Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: افتعل

الإرتثاث

الإرتثاث: (كهنه شدن) مَأْخُوذ من ثوب رث أَي خلق. وَفِي الشَّرْع أَن يرتفق الْمَجْرُوح بِشَيْء من مرافق الْحَيَاة أَو يثبت لَهُ حكم من أَحْكَام الْأَحْيَاء كَالْأَكْلِ وَالشرب وَالنَّوْم والمداواة وَغير ذَلِك. وَفِي كنز الدقائق فِي بَاب الشَّهِيد أَو ارتث بِأَن أكل أَو شرب أَو نَام أَو تداوى أَو مضى وَقت صَلَاة وَهُوَ يعقل أَو نقل من المعركة حَيا أَو أوصى. وَفِي الصِّحَاح ارتث فلَان وَهُوَ افتعل مَا لم يسم فَاعله أَي حمل من المعركة رثيثا أَي جريحا وَبِه رَمق.

طافَ

طافَ حَوْلَ الكَعْبَةِ، وبها طَوْفاً وطَوافاً وطَوَفاناً،
واسْتَطافَ وتَطَوَّفَ وطَوَّفَ تَطْويفاً: بِمَعْنىً.
والمَطافُ: مَوْضِعُهُ.
ورَجُلٌ طافٌ: كَثيرُه.
والطَّوْفُ: قِرَبٌ يُنْفَخُ فيها، ويُشَدُّ بعضُها إلى بعضٍ، كهَيْئَةِ السَّطْحِ، يُرْكَبُ عليها في الماءِ، ويُحْمَلُ عليها، والغائِطُ.
وطافَ: ذَهَبَ ليَتَغَوَّطَ،
كاطَّافَ، على افْتَعَلَ.
والطائِفُ: العَسَسُ، وبلادُ ثَقيفٍ في وادٍ، أوَّلُ قُراها لُقَيْمُ، وآخِرُها الوَهْطُ، سُمِّيَتْ لأنها طافَتْ على الماءِ في الطوفانِ، أو لأنّ جبريلَ طافَ بها على البَيْتِ، أو لأنها كانت بالشامِ فَنَقَلَها اللهُ تعالى إلى الحجازِ بِدَعْوةِ إبراهيمَ، عليه السلامُ، أو لأنّ رجُلاً من الصَّدِفِ أصابَ دَماً بحَضْرَمَوْتَ فَفَرَّ إلى وَجٍّ، وحالَفَ مَسْعودَ بنَ مُعَتِّبٍ، وكان له مالٌ عظيمٌ، فقال هَلْ لكم أن أَبْنِيَ طَوْفاً عليكم يكونُ لكم رِدْءاً من العَرَبِ؟ فقالوا: نَعَمْ، فَبَناهُ، وهو الحائِطُ المُطيفُ به،
وـ من القَوْسِ: ما بين السِّيَةِ والأَبْهَرِ أو قَريبٌ من عَظْمِ الذِراعِ من كَبِدِها، أو الطائفانِ: دونَ السِّيَتَيْنِ.
والطائفُ: الثَّوْرُ يكونُ مما يَلي طَرَفَ الكُدْسِ.
والطائِفَةُ من الشيءِ: القطْعَةُ منه، أو الواحِدُ فَصاعِداً، أو إلى الأَلْفِ، أو أقَلُّها رجُلانِ أو رَجُلٌ، فيكونُ بمعنى النَّفْسِ. وذو طَوَّافٍ، كشَدّادٍ: وائِلٌ الحَضْرَمِيُّ.
والطَّوَّافُ أيضاً: الخادِمُ يَخْدُمُكَ بِرِفْقٍ وعِنايَةٍ.
والطُّوفانُ، بالضم: المَطَرُ الغالِبُ، والماءُ الغالِبُ يَغْشَى كُلَّ شيءٍ، والمَوْتُ الذَّريعُ الجارِفُ، والقَتْلُ الذَّريعُ، والسَّيْلُ المُغْرِقُ،
وـ من كلِّ شيءٍ: ما كان كثيراً مُطيفاً بالجَماعَةِ، الواحِدَةُ: بهاءٍ.
وأخَذَ بِطُوفِ رَقَبَتِه وطافِها: كصوفِها وصافها.
وأطافَ به: ألَمَّ به، وقارَبَهُ.

الفِعْلُ

الفِعْلُ، بالكسر: حَرَكَةُ الإِنْسانِ، أو كِنايةٌ عن كُلِّ عَمَلٍ مُتَعَدٍّ، وبالفتح: مَصْدَرُ فَعَلَ، كمَنَعَ، وحياءُ الناقةِ، وفَرْجُ كلِّ أُنْثَى. وكسحابٍ: اسمُ الفِعْلِ الحَسَنِ، والكَرَمُ، أو يكونُ في الخيرِ والشَّرِّ وهو مُخَلَّصٌ لفاعِلٍ واحد، وإذا كان من فاعلَيْنِ، فهو فِعالٌ، بالكسر، وهو أيضاً جمعُ فِعْلٍ، ونِصابُ الفأْسِ والقَدومِ ونحوِه
ج: ككتُبٍ.
والفَعَلَةُ، محرَّكةً: صِفَةٌ غالِبَةٌ على عَمَلَةِ الطينِ والحَفْرِ ونحوِه. وكفرِحةٍ: العادةُ.
وافْتَعَلَ عليه كذِباً: اخْتَلَقَه.
وجاءَ بالمُفْتَعَلِ، بالفتح: بأَمرٍ عظيمٍ.
وفَعالِ، كقَطامِ: افْعَلْ.
وفُعالَةُ في قولِ عوفِ بنِ مالكٍ:
تَعَرَّضَ ضَيْطارُو فُعالَةَ دونَنا: كِنايةٌ عن خُزاعةَ.

الطَّمْلُ

الطَّمْلُ: الخَلْقُ كلُّهم، وبالكسر: الرجُلُ الفاحِشُ، لا يُبالِي ما صَنَعَ،
كالطامِلِ والطَّمولِ
ج: طُمولٌ. والاسمُ: الطُّمولَةُ، والماءُ الكَدِرُ، والثَّوبُ المُشْبَعُ صِبْغاً، والكِساءُ الأَسْوَدُ، أو الأَسْوَدُ مُطْلَقاً، والقِلادةُ، واللئيمُ، والأحمقُ، واللِّصُّ الفاسِقُ،
كالطِمْليلِ، والثَّوبُ الخَلَقُ، والذئبُ الأَطْلَسُ الخَفِيُّ الشخص،
كالطِمِلِّ، كطِمِرٍّ،
والطِمْلالِ، كسِرْبالٍ، والفقيرُ السَّيِّئُ الخُلُقِ والحالِ، القبيحُ التَّقَشُّفِ، كالطِمْلالِ والطِمْليلِ والطُّمْلولِ، أو العاري من الثيابِ. وكأَميرٍ: الخَفِيُّ الشأن
والجَدْيُ، والعَنَاقُ،
كالطَّميلَةِ، والحَصيرُ، وماءُ الحَمْأَة، والسُّلاَّءَةُ، والنَّصْلُ العَريضُ، والقِلادَةُ، لأَنها تُطْمَلُ، أي: تُلْطَخُ (بالطيبِ. وكسِرْبالٍ: فرسٌ لبني الحَارِثِ بنِ ثعلبةَ) . وكزُبيرٍ: العاري من الثيابِ.
والطُّمْلَةُ، بالضم وبالفتح وبالتحريكِ: الحَمْأَةُ، وما بَقِيَ في الحوضِ من الماءِ الكَدِرِ، وبالكسر: المرأةُ الضعيفةُ.
وطَمَلَ الإِبِلَ: ساقَها عَنيفاً،
وـ الحَصيرَ: رَمَلَهُ، وجَعَلَ فيه الخُيوطَ،
وـ الثَّوبَ: أشْبَعَ صَبغَهُ،
وـ الخُبْزَ: وسَّعَهُ بالمِطْمَلَة للشَّوْبَقِ،
وـ الدَّمُ السَّهْمَ: لَطَخَه، فهو مَطْمولٌ وطَميلٌ، فيهما، وكلُّ ما لُطِخَ بِدُهنٍ أو دَمٍ أو قارٍ وشِبْهِ ذلك، فقد طُمِلَ، كعُنِىَ وفرِحَ.
ووَقَعَ في طَمْلَةٍ: أمرٍ قبيحٍ، فالْتَطَخَ به.
واطُّمِلَ مَا في الحَوْضِ، كــافْتُعِلَ: أُخْرِجَ فلم يُتْرَكْ فيه قَطْرَةٌ.
وانْطَمَلَ: شارَكَ اللُّصوصَ.
وأطْمَلَ الدَّفْتَرَ: مَحَاهُ.

وكُعَ

وكُعَ، ككرُمَ: لَؤُمَ، وصَلُبَ، واشْتَدّ. وسِقاءٌ، وقَلْبٌ، وفَرْوٌ،
وفَرَسٌ وكيعٌ: شديدٌ مَتينٌ،
أو قَلْبٌ وكيعٌ: فيه عيْنانِ تُبْصِرانِ، وأُذُنانِ سَمِيعَتانِ.
وفلانٌ وكيعٌ لَكيعٌ،
ووَكوعٌ لَكوعٌ: لَئيمٌ.
والوَكيعُ: الشاةُ تَتْبَعُها الغَنَمُ. ووكيعُ بنُ الجَرَّاحِ: رَوَى عن الثَّوْرِيِّ وطَبَقَتِه، ومَسْجِدُه خارِجَ فَيْدَ مَشْهورٌ ماتَ به، وابنُ مُحْرِزٍ، وابنُ عدسٍ أو حَدَسٍ: محدِّثانِ.
ووكَعَ أنْفَه، كوَضَعَ: وكَزَه،
وـ العَقْرَبُ: لَدَغَتْ،
وـ الحَيَّةُ: لَسَعَتْ،
وـ الدَّجاجةُ: خَضَعَتْ لِسِفادِ الدِّيكِ،
وـ البعيرُ: سَقَطَ وَجِعَاً،
وـ فلاناً بالأمرِ: بَكَّته،
وـ الشاةَ: نَهَزَ ضَرْعَها عندَ الحَلْبِ.
والوَكَعُ، مُحرَّكةً: إقْبالُ الإِبْهامِ على السَّبَّابةِ من الرِّجْلِ حتى يُرَى أصْلُه خارجاً كالعُقْدَة، وهو أوْكَعُ، وهي وَكْعاءُ.
والوَكْعاءُ: الحَمْقاءُ الوَجْعاءُ.
واسْتَوْكَعَتْ مَعِدَتُه: اشْتَدّت طَبِيعَتُه،
وـ السِّقاءُ: مُتِّنَ، واسْتَدّتْ مَخارِزُه.
والمِيكَعَةُ، بالكسرِ: سِكَّةُ الحِراثةِ، ج: مِيكَعٌ.
والمِيكَعُ: السِقاءُ الوَكيعُ.
ومَيْكَعانُ: ع لبني مازنٍ.
وواكَعَ الديكُ الدَّجاجةَ: سَفَدَها.
والأَوْكَعُ: الطويلُ الأحْمقُ.
وأوكعوا: سَمِنَتْ إبِلُهُم، وغَلُظَتْ واشْتَدّتْ،
وـ زيدٌ: قَلَّ خيرُه، وجاءَ بأمرٍ شديدٍ،
وـ الأمرُ: وَثُقَ، وتَشَدّدَ.
واتَّكَعَ، كــافْتَعَلَ: اشْتَدَّ، أصْلُه: اوتَكَعَ.
وسِقاءٌ مُسْتَوْكِعٌ: لم يَسِلْ منه شيءٌ.

