Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: العقرب

ناطَهُ

ناطَهُ نَوْطاً: عَلَّقَهُ.
وانْتَاطَ: تَعَلَّقَ،
وـ الدارُ: بَعُدَتْ،
وـ الشيءَ: اقْتَضَبَهُ بِرَأْيِهِ لا بِمَشُورَة.
والأنْواطُ: المَعالِيقُ.
والنِّياطُ، ككِتابٍ: الفُؤادُ، وكَوْكَبَانِ بينهما قَلْبُ العَقْرَبِ،
وـ من المَفَازَةِ: بُعْدُ طَرِيقِهَا، كأنَّها نِيطَتْ بِمَفَازَةٍ أخرى،
وـ من القَوْسِ والقِرْبَةِ: مُعَلَّقُهُمَا، ومُعَلَّقُ كُلِّ شيء، أو عِرْقٌ غليظٌ نِيطَ به القَلْبُ إلى الوتينِ
ج: أنْوِطَةٌ ونُوطٌ، بالضم، وعِرْقٌ مُسْتَبْطِن الصُّلْبِ تحتَ المَتْنِ،
كالنائِطِ، أو النائِطُ: مُمْتَدٌّ في القَلْبِ يُعالَجُ المَصْفُورُ بِقَطْعِهِ.
ويقالُ للأرْنَبِ: المُقَطَّعَةُ النِّياطِ، تَفاؤُلاً، أي: نِياطُها يُقْطَعُ، ومنهم من يَكْسِرُ الطاء، أي: من سُرْعَتِها تُقَطِّعُ نِياطَهَا أو نِياطَ الكِلابِ. وكسَيِّدٍ: بِئْرٌ يَجْرِي ماؤُها من جَوانِبِها إلى مَجَمِّهَا، ولم تَعِنْ من قَعْرِها.
والنَّوْطُ: العِلاوَةُ بين عِدْلَيْنِ، وما عُلِّقَ من شيء، سُمِّيَ بالمَصْدَرِ، والجُلَّةُ الصغيرَةُ فيها التَّمْرُ ونحوُهُ
ج: أنْواطٌ ونِياطٌ، ومنه المَثَلُ:
"إن أعْيَا البعيرُ، فَزِدْهُ نَوْطاً"، أي: لا تُخَفِّفُ عنه إذا تَلَكَّأَ في السَّيْرِ، وبهاء: الحَوْصَلَةُ، ووَرَمٌ في الصَّدْرِ، أو في نَحْرِ البعيرِ وأرْفاغِهِ، أو غُدَّةٌ في بَطْنِهِ مُهْلِكَةٌ،
وأناطَ: أصابَهُ ذلك، والأرضُ يَكْثُرُ بها الطَّلْحُ أو الطَّرْفاء، والمَوْضِعُ المُرْتَفِعُ عن الماء، أو ليس بوادٍ ولا بتَلْعَةٍ، بل بين ذلك، وبين العَجُزِ والمَتْنِ، والحِقْدُ والغِلُّ،
والتَّنْواطُ: ما يُعَلَّقُ من الهَوْدَجِ يُزَيَّنُ به.
وهذا مِنِّي مَناطَ الثُّرَيَّا، أي: في البُعْدِ.
وهذا مَنُوطٌ به: مُعَلَّقٌ،
وـ بالقومِ: دَخِيلٌ فيهم، أو دَعِيٌّ.
والنَّيِّطَةُ، ككَيِّسَةٍ: البعيرُ تُرْسِلُهُ مع المُمْتَارِينَ ليُحْمَلَ لك عليه. وقد اسْتَنَاطَ فلانٌ بعيرَهُ فلاناً فانْتاطَ هُوَ له.
والتَّنَوُّطُ، كالتَّكَرُّمَ،
والتُّنَوِّطُ، بضم التاء وكسر الواوِ: طائِرٌ يُدَلِّي خُيوطاً من شجرةٍ، ويَنْسُجُ عُشَّهُ كقارُورةِ الدُّهْنِ مَنُوطاً بتلك الخُيوطِ، الواحِدَةُ: بهاء.
ونَوَّطَ القِرْبَةَ تَنْوِيطاً: أثْقَلَهَا ليَدْهُنَهَا.

لَسَعَتِ

لَسَعَتِ العَقْرَبُ، والحَيَّةُ، كَمَنَعَ: لَدَغَتْ، وهو مَلْسوعٌ ولَسيعٌ،
وـ في الأرضِ. ذَهَبَ،
أو اللَّسْعُ: لذَواتِ الإِبَرِ، واللَّدْغُ بالفَمِ.
وإنه لَلُسَعَةٌ، كهُمَزَةٍ: قَرَّاصَةٌ للناسِ بلسانِهِ.
ولَسْعَى، كسَكْرَى: ع، ويُمَدَّ.
وهادٍ مِلْسَعٌ، كمِنْبَرٍ: حاذقٌ. وكصبورٍ: المرأةُ الفارِكُ.
واللُّسوعُ، بالضم: الشُّقوقُ.
وألْسَعَ بينَهُم: أغْرَى.
والمُلَسِّعَةُ، كمحدِّثةٍ: الجَماعَةُ المقيمونَ. وكمُعَظَّمَةٍ: المُقيمُ الذي لا يَبْرَحُ.

النَّعُّ

النَّعُّ: الرجلُ الضعيفُ.
والنَّعْناعُ والنَّعْنَعُ، كجعفرٍ وهُدْهُدٍ،
أو كجعفرٍ وهَمٌ للجوهريّ: بَقْلٌ م، أَنْجَحُ دَواءٍ للبَواسيرِ ضِماداً بوَرَقِه، وضِمادهُ بِمِلْحٍ لعَضَّةِ الكلبِ، ولِلَسْعَةِ العَقْرَبِ، واحْتِمالُهُ قبلَ الجِماعِ يَمْنَعُ الحَبَلَ. وكهُدْهُدٍ: الرجلُ الطويلُ المُضْطَرِبُ الخَلْقِ، والفَرْجُ الطويلُ ط الدَّقيقُ ط، أو الهَنُ المُسْتَرْخِي، وبهاءٍ: الحَوْصَلَةُ.
ونَعانِعُ المِنْطَقَةِ: ذَباذِبُها.
والنُّعاعةُ، بالضم: النَّباتُ الغَضُّ الناعِمُ،
ج: نُعاعٌ، وع.
والتَّنَعْنُعُ: التباعُدُ والنَّأْيُ، والاضْطِرابُ، والتَّمايُلُ.
والنَّعْنَعَةُ: رُتَّةٌ في اللسانِ، أو هو إذا أرادَ قَوْلَ: لَعْ ذهَبَ لسانُه إلى: نَعْ، وضَعْفُ الغُرْمُولِ بعدَ قُوَّتِه.

