Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: بيشة

غرغر

غرغر
غرغرَ يغرغر، غرغرةً، فهو مُغرغِر
• غرغر الرّجُلُ: ردَّد الماءَ أو الدّواءَ في حلقه ولم يُسِغه "غرغر بماءٍ وملح/ بدواء الأسنان".
• غرغرتِ الرُّوحُ: تردَّدت في الحَلْق عند الموت "كنتُ إلى جانبه حين غرغرت روحُه ثمّ فاضت".
• غرغرتِ القِدرُ: صوَّتت عند الغَلَيان. 

تغرغرَ/ تغرغرَ بـ يتغرغر، تغرغُرًا، فهو مُتغرغِر، والمفعول مُتغرغَرٌ به
• تغرغرت عيناه: اغْرَوْرَقت، تردَّد فيهما الدّمعُ "تغرغرت عيناه حين تحدّثوا عن فقيده".
• تغرغر بالماء: غرْغَر؛ ردَّده في حلقه فلا يمجّه ولا يسيغه "يتغرغر كلَّ صباح بدواءٍ للفَمِ". 

غِرْغِر [مفرد]: مؤ غِرْغرة: (حن) نوع من الدّجاج البرِّي موطنه إفريقية، وهو رَبْع الجثّة، دقيق العنُق، صغير الرأس، حادّ الطرف، قصير الجناحين والذَّنَب، قوتُه الحبوب والثّمار وبعض الحشرات، لحمه مرغوب فيه. 

غَرْغرة [مفرد]: ج غراغِرُ (لغير المصدر):
1 - مصدر غرغرَ.
 2 - ما يُتَغَرْغر به من الأدوية "انكسرت زجاجة الغرغرة- تُداوى بعضُ أوجاع الحَلْق بالغَرْغرة" ° غرغرة الرُّوح: تردُّد صوت الحَشْرجة في الحلق عند الموت- غرغرةُ الموت: الحَشْرجة. 

غرغر


غَرْغَرَ
a. Gurgled, bubbled, boiled.
b. Gargled.

تَغَرْغَرَ
a. [Bi], Gargled his throat with.
b. [Bi], Shed ( tears: eye ).
غَرْغَرَةa. Gurgling, bubbling, boiling, seething.
b. Gargling.

غِرْغِرa. Guinea-fowl.

غُرْغُرَةa. Gizzard.
b. White star, blaze ( on a horse's forehead).
(غرغر)
الرجل ردد المَاء أَو الدَّوَاء فِي حلقه وَلم يسغه وَيُقَال غرغر بِالْمَاءِ وبالدواء وَالروح ترددت فِي الْحلق عِنْد الْمَوْت وَالْقدر صاتت عِنْد الغلي وَاللَّحم سمع لَهُ نشيش عِنْد اشتوائه
غرغر: غَرْغَرَة، وجمعها غراغر: ترديد الدواء أو الماء في الحلق، وما يتغرغر به من الدواء، فعند ابن وافد (ص3 و) الغرغرة بالغراغر الباردة والحارَّة.
غِرْغِرة: حــبيشة، دجاجة فرعونية، دجاجة سندية، دجاجة برية، نوع من الدجاج (بوشر).
غُرْغَيْرَة: باقة، طوق. (ألكالا) وهي gorgeria باللاتينية و gorgerin و gorgiere بالفرنسية أي طوق الرقبة، مجَنَ العنق، وهي القطعة من الدرع تغطى العنق.
غراغير في التيجاني في الجريدة الآسيوية (1853،1: 110): (الآبار القليلة التي يسقى منها العرب الزرع بالغراغير). ويقول السيد روسو: لا ادري ما هي واسطة السقي هذه.
(غرغر) - في الحديث : "لا تُحَدِّثْهم بما يُغَرْغِرهم"
الغَرغَرة مِثل كسْر القَوارِير وِالأنُوفِ، وهي صَوتٌ معه بَحَحٌ، وصَوتُ القِدر أيضًا. والغَرْغَرَة في الحَلْق: أن يترَّددَ فيه الماءُ وغَيرُه.
وقال الجَبَّان: الغَرْغَرَة: مُتَعدّي التَّغَرغُر، وهو جَعْل الماءِ في الحَلْق. ويقال: غَرَرْتُ قصبةَ أنفِه: أي كَسَرتُها، قال: والصحيح بالعَيْن المهملة.
- في الحديث: "من تَابَ قَبلَ أن يُغَرْغِر"
: أي قَبلَ أن تَبْلُغَ الرُّوحُ
[غرغر] فيه: يقبل توبة عبده ما "لم يغرغر"، أي لم يبلغ روحه حلقومه فيكون بمنزلة شيء يتغرغر به المريض، والغرغرة أن يجعل المشروب في الفم ويردد إلى أصل الحلق ولا يبلع. ك: وهذا لأن شرط التوبة العزم على ترك الذنب، وإنما يتحقق مع التمكن أوان الاختيار، وهذا في التوبة من الذنوب، لكن لو استحل من مظلمة أو أوصى بشيء صح. نه: ومنه: لا تحدثهم بما "يغرغرهم"، أي بما لا يقدرون على فهمه فيبقى في أنفسهم لا يدخلها كما يبقى الماء في الحلق عند الغرغرة. وفي ح بني إسرائيل: فجعل عنبهم الأراك ودجاجهم "الغرغر"، وهو دجاج الحبش لا ينتفع بلحمه لرائحته.

الحَزْمُ

الحَزْمُ: ضَبْطُ الأَمْرِ، والأَخْذُ فيه بالثِقَةِ،
كالحَزامَةِ والحُزومَةِ،
حَزُمَ، ككَرُمَ،
فهو حازِمٌ وحَزيمٌ
ج: حَزَمَةٌ وحُزَماءُ.
وحَزْم بنُ أبي كَعْبٍ: صَحابِيٌّ،
وحَزْمُ بنُ أبي حَزْمٍ القُطَعِيُّ: من تابِعِي التابِعِينَ،
وأبو محمدِ بنُ حَزْمٍ: ذو التَّصانيفِ،
وأبو الحَزْمِ: جَهْوَرٌ رَئِيسُ قُرْطُبَةَ،
وحَزْمَةُ بنتُ قَيْسٍ أُخْتُ فاطِمةَ: صَحابِيَّةٌ، وبنتُ العَجّاجِ الشاعِرِ،
وحَزَمَهُ يَحْزِمُهُ: شَدَّهُ،
وـ الفَرَسَ: شَدَّ حِزامَهُ.
وأحْزَمَهُ: جعلَ له حِزاماً،
وقد تَحَزَّمَ واحْتَزَمَ.
وكأَمِيرٍ: الصَّدْرُ، أو وَسَطُه،
كالحَيْزومِ فيهما
ج: أحْزِمَةٌ وحُزُمٌ.
والحُزْمَةُ، بالضم: ما حُزِمَ، وفَرَسُ أُسَيْلِمِ بنِ الأَحْنَفِ، وفَرَسُ حَنْظَلَةَ بنِ فاتِكٍ.
والمِحْزَمُ والمِحْزَمَةُ، كمِنْبرٍ ومِكْنَسَةٍ،
وكِتابٍ وكِتابةٍ: ما حُزِمَ به.
ج: حُزُمٌ.
والحَيْزُومُ: ما اسْتَدارَ بالظَّهْرِ والبَطْنِ، أو ضِلَعُ الفُؤادِ، وما اكْتَنَف الحُلْقومَ من جانِبِ الصَّدْرِ، والغليظُ من الأرضِ، والمُرْتَفِعُ،
كالأَحْزَمِ والحَزْمِ، وفَرسُ جِبريلَ عليه السلام،
والأَحْزَمُ: ضِدُّ الأَهْضَمِ،
والعظيمُ الحَيْزومِ، وفَرَسُ نُــبَيْشَةَ السُّلَمِيِّ، وابنُ ذُهْلٍ في نَسَبِ سامَةَ بنِ لُؤَيٍّ، من نَسْلِهِ عَبَّادُ بنُ مَنْصورٍ قاضي البَصْرَةِ، وعبدُ اللهِ ذُو الرُّمْحَيْنِ أحَدُ الأَشْرافِ.
واحْزَوْزَمَ: اجْتَمَعَ، واكْتَنَزَ،
وـ المكانُ: غَلُظَ،
وـ الرجُلُ: بَطُنَ ولم يَمْتَلِئْ.
وحَزِمَ، كفرِحَ: غُصَّ في صَدْرِه.
والحُزُمَّةُ، بضمتينِ وشَدِّ الميمِ: القصيرُ.
والأَحْزَامُ: الأَحْزَابُ.
وحزْمَى واللهِ: كأما واللهِ. والإِمامُ أبو بكرٍ محمدُ بنُ موسى الحازِميُّ ذو التَّصانيفِ،
وأحمدُ بنُ محمدِ بنِ إبراهيمَ بنِ حازِمٍ الحازِمِيُّ محدِّثٌ،
وحازِمُ بنُ أبي حازِمٍ، وابنُ حَرْمَلَةَ، وابنُ حِزامٍ، وآخَرُ غيرُ مَنْسُوبٍ: صحابيُّون.
وقَيْسُ بنُ أبي حازِمٍ: تابِعِيٌّ كادَ يُدْرِكُ. والضَّحَّاكُ بنُ عُثْمانَ، وإبراهيم بنُ المُنْذِرِ شيخُ البُخارِيِّ، وأبو بكرِ بنُ شَيْبَةَ عبدُ الرحمنِ بنُ عبدِ المَلِكِ الحِزامِيُّونَ، بالكسر: محدِّثونَ، والعَلاَّمَةُ عِمادُ الدِّينِ الحَزَّامِيُّ، بالفتح والشَّدِّ: مُتَأخّرُ.
وككِتابٍ: حكِيمُ بنُ حِزامٍ الصحابيُّ هو وأبوه وابنُه حِزامٌ وحِزامُ بنُ دَرَّاجٍ: تابعيَّان، وابنُ هِشامٍ، وابنُ إسماعيلَ،
وموسى بنُ حِزامٍ التِّرْمِذِيُّ: محدّثونَ.
وكسفينةٍ: حَزِيمَةُ بنُ حَرْبٍ: في بَجِيْلَةَ، وابنُ حَيَّانَ: في بني سامَةَ بنِ لُؤَيٍّ، وابنُ نَهْدٍ: في قُضاعَةَ.
والزُّبَيْرُ بنُ حَزِيمَةَ، وهُبَيْرَةُ بنُ حَزِيمَةَ: رَوَيا.
وأبو حَزِيمَةَ: جَدٌّ لسَعْدِ بن عُبادَةَ.
والحَزِيمَتانِ والزَّبِينَتان من باهِلَةَ بنِ عَمْرٍو: وهُما حَزِيمَةُ وزَبِينَةُ.

