Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: أله

سَطَرَ

(سَطَرَ)
فِيهِ «لستَ علىَّ بِمُسَيْطِرٍ» أَيْ مُسَلَّط. يُقَالُ سَيْطَرَ يُسَيْطِرُ، وتَسَيْطَرَ يَتَسَيْطَرُ فَهُوَ مُسَيْطِرٌ ومُتَسَيْطِرٌ. وَقَدْ تُقْلبُ السينُ صَادًا لِأَجْلِ الطاَّء.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ «سَــأَلَهُ الأشْعث عَنْ شَيْءٍ مِنَ القُرْآن فَقَالَ لَهُ: إِنَّكَ وَاللَّهِ مَا تُسَطِّرُ علىَّ بِشَيْءٍ» أَيْ مَا تُرَوِّج وتُلَبِّس. يُقَالُ سَطَّرَ فُلَانٌ عَلَى فُلان إِذَا زَخْرف لَهُ الْأَقَاوِيلَ ونَمَّقَها، وَتِلْكَ الْأَقَاوِيلُ: الْأَسَاطِيرُ والسُّطُرُ.

سَرَقَ

(سَرَقَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ «قَالَ لَهَا: رأيتُكِ يحْمِلُك المَلَك فِي سَرَقَةٍ مِنْ حَرير» أَيْ فِي قِطْعة مِنْ جَيِّد الْحَرِيرِ، وَجَمْعُهَا سَرَقٌ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ «رأيتُ كأنَّ بِيَدِي سَرَقَةً مِنْ حَرِيرٍ» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ «إِذَا بِعْتم السَّرَق فَلَا تشْتَرُوه» أَيْ إِذَا بِعْتُموه نَسِيئَةً فَلَا تَشْتَرُوه، وَإِنَّمَا خَصَّ السَّرَقَ بالذِّكر لِأَنَّهُ بَلغه عَنْ تُجَّارٍ أَنَّهُمْ يَبِيعُونَهُ نَسيئةً ثُمَّ يشتُرونه بدُون الثَّمن، وَهَذَا الْحُكْمُ مُطَّردٌ فِي كُلِّ المَبِيعَات، وَهُوَ الَّذِي يُسَمَّى العِينَة.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ «أنَّ سَائِلًا سَــأَلَهُ عَنْ سَرَقِ الْحَرِيرِ. فَقَالَ: هلاَّ قُلْتَ شُقَق الْحَرِيرِ» قَالَ أَبُو عُبِيدٍ: هِيَ الشُّقَق إلاَّ أَنَّهَا البيضُ مِنْهَا خاصَّة، وَهِيَ فارِسية، أَصْلُهَا سَرَه، وَهُوَ الجَيِّد.
وَفِي حَدِيثِ عَدِىّ «مَا تَخاف عَلَى مَطِيَّتها السَّرَقُ» السَّرَقُ بِالتَّحْرِيكِ بِمَعْنَى السَّرِقَة، وَهُوَ فِي الْأَصْلِ مصدَر. يُقَالُ سَرَقَ يَسْرِقُ سَرَقاً.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «تَسْتَرِق الجنُّ السمعَ» هُوَ تَفْتَعِل، مِنَ السَّرِقَة، أَيْ أَنَّهَا تسْتمعُه مُخْتَفِيةً كَمَا يَفْعَلُ السَّارِق. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ فِعْلاً ومَصْدراً.
سَرَقَ منه الشيءَ يَسْرِقُ سَرَقاً، مُحرَّكةً، وككتِفٍ، وسَرَقَةً، مُحرَّكةً، وكفَرِحَةٍ، وسَرْقاً، بالفتحِ،
واسْتَرَقَهُ: جاءَ مُسْتتِراً إلى حِرْزٍ، فأَخَذَ مالاً لِغَيْرِهِ، والاسْمُ:
السَّرْقَةُ، بالفتحِ، وكفَرِحَةٍ وكَتِفٍ.
وسَرِقَ، كفَرِحَ: خَفِيَ.
والسَّرَقُ، مُحرَّكةً: شُقَقُ الحَريرِ الأبْيَضِ، أو الحَريرُ عامَّةً، الواحدَةُ: بهاءٍ.
وسَرِقَتْ مَفاصِلُهُ، كفَرِحَ: ضَعُفَتْ،
كانْسَرَقَتْ،
وـ الشيءُ: خَفِيَ.
وسَرَقَةُ، مُحرَّكةً: أقْصى ماءٍ بالعالِيَةِ. ومَسْروقُ بنُ الأجْدَعِ: تابِعِيٌّ، وابنُ المَرْزُبانِ: مُحدِّثٌ.
وكسُكَّرٍ: ع بسِنْجارَ، وكُورَةٌ بالأهْوازِ، وابنُ أسَدٍ الجُهَنِيُّ: صَحابِيٌّ، وكان اسْمُه الحُبابَ، فابْتاعَ من بَدَويٍّ راحِلَتَيْنِ، ثم أجْلَسَه على بابِ دارٍ ليَخْرُجَ إليه بِثَمَنِهما، فَخَرَجَ من البابِ الآخَرِ، وهَرَبَ بهما، فأُخْبِرَ به النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، فقالَ: "التَمِسُوهُ"، فلما أُتيَ به، قال له: "أنتَ سُرَّقٌ"، وكانَ يقولُ: لا أُحِبُّ أن أُدْعَى بغيرِ ما سَمَّانِي به رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم. وأحمدُ بنُ سُرَّقٍ المَرْوَزيُّ: أخْباريٌّ.
والسَّوارِقيَّةُ: ة بينَ الحَرَمَيْنِ.
والسِرْقينُ، (وقد يُفْتَحُ) مُعَرَّبُ: سِرْكين.
والسَّوارِقُ: الجَوامِعُ، جَمْعُ سارِقَةٍ، والزوائِدُ في فَرَاشِ القُفْلِ.
وساروقُ: ة بالرومِ. وسُراقَةُ، كثُمامَةٍ، ابنُ كعْبٍ، وابنُ عَمْرٍو، وابنُ الحَارِثِ، وابنُ مالِكٍ المُدْلِجِيُّ، وابنُ أبي الحُبابِ، وابنُ عَمْرٍو (ذو النونِ) : صَحابيُّونَ. وقولُ الجَوهرِيِّ: ابنُ جُعْشُمٍ، وهَمٌ، (وإنما هو جَدُّهُ) . وسَمَّوا: سارِقاً وسَرَّاقاً.
والتَّسْريقُ: النِسْبَةُ إلى السَّرِقَةِ.
والمُسْتَرِقُ: الناقِصُ الضَّعيفُ الخَلْقِ، والمُسْتَمِعُ مُخْتَفِياً.
ومُسْتَرِقُ العُنُقِ: قَصيرُها.
وهو يُسارِقُ النَّظَرَ إليه، أي: يَطْلُبُ غَفْلَةً لِيَنْظُرَ إليه.
وانْسَرَقَ: فَتَرَ وضَعُفَ،
وـ عنهم: خَنَسَ لِيَذْهَبَ.
وتَسَرَّقَ: سَرَقَ شيئاً فشيئاً.
والإِسْتَبْرَقُ: للغَليظِ من الديباجِ في: ب ر ق.

سَدَّدَ

(سَدَّدَ)
(س) فِيهِ «قارِبُوا وسَدِّدُوا» أَيِ اطلُبوا بِأَعْمَالِكُمُ السَّدَادَ والاستقامةَ، وَهُوَ القَصْد فِي الْأَمْرِ والعَدْلُ فِيهِ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ قَالَ لِعَلْىٍ: سَلِ اللَّهَ السَّدَادَ، وَاذْكُرْ بِالسَّدَادِ تَسْدِيدَكَ السَّهمَ» أَيْ إصابَة القصْد.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَا مِن مُؤمن يُؤمن بِاللَّهِ ثُمَّ يُسَدِّدُ» أَيْ يقتصد فلايغلو وَلَا يُسْرفْ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ، وسُئل عَنِ الإزَار فَقَالَ «سَدِّدْ وقارِب» أَيِ اعَملْ بِهِ شَيْئًا لَا تُعاب عَلَى فِعْله، فَلَا تُفْرِط فِي إرْساله وَلَا تَشْمِيره. جعلَه الْهَرَوِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي بكْر، والزَّمخشري مِنْ حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنَّ أَبَا بكْر سَــأَلَهُ.
(س) وَفِي صِفَةِ مُتعلِّم القرآن «يغفر لأبويه إذا كانا مُسَدَّدَيْنِ مُسَدِّدَيْنِ» أَيْ لاَزِمَى الطَّريقة المسْتَقيمة، يُرْوَى بِكَسْرِ الدَّال وفَتْحها عَلَى الفَاعِل والمَفْعُول.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «كَانَ لَهُ قوسٌ تُسَمَّى السَّدَاد» سُمّيت بِهِ تفاؤُلاً بِإِصَابَةِ مَا يُرمى عَنْهَا. وَقَدْ تَكَرَّرَتْ هذه اللّفظة فى الحديث. [هـ] وَفِي حَدِيثِ السُّؤَالِ «حَتَّى يُصِيب سِدَاداً مِنْ عَيْش» أَيْ مَا يَكْفي حاجَته. والسِّدَادُ بِالْكَسْرِ: كلُّ شَيْءٍ سَدَدْتُ بِهِ خَلَلاً. وَبِهِ سُمِّى سِدَاد الثَّغْرِ والقارُورَة وَالْحَاجَةِ. والسُّدُّ بِالْفَتْحِ وَالضَّمِّ: الْجَبَلُ والرَّدْم.
وَمِنْهُ «سَدُّ الرَّوْحَاءِ، وسَدُّ الصَّهبْاء» وَهُمَا موضِعاَن بَيْنَ مَكَّةَ والمَدينة. والسُّدُّ بِالضَّمِّ أَيْضًا:
مَاءُ سَمَاءٍ عِنْدَ جَبَلٍ لِغَطفان، أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَدِّهِ.
وَفِيهِ «أنُه قِيلَ لَهُ: هَذَا عَلِيٌّ وَفَاطِمَةُ قَائِمَيْنِ بِالسُّدَّةِ فأذنَ لَهُمَا» السُّدَّة: كالظُّلة عَلَى الْبَابِ لِتَقِيَ البابَ مِنَ الْمَطَرِ. وَقِيلَ هِيَ البابُ نفسُه. وَقِيلَ هِيَ الساحَة بَيْنَ يدَيْه.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ وَاردي الحَوض «همُ الَّذِينَ لَا تُفْتح لَهُمْ السُّدَدُ وَلَا يَنكِحون المُنَعّماتِ» أَيْ لَا تُفْتح لَهُمُ الأبوابُ.
وَحَدِيثُ أَبِي الدَّرْدَاءِ «أَنَّهُ أَتَى بابَ مُعَاوِيَةَ فَلَمْ يأْذَن لَهُ، فَقَالَ: مَنْ يَغْشَ سُدَد السُّلْطَانِ يَقُمْ ويَقْعُد» .
(هـ) وَحَدِيثُ الْمُغِيرَةِ «أَنَّهُ كَانَ لَا يُصلي فِي سُدَّةِ الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مَعَ الإمامِ. وَفِي رِوَايَةٍ أَنَّهُ كَانَ يُصلي» يَعْنِي الظّلاَل الَّتِي حولَه، وَبِذَلِكَ سُمِّيَ إِسْمَاعِيلُ السُّدِّيَّ؛ لِأَنَّهُ كَانَ يَبِيعُ الخُمُرَ فِي سُدَّةِ مَسْجِدِ الكُوفةِ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ أُمِّ سَلَمَةَ «أَنَّهَا قَالَتْ لِعَائِشَةَ لَمَّا أَرَادَتِ الْخُرُوجَ إِلَى البَصْرة: إِنَّكِ سُدَّة بَيْن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأُمَّته» أَيْ بَابٌ فَمَتَى أُصيب ذَلِكَ الْبَابُ بِشَيْءٍ فَقَدْ دُخِلَ عليَّ رسولُ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وسلم فِي حَرِيمه وحَوزَتِه، واسْتُفتح مَا حَمَاهُ، فَلَا تَكُونِي أنتِ سَبَبَ ذَلِكَ بِالْخُرُوجِ الَّذِي لَا يَجب عَلَيْكِ، فتُحْوجي النَّاسَ إِلَى أَنْ يَفْعَلُوا مثلَكِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الشَّعْبِيِّ «مَا سَدَدْتُ عَلَى خَصْم قطُّ» أَيْ مَا قَطَعْت عَلَيْهِ فَأَسُدَّ كَلَامَهُ.