وكُعَ

وكُعَ، ككرُمَ: لَؤُمَ، وصَلُبَ، واشْتَدّ. وسِقاءٌ، وقَلْبٌ، وفَرْوٌ،
وفَرَسٌ وكيعٌ: شديدٌ مَتينٌ،
أو قَلْبٌ وكيعٌ: فيه عيْنانِ تُبْصِرانِ، وأُذُنانِ سَمِيعَتانِ.
وفلانٌ وكيعٌ لَكيعٌ،
ووَكوعٌ لَكوعٌ: لَئيمٌ.
والوَكيعُ: الشاةُ تَتْبَعُها الغَنَمُ. ووكيعُ بنُ الجَرَّاحِ: رَوَى عن الثَّوْرِيِّ وطَبَقَتِه، ومَسْجِدُه خارِجَ فَيْدَ مَشْهورٌ ماتَ به، وابنُ مُحْرِزٍ، وابنُ عدسٍ أو حَدَسٍ: محدِّثانِ.
ووكَعَ أنْفَه، كوَضَعَ: وكَزَه،
وـ العَقْرَبُ: لَدَغَتْ،
وـ الحَيَّةُ: لَسَعَتْ،
وـ الدَّجاجةُ: خَضَعَتْ لِسِفادِ الدِّيكِ،
وـ البعيرُ: سَقَطَ وَجِعَاً،
وـ فلاناً بالأمرِ: بَكَّته،
وـ الشاةَ: نَهَزَ ضَرْعَها عندَ الحَلْبِ.
والوَكَعُ، مُحرَّكةً: إقْبالُ الإِبْهامِ على السَّبَّابةِ من الرِّجْلِ حتى يُرَى أصْلُه خارجاً كالعُقْدَة، وهو أوْكَعُ، وهي وَكْعاءُ.
والوَكْعاءُ: الحَمْقاءُ الوَجْعاءُ.
واسْتَوْكَعَتْ مَعِدَتُه: اشْتَدّت طَبِيعَتُه،
وـ السِّقاءُ: مُتِّنَ، واسْتَدّتْ مَخارِزُه.
والمِيكَعَةُ، بالكسرِ: سِكَّةُ الحِراثةِ، ج: مِيكَعٌ.
والمِيكَعُ: السِقاءُ الوَكيعُ.
ومَيْكَعانُ: ع لبني مازنٍ.
وواكَعَ الديكُ الدَّجاجةَ: سَفَدَها.
والأَوْكَعُ: الطويلُ الأحْمقُ.
وأوكعوا: سَمِنَتْ إبِلُهُم، وغَلُظَتْ واشْتَدّتْ،
وـ زيدٌ: قَلَّ خيرُه، وجاءَ بأمرٍ شديدٍ،
وـ الأمرُ: وَثُقَ، وتَشَدّدَ.
واتَّكَعَ، كافْتَعَلَ: اشْتَدَّ، أصْلُه: اوتَكَعَ.
وسِقاءٌ مُسْتَوْكِعٌ: لم يَسِلْ منه شيءٌ.

لَدَغَتْهُ

لَدَغَتْهُ العَقْرَبُ والحَيَّةُ، كَمَنَعَ، لَدْغاً وتَلْداغاً، فهو مَلْدُوغٌ ولَدِيغٌ.
وقَوْمٌ لَدْغَى ولُدَغَاءُ: وُقَّاعٌ في الناسِ.
وَلَدَغَهُ بكَلِمَةٍ: نَزَغَهُ بِها. وكمِنْبَرٍ: مَنْ ذلكَ فِعْلُهُ. وكزُنَّارٍ: الشَّوْكُ، وطَرَفُهُ المُحَدَّدُ، وبِهاءٍ: القارِصَة مِنَ الرِجالِ.

الزُّعاقُ

الزُّعاقُ، كغُرابٍ: الماءُ المُرُّ الغَليظُ، لا يُطاقُ شُرْبُهُ، زَعُقَ، ككَرُمَ، والنِّفارُ،
ويقالُ أيضاً: وَعِلٌ زُعاقٌ، أي: نَفورٌ.
وطَعامٌ مَزْعوقٌ: كثُرَ مِلْحُهُ.
وزَعَقَه، وبه، كَمَنَعَه: ذَعَرَهُ،
كأَزْعَقَه، فهو زَعيقٌ ومَزْعوقٌ،
وـ بِدَوابِّهِ: طَرَدَها،
وـ القِدْرَ: كَثَّرَ مِلْحَها،
كأَزْعَقَها،
وـ الريحُ التُّرابَ: أثارَتْهُ،
وـ العَقْرَبُ فلاناً: لَدَغَتْه.
وأرضٌ مَزْعوقةٌ: أصابَها مَطَرٌ وابِلٌ. وكفرِحَ وعُنِيَ: خافَ باللَّيْلِ ونَشِطَ، فهو زَعِقٌ، ككَتِفٍ. وكَمَنَعَ: صاحَ.
وفَرَسٌ زَعَّاقٌ، كشَدَّادٍ: مَشَّاءٌ عَجولٌ.
وسَيْرٌ مِزْعَقٌ، كمِنْبَرٍ: سَريعٌ.
ونَزَعَ في القَوْسِ نَزْعاً مِزْعَقاً أيضاً.
والمِزْعَقُ: المِقْلاعُ يُقْلَعُ به الأرَضونَ.
والزُّعْقُوقَةُ: فَرْخُ القَبْج.
وأزْعَقوا: حَفَروا فَهَجَموا على ماءٍ زُعاقٍ،
وـ فُلاناً: خَوَّفوهُ،
وـ السَّيْرَ: عَجَّلوا.
وانْزَعَقَتِ الدَّوابُّ: أسْرَعَتْ،
وـ الفَرَسُ: تَقَدَّمَ،
وـ فُلانٌ: خافَ باللَّيْلِ.

نَقَّ

نَقَّ الضِفْدِعُ يَنِقُّ نَقيقاً: صاحَ، وكذا العَقْرَبُ والدَّجاجةُ والهِرُّ.
والنَّقَّاقةُ: الضِّفْدِعَةُ.
والنَّقْنَقَةُ: صوتُها إذا ضُوعِفَ.
والنِّقْنِقُ، كزِبْرِجٍ: الظَّلِيمُ، أو النافِرُ، أو الخفيفُ، وهي: بهاءٍ.
ونَقْنَقَتْ عَيْنُه: غارتْ.

السَّكُّ

السَّكُّ: المِسْمارُ،
كالسَّكِّيِّ، ج: سِكاكٌ وسُكُوكٌ، والبِئْرُ الضَّيِّقَةُ الخَرْقِ، ويُضَمُّ،
كالسَّكوكِ، والمُسْتَقيمُ من البِناءِ، والحَفْرُ، وسَدُّ الشَّيءِ، واصْطِلامُ الأذُنَيْنِ، وتَضْبيبُ البابِ بالحَديدِ، وإلْقاءُ النَّعامِ ما في بَطْنِهِ، والرَّمْيُ بالسَّلْحِ رَقيقاً، والدِرْعُ الضَّيِّقَةُ الحَلَقِ، وبالضمِّ: جُحْرُ العَقْرَبِ والعَنْكَبوتِ، ولُؤْمُ الطَّبْعِ، والضَّيِّقَةُ من الدُّروعِ،
كالسَّكَّاءِ،
وـ من الطُّرُقِ: المُنْسَدُّ، وجمعُ الأسَكِّ من الظِّلْمانِ، وطِيبٌ يُتَّخَذُ من الرامَكِ مَدْقوقاً مَنْخولاً مَعْجوناً بالماءِ، ويُعْرَكُ شديداً، ويُمْسَحُ بدُهْنِ الخَيْرِيِّ لئلاَّ يَلْصَقَ بالإِناءِ، ويُتْرَكُ ليلةً، ثم يُسْحَقُ المِسْكُ ويُلْقَمُه، ويُعْرَكُ شديداً ويُقَرَّصُ، ويُتْرَكُ يَومينِ، ثم يُثْقَبُ بِمسَلَّةٍ، ويُنْظَمُ في خيطِ قِنَّبٍ، ويُتْرَكُ سَنَةً، وكلما عَتُقَ طابتْ رائحتُهُ.
والسَّكَكُ، محرَّكةً: الصَّمَمُ، وصِغَرُ الأذُنِ، ولُزوقُها بالرأسِ، وقِلَّةُ إشْرافِها، أو صِغَرُ قُوفِ الأذُنِ، وضِيقُ الصِّماخِ، ويكونُ في الناسِ وغيرِهِم. سَكِكْتَ يا جُدَيُّ، وهو أسَكُّ، وهي سَكَّاءُ.
والسُّكاكَةُ، كثُمامةٍ: الصغيرُ الأذُنِ، والهَواءُ المُلاقي عَنانَ السماءِ،
كالسُّكاكِ، والمُسْتَبِدُّ برأيهِ.
والسِّكَّةُ، بالكسر: حديدةٌ مَنْقوشَةٌ، يُضْرَبُ عليها الدراهِمُ، والسَّطْرُ من الشجرِ، وحديدةُ الفَدَّانِ، والطريقُ المُسْتَوِي.
(والسِّكِّيُّ: الدينارُ) .
وضَرَبوا بُيوتَهُم سِكاكاً، بالكسر: صَفّاً واحداً.
وأخَذَ الأمرَ بِسِكَّتِهِ: في حينِ إمْكانِهِ.
وسَكَّاءُ، كزَبَّاءَ: ة.
والسَّكْسَكَةُ: الضَّعْفُ، والشَّجاعةُ.
والسكاسِكُ: حَيٌّ باليَمنِ، جَدُّهُم القَيْلُ سَكْسَكُ بنُ أشْرَسَ، أو جَدُّهُم السَّكاسِكُ بنُ وائِلَةَ، أو هذا وَهَمٌ، والصوابُ الأوّلُ،
والنِّسْبَةُ: سَكْسَكِيٌّ.
واسْتَكَّ النَّبْتُ: الْتَفَّ،
وـ المَسامِعُ: صمَّتْ وضاقَتْ.
والأسَكُّ: الأصَمُّ، وفرسٌ لبعضِ بني عبدِ الله بنِ عَمْرِو بنِ كُلْثوم.
وتَسَكْسَكَ: تَضَرَّعَ.
والسُّكاكُ، كغُرابٍ: المَوْضِعُ الذي فيه الرِّيشُ من السَّهْمِ.
وانْسِكاكُ القَطا: أنْ يَنْسَكَّ على وُجوهِهِ، ويُصَوِّبَ صُدورَهُ بعدَ التَّحْليق.

