Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: أنتن

أغب

(أغب) الْقَوْم شربت ماشيتهم يَوْمًا وَتركت يَوْمًا والحلوبة درت غبا وَالطَّعَام فسد وأنتن وَعِنْده بَات والماشية ترك سقيها وَالْقَوْم جَاءَهُم يَوْمًا وتركهم يَوْمًا والحمى فلَانا وَعَلِيهِ أَخَذته يَوْمًا وَتركته آخر وَالشَّيْء فلَانا وَقع بِهِ وَيُقَال فلَان لَا يغبنا عطاؤه أَي يأتينا كل يَوْم

حَمَإٍ مَسْنُونٍ

{حَمَإٍ مَسْنُونٍ}
وسأله عن معنى قوله تعالى: {مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ}
قال: الحمأ السواد. واستشهد بقول حمزة بن عبد المطلب:
أغرّ كأن البدرَ سنةُ وجهِه. . . جلا الغيمَ عنه ضوؤه فتبددا
(تق) وزاد في (ك ط) : وهو الشاط أيضاً
= الكلمتان من ثلاث آيات من سورة الحجر:
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ} . 26 {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ} . 28
{قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (32) قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ} . 33.
ومعها من كادة حَمَأ، آية الكهف 86:
{حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ}
وأما مسنون فجاء من مادتها كثير: سُنة الله، وسُنتنا، وسنُة الأولين، وسنُنَ جمعا.
وجاءت السَّن في أحكام القصاص: {وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ}
اختلف أهل اللغة في حمأ وفي مسنون.
عَدّ بعضهم الحمأ من الأضداد: تقول منه حَمَأت الركية حمْأً إذا أخرجتَ منها الحمأة، وأحَمأتُها إحماءً إذا جعلت فيها الحمأة. حكاه ابن الأنباري عن قطرب، وقال: وليس هذا عندي من الأضداد، لأن لفظ حمأتُ، يخالف أحمأت، فكل واحدة منهما لا تقع إلا على معنى واحد، وما كان على هذا السبيل لا يدخل في الأضداد (الأضداد 304 / 396) .
وقال ابن السكيت في الأضداد: والحمأ الطين الأسود، وكذلك الحمْأة. تقول منه حَمِئتُ البئر إذا نزعت حمأتها، وأحمأتها ألقيت فيها الحمأة. وحكاه القرطبي في تفسير آية الحجر 26.
وفي (مسنون) بالآية، قال أبو عبيدة في المجاز: المسنون المصبوب، وهو من قول العرب: سنت الماء وغيره على الوجه إذا صببته. وحسَّنه النحاس فيما حكاه القرطبي عنه.
وقال سيبويه: المسنون المصَورّ. أُخذ من سنة الوجه وهو صورته. وقال الأخفض في المعاني: المسنون المنصوب القائم، من قولهم: وجه مسنون إذا كان فيه طول. وقال الفراء في معنى الآية: وهو المتغير، وأصله من قولهم: سننت الحجر على الحجر إذا حككته. وما يخرج من الحجرين يقال له السنانة والسنين. ومنه المِسَنُّ.
والمعاجم تجمع بين هذه الأقوال، مع شواهدهم لها: (ص، ل، ق، س) . واختلف أهل التأويل كذلك في معناهما في الآية: نقل فيه الطبري قول بعض أهل العلم بلغات العرب من البصريين، ومن الكوفيين، كالذي نقلنا عن سيبويه والفراء - ولم يسمهما - وأسند عن ابن عباس، قال: الحمأ المنتن، وعنه: هو الطين الرطب، وعن مجاهد وقتادة بلفظ: الحمأ المسنون الذي قد تغير وأنتن. وعن ابن عباس أيضاً، قال: خلق الإنسان - آدم - من ثلاثة: من طين لازب، وصلصال، وحمأ مسنون. فالطين اللازب اللازق الجيد، والصلصال المرقق الذي يصنع منه الفخار، والمسنون الطين فيه الحمأة.
قال الطبري: والذي هو أوْلى بتأويل الآية: أن يكون الصلصال في هذا الموضع الذي له صوت من الصلصلة وذلك أن الله تعالى شبهه بالفخار {مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ} ليُيْسِه. وأما قوله {مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ} فإن الحمَأ جمع حمأة، وهو الطين المتغير إلى السواد.
وذكر الراغب في الباي: السَّن واحد الأسنان، وسنَّ الحديدَ بالمِسَنَّ، وسنان الرمح، وسنَنَ الطريق، وسنة الوجه، وسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - طريقته، وسنُة الله تعالى قد يقال لطريقة حكمته وطريقة طاعته. وقوله تعالى: {مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ} قيل: متغير. (المفردات) .
ولا يخرج عن هذا ما أورده الزمخشري من معاني سن، الأصلية والمجازية (س) وبمزيد تفصيل في جامع القرطبي. والله أعلم.
وأما الشاهد من بيت حمزة - رضي الله عنه - في النبي - صلى الله عليه وسلم -، فما أدري وجه الاستشهاد به لتأويل حمأ مسنون في المسألة، بالسواد المصور، أو الشاط كما زاد في (ك، ط) وهو في اللغة الزيت المحروق.

ءنب

ءنب


أَنَبَ
أَنَّبَa. Reproved, reprimanded.

أُنْبُوْب (pl.
أَنَاْبِيْ4ُ)
a. Spout; pipe; tube.

أسنْتَ [ masc.]
أَنْتِ [ fem. ]
a. Thou.

أَنْتُمَا
a. [ dual; masc. &
fem.], You two.
أَنْتُم [ masc.
pl. ]
أَنْتُنَّ [
fem.
pl. ]
a. You; ye.

إنتان

إِنْتَانُ:
بعد النون الساكنة تاء فوقها نقطتان، وألف، ونون: شعب الإنتان:
 موضع قرب الطائف كانت به وقعة بين هوازن وثقيف كثر فيهم القتلى حتى أنتنــوا، فسمي لأجل ذلك شعب الإنتان.