خَرِيقٌ

خَرِيقٌ:
بفتح أوله، وكسر ثانيه: واد عند الجار متصل بينبع، قال كثيّر:
أمن أمّ عمرو بالخريق ديار، ... نعم دارسات قد عفون قفار
وأخرى بذي المشروح من بطن بيشة، ... بها لمطافيل النعاج جوار
تراها وقد خفّ الأنيس كأنها ... بمندفع الخرطومتين إزار
فأقسمت لا أنساك ما عشت ليلة، ... وإن شحطت دار وشطّ مزار

الغَرِيّانِ

الغَرِيّانِ:
تثنية الغريّ، وهو المطليّ، الغراء، ممدود: وهو الغراء الذي يطلى به، والغريّ فعيل بمعنى مفعول، والغريّ: الحسن من كلّ شيء، يقال: رجل غريّ الوجه إذا كان حسنا مليحا، فيجوز أن يكون الغريّ مأخوذا من كل واحد من هذين، والغريّ: نصب كان يذبح عليه العتائر، والغريّان: طربالان وهما بناءان كالصّومعتين بظاهر الكوفة قرب قبر عليّ بن أبي طالب، رضي الله عنه، قال ابن دريد: الطربال قطعة من جبل أو قطعة من حائط تستطيل في السماء وتميل، وفي الحديث: كان، عليه الصلاة والسلام، إذا مرّ بطربال مائل أسرع المشي، والجمع الطرابيل،
وقيل: الطربال القطعة العالية من الجدار والصخرة العظيمة المشرفة من الجبل، وطرابيل الشام: صوامعها.
والغريّان أيضا: خيالان من أخيلة حمى فيد بينهما وبين فيد ستة عشر ميلا يطؤهما طريق الحاجّ، عن الحازمي، والخيال: ما نصب في أرض ليعلم أنها حمى فلا تقرب، وحمى فيد: معروف وله أخيلة، وفيهما يقول الشاعر فيما أحسب:
وهل أرين بين الغريّين فالرّجا ... إلى مدفع الريّان سكنا تجاوره؟
لأن الرجا والريّان قريتان من هذا الموضع، وقال ابن هرمة:
أتمضي ولم تلمم على الطّلل القفر ... لسلمى ورسم بالغريّين كالسطر
عهدنا به البيض المعاريب للصّبا ... وفارط أحواض الشباب الذي يقري
وقال السمهري العكلي:
ونبّئت ليلى بالغريّين سلّمت ... عليّ، ودوني طخفة ورجامها
عديد الحصى والأثل من بطن بيشة ... وطرفائها ما دام فيها حمامها
قال: فأما الغريّان بالكوفة فحدّث هشام بن محمد الكلبي قال: حدّثني شرقيّ بن القطامي قال: بعثني المنصور إلى بعض الملوك فكنت أحدثه بحديث العرب وأنسابها فلا أراه يرتاح لذلك ولا يعجبه، قال: فقال لي رجل من أصحابه يا أبا المثنى أي شيء الغريّ في كلام العرب؟ قلت: الغريّ الحسين، والعرب تقول:
هذا رجل غريّ، وإنما سمّيا الغريين لحسنهما في ذلك الزمان، وإنما بني الغريان اللذان في الكوفة على مثل غريّين بناهما صاحب مصر وجعل عليهما حرسا فكل من لم يصلّ لهما قتل إلا أنه يخيّره خصلتين ليس فيهما النجاة من القتل ولا الملك ويعطيه ما يتمنى في الحال ثم يقتله، فغبر بذلك دهرا، قال: فأقبل قصّار من أهل إفريقية ومعه حمار له وكذين فمرّ بهما فلم يصلّ فأخذه الحرس فقال: ما لي؟ فقالوا:
لم تصلّ للغريّين، فقال: لم أعلم، فذهبوا به إلى الملك فقالوا: هذا لم يصلّ للغريّين، فقال له: ما منعك أن تصلي لهما؟ قال: لم أعلم وأنا رجل غريب من أهل إفريقية أحببت أن أكون في جوارك لأغسل ثيابك وثياب خاصتك وأصيب من كنفك خيرا، ولو علمت لصليت لهما ألف ركعة، فقال له: تمنّ، فقال: وما أتمنّى؟ فقال: لا تتمنّ الملك ولا أن تنجّي نفسك من القتل وتمنّ ما شئت، قال: فأدبر القصّار وأقبل وخضع وتضرع وأقام عذره لغربته فأبى أن يقبل، فقال: إني أسألك عشرة آلاف درهم، فقال: عليّ بعشرة آلاف درهم، قال: وبريدا، فأتى البريد فسلّم إليه وقال: إذا أتيت إفريقية فسل عن منزل فلان القصّار فادفع هذه العشرة آلاف درهم إلى أهله، ثم قال له الملك: تمنّ الثانية، فقال: أضرب كلّ واحد منكم بهذا الكذين ثلاث ضربات واحدة شديدة وأخرى وسطى وأخرى دون ذلك، قال: فارتاب الملك ومكث طويلا ثم قال لجلسائه: ما ترون؟ قالوا: نرى أن لا تقطع سنّة سنّها آباؤك، قالوا: فيمن تبدأ؟ قال: أبدأ بالملك ابن الملك الذي سنّ هذا، قال: فنزل عن سريره ورفع القصّار الكذين فضرب أصل قفاه فسقط على وجهه، فقال الملك: ليت شعري أيّ الضربات هذه! والله لئن كانت الهينة ثم جاءت الوسطى والشديدة لأموتن! فنظر إلى الحرس وقال: أولاد الزنا، تزعمون أنه لم يصلّ وأنا والله رأيته حيث صلى، خلوا سبيله
واهدموا الغريّين! قال: فضحك القصار حتى جعل يفحص برجله من كثرة الضحك، قلت أنا: فالذي يقع لي ويغلب على ظني أن المنذر لما صنع الغريين بظاهر الكوفة سنّ تلك السنّة ولم يشرط قضاء الحوائج الثلاث التي كان يشرطها ملك مصر، والله أعلم، وأن الغريّين بظاهر الكوفة بناهما المنذر بن امرئ القيس ابن ماء السماء، وكان السبب في ذلك أنه كان له نديمان من بني أسد يقال لأحدهما خالد بن نضلة والآخر عمرو بن مسعود فثملا فراجعا الملك ليلة في بعض كلامه فأمر وهو سكران فحفر لهما حفيرتان في ظهر الكوفة ودفنهما حيّين، فلما أصبح استدعاهما فأخبر بالذي أمضاه فيهما فغمه ذلك وقصد حفرتهما وأمر ببناء طربالين عليهما وهما صومعتان، فقال المنذر: ما أنا بملك إن خالف الناس امري، لا يمرّ أحد من وفود العرب إلا بينهما، وجعل لهما في السّنة يوم بؤس ويوم نعيم، يذبح في يوم بؤسه كلّ من يلقاه ويغري بدمه الطربالين، فان رفعت له الوحش طلبتها الخيل، وإن رفع طائر أرسل عليه الجوارح حتى يذبح ما يعنّ ويطليان بدمه، ولبث بذلك برهة من دهره وسمّى أحد اليومين يوم البؤس وهو اليوم الذي يقتل فيه ما ظهر له من إنسان وغيره، وسمى الآخر يوم النعيم يحسن فيه إلى كلّ من يلقى من الناس ويحملهم ويخلع عليهم، فخرج يوما من أيام بؤسه إذ طلع عليه عبيد بن الأبرص الأسدي الشاعر وقد جاء ممتدحا، فلما نظر إليه قال: هلّا كان الذبح لغيرك يا عبيد! فقال عبيد: أتتك بحائن رجلاه، فأرسلها مثلا، فقال له المنذر: أو أجل قد بلغ أناه، فقال رجل ممن كان معه: أبيت اللعن اتركه فاني أظن أن عنده من حسن القريض أفضل مما تريد من قتله فاسمع فان سمعت حسنا فاستزده وإن كان غيره قتلته وأنت قادر عليه، فأنزل فطعم وشرب ثم دعا به المنذر فقال له: زدنيه ما ترى، قال: أرى المنايا على الحوايا، ثم قال له المنذر: أنشدني فقد كان يعجبني شعرك، فقال عبيد: حال الجريض دون القريض وبلغ الحزام الطبّيين، فأرسلهما مثلين، فقال له بعض الحاضرين: أنشد الملك هبلتك أمك! فقال عبيد: وما قول قائل مقتول؟ فأرسلها مثلا أي لا تدخل في همك من لا يهتم بك، قال المنذر: قد أمللتني فأرحني قبل أن آمر بك، قال عبيد: من عزّ بزّ، فأرسلها مثلا، فقال المنذر: أنشدني قولك:
أقفر من أهله ملحوب فقال عبيد:
أقفر من أهله عبيد، ... فاليوم لا يبدي ولا يعيد
عنّت له منيّة تكود، ... وحان منها له ورود
فقال له المنذر: أسمعني يا عبيد قولك قبل أن أذبحك، فقال:
والله إن متّ ما ضرّني، ... وإن عشت ما عشت في واحده
فأبلغ بنيّ وأعمامهم ... بأن المنايا هي الواردة
لها مدة فنفوس العباد ... إليها، وإن كرهت، قاصده
فلا تجزعوا لحمام دنا، ... فللموت ما تلد الوالده
فقال المنذر: ويلك أنشدني! فقال:
هي الخمر بالهزل تكنى الطّلا، ... كما الذئب يكنّى أبا جعدة
فقال المنذر: يا عبيد لا بد من الموت وقد علمت أن النعمان ابني لو عرض لي يوم بؤسي لم أجد بدّا من أن أذبحه، فأما أن كانت لك وكنت لها فاختر إحدى ثلاث خلال: إن شئت فصدتك من الأكحل وإن شئت من الأبجل وإن شئت من الوريد، فقال عبيد:
أبيت اللعن! ثلاث خلال كساحيات واردها شرّ وارد وحاديها شر حاد ومعاديها شر معاد فلا خير فيها لمرتاد، إن كنت لا محالة قاتلي فاسقني الخمر حتى إذا ماتت لها مفاصلي وذهلت منها ذواهلي فشأنك وما تريد من مقاتلي، فاستدعى له المنذر الخمر فشرب فلما أخذت منه وطابت نفسه وقدمه المنذر أنشأ يقول:
وخيّرني ذو البؤس، في يوم بؤسه، ... خلالا أرى في كلها الموت قد برق
كما خيّرت عاد من الدهر مرة، ... سحائب ما فيها لذي خيرة أنق
سحائب ريح لم توكّل ببلدة ... فتتركها إلا كما ليلة الطّلق
ثم أمر به المنذر ففصد حتى نزف دمه فلما مات غرّى بدمه الغريّين، فلم يزل على ذلك حتى مرّ به في بعض أيام البؤس رجل من طيّء يقال له حنظلة فقرّب ليقتل فقال: أبيت اللعن! إني أتيتك زائرا ولأهلي من بحرك مائرا فلا تجعل ميرتهم ما تورده عليهم من قتلي، قال له المنذر: لا بد من قتلك فسل حاجتك تقض لك قبل موتك، فقال: تؤجلني سنة أرجع فيها إلى أهلي فأحكم فيهم بما أريد ثم أسير إليك فينفذ في أمرك، فقال له المنذر: ومن يكفلك أنك تعود؟
فنظر حنظلة في وجوه جلسائه فعرف شريك بن عمرو ابن شراحيل الشيباني فقال:
يا شريك يا ابن عمرو ... هل من الموت محاله؟
يا شريك يا ابن عمرو، ... يا أخا من لا أخا له
يا أخا المنذر فكّ ال ... يوم رهنا قد أنى له
يا أخا كل مضاف ... وأخا من لا أخا له
إنّ شيبان قبيل ... أكرم الناس رجاله
وأبو الخيرات عمرو ... وشراحيل الحمالة
رقباك اليوم في المج ... د وفي حسن المقاله
فوثب شريك وقال: أبيت اللعن! يدي بيده ودمي بدمه إن لم يعد إلى أجله، فأطلقه المنذر، فلما كان من القابل قعد المنذر في مجلسه في يوم بؤسه ينتظر حنظلة فأبطأ عليهم فقدم شريك ليقتل فلم يشعر إلا وراكب قد طلع فإذا هو حنظلة وقد تحنط وتكفّن ومعه نادبته تندبه، فلما رأى المنذر ذلك عجب من وفائه وقال: ما حملك على قتل نفسك؟ فقال: أيها الملك إن لي دينا يمنعني من الغدر، قال: وما دينك؟
قال: النصرانية، فاستحسن ذلك منه وأطلقهما معا وأبطل تلك السّنّة وكان سبب تنصره وتنصر أهل الحيرة فيما زعموا، وروى الشرقيّ بن القطامي قال:
الغريّ الحسن من كل شيء وإنما سميا الغريّين لحسنهما وكان المنذر قد بناهما على صورة غريّين كان بعض ملوك مصر بناهما، وقرأت على ظهر كتاب شرح سيبويه المبرّد بخط الأديب عثمان بن عمر الصقليّ النحوي الخزرجي ما صورته: وجدت بخط أبي بكر السّرّاج، رحمه الله، على ظهر جزء من أجزاء
كتاب سيبويه أخبرني أبو عبد الله اليزيدي قال حدثني ثعلب قال: مرّ معن بن زائدة بالغريين فرأى أحدهما وقد شعّث وهدم فأنشأ يقول:
لو كان شيء له أن لا يبيد على ... طول الزمان لما باد الغريّان
ففرّق الدهر والأيام بينهما، ... وكلّ إلف إلى بين وهجران