الشَّوْكُ

الشَّوْكُ، م، الواحدةُ: بهاءٍ.
وأرضٌ شاكَةٌ: كثيرَتُهُ. وشَجَرَةٌ شاكَةٌ وشَوِكَةٌ وشائِكَةٌ، وقد شَوَّكَتْ وأشْوَكَتْ.
وشَاكَتْهُ الشَّوْكَةُ: دَخَلَتْ في جِسْمِهِ.
وشُكْتُهُ أنا أشُوكُهُ،
وأشَكْتُهُ: أدْخَلْتُها في جِسْمِهِ.
وشاكَ يَشاكُ شاكَةً وشِيكَةً، بالكسرِ: وَقَعَ في الشَّوْكِ،
وـ الشَّوْكَةَ: خالَطَها.
وما أشاكَهُ شَوْكَةً ولا شاكَهُ بها: ما أصابَهُ بها.
وشاكَتْنِي الشَّوْكَةُ: أصابَتْنِي.
وشِكْتُ الشَّوْكَ أشاكُهُ: وَقَعْتُ فيه.
وشَوَّكَ الحائِطَ: جَعَلَهُ عليه،
وـ الزَّرْعُ: ابْيَضَّ قبلَ أنْ يَنْتَشِرَ،
وـ لَحْيَا البَعيرِ: طالَتْ أنْيابُهُ،
وـ الفَرْخُ: خَرَجَتْ رُؤُوسُ رِيشِهِ،
وـ شارِبُ الغُلامِ: خَشُنَ لَمْسُهُ،
وـ ثَدْيُها: تَحَدَّدَ طَرَفُهُ،
وـ الرأسُ بعدَ الحَلْقِ: نَبَتَ شَعَرُهُ.
وحُلَّةٌ شَوْكاءُ: عليها خُشُونَةُ الجِدَّةِ.
والشَّوْكَةُ: السِّلاحُ، أو حِدَّتُهُ،
وـ من القِتالِ: شِدَّةُ بأْسِهِ، والنِّكايَةُ في العَدُوِّ،
وداءٌ م، وحُمْرَةٌ تَعْلُو الجَسَدَ، وهو مَشُوكٌ، وقد شِيكَ، والصِّيصِيَةُ، وإبْرَةُ العَقْرَبِ، وبِلا لامٍ: امرأةٌ.
وشَوْكَةُ الكَتَّانِ: طِينَةٌ رَطْبَةٌ يُغْرَزُ فيها سُلاَّءُ النَّخْلِ فَتَجِفُّ، فَيُخَلَّصُ بها الكَتَّانُ من المُشاقَةِ.
ورجُلٌ شاكُ السِّلاحِ وشائِكُهُ وشَوِكُه وشاكِيهِ: حديدُه.
وشاكَ يَشاكُ شَوْكاً: ظَهَرَتْ شَوْكَتُهُ وحِدَّتُه. وشجرةٌ مُشْوِكَةٌ، كمُحْسِنَةٍ،
وأرضٌ مُشْوِكَةٌ: فيها السِّحاءُ والقَتادُ والهَراسُ،
وع. وكمُعَظَّمَةٍ: قَلْعَةٌ باليَمَنِ بِجَبَلِ قِلْحَاحَ.
والشُّوَيْكَةُ، كجُهَيْنَةَ: ضَرْبٌ من الإِبِلِ،
وع، وة قُرْبَ القُدْسِ.
وشاوَكانُ: ع ببُخاراءَ.
وقَنْطَرَةُ الشَّوْكِ: ة على نَهْرِ عيسى ببَغْدَادَ.
والنِّسْبَةُ: شَوْكِيٌّ.
وشَوكانُ: ع بالبَحْرَيْنِ، وحِصْنٌ باليَمَنِ،
ود بين سَرَخْسَ وأبِيْوَرْدَ، منه: عَتِيقُ بنُ محمدِ بنِ عُنَيْسٍ، وأخوهُ أبو العَلاءِ عُنَيْسُ بنُ محمدٍ الشَّوْكانِيَّانِ.

نَخَلَهُ

نَخَلَهُ وتَنَخَّلَهُ وانْتَخَلَهُ: صَفَّاهُ واخْتَارَهُ.
والنُّخَالَةُ، بالضم: ما يُنْخَلُ به منه، وما نُخلَ من الدَّقيقِ، وما بقِيَ في المُنْخُلِ مما يُنْخَلُ، وإذا طُبِخَتْ بالماء أو ماءِ الفُجْلِ وضُمِّدَ بها لَسْعَةُ العَقْرَبِ أبْرَأتْ.
والمُنْخُلُ، وتُفْتَحُ خاؤُهُ: ما يُنْخَلُ به.
والنَّخْلَ: م،
كالنَّخيلِ، ويُذَكَّرُ، واحِدَتُهُ: نَخْلَةٌ
ج: نَخيلٌ. وتَنْخيلُ الثَّلْجِ والوَدْقِ، وضَرْبٌ من الحَلْيِ،
وع. وكجُهَيْنَةَ: مَوْلاةٌ لعائِشَة رضي اللهُ تعالى عنها، والطَّبيعةُ، والنَّصيحَةُ،
وع بالباديَةِ،
وع بالعِرَاقِ، مَقْتَلُ علِيٍّ والخَوَارِجِ. وأَبو نُخَيْلَةَ العُكْلِيُّ والسَّعْدِيُّ: راجِزانِ، والبَجَلِيُّ واللِّهْبِيُّ: صَحابِيَّانِ. وكمُعَظَّمٍ: شاعِرٌ.
ومنه "لا أفْعَلُه حتى يَؤُوبَ المُنَخَّلُ".
والمُنْتَخِلُ لَقَبُ مالِكِ بنِ عُوَيْمِرٍ الهُذَلِيِّ الشاعِرِ،
وكزُبَيْرٍ: ع بالشامِ، وعَيْنٌ قُرْبَ المدينةِ، ومَوْضِعَانِ آخَرَانِ.
وذو النَّخِيلِ، كأميرٍ: ع بين المُغَمَّسِ وأثْبِرَةَ،
وع باليمن.
ونَخْلَةُ الشامِيَّةُ واليمانِيَّةُ: وادِيانِ على لَيْلَةٍ من مكةَ ـ شَرَّفَها اللهُ تعالى ـ،
وخَمْسَةُ مَواضِعَ أُخَرُ.
وذو النَّخْلَةِ: المَسِيحُ بنُ مَرْيَمَ عليهما السلامُ.
وبَنُو نَخْلانَ: بَطْنٌ من ذي كَلاعٍ. وعِمْرَانُ بنُ سَعِيدٍ النَّخْلِيُّ: تابِعِيُّ، وإبراهيمُ بنُ محمدٍ النَّخْلِيُّ: له تاريخٌ.