الجيفة

(الجيفة) جثة الْمَيِّت إِذا أنتنــت وَفِي حَدِيث ابْن مَسْعُود (لَا أَعرفن أحدكُم جيفة ليل قطرب نَهَار) يسْعَى طول نَهَاره لدنياه وينام طول ليله كالجيفة الَّتِي لَا تتحرك لَا يفكر فِي آخرته (ج) جيف (جج) أجياف

غبت

غبت: أغْبِيتَة: نبات اسمه العلمي:
A thanasia maritima ( براكس مجلة الشرق والجزائر 8: 348).
(غبت)
الْمَاشِيَة فِي الْورْد غبا شربت يَوْمًا وَتركت يَوْمًا والحمى على المحموم أَخَذته يَوْمًا وَتركته آخر وَالرجل فِي الزِّيَارَة زار فِي الْحِين بعد الْحِين وَمِنْه قَوْلهم (زر غبا تَزْدَدْ حبا) وَالْأَمر صَار إِلَى أواخره وَالطَّعَام غبا وغبوبا وغبوبة أنتن وَفَسَد وَفُلَان عِنْده غبا بَات والرأي تأنى فِيهِ

الضَّرْعُ

الضَّرْعُ: م، لِلظِلْفِ والخُفِّ، أو للشَّاءِ والبَقَرِ ونَحْوِهِما، وأمَّا للناقَةِ: فَخِلْفٌ، ج: ضُرُوعٌ.
وشاةٌ وامْرَأةٌ ضَرْعاءُ وضَريعٌ وضَريعَةٌ: عَظِيمَتُهُ.
وضَرْعاءُ: ة.
والضُّرُوعُ، بالضمِّ: عِنَبٌ أبْيَضُ كِبارُ الحَبِّ.
والضَّريعُ، كأميرٍ: الشِّبْرِقُ، أو يَبيسُهُ، أو نَباتٌ رَطْبُهُ يُسَمَّى شِبْرِقاً، ويابِسُهُ ضَريعاً، لا تَقْرَبُه دابَّةٌ لخُبْثِهِ،
وـ: السُّلاَّءُ، والعَوْسَجُ الرَّطْبُ، أو نَباتٌ في الماءِ الآجِنِ، له عُروقٌ لا تَصِلُ إلى الأرضِ، أو شيءٌ في جَهَنَّمَ، أَمَرُّ من الصَّبِرِ، وأنْتَنُ من الجِيفَةِ، وأحَرُّ من النارِ، ونَباتٌ مُنْتِنٌ يَرْمي به البَحْرُ، ويَبيسُ كلِّ شجرةٍ، والخَمْرُ أو رَقِيقُها، والجِلْدَةُ على العَظْمِ تَحْتَ اللحمِ.
وضَرَعَ إليه، ويُثَلَّثُ، ضَرَعاً، محركةً، وضَرَاعَةً: خَضَعَ، وذَلَّ، واسْتَكَانَ، أو كفرحَ ومَنَعَ: تَذَلَّلَ، فهو ضارِعٌ وضَرِعٌ، ككتِفٍ، وضَرُوعٌ وضَرَعَةٌ، محركةً. وككَرُمَ: ضَعُفَ،
فهو ضَرَعٌ، محركةً، من قومٍ ضَرَعٍ، محركةً أيضاً.
ومُهْرٌ ضَرَعٌ، محركةً: لم يَقْوَ على العَدْوِ.
والضارِعُ، والضَّرَعُ، محركةً: الصغيرُ من كلِّ شيءٍ، أو الصغيرُ السِّنِّ الضعيفُ. وككتِفٍ: الضعيفُ.
وضَرَعَ به فرسُه، كَمنع: أذَلَّهُ،
وـ السَّبُعُ من الشيء ضُرُوعاً: دَنا،
وـ الشمسُ: غابَتْ، أو دَنَتْ للمَغِيبِ،
كضَرَّعَتْ.
وتَضْرُعُ، كَتَنْصُرُ: ع.
والضِّرْعُ، بالكسر: المِثْلُ، وقُوَّةُ الحَبْلِ، ج: ضُرُوعٌ.
وأضْرَعَ له مالاً: بَذَلَه له،
وـ فلاناً: أَذَلَّهُ،
وـ الشاةُ: نَزَلَ لَبَنُها قُبَيْلَ النِّتاجِ.
و"الحُمَّى أضْرَعَتْنِي للنَّوْمِ": يُضْرَبُ في الذُّلِّ عندَ الحاجةِ.
والتَّضْرِيعُ: التَّقَرُّبُ في رَوَغانٍ،
كالتَّضَرُّعِ.
وضَرَّعَ الرُّبَّ تَضْريعاً: طَبَخَهُ فلم يُتِمَّ طَبْخَهُ،
وـ القِدْرُ: حانَ أن تُدْرِكَ.
وتَضَرَّعَ إلى الله تعالى: ابْتَهَلَ، وتَذَلَّلَ، أو تَعَرَّضَ بطَلَبِ الحاجةِ،
وـ الظِّلُّ: قَلَصَ.
وضارَعَه: شابَهَه.
وتُضارِعُ، بضم المُثَنَّاةِ فَوْقُ والراءِ، وبضمها وكسرِ الراءِ، وبفتحها وضم الراءِ، عن"المُوْعَبِ": جبلٌ بنَجْدٍ، ومنه الحديثُ: "إذا سالَ تُضارِعُ فهو عامُ خِصْبٍ".
والمُسْتَضْرِعُ: الضارِعُ. 

