلَى العَائِل الْمَزْهُوِّ» .
(س) وَحَدِيثُ عَائِشَةَ «إِنَّ جَاريتي تُزْهِي أَنْ تَلْبَسَه فِي الْبَيْتِ» أَيْ تتَرفَّع عنْه وَلَا ترْضاه، تَعنى دِرْعا كَانَ لهاَ. 
زهـو
زهَا1 يَزهُو، ازْهُ، زَهْوًا وزُهُوًّا، فهو زاهٍ
• زها الشَّخصُ:
1 - تكبَّر وأُعجب بنفسه وتفاخر "لا تزْهُ ولا تتكبَّرْ" ° أزهى من طاووس [مثل]: يُضرب في المتكبِّر.

2 - شَبّ "زها الغلامُ".
• زها اللَّونُ: صفا وأضاء "زهت أنوارُ المدينة- زها السِّراج".
• زها الزَّرعُ ونحوُه: نما ونضِج وظهرت ثمرتُه "زهت الأزهارُ". 

زهَا2 يَزهُو، ازْهُ، زَهْوًا، فهو زاهٍ، والمفعول مَزهُوّ
• زها الثَّراءُ صاحبَه: حمله على الإعجاب بنفسه.
• زها النَّدى الزَّهْرَ: زاده حُسْنًا في المنظر. 

زُهيَ/ زُهيَ بـ/ زُهيَ على يُزهَى، زَهْوًا، والمفعول مَزهوّ
• زُهِي الشَّيءُ: حسُن منظرُه.
• زُهِي الشَّخصُ بماله: أعجب به "زُهي الشيخُ بحفيده".
• زُهي على النَّاس: تكبَّر عليهم "زُهي على جيرانه- ومشيت مِشْية خاشعٍ متواضع ... لله لا يُزهى ولا يتكبّرُ". 

أزهى يُزهي، أَزْهِ، إزهاءً، فهو مُزْهٍ
• أزهى الشَّخصُ: تاه وتعاظم وتكبَّر.
• أزهى الزَّرعُ: نما وطال. 

ازدهى يزدهي، ازْدَهِ، ازدهاءً، فهو مُزدهٍ، والمفعول مُزدهًى (للمتعدِّي)
• ازدهى الشَّخصُ: أُعجِب بنفسه "ازدَهى الفائزُ".
• ازدهى الشَّخصَ: حمله على العُجْب "ازدهاه مَنصبُه الذي وصل إليه". 

إزهاء [مفرد]: مصدر أزهى. 

ازدهاء [مفرد]: مصدر ازدهى. 

زاهٍ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من زهَا1 وزهَا2.
2 - حسن المنظر "وجوه زاهية". 

زَهاء [مفرد]: تألُّق "زَهاء لونٍ". 

زُهاء [مفرد]
• زُهاء الشَّيءِ:
1 - مقدارُه.
2 - ما يقرُب منه "هم زُهاء ألفٍ". 

زَهْو [مفرد]:
1 - مصدر زهَا1 وزهَا2 وزُهيَ/ زُهيَ بـ/ زُهيَ على.
2 - منظر حسن "للبستان في الرّبيع زَهْو أخّاذ". 

زُهُوّ [مفرد]: مصدر زهَا1. 

زَهِيّ [مفرد]: مُشرِق "ألوان زَهِيَّة". 
زهو
: (و (} الزَّهْوُ: المَنْظَرُ الحَسَنُ) . يقالُ:! زُهِيَ الشيءُ بعَيْنَيْك، كَمَا فِي الصِّحاحِ، وَفِي بعضِ النسخِ لعَيْنَيْك. (و) الزَّهْوُ: (النَّباتُ النَّاضِرُ) ؛ نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه، أَي الطَّرِيُّ.
(و) الزَّهْوُ: (نَوْرُ النَّبْتِ) ؛ عَن الليْثِ.
(وزَهرُه وإشْرَاقُه) بأنْ يَحْمَرَّ أَو يَصْفَرَّ؛ ( {كالزُّهُوِّ) ، كعُلُوَ، (} والزَّهاءِ) ، كسَحابٍ كَمَا يَقْتَضِيه إطْلاقه، ووُجِدَ فِي بعضِ النسخِ بالضمِّ.
(و) {الزَّهْوُ: (الباطِلُ.
(و) أَيْضاً: (الكَذِبُ.
(قَالَ الجوهرِيُّ: حكَاهُ بعضُهم؛ وأَنْشَدَ لابنِ أَحْمر:
(وَلَا تَقُولَنَّ} زَهْواً مَا يُخَبِّرُنالم يَتْرُكِ الشَّيْب لي زَهْواً وَلَا الكِبْرُوفي ديوانِ ابنِ أَحْمر: وَلَا العَوَرُ.
(و) أَيْضاً: (الاسْتِخْفافُ) ، أَي التَّهاوُنُ؛ ( {كالازْدِهاءِ) ؛ وَقد} زَهاهُ {زَهْواً} وازْدَهاهُ: اسْتَخَفَّه وتَهاوَنَ بِهِ؛ وأَنْشَدَ الجوهرِيُّ لعُمَر بنِ أَبي ربيعَةَ:
فلمَّا تَواقَفْنا وسَلَّمْتُ أَقْبَلَتْ
وجُوهٌ {زَهاها الحُسْنُ أَنْ تَتَقَنَّعاومنه قوْلُهم: فلانٌ لَا} يُزْدَهَى بخَدِيعَةٍ.
(هَزَّ الِّريحُ النَّبِتَ غِبَّ النَّدَى.) يُقَال: {زَهَتْ} تَزْهي. وَفِي الصّحاح: ورُبَّما قَالُوا: {زَهَتِ الِّريحُ} تَزْهَي: إِذا هَزَّتْهُ.
(و) {الزّهْوُ: (البُسْرُ المُلَوِّنُ) ، والمُلَوِّن كمُحَدِّثٍ، هَكَذَا هُوَ مَضْبوطٌ فِي النسخِ.
وكانَ فِي الصِّحاحِ كَذلِكَ ثمَّ أُصْلِح بفتْحِ الواوِ، يقالُ: إِذا ظَهَرَتْ الحُمْرة والصُّفْرة فِي النَّخْلِ فقد ظَهَرَ فِيهِ} الزَّهْوُ.
( {كالزُّهُوِّ) ، كعُلُوَ، هَكَذَا وُجِدَ بخطِّ الأَزْهرِيّ فِي التَّهْذِيب.
وَفِي الصِّحاحِ: وأَهْلُ الحِجازِ يقولونَ: ظَهَرَ فِيهِ} الزُّهُوُّ بالضمِّ، وَقد {زَها النَّخْلُ} زهواً؛ وَفِي بعضِ نسخِ الصحاحِ البُسْرُ بَدَلَ النَّخْل.
وَفِي المِصْباح: {زَهَا النَّخلُ} يَزْهُو {زهواً، والاسمُ} الزَّهْوُ، بالضمِّ، ظَهَرَتِ الحُمْرَةُ والصُّفْرَةُ فِي ثَمَرِهِ.
وقالَ أَبو حاتِمٍ: وإنَّما يسمَّى زهواً إِذا خلصَ لَوْنُ البُسْرَةِ فِي الحُمْرَةِ أَو الصُّفْرَةِ.
(و) {الزَّهْوُ: (الكِبْرُ والتِّيهُ) والعَظَمَةُ (والفَخْرُ) والظُّلْمُ؛ وأَنْشَدَ الجوهرِيُّ لأبي المُثَلّم الهُذَليّ:
مَتَى مَا أَشأْ غَيْر زَهْوِ المُلُو
كِ أَجْعَلْكَ رَهْطاً على حُيَّضِ (وَقد} زُهِيَ) الرَّجُلُ، (كعُنِيَ) ، فَهُوَ {مَزْهُوٌّ: أَي تَكَبَّرَ.
قالَ الجوهرِيُّ: وللعَرَبِ أَحْرفٌ لَا يَتَكلَّمُونَ بهَا إلاَّ على سَبِيلِ المَفْعول بِهِ وَإِن كانَ بمعْنَى الفاعِلِ مِثْل قَوْلهم:} زُهِيَ الرَّجُلُ وعُنِيَ بالأمْرِ ونُتِجَتِ الناقَةُ وأَشْباهها، فَإِذا أَمَرْتَ مِنْهُ قُلْتَ: لتُزْهَ يَا رَجُلُ، وكَذلِكَ الأَمْر مِن كلِّ فِعْل لم يُسَمَّ فاعِلُه، لأنَّكَ إِذا أَمَرْتَ مِنْهُ فإنَّما تَأْمُرُ فِي التَّحْصِيل غَيْر الَّذِي تُخاطِبُه أَنْ يُوقِعَ بِهِ، وأَمْرُ الغائِبِ لَا يكونُ إلاَّ باللامِ كقَوْلِكَ ليَقُمْ زَيْد؛
قالَ: (و) فِيهِ لُغَةٌ أُخْرَى حَكَاها ابنُ دُرَيْدٍ: ( {زَها} يَزْهُو {زَهْواً، (كدَعا) ، أَي تَكَبَّرَ، وَهِي (قَلِيلَةٌ) ؛ وَمِنْه قَوْلُهم: مَا} أَزْهاهُ، ولَيسَ هَذَا مِن {زُهِيَ لأنَّ مَا لم يُسَمَّ فاعِلُه لَا يُتَعَجَّبُ مِنْهُ.
قالَ: وقُلْتُ لأعْرابيِّ مِن بَني سُلَيْم مَا مَعْنى} زُهِيَ الرَّجُلُ؟ قالَ: أُعْجِبَ بِهِ، قُلْتُ: أَتَقولُ زَها إِذا افْتَخَرَ؟ قالَ: أَمَّا نحنُ فَلَا نتكلَّمُ بِهِ.
( {وأَزْهَى) : إِذا تَكَبَّرَ.
(} وزَهاهُ الكِبْرُ) : حَمَلَهُ واسْتَخَفَّ بِهِ.
(و) قوْلُهم: (! زُهاءُ مِائةٍ، بالضَّمِّ) : أَي (قَدْرُه وحَزْرُه) ، كَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ قَدْرُها وحَزْرُها، كَمَا هُوَ نَصُّ المُحْكَم.
ويقالُ: كم {زُهاؤُهم، أَي كم حزرُهُم.
وَفِي المِصْباح: أَي كم قَدْرُهم.
وقوْلُ النَّاسِ: هُم} زُهاءٌ على مِائةٍ ليسَ بعَربيَ.
( {وزَها النَّخْلُ) ، وَكَذَا النَّباتُ: (طَالَ) واكْتَهَلَ؛ (} كأزْهَى) ، لُغَةٌ حَكَاها أَبو زيْدٍ وَلم يَعْرِفْها الأَصْمعيّ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَمِنْهُم مَنْ يقولُ: {زَها النَّخْلُ إِذا نَبَتَ ثَمَرُهُ،} وأَزْهَى إِذا احمَرَّ واصْفَرَّ، كَمَا فِي المِصْباحِ.
وَفِي الحدِيثِ: (نَهَى عَن بَيْعِ الثَّمَرِ حَتَّى {يَزْهُو) ، قيلَ لأنَسٍ: مَا} زَهْوُه؟ قالَ: أَن يَحْمَرَّ أَو يَصْفَرَّ. وَفِي رِوايَةِ ابنِ عُمَر: حَتَّى {يُزْهِيَ.
وقالَ أَبو الخطَّاب: لَا يقالُ إلاَّ} يُزْهي للنَّخْلِ، وَلَا يقالُ {يَزْهُو.
وقالَ الأصْمعيُّ: إِذا ظَهَرَتْ فِيهِ الحُمْرَةُ قيلَ} أَزْهَى.
وقالَ الليْثُ: {يَزْهُو فِي النَّخْلِ خَطَأ إنَّما هُوَ} يُزْهِي.
(و) {زَها (البُسْرُ: تَلَوَّنَ،} كازَّهَى {وزَهَّى) } تَزْهِيةً وشَقَّحَ وأَشْقَحَ وشَقَّحَ وأَفْضَحَ لَا غَيْر؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
(و) زَها (الغُلامُ) {يَزْهُو} زَهْواً: (شَبَّ.
(و) قالَ أَبو زيْدٍ: {زَهَتِ (الشَّاةُ) } تَزْهُو {زَهْواً إِذا (أَضْرَعَتْ) ودَنا وِلادُها، نقلَهُ الجوهرِيُّ وابنُ سِيدَه.
(و) زَهَتِ (الإِبِلُ) زَهْواً: (سارَتْ بَعْدَ الوِرْدِ لَيْلَة أَو ليلتينِ) .
وَفِي الصِّحاحِ: لَيْلَة أَو أَكْثَر؛ حَكَاه أَبو عُبيدٍ.
وَفِي المُحْكَم: إِذا وَرَدَتِ الإِبِلُ ثمَّ سارَتْ بَعْد الوِرْدِ لَيْلة أَو أَكْثَر وَلم تَرْعَ حَوْل الماءِ قيلَ زَهَتْ تَزْهُو} زَهْواً.
(! وزَهَوْتُها أَنا) يتعدَّى وَلَا يتعدَّى.
(و) قيلَ: زَهَتِ الإبِلُ (مَرَّتْ) ؛ كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ مَدَّتْ، كَمَا نَصُّ المُحْكَم؛ (فِي طَلَبِ المَرْعى بَعْدَ أَن شَرِبَتْ) وَلَا تَرْعَى حَوْل الماءِ.
(و) زَها (السِّراجَ) {يَزْهُوهُ} زَهْواً: (أَضاءَهُ.
(و) زَها (بالسَّيفِ: لَمَعَ بِهِ) ، أَي أَشارَ.
(و) زَها (بالعَصا: ضَرَبَ) بِهِ.
(و) زَها فلَانا (بمائِةِ رَطْلٍ) مثلا يَزْهاهُ: (حَزَرَهُ) ؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
( {وزُها الُّدنيا، كَهُدًى: زِينَتُها) وزُخْرُفِها (وإِيناقُها.
(ورجُلٌ} إنْزَهْوٌ، كقِنْدَأوٍ) : أَي (مُتَكَبِّرٌ) ؛ ورِجالٌ {إنْزَهْوُونَ: ذَوُو كبرٍ؛ عَن اللّحْيانيّ.
قَالَ شيْخُنا: نونُه زائِدَةٌ كالهَمْزةِ.
قيلَ: وَلَا نَظِيرَ لَهُ إِلَّا انْقَحْل مِن قَحل.
(و) } زُها، (كَهُدًى: ع بالحِجازِ) .
وقالَ نَصْر: بَلَدٌ بالحِجازِ.
( {وزَهْوَةُ: مولاةُ أَحْمدَ بنِ بدرٍ حَدَّثَتْ) عَن أَبي الغنائِمِ النَّرْسِي، نقلَهُ الذهبيُّ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
رجُلٌ} مَزْهُوٌّ: مُعْجَبٌ بنَفْسِه.
والسَّرابُ {يَزْهى القُبُورَ والحُمُولَ: كأَنَّه يَرْفَعُها.
} وزَهَتِ الريحُ: هَبَّتْ؛ قالَ عبيد:
وَلَنِعْم أَيْسارُ الجَزورِ إِذا زَهَتْ
رِيحُ الشِّتاءِ ومَأْلَف الجِيْرانَ {وزَهَتِ الأمْواجُ السَّفَينَةَ: رَفَعَتْها.
} وازْدَهَى بفلانٍ {كازْدَهاهُ.
} وزَها النَّبْتُ: نَبَتتْ ثَمَرَتُه؛ وقيلَ: طَالَ.
{وزَها الطَّلُّ النَّوْرَ: زادَهُ الْحسن فِي المَنْظَرِ.
وإبل} زاهِيَةٌ: إِذا كانتْ لَا تَرْعَى الحَمْضَ؛ حكَاهُ ابنُ السِّكِّيت؛ وَهِي الزَّواهِي.
{وزاهِي اللَّوْن: مُشْرقُه.
} والزَّهْوَةُ: بريقُ أَيِّ لَوْنٍ كانَ.
وهُم! زِهاءُ مِائةٍ، بالكسْرِ، لُغَةٌ فِي الضمِّ، عَن الفارَابِي كَمَا فِي المِصْباحِ.
{وزُهاءُ الشيءِ، كغُرابٍ: شخْصُهُ.
} والزُّهاءُ أَيْضاً: العَدَدُ الكثيرُ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (إِذا سَمِعْتُم بناسٍ يَأْتُون مِن قِبَلِ المَشْرِقِ أُولي {زُهاءٍ يَعْجَبُ الناسُ من زيِّهِمْ فقد أَظَلَّتِ الساعَةُ) ، أَي أُولي عددٍ كثيرٍ؛ وقالَ الشاعِرُ:
تَقَلَّدْتَ إبْريقاً وعَلَّقْتَ جَعْبة
لتُهْلِكَ حَيّاً ذَا زُهاءِ وحَامِلِ} وزَها المُرَوِّحُ المِرْوَحَة {وزَهَّاها: حَرَّكَها.
} وزَها الزَّرْعُ: زَكَا ونَمَا.

هري

هري


هَرَى(n. ac. هَرْي)
a. see هَرَوَ
I.
b. [ coll. ], Wore out; spoilt
injured. —
هَرَّيَa. Dyed yellow.
b. [ coll. ]
see I (b)
أَهْرَيَ
a. [ coll. ].
see I (b)
تَهَرَّيَ
a. [ coll. ], Was worn out.

إِهْتَرَيَ
a. [ coll. ]
see Vb. [ coll. ], Stank.
هُرْي (pl.
أَهْرَآء [] )
a. Granary, store-house; cornmagazine.

هَرْيَان []
a. [ coll. ], Rottenness
putrefaction.
(هـ ر ي) : (ثَوْبٌ هَرَوِيٌّ) بِالتَّحْرِيكِ وَمَرْوِيٌّ بِالسُّكُونِ مَنْسُوبٌ إلَى هَرَاةَ وَمَرْوَ قَرْيَتَانِ مَعْرُوفَتَانِ بِخُرَاسَانَ وَعَنْ خُوَاهَرْ زَادَهْ هُمَا عَلَى شَطِّ الْفُرَاتِ وَلَمْ نَسْمَعْ ذَلِكَ لِغَيْرِهِ وَفِي الْأَشْكَالِ سِوَى هَرَاةَ خُرَاسَانَ هَرَاةُ أُخْرَى بِنَوَاحِي إصْطَخْرَ مِنْ بِلَادِ فَارِسٍ.
هـري
هرَى يهرِي، اهْرِ، هَرْيًا، فهو هارٍ، والمفعول مَهْرِيّ
• هرَى اللِّصَّ: ضربه بعصًا ضخمة "هَرى المدرِّسُ تلميذه الكسول".
• هرَى ثيابَه: أبلاها. 

اهترى يهتري، اهتراءً، فهو مُهْترٍ
• اهترى الشَّيءُ: بلِي وتلِف. 

اهتراء [مفرد]: مصدر اهترى. 

هَرْي [مفرد]: مصدر هرَى. 
الْهَاء وَالرَّاء وَالْيَاء

هَرَى اللَّحْم هَرْياً: أنضجه.

وهَرَيْتُه بالعصا: لُغَة فِي هَرَوْتُه، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والهُرْيُ: بَيت كَبِير يجمع فِيهِ طَعَام السُّلْطَان، وَالْجمع أهْراءٌ. وهَراةُ: مَوضِع، النّسَب إِلَيْهِ هَرَوِيٌّ، قلبت الْيَاء واوا كَرَاهِيَة توالي الياءات.

وَإِنَّمَا قضينا على أَن لَام هَراةَ يَاء لما قدمنَا من أَن للام يَاء أَكثر مِنْهَا واوا.