سَأَلَ

(سَأَلَ)
فِيهِ «لِلسَّائِلِ حَقٌّ وَإِنْ جَاءَ عَلَى فَرَسٍ» السَّائِلُ: الطَّالِبُ. مَعناه الأمرُ بحُسن الظَّن بِالسَّائِلِ إِذَا تعرَّض لَكَ، وَأَنْ لَا تَجْبَهَه بالتَّكذيب والرَّدِّ مَعَ إمْكانِ الصِّدْق: أَيْ لَا تُخَيّب السَّائِلَ وَإِنْ رَابَكَ منْظَرُه وجَاء رَاكباً عَلَى فَرَس، فإنَّه قَدْ يكونُ لَهُ فرسٌ ووراءهُ عائلةٌ أَوْ دَيْنٌ يجوزُ مَعَهُ أَخْذُ الصَّدَقة، أَوْ يَكُونُ مِنَ الغُزَاة، أَوْ مِنَ الغَارِمين وَلَهُ فِي الصَّدقة سَهْم.
(س) وَفِيهِ «أعظَمُ الْمُسْلِمِينَ فِي الْمُسْلِمِينَ جُرْماً مَنْ سَأَلَ عَنْ أَمْرٍ لَمْ يحرَّم، فحرِّم عَلَى النَّاس مِنْ أجْل مَسْأَلَتِهِ» السُّؤَالُ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَالْحَدِيثِ نوعَانِ: أحدُهُما مَا كَانَ عَلَى وجْهِ التَّبْيِين والتَّعلُّم ممَّا تَمَسُّ الحاجةُ إِلَيْهِ، فَهُوَ مُباَحٌ، أَوْ مندُوبٌ، أَوْ مأمورٌ بِهِ، وَالْآخَرُ مَا كانَ عَلَى طَريق التَّكلُّف والتعنُّت، فَهُوَ مكرُوه، ومَنْهىٌّ عَنْهُ. فكُلّ مَا كَانَ مِنْ هَذَا الوَجْه وَوَقَعَ السكوتُ عَنْ جَوَابه فَإِنَّمَا هُو رَدْع وزَجْر للسَّائل، وَإِنْ وقَعَ الجَوابُ عَنْهُ فَهُوَ عُقُوبَةٌ وتغليظٌ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ نَهَى عَنْ كَثْرة السُّؤَالِ» قِيلَ هُوَ مِنْ هَذَا. وَقِيلَ هُوَ سُؤَالُ النَّاسِ أمْوالَهُم مِنْ غَيْرِ حاجَة.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «أَنَّهُ كَرِه الْمَسَائِلَ وعابَها» أرادَ الْمَسَائِلَ الدَّقِيقة الَّتِي لَا يُحْتاج إِلَيْهَا.
وَمِنْهُ حَدِيثُ المُلاَعَنَة «لَّما سَــأَلَهُ عَاصِمٌ عَنْ أمْرِ مَنْ يَجِدُ مَعَ أَهْلِهِ رَجُلًا، فَأَظْهَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الكراهَة فِي ذَلِكَ» إِيثَارًا لسَتْر العَوْرة وَكَرَاهَةً لهْتك الحُرْمة. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذكرُ السُّؤال والمساَئِل وذمّها في الحديث.

رَدَفَ

(رَدَفَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ وَائِلِ بْنِ حُجر «أنَّ مُعَاوِيَةَ سَــأَلَهُ أن يُرْدِفَهُ وقد صَحِبه في طَرِيقٍ، فَقَالَ: لَسْتَ مِنْ أَرْدَافِ المُلوك» هُمُ الَّذِينَ يَخْلُفُونَهُمْ فِي الْقِيَامِ بأمْر المَمْلَكة بِمَنْزِلَةِ الوُزَراء فِي الْإِسْلَامِ، واحِدهم رِدْفٌ، وَالِاسْمُ الرِّدَافَةُ كالوِزارة.
وَفِي حَدِيثِ بَدْر «فَأَمَدَّهُمُ اللَّهُ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ
» أَيْ مُتَتابِعين يَرْدِفُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا.
وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ «عَلَى أكْتافِها أمْثال النَّواجِذ شَحْماً تَدْعُونه أَنْتُمْ الرَّوَادِفُ» هِيَ طرائِق الشَّحْم، وَاحِدَتُهَا رَادِفَةٌ.

رَحَضَ

(رَحَضَ)
فِي حَدِيثِ أَبِي ثَعْلَبَةَ سَــأَلَهُ عَنْ أوَانِي المُشْرِكين فَقَالَ: «إِنْ لَمْ تَجِدوا غَيرَها فَارْحَضُوهَا بِالْمَاءِ، وكُلُوا واشْرَبُوا» أَيِ اغْسِلُوها. والرَّحْضُ: الغَسْل.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ «قَالَتْ فِي عُثْمَانَ: اسْتَتَابوه حَتَّى إِذَا مَا تَرَكُوه كالثَّوب الرَّحِيض أحالُوا عَلَيْهِ فَقَتَلوه» الرَّحِيضُ: المْغُسول، فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُول، تُريد أَنَّهُ لَمَّا تَاب وتطَهَّر مِنَ الذَّنب الَّذِي نسبُوه إِلَيْهِ قتَلوه.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي ذِكْرِ الْخَوَارِجِ «وَعَلَيْهِمْ قُمُصٌ مُرَحَّضَة» أَيْ مغْسُولة.
[هـ] وَحَدِيثُ أَبِي أَيُّوبَ «فَوَجَدْنَا مَرَاحِيضَهُمْ قَدِ استُقبْل بِهَا الْقِبْلَةُ» أَرَادَ المواضعَ الَّتِي بُنِيَت للغائِط، واحدُها مِرْحَاضٌ: أَيْ مواضِع الاغتِسال.
(س) وَفِي حَدِيثِ نُزُولِ الْوَحْيِ «فمسَح عَنْهُ الرُّحَضَاء» هُوَ عرقٌ يَغْسِل الجلْد لكَثرته، وَكَثِيرًا مَا يُسْتَعمل فِي عَرَق الحُمَّى والمَرَض.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «جعَل يَمْسَحُ الرُّحَضَاء عَنْ وجهْه فِي مَرَضه الَّذِي ماتَ فِيهِ» وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُهَا فِي الْحَدِيثِ.

رَجَمَ

(رَجَمَ)
(هـ) فِيهِ «أَنَّهُ قَالَ لأسَامة: انْظُرْ هَلْ ترَى رَجَماً» الرَّجَمُ بِالتَّحْرِيكِ: حِجَارَةٌ مُجْتَمعة يجمَعُها الناسُ للِبِناء وَطَيِّ الْآبَارِ، وَهِيَ الرِّجَامُ أَيْضًا.
[هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّل «لَا تَرْجُمُوا قَبْري» أَيْ لَا تَجْعلوا عَلَيْهِ الرَّجَمَ، وَهِيَ الحجارَة، أَرَادَ أَنْ يُسَوُّوه بِالْأَرْضِ وَلَا يَجعلوه مُسَنَّماً مُرْتَفِعاً. وَقِيلَ: أَرَادَ لَا تَنُوحوا عِنْدَ قَبْرِي، وَلَا تَقُولُوا عِنْدَهُ كَلَامًا سَيِّئاً قَبِيحًا، مِنَ الرَّجْمِ: السَّبّ والشَّتْم. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الْمُحَدِّثُونَ يروُونه لَا تَرْجُمُوا قَبْرِي؛ مُخَفَّفًا، وَالصَّحِيحُ لَا تُرَجِّمُوا مُشدّداً: أَيْ لَا تَجْعلوا عَلَيْهِ الرُّجَمَ، وَهِيَ جَمْعُ رُجْمَةٍ بِالضَّمِّ: أَيِ الْحِجَارَةِ الضِّخَامِ: قَالَ: والرَّجَمُ بِالتَّحْرِيكِ: الْقَبْرُ نفسهُ. وَالَّذِي جَاءَ فِي كِتَابِ الْهَرَوِيِّ: والرَّجَمُ بِالْفَتْحِ وَالتَّحْرِيكِ: الْحِجَارَةُ.
وَفِي حَدِيثِ قَتَادَةَ «خَلَق اللَّهُ هَذِهِ النجومَ لثلاثٍ: زِينةً لِلسَّمَاءِ، ورُجُوماً لِلشَّياطِينِ
، وعَلاماتٍ يُهْتدَى بِهَا» الرُّجُومُ: جَمْعُ رَجْم وَهُوَ مَصْدَرٌ سُمِّي بِهِ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَصْدَرًا لَا جَمْعاً.
وَمَعْنَى كَوْنِهَا رُجُوماً لِلشَّيَاطِينِ: أَنَّ الشُّهبَ الَّتِي تَنْقَضُّ فِي اللَّيْلِ منفصلةٌ مِنْ نَارِ الْكَوَاكِبِ ونُورِها، لَا أَنَّهُمْ يُرْجَمُونَ بِالْكَوَاكِبِ أنفسِها؛ لِأَنَّهَا ثَابِتَةٌ لَا تَزُولُ، وَمَا ذَاكَ إِلَّا كقَبَس يُؤخذ مِنْ نَارٍ، والنارُ ثَابِتَةٌ فِي مَكَانِهَا. وَقِيلَ أَرَادَ بِالرُّجُومِ الظُّنونَ الَّتِي تُحْزر وتُظَنُّ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى:
وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ
وَمَا يُعانِيه المُنَجِّمون مِنَ الحَدْس والظَّن والحُكْم عَلَى اتِّصال النُّجُومِ وافتِراقها، وإيَّاهم عَنَى بِالشَّيَاطِينِ لِأَنَّهُمْ شَيَاطِينُ الإنْس. وَقَدْ جَاءَ فِي بَعْضِ الْأَحَادِيثِ «مَنِ اقْتَبَس بَابًا مِنْ عِلم النُّجُومِ لِغَيْرِ مَا ذَكَر اللَّهُ فَقَدِ اقْتَبَس شُعْبة من السَّحر، المُنَجِّم كاهِنٌ، وَالْكَاهِنُ ساحِر، والساحِرُ كافِرٌ» فجَعل المُنَجِّمَ الَّذِي يَتَعلَّم النُّجُومَ للحُكْم بِهَا وَعَلَيْهَا، ويَنْسُب التأثيراتِ مِنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ إِلَيْهَا كَافِرًا، نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ ذَلِكَ، وَنَسْــأَلُهُ العصْمة فِي الْقَوْلِ والعَمل.
وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْر رَجْمِ الغَيْب والظَّنّ فِي الْحَدِيثِ.