أنْ

أنْ: يقال أن بدلا من إلى أن (المقدمة 2: 380 مع تعليق دى سلان).
وانظر ما كتبه فليشر في تعليقه على المقري (2: 485، وبريشت 71) لمعرفة استعمال أن قبل الفعل الماضي في جملة مثل: أمره أن نادى في الناس، ورأى أن كتب
أنْ المَفْتُوحَةُ تكونُ اسْماً وحَرْفاً، والاسمُ نَوْعانِ: ضَميرُ مُتَكَلِّم في قَوْلِ بَعْضِهِم: أنْ فَعَلْتُ، بسكونِ النونِ، والأكْثَرونَ على فَتْحِها وَصْلاً، والإِتْيانِ بالألِفِ وقْفاً. وضَميرُ مُخَاطَبٍ في قَوْلِكَ: أنْتَ أنْتِ أنْتُمَا أنْتُمْ أنْتُنَّ. الجُمْهورُ أنَّ الضَّميرَ هو أن، والتاءُ حَرْفُ خِطابٍ.
والحَرْفُ أرْبَعَةُ أنْواعٍ: يكونُ حَرْفاً مَصْدَرِيًّا ناصِباً للمُضارِعِ، وَيَقَعُ في مَوْضِعَيْنِ: في الابْتِداءِ، فيكونُ في مَوْضِعِ رَفْعٍ، نَحْو: {وأنْ تَصوموا خَيْرٌ لَكُمْ} ، ويَقَعُ بعدَ لَفْظٍ دالٍّ على مَعْنًى غيرِ اليَقينِ، فيكونُ في مَوْضِعِ رَفْعٍ: {ألَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمنوا أن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ} ، ونَصْبٍ {وما كان هذا القُرْآُن أنْ يُفْتَرَى} ، وخَفْضٍ: {من قَبْلِ أنْ يَأْتِيَ أحَدَكُمُ المَوْتُ} ، وقد يُجْزَمُ، بها كقولِهِ:
إذا ما غَدَوْنا، قال وِلْدانُ أهْلِنا: ... تعالَوْا إلى أن يأتِنا الصَّيْدُ نَحْطِب
وقد يُرْفَعُ الفِعلُ بعدَها، كقراءَةِ ابنِ مُحَيْصِنٍ: {لِمَنْ أرادَ أن يُتِمُّ الرَّضاعَةَ} ، وتكونُ مُخَفَّفَةً من الثَّقيلةِ: {عَلِمَ أنْ سَيكونُ} ، ومُفَسِّرةً بمنزِلة أي: {فأَوْحَيْنا إليه أنِ اصْنَعِ الفُلْكَ} ، وتكونُ زائدةً للتوكيدِ، وتكونُ شَرْطيَّةً كالمكسورةِ، وتكونُ للنَّفْي كالمكسورةِ، وبمعنى إذ، قيلَ: ومنه {بَلْ عَجِبُوا أنْ جاءَهُم مُنْذِرٌ منهم} ، وبمعنى لِئَلاَّ، قيلَ: ومنه: {يُبَيِّنُ الله لَكُمْ أن تَضِلُّوا} ، والصَّوابُ أنها هنا مَصْدرِيَّةٌ، والأصلُ كَراهةَ أن تَضِلُّوا.

البصرة

ذكر خطط البصرة وقراها
وقد ذكرت بعض ذلك في أبوابه وذكرت بعضه هاهنا، قال أحمد بن يحيى بن جابر: كان حمران ابن أبان للمسيّب بن نجبة الفزاري أصابه بعين التمر فابتاعه منه عثمان بن عفّان وعلمه الكتابة واتخذه كاتبا، ثم وجد عليه لأنه كان وجّهه للمسألة عما رفع على الوليد بن عقبة بن أبي معيط، فارتشى منه وكذّب ما قيل فيه، ثم تيقّن عثمان صحة ذلك فوجد عليه
وقال: لا تساكنّي أبدا، وخيّره بلدا يسكنه غير المدينة، فاختار البصرة وسأله أن يقطعه بها دارا وذكر ذرعا كثيرا استكثره عثمان وقال لابن عامر:
أعطه دارا مثل بعض دورك، فأقطعه دار حمران التي بالبصرة في سكة بني سمرة بالبصرة، كان صاحبها عتبة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب ابن عبد شمس بن عبد مناف، قال المدايني: قال أبو بكرة لابنه: يا بنيّ والله ما تلي عملا قط وما أراك تقصر عن إخوتك في النفقة، فقال: إن كتمت عليّ أخبرتك، قال: فإني أفعل، قال: فإني أغتلّ من حمّامي هذا في كلّ يوم ألف درهم وطعاما كثيرا. ثم إنّ مسلما مرض فأوصى إلى أخيه عبد الرحمن بن أبي بكرة وأخبره بغلة حمّامه، فأفشى ذلك واستأذن السلطان في بناء حمّام، وكانت الحمامات لا تبنى بالبصرة إلّا بإذن الولاة، فأذن له واستأذن غيره فأذن له وكثرت الحمامات، فأفاق مسلم بن أبي بكرة من مرضه وقد فسد عليه حمّامه فجعل يلعن عبد الرحمن ويقول: ما له قطع الله رحمه! وكان لزياد مولى يقال له فيل، وكان حاجبه، فكان يضرب المثل بحمّامه بالبصرة، وقد ذكرته في حمام فيل. نهر عمرو: ينسب إلى عمرو بن عتبة بن أبي سفيان. نهر ابن عمير: منسوب إلى عبد الله بن عمير بن عمرو بن مالك اللّيثي، كان عبد الله بن عامر بن كريز أقطعه ثمانية آلاف جريب فحفر عليها هذا النهر، ومن اصطلاح أهل البصرة أن يزيدوا في اسم الرجل الذي تنسب إليه القرية ألفا ونونا، نحو قولهم طلحتان:
نهر ينسب إلى طلحة بن أبي رافع مولى طلحة بن عبيد الله. خيرتان: منسوب إلى خيرة بنت ضمرة القشيرية امرأة المهلّب بن أبي صفرة. مهلّبان:
منسوب إلى المهلّب بن أبي صفرة، ويقال بل كان لزوجته خيرة فغلب عليه اسم المهلب، وهي أمّ أبي عيينة ابنه. وجبيران: قرية لجبير بن حيّة.
وخلفان: قطيعة لعبد الله بن خلف الخزاعي والد طلحة الطلحات. طليقان: لولد خالد بن طليق بن محمد بن عمران بن حصين الخزاعي، وكان خالد ولي قضاء البصرة. روّادان: لروّاد بن ابي بكرة.
شط عثمان: ينسب إلى عثمان بن أبي العاصي الثقفي، وقد ذكرته، فأقطع عثمان أخاه حفصا حفصان وأخاه أميّة أميّان وأخاه الحكم حكمان وأخاه المغيرة مغيرتان. أزرقان: ينسب إلى الأزرق بن مسلم مولى بني حنيفة. محمّدان: منسوب إلى محمد ابن علي بن عثمان الحنفي. زيادان: منسوب إلى زياد مولى بني الهجيم جدّ مونس بن عمران بن جميع بن يسار بن زياد وجد عيسى بن عمر النحوي لأمّهما.
عميران: منسوب إلى عبد الله بن عمير الليثي. نهر مقاتل بن حارثة بن قدامة السعدي. وحصينان:
لحصين بن أبي الحرّ العنبري. عبد الليان: لعبد الله بن أبي بكرة. عبيدان: لعبيد بن كعب النّميري. منقذان: لمنقذ بن علاج السّلمي. عبد الرحمانان: لعبد الرحمن بن زياد. نافعان: لنافع ابن الحارث الثقفي. أسلمان: لأسلم بن زرعة الكلابي. حمرانان: لحمران بن أبان مولى عثمان بن عفّان. قتيبتان: لقتيبة بن مسلم. خشخشان:
لآل الخشخاش العنبري. نهر البنات: لبنات زياد، أقطع كلّ بنت ستين جريبا، وكذلك كان يقطع العامة. سعيدان: لآل سعيد بن عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد. سليمانان: قطيعة لعبيد بن نشيط صاحب الطرف أيام الحجاج، فرابط به رجل من الزهاد يقال له سليمان بن جابر فنسب إليه. عمران:
لعمر بن عبيد الله بن معمر التيمي. فيلان: لفيل
مولى زياد. خالدان: لخالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أميّة. المسماريّة: قطيعة مسمار مولى زياد بن أبيه، وله بالكوفة ضيعة.
سويدان: كانت لعبيد الله بن أبي بكرة قطيعة مبلغها أربعمائة جريب فوهبها لسويد بن منجوف السّدوسي، وذلك أن سويدا مرض فعاده عبيد الله بن أبي بكرة فقال له: كيف تجدك؟ فقال: صالحا إن شئت، فقال: قد شئت، وما ذلك؟ قال: إن أعطيتني مثل الذي أعطيت ابن معمر فليس عليّ بأس، فأعطاه سويدان فنسب إليه. جبيران: لآل كلثوم بن جبير. نهر أبي برذعة بن عبيد الله بن أبي بكرة.
كثيران: لكثير بن سيّار. بلالان: لبلال بن أبي بردة، كانت قطيعة لعبّاد بن زياد فاشتراه. شبلان:
لشبل بن عميرة بن تيري الضّبيّ.