وَقَوله أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:

رَأيْتُكَ هَرِّيْتَ العِمامَةَ بَعدمَا ... أراكَ زَماناً فاصِعا لَا تَعَصَّبُ

مَعْنَاهُ: جَعلتهَا هَرَوِيَّةً، وَقيل: صبغتها، وَلم يسمع بذلك إِلَّا فِي هَذَا الشّعْر.
هري
: (ي (} كهَراهُ) {يَهْرِيه (} هَرْياً) : إِذا ضَرَبَهُ بالهِراوَةِ؛ عَن ابنِ الأعْرابي وأَنْشدَ:
وإنْ {تَهَرَّاهُ بهَا العَبْدُ الهارِي (} والهُرِيُّ، بِالضَّمِّ) وكسْرالراءِ وتَشْديدِ الياءِ: (بَيْتٌ كبيرٌ يُجْمَعُ فِيهِ طَعامُ السُّلطانِ، ج {أَهْرَاءٌ) .
قالَ الأزْهري: ذَكَرَه اللّيْثُ، لَا أَدْرِي أعَرَبيٌّ هُوَ أَمْ دَخِيلٌ.
قُلْتُ: والعامَّةُ تَكْسرُ الهاءَ والراءَ، وَمِنْهَا} الإِهْراءُ الَّتِي بمِصْر فِي بنمسويه مِن الصَّعِيدِ الأدْنَى تُجْمَعُ فِيهَا الحُبُوبُ مِيرَة الحَرَمَيْن الشَّرِيفَيْن فِي زَمانِنِا. ( {وهَراةُ) ؛ بِالْفَتْح، والعامَّةُ تَكْسرُ الهاءَ: (د بخُراسانَ) مِن أُمَّهاتِ مُدُنِها.
قَالَ ياقوتُ: لم أَرَ بخُراسانَ حينَ كَوْني بهَا فِي سَنَة 614 مَدينَةً أَجَلَّ وَلَا أَعْظَم وَلَا أَعْمَر وَلَا أَفْخَم وَلَا أَحْصَن وَلَا أَكْثَر أَهْلاً مِنْهَا، فِيهَا بَساتِينٌ كثيرَةٌ، ومِياهٌ غَزيرَةٌ، وخيراتٌ واسِعَةٌ مَحْشوَّةٌ بالعُلَماء، مَمْلوءَةٌ بأهْلِ الفَضْلِ والثَّراءِ، أَصابَها عينُ الزَّمان، ونَكَبَتْها طَوارقُ الحدثانِ، وجاءَ الكُفَّار مِن الــتَّتَر فخربوها حَتَّى أَدْخَلوها فِي خَبَرِ كانَ، فإنَّا للهِ وإنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون، وذلكَ فِي سَنَة 618، انتَهَى.
وَقَالَ ابنُ الجواليقي:} هَراةُ اسْمُ كُورَةٍ مِن كُوَرِ العَجَم: وَقد تَكَّلمَتْ بهَا العَرَب، وأَنْشَدَ:
عاوِدْ هَراةَ وإنْ مَعْمُورُها خَرِبا قُلْت: وَهَكَذَا أَنْشَدَه الجَوْهرِي أيْضاً، والمِصْراعُ مِن أَبْيات الكِتابِ، قالَهُ رجُلٌ مِن ربيعَةَ يَرْثي امْرأَتَه وعَجْزه:
وأسْعِدِ اليومَ مَشْغُوفاً إِذا طَرِبا قالَهُ حينَ افْتَتَحها عبدُ اللهاِ بنُ خازِمٍ سَنة سِتّ وسِتّين وبعْدَه:
وارْجِعْ بطَرْفِكَ نَحْو الخَنْدَقَيْنِ تَرَى
رُزْأً جَليلاً وأمْراً مُفْظِعاً عَجَباهاماً تَرَقَّى وأَوْصالاً مُفَرَّقَةً
ومَنْزِلاً مُقْفِراً مِنْ أَهْلِه خَرباقالَ ياقوتُ: وَفِي هَراةَ يقولُ أَبو أَحمدَ السَّامي الهَرَويُّ: هَراة أرضٌ خصبها واسعٌ
ونبتها التفاح والنرجسُما أحدٌ مِنْهَا إِلَى غَيرهَا
يخرج إلاّ بعد مَا يُفلسُوفيها يقولُ الأديبُ البارِعُ الزوزني:
هراة أردْت مقَامي بهَا
لشتّى فضائلها الوافرة نسيم الشمَال وأعنابها
وأعين غزلانها الساحرة (و) هَراةُ أَيْضاً: (ة بفارِسَ) قُرْبَ اصْطَخْرٍ كثيرَةُ البَساتِين والخَيْراتِ، ويقالُ: إنَّ نِساءَهم يَغْتَلِمْن إِذا أَزْهَرَتِ الغبيراءُ كَمَا تَغْتَلِم القطاط، قالَهُ.
(والنِّسْبَةُ) إِلَيْهِمَا: ( {هَرَوِيٌّ، محرَّكةً) ، قُلِبَتِ الياءُ واوًا كَراهِيَة تَوالِي الياآت.
قَالَ ابنُ سِيدَه: وإنَّما قَضَيْنا على أنَّ لامَ هَراةَ ياءٌ لأنَّ اللامَ يَاء أَكْثَر مِنْهَا واواً، وَإِذا وَقَفْتَ عَلَيْهَا وَقَفْتَ بالهاءِ.
(} وهَرَّى ثَوْبَه {تَهْرِيَةً: اتَّخَذَه} هَرَوِيًّا، أَو) صَبَغَهُ و (صَفَّرَهُ) ؛ وبكلَ مِنْهُمَا فُسِّر قولُ الشاعرِ أَنْشَدَه ابنُ الأعْرابي:
رأَيْتُكَ {هَرَّيْتَ العَمامَةَ بَعْدَما
أَراكَ زَماناً حاسِراً لَا تَعَصَّبُولم يُسْمَع بذلكَ إلاَّ فِي هَذَا الشِّعْر؛ واقتَصَرَ الجَوْهرِي على المَعْنى الأخيرِ، وكانتْ سادَةُ العَرَبِ تَلْبَسُ العَمائِمَ الصُّفْر، وكانتْ تُحْمَل مِن} هَرَاةَ مَصْبوغَةً، فقيلَ لمَنْ لَبِسَ لَهُ عِمامَةً صَفْراءَ قد! هَرَّى عِمامَتَه؛ وَمِنْه قولُ الشاعرِ: يحجون سبّ الزبْرِقَان المزعفرا وَقَالَ ابنُ الأعْرابي: ثَوْبٌ {مَهَرًّى إِذا صُبِغَ بالصَّبِيب، وَهُوَ ماءُ وَرَقِ السّمْسم.
(و) إِنَّمَا قيلَ (مُعاذٌ} الهَرَّاءُ لبَيْعِه الثِّيابَ {الهَرَوِيَّةَ) ؛ كَذَا فِي الصِّحاح.
وَقد يقالُ أَيْضاً للَّذي يَبيعُ تلكَ الثيابِ فلانٌ} الهَرَوِيُّ؛ وَمن ذلكَ أَبُو زَيْدٍ سعيدُ بنُ الرّبيعِ الحرشيّ العامِرِيُّ البَصْريُّ، فإنَّه قيلَ لَهُ الهَرَوِيُّ لكوْنهِ يَبِيعُ تلْكَ الثَيِّابَ، صَرَّحَ بِهِ الذهبيُّ فِي الكاشِفِ.
ومِن سَجَعاتِ الأساس: سَمِعْتُ مِن رِوايَةِ {الهَرَّاء عَن الفَرَّاءِ كَذَا.
وَقَالَ ابنُ الأعْرابي: (} هَاراهُ) إِذا (طانَزَهُ) ، ورَاهاهُ إِذا حامَقَهُ.
(و) {الهِراءُ، (ككِساءٍ: الفَسِيلُ) من النَّخْل؛ عَن أَبي حنيفَةَ عَن الأصْمعي.
يقالُ فِي صِغارِ النَّخْلِ أوَّل مَا يقلعُ شيءٌ مِنْهَا الجثيثُ وَهُوَ الوَدِيُّ} والهِراءُ والفَسِيلُ، وَقد تقدَّمَ لَهُ فِي الهَمْزِ ذلكَ وذَكَرْنا شاهِدَه.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{الهِرَاءُ، ككِساءٍ: السَّمْحُ الجَوادُ.
وأَيْضاً: الهَذَيانُ.
وأَيْضاً شَيْطانٌ وُكِّل بالنُّفُوسِ.

حذب

الْحَاء والذال وَالْبَاء

الذبْحُ: قطع الْحُلْقُوم من بَاطِن. ذبحَه يذَبحُه ذبحا فَهُوَ مَذْبُوح وذَبيحٌ، من قوم ذَبحَى وذَباحَي. وَكَذَلِكَ التيس والكبش من كباش ذَبحَى وذَباحَي. وشَاة ذبيحةٌ وذَبيحٌ، من نعاج ذَبحَى وذبائحَ، وَكَذَلِكَ النَّاقة. وذبَّحَه كذَبَحَه، وَقيل: إِنَّمَا ذَلِك للدلالة على الْكَثْرَة، وَفِي التَّنْزِيل: (يُذَبِّحونَ أبْناءَكم) وَقد قريء: (يَذْبحُونَ أبناءكم) . قَالَ أَبُو إِسْحَاق: الْقِرَاءَة الْمُجْتَمع عَلَيْهَا بِالتَّشْدِيدِ، وَالتَّخْفِيف شَاذ. وَالْقِرَاءَة الْمُجْتَمع عَلَيْهَا بِالتَّشْدِيدِ أبلغ، لِأَن يُذَبِّحونَ للتكثير، ويَذْبحون يصلح أَن يكون للقليل وَالْكثير، وَمعنى التكثير أبلغ.

والذِّبْحُ: اسْم مَا ذُبِحَ. وَفِي التَّنْزِيل: (وَفَدَيْناهُ بذِبْحٍ عَظِيمٍ) يَعْنِي كَبْش إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام.

وأذَّبَحَ الْقَوْم، اتَّخذُوا ذَبيحَةً.

والمِذبَحُ: السكين.

والمَذْبَحُ: مَوضِع الذَّبحِ من الْحُلْقُوم.

وذبائحُ الْجِنّ: أَن يَشْتَرِي الدَّار ويستخرج مَاء الْعين وَمَا أشبه فيُذْبَحَ لَهَا ذَبيحَةٌ للطيرة. وَفِي الحَدِيث: نهى عَن ذَبَائِح الْجِنّ.

والذابحُ: شعر ينْبت بَين النصيل والمذبَحِ.

والذُبَاحُ والذِّبَحَةُ والذُّبَحةُ والذُّبْحةُ: دم يخنق الْإِنْسَان فيقتله. وَقيل: الذُّبَحَةُ وجع الْحلق كَأَنَّهُ يُذْبَحُ.

والذُبَاحُ: الْقَتْل أيا كَانَ. والذِّبْحُ: الْقَتِيل.

والذَّبْحُ: الشق، قَالَ:

كأنَّ بينَ فَكِّها والفَكِّ

فارَةَ مِسْكٍ ذُبِحَتْ بِسُكِّ

وَأما قَول أبي ذُؤَيْب فِي صفة خمر: إِذا فُضَّتْ خواتِمُها وبُجَّتْ ... يُقالُ لهَا دَمُ الوَدَجِ الذَّبيحِ

فَإِنَّهُ أَرَادَ المذبوحَ عَنهُ، أَي المشقوق من أَجله، هَذَا قَول الْفَارِسِي. وَقَول أبي ذُؤَيْب أَيْضا.

وسِرْبٍ تَطَلَّى بالعَبيرِ كأنَّه ... دِماءُ ظِباءٍ بالنُّحُورِ ذَبيحُ

ذبيحٌ، وصف للدماء. وَفِيه شَيْئَانِ: أَحدهمَا وَصفه الدَّم بِأَنَّهُ ذبيحٌ، وَإِنَّمَا الذَّبيحُ صَاحب الدَّم لَا الدَّم، وَالْآخر انه وصف الْجَمَاعَة بِالْوَاحِدِ. فَأَما وَصفه الدَّم بالذبيح فَإِنَّهُ على حذف الْمُضَاف، أَي كَأَنَّهُ دِمَاء ظباء بالنحور ذَبيحٌ ظباؤه، ثمَّ حذف الْمُضَاف وَهُوَ الظباء فارتفع الضَّمِير الَّذِي كَانَ مجرورا لوُقُوعه موقع الْمَرْفُوع الْمَحْذُوف لما اســتتر فِي ذبيحٍ. وَأما وَصفه الدِّمَاء وَهِي جمَاعَة بِالْوَاحِدِ، فَلِأَن فعيلا يُوصف بِهِ الْمُذكر والمؤنث، وَالْوَاحد وَمَا فَوْقه على صُورَة وَاحِدَة، قَالَ رؤبة:

دَعْها فَمَا النَّحوِىُّ من صَدِيقِها

وَقَالَ عز وَجل: (إنَّ رحمَةَ اللهِ قريبٌ من المحسِنينَ) .

والذَّبائحُ: شقوق فِي أَصَابِع الرجل مِمَّا يَلِي الصَّدْر، وَاسم ذَلِك الدَّاء الذُبَاحُ.

والذُبَاحُ: تحزز وتشقق بَين أَصَابِع الصّبيان من التُّرَاب.

والمَذْبَحُ: ضرب من الْأَنْهَار كَأَنَّهُ شقّ أَو انْشَقَّ.

والمَذْبَحُ: الْمِحْرَاب والمقصورة وَنَحْوهمَا، وَمِنْه حَدِيث مَرْوَان انه أَتَى بِرَجُل ارْتَدَّ عَن الْإِسْلَام وَكَعب شَاهد، فَقَالَ كَعْب: أدخلوه المَذْبَح وضعُوا التَّوْرَاة وحلفوه بِاللَّه، حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

والمَذْبَحُ: مَا بَين أصل الفوق وَبَين الريش.

والذُّبَحُ: نَبَات لَهُ أصل يقشر عَنهُ قشر أسود فَيخرج أَبيض كَأَنَّهُ جزرة بَيْضَاء، طيب يُؤْكَل. واحدته ذُبَحَةٌ وذِبَحَةٌ، حَكَاهُ أَبُو حنيفَة عَن الْفراء وَقَالَ أَبُو حنيفَة أَيْضا: قَالَ أَبُو عَمْرو: الذُّبَحَةُ شَجَرَة تنْبت على سَاق نبتا كالكراث، ثمَّ يكون لَهَا زهرَة صفراء، وَأَصلهَا مثل الجزرة، وَهِي حلوة ولونها أَحْمَر، قَالَ الْأَعْشَى فِي صفة خمر: وشَمُولٍ تَحسبُ العَينُ إِذا ... صُفِّقَتْ حُمْرَتها نَوْرَ الذُّبَحْ

والذُّبَحُ والذُبَاحُ: نَبَات من السم، قَالَ رؤبة:

يَسْقيهمُ منْ خَلَلِ الصِّفاح

كأسا من الذّيفانِ والذُّبَاحِ

وَقَالَ آخر:

إِنَّمَا قَوْلك سم وذُبَحْ

والذُّبَحُ أَيْضا: نور أَحْمَر.

وَحيا الله هَذِه الذُّبَحَةَ: أَي الطلعة.

وَسعد الذَّابحِ: منزلَة من منَازِل الْقَمَر.

عري

(عري) فلَان أَصَابَهُ برد الْحمى أول مَسهَا وهواه إِلَى كَذَا حن إِلَيْهِ يُقَال عري إِلَى الشَّيْء استوحش إِلَيْهِ بعد أَن بَاعه
(عري)
من ثِيَابه عريا وعرية تجرد مِنْهَا فَهُوَ عَار وعريان وَيُقَال عري من الْعَيْب سلم وعري بدنه من اللَّحْم وَالْفرس لم يكن عَلَيْهِ سرج

عري


عَرِيَ(n. ac. عُرْي
عُرْيَة)
a. Was naked, nude, bare, stripped.
b. [Min], Was free, exempt from; was devoid of, bare of.

عَرَّيَ
a. [acc.
or
Min], Stripped, divested, denuded of.
b. Freed, delivered from.

عَاْرَيَa. Rode a horse bare-backed.

أَعْرَيَa. see II (a)b. Travelled, encamped in a desert.
c. Was exposed to the wind.
d. Abandoned, forsook.

تَعَرَّيَ
a. [Min], Stripped, divested himself of; was stripped of.
b. Stripped himself; was stripped, naked.

عُرْيa. Nakedness, nudity; bareness.
b. Bare-backed (horse).
عُرْيَة []
a. see 3 (a)
عَرًىa. Region, tract; plain.

عَرَاة []
a. Place; region.
b. Intense cold.

مَعْرًى []
مَعْرَاة [] ( pl.

مَعَارٍ [] )
a. Any uncovered part of the body.

عَارٍ (pl.
عُرَاة [] )
a. see 35b. Free, exempt from; void, devoid of.

عَارِيَة [] ( pl.
reg. &
عَوَارٍ [] )
a. Fem. of
عَاْرِي
عَرَآء [] (pl.
أَعْرَآء [] )
a. Desert plain.

عَرِيّa. Cold wind.

عَرِيَّة [] (pl.
عَرَايَا)
a. see 25b. Palm-tree stripped of its fruit.

عُرْيَان []
a. Naked, nude; bare.

المَعَارِي []
a. The hands, feet & face.

إِعْرَوْرَى
a. Rode a bare-backed animal.
b. Journeyed alone.
عري
عرِيَ يَعرَى، اعْرَ، عُرْيًا، فهو عارٍ وعُرْيانُ/ عُرْيانٌ
• عَرِي الشَّخصُ: تجرّد من ثيابَه، خلَع ثيابه "طفلٌ عُرْيان- {إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيهَا وَلاَ تَعْرَى} ".
• عَرِي الشَّيءُ: تجرّد مِمَّا يُغطّيه أو يكسوه "عَرِيت الأشجارُ من أوراقها- عَرِيت الأرضُ من الحَشيش". 

تعرَّى/ تعرَّى عن/ تعرَّى من يتعرَّى، تَعَرَّ، تَعرّيًا، فهو مُتعرٍّ، والمفعول مُتعرًّى عنه
• تعرَّى الشَّيءُ: مُطاوع عرَّى: سقط عنه ما يكسوه أو يغطِّيه "تَعرّتِ الشَّجرةُ من أوراقها".
• تعرَّى الشَّخصُ/ تعرَّى الشَّخصُ عن ثيابه/ تعرَّى الشَّخصُ من ثيابه: نزع ثيابَه كُلَّها، خلَع ما عليه من
 غطاءٍ أو سُتْرة، تجرَّد من ثيابه "تَعرَّى عند الاستحمام".
• تعرَّى من المشكلة: تخلَّص منها "تعرّى من ديونه". 

عرَّى يعرِّي، عَرِّ، تَعْرِيَةً، فهو مُعَرٍّ، والمفعول مُعرًّى
• عرَّى الشَّخصَ: نزع عنه ثيابَه وما يستُره "عرَّى الطَّبيبُ المريضَ- عَرَّاه من المال: سَلَبَه كُلَّ مالِه، جرَّده منه" ° عرَّاه أمام النَّاس: فضحه وكشف أسرارَه.
• عرَّى الإناءَ: نزعَ عنه ما يُغطِّيه، جعله مكشوفًا "عرَّت الرِّيحُ الشَّجرةَ من ورقها"? عرَّى فلانًا: أهمله وخلاّه.
• عرَّاه من العيوب: جرّده منها وخلَّصه. 

تَعْرية [مفرد]: مصدر عرَّى.
• عوامل التَّعرية: (جو) تأثير العوامل الطبيعيَّة كالماء والنَّار والهواء في صخور القشرة الأرضيَّة "اندثرت الآثارُ القديمةُ بفعل عوامل التعرية". 

عارٍ [مفرد]: ج عارون وعُرَاة، مؤ عارية، ج مؤ عاريات وعُرَاة: اسم فاعل من عرِيَ: "عارٍ عن/ من الصِّحَّة: غير صحيح- عارٍ من كلِّ عيب: خالٍ من العيب، سليم- عاري القَدَمَيْن: حافيهما- عاري الرَّأس: أصلع من الشَّعر". 

عَرَاء [مفرد]: فضاء، مكان خالٍ مكشوف لا يُسْــتَتَرُ فيه بشيء "جلس في العَراء- مسرحٌ في العَراء- {فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ} ".
• العَرَاء: الأرض المستوية والمُصْحِرة، وليس بها شجر ولا جبال ولا آكام ولا رمال. 

عُرْي [مفرد]: مصدر عرِيَ. 

عُرْيانُ/ عُرْيانٌ [مفرد]: ج عُريانون وعُرَاة وعرايا، مؤ عُرْيانة، ج مؤ عُريانات وعرايا: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من عرِيَ. 
ع ر ي

امرأة حسنة المعرّى والعرية كالمجرّد والجردة، وما أحسن معاريها وهي وجهها ويداها ورجلاها. وركبت الفرس عرياً، وركبنا الخيل أعراءً. وتقول: رأيت عرياً تحت عريانٍ. قال المخبّل السعديّ:

وساقطة كور الخمار حييّة ... على ظهر عريٍ زلّ عنها جلالها

كور الخمار تمييز غريب، وقالوا من العري: اعروراه.

ومن المستعار: اعرورى السراب الإكام. وهذا طريق قد اعرورى القف. قال لبيد:

منيف كسحل الهاجريّ تضمّه ... إكام ويعروري النجاد القوابلا

وقال رؤبة:

إذا الأمور اعرورت الشدائدا ... شدّ العرى وأحكم المعاقدا وأصله: أن تفزع المرأة فتركب بعيراً عرياً. ويقال للذي لا يكتم السرّ: عريان النجيّ. قال:

ولما رأى أن قد كبرت وأنه ... أخوالجنّ واستغنى عن المسح شاربه

أصاخ لعريان النجيّ وإنه ... لأزور عن بعض المقالة جانبه

يريد أصاخ لامرأته لأنّ النساء أقل كتماناً للسرّ. وفلاة عارية المحاسر أي مرتٌ قد انحسر عنها النبات. قال الراعي:

وعارية المحاسر أم وحش ... ترى قطع السمام بها عزينا

وما يعرى فلان من هذا الأمر: ما يخلص، ولا يعرّى من الموت أحد. قال عديّ بن زيد:

من رأيت المنون عرّين أم من ... ذا عليه من أن يضام خفير

وأنت عرو من هذا الأمر وخلوٌ منه. وهو كلام منبوذ بالعراء، عند الخطباء والشعراء. وشمال عريّة: باردة. وإن عشيتنا هذه لعرية، وأعرينا فنحن معرون أي بلغنا برد العشيّ. ويقولون: أهلك فقد أعريت. وعريَ فهو معروّ إذا وجد البرد. قال أبو نخيلة:

فنحن فيهم والهوى هواك ... نعرى فنستذري إلى ذراك

وعريَ المحموم: أخذته العرواء وهي برد في رعدة.