رَبَعَ

(رَبَعَ)
(س) فِي حديث القيامة «ألَم أذَرْك تَرْبَعُ وتَرْأس» أي تأخُذ رُبع الْغَنِيمَةِ.
يُقَالُ رَبَعْتُ القومَ أَرْبُعُهُمْ: إِذَا أخَذْت رُبع أَمْوَالِهِمْ، مِثْلَ عَشَرْتُهم أعشُرُهم. يُرِيدُ أَلَمْ أجْعَلْكَ رَئِيسًا مُطاعا؛ لِأَنَّ الْمَلِكَ كَانَ يأخذُ الرُّبع مِنَ الْغَنِيمَةِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ دُون أَصْحَابِهِ، ويُسَمَّى ذَلِكَ الرُّبعُ: الْمِرْبَاعُ.
(هـ) وَمِنْهُ قَوْلُهُ لِعديّ بْنِ حَاتِمٍ «إِنَّكَ تأكُلُ المِرْبَاعَ وَهُوَ لَا يَحِل لَكَ فِي دِينِك» وقد تَكَرَّرَ ذِكْرُ الْمِرْبَاع فِي الْحَدِيثِ.
وَمِنْهُ شِعْرُ وَفْدِ تَمِيمٍ.
نَحْنُ الرُّءُوس وفِينَا يُقْسمُ الرُّبُع يُقَالُ رُبْعٌ ورُبُعٌ، يُرِيدُ رُبُعَ الغَنِيمة، وَهُوَ واحدٌ مِنْ أَرْبَعَةٍ.
(س) وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ عَبْسة «لَقَدْ رَأيتُني وَإِنِّي لَرُبُعُ الْإِسْلَامِ» أَيْ رَابِعُ أهْل الإسْلام، تَقَدَّمَنِي ثَلَاثَةٌ وَكُنْتُ رابعَهم.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «كُنْتُ رَابِعَ أَرْبَعَةٍ» أي واحِداً من أربعَة. (س) وَفِي حَدِيثِ الشَّعبي فِي السِّقْط «إِذَا نُكِسَ فِي الخَلْق الرَّابِعِ» أَيْ إِذَا صَارَ مُضْغَة فِي الرَّحم؛ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ، ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ، ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ، ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ» .
(س) وَفِي حَدِيثِ شُرَيْحٍ: حَدِّثِ امْرَأَةً حَدِيثَيْنِ، فَإِنْ أبَت فَأَرْبَع» هَذَا مَثلٌ يُضْرب لِلْبَليد الَّذِي لَا يَفْهم مَا يقالُ لَهُ، أَيْ كرِّر الْقَوْلَ عَلَيْهَا أربعَ مَرَّاتٍ. وَمِنْهُمْ مَنْ يَرويه بِوَصْلِ هَمْزَةِ أرْبع بِمَعْنَى قِفْ واقْتِصر، يَقُولُ حَدِّثها حَدِيثَيْنِ، فَإِنْ أبتْ فَأَمْسك وَلَا تُتْعِب نَفْسَكَ.
(س) وَفِي بَعْضِ الْحَدِيثِ «فَجَاءَتْ عَيناه بِأَرْبَعَةٍ» أَيْ بدمُوع جَرت مِنْ نَوَاحِي عَيْنَيْهِ الْأَرْبَعِ.
وَفِي حَدِيثِ طَلْحَةَ «إِنَّهُ لمَّا رُبِعَ يَوْمَ أحُد وشَلَّت يَدُه قَالَ لَهُ: بَاءَ طلحةُ بِالْجَنَّةِ» رُبِعَ:
أَيْ أُصيبَتْ أَرْبَاع رأسه وهى نواحيه. وقيل أصَابه حَمَّى الرِّبْع. وَقِيلَ أُصِيب جَبِينُه.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ سُبَيعة الْأَسْلَمِيَّةِ «لمَّا تَعلَّت مِنْ نِفَاسها تَشوّفَت للخُطَّاب، فَقِيلَ لَهَا لَا يَحِل لَكِ، فسألَت النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهَا: ارْبَعِي عَلَى نَفْسِكِ» لَهُ تَأْويلاَن: أحدُهما أَنْ يَكُونَ بِمَعْنَى التَّوقُّف والانْتظار، فيكونُ قَدْ أمَرها أَنْ تكُفَّ عن التزوُّج وأن تنتظر تَمام عِدَّةِ الْوَفَاةِ، عَلَى مَذْهَبِ مَنْ يَقُولُ إِنَّ عِدَّتَهَا أبْعدُ الْأَجَلَيْنِ، وَهُوَ مِنْ رَبَعَ يَرْبَعُ إِذَا وقَف وانْتظر، وَالثَّانِي أَنْ يَكُونَ مِنْ رَبَعَ الرجُل إِذَا أخْصَب، وأَرْبَع إِذَا دَخَل فِي الرَّبِيعِ: أَيْ نَفِّسي عَنْ نَفْسِك وأخْرِجيها مِنْ بُؤُس العدِّة وسُوء الحالِ. وَهَذَا عَلَى مَذهب مَنْ يَرَى أَنَّ عِدّتها أدْنى الْأَجَلَيْنِ، وَلِهَذَا قَالَ عُمَر: إِذَا ولدَت وزوْجُها عَلَى سَرِيره- يَعْنِي لَمْ يُدْفَنْ- جَازَ أَنْ تتَزوَّج.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فَإِنَّهُ لَا يَرْبَع عَلَى ظَلْعك مَنْ لَا يَحْزُنه أمْرُك» أَيْ لَا يَحْتَبس عَلَيْكَ ويَصْبِرُ إلاَّ مَن يَهُمُّه أمْرُك.
وَمِنْهُ حَدِيثُ حَلِيمَةَ السَّعْدِيَّةِ «ارْبَعِي عَلَيْنَا» أَيِ ارْفُقي واقْتَصري.
وَمِنْهُ حَدِيثُ صِلَة بْنِ أشْيَم «قُلْتُ أَيْ نَفْسُ، جُعِل رزْقُك كَفَافا فَارْبَعِي فَرَبَعْتُ وَلَمْ تَكُدّ» أَيِ اقْتَصري عَلَى هَذَا وارضى به. (هـ) وَفِي حَدِيثِ الْمُزَارَعَةِ «ويُشْتَرطُ مَا سَقى الرَّبِيعُ والْأَرْبِعَاءُ» الرَّبِيعُ: النهرُ الصغيرُ، والْأَرْبِعَاء: جمعُه.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «وَمَا يَنْبُتُ عَلَى رَبِيعِ السَّاقي» هَذَا مِنْ إضافَة الموصُوف إِلَى الصِّفة:
أَيِ النَّهر الَّذِي يَسْقي الزَّرع.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فعدل إِلَى الرَّبِيعِ فتطَهَّر» .
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنَّهُمْ كَانُّوا يُكْرُون الأرضَ بِمَا يَنْبُت عَلَى الْأَرْبِعَاءِ» أَيْ كَانُوا يُكْرُون الْأَرْضَ بِشَيْءٍ مَعْلُوم ويَشْتَرِطُون بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى مُكْتَرِيها مَا يَنْبُتُ عَلَى الْأَنْهَارِ والسَّواقي.
وَمِنْهُ حَدِيثُ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ «كَانَتْ لَنَا عَجُوز تأخُذُ مِنْ أًصُول سِلْق كُنَّا نغْرسه عَلَى أَرْبِعَائِنَا» .
وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ «اللَّهُمَّ اجْعَل القُرآنَ رَبِيعَ قَلْبي» جَعَله رَبِيعاً لَهُ لِأَنَّ الإنْسَانَ يَرْتَاحُ قلبُه فِي الرَّبِيعِ مِنَ الأزْمَان ويميلُ إِلَيْهِ.
(هـ) وَفِي دُعَاءِ الِاسْتِسْقَاءِ «اللَّهُمَّ اسْقنا غَيثاً مُغِيثاً مُرْبِعاً» أَيْ عَامًّا يُغْني عَنِ الارْتِياد والنُّجْعَة، فَالنَّاسُ يَرْبَعُونَ حَيْثُ شَاءُوا: أَيْ يُقِيمون وَلَا يحتاجُون إِلَى الِانْتِقَالِ فِي طَلب الْكَلَأِ، أَوْ يَكُونُ مِنْ أَرْبَعَ الغيثُ إِذَا أنْبَت الرَّبِيعَ.
(س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ «أَنَّهُ جَمَّع فِي مُتَرَبَّعٍ لَهُ» الْمَرْبَعُ والْمُتَرَبَّعُ والْمُرْتَبَعُ:
الْمَوْضِعُ الَّذِي يُنْزل فِيهِ أَيَّامَ الرَّبِيع، وَهَذَا عَلَى مَذْهب مَنْ يَرَى إِقَامَةَ الْجُمُعَةِ فِي غَيْرِ الْأَمْصَارِ.
وَفِيهِ ذِكْرُ «مِرْبَع» بِكَسْرِ الْمِيمِ، وَهُوَ مَالُ مِرْبَعٍ بِالْمَدِينَةِ فِي بَنِي حارِثة، فَأَمَّا بِالْفَتْحِ فَهُوَ جَبلٌ قُرْب مَكَّةَ.
(س) وَفِيهِ «لَمْ أَجِدْ إِلَّا جَمَلًا خِيارا رَبَاعِيّاً» يُقَالُ للذَّكر مِنَ الْإِبِلِ إِذَا طلعتْ رَبَاعِيَتِهِ رَبَاعٌ، والأنثَى رَبَاعِيَةٌ بِالتَّخْفِيفِ، وَذَلِكَ إِذَا دَخَلَا فِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(س) وَفِيهِ «مُرِي بَنِيك أَنْ يحسِنوا غِذاء رِبَاعِهِمْ» الرِّبَاعُ بِكَسْرِ الراءِ جَمْعُ رُبَعٍ، وَهُوَ مَا وُلد مِنَ الْإِبِلِ فِي الرَّبيع. وَقِيلَ مَا وُلد فِي أَوَّلِ النِّتَاجِ، وإحْسانُ غِذائِها أَنْ لَا يُسْتقصَى حَلب أُمهاتها إبْقَاءً عَلَيْهَا.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمير «كَأَنَّهُ أخْفاف الرِّبَاع» وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «سَــأَلَهُ رجلٌ مِنَ الصَّدقة فَأَعْطَاهُ رُبَعَةً يَتْبَعُها ظْئْراها» هُوَ تأنيثُ الرُّبَع.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ:
إنَّ بَنِيَّ صبْيَةٌ صَيْفِيُّون ... أفْلَحَ مَنْ كَان لَهُ رِبْعِيُّونَ
الرِّبْعِيُّ: الَّذِي وُلِد فِي الرَّبِيع عَلَى غيرِ قياسٍ، وَهُوَ مَثلٌ للعَرَب قَديمٌ.
(هـ س) وَفِي حَدِيثِ هِشَامٍ فِي وَصْفِ ناقةٍ «إنَّها لَمِرْبَاعٌ مِسْيَاع» هِيَ مِنَ النُّوقِ الَّتِي تَلِد فِي أَوَّلِ النِّتَاجِ. وَقِيلَ هِيَ الَّتِي تُبَكِّر فِي الحَمل. ويُروى بِالْيَاءِ، وسيُذْكر.
وَفِي حَدِيثِ أُسَامَةَ قَالَ لَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: «وَهَلْ تَرك لَنَا عِقِيل مِنْ رَبْعٍ» وَفِي رِوَايَةٍ «مِنْ رِبَاع» الرَّبْعُ: المنزِل ودارُ الإقامةِ. ورَبْعُ الْقَوْمِ مَحِلَّتُهم، والرِّبَاعُ جَمْعُهُ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ «أَرَادَتْ بَيْعَ رِبَاعِهَا» أَيْ مَنازِلها.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «الشُّفعة فِي كُلِّ رَبْعَةٍ أَوْ حائطٍ أَوْ أرضٍ» الرَّبْعَةُ أخَصُّ مِنَ الرَّبْع.
وَفِي حَدِيثِ هِرَقْلَ «ثُمَّ دَعَا بِشَيْءٍ كَالرَّبْعَةِ الْعَظِيمَةِ» الرَّبْعَةُ: إِنَاءٌ مُرَبَّعٌ كالجُونة.
(هـ) وَفِي كِتَابِهِ لِلْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ «إِنَّهُمْ أمَّةٌ واحدةٌ عَلَى رِبَاعَتِهِمْ» يُقَالُ الْقَوْمُ عَلَى رِبَاعَتِهِمْ ورِبَاعِهِمْ: أَيْ عَلَى اسْتقامتِهم، يُرِيدُ أَنَّهُمْ عَلَى أمرِهم الَّذِي كَانُوا عَلَيْهِ. ورِبَاعَةُ الرجُل: شأنُه وحالُه الَّتِي هُوَ رَابِعٌ عَلَيْهَا: أَيْ ثابتٌ مقيمٌ.
وَفِي حَدِيثِ المُغيرة «إِنَّ فُلَانًا قَدِ ارْتَبَعَ أمرَ الْقَوْمِ» أَيِ انْتظر أَنْ يُؤَمَّر عَلَيْهِمْ.
وَمِنْهُ «الْمُسْتَرْبِعُ» المُطِيقُ لِلشَّيْءِ. وَهُوَ عَلَى رِبَاعَةِ قومِه: أَيْ هُوَ سيِّدهم.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ مرَّ بِقَوْمٍ يَرْبَعُونَ حَجرا» ويُرْوى يَرْتَبِعُونَ. رَبْعُ الْحَجَرِ وارْتِبَاعُهُ: إشالتُه ورَفْعُه لإظْهارِ القُوَّة. ويُسمَّى الْحَجَرَ الْمَرْبُوعَ والرَّبِيعَةَ، وَهُوَ مِنْ رَبَعَ بِالْمَكَانِ إِذَا ثَبَت فِيهِ وَأَقَامَ.
(هـ) وَفِي صِفَتِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ «أطْوَل مِنْ الْمَرْبُوعِ» هُوَ بَيْنَ الطَّوِيلِ وَالْقَصِيرِ.
يُقَالُ رجلٌ رَبْعَةٌ ومَرْبُوعٌ.
(هـ) وَفِيهِ «أغِبُّوا عِيادة الْمَرِيضِ وأَرْبِعُوا» أَيْ دَعُوه يَوْمَيْنِ بَعْدَ العِيادة وأْتُوه الْيَوْمَ الرَّابِعَ، وأصلُه مِنَ الرِّبْعِ فِي أَوْرَادِ الإبِل، وَهُوَ أَنْ تَرِدَ يَوْمًا وتُتْركَ يَوْمَيْنِ لَا تُسْقى، ثُمَّ تَرِد الْيَوْمَ الرَّابِعَ.

سَقَطَ

سَقَطَ
الجذر: س ق ط

مثال: سَقَطَ المطر
الرأي: مرفوضة
السبب: لأن هذا الاستخدام لم يرد عن العرب.
المعنى: نزل