ذكر ما جاءَ في ذم البصرة
لما قدم أمير المؤمنين البصرة بعد وقعة الجمل ارتقى منبرها فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا أهل البصرة يا بقايا ثمود يا أتباع البهيمة يا جند المرأة، رغا فاتبعتم وعقر فانهزمتم، أما إني ما أقول ما أقول رغبة ولا رهبة منكم غير أني سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: تفتح أرض يقال لها البصرة، أقوم أرض الله قبلة، قارئها أقرأ الناس وعابدها أعبد الناس وعالمها أعلم الناس ومتصدقها أعظم الناس صدقة، منها إلى قرية يقال لها الأبلّة أربعة فراسخ يستشهد عند مسجد جامعها وموضع عشورها ثمانون ألف شهيد، الشهيد يومئذ كالشهيد يوم بدر معي، وهذا الخبر بالمدح أشبه، وفي رواية أخرى أنه رقي المنبر فقال:
يا أهل البصرة ويا بقايا ثمود يا أتباع البهيمة ويا جند المرأة، رغا فاتبعتم وعقر فانهزمتم، دينكم نفاق وأحلامكم دقاق وماؤكم زعاق، يا أهل البصرة والبصيرة والسّبخة والخريبة أرضكم أبعد أرض الله من السماء وأقربها من الماء وأسرعها خرابا وغرقا، ألا إني سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: أما علمت أن جبريل حمل جميع الأرض على منكبه الأيمن فأتاني بها؟ ألا إني وجدت البصرة أبعد بلاد الله من السماء وأقربها من الماء وأخبثها ترابا وأسرعها خرابا، ليأتينّ عليها يوم لا يرى منها إلا شرفات جامعها كجؤجؤ السفينة في لجة البحر، ثم قال: ويحك يا بصرة ويلك من جيش لا غبار له! فقيل: يا أمير المؤمنين ما الويح وما الويل؟ فقال: الويح والويل بابان، فالويح رحمة والويل عذاب، وفي رواية أن عليّا، رضي الله عنه، لما فرغ من وقعة الجمل دخل البصرة فأتى مسجدها الجامع فاجتمع الناس فصعد المنبر فحمد الله واثنى عليه وصلى على النبي، صلى الله عليه وسلم، ثم قال: أما بعد، فان الله ذو رحمة واسعة فما ظنكم يا أهل البصرة يا أهل السبخة يا أهل المؤتفكة ائتفكت بأهلها ثلاثا وعلى الله الرابعة يا جند المرأة، ثم ذكر الذي قبله ثم قال: انصرفوا إلى منازلكم وأطيعوا الله وسلطانكم، وخرج حتى صار إلى المربد والتفت وقال: الحمد لله الذي أخرجني من شرّ البقاع ترابا وأسرعها خرابا. ودخل فتى من أهل المدينة البصرة فلما انصرف قال له أصحابه: كيف رأيت البصرة؟ قال: خير بلاد الله للجائع والغريب والمفلس، أما الجائع فيأكل خبز الأرز والصحناءة فلا ينفق في شهر إلّا درهمين، وأما الغريب فيتزوّج بشقّ درهم، وأما المحتاج فلا عليه غائلة ما بقيت له استه يخرأ ويبيع، وقال الجاحظ: من عيوب البصرة اختلاف هوائها في يوم واحد لأنهم يلبسون القمص مرة والمبطّنات مرة لاختلاف جواهر
الساعات، ولذلك سمّيت الرّعناء، قال الفرزدق:
لولا أبو مالك المرجوّ نائله ... ما كانت البصرة الرّعناء لي وطنا
وقد وصف هذه الحال ابن لنكك فقال:
نحن بالبصرة في لو ... ن من العيش ظريف
نحن، ما هبّت شمال، ... بين جنّات وريف
فإذا هبّت جنوب، ... فكأنّا في كنيف
وللحشوش بالبصرة أثمان وافرة، ولها فيما زعموا تجار يجمعونها فإذا كثرت جمع عليها أصحاب البساتين ووقفهم تحت الريح لتحمل إليهم نتنها فإنه كلما كانت أنتن كان ثمنها أكثر، ثم ينادى عليها فيتزايد الناس فيها، وقد قصّ هذه القصة صريع الدّلاء البصري في شعر له ولم يحضرني الآن، وقد ذمّتها الشعراء، فقال محمد بن حازم الباهلي:
ترى البصريّ ليس به خفاء، ... لمنخره من البثر انتشار
ربا بين الحشوش وشبّ فيها، ... فمن ريح الحشوش به اصفرار
يعتّق سلحة، كيما يغالي ... به عند المبايعة التجار
وقال أبو إسحاق إبراهيم بن هلال الصابي:
لهف نفسي على المقام ببغدا ... د، وشربي من ماء كوز بثلج
نحن بالبصرة الذميمة نسقي، ... شرّ سقيا، من مائها الأترنجي
أصفر منكر ثقيل غليظ ... خاثر مثل حقنة القولنج
كيف نرضى بمائها، وبخير ... منه في كنف أرضنا نستنجي
وقال أيضا:
ليس يغنيك في الطهارة بال ... بصرة، إن حانت الصلاة، اجتهاد
إن تطهّرت فالمياه سلاح، ... أو تيمّمت فالصعيد سماد
وقال شاعر آخر يصف أهل البصرة بالبخل وكذب عليهم:
أبغضت بالبصرة أهل الغنى، ... إني لأمثالهم باغض
قد دثّروا في الشمس أعذاقها، ... كأنّ حمّى بخلهم نافض