ومن المستعار: عريت إلى مال لي: بعته أشدّ العرواء إذا بعته ثم استوحشت إليه وتبعته نفسك. وعريَ هواه إلى كذا، وإنك لتعرى إلى ذلك وتجاد إليه. ونخلهم عرايا أي موهوبات يعرونها الناس لكرمهم. وتستعار العروة لما يوثق به ويعول عليه فيقال للمال النفيس والفرس الكريم: لفلان عروة. وللإبل عروة من الكلأ وعلقة: لبقية تبقى منه بعد هيج النبات تتعلّق بها لأنها عصمة لها تراغم إليها وقد أكل غيرها. قال لبيد:

خلع الملوك وسار تحت لوائه ... شجر العرى وعراعر الأقوام

أي هم عصم للناس كالعضاه التي تعتصم بها الأموال. ويقال لقادة الجيش: العرى. والصحابة رضوان الله عليهم عرى الإسلام. وقول ذي الرمة:

كأن عرى المرجان منها تعلقت ... على أمّ خشف من ظباء المشاقر

أراد بالعرى الأطواق. وزجره زجر أبي عروة السباع: كان يزجر الذئب فتنشق مرارته ويموت على المكان وكانوا يشقّون عن فؤاده فيجدونه قد خرج من غشائه. والعروة من أسماء الأسد كني به العباس بن عبد المطّلب رضي الله تعالى عنه.
الْعين وَالرَّاء وَالْيَاء

العُرْىُ: خلاف اللّبْس. عَرِىَ عُرْيا وعُرْيَة وتَعَرَّى، وأعراهُ وعَرَّاه. وأعراه من الشَّيْء وأعْراهُ إِيَّاه. قَالَ ابْن مقبل فِي صفة قدح:

بِهِ قُوَبٌ أبْدَى الحَصا عَن مُتُونِه ... سَفاسِقُ أعْراها اللِّحاء المُشَبِّحُ

وَرجل عُرْيانٌ. وَالْجمع عُرْيانُونَ: وَلَا يكسر وَرجل عارٍ من قوم عُراةٍ. وَامْرَأَة عُرْيانةٌ وعارٍ وعارِيَةٌ.

وَجَارِيَة حَسَنَة العُرْيَةِ والمُعَرَّى والمُعَرَّاةِ أَي الْمُجَرّد.

وعَرِىَ الْبدن من اللَّحْم كَذَلِك. قَالَ قيس ابْن ذريح:

وللحُبّ آياتٌ تُبَيِّنُ بالفَتى ... شحُوبا وتَعْرَى منْ يَدَيْهِ الأشاجعُ

ويروى: " تَبَيَّنُ ... شُحُوبٌ ".

والمعَارِي: مبادي الْعِظَام حَيْثُ ترى من اللَّحْم. وَقيل: هِيَ الْوَجْه وَالْيَدَانِ وَالرجلَانِ لِأَنَّهَا بادية أبدا. قَالَ أَبُو كَبِير الْهُذلِيّ يصف قوما ضربوا فسقطوا على أَيْديهم وأرجلهم:

مُتَكَوِّرِينَ على المَعارِي بيَنهُمْ ... ضَرْبٌ كَتَعْطاطِ المَزَادِ الأثجَلِ

ويروى: الأنجل. ومتكورين أَي بَعضهم على بعض. وَقَول الرَّاعِي:

فَإِن تَكُ ساقٌ مِن مُزَيْنَة قَلَّصَتْ ... لقَيْسٍ بِحَرْبٍ لَا تُجِنُّ المَعارِيا قيل فِي تَفْسِيره: أَرَادَ الْعَوْرَة والفرج.

والعُرْيانُ من الرمل: نقى أَو عقد لَيْسَ عَلَيْهِ شجر.

وَفرس عُرْىٌ: لَا سرج عَلَيْهِ. وَالْجمع أعراءٌ. وَلَا يُقَال رجل عُرْىٌ.

واعْرَوْرَى الْفرس: صَار عُرْيا.

واعْرَوْرَاهُ: رَكبه عُرْيا، وَلَا يسْتَعْمل إِلَّا مرِيدا، واستعاره تأبط شرا للمهلكة فَقَالَ:

يَظَلُّ بِمَوْماةٍ ويُمْسِي بِغَيِرِها ... جَحِيشا ويَعْرَوْرِى ظُهُورَ المَهالِكِ

واعْرَوْرَى مني أمرا قبيحا: رَكبه. وَلم يَجِيء فِي الْكَلَام افْعَوْعَلَ مجاوزا غير اعْرَوْرَيْتُ واحْلَوْلَيْتُ الْمَكَان إِذا استحليته.

والمُعِرَّى من الْأَسْمَاء: مَا لم يدْخل عَلَيْهِ عَامل كالمبتدإ.

والمُعَرَّى من الشّعْر: مَا سلم من الترفيل والإذالة والإسباغ.

وعَرَّاه من الْأَمر: خلَّصه وجرَّده.

والمَعارِي: الْمَوَاضِع الَّتِي لَا تنْبت.

والعَرَاءُ: الْمَكَان الفضاء لَا يسْــتَتر فِيهِ شَيْء. وَقيل: الأَرْض الواسعة. وَفِي التَّنْزِيل (فَنَبذناهُ بِالعَراءِ) وَجمعه أعْراءٌ، قَالَ ابْن جني: كسروا فَعالاً على أفْعال حَتَّى كَأَنَّهُمْ إِنَّمَا كسروا فَعَلاً، وَمثله جواد وأجواد وعياء وأعياء.

وأعْرَى: سَار فِيهَا.

والعَرَاءُ: كل شَيْء أُعرى من سترته.

وأعْراءُ الأَرْض: مَا ظهر من متونها. واحدتها عُرٌىْ.

والعَرَى: الْحَائِط. وَقيل: كل مَا ستر من شَيْء: عَرًى.

والعَرَى والعَرَاةُ: الجناب والناحية. وَنزل فِي عراه أَي فِي ناحيته وَقَوله أنْشدهُ ابْن جني:

أَو مُجْزَ عَنْهُ عَرِيَتْ أعْرَاؤُهُ

فَإِنَّهُ يكون جمع عَرًى من قَوْلك: نزل بِعَراهُ. وَيجوز أَن يكون جمع عَرَاءٍ وَأَن يكون جمع عُرْىٍ.

واعْرَوْرَى: سَار فِي الأَرْض وَحده.

وأعْراه النَّخْلَة: وهب لَهُ ثَمَرَة عامها.

والعَرِيَّةُ: النَّخْلَة المُعْراةُ. قَالَ الْأنْصَارِيّ:

لَيست بِسَنْهاءَ وَلَا رُجَّبِيَّة ... ولكنْ عَرَايا فِي السِّنينَ الجَوَائحِ

والعَرِيَّةُ أَيْضا: الَّتِي تُعزل عَن المساومة عِنْد بيع النّخل، وَقيل العَرِيَّةُ: النّخل الَّتِي قد أكل مَا عَلَيْهَا.

واسْتَعْرَى النَّاس فِي كل وَجه: أكلُوا الرطب، من ذَلِك.

والمعَارِي الْفرش وَقَول الْهُذلِيّ:

أبيتُ على مَعارِيَ واضِحاتٍ ... بِهنَّ مُلَوَّبٌ كَدَم العِباطِ

قيل عَنى بالمعارِي الْفرش. وَقيل عَنى أَجزَاء جسمها، وَاخْتَارَ مَعارِيَ على مَعارٍ لِأَنَّهُ آثر إتْمَام الْوَزْن، وَلَو قَالَ على مَعارٍ لما كسر الْوَزْن لِأَنَّهُ إِنَّمَا كَانَ يصير من مُفاعَلَتُنْ إِلَى مَفاعِيلُنْ وَهُوَ العصب، وَمثله قَول الفرزدق:

فَلَو كَانَ عَبْدُ الله مَوْلىً هَجَوْتُه ... ولكنَّ عبدَ الله مَوْلى مَوَالِيا

وعَرَيْتُه: أتيتُه. لُغَة فِي عَرْوتُه.

والعُرْيانُ: الْفرس المقلص الطَّوِيل القوائم.

والعُرْيانُ: اسْم رجل.
عري
: (ي {العُرْيُ، بالضَّمِّ: خِلافُ اللُّبْسِ.
(} عَرِيَ) الرَّجُلُ من ثِيابِهِ، (كرَضِيَ، {عُرْياً} وعُرْيَةً، بضمِّهِما؛) وَفِي الصِّحاحِ: {عُرِّياً، بضمَ فكسْرٍ مَعَ تَشْديدٍ، وبكسْرِ العَيْن أَيْضا هَكَذَا ضُبِطَ فِي النسخِ؛ (} وتعرَّى،) هُوَ مُطاوِعُ {أعْرَاه} وعَرَّاهُ.
( {وأعْراهُ الثَّوْبَ وأعْراهُ (مِنْهُ، وعَرَّاهُ} تَعْرِيةً فَهُوَ {عُرْيانٌ، ج} عُرْيانُونَ.
(و) رجُلٌ ( {عارٍ، ج} عُرَاةٌ؛ وَهِي بهاءٍ؛) يقالُ: امرأَةٌ {عُرْيانَةٌ} وعارِيَةٌ.
قالَ الجَوْهَرِيُّ: وَمَا كانَ على فُعْلانٍ فمؤَنَّثُه بالهاءِ.
(وفَرَسٌ {عُرْيٌ، بالضَّمِّ: بِلا سَرْجٍ) وَلَا أَداةٍ، والجَمْعُ} الأعْراءُ، وَلَا يقالُ عُرْيانٌ، كَمَا لَا يقالُ: رجُلٌ عُرْيٌ.
وَمن سَجَعات الأساسِ: رأَيْتُ عُرياً تحْت عُريانٍ.
وَفِي المِصْباح: فَرَسٌ عُرْيٌ، وُصِفَ بالمَصْدَرِ ثمَّ جُعِلَ اسْماً وجُمِعَ فقيلَ: خَيْلٌ {أَعْراءٌ، كقُفْلٍ وأَقْفال.
(وجارِيَةٌ حَسَنَةُ} العُرْيَةِ، بالضَّمِّ والكسْرِ، و) حَسَنَةٌ ( {المُعَرَّى} والمُعَرَّاةِ: أَي) حَسَنَةُ (المُجَرَّدِ،) أَي حَسَنَةُ إِذا جُرِّدَتْ، وَفِي هَذَا المَعْنى قالَ بعضٌ:
حسن الغصونِ إِذا اكْتَسَتْ أَوْرَاقُها
وتَرَاهُ أَحْسَن مَا يكونُ مَجَرَّداوالجَمْعُ ا {لمَعارِي، وضُبِطَ فِي المُحْكم: المُعَرَّى والمُعَرَّاة، على صِيغَةِ اسْمِ المَفْعولِ، ومِثْلُه فِي الأساسِ. وجعلَ المُعَرَّى} والعُرْيَة كالمُجرَّدِ والجُرْدَةِ زِنَةً ومَعْنًى.
(و) يقالُ: مَا أَحْسَنَ! مَعارِيَ هَذِه المَرْأَة؛ قيلَ: (المَعارِي حيثُ يُرَى، كالوجهِ واليَدَيْنِ والرِّجْلَيْنِ،) وقيلَ: هِيَ مَبادِي العِظام حيثُ تُرَى مِن اللَّحْمِ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي لأبي كبيرٍ الهُذَلي:
مُتَكَوِّرِينَ على المَعارِي بَيْنَهُم
ضَرْبٌ كتَعْطاطِ المَزاد الأَثْجَلِوقيلَ: مَعارِي المَرْأَةِ مَا لَا بُدَّ مِن إظْهارِهِ، واحِدُها مَعْرًى.
(و) المَعارِي: (المَواضِعُ) الَّتِي (لَا تُنْبِتُ.
(و) المَعارِي: (الفُرُشُ،) بضمَّتَيْن، جَمْعُ فِراشٍ، وَبِه فُسِّر قولُ الهُذَلي:
أَبِيتُ على مَعارِي واضِحَاتٍ
بِهِنَّ مُلَوَّبٌ كَدَمِ العِباطِواخْتَارَها على {مَعارٍ للوَزْنِ.
وَفِي الصِّحاح: وَلَو قالَ مَعارٍ لم يَنْكَسِرِ البَيْت، وَلَكِن فَرَّ مِن الزحافِ.
(} والعُرْيانُ،) بالضَّمِّ: (الفَرَسُ المُقَلَّصُ الطَّويلُ) القَوائِمِ.
(و) {عُرْيانٌ: (اسْمُ) رجُلٍ.
(و) أَيْضاً (أُطُمٌ بالمدينَةِ) لبَني النجَّار من الخَزْرجِ.
(و) } العُرْيانُ (من الرَّمْلِ؛ نَقاً أَوْ عَقْدٌ لَا شَجَرَ عَلَيْهِ،) نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
( {واعْرَوْرَى: سارَ فِي الأرضِ وحْدَهُ.
(و) } اعْرَوْرَى أَمْراً (قَبيحاً:) رَكِبَه و (أَتَاهُ،) وَلم يَجِىءْ افْعَوْعَلَ مُجاوِزاً غَيْره، واحْلَوْلَيْتُ المكانَ: اسْتَحْلَيْتَه.
(و) اعْرَوْرَى (فَرَساً: رَكِبَهُ {عُرْياناً،) هَكَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ رَكِبَه} عُرْياً؛ كَمَا هُوَ نَصّ الجَوْهري وَابْن سِيدَه؛ وتقدَّم أنَّه لَا يقالُ: فَرَسٌ عُرْيَانٌ، كَمَا لَا يقالُ: رجُلٌ {عُرْيٌ، وَيُمكن أنْ يجعلَ عُرْياناً حَالاً من ضَمِيرِ الفاعِلِ وَهُوَ بَعِيدٌ.
وجَعَلَه المَوْلى سعْدُ الدِّين فِي شرْحِه على التَّصْرِيفِ واوِيًّا، وَوَجهه محشيه النَّاصِر اللَّقَّانِيّ بكوْنِه من العُرْوِ وَهُوَ الخِلوّ واسْتَبْعَدَه.
قُلْت: وَهُوَ كذلكَ صَرَّحُوا أَنَّه من العُرْيِ لَا مِن العُرْوِ.
(} والمُعَرَّى مِن الأَسْماءِ: مَا لم يَدْخُلْ عَلَيْهِ عامِلٌ كالمُبْتَدَا؛) كَذَا نَصّ المُحْكم.
وقالَ البَدْرُ القرافيِ: الأوْلى الابْتِداءُ لأنَّه العامِلُ الرَّفْع فِي المُبْتَدَأ.
قُلْتُ: وَهُوَ ساقِطٌ مِن أَصْلِهِ ومَنْشؤه عَدَم الفَهْم فِي عِبارَاتِ المُحقِّقِين.
(و) {المُعَرَّى: (شِعْرٌ سَلِمَ من التَّرْفِيلِ والإذالَةِ والإسْباغِ؛) نقلَهُ ابنُ سِيدَه، ثمَّ ذَكَرَ هَذَا وَمَا قَبْله ليسَ مِنَ اللُّغَةِ فِي شيءٍ وإنَّما هُما من قواعِدِ النحْوِ والعَرُوضِ، وكأَنَّه تَبِعَ صاحِبَ المُحْكم فِيهِ، وأَحَبَّ أَن لَا يخلى بَحْرَه المُحيطَ ويُسْتَوْفِيه.
(} والعَراءُ،) كسَماءٍ: المَكانُ (الفَضاءُ لَا يُسْتَر فِيهِ بشيءٍ؛) وَفِي المُحْكم: لَا يُسْــتَتَرُ فِيهِ شيءٌ.
وقالَ الراغبُ: لَا ستْرَةَ بِهِ؛ مِثْلُه فِي الصِّحاح.
وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {فنبذناه {بالعَراءِ وَهُوَ سَقِيمٌ} ؛ (ج} أَعْراءٌ.) وقيلَ: {العَراءُ، بالمدِّ: هُوَ وَجْهُ الأرضِ الْخَالِي، أَو هِيَ الأَرضُ الواسِعَةُ.
(} وأَعْرَى) الرَّجُلُ: (سارَ فِيهِ.
(و) أَيْضاً: (أَقامَ) فِيهِ.
(و) {العَرا، (بالقَصْرِ: النَّاحِيَةُ.) يقالُ نزلَ فِي} عَراهُ، أَي ناحِيَتِهِ.
(و) أَيْضاً: (الجَنابُ.
(وَفِي الصِّحاح: الفناءُ والسَّاحةُ؛ ( {كالعَراةِ.
(قالَ الأزْهري: العَرا يُكْتَبُ بالألفِ، لأنَّ أُنْثاهُ عَرْوَةٌ؛ نزلَ} بعَراهُ وعَرْوَتِهِ: أَي بساحَتِه؛ (وَهِي،) أَي {العَراةُ، (شِدَّةُ البَرْدِ؛) نَقلَهُ الجوهريُّ؛) وأَصْلُه عَرْوةٌ.
(} وأَعْراهُ النَّخْلَةَ: وَهَبَهُ ثَمَرةَ عامِها.
( {والعَرِيَّةُ،) كغَنِيَّةٍ: (النَّخْلَةُ} المُعَرَّاةُ.
(و) قيل: هِيَ (الَّتِي أُكِلَ مَا عَلَيْهَا،) أَو الَّتِي لَا تُمْسِكُ حَمْلَها يَتَنَاثَرُ عَنْهَا.
(و) قيلَ: (مَا عُزِلَ مِن المُساوَمَةِ عِنَدَ بَيْعِ النَّخْلِ،) والجَمْعُ {العَرايا.
وَقَالَ الجوهريُّ:} العَرِيَّةُ النَّخْلَةُ! يُعْرِيها صاحِبُها رجلا مُحتاجاً، فيَجْعَل لَهُ ثَمَرَها عَاما فيَعْرُوها أَي يَأْتِيها، وَهِي فَعِيلَةٌ بمعْنَى مَفْعولةٍ، وإنَّما أُدْخِلَت فِيهَا الهاءُ لأنَّها أُفْردَت فصارَتْ فِي عِدادِ الأسماءِ مِثْل النَّطِيحةِ والأَكِيلةِ، وَلَو جِئْتَ بهَا مَعَ النَّخْلةِ قُلْت نَخْلةٌ عَرِيٌّ.
وَفِي الحديثِ: أَنَّه رَخَّصَ فِي العَرايَا بَعْدَ نَهْيِه عَن المُزَابَنَةِ، لأنَّه رُبَّما تَأَذَّى المُعَرّي بدُخُولِهِ عَلَيْهِ فيَحْتاجُ إِلَى أَن يَشْتَرِيَها مِنْهُ بثمنٍ فرُخّص لَهُ فِي ذلكَ؛ قالَ شاعرٌ مِن الأنْصارِ، هُوَ سُوَيْدُ بنُ الصامِتِ: وليسَتْ بسَنْهاءَ وَلَا رُجَّبِيَّة
وَلَكِن عَرايا فِي السِّنينَ الجَوائِحِيقولُ: إِنَّا {نُعْرِيها الناسَ المَحاوِيج، انتَهَى.
وَفِي النَّهايةِ: قد تكرَّرَ ذِكْرُ العَرِيَّةِ} والعَرايا فِي الحديثِ، واخْتُلِف فِي تَفْسِيرِها فَقيل: إنَّه لمَّا نَهَى عَن المُزَابَنَةِ، وَهُوَ بَيْعُ الثَّمَرةِ فِي رُؤُوسِ النَّخْلِ بالتَّمْرِ، رخَّصَ فِي جملةِ المُزابَنةِ فِي العَرايا، وَهُوَ أَن مَنْ لَا نَخْلَ لَهُ من ذَوي الحاجَةِ يُدْرِكُ الرُّطَبَ وَلَا نَقْدَ بيدِه يَشْترِي بِهِ الرُّطَب لعِيالِهِ، وَلَا نَخْلَ لَهُ يُطْعِمُهم مِنْهُ، وَقد فضلَ لَهُ من قُوتِه تَمْرٌ فيَجِيءُ إِلَى صاحِبِ النَّخْلِ فيقولُ لَهُ: بِعْني ثَمَرَ نَخْلةٍ أَو نَخْلَتَيْن بخِرْصِها من التَّمْرِ فيُعْطِيه ذلكَ الفَاضِل مِن التَّمْرِ بثَمَر تِلْكَ النَّخلات ليُصِيبَ مِن رُطَبها مَعَ الناسِ، فرَخَّص فِيهِ إِذا كانَ دُونَ خَمْسَة أَوْسُق ثمَّ قالَ: والعَرِيَّةُ فَعِيلَةٌ بمعْنَى مَفْعولةٍ مِن {عَراهُ يَعْروه إِذا قَصَدَه، أَو فَعِيلَةٌ بمعْنَى مَفْعولةٍ مِن} عَرِيَ {يَعْرَى إِذا خَلَعَ ثَوْبَهُ، كأَنَّها عَرِيَتْ من جملةِ التَّحْريمِ أَي خَرَجَتْ، انتَهَى.
(و) العَرِيَّةُ: (المِكْتَلُ.
(و) أَيْضاً: (الرِّيحُ البارِدَةُ،} كالعَرِيِّ،) بغيرِ هاءٍ، وَهَذَا قد تقدَّمَ، فالحَرْفُ واوِيٌّ ويائِيٌّ.
( {واسْتَعْرَى النَّاسُ) فِي كلِّ وجْهٍ؛ وَهُوَ مِن العَرِيَّة؛ أَي (أَكَلُوا الرُّطَبَ) ؛) نقلَهُ الجوهريُّ وابنُ سِيدَه.
(و) قوْلُهم: (نَحْنُ} نُعارِي) ، أَي (نَرْكَبُ الخَيْلَ {أَعْراءً) ، جَمْعُ} عَرِىٍّ. (والنَّذِيرُ العُريانُ: رجُلٌ من خَثْعَمَ) حَمَلَ عَلَيْهِ يَوْمِ ذِي الخَلَصَةِ عَوْفُ بنُ عامِرِ بنِ أَبي عَوْفٍ بنِ عُوَيفِ بنِ مالِكِ بنِ ذُبْيان بنِ ثَعْلَبَة بنِ يَشْكُر فقَطَعَ يَدَه ويَدَ امْرأَتِه، وكانتْ من بَني عُتْوارَةَ؛ قالَهُ ابنُ السِّكِّيت.
وجاءَ فِي الحديثِ: (إنَّما مَثَلي ومَثَلُكم كمَثَلِ رجُلٍ أَنْذَرَ قَوْمَه جَيْشاً فقالَ: أَنا النَّذِيرُ العُرْيان) ، لأنَّه أَبْيَنُ للعَيْن وأَغْرَب وأَشْنَع عنْدَ المُبْصِر، وذلكَ أنَّ رَبيئَةَ القوْمِ وعَيْنَهم يكونُ على مكانٍ عالٍ، فَإِذا رأَى العَدُوَّ قد أَقْبَل نَزَع ثَوْبَه وأَلاحَ بِهِ ليُنْذِرَ قَوْمَه ويَبْقى عُرْياناً؛ قالَهُ ابنُ الْأَثِير.
( {وعَرَيْتُه: غَشِيتُهُ، كَعَرَوْتُهُ) ؛) واوِيٌّ يائيٌّ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
عَرِيَ الرَّجلُ} عُرْيَةً شَديدَةً وعُرْوَةً شَديدَةً.
{وعَرِيَ البَدَنُ مِن اللَّحْم.
وعارِي الثَّنْدُوَتَيْنِ: لم يكنْ عَلَيْهِمَا لَحْمٌ.
وفَرَسٌ} مُعْرَوْرٍ: لَا سَرْجَ عَلَيْهِ؛ لازِمٌ مُتَعدَ؛ ويقالُ: {مُعْرَوْرًى على صِيغَةِ المَفْعولِ أَيْضاً.
وقيلَ:} مَعارِي المَرْأَةِ: العَوْرةُ والفَرْجُ؛ وَبِه فُسِّر قَوْل كثيِّرٍ:
لَا تُجِنُّ {المَعَارِيا
واسْتَعارَ تأَبَّط شرًّا} الاعْرِيرَاءَ للمَهْلَكةِ. {وعَرَّاهُ مِن الأمْرِ: خَلَّصَهُ وجَرَّدَهُ،} فعَرِيَ، كرَضِيَ.
وَهُوَ مَا {يُعَرَّى مِن هَذَا الأمْرِ: أَي مَا يُخَلَّصُ؛ وَمِنْه لَا يُعَرَّى مِن الموْتِ أَحَدٌ.
} وأعْراءُ الأرضِ: مَا ظَهَرَ من مُتُونِها، الواحِدَةُ {عَرًى.
} والعَرَى: الحائِطُ.
ويقالُ لكلِّ شيءٍ أَهْمَلْتَه وخَلَّيْتَه، قد {عَرَّيْته.
} والمُعَرَّى: الَّذِي يُرْسَل سُدًى وَلَا يُحْمَل عَلَيْهِ.
ويقالُ للمَرْأَةِ عُرْيانُ النَّجِيِّ؛ وَمِنْه قولُ الشاعرِ:
ولمَّا رَآنِي قد كَبِرْتُ وأَنَّه
أَخُو الجنِّ واسْتَغْنى عنِ المَسْح شارِبُهْ أَصاخَ {لعُرْيانِ النَّجِيِّ وأَنَّه
لأَزْوَرُ عَن بَعْضِ المَقالَةِ جانِبُهْأَي اسْتَمَعَ إِلَى امْرأَتِه وأَهانَنِي.
وَفِي كَلامِ الأساسِ مَا يَقْتَضِي أنَّه يُطْلَق على كلِّ مَنْ لَا يَكْتُم السّرَّ.
} واعْرَوْرَى السَّرابُ الإكامَ: رَكِبَها.
وطَرِيقٌ {أَعرَوْرَوِيٌّ: غَلِيظٌ.
} والعُرْيانُ من النَّبْتِ: الَّذِي قد اسْتَبانَ لَكَ.
! وأَعْرَى: أَقامَ بالناحِيَةِ. {وأَعْرَيْت} واسْتَعْرَيْت {واعْتَرَيْت: أَي اجْتَنَيْت؛ نَقَلَهُ الصَّاغاني.