الذِّراعُ

الذِّراعُ: مؤنثة تصغيرها ذريِّعة مشددة، وجمعها ثلاث أذرع. وحكى الفراء أن بعض عكل يذكرها ويصغرها ذريِّع، وهو شاذ غير مختار ولا معمول عليه البتة.
الذِّراعُ، بالكسر: من طَرَفِ المِرْفَقِ إلى طَرَفِ الإِصْبَعِ الوُسْطَى، والساعِدُ، وقد تُذَكَّرُ فيهما، ج: أَذرُعٌ وذُرْعانٌ، بالضم،
وـ من يَدَيِ البَقَرِ والغَنَمِ: فوقَ الكُراعِ،
وـ من يَدَيِ البعيرِ: فوقَ الوَظِيفِ، وكذلك من الخيلِ والبغالِ والحَميرِ. (ولا تُطْعِمِ العَبْدَ الكُراعَ فَيَطْمَعَ في الذِّراعِ: في ط وق) .
وذَرَعَ الثوبَ، كمَنع: قاسَه بها،
وـ القَيْءُ فلاناً: غَلَبَه وسَبَقَه،
وـ عنده: شَفَعَ،
وـ البعيرَ: وَطِئَ على ذِراعِهِ ليَرْكَبَهُ أحدٌ،
وـ فلاناً: خَنَقَه من ورائِهِ بالذِّراع،
كذَرَّعَه.
ورجُلٌ واسعُ الذِّراعِ والذَّرْعِ، أي: الخُلُقِ، على المَثَلِ.
وضاق بالأمر ذَرْعُهُ وذراعُه،
وضاقَ به ذَرْعاً: ضَعُفَتْ طاقَتُه ولم يَجِدْ من المَكْروهِ فيه مَخْلَصاً. وككِتابٍ: سِمَةٌ في ذِراعِ البَعِيرِ، وسِمَةُ بني ثَعْلَبَة باليمن، وناسٍ من بني مالِكِ بنِ سَعْدٍ، وهَضْبَتَانِ في بِلادِ عَمْرِو بنِ كِلابٍ، وصَدْرُ القَنَاةِ، وما يُذْرَعُ به حَديداً أو قَضيباً، ومَنْزِلٌ للقَمَرِ، وهو ذِراعُ الأسَدِ المَبْسوطةُ، وللأسَدِ ذِراعانِ: مَبْسوطةٌ، ومَقْبوضةٌ، وهي التي تَلِي الشامَ، وَالقَمَرُ يَنْزِلُ بها، والمَبْسوطةُ تَلِي اليَمَن، وهو أرْفَعُ في السماءِ وأمَدُّ من الأُخْرَى، ورُبّما عَدَلَ القَمَرُ فنزلَ بها، تَطْلُعُ لأِرْبَعٍ يَخْلونَ من تَموزَ، وتَسْقُطُ لأِرْبَعٍ يَخْلونَ من كانون الأوَّلِ.
وذو الذِّراعَيْنِ المُنْبَهِرُ، واسْمُه: مالِكُ بنُ الحارثِ: شاعِرٌ. وكسحابٍ: الخَفيفَةُ اليَدَيْنِ بالغَزْل، ويكسرُ. ويَسارٌ وبَشَّارٌ ابْنا ذِراعٍ: كانا زَمَنَ وكيعٍ. وأبو ذراعٍ: تابعيٌّ. وكشدادٍ: الجَمَلُ يُسانُّ الناقَةَ بِذِراعِهِ فَيَتَنَوَّخُها.
والذِّراعُ: لَقَبُ إسماعيلَ بنِ صَديقٍ المحدّثِ، وأحمدَ بنِ نَصْرٍ، وهو ضعيفٌ، والزِّقُّ الصَّغيرُ يُسْلَخُ من قِبَلِ الذِّراعِ. وكفرحَ: شرِبَ به،
وـ إليه: تَشَفَّعَ،
وـ رِجلاهُ: أعْيَتا.
والأذْرَعُ: المُقْرِفُ، أو ابنُ العَرَبِيِّ للمَوْلاةِ، والأفْصَحُ.
وأذْرِعاتُ، بكسر الراءِ وتفتحُ: د بالشام، والنسبَةُ: أذْرَعِيٌّ بالفتح.
وأولادُ ذَارِعٍ أو ذِراعٍ، بالكسر: الكِلابُ والحَمِيرُ.
والذَّرَعُ، محركةً: الطَّمَعُ، ووَلَدُ البَقَرَةِ الوَحْشِيَّةِ، ج: ذِرْعانٌ، بالكسر، والناقةُ التي يَسْتَتِرُ بها رامِي الصَّيْدِ،
كالذَّريعَةِ، وكصبورٍ وأميرٍ: الخفيفُ السيرِ، الواسِعُ الخَطْوِ من الخَيْلِ والبعيرِ. وكسفينةٍ: الوَسيلَةُ،
كالذُّرْعَةِ، بالضم.
والمَذارِعُ: النَّواحِي أو القُرَى بينَ الريفِ والبَرِّ،
كالمَذاريعِ، وقوائِمُ الدابَّةِ، والنَّخيلُ القَريبَةُ من البيوتِ، واحِدُ الكُلِّ: مِذْراعٌ. وكأميرٍ: الشَّفيعُ، والسريعُ،
وـ من الأمورِ: الواسِعُ، والموتُ الفاشِي. وككتِفٍ: الطويلُ اللِّسانِ بالشَّر، والسَّيَّارُ لَيْلاً ونَهاراً، والحَسَنُ العِشْرَةِ.
والذَّرِعاتُ، كَفَرِحاتٍ: السَّريعاتُ، الواسِعاتُ الخَطْوِ، البَعيداتُ الأخْذِ من الأرضِ.
وأذْرَعَتِ البَقَرَةُ: صارَتْ ذاتَ وَلَدٍ،
وـ في الكلامِ: أفْرَطَ، كَتَذَرَّعَ،
وـ: قَبَضَ بالذِّراع،
وـ ذِراعَيْه من تحتِ الجُبَّةِ: أخْرَجَهُما،
كاذَّرَعَهُما، على افْتَعَلَ، ورُوِيَ في الحديثِ بالوجْهَيْنِ. وكمُعَظَّمٍ: الذي وُجِئَ في نَحْرِه فسالَ الدَّمُ على ذِراعِه، والفَرَسُ السابِقُ، أو الذي يَلْحَقُ الوَحْشِيَّ وفارِسُه عليه، فَيَطْعَنُه طَعْنَةً تَفُورُ بالدَّم، فَتُلَطِّخُ ذِراعَيِ الفرسِ،
وـ من الثِّيرانِ: ما في أكارِعِه لُمَعٌ سُودٌ،
وـ: مَن أمُّه أشرفُ من أبيه، كأنه سُمِّيَ بالرَّقْمَتَيْنِ في ذِراعِ البَغْلِ، لأنَّهُما أتَتاهُ من ناحِيَةِ الحِمارِ. وكمحدِّثٍ: لَقَبُ رجُلٍ من بَنِي خَفَاجَةَ بنِ عُقَيْل، قَتَلَ رجُلاً من بَنِي عَجْلانَ، ثم أقَرَّ بقَتْلِهِ فأُقيدَ به،
وـ: المَطَرُ يَرْسَخُ في الأرضِ قَدْرَ ذِراع. وكمعظمةٍ: الضَّبُعُ في ذِراعِها خُطوطٌ.
وذَرَّعَ بكذا تَذْريعاً: أقَرَّ به،
وَـ لِي شيئاً من خَبَرِهِ: خَبَّرَني به،
وـ لبَعيره: قَيَّدَهُ بفَضْلِ خِطامِهِ في ذِراعِهِ،
وـ في السِّباحةِ: اتَّسَعَ،
وـ في السَّقْيِ: اسْتَعَانَ بِيَدَيْهِ وحَرَّكَهُما فيه،
وـ البَشيرُ: أومَأَ بِيَدِهِ،
وـ في المشي: حَرَّكَ ذِراعَيْهِ.
والانْذِراعُ: الانْدِفاعُ،
وـ في السيرِ: الانْبساطُ فيه.
والمُذارَعَةُ: المُخالَطَةُ، والبَيْعُ بالذَّرْع لا بالعَدَد والجِزافِ.
والتَّذَرُّعُ: كثرةُ الكلامِ، والإِفْراطُ فيه، وتَشَقُّقُ الشيءِ شُقَّةً شُقَّةً على قَدْرِ الذِّراعِ طولاً، وتقديرُ الشيءِ بِذِراعِ اليَدِ.
وتَذَرَّعَ بِذَريعَةٍ: تَوَسَّلَ بوسيلَةٍ،
وـ الإِبِلُ الكَرَعَ: وَرَدَتْه، فَخَاضَتْه بأَذْرُعِها،
وـ المرأةُ: شَقَّتِ الخُوصَ لتَجْعَلَ منه حَصيراً.
واسْتَذْرَعَ به: اسْتَتَرَ، وَجَعَلَهُ ذَريعةً له.

التُّرْعَةُ

التُّرْعَةُ، بالضم: البابُ، ج: كصُرَدٍ، والوَجْهُ، ومَفْتَحُ الماءِ حيثُ يَسْتَقِي الناسُ، والدَّرَجَةُ، والرَّوْضَةُ في مكانٍ مُرْتَفِعٍ، ومَقامُ الشارِبَةِ على الحَوْضِ، والمِرْقاةُ من المِنْبَرِ، وفُوَّهَةُ الجَدْولِ،
وة بالشام،
وة بالصَّعيد الأَعْلَى يُجْلَبُ منها الصِّيرُ.
والتَّرَعُ، محركةً: الإِسراعُ إلى الشرِّ، والامْتِلاءُ.
تَرِعَ، كفَرِحَ، فهو تَرِعٌ،
وـ فلانٌ: اقْتَحَمَ الأُمُورَ مَرَحاً ونَشاطاً، فهو تَريعٌ.
وتَرَعَهُ عن وجهِهِ، كَمنَعَهُ: ثَناهُ.
وتَرْعُ عُوزٍ: ة بِحَرَّانَ، والنِّسْبَةُ تَرْعُوزيٌّ، تَخْفيفاً.
وحَوْضٌ تَرَعٌ، مُحَرَّكَةً: مُمْتَلئٌ، والقياسُ: ككتِفٍ. وكشدَّادٍ: البَوَّابُ،
وـ من السَّيْلِ: مالِئُ الوادي،
كالأَتْرَعِ.
ورجُلٌ ذو مَتْرَعةٍ: لا يَغْضَبُ، ولا يَعْجَلُ.
وأتْرَعَهُ: مَلأَهُ.
وتَرَّعَ البابَ تَتْريعاً: أغْلَقَهُ.
وتَتَرَّعَ به إلى الشَّرِّ: تَسَرَّعَ.
واتَّرَعَ، كــافْتَعَلَ: امْتَلأَ. 

المِرْطُ

المِرْطُ، بالكسر: كساءٌ من صُوفٍ أو خَزٍّ
ج: مُرُوطٌ، وبالفتح: نَتْفُ الشَعَرِ.
والمُراطة، كثُمامةٍ: ما سَقَطَ في التَّسْريحِ أو النَّتْفِ.
ومَرَطَ: أسْرَعَ، وجَمَعَ،
وـ بسَلْحِه: رَمَى،
وـ بولَدِها: رَمَتْ.
والأَمْرَطُ: الخفيفُ شَعَرِ الجَسَدِ والحاجبِ والعَيْنِ عَمَشًا
ج: مُرْطٌ، بالضم وكعِنَبةٍ، وقد مَرِطَ، كفرِحَ، والذئْبُ المُنْتَتِفُ الشَّعَرِ، واللِّصُّ،
وـ من السِّهام: ما لا رِيشَ عليه،
كالمَريطِ، كأَميرٍ وكتابٍ وعُنقٍ
ج: أمْراطٌ.
ومِراطٌ، ككتابٍ وكأَميرٍ: ما بينَ الثُّنَّةِ وأمِّ القِرْدانِ من الرُّسْغِ، وعِرْقانِ في الجَسَدِ وهُما مَريطانِ.
وكزُبَيْرٍ: ع، وجَدٌّ لهاشِمِ بنِ حَرْمَلَةَ. وكجَمَزَى: ضَرْبٌ من العَدْوِ.
والمُرَيْطاءُ، كالغُبَيْراءِ: ما بين السُّرَّةِ أو الصَّدْرِ إلى العانَةِ، أو جِلْدَةٌ رَقيقَةٌ بينهُما، أو عِرْقانِ يَعْتَمِدُ عليهما الصائِحُ، وما عَرِيَ من الشَّفَةِ السُّفْلَى والسَّبَلَةِ فَوْقَ ذلك، وما اكْتَنَفَ العَنْفَقَةَ من جانِبَيْها،
كالمِرْطاوانِ، بالكسر، والإِبْطُ، وبالقَصْر: اللَّهاةُ.
وأمْرَطَت النَّخْلَةُ: سَقَطَ بُسْرُها، وهي مُمْرِطٌ،
ومُعْتادَتُها: مِمْراطٌ،
وـ الناقةُ: أسْرَعَتْ، وتَقَدَّمَتْ، وهي مُمْرِطٌ ومِمْراطٌ،
وـ الشَّعَرُ: حانَ له أن يُمْرَطَ.
ومَرَّطَ الثوبَ تَمْريطًا: قَصَّرَ كُمَّيْهِ فجَعَلَه مِرْطًا،
وـ الشَّعَرَ: نَتَفَه.
وامتَرَطَهُ: اخْتَلَسَه، أو جَمَعَه.
وتَمَرَّطَ الشَّعَرُ وامَّرَطَ، كــافْتَعَلَ: تَساقَطَ، وتَحاتَّ.
ومارَطَه: مَرَّطَ شَعَرَهُ، وخَدَشَه.

البدل

البدل:
" إقامة الألف والياء والواو مقام الهمزة عوضاً عنها ".
البدل:
[في الانكليزية] One who takes the place of another -Tenant
[ في الفرنسية] lieu
بسكون الدال المهملة مع فتح الباء وكسرها هو القائم مقام الشيء، والبديل مثله، الأبدال والبدلاء الجمع على ما في الصراح والمهذب. وكذا البدل بفتحتين كما في قوله تعالى بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا. وعند الصرفيين هو الحرف القائم مقام غيره. قال ابن الحاجب في الشافية: الإبدال جعل حرف مكان حرف غيره، أي جعل حرف من حروف الإبدال وهي حروف «انصت يوم جد طاه زل»، فلا يرد نحو اظّلم، فإنّ أصله اظتلم جعل الظاء مكان تاء افتعل لإرادة الإدغام، فإنّه لا يسمّى ذلك بدلا لما أنّ الظاء ليست من حروف الإبدال. وقوله مكان حرف احتراز عن جعل حرف عوضا عن حرف في غير موضعه كهمزة ابن واسم، فإنّه لا يسمّى ذلك بدلا إلّا تجوّزا. ولذا لم يقل إنه جعل حرف عوضا عن حرف آخر. وقوله غيره تأكيد لقوله حرف لدفع وهم أنّ ردّ اللام في نحو أبوي يسمّى إبدالا والحرف الأول أي الذي جعل مكانه غيره يسمّى مبدلا منه والحرف الثاني أي الذي جعل مكان غيره يسمّى مبدلا وبدلا، هكذا يستفاد من شروح الشافية.
ثم الإبدال أعم من الإعلال من وجه، فإنّ لفظ الإعلال في اصطلاحهم مختص بتغيير حروف العلة بالقلب أو الحذف أو الإسكان فيصدقان في قال، ويصدق الإبدال فقط في السّادي، فإن أصله السادس، والإعلال فقط في يدعو؛ وأعمّ مطلقا من القلب إذ القلب مختص في اصطلاحهم بإبدال حروف العلّة والهمزة بعضها مكان بعض. إلّا أنّ المشهور في غير الأربعة لفظ الإبدال، كذا ذكر الرضي ويجيء في لفظ الإعلال أيضا.
قال في الاتقان في نوع بدائع القرآن:
الإبدال هو إقامة بعض الحروف مقام بعض.
وجعل منه ابن فارس فانفلق أي انفرق. وعن الخليل فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ أنه أريد فحاسوا فقامت الجيم مقام الحاء، وقد قرئ بالحاء أيضا. وجعل منه الفارسي فَقالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ أي الخيل. وجعل منه أبو عبيدة إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً أي تصددة انتهى. وهذا المعنى ليس عين المعنى الذي ذكره ابن الحاجب بل قريب منه، لعدم الاشتراط هاهنا بكون الحرف المبدل من حروف الإبدال كما لا يخفى.
وعند النحاة تابع مقصود دون متبوعه، ولفظ التابع يتناول تابع الاسم وغيره لعدم اختصاص البدل بالاسم، فإنه يجوز أن يقع الاسم المشتق بدلا من الفعل نحو مررت برجل يضرب ضارب على ما في بعض حواشي الإرشاد في بيان خواص الاسم، وكذا يجوز أن يبدل الفعل من الفعل إذا كان الثاني راجحا في البيان على الأول كقول الشاعر:
متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا فإنّ تلمم من الإلمام وهو النزول بدل من تأتنا على ما في العباب، وكذا يجوز أن يكون جملة مبدلة من جملة لها محل من الإعراب أوّلا بشرط كون الثانية أوفى من الأولى بتأدية المعنى المراد كما ستعرف. ثم المراد بكونه مقصودا دون المتبوع أن يكون ذكر المتبوع أي المبدل منه توطئة لذكره حقيقة أو حكما كما في بدل الغلط، فإنه وإن لم يجعل توطئة بل كان سبق لسان، لكنه في حكم التوطئة، فإنه في حكم الساقط، فخرج من الحدّ النعت والتأكيد وعطف البيان لعدم كونها مقصودة، وكذا العطف بالحرف لكون متبوعه مقصودا أيضا.
ولا يرد على التعريف المعطوف ببل لأن متبوعه مقصود ابتداء، ثم بدأ له شيء فأعرض عنه ببل وقصد المعطوف فكلاهما مقصودان وإنما لم نقل تابع مقصود بالنسبة إلى آخره على ما قالوا لئلّا يخرج عن التعريف بدل الجملة من الجملة.
ثم البدل أقسام أربعة لأن البدل لا يخلو من أن يكون عين المبدل منه بأن يصدق على ما يصدق عليه المبدل منه أو لا يكون، والثاني إمّا أن يكون بعض المبدل منه أو لا يكون، والثاني إمّا أن يكون له بالمبدل تلبّس ما أو لم يكن، فالأوّل بدل الكلّ وسماه ابن مالك في الألفية ببدل المطابق. قال الچلپي في حواشي المطول وهذه التسمية أحسن لوقوعه في اسم الله تعالى نحو إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ اللَّهِ فيمن قرأ بالجر، فإنّ المتبادر من الكلّ التجزي وهو ممتنع في ذات الله تعالى، فلا يليق هذا الإطلاق بحسن الأدب وإن حمل الكلّ على معنى أخر. والثاني بدل البعض نحو ضربت زيدا رأسه. والثالث بدل الاشتمال نحو أعجبني زيد علمه. والرابع بدل الغلط. وبهذا اندفع اعتراض من يقول إنّ هاهنا قسما خامسا وهو بدل الكلّ من البعض نحو نظرت إلى القمر فلكه لأنّ هذا من بدل الاشتمال، إذ بدل الاشتمال هو أن يكون بينه وبين متبوعه ملابسة بغيرهما أي تكون تلك الملابسة بغير كون البدل كلّ المبدّل منه أو جزءه، فيدخل فيه ما إذا كان المبدل منه جزءا من البدل ويكون إبداله منه بناء على هذه الملابسة كما في المثال المذكور.
وإنما لم يجعل هذا البدل قسما خامسا ولم يسمّ ببدل الكلّ عن البعض لقلته وندرته، بل قيل بعدم وقوعه في كلام العرب والمثال موضوع.
واعلم أنّ في إطلاق الملابسة يدخل بعض أفراد بدل الغلط نحو ضربت زيدا غلامه أو حماره. فالمراد بها ملابسة بحيث توجب النسبة إلى المتبوع النسبة إلى الملابس إجمالا، نحو:
أعجبني زيد علمه، حيث يعلم ابتداء أن يكون زيد معجبا باعتبار صفة من صفاته لا باعتبار ذاته، فتضمن نسبة الإعجاب إلى زيد نسبة إلى صفة من صفاته، وكذا في سلب زيد ثوبه، بخلاف: ضربت زيدا حماره أو غلامه لأن نسبة الضرب إلى زيد تامة لا يلزم في صحتها اعتبار غير زيد، فيكون من باب بدل الغلط.
وكذا قولك بنى الأمير وكيله من باب بدّل الغلط لأن شرط بدل الاشتمال أن لا يستفاد هو من المبدل منه معينا، بل تبقى النفس مع ذكر الأول منتظرة للبيان لإجمال الأول، وهاهنا الأول غير مجمل لأنه يستفاد عرفا من قولك بنى الأمير أن الباني هو وكيله. ثم إنّه لا يرد على الحصر بدل التفضيل نحو الناس رجلان، رجل أكرمته ورجل أهنته، فإنه من قبيل بدل الكلّ إذ البدل إنما هو المجموع. فإن قلت يجوز أن يكون بدل البعض. قلت فحينئذ يحتاج إلى الضمير ولم ير بدل تفضيل ملفوظا بالضمير ولا محتاجا إلى تقديره وذلك آية كونه بدل الكل. فإن قلت فإذا كان مجموع العاطفين بدل الكل فما رافع كلّ من الجزءين على انفراده مع أنه غير بدل على هذا التقدير؟. قلت هو نظير قولهم هذا حلو حامض، فإن المجموع هو الخبر، فكلّ واحد من الجزءين مرفوع وتحقيقه أنهم ذكروا أنّ في مثل قولهم هذا حلو حامض اعتبر العطف أوّلا، ثم جعل المجموع خبرا لأنّ المقصود إثبات الكيفية المتوسّطة بين الحلاوة والحموضة، لا إثبات أنفسهما كما قاله البعض، بناء على أنّ الطعمين امتزجا في جميع الأجزاء. فعلى هذا القول يكون في كلّ من الحلو والحامض ضمير المبتدأ، وعلى ما ذكروه يكون في المجموع ضمير المبتدأ، وليس في شيء من الجزءين ضمير ولا محذور في خلو الصفة عن الضمير إذا لم تكن مسندة إلى شيء كما فيما نحن فيه، فإنّ المسند هو مجموع الصفتين، وكلّ واحد منهما جزء المسند، فيجوز خلوّها عن الضمير لأنها حينئذ تكون بمنزلة الضاد من ضارب. إن قلت فينبغي أن لا يثنّى ولا يجمع ولا يؤنّث شيء من الجزءين عند تثنية المبتدأ وجمعه وتأنيثه؟. قلنا إجراء تلك الأحوال على الجزءين كإجراء الإعراب عليهما، فإنّ حقّ الإعراب إجراؤه على المجموع، لكن لمّا لم يكن المجموع قابلا للإعراب أجري إعرابه على أجزاء، وإن شئت الزيادة على هذا فارجع إلى عبد الغفور حاشية الفوائد الضيائية في بيان تعدّد خبر المبتدأ.