ذكر ما جاء في مدح البصرة
كان ابن أبي ليلى يقول: ما رأيت بلدا أبكر إلى ذكر الله من أهل البصرة، وقال شعيب بن صخر:
تذاكروا عند زياد البصرة والكوفة فقال زياد: لو ضلّت البصرة لجعلت الكوفة لمن دلّني عليها، وقال ابن سيرين: كان الرجل من أهل البصرة يقول لصاحبه إذا بالغ في الدعاء عليه: غضب الله عليك كما غضب على المغيرة وعزله عن البصرة وولاه الكوفة، وقال ابن أبي عيينة المهلبي يصف البصرة:
يا جنّة فاقت الجنان، فما ... يعدلها قيمة ولا ثمن
ألفتها فاتخذتها وطنا، ... إنّ فؤادي لمثلها وطن
زوّج حيتانها الضّباب بها، ... فهذه كنّة وذا ختن
فانظر وفكّر لما نطقت به، ... إنّ الأديب المفكّر الفطن
من سفن كالنّعام مقبلة، ... ومن نعام كأنها سفن
وقال المدائني: وفد خالد بن صفوان على عبد الملك ابن مروان فوافق عنده وفود جميع الأمصار وقد اتخذ مسلمة مصانع له، فسأل عبد الملك أن يأذن للوفود في الخروج معه إلى تلك المصانع، فأذن لهم، فلما نظر إليها مسلمة أعجب بها فأقبل على وفد أهل مكة فقال: يا أهل مكة هل فيكم مثل هذه المصانع؟
فقالوا: لا الا أن فينا بيت الله المستقبل، ثم أقبل على وفد أهل المدينة فقال: يا أهل المدينة هل فيكم مثل هذه؟ فقالوا: لا إلّا أن فينا قبر نبي الله المرسل، ثم أقبل على وفد أهل الكوفة فقال: يا أهل الكوفة هل فيكم مثل هذه المصانع؟ فقالوا: لا إلّا أن فينا تلاوة كتاب الله المرسل، ثم أقبل على وفد أهل البصرة فقال: يا أهل البصرة هل فيكم مثل هذه المصانع؟
فتكلم خالد بن صفوان وقال: أصلح الله الأمير! إن هؤلاء أقرّوا على بلادهم ولو أن عندك من له ببلادهم خبرة لأجاب عنهم، قال: أفعندك في بلادك غير ما قالوا في بلادهم؟ قال: نعم، أصلح الله الأمير! أصف لك بلادنا؟ فقال: هات، قال: يغدو قانصانا فيجيء هذا بالشّبوط والشّيم ويجيء هذا بالظبي والظليم، ونحن أكثر الناس عاجا وساجا وخزّا وديباجا وبرذونا هملاجا وخريدة مغناجا، بيوتنا الذهب ونهرنا العجب أوله الرّطب وأوسطه العنب وآخره القصب، فأما الرطب عندنا فمن النخل في مباركه كالزّيتون عندكم في منابته، هذا على أفنانه كذاك على أغصانه، هذا في زمانه كذاك في إبّانه، من الراسخات في الوحل المطعمات في المحل الملقحات بالفحل يخرجن أسفاطا عظاما وأقساطا ضخاما، وفي رواية: يخرجن أسفاطا وأقساطا كأنما ملئت رياطا، ثم ينفلقن عن قضبان الفضة منظومة باللؤلؤ الأبيض ثم تتبدّل قضبان الذهب منظومة بالزبرجد الأخضر ثم تصير ياقوتا أحمر وأصفر ثم تصير عسلا في شنّة من سحاء ليست بقربة ولا إناء حولها المذابّ ودونها الجراب لا يقربها الذباب مرفوعة عن التراب ثم تصير ذهبا في كيسة الرجال يستعان به على العيال، وأما نهرنا العجب فإنّ الماء يقبل عنقا فيفيض مندفقا فيغسل غثّها ويبدي مبثّها، يأتينا في أوان عطشنا ويذهب في زمان ريّنا فنأخذ منه حاجتنا ونحن نيام على فرشنا فيقبل الماء وله ازدياد وعباب ولا يحجبنا عنه حجاب ولا تغلق دونه الأبواب ولا يتنافس فيه من قلّة ولا يحبس عنّا من علّة، وأما بيوتنا الذهب فإنّ لنا عليهم خرجا في السنين والشهور نأخذه في أوقاته ويسلمه الله تعالى من آفاته وننفقه في مرضاته، فقال له مسلمة: أنّى لكم هذه يا ابن صفوان ولم تغلبوا عليها ولم تسبقوا إليها؟ فقال: ورثناها عن الآباء ونعمّرها للأبناء ويدفع لنا عنها ربّ السماء ومثلنا فيها كما قال معن بن أوس:
إذا ما بحر خندف جاش يوما ... يغطمط موجه المتعرّضينا
فمهما كان من خير، فإنّا ... ورثناها أوائل أوّلينا
وإنّا مورثون، كما ورثنا ... عن الآباء إن متنا، بنينا
وقال الأصمعي: سمعت الرشيد يقول: نظرنا فإذا كلّ ذهب وفضة على وجه الأرض لا يبلغ ثمن نخل البصرة. وقال أبو حاتم: ومن العجائب، وهو مما أكرم الله به الإسلام، أنّ النخل لا يوجد إلّا في بلاد الإسلام البتة مع أن بلاد الهند والحبش والنوبة بلاد حارة خليقة بوجود النخل فيها، وقال ابن أبي عيينة يتشوّق البصرة:
فإن أشك من ليلي بجرجان طوله، ... فقد كنت أشكو منه بالبصرة القصر
فيا نفس قد بدّلت بؤسا بنعمة، ... ويا عين قد بدّلت من قرّة عبر
ويا حبذاك السائلي فيم فكرتي ... وهمّي، ألا في البصرة الهمّ والفكر
فيا حبّذا ظهر الحزيز وبطنه، ... ويا حسن واديه، إذا ماؤه زخر
ويا حبذا نهر الأبلّة منظرا، ... إذا مدّ في إبّانه الماء أو جزر
ويا حسن تلك الجاريات، إذا غدت ... مع الماء تجري مصعدات وتنحدر
فيا ندمي إذ ليس تغني ندامتي! ... ويا حذري إذ ليس ينفعني الحذر!
وقائلة: ماذا نبا بك عنهم؟ ... فقلت لها: لا علم لي، فاسألي القدر
وقال الجاحظ: بالبصرة ثلاث أعجوبات ليست في غيرها من البلدان، منها: أنّ عدد المدّ والجزر في جميع الدهر شيء واحد فيقبل عند حاجتهم إليه ويرتدّ عند استغنائهم عنه، ثم لا يبطئ عنها إلّا بقدر هضمها واستمرائها وجمامها واستراحتها، لا يقتلها غطسا ولا غرقا ولا يغبّها ظمأ ولا عطشا، يجيء على حساب معلوم وتدبير منظوم وحدود ثابتة وعادة قائمة، يزيدها القمر في امتلائه كما يزيدها في نقصانه فلا يخفى على أهل الغلّات متى يتخلفون ومتى يذهبون ويرجعون بعد أن يعرفوا موضع القمر وكم مضى من الشهر، فهي آية وأعجوبة ومفخر وأحدوثة، لا يخافون المحل ولا يخشون الحطمة، قلت أنا: كلام الجاحظ هذا لا يفهمه إلّا من شاهد الجزر والمد، وقد شاهدته في ثماني سفرات لي إلى البصرة ثم إلى كيش ذاهبا وراجعا، ويحتاج إلى بيان يعرفه من لم يشاهده، وهو أن دجلة والفرات يختلطان قرب البصرة ويصيران نهرا عظيما يجري من ناحية الشمال إلى ناحية الجنوب فهذا يسمونه جزرا، ثم يرجع من الجنوب إلى الشمال ويسمونه مدّا، يفعل ذلك في كل يوم وليلة مرّتين، فإذا جزر نقص نقصانا كثيرا بيّنا بحيث لو قيس لكان الذي نقص مقدار ما يبقى وأكثر، وليست زيادته متناسبة بل يزيد في أول كل شهر، ووسطه أكثر من سائره، وذاك أنه إذا انتهى في أول الشهر إلى غايته في الزيادة وسقى المواضع العالية والأراضي القاصية أخذ يمدّ كل يوم وليلة أنقص من اليوم الذي قبله، وينتهي غاية نقص زيادته في آخر يوم من الأسبوع الأول من الشهر، ثم يمدّ في كل يوم أكثر من مدّه في اليوم الذي قبله حتى ينتهي غاية زيادة مدّه في نصف الشهر، ثم يأخذ في النقص إلى آخر الأسبوع ثم في الزيادة في آخر الشهر هكذا أبدا لا يختلف ولا يخل بهذا القانون ولا يتغير عن هذا الاستمرار، قال الجاحظ: والأعجوبة الثانية ادّعاء أهل أنطاكية وأهل حمص وجميع بلاد الفراعنة
الطلسمات، وهي بدون ما لأهل البصرة، وذاك أن لو التمست في جميع بيادرها وربطها المعوّذة وغيرها على نخلها في جميع معاصر دبسها أن تصيب ذبابة واحدة لما وجدتها إلا في الفرط، ولو أن معصرة دون الغيط أو تمرة منبوذة دون المسنّاة لما استبقيتها من كثرة الذّبّان، والأعجوبة الثالثة أن الغربان القواطع في الخريف يجيء منها ما يسوّد جميع نخل البصرة وأشجارها حتى لا يرى غصن واحد إلا وقد تأطّر بكثرة ما عليه منها ولا كربة غليظة إلا وقد كادت أن تندقّ لكثرة ما ركبها منها، ثم لم يوجد في جميع الدهر غراب واحد ساقط إلا على نخلة مصرومة ولم يبق منها عذق واحد، ومناقير الغربان معاول وتمر الأعذاق في ذلك الإبّان غير متماسكة، فلو خلاها الله تعالى ولم يمسكها بلطفه لاكتفى كل عذق منها بنقرة واحدة حتى لم يبق عليها إلا اليسير، ثم هي في ذلك تنتظر أن تصرم فإذا أتى الصرام على آخرها عذقا رأيتها سوداء ثم تخللت أصول الكرب فلا تدع حشفة إلا استخرجتها، فسبحان من قدّر لهم ذلك وأراهم هذه الأعجوبة، وبين البصرة والمدينة نحو عشرين مرحلة ويلتقي مع طريق الكوفة قرب معدن النّقرة، وأخبار البصرة كثيرة والمنسوبون إليها من أهل العلم لا يحصون، وقد صنف عمر بن شبّة وأبو يحيى زكرياء الساجي وغيرهما في فضائلها كتابا في مجلدات، والذي ذكرناه كاف.

