Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: أكرم

القارة الآسيوية هي الكبرى بين القارات

القارة الآسيوية هي الكبرى بين القارات [فصيحة]-القارة الآسيوية هي الأكبر بين القارات [صحيحة]
9 - أَخْطَر القضايا [فصيحة]-القضيّة الأخطر [صحيحة]
10 - انتقل إلى الوظيفة العليا [فصيحة]-انتقل إلى الوظيفة الأعلى [صحيحة]
11 - تحقيق الحياة الفُضْلى [فصيحة]-تحقيق الحياة الأَفْضَل [صحيحة]
12 - حاد عن الجهة القُرْبَى [فصيحة]-حاد عن الجهة الأقرب [صحيحة]
13 - دعاه إلى الوجبة الأطيب [صحيحة]
14 - صحبت ابنتها الصغرى [فصيحة]-صحبت ابنتها الأصغر [صحيحة]
15 - ضَحَّى بالقيمة الدنيا ليظفر بالقيمة العليا [فصيحة]-ضَحّى بالقيمة الأدنى ليظفر بالقيمة الأعلى [صحيحة]
16 - كانت أجمل الفتيات في الحفل [فصيحة]-كانت الفتاة الأجمل في الحفل [صحيحة]
17 - هي الأَطْوَل قامة [صحيحة]
18 - هي الكُرْمى منزلة [فصيحة]-هي الــأكرم منزلة [صحيحة]
19 - هي الأَكْيَس في المعاملة [صحيحة]
20 - وَقَعت أعنف الاشتباكات منذ اندلاع الحرب [فصيحة]-وَقَعت اشتباكات هي الأعنف منذ اندلاع الحرب [صحيحة]
21 - يسعى لتحقيق أبعد الغايات [فصيحة]-يسعى لتحقيق الغاية الأبعد [صحيحة]
التعليق: اشترط معظم النحاة في أفعل التفضيل المحلَّى بـ «أل» المطابقة لما قبله في التذكير والتأنيث، والإفراد والتثنية والجمع، ويمكن تصحيح الاستعمالات المرفوضة اعتمادًا على إجازة مجمع اللغة المصري- في دوراته: السادسة والخمسين، والرابعة والستين، والخامسة والستين- الإفراد والتذكير في استعمال أفعل التفضيل المحلَّى بـ «أل»، وذلك أخذًا برأي ابن مالك وابن يعيش وغيرهما. ويرجِّح عدم المطابقة ما انتهى إليه بعض الباحثين من عدم إلف «فُعْلى» للتفضيل تأنيثًا لأفعل فيما لم يُسْمَع؛ مما كان داعيًا لظهور تعبيرات حديثة خرجت عن المطابقة، مثل: «القضية الأخطر»، و «النغمة الأوقع»، و «الوجبة الأطيب» .. إلخ، ويمكن اعتبار «أل» موصولة في هذه التعبيرات.

لوما

لوما
:) ! لَوْما: وَهِي مِن حُروفِ التَّحْضِيض. قَالَ ثَعْلَب: إِذا وَلِيتَها الأَسْماءُ كانتْ جَزاءً، وَإِذا وَلِيتَها الأفعالُ كانتِ اسْتِفْهاماً، كَقَوْلِه تَعَالَى: {لَوْ مَا تَأتِينا بالملائِكَةِ} ؛ وَقَالَ الشاعرُ:
لَوْ مَا هَوَى عِرْسٍ كُمَيْتٍ لَمْ أُبَلْ وقيلَ: هِيَ مُرَكَّبَة مِن لَوْ وَمَا النافِيَةِ. (
(لوما)
كلمة بِمَنْزِلَة لَوْلَا فَتدخل على جملَة اسمية ففعلية لربط امْتنَاع الثَّانِيَة بِوُجُود الأولى كَقَوْل الشَّاعِر
(لوما الإصاخة للوشاة لَكَانَ لي ... من بعد سخطك فِي رضاك رَجَاء)
وَتدْخل على الْجُمْلَة الفعلية فتفيد التحضيض والحث كَمَا فِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {لَو مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ} هلا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ
لوما
لَوْما [كلمة وظيفيَّة]:
1 - حرف بمنزلة لولا، يدخل على جملتين الأولى اسميّة والأخرى فعليّة لربط امتناع الثَّانية بوجود الأولى "لوما العلاجُ لهلك المريضُ".
2 - حرف للتَّحضيض والحثّ على فعل شيء، يختصّ بالدخول على الجملة الفعليّة "لوما أكرمــت زيدًا- {لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلاَئِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ}: هلاَّ تأتينا بالملائكة". 

عدَم المطابقة في «أفعل التفضيل» المحلّى بـ «أل»

عدَم المطابقة في «أفعل التفضيل» المحلّى بـ «أل»
الأمثلة: 1 - أُفَضِّل التعابير الأَكْثَر استعمالاً 2 - اتّبع الطريقة الأَسْهَل 3 - اتَّفَقَت الدولتان الأعظم على تقسيم مناطق النفوذ 4 - اخْتَار الطريقة الأَخْصر في حل المسألة 5 - اخْتَار اللغة الأَفْصَح 6 - اخْتَار النغمة الأَوْقع في السمع 7 - الدَّولة الأَوْلَى بالرعاية 8 - القَارة الآسيوية هي الأَكْبَر بين القارات 9 - القَضِيَّة الأَخْطَر 10 - انْتَقَل إلى الوظيفة الأَعْلى 11 - تَحْقِيق الحياة الأَفْضَل 12 - حَادَ عن الجهة الأَقْرَب 13 - دَعَاه إلى الوجبة الأَطْيَب 14 - صَحِبت ابنتها الأَصْغَر 15 - ضَحَّى بالقيمة الأَدْنَى ليظفر بالقيمة الأعلى 16 - كَانَت الفتاة الأَجْمَل في الحفل 17 - هِيَ الأَطْوَل قامة 18 - هِيَ الــأَكْرَم منزلة 19 - هِيَ الأَكْيَس في المعاملة 20 - وَقَعت اشتباكات هي الأَعْنَف منذ اندلاع الحرب 21 - يَسْعى لتحقيق الغاية الأبعد
الرأي: مرفوضة
السبب: لعدم المطابقة بين أفعل التفضيل المحلى بـ «أل» وموصوفه.

الصواب والرتبة:
1 - أُفَضِّل أكثر التعابير استعمالاً [فصيحة]-أُفَضِّل التعابير الأكثر استعمالاً [صحيحة]
2 - اتَّبع الطريقة السُّهْلى [فصيحة]-اتَّبع الطريقة الأَسْهَل [صحيحة]
3 - اتَّفقت الدولتان العُظْميان على تقسيم مناطق النفوذ [فصيحة]-اتَّفقت الدولتان الأعظم على تقسيم مناطق النفوذ [صحيحة]
4 - اختار أَخْصَر الطرق في حل المسألة [فصيحة]-اختار الطريقة الأَخْصر في حل المسألة [صحيحة]
5 - اختار اللغة الفصحى [فصيحة]-اختار اللغة الأَفْصَح [صحيحة]
6 - اختار أَوْقع النغمات في السمع [فصيحة]-اختار النغمة الأَوْقع في السمع [صحيحة]
7 - أَوْلَى الدول بالرعاية [فصيحة]-الدَّولة الأَوْلى بالرعاية [صحيحة]

التَّفْضِيل بالواسطة مع استيفاء الشروط

التَّفْضِيل بالواسطة مع استيفاء الشروط
الأمثلة: 1 - الأب أكثر كرمًا من ابنه 2 - العالم أشد حبًّا للعلم من المال 3 - هو أشد بخلاً من أخيه
الرأي: مرفوضة
السبب: لاستعمال فعل مساعد في التفضيل من فعل مستوفٍ لشروط التفضيل.

الصواب والرتبة:
1 - الأب أكثر كرمًا من ابنه [فصيحة]-الأب أكرم من ابنه [فصيحة]
2 - العالم أحبّ للعلم من المال [فصيحة]-العالم أشد حُبًّا للعلم من المال [فصيحة]
3 - هو أبخل من أخيه [فصيحة]-هو أشدّ بخلاً من أخيه [فصيحة]
التعليق: الأصل أن يصاغ أفعل التفضيل مباشرة من الفعل المستوفي للشروط، ولكن استخدام فعل مساعد معه جائز أيضًا، وهو يحقق غرضين، الأول: استخدام أسلوب التمييز الذي يفيد الإيضاح بعد الإبهام، وهو أوقع في النفس. والثاني: المبالغة في الوصف، فكأنه قيل في هذا المثال: اشتد بخل أخيه، وبخله هو أشد، وهذا أدل على فرط البخل وشدته من التفضيل المباشر. وقد ورد نظير ذلك في القرآن الكريم كقوله تعالى: {فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} البقرة/74.

اكْرِمْ

اكْرِمْ
الجذر: ك ر م

مثال: اكْرِم الضَّيْف
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: للخطأ في مجيء الفعل بألف الوصل، وهو مزيد بالهمزة.

الصواب والرتبة: -أَكْرِم الضَّيْف [فصيحة]
التعليق: همزة الأمر من الفعل الثلاثيّ المزيد بالهمزة «أَفْعَل» تكون دائمًا همزة قطع مفتوحة، وهو ما ينطبق على الأمر من «أَكْرَمَ» فصوابه: «أَكْرِمْ».

وجّه

وجّه: ساند، أيّد، سعَف، ساعد (المقدمة 18:1): من غير ضرورة إلى هذا المحمل البعيد الذي يجلب لتوجيهه أمثال هذه الحكايات الواهية (المقري 495:1 - أنظر إضافات): وهو ضابط متقن حسب التوجيه للحديث صدوق.
وجّه: نطق بالقرار، وجّه القاضي الحكم على فلان (أخبار 4:128 أنظر توجَهَ).
وجّهتْ لألفاظه المعاريض: أي أرادوا أن يجدوا ألوان الالتباس في كلامه (المقري 13:591:1).
وجّه: التعبير الذي استشهد به (فريتاج) يجب أن يقرأ بالصورة الآتية: وجّه الحجز وجهةً ما له أو وجهةً (أنظر محيط المحيط). (قد يكون التشديد زائداً مع ما هنا -أنظر الهامش- المترجم)؛ وكذلك حجارة موجّهةٌ أي مرتبة منسقة (زيتشر 411:15): قد رُفعت قواعده بالحجارة الموجهة كبارّ مؤلفة (أنظر معجم الجغرافيا).
وجّه: أدخل introduire ( هلو).
وجّه لمملوكه: في (محيط المحيط): ( .. ووجه لمملوكه قال له أنت حر بعد موتي). أنظر في مادة وجّه تعبير أنت حر لوجه الله ورفع وجهه حراً.
واجه: التقاهُ وحدثهُ، كلّمه بنفسه (ابن عبد الملك 156): منعه المنصور من تلك الصلة التي كان يترقبها ويتطلع إليها فرفع
إليه قيها فلم يعطه إياها حتى واجهه فيها وشافهه فأعطاه إياها؛ وهناك أيضاً واجَهَه به: ردّه أو جاوبه به repliquer ( المقري 2:215:1): فاستظرف جوابها وأغضى عن مواجهتها بمثل ذلك. واجه ب: واجه: أنظر فيما يأتي اسم المفعول واسم المصدر.
توجّه: (بقطر) استعمل صيغة توجّه على بمعنى صار، انتقل إلى؛ إلا إنني أعتقد إن استعمالها مع على يؤدي إلى لُبس كلامي Lapsus calami والصحيح توجه إلى جاء عند (مولر 2:21): توجه العدو منتفريد ويبدو أن كلمة إلى قد سقطت.
توجه إلى العافية: دخل في دور النقاهة، تماثل للشفاء (بقطر).
توجّه = وجه وجهه لله (أنظر فريتاج في وجّه): توجّه نحو الله، صلّى (المقري 15:600:1): بين توجه وعبادةٍ وتصنيف (8:708:2) (أقرأها تعرفه أنظر رسالة إلى السيد فليشر 228)؛ أنظر (المقدمة 5:145:3 كالتوجهات للكواكب والدعوات لها.) توجّه على فلان: قصد s'adraessera ( ابن جبير 7:388): فذلك مَنْ لا يتوجه هذا الخطاب عليه.
توجه إلى بوسيلة: تقرّب منّي بتدخّل شخص آخر. يقال: في الصلاة: يا رب إني أتوجه إليك بمحمد وآله (صلى الله عليه وسلم) فاغفر (معجم الطرائف).
توجّه: نطق بالحكم عليه: توجه الحكم عليه (المقري 131:1 و14:134:14) (ابن بطوطة 285:3 و286).
توجّه: أرسل (الأمر) (ابن بطوطة 164:1).
توجّه: أصبح ممكناً، نجح (المقري 12:170:1): دخل قو قومونة بحيلة توجهت بأصحاب بليان.
كلما توجه عنده مال: في كل مرة كان عنده مال أو -عند مؤلفين آخرين- اجتمع أو تهيأ (معجم الطوائف) توجه عند السلطان: أنظر كلمة (وجه).
توجّه: وضع على وجهه قناعاً (معجم الأسبانية 310).
أحمق ما يتوجه: في (محيط المحيط): ( .. وفي المثل أحمق ما يتوجه أي لا يحسن أن يأتي الغائط).
تواجهوا: التقى أو رأى أو نظر أو تردد بعضهم على بعض؛ إن شاء الله نبقى نتواجه (بقطر) -الجملة عامية صرف. المترجم-.
تواجه مع: اجتمع به للتحدث (بقطر).
اتجه إلى: في (محيط المحيط): اتجه إليه اتجاهاً أقبل).
اتجه إلى العافية أو للعافية: دخل في طور النقاهة، استعاد صحته، تماثل للشفاء (بقطر).
لا يتجه لشيء: لا يدرك شيئاً مما يدور حوله (البكري 102).
اتجه ل: في (فوك) انظر مادة Posibilis: اتجه له الشيء الذي أصبح ممكناً له (معجم الجغرافيا).
وجه. وجه بوجه أو الوجه في الوجه: وجهاً لوجه (بقطر).
وجهَك وجهَك: أحذر! (كوبان 176).
غلق الأبواب في وجهه: (معجم بدرون).
الطريق مسدود في وجههم (بقطر)؛ قام في وجه القوم: قاومهم (شذرات دي غويا)؛ في وجه فلان أو في وجوه حين يتعلق الأمر بأشخاص كثيرين وكذلك تعني: وجهاً لوجه .. أو في مقابل .. (معجم الجغرافيا).
تبسم في وجهه أو ضحك في وجهه: تبسم حين رآه، فحياه بابتسامة تقدير ومجاملة وعاطفة .. الخ. وفي الضد من هذا عبس في وجهه، كلح في وجهه، كنّصَ في وجهه، كذّبه في وجهه (معجم شذرات دي غويا).
وجه: من المعاني المجازية هناك خمش وجه الحديث أي كشف سراً (معجم الجغرافيا).
وجوه الأموال: الإيرادات أو مصادر الدخل (معجم الجغرافيا).
والوجه ل: .. وكيف؟ Comment ( معجم الجغرافيا).
وجه: اصطلاح عند المنجمين فهم يقسّمون كل رموز البروج إلى أوجه ثلاث لكل وجه عشر درجات. والأوجه الستة والثلاثين مخصصّ كل واحد منها لكوكب، إما للشمس أو للقمر (هذا هو مضمون ملاحظة السيد دي سلان أو هامشه على مقدمة ابن خلدون 130:3): حلول الشمس بالوجه الأول أو الثالث من الأسد.
وجه معار: وجه مستعار أو مزيف أو قناع (الكالا)، ويسمى أيضاً وجه عيرة (بقطر، بومرن) أو وجه وحدها (الكالا) (الفخري 213): وكان قد عمل وجهاً من ذهب وركّبهُ على وجهه لئلا يُرى وجهه.
رفع وجهه حراً: أنظر الجملة في مادة (رفع).
وجه: واجهة بيت، شرفة (بوسويه، كوسج، كرست 2:10): وإذا خاطه علّقه على وجه الدكان حتى ينظره كل مَنْ يجوز الطريق.
في الوجه: خارج البيت (شذرات دي غويا): hors de la maison dehors.
وجوه: المجموعة الأمامية من ريش النعام (جاكسون 64 وتيمب 27 b ولعل هذا هو المقصود من الذي ورد في البيان) في قوله: من وجوه المايه (؟) 853 ومن ريش النعام عشرة أرطال ميزاناً.
وجه الزمان: الربيع (عبد الواحد 5:186).
على وجه الدهر: سابقاً، قديماً، في العصور الغابرة (معجم البلاذري، أبي الفداء تاريخ ما قبل الإسلام 4:258). وكذلك تعنى: منذ الأزل (الثعالبي لطائف 9:131): عين تجري سبع سنين دأباً وتنقطع سبع سنين دأباً معروفة بذلك على وجه الدهر. وجه: عمل من أعمال التقوى لوجه الله أو ابتغاء وجه الله: عبارة قرآنية (أنظر 109:2، 274 و22:13 و37:30 و38 و27:35 و9:56) ومعناها (حسب المفسرين) من أجل محبة الله أو لوجهه فقط: أنظر (قرطاس 6:19 و7:25 و6:280. وفي رياض النفوس 99): يقول السيد لعبده (لو حدث هذا فأنت حر وزوجتك وأولادك أحرار لوجهه وابتغاء ثوابه العظيم (كوسج كرست 12:56). إن تعبير عاملت وجه الله فيه (عباد 2:162. انظر 222:3) ومعناها: رضيت بهذه المهمة لحب الله أو ارتضيت القيام بهذا العمل حباً لله) وذلك برفض قبض الأجر المرفق به.
وجه: سبب، باعث (عبد الواحد 2:2 المقدمة 9:882 و 15:342، أخبار
152: 2): فأقلل من الكتاب فيما لا وجه له ولا نفع فيه.
على وجهه: بالضبط، حرفياً (معجم شذرات دي غويا، البكري 3:164): تعلم الشرع على وجهه. وكذلك على الوجه (ابن خلكان 5:42:9): يا أمير المؤمنين لو حلف حالف أن نصرانياً أو يهودياً لم يصل إلى قلبه نوع من أنواع العلم على الوجه لما لزمته كفّارة الحنث لأن الله تعالى ختم على قلوبهم.
أخذ الشيء على وجه السوء: استاء من شيء أو أغتاظ من شيء Prendre une chose en mal.
وجه كوكب: أي أوجه الكوكب المختلفة (بقطر).
وجْهُ تهمة: وجه الاتهام مفادهُ أو مبتغاهُ (بقطر).
وجه: مَظْهَر، احتمال عقلي، ظاهر الحق، مشابهة للحق وعلى سبيل المثال هذا ما له وجه؛ لا وجه لذلك il n'y a nulle apparence a cela ( بقطر).
وجه الأمر: نصيب، حظ وعلى سبيل المثال: هذا هو الوجه الأقرب للعقل هاهو الحظ الأقرب في احتمال الحدوث؛ وجه أمر: مدار القضية، شكلها أو هيئتها وعلى سبيل المثال أرواهم الأمر بوجه حسن:، دبر الأمر أحسن تدبير donner un bon a affaire.
ذهب في وجهه: اتخذ سبيله (كليلة ودمنة): فأراد الخروج إلى بعض الوجوه لابتغاء الرزق وكان عنده مائة منْ حديد فأودعها رجلاً من إخوانه وذهب في وجهه. وكذلك خرج لوجهه. وفي (بدرون 14:203): وخرج لوجهه نحو المصعب ومضى لوجهه (قرطاس 6:28، النويري 458، البلاذري 10:3). وعكسها انصرف عن وجهه (أبحاث 174:1 من الطبعة الأولى).
فرّ على وجهه: ابتعد بكل ما في قديمه من طاقة (ابن الخطيب 70): فرّ هو لوجهه حتى لحق ببجاية. وفي (محيط المحيط): (ومضى على وجهه أي دون مبالاة ولا اعتبار).
خرج من (أو عن) وجهه: تجنب لقاءه (معجم شذرات دي غويا).
أخذ وجهاً عند السلطان: نال حظّاً منه (الفخري 258): إن كان الحسين - يريد أن يأخذ وجهاً عند المأمون بما فعل فلنأخذن نحن وجهاً عند خليفتنا الأمين بفكّه وتخليصه وإجلاسه على السرير. وكذلك توجه عند السلطان. أنظر توجّه.
له وجه معَ: له دالة على فلان (بقطر).
على وجه الماء: (بوسويه، المقري 161:1) في الحديث عن أحد القصور (فوجده مبنياً من وجه الماء بصُمّ الحجارة فوق زرجون وضع بينها وبين الماء بأحكم صناعة).
صعد مع وجه جرى الماء: أي بعكس التيار (جي جي شولتنز 237:2).
وجه: رحلة، مسيرة، حملة (عبد الواحد 9:200 و7:208 و2:226، والمقري 217:2).
وجه: مرّة (ألف ليلة 364:1) فأني وهبتك روحك مرة ثانية فأن في الوجه الأول أكرمــتك فيه لأجل نبيك فأنه ما أحلَّ قتل النسوان. وفي الوجه الثاني لأجل ضعفك .. الخ. وفي (الماسين 278): ما قصدت جهة إلا استعنت بالله عليها إلا هذا الوجه.
وجه: بقعة، بلد (كليلة ودمنة 132): فأراد الخروج إلى بعض الوجوه (في أخبار 1:3): وأخرجه إلى ذلك في نفر قليل.

سخو وسخى

سخو وسخى: سخا على: جاد على (فوك) سَخِيَ. سخيت نفسي عن الشيء: تركته، والمصدر منه سخاوة، وهو في الأصل مصدر سَخُوَ. ففي كليلة ودمنة (ص114): سخاوة أنفسهم عن.
سَخِيَ عليه: التفت والتجأ إليه (معجم مسلم).
سخّن: جعله سَخيَّا أي جواد كريماً (فوك) وفي كوسج (طرائف ص53): الحب فضيلة تُسَخّي كف البخيل.
أسخى: فعل يدل على التعجب ففي كوسج (طرائف ص131): ما كان أسخن نفسها أي ما أكرم نفسها!

المِحْراب

المِحْراب: صدرُ البيت وأكرمُ مواضعه وقال ابن الأعرابي: "المحرابُ: مجلسُ النار ومجتمعهم"، ومحراب المسجد: صدره وهو مقام الإمام قال الراغب: "ومحرابُ المسجد" قيل: سمِّي بذلك، لأنه موضعٍ محاربة الشيطان والهوى، وقيل: سمِّي بذلك لكون حق الإنسان فيه أن يكون حربيّاً من أشغال الدنيا وتوزّعِ الخواطر وجمعُه المحاريب.