ثم بدل الغلط ثلاثة أقسام: غلط صريح محقّق كما إذا أردت أن تقول: جاءني حمار فسبقك لسانك إلى رجل ثم تداركته فقلت حمار. وغلط نسيان وهو أن تنسى المقصود فتعمد ذكر ما هو غلط ثم تداركته بذكر المقصود، فهذان النوعان لا يقعان في فصيح الكلام [ولا فيما يصدر عن رويّة وفطانة].
وإن وقع في كلام فحقّه الإضراب عن المغلوط فيه بكلمة بل. وغلط بداء وهو أن تذكر المبدل منه عن قصد ثم تتوهم أنك غالط فيه، وهذا معتمد الشعراء كثيرا مبالغة وتفنّنا، وشرطه أن ترتقي من الأدنى إلى الأعلى كقولك: هند نجم بدر [الشمس]، كأنك وإن كنت متعمدا لذكر النجم تغلط نفسك وترى أنك لم تقصد إلا تشبيها بالبدر [وكذا قولك بدر شمس]؛ وادّعاء الغلط هاهنا وإظهاره أبلغ في المعنى من التصريح بكلمة بل، هكذا حقق السيّد السّند في حاشية المطول في توابع المسند إليه.
اعلم أنّه قد تكون جملة مبدّلة من جملة بمنزلة بدل الكلّ نحو: اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ، اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ. وقد تكون بمنزلة بدل البعض نحو أَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَ، أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ الآية، فإنّ الغرض من استعماله التنبيه على نعم الله تعالى. والثاني أوفى بتأديته لدلالته على النّعم بالتفصيل من غير إحالة على علم المخاطبين المعاندين، فوزانه وزان وجهه في أعجبني زيد وجهه، لدخول الثاني في الأول، فإنّ ما تعلمون يشتمل الأنعام والبنين والجنات وغيرها. وقد تكون بمنزلة بدل الاشتمال نحو قول الشاعر:
أقول له ارحل لا تقيمنّ عندنا وإلّا فكن في السّرّ والجهر مسلما فإنّ الغرض من قوله ارحل كمال إظهار الكراهة لإقامة المخاطب. وقوله لا تقيمنّ عندنا أوفى بتأديته لدلالته عليه بالمطابقة مع التأكيد الحاصل بالنون، فوزانه وزان حسنها في أعجبني الدار حسنها لأنّ عدم الإقامة مغاير للارتحال وغير داخل فيه مع ما بينهما من الملابسة والملازمة، هكذا في المطوّل والأطول. وظهر من هذا أنّ أقسام البدل المذكورة لا تجري في الجمل حقيقة بل على سبيل التشبيه.
فائدة:
البدل في باب الاستثناء يخالف سائر الأبدال من وجهين. الأول عدم احتياجه إلى الضمير العائد إلى المبدل منه مع وجوبه في بدل البعض والاشتمال، وإنما لم يحتج لأن الاستثناء المتصل يفيد أنّ المستثنى جزء من المستثنى منه، فيكون الاتصال قائما مقام الضمير. والثاني مخالفته للمبدل منه في الإيجاب والسلب مع وجوب الاتفاق في غير باب الاستثناء، كذا ذكر الفاضل الچلپي في حاشية المطول. وعند المحدّثين هو الوصول إلى شيخ شيخ أحد المصنفين من غير طريقه، كذا في شرح النخبة، ويسمى البدل بالأبدال أيضا. وفي الاتقان في النوع الحادي والعشرين العلوّ بالنسبة إلى رواية أحد الكتب الستة تقع الموافقات والأبدال والمساواة والمصافحات.
فالموافقة أن يجتمع طريقه مع أحد أصحاب الكتب الستة في شيخه ويكون مع علوّ على ما لو رواه من طريقه، وقد لا يكون. والبدل أن يجتمع معه في شيخ شيخه فصاعدا وقد يكون أيضا بعلوّ وقد لا يكون. والمساواة أن يكون بين الراوي والنبي صلى الله عليه وسلم إلى شيخ أحد أصحاب الكتب. والمصافحة أن يكون أكثر عددا منه بواحد، ومثاله يذكر في لفظ الموافقة.
البدل: تابع مقصود بما نسب إلى المتبوع دونه فخرج بالقصد النعت والتوكيد وعطف البيان لأنها غير مقصودة بما نسب إلى المتبوع وبدونه العطف بالحرف لأنه وإن كان مقصودا لكن المبتوع كذلك مقصود بالنسبة.