الصواب والرتبة: -سَقَطَ المطر [فصيحة]-نزل المطر [فصيحة]
التعليق: جاء في المعاجم: سقط الحرُّ أو البرد: أقبل، ويمكن أن ينسحب هذا المعنى على المطر للدلالة على قدوم السحاب المسبِّب للمطر، أو يكون الفعل سقط قد تضمن معنى الفعل «نَزَلَ» لما بينهما من قرابة في المعنى.
(سَقَطَ)
(س) فِيهِ «للهُ عَزَّ وَجَلَّ أفرحُ بتَوبِة عبْدِه مِنْ أحَدِكم يَسْقُطُ عَلَى بَعِيرِهِ قَدْ أضلَّه» أَيْ يَعُثُر عَلَى مَوْضِعِهِ ويَقَع عَلَيْهِ، كَمَا يَسْقُطُ الطائرُ عَلَى وكْرِه.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَارِثِ بْنِ حَسَّانَ «قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وســألَه عَنْ شَيْءٍ، فَقَالَ:
عَلَى الخَبِير سَقَطْتَ» أَيْ عَلَى العارِف بِهِ وقَعْت، وَهُوَ مَثَل سائرٌ لِلْعَرَبِ.
(س) وَفِيهِ «لَأَنْ أُقَدِّم سِقْطاً أحبُّ إِلَيَّ مِنْ مِائَةِ مُسْتَلِئم» السِّقْطُ بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ وَالضَّمِّ، والكسرُ أكثُرها: الوَلد الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ بَطن أُمِّهِ قَبْلَ تمامِه، والمُسْتَلْئِم: لَابِسُ عُدَّة الحرْب. يَعْنِي أَنَّ ثوْاب السَّقْطِ أكثُر مِنْ ثوَاب كِبَارِ الْأَوْلَادِ؛ لِأَنَّ فِعْل الْكَبِيرِ يخصُّه أَجْرُهُ وثوابُه، وَإِنْ شَاركه الْأَبُ فِي بَعْضِهِ، وَثَوَابَ السَّقط موفَّرٌ عَلَى الأبِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «يُحشر مَا بَيْنَ السِّقْطِ إِلَى الشَّيْخِ الفانِي مُرْداً جُرْدا مكحَّلين» وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُهُ فِي الْحَدِيثِ (س) وَفِي حَدِيثِ الْإِفْكِ «فَأَسْقَطُوا لهَا بِهِ» يَعْنِي الْجَارِيَةَ: أَيْ سبُّوها وَقَالُوا لَهَا مِنْ سَقَط الْكَلَامِ، وَهُوَ رَديئُه بسبَب حديث الإفك.
ومنه حديث أهل النار «مالي لَا يدْخُلني إِلَّا ضُعَفاء النَّاسِ وسَقَطُهُمْ» أَيْ أراذِلُهم وأدْوَانهم.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «كُتب إِلَيْهِ أبياتٌ فِي صَحِيفَةٍ مِنْهَا:
يُعَقِّلُهنَّ جَعدَةُ مِنْ سُلَيْمٍ ... مُعِيداً يبتَغي سَقَط العَذَارِى أَيْ عَثرَاتِهن وزَلاَّتِهن. والعذَاري جَمْعُ عَذْراء.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ «كَانَ لَا يَمُرّ بِسَقَّاطٍ أَوْ صَاحِبِ بِيعة إِلَّا سَلَّم عَلَيْهِ» هُوَ الَّذِي يَبيعُ سَقَطَ المتَاع وَهُوَ رَدِيئُه وحَقِيره.
(س) وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ «بِهَذِهِ الأظْرُب السَّوَاقِط» أَيْ صِغار الجِبال المُنْخَفِضة الَّلاطئَة بِالْأَرْضِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ «كَانَ يُسَاقِطُ فِي ذَلِكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» أَيْ يَرْويه عَنْهُ فِي خِلالِ كَلاَمه، كَأَنَّهُ يمزُجُ حديثَه بِالْحَدِيثِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَهُوَ مِنْ أسَقَط الشَّيْءَ إِذَا أَلْقَاهُ ورَمَى بِهِ.
وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ «أَنَّهُ شَرِبَ مِنَ السَّقِيطِ» ذكَره بعضُ المُتأخِّرين فِي حَرْف السِّينِ. وفسَّره بالفَخَّار. والمشهورُ فِيهِ لُغةً وَرِوَايَةً الشِّينُ الْمُعْجَمَةُ. وَسَيَجِيءُ. فَأَمَّا السَّقِيطُ بِالسِّينِ فَهُوَ الثَّلْج والجلِيدُ.
سَقَطَ سُقوطاً ومَسْقَطاً: وَقَعَ،
كاسَّاقَطَ، فهو ساقِطٌ وسَقوطٌ. والموضِعُ: كمَقْعَدٍ ومَنْزِلٍ،
وـ الوَلَدُ من بَطْنِ أمه: خَرَجَ، ولا يقالُ: وَقَعَ،
وـ الحَرُّ: أقَبَلَ، ونَزَلَ،
وـ عَنَّا: أقْلَعَ، ضِدٌّ،
وـ في كَلامِهِ: أخْطأ،
وـ القومُ إليَّ: نَزَلُوا. وهذا مَسْقَطَةٌ له من أعْيُنِ الناسِ.
ومَسْقَطُ الرأسِ: المَوْلِدُ.
وتَساقَطَ: تَتَابَعَ سُقوطُه.
وساقَطَه مُساقَطةً وسِقاطاً: تابَعَ إسْقاطَه.
والسَّقْطُ، مُثَلَّثَةً: الوَلَدُ لغيرِ تَمامٍ، وقد أسْقَطَتْهُ أمُّه، وهي مُسْقِطٌ.
ومُعْتادَتُه: مِسْقاطٌ، وما سَقَطَ بين الزَّنْدَيْنِ قَبْلَ استِحكامِ الوَرْيِ، ويُؤَنَّثُ، وحيثُ انْقَطَعَ مُعْظَمُ الرَّمْلِ ورَقَّ،
كمَسْقَطِهِ، وبالفتح: الثَّلْجُ، وما يَسْقُطُ من النَّدَى، ومن لا يُعَدُّ في خِيارِ الفِتْيانِ،
كالساقِطِ، وبالكسر: ناحيةُ الخِباءِ، وجَناحُ الطائرِ،
كسِقاطِه، بالكسر،
ومَسْقَطِه، كمَقْعَدِه، وطَرَفُ السحابِ، وبالتحريك: ما أُسْقِطَ من الشيءِ، وما لا خيرَ فيه
ج: أسْقاطٌ، والفضِيحةُ، ورَدِيءُ المَتاعِ، وبائعُه:
السَّقَّاطُ والسَّقَطِيُّ، والخَطَأ في الحِسابِ والقولِ، وفي الكِتابِ،
كالسِّقاطِ، بالكسر.
والسُّقاطةُ والسُّقاطُ، بضمهما: ما سَقَطَ من الشيء.
وسُقِطَ في يدِه،
وأُسْقِطَ، مضمومتينِ: زَلَّ، وأخْطأ، ونَدِمَ، وتَحَيَّرَ.
والسَّقيطُ: الناقِصُ العقْلِ،
كالسَّقيطةِ، والبَرَدُ، والجَليدُ،
وما سَقَطَ من النَّدَى على الأرضِ.
وما أسْقَطَ كلمةً،
وـ فيها: ما أخْطأ.
وأسْقَطَه: عالَجَه على أن يَسْقُطَ، فَيُخْطِئَ أو يَكْذبَ أو يَبوحَ بما عندَه،
كتَسَقَّطَه.
والسَّواقِطُ: الذينَ يَرِدونَ اليمامةَ لامْتِيارِ التَّمْرِ. وككتابٍ: ما يَحْمِلونَه من التَّمْرِ.
والساقِطُ: المُتَأخِّرُ عن الرِّجالِ.
وساقطَ الشيءَ مُسَاقَطَةً وسِقاطاً: أسْقَطَه، أو تابَعَ إسْقاطَه،
وـ الفرسُ العَدْوَ سِقاطاً: جاءَ مُسْتَرْخِياً،
وـ فلانٌ فلاناً الحديث: سَقَطَ من كُلٍّ على الآخَرِ، بأَن يَتَحَدَّثَ الواحدُ ويُنْصِتَ الآخَرُ، فإذا سَكَتَ، تَحَدَّثَ الساكِتُ.
وكشدَّادٍ وسَحابٍ: السيفُ يَسْقُطُ وراءَ الضَّريبةِ، ويَقْطَعُها حتى يَجوزَ إلى الأرضِ، أو يَقْطَعَ الضَّريبةَ ويَصِلَ إلى ما بعدَها. وككِتابٍ: ما سَقَطَ من النَّخْلِ من البُسْرِ، والعَثْرَةُ، والزَّلَّةُ، أو هي جَمْعُ سَقْطةٍ، أو هُما بمَعْنًى.
وكمَقْعَدٍ: د بساحِلِ بَحْرِ عُمانَ، ورُسْتاقٌ بساحلِ بحرِ الخَزَرِ، ووادٍ بين البَصْرَةِ والنِّباجِ.
وتَسَقَّطَ الخَبَرَ: أخَذَه قليلاً قليلاً،
وـ فلاناً: طَلَبَ سَقَطَه.

دَحَلَ

(دَحَلَ)
[هـ] فِي حَدِيثِ أَبِي وَائِل «قَالَ: وَرَدَ عَلَيْنَا كتابُ عمَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إذَا قَالَ الرَّجُلُ للرَّجُل لَا تَدْحَلْ فَقَدْ أمَّنَه» يُقَالُ دَحَلَ يَدْحَلُ إِذَا فَرّ وهرَب: مَعْناه إِذَا قَالَ لَهُ لَا تَفِرّ وَلَا تَهْرُبْ فَقَدْ أعْطاهُ بِذَلِكَ أَمَانًا. وَحَكَى الْأَزْهَرِيُّ أَنَّ مَعْنَى لَا تَدْحَل بالنَّبَطِيَّة: لَا تَخَف.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ «أَنَّ رَجُلًا سَــأَلَهُ فَقَالَ: إِنِّي رَجُلٌ مِصْرادٌ أفَأُدْخِل المِبْوَلة مَعي فِي البَيْت؟ فَقَالَ نَعم، وادْحَلْ فِي الكِسْر» الدَّحْلُ: هُوّة تكونُ فِي الأرضِ وَفِي أسَافِل الأوْدِية، يكونُ فِي رأسِها ضِيقٌ ثُمَّ يَتَّسع أسْفَلُها، وكِسْر الْخِبَاءِ: جَانِبُه، فَشَبَّه أَبُو هُرَيْرَةَ جَوَانِبَ الْخِبَاءِ وَمَدَاخِلَهُ بِالدَّحْلِ. يَقُولُ: صِرْ فِيهِ كَالَّذِي يَصِيرُ فِي الدَّحْلِ. ويُروى: وادْحُ لَهَا فِي الكِسْر:
أَيْ وَسِّع لَهَا مَوضِعًا في زاوية منه. 

خَسَفَ

(خَسَفَ)
فِيهِ «إِنَّ الشَّمسَ والقمَر لَا يَنْخَسِفَانِ لِمَوْتِ أحدٍ وَلَا لحَيَاتِه» يُقَالُ خَسَفَ القَمَرُ بِوَزْنِ ضَرَبَ إِذَا كَانَ الفْعلُ لَهُ، وخُسِفَ الْقَمَرُ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ. وَقَدْ وَرَد الْخُسُوفُ فِي الْحَدِيثِ كَثِيرًا لِلشَّمْسِ، والمَعْروف لَهَا فِي اللُّغَةِ الكُسُوف لَا الْخُسُوف، فَأَمَّا إِطْلَاقُهُ فِي مِثْلِ هَذَا الْحَدِيثِ فَتَغْليبا لِلْقَمَرِ لِتَذْكِيرِهِ عَلَى تَأْنِيثِ الشَّمْسِ، فجَمع بَيْنَهُمَا فِيمَا يَخُص الْقَمَرَ، وللمُعاوَضة أَيْضًا؛ فَإِنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى «إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يَنْكَسفان» وَأَمَّا إِطْلَاقُ الْخُسُوفِ عَلَى الشَّمْسِ مُنْفَرِدَةً، فلا شتراك الْخُسُوفِ والكُسُوف فِي مَعْنَى ذَهَابِ نورِهما وَإِظْلَامِهِمَا. والِانْخِسَافُ مُطَاوع خَسَفْتُهُ فَانْخَسَفَ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «مَنْ تَرَك الجِهاد ألْبَسَه اللهُ الذَلَّة وسِيمَ الْخَسْفَ» الْخَسْفُ:
النُّقْصَانُ والهَوانُ. وَأَصْلُهُ أَنْ تُحْبَس الدَّابَّةُ عَلَى غَيْرِ عَلَفٍ، ثُمَّ استُعِير فوُضِع مَوْضِعَ الهَوَان.
وسِيمَ: كُلِّفَ وأُلْزم.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «أَنَّ الْعَبَّاسَ سَــأله عَنِ الشُّعَراء فَقَالَ: امْرُؤُ الْقَيْسِ سابِقُهُم، خَسَفَ لَهُمْ عَينَ الشِّعْرِ فافْتقَر عَنْ مَعَانِ عُورٍ أصَحَّ بَصَرًا» أَيْ أنْبَطها وأغْزَرها لهُم، مِنْ قَوْلِهِمْ خَسَفَ البئرَ إِذَا حفَرَها فِي حِجَارَةٍ فنَبعت بِمَاءٍ كَثير، يُريد أَنَّهُ ذَلَّل لَهُمُ الطَّريق إِلَيْهِ، وبَصَّرَهُم بمعَانيه، وفَنَّنَ أنْواعَه، وقَصَّده، فاحْتَذى الشُّعراء عَلَى مثَاله، فَاسْتَعَارَ العَينَ لِذَلِكَ. (هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَجَّاجِ «قَالَ لِرَجُلٍ بعثَه يَحْفِرُ بِئْرًا: أَخْسَفْتَ أمْ أوْشَلْت؟» أَيْ أطْلَعتَ ماء غَزِيرا أم قَلِيلاً.
خَسَفَ المَكانُ يَخْسِفُ خُسوفاً: ذَهَبَ في الأرْضِ،
وـ القَمَرُ: كَسَفَ، أو كَسَفَ: للشَّمْسِ، وخَسَفَ: للقَمَرِ، أو الخُسُوفُ: إذا ذَهَبَ بَعْضُهُما، والكُسوفُ: كُلُّهُما،
وـ عَيْنَ فُلانٍ: فَقَأَها، فهي خَسيفَةٌ،
وـ الشيءَ: خَرَّقَهُ، فَخَسَفَ هو: انْخَرَقَ، لازِمٌ مُتَعَدٍّ
وـ الشيءَ: قَطَعَه،
وـ العَيْنُ: ذَهَبَتْ، أو ساخَتْ،
وـ الشيءُ خَسْفاً: نَقَصَ،
وـ فلانٌ: خَرَجَ من المَرَضِ،
وـ البِئْرَ: حَفَرَهَا في حِجَارَةٍ فَنَبَعَتْ بماءٍ كثيرٍ، فلا يَنْقَطِعُ، فهي خَسيفٌ وخَسوفٌ ومَخْسُوفَةٌ وخَسيفَةٌ، ج: أخْسِفَةٌ وخُسُفٌ،
وـ الله بفُلانٍ الأرضَ: غَيَّبَه فيها.
والخَسْفُ: النَّقيصَةُ، ومَخْرَجُ ماءِ الرَّكِيَّةِ، وعُموقُ ظاهِر الأرضِ، والجَوْزُ الذي يُؤكَلُ، ويُضَمُّ فيهما،
وـ من السَّحابِ: ما نَشَأَ من قِبَل المَغْرِبِ الأقْصَى عن يَمِين القِبْلَةِ، والإِذْلالُ، وأنْ يُحَمِّلَكَ الإِنْسان ما تَكْرَهُ،
يُقالُ: سامَهُ خَسْفاً، ويُضَمُّ: إذا أوْلاهُ ذُلاًّ، وأن تَحْبِسَ الدابَّةَ بِلا عَلَفٍ.
وشَرِبْنَا على الخَسْفِ: على غَيْرِ أكْلٍ.
وباتَ فلانٌ الخَسْفَ، أي جائِعاً.
والخَسْفَةُ: ماءٌ غَزيرٌ، وهو رأسُ نَهْرِ مُحَلِّمٍ بِهَجَرَ.
والخاسِفُ: المَهْزُولُ، والمُتَغَيِّرُ اللَّوْنِ، والغُلامُ الخَفيفُ، والرجُلُ الناقِهُ، ج: ككُتُبٍ،
ودَعِ الأمْرَ يَخْسُفُ، بالضم: دَعْهُ كما هو. وكغُرابٍ: بَرِّيَّةٌ بين الحِجازِ والشامِ.
وكأميرٍ: الغائِرَةُ من العُيونِ، كالخاسِفِ،
وـ من النُّوقِ: الغَزيرَةُ السَّريعَةُ القَطْعِ في الشِّتاءِ، وقد خَسَفَتْ تَخْسِفُ، وخَسَفَها الله خَسْفاً،
وـ من السَّحابِ: ما نَشَأَ من قِبَل العَيْنِ حامِلاً ماءً كثيراً،
(كالخِسْفِ، بالكسر) .
والأخاسِيفُ: الأرضُ اللَّيِّنَةُ.
والخَيْسَفَانُ، بفتح السِّينِ وضَمِّها: التَّمْرُ الرَّدِيءُ، أو النَّخْلَةُ يَقِلُّ حَمْلُها وَيَتَغَيَّرُ بُسْرُها.
وحَفَرَ فأخْسَفَ: وجَدَ بِئْرَهُ خَسيفاً،
وـ العَيْنُ: عَمِيَتْ،
كانْخَسَفَتْ، وقُرِئَ: {لولا أنْ مَنَّ الله علينا لانْخُسِفَ بنا} على بناءِ المَفْعولِ. وكمعَظَّمٍ: الأسَدُ.