حُمَّ

حُمَّ الأمْرُ، بالضم،
حَمّاً: قُضِيَ،
وـ له ذلك: قُدِّرَ.
وحَمَّ حَمَّهُ: قَصَدَ قَصْدَهُ،
وـ التَّنُّورَ: سَجَرَهُ،
وـ الشَّحْمَةَ: أذابها،
وـ الماءَ: سَخَّنَه،
كأَحَمَّه وحَمَّمَه،
وـ ارْتِحالَ البَعِيرِ: عَجَّلَهُ،
وـ اللهُ له كذا: قَضاهُ له،
كأَحَمَّه. وككِتابٍ: قَضاءُ المَوْتِ وقَدَرُه.
وكغُرابٍ: حُمَّى جَميعِ الدَّوابِّ، والسَّيِّدُ الشَّريفُ، ورجلٌ. وذو الحُمَامِ بنُ مالِكٍ: حِميْرَيٌّ.
وكسَحابٍ: طائرٌ بَرّيٌّ لا يألَفُ البُيوتَ م، أو كُلُّ ذي طَوْقٍ، وتَقَعُ واحِدَتُه على الذَّكَرِ والأنْثَى،
كالحَيَّةِ
ج: حمَائِم، ولا تَقُلْ للذَّكَرِ حَمامٌ. مُجاوَرَتُها أمانٌ من الخَدَرِ، والفالِجِ، والسَّكْتَةِ، والجُمودِ، والسُّباتِ. ولَحْمُه باهِيٌّ، يَزيدُ الدَّمَ والمَنِيَّ ووَضْعُها مَشْقوقَةً، وهي حَيَّةٌ، على نَهْشَةِ العَقْربِ مُجَرَّبٌ للبُرْءِ، ودَمُها يَقْطَعُ الرُّعافَ، ومحمدُ بنُ يَزِيدَ الحَمَامِيُّ، ومحمدُ بنُ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ فَوارِسَ، وأبو سَعيدٍ الطُّيورِيُّ، وهِبَةُ اللهِ بنُ الحَسَنِ، وداودُ بنُ علِيِّ بنِ رَئيسِ الرُّؤَساءِ الحَمامِيُّونَ: محدِّثونَ، وحَمامُ بنُ الجَموحِ، وآخَرُ غيْرُ مَنْسوبٍ: صَحابيانِ.
وحُمَّةُ الفِراقِ بالضم: ما قُدِّرَ وقُضِيَ
ج: كصُرَدٍ وجبالٍ.
وحامَّهُ: قارَبَهُ.
وأحَمَّ: دَنا، وحَضَرَ،
وـ الأمْرُ فلاناً: أهَمَّهُ،
كحَمَّهُ،
وـ نَفْسَه: غَسَلَها بالماءِ البارِدِ،
وـ الأرضُ: صارَتْ ذاتَ حُمَّى.
والحَمِيمُ، كأَميرٍ: القَرِيبُ،
كالمُحِمِّ، كالمُهمِّ
ج: أحِمَّاءُ، وقد يكونُ الحَمِيمُ للجَمْعِ والمُؤَنَّثِ، والماءُ الحارُّ،
كالحَمِيمَةِ
ج: حَمائمُ،
واسْتَحَمَّ: اغْتَسَلَ به، والماءُ البارِدُ، ضِدٌّ، والقَيْظُ، والمَطَرُ يأتي بعدَ اشْتِدادِ الحَرِّ والعَرَقُ، وبهاءٍ: اللَّبَنُ المُسَخَّنُ، والكَريمَةُ من الإِبِلِ
ج: حَمائِمُ.
واحْتَمَّ: اهْتَمَّ باللَّيْلِ، أو لم يَنَمْ من الهَمِّ،
وـ العَيْنُ: أرِقَتْ من غيرِ وَجَعٍ.
ومالَهُ حَمٌّ ولا سَمٌّ، ويُضَمَّانِ: هَمٌّ، أو لا قَليلٌ ولا كثيرٌ،
وماله عنه ـ: بُدٌّ
والحامَّةُ: العامَّةُ، وخاصَّةُ الرجُلِ من أهْلِهِ ووَلَدِهِ، وخِيارُ الإِبِلِ.
وحَمُّ الشيء: مُعْظَمُهُ،
وـ من الظَّهيرةِ: شدَّةُ حَرِّها، والكَريمةُ من الإِبِلِ
ج: حَمائِمُ.
والحَمَّامُ، كشَدَّادٍ: الدِيماسُ، مُذَكَّرٌ
ج: حَمَّاماتٌ،
ولا يقالُ: طابَ حَمَّامُكَ، وإنما يقالُ:
طابَتْ حِمَّتُكَ، بالكسر،
أي: حَمِيمُكَ، أي: طابَ عَرَقُكَ.
وأبو الحَسَنِ الحَمَّامِيُّ: مُقْرِئُ العِراقِ.
وذاتُ الحَمَّامِ: ة بينَ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ وإفْرِيقِيَّةَ.
والحَمَّةُ: كُلُّ عَيْنٍ فيها ماءٌ حارٌّ يَنْبَعُ، يَسْتَشْفِي بها الأعِلاَّءُ،
وواحِدَةُ الحَمِّ، لِما أذَبْتَ إِهالَتَهُ من الأُلْيَةِ والشَّحْمِ، أو ما يَبْقَى من الشَّحْمِ المُذابِ، ووادٍ باليَمامَةِ.
وحَمَّتا الثُّوَيْرِ: جَبَلانِ، وبالكسر: المَنِيَّةُ، وبالضم: لَوْنٌ بينَ الدُّهْمةِ والكُمْتَةِ ودُونَ الحُوَّةِ،
ود،
ولُغَةٌ في الحُمَةِ المُخَفَّفَةِ،
وع،
والحُمَّى،
وحُمَّ، بالضم: أصابَتْه.
وأحَمَّهُ الله تعالى، فهو مَحْمُومٌ، ط أو ط يقالُ:
حُمِمْتُ حُمَّى، والاسْمُ:
الحُمَّى، بالضم،
وأرضٌ مَحَمَّةٌ، محرَّكةً،
وبضم الميمِ وكسر الحاء: ذاتُ حُمَّى، أو كثيرَتُها،
وكُلُّ ما حُمَّ عليه فَمَحَمَّةٌ.
ومَحَمَّةُ أيضاً: ة بالصَّعيدِ، وكورَةٌ بالشَّرْقِيَّةِ،
وة بضَواحِي الإِسْكَنْدَرِيَّةِ.
والأَحَمُّ: القِدْحُ، والأَسْوَدُ من كُلِّ شيء،
كاليَحْمومِ والحِمْحِمِ، كسِمْسِمٍ وهُداهِدٍ، والأَبْيَضُ، ضِدٌّ.
وقد حَمِمْتُ، كفَرِحْتُ،
حَمَمَاً واحْمَوْمَيْتُ وتَحَمَّمْتُ وتَحَمْحَمْتُ،
والاسْمُ: الحُمَّةُ، بالضم.
وأحَمَّهُ اللُّه تعالى.
والحَمَّاء: الاسْتُ
ج: حُمٌّ، بالضم.
واليَحْمومُ: الدُّخانُ، وطائرٌ، والجبَلُ الأَسْود، وفَرَسُ الحُسَيْنِ بنِ علِيٍّ، وفَرَسُ هِشامِ بنِ عبدِ المَلِكِ من نَسْلِ الحَرونِ، وفَرَسُ حَسَّانَ الطائِيِّ، وفَرَسُ النُّعْمَانِ بنِ المُنْذِرِ، وجَبَلٌ بِمصْرَ، وماءٌ غَرْبِيَّ المُغِيثَةِ، وجَبَلٌ بِدِيارِ الضبابِ.
والحُمَمُ، كصُرَدٍ: الفَحْمُ، واحِدَتُهُ بهاء.
وحَمَّمَ: سَخَّمَ الوَجْهَ به،
وـ الغُلامُ: بَدَتْ لِحْيَتُهُ،
وـ الرَّأسُ: نَبَتَ شعَرُهُ بعدَما حُلِقَ،
وـ المرأةَ: مَتَّعَها بالطَّلاقِ،
وـ الأرضُ: بدا نَباتُها أخْضَرَ إلى السَّوادِ،
وـ الفَرْخُ: نَبَتَ ريشُه.
والحَمَامَة، كَسَحابةٍ: وسَطُ الصَّدْرِ، والمرأةُ، أو الجميلةُ، وماءةٌ، وخيارُ المالِ، وسَعْدَانَةُ البَعيرِ، وساحَةُ القَصْرِ النَّقِيَّةُ، وبَكَرَةُ الدَّلْوِ، وحَلْقَةُ البابِ،
وـ من الفَرَسِ: القَصُّ، وفَرَسُ إياسِ بنِ قَبيصَةَ، وفَرَسُ قُرادِ بنِ يَزيدَ.
وحَمامَةُ الأَسْلَمِيُّ، وحبيبُ بنُ حَمَامَةَ: ذُكِرا في الصَّحابَةِ.
وحِمَّانُ، بالكسرِ: حَيٌّ من تَميمٍ.
وحَمُومَةُ: مَلِكٌ يَمَنِيٌّ.
وعبدُ الرحمنِ بنُ عَرَفَةَ بنِ حَمَّةَ،
وأحمدُ بنُ العبَّاسِ بن حَمَّةَ: مُحَدِّثانِ.
والحَمْحَمَةُ: صَوْتُ البِرْذَوْنِ عندَ الشَّعيرِ، وعَرُّ الفَرَسِ حينَ يُقَصِّرُ في الصَّهيلِ ويَسْتَعِينُ بنَفْسِهِ،
كالتَّحَمْحُمِ، ونَبيبُ الثَّوْرِ للسِّفَادِ، وبالكسرِ ويُضَمُّ: نباتٌ، أو لِسانُ الثّوْرِ
ج: حِمْحِمٌ.
والحَماحِمُ: الحَبَقُ البُسْتَانِيُّ العريضُ الوَرَقِ، ويُسَمَّى الحَبَقَ النَّبَطِيَّ، واحِدَتُهُ: بهاءٍ، جَيِّدٌ للزُكامِ، مُفَتَحٌ لسُدَدِ الدِماغِ، مُقَوٍّ للقَلْبِ، وشُرْبُ مَقْلُوِّهِ يَشْفِي من الإِسْهالِ المُزْمِنِ بِدُهْنِ وَرْدٍ وماءٍ بارِدٍ.
والحُمْحُمُ، كهُدْهُدٍ وسِمْسِمٍ: طائِرٌ.
وآلُ حامِيمَ،
وذَواتُ حاميمَ: السُّوَرُ المُفَتْتَحَةُ بها، ولا تَقُلْ: حَوامِيمُ، وقد جاء في شِعْرٍ، وهو اسْمُ الله الأَعْظَمُ، أو قَسَمٌ، أو حُروفُ الرحمنِ مُقَطَّعَةً وتَمامُهُ الرون.
وحَمَّتِ الجَمْرَةُ تَحَمُّ، بالفتحِ: صارَتْ حُمَمَةً،
وـ الماءُ: سَخُنَ.
وحامَمْتُهُ مُحامَّةً: طَالَبْتُهُ.
وأنا مُحامٌّ على هذا: ثابِتٌ.
وحَمْحَامِ، مَبْنِياً على الكسرِ، أي: لم يَبْقَ شيء. ومحمد بنُ عبدِ اللهِ أبو المُغيثِ الحَماحِمِيُّ: مُحدِّثٌ.
وحُمَيْمَةُ، كجُهَيْنَةَ: بُلَيْدَةٌ بالبَلْقَاء.
وحِمٌّ، بالكسر: وادٍ بِديار طَيِّئٍ، وبالضمِ: جُبَيْلاَتٌ سودٌ بِديارِ بَنِي كِلابٍ.
والحمائِمُ: باليَمامَةِ. وعبدُ اللهِ بنُ أحمدَ بنِ حَمُّويَةَ، كشَبَّويَةَ، السَّرْخَسِيُّ: راوي الصَّحيح.
وبَنو حَمُّويَةَ الجُوَيْنِيِّ: مَشْيَخَةٌ،
وسَمَّوا: حَمَّاً وبالضمِّ وكعِمْرانَ وعُثْمانَ ونَعامَةٍ وهُمَزَةٍ وكغُرابٍ وكِرْكِرَةٍ
وحُمَّى مُمالَةً مَضْمومَةً
وحُمامَى، بالضمِّ.
والحُمَيْمَاتُ: الجَمْرَة.
وأحَمَّ نَفْسَهُ: غَسلَهَا بالماء البارِدِ،
وثيابُ التَّحِمّةِ: ما يُلْبِسُ المُطَلِّقُ امْرَأَتَهُ إذا مَتَّعها.
واسْتَحَمَّ: عَرِقَ.