فرج الْمَرْأَة

(بَاب فرج الْمَرْأَة)
(106) يُقالُ (107) : فَرْجُ المرأةِ، والجمعُ: فُرُوجٌ. وَهُوَ القُبُلُ، وَهُوَ الحِرُ، مُخَفَّفٌ، وجَمْعُهُ: أَحْراحٌ، وإنّما أَصْلُهُ حِرْحٌ إلاَّ أَنَّهُمْ أسقطوا الحاءَ فِي الواحدِ وأَثبتوها فِي الجمعِ، قَالَ الفَرَزْدَقُ (108) : إنِّي أَقودُ جَمَلاً مِمْراحا فِي قُبَّةٍ مُوقَرَةٍ أحْراحا وقالَ الشاعرُ (109) : ترَاهَا الضُّبْعُ أَعْظَمَهُنَّ رَأْسا عُراهِمَةً لَهَا حِرَةٌ وَثِيلُ فأدخلَ الهاءَ. وَهُوَ الكَعْثَبُ أَيْضا، قالَ الأَغْلَبُ (110) : حَيَّاكةٌ عَن كَعْثَبٍ لمْ يَمْصَحِ وَهُوَ الأَجَمُّ أَيْضا، وقالَ الراجِزُ (111) : جارِيَةٌ أَعْظَمُها أَجَمُّها بائِنةُ الرِّجلِ فَمَا تَضُمُّها قد سَمَّنَتْها بالجريشِ أُمُّها وَهُوَ الشَّكْرُ أَيْضا، قَالَ عُرْوَةُ بنُ الوَرْدِ العَبْسِيُّ (112) : وكُنْتُ كَلَيْلَةِ الشَّيْباءِ هَمَّتْ بمَنْعِ الشَّكْرِ أَتأَمَها القَبِيلُوَقد استعارَهُ النابغةُ الجَعْدِيُّ (119) فَجَعَلَهُ للَبِرْذَوْنَةِ فقالَ: بُرَيْذِينةٌ بَلَّ البراذينُ ثَفْرَها وَقد شَرِبَتْ من آخِرِ الصَّيْفِ أيِّلا وَقد استعارَهُ آخرُ فَجَعَلَهُ للنعجةِ فقالَ (120) : وَمَا عَمْرو إلاَّ نَعْجَةٌ ساجِسِيَّةٌ تَخَزَّلُ تحتَ الكَبْشِ والثَّفْرُ وارِمُ ساجِسِيَّةٌ منسوبةٌ [إِلَى ساجِس، من أرضِ الشامِ] ، وَهِي غَنَمٌ شامِيَّةٌ حُمْرٌ صِغارُ الرؤوسِ. وَقد استعارَهُ آخرُ فَجعله للمرأةِ فقالَ (121) : نحنُ بَنو عَمْرَةَ فِي انْتِسابِ بِنْتِ سُوَيْدٍ أكْرَمِ الضِّبابِ جاءتْ بِنَا مِن ثَفْرِها المِنْجابِ وقالَ أَبُو عُبَيْدٍ: قالَ الفَرّاءُ (122) : يُقالُ للكَلْبَةِ: ظَبْيَةٌ وشَقْحَةٌ، ولذواتِ الحافِرِ: وَطْبَةٌ.

مهما

مهما: مهما أو مهمى: أي شيء: quicquid (Ewald نحو، 388 عباد 243: 1).
مهما: إذا، بعض؛ مهما كان صغيرا للشخص الواحد مهما يكون للشيء الواحد (بوشر). والمفروض مهما يكن -المترجم.
(مهما)
تكون
اسْم شَرط جَازِمًا لفعلين يسْتَعْمل اسْتِعْمَال (مَا) الَّتِي تدل على غير الْعَاقِل وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَقَالُوا مهما تأتنا بِهِ من آيَة لتسحرنا بهَا فَمَا نَحن لَك بمؤمنين}
وَقد يَجِيء (مهما) اسْم اسْتِفْهَام كَقَوْل الراجز
(مهما لي اللَّيْلَة مهما لية ... أودى بنعلي وسرباليه
مهما لي أَي مَالِي
مهـما
مَهْما [كلمة وظيفيَّة]: اسم شرط لما لا يعقل جازم لفعلين يدُلُّ على الزّمان أو على غير الزّمان "مهما يزرْني أكرِمْــهُ: يدلّ على الزّمان- مهما تحدثت فأنت مجيد- ومهما تكُن عند امرئ من خليقة ... وإن خالها تَخْفَى على الناس تُعْلَمِ- {وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ ءَايَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ}: يدلّ على غير الزّمان". 
مهما
) (} مَهْما: بَسيطَةٌ لَا مُرَكَّبَةٌ مِنْ مَهْ) ، بمعْنَى أكْفُفْ، (وَمَا) ، صلَةٌ، (وَلَا مِنْ مَا مَا خِلافاً لزاعِمِيهِما) .
وَفِي الصِّحاح: زَعَمَ الخَليلُ أنَّ مَهْما أَصْلُها مَا ضُمَّت إِلَيْهَا مَا لَغْواً وأَبْدَلُوا الألِفَ هَاء. وقالَ سِيبَوَيْهٍ يَجوزُ أَن تكونَ مَهْ كإذْ ضُمّ إِلَيْهَا مَا، انتَهَى.
وَقد أَلْغَزَ الحَرِيرِي فِي مَقامَاتِه عَن مَهْما فقالَ: وَمَا اسْمُ الَّذِي لَا يُفْهم إلاَّ باسْتِفاضَةِ كَلِمَتَيْن، أَو الاقْتِصارُ مِنْهُ على حَرْفَيْن وَهُوَ مَهْما وفيهَا قَولانِ: أَحدُهما: أنَّها مُرَكَّبَةٌ مِن مَهْ ومِن مَا، والقولُ الثَّانِي وَهُوَ الصَّحِيحُ أنَّ الأصْلَ فِيهَا مَا فزِيدَتْ عَلَيْهَا مَا أُخْرى كَمَا تُزادُ مَا على أَن فصارَ لَفْظُها مَا مَا فثَقُلَ عَلَيْهِم تَوالِي كَلِمَتَيْن بلَفْظٍ واحِدٍ فأبْدلُوا مِن الألِفِ الأُولى هَاء فصارَ تامَهُما، قَالَ! ومَهْما مِن أَدَواتِ الشَّرْطِ والجَزاءُ ومَتى لُفِظَتْ بهَا لم يتمَّ الكَلامُ إلاَّ بإيرادِ كَلِمَتَيْن بَعْدها كقولِكَ: مَهْما تَفْعَلْ أفْعَلْ، ويكونُ حينَئِذٍ مُلْتزماً للفِعْلِ، وَإِن اقْتَصَرْتَ مِنْهَا على حَرْفَين وهُما مَهْ، الَّتِي بمعْنى اكْفُفْ، فُهِمَ المَعْنى، انتَهَى.
(وَلها ثلاثَةُ مَعانٍ:
(الأوَّل: مَا لَا يَعْقِلُ غيرَ الزَّمانِ مَعَ تَضَمُّنِ مَعْنَى الشَّرْطِ) ، نَحْو قَوْله تَعَالَى: {مَهْما تَأْتِنا بِهِ من آيةٍ} ، قَالَ ابنُ فارِس: هِيَ مَا ضمت إِلَى مِثْلِها ثمَّ جُعِلَتِ الألفُ فِي مَا الأُوْلى هَاء كَراهَةً لالْتِقاءِ السَّاكِنَيْن؛ وقالَ قَوْمٌ: إنَّ مَهْ بمعْنَى اكْفُفْ وتكونُ مَا الثَّانِيَة للشَّرْطِ والجَزاءِ، وتَقْديرُ ذلكَ قَالُوا: مَهْ أَي اكُفُفْ ثمَّ قَالَ مَا تأْتِنا بِهِ مِن آيةٍ.
(الثَّاني: الزَّمانُ والشَّرْطُ، فتكونُ ظَرْفاً لفِعْلِ الشَّرْطِ كقولهِ) ، أَي الشَّاعرِ:
(وإنَّكَ مَهْما تُعْطِ بَطْنَكَ سُؤْلَهُ (وفَرْجَكَ نالا مُنْتَهى الذَّمِّ أَجْمَعا) وَفِي اللّبابِ فِي ذِكْرِ الأسْماءِ المُتَضمِّنَةِ مَعْنى إنْ فِي كَوْنِها تَجْزِم المُضارِع وَهِي مَا ويَتَّصِلُ بهَا مَا المَزِيدَة فتَنْقَلِبُ أَلِفُها هَاء نَحْو: مَهْما على الأَصحِّ مِن القَوْلَيْن، وَقد يُسْتَعْمل للظَّرْف نَحْو:
مهما تُصِبْ أفقاً من بارقٍ تشمِ (الثَّالِثُ: الاسْتِفْهامُ) ، نَحْو قولِ الشَّاعرِ:
(مَهْما لِيَ اللَّيْلَةَ مَهْما لِيَهْ (أَوْدَى بنَعْلَيَّ وسِرْبالِيَه) قَالَ ابنُ فارِس: قَالُوا هِيَ مَا الَّتِي للاسْتِفْهامِ أُبْدِلَتْ أَلِفُها هَاء كَمَا ذُكِرَ آنِفاً، وَقَالُوا مَعْناهُ أَي اكْفُفْ، ثمَّ قالَ مالِيَ اللَّيْلَةَ.

ذُو

(ذُو)
كلمة يتَوَصَّل بهَا إِلَى الْوَصْف بالأجناس مُلَازمَة للإضافة إِلَى الِاسْم الظَّاهِر وَمَعْنَاهَا صَاحب يُقَال فلَان ذُو مَال وَذُو فضل وَيُقَال أَتَيْته ذَا صباح وَذَا مسَاء وَقت الصُّبْح وَوقت الْمسَاء وَيُقَال جَاءَ من ذِي نَفسه طيعا وطعنه فَخرج ذُو بَطْنه أمعاؤه وَسمعت ذَا فِيهِ كَلَامه ومثناه ذَوا (ج) ذوون وَتَأْتِي أَحْيَانًا بِمَعْنى الْمَوْصُول وَذَلِكَ فِي لُغَة طَيء كَقَوْلِه
(وبئري ذُو حفرت وَذُو طويت ... )
وَتدْخل فِي ألقاب مُلُوك الْيمن القدامى فَيُقَال ذُو يزن وَذُو الكلاع وَنَحْو ذَلِك (ج) أذواء وذوون
ذُو
: ( {ذُو، مَعْناها: صاحِبٌ) ، وَهِي (كلمةٌ صِيغَت ليُتَوَصَّلَ بهَا إِلَى الوصفِ بالأَجْناسِ،) وأَصْلُها} ذَوا، ولذلكَ إِذا سمي بِهِ تقولُ هَذَا ذَوا، قد جاءَ كَذَا فِي المُحْكم، والتَّثْنِيةُ {ذَوَان، (ج} ذَوُونَ، وَهِي {ذاتُ) للمُؤَنَّثِ، تَقول: هِيَ ذاتُ مالٍ.
قَالَ اللّيْث: فَإِذا وقفْتَ فَمنهمْ مَنْ يَدَع التاءَ على حالِها ظاهِرَةً فِي الوُقُوف لكَثْرةِ مَا جَرَتْ على اللِّسانِ، وَمِنْهُم مَنْ يردّ التاءَ إِلَى هاءِ التّأْنيثِ وَهُوَ القِياسُ: (و) تقولُ: (هُما} ذَواتانِ) ، وتسقُط النّون عنْدَ الإضافَةِ تقولُ: هُما {ذَواتَا مالٍ، ويجوزُ فِي الشِّعْرِ} ذَاتا مالٍ، والتَّمامُ أَحْسَن؛ وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {ذَواتَا أَفْنانٍ} ؛ (ج {ذَواتُ) .
وَقَالَ الجَوْهرِي: وأَمَّا ذُو الَّذِي بمعْنَى صاحِبٍ فَلَا يكونُ إلاَّ مُضافاً، فإنْ وَصَفْتَ بِهِ نَكِرةً أَضَفْته إِلَى نَكِرةٍ، وَإِن وَصَفْتَ بِهِ مَعْرفةً أَضَفْتَه إِلَى الألفِ واللامِ، وَلَا يجوزُ أَن تُضِيفَه إِلَى مُضْمَر وَلَا إِلَى عَلَمٍ كزَيْدٍ وعَمْرٍ ووما أَشْبَههما، تقولُ: مَرَرْتُ برجُلٍ} ذِي مالٍ وبامرأَةً {ذاتِ مالٍ، وبرَجُلَيْن ذَوَيْ مالٍ، بفَتْح الْوَاو، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وأَشْهِدوا} ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُم} وبرِجالٍ ذَوِي مالٍ، بِالْكَسْرِ، وبِنْسوةٍ ذاتِ مالٍ، وَيَا {ذواتِ الجِمامِ، يُكْسَرُ التاءُ فِي الجَمْع فِي مَوْضِع النَّصْبِ كَمَا تُكْسَرُ تاءُ المُسْلماتِ، تقولُ: رأَيْتُ} ذواتِ مالٍ لأنَّ أَصْلَها هاءٌ لأنَّك لَو وقفْتَ عَلَيْهَا فِي الواحدِ لقلْتَ {ذاهْ، بِالْهَاءِ، ولكنَّها لمَّا وُصِلَتْ بِمَا بَعْدَها صارَتْ تَاء، وأَصْلُ} ذُو ذَوًا مِثْالُ عَصاً، يدلُّ على ذلكَ قَوْلهم هاتانِ ذَواتَا مالٍ، قَالَ الله تَعَالَى: {! ذَواتَا أَفْنانٍ} ، فِي التَّثْنيةِ ونَرَى أنَّ الألفَ مُنْقلبَةٌ، مِن واوٍ.
قَالَ ابنُ برِّي: صوابُه مِن ياءٍ.
ثمَّ حُذِفَتْ مِن ذَوًى عينُ الفِعْلِ لكَراهَتِهم اجْتِماع الواوَيْنِ لأنَّه كَانَ يلْزمُ فِي التَّثْنيةِ ذَوَوانِ مثْلُ عَصَوانِ، فبَقي ذَا مُنوَّناً، ثمَّ ذَهَبَ التّنْوينُ للإضافَةِ فِي قَوْلك: ذُو مالٍ، والإضافَةُ لازِمَةٌ لَهُ؛ ولَوْ سَمَّيْت رجُلاً ذُو لقلْتَ: هَذَا ذَوا قد أَقْبَلَ، فتردُّ مَا ذَهَبَ لِأَنَّهُ لَا يكونُ اسمٌ على حَرْفَيْن أَحَدُهما حَرْفُ لِينٍ لأنَّ التَّنوينَ يَذْهبُه فيَبْقى على حَرْفٍ واحدٍ، وَلَو نَسَبْتَ إِلَيْهِ لقلْتَ: {ذَوَوِيٌّ كعَصَوِيَ، وكَذلكَ إِذا نَسَبْتَ إِلَى ذَات لأنَّ التاءَ تُحْذَفُ فِي النِّسْبَةِ، فكأنَّكَ أَضَفْتَ إِلَى ذِي فرَدَدْت الْوَاو، وَلَو جمعْتَ ذُو مالٍ لقلْتَ: هَؤُلاء} ذَوُونَ لأنَّ الإضافَةَ قد زَالَتْ؛ هَذَا كُلُّه كَلامُ الجَوْهري.
قَالَ ابنُ برِّي عنْدَ قولِ الجَوْهرِي يلزمُ فِي التَّثْنيةِ {ذَوَوانِ: صوابُه ذَويانِ، لأنَّ عَيْنَه واوٌ، وَمَا كانَ عَيْنُه واواً فلامُه يَاء حملا على الأكْثَر، والمَحْذُوفُ مِن ذَوًى هُوَ لامُ الكَلِمةِ لَا عَيْنُها كَمَا ذكَر، لأنَّ الحذْفَ فِي اللامِ أَكْثَر مِن الحذْفِ فِي العَيْنِ، انتَهَى.
وَقَالَ اللّيْث:} الذَّوُونَ هُم الأَدْنَوْنَ الأَخَصَّونَ؛ وأنْشَدَ للكُمَيْت:
وَقد عَرَفَتْ مَوالِيَها {الذَّوِينا (و) قولهُ تَعَالَى: {فاتَّقُوا الله وأَصْلحُوا (} ذاتَ بَيْنِكم} . قَالَ الزجَّاج: (أَي حَقِيقَةَ وَصْلكُمْ) ، أَي وكونُوا مُجْتَمِعِين على أمْرِ اللهاِ ورَسُولهِ.
قَالَ الجَوْهرِي: قالَ الأخْفَش فِي تَفْسيرِ الآيةِ: وإنَّما أَنَّثُوا ذاتَ لِأَن بعضَ الْأَشْيَاء قد يوضعُ لَهُ اسمٌ مُؤَنَثٌ ولِبَعْضِها اسْم مُذَكَّرٌ لما قَالُوا دارٌ وحائِطٌ أنَّثوا الدَّارَ وذَكَّروا الحائِطَ أَو (ذَات البَيْنِ: الحالُ الَّتِي بهَا يَجْتَمِعُ المُسْلِمُونَ؛) وَبِه فَسَّر ثَعْلبُ الآيَةَ؛ وكَذلكَ الحديثُ: (اللهُمَّ أَصْلِح ذاتَ البَيْنِ) . (و) قَالَ ابنُ جنِّي: ورَوَى أَحمدُ بنُ إِبْرَاهِيم أستاذُ ثَعْلب عَن العَرَبِ: (هَذَا ذُو زَيْدٍ) ، ومَعْناهُ هَذَا زَيْدٌ، (أَي هَذَا صاحِبُ هَذَا الِاسْم) الَّذِي هُوَ زَيْد، قَالَ الكُمَيْت:
إليكُم {ذَوِي آلِ النبيِّ تَطَلَّعَتْ
نَوازِعُ قَلْبي مِن ظِماءٍ وأَلْبُبُأَي إليْكُم يَا أَصْحاب هَذَا الاسْمِ الذطي هُوَ قولهُ} ذَوُو آلِ النبيِّ، انتَهَى.
قلْتُ: وَهُوَ مُخالِفٌ لمَا نقَلْناه عَن الجَوْهرِي آنِفاً، وَلَا يجوزُ أَن تُضِيفَه إِلَى مُضْمَر وَلَا إِلَى عَلَمٍ كزَيْدٍ وعَمْرٍ ووما أَشْبههما فتأَمّل ذلكَ، مَعَ أنَّ ابْن برِّي قد نازَعَه فِي ذلكَ فقالَ: إِذا خَرَجَتْ ذُو عَن أَن تكونُ وُصْلةً إِلَى الوَصْفِ بأسْماءِ الأجْناسِ لم يَمْتَنِع أَنْ تَدْخلَ على الأعْلامِ والمُضْمَراتِ كَقَوْلِهِم: ذُو الخلَصَةِ، والخَلَصَةُ اسْمُ عَلَمٍ لصَنَمٍ، وذُو كِنايةٌ عَن بيتِه، ومثْلُه قولُهم: ذُو رُعَيْنٍ وذُو جَدَنٍ وذُو يَزَنٍ، وَهَذِه كلُّها أَعْلامٌ، وكَذلكَ دَخَلَتْ على المُضْمَرِ أَيْضاً؛ قَالَ كعبُ بنُ زهيرٍ:
صَبَحْنا الخَزْرَجِيَّةَ مُرْهَفاتٍ
أَبادَ ذَوِي أَرُومَتِها ذَوُوهاوقال الأحْوص:
ولكِنْ رَجَوْنا مِنْكَ مِثْلَ الَّذِي بِهِ
صُرِفْنا قَدِيماً مِن! ذَوِيكَ الأوائِلِوقال آخرُ: إنَّما يَصْطَنِعُ المَعْ
روفَ فِي الناسِ ذَوُوهُ (و) يقالُ: (جاءَ مِن ذِي نفْسِه، ومِن {ذاتِ نفْسِه، أَي طَبْعاً) ، كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ أَي طَيِّعاً كسَيِّدٍ.
(وتكونُ} ذُو بمعْنَى الَّذِي) ، فِي لغةِ طيِّىءٍ خاصَّةً، (تُصاغُ ليُتَوَصَّلَ بهَا إِلَى وصفِ المَعارِفِ بالجُمَلِ، فتكونُ ناقِصةً لَا يَظْهَرُ فِيهَا إعْرابٌ كَمَا) لَا يَظْهَرُ (فِي الَّذِي، وَلَا تُثَنَّى وَلَا تُجْمَعُ، تقولُ أَتانِي ذُو قالَ ذَلِك) ،! وذُو قَالَا ذلكَ، وذُو قَالُوا ذلكَ.
وَفِي الصِّحاح: وأَمَّا ذُو الَّتِي فِي لُغةِ طيِّىء فحقُّها أَنْ تُوصَفَ بهَا المَعارِفُ تقولُ أَنا ذُو عَرَفْت، وذُو سَمِعْت، وَهَذِه امْرأَةٌ ذُو قَالَت كَذَا، فيَسْتوِي فِيهِ التَّثْنِيةُ والجَمْع والتَّأْنيثُ؛ قَالَ الشاعرُ، وَهُوَ بُجَيْرُ بنُ عَثْمةَ الطائِي أَحَدُ بَني بَوْلانَ:
وإنَّ مَوْلايَ ذُو يُعاتِبْني
لَا إحْنةٌ عِنْدَه وَلَا جَرَمَهْذاكَ خَلِيلي وذُو يُعاتِبُني
يَرْمي ورائِي بامْسَهْم وامْسَلِمَهْيريدُ الَّذِي يُعاتِبُني، وَالْوَاو الَّتِي قبْله زائِدَةً، وأرادَ بِالسَّهْمِ والسلمة؛ وأنْشَدَ الفرَّاء لبعضِ طيِّىءٍ:
فإنَّ الماءَ ماءُ أَبي وجَدّي
وبِئْري ذُو حَفَرْتُ وَذُو طَوَيْتُ (و) قَالُوا: (لَا أَفْعَلُ ذلكَ بذِي تَسْلَمَ وبذِي تَسْلَمانِ) وبذِي تَسْلَمونَ وبذِي تَسْلَمين، وَهُوَ كالمَثَل أُضِيفت فِيهِ ذُو إِلَى الجُمْلةِ كَمَا أُضِيفت إِلَيْهَا أَسْماءُ الزَّمان، (والمَعْنَى: لَا وسَلامَتِكَ) مَا كانَ كَذَا وَكَذَا، (أَو لَا وَالَّذِي يُسَلِّمُكَ) . ونَصّ ابنِ السِّكيت: وَلَا واللهاِ يُسَلِّمَكَ مَا كانَ كَذَا وَكَذَا، وَهُوَ فِي نوادِرِ أَبي زيْدٍ وذَكَرَه المبرِّدُ وغيرْهُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
قولُهم: ذاتَ مَرَّةٍ! وذاتَ صَباحٍ. قالَ الجَوْهرِي: هُوَ مِن ظُروفِ الزَّمانِ الَّتِي لَا تَتَمكَّن، تقولُ: لَقِيته ذاتَ يومٍ وذاتَ لَيْلةٍ وذاتَ غَداةٍ وذاتَ العِشاءِ وذاتَ مَرَّةٍ وذاتَ الزُّمَيْنِ وذاتَ العُوَيْمِ وَذَا صَباحٍ وذَا مَساءٍ وذَا صَبُوحٍ وذَا غَبُوقٍ، هَذِه الأربعةُ بغيرِ هاءٍ، وإنَّما سُمِع فِي هَذِه الأَوْقاتِ وَلم يَقُولُوا ذاتَ شَهْرٍ وَلَا ذاتَ سَنَةٍ، انتَهَى.
وَقَالَ ثَعْلَب: أَتَيْتُكَ ذاتَ العِشاءِ أَرادَ الساعَةَ الَّتِي فِيهَا العِشاء. ورَوَى عَن ابنِ الأَعْرابي: أَتَيْتُكَ ذاتَ الصَّبُوحِ وذاتَ الغَبُوقِ إِذا أَتَيْته غُدْوةً أَو عَشِيَّةً، وأَتَيْتهم ذاتَ الزُّمَيْنِ وذاتَ العُوَيْمِ، أَي مُذْ ثلاثَةِ أَزْمانٍ وثَلاثَة أعْوامٍ.
والإضافَةُ إِلَى ذُو ذَوِّيِّ، وَلَا يجوزُ فِي ذَات ذاتِيٌّ لأنَّ ياءَ النَّسَبِ مُعاقَبةٌ لهاءِ التّأْنيثِ.
ولَقِيته ذاتَ يَدَيْن: أَي أَوَّل كلّ شيءٍ، وَقَالُوا: أَمَّا أوّل ذاتِ يَدَيْنِ فإنِّي أَحمدُ اللهاِ.
{والذَّوُونَ:} الأَذْواءُ، وهُم تَبابعةُ اليَمَنِ: وأنْشَدَ سِيبَوَيْهٍ للكُمَيْت:
فَلَا أَعْني بذلِكَ أَسْفليكُمْ
ولكِنِّي أُرِيدُ بِهِ {الذَّوينا وَفِي حديثِ المَهْدي: (قُرَشِيٌّ ليسَ مِن ذِي وَلَا ذُو) ، أَي ليسَ مِن الأذْواءِ بل هُوَ قُرَشِيُّ النَّسَبِ.
وَقَالَ ابنُ برِّي: ذاتُ الشيءِ: حَقِيقَتُه وخاصَّتُه.
قُلْت: ومِن هُنَا أَطْلَقُوه على جنابِ الحقِّ جلَّ وعزَّ؛ ومَنَعَه الأَكْثَرُونَ.
وَقَالَ اللَّيْثُ: قولُهم: قَلَّتْ ذاتُ يَدِه، ذاتُ هُنَا اسْمٌ لمَا مَلَكَتْ يَداهُ كأنَّها تَقَعُ على الأَمْوالِ، وعَرَفَه مِن ذاتِ نَفْسِه يَعْنِي سَرِيرَتَه المُضْمَرة.
وقولهُ تَعَالَى: {} بذاتِ الصُّدُورِ} أَي بحَقِيقَةِ القُلوبِ مِن المُضْمَراتِ؛ قالَهُ ابنُ الأنْبارِي.
وذاتُ الشَّوْكةِ: الطائفَةُ؛ وَذَات اليَمِين وَذَات الشِّمالِ: أَي جهَةُ ذاتِ يَمِينٍ وشمالٍ.
وَقد يَضعُونَ ذاتَ مَنْزلَة الَّتِي.
قَالَ شَمِرٌ: قَالَ الفرَّاء: سَمِعْتُ أَعْرابيّاً يقولُ: بالفَضْل ذُو فَضَّلَكُم اللهُ بِهِ، والكَرَامَة ذاتُ أَكْرَمَــكُم اللهاُ بهَا. قالَ: ويَرْفعُونَ التاءَ على كلِّ حالٍ؛ قَالَ الفرَّاء: وَمِنْهُم مَنْ يُثَنِّي ذُو بمعْنَى الَّذِي ويُجْمَعُ ويُؤَنِّثُ فيقولُ هذانِ {ذَوا قَالَا؛ وهَؤُلاء ذَوُو قَالُوا ذَلِك، وَهَذِه ذاتُ قَالَت ذَلِك؛ وأَنْشَدَ:
جَمَعْتُها من أَيْنُقٍ سَوابِقِ
ذَواتُ يَنْهَضْنَ بغَيْرِ سائِقومِن أَمْثالِهم: أَتى عَلَيْهِ ذُو أَتى على الناسِ، أَي الَّذِي.
وَقد يكونُ ذُو وَذَوي صِلَةً أَي زائِدَةً.
قَالَ الأَزْهرِي: سَمِعْتُ غَيْرَ واحِدٍ مِن العَرَبِ يقولُ: كنَّا بموْضِع كَذَا وَكَذَا مَعَ ذِي عَمْرو، وَكَانَ ذُو عَمْرو بالصَّمَّانِ، أَي كنَّا مَعَ عَمْرٍ ووكانَ عَمْرُو بالصَّمَّانِ، قالَ: وَهُوَ كثيرٌ فِي كَلامِ قَيْسٍ ومَنْ جاوَرَهم؛ وَمِنْه قولُ الكُمَيْت الَّذِي تقدَّمَ:
إليْكُم} ذَوِي آلِ النبيِّ تَطَلَّعَتْ قَالُوا: ذَوي هُنَا زائِدَةٌ. ومثْلُه قولُ الآخرِ:
إِذا مَا كُنْتُ مِثْلَ ذَوَي عُوَيْفٍ
ودِينارٍ فقامَ عليَّ ناعِي {وذَوُو الأرْحام: لُغَةً كلُّ قَرابَةٍ، وشَرْعاً: كلُّ ذِي قَرابَةٍ ليسَ} بذِي سَهْم وَلَا عصبَةٍ.
ووضَعَتِ المرأَةْ {ذاتَ بَطْنِها إِذا وَلَدَتْ؛ ويقالُ: نَثَرَتْ لَهُ ذَا بَطْنِها.
والذئْبُ مَغْبُوطٌ} بذِي بَطْنِه؛ أَي بجَعْوِهِ.
وأَلْقَى الرَّجُلُ: ذَا بَطْنِه: أَي أَحْدَثَ.
وأَتْيَنا {ذَا يمِينٍ: أَي أَتَيْنا اليَمِينَ.
} وذاتُ الرِّئَةِ وذاتُ الجنبِ: مَرَضانِ مَشْهورانِ، أَعاذَنا اللهاُ مِنْهُمَا.
وَقد تُطْلَقُ الذاتُ على الطَّاعَةِ والسَّبيلِ؛ كَمَا قالَهُ السَّبكي والكِرمْاني؛ وَبِهِمَا فَسَّرا قولَ خبيبٍ الَّذِي أَنْشَدَه البُخارِي فِي صَحِيحه:
وذلكَ فِي ذاتِ الإلهِ وَإِن يَشَأْ
يُبارِك على أَوْصالِ شلْوٍ مُمَزَّع {وَذَات: الاسْمُ.
وذاتُ ميلٍ: قَرْيتانِ بشرقيَّةِ مِصْر.
} وَذَات الساحِلِ وَذَوَات الكوْمِ بالجِيزَةِ.
وَذَات الصَّفا: بالفَيُّوم.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ.