دَرأ

(دَرأ)
درءا ودروءا مَال واعوج وَالْبَعِير أغد وورمت غدته فَهُوَ وَهِي دارئ والسيل وَنَحْوه انْدفع وَفِي الْمثل (صَادف دَرْء السَّيْل درءا يَدْفَعهُ) أَي صَادف الشَّرّ شرا يغلبه يضْرب لمن يجد من هُوَ أقوى مِنْهُ وَعَلِيهِ خرج فَجْأَة وهجم عَلَيْهِ والكوكب انْدفع فِي مضيه من الْمشرق إِلَى الْمغرب وتلألأ وتوقد وَالنَّار أَضَاءَت وَفُلَان درءا اتخذ دريئة وَالشَّيْء وَبِه درءا ودرأة دَفعه وَفِي الحَدِيث (ادرءوا الْحُدُود بِالشُّبُهَاتِ) وَعنهُ الشَّيْء بِكَذَا دَفعه بِهِ عَنهُ وَالْمَرْأَة زَوجهَا أساءت عشرته والدريئة نَحْو الصَّيْد دَفعهَا أَمَامه مستترا بهَا وَالشَّيْء بَسطه
دَرأ
: (} دَرَأَه كجَعَلَه) {يَدْرَؤُهُ (} دَرْأً) بِفَتْح فَسُكُون ( {وَدَرْأَةً) ،} ودَرَأَه إِذا (دَفَعَهُ) وَمِنْه الحَدِيث ( {ادْرءُوا الحُدُودَ بالشُّبُهَاتِ) (و) } دَرَأَ (السَّيْلُ) دَرْأً (: انْدَفَعَ، كانْدَرَأَ) وَهُوَ مجَاز، ودَرَأَ الوادِي بالسَّيْل: دَفَع، وَفِي حديثِ أَبي بَكرٍ:
صَادَفَ {دَرْءَ السَّيْلِ سَيْلٌ يَدْفَعُهْ
يَهْضِبُه طَوْراً وطَوْراً يَمْنَعُهْ
(و) } دَرَأَ (الرَّجُلُ) {دُرُوءًا: (طَرَأَ) وهم} الدُّرَّاءُ {والدُّرَآءُ، يُقَال: نَحن فُقَراءُ} ودُرَآءُ (و) دَرَأَ عَلَيْهِم دَرْأً ودُرُوءًا (: خَرَجَ فُجَاءَةً) {كاندَرَأَ} وتَدَرَّأَ، وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ: أَحِسُّ لِيَرْبُوعٍ وَأَحْمِى ذِمَارَهَا
وأَدْفَعُ عَنْهَا مِنْ {دُرُوءٍ القَبَائِلِ
أَي من خُرُوجِها وحَمْلِهَا، وَفِي (الْعباب) :} اندَرَأَ عَلَيْهِم إِذا طَلَع مُفاجَأَةً، وروى المُنذرِيُّ عَن خالدِ بن يزيدَ قَالَ: يُقَال: دَرَأَ علينا فُلانٌ وطَرَأَ إِذا طلع فُجَاءَةً، ودَرَأَ الكَوْكَبُ {دُرُوءًا من ذَلِك.
(و) من الْمجَاز قَالَ شَمِرٌ:} دَرَأَتِ (النارُ: أَضاءَتْ، و) {دَرَأَ (البعيرُ) دُروءًا (: أَغَدَّ) زَاد الأَصمعيُّ (و) كَانَ (مَعَ الغُدَّةِ وَرَمٌ فِي ظَهْرِه) وَفِي الإِناث فِي الضَّرْع، فَهُوَ} دَارِئٌ، وناقة دَارِيءٌ أَيضاً إِذا أَخذَتْها الغُدَّةُ فِي مَرَاقِها واستبانَ حَجْمُها، وَيُسمى الحَجْمُ {دَرْأً، بِالْفَتْح، قَالَه ابْن السكِّيت، وَعَن ابْن الأَعرابيّ: إِذا دَرَأَ البَعِيرُ مِن غُدَّتِه رَجَوْا أَنْ يَسْلَمَ، قَالَ: ودَرَأَ إِذَا وَرِم نَحْرُه، والمَرَاقُ مَجْرَى الماءِ فِي حَلْقِهَا، واستعاره رؤبةُ للمنتفِعُ المُتغَضِّب فَقَالَ:
يَا أَيُّهَا} الدَّارِئُ كَالمَنْكُوفِ
والمُتَشَكِّي مَغْلَةَ المَحْجُوفِ
جعل حِقْدَه الذ نَفَخه بمنزلةِ الوَرَم الَّذِي فِي ظَهْرِ البعيرِ، والمنكوف: الَّذِي يشتكي نَكَفَتَه وَهِي أَصلُ اللِّهْزِمَة (و) {دَرَأَ (الشَّيْءَ: بَسَطَه) ودَرَأْتُ لَهُ وِسَادَةً، أَي بسطْتها، ودرأْتُ وَضِينَ البعيرِ إِذا بَسَطْتها، ودرأْتُ وَضِينَ البعيرِ إِذا بَسَطْتَه على الأَرض ثمَّ أَبْرَكْته عَلَيْهِ لتَشُّدَّه بِهِ، قَالَ المُثَقَّب العبدِيُّ يصف نَاقَته:
تَقُولُ إِذا} دَرَأْتُ لَهَا وَضِيِني
أَهذَا دِينُهُ أَبداً ودِينِي
وَفِي حَدِيث عُمر رَضِي الله عَنهُ أَنه صلّى المغرِبَ، فَلَمَّا انْصَرف دَرأَ جُمْعَةً مِن حصَى المسجدِ وأَلقى عَلَيْهَا رِدَاءَه واستلقى، أَي بَسَطها وسَوَّاها، والجُمْعَة: الْمَجْمُوعَة، يُقَال: أَعطِنِي جُمْعَةً من تَمْرٍ، كالقُبْصَةِ وَقَالَ شَمِر: دَرَأْتُ عَن الْبَعِير الحَقَبَ، أَي دَفعته، أَي أَخَّرْته عَنهُ، قَالَ أَبو مَنْصُور: وَالصَّوَاب فِيهِ مَا ذَكرْنَاهُ من بَسَطْتُه على الأَرض وأَنخْتُها عَلَيْهِ.
(و) يُقَال: القومُ ( {تَدَارَءُوا) إِذا (تَدَافَعُوا فِي الخُصُومَةِ) ونَحوِها وَاخْتلفُوا،} كَادَّرَءُوا.
(و) يُقَال: (جَاءَ السَّيْلُ دَرْأً) بِفَتْح فَسُكُون (ويُضَمُّ) إِذا (انْدَرَأَ مِنْ مكَانٍ) بعيدٍ (لَا يُعْلَمُ بِه) وَيُقَال: جاءَ الْوَادي دُرْأً، بِالضَّمِّ، إِذا سالَ بمطرِ وَاد آخَرَ، وَقيل جاءَ دَرْأً: من بلدٍ بعيدٍ فإِن سالَ بمطرِ نَفْسِه قيل: سَالَ ظَهْراً، حَكَاهُ ابنُ الأَعرابيّ. واستعار بعضُ الرُّجَّاز الدَّرْءَ لِسَيَلاَنِ الماءِ من أَفْوَاهِ الإِبل فِي أَجْوافِها، لأَن المَاء إِنما يَسيلُ هُنَاكَ غَرِبياً أَيضاً، إِذْ أَجواف الإِبل ليستْ مِن مَنابِع الماءِ وَلَا مِن مناقِعِه فَقَالَ:
جَابَ لَهَا لُقْمَانُ فِي قِلاَتِهَا
مَاء نُقُوعاً لصَدَى هَامَاتِهَا
تَلْهَمُه لَهْماً بِجَحْفَلاَتِهَا
يَسِيلُ دَرْأً بَيْنَ جَانِحَاتِهَا
واستعار للإِبل الجَحافِلَ، وَهِي لِذَوَاتِ الحوافرِ، كَذَا فِي (اللِّسَان) .
( {والدَّرْءُ: المَيْلُ والعَوَجُ) يُقَال: أَقَمْتُ} دَرْءَ فُلانٍ، أَي اعْوِجَاكَه وشَغْبَه قَالَ المُتَلمِّس:
وَكُنَّا إِذَا الجَبَّارُ صَعَّرَ خَدَّهُ
أَقَمْنَا لَهُ مِنْ {دَرْئِهِ، فَتَقَوَّمَا
وَالرِّوَايَة الصحيحةُ (من مَيْلِه) وَمِنْه قَوْلهم بِئحرٌ ذاتُ دَرْءٍ وَهُوَ الحَيْدُ، وَكَذَا فِي (الْعباب) ، وَفِي (اللِّسَان) : وَمن النَّاس من يَظُنَّ هَذَا الْبَيْت للفرزدق وَلَيْسَ لَهُ، وَبَيت الفرزدق:
وَكُنَّا إِذَا الجَبَّارُ صَعَّرَ خَدَّهُ
ضَرَبْنَاهُ تَحْتَ الأُثْثَيَيْنِ عَلَى الكَرْدِ
وَقيل: الدَّرْءُ هُوَ المَيْلُ والعَوَجُ (فِي القَنَاةِ ونَحْوِها) كالعصا مِمَّا تَصْلُب إِقامتُه وتَصعب، قَالَ:
إِنَّ قَنَاتِي مِنْ صَلِيبات القَنَا
عَلَى العُدَاةِ أَنْ يُقِيمُوا} دَرْأَنَا
(و) قَالَ ابْن دُرَيْد: دَرْءٌ بِفَتْح وَيكسر اسْم (رَجُل) مَهْمُوز مَقْصُور (و) الدَّرْءُ: (نَادِرٌ يَنحدُرُ من الْجَبَل) على غَفْلة ( {ودُرُوءُ الطريقِ) بِالضَّمِّ (: أَخَاقِيقُهُ) هِيَ كُسُورهُ وجَرْفُه وحَدَبُه.
(} وانْدَرَأَ الحرِيقُ: انْتَشَر) وأَضاءَ.
( {والدَّرِيئَةُ) كالخطيِئَة (: الحَلْقَةُ يَتَعَلَّمُ) الرَّامِي (الطَّعْنَ والرَّمْيَ عَلَيْها) ، قَالَ عَمرو بن مَعْدِ يكرب رَضِي الله عَنهُ:
ظِللْتُ كَأَنِّي للرِّمَاحِ دَرِيئَةً
أُقَاتِلُ عَنْ أَبْنَاءِ جَرْمٍ وَفَرَّتِ
قَالَ الأَصمعي: هِيَ مَهْمُوز (و) قيل الدَّرِيئَة: (كلُّ مَا اسْتُتِرَ بِهِ من الصَّيْدِ) الْبَعِير أَو غَيره (لِيُخْتَلَ بِهِ) فإِذا أَمكَنه الرَّمْيُ رَمَى، قَالَ أَبو زيد: هِيَ مَهْمُوز، لأَنها} تُدْرَأَ نَحْو الصَّيْدِ، أَي تُدْفع، وَقَالَ ابنُ الأَثير: {الدَّرِيَّةُ: حَيَوانٌ يَستتِرُ بِهِ الصائدُ فيتْرُكُه يَرْعى مَعَ الوَحْشِ حَتَّى إِذا أَنِسَتْ بِهِ وأَمْكَنت من طالبِها رَمَاها، وَلم يَهمِزْها ابنُ الأَثيرُ. وَيُقَال:} ادْرَءُوا دَرِيئَةً.
( {وَتَدَرَّءُوا: استَتَرُوا عَن الشَّيْء لِيَخْتِلُوه) أَو جعلُوا} دَرِيئةً للصَّيْدِ والطَّعْنِ، وَالْجمع {الدَّرائِئُ بهمزتين،} والدَّرَايَا، كِلَاهُمَا نَاد (و) تَدَرَّءُوا (عَلَيْهِم: تَطَاوَلُوا) وتَعاوَنُوا، قَالَ عَوْفُ بن الأَحْوَصِ:
لَقِيتُمْ مِنْ {تَدَرُّئِكُمْ عَلَيْنَا
وَقَتْلِ سَرَاتِنَا ذَاتَ العَرَاقِي
(و) عَن ابْن السكِّيت (ناقَةٌ} دَارِىءٌ) بِغَيْر هَاء أَي (مُغِدَّةٌ) .
(و) {أَدْرَأَتِ الناقةُ لِضَرْعِهَا فَهِيَ (} مُدْرِئٌ) كمُكْرِمِ إِذا (أَنْزَلَت اللبَنَ وأَرْخَتْ ضَرْعَهَا عِنْد النَّتَاج) قَالَه أَبو زيد.
(و) من الْمجَاز (كَوْكَبٌ {- دِرِّيءُ كَسِكِّين) من دَرَأَ إِذا طلع مُفاجأَةً، وإِنما سُمِّيَ بِهِ لشِدَّةِ تَوَقُّدِهِ وتَلأْلُئِهِ. وَقَالَ أَبو عَمْرو: سأَلت رجلا من سعْدِ بن بَكْرٍ من أَهل ذَات عِرْقٍ فَقلت: هَذَا الكوكبُ الضخْمُ مَا تُسَمُّونه؟ قَالَ:} - الدِّرِّيءَ. وَكَانَ من أَفصح النَّاس (ويُضَمُّ) وَحكي الأَخفشُ عَن قَتادةَ وأَبي عَمْرو: {- دَرِّيءٌ، بِفَتْح الدّال، من} دَرَأْتُه، وهمزها وجَعلها على فَعِّيل، قَالَ: وَذَلِكَ من تَلأْلُئهِ، قلت: فَهُوَ إِذاً مُثَلَّتٌ (و) قَالَ أَبو عُبيدٍ: إِن ضَممتَ الدَّالَ قُلت {- دُرِّيءٌ، وَيكون مَنسوباً إِلى الدُّرِّ، على فُعْلِيّ، وَلم تهمز، لأَنه (لَيْسَ) فِي كَلَام الْعَرَب (فُعِّيل) بِضَم فتشديد (سواهُ، ومُرِّيق) للعُصْفُرِ، وَمن همزه من القُرَّاءِ فإِنما أَراد أَن وزنَه فُعُّولٌ مثل سُبّوح، فاستثقل (الضمَّ) فردَّ بعضَه إِلى الْكسر، كَذَا فِي (العُباب) أَي (مُتَوَقِّدٌ مُتَلأْلِيءٌ، وقَدْ} دَرَأَ) الكَوْكَبُ ( {دُروءًا) : تَوَقَّد وانتشرَ ضَوْءُهُ، وَقَالَ الفَرَّاء: الْعَرَب تُسمِّي الكواكبَ العِظامَ الَّتِي لَا تَعرف أَسماءَها:} - الدَّرَارِيَّ، وَقَالَ ابْن الأَعرابيّ: {- والدِّرِّيءُ: الكَوكَبُ المُنْقَضُّ يُدْرَأُ على الشَّيْطَان، وأَنشدَ لأَوْسِ بن حَجَرٍ، وَهُوَ جاهليٌّ، يَصِفُ ثَوْراً وَحْشِيًّا.
فَانْقَضَّ} - كالدِّرِّيءِ يَتْبَعُهُ
نَقْعٌ يَثُورُ تَخَالُه طُنُبَا
يُرِيد: تَخالُه فُسْطَاطاً مَضروباً، كذَا فِي مُشْكِل القُرآنِ لابنِ قُتَيْبَة.
(و) كَوْكَب (دُرِّيءٌ بالضَّمِّ وَالْيَاء) موضعُ ذِكره (فِي دُرَر) وسيأْتي إِن شاءَ الله تَعَالَى.
( {ودَارَأْتُه) مُدارءَةً وَكَذَا (} دَارَيْتُه) مُدارَاةً إِذا اتَّقَيْته (و) دارأْته أَيضاً (دَافَتُه ولاَيَنْتُه) وَهُوَ (ضِدٌّ) ، وأَصل {المُدَارَأَةِ المُخالفة والمُدافعة، وَيُقَال فلانٌ لَا} يُدارِي وَلَا يُمَارِي، أَي لَا يُشاغِب وَلَا يُخالف. وأَما قَول أَبي يزِيد السائِبِ بنِ يزِيد الكِندِيِّ رَضِي الله عَنهُ: كَانَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمشَرِيكي، فَكَانَ خَيْرَ شريكٍ، لَا يُشارِي وَلَا يُمارِي وَلَا يُدَارِي. قَالَ الصَّاغَانِي: فَفِيهِ وجهانِ: أَحدهما أَنه خَفَّف الهمزةَ للقرينتين، أَي لَا يُدافِع ذَا الحَقِّ عَن حَقِّه، وَالثَّانِي أَنه على أَصْله فِي الاعتلال، من دَرَاهُ إِذا خَتَله وَقَالَ الأَحمر: المُدارأَةُ فِي حُسْن الْخلق والمعاشرة، تُهمز وَلَا تُهمز، يُقَال دَارَأْتُه ودَارَيْتُه إِذا اتَّقَيْتَه ولاَيَنْتَهُ.
(وَرَجُلٌ) وَفِي الحَدِيث: السُّلطَانُ (ذُو {تُدْرَإٍ) بِالضَّمِّ، وذُو عُدْوَانٍ وذُو بَدَوَاتٍ (و) فِي بعض الرِّوايات ذُو (} تُدْرَأَةٍ) بِالْهَاءِ، وَالتَّاء زائدةٌ زِيادَتها فِي تُرْتُبٍ وتَنْضُبٍ وتَتْفَلٍ أَي (مُدَافِعٌ ذُو عِزَ) وَفِي بعض النّسخ: ذُو عُدَّة (ومَنَعَةٍ) وقُدْرَة وقُوَّة على دَفْع أَعدائه عَن نَفسه، وَقَالَ ابْن الأَثير: ذُو تُدْرَإٍ: ذُو هُجومٍ لَا يَتَوَقَّى وَلَا يَهاب، فَفِيهِ قُوَّةٌ على دَفْعِ أَعدائه، وَمِنْه قولُ العَبَّاسِ بن مِرْداسٍ:
وَقَدْ كُنْتُ فِي القَوْمِ ذَا تُدْرَإٍ
فَلَمْ أُعْطَ شَيْئاً ولَمْ أُمْنَعِ
وقرأْت فِي ديوَان الحماسة للقُلاَخ ابْن حَزْنِ بن خَبَّابِ المَنقرِيُّ:
وَذُو تُدْرَإٍ مَا اللَّيْثُ فِي أَصْلِ غَابِهِ
بِأَشْجَعَ مِنْهُ عِنْدَ قِرْنٍ يُنَازِلُهْ
(و) قَالَ ابنُ دُريدٍ: ( {دَرَأٌ كَجَبَلٍ) مهموزٌ مقصورٌ (: اسْم) رجل (} وادَّارَأْتُمْ أَصْلُه تَدَارَأْتُمْ) أُدغِمت التَّاء فِي الدَّال لِاتِّحَاد الْمخْرج، واجتُلِبت الهمزةُ للابتداء بهَا (و) قَالَ أَبو عبيد ( {ادَّرَأْتُ الصَّيْدَ) على افْتَعَلَ إِذا (اتّخَذْتُ لَهُ دَرِيئَةً) .
والتركيب يدلُّ على دَفْع الشيءِ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
} الدَّرْءُ: النُّشوزُ وَالِاخْتِلَاف، وَمِنْه حَدِيث الشَّعبيّ فِي المُختلَعَة: إِذا كَانَ {الدَّرْءُ مِن قِبَلِهَا فَلَا بَأْسَ أَنْ يَأْخُذ مِنْها. أَي النُّشوز والاختلافُ.
وَذَات} المُدَارأَةِ هِيَ الناقةُ الشَّدِيدَة النَّفْسِ، وَقد جاءَ فِي قَوْلِ الهُذليّ.
{والمِدْرَأُ، بِالْكَسْرِ: مَا يُدْفَع بِهِ.
} والتَّدارِي أَصلُه {التَّدارُؤُ، تُرِك الهمزُ ونُقِل إِلى التَّشْبِيه بالتّقَاضِي والتَّدَاعِي.
} وَدرَأَ الحائطَ ببنَاءٍ: أَلزقَه بِهِ،! ودَرَأَ الشَّيْءَ: جعَلَه لَهُ رِدْأً، ودَرَأَه بحَجر: رَماه، كَرَدَه. {وانْدَرَأَ عَلَيْهِ} انْدِرَاءً: اندَفَع، والعامة تَقول: انْدَرَى، وانْدَرَأَ علينا بِشَرَ: طَلَع مُفاجأَةً.

الناموسُ

الناموسُ: صاحِبُ السِّرِّ، المُطَّلِعُ على باطِنِ أمرِكَ، أو صاحِبُ سِرِّ الخيرِ، وجِبريلُ، صلى الله عليه وسلم، والحاذِقُ، ومن يَلْطُفُ مَدْخَلُهُ، وقُتْرَةُ الصائِدِ.
ونامَسَ: دَخَلَها، والشَّرَكُ، والنَّمَّامُ،
كالنَّمَّاسِ، وما تُنُمِّسَ به من الاحْتِيَالِ، وعِرِّيسَةُ الأسَدِ،
كالناموسَةِ.
والنِّمْسُ، بالكسر: دُوَيبَّةٌ بمصْرَ، تَقْتُلُ الثُّعْبَانَ، وبالتحريك: فَسَادُ السَّمْنِ، نَمِسَ، كفرِحَ.
والأنْمَسُ: الأكْدَرُ، ومنه يُقالُ للقَطا: نُمْسٌ، بالضم.
والتَّنْميسُ: التَّلْبِيسُ.
ونامَسَهُ: سارَّهُ.
ونامَسَ بينهم: أرَّشَ.
وانَّمَسَ، كــافْتَعَلَ: اسْتَتَرَ.