والبَصْرَةُ:
أيضا: بلد في المغرب في أقصاه قرب السوس، خربت، قال ابن حوقل وهو يذكر مدن المغرب من بلاد البربر: والبصرة مدينة مقتصدة عليها سور ليس بالمنيع، ولها عيون خارجها عليها بساتين يسيرة، وأهلها ينسبون إلى السلامة والخير والجمال وطول القامة واعتدال الخلق، وبينها وبين المدينة المعروفة بالأقلام أقلّ من مرحلة، وبينها وبين مدينة يقال لها تشمّس أقلّ من مرحلة أيضا، ولما ذكر المدن التي على البحر قال: ثم تعطف على البحر المحيط يسارا وعليه من المدن، قريبة منه وبعيدة، جرماية وساوران والحجا على نحر البحر، ودونها في البرّ مشرقا: الأقلام ثم البصرة، وقال البشّاري:
البصرة مدينة بالمغرب كبيرة، كانت عامرة وقد خربت، وكانت جليلة، وكان قول البشّاري هذا في سنة 378، وقرأت في كتاب المسالك والممالك لأبي عبيد البكري الأندلسي: بين فاس والبصرة أربعة أيام، قال: والبصرة مدينة كبيرة، وهي أوسع تلك البلاد مرعى وأكثرها ضرعا ولكثرة ألبانها تعرف ببصرة الذّبّان وتعرف ببصرة الكتان، كانوا يتبايعون في بدء أمرها في جميع تجاراتهم بالكتان، وتعرف أيضا بالحمراء لأنها حمراء التربة، وسورها مبنيّ بالحجارة والطوب، وهي بين شرفين، ولها عشرة أبواب، وماؤها زعاق، وشرب أهلها من بئر عذبة على باب المدينة، وفي بساتينها آبار عذبة، ونساء هذه البصرة مخصوصات بالجمال الفائق والحسن الرائق، ليس بأرض المغرب أجمل منهن، قال أحمد بن فتح المعروف بابن الخزّاز التيهرتي يمدح أبا العيش عيسى بن إبراهيم بن القاسم:
قبح الإله الدهر، إلّا قينة ... بصريّة في حمرة وبياض
الخمر في لحظاتها، والورد في ... وجناتها، والكشح غير مفاض
في شكل مرجيّ ونسك مهاجر، ... وعفاف سنّيّ وسمت إباض
تيهرت أنت خلية، وبرقّة ... عوّضت منك ببصرة، فاعتاضي
لا عذر للحمراء في كلفي بها، ... أو تستفيض بأبحر وحياض
قال: ومدينة البصرة مستحدثة أسست في الوقت الذي أسست فيه أصيلة أو قريبا منه.