الشّذامُ

الشّذامُ، بالذالِ المُعْجَمةِ: المِلْحُ، وحُمَةُ العَقْرَب والزُّنْبورِ،
والشَّيْذُمانُ، بضم الذالِ: الذِّئْبُ، وبهاءٍ: الناقَةُ الفَتِيَّةُ السَّريعَةُ.

اليوم بليلته

اليوم بليلته:
[في الانكليزية] Whole day with its night
[ في الفرنسية] Jour entier avec la nuit

هو يطلق على معنيين: أحدهما عند العامة وهو زمان يتخلّل بين مفارقة الشمس دائرة الأفق وبين عودها إليها بعد غيبوبة واحدة وظهور واحد، وهو قد يبلغ دورتين ودورات من المعدل كما في المواضع التي عرضها أكثر من تمام الميل الكلّي. وبالجملة فاليوم بليلته عند العامة عبارة عن مجموع اليوم والليل، ومبدأه عند أهل الشرع أول الليل، وكذا عند العرب، ومبدأه عند أهل الروم والفارس أول اليوم. وعلى هذين الاصطلاحين يختلف مقدار اليوم بليلته بحسب اختلاف الآفاق. وثانيهما عند المنجّمين وهو زمان يتخلّل بين مفارقة الشمس نصف دائرة نصف نهار متعيّنة أو مفروضة متحدّدة بقطبي العالم وبين عودها إلى ذلك النصف بعينه، وهو لا يبلغ دورتين أصلا ومباحث تعديل الأيام مبنية على هذا المعنى الأخير وهذا هو المتبادر من اليوم بليلته حيث أطلق في كتب علم الهيئة.
وإطلاق اليوم بليلته على هذا المعنى بحسب الاصطلاح إذ قد يتفق أن لا يغيب الشمس في هذه المدة أصلا وقد يتفق أن لا يظهر فيها أصلا وذلك في المواضع التي جاوز عرضها تمام الميل الكلّي. وظاهر كلام البعض أنّه لا يطلق اليوم بليلته إلّا على زمان يتفق فيه للشمس الظهور والخفاء معا حيث عرف اليوم بليلته بأنّه زمان يتخلّل بين مفارقة الشمس نصف دائرة نصف النهار وبين عودها إليه بعد ظهور وخفاء.
وقيل المراد من هذا تعريف اليوم بليلته في معظم العمارة فلا إشكال. ويمكن أن يقال مقدار اليوم بليلته إذا أخذ المبدأ من نصف النهار كان في جميع الآفاق واحدا، ففي الأفق الذي يكون الشمس فيه فوق الأرض أدوارا يصدق على زمان اليوم بليلته هناك أنّه زمان يتخلّل بين مفارقة الشمس نصف دائرة نصف النهار وبين عودها إليه بعد ظهور وخفاء، فإنّ الظهور والخفاء وإن لم يقعا في هذا العرض وقعا في موضع آخر يكون مع هذا الموضع تحت نصف نهار واحد فتأمّل. اعلم أنّ مبنى ما ذكر أخذ المبدأ من نصف النهار فإنّ نصف النهار تقاطعان مع مدار الشمس أحدهما أعلى والآخر أسفل. فمنهم من يأخذ التقاطع الأعلى وهو قول منجّمي الفارس واليونان والمغرب فإنّهم يقولون إنّ اليوم بليلته من نصف النهار إلى نصف نهار آخر، ومنجمو الخطا والغور والهند والمشرق يأخذون المبدأ من نصف الليل ويقولون إنّ اليوم بليلته من نصف الليل إلى نصف ليل آخر، فهم يأخذون التقاطع الأسفل.
وعلى كلا القولين لا يختلف مقدار اليوم بليلته بحسب اختلاف الآفاق. ثم اليوم بليلته الذي مبدأه نصف النهار يطلق بالاشتراك اللفظي أو الحقيقة والمجاز على الحقيقي والوسطي وليس إطلاقه عليهما على سبيل الاشتراك المعنوي حتى يصحّ تقسيمه إليهما كما وقع في عبارات القوم، حيث قالوا اليوم بليلته ينقسم إلى حقيقي ووسطي. فالحقيقي ما مرّ من أنّه زمان يتخلّل بين مفارقة الشمس نصف دائرة نصف النهار وبين عودها إليه وهو مقدار دورة واحدة تامة من المعدّل مع مطالع قوس تقطعها الشمس بحركتها الخاصة التقويمية، والوسطي هو زمان دورة واحدة تامة من المعدّل مع قوس منه أي من المعدّل مساوية لوسط الشمس. ومقدار وسط الشمس برصد بطليموس ها ها نط ح ك وبرصد تباني ها ها نط ح ك م وبرصد الطوسي ها ها نط ح يط ير وبرصد سمرقند ها ها نط ح بط لر. ولما كانت مطالع القوس التي تقطعها الشمس بحركتها التقويمية مختلفة لصغر تلك القوس تارة وكبرها أخرى لاختلاف تقويمها سرعة وبطءا، وأيضا لو فرض عدم اختلاف تلك الحركة بالسرعة والبطء فمطالعها مختلفة البتة، لزم عدم تساوي الوسطي والحقيقي دائما، بل قد يتساويان وقد يختلفان، وهذا التفاوت يسمّى تعديل الأيام وهو لا يحسّ في يوم ويومين بل في أيام كثيرة. اعلم أنّ اليوم بليلته في أعمال الاسطرلاب يعتبر بمقدار دورة واحدة من المعدّل من غير اعتبار القوس المذكورة.
فائدة:
لا بدّ من يوم يفرض ومبدأ يقاس سائر الأيام إليه ويكون نصف نهار ذلك اليوم مبدأ الأيام الوسطية والحقيقية جميعا، وكلّ يوم يفرض مبدأ يكون التفاوت ما بين اليومين الماضيين من ذلك اليوم تارة زائدا وتارة ناقصا إلّا أواخر الدّلو وأوائل العقرب، فإنّ المبدأ إذا جعل الأول كانت الأيام الحقيقية دائما ناقصة عن الوسطية، وإذا جعل الثاني كان الأمر بالعكس. لكن اتفق أهل الصناعة على جعل المبدأ أواخر الدّلو من غير ضرورة تدعو إليه.
فائدة:
ينقسم كلّ من الحقيقي والوسطي إلى الساعات المستوية كما أنّ كلّا من اليوم والليل ينقسم إلى ساعات زمانية كما مرّ في محلّه. هذا كلّه خلاصة ما ذكر العلي البرجندي في تصانيفه كشرح بيست باب وشرح التذكرة وحاشية الچغميني وغيرها.