وَله

(وَله) فلَان (يَله) وَلها اشْتَدَّ حزنه حَتَّى ذهب عقله وتحير من شدَّة الوجد وَمِنْه خَافَ وَالأُم إِلَى طفلها حنت إِلَيْهِ وَالصَّبِيّ إِلَى أمه فزع إِلَيْهَا فَهُوَ واله وولهان وَهِي والهة وولهى

(وَله) (يَله ويوله) وَلها وولهانا وَله
وَله
: ( {الوَلَهُ، محرّكةً: الحُزْنُ، أَو ذَهابُ العَقْلِ) لفِقْدانِ الحَبيبِ، أَو (حُزْناً.
(و) قيلَ: هُوَ (الحَيْرَةُ) مِن شِدَّةِ الوَجْدِ (أَو الخَوْفُ) أَو الحُزْنُ.
(} وَلِهَ، كوَرِثَ ووَجِلَ ووَعَدَ) ؛) الأخيرَةُ عَن الصَّاغاني، والثانِيَةُ على القِياسِ، وَعَلَيْهَا اقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ وذَكَرَ من مَصادِرِها {وَلَهاً} ووَلَهاناً.
وقيلَ: الوَلَهُ يكونُ مِنَ السّرورِ والحُزْنِ كالطَّربِ.
(فَهُوَ {وَلْهانٌ} ووالِهٌ وآلِهٌ) ، على البَدَلِ، ( {وتَوَلَّهَ} واتَّلَهَ) ، قالَ الجَوْهرِيُّ: هُوَ افْتَعَلَ فأُدْغِمَ؛ وأَنْشَدَ لمُلَيْحٍ الهُذَليّ: إِذا مَا حالَ دون كَلامِ سُعْدَى تَنائِي الدارِ {واتَّلَه الغَيُورُ (وَهِي} وَلْهَى) ، كسَكْرَى، ( {ووالِهَةٌ} ووالِهٌ) أَيْضاً.
وكلُّ أُنْثى فارَقَتْ وَلَدَها فَهِيَ {والِهٌ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للأَعْشى يَذْكُرُ بقَرَةً أَكَلَ السِّباعُ وَلَدَها:
فأَقْبَلَتْ} والِهاً ثَكْلَى على عَجَلٍ كلٌّ دهاها وكلٌّ عِنْدهَا اجْتَمَعا (و) ناقَةٌ ( {مِيلاهٌ: شَديدَةُ الوَجْدِ والحُزْنِ على ولَدِها) .
(وقالَ ابنُ شُمَيْل: هِيَ الَّتِي فَقَدَتْ وَلَدَها فَهِيَ تحِنُّ إِلَيْهِ.
وقالَ الجَوْهرِيُّ: هِيَ الَّتِي من عادَتِها أَن يشْتَدَّ وجْدُها على ولَدِها، صارَتِ الواوُ يَاء لكسْرَةِ مَا قَبْلها، والجَمْعُ} مَوَالِيه؛ وأَنْشَدَ للكُمَيْت يَصِفُ سَحاباً:
كأَنَّ المَطافِيلَ {المَوالِيهَ وَسْطَه يُجاوِبُهُنَّ الخَيْزُرانُ المُثَقَّبُ (و) قد (} أَوْلَهَها) الحُزْنُ والجَزَعُ فَهِيَ {مُولَهٌ؛ وَمِنْه قَوْلُ الرَّاجِزِ:
حاملةٌ دَلْوِيَ لَا مَحمولَهْمَلأَى من الماءِ كعينِ} المُولَه ْورَواهُ أَبو عَمْرٍ و:
تَمْشي من الماءِ كمَشْي المُولَهْ قالَ: ( {والمُولَهُ، كمُكْرَمٍ: العَنْكَبُوتُ) ؛) نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وزَعَمَ قَوْمٌ من أَهْلِ اللغَةِ أَنَّ العَنْكبُوتَ تسمَّى المُولَه، وليسَ بثَبْتٍ؛ وَقد تقدَّم فِي (م ول) .
(و) } المُولَهُ: (الماءُ المُرْسَلُ فِي الصَّحراءِ؛ {كالمُوَلَّهِ، كمُعَظَّمٍ) ؛) وَبِه فَسَّرَ الجَوْهَرِيُّ قَوْلَ الرَّاجزِ: كعينِ} المُولَه.
(! والمِيلَهُ، بالكسْرِ: الفَلاةُ) الَّتِي تُحَيِّرُ الناسَ؛ وأَنْشَدَ لرُؤْبة:
بِهِ تَمَطَّتْ غَوْلَ كلِّ {مِيلَهِ بِنَا حَراجِيجَ المَهارِي النُّفَّهِقالَ الجَوْهرِيُّ: أَرادَ البلادَ الَّتِي} تُوَلِّهُ الإنْسانَ أَي تُحيِّرُه.
قُلْتُ: وأَوْرَدَه الأزْهرِيُّ فِي ت ل هـ، قالَ: قالَ اللَّيْثُ: فَلاةٌ مَتْلَهَةٌ: مَتْلَفَةٌ، والتَّلَهُ لُغَةٌ فِي التَّلَفِ؛ وأَنْشَدَ:
بِهِ تَمَطَّتْ غَوْلَ كلِّ مَتْلَه ( {والوَلِيهَةُ: ع) ؛) عَن ياقوت.
(} والوَلْهانُ) :) اسمُ (شَيْطانٍ يُغْرِي بكَثْرَةِ صَبِّ الماءِ فِي الوُضوءِ) ؛) هَكَذَا جاءَ تَفْسيرُه فِي الحدِيثِ؛ وضَبَطَه اللَّيْثُ بالتَّحْريكِ.
(و) يقالُ: (وَقَعَ فِي وادِي {تُوُلِّهَ، بضمَّتَيْن، وكسْرِ الَّلامِ) ؛) نَقَلَه الزَّمَخْشرِيُّ، أَي (فِي الهَلاكِ.
(} والمِيلاهُ، بالكسْرِ: (الرِّيحُ الشَّديدَةُ) الهُبُوبِ ذاتُ الحَنِينِ.
(و) قالَ شَمِرٌ: {المِيلاهُ (ناقَةٌ تَرُبُّ بالفَحْلِ، فَإِذا فَقَدَتْهُ} وَلِهَتْ إِلَيْهِ) ، أَي حَنَّتْ.
( {واتَّلَهَهُ النَّبيذُ، كــافْتَعَلَــهُ) :) أَي (ذَهَبَ بعَقْلِهِ) ، عَن الفرَّاءَ، وجَعَلَه مُتعدِّياً.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} وَلَّهَها الحُزْنُ والجَزَعُ {تَوْلِيهاً مِثْل} أَوْلَهَها.
وناقَةٌ {مُولَّهَةٌ: لَا يَنْمى لَهَا وَلَدٌ يَمُوتُ صَغِيراً؛ كَمَا فِي الأساسِ.
ويقالُ فِي جَمْعِ} الوَالِهَةِ الوُلَّهُ، كرُكَّعٍ.
ورِياحٌ {أُلَّهٌ، على البَدَلِ، وَمِنْه قَوْلُ الهُذَليّ:
فهُنَّ هَيَّجْنَنا لمَّا بَدَوْنَ لَنامِثْلَ الغَمامِ جَلَتْهُ} الأُلَّهُ الهُوج ُفإنَّه عَنَى الرِّياحَ لأنَّه يُسْمَعُ لَهَا حَنِينٌ.
{ووَلِهَ الصَّبيُّ إِلَى أُمِّهِ: نَزَعَ إِلَيْهَا.
} ووَلَهَ {يَلِهُ: حَنَّ؛ قالَ الكُمَيْت:
وَلِهَتْ نَفْسِيَ الطَّرُوبُ إِلَيْهِم} وَلَهاً حالَ دونَ طَعْمِ الطَّعامِوأَنْشَدَ المازِنيُّ:
قد صَبَّحَتْ حَوْضَ قِرًى بَيُّوتاً {يَلِهْنَ بَرْدَ مائِهِ سُكُوتا نَسْفَ العجوزِ الأَقِطَ المَلْتُوتا قالَ:} يَلِهْنَ أَي يُسْرِعْنَ إِلَيْهِ وَإِلَى شرْبِه ولَهَ {الوَالِه إِلَى ولَدِها حَنِيناً.
} والتَّوْلِيهُ: التَّفْريقُ بينَ المرْأَةِ وولَدِها؛ زادَ الأزْهرِيُّ: فِي البَيْعِ، وَقد نَهَى عَنهُ؛ وَقد يكونُ بينَ الإخْوةِ، وبينَ الرَّجُلِ وولَدِه.
{وأَوْلَهْت الناقَةَ: فَجَعْتها بولَدِها.

اهل

اهل أهل الرجل زوجه. والتأهل التزوج. ويقولون أهلة. وأهل يأهل أهولاً وأهلاً. وأهل الرجل أخص الناس به. وقيل أهل البيت سكانه، وأهل الإسلام من يدين به. وجمعه أهلون وأهالٍ وأهلات. ومكان مأهول وآهل له أهل. وحمر أهلية تالف المنازل والبيوت. وأهلته للأمر تأهيلاً، ووهلته أيضاً. وقيل هو أهلة لكل خير - بالهاء -. وقولهم مرحبا وأهلا أي أهل الله بك، وقيل نراك لهما أهلا. وأهلت به أي أنست. وأهل به يأهل. وإنهم لأهل أهِلَةٍ الأهل الحلول، والأهلة المال. والإهالة الألية ونحوها تذاب. واهتهلت أخذت الإهالة. وثريدة مأهولة. وأستأهل الرجل أخذ الإهالة. وفي المثل " وشكان ذا إهالةٍ ".

اهل

1 أَهَلَ, aor. ـُ inf. n. أُهُولٌ; (Msb;) or أُهِلَ, like عُنِىَ; (K, TA;) It (a place, Msb, TA) was, or became, peopled, or inhabited. (Msb, K, TA.) b2: أَهَلَ, aor. ـُ and اَهِلَ, inf. n. as above, He married, or took a wife; (Yoo, S, Msb, K;) as also ↓ تأهّل; (S, Mgh, Msb, K;) and ↓ اتَّهَلَ, [written with the disjunctive alif اِتَّهَلَ, like اتَّخَذَ and اتَّزَرَ and اتَمَنَ &c.], (K,) of the measure افتعل. (TA.) b3: أَهَلَ; (Ks, S, Msb;) or أَهِلَ, aor. ـَ (K;) or both; (JK;) بِهِ, (JK,) i. e. بِالرَّجُلِ, (Ks, S,) or بِالشَّىءِ; (Msb;) i. q. أَنِسَ [He was, or became, sociable, companionable, friendly, amicable, or familiar, with him, i. e. the man; or he was, or became, cheered, or gladdened, by his company or converse, or by his, or its (the thing's) presence]. (JK, S, Msb, K.) 2 أهّل بِهِ, (K,) or أهّلهُ, (Ham p. 184,) inf. n. تَأْهِيلٌ, (Ham, K,) He said to him أَهْلًا: (Ham:) or he said to him مَرْحَبًا وَأَهْلًا: (K:) like رَحَّبَ بِهِ: (TA:) [see أَهْلٌ:] IB says that [the first Pers\. of] the aor. of this verb is with fet-h to the ه [contr. to rule: a strange assertion]. (TA.) b2: أهّلهُ لِذٰلِكَ, inf. n. as above; and ↓ آهلهُ; He saw him, judged him, thought him, or held him, to be worthy, or deserving, of that; to merit it; to have a right, or just title or claim, to it: (K, * TA:) or he made him to be worthy, or deserving, of that; &c. (TA.) You say, أَهَّلَكَ اللّٰهُ لِلْخَيْرِ [May God make thee worthy, or deserving, of good, good fortune, prosperity, or the like]. (S.) 4 آهَلَكَ اللّٰهُ فِى الجَنَّةِ, inf. n. إِيهَالٌ, May God make thee to enter with thy wife into Paradise: (Az, S, TA:) or may God make thee to have a family in Paradise, and unite thee with them [therein]. (TA.) b2: See also 2.5 تَاَهَّلَ see 1.8 إِاْتَهَلَ see 1.10 استأهلهُ as signifying He was, or became, worthy, or deserving, of it, or he merited it, or he had a right, or just title or claim, to it, is not allowable: (Msb, * MF:) not only does J disallow it, but the generality of those before him do so; saying that it is not chaste: in the Fs it is said to be of weak authority; and the expositors thereof confirm this assertion, saying that it occurs, but is inferior to other words in chasteness; and El-Hareeree asserts it to be erroneous: (MF:) or it is good in this sense; and J's disallowance of it is of no account: (K:) Az and Z and Sgh and others assert it to be good: and Az says, in the T, some have asserted the saying فُلَانٌ يَسْتَأْهِلُ أَنْ يُكْرَمَ أَوْ يُهَانَ, as meaning [Such a one] is worthy, or deserving, [of being treated with honour, or of being held in light estimation,] to be erroneous; and الاِسْتِئْهَالُ to be only from الإِهَالَةُ; but I do not disallow it, nor charge with error him who says thus; for I have heard the verb thus used by a chaste Arab of the desert, of the BenooAsad, and there was present a number of Arabs of the desert who did not disapprove his saying: and this is confirmed by the saying in the Kur [lxxiv. 55], هُوَ أَهْلُ التَّقْوَي وَ أَهْلُ المَغْفِرَةِ [explained below: see أَهْلُ]. (T.) A2: استأهل, (JK, K,) or استأهل الأَهَالَةَ, (Msb,) He took the إِهَالَةَ: (JK, K:) or he ate the اهالة: see this word below. (Msb, TA.) أَهْلٌ [The people of a house or dwelling, and of a town or village, and of a country: and the family of a man:] a man's cohabitants of one dwelling or place of abode, (Er-Rághib, Kull p. 84,) and of one town or country: (Er-Rághib:) afterwards applied to a man's fellow-members of one family or race, and of one religion, and of one craft or art or the like: (Er-Rághib, Kull:) or, as some say, relations, whether they have followers or dependents, or not; whereas آلٌ signifies relations with their followers or dependents: (Kull:) or it originally signifies relations: and sometimes is applied to followers or dependents: and signifies also the أَهْل [i. e. people, or inhabitants, or family,] of a house or tent: (Msb:) or a man's nearer, or nearest, relations by descent from the same father or ancestor; or his kinsfolk; his relations: (K:) or, accord. to [the Imám] Mohammad, a man's wife [or wives] and his children and household who are the objects of his expenditure; and thus, any brother and sister, or paternal uncle and son of a paternal uncle, or strange or distantly-related child, whom a man feeds or sustains in his abode: the most particular, or most special, dependents, or the like, of a man: on the authority of El-Ghooree: (Mgh:) [J indicates some of these meanings merely by saying that it signifies] the أَهْل of a man, and the أَهْل of a house; as also ↓ أَهْلَةٌ: (S:) [see also آلٌ; in the explanations of which, certain distinctions between it and أَهْلٌ will be found mentioned:] the pl. is أَهْلُونَ, [like أَرْضُونَ, a form sometimes used for أَرَضُونَ] (Mgh, Msb, K,) and أَهَالٍ, (S, Mgh, Msb, K,) with an additional ى [implied by the tenween, and expressed in the accus. case, and when the word is determinate, as in الأَهَالِى,] (S,) contr. to rule, (S, Mgh,) like لَيَالٍ, pl. of لَيْلٌ, (S,) [and like أَرَاض, respecting which and ليَالٍ and أَهَالٍ, see أَرْضٌ,] and آهَالٌ, (S, K,) a pl. [of pauc.] sometimes occurring in poetry, (S,) [like آرَاضٌ,] and أَهْلَاتٌ and أَهَلَاتٌ [as though pls. of أَهْلَةٌ]. (S, K.) b2: أَهْلُ البَيْتِ The [people or] inhabitants [or family] of the house or tent. (Mgh, K.) But أَوْصَى لأَهْلِ بَيْتِهِ means the same as اوصى لِجِنْسِهِ, i. e. He left by will, of his property, to the children of his father, [or his kindred by the father's side,] exclusively of all relations of the mother. (Mgh in art. جنس.) [See also أَهْلُ الرَّجُلِ, below.] b3: أَهْلَ القُرَى The [people or] inhabitants of the towns or villages. (TA.) And أَهْلُ البَلَدِ The settled, or constant, inhabitants of the country or town. (Msb.) and أَهْلُ الحَضَرِ The people of the region, or regions, of cities, towns, or villages, and of cultivated land. (A in art. حضر.) And أَهْلُ المَدَرِ وَ الوَبَرِ (S in art. مدر, &c.) [The people of the towns or villages, or] the inhabitants of the buildings, and of the tents, (Kull,) or deserts. (TA in art. وبر) b4: [أَهْلُ القُبُورِ, and المَقَابِرِ, The people of the graces, and of the places of graves; i. e., those buried therein.] b5: [أَهْلُ الجَنَّةِ The people of Paradise.]