شرطية

الشرطية: ما تتركب من قضيتين، وقيل: الشرطية، هو الذي يتوقف عليه الشيء ولم يدخل في ماهية الشيء ولم يؤثر فيه، ويسمى الموقوف بالمشروط، والموقوف عليه بالشرط، كالوضوء للصلاة، فإن الوضوء شرط موقوف عليه للصلاة، وليس بداخل فيها ولا يؤثر فيها.

دَرَأَهُ

دَرَأَهُ، كَجَعَلَهُ، دَرْءاً ودَرْأَةً: دَفَعَهُ،
وـ السَّيْلُ: انْدَفَعَ، كانْدَرَأَ،
وـ الرَّجُلُ: طَرَأَ، وخَرَجَ فُجاءَةً،
وـ النَّارُ: أضَاءَتْ،
وـ البَعِيرُ: أغَدَّ، ومع الغُدَّةِ ورَمٌ في ظَهْره،
وـ الشَّيءَ: بَسَطَهُ.
وتَدَارَؤُوا: تَدَافَعُوا في الخُصومَةِ.
وجاءَ السَّيْلُ دَرْءاً، ويُضَمُّ: انْدَرَأَ من مَكَانٍ لا يُعْلَمُ به.
والدَّرْءُ: المَيْلُ والعَوَجُ في القَناةِ ونَحْوها، ورَجُلٌ، ونادِرٌ يَنْدُرُ من الجَبَلِ.
ودُرُوءُ الطَّرِيقِ: أخاقِيقُهُ.
وانْدَرَأَ الحَرِيقُ: انْتَشَرَ.
والدَّرِيئَة: الحَلْقَةُ يُتَعَلَّمُ الطَّعْنُ والرَّمْيُ عليها، وكُلُّ ما اسْــتُتِرَ به من الصَّيْدِ لِيُخْتَلَ.
وتَدَرَّؤُوا: اسْــتَتَرُــوا عن الشَّيء لِيَخْتِلُوهُ،
وـ عليهم: تَطَاوَلُوا.
وناقَةٌ دَارِئٌ: مُغِدَّةٌ،
ومُدْرِئٌ: أنْزَلَتِ اللَّبَنَ، وأرخَتْ ضَرْعَها عند النَّتاجِ.
وكَوْكَبٌ دِرِّيءُ، كَسِكَّينٍ، ويُضَمُّ، وليس فُعِّيلٌ سِواهُ ومُرّيقٍ: مُتَوَقِّدٌ مُتَلأَلِئٌ، وقد دَرَأَ دُرُوءاً،
ودُرِّيُّ، بالضم والياء، في: درر.
ودَارَأْتُهُ: دَارَيْتُهُ، ودَافَعْتُهُ، ولاَيَنْتُهُ، ضِدُّ.
ورَجُلٌ ذُو تُدْرَأٍ وتُدْرَأَةٍ: مُدَافِعٌ، ذُو عِزٍّ ومَنَعَةٍ.
ودَرَأُ، كَجَبلٍ: اسمٌ.
وادَّارَأْتُمْ: أصْلُهُ تَدَارَأْتُمْ.
وادَّارَأْتُ الصَّيْدَ، على افْتَعَلَ: اتَّخَذْتُ له دَريئَةً.

مَرْوُ الشاهِجَان

مَرْوُ الشاهِجَان:
هذه مرو العظمى أشهر مدن خراسان وقصبتها، نصّ عليه الحاكم أبو عبد الله في
تاريخ نيسابور مع كونه ألّف كتابه في فضائل نيسابور إلا أنه لم يقدر على دفع فضل هذه المدينة، والنسبة إليها مروزيّ على غير قياس، والثوب مرويّ على القياس، وبين مرو ونيسابور سبعون فرسخا ومنها إلى سرخس ثلاثون فرسخا وإلى بلخ مائة واثنان وعشرون فرسخا اثنان وعشرون منزلا، أما لفظ مرو فقد ذكرنا أنه بالعربية الحجارة البيض التي يقتدح بها إلا أن هذا عربيّ ومرو ما زالت عجمية ثم لم أر بها من هذه الحجارة شيئا البتّة، وأما الشاهجان فهي فارسية معناها نفس السلطان لأن الجان هي النفس أو الروح والشاه هو السلطان، سميت بذلك لجلالتها عندهم، وقد روي عن بريدة بن الحصيب أحد أصحاب النبي، صلّى الله عليه وسلّم، أنه قال: قال لي رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم:
يا بريدة إنه سيبعث من بعدي بعوث فإذا بعثت فكن في بعث المشرق ثم كن في بعث خراسان ثم كن في بعث أرض يقال لها مرو إذا أتيتها فانزل مدينتها فإنه بناها ذو القرنين وصلّى فيها عزيز، أنهارها تجري بالبركة، على كل نقب منها ملك شاهر سيفه يدفع عن أهلها السوء إلى يوم القيامة، فقدمها بريدة غازيا وأقام بها إلى أن مات وقبره بها إلى الآن معروف عليه راية رأيتها، قال بطليموس في كتاب الملحمة: مدينة مرو الرقة، كذا قال، طولها سبع وستون درجة، وعرضها أربعون درجة، في الإقليم الخامس، طالعها العقرب تحت ثماني عشرة درجة من السرطان، يقابلها مثلها في الجدي، بيت ملكها مثلها من الحمل، بيت عاقبتها مثلها من الميزان، كذا قال بطليموس، وقد تقدم ذكرها عند ذكر الأقاليم أنها في الإقليم الرابع، قال أبو عون إسحاق بن علي في زيجه: مرو في الإقليم الرابع، طولها أربع وثمانون درجة وثلث، وعرضها سبع وثلاثون درجة وخمس وثلاثون دقيقة، وشنّع على أهل خراسان وادّعي عليهم البخل كما زعم ثمامة أن الديك في كل بلد يلفظ ما يأكله من فيه للدجاجة بعد أن حصل إلا ديكة مرو فإنها تسلب الدجاج ما في مناقيرها من الحبّ، وهذا كذب بيّن ظاهر للعيان لا يقدم على مثله إلا الوقّاع البهّات الذي لا يتوقّى الفضوح والعار وما ديكة مرو إلا كالدّيكة في جميع الأرض، قالوا:
ولما ملك طهمورث بنى قهندز مرو وبنى مدينة بابل وبنى مدينة ابرايين بأرض قوم موسى ومدينة بالهند في رأس جبل يقال له أوق، قال: وأمرت حماي بنت أردشير بن إسفنديار لما ملكت ببناء الحائط الذي حول مرو، وقال: إن طهمورث لما بنى قهندز مرو بناه بألف رجل وأقام لهم سوقا فيها الطعام والشراب فكان إذا أمسى الرجل أعطي درهما فاشترى به طعامه وجميع ما يحتاج إليه فتعود الألف درهم إلى أصحابه، فلم يخرج له في البناء إلا ألف درهم، وقال بعضهم:
مياسير مرو من يجود لضيفه ... بكرش فقد أمسى نظيرا لحاتم
ومن رسّ باب الدار منكم بقرعة ... فقد كملت فيه خصال المكارم
يسمّون بطن الشاة طاووس عرسهم، ... وعند طبيخ اللحم ضرب الجماجم
فلا قدّس الرحمن أرضا وبلدة ... طواويسهم فيها بطون البهائم
وكان المأمون يقول: يستوي الشريف والوضيع من مرو في ثلاثة أشياء: الطّبيخ النارنك والماء البارد لكثرة الثلج بها والقطن اللين، وبمرو الرّزيق، بتقديم الراء على الزاي، والماجان: وهما نهران كبيران حسنان يخترقان شوارعها ومنهما سقي أكثر ضياعها، وقال إبراهيم بن شمّاس الطالقاني: قدمت على عبد الله بن المبارك من سمرقند إلى مرو فأخذ بيدي فطاف بي حول سور مدينة مرو ثم قال لي:
يا إبراهيم من بنى هذه المدينة؟ قلت: لا أدري يا أبا عبد الرحمن، قال: مدينة مثل هذه لا يعرف من بناها! وقد أخرجت مرو من الأعيان وعلماء الدين والأركان ما لم تخرج مدينة مثلهم، منهم:
أحمد بن محمد بن حنبل الإمام وسفيان بن سعيد الثوري، مات وليس له كفن واسمه حيّ إلى يوم القيامة، وإسحاق بن راهويه وعبد الله بن المبارك وغيرهم، وكان السلطان سنجر بن ملك شاه السّلجوقي مع سعة ملكه قد اختارها على سائر بلاده وما زال مقيما بها إلى أن مات وقبره بها في قبّة عظيمة لها شباك إلى الجامع وقبتها زرقاء تظهر من مسيرة يوم، بلغني أن بعض خدمه بناها له بعد موته ووقف عليها وقفا لمن يقرأ القرآن ويكسو الموضع، وتركتها أنا في سنة 616 على أحسن ما يكون، وبمرو جامعان للحنفية والشافعية يجمعهما السور، وأقمت بها ثلاثة أعوام فلم أجد بها عيبا إلا ما يعتري أهلها من العرق المديني فإنهم منه في شدة عظيمة قلّ من ينجو منه في كل عام، ولولا ما عرا من ورود الــتتر إلى تلك البلاد وخرابها لما فارقتها إلى الممات لما في أهلها من الرّفد ولين الجانب وحسن العشرة وكثرة كتب الأصول المتقنة بها، فإني فارقتها وفيها عشر خزائن للوقف لم أر في الدنيا مثلها كثرة وجودة، منها خزانتان في الجامع إحداهما يقال لها العزيزية وقفها رجل يقال له عزيز الدين أبو بكر عتيق الزنجاني أو عتيق بن أبي بكر وكان فقّاعيّا للسلطان سنجر وكان في أول أمره يبيع الفاكهة والريحان بسوق مرو ثم صار شرابيّا له وكان ذا مكانة منه، وكان فيها اثنا عشر ألف مجلد أو ما يقاربها، والأخرى يقال لها الكمالية لا أدري إلى من تنسب، وبها خزانة شرف الملك المستوفي أبي سعد محمد بن منصور في مدرسته، ومات المستوفي هذا في سنة 494، وكان حنفيّ المذهب، وخزانة نظام الملك الحسن بن إسحاق في مدرسته وخزانتان للسمعانيين وخزانة أخرى في المدرسة العميدية وخزانة لمجد الملك أحد الوزراء المتأخرين بها والخزائن الخاتونية في مدرستها والضميرية في خانكاه هناك، وكانت سهلة التناول لا يفارق منزلي منها مائتا مجلّد وأكثر بغير رهن تكون قيمتها مائتي دينار فكنت أرتع فيها وأقتبس من فوائدها، وأنساني حبها كل بلد وألهاني عن الأهل والولد، وأكثر فوائد هذا الكتاب وغيره مما جمعته فهو من تلك الخزائن، وكثيرا ما كنت أترنّم عند كوني بمرو بقول بعض الأعراب:
أقمريّة الوادي التي خان إلفها ... من الدهر أحداث أتت وخطوب
تعالي أطارحك البكاء فإننا ... كلانا بمرو الشاهجان غريب
ثم أضفت إليها قول أبي الحسين مسعود بن الحسن الدمشقي الحافظ وكان قدم مرو فمات بها في سنة 543:
أخلّاي إن أصبحتم في دياركم ... فإني بمرو الشاهجان غريب
أموت اشتياقا ثم أحيا تذكّرا، ... وبين التراقي والضلوع لهيب
فما عجب موت الغريب صبابة، ... ولكن بقاه في الحياة عجيب
إلى أن خرجت عنها مفارقا وإلى تلك المواطن ملتفتا وامقا فجعلت أترنم بقول بعضهم:
ولما تزايلنا عن الشعب وانثنى ... مشرّق ركب مصعد عن مغرّب
تيقّنت أن لا دار من بعد عالج ... تسرّ، وأن لا خلّة بعد زينب
ويقول الآخر:
ليال بمرو الشاهجان وشملنا ... جميع سقاك الله صوب عهاد
سرقناك من ريب الزمان وصرفه، ... وعين النوى مكحولة برقاد
تنبّه صرف الدهر فاستحدث النوى، ... وصيّرنا شتّى بكل بلاد
ولن تعدم الحسناء ذامّا، فقد قال بعض من قدمها من أهل العراق فحنّ إلى وطنه:
وأرى بمرو الشاهجان تنكّرت ... أرض تتابع ثلجها المذرور
إذ لا ترى ذا بزّة مشهورة ... إلّا تخال بأنه مقرور
كلتا يديه لا تزايل ثوبه ... كلّ الشتاء كأنه مأسور
أسفا على برّ العراق وبحره! ... إنّ الفؤاد بشجوه معذور
وكنّا كتبنا قصيدة مالك بن الريب متفرّقة وأحلنا في كل موضع على ما يليه ولم يبق منها إلا ذكر مرو وبها تتمّ فإنه قال بعد ما ذكر في السّمينة:
ولما تراءت عند مرو منيتي، ... وحلّ بها سقمي وحانت وفاتيا
أقول لأصحابي: ارفعوني فإنني ... يقرّ بعيني إن سهيل بدا ليا
فيا صاحبي رحلي دنا الموت فانزلا ... برابية إني مقيم لياليا
أقيما عليّ اليوم أو بعض ليلة، ... ولا تعجلاني قد تبيّن شانيا
وقوما إذا ما استلّ روحي فهيّئا ... لي السدر والأكفان ثمّ ابكيانيا
وخطّا بأطراف الأسنّة مضجعي، ... وردّا على عينيّ فضل ردائيا
ولا تحسداني، بارك الله فيكما، ... من الأرض ذات العرض أن توسعا ليا
خذاني فجرّاني ببردي إليكما، ... فقد كنت قبل اليوم صعبا قياديا
وقد كنت عطّافا إذا الخيل أحجمت ... سريعا لدى الهيجا إلى من دعانيا
وقد كنت محمودا لدى الزاد والقرى ... وعن شتم ابن العمّ والجار وانيا
وقد كنت صبّارا على القرن في الوغى، ... ثقيلا على الأعداء عضبا لسانيا
وطورا تراني في رحى مستديرة ... تخرّق أطراف الرماح ثيابيا
وما بعد هذه الأبيات ذكر في الشبيك، وبمرو قبور أربعة من الصحابة، منهم: بريدة بن الحصيب والحكم بن عمرو الغفاري وسليمان بن بريدة في قرية من قراها يقال لها فني ويقال لها فنين وعليه علم، رأيت ذلك كله والآخر نسيته، فأما رستاق مرو فهو أجلّ من المدن وكثيرا ما سمعتهم يقولون رجال مرو من قراها، وقال بعض الظرفاء يهجو
أهل مرو:
لأهل مرو أياد مشهورة ومروّة ... لكنها في نساء صغارهنّ الصّبوّة
يبذلن كل مصون على طريق الفتوّة ... فلا يسافر إليها إلا فتى فيه قوّة
وإليها ينسب عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله أبو بكر القفّال المروزي وحيد زمانه فقها وعلما، رحل إلى الناس وصنف وظهرت بركته وهو أحد أركان مذهب الشافعي وتخرّج به جماعة وانتشر علمه في الآفاق، وكان ابتداء اشتغاله بالفقه على كبر السن، حدثني بعض فقهاء مرو بفنين من قراها أن القفّال الشاشي صنع قفلا ومفتاحا وزنه دانق واحد فأعجب الناس به جدّا وسار ذكره وبلغ خبره إلى القفّال هذا فصنع قفلا مع مفتاحه وزنه طسّوج وأراه الناس فاستحسنوه ولم يشع له ذكر فقال يوما لبعض من يأنس إليه: ألا ترى كلّ شيء يفتقر إلى الحظ؟ عمل الشاشي قفلا وزنه دانق وطنّت به البلاد، وعملت أنا قفلا بمقدار ربعه ما ذكرني أحد! فقال له: إنما الذكر بالعلم لا بالأقفال، فرغب في العلم واشتغل به وقد بلغ من عمره أربعين سنة وجاء إلى شيخ من أهل مرو وعرّفه رغبته فيما رغب فيه فلقّنه أول كتاب المزني، وهو: هذا كتاب اختصرته، فرقي إلى سطحه وكرّر عليه هذه الثلاثة ألفاظ من العشاء إلى أن طلع الفجر فحملته عينه فنام ثم انتبه وقد نسيها فضاق صدره وقال: أيش أقول للشيخ؟
وخرج من بيته فقالت له امرأة من جيرانه: يا أبا بكر لقد أسهرتنا البارحة في قولك هذا كتاب اختصرته، فتلقنها منها وعاد إلى شيخه وأخبره بما كان منه، فقال له: لا يصدّنّك هذا عن الاشتغال فإنك إذا لازمت الحفظ والاشتغال صار لك عادة، فجدّ ولازم الاشتغال حتى كان منه ما كان فعاش ثمانين سنة أربعين جاهلا وأربعين عالما، وقال أبو المظفّر السمعاني: عاش تسعين سنة ومات سنة 417، ورأيت قبره بمرو وزرته، رحمه الله تعالى، وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن إسحاق المروزي أحد أئمة الفقهاء الشافعية ومقدّم عصره في الفتوى والتدريس، رحل إلى أبي العباس بن شريح وأقام عنده وحصل الفقه عليه وشرح مختصر المزني شرحين وصنف في أصول الفقه والشروط وانتهت إليه رياسة هذا المذهب بالعراق بعد ابن شريح ثم انتقل في آخر عمره إلى مصر وتوفي بها لسبع خلون من رجب سنة 340 ودفن عند قبر الشافعي، رضي الله عنه.