خَرَبَ

(خَرَبَ)
(هـ) فِيهِ «الحَرَم لَا يُعيذ عَاصِيًا وَلَا فَارًّا بِخَرَبَةٍ» الْخَرَبَةُ: أَصْلُهَا الْعَيْبُ، وَالْمُرَادُ بِهَا هَاهُنَا الَّذِي يفرُّ بِشَيْءٍ يُرِيدُ أَنْ ينْفَرِد بِهِ ويغْلِب عَلَيْهِ مِمَّا لَا تُجيزُه الشَّريعة. والْخَارِبُ أَيْضًا: سَارِق الْإِبِلِ خاصَّة، ثُمَّ نُقِل إِلَى غَيرها اتِّساعا، وَقَدْ جَاءَ فِي سِياق الْحَدِيثِ فِي كِتَابِ الْبُخَارِيِّ:
أَنَّ الْخَرَبَةَ: الْجِنَايَةُ وَالْبَلِيَّةُ. قَالَ التِّرْمِذِيُّ: وَقَدْ رُوي بِخَزْيَة، فَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ بِكَسْرِ الْخَاءِ، وَهُوَ الشَّيْءُ الَّذِي يُسْتَحْيا مِنْهُ، أَوْ مِنَ الهوَان وَالْفَضِيحَةِ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ بِالْفَتْحِ وَهُوَ الفَعْلة الواحدة منها.
(س) وَفِيهِ «مِن اْقترابِ السَّاعة إِخْرَابُ الْعَامِرِ وَعِمَارَةُ الْخَرَابِ» الْإِخْرَابُ: أَنْ يُتْرَك الْمَوْضِعُ خَرِباً، والتَّخْرِيبُ الهدْم، والمرادُ مَا تُخَرِّبُهُ الْمُلُوكُ مِنَ العُمْران وتعْمُرهُ مِنَ الْخَرَابِ شَهْوَةً لَا إصْلاحا، ويَدْخل فِيهِ مَا يَعْمَله المُتْرَفُون مِنْ تَخْرِيبِ المَسَاكن الْعَامِرَةِ لِغَيْرِ ضَرُورَةٍ وإنْشَاء عمارَتِها. وَفِي حَدِيثِ بِنَاءِ مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ «كَانَ فِيهِ نخلٌ وَقُبُورُ الْمُشْرِكِينَ وخِرَبٌ، فَأَمَرَ بِالْخِرَبِ فسُوِّيَتْ» الْخِرَبُ: يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ بِكَسْرِ الْخَاءِ وَفَتْحِ الرَّاءِ جَمْعُ خَرِبَة، كَنَقِمَةٍ ونَقِمٍ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ جَمْعَ خَرِبَة- بِكَسْرِ الْخَاءِ وَسُكُونِ الرَّاءِ عَلَى التَّخْفِيفِ- كنِعْمة ونِعَم، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْخَرِبُ بِفَتْحِ الْخَاءِ وَكَسْرِ الرَّاءِ كنَبِقَةٍ ونَبِقٍ، وكلمةٍ وكَلِمٍ. وَقَدْ رُوي بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَالثَّاءِ المثلَّثة، يُرِيدُ بِهِ الْمَوْضِعَ المَحْرُوث لِلزِّرَاعَةِ.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ سَــأَلَهُ رجُل عَنْ إِتْيَانِ النِّسَاءِ فِي أدْبارِهنَ، فَقَالَ: فِي أَيِ الْخُرْبَتَيْنِ، أَوْ فِي أَيِّ الخُرْزَتين، أَوْ فِي أيِّ الخُصْفَتين» يَعْنِي فِي أَيِّ الثُّقْبَيْن. وَالثَّلَاثَةُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَكُلُّهَا قَدْ رَوِيَتْ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «كَأَنِّي بِحَبَشِيٍّ مُخَرَّبٍ عَلَى هَذِهِ الْكَعْبَةِ» يُرِيدُ مَثْقوبَ الأُذُن.
يُقَالُ مُخَرَّبٌ ومُخَرَّم.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ «كَأَنَّهُ أمةٌ مُخَرَّبَةٌ» أَيْ مَثْقُوبة الأُذُن. وتلك الثُّقْبة هي الْخُرْبَةُ.
(هـ س) فى حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ «فِي الَّذِي يُقَلّدُ بَدَنَتَه ويَبْخَل بالنَّعْل، قَالَ: يُقَلّدها خُرَّابَة» يُرْوَى بِتَخْفِيفِ الرَّاءِ وَتَشْدِيدِهَا، يُرِيدُ عُرْوة المَزادة. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الْمَعْرُوفُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ أَنَّ عُرْوَةَ الْمَزَادَةِ خُرْبَةٌ، سُمِّيَتْ بِهَا لِاسْتِدَارَتِهَا، وَكُلُّ ثُقْبٍ مستدير خُرْبَة.
(هـ س) وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ «وَلَا سَتَرْتَ الْخَرَبَة» يَعْنِي العَوْرة. يُقَالُ مَا فِيهِ خَرَبَةٌ:
أَيْ عَيْب.
وَفِي حَدِيثِ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ «كَانَ يَنْبُت فِي مُصَلاه كلَّ يَوْمٍ شجرةٌ، فَيَسْــأَلُهَــا مَا أَنْتِ؟
فَتَقُولُ: أَنَا شجرةُ كَذَا أنبُت فِي أَرْضِ كَذَا، أَنَا دَواءٌ مِنْ دَاءِ كذا، فيأمر بها فتُقْطَع، ثم تُصَرّ وتكتب عَلَى الصُّرة اسْمُهَا ودَواؤها، فَلَمَّا كَانَ فِي آخِرِ ذَلِكَ نَبَتَت اليَنْبوتةُ، فَقَالَ: مَا أنتِ؟ فَقَالَتْ أَنَا الْخَرُّوبَةُ وَسَكَتَتْ، فَقَالَ: الْآنَ أعْلَم أَنَّ اللَّهَ قَدْ أذِن فِي خَراب هَذَا الْمَسْجِدِ وذَهاب هَذَا المُلْكِ» .
فَلَمْ يَلْبَث أَنْ مات. (هـ) وَفِيهِ ذِكْرُ «الْخُرَيْبَة» هِيَ بِضَمِّ الْخَاءِ مُصَغَّرَةٌ: مَحِلَّةٌ مِنْ محالَ البَصْرة يُنْسب إِلَيْهَا خَلْق كَثِيرٌ.

شَنَقَ

شَنَقَ البعيرَ يَشْنُقُه ويَشْنِقُه: كفَّهُ بِزمامِه حتى ألْزَقَ ذِفْراهُ بقادِمةِ الرَّحْلِ، أو رَفَعَ رأسَه وهو راكِبُه،
كأَشْنَقَه، فأَشْنَقَ البعيرُ، نادِرٌ.
وشَنَقَ القِرْبَةَ: وكأَها، ثم رَبَطَ طَرَفَ وِكائِها بيدَيْها،
وـ رأسَ الفرسِ: شَدَّهُ إلى شجرةٍ أو وَتِدٍ مُرْتَفِعٍ،
وـ الناقةَ أو البعيرَ: شَدَّهُ بالشِّناق،
وـ الخَلِيَّةَ: جَعَلَ فيها
شَنيقاً، كشَنَّقَها، وهو: عُودٌ يُرْفَعُ عليه قُرْصَةُ عَسَلٍ، ويُقامُ في عُرْضِ الخَلِيَّةِ، يُفْعَلُ ذلك إذا أرْضَعَتِ النَّحْلُ أولادَها.
والشَّنْقاءُ من الطيرِ: التي تَزُقُّ فِراخَها. وككتابٍ: الطويل، للمُذَكَّرِ، والمُؤَنَّثِ والجمعِ، وسَيْرٌ، أو خَيْطٌ يُشَدُّ به فَمُ القِرْبَةِ، والوَتَرُ.
والشَّنَقُ، محركةً: الأَرْشُ، والعَمَلُ، وما بين الفَريضَتينِ في الزَّكاةِ، ففي الغَنَمِ ما بين أربَعينَ ومئةٍ وعِشرينَ، وقِسْ في غيرها، وما دون الدِّيَةِ، والفَضْلَةُ تَفْضُلُ، والحَبْلُ، والعِدْلُ،
أو الشَّنَقُ الأَعْلَى في الدِّياتِ: عِشْرونَ جَذَعَةً، والأسْفَلُ: عِشرونَ بنتَ مَخاضٍ، وفي الزَّكاةِ الأَعْلَى: بنتُ مَخاضٍ في خَمْسٍ وعشرينَ، والأَسْفَلُ: شاةٌ في خَمْسٍ من الإِبِلِ.
وشَنَقَ، كفرِحَ وضَرَبَ: هَوِيَ شيئاً فصار مُعَلَّقاً به.
وقَلْبٌ شَنِقٌ، ككتِفٍ: مُشْتاقٌ طامِحٌ إلى كلِّ شيءٍ.
والشِّنِّيقةُ، كسِكِّينةٍ: المرأةُ المُغازِلَةُ. وكسِكِّينٍ: الشابُّ المُعْجبُ بنَفْسِه.
وشِنِقْناقٌ، كسِرِطْراطٍ: رَئيسٌ للجِنِّ، والداهيةُ.
وأشْنَقَ القِرْبَةَ: شَدَّها بالشِّناقِ، وأخَذَ الأَرْشَ، أو وَجَبَ عليه الأَرْشُ، ضِدٌّ،
وـ عليه: تَطاوَلَ.
والتَّشْنيقُ: التَّقْطيعُ والتَّزْيينُ. وكمُعَظَّمٍ: المُقَطَّعُ، والعَجينُ المُقَطَّعُ المَعْمولُ بالزَّيْتِ.
وشانَقَه مُشانَقَةً وشِناقاً: خَلَطَ مالَهُ بمالِه.
والشِّناقُ: أخْذُ شيءٍ من الشَّنَقِ، ومنه الحديثُ: "لا شِناق".
(شَنَقَ)
(هـ س) فِيهِ «لَا شِنَاقَ وَلَا شِغاَر» الشَّنَقُ- بِالتَّحْرِيكِ: مَا بَيْنَ الفَرِيضَتَين مِنْ كُلِّ مَا تَجِب فِيهِ الزكاةُ، وَهُوَ مَا زَادَ عَلَى الْإِبِلِ مِنَ الخَمْس إِلَى التِّسْعِ، وَمَا زَادَ مِنْهَا عَلَى العَشْر إِلَى أرْبع عَشْرَةَ: أَيْ لَا يُؤْخذ فِي الزِّيَادَةِ عَلَى الْفَرِيضَةِ زَكَاةٌ إِلَى أَنْ تَبْلُغَ الْفَرِيضَةَ الْأُخْرَى، وَإِنَّمَا سُمِّيَ شَنَقاً لِأَنَّهُ لَمْ يُؤْخذ مِنْهُ شىءٌ فَأُشْنِقَ إِلَى مَا يَلِيهِ مِمَّا أُخِذَ مِنْهُ: أَيْ أُضِيفَ وَجُمِعَ، فَمَعْنَى قَوْلِهِ لَا شِنَاقَ: أَيْ لَا يُشْنِقُ الرجلُ غَنَمه أَوْ إِبِلَهُ إِلَى ماَلِ غيرهِ ليُبْطِل الصدقَةَ، يَعْنِي لَا تَشَانَقُوا فتجمْعَوُا بَيْنَ مُتَفَرِّق، وَهُوَ مِثْل قَوْلِهِ: لَا خِلاَطَ.
والعربُ تَقُولُ إِذَا وجَب عَلَى الرَّجُلِ شاةٌ فِي خَمْس مِنَ الْإِبِلِ: قَدْ أَشْنَقَ: أَيْ وَجَبَ عَلَيْهِ شَنَقٌ، فَلَا يَزَال مُشْنِقاً إِلَى أَنْ تبلُغ إِبِلُهُ خَمْسًا وَعِشْرِينَ فَفِيهَا ابْنَة مَخاَض، وَقَدْ زَالَ عَنْهُ اسمُ الْإِشْنَاقِ. وَيُقَالُ لَهُ مُعْقِل: أَيْ مُؤَدٍّ للعِقال مَعَ ابْنَةِ الْمَخَاضِ، فَإِذَا بَلَغت سِتًّا وَثَلَاثِينَ إِلَى خَمْس وأرْبَعين فَهُوَ مُفْرِض: أَيْ وجَبت فِي إِبِلِهِ الفَريضة. والشِّنَاقُ: المشاركَةُ فِي الشَّنَقِ والشَّنَقَيْنِ، وَهُوَ مَا بَيْنَ الفَريضَتَين. وَيَقُولُ بعضُهم لبَعْض: شَانَقَنِي، أَيِ اخْلط مَالِي وماَلَك لتَخِفَّ عَلَيْنَا الزَّكَاةُ.
وَرُوِيَ عَنْ أحْمد بْنِ حَنْبَلٍ أَنَّ الشَّنَقَ مَا دُون الْفَرِيضَةِ مطلقا، كما دون الأرْبَعين من الغنم  (هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ قاَمَ مِنَ اللَّيْلِ يُصَلِّي فَحَلَّ شِنَاقَ القِرْبة» الشِّنَاقُ: الخَيط أَوِ السَّير الَّذِي تُعلَّق بِهِ القرْبة، والخَيْط الَّذِي يُشَدُّ بِهِ فمُها. يُقَالُ شَنَقَ القِرْبة وأَشْنَقَهَا إِذَا أوْكأَها، وَإِذَا عَلَّقها.
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «إِنْ أَشْنَق لَهَا خَرَمَ» يُقَالُ شَنَقْتُ الْبَعِيرَ أَشْنَقُهُ شَنْقاً، وأَشْنَقْتُهُ إِشْنَاقاً إِذَا كَفَفْته بزماَمِه وَأَنْتَ رَاكِبهُ: أَيْ إِنْ بالَغَ فِي إِشْنَاقِهَا خَرَم أنْفَها. وَيُقَالُ شَنَقَ لَهَا وأَشْنَقَ لَهَا.
وَمِنْهُ حَدِيثُ جَابِرٍ «فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أوّلَ طَالِعٍ، فأشْرَعَ ناقَته فشَرِبت وشَنَقَ لَهَا» .
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ طَلْحَةَ «أَنَّهُ أُنشِد قَصِيدةً وَهُوَ رَاكِبٌ بَعِيرًا، فَمَا زَالَ شَانِقاً رَأْسَهُ حَتَّى كُتِبَت لَهُ» .
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «سَــأَلَهُ رجُلٌ مُحْرِم فَقَالَ: عنَّت لِي عِكْرِشَة فَشَنَقْتُهَا بجَبُوبة» أَيْ رَمَيتها حَتَّى كَفَّتْ عَنِ العَدْوِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ وَيَزِيدَ بْنِ المهَلَّب:
وَفِي الدِّرْع ضَخْمُ المَنكِبَين شَنَاقُ الشَّنَاقُ بِالْفَتْحِ : الطَّوِيلُ.
(س) وَفِي قِصَّةِ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ «احْشُرُوا الطَّيْر إِلَّا الشَّنْقَاءَ» هِيَ الَّتِي تَزُقُّ فرَاخها.

