Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: أكره

سَبْهَلَ

(سَبْهَلَ)
(س) فِيهِ «لَا يَجيئَن أحدُكم يَوْمَ الْقِيَامَةِ سَبَهْلَلًا» أَيْ فَارِغًا، لَيْسَ مَعَه مِنْ عَمَل الْآخِرَةِ شىءٌ. يُقَالُ جَاءَ يَمْشِي سَبَهْلَلًا؛ إِذَا جَاءَ وذَهَب فَارِغًا فِي غَيْرِ شَيْءٍ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «إِنِّي لــأكْرَه أَنْ أَرى أحدَكم سَبَهْلَلًا لاَ فِي عَمَل دُنيا وَلَا فِي عَمل آخِرَةٍ» التنكيرُ فِي دُنيا وَآخِرَةٍ يرجعُ إِلَى المضاَف إِلَيْهِمَا وَهُوَ العَمَل، كَأَنَّهُ قَالَ: لَا فِي عَمَل مِنْ أَعْمَالِ الدُّنيا وَلَا فِي عَمل مِنْ أعْمال الآخرِة.

ندو

ندو


نَدَا(n. ac. نَدْو)
a. Called; summoned; convoked, assembled;
convened.
b. Was present, congregated, assembled.
c. Held, contained.
d. Was generous.
e. Was scattered.
ن د و : نَدَا الْقَوْمُ نُدُوًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ اجْتَمَعُوا وَمِنْهُ النَّادِي وَهُوَ مَجْلِسُ الْقَوْمِ وَمُتَحَدَّثُهُمْ وَالنَّدِيُّ مُثَقَّلٌ وَالْمُنْتَدَى مِثْلُهُ وَلَا يُقَالُ فِيهِ ذَلِكَ إلَّا وَالْقَوْمُ مُجْتَمِعُونَ فِيهِ فَإِذَا تَفَرَّقُوا زَالَ عَنْهُ هَذِهِ الْأَسْمَاءُ.

وَالنَّدْوَةُ الْمَرَّةُ مِنْ الْفِعْلِ وَمِنْهُ سُمِّيَتْ دَارُ النَّدْوَةِ بِمَكَّةَ الَّتِي بَنَاهَا قُصَيٌّ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَنْدُونَ فِيهَا أَيْ يَجْتَمِعُونَ ثُمَّ صَارَ مَثَلًا لِكُلِّ دَارٍ يُرْجَعُ إلَيْهَا وَيُجْتَمَعُ فِيهَا وَجَمْعُ النَّادِي أَنْدِيَةٌ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ هَذِهِ أَسْمَاءٌ لِلْقَوْمِ حَالَ اجْتِمَاعِهِمْ.

وَالنَّدَى أَصْلُهُ الْمَطَرُ وَهُوَ مَقْصُورٌ يُطْلَقُ لِمَعَانٍ يُقَالُ أَصَابَهُ نَدًى مِنْ طَلٍّ وَمِنْ عَرَقٍ قَالَ
نَدَى الْمَاءِ مِنْ أَعْطَافِهَا الْمُتَحَلِّبُ
وَنَدَى الْخَيْرِ وَنَدَى الشَّرِّ وَنَدَى الصَّوْتِ وَالنَّدَى مَا أَصَابَ مِنْ بَلَلٍ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ مَا سَقَطَ آخِرَ اللَّيْلِ وَأَمَّا الَّذِي يَسْقُطُ أَوَّلَهُ فَهُوَ السَّدَى وَالْجَمْعُ أَنْدَاءٌ مِثْلُ سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَتَقَدَّمَ فِي رَحَى عَنْ بَعْضِهِمْ جَوَازُ أَنْدِيَةٍ وَنَدِيَتْ الْأَرْضُ نَدًى مِنْ بَابِ تَعِبَ فَهِيَ نَدِيَةُ مِثْلُ تَعِبَةٍ وَيُعَدَّى بِالْهَمْزَةِ وَالتَّضْعِيفِ وَأَصَابَهَا نَدَاوَةٌ وَنُدُوَّةٌ بِالتَّثْقِيلِ وَفُلَانٌ أَنْدَى مِنْ فُلَانٍ أَيْ أَكْثَرُ فَضْلًا وَخَيْرًا وَأَنْدَى صَوْتًا مِنْهُ كِنَايَةٌ عَنْ قُوَّتِهِ وَحُسْنِهِ.

وَالنِّدَاءُ الدُّعَاءُ وَكَسْرُ النُّونِ أَكْثَرُ مِنْ ضَمِّهَا وَالْمَدُّ فِيهِمَا أَكْثَرُ مِنْ الْقَصْرِ وَنَادَيْتُهُ مُنَادَاةً وَنِدَاءً مِنْ بَابِ قَاتَلَ إذَا دَعَوْتَهُ وَالْمُنْدِيَاتُ الْمُخْزِيَاتُ اسْمُ فَاعِلٍ الْوَاحِدُ مُنْدِيَةٌ وَيُقَالُ.

الْمُنْدِيَةُ هِيَ الَّتِي إذَا ذُكِرَتْ نَدِيَ لَهَا الْجَبِينُ حَيَاءً. 
ندو: ندا: دعا (ابن الخطيب 99): فنداه لعهد كان له فلما فرغوا من أكلهم ... الخ.
ندا: ألان الشيء أو طراه بالندى (الكالا).
ندا في: انظرها في (فوك) في مادة vituperare.
نادى: صاح بأعلى صوته (دي يونج) (النويري أسبانيا 453): كانوا ينادون عند انقضاء الأذان الصلاة يا مخمور الصلاة (عباد 1: 71).
نادى ب: أعلن، صاح (معجم الطرائف، دي ساسي كرست، عبد الواحد 98: 7 النويري أسبانيا 437 الخيل ينادون بالأمان (454): نودي بالأمان. وكذلك نادى ب الناس. أي وجه لهم الخطاب (مولر 1: 17): نادى يا أهل المدينة، موعدكم يوم الزينة.
نادته باسم الخلافة: (معجم الطرائف) أي أيها الخليفة (فلان).
نادى على: أي نادى على بيع الشيء الفلاني، أو العثور على الشيء الفلاني (بوشر). البيع بالمزاد العلني (معجم الطرائف، أماري دبلوماسية، معجم التنبيه).
نادى عن: طلب شيئا بصوت عال (حيان، بسام 3: 49): كانت المرأة تطلع من فوق سور المدينة فتنادي من يدنو إليها مرة لنفسها أو لطفلها مثلما نقول بالهولندية: riep om eem teug water zip.
نادى في الجند: أثار حميتهم (أخبار 74: 7) وكذلك دعاهم للحرب وحمل السلاح (البربرية 1: 51 و2: 245 و14: 257 و223: 6).
نادى: نودي عليه للمثول أمام العدالة (هلو).
تندى: أشبع بالرطوبة (فوك) (الكالا، بوشر، ابن العوام) (اقرأها تتندى وفقا لمخطوطتنا) (141، 16، 191، 14 كليلة ودمنة، 220: 10).
ندى: بلية، مصيبة، كارثة (كذا. المترجم) calamite ( انظر عباد 3: 139) (310: 3).
ندى: ذرة بيضاء، دخن (؟) (معجم الجغرافيا).
ندوة: رطوبة (فوك، الكالا) (أنكر -فوك- في طبعته لكتاب لامية الأفعال، الترجمة الثالثة، رقم 6، دون حق، أن يكون لهذه هذا المعنى. ولعلها ندوة التي ذكرها أيضا).
ندية: قطرة (ابن البيطار 2: 120): فربما ندت منه ندية أي قطرة فتقع في العين فكأنها شهاب نار.
نديان: رطب (بوشر).
ناد وندي: مترادفان وفقا للمعاجم إلا أن أحد الوزراء ميز بينهما في البيت الآتي مخاطبا العلماء الذين جاءوا لزيارته (المقري 2: 302):
لله در أفاضل أنجاد ... شرف الندي بقصدهم والنادي
ولعل الأولى يقصد بها البهو (الصالون) والثانية قاعة الاجتماع consil du salle La.
ناد وندى: عند (الكالا): ملاحظة، مذكرة واعتقد أنها تسمى نادي (التي هي عامية ناد) وحرفيا معناها إشارة أو علامة تستدعي الانتباه.
نوادي الشر وفي رواية نوادي الدهر وتفصيل ذلك نوادي الدهر أوائله وكذلك نوادي كل شيء (ديوان الهذليين 214 البيت الرابع).
المندى: نوع تربة تسقى صناعيا (معجم الجغرافيا).
مناد: الذي ينادي (بوشر). منادي الفراق: ملك الموت (دي ساسي كرست 1: 173) منادي النيل: هو الذي ينادي، كل يوم، نوتية النيل (لين طبائع 2: 284).
منادى: المحل الذي تباع فيه البضائع بالمزاد، السوق (معجم الأسبانية).
منادية: بيع بالمزاد (بوشر).
ندو
النادي: المَجْلِسُ يَنْدُو القَوْمُ حَوَالَيْه، وهو النَدِيُّ، والأنْدِيَةُ جَمْعُه. وسُميَتْ دارُ الندْوَةِ بمَكَّةَ لبَنِي هاشِمٍ: لأنَّهم إذا حَزَبَهم أمْرٌ نَدَوْا إليها فاجْتَمَعُوا للتشَاوُرِ. ونَدَا فلانٌ الناسَ: أي دَعَاهم؛ يَنْدُوْهُم. وقيل: دارُ الندْوَةِ: دارُ الدعْوَةِ إلى الطعَامِ.
ونادَيْتُه مُنَادَاةً: أي جالَسْتُه.
وتَنَادَى القَوْمُ: جَلَسُوا في نادِيهم، وانْتَدَوْا: كذلك. والندْوَةُ: أنْ تَنْدُوَ الإبلُ من المَشْرَب إلى مَرْعى قَرِيْبٍ ثُم تَعُوْد إلى الماء من يَومِها، وكذلك تَنْدُو من الحمْضِ إلى الخلةِ، وهي المُنَدى أيضاً.
وإبِلَ نادِيَة. وأنْدَيْتُها فَنَدَتْ.
والندْوَة - أيضاً -: المَكانُ الذي تُنَدى فيه الإبِلُ، والندَاةُ: مِثْلُه. وتَنْدِيَةُ الخَيْل: أنْ تُعَرقَ بقَدْرِ ما تَنْدى لُبُوْدُها.
وشَرِبَ فلانٌ حَتى تَنَدّى: أي انْتَشى. ويقولونَ: إن هذه النّاقَةَ لَتَنْدُو إلى نوْقٍ كِرَامٍ: أي تَنْزعُ إليها في النسَبِ. وهو يُنَادِيْهِ: أي يُفَاخِرُه. وكَلِمَةٌ 
نادِيَةٌ من فلانٍ: أي خارِجَةٌ منه. وهي النَّوَادي والنوَادِرُ. ونادِيَاتُ الشَّيْءِ: أوَائلُه.
ونَوَادِي الدهْرِ: حَوَادِثُه. والندَى: نَدى الماءِ والخَيْرِ والشر والصوْتِ والحُضْرِ. وأرْض نَدِيَةٌ. وَيوْمٌ نَدٍ. والمَصْدَرُ: الندُوةُ. والندْيَانُ: النَّدِي.
وأنْدَى علينا نَدىً كثيراً من خَيْرٍ. وما نَدِيَتْ كَفّي له بشَيْءٍ. وانتَدَى: كَثُرَ نَدَاه. وما نَدِيَني من فلانٍ شَيْء أكرهُــه: أي ما نالَني. ونَدى الصَوْتِ: بُعْدُ مَذْهَبِه وصِحةُ جِرْمِه. والمُنْدِيَاتُ من الشَّرِّ: هي البَلايا المُخْزِيَاتُ.
ونَدى الحُضْرِ: بَقَاؤه وحَده. والنَدى: ضَرْب من الدُخْنَةِ من غَيْرِ فِعْلٍ. والمَدى والغايَةُ، وجَمْعُه أنْدِيَةٌ.
وأعْطَاه فأنْدَه: أي أصَابَه بِنَدىً. ورَجُلُ نَدِي: سَخِي، ونَدٍ: كذلك. وفلان لا يُنَدي الوَتَرَ: أي ليس عِنْدَه خَيْرٌ.
ويسَمى الشحْمُ: نَدىً؛ لأنَه بالنَّبْتِ يكُونُ. والندَاءُ: الدعَاءُ برَفْعِ الصَّوْتِ، يقولون: أنَادِيْكَ ولا أنَاجِيْكَ. وهو النُّدَاءُ أيضاً.
وما نَدَا منهم أحَدٌ: أي ما انْفَلَتَ. ونَدَاه بحَجَرٍ: أصَابَه بِه. وما نَدِيْتُه: أي ما قَرِبْتُه. والندَاةُ من الفَرَسِ: ما فَوْقَ السُّرَّةِ، وقيل: هي الغَرُّ الذي بباطِنِ الفائِل، وهما نَدَاتانِ. والنَدْوَةُ: أقْرَبُ إلى الوادي من العِدْوَةِ، وهي نَوَادِي الوادي، الواحِدُ نادٍ.
والنادِيَات: النَخِيْلُ البَعِيْدَةُ من الماء.
[ن د و] نَدَا القومُ ندْواً، وانْتَدَواْ، وتَنادَوْا: اجَتْمَعَوا، قال المُرَقِّشُ:

(لا يُبْعِدُ اللهُ التَّلَبُّبَ والغارات ... إِذْ قالَ الخَمِيسُ نَعَمْ)

(والعَدْوَ بَيْنَ المَجْلِسَيْنِ إِذا ... آدَ العَشِيُّ وتَنادَى العَمّ)

والنَّدْوَةُ: الجَماعَةُ. ونادَى الرَّجُلَ: جالَسَه، وهُوَ من ذِلكَ. والِنَّدىُّ: المَجْلِسُ ما دامُوا مُجْتَمعِينَ فيهِ، فإِذا تَفَرَّفُوا عنه فليسَ بنَدِىٍّ، وقِيلَ: النَّدِىُّ: مَجْلِسُ القَوْمِ نَهاراً، عن كُراع. والنّادِى: كالنَّدِىِّ، وفي التَّنْزِيل: {وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ المْنُكَرَ} [العنكبوت: 29] ، قيل: كانُوا يَحْذِفُونَ النّاس في مجالِسِهم ويَسْخَرُونَ منهم، وقيلَ: كانُوا يَفْسُقُون في مجالِسهِم، فأَعْلَمَ اللهُ أَنّ هذَا من المُنْكَر، وأنه لا يَنْبَغِى أَنْ يَتَعاشَرَ الناسُ عليه، ولا يَجْتَمِعُوا على الهُزْءِ والتَّلَهِّى، وأَلاّ يَجْتَمِعُوا إِلاَّ فيما قَرَّبَ إلى الله وباعَدَ من سَخَطِه، وأَنْشَدُوا شِعْراً - زعموا أَنَّهُ سُمْعَ على عهدِ رسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم -:

(وأَهْدَى لَها أكْبُشاً ... تَبَحْبَحُ في المِرْبَدِ)

(وزَوْجُكِ في النّادِى ... ويَعْلَمُ ما فِي غَدِ)

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لا يعلمُ الغيبَ إلا الله)) . وما يَنْدُرهُم النّادِى: أَي ما يَسَعُهُم، قالَ بِشْرُ بنُ أَبي خازِمٍ:

(وما يَنْدُرهُمُ النّادِى [ولكنْ] : ... بِكُلِّ مَحَلَّةٍ منهم فِئامُ)

والاسمُ النَّدْوَةُ. ودارُ النّدْوَةٍ بمكَّةًَ، سمِّيَتْ بها لاجْتِماعِهِم فيها. وقِيلَ: النَّدْوَةُ: الجَماعَةُ، ودارُ النَّدْوَةِ منه، أي: دارُ الجَماعَةِ. ونَدَتِ الإِبلُ نَدْواً: خَرَجَتْ من الحَمْضِ إِلى الخُلَّةَ. ونَدَّيْتُها. وقِيلَ: التَّنْدِيَةُ: أَنْ تُورِدَها فتشْرَبَ قَلِيلاً، ثم تَجِيءَ بِها تَرْعَى، ثم ترُدًّها إلى الماءِ قالَ عَلْقَمَةُ بنُ عَبَدَةَ:

(تُرادَى عَلَى دِمْنِ الحِياضِ فإِنْ تَعَفْ ... فإِنَّ المُنَدَّى رِحْلَةُ فرُكُوبُ)

ويروى: ((ورَكُوبُ)) . وقد تَقَدَّمَ أَنّ رِحْلَةَ ورُكُوب: هَضْبَتانِ. وقد تكونُ التَّنْدِيَةُ في الخَيْلِ. واخْتَصَمَ حَيّانِ من العَرَبِ في موضِعٍ، فقال أَحَدُ الحَيَّينِ: ((مَرْكَزُ رِماحِنا، ومَخْرَجُ نِسائِنا، ومَسْرَحُ بَهْمِنا، ومُنَدَّى خَيْلِنا)) . والاسمُ من كُلِّ ذلك: النُّدْوَةُ، قالَ:

(قَرِيبَةٍ نَدْوَتُه مِنْ مَحْمَضِهْ ... )

ورَاهُ أبو عُبَيْدٍ: ((نَدْوَتُه من مُحْمَضِه)) بفتحِ النُّونِ وضمِّ ميمِ المُحْمَضِ. ونُدْوَةُ: اسمُ فَرَسٍ لأَبِى فَيْدِ بنِ حَرْمَلٍ.
ندو
تنادى يتنادَى، تَنادَ، تناديًا، فهو مُتنادٍ
• تنادى القومُ:
1 - نادَى بعضُهم بعضا، أي تداعوا بصوت مرتفع "تنادوا إلى الاجتماع- تنادى البحّارة- {فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ}: تنادَوا للحرب" ° يَوْمُ التناد: يوم القيامة؛ حيث يتنادى أهلُ الجنة وأهل النار، أو تنادى كلّ أمّة برسولها.
2 - اجتمعوا في النادي. 