العنصر

العنصر: الأصل الذي تتألف منه الأجسام المختلفة الطابع، وهي أربعة: الأرض، والماء، والنار، والهواء.
العنصر: فِي اللُّغَة الْعَرَبيَّة الأَصْل كالأسطقس فِي اللُّغَة اليونانية وَهُوَ الأَصْل الَّذِي يتألف مِنْهُ الْأَجْسَام الْمُخْتَلفَة الطبائع. وَجمعه.
(العنصر)
الأَصْل والحسب يُقَال فلَان كريم العنصر وَالْجِنْس يُقَال فلَان من العنصر الآري أَو السَّامِي و (فِي الكيمياء) مَادَّة أولية لَا يُمكن تحليلها كيماويا إِلَى مَا هُوَ أبسط مِنْهَا والمادة الَّتِي تدخل فِي تكون جسم مَا كالهيدروجين والأكسجين فِي تكون المَاء (ج) عناصر والعناصر (عِنْد القدماء) أَرْبَعَة وَهِي النَّار والهواء وَالْمَاء وَالتُّرَاب
العنصر:
[في الانكليزية] Element
[ في الفرنسية] Element
بضم العين والصاد وفتحهما بينهما نون في اللغة الأصل جمعه العناصر، وتسمّى أيضا بالأمهات والأسطقسات والمواد والأركان.
والعنصري العناصر الأربعة من النار والهواء والماء والأرض كما في شرح المواقف. وفي شرح التجريد العنصري هو العناصر وما يحدث منها من المواليد الثلاثة انتهى. وعرف العنصر بأنّه جسم بسيط فيه مبدأ ميل مستقيم، والبسيط بمعنى ما لا يتركّب من أجسام مختلفة الطّبائع بحسب الحقيقة، والميل المستقيم هو الميل الذي يكون إلى جانب المركز أو المحيط، وهذا القيد لإخراج الفلكيات. والمتأخّرون من الحكماء على أنّ العناصر أربعة: خفيف مطلق وهو النار خفيف مضاف وهو الهواء وثقيل مطلق وهو الأرض وثقيل مضاف وهو الماء.
ومعنى الخفيف والثقيل المطلقين والمضافين سبق في لفظ الثقل. وقال بعض المتكلّمين هي واحدة، واختلفوا في تلك الواحدة على خمسة أقوال. الأول إنّما هي النار لشدّة بساطتها ولأنّ الحرارة مدبّرة للكائنات وحصلت البواقي بالتكاثف. الثاني إنّما هي الهواء لرطوبته ومطاوعته للانفعالات، وتحصل النار بحرارة الهواء الملطّفة والباقيان بالبرودة المكثفة. الثالث إنّما هي الماء إذ قبوله التخلخل والتكاثف محسوس. الرابع إنّما هي الأرض وحصلت البواقي بالتلطيف. الخامس إنّما هي البخار لتوسّطه بين الأربعة في اللّطافة والكثافة، فبازدياد كثافته يصير أرضا وماء وبازدياد لطافته يصير نارا وهواء. وقيل ليست واحدة لأنّ التركيب يستدعي تعدّد ما منه ذلك التركيب، فإثنان على ثلاثة أقوال. الأول هما النار فإنّها في غاية الخفّة والحرارة، والأرض لأنّها في غاية الثقل والبرودة، والهواء نار مفترة والماء أرض متخلخلة. الثاني هما الماء والأرض لافتقار للكائنات إلى الرطب للانفعال وحصول الأشكال وإلى اليابس للحفظ على الأشكال الحاصلة. الثالث هما الأرض والهواء لمثل ذلك. وقيل العناصر ثلاثة الأرض والماء لما مرّ والنار للحرارة المدبّرة. وقيل أصول المركّبات ليست أربعا أو ما دونها بل هي أجسام صلبة غير متجزئة لا نهاية لها. وفي كلام الآمدي جواهر صلبة الخ. وقيل أصول المركّبات السطوح لأنّ التركيب إنّما يكون بالتلاقي والتماسّ، وأوّل ما يكون ذلك بين السطوح المستقيمة.
فائدة:
العناصر بجملتها كرية الأشكال لأنّ الشكل الطبيعي للبسيط كرة وكان من حق الماء أن يحيط بالأرض، إلّا أنّه لما حصل في بعض جوانب الأرض تلال ووهاد بسبب الأوضاع والاتصالات الفلكية سال الماء إلى الأغوار وانكشف المواضع المرتفعة، وصار الماء والأرض بمنزلة كرة واحدة، وذلك حكمة من الله تعالى ورحمة ليكون منشأ للنّبات ومسكنا للحيوانات.
فائدة:
العناصر الأربعة تقبل الكون والفساد فينقلب كلّ من الأربعة إلى الآخر، بعضها بلا واسطة وهو كلّ عنصر يشارك عنصرا آخر في كيفية واحدة ويخالفه في أخرى، فينقلب الأرض إلى الماء وبالعكس، كما يجعل أهل الحيل من طلاب الإكسير الأحجار مياها سيّالة، وينقلب الماء في بعض المواضع حجرا صلبا، وكذلك الماء ينقلب إلى الهواء بالتسخين وبالعكس بالتبريد، وكذا ينقلب الهواء إلى النار كما في كير الحدادين وبالعكس كما في شعلة النار، وإلّا لصعدت تلك الشعلة إلى السماء وتحرق كلّ شيء فوقها يقع وليس كذلك. وبعضها بواسطة وهو حيث يختلفان في الكيفيتين كالماء والنار وكالهواء والأرض فإنّه لا ينقلب الماء نارا ابتداء، بل ينقلب هواء ثم نارا، وعلى هذا فقس.
فائدة:
زعم الحكماء أنّ العناصر الأربعة هي الأركان التي تتركّب منها المركّبات.
فائدة:
طبقات العناصر سبع أعلاها النارية الصّرفة ومحدّبها مماسّ بمقعّر فلك القمر، وتحته طبقة نارية مخلوطة من النار الصّرفة، والأجزاء الهوائية الحارة تتلاشى في هذه الطبقة الأدخنة المرتفعة وتتكوّن فيها الكواكب ذوات الأذناب والنيازك ونحوها. ثم الطبقة الزمهريرية وهي الهواء الصّرف الذي يبرد بمجاورة الأرض والماء ولم يصل إليه انعكاس الأشعّة، والمشهور أنّ هذه الطبقة منشأ السّحب والرّعد والبرق والصواعق فلا يكون هواء صرفا. ثم الطبقة البخارية وهي الهوائية المخلوطة مع المائية. ثم الطبقة التّربية وهي ما فيه أرضية وهوائية. ثم الطبقة الطينية وهي أرضية مع مائية. ثم الطبقة الأرضية الصّرفة المحيطة بالمركز وهي تراب صرف لا لون لها. والأشهر أنّها تسع طبقات. طبقة النار الصّرفة، ثم طبقة ما يمتزج من النار والهواء الحار التي تتلاشى فيها الأدخنة المرتفعة وتتكوّن فيها الكواكب ونحوها من ذوات الأذناب والنيازك والأعمدة، ثم طبقة الهواء الغالب التي يحدث فيها الشهب، ثم طبقة الزمهريرية، ثم طبقة ما يمتزج من الأرض والهواء، ثم طبقة الهواء الكثيف المجاور للأرض والماء، ثم طبقة الماء وهي البحر إلّا أنّ بعض هذه الطبقة منكشف عن الأرض، ثم طبقة الأرض المخالطة بغيرها تتكوّن فيها الجبال والمعادن والنبات والحيوان، ثم طبقة الأرض الصّرفة المحيطة بالمركز.

الْحَرْف

(الْحَرْف) من كل شَيْء طرفه وجانبه وَيُقَال فلَان على حرف من أمره نَاحيَة مِنْهُ إِذا رأى شَيْئا لَا يُعجبهُ عدل عَنهُ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَمن النَّاس من يعبد الله على حرف} أَي يعبده فِي السَّرَّاء لَا فِي الضراء وَمن الدَّوَابّ الضامرة الصلبة وكل وَاحِد من حُرُوف المباني الثَّمَانِية وَالْعِشْرين الَّتِي تتركب مِنْهَا الْكَلِمَات وَتسَمى حُرُوف الهجاء وكل وَاحِد من حُرُوف الْمعَانِي وَهِي الَّتِي تدل على معَان فِي غَيرهَا وتربط بَين أَجزَاء الْكَلَام وتتركب من حرف أَو أَكثر من حُرُوف المباني وَهِي أحد أَقسَام الْكَلِمَة الثَّلَاثَة من اسْم وَفعل وحرف والكلمة يُقَال هَذَا الْحَرْف لَيْسَ فِي لِسَان الْعَرَب واللغة واللهجة وَمِنْه الحَدِيث (نزل الْقُرْآن على سَبْعَة أحرف) والطريقة وَالْوَجْه

(الْحَرْف) كل مَا فِيهِ حرارة ولذع وَحب الرشاد
الْحَرْف: فِي اللُّغَة الطّرف. وَعند النُّحَاة كلمة دلّت على معنى غير مُسْتَقل بالمفهومية لاحتياجه فِي المفهومية إِلَى انضمام أَمر آخر إِلَيْهَا والحرف بِهَذَا الْمَعْنى مُقَابل للاسم وَالْفِعْل. وَاعْلَم أَنه قد يَجْعَل الْحُرُوف مُقَابل الْأَلْفَاظ فَيُقَال هِيَ أَلْفَاظ أَو حُرُوف فيراد بِاللَّفْظِ مَا يكون مركبا من حُرُوف التهجي. وبالحرف مَا لَا يكون مركبا مِنْهَا سَوَاء كَانَ مركبا من حرف من حُرُوف الْمعَانِي وَمن اسْم بسيط مثلا. أَو لَا يكون مركبا أصلا بِأَن يكون بسيطا، كالياء وَحده وَالْكَاف وَحده فِي بك فَإِنَّهُ مركب من أَدَاة وَاسم لَا من حُرُوف التهجي فَهُوَ حرف وكل وَاحِد من أَجْزَائِهِ أَيْضا حرف وَاحِد لِأَنَّهُ لَيْسَ بمركب مِنْهَا (فالحرف) بِهَذَا الْمَعْنى شَامِل للاسم وَالْفِعْل أَيْضا مثل كَاف الْخطاب و (ق) أمرا لَا مُقَابل لَهما بل مُقَابل للفظ بِمَعْنى مَا تركب من حُرُوف التهجي. وَإِن أردْت أَن تعلم عدد مَا فِي الْقُرْآن الْمجِيد من الْكَلِمَات وحروف الْمعَانِي والمباني. فَاعْلَم أَن الْكَلِمَات سِتَّة وَسَبْعُونَ ألفا وَأَرْبع مائَة وَأَرْبَعُونَ والحروف مِائَتَان وَاثْنَانِ وَعِشْرُونَ ألفا وَأَرْبع مائَة وَاثْنَانِ وَسَبْعُونَ و (الالفات) ثَمَانِيَة وَأَرْبَعُونَ وتسع مائَة وَاثْنَانِ وَتسْعُونَ و (الباءات) اثْنَا عشر ألفا ومائتان وَثَمَانِية وَعِشْرُونَ و (التاءات) الفان وَأَرْبع مائَة وَأَرْبع و (الثاءات) ثَلَاثَة آلَاف وَمِائَة وَخَمْسَة و (الجيمات) أَرْبَعَة آلَاف ومائتان وَاثْنَانِ وَعِشْرُونَ و (الحاءات) أَربع آلَاف وَمِائَة وَعِشْرُونَ. و (الخاءات) أَلفَانِ وَخمْس مائَة وَخَمْسَة و (الدالات) خَمْسَة آلَاف وتسع مائَة وَاثْنَانِ وَسَبْعُونَ و (الذالات) أَرْبَعَة آلَاف وَسبع مائَة وَتِسْعَة وَثَلَاثُونَ و (الراءات) اثْنَان وَعشرَة آلَاف ومائتان وَأَرْبَعُونَ و (الزايات) ثَلَاثَة آلَاف وَخمْس مائَة وَثَمَانُونَ و (السينات) خَمْسَة آلَاف وتسع مائَة وَسِتَّة وَسَبْعُونَ و (الشينات) أَلفَانِ وَمِائَة وَخَمْسَة عشر و (الصادات) عشرُون ألفا وَثَمَانِية وَثَلَاثُونَ و (الضادات) سِتّ مائَة وَاثْنَانِ وَثَمَانُونَ و (الطاءات) ألف وَثَلَاث مائَة وَسَبْعَة و (الظاءات) سبع مائَة وَاثْنَانِ وَثَمَانُونَ و (العينات) تِسْعَة آلَاف ومائتان وَأَرْبَعَة وَسَبْعُونَ و (الغينات) تِسْعَة آلَاف ومائتان وَإِحْدَى عشر و (الفاءات) ثَمَانِيَة آلَاف وَأَرْبع مائَة وَثَمَانِية عشر و (القافات) سِتَّة آلَاف وست مائَة وَاثنا عشر و (الكافات) عشرَة آلَاف وست مائَة وَثَمَانِية وَعِشْرُونَ و (اللامات) ثَلَاثَة وَثَلَاثُونَ ألفا وَخمْس مائَة وَعِشْرُونَ و (الميمات) سِتَّة وَعِشْرُونَ ألفا وَخمْس مائَة وَخَمْسَة عشر و (النونات) خَمْسَة وَأَرْبَعُونَ ألفا وَمِائَة وَتسْعُونَ و (الواوات) خَمْسَة وَعِشْرُونَ ألفا وَخمْس مائَة وَتِسْعَة وَثَمَانُونَ و (الهاءات) سِتَّة عشر ألفا وَسَبْعُونَ و (الياءات) خَمْسَة وَعِشْرُونَ ألفا وتسع مائَة وَتِسْعَة. هَكَذَا فِي (زِينَة الْقَارئ)

التهجي

(التهجي) حُرُوف التهجي مَا تتركب مِنْهَا الْأَلْفَاظ وَهِي فِي اللُّغَة الْعَرَبيَّة الْألف وَالْيَاء وَمَا بَينهمَا
التهجي: والهجاء تعديد الْحُرُوف بأسمائها والألفاظ الَّتِي يتهجى بهَا اسماء مسمياتها الْحُرُوف المبسوطة أَي المفردة البسيطة الَّتِي مِنْهَا ركبت الْكَلم.

التَّصَوُّر والتصديق

التَّصَوُّر والتصديق: وَإِنَّمَا قدمنَا التَّصَوُّر على التَّصْدِيق لِأَن التَّصَوُّر إِمَّا شَرط التَّصْدِيق أَو شطره أَي جزءه. وَالشّرط والشطر مقدمان طبعا على الْمَشْرُوط وَالْكل بِالضَّرُورَةِ فقدمنا التَّصَوُّر على التَّصْدِيق وَصفا ليُوَافق الْوَضع الطَّبْع.
ثمَّ اعْلَم أَن التَّصَوُّر يُطلق بالاشتراك اللَّفْظِيّ على أَمريْن. أَحدهمَا: الْحُضُور الذهْنِي مُطلقًا والتصور بِهَذَا الْمَعْنى مرادف للْعلم المنقسم إِلَى التَّصَوُّر والتصديق وَيُقَال لَهُ التَّصَوُّر الْمُطلق والتصور لَا بِشَرْط شَيْء. وَثَانِيهمَا: الْحُضُور الذهْنِي مَعَ اعْتِبَار عدم الإذعان وَهَذَا التَّصَوُّر قسم الْعلم فَيكون قسما للتصور بِالْمَعْنَى الأول أَيْضا وقسيما للتصديق وَيُقَال لَهُ التَّصَوُّر الساذج وتصور فَقَط والتصور بِشَرْط لَا شَيْء. وَقد علم من هَذَا الْبَيَان أَن مورد الْقِسْمَة هُوَ التَّصَوُّر بِالْمَعْنَى الأول. وَقَالَ الْمُحَقق الرَّازِيّ فِي الرسَالَة المعمولة فِي التَّصَوُّر والتصديق فسر التَّصَوُّر بِأُمُور. أَحدهَا: بِأَنَّهُ عبارَة عَن حُصُول صُورَة الشَّيْء فِي الْعقل وَهُوَ بِهَذَا الْمَعْنى مرادف للْعلم. وَثَانِيها: بِأَنَّهُ عبارَة عَن حُصُول صُورَة الشَّيْء فِي الْعقل فَقَط وَهُوَ مُحْتَمل لوَجْهَيْنِ: أَحدهمَا: حُصُول صُورَة الشَّيْء مَعَ اعْتِبَار عدم الحكم. وَثَانِيهمَا: حُصُول صُورَة الشَّيْء مَعَ عدم اعْتِبَار الحكم. وَهُوَ بِهَذَا التَّفْسِير أَعم مِنْهُ بالتفسير الثَّانِي لِأَنَّهُ جَازَ أَن يكون مَعَ الحكم. وأخص مِنْهُ بالتفسير الأول لِأَن الأول جَازَ أَن يكون مَعَ اعْتِبَار الحكم انْتهى. وَقَالَ الزَّاهِد فِي حَوَاشِيه على الْحَوَاشِي الجلالية على التَّهْذِيب التَّصَوُّر عبارَة عَن الصُّورَة الْحَاصِلَة من الشَّيْء فِي الْعقل فَقَط وَهُوَ مُحْتَمل لوَجْهَيْنِ: الأول: مَعَ عدم اعْتِبَار الإذعان وَالثَّانِي: مَعَ اعْتِبَار عدم الإذعان وَالْأول أَعم من الثَّانِي بِحَسب الْمَفْهُوم دون التحقق لِأَن الْعلم التصديقي هُوَ الْعلم المتكيف بالكيفية الإذعانية لَا يُمكن فِيهِ عدم اعْتِبَار الإذعان وَلَا اعْتِبَار عدم الإذعان. وَغير الْعلم التصديقي يُمكن فِيهِ كل مِنْهُمَا انْتهى.