مَطْلُوبٌ

مَطْلُوبٌ:
اسم بئر بين المدينة والشام بعيدة القعر يستقى منها بدلاء، قال:
وأشطان مطلوب وقيل: جبل، وقال أبو زياد الكلابي: من مياه بني أبي بكر بن كلاب مطلوب، وفيه يقول القائل:
ولا يجيء الدّلو من مطلوب ... إلا بنزع كرسيم الذيب
ومطلوب: اسم موضع بوادي بيشة عمّر في أيام هشام بن عبد الملك بن مروان وسمي المعمل، وذكر في المعمل، وقال رجل من بني هلال يقال له رياح:
يا أثلتي بطن مطلوب هويتكما ... لو كانت النفس تدنى من أمانيها
واليكما نذر بالناس لا رحم ... تدنيه منهم ولا نعمى يجازيها
محفوفتين بظل الموت أشرفتا ... في رأس رابية صعب تراقيها
كلتاهما قضب الريحان بينهما، ... فاعتمّ بالناشق الرّيّان ضاحيها
تندى ظلالكما، والشمس طالعة، ... حتى يواريها في الغور راعيها
من يعطه الله في الدنيا ظلالكما ... يبني له درجات عاليا فيها
قال الأصمعي: ومن مياه نخلى مطلوب، وأنشد:
ولا يجيء الدّلو من مطلوب ... إلا بشقّ النفس واللّغوب
قال: وقال اليمامي لصاحب مطلوب وهو عمرو بن سمعان القريظي:
عمرو بن سمعان على مطلوب ... نعم الفتى وموضع التحقيب
يعني ما تخلّف من أمتعته، قال محمد بن سلّام:
حدّثني أبو العرّاف قال: كان العجير السلولي دلّ عبد الملك بن مروان على ماء يقال له مطلوب كان لناس من خثعم وأنشأ يقول:
لا نوم إلّا غرار العين ساهرة ... إن لم أروّع بغيظ أهل مطلوب
إن تشتموني فقد بدّلت أيكتكم ... زرق الدجاج وتجفاف اليعاقيب
قد كنت أخبرتكم أن سوف يعمرها ... بنو أميّة، وعدا غير مكذوب
فبعث عبد الملك فاتخذ ذلك الماء ضيعة فهو من خيار ضياع بني أميّة.

المِطْلى

المِطْلى:
واحد المطالي المذكورة قبل، قال أعرابيّ:
أللبرق بالمطْلى تهبّ وتبرق، ... ودونك نيق من دغانين أعتق
وميض يرى في بهرة الليل بعد ما ... هجعنا، وعرض البيد بالليل مطبق
وقال شاعر آخر:
غنّى الحمام على أفنان غيطلة ... من سدر بيشة ملتفّ أعاليها
غنّين، لا عربيّات، بألسنة ... عجم وأملح أنحاء نواحيها
فقلت، والعيس خوص في أزمّتها ... يلوي بأثياب أصحابي تباريها:
أرعى الأراك قلوصي ثم أوردها ... ماء الجزيرة والمصلى فأسقيها

لَحْظَةُ

لَحْظَةُ:
بالفتح ثم السكون، والظاء معجمة، بلفظ اللحظة وهي النظرة من جانب الأذن: وهي مأسدة بتهامة، يقال أسد لحظة كما يقال أسد بيشة، قال الجعدي:
سقطوا على أسد بلحظة مش ... بوح السواعد باسل جهم

كُثَابٌ

كُثَابٌ:
بالضم، كأنه فعال من الكثب وهو القرب:
موضع بنجد، قال الحصين بن عمرو الأحمسي:
ألا هل أتى أهل العراق وبيشة ... ومن حلّ أكناف الكثاب وتنضبا
بأنّا كفينا يوم سارت بجمعها ... سليم إلينا ثم من قد تعيّبا؟

قَنوَان

قَنوَان:
يجوز أن يكون تثنية قنا الذي تقدم ذكره:
وهو جبلان تلقاء الحاجر لبني مرّة، وهي من جهة الغرب عن الحاجر، وقال بعضهم: قنوان تثنية قنا وهما عوارض وقنا، سميا قنوين كما قالوا القمران للشمس والقمر، وينشد:
كأنها لما بدا عوارض ... والليل بين قنوين رابض
وقال الحارث بن ظالم المرّي حين فتك بخالد بن جعفر ابن كلاب:
نأت سلمى وأمست في عدوّ ... أخبّ إليهم القلص الصّعابا
وحلّ النعف من قنوين أهلي، ... وحلّت روض بيشة فالرّبابا
وقطّع وصلها سيفي، وأني ... فجعت بخالد طرّا كلابا