نادى/ نادى إلى/ نادى بـ/ نادى على/ نادى في/ نادى لـ ينادي، نادِ، نِداءً ومناداةً، فهو مُنادٍ، والمفعول مُنادًى
• نادى فلانًا/ نادى على فلان/ نادى في فلان:
1 - دعاه وصاح بصوت مرتفع "نادَى صديقه/ حمّالاً/ أحدَ المارّة- *ولكن لا حياة لمن تنادي*- {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ} ".
2 - أمره " {وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} ".
• نادى إلى الصلاة/ نادى للصلاة: أذّن لها " {وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا} - {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاَةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ} ".
• نادى بالشّيء: دعا إليه "نادى بالحلِّ السياسيّ/ بالاستقلال/ ببراءته/ بالحقيقة/ بمحاربة الأمِّيَّة/ بمذهب/ بالثأر" ° نُودِي به: اختير.
• نادى على كذا:
1 - تلا بالترتيب أسماء أفراد جماعة ليثبت حضورهم "نادى على تلاميذ الفصل/ جنود في فصيلة/ الشهود".
2 - دلَّل عليه، باعه بالمناداة "نادى على خُضَر/ الصُّحف" ° بيع المناداة: مزاد علنِيّ. 

مُنادٍ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من نادى/ نادى إلى/ نادى بـ/ نادى على/ نادى في/ نادى لـ.
2 - مأمور عُموميّ وظيفته إعلان أو إذاعة أيّة مُقرّرات رسميّة يُنادي بها في الساحات العامّة وغيرها. 

مُنادًى [مفرد]:
1 - اسم مفعول من نادى/ نادى إلى/
 نادى بـ/ نادى على/ نادى في/ نادى لـ.
2 - (نح) اسم يسبقه أداة نداء، كقولنا: يا زينب؛ فتكون زينب المنادى " {يَامَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ} ". 

مُنْتدًى [مفرد]: ج مُنتديات: نادٍ؛ مجلِس القوم ماداموا مجتمعين "يلتقي برفاقه في منتدى الشّعراء- حضر المنتدى الأدبيّ/ الرياضيّ". 

نادٍ [مفرد]: ج أندية ونوادٍ:
1 - مُنتدًى، مجلس القوم ومتحدَّثهم " {وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ} ".
2 - مكان مهيَّأ لجلوس القوم فيه والغالب أن يتّفقوا في صناعة أو طبقة، يقضون فيه أوقات فراغهم يتبادلون الحديث أو يتلهَّون بالألعاب أو ينصرفون إلى المطالعة، ويتناولون فيه المأكولات والمشروبات "تناول الغداءَ في النادي- النادي الثقافي- النوادي الرياضيّة".
• نادِي الرجلِ: أهلُه وعشيرتُه " {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ} ". 

نِداء [مفرد]: ج نداءات (لغير المصدر):
1 - مصدر نادى/ نادى إلى/ نادى بـ/ نادى على/ نادى في/ نادى لـ.
2 - بيان، دعوة، إعلان "حرّر نداء- علّق نداء على الجدار- أصدر الزعيمُ نداءً لأتباعه- يوجه نداء للأطراف المعنيّة- يستجيب لنداء الواجب" ° لبَّى نداء ربِّه: مات، تُوُفِّي.
3 - صوت، صوت خال من المعنى "سمع نداء- {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إلاَّ دُعَاءً وَنِدَاءً} " ° جهاز النِّداء الآليّ: جهاز إلكترونيّ يطلق صَوْتًا عندما يتمّ الاتِّصال بالشّخص الذي يحمله- نداء الاستغاثة: طلب النجدة والمعونة- نداء الدَّم: الغريزة أو العاطفة العائليَّة، القرابة- نداء الضمير- نداء هاتفيّ: اتِّصال هاتفيّ.
4 - دُعاء وأذان "سمعت النداء".
5 - (نح) طلب الإقبال من المخاطب بحرف من أحرف النداء، وأشهرها يا (باغي الخير أقبل ويا باغي الشَّرَ أقصر). 

نَدْوة [مفرد]: ج نَدَوات ونَدْواتٌ: جماعة يلتقون في نادٍ أو نحوه للبحث والمشاورة في موضوع معيَّن "أقامت الجمعيّة ندوة للمتطوِّعين- ندوة ثقافيّة/ سياسيّة/ صحفيّة/ علميّة/ أدبيّة" ° دار النَّدوة: كلّ مكان يجتمع فيه الناسُ للبحث والمشاورة. 

نَدِيّ [مفرد]
• نديّ القوم: مجلسهم ومجتمعهم " {أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا} ". 

نصو

نصو: التناصي: أن يأخذ الواحد منهم الآخر من شعره ويتعاركان ويتقاربان ويتلامسان ويشتبكان (الكامل 36: 3 و8 - 9).
ناصية: قمة الرأس (بيرتون 1: 159).
ناصية: الخصل، التي تسقط على الأكتاف (انظر هوست 120).

نصو


نَصَا(n. ac. نَصْو)
a. Seized by the hair.
b. [Bi], Adjoined.
c. Stripped off.

نَاْصَوَa. Seized each other by the hair.

أَنْصَوَa. see I (a)
نَصْوa. Stomach-ache, gripes.

نَاصِيَة [] ( pl.
reg. &
نَوَاْصِوُ)
a. Forelock.

نَوَاصِي النَّاس
a. The chiefs of the people.
(ن ص و) : (نَصَوْتُ) الرَّجُلَ نَصْوًا أَخَذْتُ نَاصِيَتَهُ وَمَدَدْتُهَا وَقَوْلُ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - عَلَامَ (تَنْصُونَ مَيِّتَكُمْ) كَأَنَّهَا كَرِهَتْ تَسْرِيحَ رَأْسِ الْمَيِّتِ وَأَنَّهُ لَا يَحْتَاجُ إلَى ذَلِكَ فَجَعَلَتْهُ بِمَنْزِلَةِ الْأَخْذِ بِالنَّاصِيَةِ وَاشْتِقَاقُهُ مِنْ مَنَصَّةِ الْعَرُوسِ خَطَأٌ.
ن ص و
نصوته: قبضت على ناصيته، وناصيته، وتناصينا: تآخذنا بنواصينا في الخصومة. قال أبو النجم:


إن يمس رأسي أشمط العناصي ... كأنما فرّقه مناصي

وقال أيضاً:

منا التّكرم والحلوم وإن يهج ... فزع فليس قتالنا بنصاء

بمناصاة. ونصت الماشطة المرأة: سرّحت ناصيتها، وتنصّت بنفسها.

ومن المجاز: هو ناصية قومه، وهو من ناصية الناس ونواصيهم. قال:

وموقف قد كفيت الغائبين به ... في محفلٍ من نواصي الناس مشهود

وأذلّ فلان ناصية فلانٍ أي عزّه وشرفه.

وتنصيت بني فلانٍ وتذرّيتهم وتفرّعتهم: تزوّجت سيدة نسائهم، ومنه: هو نصيّة قومه. وانتصيت الشيء: اخترته، وهذه نصيّتي.
نصو
الناصِيَة: قُصَاصُ الشعرِ، نَصوْتُ فلاناً: قَبَضْت على ناصيَتِه؛ أنْصُو نَصْواً، وكذلك نَصَيْتُه. والمُنَاصِي: الذي يَمُدُّها، وناصَيْتُ فلاناً. ويقال للنّاصِيَةِ: ناصَاةٌ. ومَفَازَةٌ تُنَاصِي مَفَازَةً: إذا كانَتِ الآخِرَةُ مُتَصلَةً بالأوْلى. والآخِرَةُ تَنْصُو الأوْلى.
وانْتَصى الجَبَلُ والأمْر: طالا.
وتَنَصى: ارتَفعَ وشَرُفَ. وهو من نَوَاصِي القَوْمِ: أي من أشْرَافِهم. وأذَل فلانٌ ناصِيَةَ فلانٍ: أي عِزه.
وتَنَضَيْتُ بَني فُلانٍ: تَزَوجْت في ناصِيَتِهم وذِرْوَيهم.
وناصِيَةُ المالِ ونَصِبتُه: خِيَارُه.
والمُنَاصَاةُ: المُخَالَطَةُ والاشْتِباكُ. والتنَصي: الاتَصَالُ والتعَلقُ بالشيْءِ. وتَنَصتِ المَرْأةُ: رَجَّلَتْ شَعرَهاِ وسَرحَتْ. ونَصَتْها الماشِطَةُ ونَصتْبها. ونَصَا الثوْبَ يَنْصُوه: أي كَشَفَه. وتَنْصِيَةُ الوادي: حَيْثُ انْقَطَعَ من أَعالي مُبْتَدَاه؛ لأنَها تَنَصَّتْ أي انْتَهَتْ. والمُنْتَصى: كُلُ رَمْلٍ يَلْقى جَلَداً.
وكَلمْتُه بكَلامٍ انْتَصى منه: أي وَجِعَ فانْتَصَبَ. وما بَقِيَتْ إلا نَصِيَّةٌ: أي بَقِيَّةٌ، وبَقِيَتْ نَصَايا الإبلِ ونَصِيَّتُها. وهو - أيضاً -: مابَقِيَ من سَيْرِها.
والنصِيُ: نَبَات من أفْضَلِ المَراعي، الواحِدَةُ نَصِيَّةٌ. وأنْصَتِ الأرضُ إنْصَاءً: كَثُرَ نَصِيُها.
ن صوالناصِيةُ والنَّاصَاةُ قُصَاصُ الشَّعَرِ قال

(لقد آذَنَتْ أَهْلَ اليمامةِ طَيِّئٌ ... بَحَرْبٍ كَناصَاةِ الحِصَانِ المُشَهَّرِ)

وليس لها نظيرٌ إلاَّ حرفَيْن بادَيةٌ وبادَاةٌ وقاريةٌ وقاراةٌ وهي الحاضِرةُ ونَصَاه نَصْواً قَبَض على ناصِيتِهِ وقيل مدَّ بها وقولُه عزَّ وجلَّ {ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها} هود 56 قال الزّجاجُ معناه في قَبْضَتِه تنالُه بما شاء قُدرتُه وهو سُبْحانه لا يشاء إلاَّ العَدْلَ ونَاصَيْتُهُ مُنَاصَاةً ونِصَاءً وَنَصَوْتُه ونَصَانِي أنشد ثعلبٌ

(فأصْبحَ مثلَ الحِلْسِ يَقْتَادُ نَفْسَه ... خَلِيعاً تُناصِيه أُمورٌ جَلاَئلُ)

وقال ابنُ دُريْدٍ ناصَيْتُه جَذَبْتُ ناصِيتَه وأنشد

(قِلاَلُ مَجْدٍ فَرَعَتْ آصَاصَا ... وعِزَّةً قَعْساءَ لَنْ تُنَاصَا)

والمَفَازَةُ تَنْصُو المَفازةَ وتُنَاصِيها أي تَتّصِلُ بها وقولُ أبي ذويبٍ

(لِمَنْ طَلَلٌ بالمُنْتَصَي غَيْرُ حَائِلِ ... عَفَا بعدَ عَهْدٍ من قِطارٍ وَوَابِلِ)

قال السُّكَّريُّ المُنْتَصَي أعلى الوادِيَيْنِ وإِبلٌ ناصِيةٌ إذا ارتفعَت في المَرْعَى عن ابن الأعرابيِّ وإني لأَجِدُ في بَطْنِي نَصْواً أي وَجَعاً قال وإنَّما سُمِّيَ بذلك لأنه يُقَلِقلُ قال أبو الحسن ولا أَدْرِي ما وَجْهُ تَعْلِيلِه له بذلك 
نصو
نصا يَنصُو، انْصُ، نَصْوًا، فهو ناصٍ، والمفعول مَنْصُوّ
• نصَا رفيقَه: قبض على ناصيته "نصا الرجلَ النشّال".
• نصَتْ الماشِطةُ العروسَ: سرّحت لها ناصيتَها، صفّفت شعرَها. 

تناصى يتناصى، تَنَاصَ، تناصيًا، فهو مُتناصٍ
• تناصى القومُ: أخذ بعضُهم بنواصي بعض في الخصومة "هبّتِ الريحُ وتناصتِ الأغصانُ: علَقت رءوس بعضها ببعض". 

ناصى يناصي، مُناصاةً ونِصاءً، فهو مُناصٍ، والمفعول مُناصًى
• ناصى فلانًا: أخذ بناصيته. 

ناصِيَة [مفرد]: ج ناصيات ونواصٍ:
1 - مُقدَّم الرَّأس " {فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأَقْدَامِ} " ° أذلَّ فلانٌ ناصيةَ فلانٍ: أهانَه وحطّ من قدره- امتلك ناصيةَ البلاغة: أعطته البلاغةُ قيادَها، ملكته عنانها- امتلك ناصيهََ الأمر: أخذ السُّلطَةَ- عقَد ناصيتَه: غضب وتهيأ للشرّ- فلانٌ ناصيةُ قومه: شريفهم وكبيرهم.
2 - شعرُ مُقدَّم الرّأسِ إذا طال "تماسَكْن بالنَّواصي- ناصية الحصان".
3 - رأسُ الشَّارع عند مُلتقاه بآخر، ملتقى شارعين "التقيا عند ناصية الشّارع". 

نَصْو [مفرد]: مصدر نصا. 
نصو
: (و} الناصِيَةُ {والنَّاصاةُ) ، الأخيرَةُ لغةٌ طائِيَّةٌ وليسَ لَهَا نَظِير إلاَّ بادِيَةٌ وبادَاةٌ وقارِيَةٌ وقارَاةٌ، وَهِي الحاضِرَةُ، وناحِيَةٌ ونَاحاةٌ: (قُصاصُ الشّعَرِ) فِي مُقدَّمِ الرأْسِ، والجمْع} النَّواصِي؛ وشاهِدُ! النَّاصاةِ قولُ حُرَيْث بنِ عتاب الطَّائِي: لقَدْ آذَنَتْ أَهْلَ اليَمامةِ طيِّىءٌ
بحَرْبِ {كَنَاصَاةِ الحِصانِ المُشَهَّرِكذا أَنْشَدَه الجَوْهري.
وَقَالَ الفرَّاءُ فِي قولهِ تَعَالَى: {لنَسْفَعَنْ} بالنَّاصِيَةِ} ، {ناصِيَتُهُ مُقدَّم رأْسِه أَي لَنَهْصُرَنَّها لنَأْخُذَنَّ بهَا أَي لنُقِيمنَّه ولنُذلَّنَّه.
قالَ الأزْهري:} النَّاصِيَةُ فِي كَلامِ العَرَبِ مَنْبتُ الشَّعَرِ فِي مقدَّمِ الَّرأْسِ لَا الشَّعَرُ الَّذِي تُسَمِّيه العامَّة {النَّاصِيَة، وسُمِّي الشَّعَر} ناصِيَةُ لنَباتِه مِن ذَلِك المَوْضِع؛ وقيلَ فِي قَوْله تَعَالَى: {لنَسْفَعَنْ بالنَّاصِيَةِ} ، أَي لنُسَوِّدَنَّ وَجْهَه بكفت النَّاصِيَة لأنَّها فِي مقدَّمِ الوَجْه مِن الوَجْه؛ والَّدليلُ على ذلكَ قولُ الشَّاعرِ:
وكُنْتُ إِذا نَفْس الغَوِيِّ نَزَتْ بِهِ
سَفَعْتُ على العِرْنِينِ مِنْهُ بِميسَمِوقوله تَعَالَى: {مَا مِن دابَّةٍ إلاَّ هُوَ آخِذٌ {بِنَاصِيَتِها} ؛ قَالَ الزجَّاج: أَي فِي قَبْضتِه تَنالهُ بِمَا شاءَ قُدْرَته، وَهُوَ سبْحانُه لَا يَشاءُ إلاَّ العَدْلَ.
(} ونَصاهُ) {يَنْصُوه} نَصْواً: (قَبَضَ {بناصِيَتهِ) ؛ وَفِي الصِّحاح: على} ناصِيَتهِ.
وَفِي حديثِ ابْن عبَّاسِ: (أنّه قَالَ للحُسَيْن، رضِيَ اللهاُ تَعَالَى عَنْهُم، حينَ أَرادَ العِراقُ: لَوْلَا أَنِّي أَكْرَهُ {لنَصَوْتك، أَي أَخَذْتُ} بناصِيَتِك وَلم أَدَعْكَ تَخْرج.
( {كأَنْصَى أَو (} نَصَا {النَّاصِيَةَ: (مَدَّ بهَا) ؛ وَبِه فُسِّر حديثُ عائِشَةَ حينَ سُئِلَت عَن تَسْريحِ رأْسِ المَيِّتِ فَقَالَت: (عَلامَ} تَنْصُون ميِّتَكُم) ، أَرادَتْ أَنَّ الميِّتَ لَا يَحْتاجُ إِلَى تَسْريحِ الرأْسِ، وذلكَ بمنْزِلَةِ {الناصِيَةِ.
وَقَالَ الجَوْهرِي: أَي عَلاَم تَمدُّونَ} ناصِيَتَه، كأَنَّها كَرِهَتْ تَسْريحَ رَأْسِ الميِّتِ.
(و) {نَصَتِ (المَفازَةِ) } تَنْصُو {نَصْواً: (اتَّصَلَتْ.
(و) } نَصا (الثَّوْبَ) {نَصْواً. (كَشَفَهُ) ، كأنَّه لُغةٌ فِي نَضا بالضادِ كَمَا سَيَأْتي.
(} وناصَيْتُه {مُناصاةً} ونِصاءً) ، بِالْكَسْرِ، ( {نَصَوْتُهُ} ونَصانِي) ، أَي جاذَبْتُه فأَخَذَ كلٌّ منَّا {بناصِيَةِ صاحِبهِ.
وَفِي الصِّحاح:} المُناصاةُ {والنِّصاءُ الأَحْذُ} بالنَّواصِي، انتَهَى. وأَنْشَدَ ثَعْلَب:
فأَصْبَحَ مِثْلَ الحِلْسِ يَقْتادُ نَفْسَه
خَلِيعاً تُناصِيه أُمُورٌ جَلائِلُ وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: ناصَيْتُه جَذَبْتُ ناصِيَتَه: وأنْشَدَ:
قِلالُ مَجْدٍ فَرَّعَتْ آصَاصا
وعِزَّةً قَعْساءَ لنْ تُناصَى وَفِي حديثِ عائِشَةَ: (لم تكُنْ واحِدَةٌ مِن نِساءِ النَّبيِّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم {تُناصِيني غَيْر زَيْنَبَ) ، أَي تُنازِعُني وتُبارِيني، وَهُوَ أَنْ يأْخُذَ كلُّ واحدٍ مِن المُتنازِعِين} بناصِيَةِ الآخر؛ وَقَالَ عمْرُو بنُ مَعْدِيكرب:
أَعَبَّاسُ لَو كَانَت شَياراً جِيادُنا
بتَثْلِيثَ مَا! ناصَيْتَ بَعْدي الأَحامِسا ( {والمُنْتصَى: أَعْلَى الوادِيين) ؛ وَبِه فَسَّر السّكري قولَ أَبي ذَؤَيْب:
لمَنْ طَلَلٌ} بالمُنْتَصَى غَيْرُ حائِل
عَفا بَعْدَ عَهْدٍ من قِطارٍ ووابِلِ؟ (و) قيلَ: (ع) ؛ وَبِه فُسِّر قولُ أَبي ذؤَيْب أَيْضاً. وضَبَطَه ياقوتُ بالضادِ المُعْجمةِ وسَيَأْتي قرِيباً.
(وإبِلٌ {ناصِيِةٌ: ارْتَفَعَتْ فِي المَرْعى) ، عَن ابنِ الأعْرابي.
(و) } النِّصاءُ، (ككِساءٍ: ع) ؛ نقلَهُ الصَّاغاني.
( {والنَّصْوُ: مثْلُ المَغَصِ) ؛ عَن ابنِ الأعْرابي. يقالُ إنِّي لأجدُ} نَصْواً، قالَ.
(و) إنَّما سُمِّي بِهِ لأنَّه {يَنْصُوك أَي يَحْصَل بِهِ (الانْزِعاجُ) عَن القَرارِ.
وَقَالَ أَبو الحَسَن: وَلَا أدْرِي مَا وَجْه تَعْلِيله لَهُ بذلكَ.
وَقَالَ غيرُهُ: وإنِّي لأجِدُ فِي بَطْني} نَصْواً ووَخْزاً أَي وَجَعاً.
وَقَالَ الفرَّاء: وجدْتُ فِي بَطْني {نَصْواً وحَصْواً وقَبْصاً بمعْنًى واحِدٍ.
(و) من المجازِ: (نَواصِي النَّاسِ: أشْرافُهُم) ، كَمَا يقالُ للسَّفَلةِ الأذْنابُ، وأنْشَدَ الجَوْهرِي لأمِّ قُبَيْسٍ الظَّبِّيَّة وأنْشَدَ:
ومَشْهَدٍ قد كفَيْتُ الغائِبينَ بِهِ
فِي مَجْمَعٍ مِن} نَواصِي الناسِ مَشْهُودِويقالُ: هُوَ {ناصِيَةُ قَوْمِه، وَهُوَ مِن} ناصِيَتِهم ونَواصِيهم.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
هَذِه الفَلاةُ! تُناصِي أَرْضَ كَذَا: أَي تَتَّصِلُ بهَا. {ونَصَتِ الماشِطَةُ المرأَةَ} ونَصَّتْها: سَرَّحْتُ شَعَرَها {فتَنَصَّتْ هِيَ؛ وَمِنْه الحديثُ: (فأَمَرها أَن} تنَصَّى وتَكْتَحِل) ، أَي {تَتَنَصَّى؛ وَبِه رُوِي حديثُ عائِشَة أَيْضاً: (مالكُم} تَنَصُون مَيِّتَكم) .
{ونَصَوْتُ الشيءَ بالشيءِ: وَصَلْته؛ عَن ابْن القطَّاع، يتعدَّى وَلَا يتعدَّى.
وأَذَلَّ} ناصِيَةَ فلانٍ أَي عِزَّه وشَرَفَه، وَهُوَ مجازٌ.
{وتَناصَيا: تَواخَنا بالنّواصِي.