أَلت

أَلت
: ( {أَلَتَه) مالَه، و (حَقَّهُ،} يَأْلِتُه) ، {أَلْتاً، من حَدِّ ضَرَب: (نَقَصَهُ) ، وَفِي التَّنزيل: {وَمَآ} أَلَتْنَاهُمْ مّنْ عَمَلِهِم مّن شَىْء} (الطّور: 21) ، قَالَ الفَرّاءُ: {الأَلْت: النَّقْص. (} كَآلَتَهُ {إِيلاتاً) ، مثل أَكرَمَ إِكراماً، (} وأَلأَتَهُ {إِلآتاً) رباعيّاً، مثلُه، غير أَنّه مَهْمُوز الْعين، وهاكذا ضُبِط فِي نسختنا، وصوّب عَلَيْهِ، وَضَبطه شيخُنا من بَاب المُفَاعَلَة، ومصدرُه} إِلاتٌ، بِغَيْر ياءٍ، كقِتال، واستشهدمن شواهدِ المُطوَّل نظيرَه فِي قَوْله:
لهمْ إِلْفٌ وليْسَ لكُمْ إلافُ
قُلت: ويشْهَدُ لَهُ أَيضاً مَا فِي لِسَان الْعَرَب: أَلَتَه يَأْلِتُه أَلْتاً، {وأَلاتَهُ أَي: فَهُوَ مصدرُ} أَلاَتَهُ، {يُلِيتُهُ. (و) أَلَتَهُ عَن وجْهِه: (حَبَسَهُ وصَرَفَهُ) ،} كلاَتَهُ! يَلِيتُهُ، وهما لُغَتَانِ، حَكَاهُمَا اليَزِيديُّ عَن أَبي عَمْرِو بْنِ العَلاءِ. ولاتَهُ أَيضاً: نَقَصَهُ؛ قَالَ الفَرّاءُ: وَفِي الآيةِ لُغَةٌ أُخْرى: وَمَا لِتْنَاهُم، بِالْكَسْرِ؛ وأَنشد فِي الأَلْتِ:
أَبْلغْ بَني ثُعَلٍ عَنِّي مُغَلْغَلَةً
جهْدَ الرِّسَالَةِ لَا أَلْتاً وَلَا كَذِبَا يَقُول: لَا نقصانَ وَلَا زيادةَ.
وَفِي لِسَان الْعَرَب: وَفِي حَدِيث عبدِ الرَّحْمانِ بْنِ عَوْفٍ، يومَ الشُّورَى: وَلَا تَغْمِدُوا سُيُوفَكُمْ عَن أَعدائكم، فَتُولِتُوا أَعْمَالَكم) . قَالَ القُتَيْبِيُّ: أَي تَنْقُصُوها، يُرِيدُ أَنّه كَانَت لَهُم أَعمالٌ فِي الجِهاد مَعَ رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فإِذا هم تَرَكُوها، وأَغْمَدُوا سُيُوفَهم، واخْتَلَفوا، نَقَصُوا أَعمالَهُم. يُقَال: لاَتَ يَلِيت، وأَلَتَ يَأْلِت، وبِهما نَزَل القرآنُ، قَالَ: وَلم أَسْمَعْ أَوْلَتَ يُولِتُ، إِلاّ فِي هاذا الحَدِيث قَالَ: {وَمَآ {أَلَتْنَاهُمْ مّنْ عَمَلِهِم} (الطّور: 21) ، يجوز أَن يكون من: أَلَتَ، وَمن: أَلاتَ، قَالَ: وَيكون أَلاتَهُ يُلِيته: إِذا صَرَفَهُ عَن الشّيْءِ. قَالَ شَيخنَا: وَقد استعملوه لَازِما، قَالُوا: أَلت الشَّيْءُ، كضَرَبَ: إِذا نَقَصَ، كَمَا فِي المِصْباح وغيرِه، وَزَاد بَعضهم لُغَة أُخْرى، وَهِي أَنّه يُقَال: أَلِت، كفَرِحَ، ويدُلُّ لَهُ قِراءَة ابْنِ كَثِيرٍ: {وَمَآ أَلَتْنَاهُمْ} ، فِي الطّور، بِكَسْر اللَّام، حَكَاهُ ابْن جِنِّي، وأَغْفَلَه المصنِّفُ وغيرُه. قلت: ولعلَّها هِيَ اللُّغَة الَّتِي نقلهَا القُتَيْبِيُّ، ونقلَ عَنهُ ابْن مُكَرَّمٍ، وإِنَّما تَصَحَّف على شَيخنَا، فلْيُراجَعْ فِي محلّه.
(و) الأَلْتُ: الحَلِفُ، ورُوِيَ عَن الأَصمعيّ أَنَّه قَالَ: أَلَتَه يَمِيناً، يَأْلِته، أَلْتاً: إِذا (حَلَّفَه) ، وَفِي الصَّحاح: أَحْلَفَهُ. وَقَالَ غيرُهُ: أَلَتهُ باليَمِين، أَلْتاً: شدَّدَ عَلَيْهِ، ورُوِيَ عَن عُمَرَ، رَضِيَ الله عَنهُ: (أَنَّ رَجُلاً قَالَ لَهُ: اتَّقِ اللَّهَ، يَا أَمِيرَ المؤْمِنِين، فسَمِعَهَا رجلٌ، فَقَالَ: أَتأْلِت على أَميرِ الْمُؤمنِينَ؟ فَقَالَ عمَرُ: دَعْه) ، الحَدِيث. قَالَ ابْن الأَعْرَابيّ: معنَى قولِه:} أَتَأْلِته؟ أَتَحُطُّه بذالك؟ أَتَضَع مِنْهُ؟ أَتُنَقِّصُهُ؟ قَالَ أَبو مَنْصُور: وَفِيه وجهٌ آخَر، وَهُوَ أَشْبَه بِمَا أَراد الرجلُ، فذكَرَ قولَ الأَصمَعِيِّ السابقَ، ثمَّ قَالَ: كأَنه لما قَالَ: اتَّقِ اللَّهَ، فقد نَشَدَهُ باللَّهِ. تَقول الْعَرَب: {أَلَتُّكَ باللَّهِ لَمَا فَعَلْتَ كَذَا، مَعْنَاهُ: نَشدْتُكَ باللَّهِ.} والأَلْتُ: القَسَمُ، يُقَال: إِذا لم يُعْطِكَ حَقَّكَ، فقَيِّدْهُ {بالأَلْتِ.
(و) أَلَتَهُ: (طَلَبَ مِنْهُ حَلِفاً، أَو شَهَادَةً، يَقومُ لَهُ بهَا) .
(و) عَن أَبي عَمْرٍ و: (} الأُلْتَة، بالضَّم: العَطِيَّة القَلِيلَة) .
(واليَمِين الغَمُوسُ) .
( {- وأُلْتِي، بالضَّمِّ وكَسْرِ التاءِ) الْمُثَنَّاة، بِهَذَا ضبَط ياقوت، (و) } أُلْتَى (كحُبْلَى) ، وَالْمَشْهُور الأَوّلُ: (قَلْعَةٌ) فِي بِلاد الرُّوم، (و) هِيَ (د) حَصينةٌ فِي بِلَاد الكُرْجِ (قُرْبَ تَفْلِيسَ) ، كَمَا أَخبرني مَنْ دخَلَها.
والأَلْتُ، بِفَتْح فَسُكُون: (البُهْتَان) ، عَن كُراع.
( {وأَلِّيتُ) ، بِالْفَتْح وشدّ اللاّم مَعَ كسرهَا: (ع) ، قَالَ كُثَيِّر عَزَّةَ:
بروضة} أَلِّيتَ قَصْراً خَنَاثَا
(ومَا لَهُ نظِيرٌ سِوَى: كَوْكَبٌ دَرِّيءٌ) وَقد سبق بَيَانه. (و) فِي المُحْكَمِ: هَذَا البناءُ عزيزٌ، أَو مَعْدُوم. إِلاَّ (مَا حَكاه أَبو زَيْد من قَوْلِهم: عَلَيْهِ سَكِّينَةٌ) قلتُ: وسيأْتي لَهُ رَابِع فِي برت.