غَمْرَةُ

غَمْرَةُ:
بفتح أوله، وسكون ثانيه، الغمرة: منهمك الباطل، ومرتكض الهوى غمرة الحبّ، ويقال:
هو يضرب في غمرة اللهو ويتسكع في غمرة الفتنة، وغمرة الموت: شدّة همومه، هذا قول اللغويين، والذي يظهر لي أن الغمرة هو ما يغمر الشيء ويعمّه فهو يصلح للباطل والحقّ: وهو منهل من مناهل طريق مكة ومنزل من منازلها، وهو فصل ما بين تهامة ونجد، وقال ابن الفقيه: غمرة من أعمال المدينة على طريق نجد أغزاها النبي، صلى الله عليه وسلم، عكاشة بن محصن، وقال نصر: غمرة سوداء فيما بين صاحة وعمايتين جبلين. وغمرة:
جبل، يدلّ على ذلك قول الشمردل بن شريك:
سقى جدثا أعراف غمرة دونه، ... بــبيشة، ديمات الربيع هواطله
وما في حبّ الأرض إلّا جوارها ... صداه وقول ظنّ أني قائله
وقال ذو الرمة:
تقضّين من أعراف لبن وغمرة، ... فلما تعرّفن اليمامة عن عفر
تقضين من الانقضاض، وكان به يوم من أيامهم، قال الحارث بن ظالم:
وإني يوم غمرة، غير فخر، ... تركت النهب والأسرى الرّغابا
وقال عمرو بن قياس المرادي من قصيدته التي أولها:
ألا يا بيت بالعلياء بيت ... ..... وحيّ ناسلين وهم جميع
حذار الشرّ يوما قد دهيت
وقد علم المعاشر غير فخر ... بأني يوم غمرة قد مضيت
فوارس من بني حجر بن عمرو ... وأخرى من بني وهب حميت
متى ما يأتني يومي تجدني ... شبعت من اللذاذة واستقيت

العَقِيقُ

العَقِيقُ:
بفتح أوله، وكسر ثانيه، وقافين بينهما ياء مثناة من تحت، قال أبو منصور: والعرب تقول لكل مسيل ماء شقه السيل في الأرض فأنهره ووسعه عقيق، قال: وفي بلاد العرب أربعة أعقّة وهي أودية عاديّة شقّتها السيول، وقال الأصمعي: الأعقّة
الأودية، قال: فمنها عقيق عارض اليمامة: وهو واد واسع مما يلي العرمة يتدفّق فيه شعاب العارض وفيه عيون عذبة الماء، قال السكوني: عقيق اليمامة لبني عقيل فيه قرى ونخل كثير ويقال له عقيق تمرة، وهو عن يمين الفرط منقطع عارض اليمامة في رمل الجزء، وهو منبر من منابر اليمامة عن يمين من يخرج من اليمامة يريد اليمن عليه أمير، وفيه يقول الشاعر:
تربّع ليلى بالمضيّح فالحمى، ... وتحفر من بطن العقيق السواقيا
ومنها عقيق بناحية المدينة وفيه عيون ونخل، وقال غيره: هما عقيقان: الأكبر وهو مما يلي الحرّة ما بين أرض عروة بن الزبير إلى قصر المراجل ومما يلي الحمى ما بين قصور عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمرو بن عثمان إلى قصر المراجل ثم اذهب بالعقيق صعدا إلى منتهى البقيع، والعقيق الأصغر ما سفل عن قصر المراجل إلى منتهى العرصة، وفي عقيق المدينة يقول الشاعر:
إني مررت على العقيق، وأهله ... يشكون من مطر الربيع نزورا
ما ضرّكم إن كان جعفر جاركم ... أن لا يكون عقيقكم ممطورا؟
وإلى عقيق المدينة ينسب محمد بن جعفر بن عبد الله ابن الحسين الأصغر ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب المعروف بالعقيقي، له عقب وفي ولده رياسة، ومن ولده أحمد بن الحسين بن أحمد بن علي بن محمد العقيقي أبو القاسم، كان من وجوه الأشراف بدمشق، ومدحه أبو الفرج الواوا، ومات بدمشق لأربع خلون من جمادى الأولى سنة 378 ودفن بالباب الصغير، وفي هذا العقيق قصور ودور ومنازل وقرى قد ذكرت بأسمائها في مواضعها من هذا الكتاب، وقال القاضي عياض: العقيق واد عليه أموال أهل المدينة، وهو على ثلاثة أميال أو ميلين، وقيل ستة، وقيل سبعة، وهي أعقّة أحدها عقيق المدينة عقّ عن حرّتها أي قطع، وهذا العقيق الأصغر وفيه بئر رومة، والعقيق الأكبر بعد هذا وفيه بئر عروة، وعقيق آخر أكبر من هذين وفيه بئر على مقربة منه:
وهو من بلاد مزينة، وهو الذي أقطعه رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، بلال بن الحارث المزني ثم أقطعه عمر الناس، فعلى هذا يحمل الخلاف في المسافات، ومنها العقيق الذي جاء فيه: إنك بواد مبارك، هو الذي ببطن وادي ذي الحليفة وهو الأقرب منها، وهو الذي جاء فيه أنه مهلّ أهل العراق من ذات عرق، ومنها العقيق الذي في بلاد بني عقيل، قال أبو زياد الكلابي: عقيق بني عقيل فيه منبر من منابر اليمامة ذكره القحيف بن حميّر العقيلي حيث قال:
أأمّ ابن إدريس ألم يأتك الذي ... صبحنا ابن إدريس به فتقطّرا؟
فليتك تحت الخافقين ترينه ... وقد جعلت درعا عليها ومغفرا
يريد العقيق ابن المهير ورهطه، ... ودون العقيق الموت وردا وأحمرا
وكيف تريدون العقيق ودونه ... بنو المحصنات اللابسات السّنّورا؟
ومنها عقيق، ولا يدخلون عليه الألف واللام: قرية قرب سواكن من ساحل البحر في بلاد البجاه يجلب منها التمر هندي وغيره، ومنها العقيق: ماء لبني جعدة وجرم تخاصموا فيه إلى النبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، فقضى به لبني جرم، فقال معاوية بن عبد
العزّى بن ذراع الجرمي أبياتا ذكرناها في الأقيصر، ومنها عقيق البصرة: وهو واد مما يلي سفوان، قال يموت بن المزرع أنشدنا محمد بن حميد قال أنشدتني صبية من هذيل بعقيق البصرة ترثي خالها فقالت:
أسائل عن خالي مذ اليوم راكبا، ... إلى الله أشكو ما تبوح الركائب
فلو كان قرنا يا خليلي غلبته، ... ولكنه لم يلف للموت غالب
قال يموت: رأيت هذه الجارية تغنيها بالعقيق عقيق البصرة، ومنها عقيق آخر يدفع سيله في غوري تهامة، وإياه عنى فيما أحسب أبو وجزة السعدي بقوله:
يا صاحبيّ انظرا هل تؤنسان لنا ... بين العقيق وأوطاس بأحداج
وهو الذي ذكره الشافعي، رضي الله عنه، فقال:
لو أهلّوا من العقيق كان أحبّ إليّ، ومنها عقيق القنان تجري فيه سيول قلل نجد وجباله، ومنها عقيق تمرة: قرب تبالة وبيشة، وقد مرّ وصفه في زبية، وقيل: عقيق تمرة هو عقيق اليمامة، وقد ذكر، وذكر عرّام: ما حوالي تبالة زبيّة، بتقديم الباء، ثم قال: وعقيق تمرة لعقيل ومياهها بثور، والبثر يشبه الأحساء، تجري تحت الحصى مقدار ذراع وذراعين ودون ذلك وربما أثارته الدوابّ بحوافرها، وقال السكري في قول جرير:
إذا ما جعلت السّيّ بيني وبينها ... وحرّة ليلى والعقيق اليمانيا
العقيق: واد لبني كلاب نسبه إلى اليمن لأن أرض هوازن في نجد مما يلي اليمن وأرض غطفان في نجد مما يلي الشام، وإياه أيضا عنى الفرزدق بقوله:
ألم تر أني يوم جوّ سويقة ... بكيت فنادتني هنيدة ما ليا
فقلت لها: إنّ البكاء لراحة، ... به يشتفي من ظنّ أن لا تلاقيا
قفي ودّعينا يا هنيد فانني ... أرى الركب قد ساموا العقيق اليمانيا
وقال أعرابيّ:
ألا أيها الركب المحثون عرّجوا ... بأهل العقيق والمنازل من علم
فقالوا: نعم! تلك الطلول كعهدها ... تلوح، وما معنى سؤالك عن علم؟
فقلت: بلى! إنّ الفؤاد يهيجه ... تذكّر أوطان الأحبّة والخدم
وقال أعرابيّ:
أيا سروتي وادي العقيق سقيتما ... حيا غضّة الأنفاس طيّبة الورد
تروّيتما محّ الثرى وتغلغلت ... عروقكما تحت الذي في ثرى جعد
ولا تهنن ظلّاكما إن تباعدت، ... وفي الدار من يرجو ظلالكما بعدي
وقال سعيد بن سليمان المساحقي يتشوّق عقيق المدينة وهو في بغداد ويذكر غلاما له اسمه زاهر وأنه ابتلي بمحادثته بعد أحبّته فقال:
أرى زاهرا لما رآني مسهّدا، ... وأن ليس لي من اهل بغداد زائر
أقام يعاطيني الحديث، وإننا ... لمختلفان يوم تبلى السرائر
يحدّثني مما يجمّع عقله ... أحاديث منها مستقيم وحائر
وما كنت أخشى أن أراني راضيا يعلّلني بعد الأحبّة زاهر وبعد المصلّى والعقيق وأهله، وبعد البلاط حيث يحلو التزاور إذا أعشبت قريانه وتزيّنت عراض بها نبت أنيق وزاهر وغنّى بها الذّبّان تغزو نباتها كما واقعت أيدي القيان المزاهر
وقد أكثر الشعراء من ذكر العقيق وذكروه مطلقا، ويصعب تمييز كل ما قيل في العقيق فنذكر مما قيل فيه مطلقا، قال أعرابيّ:
أيا نخلتي بطن العقيق أمانعي ... جنى النّخل والتين انتظاري جناكما؟
لقد خفت أن لا تنفعاني بطائل، ... وأن تمنعاني مجتنى ما سواكما
لو انّ أمير المؤمنين على الغنى ... يحدّث عن ظلّيكما لاصطفاكما
وزوّجت أعرابيّة ممن يسكن عقيق المدينة وحملت إلى نجد فقالت:
إذا الريح من نحو العقيق تنسّمت ... تجدّد لي شوق يضاعف من وجدي
إذا رحلوا بي نحو نجد وأهله ... فحسبي من الدنيا رجوعي إلى نجدي