b6: [أَهْلُ النَّارِ The people of the fire, i. e., of Hell.]

b7: See also أَهِلَةٌ. b8: The following is an ex. of اهل as explained above in the first sentence on the authority of the K: الأَهْلُ إِلَى الأَهْلِ أَسْرَعُ مِنَ السِّيلِ إِلَى السَّهْلِ a prov. [meaning Kinsfolk are quicker of tendency to kinsfolk than the torrent to the plain]. (TA.) So, too, a saying of a poet cited voce خَفْضٌ. (TA.) [And] أَهْلَكَ وَاللَّيْلَ a prov. meaning بَادِر أَهْلَكَ وَاحْذَرِ اللَّيْلَ وَ ظُلْمَتَهُ [Betake thyself early to thy family, and beware of the night and its darkness]. (Har p. 175.) [And] مَرْحَبًا وَأَهْلًا (S, K) a saying meaning Thou hast come to an ample, or a spacious, or roomy, place, and to [people like thine own] kinsfolk; therefore be cheerful, or sociable, not sad, or shy: (S:) or thou hast found, or met with, [an ample, or a spacious, or roomy, place, and] kinsfolk, not strangers. (K.) [And] أَهْلًا وَ سَهْلًا وَمَرْحَبًا Thou hast come to a people who are [like] kinsfolk, and to a place that is plain, even, not rugged, and that is ample, spacious, or roomy; therefore rejoice thyself, and be not sad, or shy. (Msb.) b9: أَهْلُ النَّبِىِّ The [family or] wives and daughters of the Prophet, and his son-in-law

'Alee: or his women; and (as some say, TA) the men who are his آل; (K, TA;) comprising the grandchildren (أَحْفَاد) and [other] progeny: and so أَهْلُ البَيْتِ as used in the Kur xxxiii. 33, occurring also [in a like sense] in xi. 76: (TA:) and الأَهْلُ is conventionally applied to the nearer, or nearest, kinsfolk of the Prophet. (Er-Rághib.) b10: أَهْلُ كُلِّ نَبِىٍّ also means The people to whom any prophet is sent; (K, TA;) and those who are of his religion. (TA.) b11: In the phrase آلٌ اللّٰهِ وَرَسُولِهِ, meaning The friends, or the like, (أَوْلِيَآء K, TA,) and the assistants, (TA,) of God and of his apostle, the first word is originally أَهْل. (K, TA.) b12: أَهْلُ اللّٰهِ is also an appellation which used to be applied to The readers or reciters [of the Kur-án]. (TA.) b13: أَهْلُ الرَّجُلِ also signifies (tropical:) The man's wife; (Mgh, * Msb, * K;) as well as his wife and children; (TA;) [so, too, in the present day, أَهْلُ بَيْتِ الرَّجُلِ;] and so, too, ↓ أَهْلَتُهُ. (K.) Hence the phrase بَنَى عَلَي

أَهْلِهِ [see art. بنىِ]: (Kull:) and دَخَلَ بِأَهْلِهِ and دَخَلَ عَلَى أَهْلِهِ [see art. دخل]. (Har p. 502; &c.) b14: أَهْلُ مَذْهَبٍ [The people of, or] those who follow, (K, TA,) and believe, (TA,) a certain persuasion, or body of tenets. (K, TA.) [Hence,] أَهْلُ السُّنَةِ [Those who conform to the institutes of Mohammad]. (TA.) [And] أَهْلُ الأَهْوَآءِ [The people of erroneous opinions;] those whose belief is not that of the class termed أَهْلُ السُّنَّةِ, but who share the same قِبْلَة. (TA.) [And] أَهْلُ الإِسْلَامِ Those who follow the religion of El-Islám. (Mgh.) [And] أَهْلُ القُرْآنِ Those who read, or recite, the Kur-án, and perform the duties enjoined thereby. (Mgh.) [And] أَهْلُ الكِتَابِ [The people of the Scripture, or Bible: and] the readers, or reciters, of the Mosaic Law, and of the Gospel. (TA.) b15: أَهْلُ العِلْمِ [The people of knowledge, or science;] those who are characterized by knowledge, or science. (Msb.) b16: أَهْلُ الأَمْرِ [The possessors of command: or] those who superintend the affairs [of others]; (K, TA;) like أُلُوالأَمرِ, q. v. (TA.) b17: أَهْلُ المَرَاتِبِ [The people of exalted stations, posts of honour, or dignities]. (TA in art. رتب.) b18: أَهْلُ الذِّمَّةِ (Mgh in art. ذم) and أَهْلُ العَهْدِ (TA in art. عهد) Those persons, (Mgh, TA,) of the unbelievers, (Mgh,) [namely, Christians, Jews, and Sabians, but no others,] who have a compact, or covenant, with the Muslims, (Mgh, TA,) paying a poll-tax, whereby they are secure of their property and blood, (Mgh,) or whereby the Muslims are responsible for their security [and freedom and toleration] as long as they act agreeably to the compact. (TA.) b19: أَهْلٌ also signifies The possessors, or owners, of property: as in the Kur iv. 61. (TA.) b20: أَهْلٌ لِكَذَا A person, (S, K,) and persons, for it is used as a sing. and as a pl., (K,) having a right, or just title, to such a thing; entitled thereto; worthy, or deserving, thereof; meet, or fit, for it: (S, K:) the vulgar say ↓ مُسْتَأْهِلٌ, which is not allowable: (S:) or this assertion of J's is of no account. (K: see 10.) You say, هُو أَهْلٌ لِإِكْرَامِ He is entitled to be, or worthy of being, treated with honour. (Msb.) And لِكُّلِ ↓ هُوَ أَهْلَةٌ خَيْر [He is entitled to, or worthy of, all that is good]. (Ibn- 'Abbád.) And وُدٍّ ↓ أَهلَةٌ He who is, or they who are, entitled to, or worthy of, love, or affection. (S, Sgh.) And hence, in the Kur [lxxiv. last verse], هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ المَغْفِرَةِ (TA) He is the Being entitled to be regarded with pious fear, and the Being entitled to forgive those who so regard Him. (Jel.) In the phrase أهْلَ الثَنَآءِ وَالمَجْدِ [0 Thou who art the Being entitled to praise and glory], occurring in a form of prayer, the first word is mansoob as a vocative: and it may be marfooa, as the enunciative of an inchoative suppressed; i. e. أَنْتَ أَهْلُ [Thou art the Being entitled &c.]. (Msb.) b21: [Frequently, also, أَهْلٌ signifies The author, or, more commonly, authors, of a thing; like صَاحِبٌ and أَصْحَابٌ; as in أَهْلُ البِدَعِ The author, or authors, of innovations; and أَهْلُ الظُّلْمِ The author, or authors, of wrong.]

أَهِلٌ: see أَهْلِيىٌ.

أَهْلَةٌ: see أَهْلٌ, in four places: A2: and see أَهلَةٌ.

أَهِلَةٌ i. q. مَالٌ [Property; or cattle]: so in the saying إِنَّهُمْ لَأَهْلُ أَهِلَةٍ (JK, K) [app. meaning Verily they are sojourners, or settlers, possessed of property, or cattle]: ↓ أَهْلٌ here signifying حُلُولٌ [pl. of حَالٌّ]. (JK, TA.) [But] Yoo says that ↓ هُمْ أَهْلُ أَهْلَةِ and أَهِلَةٍ means They are people of the distinguished sort. (TA.) أَهْلِىٌّ A domestic beast [or bird]; a beast [or bird] that keeps to the dwelling [of its owner]; (JK, Msb, K, TA;) contr. of وَحْشِىٌّ; (TA;) as also ↓ أَهِلٌ. (K.) You say حُمُرٌ أَهْلِيَّةٌ [Domestic asses]: (JK, TA:) occurring in a trad., in which their flesh is forbidden to be eaten. (TA.) أَهْلِيَّةٌ The quality of having a right, or just title, to a thing; worthiness, or desert; meetness, or fitness; in Pers\. سَزَوَارِى: (Golius, app. from a gloss. in a copy of the KL:) the state, or quality, of meetness, or fitness, [of a person,] for the bindingness of the rights which the law imposes for one or upon him. (TA.) إِهَالَةٌ Grease: (S:) or melted grease: (Msb:) or fat: or melted fat: or olive-oil: and anything that is used as a seasoning or condiment: (K:) such as fresh butter, and fat, and oil of sesame: (TA:) or melted fat of a sheep's tail and the like. (JK.) Hence, سَرْعَانَ ذَا إِهَالَةٌ, a prov., mentioned in art. سرع; (K, * TA;) or, as some say, وَشْكَانَ. (TA.) آهِلٌ, (JK, S, Msb, K,) [said by those unacquainted with the verb أَهَلَ in the first of the senses explained in this art. to be] a kind of rel. n., (TA,) and ↓ مَأْهُولٌ, (JK, K,) A place peopled, or inhabited: (Msb:) or a place having people: (JK:) or the former has this signification; and the latter signifies having its people in it: (ISk, K:) or the former has this last signification: (Yoo, S:) pl. of the latter مَآهِلُ, occurring in a poem of Ru-beh [app. by poetic licence for مَآهِيلُ]. (TA.) You say قَرْيَةٌ آهِلَةٌ A peopled, or inhabited, town or village. (Msb.) And أَمْسَتْ نِيرَانُهُمْ آهِلَةٌ Their fires became in the evening attended by many people. (TA.) مَأهُولٌ: see آهِلٌ.

A2: ثَرِيدَةٌ مَأْهُولَةٌ [A mess of crumbled bread] having much إِهَالَة, q. v. (A, TA.) مُتَأَهِّلٌ Having a wife. (Har p. 571.) مُسْتَأْهِلٌ: see أَهْلٌ; latter part of the paragraph.

A2: Also Taking, or eating, إِهَالَة, q. v. (S.)

اخْتَشَى

اخْتَشَى
الجذر: خ ش ي

مثال: اخْتَشَى من أبيه
الرأي: مرفوضة
السبب: لأنه لم يسمع عن العرب مجيء «اختشى» بمعنى «خشي».

الصواب والرتبة: خشِي من أبيه [فصيحة]-اختشَى من أبيه [صحيحة]
التعليق: لم يرد الفعل «اختشى» في المعاجم القديمة، ولكن قياسية صوغه واشتهاره سوّغ لبعض المعاجم الحديثة أن تذكره مثل محيط المحيط، وتكملة المعاجم. ولتصحيح هذا الفعل أصل في المراجع القديمة، فقد ذكر الفارابي أن «افتعل» يأتي مطاوعًا لـ «فعل»، وبمعنى «فعل»، وذكر ابن الحاجب أن معنى المطاوعة أغلب في هذه الصيغة، وذكر الشدياق لــافتعل اللازم أمثلة بلغت 868 مثالاً.

جَنْبَد أو جَنْبذَ

جَنْبَد أو جَنْبذَ: فعل مشتق من الاسم جُنبذة، وهو أن تملأ الكيل حتى يكون جنبذة وهي ما ارتفع من الشيء واستدار كالقبة.
وينقل الكباب (ص118 و) رأي مالك فيقول: لا يطفف ولا يجلب فأن الله تعالى (يقول): ويل للمطففين. فلا خير في التطفيف، ولكن يصب عليه حتى يجتبده فإذا اجتبده أرسل يده ولم يمسك.
ثم ينقل بعد ذلك هذه التعليقة للقاضي أبي الوليد ابن رشد: وقد في الرواية: حتى يجتبده ولم يمسك، والصواب يجنبده فإذا جنبده. قال بعض أهل اللغة: الجنبة المكان المرتفع من الأرض، وإنما قلنا هو الصواب لأن الاجتباد هو الجلب الذي منع منه.
وقد اعتمد دي غويه في معجم المتفرقات على هذا النص فقال: إن الفعل المشتق من الاسم هو أجَتَبَد، وأرى إنه قد أخطأ في ذلك. ولا بد من أن نلاحظ أن عبارة مالك فيها الفعل يجتبد واجتبد، وهو صيغة افتعل من جبد أو جبذ وقال ابن رشد، الذي نقل الكلمة الأولى والأخيرة من العبارة، أن هذا خطأ، والصواب يجنبده واذا جنبده. وألف اجنبده في قوله فإذا اجنبده التي جاءت في المخطوطة زائدة، وإنها إنما جاءت من تصحيف الكلمة إلى اجتبده.
جَنْبَذ (بالفارسية كَّنُبْدَ): معبد النار في فارس.
وآزاج، وقبة - ومعبد ذو ضريح (معجم المتفرقات).
جُنْبُذ: هي نفس الكلمة السابقة، وتطلق مجازاً على كُمّ الزهرة قبل أن تتفتح (معجم المتفرقات)، وفي مفردات ابن البيطار (1: 265): جنبذ الرمان (بالذال في مخطوطتنا وبالدال المهملة في مخطوطة ب).
أنظر في المستعيني زهر الرمان، ويجمع على جنبذات (أبو الوليد ص570).
جُنبذَة وجُنبذة بفتح الباء أو هو لحن: صرح ذو قبة (معجم المتفرقات - والمرتفع من الأرض (أنظر الفعل جنبذ أعلاه).
مُجَنْبَذ: مقبب، في شكل القبة (معجم المتفرقات).