رُوِيَ

(رُوِيَ) تزَود بِالْمَاءِ وَفُلَان فِي الْأَمر نظر فِيهِ وتفكر وَفُلَانًا أرواه (فِي معنييها)
(رُوِيَ) من المَاء وَنَحْوه ريا وَرُوِيَ شرب وشبع وَيُقَال روى الشّجر والنبت تنعم فَهُوَ رَيَّان وَهِي ريا وريانة (ج) رواء
رُوِيَ
: (ى} رَوِيَ من الماءِ واللَّبَنِ، كرَضِيَ، {رَيّاً} ورِيّاً) ، بالكسْرِ والفتْحِ. ( {ورَوَى) ؛ هُوَ فِي النُّسخِ هَكَذَا بفتْحِ الَّراءِ والواوِ على أنَّه فِعْلٌ ماضٍ، والصَّوابُ} رِوىً مِثْل رَضِي رضَا، كَمَا هُوَ نصُّ الصِّحاحِ والمُحْكَم؛ ( {وتَرَوَّى} وارْتَوَى) : كلُّ ذلكَ (بِمَعْنًى) واحِدٍ.
(و) {رَوِيَ (الشَّجَرُ) مِن الماءِ} ريّاً: (تَنَعَّمَ، {كتَرَوَّى، والاسمُ} الرِّيُّ بالكسْرِ) .
قَالَ شيْخُنا: هَذَا هُوَ المَشْهورُ فِي الدَّواوِين اللّغَويَّة، وحكَى الشامِيُّ فِي سيرتِه بالفتْحَ أَيْضاً.
(و) قد (! أَرْواني) ، وَمِنْه قوْلُهم للناقَةِ الغَزيرَةِ: هِيَ {تُرْوِي الصَّبِيَّ لأنَّه ينامُ أَوَّل الليلِ؛ فيُرِيدُون أَنَّ درَّتَها تَعْجَلُ قَبْلَ نَوْمِه.
(وَهُوَ} رَيَّانٌ، وَهِي {رَيّا، ج} رِواءٌ) . يقالُ: رَجُلٌ {رَيَّانٌ، ونَباتٌ} رَيَّانٌ، وشَجَرٌ {رِواءٌ؛ قالَ الأعْشى:
طَرِيقٌ وجَبَّارٌ} رِواءٌ أُصُولُه
عَلَيْهِ أَبَابيلٌ مِنَ الطَّيْرِ تَنْعَبُقالَ الجوهريُّ: وَلم تُبْدل مِنَ الياءِ وَاو لأنَّها صفَةٌ، وإنَّما يُبْدلون الياءَ فِي فَعْلَى إِذا كانَت اسْماً وَالْيَاء مَوْضِع اللَّام، كقَوْلكَ شَرْوَى هَذَا الثَّوْبِ، وإنَّما هِيَ من شَرَبْتُ، وتَقْوَى، وإنَّما هِيَ مِن التَّقِيَّةِ، وَإِن كَانَت صفَةً تَرَكُوها على أَصْلِها، قَالُوا: امْرأَةٌ خَزْيا ورَيَّا، وَلَو كَانَت {رَيَّا اسْماً لكانتْ رَوَّا لأنَّك تبدل الأَلفَ واواً مَوْضِع اللَّام وتَتْرك الواوَ الَّتِي هِيَ عَيْن فَعْلَى على الأصْلِ؛ وقَوْل أَبي النَّجْم:
واهاً} لرَيّاً ثمَّ واهاً واها إنَّما أَخْرَجَه على الصفَّةِ، انتَهَى.
قُلْتُ: وأَصْلُه كَلامُ سِيْبَوَيْه فِي الكِتابِ، وَقد نقلَهُ ابنُ سِيدَه أَيْضاً فِي المُحْكَم مَعَ زيادَةٍ وإيضاحٍ.
(وماءٌ {رَوِيٌّ} ورِوًى {ورَواءٌ، كغَنِيِّ وإِلَى وسَماءٍ) ؛ أَي (كثيرٌ مُرْوٍ) ؛ كَمَا فِي المُحْكَم.
وَفِي الصِّحاحِ: ماءٌ} رَواءٌ عَذْبٌ؛ قالَ الزَّفيان:
يَا إبلي ماذامُه فَتَأْبَيْهْ
ماءٌ {رواءٌ ونَصِيٌّ حَوْلَيْه ْوإذا كَسَرْت الراءَ قَصَرْته وكَتَبْته بالياءِ فقلْتَ ماءٌ} رِوىً، ويقالُ: هُوَ الَّذِي فِيهِ للوارِدَةِ {رِيٌّ.
وَفِي التَّهذيبِ: ماءٌ} رَواءٌ! ورِوىً، إِذا كَانَ يَصْدُرُ من يَرِدُه عَن {رِيَ، وَلَا يكونُ هَذَا إلاَّ صفَة لأعْدادِ المِياهِ الَّتِي لَا تَنْزَحُ وَلَا يَنْقَطِع ماؤُها؛ وأَنْشَدَ ابنُ سِيدَه:
تَبَشَّرِي بالرِّفْهِ والماءِ} الرِّوَى
وفَرَحٍ مِنْكِ قَرِيب قد أَتَى وقالَ الحُطَيْئة:
أَرَى إِبِلي بجَوْفِ الماءِ حَلَّتْ
وأَعْوَزَها بِهِ الماءُ {الرِّواءُ (} والرَّاوِيَةُ: المَزادَةُ فِيهَا الماءُ.
(و) يُسَمَّى (البَعِيرُ والبَغْلُ والحِمارُ) الَّذِي (يُسْتَقَى عَلَيْهِ) {رَاوِيَة على تَسْمِية الشيءِ باسْمِ غيرِهِ لقرْبه مِنْهُ، هَذَا نَصّ ابنُ سِيدَه إلاَّ أَنَّه اقْتَصَر على البَعيرِ.
وَفِي التَّهْذيبِ:} الرَّاوِيَةُ البَعيرُ الَّذِي يُسْتَقَى عَلَيْهِ، ووِعاءُ الماءِ الَّذِي هُوَ المَزادَةُ إنَّما سُمِّي رَاوِيَة لمَكانِ البَعيرِ الَّذِي يَحْمِلها.
وَقَالَ الجوهريُّ: الرَّاوِيَةُ البَعيرُ أَو البَغْلُ أَو الحِمارُ الَّذِي يُسْتَقَى عَلَيْهِ، والعامَّةُ تُسَمِّي المَزادَة رَاوِية، وذلكَ جاِئرٌ على الاسْتِعارَةِ، والأَصْلُ مَا ذَكَرْنا.
وَفِي المِصْباح: {روى البَعيرُ الماءَ} يرْوِيه، مِن بابِ رَمَى، حَمَلَه فَهُوَ {رَاوِيَةٌ، الهاءُ فِيهِ للمُبالَغَةِ ثمَّ أُطْلِقَتْ} الرَّاوِيَةُ على كلِّ دابَّةٍ يُسْتَقَى الماءُ عَلَيْهَا.
قَالَ شيْخُنَا وظاهِرُ المصنِّفِ إطْلاقُ الرَّاوِيَةِ على الكُلِّ حَقِيقَة، وقيلَ: هِيَ حَقيقةٌ فِي الجَمَلِ مَجازٌ فِي المَزادَةِ، وقيلَ بالعكْسِ، وجَمْعُ {الرَّاوِيَةِ} الرَّوايا، قالَ أَبُو النَّجْم:
تَمْشِي من الرِّدَّةِ مَشْيَ الحُفَّلِ
مَشْيَ! الرَّوايا بالمَزادِ الأَثْقَلِوقالَ لبيدٌ: فتَوَلَّوْا فاتِراً مَشْيُهُمُ
{كرَوايا الطّبْعِ هَمَّتْ بالوَحَلْ (و) فِي المِصْباح: ومِن رَوَى البَعيرُ الماءَ} يَرْوِي قَوْلهم: ( {رَوَى الحدِيثَ} يَرْوِي {رِوايَةً) بالكَسْرِ؛ وَكَذَا الشِّعْر.
(} وتَرَوَّاهُ بِمعْنًى) حَمَلَه ونَقَلَهُ رجُلٌ رَاوٍ؛ قالَ الفَرَزْدق:
أَما كَانَ فِي مَعْدانَ والفيلُ شاغِلٌ
لعَنْبَسةَ {الرَّاوِي عليَّ القَصائِدا؟ وَفِي حديثِ عائِشَةَ: (} تَرَوَّوْا شِعْرَ حميد بن المُضَرِّبِ، فإنَّه يُعِينُ على البِرِّ.
وَفِي الصِّحاحِ: وتقولُ أَنْشِد القَصِيدَةَ يَا هَذَا، وَلَا تَقُلْ {ارْوِها إلاَّ أنْ تأْمرَهُ} بِروايَتِها، أَي اسْتظهارِها.
(وَهُوَ {رَاوِيَةٌ) للحدِيثِ والشِّعْرِ؛ الهاءُ (للمُبالَغَةِ) ، أَي كَثيرُ} الرِّوايَةِ.
(و) {رَوَى (الحَبْلَ) } رَيّاً: (فَتَلَهُ) أَو أَنْعَم فَتْلَه، ( {فَارْتَوَى.
(و) } رَوَى (على أَهْلِهِ ولَهم) {ريَّةً: (أَتَاهُم بالماءِ) ؛ نَقَلَهُ الجوهريُّ.
(و) رَوَى (على الرَّحْلِ) ، كَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ على الرَّجلِ كَمَا هُوَ نَصُّ الصِّحاحِ والمُحْكَم؛ (شَدَّهُ على البَعيرِ لِئَلاَّ يَسْقُط) .
ونَصّ المُحْكم: رَوَى على الرَّجُل شدَّهُ} بالرَّواءِ لئَلاَّ يَسْقُطَ عَن البَعيرِ من النَّوْم.
وَفِي الصِّحاحِ: {رَوَيْت على الرَّجُلِ: شَدَدْتُه على ظَهْرِ البَعيرِ لئَلاَّ يَسْقُطَ مِن غَلَبَةِ النَّوْم؛ قالَ الراجزُ:
إنِّي على مَا كانَ مِنْ تَخَدُّديودِقَّةٍ فِي عَظْم ساقي ويَدِي} أَرْوي على ذِي العُكَنِ الصَّفَنْدَدِ (و) {رَوَى (القَوْمَ) } يَرْوِي! ريَّةً: (اسْتَقَى لَهُم) ، نقَلَهُ الجوهريُّ عَن يَعْقوب. ( {ورَوَّيْتُه الشِّعْرَ) } تَرْوِيةً: (حَمَلْتُه على {رِوايَتِه) ، أَو} رَوَيْتُه لَهُ حَتَّى حَفِظَه {للرِّوايةِ عَنهُ؛ (} كأَرْوَيْتُه) ، أَي يُعَدّى؛ {رِوايَة الحدِيثِ والشِّعْر بالتَّضْعيفِ وبالهَمْزةِ.
(و) } رَوَّيْتُ (فِي الأمْرِ) {تَرْوِيَةً: (تَظَرْتُ وفَكَّرْتُ) بتَأَنَ، لُغَةٌ فِي رَوَّأْتُ ورَيَّأْتُ، عَن الأَزْهرِيِّ.
(والاسْمُ} الرَّوِيَّةُ) ، كغَنِيَّةٍ.
وَفِي الصِّحاحِ: {الرِّويَّةُ التَّفَكُّرُ فِي الأَمْرِ؛ جَرَتْ فِي كلامِهم غَيْر مَهْموزَةٍ.
(ويَوْمُ} التَّرْوِيَةِ) : ثامِن ذِي الحجَّةِ (لأَنَّهم كَانُوا {يَرْتَوُونَ فِيهِ مِن الماءِ لمَا بَعْدُ) .
وَفِي التَّهذيبِ: لأنَّ الحاجَّ يَتَزوَّدُونَ فِيهِ مِنَ الماءِ ويَنْهضُونَ إِلَى مِنىً وَلَا ماءَ بهَا فيَتَزَوَّدُونَ رِيَّهم من الماءِ.
(أَو لأنَّ إبراهيمَ، عَلَيْهِ السلامُ) ، وعَلى نَبيِّنا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (كانَ} يَتَرَوَّى ويَتَفَكَّرُ فِي {رُؤياهُ فِيهِ، وَفِي التَّاسِع عَرَّفَ، وَفِي العاشِر اسْتَعْمَل.
(} والرَّوِيُّ) ، كغَنِيَ: (حَرفُ القافِيَةِ) . يقالُ: قَصِيدَتانِ على {رَوِيَ واحِدٍ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وقالَ الأخْفَش:} الرَّوِيُّ الحَرْفُ الَّذِي تُبْنَى عَلَيْهِ القَصِيدَةُ ويلزمُ فِي كلِّ بيتٍ مِنْهَا فِي موَضِعٍ واحِدٍ، والجَمْعُ {رَوِيَّات، حكَاهُ ابنُ جنِّي.
قالَ ابنُ سِيدَه: وأراهُ تَسمعاً مِنْهُ وَلم يَسْمَعْه من العَرَبِ.
(و) } الرَّوِيُّ: (سَحابَةٌ عَظِيمَةُ القَطْرِ) شَديدَةُ الوَقْعِ كالسَّقِيِّ والرِّمِيِّ، والجَمْعُ أَرْوِيَةٌ.
(و) الرَّوِيُّ: (الشُّرْبُ التَّامُّ) يقالُ: شَربْتُ شُرْباً {رَوِيّاً أَي تامّاً، نقلَهُ الجوهريُّ.} وَالرَّاوِي: من يقوم على الْخَيل نَقله ابْن سَيّده وجبل! الرَّيَّان: بِبِلَاد طيي، سمي بِهِ لِأَنَّهُ لايزال يسيل مِنْهُ المَاء وَهُوَ (سقط: من منتصف الصفحة (194) حَتَّى منتصف الصفحة (195) .) من أطول جبال أجا، وجبل آخر أسود ببلادهم، يوقدون فِيهِ النَّار فترى من مسيرَة ثَلَاث، (و) {رَيَّان ة بنسا مِنْهَا، أَبُو جَعْفَر (محمحد بن أَحْمد بن عبد الله ابْن أبي عون النسوي عَن عَليّ بن حجر، وَأحمد الدَّوْرَقِي ,عَنهُ مُحَمَّد بن مخلد الدوري، وَابْن قَانِع والطبرانيمات سنة 313. هَكَذَا ضَبطه بِالتَّشْدِيدِ الْحَافِظ أبوبكرالخطيبفي المؤتنف، والأمير ابْن مَاكُولَا، وَغلط من خففه، فِيهِ تَعْرِيض على شَيْخه الذَّهَبِيّ، فَإِنَّهُ هكذاضبطه تبعا لِابْنِ نقطة، وَأما ابْن السَّمْعَانِيّ فَقَالَ: لايعرفها أَهلهَا إِلَّا مُخَفّفَة، وَرُبمَا قَالُوا: الرذاني، أَي: بقلب الْيَاء ذالاًمعجمة، وَمن رَيَّان هَذِه أَيْضا أَبو جَعْفرٍ محمدُ بنُ أَحمد بنِ عَبْد الجبّارِ الرَّيَّانيُّ صاحِبُ حُمَيْد بنِ زَنْجَوَيْه مُؤَلِّفُ كتابِ التَّرغِيب رَواهُ عَنهُ، وَعنهُ ابنُ أبي شُرَيْح الأنْصاري.
(و) رَيَّانُ: (أُطُمُّ بِالْمَدِينَةِ.
(و) أَيْضاً: (وادٍ بحِمَى ضَرِيَّةَ) مِن أرْضِ كلابٍ أَعْلاهُ للضّبابِ وأَسْفَله لبَني جَعْفرٍ.
(و) أَيْضاً: (جَبَلٌ بدِيارِ بَني عامِرٍ) ، وأَنْشَدَ الجوهريُّ للبيدٍ:
فمَدَافِعُ} الرَّيَّان عُرِّيَ رَسْمُها
خَلَقاً كَمَا ضَمِنَ الوُحِيَّ سِلامُهاورأَيْتُ فِي الحاشِيَةِ مَا نَصّه: المَعْروفُ فِي شرْحِ بيتِ لبيدٍ أنَّ الرَّيَّان اسمُ وادٍ لبَني عامِرٍ، وَلم أجِد أنَّه اسمُ جَبَلٍ لغيرِ الجوهريِّ.
(و) أَيْضاً: (ة باليَمامَةِ.
(و) أَيْضاً: (محلَّةٌ ببَغْدادَ، مِنْهَا) أَبو المعالِي (هبَةُ اللَّهِ بنُ الحُسَيْنِ المَعْروفُ بابنِ التَّلِّ) ؛ كَذَا فِي النُّسخ بالفَوْقيَّةِ والصَّوابُ بالباءِ الموحَّدَةِ كَمَا ضَبَطَه الذهبيُّ والحافِظُ، رَوَى عَن قاضِي المَارسْتان ماتَ سَنَة سَبْعمائَة.
(و) أَبو بكْرٍ (عبدُ اللَّهِ بنُ مَعالِي) {الريَّانيُّ عَن شَهْدَةَ وغيرِها، ماتَ سَنَة 627.
(و) أَيْضاً: (ع قُرْبَ مَعْدِنِ بَني سُلَيْم) على مِيلَيْن مِنْهُ، كانَ الرَّشيدُ ينزلُه إِذا حَجَّ وَله بِهِ قُصُورٌ.
(} ورَيَّانُ الرَّاسِبيُّ) شيخٌ للجُرَيْرِي؛ (و) {ريَّانُ (بنُ مُسْلِم) شيخٌ لضَمْرَةَ؛ (وحجَّاجُ بنُ رَيَّانٍ) شيخٌ للحَصَائِريّ، (وعُمَرُ بنُ يُوسُفَ بنِ رَيَّانٍ) حَدَّثَ بالرملة، (مُحَدِّثونَ) .
وفاتَهُ:
ريَّانُ بنُ عبدِ اللَّهِ سَمِعَ مِنْهُ الصوريُّ، وريَّانُ بنُ أَكْرَم ذكَرَه ابنُ حبيبٍ، وعَطَاءُ بنُ رُيَّانٍ شيخٌ ليَزيد بنِ أُبَيَ استدْرَكَهم الحافِظُ على الذهبيّ.
(وغالِبُ مَنْ سُمِّي بِهِ إنَّما يُذْكَرُ بأَلْ سِواهُمْ) ممَّنَ ذكر.
(} والرَّيَّا: الِّريحُ الطَّيِّبَةُ) ؛ وَمِنْه قوْلُ امْرىءِ القَيْسِ:
نَسِيمَ الصَّبا جاءتْ {برَيَّا القَرَنْفُلِ وقالَ المُتَلمسُ يَصِفُ جارِيَةَ:
فَلَو أَن مَحْمُوماً بخَيْبَر مُدْنَفاً
تَنَشَّقَ} رَيَّاها لأَقْلَعَ صالِبُهْويقالُ للمَرْأةِ: إنَّها الطَيِّبَة الرَّيَّا إِذا كانتْ عَطِرَة الجِرْم.
(! والأُرْوِيَّةُ، بالضَّمِّ والكسْرِ) ؛ اقْتَصَرَ الجوهريُّ على الضمِّ؛ ونَقَلَ ابنُ سِيدَه الكَسْرَ عَن اللَّحْيانيّ، (أُنْثَى الوُعولِ) ، وَهِي تيوسُ الجَبَلِ، وَهِي أُفْعُولَة فِي الأصْل إلاَّ أنَّهم قلبُوا الواوَ الثانيَة يَاء وأدْغَمُوها فِي الَّتِي بَعْدها وكسَرُوا الأُولى لتَسْلم الْيَاء، كَمَا فِي الصِّحاح.
(وثَلاثُ {أَراويَّ) ، على أَفاعِيلَ، (إِلَى العَشْرِ، والكثيرُ} أَرْوَى) ، على أَفْعَل بغيرِ قِياسٍ؛ نقلَهُ الجوهريُّ.
وذَهَبَ أَبو العبَّاس إِلَى أنَّها فَعْلَى والصَّحِيحُ أنَّها أَفْعَل لكَوْن {أُرْوِيَّةٍ أُفْعُولَةً، (أَو هُوَ اسمٌ للجَمْع) .
قالَ ابنُ سِيدَه: وَكَون أَراوِيَّ لأَدْنَى العَدَدِ وأَرْوَى الكَثيرِ هُوَ قوْلُ أَهْلِ اللُّغَةِ، والصَّحِيحُ عنْدِي أنَّ أَراوِيَّ تَكْسِير} أَرْوِيَّةٍ كأُرْجُوحةٍ وأَراجِيحَ، {والأرْوَى اسمٌ للجَمْع.
وَفِي التَّهْذِيبِ عَن أَبي زيْدٍ: يقالُ للأُنْثَى} أُرْوِيَّة، وللذَّكَر أُرْوِيَّة، ويقالُ للأُنْثَى عَنْزٌ وللذَّكَر وَعِلٌ، وَهِي مِن الشاءِ لَا مِن البَقَر.
( {والمَرْوَى) ، كمَقْعدٍ: (ع بالبادِيَةِ) ؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
(وتَرَوَّتْ مَفاصِلُه: اعْتَدَلَتْ وغَلُظَت) ؛ عَن ابنِ سِيدَه، (} كارْتَوَتْ) ؛ وَهَذِه عَن الأَزْهريّ.
وَفِي الصِّحاحِ: {ارْتَوَتْ مَفاصِلُ الرَّجُلِ.
(} والرَّواءُ، كسَماءٍ: بِئْرُ زَمْزَمَ) ، أَي مِن أَسْمائِه.
يقالُ: ماءٌ {رواءٌ إِذا كانَ لَا يَنْزَحُ وَلَا يَنْقَطِعُ.
(و) } الرِّواءُ؛ (ككِساءٍ: حَبْلٌ يُشَدُّ بِهِ المَتاعُ على البَعيرِ، ج {الأَرْوِيَةُ) ؛ نقلَهُ الجوهريُّ.
وقيلَ: هُوَ حَبْلٌ مِن حِبالِ الخِبَاء.
وقالَ أَبو حنيفَةَ: هُوَ أَغْلَظُ مِن الأَرْشِيَةِ.
وَفِي التَّهذيبِ: الحَبْلُ الَّذِي} يُرْوى بِهِ على {الرَّاوِيَة إِذا عُكِمَتْ المزادتان.
(} كالمِرْوَى، بالكسْرِ، ج مَراوَى) بفتْح الواوِ وكسْرِها، نقلَهُ الأزهريُّ.
(! والرَّوُّ: الخِصْبُ) ؛ نقلَهُ الأزْهريُّ عَن ابنِ الأعرابيِّ. ( {وأَرْوَى: ة بمَرْوَ، وَهُوَ} أَرْواوِيُّ) ، على غيرِ قِياسٍ.
(و) {أَرْوَى: (ماءٌ بِطَرِيقِ مكَّةَ، شرَّفَها اللَّهُ تَعَالَى، قُرْبَ الحاجِرِ) .
يقالُ لَهُ مُثَلّثَة أَرْوَى لفزارَةَ، نقلَهُ الصَّاغانيُّ.
(} ورُواوَةُ، بالضَّمِّ: ع قُرْبَ المَدينَةِ) قبليّ بِلادِ مُزَيْنَةَ؛ قالَ كثِّيرُ عزَّةَ:
وغَيَّرَ آياتٍ ببرقِ {رُواوَةٍ
تَنائِي اللَّيالي والمَدَى المُتَطاوِلُ (} والرُّوَيَّةُ، كسُمَيَّة: ماءٌ.
( {والمُرَوَّى، كمُعَظَّمٍ: ع) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} تَرَوَّى تَزَوَّدَ للماءِ؛ {كرَوَّى} تَرْوِيَةً.
{والرَّاوِيَةُ: الرَّجُلُ المُسْتَقِي لأَهْلِه.
قالَ ابنُ الأعْرابيِّ: يقالُ لسادَةِ القَوْمِ} رَوَايا، وَهِي جَمْعُ {رَاوِيَةٍ، شُبِّه السَّيِّد الَّذِي يُحَمَّل الدِّيَّات عَن الحيِّ بالبَعيرِ} الرَّاوِيَة؛ وَمِنْه قوْلُ الرَّاعِي:
إِذا نُدِبَتْ {رَوايا الثِّقْل يَوْماً
كَفَيْنا المُضْلِعاتِ لمَنْ يَلِيناوقالَ تَمِيمِيُّ وذَكَرَ قَوْماً أَغاروا عَلَيْهِم: لَقينَاهُم فقَتَلْنا} الرَّوايا وأَبَحْنَا الزَّوايا، أَي قَتَلْنا السَّادَات وأَبَحْنَا البُيوتَ ورَوَى عَلَيْهِ {رَيّاً وأَرْوَى: شَدَّ عَلَيْهِ بالحبْلِ.
} وأَرْوَى: اسمُ امْرأَةً، وَمِنْه قوْلُ الشاعِرِ:
دايَنْتُ {أَرْوَى والدُّيونُ تقضى وكَذلكَ} الأُرْوِيّةُ تُسَمّى بِهِ المَرْأَة.
{والرَّوِيُّ، كغَنِيَ: المُتَأَنِّي والضَّعِيفُ والسَّوِيُّ الصَّحِيحُ البَدَنِ والعَقْلِ.
} والرَّوِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: الحاجَةُ. يقالُ: لنا قبلَكَ! رَوِيَّةٌ؛ نقلَهُ الجوهرِيُّ والأَزْهرِيُّ. {والرَّوِيَّةُ أَيْضاً: البَقِيَّةُ مِن الدَّيْن ونحوِه: نقلَهُ الجوهريُّ.
وأَيْضاً: قَرْيةٌ باليَمَنِ مِن أَعْمالِ زبيدٍ، وَقد دَخَلْتها.
ورطبٌ رَوِيّ ومُرْوٍ: إِذا أَرْطَبَ فِي غيرِ نَخْلَةٍ.
} وأَرْوَى {الرّواء على البَعيرِ مِثْل} رَواهُ.
{وأَرْوَى: إِذا شَدّ عكمه} بالرِّواءِ.
ويقالُ: مِن أَيْنَ {رَيَّتُكم، بفتحِ الراءِ: أَي مِن أَيْنَ} تَرْتَوُونَ الماءَ؛ نقلَهُ الجوهريُّ والأَزْهريُّ.
{والرَّاوِي يكونُ للماءِ وللشِّعْرِ، والجَمْعُ} رُواةٌ.
ويقالُ: {رُوِّينا الحديثَ، مُشَدَّداً مَبْنياً للمَفْعولِ.
ورجُلٌ لَهُ} رُواءٌ، بالضمِّ: أَي مَنْظرٌ؛ نقلَهُ الجوهريُّ.
ورجُلٌ {رَوَّاءُ، ككتَّانٍ: إِذا كانَ الاسْتِقاءُ} بالرَّاوِيَةِ لَهُ صِناعَةً.
يقالُ: جَاءَ {رَوَّاءُ القوْمِ؛ نقلَهُ الأزْهريُّ.
} وارْتَوَتِ النَّخْلَة: إِذا غُرِسَت فِي قفيرٍ ثمَّ سُقِيَت مِن أَصْلِها.
{وارْتَوَى الحَبْل: غَلُظَتْ قُواهُ، أَو كَثُرَتْ.
وفَرَسٌ} رَيَّانُ الظَّهْرِ: إِذا سَمِنَ مَتْناهُ.
{ورَوَّى رأْسَه بالدُّهْنِ والثَّرِيد بالدَّسَم: طَرَّاهُ؛ نقلَهُ الأزْهريُّ.
وسَمَّى النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم السَّحابَ} رَوايَا البِلادِ، على التَّشْبيهِ.
وَفِي الحدِيثِ: (شَرُّ {الرَّوايَا} رَوَايا الكَذِبِ) ؛ هُوَ جَمْعُ رَوِيَّة، أَو رَاوِيَة.
{ورَيَّانُ: صَخْرَةٌ عظيمةٌ بينَ حاذة ومَعْدنِ بَني سُلَيْم على سَبْعةِ أَمْيالٍ مِنْهُ.
وأَيْضاً: جَبَلٌ فِي طَريقِ البَصْرةِ إِلَى مكَّة.
وآخَرُ لغَنِيَ.
وبَنُو} رَيَّان: بَطْنٌ من الهوارةِ فِي الصَّعيدِ الأَعْلَى، وَهُوَ جَدُّ {الرياينة.
وبَنُو} رُوَيَّةَ، كسُمَيَّة: بَطْنٌ باليَمَنِ؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
{ورَيَّانُ بنُ كاثرٍ: بَطْنٌ مِن بَني سامَةَ بنِ لُؤَيَ.
} والرِّواءُ، ككِتابٍ: سيفُ البرَّاءِ بنِ مَعْرورٍ، رضِيَ الله عَنهُ.