وَجَذَ 

(وَجَذَ) الْوَاوُ وَالْجِيمُ وَالذَّالُ. كَلِمَةٌ صَحِيحَةٌ، هِيَ الْوَجْذُ، نُقْرَةٌ فِي الصَّخْرَةِ، وَالْجَمْعُ وِجَاذٌ. وَبَلَغَنَا أَنَّهُ يُقَالُ، أَوْجَذَهُ عَلَى الْأَمْرِ، أَكْرَهَــهُ.

كَرِهَ 

(كَرِهَ) الْكَافُ وَالرَّاءُ وَالْهَاءُ أَصْلٌ صَحِيحٌ وَاحِدٌ، يَدُلُّ عَلَى خِلَافِ الرِّضَا وَالْمَحَبَّةِ. يُقَالُ: كَرِهْتُ الشَّيْءَ أَكْرَهُــهُ كَرْهًا. وَالْكُرْهُ الِاسْمُ. وَيُقَالُ: بَلِ الْكُرْهُ: الْمَشَقَّةُ، وَالْكَرْهُ: أَنْ تُكَلَّفَ الشَّيْءَ فَتَعْمَلَهُ كَارِهًا. وَيُقَالُ مِنَ الْكُرْهِ الْكَرَاهِيَةُ وَالْكَرَاهِيَّةُ. وَالْكَرِيهَةُ: الشِّدَّةُ فِي الْحَرْبِ. وَيُقَالُ لِلسَّيْفِ الْمَاضِي فِي الضَّرَائِبِ: ذُو الْكَرِيهَةِ. وَيَقُولُونَ: إِنَّ الْكَرْهَ: الْجَمَلُ الشَّدِيدُ الرَّأْسِ، كَأَنَّهُ يَكْرَهُ الِانْقِيَادَ.

بَلَا

(بَلَا)
- فِي حَدِيثِ كِتاب هرَقْل «فمشَى قَيْصَر إِلَى إيليَاء لمَّا أَبْلَاهُ اللَّهُ تَعَالَى» قَالَ الْقُتَيْبِيُّ:
يُقَالُ مِنَ الْخَيْرِ أَبْلَيْتُهُ أُبْلِيهِ إِبْلَاءً. وَمِنَ الشَّر بَلَوْتُهُ أَبْلُوهُ بَلَاءً. وَالْمَعْرُوفُ أَنَّ الابْتِلَاء يَكُونُ فِي الْخَيْرِ والشَّر مَعاً مِنْ غَيْرِ فَرْقٍ بَيْنَ فِعْلَيْهما. وَمِنْهُ قوله تعالى «وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً»
وَإِنَّمَا مَشَى قَيْصَرُ شُكْراً لانْدِفاع فَارِسَ عَنْهُ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَنْ أُبْلِيَ فذَكَر فقدْ شَكَر» الإِبْلَاء: الإنْعام وَالْإِحْسَانُ، يُقَالُ بَلَوْتُ الرجُلَ وأَبْلَيْتُ عِنْدَهُ بَلَاءً حسَنا. والابْتِلَاء فِي الْأَصْلِ الاخْتِبار والامْتِحان. يُقَالُ بَلَوْتُهُ وأَبْلَيْتُهُ وابْتَلَيْتُهُ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ «مَا عَلِمت أَحَدًا أَبْلَاهُ اللَّهُ أحْسَن ممَّا أبْلاني» .
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «اللَّهُمَّ لَا تُبْلِنَا إلاَّ بالَّتي هِيَ أَحْسَنُ» أَيْ لَا تَمْتَحِنَّا.
وَفِيهِ «إِنَّمَا النَّذْر مَا ابْتُلِيَ بِهِ وجْهُ اللَّهِ تَعَالَى» أَيْ أُرِيدَ بِهِ وجْهُه وقُصِدَ بِهِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ بِرّ الْوَالِدَيْنِ «أَبْلِ اللَّهَ تَعَالَى عُذْرا فِي بِرِّها» أَيْ أعْطِه وأبْلِغ العُذْر فِيهَا إِلَيْهِ. الْمَعْنَى أحْسِن فِيمَا بَيْنَك وَبَيْنَ اللَّهِ تَعَالَى بَبرِّك إيَّاها. وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ يَوْمَ بَدْر «عَسَى أَنْ يُعْطَى هَذَا مَنْ لَا يُبْلِي بَلاَئي» أَيْ لَا يَعْمَلُ مِثْلَ عَملي فِي الْحَرْبِ، كَأَنَّهُ يُريد أفْعَلُ فِعْلا أُخْتَبر فِيهِ، ويَظْهر بِهِ خَيْري وَشَرِّي.
(س) وَفِي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ «إِنَّ مِنْ أَصْحَابِي مَنْ لَا يَرَاني بَعْدَ أَنْ فارَقَني. فَقَالَ لَهَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: بِاللَّهِ أمِنْهم أَنَا؟ قَالَتْ: لَا، ولَنْ أُبْلِيَ أَحَدًا بَعْدَك» أَيْ لَا أُخْبِر بعدَك أحَداً.
وَأَصْلُهُ مِنْ قَوْلِهِمْ أَبْلَيْتُ فُلَانًا يَميناً، إِذَا حَلَفْتَ لَهُ بَيَمِين طيَّبتَ بِهَا نَفْسه. وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ:
أَبْلَى بِمَعْنَى أخْبَر.
(س) وَفِيهِ «وتَبْقَى حُثَالَةٌ لَا يُبَالِيهِمُ اللَّهُ بَالَة» وَفِي رِوَايَةٍ لَا يُبَالِي بِهِمُ اللَّهُ بَالَة، أَيْ لَا يَرْفَع لَهُمْ قَدْرا وَلَا يقِيم لَهُمْ وَزْنًا. وأصْل بَالَة بَالِيَة، مِثْلُ عَافَاهُ اللَّهُ عافِيَة، فَحَذَفُوا الْيَاءَ مِنْهَا تَخْفِيفًا كَمَا حَذَفُوا ألِف لَم أُبَلِ، يُقَالُ مَا بَالَيْتُهُ وَمَا بَالَيْتُ بِهِ، أَيْ لَمْ أكتَرثْ بِهِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «هَؤُلَاءِ فِي الْجَنَّةِ وَلَا أُبَالِي، وَهَؤُلَاءِ فِي النَّارِ وَلَا أبالِي» حَكَى الْأَزْهَرِيُّ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الْعُلَمَاءِ أَنَّ مَعْنَاهُ لاَ أكْرَه.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «مَا أُبَالِيهِ بَالَة» .
(س) وَفِي حَدِيثِ الرَّجُل مَعَ عَمله وأهْلِه ومالِه «قَالَ هُوَ أقَلُّهم بِهِ بَالَة» أَيْ مُبَالاة.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «أمَا وابنُ الْخَطَّابِ حيٌّ فَلَا، وَلَكِنْ إِذَا كَانَ النَّاسُ بِذِي بِلِّيٍّ وذِي بِلَّى» وَفِي رِوَايَةٍ بِذِي بِلِّيَّان، أَيْ إِذَا كَانُوا طَوَائِفَ وفِرَقاً مِنْ غَيْرِ إِمَامٍ، وَكُلُّ مَنْ بَعُدَ عَنْكَ حَتَّى لَا تَعْرف مَوْضِعَه فَهُوَ بِذِي بِلِيٍ، وَهُوَ مِنْ بَلَّ فِي الْأَرْضِ إِذَا ذَهَب، أَرَادَ ضَياع أُمور النَّاس بَعْده.
وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ «كَانُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَعْقِرُون عِنْدَ القَبْر بَقَرة أَوْ نَاٌقَة أَوْ شَاةً ويُسَمُّون العَقِيرةَ البَلِيَّة» ، كَانَ إِذَا مَاتَ لَهُمْ مَن يَعِزُّ عَلَيْهِمْ أخَذوا نَاقَةً فعَقَلُوها عِنْدَ قَبْرِهِ فَلَا تُعْلَف وَلَا تُسْقى إِلَى أَنْ تَمُوت، ورُبَّما حَفَرُوا لَهَا حَفِيرة وتَركُوها فِيهَا إِلَى أَنْ تَمُوت، ويَزْعُمون أَنَّ النَّاسَ يُحْشرون يَوْمَ الْقِيَامَةِ رُكْبَانا عَلَى البَلَايَا إِذَا عُقلَت مَطايَاهُم عِنْدَ قُبُورِهم، هَذَا عِنْد مَنْ كَانَ يُقِرُّ مِنْهُمْ بالبَعْث.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «لَتَبْتَلُنَّ لَهَا إِمَامًا أو لتصلّنّ وُحْدَانًا» أَيْ لَتَخْتَارُنَّ هَكَذَا أوْرَدهُ الْهَرَوِيُّ فِي هَذَا الْحَرْفِ، وَجَعَلَ أَصْلَهُ مِنَ الِابْتِلَاءِ: الِاخْتِبَارُ، وَغَيْرُهُ ذَكَرَهُ فِي الْبَاءِ وَالتَّاءِ وَاللَّامِ. وَقَدْ تَقَدَّمَ، وَكَأَنَّهُ أَشْبَهُ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

ثُفْلٌ

(ثُفْلٌ)
(س) فِي غَزْوَةِ الْحُدَيْبِيَةِ «مَنْ كَانَ مَعَهُ ثُفْلٌ فلْيَصطنع» أَرَادَ بالثُّفْلِ الدَّقيقَ والسَّويق ونَحوَهُما. والاصْطِناع اتِّخَاذُ الصَّنيع. أرَاد فَلْيَطْبُخْ وَلْيَخْتَبِز.
(س) وَمِنْهُ كَلَامُ الشَّافِعِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «قَالَ: وبَيّنَ فِي سُنته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ زَكَاةَ الفِطْر مِنَ الثُّفْل مِمَّا يَقتات الرَّجُل وَمَا فِيهِ الزَّكَاةُ» وَإِنَّمَا سُمِّيَ ثُفْلًا لِأَنَّهُ مِنَ الأقْوات الَّتِي يَكُونُ لَهَا ثُفْل، بِخِلَافِ الْمَائعات.
(س) وَفِيهِ «أَنَّهُ كَانَ يُحِبُّ الثُّفْل» قِيلَ هُوَ الثرِيد وَأَنْشَدَ:
يَحْلِفُ بِاللَّهِ وَإنْ لَمْ يُسْئلِ ... مَا ذَاقَ ثُفْلا مُنْذُ عَامَ أوّلِ
(هـ) وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ، وَذَكَرَ فِتنة فَقَالَ: «تَكُونُ فِيهَا مِثلَ الْجَمَلِ الثَّفَال، وَإِذَا أُكرِهــت فتباطأْ عَنْهَا» هُوَ الْبَطِيءُ الثَّقِيل. أَيْ لَا تَتَحَرَّكْ فِيهَا. وَأَخْرَجَهُ أَبُو عُبَيْدٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وَلَعَلَّهُمَا حَدِيثان.
وَمِنْهُ حَدِيثُ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «كُنْتُ عَلَى جَمَلٍ ثَفَال» .
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «وتَدُقّهم الْفِتَنُ دقَّ الرَّحا بثِفَالِها» الثِّفَال- بِالْكَسْرِ- جِلْدَةٌ تُبْسَط تَحْتَ رَحَا الْيَدِ لِيَقَعَ عَلَيْهَا الدَّقِيقُ، ويُسَمى الْحَجَرُ الأسفلُ ثُفَالًا بِهَا. وَالْمَعْنَى: أَنَّهَا تَدُقُّهُمْ دقَّ الرَّحا للحَبّ إِذَا كَانَتْ مُثَفَّلَة، وَلَا تُثَفَّل إِلَّا عِنْدَ الطَّحْن.
وَمِنْهُ حَدِيثُهُ الْآخَرُ «اسْتَحار مَدارُها، واضْطَربَ. ثِفَالُها» .
(هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «أَنَّهُ غَسل يدَيْه بالثِّفَال» هُوَ- بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ- الْإِبْرِيقُ.

عَرَضَ 

(عَرَضَ) الْعَيْنُ وَالرَّاءُ وَالضَّادُ بِنَاءٌ تَكْثُرُ فُرُوعُهُ، وَهِيَ مَعَ كَثْرَتِهَا تَرْجِعُ إِلَى أَصْلٍ وَاحِدٍ، وَهُوَ الْعَرْضُ الَّذِي يُخَالِفُ الطُّولَ. وَمَنْ حَقَّقَ النَّظَرَ وَدَقَّقَهُ عَلِمَ صِحَّةَ مَا قُلْنَاهُ، وَقَدْ شَرَحْنَا ذَلِكَ شَرْحًا شَافِيًا.

فَالْعَرْضُ: خِلَافُ الطُّولِ. تَقُولُ مِنْهُ: عَرُضَ الشَّيْءُ يَعْرُضُ عِرَضًا، فَهُوَ عَرِيضٌ. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: عَرُضَ عَرَاضَةً. وَأَنْشَدَ:

إِذَا ابْتَدَرَ الْقَوْمُ الْمَكَارِمَ عَزَّهُمْ ... عَرَاضَةُ أَخْلَاقِ ابْنِ لَيْلَى وَطُولُهَا

وَقَوْسٌ عُرَاضَةٌ: عَرِيضَةٌ. وَأَعْرَضَتِ الْمَرْأَةُ أَوْلَادَهَا: وَلَدَتْهُمْ عِرَاضًا، كَمَا يُقَالُ أَطَالَتْ فِي الطُّولِ.

وَمِنَ الْبَابِ: عَرَضَ الْمَتَاعَ يَعْرِضُهُ عَرْضًا. وَهُوَ كَأَنَّهُ فِي ذَاكَ قَدْ أَرَاهُ عَرْضَهُ. وَعَرَّضَ الشَّيْءَ تَعْرِيضًا: جَعَلَهُ عَرِيضًا.