الطِحالُ

الطِحالُ، ككِتابٍ: لَحْمَةٌ م، ج: ككُتُبٍ.
وطَحِلَ، كفرِحَ، فهو طَحِلٌ: عَظُمَ طِحالُه.
وـ الماءُ: فَسَدَ وأنْتَنَ من حَمْأَةٍ. وكعُنِيَ طَحْلاً: شَكاهُ.
وكمنَعه طَحْلاً، ويُحَرَّكُ: أَصابَ طِحالَهُ.
والطُّحْلَةُ، بالضم: لَوْنٌ بين الغُبْرَةِ والسَّوادِ بِبياضٍ قليلٍ. ذئبٌ أطْحَلُ، وشاةٌ طَحْلاءُ. والفِعْلُ، كفرِحَ.
وشَرابٌ وغُبارٌ طاحِلٌ: كَدِرٌ، ومَعْقِلُ بنُ خُوَيْلِدِ بنِ مِطْحَلٍ، كمِنْبَرٍ: شاعرٌ هُذَلِيٌّ، أو هو أبو المَطاحِلِ.
ويومُ المَطَاحِلِ: يومٌ قُتِلوا فيه.
أو المَطاحِلُ: ع. وككتِفٍ: الغَضْبانُ، والمَلْآنُ،
والـ المُطَحْلَبُ، والأسْوَدُ. وكمنَعه: مَلأَهُ.
وإناءٌ مَطْحولٌ: مَمْلوءٌ.
كلبٌ، وع لبني الغُبَّرِ.
ومنه المَثَلُ: "ضَيَّعْتَ البِكارَ على طِحالٍ"، يُضْرَبُ لمن طَلَبَ حاجَةً إلى مَن أساءَ إليه؛ لأن سُوَيْدَ بنَ أبي كاهِلٍ هَجَا بني غُبَّرٍ بقولِهِ:
مَنْ سَرَّه النَّيْكُ بغيرِ مالِ ... فالغُبَّرِيَّاتُ على طِحالِ
ثم سُوَيْدٌ، فَطَلَبَ إلى بني غُبَّرٍ أن يُعينوهُ في فَكاكِهِ، فقالوا له ذلك.
وطَحْلاءُ: قَرْيتَانِ بِمِصْرَ.

الجيفَةُ

الجيفَةُ، بالكسرِ: جُثَّةُ المَيِّتِ وقد أراحَ، ج: كعِنَبٍ وأعْنَابٍ.
وذو الجيفَةِ: ع بين المَدينَةِ وتَبوكَ. وككِتابٍ: ماءٌ بين البَصْرَةِ ومَكَّةَ. وكشَدَّادٍ: النَبَّاشُ.
وجافَتِ الجِيفَةُ تَجِيفُ: أنْتَنــتْ،
كجَيَّفَتْ واجْتَافَتْ.
وجَيَّفَهُ: ضَرَبَهُ.
وجَيَّفَ فُلانٌ في كذا،
وجُيِّفَ: فَزَّعَ، وأُفْزِعَ.

خَمَّ

خَمَّ البَيْتَ والبئْرَ: كَنَسَها،
كاخْتَمَّها،
وـ الناقةَ: حَلَبَها،
وـ اللحْمُ يَخِمُّ ويَخُمُّ خَمّاً وخُموماً،
وهو خَمٌّ: أنْتَنَ، وأكْثَرُ ما يُسْتَعْمَلُ في المَطْبوخِ والمَشْوِيِّ،
وـ اللَّبَنُ: غَيَّرَهُ خُبْثُ رائحَةِ السِّقاءِ،
كأَخَمَّ.
والمِخَمَّةُ: المكْنَسَةُ.
والخُمامَةُ، بالضم: الكُناسَةُ، وما يَنْتَثِرُ من الطَّعامِ فَيُؤْكَلُ، ويُرْجَى الثَّوابُ،
والمَخْمومُ القَلْبِ: النَّقِيُّهُ من الغِلِّ والحَسدِ.
وهو يَخُمُّ ثيابَهُ: يُثْنِي عليه.
والخُمُّ، بالضم: قَفَصُ الدَّجاجِ،
وخُمَّ، بالضم: حُبِسَ فيه، (ووادٍ، ويُفْتَحُ) ، وبئرٌ حَفَرَها عبدُ شَمْسِ بنُ عبدِ مَنافٍ بمكة.
وغَديرُ خُمٍّ: ع (على ثلاثة أمْيالٍ) بالجُحْفَةِ بين الحَرَمَينِ.
(أوخُمٌّ: اسمُ غَيْضَةٍ هُناكَ، بها غَديرُ ماءٍ سَمٍّ، لم يُولدْ بها أحدٌ فَعاشَ إلى أن يَحْتَلِمَ، إلا أن يَنْتَقِل منها، وحُفْرَةٌ في الأرضِ يُجْعَلُ في أسْفَلِها الرَّمادُ، ثم تُوضَعُ السِّخالُ فيها
ج: كقِرَدَةٍ، والقَوْصَرَّةُ يُجْعَلُ فيها التِّبْنُ لتَبيضَ فيه الدَّجاجَةُ) ، وبالفتح: القَطْعُ،
كالاخْتِمامِ، والثَّناءُ الطَّيِّبُ، والبُكاءُ الشديدُ، وبالكسر: البُسْتانُ الفارِغُ.
والخَمَّانُ: الرُّمْحُ الضعيفُ،
وع بالشامِ، وبالضم والكسرِ: رُذالُ الناسِ، ورَدِيءُ المَتاعِ والشَّجَرِ، وبالضم: نَباتٌ،
ويقالُ له: خُمامَى، نافِعٌ للاسْتِسْقاءِ، ونَهْشِ الأَفْعَى، ومن الكسرِ والوثْيِ من السّقْطَةِ جِدّاً، ومن الكَلْبِ الكَلِبِ، ويُسَوِّدُ الشَّعَرَ.
والخَمْخَمَةُ: الخَنْخَنَةُ.
والخِمْخِمُ، كسِمْسِمٍ: الضَّرْعُ الكثيرُ اللَّبَنِ، ونَبْتٌ له شَوْكٌ دَقيقٌ، لَصّاقٌ بكُلِّ ما يَتَعَلّقُ به، كَثيرٌ بظاهِرِ القاهِرَةِ، وليس بِلسانِ الثَّورِ، كما تَوَهَّمَه بعضُهم، إنما ذلك بالمُهْمَلَتَيْنِ. وكهُدْهُدٍ: دُوَيْبَّةٌ بَحْرِيَّةٌ.
والخَمْخامُ بنُ الحارثِ: صَحابِي.
وإخميمُ، بالكسرِ: د بِمصرَ،
وع لبني عَنَزَةَ.
وخُمَّامٌ، كزُنَّارٍ وغُرابٍ: أبو بَطْنٍ من الأَزْدِ، منهم: خُوَيْلُ بنُ مُحمدٍ الزاهِدُ، والفَرَزْدَقُ بنُ جَوَّاسٍ المُحَدِّثُ. وكأَميرٍ: المَمدوحُ، والثَّقيلُ الروحِ، واللبَنُ ساعَةَ يُحْلَبُ. وككِتابَةٍ: ريشَةٌ فاسِدَةٌ تحْتَ الريشِ.
وخِمَّاءُ، كالحِنَّاءِ: ع.
وتَخَمَّمَ ما على الخِوانِ: أكَلَ بَقايا ما عليه من كُسارٍ وحُتاتٍ.