أَي

(أَي)
حرف نِدَاء أَي مُحَمَّد وحرف تَفْسِير عِنْدِي عسجد أَي ذهب وَرَأَيْت غضنفرا أَي أسدا
(أَي)
تكون شَرْطِيَّة نَحْو {أَيّمَا الْأَجَليْنِ قضيت فَلَا عدوان عَليّ} واستفهامية نَحْو {أَيّكُم زادته هَذِه إِيمَانًا} وموصولة نَحْو {ثمَّ لننزعن من كل شيعَة أَيهمْ أَشد على الرَّحْمَن عتيا} ووصفا للدلالة على الْكَمَال مُحَمَّد رجل أَي رجل
أَي
: ( {أَيُّ) . كَتَبَه بالحُمْرةِ، وَهُوَ فِي الصِّحاحِ، فالأَوْلى كتبه بالسَّوادِ: (حَرْفُ اسْتِفْهامٍ عمَّا يَعْقِلُ وَمَا لَا يَعْقِلُ) .
(هَكَذَا هُوَ فِي المحْكَم.
وقالَ شيْخُنا: لَا قَائِل بحَرْفِيَّتها بَلْ هِيَ اسمٌ تُسْتَعْملُ فِي كلامِ العَرَبِ على وُجُوهٍ مَبْسوطَةٍ فِي المُغْني وشُرُوحِه، وكَلامُ المصنِّفِ فِيهَا كُلّه غَيْر مُحَرَّر.
ثمَّ قالَ ابنُ سِيدَه: وقَوْلُ الشاعِرِ:
وأَسْماءُ مَا أَسْماءُ لَيْلَةَ أَدْلَجَتْإليَّ وأَصْحابي} بأَيِّ وأَيْنَما فإنَّه جعلَ أَيَّ اسْماً للجهَةِ، فلمَّا اجْتَمَعَ فِيهِ التَّعْريفُ والتأْنِيثُ مَنَعَه الصَّرْف.
وَقَالُوا: لأَضْرِبَنَّ أَيُّهم أَفْضَلُ؛ أَيِّ (مَبْنِيَّةٌ) عنْدَ سِيْبَوَيْه، فلذلِكَ لم يَعْمل فِيهَا الفِعْلُ؛ كَمَا فِي المُحْكَم وَفِي الصِّحاحِ.
وقالَ الكِسائيّ: تقولُ: لأَضْرِبَنَّ أَيَّهم فِي الدارِ، وَلَا يَجوزُ أَن تقولَ ضَرَبْت أَيُّهم فِي الدارِ، فَفرق بينَ الوَاقِعِ والمُنْتَظَرِ. وقالَ شَيْخُنا: أَيّ لَا تُبْنى إلاَّ فِي حالَةٍ مِن أَحْوالِ المَوْصولِ، أَو إِذا كانتْ مُنادَاة، وَفِي أَحْوالِ الاسْتِفهامِ كُلّها مُعْرَبَة، وكَذلِكَ حالُ الشَّرْطِيّة وغَيْر ذلِكَ، وَلَا يعْتَمد على شيءٍ مِن كَلامِ المصنِّف انتَهَى.
قُلْتُ: وَقد عَرَفْت أنَّه قَوْلُ سِيْبَوَيْه على مَا نَقَلَه ابنُ سِيدَه. فقوْل شيْخنا أنَّه لَا يُعْتَمد إِلَى آخِرِه مَحلُّ نَظَرٍ.
ثمَّ قالَ بعضٌ: لعلَّ قَوْله مَبْنِيَّة مُحَرَّفَة عَن مُبَيِّنَة بتقْدِيم التّحْتِيَّة على النونِ مِن البَيَانِ، {أَي مُعْرَبَة، وقيلَ: أرادَ بالبِناءِ التَّشْديد وكُلّه خِلافُ الظاهِرِ، انتَهى.
قُلْتُ: وَهُوَ مِثْل مَا ذكرَ وحيثُ ثبتَ أَنه قَوْلُ سِيْبَوَيْه فَلَا يحتاجُ إِلَى هَذِه التَّكْلِفاتِ البَعِيدَةِ وَمن حفظ حجَّة على مَنْ لم يَحْفظ.
(وَقد تُخَفَّفُ) لضَرُورَةِ الشِّعْرِ، (كقَوْلهِ) ، أَي الفَرَزْدَق:
(تَنَظَّرْتُ نَسْراً والسِّماكَيْنِ} أَيْهُما (عليَّ من الغَيْثِ اسْتَهَلَّتْ مواطِرُهْإنما أَرادَ {أَيُّهما، فاضْطَرَّ فحذَفَ.
(ووَقَعَ فِي كتابِ المُحْتَسب لابنِ جنِّي تَنَظَّرْتُ نَصْراً، وقالَ: اضْطَرَّ إِلَى تَخْفِيفِ الحَرْفِ فحذَفَ الياءَ الثانِيَة وكانَ يَنْبَغِي أَن يردَّ الْيَاء الأُولى إِلَى الواوِ لأنَّ أَصْلَها الْوَاو.
(وَقد تَدْخُلُه الكافُ فيُنْقَلُ إِلَى تكْثيرِ العددِ بمعْنَى كمِ الخَبَرِيَّةِ ويُكْتَبُ تَنْوِينه نوناً، وفيهَا؛) كَذَا فِي النّسخ، والأَوْلى وَفِيه، (لُغاتٌ) يقالُ: (} كأَيَّنْ) ، مِثَالُ كعَيِّن، (وكَيْيِنْ) ، بفتْحِ الكافِ وسكونِ الياءِ، الأُوْلى وكسْرِ الياءِ الثانِيَةِ، (وكائِنْ) ، مثَالُ كَاعِنٍ، ( {وكأَيَ) بوزْنِ رَمَي، (وكَاءٍ) ، مثلُ كَاعٍ، كَذَا فِي النّسخ والصَّوابُ بوزْنِ عَمٍ.
قالَ ابنُ جنِّي: حَكَى ذلِكَ ثَعْلَب. اقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ مِنْهَا على الأُوْلى والثالثَةِ؛ وَمَا عَدَاهُما عَن ابنِ جنِّي، قالَ: تَصَرَّفتِ العَرَبُ فِي هَذِه الكَلِمَةِ لكثْرَةِ اسْتِعْمالِها إيَّاها فقَّدَّمَتِ الياءَ المُشَدَّدَة وأَخَّرَتِ الهَمْزَةَ، كَمَا فَعَلَتْ ذلِكَ فِي عدَّةِ مَوَاضِع، فصارَ التَّقْديرُ كَيِّىءٌ، ثمَّ إنَّهم حَذَفُوا الياءَ الثانِيَةَ تَخْفِيفاً كَمَا حَذَفُوها فِي مَيِّت وهَيِّن، فصارَ التَّقْدير كَيْىءٌ، ثمَّ إنَّهم قَلَبُوا الياءَ أَلِفاً لانْفِتاحِ مَا قَبْلها، فصارَتْ كائِنْ: فمَنْ قالَ:} كأَيِّنْ فَهِيَ أَيُّ أُدْخِلَتْ عَلَيْهَا الكافُ، ومَنْ قالَ: كائِنْ فقد بيَّنَّا أَمْرَه، ومَنْ قالَ: {كأْي بوزْنِ رَمْي فأَشْبَه مَا فِيهِ أنَّه لما أَصارَه التَّغَير على مَا ذَكَرْنا إِلَى كَيْىءٍ قدَّمَ الهَمْزَةَ وأَخّر الياءَ وَلم يَقْلبِ الياءَ أَلِفاً، ومَنْ قالَ: كيءٍ بوزْنِ عَمٍ فإنَّه حذَفَ الياءَ مِن كَيْىءٍ تَخْفِيفاً أَيضاً.
وقالَ الجَوْهرِيُّ: (تقولُ كأَيِّنْ رجُلاً) لَقِيتَ، تَنْصبُ مَا بَعْد كأَيِّنْ على التَّمْييزِ؛ (و) تقولُ أَيْضاً كأَيِّنْ (من رجُلٍ) لَقِيتَ، وإدْخال مِن بَعْد كأَيِّنْ أَكْثَر مِنَ النَّصْبِ بهَا وأَجْوَد؛ وتقولُ:} بكأَيِّنْ تَبِيعُ هَذَا الثَّوْبَ؟ أَي بكَم تَبِيع؛ قالَ ذُو الرُّمَّة:
وكائِنْ ذَعَرْنا مِن مَهَاةٍ ورامِحٍ
بِلادُ العِدَا لَيْسَتْ لَهُ ببِلادِهذا نَصُّ الجَوْهرِيِّ.
قالَ سِيْبَوَيْه: وَقَالُوا كأَيِّنْ رجُلاً قد رأَيت، زَعَمَ ذلِكَ يونُس،! وكأَيِّنْ قد أَتاني رجُلاً، إلاَّ أنَّ أَكْثَر العَرَبِ إنَّما يتَكَّلمُونَ مَعَ مِنْ قالَ: ومعْنَى كأَيِّنْ رُبَّ.
وقالَ الخَلِيلُ: إِن جَرَّها أَحدٌ مِنَ العَرَبِ فَعَسى أَن يجرَّها بإضْمارِ مِن، كَمَا جازَ ذلِكَ فِي كَمْ؛ وقالَ أَيْضاً: كأَيِّنْ عَمِلَتْ فيمَا بَعْدَها كعَمَلِ أَفْضَلَ فِي رجُلٍ فصارَ أَيّ بمنْزِلَةِ التَّنْوين، كَمَا كانَ هم مِنَ قَوْلِهم أَفْضَلهم بمنْزِلَةِ التَّنْوين. قالَ: وإنَّما يَجِيءُ الكافُ للتَّشبيهِ فتَصيِر هِيَ وَمَا بَعْدَها بمنْزِلَةِ شَيْء واحِدٍ.
( {وأَيٌّ أَيْضاً اسمٌ صِيغَ ليُتَوَصَّلُ بهَا؛) كَذَا فِي النّسخ والصَّوابُ بِهِ؛ (إِلَى نداءِ مَا دَخَلَتْه أَلْ كَيَا أَيُّها الرَّجُلُ) وَيَا} أَيُّها الرَّجُلانِ وَيَا أَيُّها الرِّجال، وَيَا {أَيَّتُها المَرْأَةُ وَيَا} أَيَّتُها المَرْأَتانِ وَيَا أَيَّتُها النِّسْوَةُ، وَيَا أَيُّها المَرْأَة وَيَا أَيُّها المَرْأَتانِ وَيَا أَيُّها النِّسْوة. وأَمَّا قَوْلُه، عزَّ وجلَّ: {يَا أَيها النَّمْلُ ادْخلُوا مَسَاكِنَكم} ، فقد يكونُ على قَوْلِكَ يَا {أَيُّتها المَرْأَة وَيَا أَيّها النِّسْوة.
وأَمَّا ثَعْلَب فقالَ: إنَّما خاطَبَ النَّمْلَ بيا أَيّها لأنَّه جَعَلَهم كالنَّاسِ، وَلم يَقُل ادْخُلي لأنَّها كالناسِ فِي المُخاطَبَةِ، وأَمَّا قَوْلُه: {يَا أَيُّها الذينَ آمَنُوا} ، فيأْتي بنِداءٍ مُفْردٍ مُبْهِمِ، وَالَّذين فِي مَوْضِع رَفْعِ صفَةٍ} لأيّها، هَذَا مَذْهَبُ الخَلِيلِ وسِيْبَوَيْه وأَمَّا مَذْهَبُ الأَخْفَش: فَالَّذِينَ صفَةٌ! لأيّ، ومَوْضِعُ الَّذين رَفْع بإضْمارِ الذَّكَرِ العائِدِ على أَيَّ، كأَنّه على مَذْهَبِ الأَخْفَش بمنْزِلَةِ قَوْلِكَ: يَا مَنْ الَّذين أَي يَا من هم الَّذين، وَهَا لازِمَةٌ لأيِّ عِوَضاً ممَّا حُذِفَ مِنْهَا للإضافَةِ وزِيادَةً فِي التَّنْبِيهِ. وَفِي الصِّحاح، وَإِذا نادَيْتَ اسْماً فِيهِ الأَلِفُ والَّلامُ أَدْخَلْتَ بَيْنه وبينَ حَرْفِ النِّداءِ أَيّها فتَقولُ: يَا أَيّها الرَّجُلُ وَيَا أَيَّتُها المَرْأَة، {فأَيّ اسمٌ مُفْردٌ مُبْهم مَعْرِفَة بالنِّداءِ مَبْنِيٌّ على الضمِّ، وَهَا حَرْفُ تَنْبيهٍ، وَهِي عِوَض ممَّا كانتْ أَيّ تُضَافُ إِلَيْهِ، وتَرْفَع الرَّجُل لأنَّه صفَةٌ أَيّ؛ انتَهَى.
وقالَ ابنُ بَرِّي: أَيّ وُصْلَة إِلَى نِدَاء مَا فِيهِ الألِف وَاللَّام فِي قَوْلِكَ يَا أَيُّها الرَّجُل، كَمَا كانتْ} إِيّاً وُصْلَةَ المُضْمَرِ فِي {إيّاه} وإيّاك فِي قَوْلِ مَنْ جَعَل إيَّا اسْماً ظاهِراً مُضَافا على نَحْو مَا سمعَ مِنْ قَوْلِ العَرَبِ: إِذا بَلَغَ الرَّجُلُ السِّتِّيْن {فإيَّاه} وإِيَّا الشَّوابِّ، انتَهَى.
وقالَ الزجَّاجُ: أَيّ اسمٌ مُبْهمٌ مَبْنِيٌّ على الضمِّ مِن أَيُّها الرَّجُل، لأنَّه مُنادَى مُفْرَد، والرَّجُل صِفَة {لأَيّ لازِمَه، تقولُ: أَيّها الرَّجُل أَقْبِل، وَلَا يجوزُ يَا الرَّجُل؛ لأنَّ يَا تَنْبِيهٌ بمنْزِلَةِ التَّعْريفِ فِي الرَّجُل فَلَا يجمعُ بينَ يَا وبينَ الأَلفِ واللامِ، وَهَا لازِمَةٌ لأيّ للتَّنْبيهِ، وَهِي عِوَضٌ مِن الإِضافَةِ فِي أَيّ، لأنَّ أَصْلَ أَيّ أَن تكونَ مُضافَةً إِلَى الاسْتِفْهامِ والخَبَرِ، والمُنادَى فِي الحَقيقَةِ الرَّجُلُ،} وأَيّ وُصْلَة إِلَيْهِ؛ وقالَ الكُوفِيّون: إِذا قُلْتَ يَا أَيّها الرَّجُل، فيا نِدَاء، وأَيّ اسمٌ مُنادَى، وَهَا تَنْبيه، والرَّجُل صِفَة، قَالُوا: ووُصِلَتْ أَيّ بالتَّنْبِيه فصارَ اسْماً تامّاً لأنَّ! أَيا وَمَا وَمن وَالَّذِي أَسْماءٌ ناقِصَةٌ لَا تتمُّ إلاَّ بالصِّلاتِ، ويقالُ: الرَّجُل تَفْسِير لمَنْ نُودِي.
(وأُجِيزَ نَصْبُ صِفَةِ أَيَ فتَقولُ: يَا أَيُّها الرَّجُلَ أَقْبِلْ؛) أَجازَهُ المازِنيُّ وَهُوَ غَيْرُ مَعْروفٍ. ( {وأَيْ، كَكَيْ: حَرْفٌ لنداءِ القرِيبِ) دونَ البَعِيدِ، تقولُ: أَيْ زيدُ أَقْبِلْ. (و) هِيَ أَيْضاً كَلمةٌ تتقدَّمُ التَّفْسيرَ (بمعْنَى العبارَةِ) ، تقولُ: أَي كَذَا، بمعْنَى يُريدُ كَذَا؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وقالَ أَبو عَمْروٍ: سَأَلْتُ المبرِّدَ عَن أَيْ مَفْتُوحَة ساكِنَة الآخرِ مَا يكونُ بَعْدَها فقالَ: يكونُ الَّذِي بَعْدها بَدَلاً، ويكونُ مُسْتأْنفاً، ويكونُ مَنْصوباً؛ قالَ: وسَأَلْتُ أَحمدَ بن يَحْيَى فقالَ: يكونُ مَا بَعْدَها مُتَرْجِماً، ويكونُ نصبا بفعْلٍ مُضْمَرٍ، تقولُ: جاءَني أَخُوكَ أَي زيدٌ، ورأَيْتُ أَخَاكَ أَي زيدا، ومَرَرْتُ بأَخِيكَ أَي زيدٍ، وتقولُ: جاءَني أَخُوكَ فيجوزُ فِيهِ أَي زيدٌ وأَي زيدا، ومَرَرْتُ بأَخِيكَ فيجوزُ فِيهِ أَي زيدٍ، أَي زيدا، أَي زيدٌ، ويقالُ: رأَيْتُ أَخَاك أَي زيدا، ويَجوزُ أَي زيدٌ.
(} وإِيْ، بالكسْرِ، بمعْنَى نَعَم، وتُوصَلُ باليَمِينَ) .) فيُقالُ:! إِي وَالله، (و) تُبْدَلُ مِنْهَا هاءٌ ف (يُقالُ هِي) ، كَمَا فِي المُحْكَم.
وَفِي الصِّحاحِ: إيْ كلمةٌ تتقدَّمُ القَسَمَ مَعْناها بلَى، تقُولُ: إِي ورَبِّي، وإي وَالله.
وقالَ اللّيْثُ: إيْ يمينٌ؛ وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى {قُلْ إِي ورَبِّي} ، والمعْنَى إِي وَالله.
وقالَ الزجَّاجُ: المعْنَى نَعْم ورَبِّي.
وقالَ الأزْهرِيُّ: وَهَذَا هُوَ القَوْلُ الصَّحِيحُ، وَقد تكرَّرَ فِي الحدِيثِ إِي واللَّهِ وَهِي بمعْنَى نَعَم، إلاَّ أَنّها تَخْتصُّ بالمجيءِ مَعَ القَسَم إِيجَابا لمَا سَبَقَه مِنَ الاسْتِعْلامِ. (وابنُ {أَيَّا، كَرَيَّا مُحدِّثٌ) .
(قُلْتُ: الصَّوابُ فِيهِ التَّخْفيفُ كَمَا ضَبَطَه الحافِظُ قالَ: وَهُوَ عليُّ بنُ محمدِ بنِ الحُسَيْن بنِ عَبْدوس بنِ إِسْماعيل بنِ} أَيَّا بنِ سَيْبُخت، شيخٌ ليَحْيَى الحَضْرميّ.
( {وأَيَا، مُخَفَّفاً: حَرْفُ نداءٍ) للقَرِيبِ والبَعِيدِ؛ تقولُ: أَيا زيْد أَقْبِلْ، كَمَا فِي الصِّحاحِ؛ (كَهَيَا) بقَلْبِ الهَمْزَةِ هَاء، قالَ الشاعِرُ:
فانْصَرَفَتْ وَهِي حَصانٌ مُغْضَيَهْ
ورَفَعَتْ بصوتِها هَيَا أَيَهْقالَ ابنُ السِّكِّيت: أَرادَ أَيا أَيَهْ، ثمَّ أَبْدَلَ الهَمْزَة هَاء، قالَ: وَهَذَا صَحيحٌ لأنَّ أَيا فِي النداءِ أَكْثَر مِن هَيَا.
تَذْنيب
وَفِي هَذَا الحَرْفِ فَوائِدُ أَخل عَنْهَا المصنِّف وَلَا بأْسَ أَن نَلُمَّ ببعضِها: قالَ سَيْبَوَيْه: سَأَلْتُ الخَلِيلَ عَن قَوْلِهم:} أَيِّي {وأَيُّك كانَ شرّاً فأَخْزاهُ اللَّهُ، فقالَ: هَذَا كقَوْلِكَ أخزَى اللَّهُ الكاذِبَ منِّي ومنْكَ، إنَّما يُريدُ منَّا، فإنَّما أَرادَ} أيُّنا كانَ شرّاً، إِلاَّ أنَّهما لم يَشْتركَا فِي أَيَ، ولكنَّهما أَخْلَصاهُ لكلِّ وَاحِد مِنْهُمَا. وَفِي التهْذِيبِ: قالَ سِيْبَوَيْه: سألْتُ الخَليلَ عَن قوْله:
! فأَيِّي مَا وأَيُّكَ كانَ شرّاً
فسِيقَ إِلَى المقامَةِ لَا يَراهافقالَ: هَذَا بمنْزِلَةِ قَوْل: الرَّجلُ: الكاذِبُ منِّي ومنْكَ فَعَلَ اللَّهُ بِهِ.
وقالَ غيرُهُ: إنَّما يُريدُ أنَّك شرٌّ ولكنَّه دَعا عَلَيْهِ بلَفْظٍ هُوَ أَحْسَن من التَّصْريحِ كَمَا قالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وأَنَا أَو {إيَّاكم لعلى هُدىً أَو فِي ضلالٍ مُبِين} .
وقَوْلُه:} فأيّي مَا، أَيّ مَوْضِعُ رَفْع لأنَّه اسمُ كَانَ، وأيك نسق عَلَيْهِ، وشرّاً خَبَرُهما.
وقالَ أَبو زَيْدٍ: يقالُ: صَحِبَه اللَّهُ أَيَّامَّاً تَوَجَّه، يُريدُ أَيْنَما تَوَجَّه.
وَفِي الصِّحاحِ: وأَيٌّ اسمٌ مُعْرَبٌ يُسْتَفْهمُ بهَا ويُجازَى فيمنْ يَعْقِل وفيمَا لَا يَعْقِل، تقولُ: {أَيُّهم أَخُوك،} وأَيُّهم يكْرِمْني أُكْرِمْــه، وَهُوَ مَعْرفَة للإضاَفَةِ، وَقد تتْرك الإِضَافَة وَفِيه مَعْناها، وَقد تكونُ بمنْزِلَةِ الَّذِي فتَحْتاج إِلَى صِلَةٍ تقولُ: أَيُّهم فِي الدارِ أَخُوك؛ وَقد تكونُ نَعْتاً للنّكِرَةِ تقولُ: مَرَرْتُ برَجُلٍ أَيِّ رجلٍ وأَيِّما رجلٍ، ومَرَرْتُ بامْرأَةٍ أَيَّةِ امْرأَةٍ وبامْرأَتَيْن أَيَّتُما امْرَأَتَيْن، وَهَذِه امْرأَةٌ {أَيَّةُ امْرأَةٍ وامْرَأَتانِ} أَيَّتُما امْرَأَتَيْنِ، وَمَا زَائِدَة. وتقولُ فِي المَعْرفَةِ: هَذَا زَيْدٌ {أَيَّما رجلٍ، فتَنْصب أيّاً على الحالِ، وَهَذِه أَمَةُ اللَّهِ} أَيَّتُما جارِيَةٍ، وتقولُ: أَيُّ امْرأَةٍ جاءَك، {وأَيَّةُ امْرأَةٍ جاءَتْكَ، ومَرَرْت بجارِيَةٍ أَيِّ جارِيَةٍ، وجِئْتُك بمُلاءَةٍ أَيِّ مُلاءَةٍ وأيَّةِ مُلاءَةٍ، كُلُّ جائِزٌ. قالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ} بأَيِّ أرضٍ تَمُوتُ} ،! وأَيُّ قَدْ يُتَعَجَّبُ بهَا، قالَ جميلٌ:
بُثَيْنَ الْزَمِي لَا إنَّ لَا إنْ لَزِمْتِهِ
على كَثْرَةِ الواشِينَ أَيُّ مَعُونِوقالَ الفرَّاءُ: أَيُّ يعْمَلُ فِيهِ مَا بَعْده وَلَا يَعْمَلُ فِيهِ مَا قَبْله، كقَوْلِه تَعَالَى: {لنَعْلَم أَيُّ الحِزْبَيْن أَحْصَى} ، فرَفَعَ، وَمِنْه أَيْضاً: {وسيَعْلَمُ الَّذين ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} فَنَصَبَه بِمَا بَعْدِه؛ وأَمَّا قَوْلُ الشاعِر:
تَصِيحُ بِنَا حَنِيفَةُ إذْ رأَتْنَا
وأَيَّ الأَرْضِ نَذْهَبُ للصِّياحِفإنَّما نَصَبَه لنَزْعِ الخافِضِ، يُريدُ إِلَى أَيِّ الأَرضِ، انتَهَى نَصُّ الجَوْهرِيّ.
وَفِي التَّهْذِيبِ: رُوِي عَن أَحمدِ بنِ يَحْيَى والمبرِّدِ قَالَا:! لأَيّ ثلاثَةُ أَحْوالٍ: تكونُ اسْتِفْهاماً، وتكونُ تعجُّباً، وتكونُ شَرْطاً:
وَإِذا كانتِ اسْتِفْهاماً لم يَعْمَل فيهاالفِعْلُ الَّذِي قَبْلها، وإنَّما يَرْفَعها أَو يَنْصِبُها مَا بَعْدَها، كقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {لنَعْلَم أَيُّ الحِزْبَيْن أَحْصَى} ، قَالَا: عَمِلَ الفِعْلُ فِي المعْنَى لَا فِي اللّفْظِ كأَنَّه قالَ: لنَعْلَم أَيّاً مِن أَيَ، وَسَيعْلَمُ أَحَد هذَيْن، قَالَا: وأَمَّا المَنْصوبَةُ بِمَا بَعْدها فكقَوْله تَعَالَى: {سَيَعْلَم الذينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقلِبُونَ} وقالَ الفرَّاءُ: أَيُّ إِذا أَوْقَعْتَ الفِعْلَ المُتَقَدِّم عَلَيْهَا خَرَجَتْ مِن مَعْنى الاسْتِفهامِ، وذلكَ إِن أَرَدْته جائِز، يقولونَ: لأَضْرِبَنّ أَيُّهم يقولُ ذَلِك. وقالَ الفرَّاءُ: وأَيّ إِذا كانتْ جَزاءً فَهُوَ على مَذْهبِ الَّذِي قالَ: وَإِذا كانتْ تعجُّباً لم يُجازَ بهَا، لأنَّ التَّعجُّبَ لَا يُجازَى بِهِ، وَهُوَ كقَوْلِكَ: أَيُّ رجلٍ زيدٌ وأَيُّ جارِيَةٍ زينبُ، قالَ: والعَرَبُ تقولُ: أَيّ {وأيّانِ} وأَيُّونَ، إِذا أَفْرَدُوا أَيَّاً ثَنَّوْها وجَمَعُوها وأَنَّثُوها فَقَالُوا أَيَّة وأَيَّتان وأَيَّاتٌ، وَإِذا أَضافُوا إِلَى ظاهِرٍ أَفرَدُوها وذكَّرُوها فَقَالُوا أَيّ الرَّجُلَيْن وأَيُّ المَرْأَتَيْن. وأَيّ الرِّجال وأَيّ النِّساءِ، وَإِذا أَضافُوا إِلَى المَكْنِيِّ المُوءَنَّثِ ذكَّرُوا وأَنَّثُوا فَقَالُوا {أَيّهما} وأَيَّتُهُما للمرْأَتَيْن؛ وقالَ زهيرٌ فِي لُغَةِ مَنْ أَنَّثَ:
وزَوَّدُوكَ اشْتِياقاً أَيَّةً سَلَكوا أَرادَ أَيَّةَ وُجْهَةٍ سَلَكُوا، فأنَّثها حينَ لم يصفْها.
وَفِي الصِّحاحِ: وَقد يُحْكَى بأَيَ النكراتُ مَا يَعْقِلُ وَمَا لَا يَعْقِلُ، ويُسْتَفْهمُ بهَا، وَإِذا اسْتَفْهَمتَ بهَا عَن نَكِرَةٍ أَعْرَبْتها بإعْرابِ الاسمِ الَّذِي هُوَ اسْتِثْباتٌ عَنهُ، فَإِذا قيلَ لكَ: مَرَّ بِي رجُلٌ، قُلْتَ: أَيٌّ يافتى؟ تَعْربها فِي الوَصْل وتُشِيرُ إِلَى الإعْرابِ فِي الوقْفِ، فَإِن قالَ: رأَيْت رجلا، قلْتَ: أَيّاً يافتى؟ تعربُ وتنوِّنُ إِذا وَصَلْتَ وتَقِفُ على الألفِ فتقولُ أَيّاً، وَإِذا قالَ: مَرَرْتُ برجُلٍ قلْتَ: أَيَ يافتى؟ تحكِي كَلامَه فِي الرفْعِ والنَّصْبِ والجرِّ فِي حالِ الوَصْلِ والوَقْف، وتقولُ فِي التَّثْنيةِ والجَمْعِ والتأْنِيثِ كَمَا قُلْناه فِي من، إِذا قالَ: جاءَني رِجالٌ، قلْتَ: {أيُّونْ، ساكِنَةَ النونِ،} وأَيِّيِن فِي النصْبِ والجرِّ، وأَيَّة للمُؤَنَّثِ: فإنْ وَصَلْتَ وقلْتَ: أَيَّة يَا هَذَا،! وآيَّات يَا هَذَا نوَّنْتَ، فَإِن كانَ الاسْتِثْباتُ عَن مَعْرِفَةٍ رَفَعْتَ أَيّاً لَا غَيْر على كلِّ حالٍ، وَلَا تحكي فِي المَعْرفَة فليسَ فِي أَيَ مَعَ المَعْرفَةِ إلاَّ الرَّفْع، انتَهَى.
قالَ ابنُ بَرِّي عنْدَ قَوْل الجَوْهرِيّ فِي حالِ الوَصْلِ والوَقْفِ: صَوابُه فِي الوَصْلِ فَقَط، فأَمَّا فِي الوَقفِ فإنَّه يُوقَفُ عَلَيْهِ فِي الرَّفْعِ والجرِّ بالسكونِ لَا غَيْر، وإنَّما يَتْبَعُه فِي الوَصْلِ والوَقْفِ إِذا ثَنَّاه وجَمَعَه؛ وقالَ أَيْضاً عنْدَ قَوْلِه: ساكِنَة النونِ الخ: صَوابُه أَيُّونَ بفتْحِ النونِ، وأَيَّينَ بفتْحِ النونِ أَيْضاً، وَلَا يَجوزُ سُكُون النونِ إلاَّ فِي الوَقْفِ خاصَّة، وإنَّما يَجوزُ ذلِكَ فِي مَنْ خاصّةً، تقولُ: مَنُونُ ومَنِينْ بالإِسْكانِ لَا غَيْر، انتَهَى.
وقالَ اللَّيْثُ: {أَيَّان هِيَ بمْنزِلَةِ مَتَى، ويُخْتَلَفُ فِي نونِها فيُقالُ أَصْلِيَّةٌ، ويقالُ زائِدَةٌ.
وقالَ ابنُ جنِّي فِي المُحْتسب، يَنْبَغي أَنْ يكونَ أَيَّان من لَفْظِ أَيّ لَا مِن لَفْظِ أَيْنَ لوَجْهَيْن: أَحَدُهما: إنَّ أَيْن مَكانٌ وأَيَّان زَمان، وَالْآخر قلَّةُ فعال فِي الأسْماءِ مَعَ كَثْرَةِ فعلان، فَلَو سَمَّيْتَ رجُلاً} بأيّان لم تَصْرفْه لأنَّه كحمدان؛ ثمَّ قالَ: ومعْنَى أَيّ أنَّها بعضٌ مِن كلَ، فَهِيَ تَصْلحُ للأَزْمِنَةِ صَلاحها لغَيرِها إِذْ كانَ التَّبْعيضُ شامِلاً لذلِكَ كُلِّه؛ قالَ أُمَيَّة:
والناسُ راثَ عَلَيْهِم أَمْرُ يَومَهم
فَكُلُّهم قائلٌ للدينِ! أَيَّانا فَإِن سَمّيت بأَيَّان سَقَطَ الكَلامُ فِي حسنِ تَصْرِيفها للحاقِها بالتّسْمِيةِ ببَقِيَّةِ الأَسْماءِ المُتَصَرِّفَةِ، انتَهَى.
وقالَ الفرَّاءُ: أَصْلُ أَيَّان أَيَّ أَوانٍ، حَكَاه عَن الكِسائي، وَقد ذُكِرَ فِي أَيْن بأَبْسطَ من هَذَا.
وقالَ ابنُ بَرِّي: ويقالُ لَا يَعْرِفُ أَيّاً مِن أَيَ إِذا كانَ أَحْمَقَ.
وَفِي حدِيثِ كَعْبِ بنِ مالِكٍ: (فَتَخَلَّفْنا أَيَّتُها الثَّلاثَة) ، هَذِه اللَّفْظَةُ تُقالُ فِي الاخْتِصاصِ وتَخْتصُّ بالمُخْبرِ عَن نَفْسِه وبالمُخَاطَبِ، تقولُ: أَمَّا أَنَا فأَفْعَل كَذَا أَيُّها الرَّجُلُ يَعْنِي نَفْسَه، فمعْنَى قَوْلِ كَعْب أَيَّتُها الثَّلاثَة، أَي المَخْصُوصِين بالتَّخلّفِ.