الزنبورية

(الزنبورية) الْمَسْأَلَة الزنبورية مَسْأَلَة اخْتلف فِيهَا الْكسَائي وسيبويه وَهِي قَوْلهم كنت أَظن أَن الْعَقْرَب أَشد لذعة من الزنبور فَإِذا هُوَ هِيَ أَو هُوَ إِيَّاهَا

سسب

سسب



سَاسَبٌ and ↓ سَيْسَبٌ, (M, K,) i. q. سَبْسَبٌ, with two ب s, (L, TA,) the second of which is commonly pronounced سِيسب, and by some سيسم, (TA,) A kind of tree, (M, K,) a kind of lofty tree, (TA,) of which arrows are made, (M, K, TA,) and bows. (TA.) In the saying of Rubeh, ↓ رَاحَتْ وَرَاحَ كَعِصِىِّ السَّيْسَابٌ [She went, and he went, like the rods of the seysáb, (of which see another reading voce سَبْسَبٌ, in art. سب,) meaning, like arrows], it may be that السيساب is a dial. var. of السَّيْسَب, or it may be that the ا is added for the sake of the rhyme like as it is in العَقْرَاب in a verse cited in art. عقرب. (M. [Accord. to the K and TA, ↓ السَّيْسَاب is used by Ru-beh for السَّيْسَبَان: but this is evidently a mistake.]) سَيْسَبٌ: see the preceding paragraph: b2: and see also سَيْسَبَانٌ.

سَيْسَبَا, and سَيْسَبَى, and سَيْسَبًى, and سَيْسَبَآءُ: see the paragraph that next follows.

سَيْسَبَانٌ and ↓ سَيْسَبَى, (K,) or the former and ↓ سَيْسَبَآءُ, which is mentioned by Th, (M,) A kind of tree; (M, K;) accord. to AHn, it grows from its seeds, and becomes tall, but does not endure the winter; it has leaves like those of the دِفْلَى [q. v.], beautiful; people sow it in the gardens, desiring its beauty; and it has a produce like the oblong pericarps (خَرَائِط) of sesame, but thinner: (M, TA:) AHn adds that, when its pericarps dry, it makes a rustling sound (a sound such as is termed خَشْخَشَة) [in the wind], like the [species of cassia called] عِشْرِق: (TA:) [the sesbania Aegytiaca of Persoon; æschynomene sesban of Linn.; (Delile, Flor. Aegypt. Illustr., no. 682;) dolichos sesban of Forskål (in his Flora Aegypt. Arab, p. lxx., no. 362):] AHn further says, وَحَكَى الفَرَّآءُ فِيهِ سَيْسَبًا: (M, TA:) [this may perhaps mean that Fr has mentioned, as a var. of this word, ↓ سَيْسَبٌ, as it is in the accus. case: but I think that the right reading is ↓ سَيْسَبًى, and also سَيْسَبَى, (which last has been mentioned above on the authority of the K,) for it is immediately added in the TA, “it is masc. and fem.,” app. indicating that it is with, and without, tenween: then it is there further and strangely added, “it is brought from India: ”] a rájiz uses the form ↓ السَّيْسَبَا, at the end of a verse, for السَّيْسَبَانَ, necessarily eliding [the ن for the sake of the rhyme]. (M, TA.) سَيْسَابٌ: see the first paragraph, in two places.
سسب
: ( {السَّيْسَبَان) أَهمله الجوهريّ. وَقَالَ أَبو حنيفَة فِي كِتَابِ النَّبَاتِ: هُوَ (شَجَر) يَنْبُتُ من حَبِّه ويَطُولُ وَلَا يَبْقَى عَلَى الشِّتاءِ، لَهُ وَرَقٌ نَحْوُ وَرَقِ الدِّفْلَى حَسَن، والنَّاسُ يَزْرَعُونَه فِي الْبَسَاتِين يُرِيدُون حُسنَه، وَله ثَمرٌ نحوُ خَرَائِطِ السِّمْسِم إِلَّا أَنَّها أَدَقُّ. وَذكره سِيبَوَيْهِ فِي الأَبْنِيَة، وأَنْشَد أَبُو حَنِيفَة يَصِفُ أَنَّه إِذَا جَفَّت خَرَائِط ثَمَره خَشْخَش كالعِشْرِقِ قَالَ:
كَأَنَّ صَوْتَ رَأْلِهَا إِذَا جَفَلْ
ضَرْبُ الرِّياحِ} سَيْسَبَاناً قَدْ ذَبَلْ
( {كالسَّيْسَبَى) عَن ثَعْلَب، وعَزَاه الصَّاغَانِيّ للفَرَّاء، ومنْه قَوْلُ الرَّاجِزِ:
وَقد أُنَاغِي الرَّشَأَ المُرَبَّبَا
يَهْتَزُّ مَتْنَاهَا إِذَا مَا اضْطَرَبَا
كَهَز نَشْوَانٍ قَضيِبَ} السَّيْسَبَا
إِنا أَرَادَ السَّيْسَبَان فحذَفَ. إِمَّا أَنَّه لُغَةٌ أَو للِضَّرورَةِ. (وَجعله رؤبَةُ) بْن العَجَّاج (فِي الشِّعْر {سَيْسَاباً) وَهُو قَوْلُه:
رَاحَت وَرَاحَ كَعِصِيِّ} السَّيْسَابُ
مُسْحَنْفِرَ الوِرْد عَنِيفَ الأَقْرَابُ
يُحْتَمل أَن يَكُونَ لُغَةً فِيهِ أَو زَادَ الأَلِف للقَافِيَة، كَمَا قَالَ الآخر:
أَعُوذُ بِاللَّه مِن العَقْرَابِ
الشَّائِلَاتِ عَقَدَ الأْذْنَابِ
قَالَ: الشائلات، فوصف بِهِ العَقْرَب وهُوَ وَاحِدٌ لأَنَّه على الجِنْسِ. وَذكره ابْن مَنْظُور فِي سَبَب بالبَاءَين المُوَحَّدَتَيْن وَهُوَ وَهَم. ( {والسَّاسَبُ) : شجر تتَّخذ مِنْهُ السِّهَامُ، يُذكَّر يُؤَنَّث يُؤْتَى بِهِ من بِلَاد الهِنْد. (و) رُبمَا قَالُوا (} السَّيْسَبُ) أَي بالفَتْح، والمَشْهُور على أَلْسِنَة من سَمِعْتُ مِنْهم بالكَسْر. وَمِنْهُم من يقلب الباءَ مِيماً، وَهُوَ (شَجَرٌ) شَاهِقٌ (يُتَّخَذُ مِنْهَا) القِسِيّ و (السِّهَام) وأَنشد) . طَلْقٌ عِتْقٌ مِثْلُ عُودِ السَّيْسَبِ