المُغَمَّسُ

المُغَمَّسُ:
بالضم ثم الفتح، وتشديد الميم وفتحها، اسم المفعول من غمست الشيء في الماء إذا غيّبته فيه:
موضع قرب مكة في طريق الطائف، مات فيه أبو رغال وقبره يرجم لأنه كان دليل صاحب الفيل فمات هناك، قال أمية بن أبي الصّلت الثّقفي يذكر ذلك:
إنّ آيات ربّنا ظاهرات ... ما يماري فيهنّ إلا الكفور
حبس الفيل بالمغمّس حنّى ... ظلّ يحبو كأنه معقور
كلّ دين يوم القيامة عند ال ... له إلا دين الحنيفة بور
وقال نفيل:
ألا حيّيت عنّا يا ردينا، ... نعمناكم مع الإصباح عينا
ردينة لو رأيت، ولن تريه، ... لدى جنب المغمّس ما رأينا
إذا لعذرتني ورضيت أمري، ... ولن تأسي على ما فات بينا
حمدت الله أن أبصرت طيرا، ... وخفت حجارة تلقى علينا
وكلّ القوم يسأل عن نفيل، ... كأنّ عليّ للحبشان دينا
قال السّهيلي: المغمّس، بضم أوله، هكذا لقيته في نسخة الشيخ أبي بحر المقيّدة على أبي الوليد القاضي بفتح الميم الأخيرة من المغمّس، وذكر السّكّري في كتاب المعجم عن ابن دريد وعن غيره من أئمة اللغة أن المغمّس، بكسر الميم الأخيرة، فإنه أصحّ ما قبل فيه، وذكر أيضا أنه يروى بالفتح، فعلى رواية الكسر هو مغمّس مفعّل كأنه اشتق من الغميس وهو الغميز يعني النبات الأخضر الذي ينبت في الخريف من تحت اليابس، يقال: غمس المكان وغمز إذا نبت فيه ذلك، كما يقال مصوّح ومشجّر، وأما على رواية الفتح فكأنه من غمست الشيء إذا غطيته وذلك أنه مكان مستور إما بهضاب وإما بعضاه، وإنما قلنا هذا لأن رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، لما كان بمكة كان إذا أراد حاجة الإنسان خرج إلى المغمّس وهو على ثلثي فرسخ من مكة، كذلك رواه أبو علي بن السكن في كتاب السنن له، وفي السنن لأبي داود: أن رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، كان إذا أراد التّبرّز أبعد، ولم يبيّن مقدار البعد وهو مبين في حديث ابن السكن، ولم يكن، صلّى الله عليه وسلّم، ليأتي المذهب إلا وهو مستور متحفظ، فاستقام المعنى فيه على الروايتين جميعا، وقد ذكرته في رغال، وقال ثعلبة بن غيلان الإيادي يذكر خروج إياد من تهامة ونفي العرب إيّاها إلى أرض فارس:
تحنّ إلى أرض المغمّس ناقتي، ... ومن دونها ظهر الجريب وراكس
بها قطعت عنّا الوذيم نساؤنا، ... وغرّقت الأبناء فينا الخوارس
إذا شئت غنّاني الحمام بأيكة، ... وليس سواء صوتها والعرانس
تجوب من الموماة كلّ شملّة ... إذا أعرضت منها القفار البسابس
فيا حبّذا أعلام بيشة واللّوى، ... ويا حبّذا أجشامها والجوارس!
أقامت بها جسر بن عمرو وأصبحت ... إياد بها قد ذلّ منها المعاطس

خشو

خشو
الخَشْوُ: الحَشَفُ، خَشَتِ النَّخْلَةُ تَخْشُو خَشْواً. وخَشِيُّ البَقْلِ والشَّجَر: يَبِيْسُهما. والخَشَاء على فَعَالٍ: نَحْو الجَهَاد من الأرض.
الْخَاء والشين وَالْوَاو

الخشْو: الحَشَف من التَّمْر.