فَلَنْ

فَلَنْ
: (فُلانٌ وفُلانَةُ، مضمومتينِ كِنايةٌ عَن أَسْمائِنا للذَّكَرِ والأُنْثى. (والفُلانُ والفُلانَةُ، (بأَلْ: كِنايَةٌ (عَن غيْرِنا من البَهائِم. تقولُ العَرَبُ: رَكِبْتُ الفُلانَ وحَلَبْتُ الفُلانَةَ.
وقالَ ابنُ السَّرَّاج: فُلانٌ كَنايَةٌ عَن اسمٍ سُمِّي بِهِ المُحدَّثُ عَنهُ، خاصٌّ غالبٌ.
وقالَ اللَّيْثُ: إِذا سُمِّي بِهِ إنْسانٌ لم يحسن فِيهِ الأَلِف والَّلام. يقالُ: هَذَا فلانٌ آخَرُ لأنَّه لَا نَكِرَةَ لَهُ، ولكنَّ العَرَبَ إِذا سَمَّوْا بِهِ الإِبِلَ قَالُوا: هَذَا الفُلانُ وَهَذِه الفُلانَةُ، فَإِذا نَسَبْتَ قلْتَ: فلانٌ الفُلانِيُّ، لأنَّ كلَّ اسمٍ يُنْسَبُ إِلَيْهِ فإنَّ الياءَ الَّتِي تَلْحقُه تُصَيِّرُ نَكِرَةً، وبالألفِ واللامِ يَصِيرُ مَعْرفةً فِي كلِّ شيءٍ.
وقوْلُه، عزَّ وجلَّ: {يَا وَيْلَتا لَيْتَني لم أَتَّخِذْ فُلاناً خَليلاً} .
قالَ الزجَّاجُ: فُلاناً الشَّيْطان وتَصْدِيقُه: وكانَ الشَّيْطانُ للإِنْسانِ خَذُولاً. ويقالُ: إنَّ المُرادَ هُنَا أُمَيَّة بن خَلَفِ، وأنَّه مَنَعَ عُقْبَةَ بنَ أَبي مُعَيْطٍ فِي الدُّخولِ فِي الإِسْلام.
(وَقد يقالُ للواحِدِ يَا فُلُ أَقْبِل، بالرَّفْع من غيرِ تَنْوين، (وللاثنينِ يَا فُلانِ أَقْبِلا، (وللجَمْع يَا فُلُونَ أقْبِلُوا.
وقاَل الأَصْمعيُّ فيمَا رَواه عَنهُ أَبُو تُرابٍ: يقالُ: قُمْ يَا فُلُ وَيَا فُلاه، فمَنْ قالَ يَا فُلُ فمَضَى فرَفَع بغيرِ تَنْوينٍ، ومَنْ قالَ يَا فُلاه فسكَتَ أَثْبَتَ الهاءَ، وَإِذا مَضَى قالَ يَا فَلَا قل ذلكَ فطَرحَ ونَصَبَ.
(وَفِي المُؤَنَّثِ: يَا فُلَةُ أَقْبِلي، وبعضُ بَني تَمِيم يقولُ: يَا فُلانَةْ أَقْبِلي، (وَيَا فُلَتانِ أَقْبِلا، بضمِّ ففتْحٍ، (وَيَا فُلاتُ أَقْبِلْنَ.
وقالَ ابنُ بُزُرْج: وبعضُ بَني أسدٍ يقولُ: يَا فُلُ أَقْبِلْ وَيَا فُلُ أَقْبِلا وَيَا فُلُ أَقْبلُوا وَيَا فُلُ أَقْبلي.
وقالَ ابنُ بَرِّي: فُلانٌ لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ. (ومَنَعَ سِيْبَوَيْه أنْ يقالَ فُلُ ويُرادَ بِهِ.
و (فُلانٌ إلاَّ فِي الشِّعْرِ كقَوْلِ أبي النَّجْم:
إِذْ غَضِبَتْ بالعَطَنِ المُغَرْبَلِتُدافِعُ الشِّيْبَ وَلم تُقَتَّلِفي لَجَّةٍ أَمْسكْ فلَانا عَن فُلِفكسرَ اللامَ للقافِيَةِ.
قالَ الأزْهرِيُّ: وليسَ تَرْخِيم فُلانٍ ولكنَّها كَلِمةٌ على حدَةٍ.
قُلْتُ: وَهُوَ قَوْلُ المبرِّدِ بعَيْنِه.
وَمِنْه حدِيثُ القِيامَةِ: (يقولُ اللهُ، عزَّ وجلَّ: أَي فُلْ أَلَمْ أُكْرِمْــكَ أَلَمْ أُسَوِّدْكَ) ؛ معْناهُ يَا فلانُ؛ وليسَ تَرْخِيماً لأنَّه لَا يقالُ إلاَّ بسكونِ اللامِ، وَلَو كانَ تَرْخِيماً لفَتَحوها أَو ضمُّوها.
وقالَ سِيْبَوَيْه: ليسَتْ تَرْخِيماً، وإنَّما هِيَ صِيغَةٌ ارْتُجِلَتْ فِي بابِ النِّداءِ.
وقالَ قوْمٌ: إنَّه تَرْخيمُ فُلان، فحذِفَتِ النُّونُ للتَّرْخيمِ والأَلِف لسكونِها، وتُفْتَح اللامُ وتُضَمُّ على مَذْهَب التَّرْخِيم؛ وأَنْشَدَ ابنُ السِّكِّيت:
وهُوَ إِذا قيلَ لَهُ: وَيْهاً فُلُفإنَّه أَحْجِ بِه أَن يَنْكَلُوهْوَ إِذا قيلَ لَهُ: وَيْهاً كُلُفإنْه مُوَاشِكٌ مُسْتَعْجِلُ (وَقد يقالُ للواحِدَةِ يَا فُلاتُ، كَذَا فِي النسخِ، والصَّوابُ: يَا فُلاةُ أَقْبِلي، وَهِي لُغَةٌ لبعضِ بَني تميمٍ.
(وبعضهُم يقولُ: (يَا فُلَ بنصْبِ الَّلامِ (يُرادُ يَا فُلَةُ فحذِفَتِ الهاءُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ: بنُو فُلانٍ: بَطْنٌ مِن العَرَبِ، وَقَالُوا فِي النَّسَبِ الفُلانيُّ.
قالَ الخَليلُ: فُلانٌ تَقْديرُه فُعال وتَصْغيرُه فُلَيِّنٌ؛ قالَ: وبعضٌ يقولُ: هُوَ فِي الأَصْلِ فُعْلانٌ فحُذِفَتْ مِنْهُ واوٌ، وتَصْغيرُه على هَذَا القَوْلِ فُلَيَّانٌ. ويقالُ: هُوَ فُلُ بنُ فُلٍ كَمَا يقالُ هَيُّ بن بَيَ.
وأفلونيا: دَواءٌ فارِسِيُّ يهيجُ البَاه.

خَضم

خَضم
(الخَضْم: الأَكْلُ) عَامَّة، (أَو بِأَقْصَى الأَضْراسِ) ، والقَضْم بأَدْناها، قَالَ ابْن خُرَيْم يَذْكُر أَهلَ العِراق:
(رَجَوْا بالشِّقاق الأَكلَ خَضْمًا فَقَدْ رَضُوا ... أَخِيراَ مِنَ أكل الخَضْم أَن يَأْكُلُوا قَضْما)

(أَو) هُوَ (مَلْءُ الفمِ بالمَأكُول) ، وَنَقَل الجوهَرِيُّ عَن الأَصْمَعِيّ: هُوَ الأَكْلُ بِجَمِيع الفَمِ، (أَو) هُوَ (خاصٌّ بالشَّيْء الرَّطْب كالقِثَّاءِ) ونحوهِ، وَقيل: كُلُّ أَكْل فِي سَعَة ورَغَد فَهُوَ خَضْم، وقِيل: الخَضْمُ للْإنْسَان بمنْزِلة القَضْم من الدّابّة، (والفِعْل) خَضِم (كَسَمِع، وَضَرَبَ) ، واقتَصَر الجوهرِيُّ على الأُولَى.
(والخُضَامَةُ، كَثُمامَةَ) : اسمُ (مَا خُضِم) أَي: أُكِل.
(والخَضِيمَةُ) كَسَفِينَةٍ: (النًّبْتُ الأَخْضَر الرَّطب) ، قَالَ أَبُو حَنِيفَة: وَأَحْسَبُه سُمّي خَصِيمَة لأنّ الرَّاعِية تَخْضِمه كَيفَ شَاءَت.
(و) الخَضِيمَةُ أَيْضا: (الأَرضُ النَّاعِمَةُ المِنْباتُ) ، وَهِي الخُضُلَّة أَيْضا.
(و) الخَضِيمَةُ: (حِنْطَةٌ تُعالَج بالطَّبْخِ) ، وَذَلِكَ أنَّها تُؤْخَذ وتُنَقَّى وتُطَيَّب، ثمَّ تُجْعَل فِي القِدْر، ويُصَبّ عَلَيْهَا مَاءٌ، فَتُطْبخ حَتَّى تُنْضَج. (وَخَضَمه يَخْضِمه) خَضْماً من حَدِّ ضَرَب: (قَطَعه، فاخْتَضَمه) .
(و) خَضَم (لَهُ من مَالِه: أَعْطاه) ، عَن اْبنِ الأعرابيّ، ورَدّ ذلِك ثَعْلب، وَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ هَضَم، قَالَ أَبُو تُراب: قَالَ زِائَدَةُ القَيْسيّ: خَضَفَ بهَا، (و) خَضَم (بِهَا) : إِذا (حَبَق) ، وَأنْشد عَرَّام للأَغْلب:
(إِن قابَلَ العِرْسَ تَشَكَّى وخَضَمْ ... )

قَالَ الأزهريُّ: وحَصَم مِثْله بالحَاءِ والصَّاد. وَقد تقدّم.
(والمُخْضِمُ، كَمُحْسِنٍ: الماءُ) الَّذِي (لاَ يَبْلُغ أَن يَكُون أُجاجاً يَشْرَبُه المَالُ) ، و (لَا) يشربُه (النَّاسُ) .
(و) المُخَضَّمُ (كمُعَظَّمٍ ومُكْرمٍ: المُوسَّع عَلَيْهِ فِي الدُّنْيا) . وَفِي الْمُحكم: من الدُّنْيا، وأقتصر على الضَّبْطِ الأول.
(والخُضُمَّةُ، كَحُزُقَّة: الوَسَط) ز يُقالُ: طَعَنْتُه فِي خُضُمَّته أَي: فِي وَسَطه.
(و) خُضُمَّةُ الذِّراع: مُعْظَمُها، وَقيل الخُضُمَّةُ: (مُعْظَم كُلِّ أَمْر) ، نَقله الجوهَرِيّ.
(و) قَالَ الأصمَعِيُّ: الخُضُمَّة: (مُسْتَغْلَظ الذِّراع) ، قَالَ العَجَّاج:
(خُضُمَّةُ الذِّراع هَذّ المختلي ... )

(و) يُقَال: (هُوَ فِي خُضُمَّةِ قَوْمِه) أَي: (فِي مُاصِهِم) وأوساطِهِم.
(و) الخِضَمُّ (كَخِدَبّ: السَّيِّد الحَمولُ) الجَوادُ (المِعْطَاءُ) الكَثِيرُ المَعْرُوفِ (خَاصٌّ بالرِّجالِ) ، وَلَا تُوصَفُ بِهِ المرأةُ، وَهُوَ مجَاز (ج: خِضَمُّون) ، وَلَا يُكَسَّر.
(و) الخِضَمُّ: (البَحْرُ) لكَثْرة مائِه وخَيْرِه. وَيُقَال: بَحْرٌ خِضَمٌّ، قَالَ الشاعِرُ:
(روافِدُه أكرمُ الرَّافِدَاتِ ... بَخٍ لَك بَخٍّ لبَحْرٍ خِضَمّ)

(و) الخِضَمُّ أَيْضا: (الجَمْعُ الكَثِير) ، قَالَ العَجَّاج:
(فاْجْتَمَع الخِضَمُّ والخِضَمُّ ... )

(فَخَطَموا أَمْرَهُم وَزَمُّوا ... )

(و) الخِضَمُّ أَيْضا: (الفَرسُ الضَّخْم) العَظِيم الوَسَط، وَهُوَ مجَاز، وَقيل: فَرسٌ خِضَمٌّ: ذُو جَرْي.
(و) الخِضَمُّ أَيْضا: (السَّيْفُ القَاطِع) ، وَهُوَ مجَاز، وَقيل: ذُو الجَوْهَرِ والمَاءِ، وَيُقَال: سَيْفٌ خِضَمٌّ.
(و) الخِضَمُّ أَيْضا: (المِسَنُّ) الَّذِي يُسَنّ عَلَيْهِ الحَدِيد، قَالَه اْبنُ بَرّيّ. قَالَ: وَكَذَلِكَ حَكَاهُ أبُو عُبَيْد عَن الأُمَوِيّ؛ (لأَنَّه إِذْ شَحَذ الحَدِيد قَطَع. وغَلِط الجَوْهَرِيُّ فَقالَ: هُوَ المُسِنُّ من الْإِبِل) . قَالَ ياقُوت: ناسِخُ الصّحاح هَكَذَا وجد فِي نُسَخٍ مقروءةٍ على مَشايخ مُتَّصِلَة الرِّواية بالمُصَنَّف وَهُوَ غَلَط، ثمَّ قَالَ: (فِي قَوْلِ أَبِي وَجْزة) وَلم يَذْكُر البَيْت: (والبَيْت الَّذي أَشارَ إِلَيْهِ هُوَ) هَذَا:

(شاكَتْ رُغامي قَذُوفِ الطَّرفِ خَائِفَةٍ ... هَوْلَ الجَنانِ نَزُورٍ غَيرِ مِخْداجِ)

(حَرَّى مُوقَّعَةٌ ماجَ البَنانُ بِهَا ... على خِضَمٍّ يُسَقَّ الماءِ عَجَّاجِ) تَفْسِير هَذَا الْبَيْت: (حَرَّى: فاعِلُ شَاكَت، أَي: دَخَلَت فِي كَبِدِها حَدِيدَةٌ عَطْشَى إِلَى دم الوَحْشِ وَقد وَقَّعَها الحَدَّادُ، واضْطَرب البَنانُ بتَحْدِيدها على مِسَنٍّ مَسْقِيٍّ) . وأوردَه اْبنُ سِيدَه وغَيْرُهُ وَفَسَّره، فَقَالَ: شَبَّهَها بسَهْمٍ مُوقَّع قد ماجَتِ الْأَصَابِع فِي سَنِّه على حَجَر خَضِمّ يأكُلُ الحَديد، عَجَّاج أَي: بِصَوْته عَجِيج، والحَرَّى: المَرْماة العَطْشى.
قُلتُ: وَقد ذَكَره اْبنُ فَارِس فِي المُجْمَل على الصَّوَاب. ونَبَّه على خطأ الجَوْهَرِي غَيرُ وَاحِد من الأَئِمَّة كابْنِ بَرِّيّ والصَّفَدي والصَّاغانيّ ويَاقُوت وغَيْر هؤُلاء.
(وخَضَّمٌ، كَبقَّم: الجَمْعُ الكَثِيرُ من النَّاسِ) . وَمِنْه قَولُ طَرِيفِ بنِ مَالِك العَنْبَرِيّ:
(حَوْلِي فَوارِسُ من أُسَيِّدَ شَجْعَةٌ ... وإِذا نَزَلتُ فَحَوْلَ بَيْتِي خَضَّمُ)

هَكَذَا أنشدَه اْبنُ بَرّيّ، ورِواية غَيْره:
(حَوْلِي أُسَيِّدُ والهُجَيْم ومَازِنٌ ... وَإِذا حَلَلْتُ فَحَوْلَ بَيْتِيَ خَضَّمُ)

(و) خَضَّم: (د) وَفِي بَعْضِ النُّسَخ إِشَارَة المَوْضِع، (و) أَيْضا اسمُ (ماءٍ) . زَاد الأَزْهَرِيُّ: لِبَنِي تَمِيم، وأنشدَ الجَوْهَرِيّ:
(لَوْلَا الإلهُ مَا سَكَنَّا خَضَّمَا ... )

(وَلَا ظَلِلْنَا بالمَشائِي قُيِّمَا ... )

(و) خَضَّم: اسْم (رَجُل، أَو) هُوَ (اْسمُ العَنْبر بنِ عَمْرِو بنِ تَمِيم) كَمَا فِي الصِّحَاح. وَقَالَ أَبُو زَكَرِيا: خَضَّم: لَقَبه، واسْمه العَنْبَر، (وَقد غُلِّبَت) ، وَنَصّ الصِّحَاح: وَقد غُلِّب (عَلَى القَبِيلة) ، يَزْعمُونَ أَنَّهم إِنَّما سُمُّوا بِذلِك (لكَثْرة أَكْلِهم) ومَضْغِهم بالأَضراس؛ لأنَّه من أبْنِيَة الأَفْعال دُونَ الْأَسْمَاء. وَبِه فَسَّر اْبنُ بَرّيّ قَولَ طَرِيفِ بنِ مَالك السَّابق، قَالَ الجَوهريُّ: وَهُوَ شَاذٌّ على مَا ذَكَرناه فِي بَقّم.
(والخُضُمَّان من القَمِيص، كالجُرُبَّان زِنَةً ومَعْنًى) .
(واخْتَضَم الطَّرِيقَ) إِذا (قَطَعَه) . قَالَ فِي صِفَة إبل ضُمَّر:
(ضَوابِعٌ مِثْلُ قِسِيِّ القَضْبِ ... )

(تَخْتَضِم البِيدَ بِغَيْر تَعْبِ ... )

(والسَّيفُ يَخْتَضِم) العَظْمَ إِذا قَطَعه، وَمِنْه قَولُه:
(إِنَّ القُسَاسِيَّ الَّذِي يُعصَى بِهِ ... يَخْتَضِمُ الدَّارعَ فِي أَثْوابه)

ويَخْتَضِم (جَفْنَه أَي: يَقْطَعُه ويَأْكُلُه) لحِدَّتِه، وَقد ذَكَره الجَوْهَرِيُّ فِي التَّركيب الَّذِي قَبْلَه وَتَقدَّمت الإشارةُ إِلَيْهِ.
(والخَضْمَةُ) لُغَة فِي (الخَصْمَةُ) : وهِي الخرزة المتقدّم ذِكْرُها.
[] ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
الخُضامُ، كَغُرابٍ: مَا خُضِم.
والخُضَمَةُ، كَهُمَزة: الشَّدِيدُ الضَّخْمُ. وخُضْمُ الفِراش: جانِبُه، هَكَذَا ضَبَطه أَبُو مُوسَى، قَالَ اْبنُ الأَثِير: والصَّحِيحُ بالصَّاد المُهْمَلَة. وَقد تَقَدَّم.
ونَقِيعُ الخَضِمات بالتَّحْرِيك كَمَا ضَبَطه الجَلال، أَو كفَرِحات كَمَا ضَبَطَه السَّيِّد السَّمْهُودِي أَو بالكَسْر كَمَا ضَبَطه المُصَنّف فِي تَارِيخ المَدِينة لَهُ: وَهُوَ مَوْضِع بنَواحِي المَدِينة، وَقد جَاءَ ذِكرُهُ فِي حَدِيث كَعْبِ بن مالِك. والخُضُمَّان: مَوْضِع.