حَوَبَ

(حَوَبَ)
(هـ) فِيهِ «رَبِّ تَقَبَّل تَوبَتي وَاغْسِلْ حَوْبَتِي» أَيْ إِثْمِي.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «اغْفِرْ لَنَا حَوْبَنَا» أَيْ إِثْمَنَا. وتُفتح الْحَاءُ وتُضم. وَقِيلَ الْفَتْحُ لُغة الْحِجَازُ، والضَّم لُغَةُ تَمِيمٍ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «الرِّبَا سَبْعُونَ حَوْباً» أَيْ سَبْعُون ضَرْبا مِنَ الإثْم.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «كَانَ إِذَا دَخل إِلَى أهْله قَالَ: تَوْباً تَوْباً، لَا تُغادِرْ عَلَيْنَا حَوْباً» .
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنَّ الْجفَاء والحَوْب فِي أهْل الوبَر والصُّوف» .
(هـ) وَفِيهِ «أنَّ رَجُلًا سَــأَلَهُ الإذْن فِي الْجِهَادِ، فَقَالَ: ألَك حَوْبَة؟ قَالَ: نَعم» يعْني مَا يأثَم بِهِ إنْ ضَيَّعه. وتَحَوَّبَ مِنَ الْإِثْمِ إِذَا تَوَقَّاه، وأَلْقَى الحُوب عَنْ نَفْسه. وَقِيلَ الحَوْبَة هَاهُنَا الْأُمُّ والْحُرَم.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «اتَّقُوا اللَّهَ فِي الحَوْبَات» يُرِيدُ النِّسَاءَ الْمُحْتَاجَاتِ اللَّاتِي لا يستغنين عمّن يقوم عليهنّ ويتعهّدن، وَلَا بُدَّ فِي الْكَلَامِ مِنْ حَذْفِ مُضَافٍ تَقْدِيرُهُ ذَاتُ حَوْبَة، وَذَاتُ حَوْبَات.
والحَوْبَة: الحاجَة.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ الدُّعَاءِ «إِلَيْكَ أرُفَع حَوْبَتِي» أَيْ حاجَتي.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّ أَبَا أيُّوب أَرَادَ أَنْ يُطَلِّق أُمَّ أَيُّوبَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ طَلَاقَ أُمِّ أَيُّوبَ لَحُوبٌ» أَيْ لوَحْشَة أَوْ إِثْمٌ، وإنَّما أثَّمه بِطَلَاقِهَا لِأَنَّهَا كَانَتْ مُصْلحةً لَهُ في دِينِه. (هـ) وَفِيهِ «مَا زَالَ صَفْوانُ يَتَحَوَّبُ رِحَالَنا مُنْذُ اللَّيلة» التَّحَوُّب: صَوْت مَعَ تَوجُّع، أَرَادَ بِهِ شَدَّةَ صيَاحه بالدُّعاء، ورحالنَا مَنْصُوبٌ عَلَى الظَّرف. والحَوْبَة والحِيبَة الهَمُّ والحُزْن.
(هـ) وَفِيهِ «كَانَ إِذَا قَدِم مِنْ سَفَر قَالَ: آيبُون تَائِبُونَ لربِّنا حَامِدُونَ، حَوْباً حَوْباً» حَوْب زجْر لذُكُور الْإِبِلِ، مثْل حَلْ، لإنَاثها، وتُضَم الْبَاءُ وتُفتح وتُكْسر، وَإِذَا نُكِّر دخَله التَّنوين، فَقَوْلُهُ حَوْبا حَوْبا بِمَنْزِلَةِ قَوْلِكَ سَيْراً سَيْراً، كأنَّه لمَّا فرَغ مِنْ دُعائه زجَر جَمَله.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الْعَاصِ «فعَرف أَنَّهُ يُريد حَوْبَاء نَفْسه» الحَوْبَاء: رُوحُ القَلْب، وَقِيلَ هِيَ النَّفْس.
(س) وَفِيهِ «أَنَّهُ قَالَ لِنسَائه: أيَّتُكُنّ تَنْبَحُها كِلَابُ الحَوْأَب؟» الحَوْأَب: مَنْزل بَيْنَ مَكَّةَ والبَصْرة، وَهُوَ الَّذِي نَزَلَتْهُ عَائِشَةُ لمَّا جَاءَتْ إِلَى الْبَصْرَةِ فِي وقْعَة الجَمل.

حَنْظَبَ

(حَنْظَبَ)
- فِي حَدِيثِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ «سَــأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: قَتَلْتُ قُرَادًا أَوْ حُنْظُباً، فَقَالَ:
تصَدَّق بِتَمْرَةٍ» الحُنْظُبُ بضَمّ الظَّاء وَفَتْحِهَا: ذَكر الخَنافِس والجرَاد. وَقَدْ يُقَالُ بالطَّاء الْمُهْمَلَةِ، ونُونه زَائِدَةٌ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ، لِأَنَّهُ لَمْ يُثْبت فعْلَلاً بِالْفَتْحِ، وأصْلِيَّة عِنْدَ الْأَخْفَشِ لِأَنَّهُ أَثْبَتَهُ. وَفِي رِوَايَةٍ «مَنْ قَتَلَ قُرَادًا أَوْ حُنْظُبَاناً وَهُوَ مُحرم تصدَّق بتَمرة أَوْ تَمْرتَين» الحُنْظُبَان هُوَ الحُنْظُب.

حَمَا

(حَمَا)
(س هـ) فِيهِ «لَا حِمَى إلاَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ» قِيلَ: كَانَ الشَّرِيفُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا نَزل أرْضاً فِي حَيِّه اسْتَعْوَى كَلْبًا فحَمَى مَدَى عُوَاء الْكَلْبِ لَا يَشْرَكُه فِيهِ غَيْرُهُ، وَهُوَ يُشارك الْقَوْمَ فِي سَائِرِ مَا يَرْعَوْن فِيهِ، فنَهى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ، وَأَضَافَ الحِمَى إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ: أَيْ إلاَّ مَا يُحْمَى لِلْخَيْلِ الَّتِي تُرْصَد لِلْجِهَادِ، وَالْإِبِلِ الَّتِي يُحْمل عَلَيْهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَإِبِلِ الزَّكَاةِ وَغَيْرِهَا، كَمَا حَمَى عُمر بْنُ الْخَطَّابِ النَّقِيع لِنَعمَ الصَّدقة والخَيْل المُعَدّة فِي سَبِيلِ اللَّهِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أَبْيَضَ بْنِ حَمَّالٍ «لَا حِمَى فِي الْأَرَاكِ» فَقَالَ أَبْيَضُ: أراكَة فِي حِظَارِي:
أَيْ فِي أرْضِي» وَفِي رِوَايَةٍ أَنَّهُ سَــأَلَهُ عمَّا يُحْمَى مِنَ الْأَرَاكِ فَقَالَ «مَا لَمْ تَنَلْه أخْفافُ الإبِل» مَعْنَاهُ أَنَّ الْإِبِلَ تَأْكُلُ مُنْتَهَى مَا تَصِل إِلَيْهِ أفواهُها لِأَنَّهَا إِنَّمَا تَصِل إِلَيْهِ بِمَشْيِها عَلَى أَخْفَافِهَا، فيُحْمَى مَا فَوق ذَلِكَ.
وَقِيلَ أَرَادَ أَنَّهُ يُحْمَى مِنَ الْأَرَاكِ مَا بَعُد عَنِ العِمارة وَلَمْ تَبْلُغه الْإِبِلُ السارِحة إِذَا أرْسَلت فِي المرْعَى، ويُشْبه أَنْ تَكُونَ هَذِهِ الْأَرَاكَةُ الَّتِي سَأَلَ عَنْهَا يَوْم إحْياء الْأَرْضِ وحَظَر عَلَيْهَا قَائِمَةً فِيهَا، فَملَك الْأَرْضَ بالإحْياء، وَلَمْ يَمْلك الْأَرَاكَةَ، فَأَمَّا الْأَرَاكُ إِذَا نَبَت فِي مِلْك رجُل فَإِنَّهُ يَحْميه ويَمنع غيرَه منه.
(س) وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، وذَكَرت عُثْمَانَ «عَتَبْنَا عَلَيْهِ مَوْضع الغَمامة المُحْمَاة» تُرِيدُ الحِمَى الَّذِي حَمَاهُ. يُقَالُ أَحْمَيْتُ الْمَكَانَ فَهُوَ مُحْمًى إِذَا جَعَلْتَه حِمًى. وَهَذَا شَيْءٌ حَمًى: أَيْ مَحْظُور لَا يُقْرَب، وحَمَيْتُهُ حِمَايَةً إِذَا دَفَعْتَ عَنْهُ ومَنَعْتَ مِنْهُ مِنْ يَقْرُبه، وجَعَلَتْه عَائِشَةُ موْضعاً للْغَمامة لِأَنَّهَا تَسْقِية بِالْمَطَرِ، والناسُ شُرَكَاءُ فِيمَا سَقَتْه السَّمَاءُ مِنَ الكَلأَ إِذَا لَمْ يَكُنْ مَمْلُوكا، فَلِذَلِكَ عَتَبُوا عَلَيْهِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ حُنين «الآنَ حَمِيَ الوَطِيس» الوَطِيسُ: التَّنُّور، وَهُوَ كِنَايَةٌ عَنْ شِدّة الأمرِ واضْطِرام الحَرْب. وَيُقَالُ إِنَّ هَذِهِ الْكَلِمَةَ أوّلُ مَنْ قَالَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لمَّا اشْتَدَّ الْبَأْسُ يَوْمَئِذٍ وَلَمْ تُسْمَعْ قَبْلَهُ، وَهِيَ مِنْ أحْسن الاسْتِعارات.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «وقِدْر القَوْم حَامِيَةٌ تَفُور» أَيْ حارَّة تَغْلِي، يُرِيدُ عِزَّة جانِبِهم وَشَدَّةَ شَوْكتِهم وحَمِيَّتَهُمْ.
وَفِي حَدِيثِ مَعْقِل بْنِ يَسار «فَحَمِيَ مِنْ ذَلِكَ أنَفاً» أَيْ أخَذتْه الحَمِيَّة، وَهِيَ الأنَفَة والغَيْرة.
وَقَدْ تَكَرَّرَتِ الحَمِيَّة فِي الْحَدِيثِ. وَفِي حَدِيثِ الْإِفْكِ «أَحْمِي سَمْعي وبَصَري» أَيْ أَمْنَعُهُمَا مِنْ أَنْ أنْسُب إِلَيْهِمَا مَا لَمْ يُدْرِكاه، وَمِنَ الْعَذَابِ لَوْ كَذبْت عَلَيْهِمَا.
(هـ) وَفِيهِ «لَا يَخْلُوَنّ رَجُلٌ بمُغِيبَة وَإِنْ قِيلَ حَمُوهَا، ألاَ حَمُوهَا الموتُ» الحَمُ أحدُ الأَحْمَاء: أَقَارِبُ الزَّوْجِ. وَالْمَعْنَى فِيهِ أَنَّهُ إِذَا كَانَ رَأيُه هَذَا فِي أَبِي الزَّوْجِ- وَهُوَ مَحْرَمٌ- فَكَيْفَ بالغَريب! أَيْ فلْتَمُتْ وَلَا تَفْعَلَنّ ذَلِكَ، وَهَذِهِ كَلِمَةٌ تقولُها الْعَرَبُ، كَمَا تَقُولُ الأسَدُ الموتُ، والسُّلطانُ النارُ، أَيْ لِقَاؤُهُمَا مِثْل الْمَوْتِ وَالنَّارِ. يَعْنِي أَنَّ خَلْوة الحَمِ مَعَهَا أَشَدُّ مِنْ خَلْوَةِ غَيْرِهِ مِنَ الغُرَباء لِأَنَّهُ رُبَّمَا حَسَّن لَهَا أَشْيَاءَ وحَمَلها عَلَى أُمُورٍ تَثْقُل عَلَى الزَّوج مِنِ الْتِماس مَا لَيْسَ فِي وُسْعه، أَوْ سُوء عِشْرة أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ، ولأنَ الزَّوْجَ لَا يُؤثِرُ أَنْ يَطَّلع الحَمُ على باطن حاله بدخول بيته.