وللتصديق فِي اللُّغَة ثَلَاثَة معَان: الأول: هُوَ الإذعان بِصدق الْقَضِيَّة أَي التَّصْدِيق بِأَن معنى الْقَضِيَّة مُطَابق للْوَاقِع ويعبر عَنهُ بِالْفَارِسِيَّةِ (براست دانستن وصادق دانستن) ، وَالثَّانِي: الإذعان بِمَعْنى الْقَضِيَّة أَي التَّصْدِيق بِأَن الْمَحْمُول ثَابت للموضوع فِي الْوَاقِع أَو مسلوب عَنهُ كَذَلِك ويعبر عَنهُ بِالْفَارِسِيَّةِ (بكرويدن وباوركردن) وَهَذَا الْمَعْنى هُوَ التَّصْدِيق المنطقي. من هَا هُنَا قد اشْتهر فِيمَا بَينهم أَن التَّصْدِيق المنطقي هُوَ بِعَيْنِه هُوَ التَّصْدِيق اللّغَوِيّ، وَالثَّالِث: عبارَة عَن التَّصْدِيق بِأَن الْقَائِل مخبر عَن كَلَام مُطَابق للْوَاقِع ويعبر عَنهُ بِالْفَارِسِيَّةِ (براست كو داشتن وَحقّ كو دانستن) .
وَقد علم من هَذَا الْبَيَان أَن الْمَعْنى الأول مَأْخُوذ من الصدْق الَّذِي وصف الْقَضِيَّة وَالثَّالِث مَأْخُوذ من الصدْق الَّذِي وصف الْقَائِل فَإِن قيل بَين هذَيْن الْقَوْلَيْنِ أَي قَوْلهم التَّصْدِيق المنطقي هُوَ التَّصْدِيق اللّغَوِيّ وَبَين قَوْلهم التَّصْدِيق المنطقي هُوَ التَّصْدِيق الأول والتصديق اللّغَوِيّ تَصْدِيق ثَان مُنَافَاة لِأَن القَوْل الأول يدل على العينية وَالْقَوْل الثَّانِي على الْمُغَايرَة والأولوية والثانوية لَا يتصوران إِلَّا فِي المتغايرين قُلْنَا تنْدَفع الْمُنَافَاة مِمَّا ذكرنَا من الْمعَانِي الثَّلَاثَة للتصديق فَإِن المُرَاد بالتصديق اللّغَوِيّ فِي القَوْل الأول هُوَ التَّصْدِيق اللّغَوِيّ بِالْمَعْنَى الثَّانِي. وَقد عرفت أَنه هُوَ التَّصْدِيق المنطقي وعينه. وَهَذَا التَّصْدِيق أَي التَّصْدِيق اللّغَوِيّ بِالْمَعْنَى الثَّانِي مقدم على التَّصْدِيق اللّغَوِيّ بِالْمَعْنَى الأول أَي يحصل قبل حُصُوله كَمَا لَا يخفى. فَالْحَاصِل أَن التَّصْدِيق اللّغَوِيّ الَّذِي هُوَ عين التَّصْدِيق المنطقي هُوَ التَّصْدِيق بِالْمَعْنَى الثَّانِي والتصديق الَّذِي مَحْكُوم عَلَيْهِ بِأَنَّهُ ثَان أَي مُتَأَخّر هُوَ التَّصْدِيق اللّغَوِيّ بِالْمَعْنَى الأول.
ثمَّ اعْلَم أَنهم اخْتلفُوا فِي بساطة التَّصْدِيق وتركبه. والحكماء ذَهَبُوا إِلَى بساطته وفسروه بالحكم أَي الاذعان بِالنِّسْبَةِ التَّامَّة الخبرية كَمَا هُوَ الْمَشْهُور. أَو الإذعان بِأَن الْمَحْمُول ثَابت للموضوع أَو مسلوب عَنهُ فِي الْوَاقِع كَمَا هُوَ تَحْقِيق الزَّاهِد. وَعَلَيْك أَن تعلم أَن الحكم بِاعْتِبَار حُصُوله فِي الذِّهْن تصور بِالْمَعْنَى الأول ولخصوصية كَونه حكما يُسمى تَصْدِيقًا وَسَيَجِيءُ توضيح هَذَا الْإِجْمَال فِي ذيل هَذَا الْمقَال أَو الاذعان بِنِسْبَة الِاتِّصَال واللااتصال وبنسبة الِانْفِصَال واللاانفصال. وَالْإِمَام الرَّازِيّ رَحمَه الله ذهب إِلَى أَنه مركب عبارَة عَن مَجْمُوع تصور الْمَحْكُوم عَلَيْهِ وَبِه وَالْحكم لما صرح بِهِ فِي الملخص. وَقيل إِن أول من نسب تركيب التَّصْدِيق إِلَى الإِمَام هُوَ الكاتبي فِي شرح الملخص حَيْثُ حمل عبارَة الملخص على ظَاهرهَا فَصَارَ كسخاوة حَاتِم وشجاعة رستم وَإِلَّا فعبارات الإِمَام فِي سَائِر كتبه نَص على أَن التَّصْدِيق نفس الحكم على مَا عَلَيْهِ الْحُكَمَاء. وَقَالَ القَاضِي سراج الدّين الأرموي فِي الْمطَالع الْعلم إِمَّا تصور إِن كَانَ إدراكا ساذجا وَإِمَّا تَصْدِيق إِن كَانَ مَعَ حكم بِنَفْي أَو إِثْبَات وَقَالَ صَاحب الْكَشْف فِي كتاب الْبَيَان التَّصَوُّر إِدْرَاك الشَّيْء من حَيْثُ هُوَ مَقْطُوع النّظر عَن كَونه خَالِيا عَن الحكم بِهِ أَو عَلَيْهِ بِإِيجَاب أَو سلب والمنظور إِلَيْهِ مَعَ أَحدهمَا هُوَ التَّصْدِيق. وَفِي ميزَان الْمنطق الْعلم إِمَّا تصور فَقَط وَهُوَ حُصُول صُورَة الشَّيْء فِي الْعقل. وَإِمَّا تَصْدِيق وَهُوَ تصور مَعَه حكم. وَفِي الشمسية الْعلم إِمَّا تصور فَقَط وَهُوَ حُصُول صُورَة الشَّيْء فِي الْعقل وَإِمَّا تصور مَعَه حكم وَيُقَال للمجموع تَصْدِيق. وَهَكَذَا قسمه الطوسي فِي تَجْرِيد الْمِيزَان.
وَلَا يخفى أَن هَذِه التفاسير للتصديق لَا تنطبق على شَيْء من مذهبي الْحُكَمَاء وَالْإِمَام. أما الأول: فلامتناع معية الشَّيْء بِنَفسِهِ. وَأما الثَّانِي: فَلِأَن الحكم لما كَانَ سَابِقًا على الْمَجْمُوع بِحكم الْجُزْئِيَّة لم يكن مَعَه للتضاد بَين التَّقَدُّم والمعية.
وَأَنت خَبِير بِمَا فِيهِ من منع التضاد لجَوَاز أَن تكون معية زمانية وَهِي لَا تنَافِي التَّقَدُّم الذاتي كَمَا هُوَ شَأْن الْجُزْء مَعَ الْكل. نعم مَا ذكره السَّيِّد السَّنَد الشريف الشريف قدس سره فِي حَاشِيَته على شرح الشمسية يُسْتَفَاد مِنْهُ دَلِيل قَاطع على عدم انطباق هَذِه التفاسير على مَذْهَب الإِمَام وَمن أَرَادَ الِاطِّلَاع عَلَيْهِ فَليرْجع إِلَيْهِ. وَيفهم مِمَّا قَالَ الْعَلامَة الْأَصْفَهَانِي فِي شرح الْمطَالع والطوالع أَن هَذِه التفاسير مَبْنِيَّة على مَذْهَب ثَالِث مستحدث مِنْهُم فِي التَّصْدِيق وَلَا مشاحة فِي الِاصْطِلَاح. ومحصل كَلَامه أَن حَقِيقَة التَّصْدِيق هِيَ مَا يكون الحكم لاحقا بِهِ عارضا لَهُ وَهُوَ مَجْمُوع التصورات الثَّلَاثَة من حَيْثُ إِنَّه ملحوق ومعروض للْحكم المرادف للتصديق فتسمية المعروض بالتصديق من بَاب إِجْرَاء الْعَارِض على المعروض وَمَا عدا ذَلِك تصور ساذج وَحِينَئِذٍ لَا يلْزم أَن يكون تصور الْمَحْكُوم عَلَيْهِ وَحده أَو تصور الْمَحْكُوم بِهِ وَحده وَلَا مجموعهما مَعًا وَحدهمَا تَصْدِيقًا لَكِن يلْزم أَن يكون إِدْرَاك النِّسْبَة وَحده تَصْدِيقًا لِأَن الحكم عَارض لَهُ حَقِيقَة كَمَا هُوَ الْمَشْهُور وَإِن قلت إِن المُرَاد من التَّصَوُّر المعروض للْحكم مَجْمُوع التصورات الثَّلَاثَة كَمَا مر وَالْحكم وَإِن كَانَ عارضا للنسبة حَقِيقَة لكنه بِوَاسِطَة قِيَامهَا بالطرفين عَارض للمجموع فَإِن عرُوض أَمر بِجُزْء يسْتَلْزم عروضه للْكُلّ قُلْنَا لَا دلَالَة للتصور على التَّعَدُّد فضلا عَن أَن يكون دَالا على مَجْمُوع التصورات الثَّلَاثَة. وَأما تَقْسِيم صَاحب الشمسية فَلَا ينطبق على مَذْهَب الْحُكَمَاء بِالضَّرُورَةِ وَلَا على مَذْهَب الإِمَام لما ذكره السَّيِّد السَّنَد قدس سره فِي تِلْكَ الْحَاشِيَة.
وَاعْلَم أَن السَّيِّد السَّنَد قدس سره قَالَ فِي تِلْكَ الْحَاشِيَة وَإِن كَانَ أَي التَّصْدِيق عبارَة عَن الْمَجْمُوع الْمركب مِنْهُمَا كَمَا صرح بِهِ أَي بقوله وَيُقَال للمجموع تَصْدِيق لم يكن التَّصْدِيق قسما من الْعلم بل مركبا من أحد قسميه مَعَ أَمر آخر مُقَارن لَهُ أَعنِي الحكم وَذَلِكَ بَاطِل انْتهى قَوْله لم يكن التَّصْدِيق قسما من الْعلم لِأَن الحكم على هَذَا التَّقْسِيم فعل فَلَا يكون التَّصْدِيق الْمركب مِنْهُ وَمن الْعلم علما وَذَلِكَ بَاطِل لاتفاقهم على أَن التَّصْدِيق قسم من الْعلم وَإِنَّمَا الِاخْتِلَاف فِي حَقِيقَته فَلَا يَصح التَّقْسِيم فضلا عَن الانطباق كَمَا فِي الْحَوَاشِي الحكيمية - أَقُول إِن الحكم عِنْد الإِمَام علم وَإِدْرَاك لَا فعل كَمَا سَيَجِيءُ فتقسيم صَاحب الشمسية منطبق على مَذْهَب الإِمَام. فَإِن قلت أَي مَذْهَب من مذهبي الْحُكَمَاء وَالْإِمَام حق قُلْنَا الْمَذْهَب الْحق هُوَ مَذْهَب الْحُكَمَاء كَمَا قَالَ السَّيِّد السَّنَد قدس سره هَذَا هُوَ الْحق لِأَن تَقْسِيم الْعلم إِلَى هذَيْن الْقسمَيْنِ إِنَّمَا هُوَ لامتياز كل وَاحِد مِنْهُمَا من الآخر بطرِيق خَاص يستحصل بِهِ.
ثمَّ إِن الْإِدْرَاك الْمُسَمّى بالحكم ينْفَرد بطرِيق خَاص يُوصل إِلَيْهِ وَهُوَ الْحجَّة المنقسمة إِلَى أقسامها. وَمَا عدا هَذَا الْإِدْرَاك لَهُ طَرِيق وَاحِد وَهُوَ القَوْل الشَّارِح فتصور الْمَحْكُوم عَلَيْهِ وتصور الْمَحْكُوم بِهِ وتصور النِّسْبَة الْحكمِيَّة يُشَارك سَائِر التصورات فِي الاستحصال بالْقَوْل الشَّارِح فَلَا فَائِدَة فِي ضمهَا إِلَى الحكم وَجعل الْمَجْمُوع قسما وَاحِدًا من الْعلم مُسَمّى بالتصديق. لِأَن هَذَا الْمَجْمُوع لَيْسَ لَهُ طَرِيق خَاص فَمن لاحظ مَقْصُود الْفَنّ أَعنِي بَيَان الطّرق الموصلة إِلَى الْعلم لم يلتبس عَلَيْهِ أَن الْوَاجِب فِي تقسيمه مُلَاحظَة الامتياز فِي الطّرق فَيكون الحكم أحد قسميه الْمُسَمّى بالتصديق لكنه مَشْرُوط فِي وجوده ضمه إِلَى أُمُور مُتعَدِّدَة من أَفْرَاد الْقسم الآخر انْتهى. فَإِن قيل إِن الحكم عِنْد الإِمَام فعل من أَفعَال النَّفس لَا علم وَإِدْرَاك فَكيف يكون الْمَجْمُوع الْمركب من التصورات الثَّلَاثَة وَالْحكم قسما من الْعلم فَإِن تركيب التَّصْدِيق الَّذِي هُوَ قسم الْعلم من الْعلم وَغَيره محَال قُلْنَا الحكم عِنْد الإِمَام إِدْرَاك قطعا وَمَا اشْتهر أَنه فعل عِنْده غلط نَشأ من اشْتِرَاك لفظ الحكم بَين الْمَعْنى الاصطلاحي وَهُوَ الإذعان وَبَين الْمَعْنى اللّغَوِيّ وَهُوَ ضم أحد المفهومين إِلَى الآخر وَالضَّم فعل من أَفعَال النَّفس فَمن قَالَ إِن الحكم عِنْده فعل والتصديق عبارَة عَن مَجْمُوع التصورات الثَّلَاثَة وَالْحكم فقد افترى عَلَيْهِ بهتانا عَظِيما.
نعم يرد على الإِمَام اعْتِرَاض من وَجْهَيْن: أَحدهمَا: أَنه يلْزم قلب الْمَوْضُوع لاستلزامه أَن يكون التَّصْدِيق مكتسبا من القَوْل الشَّارِح والتصور من الْحجَّة وَالْأَمر بِالْعَكْسِ أما الأول فَلِأَن التَّصْدِيق عِنْده هُوَ الْمَجْمُوع من التصورات الثَّلَاثَة وَالْحكم فَلَو كَانَ الحكم الَّذِي هُوَ جزؤه بديهيا غَنِيا عَن الِاكْتِسَاب وَيكون تصور أحد طَرفَيْهِ كسبيا كَانَ ذَلِك الْمَجْمُوع كسبيا. فَإِن احْتِيَاج الْجُزْء إِلَى الشَّيْء يسْتَلْزم احْتِيَاج الْكل إِلَيْهِ وَحِينَئِذٍ يكون اكتسابه من القَوْل الشَّارِح. وَلَا يخفى مَا فِيهِ لِأَن التصورات كلهَا عِنْده بديهية فَلَا يتَصَوَّر أَن يكون تصور أحد الطَّرفَيْنِ عِنْده كسبيا حَتَّى يلْزم الْمَحْذُور الْمَذْكُور. وَأما الثَّانِي: فَلِأَن الحكم عِنْده إِدْرَاك وَلَيْسَ هُوَ وَحده تَصْدِيقًا عِنْده بل الْمَجْمُوع الْمركب مِنْهُ وَمن التصورات الثَّلَاثَة فَلَا بُد أَن يكون تصورا فَإِذا كَانَ كسبيان يكون اكتسابه من الْحجَّة فَيلْزم اكْتِسَاب التَّصَوُّر من الْحجَّة وَهُوَ مُمْتَنع لما سَيَجِيءُ فِي مَوْضُوع الْمنطق إِن شَاءَ الله تَعَالَى. إِلَّا أَن يُقَال إِن الإِمَام جَازَ أَن يكون مُلْتَزما أَن يكون بعض التصورات أَعنِي الحكم مكتسبا من الْحجَّة فَهُوَ لَيْسَ بمعتقد بِمَا هُوَ الْمَشْهُور من أَن التَّصَوُّر مكتسب من القَوْل الشَّارِح فَقَط والتصديق من الْحجَّة فَحسب. والاعتراض بِالْوَجْهِ الثَّانِي أَن الْوحدَة مُعْتَبرَة فِي الْمقسم كَمَا ذكرنَا فِي جَامع الغموض شرح الكافية فِي شرح اللَّفْظ كَيفَ لَا وَإِن لم يُقيد بهَا لم ينْحَصر كل مقسم فِي أقسامه فَإِن مَجْمُوع الْقسمَيْنِ قسم ثَالِث للمطلق. فالتصديق الَّذِي هُوَ عبارَة عَن الادراكات الَّتِي هِيَ عُلُوم مُتعَدِّدَة لَا ينْدَرج تَحت الْعلم الْوَاحِد الَّذِي جعل مقسمًا. وَالْجَوَاب أَن التَّصْدِيق الْمَذْكُور فِي نَفسه وَإِن كَانَت علوما مُتعَدِّدَة لَكِن لَهَا نوع وحدة فَلَا بَأْس باندراجها بِحَسب تِلْكَ الْوحدَة تَحت الْعلم مَعَ أَن التَّرْكِيب بِدُونِ اعْتِبَار الْوحدَة مُمْتَنع وَمن سوى الْحُكَمَاء قَائِل بتركيب التَّصْدِيق فَلهُ وحدة بحسبها مندرج تَحت الْعلم فَلَا إِشْكَال. وَقَالَ الزَّاهِد فِي حَاشِيَة الرسَالَة أَقُول يرد على الإِمَام أَن أَجزَاء التَّصْدِيق يجب أَن تكون علوما تصورية لِأَن الْعلم منحصر فِي التَّصَوُّر والتصديق وجزء التَّصْدِيق لَا يُمكن أَن يكون شَيْئا غير الْعلم أَو علما تصديقيا غير التصوري وَلَا شكّ أَن التصورات كلهَا بديهيات عِنْده وَمن الضروريات أَنه إِذا حصل جَمِيع أَجزَاء الشَّيْء بالبداهة يحصل ذَلِك الشَّيْء بالبداهة فَيلْزم أَن يكون التصديقات أَيْضا كلهَا بديهية مَعَ أَنه لَا يَقُول بذلك انْتهى. وَقَالَ فِي الْهَامِش المُرَاد بِالْجَمِيعِ الْكل الإفرادي فَلَا يرد أَن جَمِيع أَجزَاء الشَّيْء هُوَ بِعَيْنِه ذَلِك الشَّيْء فَيرجع الْكَلَام إِلَى أَنه إِذا حصل ذَلِك الشَّيْء يحصل ذَلِك الشَّيْء. ثمَّ حُصُول كل وَاحِد من الْأَجْزَاء بِأَيّ نَحْو كَانَ مُسْتَلْزم لحُصُول الْكل كَذَلِك إِذا لم يعْتَبر مَعَه الْهَيْئَة الاجتماعية وحصوله بطرِيق البداهة لَيْسَ بمستلزم لحُصُول الْكل كَذَلِك إِذا اعْتبر مَعَه تِلْكَ الْهَيْئَة انْتهى.
وَاعْلَم أَن الْحُكَمَاء قاطبة بعد اتِّفَاقهم على أَن التَّصْدِيق بسيط عبارَة عَن الاذعان وَالْحكم فَقَط اخْتلفُوا فِي أَن مُتَعَلق الاذعان إِمَّا النِّسْبَة الخبرية ثبوتية أَو سلبية. أَو مُتَعَلقَة وُقُوع النِّسْبَة الثبوتية التقييدية أَولا وُقُوعهَا يَعْنِي أَن النِّسْبَة وَاقعَة أَو لَيست بواقعة فَاخْتَارَ المتقدمون مِنْهُم الأول وَقَالُوا بِتَثْلِيث أَجزَاء الْقَضِيَّة الْمَحْكُوم عَلَيْهِ والمحكوم بِهِ وَالنِّسْبَة الخبرية ثبوتية أَو سلبية وَهَذَا هُوَ الْحق إِذْ لَا يفهم من زيد قَائِم مثلا إِلَّا نِسْبَة وَاحِدَة وَلَا يحْتَاج فِي عقده إِلَى نِسْبَة أُخْرَى. والتصديق عِنْدهم نوع آخر من الْإِدْرَاك مغائر للتصور مُغَايرَة ذاتية لَا بِاعْتِبَار الْمُتَعَلّق. وَذهب الْمُتَأَخّرُونَ مِنْهُم إِلَى الثَّانِي وَقَالُوا بتربيع أَجزَاء الْقَضِيَّة الْمَحْكُوم عَلَيْهِ والمحكوم بِهِ وَالنِّسْبَة التقييدية ثبوتية أَو سلبية الَّتِي سَموهَا بِالنِّسْبَةِ الْحكمِيَّة. وَالرَّابِع النِّسْبَة التَّامَّة الخبرية وَهِي أَن النِّسْبَة وَاقعَة أَو لَيست بواقعة وَالَّذِي حملهمْ على ذَلِك أَنهم ظنُّوا أَنه لَو جعلُوا مُتَعَلق الْإِدْرَاك النِّسْبَة الْحكمِيَّة لَا أَن النِّسْبَة وَاقعَة أَو لَيست بواقعة لدخل الشَّك وَالوهم والتخييل فِي التَّصْدِيق لِأَنَّهَا أَيْضا إِدْرَاك النِّسْبَة الْحكمِيَّة ففرقوا بَين التَّصَوُّر والتصديق بِاعْتِبَار الْمُتَعَلّق وازدادوا جُزْءا رَابِعا وجعلوه مُتَعَلق الْإِدْرَاك. وَزَعَمُوا أَن الشَّك وَكَذَا الْوَهم والتخييل لَيْسَ إِدْرَاك أَن النِّسْبَة وَاقعَة وَلَكِن لم يتنبهوا أَن الشَّك أَيْضا إِدْرَاك الْوُقُوع أَو اللاوقوع لَكِن لَا على سَبِيل التَّسْلِيم والإذعان فَلم يَنْفَعهُمْ الازدياد بل زَاد الْفساد بِخُرُوج التصديقات الشّرطِيَّة فَإِن النِّسْبَة وَاقعَة أَو لَيست بواقعة نِسْبَة حملية وَالنِّسْبَة فِي الشرطيات هِيَ نِسْبَة الِاتِّصَال واللاتصال والانفصال واللاانفصال. وَأَيْضًا يتَوَهَّم مِنْهُ أَن مَفْهُوم أَن النِّسْبَة وَاقعَة أَو لَيست بواقعة مُعْتَبر فِي معنى الْقَضِيَّة وَالْأَمر لَيْسَ كَذَلِك فَإِن الْمُعْتَبر فِيهِ نِسْبَة بسيطة يصدق عَلَيْهَا هَذِه الْعبارَة المفصلة إِلَّا أَن يُقَال لَيْسَ مقصودهم إِثْبَات النسبتين المتغائرتين حَقِيقَة بل أَن النِّسْبَة الْوَاحِدَة الَّتِي هِيَ النِّسْبَة التَّامَّة الخبرية إِذا أخذت من حَيْثُ إِنَّهَا نِسْبَة بَين الْمَوْضُوع والمحمول يتَعَلَّق بِهِ الشَّك وأخواه. وَإِذا أخذت من حَيْثُ إِنَّهَا نِسْبَة وَاقعَة أَو لَيست بواقعة يتَعَلَّق بهَا التَّصْدِيق وَيُشِير إِلَى هَذَا مَا فِي شرح الْمطَالع من أَن أَجزَاء الْقَضِيَّة عِنْد التَّفْصِيل أَرْبَعَة فَافْهَم. وَمَا ذكرنَا من أَن مُتَعَلق الإذعان وَالْحكم هُوَ النِّسْبَة التَّامَّة الخبرية هُوَ الْمَشْهُور وَمذهب الْجُمْهُور وَأما الزَّاهِد فَلَا يَقُول بِهِ فَإِنَّهُ قَالَ إِن التَّصْدِيق أَي الاذعان وَالْحكم يتَعَلَّق أَولا وبالذات بالموضوع والمحمول حَال كَون النِّسْبَة رابطة بَينهمَا وَثَانِيا وبالعرض بِالنِّسْبَةِ لِأَن النِّسْبَة معنى حرفي لَا يَصح أَن يتَعَلَّق التَّصْدِيق بهَا من حَيْثُ هِيَ هِيَ. أَقُول نعم إِن النِّسْبَة من حَيْثُ إِنَّهَا رابطة فِي الْقَضِيَّة لَا يُمكن أَن تلاحظ قصدا وبالذات لِأَنَّهَا معنى حرفي فَلَا يُمكن تعلق الاذعان والتصديق بهَا بجعلها مَوْضُوعا ومحكوما عَلَيْهَا أَو بهَا بالاذعان والتصديق لَكِن لَا نسلم أَن تعلقهما بهَا مُطلقًا مَوْقُوف على ملاحظتها قصدا وبالذات فَقَوله لَا يَصح أَن يتَعَلَّق التَّصْدِيق بهَا من حَيْثُ هِيَ هِيَ لَا يَصح.
وتوضيحه أَن الْمَعْنى مَا لم يُلَاحظ قصدا وبالذات لَا يُمكن جعله مَحْكُومًا عَلَيْهِ أَو بِهِ بِنَاء على أَن النَّفس مجبولة على أَنَّهَا مَا لم تلاحظ الشَّيْء كَذَلِك لَا تقدر على أَن تحكم عَلَيْهِ أَو بِهِ كَمَا يشْهد بِهِ الوجدان وَالْمعْنَى الْحر فِي لَا يُمكن أَن يُلَاحظ كَذَلِك فَلَا يُمكن الحكم عَلَيْهِ أَو بِهِ فَتعلق الاذعان وَالْحكم بِهِ مُمْتَنع.
وَأما عرُوض الْعَوَارِض بِحَسب الْوَاقِع وَنَفس الْأَمر للمعنى الْحرفِي الملحوظ تبعا وَمن حَيْثُ إِنَّه آلَة لملاحظة الطَّرفَيْنِ فَلَيْسَ بممتنع. أَلا ترى أَن الِابْتِدَاء الَّذِي هُوَ مَدْلُول كلمة من إِذا لوحظ فِي أَي تركيب يعرض لَهُ الْوُجُود والإمكان والاحتياج إِلَى الطَّرفَيْنِ وَالْقِيَام بهما وَنَحْوهَا لَا على وَجه الحكم بل على وَجه مُجَرّد الْقيام وَالْعرُوض وَهَذَا لَيْسَ بممتنع والإذعان من هَذَا الْقَبِيل فَيجوز أَن يتَعَلَّق بِالنِّسْبَةِ الملحوظة فِي الْقَضِيَّة تبعا على وَجه الْعرُوض لَكِن أَيهَا القَاضِي العَاصِي لَا تبطل حق القَاضِي الزَّاهِد وَلَا تتْرك الانصاف وَإِن امْتَلَأَ أَحْمد نكر من الْجور والاعتساف وَلَا تقس عرُوض الاذعان للنسبة على عرُوض الْوُجُود والإمكان فَإِنَّهُ قِيَاس مَعَ الْفَارِق فَإِن الاذعان لكَونه أمرا اختياريا مُكَلّفا بِهِ قصديا بِدَلِيل التَّكْلِيف بِالْإِيمَان لَا يُمكن عروضه وتعلقه بالمذعن بِهِ إِلَّا بعد تعلقه وملاحظته قصدا وبالذات بِخِلَاف الْوُجُود والإمكان وَنَحْوهمَا فَإِن عروضها لشَيْء لَيْسَ بموقوف على قصد قَاصد كَمَا لَا يخفى.
وَاعْلَم أَن الزَّاهِد قَالَ فِي حَوَاشِيه على الرسَالَة الثَّالِث مَا هُوَ يَبْدُو فِي أول النّظر وَيظْهر فِي بادئ الرَّأْي من أَن التَّصْدِيق هُوَ الْكَيْفِيَّة الإدراكية. وَمَا يَقْتَضِيهِ النّظر الدَّقِيق. ويلوح مِمَّا أَفَادَهُ أهل التَّحْقِيق. هُوَ أَن الْكَيْفِيَّة الاذعانية وَرَاء الْكَيْفِيَّة الإدراكية أَلَيْسَ إِنَّا إِذا سمعنَا قَضِيَّة وأدركناها بِتمَام أَجْزَائِهَا ثمَّ أَقَمْنَا الْبُرْهَان عَلَيْهَا لَا يحصل لنا إِدْرَاك آخر بل تقترن بالإدراك السَّابِق حَالَة أُخْرَى تسمى الإذعان وَالْقَبُول وَإِلَّا يلْزم أَن تكون لشَيْء وَاحِد صُورَتَانِ فِي الذِّهْن. وَلَا يخفى على من يرجع إِلَى وجدانه أَن الْعلم صفة يحصل مِنْهُ الانكشاف والإذعان صفة لَيْسَ كَذَلِك بل تحصل مِنْهُ بعد الانكشاف كَيْفيَّة أُخْرَى للنَّفس وَبِذَلِك يَصح تَقْسِيم الْعلم إِلَى التَّصَوُّر الساذج والتصور مَعَه التَّصْدِيق كَمَا وَقع عَن كثير من الْمُحَقِّقين انْتهى. أَقُول قَوْله: (صُورَتَانِ فِي الذِّهْن) أَي صُورَتَانِ مساويتان وَهُوَ محَال فَلَا يرد أَنه قَالَ فِي حَوَاشِيه على شرح المواقف للوجود صُورَة وللعدم صُورَتَانِ فَإِن للعدم صُورَتَيْنِ إجمالية وتفصيله كَمَا سَيَجِيءُ فِي مَوْضِعه إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
وَاعْلَم أَنه يعلم من هَذَا الْمقَال أَن من قسم الْعلم إِلَى التَّصَوُّر فَقَط وَإِلَى تصور مَعَه حكم أَو إِلَى تصور مَعَه تَصْدِيق مَبْنِيّ على أُمُور. أَحدهَا: أَن التَّصْدِيق وَالْحكم والإذعان أَلْفَاظ مترادفة. وَثَانِيها: أَن الْعلم منقسم إِلَى تصورين أَحدهمَا تصور ساذج أَي غير مقرون بالحكم. وَثَانِيهمَا تصور مقرون بِهِ. وَثَالِثهَا: أَن التَّصْدِيق لَيْسَ بِعلم بِنَاء على أَنه كَيْفيَّة إذعانية لَا كَيْفيَّة إدراكية حَتَّى يكون علما. وَرَابِعهَا: أَن الْقسم الثَّانِي لما لم يَنْفَكّ عَن التَّصْدِيق الَّذِي هُوَ الحكم سمي بالتصديق مجَازًا من قبيل تَسْمِيَة الشَّيْء باسم مَا يقارنه وَلَا يَنْفَكّ عَنهُ. ثمَّ المُرَاد بالتصور الْمُقَارن بالحكم إِمَّا الإدراكات الثَّلَاثَة فَقَط أَو إِدْرَاك أَن النِّسْبَة وَاقعَة أَو لَيست بواقعة أَيْضا على الِاخْتِلَاف كَمَا مر. وَلَا يخفى عَلَيْك أَن كَون التَّصْدِيق علما كنار على علم. وانقسام الْعلم إِلَى التَّصَوُّر والتصديق من ضروريات مَذْهَب الْحُكَمَاء وَحمل إِطْلَاق التَّصْدِيق على الْقسم الثَّانِي على الْمجَاز لَا يعلم من إطلاقاتهم وَقَوله: (إِن الْكَيْفِيَّة الإذعانية وَرَاء الْكَيْفِيَّة الإدراكية) إِن أَرَادَ بِهِ أَنه لَيْسَ الأولى عين الثَّانِيَة فَمُسلم لَكِن لَا يجدي نفعا مَا لم يثبت بَينهمَا مباينة. وَإِن أَرَادَ بِهِ أَن بَينهمَا مباينة بالنوع فَمَمْنُوع لِأَن الثَّانِيَة أَعم من الأولى فَإِن الأولى من أَنْوَاع الثَّانِيَة فَإِن للنَّفس من واهب الصُّور قبُول وَإِدْرَاك لَهَا قطعا تصورية أَو تصديقية. نعم إِن فِي التصورات إِدْرَاك وَقبُول لَا على وَجه الإذعان وَفِي التصديقات إِدْرَاك وَقبُول على وَجه الإذعان بِمَعْنى أَن ذَلِك الْإِدْرَاك نفس الإذعان إِذْ لَا نعني بالإذعان إِلَّا إِدْرَاك أَن النِّسْبَة وَاقعَة أَو لَيست بواقعة وقبولها كَذَلِك فَكَانَ نِسْبَة الْإِدْرَاك وَالْقَبُول المطلقين مَعَ الإذعان نِسْبَة الْعَام مَعَ الْخَاص بل نِسْبَة الْمُطلق إِلَى الْمُقَيد وَنسبَة الْجِنْس إِلَى النَّوْع وَقَوله: (لَا يحصل لنا إِدْرَاك آخر) مَمْنُوع إِذْ لَو أَرَادَ بالإدراك الْحَالة الإدراكية فَمَنعه ظَاهر ضَرُورَة أَن الْحَالة الإدراكية قبل إِقَامَة الْبُرْهَان كَانَت مترتبة على مَحْض تعلق التَّصَوُّر بمضمون الْقَضِيَّة شكا أَو غَيره وَبعدهَا حصلت حَالَة إدراكية أُخْرَى وَهِي إِدْرَاك أَن النِّسْبَة وَاقعَة أَو لَيست بواقعة وَهِي عين الْحَالة الَّتِي يسميها حَالَة إذعانية وإذعانا وَكَذَا إِذا أَرَادَ بِهِ الصُّورَة الذهنية ضَرُورَة أَن الْمَعْلُوم كَانَ محفوفا بالعوارض الإدراكية الْغَيْر الإذعانية فَكَانَ صُورَة ثمَّ حف بعد إِقَامَة الدَّلِيل بالحالة الإدراكية الإذعانية فَكَانَ صُورَة أُخْرَى فَإِن تغاير الْعَارِض يدل على تغاير المعروض من حَيْثُ إِنَّه معروض. نعم ذَات الْمَعْلُوم من حَيْثُ هُوَ فِي الصُّورَتَيْنِ أَمر وَاحِد لم يَتَجَدَّد واستحالة أَن يكون لشَيْء وَاحِد صُورَتَانِ فِي الذِّهْن من جِهَتَيْنِ مَمْنُوع بل هُوَ وَاقع وَقَوله: (والإذعان صفة لَيْسَ كَذَلِك) أَيْضا مَمْنُوع لِأَن الإذعان سَوَاء أُرِيد بِهِ صُورَة إذعانية أَو حَالَة إدراكية نوع من صُورَة إدراكية أَو حَالَة إدراكية فَإِنَّهُ يَتَرَتَّب عَلَيْهِ مَا يَتَرَتَّب عَلَيْهِمَا من الانكشاف وَلَو ترَتّب قبل ذَلِك هُنَاكَ انكشافات عددية تصورية.
اعْلَم أَن هَا هُنَا ثَلَاث مُقَدمَات أجمع عَلَيْهَا الْمُحَقِّقُونَ وتلقوها بِالْقبُولِ والإذعان. وَلم يُنكر عَنْهَا أحد إِلَى الْآن. الأولى: أَن الْعلم والمعلوم متحدان بِالذَّاتِ. وَالثَّانيَِة: أَن التَّصَوُّر والتصديق نَوْعَانِ مُخْتَلِفَانِ بِالذَّاتِ. وَالثَّالِثَة: أَنه لَا حجر فِي التصورات فَيتَعَلَّق بِكُل شَيْء حَتَّى يتَعَلَّق بِنَفسِهِ بل بنقيضه وبالتصديق أَيْضا فَيتَوَجَّه اعتراضان.