خَسف

خَسف
) خَسَفَ الْمَكَانُ، يَخْسِفُ، خُسُوفاً: ذَهَبَ فِي الأَرْضِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. قَالَ: وخَسَفَ الْقَمَرُ: مِثْلُ كَسَفَ. أَو كَسَفَ لِلشَّمْسِ، وخَسَفَ لِلْقَمَرِ، قَالَ ثَعْلَبٌ: هَذَا أَجْوَدُ الكلامِ. أَو الْخُسُوفُ: إِذا ذَهَبَ بَعْضُهُمَا، والْكُسُوفُ كُلُّهُمَا، قَالَهُ أَبو حاتمٍ.
وَفِي الحَدِيثِ: إِنَّ الشَّمْسَ والْقَمَرَ لاَ يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ يُقَال: خَسَفَ القَمَرُ، بوَزْنِ ضرب: إِذا كَانَ الفِعْلُ لَهُ، وخُسِفَ، علَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، ويُقَال: خُسُوفُ الشمسِ: دُخُولُهَا فِي السماءِ، كأَنَّهَا تَكَوَّرَتْ فِي جُحْرٍ.
قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: قد وَرَدَ الخُسُوفُ فِي الحديثِ كثيرا للشَّمْسِ، والمعرُوفُ لَهَا فِي اللُّغَةِ الكُسوفُ لَا الخُسُوفُ، فَأَمَّا إِطْلاقُه فِي مِثْلِ هَذَا فتَغْلِيباً للقمرِ، لِتَذْكِيرِه، على تَأْنيثِ الشَّمْسِ، فجَمَعَ بَيْنَهُمَا فِيمَا يَخْصُّ القمرَ، ولِلْمُعَاوَضَةِ أَيْضاً، فإِنَّه قد جاءَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى: إِنَّ الشَّمْسَ والْقمَرَ لَا يَنْكَسِفَانِ وأَمّا إِطْلاقُ الخُسُوفِ والكُسُوفِ فِي معنى ذَهَابِ نُورِهِما وإِظْلامِهِمَا.
وَمن المَجَازِ: خَسَفَ عَيْنَ فُلانٍ، يَخْسِفُها، خَسْفاً: أَي فَقَأَهَا، فَهِيَ خَسِيفَةٌ، فُقِئَتْ حَتَّى غَابَ حَدَقَتاهَا فِي الرَّأْسِ. ومِن المَجَازِ: خَسَفَ الشَّيْءَ، يَخْسِفُهُ، خَسْفاً: أَي خرَّقَهُ، فَخَسَفَ هُوَ، كضَرَبَ، أَي انْخَرَقَ، لاَزِمٌ مُتَعَدٍّ، والشَّيْءَ: قَطعَهُ، والعَيْنُ: ذَهَبَتْ أَو سَاخَتْ، والشَّيْءُ، خَسْفاً: نَقَصَ. يُقَالُ: خَسَفَ السَّقْفُ نَفْسُه: أَي انْخَرَقَ. وخَسَفَ فُلاَنٌ: خَرَجَ مِن الْمَرَضِ، نَقَلَهُ ابنُ دُرَيْد، وَهُوَ مَجازٌ.
وخَسَفَ البِئْرُ، خَسْفاً: حَفَرَهَا فِي حِجَارَةٍ، فَنَبَعَتْ بِمَاءٍ كَثِيرٍ فَلاَ يَنْقَطِعُ، وَقيل: هُوَ أَن يُنْقَبَ جَبَلُهَا عَن عَيْلَمِ الماءِ فَلَا يَنْزَحُ أَبَداً، وَقيل: هُوَ أَن يَبْلُغَ الحَافِرُ إِلَى مَاءٍ عِدٍّ. وَفِي حديثِ الحَجَّاجِ، قَالَ لرَجُل بَعَثَهُ يَحْفِرُ بِئْراً: أَخْسَفْتَ، أَم أَوْشَلْتَ أَي: أَأَطْلَعْتَ مَاءً كثيرا أَم قَلِيلاً.
وَمن ذَلِك أَيضاً مَا جاءَ فِي حديثِ عُمَرَ، أَنّ العَبَّاسَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا سَأَلَهُ عَن الشُّعَراءِ، فَقَالَ: امْرُؤُ القَيْسِ سَابِقُهُم، خَسَفَ لَهُم عَيْنَ الشِّعْرِ، فَافْتَقَرَ عَن مَعانٍ عُورٍ أَصَحَّ بَصَرٍ، أَي: أَنْبَطَهَا لَهُم وأَغْزَرَهَا، يُرِيد أَنَّه ذَلَّلَها لَهُم، وبَصَّرَهُم بمَعَانِي الشِّعْرِ، وفَنَّنَ أَنْوَاعَهُ وقَصَّدَهُ، فاحْتَذَى الشُّعَراءُ علَى مِثَالِهِ، فاسْتَعَارَ العَيْنَ لذَلِك، وَقد ذُكِرَ فِي ف ق ر، وَفِي ن ب ط.
فَهِيَ خَسِيفٌ، وخَسُوفٌ كَأَمِيرٍ، وصَبُورٍ، ومَخْسُوفَةٌ، وخَسِيفَةٌ، وَقَالَ بعضُهم: يُقَالُ: بِئْرٌ خَسِيفٌ، لَا يُقَالُ غير ذَلِك، ويُقَال: وَمَا كانَتِ البِئْرُ خَسِيفاً، وَلَقَد خَسَفَتْ، قَالَ:)
قد نُزِحَتْ إِنْ لَمْ تَكُنْ خَسِيفَا أَو يَكُنِ الْبَحْرُ لَهَا حَلِيفَا أَخْسِفَةٌ، وخُسُفٌ، الأَخِيرُ بضَمَّتَيْنِ عَن أَبي عمرٍ و، وشَاهِدُه قَوْلُ أَبِي نُوَاسٍ يَرْثِي خَلَفاً الأَحْمَر: مَنْ لَا يَعُدُّ الْعِلْمَ إِلاَّ مَا عَرَفْ قَلَيْذَمٌ مِنَ الْعَيَالِيمِ الْخُسُفْ وخَسَفَ اللهُ بِفَلاَنٍ الأَرْضَ، خَسْفاً: غَيَّبَهُ فِيهَا، وَمِنْه قَوْلُهُ تَعالَى: فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ، الأَرْضَ وَقَرَأَ حَفْصٌ، ويَعْقُوبُ، وسَهْلٌ قَوْلَه تعالَى: لَخَسَفَ بِنَا، كضَربَ، والباقُونَ: لَخُسِفَ بِنَا، علَى بِنَاءٍ المَجْهُولِ. ومِن المَجَازِ: الْخَسْفُ: النَّقِيصَةُ، يُقَال: رَضِيَ فُلانٌ بالخَسْفِ، أَي: بالنَّقِيصَةِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، والخَسْفُ: مَخْرَجُ مَاءِ الرَّكِيَّةِ، حَكَاهُ أَبو زَيْدٍ، كَمَا فِي الصِّحَّاحِ. والخَسْفُ: عُمُوقُ ظَاهِرِ الأَرْضِ.
وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: الخَسْفُ: الْجَوْزُ الذِي يُْكَلُ، ويُضَمُّ فِيهِمَا فِي الجَوْزِ والعُمُوقِ، أَمَّا أَبو عمرٍ وفإِنَّهُ رَوَى فِيهِ بمَعْنَى الجَوْزِ الفَتْحَ والضَّمَّ، وَقَالَ: هِيَ لُغَةُ أَهْلِ الشِّحْرِ، واقْتَصَرَ أَبو حَنِيفَةَ علَى الضَّمِّ، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَهُوَ الصحيحُ. والخَسْفُ أَيضاً مِن السَّحَابِ: مَا نَشَأَ مِن قِبَلِ الْمَغْرِبِ الأَقْصَى عَن يَمِينِ الْقِبْلَةِ، وَقَالَ غيرُه: مَا نَشَأَ مِن قِبَلِ العَيْنِ حَامِلاً مَاء كَثِيراً، والعَيْنُ عَن يَمِينِ القِبْلَةِ. ومِن المَجَازِ: الخَسْفُ: الإِذْلاَلُ، وأَن يُحَمِّلَكَ الإِنْسَانُ مَا تَكْرَهُ، قَالَ جَثَّامَةُ:
(وتِلْكَ الَّتِي رَامَهَا خُطَّةٌ ... مِنَ الخَصْمِ تَسْتَجْهِلُ المَحْفِلاَ)
يُقَالُ: سَامَهُ خَسْفاً، بالفَتْحِ، ويُضَمُّ، وسَامَهُ الخَسْفَ: إِذا أَوْلاَهُ ذُلاًّ، ويُقَال: كَلَّفَهُ المَشَقَّةَ والذُّلَّ، كَمَا فِي الصِّحاحِ. وَفِي حديثِ عليٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: مَنْ تَرَكَ الجِهَادَ أَلْبَسَهُ اللهُ الذِّلَّةَ، وَسِيمَ الخَسْفَ، وأَصْلُه أَنْ تَحْبِسَ الدَّابَّةَ بِلاَ عَلَفٍ، ثمَّ اسْتُعِيرَ فوُضِعَ مَوْضِعَ الهَوَانِ والذُّلِّ، وسِيمَ: أَي كُلِّفَ وأُلْزِمَ. ويُقَال: شَرِبْنَا علَى الْخَسْفِ: أَي: علَى غَيْرِ أَكْلٍ، قَالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ، وابنُ الأَعْرَابِيِّ.
ويُقَال: بَاتَ فُلانٌ الْخَسْفَ: أَيْ جَائِعاً، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ هَكَذَا، وَهُوَ مَجازٌ.
وَقَالَ غيرُه: بَاتَ القَوْمُ عَلَى الخَسْفِ: إِذا بَاتُوا جِيَاعاً، لَيْسَ لَهُم شيْءٌ يَتَقَوُّتُونَ بِهِ، وأَنْشَدَ ابنُ دُرَيْدٍ:
(بِتْنَا علَى الْخَسْفِ لاَ رِسْلٌ نُقَاتُ بِهِ ... حَتَّى جَعَلْنَا حِبَالَ الرَّحْلِ فُصْلاَنَا)
أَي: لَا قُوتَ لنا، حَتَّى شَدَدْنَا النُّوقَ بالحِبَالِ لِتَدِرَّ عَلَيْنَا، فنَتَقَوَّتَ لَبَنَهَا، وَقَالَ بِشْرٌ:)
(بِضَيْفٍ قد أَلَمَّ بِهِمْ عِشَاءً ... علَى الْخَسْفِ الْمُبَيَّنِ والْجُدُوبِ)
وَقَالَ أَبو الهَيْثَمِ: الخَاسِفُ: الجَائِعُ، وأَنْشَدَ قَوْلَ أَوْسٍ: (أَخُو قُتُرَاتٍ قد تَبَيَّنَ أَنَّهُ ... إِذَا لم يُصِبْ لَحْماً مِنَ الْوَحْشِ خَاسِفُ)
والْخَسْفَةُ: بالفَتْحِ: مَاءٌ غَزِيرٌ، وَهُوَ رَأْسُ نَهْرِ مُحْلِّمٍ بِهَجَرَ. والْخَاسِفُ: الْمَهْزُولُ، وَهُوَ مَجَازٌ، وَقَالَ ابنُ عَبَّادٍ: هُوَ الْمُتَغَيِّرُ اللَّوْنِ، وَقد خَسَفَ بَدَنُهُ: إِذا هَزُلَ، ولَوْنُهُ: إِذا تَغَيَّرَ، وَفِي الأَسَاسِ: فُلانٌ بَدَنُهُ خَاسِفٌ، ولَوْنُهُ كَاسِفٌ، وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: الخَاسِفُ: الْغُلاَمُ النَّشِيطُ الْخَفِيفُ، والشِّينُ المُعْجَمَةُ لُغَةٌ فِيهِ، وَقَالَ أَبو عمرٍ و: الخَاسِفُ: الرَّجُلُ النَّاقِهُ، ج: خُسُفٌ، ككُتُبٍ. ويُقَال: دَعِ الأَمْرَ يَخْسُفُ، بِالضَّمِّ: أَي دَعْهُ كَمَا هُوَ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ. وخُسَاف، كغُرَابٍ: بَرِّيَّةٌ بَيْن بَالِسَ وحَلَبَ، وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: مَفَازَةٌ بيْنَ الْحِجَازِ والشَّأْمِ.
ومِن المَجَازِ: الخَسِيفُ، كأَمِيرٍ: الْغَائِرَةُ مِن الْعُيُونِ، يُقَال: عَيْنٌ خَسِيفٌ، وبِئْرٌ خَسِيفٌ، لَا غَيْرُ، وأَنْشَدَ الفَرَّاءُ: مِنْ كُلِّ مُلْقِى ذَقَنٍ جَحُوفِ يُلِحُّ عِنْدَ عَيْنِهَا الْخَسِيفِ كالْخَاسِفِ، بلاَ هَاءٍ أَيضاً، وَمن المَجَازِ: الخَسِيفُ مِن النُّوقِ: الْغَزِيرَةُ اللَّبَنِ، السَّرِيعَةُ الْقَطْع فِي الشِّتَاءِ، وَقد خَسَفَتْ هِيَ، تَخْسِفُ، خَسْفاً، وخَسَفَهَا اللهُ، خَسْفاً، ومِنَ السَّحَابِ: مَا نَشَأَ مِنْ قِبَلِ العَيْنِ حَامِلاً مَاءً كثِيراً، كالخِسْفِ بالكَسْرِ. والأَخَاسِيفُ: الأَرْضُ اللَّيِّنَةُ، يُقَال: وقَعُوا فِي أَخَاسِيفَ مِنَ الأَرْضِ، كَمَا فِي الصِّحَاحِ، ويُقَال أَيضاً: الأَخَاسِفُ، نَقَلَهُ الفَرَّاءُ.
والْخَيْسَفَانُ، بِفَتْحِ السِّينِ، وضَمِّهَا، هَكَذَا فِي سَائِرِ النُّسَخِ، بتَقْدِيمِ الياءِ على السِّينِ، ومِثْلُه فِي العُبَابِ، وَالَّذِي فِي اللِّسَانِ: الخَسِيفَانُ، بتَقْدِيمِ السِّينِ على الياءِ، وَهَذَا الضَّبْطُ الَّذِي ذَكَرَهُ المُصَنِّفُ غَرِيبٌ، لم أَجِدْهُ فِي الأُمَّهَاتِ، والصَّوابُ أَنَّ هَذَا الضَّبْطَ إِنَّمَا هُوَ فِي النُّونِ، فَفِي النَّوَادِرِ لأَبِي عليٍّ الهَجَرِيِّ، مَا نَصُّه: الخَسِيفانُ: التَّمْرُ الرَّدِّيءُ، وزَعَمَ الأَخِيرُ أَنَّ النُّونَ نُونُ التَّثْنِيَةِ، وأَنَّ الضَّمَّ فِيهَا لُغَةٌ، وحكِيَ عَنهُ أَيضاً: هُمَا خَلِيلاَنُ، بضَمِّ النُّونِ، أَو: هِيَ النَّخْلَةُ يَقِلُّ حَمْلُهَا وَيَتَغَيَّرُ بُسْرُهَا، كَمَا فِي العُبَابِ.
ويُقَال: حَفَرَ فأَخْسَفَ، أَي وَجَدَ بِئْرَهُ خَسِيفاً، أَي غَائرَةً. ومِن المَجَازِ: أَخْسَفَتِ العَيْنُ أَي: عَمِيَتْ كَانْخَسَفَت، الأَخِيرُ مُطَاوِعُ خَسَفَهُ فَانْخَسَفَ، الأَخِيرُ مُطَاوِعُ خَسَفَهُ فَانْخَسَفَ، وَهُوَ مَجَازٌ.)
وقُرِيءَ قَوْلُه تَعَالَى: لَوْلاَ أَنْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنَا لاَ نْخُسِفَ بِنَا، علَى بِنَاءِ الْمَفْعُولِ، كَمَا يُقَالُ: انْطُلِقَ بِنَا، وَهِي قِرَاءَةُ عبدِ اللهِ بنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، زَادَ الصَّاغَانِيُّ: والأَعْمَشِ، وطَلْحَةَ بنِ مُصَرِّفٍ، وابنِ قُطَيْبٍ، وأَبَان بنِ تَغْلِبَ، وطَاوُس. والمُخَسَّفُ، كمُعْظَّمٍ: الأَسَدُ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ، فِي التَّكْمِلَةِ.
ومّما يسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: انْخَسَفَتِ الأَرْضُ: سَاخَتْ بِمَا عَلَيْهَا. وخَسَفَهَا اللهُ تعالَى، خَسْفاً. وانْخَسَفَ بِهِ الأَرْض، وخُسِفَ بِهِ الأَرْضُ، مَجْهُولاً: إِذا أَخَذَتْهُ الأَرْضُ ودَخَلَ فِيهَا. والخَسْفُ: إِلْحَاقُ الأَرْضِ الأُولَى بالثَّانِيَةِ، وانْخَسَفَ السَّقْفُ: انْخَرَقَ، والخَسِيفُ، كأَمِيرٍ: السَّحَابُ، يَنْشَأُ مِن قِبَلِ العَيْنِ، والخَسْفُك الهُزَالُ والظُّلْمُ، قَالَ قَيْسُ بنُ الخَطِيمِ: (وَلم أَرَ كَامْرِيءٍ يَدْنُو لِخَسْفٍ ... لَهُ فِي الأَرْضِ سَيْرٌ وانْتِوَاءُ)
والمَخَاسِفُ فِي قَوْلِ سَاعِدَةَ الهُذَلِيِّ:
(أَلاَ يَا فَتًى مَا عَبْدُ سَمْشٍ بِمِثْلِهِ ... يُبَلُّ علَى الْعَادِي وتُؤْبَى الْمَخَاسِفُ)
جمع خَسْفٍ، خَرَجَ مَخْرَجَ مَشَابِهَ، ومَلامِحَ. والخَسِيفَةُ: النَّقِيصةُ، عَن ابنِ بَرِّيّ، وأَنْشَدَ:
(ومَوْتُ الفَتَى لم يُعْطَ يَوْماً خَسِيفَةً ... أَعَفُّ وأَغْنَى فِي الأَنَام وأَكْرَمُ)
ومِن المَجازِ: خَسَفَتْ إِبِلُكَ وغَنَمُك، وأَصابَتْهَا الخَسْفَةُ، وَهِي تَوْلِيَةُ الطِّرْقِ، ولِلْمَالِ خَسْفَتانِ، خَسْفَةٌ فِي الحَرِّ، وخسْفَةٌ فِي البَرْدِ، كَمَا فِي الأَسَاسِ. وآبِي الخَسْفِ: لَقَبُ خُوَيْلِدِ بنِ أَسَدِ بنِ عبدِ العُزَّي، وَهُوَ أَبو خَدِيجَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ، ورَضِيَ عَنْهَا، وعَن بَنِيهَا، وَفِيه يَقُولُ يحيى بنُ عرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ:
(أَبٌ لِي آبِي الخَسْفِ قد تَعْلَمونَه ... وفَارِسُ مَعْرُوفٍ رَئِيسُ الكَتَائِبِ)
والخُسوف: مَوْضِعٌ بَين الجَوْزِ وجَازَانَ باليَمَنِ.