وخَشَت النخلةُ تخشو خَشْواً: أحْشفت.
خشو
: (و} خَشَتِ النَّخْلَةُ {تَخْشُو) } خَشْواً: أَهْمَلَه الجَوهرِيُّ.
وقالَ ابنُ الأَعرابيِّ: أَي (أَثْمَرَتْ {الخَشْوَ، أَي الحَشَفَ) من التَّمْرِ، وَهُوَ مَا فسدَ أصْلُه وعَفِنَ وَهُوَ فِي موْضِعِه؛ قالَ: وَهِي لُغَةُ بلحارِثِ بنِ كعْبٍ.
(} والخَشَا: الزَّرْعُ الأسْوَدُ) من البَرْد؛ نَقَلَهُ ابنُ الأعرابيِّ أَيضاً.
ثمَّ إنَّ هَذَا الحَرْف مَوْجودٌ فِي نسخِ الصِّحاحِ، نَقَلَهُ عَن الأُمويّ فحينئِذٍ كتابتُه بالأحْمَر فِي غَيْر مَحَلّه. خشِي
: (ى ( {خَشِيَهُ، كرَضِيَهُ) ،} يَخشاه ( {خَشياً) ، بالفتْحِ (ويُكْسَرُ،} وخَشْيَةً {وخَشاةً} ومَخْشاةً {ومَخْشِيَةً) ، على مَفْعِلَةٍ، (} وخَشَياناً) ، محرَّكةً، فَهَذِهِ سَبْعَة مَصادِر،
اقْتَصَرَ الجَوهرِيُّ مِنْهَا على {خَشْيَة.
وذَكَرَهنَّ ابنُ سِيدَه مَا عَدا} خِشْياً بالكسْرِ.
وذَكَرَ ابنُ برِّي {الخَشاة؛ وأَنْشَدَ لَهُ قَوْل الشاعِرِ:
كأَغْلَبَ من أُسُودِ كِرَاءَ وَرْدٍ
يَرُدُّ} خَشاته الرَّجُل الظَّلُومقال: كراءُ ثَنيَّة بيْشَةَ، وحكَى ابنُ الأَعْرابيِّ: فَعَلْت ذلكَ {خَشاة أَن يكونَ كَذَا؛ وأَنْشَدَ:
فتَعَدَّيْتُ خَشاةَ أنْ يَرَى
ظالمٌ أَنِّي كَمَا كَانَ زعمْقالَ شيْخُنا: وَقد نَظَمَ ابنُ مالِكٍ هَذِه المَصادِرَ فِي قوْله:
خشيتُ خَشْياً ومَخْشاةً ومَخْشِيَةً
{وخَشْيَةً وخَشَاةً ثمَّ} خَشْيَانا ثمَّ قالَ: وَقد قصر عمَّا للمصنِّف إِذْ يَبْقى عَلَيْهِ! تَخْشاةً إلاَّ أَنْ يقالَ إنَّه لم يَذْكرْها لغَرابَتِها إِذا قيلَ إنَّها لَا تُعْرَفُ عَن غَيْر المصنِّفِ، والظاهِرُ أَنَّهَا فِي المُحْكم.
قُلْتُ: هَذَا غَيْرُ صحيحٍ إِذْ لم يَذْكرِ المصنِّف غَيْر سَبْعَة مَصادر، وأَمَّا تَخْشاة الَّذِي ظَنَّه مَصْدَراً فليسَ هُوَ كَمَا ظنَّه بل هُوَ مَعْطوفٌ على قوْلِه خشيه وَهُوَ فعْلُ ماضٍ من بابِ التَّفَعل. خَشِيَه ( {وتَخَّشاهُ) ، كِلاهُما بمعْنَى (خافَهُ) .
هَذَا هُوَ الحقُّ فِي سِياقِ المصنِّفِ وسَبَب هَذَا الغَلَط عَدَمُ وُجودِ النسخِ المَضْبوطَةِ المُصَحَّحة، ورُبَّما يكونُ مِن عدمِ المَعْرِفَةِ فِي اصْطِلاحِه، فرُبَّما يَعْتَمد الإنْسانُ على كلمةٍ غَيْر مَضْبوطَةٍ أَو ضُبِطَتْ على خَطَأٍ فيَنْسبُها للمصنِّفِ، وَهَذَا أَمْر خَطِرٌ قد وَقَعَ فِيهِ كثيرٌ مِن المُصنِّفين الَّذين يَنْقلون عِبارَةَ الْقَامُوس فِي كُتُبهم ويُسْتَشْهدونَ بهَا، كَمَا وَقَعَ ذلكَ لشيخِ مشايخِنا العارِف باللَّهِ تَعَالَى مَوْلَانَا السيِّد مُصْطَفى بن كَمَال الدِّيْن البَكْري، فإنَّه ذَكَرَ فِي شرْحِه على ورد السحر عنْد قَوْله: عالى الدرج، فضَبَطَه بضمَّتَيْن، وأنَّه جَمَعَ دَرَجَة محرَّكة، وساقَ عِبارَةَ المصنِّفِ بنَصِّه، وَفِي آخرِها جمعه درج، فسَبَقَ على ظنِّه أَنَّه جَمْعٌ للدَّرَجة، وإنَّما هُوَ جَمْعٌ للدرجة، بالضمِّ، للخرقة، وَقد نَبَّهْتُ على ذلكَ فِي رِسالَةٍ صغيرةٍ سَمَّيْتها تَعْلِيق السّرج على الدّرج.
ثمَّ قَوْل شيْخِنا: لغَرابَتِها وأنَّها لَا تُعْرَفُ، هُوَ كَلامٌ صَحِيحٌ؛ وقوْلُه والظاهِرُ أَنَّها فِي المُحْكَم، رَجْمٌ بالغَيْبِ وعَدَمُ اطِّلاعٍ فِي حالَةِ الكتابَةِ على نُسْحة المُحْكم.
وَنحن ذَكَرْنا لكَ الَّذِي فِي المُحْكَم وأنَّه ساقَ فِيهِ على هَذَا النَّمط مَا عدا خِشْياً بالكسْرِ، فإنَّه ذَكَرَه الصَّاغانيُّ فِي التّكْملةِ ثمَّ قالَ: وبقيَ عَلَيْهِ أيْضاً} خِشْياً، بالكسْرِ، فإنَّها فِي كَلامِ المصنِّفِ دونَ ابنِ مالِكٍ، هُوَ صَحَيحٌ وَلم يَذْكره فِي المُحْكَم أَيْضاً.
ثمَّ قالَ: ويَبْقى النَّظَر فِي ذِكْرهم! خَشْيان، مَعَ مَا قَرَّرْناه فغَيْر مَرَّة أَنَّ فَعَلان، بالفَتْحِ لَا يُعْرَفُ فِي المَصادِرِ إلاَّ فِي كَلِمَتَيْنِ لَيَان وشَنَان فِي لُغَةٍ، وَلم يَذْكروا {الخَشْيان فِي المُسْتَثْنى بل قَالُوا لَا ثالِثَ لَهُما، واللَّهُ أَعْلم فتأَمَّل.
قُلْتُ: هُوَ كَمَا ذُكِرَ وكأَنَّ ابنَ مالِكٍ سكَّنَه لضَرُورَةِ الشِّعْرِ على أَنِّي وَجَدْتُ بخطِّ الأرموي فِي نسخةِ المُحْكَم} خِشْياناً، بالكسْرِ، فعلى هَذَا لَا ضَرُورَة، فتأَمَّل. ثمَّ تَفْسِيره {الخشْيَة بالخَوْفِ صَرِيحٌ فِي تَرادُفِهما، وَالَّذِي صَرَّح بِهِ الرَّاغبُ وغيرُهُ أَنَّ الخشْيَةَ خَوْفٌ مَشُوب بعظَمَةٍ ومَهابَةٍ، وقالَ قَوْمٌ: خَوْفٌ مُقْتَرن بتَعْظيِم، وكِلاهُما صَحِيحٌ ظاهِرٌ.
(وَهُوَ} خاشٍ {وخَشٍ) } وخَشْيانُ؛ الأَخيرُ اقْتَصَرَ عَلَيْهِ الجَوهرِيُّ؛ (وَهِي {خَشْيَى) ، على القياسِ؛ ويقالُ أَيْضاً:} خَشْيانَةٌ، على خلافِه، كَمَا جَزَمَ بِهِ المَرْزوقي.
قالَ شيْخُنا: ولعلَّه فِي لُغَةِ أَسَدٍ.
قُلْتُ: وَفِي التّكْملَةِ: امْرأَةٌ خَشَيَانَةٌ: {تَخْشَى كلَّ شَيْء:
(ج) أَي جَمْعُهما مَعًا (} خَشايَا) ، أَجْروه مُجْرَى الأَدْواء كحَباطَى وحَباجَى ونَحْوِهما لأنَّ الخَشْيَةَ كالدَّاءِ.
( {وخَشَّاهُ) بالأَمْرِ (} تَخْشِيَةً) : أَي (خَوَّفَهُ) .
يقالُ: خَشّ ذُؤالَةَ بالحِبالَةِ، يعْنِي الذِّئْبَ؛ نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ.
وَفِي المَثَلِ: لقد كنتُ وَمَا {أُخَشَّى بالذِّئْبِ، أَي مَا أُخَوَّف.
(و) يقالُ: (} خاشانِي) فلانٌ ( {فَخَشَيْتُه) ، بالفتْحِ،} أَخْشِيهِ، بالكسْرِ عَن أَبي عُبيدٍ، أَي (كنتُ أَشَدَّ مِنْهُ! خَشْيَةً) ؛ نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ. (و) يقالُ: (هَذَا المكانُ {أَخْشَى) من ذاكَ، (أَي أَخْوَفُ) .
وَفِي الصِّحاحِ: أَي أَشَدّ خَوْفاً؛ قالَ العجَّاجُ:
فقَطعْت} أخْشاهُ إِذا مَا أَحْبَجَا وَفِي المُحْكَمِ: جاءَ فِيهِ التعجبُ مَن المَفْعولِ، وَهَذَا (نادِرٌ) ، وَقد حَكَى سِيْبَوَيْه مِنْهُ أَشْياء.
(و) {الخَشِيُّ، (كغَنِيِّ يابسُ النَّبْتِ) ؛ مِثْلُ الحَشِيِّ بالحاءِ؛ نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ عَن الأَصْمعيّ ولكنَّه قالَ: اليابِسُ وَلم يَذْكُر النَّبْت.
وقالَ ابنُ الأَعرابيِّ: هُوَ اليابِسُ العَفِنُ؛ وأَنْشَدَ:
كأَنَّ صَوْتَ شُخْبِها إِذا خَمى
صَوْتُ أَفاعٍ فِي} خَشِيَ أَغْشَمايَحْسَبُه الجاهِلُ مَا كانَ عَمى
شَيْخاً على كُرْسيِّه مُعَمَّمالو أَنَّه أَبانَ أَو تَكَلَّما
لكانَ إيَّاه وَلَكِن أَحْجَماوقالَ المُنْذِري: اسْتَفْتَيْتُ فِيهِ شيْخَنَا أَبا العبَّاس فقالَ: يقالُ فِيهِ خَشِيّ وحَشِيّ؛ نَقَلَهُ الأزْهرِيُّ؛ وأَنْشَدَ ابنُ برِّي:
كأنَّ صَوْتَ خِلْفِها والخِلْفِوالقادِمَيْنَ عِنْد قَنْصِ الكَفِّ صوتُ أَفاعٍ فِي خَشِيِّ القُفِّ وأَنْشَدَ الجَوهرِيُّ للراجزِ، وَهُوَ صَخْر:
إنَّ بَني الأَسْودِ أَخْوالُ أَبيفإنَّ عندِي لَو رَكِبتُ مِسْحَلي سَمّ ذَرارِيحَ رِطابٍ! وخَشِي قالَ ابنُ برِّي: أَرادَ {وخَشِيّ فحذَفَ إحْدَى الياءَيْن ضَرُورَةً، فَمن حذف الأول اعتلَّ بالزِّيادَةِ، وقالَ: حذفُ الزائِدِ أَخَفّ منْ حذْفِ الأَصْل، وَمن حَذفِ الأَخيرَةِ فلأنَّ الوَزْنَ إنَّما ارْتَدَع هُنَالك.
(} والخَشاءُ، كسَماءٍ: الجَهادُ من الأرضِ) ؛ نَقَلَهُ الصَّاغانيُّ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الخشْيَةُ: الرَّجاءُ؛ نَقَلَهُ الرَّاغبُ، وَبِه فَسَّر حدِيث عُمَر: (قالَ لَهُ ابنُ عباسٍ: لقد أَكْثَرْتَ مِن الدعاءِ بالمَوْتِ حَتَّى {خَشِيتُ أنْ يكونَ ذلكَ أَسْهَلَ لكَ عنْدَ نُزُولِه، أَي رَجَوْت؛
قالَ الجَوهرِيُّ: وقَوْلُ الشاعِرِ:
وَلَقَد خَشِيْتُ بأَنَّ مَنْ تَبِعَ الهُدى
سَكَنَ الجنانَ مَعَ النبيِّ مُحَمَّدِصلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالُوا: مَعْناهُ عَلِمْت.
قُلْتُ: ويُحْتَمل أنْ يكونَ مَعْناه رَجَوْت.
وقَوْلُه، عزَّ وجلَّ: {} فَخَشِينا أَنْ يُرْهقَهما طُغْياناً وكُفْراً} ؛ قالَ الفرَّاءُ: أَي فعَلِمْنا.
وقالَ الزجَّاجُ: هُوَ مِن كَلامِ الخَضِر، ومَعْناه كَرِهْنا.
{وخاشَى فلَانا} مُخاشاةً: تارَكَهُ.
وخاشَى بهم: أَي اتَّقَى عَلَيْهِم وحَذِر فانْحازَ.
{ومَخْشِيٌّ، كمرمى: اسمٌ.