وَمِنْ ذَلِكَ عَرْضُ الْجُنْدِ: أَنْ تُمِرَّهُمْ عَلَيْكَ، وَذَلِكَ كَأَنَّكَ نَظَرْتَ إِلَى الْعَارِضِ مِنْ حَالِهِمْ. وَيُقَالُ لِلْمَعْرُوضِ مِنْ ذَلِكَ: عَرَضٌ مُتَحَرِّكَةٌ، كَمَا يُقَالُ قَبَضَ قَبَضًا، وَقَدْ أَلْقَاهُ فِي الْقَبَضِ. وَعَرَضُوهُمْ عَلَى السَّيْفِ عَرْضًا، كَأَنَّ السَّيْفَ أَخَذَ عَرْضَ الْقَوْمِ فَلَمْ يَفُتْهُ أَحَدٌ. وَعَرَضْتُ الْعُودَ عَلَى الْإِنَاءِ أَعْرُضُهُ بِضَمِّ الرَّاءِ، إِذَا وَضَعْتَهُ عَلَيْهِ عَرْضًا. وَفِي الْحَدِيثِ: «هَلَّا خَمَّرْتَهُ وَلَوْ بِعُودٍ تَعْرُضُهُ عَلَيْهِ» . وَيُقَالُ فِي غَيْرِ ذَلِكَ: عَرَضَ يَعْرِضُ، بِكَسْرِ الرَّاءِ. وَمَا عَرَضْتُ لِفُلَانٍ وَلَا تَعْرِضْ لَهُ، وَذَلِكَ أَنْ تَجْعَلَ عَرْضَكَ بِإِزَاءِ عَرْضِهِ. وَيُقَالُ: عَرَضَ الرُّمْحَ يَعَرِضُهُ عَرْضًا. قَالَ النَّابِغَةُ:

لَهُنَّ عَلَيْهِمْ عَادَةٌ قَدْ عَرَفْنَهَا ... إِذَا عَرَضُوا الْخَطِّيَّ فَوْقَ الْكَوَاثِبِ

وَعَرَضَ الْفَرَسُ فِي عَدْوِهِ عَرْضًا، كَأَنَّهُ يُرِي النَّاظِرَ عَرْضَهُ. قَالَ:

يَعْرِضُ حَتَّى يَنْصِبَ الْخَيْشُومَا قَالُوا: إِذَا عَدَا عَارِضًا صَدْرَهُ، أَوْ مَائِلًا بِرَأْسِهِ. وَيُقَالُ: عَرَضَ فُلَانٌ مِنْ سِلْعَتِهِ، إِذَا عَارَضَ بِهَا، أَعْطَى وَاحِدَةً وَأَخَذَ أُخْرَى. وَمِنْهُ:

هَلْ لَكَ وَالْعَارِضُ مِنْكَ عَائِضُ

أَيْ يُعَارِضُكِ فَيَأْخُذُ مِنْكِ شَيْئًا، وَيُعْطِيكَ شَيْئًا. وَيُقَالُ: عَرَضْتُ أَعْوَادًا بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ، وَاعْتَرَضَتْ هِيَ. قَالَ أَبُو دُوَادٍ:

تَرَى الرِّيشَ فِي جَوْفِهِ طَامِيًا ... كَعَرْضِكَ فَوْقَ نِصَالٍ نِصَالَا

يَصِفُ الْمَاءَ أَنَّ الرِّيشَ بَعْضُهُ مُعْتَرِضٌ فَوْقَ بَعْضٍ، كَمَا يَعْتَرِضُ النَّصْلُ عَلَى النَّصْلِ كَالصَّلِيبِ. وَيُقَالُ: عَرَضْتُ لَهُ مِنْ حَقِّهِ ثَوْبًا فَأَنَا أَعْرِضُهُ، إِذَا كَانَ لَهُ حَقٌّ فَأَعْطَاهُ ثَوْبًا، كَأَنَّهُ جَعَلَ عَرْضَ هَذَا بِإِزَاءِ عَرْضِ حَقِّهِ الَّذِي كَانَ لَهُ. وَيُقَالُ: أَعْيَا فَاعْتَرَضَ عَلَى الْبَعِيرِ.

وَذَكَرَ الْخَلِيلُ: أَعْرَضْتُ الشَّيْءَ: جَعَلْتُهُ عَرِيضًا. وَتَقُولُ الْعَرَبُ: " أَعْرَضْتَ الْقِرْفَةَ ". وَكَانَ بَعْضُهُمْ يَقُولُ: " أَعْرَضْتَ الْفُرْقَةَ " وَلَعَلَّهُ أَجْوَدُ، وَذَلِكَ لِلرَّجُلِ يُقَالُ لَهُ: مَنْ تَتَّهِمُ؟ فَيَقُولُ: أَتَّهِمُ بَنِي فُلَانٍ، لِلْقَبِيلَةِ بِأَسْرِهَا. فَيُقَالُ لَهُ: أَعْرَضْتَ الْقِرْفَةَ، أَيْ جِئْتَ بِتُهْمَةٍ عَرِيضَةٍ تَعْتَرِضُ الْقَبِيلَ بِأَسْرِهِ.

وَمِنَ الْبَابِ: أَعْرَضْتُ عَنْ فُلَانٍ، وَأَعْرَضْتُ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ، وَأَعْرَضَ بِوَجْهِهِ. وَهَذَا هُوَ الْمَعْنَى الَّذِي ذَكَرْنَاهُ ; لِأَنَّهُ إِذَا كَانَ كَذَا وَلَّاهُ عَرْضَهُ. وَالْعَارِضُ إِنَّمَا هُوَ مُشْتَقٌّ مِنَ الْعَرْضِ الَّذِي هُوَ خِلَافُ الطُّولِ. وَيُقَالُ: أَعْرَضَ لَكَ الشَّيْءُ مِنْ بَعِيدٍ، فَهُوَ مُعْرِضٌ، وَذَلِكَ إِذَا ظَهَرَ لَكَ وَبَدَا. وَالْمَعْنَى أَنَّكَ رَأَيْتَ عَرْضَهُ. قَالَ عَمْرُو بْنُ كُلْثُومٍ:

وَأَعْرَضَتِ الْيَمَامَةُ وَاشْمَخَرَّتْ ... كَأَسْيَافٍ بِأَيْدِي مُصْلِتِينَا

[وَ] تَقُولُ: عَارَضْتُ فُلَانًا فِي السَّيْرِ، إِذَا سِرْتَ حِيَالَهُ. وَعَارَضْتُهُ مِثْلَ مَا صَنَعَ، إِذَا أَتَيْتَ إِلَيْهِ مِثْلَ مَا أَتَى إِلَيْكَ. وَمِنْهُ اشْتُقَّتِ الْمُعَارَضَةُ. وَهَذَا هُوَ الْقِيَاسُ، كَأَنَّ عَرْضَ الشَّيْءِ الَّذِي يَفْعَلُهُ مِثْلُ عَرْضِ الشَّيْءِ الَّذِي أَتَاهُ. وَقَالَ طُفَيْلٌ:

وَعَارَضْتُهَا رَهْوًا عَلَى مُتَتَابِعٍ ... نَبِيلِ الْقُصَيْرَى خَارِجِيٍّ مُحَنَّبِ

وَيُقَالُ: اعْتَرَضَ فِي الْأَمْرِ فُلَانٌ، إِذَا أَدْخَلَ نَفْسَهُ فِيهِ. وَعَارَضْتُ فُلَانًا فِي الطَّرِيقِ، وَعَارَضْتُهُ بِالْكِتَابِ، وَاعْتَرَضْتُ أُعْطِي مَنْ أَقَبَلَ وَأَدْبَرَ. وَهَذَا هُوَ الْقِيَاسُ. وَاعْتَرَضَ فُلَانٌ عِرْضَ فُلَانٍ يَقَعُ فِيهِ، أَيْ يَفْعَلُ فِعْلًا يَأْخُذُ عَرْضَ عِرْضِهِ. وَاعْتَرَضَ الْفَرَسُ، إِذَا لَمْ يَسْتَقِمْ لِقَائِدِهِ. قَالَ الطِّرِمَّاحُ:

وَأَرَانِي الْمَلِيكُ رُشْدِي وَقَدْ كُنْ ... تُ أَخَا عُنْجُهِيَّةٍ وَاعْتِرَاضِ

وَتَعَرَّضَ لِي فُلَانٌ بِمَا أَكْرَهُ. وَرَجُلٌ عِرِّيضٌ، أَيْ مُتَعَرِّضٌ. وَمِنَ الْبَابِ: اسْتَعْرَضَ الْخَوَارِجُ النَّاسَ، إِذَا لَمْ يُبَالُوا مَنْ قَتَلُوا. وَفِي الْحَدِيثِ: " «كُلِ الْجُبْنَ عُرْضًا» "، أَيِ اعْتَرِضْهُ كَيْفَ كَانَ وَلَا تَسْأَلْ عَنْهُ. وَهَذَا كَمَا قُلْنَاهُ فِي إِعْرَاضِ الْقِرْفَةِ. وَالْمُعْرِضُ: الَّذِي يَعْتَرِضُ النَّاسَ يَسْتَدِينُ مِمَّنْ أَمْكَنَهُ. وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ: " أَلَا إِنَّ أُسَيْفِعَ جُهَيْنَةَ ادَّانَ مُعْرِضًا ".

وَمِنَ الْبَابِ الْعِرْضُ: عِرْضُ الْإِنْسَانِ. قَالَ قَوْمٌ: هُوَ حَسَبُهُ، وَقَالَ آخَرُونَ: نَفْسُهُ. وَأَيَّ ذَلِكَ كَانَ فَهُوَ مِنَ الْعَرْضِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ.

وَأَمَّا قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِرْضَ: رِيحُ الْإِنْسَانِ طَيِّبَةً كَانَتْ أَمْ غَيْرَ طَيِّبَةٍ، فَهَذَا طَرِيقُ الْمُجَاوَزَةِ، لِأَنَّهَا لَمَّا كَانَتْ مِنْ عِرْضِهِ سُمِّيَتْ عِرْضًا. وَقَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -: «إِنَّمَا هُوَ عَرَقٌ يَجْرِي مِنْ أَعْرَاضِهِمْ» أَيْ أَبْدَانِهِمْ، يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ هَذَا. وَاسْتَدَلُّوا عَلَى أَنَّ الْعِرْضَ: النَّفْسُ بِقَوْلِ حَسَّانَ، يَمْدَحُ رَسُولَ اللَّهِ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ -:

هَجَوْتَ مُحَمَّدًا فَأَجَبْتُ عَنْهُ ... وَعِنْدَ اللَّهِ فِي ذَاكَ الْجَزَاءُ

فَإِنَّ أَبِي وَوَالِدَتِي وَعِرْضِي ... لِعِرْضِ مُحَمَّدٍ مِنْكُمْ وِقَاءُ

وَتَقُولُ: هُوَ نَقِيُ الْعِرْضِ، أَيْ بَعِيدٌ مِنْ أَنْ يُشْتَمَ أَوْ يُعَابَ. وَمِنَ الْبَابِ: مَعَارِيضُ الْكَلَامِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ يَخْرُجُ فِي مِعْرَضٍ غَيْرِ لَفْظِهِ الظَّاهِرِ، فَيُجْعَلُ هَذَا الْمِعْرَضِ لَهُ كَمِعْرَضِ الْجَارِيَةِ، وَهُوَ لِبَاسُهَا الَّذِي تُعْرَضُ فِيهِ، وَذَلِكَ مُشْتَقٌّ مِنَ الْعَرْضِ. وَقَدْ قُلْنَا فِي قِيَاسِ الْعَرْضِ مَا كَفَى.

وَزَعَمَ نَاسٌ أَنَّ الْعَرَبَ تَقُولُ: عَرَفْتُ ذَاكَ فِي عَرُوضِ كَلَامِهِ، أَيْ فِي مَعَارِيضِ كَلَامِهِ.

وَمِنَ الْبَابِ الْعَرْضُ: الْجَيْشُ الْعَظِيمُ، وَهَذَا عَلَى مَعْنَى التَّشْبِيهِ بِالْعَرْضِ مِنَ السَّحَابِ، وَهُوَ مَا سَدَّ بِعَرْضِهِ الْأُفُقَ. قَالَ:

كُنَّا إِذَا قُدْنَا لِقَوْمٍ عَرْضَا

أَيْ جَيْشًا كَأَنَّهُ جَبَلٌ أَوْ سَحَابٌ يَسُدُّ الْأُفُقَ، وَقَالَ دُرَيْدٌ:

نَعِيَّةُ مِنْسَرٍ أَوْ عَرْضُ جَيْشٍ ... تَضِيقُ بِهِ خُرُوقُ الْأَرْضِ مَجْرِ

وَكَانَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ يَقُولُ: الْأَعْرَاضُ: الْجِبَالُ وَالْأَوْدِيَةُ وَالسَّحَابُ، الْوَاحِدُ عِرْضٌ. كَذَا قَالَ بِكَسْرِ الْعَيْنِ، وَرُوِيَ عَنْهُ أَيْضًا بِالْفَتْحِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: الْعَرْضُ: سَنَدُ الْجَبَلِ. وَأَنْشَدَ:

أَلَا تَرَى بِكُلِّ عَرْضٍ مُعْرِضِ وَأَنْشَدَ الْأَصْمَعِيُّ:

كَمَا تَدَهْدَى مِنَ الْعَرْضِ الْجَلَامِيدُ

وَالْعَرِيضُ: الْجَدْيُ إِذَا نَزَا [أَوْ] يَكَادُ يَنْزُوَ، وَذَلِكَ إِذَا بَلَغَ. وَهَذَا قِيَاسُهُ أَيْضًا قِيَاسُ الْبَابِ، وَهُوَ مِنَ الْعَرْضِ، وَجَمْعُهُ عُرْضَانٌ.

فَأَمَّا عَرُوضُ الشِّعْرِ فَقَالَ قَوْمٌ: مُشْتَقٌّ مِنَ الْعَرُوضِ، وَهِيَ النَّاحِيَةُ، كَأَنَّهُ نَاحِيَةٌ مِنَ الْعِلْمِ. وَأَنْشَدَ فِي الْعَرُوضِ:

لِكُلِّ أُنَاسٍ مِنْ مَعَدٍّ عِمَارَةٌ ... عَرُوضٌ إِلَيْهَا يَلْجَئُونَ وَجَانِبُ

وَقَالَ آخَرُونَ: الْعَرِيضُ: الطَّرِيقُ الصَّعْبُ، ذَلِكَ يَكُونُ فِي عَرْضِ جَبَلٍ، فَقَدْ صَارَ بَابُهُ قِيَاسَ سَائِرِ الْبَابِ. قَالُوا: وَهَذَا مِنْ قَوْلِهِمْ: نَاقَةٌ عُرْضِيَّةٌ، إِذَا كَانَتْ صَعْبَةً. وَمَعْنَى هَذَا أَنَّهَا لَا تَسْتَقِيمُ فِي السَّيْرِ، بَلْ تَعْتَرِضُ. قَالَ الشَّاعِرُ:

وَمَنَحْتُهَا قَوْلِي عَلَى عُرْضِيَّةٍ ... عُلُطٍ أُدَارِي ضِغْنَهَا بِتَوَدُّدِ

وَمِنَ الْبَابِ: عُرْضُ الْحَائِطِ، وَعُرْضُ الْمَالِ، وَعُرْضُ النَّهْرِ، وَيُرَادُ بِهِ وَسَطُهُ. وَذَلِكَ مِنَ الْعَرْضِ أَيْضًا. وَقَالَ لَبِيدٌ:

فَتَوَسَّطَا عُرْضَ السَّرِيِّ وَصَدَّعَا ... مَسْجُورَةً مُتَجَاوِرًا قُلَّامُهَا وَعُرْضُ الْمَالِ مِنْ ذَلِكَ، وَكُلُّهُ الْوَسَطُ. وَكَانَ اللِّحْيَانِيُّ يَقُولُ: فُلَانٌ شَدِيدُ الْعَارِضَةِ، أَيِ النَّاحِيَةِ. وَالْعَرَضُ مِنْ أَحْدَاثِ الدَّهْرِ، كَالْمَرَضِ وَنَحْوِهِ، سُمِّيَ عَرَضًا لِأَنَّهُ يَعْتَرِضُ، أَيْ يَأْخُذُهُ فِيمَا عَرَضَ مِنْ جَسَدِهِ. وَالْعَرَضُ: طَمَعُ الدُّنْيَا، قَلِيلًا [كَانَ] أَوْ كَثِيرًا. وَسُمِّيَ بِهِ لِأَنَّهُ يُعْرِضُ، أَيْ يُرِيكَ عُرْضَهُ. وَقَالَ:

مَنْ كَانَ يَرْجُو بَقَاءً لَا نَفَادَ لَهُ ... فَلَا يَكُنْ عَرَضُ الدُّنْيَا لَهُ شَجَنَا

وَيُقَالُ: " الدُّنْيَا عَرَضٌ حَاضِرٌ، يَأْخُذُ مِنْهُ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ ". فَأَمَّا قَوْلُهُ: - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -: «لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرْضِ» . فَإِنِّمَا سَمِعْنَاهُ بِسُكُونِ الرَّاءِ، وَهُوَ كُلُّ مَا كَانَ مِنَ الْمَالِ غَيْرَ نَقْدٍ ; وَجَمْعُهُ عُرُوضٌ. فَأَمَّا الْعَرَضُ بِفَتْحِ الرَّاءِ، فَمَا يُصِيبُهُ الْإِنْسَانُ مِنْ حَظِّهِ مِنَ الدُّنْيَا. قَالَ اللَّهُ - تَعَالَى -: {وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ} [الأعراف: 169] .

وَقَالَ الْخَلِيلُ: فُلَانٌ عُرْضَةٌ لِلنَّاسِ: لَا يَزَالُونَ يَقَعُونَ فِيهِ. وَمَعْنَى ذَلِكَ أَنَّهُمْ يَعْتَرِضُونَ عُرْضَهُ. وَالْمِعْرَاضُ: سَهْمٌ لَهُ أَرْبَعُ قُذَذٍ دِقَاقٍ، وَإِذَا رُمِيَ بِهِ اعْتَرَضَ. قَالَ الْخَلِيلُ: هُوَ السَّهْمُ الَّذِي يُرْمَى بِهِ لَا رِيشَ لَهُ يَمْضِي عَرْضًا.

فَأَمَّا قَوْلُهُمْ: شَدِيدُ الْعَارِضَةِ، فَقَدْ ذَكَرْنَا مَا قَالَهُ اللِّحْيَانِيُّ فِيهِ. وَقَالَ الْخَلِيلُ: هُوَ شَدِيدُ الْعَارِضَةِ، أَيْ ذُو جَلَدٍ وَصَرَامَةٍ. وَالْمَعْنَيَانِ مُتَقَارِبَانِ، أَيْ شَدِيدٌ مَا يَعْرِضُ لِلنَّاسِ مِنْهُ. وَعَارِضَةُ الْوَجْهِ: مَا يَبْدُو مِنْهُ عِنْدَ الضَّحِكِ. وَزَعَمَ أَنَّ أَسْنَانَ الْمَرْأَةِ تُسَمَّى الْعَوَارِضَ وَالْقِيَاسُ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ وَاحِدٌ. قَالَ عَنْتَرَةُ:

وَكَأَنَّ فَارَةَ تَاجِرٍ بِقَسِيمَةٍ ... سَبَقَتْ عَوَارِضُهَا إِلَيْكَ مِنَ الْفَمِ

وَرَجُلٌ خَفِيفُ الْعَارِضَيْنِ، يَعْنِي عَارِضَيِ اللِّحْيَةِ. وَقَالَ أَبُو لَيْلَى: الْعَوَارِضُ الضَّوَاحِكُ، لِمَكَانِهَا فِي عَرْضِ الْوَجْهِ. قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: عَارِضَا الرَّجُلِ: شَعْرُ خَدَّيْهِ، لَا يُقَالُ لِلْأَمْرَدِ: امْسَحْ عَارِضَيْكَ. فَأَمَّا قَوْلُهُمْ: يَمْشِي الْعِرَضْنَى، فَالنُّونُ فِيهِ زَائِدَةٌ، وَهُوَ الَّذِي يَشْتَقُّ فِي عَدْوِهِ مُعْتَرِضًا. قَالَ الْعَجَّاجُ:

تَعْدُو الْعِرَضْنَى خَيْلُهُمْ حَرَاجِلًا

وَامْرَأَةٌ عُرْضَةٌ: ضَخْمَةٌ قَدْ ذَهَبَتْ مِنْ سِمَنِهَا عَرْضًا.