خُوارِزْم

خُوارِزْم:
أوله بين الضمة والفتحة، والألف مسترقة مختلسة ليست بألف صحيحة، هكذا يتلفظون به، هكذا ينشد قول اللحّام فيه:
ما أهل خوارزم سلالة آدم، ... ما هم، وحقّ الله، غير بهائم
أبصرت مثل خفافهم ورؤوسهم ... وثيابهم وكلامهم في العالم
إن كان يرضاهم أبونا آدم، ... فالكلب خير من أبينا آدم
قال ابن الكلبي: ولد إسحاق بن إبراهيم الخليل الخزر والبزر والبرسل وخوارزم وفيل، قال بطليموس في كتاب الملحمة: خوارزم طولها مائة وسبع عشرة درجة وثلاثون دقيقة، وعرضها خمس وأربعون درجة، وهي في الإقليم السادس، طالعها السماك ويجمعها الذراع، بيت حياتها العقرب، مشرقة في قبة الفلك تحت ثلاث وعشرين درجة من السرطان، يقابلها مثلها من الجدي، بيت ملكها مثلها من الحمل، بيت عاقبتها مثلها من الميزان، وقال أبو عون في زيجه: هي في آخر الإقليم الخامس، وطولها إحدى وتسعون درجة وخمسون دقيقة، وعرضها أربع وأربعون درجة وعشر دقائق، وخوارزم ليس اسما للمدينة إنما هو اسم للناحية بجملتها، فأما القصبة العظمى فقد يقال لها اليوم الجرجانية، وقد ذكرت في موضعها، وأهلها يسمونها كركانج، وقد ذكروا في سبب تسميتها بهذا الاسم أن أحد الملوك القدماء غضب على أربعمائة من أهل مملكته وخاصة حاشيته فأمر بنفيهم إلى موضع منقطع عن العمارات بحيث يكون بينهم وبين العمائر مائة فرسخ، فلم يجدوا على هذه الصفة إلا موضع مدينة كاث، وهي إحدى مدن خوارزم، فجاؤوا بهم إلى هذا الموضع وتركوهم وذهبوا، فلما كان بعد مدة جرى ذكرهم على بال الملك فأمر قوما بكشف خبرهم، فجاؤوا فوجدوهم قد بنوا أكواخا ووجدوهم يصيدون السمك وبه يتقوّتون وإذا حولهم حطب كثير، فقالوا لهم: كيف حالكم؟ فقالوا: عندنا هذا اللحم، وأشاروا إلى السمك، وعندنا هذا الحطب فنحن نشوي هذا بهذا ونتقوّت به، فرجعوا إلى الملك وأخبروه بذلك فسمى ذلك الموضع خوارزم لأن اللحم بلغة الخوارزمية خوار والحطب رزم، فصار خوارزم فخفف وقيل خوارزم استثقالا لتكرير الراء، وقد جاء به بعض العرب على الأصل، فقال الأسدي:
أتاني، عن أبي أنس، وعيد، ... فسلّ تغيّظ الضحّاك جسمي
ولم أعص الأمير، ولم أربه، ... ولم أسبق أبا أنس بوغم
ولكنّ البعوث جرت علينا، ... فصرنا بين تطويح وغرم
وخافت من رمال السّغد نفسي، ... وخافت من رمال خوارزم
فقارعت البعوث وقارعتني، ... ففاز بضجعة في الحيّ سهمي
وأعطيت الجعالة، مستميتا، ... خفيف الحاذ من فتيان جرم
وأقرّ أولئك الذين نفاهم بذلك المكان وأقطعهم إياه وأرسل إليهم أربعمائة جارية تركية وأمدهم بطعام من الحنطة والشعير وأمرهم بالزرع والمقام هناك، فلذلك في وجوههم أثر الترك وفي طباعهم أخلاق الترك وفيهم جلد وقوة، وأحوجهم مقتضى القضية للصبر على الشقاء، فعمّروا هناك دورا وقصورا وكثروا وتنافسوا في البقاع فبنوا قرى ومدنا وتسامع بهم من يقاربهم من مدن خراسان فجاؤوا وساكنوهم فكثروا وعزّوا فصارت ولاية حسنة عامرة، وكنت قد جئتها في سنة 616، فما رأيت ولاية قط أعمر منها، فإنها على ما هي عليه من رداءة أرضها وكونها سبخة كثيرة النزوز متصلة العمارة متقاربة القرى كثيرة البيوت المفردة والقصور في صحاريها، قلّ ما يقع نظرك في رساتيقها على موضع لا عمارة فيه، هذا مع كثرة الشجر بها، والغالب عليه شجر التوت والخلاف لاحتياجهم إليه لعمائرهم وطعم دود الإبريسم، ولا فرق بين المارّ في رساتيقها كلها والمارّ في الأسواق، وما ظننت أن في الدنيا بقعة سعتها سعة خوارزم وأكثر من أهلها مع أنهم قد مرنوا على ضيق العيش والقناعة بالشيء اليسير، وأكثر ضياع خوارزم مدن ذات أسواق وخيرات ودكاكين، وفي النادر أن يكون قرية لا سوق فيها مع أمن شامل وطمأنينة تامة.
والشتاء عندهم شديد جدّا بحيث أني رأيت جيحون نهرهم وعرضه ميل وهو جامد، والقوافل والعجل الموقرة ذاهبة وآتية عليه، وذلك أن أحدهم يعمد إلى رطل واحد من أرز أو ما شاء ويكثر من الجزر والسلجم فيه ويضعه في قدر كبيرة تسع قربة ماء ويوقد تحتها إلى أن ينضج ويترك عليه أوقية دهنا ثم يأخذ المغرفة ويغرف من تلك القدر في زبدية أو زبديتين فيقنع به بقية يومه، فإن ثرد فيه رغيفا لطيفا خبزا فهو الغاية، هذا في الغالب عليهم، على أن فيهم أغنياء مترفهين إلّا أن عيش أغنيائهم قريب من هذا ليس فيه ما في عيش غيرهم من سعة النفقة وإن كان النزر من بلادهم تكون قيمته قيمة الكثير من بلاد غيرهم، وأقبح شيء عندهم وأوحشه أنهم يدوسون حشوشهم بأقدامهم ويدخلون إلى مساجدهم على تلك الحالة لا يمكنهم التحاشي من ذلك لأن حشوشهم ظاهرة على وجه الأرض، وذلك لأنهم إذا حفروا في الأرض مقدار ذراع واحد نبع الماء عليهم، فدروبهم وسطوحهم ملأى من القذر، وبلدهم كنيف جائف منتن، وليس لأبنيتهم أساسات إنما يقيمون أخشابا مقفصة ثم يسدونها باللبن، هذا غالب أبنيتهم، والغالب على خلق أهلها الطول والضخامة، وكلامهم كأنه أصوات الزرازير، وفي رؤوسهم عرض، ولهم جبهات واسعة، وقيل لأحدهم: لم رؤوسكم تخالف رؤوس الناس؟ فقال: إن قدماءنا كانوا يغزون الترك فيأسرونهم وفيهم شية من الترك فما كانوا يعرفون، فربما وقعوا إلى الإسلام فبيعوا في الرقيق، فأمروا النساء إذا ولدن أن يربطن أكياس الرمل على رؤوس الصبيان من الجانبين حتى ينبسط الرأس، فبعد ذلك
لم يسترقّوا وردّ من وقع منهم إليهم إلى الكوفة، قال عبد الله الفقير إليه: وهذا من أحاديث العامة لا أصل له، هب أنهم فعلوا ذلك فيما مضى فالآن ما بالهم؟ فإن كانت الطبيعة ورثته وولدته على الأصل الذي صنعه بهم أمهاتهم كان يجب أن الأعور الذي قلعت عينه أن يلد أعور وكذلك الأحدب وغير ذلك، وإنما ذكرت ما ذكر الناس.