الِاعْتِرَاض الأول: أَن التَّصَوُّر والتصديق إِذا تعلقا بِشَيْء وَاحِد وَلَا امْتنَاع فِي هَذَا التَّعَلُّق بِحكم الْمُقدمَة الثَّالِثَة فَيلْزم اتحادهما نوعا بِحكم الْمُقدمَة الأولى وَاللَّازِم بَاطِل لِأَن صيرورة الشَّيْء الْوَاحِد نَوْعَيْنِ مُخْتَلفين بِالذَّاتِ محَال بِالضَّرُورَةِ. وَجَوَابه أَنا لَا نسلم أَن التَّصْدِيق علم لما مر من أَنه كَيْفيَّة إذعانية لَا كَيْفيَّة إدراكية حَتَّى يكون علما فضلا عَن أَن يكون عين الْمَعْلُوم فَيتَعَلَّق التَّصَوُّر والتصديق بِشَيْء وَاحِد وَلَا يلْزم اتحادهما لتوقفه على كَون التَّصْدِيق عين ذَلِك الشَّيْء وَهَذِه العينية مَوْقُوفَة على كَون التَّصْدِيق علما. وَإِن سلمنَا أَن التَّصْدِيق علم كَمَا هُوَ الْمَشْهُور فَنَقُول إِن الْمُقدمَة الأولى مَخْصُوصَة بِالْعلمِ التصوري فالعلم التصديقي لَيْسَ عين الْمُصدق بِهِ الْمَعْلُوم.

والاعتراض الثَّانِي: أَن التَّصَوُّر إِذا تعلق بالتصديق يلْزم اتحادهما فِي الْمَاهِيّة النوعية بِحكم الْمُقدمَة الأولى. وَأجِيب عَنهُ بِأَن التَّصَوُّر الْمُتَعَلّق بالتصديق تصور خَاص فاللازم هَا هُنَا هُوَ الِاتِّحَاد بَينه وَبَين التَّصْدِيق والتباين النوعي إِنَّمَا هُوَ بَين التَّصَوُّر والتصديق المطلقين. وَيُمكن الْجَواب عَنهُ بِأَن تعلق التَّصَوُّر بِكُل شَيْء لَا يسْتَلْزم تعلقه بِكُل وَجه فَيجوز أَن يمْتَنع تعلقه بِحَقِيقَة التَّصْدِيق وكنهه وَيجوز التَّعَلُّق بِاعْتِبَار وَجهه ورسمه فَإِن حَقِيقَة الْوَاجِب تَعَالَى مُمْتَنع تصَوره بالكنه وَإِنَّمَا يجوز بِالْوَجْهِ وَأَن الْمعَانِي الحرفية يمْتَنع تصورها وَحدهَا وَإِنَّمَا يجوز بعد ضم ضميمة إِلَيْهَا. وَأجَاب عَنهُ الزَّاهِد فِي حَاشِيَته على الرسَالَة المعمولة فِي التَّصَوُّر والتصديق بقوله وَالَّذِي يَقْتَضِيهِ النّظر الصائب. والفكر الثاقب. هُوَ أَن الْحَقِيقَة الإدراكية زَائِدَة على مَا هُوَ حَاصِل فِي الذِّهْن كإطلاق الْكَاتِب على الْإِنْسَان كَمَا مرت إِلَيْهِ الْإِشَارَة فالتصور والتصديق قِسْمَانِ لما هُوَ علم حَقِيقَة وَالْعلم الَّذِي هُوَ عين الْمَعْلُوم هُوَ مَا يصدق عَلَيْهِ الْعلم أَي مَا هُوَ حَاصِل فِي الذِّهْن انْتهى. وَهَا هُنَا جوابات أخر تركتهَا لتردد الخاطر الفاتر بعداوة الْعدوان. وفقدان الأعوان. 