قَالَ الْخَلِيلُ: الْعَوَارِضُ: سَقَائِفُ الْمَحْمَلِ الْعِرَاضُ الَّتِي أَطْرَافُهَا فِي الْعَارِضَيْنِ، وَذَلِكَ أَجْمَعُ هُوَ سَقْفُ الْمِحْمَلِ. وَكَذَلِكَ عَوَارِضُ سَقْفِ الْبَيْتِ إِذَا وُضِعَتْ عَرْضًا. وَقَالَ أَيْضًا: عَارِضَةُ الْبَابِ هِيَ الْخَشَبَةُ الَّتِي هِيَ مِسَاكُ الْعِضَادَتَيْنِ مِنْ فَوْقُ. وَالْعَرْضِيُّ: ضَرْبٌ مِنَ الثِّيَابِ، وَلَعَلَّ لَهُ عَرْضًا. قَالَ أَبُو نُخَيْلَةَ: هَزَّتْ قَوَامًا يَجْهَدُ الْعَرْضِيَّا ... هَزَّ الْجَنُوبِ النَّخْلَةَ الصَّفِيَّا

وَكُلُّ شَيْءٍ أَمْكَنَكَ مِنْ عَرْضِهِ فَهُوَ مُعْرِضٌ لَكَ، بِكَسْرِ الرَّاءِ. وَيُقَالُ: أَعْرَضَ لَكَ الظَّبْيُ فَارْمِهِ، إِذَا أَمْكَنَكَ مِنْ عَرْضِهِ ; مِثْلُ أَفْقَرَ وَأَعْوَرَ.

وَمِنْ أَمْثَالِهِمْ: " فُلَانٌ عَرِيضُ الْبِطَانِ "، إِذَا أَثْرَى وَكَثُرَ مَالُهُ. وَيُقَالُ: ضَرَبَ الْفَحْلُ النَّاقَةَ عِرَاضًا، إِذَا ضَرَبَهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يُقَادَ إِلَيْهَا. وَهَذَا مِنْ قَوْلِنَا: اعْتَرَضَ الشَّيْءَ: أَتَاهُ مِنْ عُرْضٍ، كَأَنَّهُ اعْتَرَضَهَا مِنْ سَائِرِ النُّوقِ: قَالَ الرَّاعِي:

نَجَائِبُ لَا يُلْقَحْنَ إِلَّا يَعَارَةً ... عِرَاضًا وَلَا يُبْتَعْنَ إِلَّا غَوَالِيَا

وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: لَقِحَتِ النَّاقَةُ عِرَاضًا، أَيْ ذَهَبَتْ إِلَى فَحْلٍ لَمْ تُقَدْ إِلَيْهِ. وَالْعَارِضُ: السَّحَابُ، وَقَدْ مَضَى ذِكْرُ قِيَاسِهِ. قَالَ اللَّهُ - تَعَالَى: {قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا} [الأحقاف: 24] . وَالْعَارِضُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: مَا يَسْتَقْبِلُكَ، كَالْعَارِضِ مِنَ السَّحَابِ وَنَحْوِهِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: الْعَارِضُ مِنَ السَّحَابِ: الَّذِي يَعْرِضُ فِي قُطْرٍ مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاءِ مِنَ الْعَشِيِّ ثُمَّ يُصْبِحُ قَدْ حَبَا وَاسْتَوَى. وَيُقَالُ لَهُ: الْعَانُّ بِالتَّشْدِيدِ.

وَمِنَ الْمُشْتَقِّ مِنْ هَذَا قَوْلُهُمْ: مَرَّ بِي عَارِضٌ مِنْ جَرَادٍ، إِذَا مَلَأَ الْأُفُقَ. وَلِفُلَانٍ عَلَى أَعْدَائِهِ عُرْضِيَّةٌ، أَيْ صُعُوبَةٌ. وَهَذَا مِنْ قَوْلِنَا نَاقَةٌ عُرْضِيَّةٌ، وَقَدْ ذُكِرَ قِيَاسُهُ. وَيُقَالُ: إِنَّ التَّعْرِيضَ مَا كَانَ عَلَى ظَهْرِ الْإِبِلِ مِنْ مِيرَةٍ أَوْ زَادٍ. وَهَذَا مُشْتَقٌّ مِنْ أَنَّهُ يُعْرَضُ عَلَى مَنْ لَعَلَّهُ يَحْتَاجُ إِلَيْهِ. وَيُقَالُ: عَرِّضُوا مِنْ مِيرَتِكُمْ، أَيْ أَطْعِمُونَا مِنْهَا. قَالَ: حَمْرَاءَ مِنْ مُعَرِّضَاتِ الْغِرْبَانِ

يَصِفُ نَاقَةً لَهُ عَلَيْهَا الْمِيرَةُ فَهِيَ تَتَقَدَّمُ الْإِبِلَ وَيَنْفَتِحُ مَا عَلَيْهَا لِسُرْعَتِهَا فَتَسْقُطُ الْغِرْبَانُ عَلَى أَحْمَالِهَا، فَكَأَنَّهَا عَرَّضَتْ لِلْغِرْبَانِ مِيرَتَهُمْ. وَيُقَالُ لِلْإِبِلِ الَّتِي تَبْعُدُ آثَارُهَا فِي الْأَرْضِ: الْعُرَاضَاتُ، أَيْ إِنَّهَا تَأْخُذُ فِي الْأَرْضِ عَرْضًا فَتَبِينُ آثَارُهَا. وَيَقُولُونَ: " إِذَا طَلَعَتِ الشِّعْرَى سَفَرًا، وَلَمْ تَرَ فِيهَا مَطَرًا، فَأَرْسِلِ الْعُرَاضَاتِ أَثَرًا، يَبْغِينَكَ فِي الْأَرْضِ مَعْمَرًا ".

وَيُقَالُ: نَاقَةٌ عُرْضَةٌ لِلسَّفَرِ، أَيْ قَوِيَّةٌ عَلَيْهِ. وَمَعْنَى هَذَا أَنَّهَا لِقُوَّتِهَا تُعْرَضُ أَبَدًا لِلسَّفَرِ. فَأَمَّا الْعَارِضَةُ مِنَ النُّوقِ أَوِ الشَّاءِ، فَإِنَّهَا الَّتِي تُذْبَحُ لِشَيْءٍ يَعْتَرِيهَا. وَقَالَ:

مِنْ شِوَاءٍ لَيْسَ مِنْ عَارِضَةٍ ... بِيَدَيْ كُلِّ هَضُومٍ ذِي نَفَلْ

وَهَذَا عِنْدَنَا مِمَّا جُعِلَ فِيهِ الْفَاعِلُ مَكَانَ الْمَفْعُولِ ; لِأَنَّ الْعَارِضَةَ هِيَ الَّتِي عُرِضَ لَهَا بِمَرَضٍ، كَمَا يَقُولُونَ: سِرٌّ كَاتِمٌ. وَمَعْنَى عُرِضَ لَهَا أَنَّ الْمَرَضَ أَعْرَضَهَا، وَتَوَسَّعُوا فِي ذَلِكَ حَتَّى بَنَوُا الْفِعْلَ مَنْسُوبًا إِلَيْهَا، فَقَالُوا: عَرَضَتْ. قَالَ الشَّاعِرُ: إِذَا عَرَضَتْ مِنْهَا كَهَاةٌ سَمِينَةٌ ... فَلَا تُهْدِ مِنْهَا وَاتَّشِقْ وَتَجَبْجَبِ

وَالْعِرْضُ: الْوَادِي، وَالْعِرْضُ: وَادٍ بِالْيَمَامَةِ. قَالَ الْأَعْشَى:

أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْعِرْضَ أَصْبَحَ بَطْنُهُ ... نَخِيلًا وَزَرْعًا نَابِتًا وَفَصَافِصَا

وَقَالَ الْمُتَلَمِّسُ:

فَهَذَا أَوَانُ الْعِرْضِ حَيَّ ذُبَابُهُ ... زَنَابِيرُهُ وَالْأَزْرَقُ الْمُتَلَمِّسُ

وَمِنَ الْبَابِ: نَظَرْتُ إِلَيْهِ عَرْضَ عَيْنٍ، أَيِ اعْتَرَضْتُهُ عَلَى عَيْنِي. وَرَأَيْتُ فُلَانًا عَرْضَ عَيْنٍ، أَيْ لَمْحَةً. وَمَعْنَى هَذَا أَنَّهُ عَرَضَ لِعَيْنِي، فَرَأَيْتُهُ. وَيُقَالُ: عَلِقْتُ فُلَانًا عَرَضًا، أَيِ اعْتِرَاضًا مِنْ غَيْرِ اسْتِعْدَادٍ مِنِّي لِذَلِكَ وَلَا إِرَادَةٍ. وَهَذَا عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ عِرَاضِ الْبَعِيرِ وَالنَّاقَةِ. وَأَنْشَدَ:

عُلِّقْتُهَا عَرَضًا وَأَقْتُلُ قَوْمَهَا ... زَعْمًا لَعَمْرُ أَبِيكِ لَيْسَ بِمَزْعَمِ

وَيُقَالُ: أَصَابَهُ سَهْمُ عَرَضٍ، إِذَا جَاءَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَدْرِي مَنْ رَمَاهُ. وَهَذَا مِنَ الْبَابِ أَيْضًا كَأَنَّهُ جَاءَهُ عَرَضًا مِنْ حَيْثُ لَمْ يُقْصَدْ بِهِ، كَمَا ذَكَرْنَاهُ فِي الْمِعْرَاضِ مِنَ السِّهَامِ.

وَالْمَعَارِضُ: جَمْعُ مَعْرَضٍ وَهِيَ بِلَادٌ تُعْرَضُ فِيهَا الْمَاشِيَةُ لِلرَّعْيِ. قَالَ: أَقُولُ لِصَاحِبَيَّ وَقَدْ هَبَطْنَا ... وَخَلَّفْنَا الْمَعَارِضَ وَالْهِضَابَا

سَهَبَ

(سَهَبَ)
(س) فِي حَدِيثِ الرَّؤْيا «أكَلُوا وشَرِبوا وأَسْهَبُوا» أَيْ أكثَرُوا وأمْعَنُوا. يُقَالُ أَسْهَبَ فَهُوَ مُسْهَبٌ- بِفَتْحِ الْهَاءِ- إِذَا أمْعَنَ فِي الشَّيْءِ وأطالَ. وَهُوَ أحدُ الثَّلَاثَةِ الَّتِي جَاءَتْ كَذَلِكَ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ بَعَث خَيلاً فَأَسْهَبَتْ شَهْرا» أَيْ أمْعَنَتْ فِي سَيرها.
(س) وَحَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ «قِيلَ لَهُ: ادْعُ اللَّهَ لَنَا، فَقَالَ: أكْرَه أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْهَبِينَ» بِفَتْحِ الْهَاءِ: أَيِ الكَثيري الْكَلَامِ. وأصلُه مِنَ السَّهْبِ، وَهِيَ الأرضُ الْوَاسِعَةُ، وَيُجْمَعُ عَلَى سُهُبٍ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «وفرَّقها بِسُهُبٍ بِيدِها» .
وَفِي حَدِيثِهِ الْآخَرِ «وضُرِب عَلَى قَلْبه بِالْإِسْهَابِ» قِيلَ هُوَ ذَهاب العَقْل.

سبهلل

وجاء فلان سبهللا يمشي إلى الحرب بغير سلاح ولا عصى. وقيل مختالا في مشيه. وفارغاً. وإذا جاء غير مكترث. وإذا لم يكن معه مال. وجئت بالضلال ابن السهبلل أي بالباطل.
سبهـلل
سَبَهْلَل [مفرد]:
1 - فارغٌ، لا شيءَ معه "جاء الرَّجُلُ يمشي سَبَهْلَلاً".
2 - أمر أو شيء لا ثمرة فيه "ذهبت جهودُه سَبَهْلَلاً: هباء". 
(سبهلل) - في حديث عُمَر: "إني أكْرَه أن أَرَى أَحدَكم سَبَهْلَلاً لا في الدُّنيا ولا في الآخرة "
قال الأصمعي: أي إذا جاء وذَهَب فَارِغاً، وقال أبو زيد: هو المُخْتال في مِشيتِهِ.
- وفي الحديث: "لَا يجيئَنَّ أَحدُكم يوَمَ القِيامةِ سبَهْلَلاً"
: أي فارغا من عَمَل الآخرة.