قال البشاري: ومثل خوارزم في إقليم الشرق كسجلماسة في الغرب، وطباع أهل خوارزم مثل طبع البربر، وهي ثمانون فرسخا في ثمانين فرسخا، آخر كلامه، قلت: ويحيط بها رمال سيّالة يسكنها قوم من الأتراك والتركمان بمواشيهم، وهذه الرمال تنبت الغضا شبه الرمال التي دون ديار مصر، وكانت قصبتها قديما تسمى المنصورة، وكانت على الجانب الشرقي فأخذ الماء أكثر أرضها فانتقل أهلها إلى مقابلها من الغربي، وهي الجرجانية، وأهلها يسمونها كركانج، وحوّطوا على جيحون بالحطب الجزل والطرفاء يمنعونه من خراب منازلهم يستجدّونه في كل عام ويرمّون ما تشعث منه، وقرأت في كتاب ألفه أبو الريحان البيروني في أخبار خوارزم ذكر فيه أنّ خوارزم كانت تدعى قديما فيل، وذكر لذلك قصة نسيتها فإن وجدها واحد وسهل عليه أن يلحقها بهذا الموضع فعل مأذونا له في ذلك عنّي، قال محمد بن نصر بن عنين الدمشقي:
خوارزم عندي خير البلاد، ... فلا أقلعت سحبها المغدقه
فطوبى لوجه امرئ صبّحت ... هـ، أوجه فتيانها المشرقة
وما ان نقمت بها حالة، ... سوى أن أقامت بها مقلقه
وكان المؤذّن يقوم في سحرة من الليل يقارب نصفه فلا يزال يزعق إلى الفجر قامت، وقال الخطيب أبو المؤيد الموفّق بن أحمد المكي ثم الخوارزمي يتشوّقها:
أأبكاك لمّا أن بكى في ربى نجد ... سحاب ضحوك البرق منتحب الرعد
له قطرات كاللآلئ في الثرى، ... ولي عبرات كالعقيق على خدّي
تلفّتّ منها نحو خوارزم والها ... حزينا، ولكن أين خوارزم من نجد؟
وقرأت في الرسالة التي كتبها أحمد بن فضلان بن العباس بن راشد بن حمّاد مولى محمد بن سليمان رسول المقتدر بالله إلى ملك الصقالبة ذكر فيها ما شاهده منذ خرج من بغداد إلى أن عاد إليها فقال بعد وصوله إلى بخارى، قال: وانفصلنا من بخارى إلى خوارزم وانحدرنا من خوارزم إلى الجرجانية، وبينها وبين خوارزم في الماء خمسون فرسخا، قلت: هكذا قال ولا أدري أي شيء عنى بخوارزم لأن خوارزم هو اسم الإقليم بلا شك، ورأيت دراهم بخوارزم مزيفة ورصاصا وزيوفا وصفرا، ويسمون الدرهم طازجه، ووزنه أربعة دوانق ونصف، والصيرفي منهم يبيع الكعاب والدوامات والدراهم، وهم أوحش الناس كلاما وطبعا، وكلامهم أشبه بنقيق الضفادع، وهم يتبرؤون من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، في دبر كل صلاة، فأقمنا بالجرجانية أياما وجمد جيحون من أوله إلى آخره، وكان سمك الجمد تسعة عشر شبرا، قال عبد الله الفقير: وهذا كذب منه، فإنّ أكثر ما يجمد خمسة أشبار وهذا يكون نادرا، فأما العادة فهو شبران أو ثلاثة، شاهدته وسألت عنه أهل تلك البلاد، ولعله
ظنّ أنّ النهر يجمد كلّه وليس الأمر كذلك، إنما يجمد أعلاه وأسفله جار، ويحفر أهل خوارزم في الجليد ويستخرجون منه الماء لشربهم، لا يتعدّى الثلاثة أشبار إلّا نادرا، قال: وكانت الخيل والبغال والحمير والعجل تجتاز عليه كما تجتاز على الطريق، وهو ثابت لا يتحلحل، فأقام على ذلك ثلاثة أشهر فرأينا بلدا ما ظننا إلّا أنّ بابا من الزمهرير فتح علينا منه، ولا يسقط فيه الثلج إلّا ومعه ريح عاصف شديدة، قلت: وهذا أيضا كذب فإنه لولا ركود الهواء في الشتاء في بلادهم لما عاش فيها أحد، قال: وإذا أتحف الرجل من أهله صاحبه وأراد بره قال: تعال إليّ حتى نتحدّث فإن عندي نارا طيبة، هذا إذا بلغ في برّه وصلته، إلّا أنّ الله عز وجلّ قد لطف بهم في الحطب وأرخصه عليهم، حمل عجلة من حطب الطاغ وهو الغضا بدرهمين يكون وزنها ثلاثة آلاف رطل، قلت: وهذا أيضا كذب لأن العجلة أكثر ما تجرّ على ما اختبرته، وحملت قماشا لي عليها، ألف رطل لأن عجلتهم جميعها لا يجرها إلّا رأس واحد إما بقر أو حمار أو فرس، وأما رخص الحطب فيحتمل ان كان في زمانه بذلك الرخص، فأما وقت كوني بها فإن مائة من كان بثلث دينار ركنيّ، قال: ورسم سؤالهم أن لا يقف السائل على الباب بل يدخل إلى دار الواحد منهم فيقعد ساعة عند ناره يصطلي ثم يقول:
پكند، وهو الخبز، فإن أعطوه شيئا وإلّا خرج، قلت أنا: وهذا من رسمهم صحيح إلّا أنه في الرستاق دون المدينة شاهدت ذلك، ثم وصف شدة بردهم الذي أنا شاهدته من بردها أنّ طرقها تجمد في الوحول ثم يمشى عليها فيطير الغبار منها، فإن تغيّمت الدنيا ودفئت قليلا عادت وحولا تغوص فيها الدواب إلى ركبها، وقد كنت اجتهدت أن أكتب شيئا بها فما كان يمكنني لجمود الدواة حتى أقرّبها من النار وأذيبها، وكنت إذا وضعت الشربة على شفتي التصقت بها لجمودها على شفتي ولم تقاوم حرارة النفس الجماد، ومع هذا فهي لعمري بلاد طيبة وأهلها علماء فقهاء أذكياء أغنياء، والمعيشة بينهم موجودة وأسباب الرزق عندهم غير مفقودة، وأما الآن فقد بلغني أن التتر صنف من الترك وردوها سنة 618 وخرّبوها وقتلوا أهلها وتركوها تلولا، وما أظنّ أنه كان في الدنيا لمدينة خوارزم نظير في كثرة الخير وكبر المدينة وسعة الأهل والقرب من الخير وملازمة أسباب الشرائع والدين، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
والذين ينسبون إليها من الأعلام والعلماء لا يحصون، منهم: داود بن رشيد أبو الفضل الخوارزمي، رحل فسمع بدمشق الوليد بن مسلم وأبا الزرقاء عبد الله بن محمد الصغاني، وسمع بغيرها خلقا، منهم بقية بن الوليد وصالح بن عمرو وحسان بن إبراهيم الكرماني وأبو حفص عمر بن عبد الرحمن الأمار وغيرهم، روى عنه مسلم بن الحجاج وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان وصالح بن محمد جزرة، روى البخاري عن محمد بن عبد الرحيم في كفّارات الأيمان، وقال البخاري:
مات في سنة 239، وآخر من روى عنه أبو القاسم البغوي.

كيندا

كيندا
من (ك ن د) صورة كتابية صوتية من كندة بمعنى القطعة من الجبل. يستخدم للذكور والإناث.
كيندا
عن الإنجليزية بمعنى طفل النقاء، وماء بارد، تطلق على مواليد أحد الأبراج المائية مثل السرطان والعقرب والحوت. يستخدم للإناث.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.