خشو

1 خَشَتِ النَّخْلَةُ, aor. ـْ (JK, S, K,) inf. n. َشْوٌ, (JK, TA,) The palm-tree bore dates such as are termed خَشْو, i. e. حَشَف: (JK, S, K:) so says El-Umawee, (S,) or IAar. (TA.) خَشًا Black wheat. (IAar, K, * TA.) خَشْوٌ Dates such as are termed حَشَف: (JK, S, K:) so says El-Umawee, (S,) or IAar, who adds, i. e., of which the lower portion has become bad and rotten, while in its place: he says that it is of the dial. of Belhárith Ibn-Kaab. (TA.)

طِحَالٌ

طِحَالٌ:
بالكسر، والطحال معروف، يجوز أن يكون جمع طحلة: وهو لون بين الغبرة والبياض في سواد قليل كسواد الرماد مثل برمة وبرام وبرقة وبراق، وقال ابن الأعرابي: الطّحل الأسود، الطحل: الماء المطحلب، والطحل:
الغضبان، والطحل: الملآن، وطحال: أكمة بحمى ضرية، قال حميد بن ثور:
دعتنا وألوت بالنّصيف، ودوننا ... طحال وخرج من تنوفة ثهمد
وقال ابن مقبل:
ليت الليالي يا كــبيشة لم تكن ... إلا كليلتنا بحزم طحال
ومن أمثلتهم: ضيعت البكار على طحال، يضرب مثلا لمن طلب الحاجة ممن أساء إليه، وأصل ذلك أن سويد بن أبي كاهل هجا بني غبر في رجز له فقال:
من سرّه النّيك بغير مال ... فالغبريّات على طحال
شواغر يلمعن للقفال
ثم إن سويدا أسر فطلب إلى بني غبر أن يعينوه في فكاكه فقالوا له: ضيّعت البكار على طحال، والبكار جمع بكر: وهو الفتيّ من الإبل.