غَرَرَ

(غَرَرَ)
(هـ) فِيهِ «أَنَّهُ جَعل فِي الجَنين غُرَّةً عبْداً أَوْ أمَة» الغُرَّة: العبْد نَفْسُه أَوِ الْأَمَةُ، وَأَصْلُ الغُرَّة: الْبَيَاضُ الَّذِي يَكُونُ فِي وجْه الفَرس، وَكَانَ أَبُو عَمْرِو بْنُ العَلاء يَقُولُ: الغُرَّة عبْدٌ أبيضُ أَوْ أمَةٌ بَيْضاء، وسُمِي غُرَّة لِبيَاضِه، فَلَا يُقبَل فِي الدِّية عبدٌ أسْودُ وَلَا جَارِيَةٌ سَوْداء. وَلَيْسَ ذَلِكَ شَرْطاً عِنْدَ الفُقهاء، وَإِنَّمَا الغُرَّة عِنْدَهُمْ مَا بَلغ ثمنُه نِصفَ عُشْر الدِّية مِنَ الْعَبِيدِ وَالْإِمَاءِ.
وَإِنَّمَا تَجِبُ الغُرَّة فِي الجَنين إِذَا سَقَط مَيِّتاً، فَإِنْ سَقَطَ حَيّاً ثُمَّ مَاتَ فَفِيهِ الدِّية كَامِلَةٌ.
وَقَدْ جَاءَ فِي بَعْضِ رِوايات الْحَدِيثِ «بغُرَّةٍ عَبْدٍ أَوْ أمَة أَوْ فَرَس أَوْ بَغْل» .
وَقِيلَ: إنَّ الفَرس والبَغْل غَلَطٌ مِنَ الراوي. وَفِي حَدِيثِ ذِي الْجَوْشَن «مَا كُنْتُ لأقيِضَه اليومَ بغُرَّة» سَمَّى الفَرس فِي هَذَا الْحَدِيثِ غُرَّة، وَأَكْثَرُ مَا يُطْلَقُ عَلَى الْعَبْدِ والأمَة. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ بالغُرَّة النَّفيس مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، فَيَكُونُ التَّقْدِيرُ: مَا كُنْتُ لأَقِيضَه بِالشَّيْءِ النَّفيس المرْغُوب فِيهِ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «غُرٌّ مُحَجَّلون مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ» الغُرُّ: جَمْعُ الأَغَرِّ، مِنَ الغُرَّة:
بياضِ الوجْه، يُريد بَياض وجُوهِهم بِنُورِ الوُضوء يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فِي صَوْم الْأَيَّامِ الغُرِّ» أَيِ البِيضِ اللَّيَالِي بالقَمَر، وَهِيَ ثَالِثُ عشَر، وَرَابِعُ عَشَر، وَخَامِسُ عَشَر.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إياكُم ومُشَارَّةَ الناسِ، فَإِنَّهَا تَدْفِنُ الغُرَّة وتُظْهر العُرَّة» الغُرَّة هَاهُنَا: الحَسَنُ والعَمل الصَّالِحُ، شبَّهه بغُرَّة الفَرس، وَكُلُّ شَيْءٍ تُرْفَع قيمتَهُ فَهُوَ غُرَّة.
[هـ] وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «عَلَيْكُمْ بِالْأَبْكَارِ فإنَّهنّ أَغَرُّ غُرَّةً» يَحْتَمِل أَنْ يَكُونَ مِنْ غُرَّة البَياض وصَفاء اللَّون ، ويَحْتَمل أَنْ يَكُونَ مِنْ حُسْن الخُلُق والعِشْرة، ويؤيدِّه الْحَدِيثُ الْآخَرُ:
[هـ] «عَلَيْكُمْ بِالْأَبْكَارِ فإنَّهنّ أَغَرُّ أَخْلَاقًا» أَيْ أنَّهنّ أبْعَدُ مِنْ فِطْنَة الشَّرّ وَمَعْرِفَتِهِ، مِنَ الغِرَّة: الغَفْلة.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَا أجِدُ لِمَا فعَل هَذَا فِي غُرَّة الْإِسْلَامِ مَثَلًا إِلَّا غَنَمًا وَرَدَتْ فرُمِيَ أَوَّلُهَا فَنَفر آخِرُها» غُرَّة الْإِسْلَامِ: أوّلُه، وغُرَّة كُلِّ شَيْءٍ: أوّلُه.
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «اقْتُلُوا الكَلْبَ الأسْود ذَا الغُرَّتَيْن» هُمَا النُّكْتَتان البَيْضَاوَان فَوْق عَيْنَيه.
(س [هـ] ) وَفِيهِ «المؤمِن غِرٌّ كَرِيمٌ» أَيْ لَيْسَ بِذِي نُكر، فَهُوَ يَنْخَدِع لانْقِيادِه وَلينِه، وَهُوَ ضِدُّ الخَبِّ. يُقَالُ: فَتىً غِرٌّ وفَتاةٌ غِرٌّ، وَقَدْ غَرِرْتَ تَغِرُّ غَرَارَة. يُريد أنَّ المؤمنَ المحمودَ مِنْ طَبْعه الغَرَارَة، وقِلةُ الفِطْنة للشَّرّ، وتركُ الْبَحْثِ عَنْهُ، وَلَيْسَ ذَلِكَ مِنْهُ جَهلا، وَلَكِنَّهُ كَرَمٌ وحُسْن خُلُق.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الْجَنَّةِ «يَدْخُلُني غِرَّة النَّاسِ» أَيِ البُلْهُ الَّذِينَ لَمْ يُجَرّبوا الْأُمُورَ، فَهمُ قَليلُو الشَّرّ مُنْقادُون، فإنَّ مَنْ آثرَ الخُمول وإصْلاح نَفْسِه والتَّزوُّد لِمَعاده، ونَبذَ أمُور الدُّنْيَا فَلَيْسَ غِرّاً فِيمَا قَصَد لَهُ، وَلَا مَذْموما بِنَوْعٍ مِنَ الذَّم.
[هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ ظَبْيان «إنَّ مُلوك حِمْيَر مَلَكُوا مَعاقِلَ الْأَرْضِ وقَرارَها، ورُءوسَ المُلُوك وغِرَارَها» الغِرَار والأَغْرَار: جَمْعُ الغِرِّ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ «إنَّك مَا أخَذْتَها بَيْضاء غَرِيرَة» هِيَ الشَّابَّة الْحَدِيثَةُ الَّتِي لَمْ تُجَرِّب الْأُمُورَ.
(س) وفيه «أنه قاتل محارب خَصَفة، فَرأوْا مِن الْمُسْلِمِينَ غِرَّة فصَلى صَلَاةَ الْخَوْفِ» الغِرَّة:
الغَفْلة: أَيْ كَانُوا غَافِلِينَ عَنْ حِفْظ مَقامِهم، وَمَا هُم فِيهِ مِنْ مُقابلة العَدُوّ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ أَغَارَ عَلَى بَنِي المصْطَلِق وَهُمْ غَارُّون» أَيْ غافِلون.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «كتَب إِلَى أَبِي عُبَيدة أَنْ لَا يُمْضِيَ أمْرَ اللَّهِ إلاَّ بَعِيدُ الغِرَّة حصَيف العُقْدة» أَيْ مَن بَعُد حفْظُه لغَفْلة الْمُسْلِمِينَ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «لَا تَطْرُقوا النِّساءَ وَلَا تَغْتَرُّوهنَّ» أَيْ لَا تَدْخُلوا إِلَيْهِنَّ عَلَى غِرَّة.
يُقال: اغْتَرَرْتُ الرَّجُل إِذَا طَلَبْتَ غِرَّتَه، أَيْ غَفْلَته.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ سَارِقِ أَبِي بَكْرٍ «عَجِبْتُ مِنْ غِرَّتِه بِاللَّهِ عزَّ وجَلّ» أَيِ اغْتِرَارِه.
(هـ س) وَفِيهِ «أَنَّهُ نَهى عَنْ بَيْع الغَرَر» هُوَ مَا كَانَ لَهُ ظاهِر يَغُرُّ المشتَرِيَ، وباطِنٌ مَجْهُولٌ.
وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ: بَيْع الغَرَر: مَا كَانَ عَلَى غَيْر عُهْدَة وَلَا ثِقة، وتَدخُل فِيهِ الْبُيُوعُ الَّتِي لَا يُحيِط بِكُنْهِها المُتَبَايعان، مِنْ كُلِّ مَجْهول. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ مُطَرِّف «إِنَّ لِي نَفْسا واحِدة، وَإِنِّي أكْره أَنْ أُغَرِّرَ بها» أَيْ أحْمِلها عَلَى غَيْرِ ثِقَة، وَبِهِ سُمّي الشَّيْطَانُ غَرُوراً، لِأَنَّهُ يَحْمِل الْإِنْسَانَ عَلَى مَحَابِّه، وورَاء ذَلِكَ مَا يَسُوء.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الدُّعَاءِ «وتَعَاطى مَا نَهَيْتَ عَنْهُ تَغْرِيراً» أَيْ مُخَاطَرَة وغَفْلَة عَنْ عاقِبة أمْره.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لأنْ أَغْتَرَّ بِهَذِهِ الْآيَةِ وَلَا أقاتِل، أحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أنْ أَغْتَرَّ بِهَذِهِ الْآيَةِ» يُريد قَوْلَهُ تعالى «فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي» وقوله «وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً» الْمَعْنَى أنْ أخاطِر بِتْركي مُقْتَضى الأمْرِ بالأُولَى أحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أخاطِر بالدُّخول تَحت الْآيَةِ الأخْرى.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «أيُّما رَجُل بايَعَ آخَرَ فإنَّه لَا يُؤمَّر واحِدٌ مِنْهُمَا تَغِرَّةَ أنْ يُقْتَلا» التَّغِرَّة: مصْدر غَرَّرْتُه إِذَا ألْقَيْتَه فِي الغَرَر، وَهِيَ مِنَ التَّغْرِير، كالتَّعِلَّة مِنَ التَّعْليل. وَفِي الْكَلَامِ مُضَافٌ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ: خَوْفَ تَغِرَّة أنْ يُقْتَلا: أَيْ خَوْفَ وقوعهما فِي الْقَتْلِ، فَحَذَفَ المُضاف الَّذِي هُوَ الخوْف، وَأَقَامَ المُضاف إِلَيْهِ الَّذِي هُوَ تَغِرَّة مُقامَه، وانْتَصب عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ لَهُ.
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ قَوْلُهُ «أَنْ يُقْتَلا» بَدَلًا مِنْ «تَغِرَّة» وَيَكُونُ المُضاف مَحْذوفاَ كَالْأَوَّلِ.
ومَن أَضَافَ «تَغِرَّة» إلى «أن يُقْتَلا» فَمَعْنَاهُ خَوْفَ تَغِرَّته قَتْلَهما.
ومعْنى الْحَدِيثِ: أَنَّ البَيْعة حقُّها أنْ تَقَعَ صادِرة عَنِ الْمُشورة والاتِّفاق، فَإِذَا اسْتَبَدَّ رجُلان دُون الْجَمَاعَةِ فَبَايَعَ أحدهُما الآخَر، فَذَلِكَ تَظَاهُر مِنْهُمَا بِشَقّ العصَا واطِّراح الْجَمَاعَةِ، فَإِنْ عُقِد لِأحَدٍ بَيْعة فَلَا يَكُونُ المعقودُ لَه واحِداً مِنْهُمَا، ولِيَكُونا مَعزولَين مِنَ الطَّائِفَةِ الَّتِي تَتَّفق عَلَى تَمْييز الْإِمَامِ مِنْهَا، لِأَنَّهُ إِنْ عُقِد لواحدٍ منْهما وَقَدِ ارْتَكَبَا تِلك الفَعْلة الشَّنيعة الَّتِي أحْفَظَت الجَماعة، مِنَ التَّهاوُن بِهِمْ والاسْتغناء عَنْ رَأْيِهِمْ لَمْ يؤَمن أَنْ يُقْتَلا.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «أَنَّهُ قَضى فِي وَلَدِ المَغْرُور بغُرَّة» هُوَ الرجُل يتَزوّج امْرأة عَلَى أَنَّهَا حُرة فتظْهر مَمْلوكة، فَيَغْرَم الزوجُ لموْلَى الأمَة غُرَّةً عَبْداً أَوْ أُمَّةً، ويَرجع بِهَا عَلَى مَن غَرَّه، وَيَكُونُ وَلَدُه حُرّاً.
(هـ) وَفِيهِ «لَا غِرَارَ فِي صَلاة وَلَا تَسْليم» الغِرَار: النُّقصان. وغِرَار النَّوم: قِلَّتُه. ويُريد بغِرَار الصَّلاة نُقْصانَ هَيْآتها وأركانِها. وغِرَار التَّسليم: أَنْ يَقُولَ المُجِيبُ: وعَلَيْك، وَلَا يَقُولُ: السَّلام.
وَقِيلَ: أَرَادَ بالغِرَار النَّوْم: أَيْ ليْسَ فِي الصَّلَاةِ نَوْمٌ.
«وَالتَّسْلِيمُ» يُرْوَى بالنَّصْب والجِرّ، فَمَنْ جَرَّه كَانَ معطُوفا عَلَى الصَّلَاةِ كَمَا تَقَدَّمَ، وَمَنْ نَصَبَ كَانَ مَعْطُوفًا عَلَى الغِرَار، وَيَكُونُ الْمَعْنَى: لَا نَقْصَ وَلَا تَسْليمَ فِي صَلَاةٍ، لِأَنَّ الْكَلَامَ فِي الصَّلَاةِ بَغْير كَلَامِهَا لَا يَجُوزُ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «لَا تُغَارُّ التَّحيّة» أَيْ لَا يُنْقص السَّلَامُ.
وَحَدِيثُ الأوزاعيّ «كانوا يَرون بغِرَار النَّوْمِ بَأساً» أَيْ لَا ينْقُض قليلُ النَّوْمِ الوُضُوءَ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ تَصِف أَبَاهَا «فَقَالَتْ: رَدَّ نَشْر الْإِسْلَامِ عَلَى غَرِّهِ» أَيْ عَلَى طَيّهِ وكَسْرِه. يُقَالُ: اطْوِ الثَّوب عَلَى غَرِّهِ الْأَوَّلِ كَمَا كَانَ مَطْوِيّاً، أَرَادَتْ تَدْبِيرَهُ أمْرَ الرِّدّة ومُقابلة دَائِها بدَوَائها.
وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ «كَانَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَغُرُّ عَلِيًّا بِالْعِلْمِ» أَيْ يُلقمهُ إيَّاه. يُقَالُ:
غَرَّ الطَّائر فَرْخَه إِذَا زَقَّه.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «مَن يُطِع اللَّهَ يَغُرُّه كَمَا يَغُرُّ الغُرَابُ بُجَّه أَيْ فرْخَه.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ، وذَكَر الحسَن والحُسين رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ فَقَالَ: «إنَّما كَانَا يُغَرَّان العِلْمَ غَرّاً» .
وَفِي حَدِيثِ حَاطِبٍ «كنتُ غَرِيراً فِيهِمْ» أَيْ مُلْصَقاً مُلازماً لَهُمْ.
قَالَ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ: هَكَذَا الرِّوَايَةُ. وَالصَّوَابُ مِنْ جِهَة العَربيَّة «كنتُ غَرِيّاً» أَيْ مُلْصَقا.
يُقَالُ: غَرِىَ فُلانٌ بِالشَّيْءِ إِذَا لَزِمَه. وَمِنْهُ الغِرَاء الَّذِي يُلْصَق بِهِ. قَالَ: وَذَكَرَهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ، وَقَالَ «كُنْتُ عَرِيرا» : أَيْ غرِيباً. وَهَذَا تَصْحِيفٌ مِنْهُ. قُلْتُ: أمَّا الْهَرَوِيُّ فَلَمْ يُصَحّف وَلَا شَرح إلاَّ الصَّحِيحَ، فإنَّ الْأَزْهَرِيَّ وَالْجَوْهَرِيَّ والخَطّابيّ وَالزَّمَخْشَرِيَّ ذكَرُوا هَذِهِ اللَّفْظة بالعَين الْمُهْمَلَةِ فِي تَصانِيفهم وشَرحُوها بالغَريب، وكَفاك بواحِدٍ مِنْهُمْ حُجَّةً لِلْهَرَوِيِّ فِيمَا رَوَى وشَرح.

قَبَضَ

(قَبَضَ)
- فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى «القابِض» هُوَ الَّذِي يُمسك الرِّزْقَ وغيرَه مِنَ الْأَشْيَاءِ عَنِ الْعِبَادِ بلُطْفه وحِكْمَتَه، ويَقْبِض الأرْواح عِنْدَ المَمات.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «يَقْبِض اللَّهُ الأرضَ ويَقْبِض السَّمَاءَ» أَيْ يَجْمَعُها. وقُبِض المريضُ إِذَا تُوُفَّيَ، وَإِذَا أشْرَف عَلَى المَوتْ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فأرسَلْتُ إِلَيْهِ أَنَّ ابْناً لِي قُبِض» أَرَادَتْ أَنَّهُ فِي حَالِ القَبْض ومُعالَجة النَّزع.
(س) وَفِيهِ «أَنَّ سَعْداً قَتَل يَوْمَ بَدْرٍ قَتِيلاً وأخَذَ سَيْفه، فَقَالَ لَهُ: ألِقه فِي القَبَض» القَبَض بِالتَّحْرِيكِ بِمَعْنَى المقْبوض، وَهُوَ مَا جُمِعَ مِنَ الغَنيمة قَبْلَ أَنْ تقُسَم.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «كَانَ سَلْمانُ عَلَى قَبَض مِنْ قَبَض المُهاجِرين» .
(س) وَفِي حَدِيثِ حنُين «فأخَذَ قُبضَة مِنَ التُّراب» هُوَ بِمَعْنَى المَقْبوض، كالغُرفة بِمَعْنَى المغْروف، وَهِيَ بِالضَّمِّ الاسْم، وَبِالْفَتْحِ المَرّة. والقَبْض: الأخْذُ بِجَمِيعِ الكَفّ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ بِلَالٍ وَالتَّمْرِ «فَجَعَلَ يَجيء [بِهِ] قُبَضاً قُبَضاً» .
وَحَدِيثُ مُجَاهِدٍ «هِيَ القُبَض الَّتِي تُعْطَى عِنْدَ الحَصادِ» وَقَدْ تَقَدَّمَا مَعَ الصَّادِ الْمُهْمَلَةِ.
(س) وَفِيهِ «فاطمةُ بَضْعةٌ مِنَّي، يَقْبِضُني مَا قَبَضَها» أَيْ أكْرَهُ مَا تَكْرَهُه، وأتَجَمَّع مِمَّا تَتَجَمَّع مِنْهُ.

مَهَنَ

(مَهَنَ)
- فِيهِ «مَا عَلَى أَحَدِكُمْ لَوِ اشْتَرَى ثَوْبَيْنِ لِيَوْمِ جُمُعَتِهِ سِوَى ثَوْبَيْ مَهْنَتِه» أَيْ خِدْمَتِهِ وَبِذْلَتِهِ.
وَالرِّوَايَةُ بِفَتْحِ الْمِيمِ، وَقَدْ تُكْسَرُ.
قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: «وَهُوَ عِنْدَ الْأَثْبَاتِ خَطَأٌ. قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: المَهْنَةُ بِفَتْحِ الْمِيمِ: هِيَ الْخِدْمَةُ.
وَلَا يُقَالُ: مِهْنَة، بِالْكَسْرِ. وَكَانَ الْقِيَاسُ لَوْ قِيلَ مِثْلُ جلسةٍِ وَخِدْمَةٍ، إِلَّا أَنَّهُ جَاءَ عَلَى فَعْلَةٍ وَاحِدَةٍ» . يُقَالُ: مَهَنْتُ الْقَوْمَ أَمْهَنُهُم وأَمْهُنُهُم، وامْتَهَنُونِي: أَيِ ابْتَذَلُونِي فِي الْخِدْمَةِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ سَلْمَانَ «أَكْرَهُ أَنْ أَجْمَعَ عَلَى ماهِنِي مَهْنَتَيْن» أَيْ أَجْمَعَ عَلَى خَادِمِي عَمَلَيْنِ فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ، كَالطَّبْخِ وَالْخَبْزِ مَثَلًا.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ «كَانَ النَّاسُ مُهَّانَ أَنْفُسِهِمْ» .
وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «مَهَنَة أَنْفُسِهِمْ» هَمَا جَمْعُ ماهِنٍ، كَكَاتِبٍ وَكُتَّابٍ وكتبةٍ.
وَقَالَ أَبُو مُوسَى فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: هُوَ «مِهَان» يَعْنِي بِكَسْرِ الْمِيمِ وَالتَّخْفِيفِ. كَصَائِمٍ وَصِيَامٍ.
ثُمَّ قَالَ: وَيَجُوزُ «مُهَّان أَنْفُسِهِمْ» قِيَاسًا.
وَفِي صفَته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لَيْسَ بِالْجَافِي وَلَا المَهِين» يُرْوَى بِفَتْحِ الْمِيمِ وَضَمِّهَا، فَالضَّمُّ، مِنَ الْإِهَانَةِ: أَيْ لَا يُهِينُ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ، فَتَكُونُ الْمِيمُ زَائِدَةً.
وَالْفَتْحُ مِنَ المَهَانَةِ: الْحَقَارَةِ وَالصِّغَرِ، وَتَكُونُ الْمِيمُ أَصْلِيَّةً.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ «السَّهْلُ يُوطَأُ ويُمْتَهَنُ» أَيْ يُدَاسُ وَيُبْتَذَلُ، مِنَ المَهْنَةِ: الْخِدْمَةِ.