السَّخَمُ

السَّخَمُ، محرَّكةً: السَّوادُ.
والأَسْخَمُ: الأسْوَدُ.
والسَّخيمَةُ والسُّخْمَةُ، بالضم: الحِقْدُ.
وهو مُسَخَّمٌ، كمُعَظَّمٍ: به سَخيمَةٌ.
وقد تَسَخَّمَ عليه.
وسَخَّمَ بصَدْرِهِ تَسْخيماً: أغْضَبَهُ،
وـ وجْهَهُ: سَوَّدَهُ،
وـ الماءَ: سَخَّنَهُ،
وـ اللَّحْمُ: أنْتَنَ. وكغُرابٍ: الخَمْرُ السَّلِسَةُ،
كالسُّخامَى والسُّخَامِيَّةِ، (بضَمِّهِما) ، والفَحْمُ، وسَوادُ القِدْرِ، والريشُ اللَّيِّنُ تَحْتَ ريشِ الطَّيْرِ، والليِّنُ المَسِّ من الثِيابِ كالخَزِّ والقُطْنِ ونَحْوِهِ.
والسَّخْماءُ من الحَرَّةِ: التي اخْتَلَطَ السَّهْلُ منها بالغِلَظِ.

لَخَنَ 

(لَخَنَ) اللَّامُ وَالْخَاءُ وَالنُّونُ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ، وَهِيَ اللَّخَنُ، وَهُوَ النَّتْنُ، يُقَالُ: لَخِنَ السِّقَاءُ، إِذَا أَنْتَنَ. وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ لِلْأَمَةِ: لَخْنَاءُ.

خَنَّ

خَنَّ الجِذْعَ: قَطَعَهُ،
وـ مالَهُ: أخَذَهُ،
وـ الجُلَّةَ: اسْتَخْرَجَ منها شيئاً بعد شيءٍ،
وـ القَوْمَ: وطِئَ
مَخَنَّتَهم، أي: حَريمَهُم.
والمَخَنةُ أيضاً: مَضِيقُ الوادي، ومَصَبُّ الماءِ من التَّلْعَةِ، وفُوَّهَةُ الطريقِ، ووَسَطُ الدارِ، والفِناءُ، والأنْفُ أَو طَرَفُه، والغُنَّةُ، والمَحَجَّةُ البَيِّنَةُ، وعَفْوُ المَرْعَى.
وفلانٌ مَخَنَّةٌ لفلانٍ: مَأْكَلَةٌ له.
وخَنَّةُ: أُخْتُ يَحْيَى بنِ أكْثَمَ، زَوْجَةُ محمدِ بنِ نَصْرٍ المَرْوَزِيِّ، وبالضم: الغُرْلَةُ، والغُنَّةُ، أو شِبْهُها، أَو فَوْقَها، أو أقْبَحُ منها.
والأخَنُّ: الأغَنُّ
ج: خُنٌّ.
والخَنينُ: كالبُكاءِ أو الضَّحِكِ في الأنْفِ، وقد خَنَّ يَخِنُّ. وكَمِسَنٍّ: الطَّويلُ، ولَيْسَ بتَصْحيفِ مَخْنٍ. وكسَحابٍ: الرَّفاهِيَةُ. وككِتابٍ: الخِتانُ. وكغُرابٍ: داءٌ يأخُذُ الطَّيْرَ في حُلُوقِها، وفي العَيْنِ، وزُكامٌ للإِبِلِ.
وزَمَنُ الخُنانِ: كانَ في عَهْدِ المُنْذرِ بنِ ماءِ السماءِ، وماتَتِ الإِبِلُ منه.
والخَنْخَنَةُ: أن لا يُبَيِّنَ في كلامِهِ، فَيُخَنْخِنُ في خَياشِيمِهِ.
والخِنُّ، بالكسر: السفينَةُ الفارِغَةُ.
وأخَنَّهُ الله: أجَنَّهُ، فهو مَخْنونٌ.
والخُنَنَةُ، كحُمَمَةٍ: الثَّوْرُ المُسِنُّ الضَّخْمُ.
وسَنَةٌ مِخَنَّةٌ، كمِجَنَّةٍ،
ومُخَنِّنَةٌ، كمُحَدِّثَةٍ: مُخْصِبَةٌ.
واسْتَخَنَّتِ البِئرُ: أنتَنَــتْ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.