ضنو

ضنو

1 ضَنَتِ المَرْأَةُ, inf. n. ضَنَآءٌ (S, M, K) and ضَنًا, (M, K,) The woman had many children; (S, M, K;) as also ضَنِيَت: (K:) and so with ء. (S.) b2: And ضَنَا نَصِيبُهُ His share, or portion, became redundant; it increased, or augmented. (Sgh, K.) ضَنْوٌ and ضِنْوٌ Children, or offspring; (AA, S, K;) like ضَنْءٌ and ضِنْءٌ; as also ↓ ضُنًا, accord. to IAar. (TA.) ضُنًا: see what next precedes.
ضنو
: (و ( {الضَّنْوُ، ويُكْسَرُ) بِلَا هَمْز: (الوَلَدُ) ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
ومَرَّ فِي بابِ الهَمْزَةِ أنَّه يقالُ بالهَمْزةِ أَيْضاً.
(} وضَنِيَ، كرَضِيَ) {يَضْنَى (} ضَنًى) ، مَقْصورٌ، (فَهُوَ {ضَنِيٌّ) ، أَي كغَنِيَ؛ كَمَا هُوَ فِي النسخِ والصَّوابُ} ضَنىً مَقْصور كالمَصْدرِ؛ ( {وضَنٍ) ، كعَمٍ مَنْقوصٌ، (كحَرِيَ) ، صَوابُه كحَرىً، (وحَرٍ) : أَي (مَرِضَ مَرَضاً مُخامِراً) شَدِيداً (كلَّما ظُنَّ بُرْؤُه نُكِسَ) .
فِي الصِّحاحِ: يقالُ: تَرَكْته} ضَنىً {وضَنِياً، فَإِذا قلْتَ ضَنىً اسْتَوَى فِيهِ المُذكَّرُ والمُؤَنَّث والجَمْعُ لأنَّه مَصْدَرٌ فِي الأصْلِ، وَإِذا كَسَرْتَ النونَ ثَنَّيْتَ وجَمَعْتَ كَمَا قُلْناه فِي حَرٍ.
وَفِي المُحْكم:} الضَّنَى السَّقِيمُ الَّذِي طالَ مَرَضُه وثَبَتَ فِيهِ، بعضُهم لَا يُثَنِّيه وَلَا يَجْمَعُه، يَذْهَبُ بِهِ مَذْهَبَ المَصْدرِ، وبعضُهم يُثَنِّيه ويَجْمَعُه؛ قالَ عوفُ بنُ الأَحْوص الجَعْفري:
أَوْدَى بَنِيَّ فَمَا برَحْلي مِنْهُمُ
إلاَّ غُلاماً بِيئَةٍ {ضَنَيان ِكذا أَنْشَدَه أَبو عليَ الفارِسِي بفَتْح النونِ.
وَفِي التَّهذيبِ: قالَ الفرَّاء: العَرَبُ تقولُ رجُلٌ} ضَنىً ودَنَفٌ وقوْمٌ {ضَنىً ودنَفٌ لأنَّه مَصْدرٌ، كقوْلِهم: قَوْمٌ زَوْرٌ وعَدْلٌ وصَوْمٌ.
وقالَ ابنُ الأعْرابي: رجُلٌ ضَنىً وامْرأَةٌ ضَنىً وقوْمٌ ضَنىً.
(} وأَضْناهُ المَرَضُ) : أَثْقَلَهُ فَهُوَ {مُضْنىً.
(} والمُضانَاةُ: المُعانَاةُ) ؛ نقلَهُ الجوهريُّ.
(وأَبو! ضُنَيَ: سعيدُ بنُ ضُنَيَ، كسُمَيَ) ، فِي الاسْمِ والكُنْيةِ، (مُحدِّثٌ) سَكْسَكيُّ حدَّثَ عَنهُ صَفْوانُ بنُ عَمْرٍ و.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ: {تَضَنَّى الرَّجُلُ: إِذا تَمارَضَ.
وامْرأَةٌ} ضَنِيَةٌ، كفَرِحَةٍ، وقوْمٌ أَضْناءٌ.
وقالَ ابنُ الأعرابيِّ: الضُّنَى، بالضمِّ: الأوْلادُ، وبالكسْرِ: الأوْجاعُ المُخِيفَةُ.
{وأَضْنَى: إِذا لَزِمَ الفِرَاشَ من الضَّنَى.
} والضِّنى، بالكسْر: الرَّمادُ؛ نقلَهُ شيْخُنا؛ وَهُوَ بالصَّادِ المُهْملةِ وَقد مَرَّ.
{واضْطَنَى: بَخلَ افْتَعَل من} الضَّنَى.

خَفِي

(خَفِي) لَهُ حفوة استتر وَيُقَال يَأْكُل كَذَا خفوة
خَفِي
: (ى {خَفاهُ} يَخْفِيه {خَفياً) ، بفتْحٍ فسكونٍ، (} وخُفِيّاً) ، كعُتِيَ: (أَظْهَرَهُ) ؛ وَهُوَ مِن الأَضْدَادِ.
يقالُ: {خَفَى المطرُ الفِئْرانَ إِذا أَخَرَجَهُنَّ من أَنْفاقِهِنَّ، أَي من جَحِرَتِهِنَّ؛ قالَ امْرؤُ القَيْسِ يَصِفُ فَرَساً:
} خَفاهُنَّ من أَنْفاقِهنَّ كأَنَّما
خَفاهُنَّ وَدْقٌ من سَحَابٍ مُرَكَّبِويُرْوَى: من عَشِيَ مُجَلَّبِ.
وأَنْشَدَ اللحْيانيُّ لامْرىءِ القَيْسِ بنِ عابسٍ:
فإنْ تَكْتُمُوا الشّرَّ لَا! نَخْفِه
وَإِن تَبْعَثُوا الحَرْبَ لَا نَقْعُدِ قوْلُه: لَا نَخْفِه أَي لَا تظُهِرْه.
وقُرِىء قوْله تَعَالَى: {إنَّ الساعَةَ آتِية أَكادُ {أَخْفِيها} ؛ أَي أُظْهِرُها؛ حَكَاهُ اللحْيانيُّ عَن الكِسائي عَن محمدِ بن سهل عَن سعيدِ بن جبيرٍ.
ونقلَ ذلكَ عَن الأَخْفَش أَيْضاً، وَبِه فُسِّر أَيْضاً حدِيثُ: (كانَ} يَخْفي صَوْتَه بآمِيْن) ؛ فيمَنْ ضَبَطَه بفتْحِ الياءِ أَي يظْهر.
(و) {خَفَاهُ يَخْفِيه: (اسْتَخْرَجَهُ؛} كاخْتَفاهُ) ، وَهُوَ افْتَعَل مِنْهُ؛ قالَ الشاعِرُ:
فاعْصَوْصَبُوا ثمَّ جَسُّوهُ بأَعْيُنِهِمْ
ثمَّ {اخْتَفَوْهُ وقَرْنُ الشَّمسِ قد زالاَومنه الحدِيثُ: (مَا لم تَصْطَبِحُوا أَو تَغْتَبِقُوا أَو} تَخْتَفُوا بَقْلاً) ، أَي تُظْهِرُونَه؛ ويُرْوَى بالجيمِ وبالحاءِ، وَقد تقدَّم فِي موْضِعِه.
( {وخَفِيَ) عَلَيْهِ الأَمْرُ، (كرَضِيَ) ،} يَخْفَى ( {خَفاءً) بالمدِّ، (فَهُوَ} خافٍ {وخَفِيٌّ) ، كغَنِيَ: (لم يَظْهَرْ.
(} وخَفاهُ هُوَ {وأَخْفاهُ: سَتَرَهُ وكَتَمَهُ) وَفِي القُرْآن: {إِن تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكم أَو} تُخْفُوه} .
وَقَوله تَعَالَى: {أَكادُ {أُخْفِيها} ، أَي أَسْتُرُها وأُوارِيها.
قالَ اللحْيانيُّ: وَهِي قراءَةُ العامَّةِ.
وَفِي حَرْف أُبيَ: أَكادُ أُخفِيها من نفْسِي.
وقالَ الفرَّاءُ: أَكادُ أُخْفِيها فِي التَّفْسيرِ من نفْسِي فكيفَ أُطْلِعُكُم عَلَيْهَا.
وقالَ ابنُ برِّي: قالَ أَبو عليَ القالي: خَفَيْتُ أَظْهَرْت لَا غَيْر، وأمَّا} أَخْفَيْت فيكونُ للأَمْرَيْن، وغَلَّطَ الأَصْمعيّ وأَبا عُبيدٍ القاسمَ بنَ سَلام.
( {والخافِيَةُ: ضِدُّ العلانِيَةِ.
(و) أَيْضاً: (الشَّيءُ} الخَفِيُّ؛ {كالخافِي} والخَفَا) ، بالقَصْرِ، قالَ الشاعِرُ:
وعالِمِ السِّر وعالِمِ {الخَفَا
لقد مَدَدْنا أَيْدِياً بَعْدَ الرَّجاوقالَ أُميَّةُ:
وتنسجه الطَّيْرُ الكوامِنُ فِي الخَفا
وإذْ هِيَ فِي جوِّ السَّماءِ تَصَعَّدُوأَما} الخَفاءُ، بالمدِّ: فَهُوَ مَا خَفِيَ عَلَيْك.
(و) يقالُ: ( {خَفِيتُ لَهُ، كرَضِيتُ، خُفْيَةً، بالضَّمِّ والكسْرِ) : أَي (} اخْتَفَيْتُ) .
قالَ اللَّحْيانيُّ: حُكِي ذلكَ.
(و) يقالُ: (يأْكُلُهُ خِفْوَةً، بالكسْرِ) ، أَي (يَسْرِقُه) ، وَهُوَ على المُعاقَبَةِ مِن {خفْيَةٍ كَمَا تقدَّمَ، وأَنْشَدَ ثَعْلَب:
وهُنَّ الأُلى يأْكُلْنَ زادَكَ خِفْوَةً
وهَمْساً ويُوطِئْنَ السُّرى كُلَّ خابِطِيقولُ: يَسْرِقْنَ زادَكَ فَإِذا رأَيْنَكَ تَموتُ تَركْنَك.
(} واخْتَفَى) مِنْهُ: (اسْتَتَرَ وتَوارَى، {كأَخْفَى) ؛ وَهَذِه عَن ابنِ الأعرابيّ، (} واسْتَخْفَى) .
قالَ الجَوهرِيُّ: {واسْتَخْفَيْتُ مِنْك أَي تَوارَيْتُ، وَلَا تَقُلْ} اخْتَفَيْت.
قالَ ابنُ برِّي: حكَى الفرَّاءُ أنَّه قد جاءَ اخْتَفَيْت؛ بِمَعْنى {اسْتَخْفَيْتُ وأَنْشَدَ:
أَصْبَحَ الثَّعْلَبُ يَسْمُو للعُلا
} واخْتَفَى من شِدَّةِ الخَوْفِ الأَسَد ْفهو على هَذَا مُطاوَعُ {أَخْفَيْته} فاخْتَفَى، كَمَا تقولُ أَحْرَقْته فاحْتَرَقَ؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: { {يَسْتَخْفُونَ من الناسِ وَلَا يَسْتَخْفونَ مِن اللَّهِ} .
وقالَ الفرَّاءُ فِي قوْلِه تَعَالَى: {وَمن هُوَ} مُسْتَخْفٍ بالليلِ وسارِبٌ بالنَّهار} ، أَي مُسْتَتِر.
وقالَ اللَّيْثُ: {أَخْفَيْتُ الصوتَ فأَنا أُخْفِيه إخْفاءً، وفِعْلُه اللازِمُ اخْتَفَى.
قالَ الأزهرِيُّ: الأَكْثَر اسْتَخْفى لَا اخْتَفَى، واخْتَفَى لغَةٌ ليسَتْ بالعالِيَةِ. وقالَ فِي موضِعٍ آخَر: أَمَّا} اخْتَفَى بمعْنَى خَفِيَ فَهِيَ لُغَةٌ وليسَتْ بالعالِيَةِ ولابالمُنْكَرة.
(و) {اخْتَفَى (دَمَهُ؛ قَتَلَه من غيرِ أَنْ يُعْلَمَ بِهِ) ؛ وَمِنْه قوْلُ الغَنَوِيّ لأبي العالِيَه: إنَّ بنِي عامِرٍ أَرادُوا أَن} يَخْتَفُوا دَمِي.
(والنُّونُ {الخَفِيَّةُ) : هِيَ السَّاكنَةُ؛ ويقالُ لَهَا: (الخَفِيفَةُ) أَيْضاً.
(} وأَخْفِيَةُ النَّوْرِ: أَكِمَّتُه) ، جَمْعُ كِمامٍ، واحِدُها {خِفاءٌ.
(وأَخْفِيَةُ الكَرَا: الأَعْيُنُ) ؛ قالَ:
لَقَدْ عَلِم الأَيْقاظُ} أَخْفِيَةَ الكَرَا
تَزَجُّجَها من حالِكٍ واكْتِحالَها ( {والخافِي} والخافِيَةُ {والخافِياءُ: الجِنُّ، ج} خَوافٍ) .
حكَى اللَّحْيانيُّ: أَصَابَها رِيحٌ مِن {الخافِي، أَي من الجِنِّ. وحكَى عَن العَرَبِ أَيْضاً: أَصابَه رِيحٌ مِن} الخوافِي؛ قالَ: هُوَ جَمْعُ الخافِي الَّذِي هُوَ الجِنُّ.
وَفِي الصِّحاحِ: قالَ الأصمعيُّ: الخافِي الجِنُّ؛ قالَ أَعْشى باهِلَةَ:
يَمْشِي ببَيْداءَ لَا يَمْشِي بهَا أَحَدٌ
وَلَا يُحَسُّ من الخافِي بهَا أَثَرُ وَفِي الحدِيثِ: (إنَّ الخزاءَةَ يَشْرَبُها أَكايس النِّساء من {الخافِيَةِ) ، وإنَّما سُمُّوا الجِنّ بذلكَ لاسْتِتارِهم مِن الأَبْصارِ.
وَفِي الحدِيثِ: (لَا تُحْدِثُوا فِي القَرَعِ فإنَّه مُصَلَّى} الخَافِين، أَي الجِنّ؛ والقَرَعُ، محرّكةً: قِطعٌ من الأرضِ بَيْنَ الكَلأِ لَا نَباتَ بهَا.
(وأَرضٌ {خافِيَةٌ: بهَا جِنٌّ) ؛ قالَ المرَّارُ الفَقْعسيُّ:
إِلَيْك عَسَفْتُ خافِيَةً وإِنْساً
وغِيطاناً بهَا للرَّكْبِ غُولُ (} والخَوافِي: رِيشاتٌ إِذا ضَمَّ الطَّائِرُ جَناحَيْه {خَفِيَتْ؛ أَو هِيَ) الرِّيشاتُ (الأَرْبَعُ اللَّواتِي بعد المَناكِبِ) ؛ نَقَلَهُ اللَّحْيانيُّ: والقَوْلان مُقْترِبانِ.
(أَو هِيَ سَبْعُ رِيشاتٍ) يَكُنَّ فِي الجَناحِ (بعدَ السَّبْعِ المُقَدَّماتِ) ؛ هَكَذَا وَقَعَ فِي الحكايَةِ عَن ابنِ جَبَلة.
وإنَّما حكَى الناسُ: أَرْبعٌ قَوادِمُ وأَرْبعٌ خَوافٍ، واحِدَتُها خافِيَةٌ.
ونَقَلَ الجَوهرِيُّ عَن الأَصْمعيّ: هنَّ مَا دونَ الرِّيشاتِ العَشْر من مُقَدَّمِ الجَناحِ.
وَمِنْه حدِيثُ مدينَةِ قَوْم لُوطٍ: (إنَّ جِبْريل حَمَلَها على خَوافِي جَناح) ؛ وَهِي الرِّيشُ الصِّغارُ الَّتِي فِي جَناحِ الطائِرِ.
وَفِي حدِيثِ أَبي سُفْيان: (وَمَعِي خَنْجَرٌ مثلُ خافِيَة النَّسْرِ) ؛ يريدُ أنَّه صَغيرٌ.
(} والخِفَاءُ، كالكِساءِ، لَفْظاً ومَعْنًى) ، سُمِّي بِهِ لأنَّه يُلقْى على السِّقاءِ {فيخْفِيه.
وقالَ اللَّيْثُ: هُوَ رِداءٌ تَلْبَسُه المرْأَةُ فوْقَ ثيابِها، وكلّ شيءٍ غَطَّيْته بشيءٍ من كِساءٍ أَو نَحْوه فَهُوَ خِفاؤه، (ج} أَخْفِيَةٌ) ؛ وَمِنْه قوْلُ ذِي الرُّمَّة:
عَلَيْهِ زادٌ وأَهْدامٌ! وأَخْفِيَة
قد كادَ يَجْتَرُّها عَن ظَهْرِه الحَقَبُ وقالَ الكُمَيْت، يذمُّ قوْماً وأَنَّهم لَا يَبْرَحونَ بيوتَهم وَلَا يحضرونَ الحَرْب:
فَفِي تِلكَ أَحْلاسُ البُيوتِ لوَاصِفٌ
وأَخْفِيَةٌ مَا هُمْ تُجَرُّ وتُسْحَبُ ( {والخَفِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: الرَّكِيَّةُ) القَعِيرَةُ} لخَفاءِ مائِها.
وقيلَ: بئْرٌ كانتْ عادِيَّةً فانْدَفَنَتْ ثمَّ حُفِرَتْ، والجَمْعُ {الخَفَايا} والخَفِيَّات.
وَفِي الصِّحاحِ: قَالَ ابنُ السِّكِّيت: وكلُّ رَكِيَّة كانتْ حُفِرَتْ ثمَّ تُرِكَتْ حَتَّى انْدَفَنَتْ ثمَّ احْتَفَرُوها ونَثَلُوها فَهِيَ {خَفِيَّةٌ.
وقالَ أَبو عبيدٍ: لأنَّها اسْتُخْرجت وأظهرت.
(و) } الخَفِيَّةُ أَيْضاً: (الغَيْضَةُ المُلْتَفَّةُ) يَتَّخِذُها الأَسَدُ عِرِّيسَتَه وَهِي! خَفِيّته؛ قالَ الشَّاعِرُ:
أُسودُ شَرىً لاقَتْ أُسُودَ خَفِيَّةٍ
تَسَاقَيْنَ سُمّاً كُلُّهُنَّ خَوادِرُوقيلَ: خَفِيَّةُ وشَرىً اسْمانِ لموْضِع عَلَمانِ؛ قالَ:
ونحنُ قَتَلْنا الأُسْدَ أُسْدَ خَفِيَّةٍ
فَمَا شَرِبُوا بَعْداً عَلَى لَذَّةٍ خَمْرَاوفي الصِّحاحِ: وقَوْلُهم أُسُودُ خَفِيَّةٍ كقَوْلهم أُسُود حلْيَةٍ، وهُما مَأْسَدَتانِ.
قالَ ابنُ برِّي: السماع أُسُود خَفِيَّةٍ، والصَّوابُ خَفِيَّةَ، غَيْر مَصْرُوف، وإِنَّما يُصْرَفُ فِي الشِّعْرِ.
(و) يقالُ: (بِهِ خَفِيَّةٌ) ، أَي: (لَمَمٌ) ومَسٌّ؛ نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ عَن ابنِ مناذر.
(و) قَوْلُهم: (بَرِحَ {الخفاءُ) ، أَي (وَضَحَ الأَمْرُ) ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ؛ وذلكَ إِذا ظَهَرَ وصارَ فِي بَراحٍ، أَي فِي أَمْرٍ مُنْكَشفٍ.
وقيلَ: بَرِحَ الخَفاءُ أَي زالَ الخفاءُ، والأوّل أَجْودُ.
وقالَ بعضُهم: الخَفاءُ هُنَا السِّرُّ فيقولُ ظَهَرَ السِّرُّ.
قالَ يَعْقوبُ: (و) قالَ بعضُ العَرَبِ: (إِذا حَسُنَ من المرْأَةِ} خَفِيَّاها حَسُنَ سائِرُها، يَعْنِي صَوْتَها وأَثَرَ وَطْئِها الأرْضَ) ؛ وَفِي بعضِ نسخِ الصِّحاحِ: فِي الأَرْضِ؛ لأنَّها إِذا كانتْ رَخِيمَة الصوْتِ دلَّ ذلكَ على خَفَرِها، وَإِذا كانتْ مُتقارِبَة الخُطا وتَمَكَّنَ أَثَرَ وَطْئِها فِي الأرْضِ دلَّ على أنَّ لَها أَرْدافاً وأَوْراكاً.
( {والمُخْتَفِي: النَّبَّاشُ) لاسْتِخْراجِه أَكْفانَ المَوْتَى، لُغَةُ أَهْلِ المدينَةِ.
وقيلَ: هُوَ مِن الاسْتِتارِ} والاخْتِفاءِ لأنَّه يَسْرُق فِي {خُفْيةٍ.
وَفِي الحدِيثِ: (ليسَ على} المخْتَفِي قَطْعٌ) .
وَفِي آخرَ: (لَعَنَ المُخْتَفِيَ {والمُخْتَفِيَةَ) .
وَفِي آخرَ: (مَن} اخْتَفَى مَيِّتاً فكأنَّما قَتَله) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
اليدُ {المُسْتَخْفيةُ: يدُ السارِقِ والنَّبَّاشِ؛ وَمِنْه قوْلُ عليِّ ابنِ رَباحِ: السُّنَّة أنْ تُقْطَعَ اليدُ المُسْتَخْفِيَة وَلَا تُقْطَعَ اليدُ المُسْتَعْليَةُ، يريدُ باليدِ المُسْتَعْلِيَة يَدَ الغاصِبِ والناهِبِ ومَنْ فِي معْناهما.
} وأَخْفاهُ: أَزالَ! خَفاءَهُ؛ وَبِه فَسَّرَ ابنُ جنِّي قوْلَه تَعَالَى: {أَكادَ {أُخْفِيها} ، أَي أُزيلُ} خَفاءَها، أَي غَطاءَها، كَمَا تقولُ: أَشْكَيْته إِذا أَزَلْته عمَّا يَشْكوه.
ونَقَلَهُ الجَوهرِيُّ أَيْضاً.
ولَقِيته {خَفِيّاً، كغَنِيَ: أَي سرّاً.
وقوْلُه تَعَالَى: {ادْعُوا رَبَّكم تَضَرُّعاً} وخُفْيَةً} ، أَي خاضِعِيْنَ مُتَعَبِّدين؛ وقيلَ: أَي اعْتَقِدُوا عِبادَتَه فِي أَنْفُسِكم لأنَّ الدّعاءَ مَعْناه العِبادَة؛ هَذَا قَوْلُ الزجَّاج.
وقالَ ثَعْلَب: هُوَ أَن تَذْكرَهُ فِي نفْسِك.
وقالَ اللّحْيانيُّ: خُفْية فِي خَفْضٍ وسُكونٍ، وتَضَرُّعاً تَمَسْكُناً.
وقالَ الأَخْفَش: {المُسْتَخْفي الظاهِرُ؛ وَبِه فَسّر قَوْله تَعَالَى: {ومَن هُوَ} مُسْتَخْفٍ بالليلِ} .
وخَطَّأَهُ الأَزْهرِيُّ.
{والخَفِيُّ، كغَنِيَ: هُوَ المُعْتَزلُ عَن الناسِ الَّذِي} يَخْفَى عَلَيْهِم مَكانُه؛ وَبِه فُسِّر الحدِيثُ: (إنَّ اللَّهَ يحبُّ العَبدَ التَّقِيَّ الغَنِيَّ {الخَفِيَّ) .
وَفِي حدِيثِ الهُجْرة: (} أَخْفِ عنَّا خَبَرَك) ، أَي اسْتُر الخَبَرَ لمَنْ سأَلَكَ عنَّا.
{والخافِي: الإنْسَ؛ فَهُوَ ضِدٌّ.
} والخافِيَةُ: مَا يَخْفى فِي البَدَنِ من الجِنِّ؛ نَقَلَهُ الْجَوْهَرِي عَن ابنِ مناذر.
{والخوافِي: من سَعَفِ النَّخْلِ مَا دونَ القِلَبة؛ نَقَلَهُ الجوهرِيُّ، وَهِي نَجْديَّةٌ؛ وبلُغَةِ الْحجاز: العَوَاهِنُ.
} وخَفَى البَرْقُ {يَخْفى كرَمَى يَرْمي،} وخَفِيَ {يَخْفى كرَضِيَ يَرضى،} خَفْياً فيهمَا؛ الأخيرَةُ عَن كُراعٍ؛ إِذا بَرَقَ بَرْقاً ضَعِيفاً مُعْتَرِضاً فِي نواحِي الغَيْم. ورجُلٌ {خَفِيُّ البَطْنِ: ضامِرُه؛ عَن ابنِ الأعرابيِّ؛ وأَنْشَدَ:
فقامَ فأَدْنَى مِن وِسادِي وِسادَهُ
خَفِي البَطْنِ مَمْشُوقُ القَوائِمِ شَوْذَبُ} والخَفاءُ، كسَماءٍ: المُتَطَأْطِىءُ مِن الأرضِ.
{وتَخَفَّى: مثْلُ} اخْتَفَى؛ نَقَلَه الزَّمخشريُّ.
{والمُخْتَفِى: لَقَبُ أَحمدَ بنِ عيسَى بنِ زيْدٍ الشَّهيد.
(خَفِي) الشَّيْء خَفَاء وخفية وخفية استتر وَيُقَال خَفِي عَلَيْهِ فَهُوَ خَافَ وخفي وَهِي خافية (ج) خفايا وَيُقَال هُوَ خَفِي الْبَطن ضامره