الطائفُ

الطائفُ:
بعد الألف همزة في صورة الياء ثم فاء:
وهو في الإقليم الثاني، وعرضها إحدى وعشرون درجة، وبالطائف عقبة وهي مسيرة يوم للطالع من مكة ونصف يوم للهابط إلى مكة، عمّرها حسين ابن سلامة وسدّها ابنه، وهو عبد نوبيّ وزر لأبي
الحسين بن زياد صاحب اليمن في حدود سنة 430 فعمّر هذه العقبة عمارة يمشي في عرضها ثلاثة جمال بأحمالها، وقال أبو منصور: الطائف العاسّ بالليل، وأما الطائف التي بالغور فسميت طائفا بحائطها المبنيّ حولها المحدق بها، والطائف والطيف في قوله تعالى:
إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ من الشَّيْطانِ 7: 201، ما كان كالخيال والشيء يلمّ بك، وقوله تعالى: فَطافَ عَلَيْها طائِفٌ من رَبِّكَ 68: 19، لا يكون الطائف إلا ليلا ولا يكون نهارا، وقيل في قول أبي طالب بن عبد المطلب:
نحن بنينا طائفا حصينا قالوا: يعني الطائف التي بالغور من القرى. والطائف:
هو وادي وجّ وهو بلاد ثقيف، بينها وبين مكة اثنا عشر فرسخا، قرأت في كتاب ابن الكلبي بخط أحمد بن عبيد الله محجج النحوي: قال هشام عن أبي مسكين عن رجل من ثقيف كان عالما بالطائف قال:
كان رجل من الصّدف يقال له الدّمون بن عبد الملك قتل ابن عمّ له يقال له عمرو بحضرموت ثم أقبل هاربا، وقال:
وحربة ناهك أوجرت عمرا، ... فما لي بعده أبدا قرار
ثم أتى مسعود بن معتب الثقفي ومعه مال كثير وكان تاجرا فقال: أحالفكم لتزوّجوني وأزوّجكم وأبني لكم طوفا عليكم مثل الحائط لا يصل إليكم أحد من العرب، قالوا: فابن، فبنى بذلك المال طوفا عليهم فسمّيت الطائف وتزوّج إليهم فزوّجوه ابنة، قال هشام: وبعض ولد الدمون بالكوفة ولهم بها خطّة مع ثقيف، وكان قبيصة من الدمون هذا على شرطة المغيرة بن شعبة إذ كان على الكوفة، وكانت الطائف تسمّى قبل ذلك وجّا بوجّ بن عبد الحيّ من العماليق وهو أخو أجإ الذي سمّي به جبل طيّء، وهو من الأمم الخالية، قال عرّام:
والطائف ذات مزارع ونخل وأعناب وموز وسائر الفواكه وبها مياه جارية وأودية تنصبّ منها إلى تبالة، وجلّ أهل الطائف ثقيف وحمير وقوم من قريش، وهي على ظهر جبل غزوان، وبغزوان قبائل هذيل، وقال ابن عباس: سمّيت الطائف لأن إبراهيم، عليه السلام، لما أسكن ذرّيته مكة وسأل الله أن يرزق أهلها من الثمرات أمر الله عز وجل قطعة من الأرض أن تسير بشجرها حتى تستقرّ بمكان الطائف فأقبلت وطافت بالبيت ثم أقرّها الله بمكان الطائف فسمّيت الطائف لطوافها بالبيت، وهي مع هذا الاسم الفخم بليدة صغيرة على طرف واد وهي محلّتان: إحداهما على هذا الجانب يقال لها طائف ثقيف والأخرى على هذا الجانب يقال لها الوهط والوادي بين ذلك تجري فيه مياه المدابغ التي يدبغ فيها الأديم يصرع الطيور رائحتها إذا مرّت بها، وبيوتها لاطئة حرجة، وفي أكنافها كروم على جوانب ذلك الجبل فيها من العنب العذب ما لا يوجد مثله في بلد من البلدان، وأما زبيبها فيضرب بحسنه المثل، وهي طيبة الهواء شمالية ربما جمد فيها الماء في الشتاء، وفواكه أهل مكة منها، والجبل الذي هي عليه يقال له غزوان، وروى أبو صالح: ذكرت ثقيف عند ابن عباس فقال، إن ثقيفا والنّخع كانا ابني خالة فخرجا منتجعين ومعهما أعنز لهما وجدي فعرض لهما مصدق لبعض ملوك اليمن فأراد أخذ شاة منهما فقالا: خذ ما شئت إلا هذه الشاة الحلوب فإنّا من لبنها نعيش وولدها، فقال: لا آخذ سواها، فرفقا به فلم يفعل فنظر أحدهما إلى صاحبه وهمّا بقتله ثم إن أحدهما انتزع له سهما فلق به قلبه فخرّ ميتا، فلما نظرا إلى ذلك قال
أحدهما لصاحبه: إنه لن تحملني وإياك الأرض أبدا فاما أن تغرّب وأنا أشرّق وإما أن أغرّب وتشرق أنت، فقال ثقيف: فاني أغرب، وقال النخع:
فأنا أشرق، وكان اسم ثقيف قسيّا واسم النخع جسرا، فمضى النخع حتى نزل بــبيشة من أرض اليمن ومضى ثقيف حتى أتى وادي القرى فنزل على عجوز يهودية لا ولد لها فكان يعمل نهارا ويأوي إليها ليلا فاتخذته ولدا لها واتخذها امّا له، فلما حضرها الموت قالت له: يا هذا إنه لا أحد لي غيرك وقد أردت أن أكرمك لإلطافك إيّاي، انظر إذا أنا متّ وواريتني فخذ هذه الدنانير فانتفع بها وخذ هذه القضبان فإذا نزلت واديا تقدر فيه على الماء فاغرسها فاني أرجو أن تنال من ذلك فلاحا بيّنا. ففعل ما أمرته به، فلما ماتت دفنها وأخذ الدنانير والقضبان ومضى سائرا حتى إذا كان قريبا من وجّ، وهي الطائف، إذا هو بأمة حبشية ترعى مائة شاة فطمع فيها وهمّ بقتلها وأخذ الغنم فعرفت ما أراد فقالت: إنك أسررت في طمعا لتقتلني وتأخذ الغنم ولئن فعلت ذلك لتذهبنّ نفسك ولا تحصل من الغنم شيئا لأن مولاي سيد هذا الوادي وهو عامر بن الظرب العدواني، وإني لأظنّك خائفا طريدا، قال: نعم، فقالت: فاني أدلك على خير مما أردت، فقال: وما هو؟ قالت:
إن مولاي يقبل إذا طفلت الشمس للغروب فيصعد هذا الجبل ثم يشرف على الوادي فإذا لم ير فيه أحدا وضع قوسه وجفيره وثيابه ثم انحدر رسوله فنادى: من أراد اللحم والدّرمك، وهو دقيق الحوارى، والتمر واللبن فليأت دار عامر بن الظرب، فيأتيه قومه فاسبقه أنت إلى الصخرة وخذ قوسه ونباله وثيابه فإذا رجع ومن أنت فقل رجل غريب فأنزلني وخائف فأجرني وعزب فزوّجني، ففعل ثقيف ما قالت له الأمة وفعل عامر صاحب الوادي فعله، فلما أن أخذ قوسه ونشّابه وصعد عامر قال له: من أنت؟
فأخبره وقال: أنا قسيّ بن منبّه، فقال هات ما معك فقد أجبتك إلى ما سألت، وانصرف وهو معه إلى وجّ وأرسل إلى قومه كما كان يفعل فلما أكلوا قال لهم عامر: ألست سيدكم؟ قالوا: بلى، قال:
وابن سيّدكم؟ قالوا: بلى، قال: ألستم تجيرون من أجرت وتزوّجون من زوّجت؟ قالوا: بلى، قال: هذا قسيّ بن منبّه بن بكر بن هوازن وقد زوّجته ابنتي فلانة وأمّنته وأنزلته منزلي، فزوّجه ابنة له يقال لها زينب، فقال قومه: قد رضينا بما رضيت، فولدت له عوفا وجشما ثم ماتت فزوّجه أختها فولدت له سلامة ودارسا فانتسبا في اليمن، فدارس في الأزد والآخر في بعض قبائل اليمن، وغرس قسيّ تلك القضبان بوادي وجّ فنبتت فلما أثمرت قالوا: قاتله الله كيف ثقف عامرا حتى بلغ منه ما بلغ وكيف ثقف هذه العيدان حتى جاء منها ما جاء، فسمي ثقيفا من يومئذ، فلم يزل ثقيف مع عدوان حتى كثر ولده وربلوا وقوي جأشهم، وجرت بينهم وبين عدوان هنات وقعت في خلالها حرب انتصرت فيها ثقيف فأخرجوا عدوان عن أرض الطائف واستخلصوها لأنفسهم ثم صارت ثقيف أعز الناس بلدا وأمنعه جانبا وأفضله مسكنا وأخصبه جنابا مع توسطهم الحجاز وإحاطة قبائل مضر واليمن وقضاعة بهم من كل وجه فحمت دارها وكاوحت العرب عنها واستخلصتها وغرست فيها كرومها وحفرت بها أطواءها وكظائمها، وهي من أزد السراة وكنانة وعذرة وقريش ونصر بن معاوية وهوازن جمعا والأوس والخزرج ومزينة وجهينة وغير ذلك من القبائل، ذلك كله يجري والطائف تسمّى وجّا إلى
أن كان ما كان مما تقدّم ذكره من تحويط الحضرمي عليها وتسميتها حينئذ الطائف، وقد ذكر بعض النّساب في تسميتها بالطائف أمرا آخر وهو أنه قال:
لما هلك عامر بن الظرب ورثته ابنتاه زينب وعمرة وكان قسيّ بن منبّه خطب إليه فزوّجه ابنته زينب فولدت له جشما وعوفا ثم ماتت بعد موت عامر فتزوّج أختها وكانت قبله عند صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن فولدت له عامر بن صعصعة، فكانت الطائف بين ولد ثقيف وولد عامر بن صعصعة، فلما كثر الحيّان قالت ثقيف لبني عامر: إنكم اخترتم العمد على المدن والوبر على الشجر فلستم تعرفون ما نعرف ولا تلطفون ما نلطف ونحن ندعوكم إلى حظ كبير لكم ما في أيديكم من الماشية والإبل والذي في أيدينا من هذه الحدائق فلكم نصف ثمره فتكونوا بادين حاضرين يأتيكم ريف القرى ولا تتكلفوا مؤونة وتقيموا في أموالكم وماشيتكم في بدوكم ولا تتعرضوا للوباء وتشتغلوا عن المرعى، ففعلوا ذلك فكانوا يأتونهم كل عام فيأخذون نصف غلّاتهم، وقد قيل: إن الذي وافقوهم عليه كان الربيع، فلما اشتدّت شوكة ثقيف وكثرت عمارة وجّ رمتهم العرب بالحسد وطمع فيهم من حولهم وغزوهم فاستغاثوا ببني عامر فلم يغيثوهم فأجمعوا على بناء حائط يكون حصنا لهم فكانت النساء تلبّن اللبن والرجال يبنون الحائط حتى فرغوا منه وسموه الطائف لإطافته بهم، وجعلوا لحائطهم بابين: أحدهما لبني يسار والآخر لبني عوف، وسموا باب بني يسار صعبا وباب بني عوف ساحرا، ثم جاءهم بنو عامر ليأخذوا ما تعوّدوه فمنعوهم عنه وجرت بينهم حرب انتصرت فيها ثقيف وتفرّدت بملك الطائف فضربتهم العرب مثلا، فقال أبو طالب ابن عبد المطلب:
منعنا أرضنا من كل حيّ، ... كما امتنعت بطائفها ثقيف
أتاهم معشر كي يسلبوهم، ... فحالت دون ذلكم السيوف
وقال بعض الأنصار:
فكونوا دون بيضكم كقوم ... حموا أعنابهم من كل عادي
وذكر المدائني أن سليمان بن عبد الملك لما حجّ مرّ بالطائف فرأى بيادر الزبيب فقال: ما هذه الحرار؟
فقالوا: ليست حرارا ولكنها بيادر الزبيب، فقال:
لله درّ قسيّ بأيّ أرض وضع سهامه وأيّ أرض مهّد عشّ فروخه! وقال مرداس بن عمرو الثقفي:
فانّ الله لم يؤثر علينا ... غداة يجزّئ الأرض اقتساما
عرفنا سهمنا في الكف يهوي ... كذا نوح، وقسّمنا السهاما
فلما أن أبان لنا اصطفينا ... سنام الأرض، إنّ لها سناما
فأنشأنا خضارم متجرات ... يكون نتاجها عنبا تؤاما
ضفادعها فرائح كلّ يوم ... على جوب يراكضن الحماما
وأسفلها منازل كلّ حيّ، ... وأعلاها ترى أبدا حراما
ثم حسدهم طوائف العرب وقصدوهم فصمدوا لهم وجدّوا في حربهم، فلما لم يظفروا منهم بطائل ولا طمعوا منهم بغرّة تركوهم على حالهم أغبط العرب عيشا إلى أن جاء الإسلام فغزاهم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فافتتحها في سنة تسع من الهجرة
صلحا وكتب لهم كتابا، نزل عليها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في شوال سنة ثمان عند منصرفه من حنين وتحصنوا منه واحتاطوا لأنفسهم غاية الاحتياط فلم يكن إليهم سبيل، ونزل إلى رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، رقيق من رقيق أهل الطائف، منهم: أبو بكرة نفيع بن مسروح مولى رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، في جماعة كثيرة منهم الأزرق الذي تنسب إليه الأزارقة والد نافع بن الأزرق الخارجي الشاري فعتقوا بنزولهم إليه ونصب رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، منجنيقا ودبّابة فأحرقها أهل الطائف فقال رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم: لم نؤذن في فتح الطائف، ثم انصرف عنها إلى الجعرّانة ليقسم سبي أهل حنين وغنائمهم فخافت ثقيف أن يعود إليهم فبعثوا اليه وفدهم وتصالحوا على أن يسلموا ويقرّوا على ما في أيديهم من أموالهم وركازهم، فصالحهم رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، على أن يسلموا وعلى أن لا يزنوا ولا يربوا، وكانوا أهل زنا وربا، وفي وقعة الطائف فقئت عين أبي سفيان بن حرب، وقصّة ذلك في كتب المغازي، وكان معاوية يقول: أغبط الناس عيشا عبدي أو قال مولاي سعد، وكان يلي أمواله بالحجاز ويتربّع جدّة ويتقيّظ الطائف ويشتو بمكة، ولذلك وصف محمد بن عبد الله النّميري زينب بنت يوسف أخت الحجاج بالنعمة والرّفاهية فقال:
تشتو بمكة نعمة ... ومصيفها بالطائف
وذكر الأزرقي أبو الوليد عن الكلبي باسناده قال:
لما دعا إبراهيم، عليه السلام: فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات، فاستجاب الله له فجعله مثابة ورزق أهله من الثمرات فنقل إليهم الطائف، وكانت قرية بالشام وكانت ملجأ للخائف إذا جاءها أمن، وقد افتخرت ثقيف بذلك بما يطول ذكره ويسئم قارئه، وسأقف عند قول غيلان بن سلمة في ذلك حيث قال:
حللنا الحدّ من تلعات قيس ... بحيث يحلّ ذو الحسب الجسيم
وقد علمت قبائل جذم قيس، ... وليس ذوو الجهالة كالعليم،
بأنّا نصبح الأعداء قدما ... سجال الموت بالكأس الوخيم
وأنّا نبتني شرف المعالي، ... وننعش عثرة المولى العديم
وأنّا لم نزل لجأ وكهفا، ... كذاك الكهل منّا والفطيم [1]
وسنذكر في وجّ من القول والشعر ما نوفّق له ويحسن ذكره إن شاء الله تعالى.

صُورَةُ

صُورَةُ:
مكان في صدر يلملم من أراضي مكّة، ذكره في أخبار هذيل، وقالت ذبيّة بنت بيشة الفهمية ترثي قومها قتلوا بهذا الموضع:
ألا إنّ يوم الشرّ يوم بصورة، ... ويوم فناء الدمع لو كان فانيا
لعمري لقد أبكت قريم وأوجعوا ... بجرعة بطن الفيل من كان باكيا
قتلتم نجوما لا يحوّل ضيفهم ... ولا يذخرون اللحم أخضر ذاويا
عماد سمائي أصبحت قد تهدّمت ... فخرّي سمائي لا أرى لك بانيا

السَّلائِلُ

السَّلائِلُ:
قال ابن السكيت: ذو السلائل واد بين الفرع والمدينة، قال لبيد:
كــبيشة حلّت بعد عهدك عاقلا، ... وكانت له شغلا من النّأي شاغلا
تربّعت الأشراف ثمّ تصيّفت ... حساء البطاح وانتجعن السّلائلا
تخيّر ما بين الرّجام وواسط ... إلى سدرة الرّسّين ترعى السّوائلا

رُؤامٌ

رُؤامٌ:
بضم أوّله، وتخفيف ثانيه، وهو من أبنية الأدواء كسعال وهيام وهزال، قال عبيد بن الأبرص:
حلّت كــبيشة بطن ذات رؤام ... وعفت منازلها بجوّ برام
بادت معالمها وغيّر رسمها ... هوج الرّياح وحقبة الأيّام
وقال الراعي:
فكتلة فرؤام من مساكنها، ... فمنتهى السّيل من بنيان فالحبل
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.