إِلَى

(إِلَى)
حرف جر للغاية مثل {ثمَّ أَتموا الصّيام إِلَى اللَّيْل} و {سُبْحَانَ الَّذِي أسرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا من الْمَسْجِد الْحَرَام إِلَى الْمَسْجِد الْأَقْصَى}
وَيُقَال إِلَيْك عني فِي طلب التنحي وَإِلَيْك هَذَا فِي عرض الشَّيْء
إِلَى: من حُرُوف الْجَرّ لانْتِهَاء الْغَايَة. قد يكون لمد الحكم إِلَى مجرورها مثل قَوْله تَعَالَى {وَأَتمُّوا الصّيام إِلَى اللَّيْل} فَإِن الصَّوْم هُوَ الْإِمْسَاك فِي النَّهَار سَاعَة فَأفَاد كلمة (إِلَى) امتداد الصَّوْم إِلَى اللَّيْل وَقد يكون لإِسْقَاط الحكم عَن مَا وَرَاء مجرورها مثل قَوْله تَعَالَى {وَأَيْدِيكُمْ إِلَى الْمرَافِق وأرجلكم إِلَى الْكَعْبَيْنِ} وَالتَّفْصِيل وَالتَّحْقِيق فِي الصَّوْم إِن شَاءَ الله تَعَالَى. الْأَلَم: إِدْرَاك المنافر من حَيْثُ إِنَّه منافر. وَبِعِبَارَة أُخْرَى إِدْرَاك الْمنَافِي من حَيْثُ هُوَ منَاف. وَالْمَشْهُور المنافر من حَيْثُ هُوَ منافر. وَالْمرَاد بالمنافي والمنافر مَا يُقَابل الملائم. وَفَائِدَة قيد الْحَيْثِيَّة الِاحْتِرَاز عَن إِدْرَاك المنافر أَو الْمنَافِي لَا من حَيْثُ إِنَّه منافر أَو منَاف فَإِنَّهُ لَيْسَ بألم بل لَذَّة وَهِي تقَابل الْأَلَم فَإِنَّهَا إِدْرَاك الملائم من حَيْثُ إِنَّه ملائم. وَفَائِدَة الْحَيْثِيَّة أَن الشَّيْء قد يلائم من وَجه دون وَجه كالدواء المر إِذا علم أَن فِيهِ نجاة من الهلاكة فَإِنَّهُ ملائم من حَيْثُ اشتماله على النجَاة ومتنافر من حَيْثُ اشتماله على مَا تتنفر الطبيعة عَنهُ فإدراكه من حَيْثُ إِنَّه ملائم يكون لَذَّة دون إِدْرَاكه من حَيْثُ إِنَّه منافر.
إِلَى
: (! إِلَى) ؛ بالكسْر، وَإِنَّمَا أَطْلَقَه للشُّهرة؛ (حَرْفُ جَرَ) مِن حُروفِ الإضافَةِ (تأْتي لانْتهاءِ الغايَةِ) ، والفَرْقُ بَيْنها وبينَ حَتَّى أَنَّ مَا بعْدَ إِلَى لَا يَجِبُ أنْ يدخلَ فِي حُكْم مَا قَبْلها بخِلافِ حَتَّى، ويقالُ: أَصْلُ إِلَى وِليَ، بالواوِ وَقد تقدَّمَ.
وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: ألِفُ إِلَى وعَلى مُنْقلِبتانِ مِن واوَيْنِ لأنَّ الألِفاتَ لَا تكونُ فِيهَا الإمالَةُ وَلَو سُمِّي بِهِ رَجُل قيلَ فِي تَثْنيتِه إلَوَان وعلوان، وَإِذا اتَّصَل بِهِ المُضْمَر قَلَبْته يَاء فقلْتَ إِلَيْك وعَلَيْك وبعضُ العَرَب يَتُرُكُه على حالِهِ فيقولُ! إلاكَ وعَلاَك.
(زَمانِيَّةً) : كَقَوْلِه تَعَالَى: {ثمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيلِ} (ومَكانِيَّةً) : كَقَوْلِه تَعَالَى: {من المسجِدِ الحرامِ إِلَى المسْجِدِ الأقْصَى} ، والنِّهايَةُ تَشْملُ أَوَّل الحَدِّ وآخِرَه، وإنَّما يمتنعُ مِن مُجاوَزَتِه.
(و) تأْتي (للمَعِيَّةِ وَذَلِكَ إِذا ضَمَمْتَ شَيْئا إِلَى آخَرَ) ، كَقَوْلِه تَعَالَى: {مَنْ أَنْصارِي إلىالله} ، أَي مَعَ اللهاِ؛ وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى: {وَلَا تأْكُلوا أمْوالَهم إِلَى أَمْوالِكُم} ، أَي مَعَ أَمْوالِكُم؛ وَكَقَوْلِه تَعَالَى: {وَإِذا خَلَوْا إِلَى شَياطِينِهَم} ، أَي مَعَ شَيَاطِينِهم؛ وكقولهم:) (الذَّودُ إِلَى الذَّودِ إبِلٌ؛ وَكَذَلِكَ قَوْلهم: فلانٌ حَلِيمٌ إِلَى أَدَبٍ وفقهٍ.
وحكَى ابنُ شُمَيْل عَن الخليلِ فِي قَوْلك: فإنّي أَحْمدُ إِلَيْك اللهاَ، قالَ: مَعْناه أَحْمدُ مَعَك؛ وأَمَّا قَوْله، عزَّ وجلَّ: {فاغْسِلُوا وُجَوهَكُم وأَيْدِيَكُم إِلَى المَرافِقِ وامْسَحُوا برُؤُوسِكم وأَرْجُلَكُم إِلَى الكَعْبَيْن} ، فإنَّ جماعَةَ مِن النَّحويِّين جَعَلوا إِلَى بمعْنَى مَعَ هَهُنَا، وأَوْجَبوا غَسْلَ المَرافِق والكَعْبَيْن، وَقَالَ المبرِّدُ: وَهُوَ قولُ الزَّجاج: اليَدُ مِن أَطْرافِ الأصابِعِ إِلَى الكَتِفِ والرِّجْل مِن الأصابِعِ إِلَى أَصْلِ الفَخَذَيْن، فلمَّا كانتِ المَرافِقُ والكَعْبانِ دَاخلةً فِي تَحديدِ اليَدِ والرِّجْلِ كانَتْ دَاخِلَة فِيمَا يُغْسَلُ وخارِجةً ممَّا لَا يُغْسل؛ قالَ وَلَو كانَ المَعْنى مَعَ المَرافِقِ لم يكُنْ فِي المَرافِقِ فائِدَةٌ وكانتِ اليَدُ كُلُّها يجبُ أَن تُغْسَلَ، ولكنَّه لمَّا قيلَ: إِلى المَرافِقِ اقتُطِعَتْ فِي حَدِّ الغُسْل مِن المِرْفَق.
قَالَ الأزْهري: ورَوَى النَّضْرُ عَن الخليلِ أنّه قالَ: إِذا اسْتَأْجَر الرَّجُل دابَّة إِلَى مَرْوَ فَإِذا أَتَى أَدْناها فقد أَتَى مَرْوَ، وَإِذا قالَ إِلَى مَدينَةِ مَرْوَ فَإِذا أَتَى إِلَى بابِ المدينَةِ فقد أَتاها؛ وقالَ فِي قَوْله تَعَالَى: {إِلَى المَرافِق} إنَّ المَرافِقَ فيمَا يُغْسَل.
وَقَالَ ابنُ سِيدَه فِي قَوْله تَعَالَى: {مَنْ أَنْصارِي إلىالله} : وأَنتَ لَا تقولُ سِرْتُ إِلَى زَيْدٍ تريدُ مَعَه، فإنَّما جازَ مَنْ أَنصارِي إِلَى الله لمَّا كانَ مَعْناه مَنْ يُضافُ فِي نُصْرتي إِلَى اللهاِ فجازَ لذلكَ أَن يأْتيَ هُنَا بإلى.
(و) تأْتي (للتَّبْيِين: وَهِي المُبَيِّنَةُ لفاعِلِيَّةِ مَجْرورِها بعْدَما يُفِيدُ حُبًّا وبُغْضاً مِن فِعْلِ تَعَجُّبٍ أَو اسْمِ تَفْضِيلٍ) نَحْو قَوْله تَعَالَى: {ربِّ السِّجْنُ أحبُّ إليَّ} .
(و) تأْتي (لِمُرادَفَةِ اللامِ) ، كَمَا فِي حديثِ الدُّعاء {والأَمْرُ! إلَيْكِ} أَي لكِ.
(ولمُوافَقَةِ فِي) نَحْو قَوْله تَعَالَى: {لَيَجْمَعَنَّكُم إِلَى يَوْمِ القِيامةِ} ، أَي فِي يومِ القِيامَةِ؛ وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى: {هَل لَكَ إِلَى أَن تَزَكَّى} ؛ أَي فِي أَنْ.
لَتَضمّنِه معنى الُّدعاء وَمِنْه قَول النَّابغةِ:
فَلَا تَتْرُــكَنِّي بالوَعيدِ كأنني
إِلَى النَّاس مَطْلِيٌّ بِهِ القَارُ أجْرَبُ (و) تأْتي (للابْتِداءِ بهَا) كمن، (قَالَ) الشَّاعرُ:
(تقولُ وَقد عالَيْتُ بالكُوزِ فَوْقَها (أَتُسْقَى فَلَا تَرْوَى! إليَّ ابنُ أَحْمَرَا (أَي مِنِّي.
(و) تأْتي (لمُوافَقَةِ عِنْدَ) : يقالُ: هُوَ أَشْهى إليَّ مِن الحَياة، أَي عِنْدِي؛ و (قَالَ) الشَّاعرُ أَنْشَدَه الجَوْهرِي:
(أَمْ لَا سَبِيلَ إِلَى الشَّبابِ وذِكْرُهُ (أشْهَى إليَّ مِن الرَّحِيقِ السَّلْسَلِ) ومثْلُه قولُ أَوْس:
فهَلْ لكُم فِيهَا إليَّ فإنَّني
طَبِيبٌ بِمَا أَعْيا النِّطاسِيَّ حِذْيَماوقال الرَّاعي:
يقالُ إِذا رادَ النِّساءُ خَريدةٌ
صَناعٌ فقد سادَتْ إليَّ الغَوانِيا أَي عِنْدِي.
(و) تأْتي (للتَّوْكيدِ وَهِي الَّزائدةُ) كَقَوْلِه تَعَالَى: {فاجْعَلْ أَفْئدَةً من النَّاسِ تَهْوَى {إِلَيْهِم} (5، (بفَتْح الواوِ، أَي تَهْواهُم) ، وَهَذَا على قولِ الفرَّاء وغيرِه؛ واخْتارَ غيرُه أَنَّ الفِعْلَ ضُمِّنَ مَعْنى تمِيلُ فعُدِّي بِمَا يَتَعَدَّى بِهِ، وَهُوَ إِلَى، وَقد تقدَّمَ فِي هوي مَبْسوطاً. وأَوْرَدَه ابنُ جنِّي فِي المحتسبِ وبَسَطَه.
(و) قولُهم: (} إليكَ عنِّي: أَي أَمْسِكْ وكُفَّ. و) تقولُ: (إليكَ كَذَا) وَكَذَا: (أَي خُذْهُ) ؛ وَمِنْه قولُ القُطامي:
إِذا التَّيَّارُ ذُو العضلاتِ قُلْنا
إلَيْكَ إلَيْك ضاقَ بهَا ذِراعا (و) إِذا قَالُوا: (اذْهَبْ إلَيْك) فإنَّ مَعْناه: (أَي اشْتَغِلْ بِنَفْسِكَ) وأَقْبِل عَلَيْهَا؛ وَمِنْه قولُ الأعْشى:
فاذْهَبي مَا إلَيْكِ أَدْرَكَني الحِلْ
مُ عَداني عَن هَيْجِكُم إشْفاقي وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
قَالُوا إلَيْك إِذا قُلْتَ تَنَحَّ؛ قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وسَمِعْنا مِن العَرَبِ مَنْ يُقالُ لَهُ إلَيْك، فيقولُ إليّ، كأَنَّه قيلَ لَهُ تَنَحَّ، فقالَ: أَتَنَحَّى، وَلم يُسْتَعْمل الخَبَرُ فِي شيءٍ مِن أَسْماءِ الفِعْل إلاَّ فِي قولِ هَذَا الأعْرابي. وَفِي حديثِ الحجِّ: وَلَا {وإلَيْكَ، مَعْناه تَنَحَّ وابْعُدْ، وتَكْريرُه للتّأْكِيدِ؛ وأَمَّا قولُ أَبي فِرْعَون يَهْجو نَبطِيّة اسْتَقاها مَاء:
إِذا طَلَبْتَ الماءَ قالَتْ لَيْكَا فإنّما أَرادَ إلَيْكَ، أَي تَنَحَّ، فحذفَ الألفَ عجمة وَفِي الحديثِ: (اللهُمَّ إلَيْكَ) ، أَي أَشْكُو إلَيْكَ، أوخُذني، إلَيْكَ.
وقولُهم: أَنا مِنْك وإلَيْك، أَي انْتِمائي إلَيْك؛ وقولُ عَمْرو:
إلَيْكُم يَا بَني عَمْرٍو} إليْكُم
أَلَمَّا تَعْلَموا مِنَّا اليَقِينا؟ قَالَ ابنُ السكِّيت: مُعناه اذْهَبُوا إلَيْكُم وتَباعَدُوا عَنَّا.

النداء

النداء: بِالْكَسْرِ وَالْمدّ لُغَة (آوازدادن) . مصدر نَادَى وَقد يضم بجعله من قبيل الْأَصْوَات كالصراخ والبكاء. وَاصْطِلَاحا طلب الإقبال بِحرف نَائِب مناب أَدْعُو لفظا أَو تَقْديرا. وَفِي أدوات النداء اخْتِلَاف الْجُمْهُور على أَنَّهَا حُرُوف. وَعند الْبَعْض أَسمَاء الْأَفْعَال لتمامها بِمَا بعْدهَا - ورد بِأَن بِنَاء بَعضهم لَيْسَ بِنَاء الِاسْم وَلِأَن استتار ضمير الْمُتَكَلّم فِي الْأَسْمَاء مُمْتَنع - وأدوات النداء تُؤدِّي معنى أَدْعُو الْمُسْــتَتر فِيهِ ضمير الْمُتَكَلّم كأداء الْحُرُوف المشبهة بِالْفِعْلِ مَعَاني الْأَفْعَال فَتَأمل.
النداء
لم يستخدم القرآن من أدوات النداء سوى يا، ويكون النداء لطلب إقبال المدعو ليصغى إلى أمر ذى بال، ولذا غلب أن يلى النداء أمر أو نهى، كقوله تعالى: يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ (المدثر 1، 2)، وقوله سبحانه: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ (المائدة 87). وقد يتقدم عليه الأمر، كما في قوله سبحانه: وَامْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ (يس 59)، وقد يعقب النداء جملة خبرية تليها جملة الأمر، كقوله تعالى: قالُوا يا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنا مَكانَهُ (يوسف 78)، وقد لا تأتى جملة الأمر كما في قوله: قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ (النمل 29).
وحينا يأتى الاستفهام بعد النداء، كقوله سبحانه: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ما لَكُمْ إِذا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ (التوبة 38). أو قبله كقوله: قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجاهِلُونَ (الزمر 64).
وكثيرا ما يحذف لفظ النداء في القرآن كما في قوله سبحانه: قالَ فَما خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (الحجر 57)، وقوله: ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ (الواقعة 51، 52).
ولا يكاد يستخدم حرف النداء مع الرب، بل ينادى مجردا من حرف النداء، ولعل في ذلك تعبيرا عن شعور الداعى بقربه من ربه، كقوله تعالى:
آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقالُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا (البقرة 285 - 286). وقوله تعالى: وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى (البقرة 260).
وعلى كثرة ما نودى الرب في القرآن لم أعثر عليه مسبوقا بحرف النداء إلا في تلك الآية الكريمة: وَقِيلِهِ يا رَبِّ إِنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (الزخرف 88، 89). وألمح في المجيء بحرف النداء هنا خاصة، تعبيرا عن حالة نفسية ألمت بالرسول، وقد أفرغ جهده في دعوة قومه وإنذارهم، فلم يزدهم ذلك إلا تماديا في كفرهم فأطبق الهم على فؤاده، وكأنما شعر بتخلى الرب عن نصرته، وبعده عن أن يمد إليه يد المساعدة فأتى بحرف النداء، كأنما يريد أن يرفع صوته، زيادة في الضراعة إلى الله واستجلاب رضاه.
ولم يناد لفظ الجلالة في القرآن، واستغنى عنه حينئذ بكلمة اللهم، قال سبحانه: قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ (آل عمران 26)، وأحس في كلمة اللَّهُمَّ فخامة وروعة لا أحس بهما في «يا لله».
النداء: رفع الصوت وظهوره، وقد يقال للصوت المجرد. وقال ابن الكمال النداء إحضار الغائب وتنبيه الحاضر وتوجيه المعروض وتفريق المشغول وتهييج الفارغ.

الناموس

الناموس: الشرع الذي شرعه الله.
الناموس: هُوَ الشَّرْع الَّذِي شَرعه الله تَعَالَى أَعنِي الْإِسْلَام كَمَا مر فِي الْإِسْلَام - والناموس الْأَكْبَر هُوَ جِبْرَائِيل عَلَيْهِ السَّلَام.
الناموس: هو الشرع الذي شرعه الله تعالى أعني الإسلامَ، والناموس الأكبر، هو جبريل عليه السلام ويطلق على الوحي، وأيضاً الناموسُ صاحب السرِّ الخير، والجاسوسُ: ضده أي صاحب السر الشر.
(الناموس) صَاحب سر الرجل وَالَّذِي يطلعه دون غَيره على بَاطِن أمره وَجِبْرِيل وَالْوَصِيّ والقانون أَو الشَّرِيعَة (مو) والحاذق وَبَيت الصَّائِد يسْــتَتر فِيهِ عَن الصَّيْد وَبَيت الراهب ومأوى الْأسد (ج) نواميس

المداد

المداد: ما يكتب به. ومددت الدواة: جعلت فيها المداد.
المداد: بِالْكَسْرِ سياهي كتابت. وَإِنَّمَا سمي مدادا لجريانه ومده على القرطاس عِنْد الْكِتَابَة وَيُسمى مركبا أَيْضا لتركبه من الْأَجْزَاء.
(المداد) سَائل يكْتب بِهِ والسماد وَمَا مددت بِهِ السراج من زَيْت وَنَحْوه والمثال والطريقة يُقَال هم على مداد وَاحِد وَيُقَال سُبْحَانَ الله مداد السَّمَوَات مدى امتدادها (ج) أمدة
المداد: بِالْكَسْرِ، الْكِتَابَة بالأسود، وَإِنَّمَا سمي مدادا لجريانه ومده على القرطاس عِنْد الْكِتَابَة، وَيُسمى مركبا أَيْضا لتركبه من الْأَجْزَاء.
(الخطاطون) لقد جعلُوا يَوْمًا لخط النّسخ. وَقد قَالَ بَعضهم نظما مَا مَعْنَاهُ. أَن تجلب كوبا من عصير البلوط وتغليه مَعَ المَاء وتتركه خَمْسَة أَو سِتَّة أَيَّام حَتَّى تترسب الْمَادَّة فِي قَعْر الْإِنَاء فترمي المَاء وتضعه فِي قَصَبَة وَمن ثمَّ تستعمله.
ثمَّ يذكر الْكَاتِب خَمْسَة أوجه أُخْرَى لكيفية صناعَة (المداد) .
وَقَالَ المحبي إِذا أردْت أَن تمحو الْحُرُوف من على الورقة حَتَّى تصبح بَيْضَاء، فَعَلَيْك حطن؟ مقادير مُتَسَاوِيَة من السم أَو (خلف الْحَيَوَان) والفارسهاكه (كلمة هندية) ونوشادر حَتَّى تصبح سَوْدَاء مثل (المداد) وتوضع فِي إِنَاء للْمَاء ثمَّ نضعها أَو نمسحها على الْحُرُوف السَّوْدَاء فتنمحي، وَهَذَا مجرب فجربه.

الكناس

الكناس: بيت الظبي.
(الكناس) من حرفته الكنس
(الكناس) مولج فِي الشّجر يأوي إِلَيْهِ الظبي ليســتتر (ج) كنس وأكنسة

العمى

العمى: ضد البصر والبصيرة. والعماء السحاب والجهالة.وعند أهل الحقيقة: العماء هو المرتبة الأحدية.
العمى:
[في الانكليزية] Blindness
[ في الفرنسية] Cecite ،aveuglement
بفتح العين والميم لغة عدم البصر عمّا من شأنه أن يكون بصيرا. فالحجر لا يتّصف بالعمى. وعند الصوفية عبارة عن حقيقة الحقائق التي لا تتصف بالحقيقة ولا بالخلقية، فهي ذات محض لأنّها لا تضاف إلى مرتبة لا حقية ولا خلقية، فلا تقتضي لعدم الإضافة وصفا ولا اسما. وهذا معنى قوله عليه السلام: إنّ العمي ما فوقه هواء وما تحته هواء، يعني لا حقّ ولا خلق، فصار العمى مقابلا للأحدية. فكما أنّ الأحدية تضمحلّ فيها الأسماء والصفات ولا يكون لشيء فيها ظهور، كذلك العمي ليس لشيء من ذلك فيه مجال ولا ظهور. فالفرق بين العمى والأحدية أنّ الأحدية حكم الذات في الذات بمقتضى التعالي وهو الظهور الذاتي الأحدي، والعمى حكم الذات بمقتضى الإطلاق، فلا يفهم منه تعال ولا تدان وهو البطون الذاتي العمائي، فهي مقابلة للأحدية، تلك صرافة الذات بحكم التجلّي وهذه صرافة الذات بحكم الاستتار، فتعالى الله أن يســتتر عن نفسه من تجلّ ويتجلّى لنفسه عن الاستتار، هو على ما يقتضيه ذاته من التجلّي والاستتار والبطون والظهور والشئون والنّسب والاعتبارات والإضافات والأسماء والصفات، لا يتغيّر ولا يتحوّل ولا يلتبس شيئا، بل حكم ذاته هو ما عليه منذ كان، ولا يكون إلّا على ما كان، لا تبديل لخلق الله أي لوصف الله الذي هو عليه، إنّما هو بحكم ما يتجلّى به علينا ويظهر به لنا وهو في نفسه على ما هو عليه من الأمر الذي كان له قبل تجليه علينا وظهوره لنا، وبعد ذلك فهو على ذلك الحكم. لا يقبل ذاته إلّا التجلّي الذي هو عليه، فليس له إلّا تجلّ واحد، وليس للتجلّي الواحد إلّا اسم واحد، وليس للاسم الواحد إلّا وصف واحد، وليس للجميع إلّا واحد غير متعدّد، فهو متجلّ لنفسه في الأزل بما هو متجلّ له في الأبد. وبالجملة فإنّ هذا التجلّي الذاتي الذي هو عليه جامع لأنواع التجلّيات البواقي لا يمنعه كونه في هذا التجلّي أن يتجلّى بتجلّ آخر. لكن حكم التجلّيات الأخر تحته كحكم الأنجم تحت الشمس موجودة معدومة، على أنّ نور الأنجم في نفسها من نور الشمس، وكذلك باقي التجلّيات الإلهية إنّما هي رشحة من سماء هذا التجلّي وقطرة من بحره.
ثم اعلم بعد أن أعلمناك أنّ العمى هو نفس الذات باعتبار الإطلاق في البطون والاستتار وأنّ الأحدية هي نفسه باعتبار التعالي في الظهور والتجلّي مع وجوب سقوط الاعتبارات فيها. وقولي باعتبار الظهور واعتبار الاستتار إنّما هو لإيصال المعنى إلى فهم السامع، لا أنّه من حكم العمى اعتبار البطون أو من حكم الأحدية اعتبار الظهور فافهم.
اعلم أنّ هذا التجلّي الواحد هو المستأثر الذي لا يتجلّى به لغيره، فليس للخلق فيه نصيب البتّة البتّة، لأنّ هذا التجلّي لا يقبل الاعتبار ولا الانقسام ولا الإضافة ولا الأوصاف ونحوها. ومتى كان لخلق فيه نسبة احتاجت إلى اعتبار أو نسبة أو وصف، وكلّ هذا ليس من حكم هذا التجلّي الذي هو عليه في ذاته من الأزل إلى الأبد، كذا في الانسان الكامل. ويقول في لطائف اللغات: العمى في اصطلاح الصّوفية عبارة عن مرتبة الأحدية، وبشكل آخر: بعض من مرتبة الواحدية..
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.