حَمَلَ

(حَمَلَ)
- فِيهِ «الحَمِيل غَارِم» الحَمِيل الْكَفِيلُ: أَيِ الكَفِيل ضَامِنٌ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ: «كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا فِي السَّلَم بالحَمِيل» أي الكَفِيل.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الْقِيَامَةِ: «يَنْبُتون كَمَا تَنْبُت الحِبَّة فِي حَمِيل السَّيل» وَهُوَ مَا يَجِيءُ بِهِ السَّيْل مِنْ طِينٍ أَوْ غُثَاء وَغَيْرِهِ، فَعِيل بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، فَإِذَا اتَّفَقَت فِيهِ حِبَّة واسْتَقَرّت عَلَى شَطّ مَجْرَى السَّيْل فَإِنَّهَا تَنْبُت فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فشُبِّه بِهَا سُرْعة عَوْد أبْدَانِهم وأجْسَامِهم إِلَيْهِمْ بَعْدَ إحْراق النَّار لَهَا.
(هـ) وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: «كَمَا تَنْبُت الحِبَّة فِي حَمَائِل السَّيْل» هُوَ جَمْعُ حَمِيل.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَذَابٍ الْقَبْرِ: «يُضْغَط الْمُؤْمِنُ فِيهِ ضَغْطةً تَزُول مِنْهَا حَمَائِلُهُ» قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: هِيَ عُروق أُنْثَيَيْه، ويَحْتمل أَنْ يُراد مَوْضِعَ حَمَائِل السَّيْفِ: أَيْ عَواتِقه وصَدْره وأضْلاعه.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: «أَنَّهُ كتَب إِلَى شُرَيح: الحَمِيل لَا يُوَرَّث إلاَّ بِبَيِّنة» وَهُوَ الَّذِي يُحْمَلُ مِنْ بِلَادِهِ صَغِيرًا إِلَى بِلَادِ الْإِسْلَامِ، وَقِيلَ هُوَ الْمَحْمُولُ النَّسَب، وَذَلِكَ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ لإنسانٍ:
هَذَا أَخِي أَوِ ابْني ليَزْوِيَ ميراثَه عَنْ مَوَاليه، فَلَا يُصَدَّق إِلَّا ببَيِّنة.
(هـ) وَفِيهِ «لَا تَحِلّ الْمَسْأَلَةُ إلاَّ لِثَلَاثَةٍ: رجُل تَحَمَّلَ حَمَالَةً» الحَمَالَة بِالْفَتْحِ: مَا يَتَحَمَّلُهُ الْإِنْسَانُ عَنْ غَيْرِهِ مِنْ دِيَة أَوْ غَرامة، مِثْلَ أَنْ يَقَعَ حَرْب بَيْنَ فَرِيقين تُسْفَك فِيهَا الدِّمَاءُ، فيَدْخل بينَهُم رجُل يَتَحَمَّل دِيَاتِ القَتْلَى ليُصْلح ذَاتَ البَيْن. والتَّحَمُّل: أَنْ يَحْمِلَهَا عَنْهُمْ عَلَى نَفْسه. وَمِنْهُ حَدِيثُ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي هَدْم الْكَعْبَةِ وَمَا بَنَى ابْنُ الزُّبير مِنْهَا «ودِدْت، أَنِّي تَرَكْتُهُ وَمَا تَحَمَّلَ مِنَ الْإِثْمِ فِي نَقْض الْكَعْبَةِ وبنَائِها» .
وَفِي حَدِيثِ قَيْسٍ «قَالَ: تَحَمَّلْتُ بِعَلِيٍّ عَلَى عُثْمان فِي أمرٍ» أَيِ اسْتَشْفَعْت بِهِ إِلَيْهِ.
(س) وَفِيهِ «كُنَّا إِذَا أُمِرْنا بِالصَّدَقَةِ انْطَلق أحَدُنا إِلَى السُّوق فَتَحَامَلَ» أَيْ تكَلَّف الحَمْلَ بالأجْرة ليَكْتَسِبَ مَا يَتصدَّق بِهِ، تَحَامَلْتُ الشَّيْءَ: تكلَّفته عَلَى مَشَقَّة.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: «كُنَّا نُحَامِلُ عَلَى ظُهُورِنَا» أَيْ نَحْمِلُ لِمَنْ يَحْمِلُ لَنَا، مِنَ المُفَاعلة، أَوْ هُوَ مِنَ التَّحَامُل.
(س) وَفِي حَدِيثِ الفَرَع والعَتِيرة: «إِذَا اسْتَحْمَلَ ذَبَحْتُه فَتَصَدَّقْتُ بِهِ» أَيْ قَوِيَ عَلَى الحمْل وأطاقَه؛ وَهُوَ اسْتَفعل مِنَ الحَمْل.
وَفِي حَدِيثِ تَبُوك «قَالَ أَبُو مُوسَى: أَرْسَلَني أَصْحَابِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أسْــأله الحُمْلَان» الحُمْلَان مَصْدر حَمَلَ يَحْمِلُ حُمْلَانا، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ أرسَلوه يَطْلُب مِنْهُ شَيْئًا يَرْكَبُون عَلَيْهِ.
وَمِنْهُ تَمَامُ الْحَدِيثِ «قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا أَنَا حَمَلْتُكُمْ ولكِنّ اللَّهَ حَمَلَكُمْ» أَرَادَ إفرادَ اللَّهِ تَعَالَى بِالْمَنِّ عليهمْ. وَقِيلَ: أَرَادَ لَمَّا سَاقَ اللَّهُ إِلَيْهِ هَذِهِ الإبِل وقْتَ حاجَتِهم كَانَ هُوَ الحَامِل لَهُمْ عَلَيْهَا، وَقِيلَ: كَانَ ناسِياً ليَمِينه أَنَّهُ لَا يَحْمِلهم، فلمَّا أمَرَ لهُم بِالْإِبِلِ قَالَ: مَا أَنَا حَمَلْتُكُمْ، وَلَكِنَّ اللَّهَ حَمَلَكُمْ، كَمَا قَالَ لِلصَّائِمِ الَّذِي أفْطر ناسِياً: «أطْعَمَك اللَّهُ وَسَقَاكَ» .
وَفِي حَدِيثِ بنَاء مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ:
هَذَا الحِمَالُ لَا حِمَالُ خَيْبَرَ
الحِمَالُ بِالْكَسْرِ مِنَ الحَمْلِ. وَالَّذِي يُحْمَل مِنْ خَيْبَر التَّمر: أَيْ إِنَّ هَذَا فِي الْآخِرَةِ أَفْضَلُ مَنْ ذاك وأحْمدُ عَاقِبَةً، كَأَنَّهُ جمعُ حِمْلٍ أَوْ حَمْلٍ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَصْدَرَ حَمَلَ أَوْ حَامَلَ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «فأيْنَ الحِمَال؟» يُرِيدُ مَنْفَعَةَ الحَمْل وكفَايته، وَفَسَّرَهُ بَعْضُهُمْ بالحَمْل الَّذِي هُوَ الضَّمان.
وَفِيهِ «مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ منَّا» أَيْ مَنْ حَمل السِّلَاحَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ لكونهم مُسْلِمين فَلَيْسَ بمُسْلم، فَإِنْ لَمْ يَحْملْه عَلَيْهِمْ لأجْل كَوْنهم مُسْلِمِينَ فَقَدِ اختُلف فِيهِ: فَقيل مَعْنَاهُ: لَيْسَ مِثْلَنا. وَقِيلَ: لَيْسَ مُتَخَلِّقاً بأخْلاَقِنا ولاَ عَامِلا بسُنَّتِنا.
(س) وَفِي حَدِيثِ الطَّهارة «إِذَا كَانَ الْمَاءُ قُلَّتَين لَمْ يَحْمِلْ خَبَثًا» أَيْ لَمْ يُظْهِره وَلَمْ يَغْلِب عَلَيْهِ الخَبَث، مِنْ قَوْلِهِمْ فُلان يَحْمِلُ غَضَبَه: أَيْ لَا يُظْهِره. وَالْمَعْنَى أَنَّ الْمَاءَ لَا يَنْجُس بِوُقُوعِ الخَبث فِيهِ إِذَا كَانَ قُلَّتَيْن. وَقِيلَ مَعْنَى لَمْ يَحْمِل خَبَثاً: أَنَّهُ يَدْفَعُه عَنْ نَفْسِهِ، كَمَا يُقَالُ فُلَانٌ لَا يَحْمِلُ الضَّيْم، إِذَا كَانَ يَأباه ويَدْفَعه عَنْ نفْسه. وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنَّهُ إِذَا كَانَ قُلَّتين لَمْ يَحْتَمِلْ أَنْ تقَع فِيهِ نَجاسَة؛ لِأَنَّهُ يَنْجُس بِوُقُوعِ الخَبث فِيهِ، فَيَكُونُ عَلَى الْأَوَّلِ قَدْ قَصَد أوّلَ مَقَادِيرِ الْمِيَاهِ الَّتي لَا تَنْجُس بِوُقُوعِ النَّجاسة فِيهَا وَهُوَ مَا بَلَغَ القُلَّتين فَصَاعِدًا. وَعَلَى الثَّانِي قَصَد آخِر الْمِيَاهِ الَّتي تَنْجُس بِوُقُوعِ النَّجاسة فِيهَا وَهُوَ مَا انْتَهَى فِي القِلَّة إِلَى القُلَّتين. وَالْأَوَّلُ هُوَ القَول، وَبِهِ قَالَ مَنْ ذَهَب إِلَى تَحْدِيد الْمَاءِ بالقُلَّتين، وَأَمَّا الثَّانِي فَلَا.
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «لَا تُنَاظِرُوهم بِالْقُرْآنِ فَإِنَّهُ حَمَّال ذُو وُجوه» أَيْ يُحْمَلُ عَلَيْهِ كُلّ تَأْوِيلٍ فَيَحْتَمِلُهُ. وذُو وُجوه: أَيْ ذُو مَعَانٍ مُخْتَلِفة.
وَفِي حَدِيثِ تَحْرِيمِ الحُمُر الأهْلِية «قِيلَ: لِأَنَّهَا كَانَتْ حَمُولَة النَّاسِ» الحَمُولة بِالْفَتْحِ:
مَا يَحْتَمل عَلَيْهِ النَّاسُ مِنَ الدَّوَابّ، سَواء كَانَتْ عَلَيْهَا الأَحْمَالُ أَوْ لَمْ تَكُنْ كالرَّكُوبة.
وَمِنْهُ حَدِيثُ قَطَن «والحَمُولة الْمائرة لَهُمْ لاغِيَة» أَيِ الإبِل الَّتي تَحْمِل الْمِيرَة.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَنْ كَانَتْ لَهُ حُمُولَةٌ يَأوِي إِلَى شِبَع فلْيَصُم رَمَضَانَ حَيْث أدْرَكه» الحُمُولَةُ بِالضَّمِّ: الأَحْمَال، يَعْنِي أَنَّهُ يَكُونُ صاحِب أحْمال يُسَافِر بِهَا، وَأَمَّا الحُمُولُ بِلَا هَاءٍ فَهِيَ الْإِبِلُ الَّتي عَلَيْهَا الهَوَادج، كَانَ فِيهَا نِسَاء أَوْ لَمْ يَكُن.