نَدَا

نَدَا
صيغة كتابية من ندى.
نَدَا:
بلفظ النّدا، وهو على وجوه: ندا الماء وندا الخير وندا الشر وندا الصّوت وندا الحضر وندا الدّجنّة، فندا الماء معروف، وندا الخير: هو المعروف وضده في الشر، وندا الحضر: لقاؤه، وفلان أندى صوتا من فلان أي أبعد، وندا:
موضع في بلاد خزاعة.
نَدَا القَوْمُ نَدْواً: اجْتَمَعُوا،
كانْتَدَوْا وتَنَادَوْا،
وـ الشيءُ: تَفَرَّقَ،
وـ القَوْمُ: حَضَرُوا النَّدِيِّ،
وـ الإِبِلُ: خَرَجَتْ من الحَمْضِ إلى الخُلَّةِ،
ونَدَّيْتُها أنا.
والتَّندِيَةُ: أن تُوْرِدَها فَتَشْرَبَ قليلاً، ثم تَرْعاها قليلاً، ثم تَرُدَّها إلى الماءِ.
وهذا مُنَدَّى خَيْلِنا.
وإبِلٌ نَوادٍ: شارِدَةٌ.
ونَوادِي النُّوَى: ما تَطَايَرَ منها عندَ رَضْخِها.
والنَّدْوَةُ: الجَمَاعَةُ.
ودارُ النَّدْوَة بمكةَ: م، وبالضم: مَوْضِعُ شُرْبِ الخَيْلِ.
وناداهُ: جالَسَهُ، أو فاخَرَهُ،
وـ بِسِرِّهِ: أظْهَرَه،
وـ له الطريقُ: ظَهَرَ،
وـ الشيءَ: رَآه، وعَلمَهُ.
والنَّديُّ، كغَنِيٍّ،
والنادِي والنَّدْوَةُ والمُنْتَدَى: مَجْلِسُ القَوْمِ نَهاراً، أو المَجْلِسُ ما دامُوا مُجْتَمِعِينَ فيه.
وما يَنْدُوهُم النادِي: ما يَسْمَعُهُمْ.
وتَنَدَّى: تَسَخَّى، وأفْضَلَ،
كَأَنْدَى، فهو نَدِيُّ الكَفِّ.
والنَّدَى: الثَّرَى، والشَّحْمُ، والمَطَرُ، والبَلَلُ، والكَلأُ، وشيءٌ يُتَطَيَّبُ به كالبَخورِ والمَدَى
ج: أنْدِيَةٌ وأْنْداءٌ.
والمُنْدِيَةُ، كمُحْسِنَةٍ: الكَلِمَةُ يَنْدَى لها الجَبينُ.
والنُّداءُ، بالضم والكسر: الصَّوْتُ.
ونادَيْتُه، وـ به.
والنَّدَى: بُعْدُه.
وهو نَدِيُّ الصَّوتِ، كَغَنِيٍّ: بَعيدُهُ.
ونَخْلٌ نادِيَةٌ: بَعيدَةٌ عن الماءِ.
والنَّداتانِ من الفَرَسِ: ما يَلي باطِنَ الفائِلِ، الواحِدَةُ: نَداةٌ.
وتَنَادَوْا: نادَى بعضُهم بعضاً، وتَجَالَسُوا في النادِي.
وناقةٌ تَنْدُو إلَى نُوقٍ كِرامٍ: تَنْزِعُ في النَّسَبِ.
والمُنْدِياتُ: المُخْزِياتُ.
ونَدِيَ، كَرَضِيَ، فهو نَدٍ: ابْتَلَّ،
وأنْدَيْتُه، ونَدَّيْتُه.
وأنْدَى: كثُرَ عَطَاياهُ، أو حَسُنَ صَوْتُه.
والنَّوادِي: الحَوادِثُ.
ونادِياتُ الشيءِ: أوائِلُه.
(نَدَا)
[هـ] فِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْع «قَرِيبُ البيتِ مِنَ النَّادِى» النَّادِى: مُجْتَمَع القومِ وَأَهْلِ المجلِس، فَيَقَعُ عَلَى المجلِس وأهلِه. تَقُولُ: إِنَّ بيتَه وسَطَ الحِلَّة، أَوْ قَرِيبًا مِنْهُ؛ لِيَغْشَاهُ الأضيافُ والطُّرّاق.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ الدُّعَاءِ «فإنَّ جارَ النَّادِى يَتَحوَّل » أي جارَ المجلس. وَيُرْوَى بِالْبَاءِ الموحَّدة، مِنَ البَدْو، وَقَدْ تَقَدَّمَ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «وَاجْعَلْنِي فِي النَّدِيّ الأعلَى» النَّدِىُّ، بِالتَّشْدِيدِ: النادِي. أَيِ اجْعَلْنِي مَعَ الْمَلَأِ الْأَعْلَى مِنَ الملائكةِ.
وَفِي رِوَايَةٍ «وَاجْعَلْنِي فِي النِّدَاءِ الأعلَى» . أَرَادَ نِداءَ أهلِ الْجَنَّةِ أهلَ النَّارِ «أَنْ قَدْ وَجَدْنا مَا وَعَدَنا رَبُّنا حَقًّا» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ سَريَّة بَنِي سُلَيم «مَا كَانُوا ليَقْتُلوا عَامِرًا وَبَنِي سُلَيم وَهُمُ النَّدِىُّ» أَيِ القومُ الْمُجْتَمِعُونَ.
وَفِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ «كُنّا أَنْدَاءً فَخَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» الْأَنْدَاءُ:
جَمْعُ النَّادِي: وَهُمُ الْقَوْمُ المجتمِعون.
وَقِيلَ: أَرَادَ كُنّا أهلَ أَنْدَاءٍ. فَحَذَفَ الْمُضَافَ.
(س) وَفِيهِ «لَوْ أَنَّ رَجُلًا نَدَا الناسَ إِلَى مَرْماتيْن أَوْ عَرْقٍ أَجَابُوهُ» أَيْ دَعَاهُمْ إِلَى النَّادِي. يُقَالُ: نَدَوْتُ القومَ أَنْدُوهُمْ، إِذَا جمعتَهم فِي النَّادِي. وَبِهِ سمِّيت دَارُ النَّدْوَةِ بِمَكَّةَ؛ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَجْتَمِعُونَ فِيهَا وَيَتَشَاوَرُونَ.
وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ «ثِنْتان لَا تُرَدّان، عِنْدَ النِّدَاءِ وَعِنْدَ الْبَأْسِ» أَيْ عِنْدَ الْأَذَانِ بِالصَّلَاةِ، وَعِنْدَ الْقِتَالِ.
وَفِي حَدِيثِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ «فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ نُودُوا نَادِيَةً: أَتى أَمْرُ اللَّهِ» يُرِيدُ بِالنَّادِيَةِ دَعْوَةً وَاحِدَةً ونِداءً وَاحِدًا، فَقَلَبَ نِداءةً إِلَى نَادِيَةٍ، وَجَعَلَ اسْمَ الْفَاعِلِ مَوْضِعَ الْمَصْدَرِ.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَوْفٍ «وأوْدَى سمعُه إِلَّا نِدَايَا» أَرَادَ: إِلَّا نِداءً، فَأَبْدَلَ الْهَمْزَةَ يَاءً، تَخْفِيفًا، وَهِيَ لُغَةُ بَعْضِ الْعَرَبِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الْأَذَانِ «فَإِنَّهُ أَنْدَى صَوْتًا» أَيْ أرفعُ وَأَعْلَى. وَقِيلَ: أحسنُ وَأَعْذَبُ.
وَقِيلَ: أَبْعَدُ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ طَلْحَةَ «خرجتُ بفَرسٍ لِي أُنَدِّيهِ » التَّنْدِيَةُ: أَنْ يُورِدَ الرجُل الإبِلَ والخيلَ فتشربَ قَلِيلًا، ثُمَّ يرُدّها إِلَى المرعَى سَاعَةً، ثُمَّ تُعاد إِلَى الْمَاءِ.
والتَّنْدِيَةُ أَيْضًا: تَضْمِيرُ الْفَرَسِ، وَإِجْرَاؤُهُ حَتَّى يسيلَ عَرَقُه. وَيُقَالُ لِذَلِكَ العَرَق: النَّدَى.
وَيُقَالُ: نَدَّيْتُ الفَرَسَ وَالْبَعِيرَ تَنْدِيَةً. ونَدِىَ هُوَ نَدْواً.
وَقَالَ الْقُتَيْبِيُّ: الصَّوَابُ: «أُبَدِّيهِ»
» بِالْبَاءِ، أَيْ أُخْرِجَهُ إِلَى الْبَدْوِ، وَلَا تَكُونُ التَّنْدِيَةُ إِلَّا لِلْإِبِلِ.
قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: أَخْطَأَ الْقُتَيْبِيُّ. وَالصَّوَابُ الْأَوَّلُ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَحَدِ الحَيَّيْن اللَّذين تَنَازَعَا فِي مَوْضِعٍ «فَقَالَ أحدُهما: مَسْرَح بَهْمِنا، ومَخْرَج نِسائنا، ومُنَدَّى خيلِنا» أَيْ مَوْضِعُ تَنْدِيَتها.
(هـ) وَفِيهِ: «مَنْ لَقَى اللَّه وَلَمْ يَتَنَدَّ مِنَ الدَّمِ الْحَرَامِ بشيءٍ دَخَلَ الجنَّةَ» أَيْ لَمْ يُصِبْ مِنْهُ شَيْئًا، وَلَمْ يَنَلْه مِنْهُ شيءٌ. كَأَنَّهُ نالَتْه نَدَاوَةُ الدَّم وَبَلَلُهُ. يُقَالُ: مَا نَدِيَنِي مِنْ فُلَانٍ شيءٌ أَكْرَهَــهُ، وَلَا نَدِيَتْ كفِّي لَهُ بِشَيْءٍ.
وَفِي حَدِيثِ عَذَابِ الْقَبْرِ وجريَدَتَي النَّخْلِ «لَنْ يَزَالَ يُخَفَّف عَنْهُمَا مَا كَانَ فِيهِمَا نُدُوٌّ» يُرِيدُ نَداوة. كَذَا جَاءَ فِي مُسْنَدِ أَحْمَدَ، وَهُوَ غَرِيبٌ . إِنَّمَا يُقَالُ: نَدِيَ الشيءُ فَهُوَ نَدٍ، وأرضٌ نَدَيَةٌ، وَفِيهَا نَداوةٌ.
(س) وَفِيهِ «بَكْرُ بْنُ وَائِلٍ نَدٍ» أَيْ سَخِيٌّ. يُقَالُ: هُوَ يَتَنَدَّى عَلَى أَصْحَابِهِ:
أَيْ يَتَسَخَّى.

نَصَا

(نَصَا)
(هـ س) فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ «سُئِلَت عَنِ المَّيت يُسَرَّحُ رأسُه، فَقَالَتْ: عَلام تَنْصُونَ مَيِّتَكم؟» يُقَالُ: نَصَوْتُ الرجلَ أَنْصُوهُ نَصْواً، إِذَا مَدَدْتَ نَاصِيَتَهُ. ونَصَتَ الماشطةُ المرأةَ، ونَصَّتْها فتَنَصَّت.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّ زَينبَ تَسَلَّبَت عَلَى حمزةَ ثَلاثَة أيامٍ، فأمَرها رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَنَصَّى وتَكْتَحِل» أَيْ تُسَرِّح شعرَها. أَرَادَ تَتَنَصَّى، فَحذف التَّاءَ تَخْفِيفًا.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ «قَالَ للحُسَين لَمَّا أَرَادَ العِراقَ: لَوْلَا أَنِّي أكْرَه لَنَصَوْتُكَ» أَيْ أخَذْتُ بناصيتِك، وَلَمْ أدَعْك تَخْرُج.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ «لَمْ تَكُنْ واحدةٌ مِنْ نِسَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُنَاصِينِى غَير زَيْنَبَ» أَيْ تُنازِعُني وتُبارِيني. وَهُوَ أَنْ يأخذَ كلُّ واحدٍ مِنَ المتنازِعَين بِنَاصِيَةِ الآخَر.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ مَقْتَل عُمر «فَثَارَ إِلَيْهِ فَتَنَاصَيَا» أَيْ تَواخَذَا بِالنَّوَاصِى.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ ذِي المِشْعار «نَصِيَّةٌ مِنْ هَمْدانَ، مِنْ كُلِّ حاضرٍ وبادٍ» النَّصِيَّةُ: مَن يُنْتَصَى مِنَ الْقَوْمِ، أَيْ يُخْتارُ مِنْ نَواصيهم، وهم الرؤوس والأشْرافُ. وَيُقَالُ للرُّؤساء: نَوَاصٍ، كَمَا يُقَالُ للأتْباع: أذْنابٌ. وَقَدِ انْتَصَيْتُ مِنَ الْقَوْمِ رَجُلًا: أَيِ اخترتُه.
(س) وَفِي حديثٍ «رأيتُ قُبورَ الشُّهَدَاءِ جُثاً قَدْ نَبَت عَلَيْهَا النَّصِىُّ» هُوَ نَبْتٌ سَبْطٌ أبيضُ ناعِمٌ، مِنْ أَفْضَلِ المَرْعَى.

نَكَرَ

(نَكَرَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ أَبِي سُفْيَانَ «قَالَ: إنَّ مُحَمَّدًا لَمْ يُنَاكِرْ أَحَداً قَطُّ إِلَّا كانت مَعَهُ الأهوالُ» أَيْ لَمْ يُحارِب. والْمُنَاكَرَةُ: الْمُحَارَبَةُ، لأنَّ كُلَّ واحدٍ مِنَ المُتَحاربَين يُنَاكِرُ الْآخَرَ:
أَيْ يُداهِيه ويخادِعه.
وَالْأَهْوَالُ: المَخاوِف والشَّدائد. وَهَذَا كَقَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ «نُصرْتُ بالرُّعبِ» .
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي وَائِلٍ وَذَكَرَ أَبَا مُوسَى فَقَالَ: «مَا كَانَ أنْكَرَه!» أَيْ أَدْهَاهُ، مِنَ النُّكْرِ، بِالضَّمِّ: وَهُوَ الدَّهاء، وَالْأَمْرُ الْمُنْكَر. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا كَانَ فَطِنا: مَا أشدَّ نَكْرَهُ، بِالضَّمِّ وَالْفَتْحِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ مُعَاوِيَةَ «إنِّي لــأَكْره النَّكَارَةَ فِي الرجُل» يَعْنِي الدَّهاء.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ بَعْضِهِمْ «كُنْتَ لِي أشَدَّ نَكَرَةً» النَّكَرَةُ بِالتَّحْرِيكِ: الِاسْمُ مِنَ الْإِنْكَارِ، كالنَّفَقة مِنَ الإنْفاق.
وَقَدْ تَكَرَّرَ ذكْر «الْإِنْكَارُ والْمُنْكَرُ» فِي الْحَدِيثِ، وَهُوَ ضِدّ الْمَعْرُوفِ. وكلُّ مَا قَبَّحه الشَّرْعُ وحَرَّمه وكَرِهه فَهُوَ مُنْكَرٌ. يُقَالُ: أَنْكَرَ الشيءَ يُنْكِرُهُ إِنْكَاراً، فَهُوَ مُنْكِر، ونَكِرَهُ يَنْكَرُهُ نُكْراً، فَهُوَ مَنْكُورٌ، واسْتَنْكَرَهُ فَهُوَ مُسْتَنْكِرٌ. والنَّكِيرُ: الْإِنْكَارُ.
والْإِنْكَارُ: الجُحود. ومُنْكَرٌ ونَكِيرٌ: اسْما المَلَكَيْن، مُفْعَل وفَعِيل.

مند

(م ن د) : (مَوَانِيدُ) الْجِزْيَةِ بَقَايَاهَا جَمْعُ مَانِيدُ وَهُوَ مُعَرَّبٌ.
مند
مَنْدَدٌ: اسْمُ مكانٍ في شِعْرِ ابنِ مُقْبِلٍ.
مند
: (مُنْدُ، بالضَّمّ) أَهمله الجوهَرِيّ، وَقَالَ الصّاغانيّ (: ة من صَنْعَاءِ اليَمَنِ) فِي مِخْلاَف صُدَاءَ، كَذَا فِي مُعجم ياقوت.
(ومُنْدَدٌ) ، بضمّ الأَوّل وَفتح الثَّالِث (: ع) ذكره تَمِيم بن أُبَيّ بن مُقْبِل فَقَالَ:
عَفَا الدَّارَ مِنْ دَهْمَاءَ بَعْدَ إِقَامَةٍ
عَجَاجٌ بِخَلْفَيْ منْدَدٍ مُتَنَاوِحُ كَذَا فِي التَّهْذِيب.
(وخُوَيْزَمَنْدَادُ) مَرّ ذِكْره (فِي فصل الخاءِ) المُعجمة، ومَرَّ الْكَلَام عَلَيْهِ.
(ومَيْمَنْدُ) ، بِفَتْح الميمَين، وَالْمَشْهُور ضمّ الثَّانِيَة، وَضَبطه ياقوت بِكَسْر الأُولَى وفتْح الثَّانِيَة (: ة قُرْبَ فَيْروزَابَادَ) ، قَالَ ياقوت: رُسْتَاقٌ بفارِسَ، (وأُخْرَى بِغَزْنَةَ) ، بَين بَامِيَانَ والغَوْر، (مِنْهَا) الْكَاتِب الماهر المُدَبِّر أَبو الْحسن (عَلِيُّ بن أَحْمَدَ) المَيْمَنْدِيّ (وَزِيرُ) السلطانِ الغازِي مَحمودِ (بنِ سُبَكْتَكِينَ) ، أَنار الله بُرهانَه، وأَخْبَارُه فِي التَّارِيخ اليَمِينيّ، قَالَ أَبو بكر بن العَمِيد يهجوه:
يَا عَلِيّ بنَ أَحْمَدٍ لَا اشْتِيَاقَا

وأَنَا المَرْءُ لاَ أُحِبُّ النِّفَاقَا
لَمْ أَزَلْ أَكْرَهُ الفِرَاقَ إِلَى أَنْ
نِلْتُهُ مِنْكَ فَارْتَضَيْتُ الفِرَاقَا
حَسْبُنَا بِالخَلاَصِ مِنْكَ نَجَاحاً
وكَفَى بِالنَّجَاةِ منْك خَلاَقَا
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
مَنِيدُ، كأَمِير: موضعٌ بفارِسَ عَن العِمرانيّ، قَالَ ياقوت: هُوَ تَصْحِيف مَيْبُدَ.