وَطن

(وَطن)
بِالْمَكَانِ (يطن) وطنا أَقَامَ بِهِ
(وَطن) بِالْبَلَدِ اتَّخذهُ محلا وسكنا يُقيم فِيهِ وَنَفسه على الْأَمر وَله حملهَا عَلَيْهِ
وَطن
: ( {الوَطَنُ، محرّكة ويُسَكَّنُ) تَخْفِيفاً لضَرُورَةِ الشِّعْرِ؛ كَمَا قالَ رُؤْبَة:
} أَوْطَنْتُ {وَطْناً لم يكُنْ من} وَطَني لَو لم تَكُنْ عاملَها لم أَسْكُنِ وقالَ ابنُ بَرِّي: الَّذِي فِي شِعْرِ رُؤْبَة {أَوْطَنْتُ وَطْناً لم يكُنْ من وَطَني لَو لم تَكُنْ عاملَها لم أَسْكُنِ وقالَ ابنُ بَرِّي: الَّذِي فِي شِعْرِ رُؤْبَة:
أَوْطَنْتُ أَرْضاً لم تَكْنُ من وَطَني قُلْتُ: فسَقَطَ الاحْتِجاجُ بِهِ.
(مَنْزلُ الإقامَةِ) مِن الإنْسانِ ومَحَلُّه.
(و) أَيْضاً: (مَرْبَطُ البَقَرِ والغَنَمِ) الَّذِي تأْوي إِلَيْهِ؛ وَهُوَ مجازٌ؛ (ج} أَوْطانٌ) ، قالَ الأخْطَلُ:
كَمَا تَكُزّ إِلَى {أَوْطانِها البَقَرُ (} وَوَطَنَ بِهِ {يَطِنُ) } وَطناً ( {وأَوْطَنَ: أَقامَ) ؛) الأخيرَةُ أَعْلَى.
(} وأَوْطَنَهُ) {إيطاناً (} ووَطَّنَهُ) {تَوْطِيناً، (} واسْتَوْطَنَه) إِذا (اتَّخَذَهُ {وَطَناً) ، أَي مَحَلاًّ ومَسْكَناً يقيمُ بِهِ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (نَهَى عَن نَقْرَةِ الغرابِ وأَنْ} يُوطِنَ الرَّجُل فِي المَكانِ بالمَسْجدِ كَمَا {يُوطِنُ البَعيرُ) ، أَي أَنْ يأْلَفَ مَكاناً مَعْلوماً مَخْصوصاً بِهِ يُصلّي فِيهِ كالبَعيرِ لَا يأْوِي من عَطَنٍ إلاَّ إِلَى مَبْرَكٍ دَمِثٍ قد} أَوْطَنَه واتَّخَذه مُناخاً؛ وقيلَ: مَعْناهُ أَنْ يَبْرُكَ على رُكْبَتَيْه قَبْلَ يَدَيْه إِذا أَرادَ السُّجودَ مِثْلَ بُرُوكِ البَعيرِ.
( {ومَواطِنُ مكةَ: مواقِفُها) ، واحِدُها} مَوْطِنٌ كمَجْلِسٍ، وَهُوَ مجازٌ؛ وَمِنْه قَوْلُهم: إِذا وَقَفْتَ بتِلْك {المَواطِنِ فادْعُ اللَّهَ تَعَالَى ولإخْواني.
(و) المَواطِنُ (من الحَرْبِ: مَشاهِدُها) ، كالمَشاهِدِ، وَهُوَ مجازٌ؛ وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {لقد نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي} مَوَاطِن كثيرَةٍ} ، وقالَ طرفَةُ:
على! مَوْطِنٍ يَخْشَى الفَتَى عِنْده الرَّدَى مَتى تَعْتَرِكْ فِيهِ الفَرائصُ تُرْعَدِ ( {وتَوْطِينُ النَّفسِ: تَمْهِيدُها.
(} وتَوَطَّنَها: تَمَهَّدَها) .
(قالَ ابنُ سِيدَه: {وَطَّنَ نَفْسَه على الشيءِ وَله} فتَوَطَّنَتْ: حَمَلَها عَلَيْهِ فتَحَمَّلَتْ وذَلَّتْ لَهُ؛ قالَ كثيِّرٌ:
فقُلْتُ لَهَا يَا عَزَّ كلُّ مُصيبةٍ إِذا {وُطِّنتْ يَوْمًا لَهَا النَّفْسُ ذَلَّتِ (} والمِيطانُ، بالكسْرِ: الغايةُ) .) يقالُ: مِن أَيْنَ {مِيطَانك، أَي غَايَتك؛ رَوَاهُ عَمَرُو عَن أَبيهِ.
(و) } المِيطانُ: (موضِعٌ {يُوطَنُ لتُرْسَلَ مِنْهُ الخَيْلُ فِي السِبِّاقِ) ، وَهُوَ أَوَّلُ الغايَةِ والمِيتاءِ والمِيدَاء آخِر الغايَةِ.
وقالَ الأصْمعيُّ: والمَيْدانُ، بفتْحِ الميمِ} والمِيطَانُ بكسْرِها.
قالَ أَبو عَمْرو: جَمْعُه {مَيَاطِينُ.
(} وواطَنَهُ على الأمْرِ) :) أَضْمَر فِعْله مَعَه، فَإِن أَرادَ معْنى (وافَقَهُ) قالَ: واطَأَهُ، قالَ: وَهُوَ مجازٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{اتطَنَه: أَقامَ بِهِ، افْتَعَلَ مِن الوَطَنِ.
} وتَوَطَّنَهُ {وتَوَطَّنَ بِهِ لازِمٌ مُتَعدَ.
} والمَواطِنُ: المَجالِسُ.
{ومَيْطانُ، بالفتْحِ: مِن جِبالِ المَدينَةِ لمُزَيْنَةَ وسُلَيْم.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.