سَعَرَ

(سَعَرَ)
(س) فِي حَدِيثِ أَبِي بَصير «ويْلُ أمِّه مِسْعَرُ حرْب لَوْ كَانَ لَهُ أَصْحَابٌ» يُقَالُ سَعَرْتُ النَّارَ والحرْبَ إِذَا أوقَدتَهما، وسَعَّرْتُهُمَا بِالتَّشْدِيدِ لِلْمُبَالَغَةِ. والْمِسْعَرُ والْمِسْعَارُ: مَا تُحرّكُ بِهِ النارُ مِنْ آلةِ الْحَدِيدِ. يَصِفُه بِالْمُبَالَغَةِ فِي الحَرْب وَالنَّجْدَةِ، ويُجْمعان عَلَى مَسَاعِرَ ومَسَاعِيرَ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ خَيفان «وَأَمَّا هَذَا الحىُّ مِنْ هَمْدان فأنْجادٌ بسْلٌ مَسَاعِيرُ غيرُ عُزل» .
(س) وَفِي حَدِيثِ السَّقِيفَةِ:
وَلَا يَنام الناسُ مِنْ سُعَارِهِ أَيْ مِنْ شَرّه. والسُّعَارُ: حرُّ النَّارِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «أَنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَدْخُل الشَّامَ وَهُوَ يَسْتَعِرُ طَاعُونًا» اسْتَعَارَ اسْتِعَارَ النارِ لِشِدّة الطاعُون يُريد كثرتَه وشدّةَ تَأْثِيرِهِ. وَكَذَلِكَ يُقَالُ فِي كُلِّ أمْر شديدٍ. وَطَاعُونًا منصوبٌ عَلَى التَّمْيِيزِ، كَقَوْلِهِ «وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَحُث أَصْحَابَهُ «اضْرِبُوا هَبْرا، وارمُوا سَعْراً» أَيْ رَمْيًا سَرِيعًا، شَبّهه بِاسْتِعَارِ النَّارِ.
وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا «كَانَ لِرسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحْشٌ، فَإِذَا خَرج مِنَ الْبَيْتِ أَسْعَرَنَا قَفْزاً» أَيْ ألْهَــبَنا وآذَانَا.
(س) وَفِيهِ «قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ: سَعِّرْ لَنَا، فَقَالَ: إِنَّ اللهَ هُوَ الْمُسَعِّرُ» أَيْ أَنَّهُ هُوَ الَّذِي يُرْخص الأشياءَ ويُغْلِيها، فَلَا اعْتِرَاضَ لأحدٍ عَلَيْهِ. وَلِذَلِكَ لَا يَجوز التَّسْعِيرُ.

شَرَعَ

(شَرَعَ)
قَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذكرُ «الشَّرْعِ والشَّرِيعَةِ» فِي غَيْرِ مَوضع، وَهُوَ مَا شَرَعَ اللَّهُ لِعبادِه مِنَ الدِّين: أَيْ سَنَّه لَهُمْ وافْترضَه عَلَيْهِمْ. يُقَالُ: شَرَعَ لَهُمْ يَشْرَعُ شَرْعاً فَهُوَ شَارِعٌ. وَقَدْ شَرَعَ اللهُ الدِّينَ شَرْعاً إِذَا أظهَره وبيَّنه. والشَّارِعُ: الطريقُ الأعظمُ. والشَّرِيعَةُ مَورِدُ الإبلِ عَلَى الماءِ الْجَارِي.
(س) وَفِيهِ «فَأَشْرَعَ ناقَته» أَيْ أدخَلها فِي شَرِيعة الْمَاءِ. يُقَالُ شَرَعَتِ الدوابُ فِي الْمَاءِ تَشْرَعُ شَرْعاً وشُرُوعاً إِذَا دَخَلَتْ فِيهِ. وشَرَّعْتُهَا أَنَا، وأَشْرَعْتُهَا تَشْرِيعاً وإِشْرَاعاً. وشَرَعَ فِي الْأَمْرِ وَالْحَدِيثِ: خاَضَ فِيهِمَا.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «إنَّ أهونَ السَّقْي التَّشْرِيعُ» هُوَ إيرادُ أَصْحَابِ الْإِبِلِ إبَلهم شَرِيعَةً لَا يحْتاجُ مَعَهَا إِلَى الاسْتِقاءِ مِنَ البئْرِ. وَقِيلَ مَعْنَاهُ إنَّ سَقْىَ الْإِبِلِ هُوَ أَنْ تُورَد شريعةَ الْمَاءِ أَوَّلًا ثُمَّ يُستَقى لَهَا، يَقُولُ: فَإِذَا اقْتَصر عَلَى أَنْ يُوصِلَها إِلَى الشَّريعة ويتركَها فَلَا يستَقى لَهَا فَإِنَّ هَذَا أهونُ السَّقي وأسْهلهُ مَقْدُورٌ عَلَيْهِ لكلِّ أحدٍ، وَإِنَّمَا السَّقْى التَّام أَنْ تَروِيهاَ. (س) وَفِي حَدِيثِ الْوُضُوءِ «حَتَّى أَشْرَعَ فِي العَضُد» أَيْ أدخَله فِي الغسْل وأوْصَل الماءَ إِلَيْهِ.
(س) وَفِيهِ «كَانَتِ الأبوابُ شَارِعَةً إِلَى الْمَسْجِدِ» أَيْ مَفْتُوحَةً إِلَيْهِ. يُقَالُ شَرَعْتُ البابَ إِلَى الطَّريق: أَيْ أنْفَذْتُه إِلَيْهِ.
(س) وَفِيهِ «قَالَ رَجُلٌ: إِنِّي أُحبُّ الجَمَال حَتَّى فِي شِرْعِ نَعْلي» أَيْ شِرَاكها، تَشْبِيهٌ بِالشِّرْعِ وَهُوَ وَتَرُ العُود؛ لِأَنَّهُ ممتدٌّ عَلَى وجْه النَّعْل كامْتدادِ الوتَرِ عَلَى العُود. والشِّرْعَةُ أخصُّ مِنْهُ، وجمعُها: شِرَعٌ.
(س) وَفِي حَدِيثِ صُوَرِ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ «شِرَاع الأنفِ» أَيْ مُمْتدُّ الْأَنْفِ طويلُه.
(س) وَفِي حَدِيثِ أَبِي مُوسَى «بَيْناَ نَحْنُ نسِير فِي البَحْر والريحُ طيبةٌ والشِّرَاعُ مرفوعٌ» شِرَاعُ السَّفِينَةِ بِالْكَسْرِ: مَا يُرفَع فَوْقَهَا مِنْ ثَوْبٍ لتَدخُل فِيهِ الريحُ فتُجْرِيهاَ.
وَفِيهِ «أَنْتُمْ فِيهِ شَرْعٌ سواءٌ» أَيْ مُتَساوُون لَا فَضْل لِأَحَدِكُمْ فِيهِ عَلَى الْآخَرِ، وَهُوَ مصدرٌ بِفَتْحِ الرَّاء وسُكُونها، يَسْتَوى فِيهِ الواحدُ والاثْنان وَالْجَمْعُ، والمّذَكر وَالْمُؤَنَّثُ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ:
شَرْعُكَ مَا بلَّغَك المَحَلاَّ أَيْ حسبُك وكافِيكَ. وَهُوَ مَثَل يُضْرَب فِي التَّبليغ باليَسير.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ مُغَفَّل «سَــأَلَهُ غَزْوان عمَّا حُرِّم مِنَ الشَّراب فعرَّفه، قَالَ فَقُلْتُ: شَرْعِي» أَيْ حَسْبى.

حَشَشَ

(حَشَشَ)
- فِي حَدِيثِ الرُّؤْيَا «وَإِذَا عنْدَه نارٌ يَحُشُّها» أَيْ يُوقدُها. يُقَالُ: حَشَشْتُ النَّارَ أَحُشُّها إِذَا أَلْهَــبْتَهَا وأضْرَمْتها.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي بَصِير «ويْلٌ امِّه مِحَشُّ حَرْب لَوْ كَانَ معَه رِجَال» يُقال: حَشَّ الحَربَ إِذَا أسْعرَها وهيَّجها، تَشْبِيها بإسْعار النَّارِ. وَمِنْهُ يُقَالُ لِلرَّجُلِ الشُّجاع: نعْم مِحَشُّ الكَتِيبة. [هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ تَصِفُ أَبَاهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «وَأَطْفَأَ مَا حَشَّتْ يَهُودُ» أَيْ مَا أوْقَدَت مِنْ نِيرَانِ الفِتْنة وَالْحَرْبِ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ «قَالَتْ: دُخِلَ عليَّ رسولُ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وسلم فَضَرَبني بمِحَشَّةٍ» أَيْ قَضيب، جَعَلَتْهُ كالعُود الَّذِي تُحَشُّ بِهِ النَّارُ: أَيْ تُحَرَّكُ، كَأَنَّهُ حَرَّكَهَا بِهِ لِتَفْهَمَ مَا يَقُولُ لَهَا.
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «كَمَا أزالُوكم حَشًّا بالنِّصَال» أَيْ إسْعاراً وتَهْيِيجاً بالرَّمْي.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّ رَجُلًا مِنْ أسْلَم كَانَ فِي غُنَيْمة لَهُ يَحُشُّ عَلَيْهَا» قَالُوا: إنَّما هُوَ يَهُشُّ بِالْهَاءِ:
أَيْ يَضْرِبُ أَغْصَانَ الشَّجَرَةِ حَتَّى يَنْتَثر ورَقُها، مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي وَقِيلَ: إنَّ يَحُشُّ ويَهُشُّ بِمَعْنًى، أَوْ هُوَ مَحْمُولٌ عَلَى ظَاهِرِهِ، مِنَ الحَشِّ: قَطْع الحَشِيشِ. يُقَالُ حَشَّهُ واحْتَشَّهُ، وحَشَّ عَلَى دابَّته، إِذَا قَطع لَهَا الحَشيش.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «أَنَّهُ رَأَى رَجُلًا يَحْتَشُّ فِي الحَرم فزَبَره» أَيْ يأخُذ الحَشِيش، وَهُوَ اليَابِسُ مِنَ الْكَلَأِ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي السَّليل «قَالَ: جَاءَتِ ابْنَةُ أَبِي ذرٍّ عَلَيْهَا مِحَشُّ صُوف» أَيْ كِسَاء خَشِنٌ خَلَق، وَهُوَ مِنَ المِحَشِّ بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ: الكسَاء الَّذِي يُوضع فِيهِ الحَشِيشِ إِذَا أُخِذَ.
(س) وَفِيهِ «إِنَّ هَذِهِ الحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ» يَعْنِي الكُنُف ومَواضع قَضاء الْحَاجَةِ، الْوَاحِدُ حَشُّ بِالْفَتْحِ. وَأَصْلُهُ مِنَ الحَشِّ: البُسْتَان، لِأَنَّهُمْ كَانُوا كَثِيرًا مَا يَتَغوّطون فِي البسَاتِين.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُثْمَانَ «أَنَّهُ دُفِن فِي حَشِّ كَوْكَب» وَهُوَ بُسْتان بظاهر المدينة خارج البَقيع.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ طَلْحَةَ «أَدْخَلُونِي الحَشَّ فوَضَعُوا اللُّجَّ عَلَى قَفَيَّ» ويُجْمَع الحَشِّ- بِالْفَتْحِ وَالضَّمِّ- عَلَى حُشَّان.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَخْلى فِي حُشَّان» .
(هـ) وَفِيهِ «نَهى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُؤتى النِّسَاءُ فِي مَحَاشِّهِنَّ» هِيَ جَمْعُ مَحَشَّة، وَهِيَ الدُّبر. قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: وَيُقَالُ أَيْضًا بِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ، كَنى بالمَحَاشِّ عَنِ الأدْبار، كما يُكَنَّى بالحُشُوش عن مواضع الغائط. (س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ «مَحَاشُّ النِّساء عليكم حرَام» .
(س) ومنه حَدِيثُ جَابِرٍ «نَهى عَنْ إِتْيَانِ النِّساء فِي حُشُوشِهِنَّ» أَيْ أدْبارِهنّ.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «أُتيَ بِامْرَأَةٍ مَاتَ زَوْجُهَا، فاعْتدت أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا، ثُمَّ تَزَوَّجَتْ رجُلا فَمَكَثَتْ عِنْدَهُ أربَعَة أَشْهُرٍ ونِصْفا، ثُمَّ ولَدت، فدَعا عُمَرُ نِسَاءً فســألُهــنّ عَنْ ذَلِكَ، فقلْنَ: هَذِهِ امْرَأَةٌ كَانَتْ حَامِلًا مِنْ زَوْجها الْأَوَّلِ، فلمَّا مَاتَ حَشَّ ولدُها فِي بَطْنها» أَيْ يبِس. يُقَالُ:
أَحَشَّت الْمَرْأَةُ فَهِيَ مُحِشُّ، إِذَا صَارَ ولدُها كَذَلِكَ. والحَشُّ: الْوَلَدُ الْهَالِكُ فِي بَطْن أمِّه.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أنَّ رجُلا أَرَادَ الخُروج إِلَى تَبُوك، فَقَالَتْ لَهُ أمُّه أَوِ امْرأته: كَيْفَ بالوَدِيّ؟
فقال: الغَزْوُ أنْمى للودىّ، فما ماتت منه ودِيَّةٌ وَلَا حَشَّت» أَيْ يَبِسَتْ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ زَمْزَمَ «فانْفَلتَت البَقَرة مِنْ جازِرِها بحُشَاشَة نَفْسها» أَيْ بِرَمق بَقيَّة الْحَيَاةِ والرُّوح.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.