فَرَصَ

(فَرَصَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ الْحَيْضِ «خُذِي فِرْصَةً مُمَسَّكة فتَطّهري بِهَا» وَفِي رِوَايَةٍ «خُذِي فِرْصَة مِنْ مِسْك» الفِرْصَة بِكَسْرِ الْفَاءِ: قِطْعة مِنْ صُوف أَوْ قُطْن أَوْ خِرْقة. يُقَالُ:
فَرَصْتُ الشَّيْءَ إِذَا قطَعْتَه. والمُمَّسكة: المُطَيّبة بالمِسْك. يُتَتَبَّع بِهَا أثَرُ الدَّم فيَحْصُل مِنْهُ الطِّيب والتّنْشِيف.
وَقَوْلُهُ «مِن مِسْك» ظاهِرُه أَنَّ الفِرْصَة مِنْهُ، وَعَلَيْهِ المذْهب وقولُ الْفُقَهَاءِ.
وحَكى أَبُو دَاوُدَ فِي رِوَايَةٍ عَنْ بَعْضِهِمْ «قرْصَة» بِالْقَافِ: أَيْ شَيْئًا يَسِيراً مِثل القَرْصَة بِطَرَفِ الْأُصْبُعَيْنِ.
وَحَكَى بَعْضُهُمْ عَنِ ابْنِ قُتَيْبة «قَرْضَة» بِالْقَافِ وَالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ: أَيْ قِطْعَة، مِنَ القَرْض: القَطْع.
(هـ) وَفِيهِ «إنِّي لَــأَكْرَهُ أَنْ أرَى الرجُل ثَائِرًا فَرِيصُ رَقَبَته. قَائِمًا عَلَى مُرَيَّته يَضْرِِبُها» الفَرِيصَة: اللَّحْمَة الَّتِي بَيْنَ جَنْب الدَّابة وكَتِفها لَا تَزَالُ تُرْعَدُ. وَأَرَادَ بِهَا هَاهُنَا عصَب الرَّقبة وعُروقها، لِأَنَّهَا هِيَ الَّتي تَثُور عِنْدَ الغَضَب.
وَقِيلَ: أَرَادَ شَعَر الفَرِيصَة، كَمَا يُقَالُ: ثَائِرُ الرَّأْسِ، أَيْ ثَائِرُ شعَر الرَّأس. وجَمْع الفَرِيصَة: فَرِيصٌ، وفَرَائِص، فَاسْتَعَارَهَا للرَّقَبة وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا فَرَائِص، لِأَنَّ الغَضَب يُثير عُروقها.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فَجِيءَ بِهِمَا تُرْعَد فَرَائِصُهُما» أَيْ تَرْجُف مِنَ الخَوف.
(س) وَفِيهِ «رَفع اللَّهُ الحَرجَ إلَّا مَن افْتَرَصَ مُسْلما ظُلْماً» هَكَذَا رُوي بِالْفَاءِ وَالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ، مِنَ الفَرْص: القَطْع، أَوْ مِنَ الفُرْصَة. النَّهْزة. يُقَالُ افْتَرَصَها: أَيِ انْتَهزَها، أَرَادَ: إلَّا مَن تمكَّن مِنْ عِرْض مُسْلم ظُلْمًا بالغِيبة وَالْوَقِيعَةِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ قَيْلة «ومَعها ابْنَة لَهَا أخَذَتْها الفَرْصَة» أَيْ ريحُ الحَدَب. وَيُقَالُ بِالسِّينِ وَقَدْ تَقَدَّمَتْ.

الرّخصة

الرّخصة:
[في الانكليزية] Easiness ،permission
[ في الفرنسية] Facilite ،permission
بالضّمّ وسكون الخاء المعجمة في اللغة اليسر والسّهولة. وعند الأصوليين مقابل للعزيمة. وقد اختلفت عباراتهم في تفسيرهما بناء على أنّ بعضهم جعلوا الأحكام منحصرة فيهما، وبعضهم لم يجعلوها كذلك. فبعض من لم يحصرها عليهما قال: العزيمة ما لزم العباد بإيجاب الله تعالى كالعبادات الخمس ونحوها، والرّخصة ما وسع للمكلّف فعله لعذر فيه مع قيام السّبب المحرّم، فاختصّ العزيمة بالواجبات وخرج النّدب والكراهة عنها من غير دخول في الرّخصة. وعليه يدلّ ما قال القاضي الإمام من أنّ العزيمة ما لزمنا من حقوق الله تعالى من العبادات والحلّ والحرمة أصلا بأنّه إلهنا ونحن عبيده، فابتلانا بما شاء. والرّخصة إطلاق بعد الحظر لعذر تيسيرا. وبعبارة أخرى الرّخصة صرف الامر أي تغييره من عسر إلى يسر بواسطة عذر في المكلّف. وبعض من اعتبر الحصر فيهما قال: الرخصة ما شرع من الأحكام لعذر مع قيام المحرّم لولا العذر. والعزيمة بخلافها، هكذا في أصول الشافعية على ما قيل.
وحاصله أنّ دليل الحرمة إذا بقي معمولا به وكان التخلّف عنه لمانع طارئ في المكلّف لولاه لثبتت الحرمة في حقه فهو الرخصة، أي ذلك الحكم الثابت بطريق التخلّف عن المحرّم هو الرّخصة، وإلّا فهو العزيمة. فالمراد بالمحرّم دليل الحرمة وقيامه بقاؤه معمولا به، وبالعذر ما يطرأ في حقّ المكلّف فيمنع حرمة الفعل أو التّرك الذي دلّ الدليل على حرمته.
ومعنى قوله لولا العذر أي المحرّم كان محرما ومثبتا للحرمة في حقّه أيضا. لولا العذر فهو قيد لوصف التحريم لا للقيام وهذا أولى مما قيل من أنّ الرّخصة ما جاز فعله لعذر مع قيام السبب المحرّم. وإنّما قلنا انه اولى لأنه يجوز ان يراد بالفعل في هذا التعريف ما يعمّ الترك بناء على أنّه كفّ، فخرج من الرّخصة الحكم ابتداء لأنّه لا محرّم، وخرج ما نسخ تحريمه لأنّه لا قيام للمحرّم حيث لم يبق معمولا به وخرج ما خصّ من دليل المحرّم لأنّ التخلّف ليس لمانع في حقّه بل التخصيص بيان أنّ الدليل لم يتناوله، وخرج أيضا وجوب الطعام في كفارة الظّهار عند فقد الرّقبة لأنّه الواجب في حقّه ابتداء على فاقد الرقبة، كما أن الاعتاق هو الواجب ابتداء على واجدها، وكذا خرج وجوب التيمّم على فاقد الماء لأنّه الواجب في حقّه ابتداء، بخلاف التيمّم للخروج ونحوه.
وبالجملة فجميع ما ذكره داخل في العزيمة وهي ما شرع من الأحكام لا كذلك أي لا لعذر مع قيام المحرّم لولا العذر بل إنّما شرع ابتداء.
ثم الرخصة قد يكون واجبا كأكل الميتة للمضطر أو مندوبا كقصر الصلاة في السفر أو مباحا كترك الصوم في السفر. وقيل العزيمة الحكم الثابت على وجه ليس فيه مخالفة دليل شرعي، والرّخصة الحكم الثابت على خلاف الدليل لمعارض راجح. ويرد عليه جواز النّكاح فإنّه حكم ثابت على خلاف الدليل إذ الأصل في الحرّة عدم الاستيلاء عليها ووجوب الزكاة والقتل قصاصا، فإنّ كلّ واحد منهما ثابت على خلاف الدليل، إذ الأصل حرمة التعرّض في مال الغير ونفسه مع أن شيئا منها ليس برخصة. وقيل العزيمة ما سلم دليله عن المانع والرّخصة ما لم يسلم عنه.

وقال فخر الإسلام: العزيمة اسم لما هو أصل من الأحكام غير متعلّق بالعوارض والرّخصة اسم لما بني على أعذار العباد وهو ما يستباح [لعذر] مع قيام المحرّم. فقوله اسم لما هو أصل من الأحكام معناه اسم لما ثبت ابتداء بإثبات الشارع وهو من تمام التعريف.
وقوله غير متعلّق بالعوارض تفسير لأصالتها لا تقييد، فدخل فيه ما يتعلّق بالفعل كالعبادات وما يتعلّق بالترك كالمحرّمات، ويؤيّده ما ذكره صاحب الميزان بعد تقسيم الأحكام إلى الفرض والواجب والسّنّة والنّفل والمباح والحرام والمكروه وغيرها أنّ العزيمة اسم لكل أمر أصلي في الشرع على الأقسام التي ذكرنا، من الفرض والواجب والسّنة والنّفل ونحوها لا بعارض، وتقسيم فخر الإسلام العزيمة إلى الفرض والواجب والسّنة والنّفل بناء على أنّ غرضه بيان ما يتعلّق به الثواب من العزائم، أو على أنّ الحرام داخل في الفرض أو الواجب، والمكروه داخل في السّنّة أو النّفل، لأنّ الحرام إن ثبت بدليل قطعي فتركه فرض، وإن ثبت بظني فتركه واجب، وما كان مكروها كان ضده سنّة أو نفلا.
والإباحة أيضا داخلة في العزيمة باعتبار أنّه ليس إلى العباد رفعها. وقوله وهو ما يستباح الخ في تعريف الرّخصة تفسير لقوله ما بني على أعذار العباد. فقوله ما يستباح عام يتناول الترك والفعل. وقوله لعذر احتراز عما أبيح لا لعذر. وقوله مع قيام المحرّم احتراز عن مثل الصيام عند فقد الرّقبة في الظّهار إذ لا قيام للمحرّم عند فقد الرّقبة. واعترض عليه بأنه إن أريد بالاستباحة الإباحة مع قيام الحرمة فهو جمع بين المتضادين، وإن أريد الإباحة بدون الحرمة فهو تخصيص العلّة لأنّ قيام المحرّم بدون حكمه لمانع تخصيص له. وأجيب بأنّ المراد من قوله يستباح يعامل به معاملة المباح برفع الإثم وسقوط المؤاخذة لا المباح حقيقة، لأنّ المحرّم قائم، إلّا أنّه لا يؤاخذ بتلك الحرمة بالنّص، وليس من ضرورة سقوط المؤاخذة انتفاء الحرمة، فإنّ من ارتكب كبيرة وقد عفى الله عنه لا يسمّى مباحا في حقه.
ولهذا ذكر صدر الإسلام الرّخصة ترك المؤاخذة بالفعل مع وجود السّبب المحرّم للفعل وحرمة الفعل، وترك المؤاخذة بترك الفعل مع وجود الموجب والوجوب. وذكر في الميزان الرّخصة اسم لما تغيّر عن الأمر الأصلي إلى تخفيف ويسر ترفيها وتوسعة على أصحاب الأعذار.
وقال بعض أهل الحديث الرّخصة ما وسع على المكلّف فعله لعذر مع كونه حراما في حق من لا عذر له، أو وسع على المكلّف تركه مع قيام الوجوب في حق غير المعذور.
التقسيم
الرّخصة أربعة أنواع بالاستقراء عند أبي حنيفة. فنوعان منها رخصة حقيقة ثم أحد هذين النوعين أحقّ بكونه رخصة من الآخر، ونوعان يطلق عليهما اسم الرّخصة مجازا، لكن أحدهما أتمّ في المجازية من الآخر، أي أبعد من حقيقة الرّخصة من الآخر. فهذا تقسيم لما يطلق عليه اسم الرّخصة لا لحقيقة الرّخصة. أما الأول وهو الذي هو رخصة حقيقة وأحقّ بكونه رخصة من الآخر وتسمّى بالرّخصة الكاملة فهو ما استبيح مع قيام المحرّم والحرمة. ومعنى ما استبيح ما عومل به معاملة المباح كما عرفت كإجراء كلمة الكفر مكرها بالقتل أو القطع، فإنّ حرمة الكفر قائمة أبدا، لكن حقّ العبد يفوت صورة ومعنى وحقّ الله تعالى لا يفوت معنى لأنّ قلبه مطمئن بالإيمان، فله أن يجري على لسانه وإن أخذ بالعزيمة وبذل نفسه حسبة لله في دينه فأولى وأحبّ إذ يموت شهيدا، لحديث عمار بن ياسر رضي الله عنه حيث ابتلي به، وقال له النبي عليه الصلاة والسلام: «كيف وجدت قلبك؟ قال مطمئنا بالإيمان. فقال عليه السلام فإن عادوا فعد»، وفيه نزل قوله تعالى: إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ الآية. وروي أنّ المشركين أخذوه ولم يتركوه حتى سبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر آلهتهم بخير ثم تركوه، فلمّا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«ما دراك. قال: شرّ. ما تركوني حتى نبلت منك وذكرت آلهتهم بخير. فقال كيف تجد قلبك؟ قال: أجده مطمئنا بالإيمان. قال عليه السلام: فإن عادوا فعد إلى طمأنينة القلب بالإيمان». وما قيل فعد إلى ما كان منك من النّبل مني وذكر آلهتهم بخير، فغلط لأنّه لا يظنّ برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أنه يأمر أحدا بالتكلّم بكلمة الكفر. وإن صبر حتى قتل ولم يظهر الكفر كان مأجورا لأنّ خبيبا رضي الله عنه صبر على ذلك حتى صلب وسمّاه رسول الله صلى الله عليه وسلّم سيّد الشهداء، وقال في مثله:
«هو رفيقي في الجنة». وقصته أنّ المشركين أخذوه وباعوه من أهل مكة فجعلوا يعاقبونه على أن يذكر آلهتهم بخير ويسبّ محمدا صلّى الله عليه وآله وسلّم، وهو يسب آلهتهم ويذكر محمدا صلى الله عليه وسلم بخير، فأجمعوا على قتله. فلما أيقن أنهم قاتلوه سألهم أن يدعوه ليصلّي ركعتين فأوجز صلاته وقال: إنّما أوجزت لكيلا تظنّوا أنّي أخاف القتل. ثم سألهم أن يلقوه على وجهه ليكون ساجدا حتى يقتلوه فأبوا عليه ذلك. فرفع يديه إلى السماء وقال: اللهم إنّي لا أرى هاهنا إلّا وجه عدوّ فاقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم مني السلام. ثم قال: اللهم احص هؤلاء عددا واجعلهم مددا ولا تبق منهم أحدا. ثم أنشأ يقول:
ولست أبالي حين أقتل مسلما على أي جنب كان لله مصرعي فلمّا قتلوه وصلبوه تحوّل وجهه إلى القبلة، وسمّاه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أفضل الشهداء، وقال هو رفيقي في الجنّة. وهكذا في الهداية والكفاية.
والثاني وهو الذي هو رخصة حقيقة ولكنه دون الأول وتسمّى رخصة قاصرة فهو ما استبيح مع قيام المحرّم دون الحرمة كإفطار المسافر، فإنّ المحرّم للإفطار وهو شهود الشهر قائم لقوله تعالى: فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ، لكن حرمة الإفطار غير قائمة، فرخّص بناء على تراخي حكم المحرّم لقوله تعالى: فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ، لكنّ العزيمة هاهنا أولى أيضا لقيام السبب، ولأنّ في العزيمة نوع يسر بموافقة المسلمين. ففي النوع الأول لمّا كان المحرّم والحرمة قائمين فالحكم الأصلي فيه الحرمة بلا شبهة في أصالته، بخلاف هذا النوع فإنه وجد السبب للصوم لكن حكمه متراخ عنه، فصار رمضان في حقّه كشعبان، فيكون في الإفطار شبهة كونه حكما أصليا في حقّ المسافر، فلذا صار الأول أحقّ بكونه رخصة دون الثاني.
والثالث وهو الذي هو رخصة مجازا وهو أتم في المجازية هو ما وضع عنّا من الإصر والأغلال وتسمّى رخصة مجازا لأنّ الأصل لم يبق مشروعا أصلا. ومما كان في الشرائع السابقة من المحن الشاقة والأعمال الثقيلة وذلك مثل قطع الأعضاء الخاطئة، وقرض موضع النجاسة، والتوبة بقتل النفس، وعدم جواز الصلاة في غير المسجد، وعدم التطهير بالتيمّم، وحرمة أكل الصائم بعد النوم، وحرمة الوطء في ليالي أيام الصيام، ومنع الطيّبات عنهم بصدور الذنوب، وكون الزكاة ربع المال، وعدم صلاحية أموال الزكاة والغنائم لشيء من أنواع الانتفاع إلّا للحرق بالنار المنزلة من السماء، وكتابة ذنب الليل بالصبح على الباب، ووجوب خمسين صلاة في كلّ يوم وليلة، وحرمة العفو عن القصاص، وعدم مخالط الحائضات في أيامها، وحرمة الشحوم والعروق في اللحم، وتحريم الصيد يوم السبت وغيرها، فرفع كل هذا عن أمة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم تخفيفا وتكريما، فهي رخصة مجازا لأنّ الأصل لم يبق مشروعا قط حتى لو عملنا بها أحيانا أثمنا وغوينا، وكان القياس في ذلك أن يسمّى نسخا، وإنّما سمّيناه رخصة مجازا محضا، هكذا في نور الأنوار.
والرابع وهو الذي هو رخصة مجازا لكنه أقرب في حقيقة الرّخصة من الثالث، هو ما سقط مع كونه مشروعا في الجملة، أي في غير موضع الرّخصة. فمن حيث إنه سقط كان مجازا، ومن حيث إنّه مشروع في الجملة كان شبها بحقيقة الرّخصة، بخلاف الثالث كقول الراوي: رخّص في السّلم، فإنّ الأصل في البيع أن يلاقي عينا موجودا لكنه سقط في السّلم حتى لم يبق التعيّن عزيمة ولا مشروعا، هذا كله خلاصة ما في كشف البزدوي والتلويح والعضدي وغيرها.

وفي جامع الرموز: الرّخصة على ضربين.
رخصة ترفيه أي تخفيف ويسر كالإفطار للمسافر، ورخصة إسقاط أي إسقاط ما هو العزيمة أصلا كقصر الصلاة للمسافر انتهى. ولا يخفى أنّ هذا داخل في الأنواع السابقة الأربعة.

رَئِمَ

رَئِمَ الشيءَ، كسَمِعَ: أحَبَّه، وألِفَهُ،
وـ الجُرْحُ رَأْماً ورِئْماناً: انْضَمَّ للبُرْءِ،
وـ الناقةُ ولَدَها: عَطَفَتْ عليه، ولَزِمَتْه،
فهي رَؤُومٌ ورائِمةٌ ورائمٌ.
وشاةٌ رَؤُومٌ: أَلُوفٌ تَلْحَسُ ثِيابَ من مَرَّ بها.
وأرْأَمَها: عَطَّفها على غيرِ ولَدِها،
وـ الجُرْحَ: عالَجَه حتى رَئِمَ،
وـ على الشيءِ: أكْرَهَــهُ،
وـ الحَبْلَ: فَتَلَهُ شديداً،
كَرَأَمَه، كَمَنَعه.
ورَأَمَ القَدَحَ، كمَنَعَ: أصْلَحَهُ.
والرَّأْمُ: البَوُّ،
وع، وبالكسر: الظَّبْيُ الخالصُ البياض
ج: أرْآمٌ وآرامٌ.
والرُّؤامُ، كغُرابٍ: اللُّعابُ.
وككِتابٍ: د لحِمْيَرَ.
وكدُئِلٍ: الاسْتُ، وع.
والرَّوائمُ: الأثافي،
وقد رَئِمَتِ الرَّمادَ، لأن الرَّمادَ كالوَلَدِ لها.
والرَّأْمةُ: خَرَزةُ المَحَبَّةِ.
وتَرَأَّمْتُه: تَرَحَّمْتُ عليه.
وقولُ الجوهريِّ: الرُّؤْمةُ: الغِراءُ وهَمٌ، وموضِعُ ذِكْرِهِ في ر وم، لأنه أجْوَفُ.
ودارَةُ الأرْآم: من داراتِهِم.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.