خَدع

خَدع
خَدَعَهُ، كمَنَعَهُ، يَخْدَعُهُ خَدْعاً، بالفَتْحِ، ويُكْسَرُ، مِثَالُ: سَحَرَهُ سَحْراً، كذَا فِي الصّحاحِ. قُلْتُ: والكَسْرُ عَن أَبِي زَيْدٍ، وأَجاز غَيْرُه الفَتْحَ، قالَ رُؤْبَة: وقَدْ أُدَاهِي خِدْعَ مَنْ تَخَدَّعا خَتَلَهُ وأَرادَ بِهِ المَكْرُوهَ مِن حَيْثُ لَا يَعْلَمُ، كاخْتَدَعَهُ، فانْخَدَعَ، كَمَا فِي الصّحاح.
وقالَ غَيْرُهُ: الخَدْعُ: إِظْهَارُ خِلافِ مَا تُخْفِيهِ.
وَفِي المُفْرَداتِ، والبَصَائرِ: الخِدَاعُ: إِنْزَالُ الغَيْرِ عَمّا هُوَ بصَدَدِهِ بأَمْرٍ يُبْدِيهِ علَى خِلافِ مَا يُخْفِيهِ. والاسْمُ الخَدِيعَةُ، وعَلَيْهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ والصّاغَانِيّ. زادَ غَيْرُهُمَا: والخَدْعَة، وقِيلَ: الخَدْعُ والخَدِيعَةُ المَصْدر، والخِدْعُ والخِدَاعُ الاسْمُ. وَفِي الحَدِيثِ عَن النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ أَنَّه قَالَ: الحَرْبُ خدْعَةٌ، مُثَلَّثَة، وكهُمَزَةٍ، ورُوِيَ بِهِنّ جَمِيعاً، والفَتْحُ أَفْصَحُ، كَمَا فِي الصّحاح.
وقالَ ثَعْلَبٌ: بَلَغَنَا أَنَّها لُغَةُ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ. ونَسَبَ الخَطّابِيُّ الضَّمَّ إِلَى العامَّةِ. قالَ: ورَوَاهُ الكِسَاِئي وأَبُو زَيْدٍ كهُمَزَةٍ، كَذا فِي إِصْلاحِ الأَلْفَاظِ للخَطّابيّ، أَيْ تَنْقَضِي أَيْ يَنْقَضي أَمْرُها بِخُدْعَةٍ وَاحِدَةٍ، كَمَا فِي العُبَاب.)
وَقَالَ ثَعْلَبٌ: مَنْ قَالَ: خَدْعَةً فَمَعْنَاهُ: مَنْ خُدِعَ فِيها خَدْعَةً، فَزَلَّتْ قَدَمُه وعَطِبَ، فَلَيْسَ لَهَا إِقَالَةٌ.
قالَ ابنُ الأَثِيرُ: وهُوَ أَفْصَحُ الرِّوَايَاتِ وأَصَحُّهَا. وَمن قالَ: خُدْعَةُ، أَرادَ هِيَ تَخْدَع، كَمَا يُقَال: رَجُلٌ لُعْنَةٌ: يُلَعْن كَثِيراً، وإِذا خَدَعَ أَحَدُ الفَريقَيْنِ صاحِبَهُ فِي الحَرْبِ، فكأَنِّمَا خُدِعَتْ هِيَ. ومَنْ قالَ: خُدَعَة، أَرادَ أَنَّهَا تَخْدَعُ أَهْلَهَا، كَمَا قالَ عَمْرُو بنُ مَعْدِ يكَرِبَ:
(الحَرْبُ أَوّلُ مَا تَكُونُ فَتِيَّة ... تَسْعَى ببِزَّتِهَا لِكُلِّ جَهُولِ)
وَفِي المُعْجَمِ فِي أج أ، أَوّلُ مَنْ قالَ هَذَا عَمْرُو بنُ الغَوْثِ بنِ طَيِّئٍ، فِي قِصَّة ذَكَرَهَا عِنْدَ نُزُولِ بَنِي طَيِّئٍ الجَبَلَيْن.
وخَدْعَةُ: ماءَةٌ لغَنِيّ بنِ أَعْصُر، ثُمَّ لِبَني عِتْرِيفِ بنِ سَعْدِ بنِ جِلاّنَ بنِ غَنْمِ بنِ غَنِيّ.
وخَدْعَةُ: اسْمُ امْرَأَةٍ، وقِيلَ: اسْمُ نَاقَةٍ. وبِهِمَا فُسِّرَ مَا أَنْشَدَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ:
(أَسِيرُ بشَكْوَتَي وأَحُلُّ وَحْدِي ... وأَرْفَعُ ذِكْرَ خَدْعَةَ فِي السَّمَاعِ)
وخَدَعَ الضَّبُّ فِي جُحْرِه يَخْدع خَدْعاً: دَخَلَ. وقالَ أَبُو العَمَيْثِلِ: خَدَعَ الضَّبُّ، إِذا دَخَلَ فِي وِجَارِهِ مُلْتَوِياً، وكذلِكَ الظَّبْيُ فِي كِنَاسِهِ، وَهُوَ فِي الضَّبِّ أَكْثَرُ. وَفِي حَدِيثِ القَحْطِ: خَدَعَتِ الضِّبابُ، وجَاعَتِ الأَعْرَابُ أَيْ امْتَنَعَتْ فِي جِحَرَتِهَا، لأَنَّهُمْ طَلَبُوهَا، ومَالُوا عَلَيْهَا لِلْجَدْبِ الَّذِي أَصابَهِمْ. وقَالَ اللَّيْثُ: خَدَعَ الضَّبُّ: إِذا دَخَلَ جُحْرَهُ، وكذلِكَ غَيْرُهُ. وأَنْشَدَ لِلطِّرِمّاح:
(يُلاوِذْنَ من حَرٍّ يَكَادُ أُوارُهُ ... يُذِيبُ دِمَاغَ الضَّبِّ وهْوَ خَدُوعُ)
قَالَ الصاغَانيّ: الرِّوايَة خَتُوع بالتّاءِ الفَوْقِيّة، وقَدْ تَقَدَّمَ.
وقالَ غَيْرُه: خَدَعَ الضَّبُّ خَدْعاً: اسْتَرْوَحَ رِيحَ الإِنْسَانِ فَدَخَلَ فِي جُحْرِه لِئَلاّ يُحْتَرَشَ.
وَمن المَجَازِ: خَدَعَ الرِّيقُ فِي الفَمِ: قَلَّ وجَفَّ، كَمَا فِي الأَساسِ. وقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: أَيْ فَسَدَ، وَفِي الصّحاح: يَبِسَ. وقالَ غَيْرُه: خَدَعَ الرِّيقُ خَدْعاً: نَقَصَ، وإِذا نَقَصَ خَثُرَ، وإِذا خَثُرَ أَنْتَنَ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ لِسُوَيْدِ بنِ أَبِي كاهِلٍ يَصِفُ ثَغْرَ امْرَأَةٍ:
(أَبْيَضَ اللَّوْنِ لَذِيداً طَعْمُهُ ... طَيِّبَ الرِّيقِ إِذا الرِّيقُ خَدَعْ)
قالَ: لأَنَّهُ يَغْلُظُ وَقْتَ السَّحَرِ فيَيْبَسُ ويُنْتِنُ.
ومِن المَجَازِ: كَان فُلانٌ الكَرِيم ثُمَّ خَدَعَ، أَيْ أَمْسَكَ، كَمَا فِي الصّحاح، زادَ فِي اللِّسَانِ: ومَنَعَ وقالَ اللِّحْيَانِيّ: خَدَعَ الثَّوْبَ خَدْعاً، وثَنَاهُ ثَنْياً بِمَعْنىً وَاحِدٍ، وَهُوَ مَجازٌ.
ومِن المَجَازِ: خَدَعَ المَطَرُ خَدْعاً، أَيْ قَلَّ، وكذلِكَ خَدَعَ الزِّمَانُ خَدْعاً، إِذا قَلَّ مَطَرُه، وأَنْشَدَ)
الفارِسِيُّ: وأَصْبَحَ الدَّهْرُ ذُو العَلاَّتِ قَدْ خَدَعَا قُلْتُ: وقَدْ تَقَدَّمَ فِي ج د ع: وأَصْبَحَ الدَّهْرُ ذُو العِرْنِينِ قَدْ جُدِعا وَمَا أَنْشَدَه الفَارِسِيُّ أَعْرَفُ.
وخَدَعَتَ الأُمُورُ: اخْتَلَفَتْ، عَن ابْنِ عَبّادٍ، وَهُوَ مَجَازٌ.
وخَدَعَ الرَّجُلُ: قَلَّ مالُهُ، وكَذَا خَيْرُهُ، وَهُوَ مَجاز.
وخَدَعَتْ عَيْنُه: غَارَتْ، عَن اللِّحْيَانِيّ، وَهُوَ مَجاز.
ومِن المَجازِ: خَدَعَت عَيْنُ الشَّمْسِ، أَيْ غَابَتْ، وَفِي الأَسَاسِ: غارَتْ، قالَ: وَهُوَ مِنْ خَدَعَ الضَّبُّ، إِذا أَمْعَنَ فِي جُحْرِهِ.
ومِنَ المَجَازِ: خَدَعَتِ السُّوقُ خَدْعاً: كَسَدَتْ، وكُلُّ كاسِدٍ خَادِعٌ. وقِيلَ: خَدَعَتِ السُّوقُ، أَيْ قامَتْ، فكَأَنَّهُ ضِدُّهُ، كانْخَدَعَ كَذا فِي النُّسَخِ، وصَوَابُه كانْخَدَعَتْ، كَمَا هُوَ نَص اللِّحْيَانِيّ فِي النّوادِرِ.
ويُقَال: سُوقٌ خادِعَة، أَي مُخْتَلِفَةٌ مُتَلَوِّنَةٌ، كَمَا فِي الصّحاح والعُبَابِ: زادَ فِي الأَساسِ: تَقُومُ تَارَةً وتَكْسُدُ أُخْرَى. وقالَ أَبو الدِّينارِ فِي حَدِيثه: السُّوقُ خَادِعَةٌ، أَي كاسِدَةٌ. قالَ، ويُقَالُ: السُّوقُ خَادِعَةٌ، إِذا لَمْ يُقْدَرْ على الشَّيْءِ إِلاّ بغَلاَءٍ. وَقَالَ الفَرّاءُ: بَنُو أَسَدٍ يَقُولُونَ: إِنَّ السِّعْرَ لَمُخَادِعٌ، وَقد خَدَعَ: إِذا ارْتَفَعَ وغَلاَ.
ومِنَ المَجَاز: خُلُقٌ خَادِعٌ، أَيْ مُتَلَوِّنٌ، وقَدْ خَدَعَ الرِّجُلُ خَدْعاً، إِذا تَخَلَّقَ بغَيْرِ خُلُقِه.
وبَعِيرٌ خَادِعٌ وخَالِعٌ، كَمَا فِي العُبَابِ، ونَصُّ اللِّسَان: بَعِيرٌ بِهِ خادِعٌ وخالِعٌ، إِذا بَرَكَ زَالَ عَصَبُهُ فِي وَظِيفِ رِجْلِهِ، وَبِه خَوَيْدِعٌ وخُوَيْلِعٌ، والخَادِعُ أَقَلُّ مِن الخَالِع.
والخَدُوعَ كصَبُورٍ: النَّاقَةُ تُدِرُّ مَرَّةً القَطْرَ، وتَرْفَعُ لَبَنَهَا مَرَّةً.
ومِن المَجَازِ: الخَدُوعُ: الطَّرِيقُ الَّذِي يَبِينُ مَرَّةً، ويَخْفَى أُخْرَى. قالَ الشّاعِرُ يَصِفُ الطَّرِيقَ:
(ومُسْتَكْرَهٍ مِنْ دَارِسِ الدَّعْسِ داثِرٍ ... إِذا غَفَلَتْ عَنْهُ العُيُونُ خَدُوع)
كالخَادِع، يُقَالُ: طَرِيقٌ خَادِعٌ، إِذا كانَ لَا يُفْطَنُ لَهُ. قَالَ الطِّرِمّاحُ يَصِفُ دارَ قَوْمٍ:
(خَادِعةُ المَسْلَكِ أَرْصَادُهَا ... تُمْسِي وُكُوناً فَوْقَ آرَامِهَا)

والخَدُوعُ والخَادِعُ: الكَثِيرُ الخَدَاعِ. قَالَ الطِّرِمّاحُ:
(كَذِي الطِّنْءِ لَا يَنْفَكُّ عَوْضاً، كأَنَّهُ ... أَخُو حَجْرَةٍ بالعَيْنِ وهُوُ خَدُوعُ)
كالخُدَعَة، كهُمَزَة، وكذلِك المرأَة.
والخُدْعَة، بالضَّمِّ: مَنْ يَخْدَعُه الناسُ كَثِيراً، كَمَا يُقَال: رَجُلٌ لُعْنَة، وَقد تَقَدَّم ذلِكَ عَن ثَعْلِبٍ فِي شَرْح الحَدِيث، وتَقَدَّم بَحثُه أَيضاً فِي ل ق ط، عَن ابْن بَرِّيّ مُفصَّلاً، فرَاجِعُه.
والخُدَعَة، كهُمَزَة: قَبِيلَة من تَمِيم، وهم رَبِيعَةٌ بنُ كَعْب بنِ سَعْد بنِ زَيْد مَنَاةَ بنِ تَمِيم. قالَ الأَضبَطُ بنُ قُريْع السَّعْدِيّ:
(لكلّ هَمٍّ من الهُمُومِ سَعَهْ ... والمُسَىُ والصُّبْحُ لَا فَلاحَ مَعَهْ)

(أَكْرِمَــنّ الضَّعِيفَ عَلَّكَ أَنْ تَرْ ... كَعَ يَوْمًا والدَّهْرُ قد رَفَعَهْ)

(وصِلْ وِصَالَ البَعِيدِ إِنْ وَصَلَ الْحَبْ ... لَ، وأَقْصِ القَرِيبَ إِنْ قطَعَهْ)

(واقبَلْ من الدَّهْرِ مَا أَتَاكَ بِهِ ... مَنْ قَرَّ عينا بعَيْشِه نَفَعَهْ) (قد يَجْمَعُ المالَ غيرُ آكِلِه ... ويَأْكلُ المالَ غَيْرُ مَنْ جَمَعَهْ)

(مَا بالُ مَنْ غَيُّه مُصِيبُك لَا تَمْ ... لِكُ شَيْئاً مِنْ أَمِر وَزَعَهْ)

(حتَّى إِذَا مَا انْجَلَتْ عَمَايَتُه ... أَقْبَلَ يَلْحَى وغَيُّه فَجَعهَ)

(أَذُودُ عَن نَفْسِه، ويَخْدَعُنِي ... يَا قَوْمُ، مَنْ عَاذِرِي مِنَ الخُدَعَهْ)
كَتَبْتُ القِطْعَةَ بتَمَامِهَا لجَوْدتِهَا.
ويُرْوَى: لَا تُهِينَ الْفِقِيرَ أَي لَا تُهِينَنْ، فحُذِفَتِ النُّونُ الخَفِيفَةُ لمَّا اسْتَقْبَلَهَا سَاكنٌ. وَقَالَ بَعْضُهُم: الخُدَعَةُ فِي هَذَا البَيْتِ اسْمٌ للدَّهْرِ، لتلَوُّنِه. ويُقَال: دَهْرٌ خَادِعٌ وخُدَعَةٌ، وَهُوَ مَجاز.
والخَيْدَعُ، كحَيْدَرٍ: مَنْ لَا يُوثَقُ بمَوَدَّتهِ.
والغُولُ الخَيْدْعُ، أَيْ الخَدَّاعَةُ، وَهُوَ مِنْ ذلِكَ. والطَّرِيقُ الخَيْدَعُ: الجائرُ عَن وَجْهِهِ المُخَالِفُ لِلْقَصْدِ، لَا يُفْطَنُ لَهُ، كالخَادِع، وَهُوَ مَجَاز. ويُقَالُ: غَرَّهُمُ الخَيْدَعُ، أَي السَّرَابُ. ومِنْهُ أُخِذَ الغُولُ، وَهُوَ مَجَازٌ، ويَكُونَ مَعْنَى الغُولِ من مَجازِ المَجَاز، وأُخِذَ السَّرابُ مِن الخَيْدَعِ، بمَعْنَى مَنْ لاَ يُوثَقُ بمَوَدّتِه.
والخَيْدَعُ: الذِّئْبُ المُحْتَال، نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيّ والصّاغَانِيّ، وَهُوَ مَجازٌ.
وضَبٌّ خَدِعٌ، ككَتِف: مُرَاوِغٌ، كَمَا فِي الصّحاح، وزادَ الزَّمَخْشَرِيّ: وخَادِعٌ، وَهُوَ مجَاز.)
وَفِي المَثَلِ: أَخْدَعُ مِنْ الضّبِّ كَمَا فِي الصّحاح. قالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: يُقَالُ ذلِكَ إِذا كانَ لَا يُقْدَرُ عَلَيْهِ من الخَدْع. وَفِي العُبَابِ: وَقَالَ الفارِسِيّ: قالَ أَبُو زَيْدٍ: وقالُوا: إِنَّكَ لأَخْدَعُ مِنْ ضَبٍّ حَرَشْتَهُ. ومَعْنَى الحَرْشِ أَنْ يَمْسَحَ الرَّجُلُ علَى فَمِ جُحْرِ الضَّبِّ يَتَسَمَّعُ الصَّوْتَ، فرُبما أَقْبَلِ وَهُوَ يَرَى أَنَّ ذلِكَ حَيَّةٌ، ورُبما أَرْوَحَ رِيحَ الإِنْسانِ، فَخَدَعَ فِي جُحْرِه ولَمْ يَخْرُجْ، وأَنْشَدَ الفارِسيّ:
(ومُحْتَرِشٍ ضَبَّ العَداوَةِ مِنْهُمُ ... بحُلْوِ الخَلاَ، خَرْشَ الضِّبَابِ الخَوَادِعِ)
حُلْوُ الخَلاَ: حُلْوُ الكَلامِ. وَفِي العُبَابِ: خِدَاعُ الضَّبِّ أَنَّ المُحْتَرِشَ إِذا مَسَحَ رَأْسَ جُحْرِه لِيَظُنَّ أَنَّهُ حَيَّةٌ، فإِنْ كانَ الضَّبُّ مُجَرِّباً أَخْرَجَ ذَنَبَه إِلَى نِصْفِ الجُحْرِ، فإِنْ أَحَسَّ بحَيَّةِ ضَربَهَا فقطعها نِصْفَيْنِ، وإِنْ كانَ مُحْتَرِشاً لَمْ يُمْكِنْه الأَخْذُ بذَنَبِه فَنَجَا، وَلَا يَجْتَرِئُ المُحْتَرِشُ أَنْ يُدْخِلَ يَدَهُ فِي جُحْرِهِ، لأَنَّهُ لَا يَخْلُو مِنْ عَقْربَ، فَهُوَ يَخَافُ لَدْغَهَا، وبَيْن الضَّبِّ والعَقْرَبِ أُلْفَةٌ شَدِيدَةٌ، وَهُوَ يَسْتَعِينُ بِهَا على المُحْتَرِشِ، قَالَ:
(وأَخْدَعُ مِنْ ضَبٍّ إِذا جاءِ حَارِشٌ ... أَعَدَّ لَهُ عِنْدَ الذُّنَابَةِ عَقْرَبَاً)
وقِيلَ: خِدَاعُهُ: تَوَارِيهِ، وطُولُ إِقَامَتِهِ فِي جُحْرِهِ، وقِلَّةُ ظُهُورِهِ، وشِدَّةُ حَذَرِه.
والأَخْدَعُ: عِرْقٌ فِي مَوْضِعِ المَحْجَمَتَيْنِ، وَهُوَ شُعْبَةٌ من الوَرِيدِ وهَمَا أَخْدَعَانِ، كَمَا فِي الصّحاحِ، وهُمَا عِرْقَانِ خَفِيَّانِ فِي مَوْضعِ الحِجَامَةِ من العُنُقِ، وقالَ اللِّحْيَانِي: هُمَا عِرْقانِ فِي الرَّقَبَةِ، وقِيلَ: هُمَا الوَدَجَانِ. وَفِي الحَدِيثِ أَنَّهُ احْتَجَمَ عَلَى الأَخْدَعَيْنِ والكَاهِل. قَالَ الجَوْهَرِيّ: وَرُبمَا وَقَعَتِ الشَّرْطَةُ عَلَى أَحَدِهِمَا فيُنْزَفُ صاحِبُه، أَيْ لأَنَّهُ شُعْبَةٌ من الوَرِيدِ ج: أَخادِعُ قَالَ الفَرَزْدَق:
(وكُنَّا إِذا الجَبَّارُ صَعَّرَ خدَّه ... ضَرَبْنَاهُ حَتَّى تَسْتَقِيمَ الأَخادِعُ)
والمَخْدُوعُ: مَنْ قُطِعَ أَخْدَعُه، وقَدْ خَدَعَهُ يَخْدَعُه خَدْعاً. وَفِي الحَدِيثِ: تكونُ بَيْنَ يَدَي الدَّجَّالِ سِنُونَ خَدّاعَةٌ. قالَ الجَوْهَرِيُّ، أَيْ قَلِيلَةُ الزَّكاءِ والرَّيْعِ، مِنْ خَدَعَ المَطَرُ، إِذا قَلَّ. وخَدَعَ الرِّيقُ، إِذا يَبِسَ، فَهُوَ مِنْ مَجَازِ المَجَازِ. قَالَ الصّاغَانِيّ: وقِيلَ: إِنَّهُ يَكْثُرُ فِيهَا الأَمْطَارُ، ويَقِلُّ فِيهَا الرَّيْعُ، ويُرْوَى: إِنَّ بَيْنَ يَدَي السّاعَةِ سِنِينَ غَدّارَةً، يَكْثُرُ فِيها المَطَرُ، يَقِلُّ النَّبَاتُ، أَي تُطْمِعُهُم فِي الخِصْبِ بالمَطَرِ، ثُمَّ تُخْلِفُ. فجَعَلَ ذلِكَ غَدْراً مِنْهَا وخَدِيعَةً، قالَهُ ابنُ الأَثِير. وقالَ شَمِرٌ: السِّنُونَ الخَوَادِعُ: القَلِيلَةُ الخَيْرِ الفَوَاسِدُ.)
وقالَ ابنُ عَبّادٍ: الخَادعَةُ: البابُ الصَّغِيرُ فِي البَابِ الكَبِيرِ. والبَيْتُ فِي جَوْفِ البَيْتِ، قَالَ الرّاغِبُ: كَأَنّ بَانِيَهُ جَعَلَهُ خادِعاً لمَنْ رامَ تَنَاوُلَ مَا فِيهِ.
وَقَالَ غَيْرُه: الخَدِيعَةُ: طَعامٌ لَهُمْ، أَيْ لِلْعَرَبِ، ويُرْوَى بالذَّالِ المُعْجَمَةِ، كَمَا سَيَأْتِي.
والمِخْدَعُ كمِنْبَرٍ، ومُحْكَمٍ: الخِزَانَةُ، حَكَاهُ يَعْقُوبُ عَن الفَرّاءِ. قالَ: وأَصْلُه الضَّمُّ، إِلاَّ أَنّهُمْ كَسَرُوهُ اسْتِثْقَالاً، كَمَا فِي الصّحاح، والمُرَادُ بالخِزانَةِ البَيْتُ الصَّغِيرُ يَكُونُ دَاخلَ البَيْتِ الكَبيرِ.
وقالَ سِيبُوَيْه: لَمْ يَأْتِ مُفْعَلٌ اسْماً إِلاّ المُخْدَع، وَمَا سِوَاهُ صِفَةٌ. وَقَالَ مُسَيْلِمَةُ الكَذّابُ لسَجَاح المُتَنَبِّئَةِ حِينَ آمَنَتْ بِهِ وتَزَوَّجَهَا، وخَلاَ بهَا:
(أَلاَ قُومِي إِلَى المِخْدَعْ ... فقَدْ هُيِّى لَكِ المَضْجَعْ)

(فإِنْ شِئْتِ سَلَقْنَاكِ ... وإِنْ شِئْتِ عَلَى أَرْبَعْ)

(وإِنْ شِئْتِ بِثُلثَيْهِ ... وإِنْ شِئْتِ بِهِ أَجْمَع)
فقالَتْ: بَلْ بِهِ أَجْمَع، فإِنَّهُ أَجْمَعُ للشَّمْل.
وأَصْلُ المَخدَعِ من الإِخْدَاعِ، وَهُوَ الإِخْفَاء. وحُكِيَ فِي المُخْدَع أَيْضاً الفَتْحُ عَن أَبِي سُلَيْمَانَ الغنوِيّ. واخْتَلَفَ فِي الفَتْحِ والكَسْرِ القَنَانِيّ وأَبو شَنْبَلٍ، ففَتَحَ أَحَدُهُمَا وكَسَرَ الآخَرُ.
وبَيْتُ الأَخْطَل:
(صَهْباء قَدْ كَلِفَتْ من طُولِ مَا حُبِسَتْ ... فِي مَخْدَعٍ بَيْنَ جَنَّاتٍ وأَنْهَارِ)
يُرْوَى الوُجُوهِ الثَّلاثَةِ: فالفَتْحُ يُسْتَدْرَكُ بِهِ عَلَى المُصَنِّف والجَوْهَرِيّ والصّاغَانِيّ، فإِنَّهُم لم يَذْكُرُوه.
وقالَ بَعْضُهُمْ: أَخْدَعَهُ: أَوْثَقَهُ إِلَى الشَّيْءِ.
وأَخْدَعَهُ: حَمَلَهُ عَلَى المُخَادَعَةِ. وَمِنْه قِرَاءِةُ يَحْيَى بنِ يَعْمُر وَمَا يُخدِعُون إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ بِضَم الْيَاء، وَكسر الدَّال.
والمُخْدَّعُ، كمُعَظَّمٍ: المُجَرِّب، وقَدْ خُدِعَ مِراراً حَتَّى صارَ مُجرِّباً، كَمَا فِي الصّحاح.
وَفِي اللِّسَانِ: رَجُلٌ مُخَدَّعٌ: خُدِعَ فِي الحَرْبِ مَرّةً بَعْدَ مَرَّةٍ حَتَّى حَذِقَ.
والمُخَدَّعُ: المُجَرِّبُ للأُمُورِ.
وقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: رَجُلٌ مُخَدَّع، أَيْ مُجَرّب صاحِبُ دَهَاءِ وَمكْرٍ، وَقد خَدِّعَ. وأَنشد: أُبايعُ بَيْعاً مِنْ أَرِيبٍ مُخَدَّعِ)
وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لأَبِي ذُؤَيْبٍ:
(فَتَنَازَلا وتَوَاقفت خَيْلاهُمَا ... وكِلاهُمَا بَطَلُ اللِّقَاءِ مُخدَّعُ)
ورَوَى الأَصْمَعِيّ: فَتنادَيَا. ورَوَى مَعْمَرٌ: فَتَبَادَرَا. وقَالَ أَبو عُبَيْدَة: مُخدَّعٌ: ذُو خُدْعَةٍ فِي الحَرْبِ، ويُرْوَى: مُخَذَّعٌ بالذالِ المُعْجَمَة أَي مَضْرُوبٌ بالسَّيْفِ مَجْرُوحٌ.
والتَّخْدِيعُ: ضَرْبٌ لَا يَنْفُذُ وَلَا يَحِيكُ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ.
وتَخَادَعَ: أَرَى مِنْ نَفْسِه أَنَّهُ مَخْدُوعٌ ولَيْسَ بِهِ، كانْخَدَعَ. وانْخَدَعَ أَيْضاً مُطَاوِعُ خَدَعْتُه. وقَالَ اللَّيْثُ: انْخَدَعَ: رَضِيَ بالخَدْعِ.
والمُخَادَعَةُ فِي الآيَةِ الكَرِيمَة، وهُوَ قَوْلُه تَعالَى: يُخَادِعُونَ اللهَ والَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ: إِظْهَارُ غَيْرِ مَا فِي النَّفْسِ وذلِكَ أَنَّهُمْ أَبْطَنُوا الكُفْرَ وأَظْهَرُوا الإِيمانَ، وإِذا خَادَعُوا المُؤْمِنِينَ فقَدْ خادُعُوا الله. ونُسِبَ ذلِكَ إِلَى اللهِ تَعَالَى مِنْ حَيْثُ أَنَّ مُعَامَلَةَ الرَّسُولِ كمُعَامَلَتِهِ، ولِذلِكَ قالَ: إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنِّمَا يُبَايِعُونَ اللهَ.
وجَعَلَ ذلِكَ خِدَاعاً تَفْظِيعاً لِفِعْلِهِمْ، وتَنْبِيهاً عَلَى عِظَمِ الرَّسُولِ وعِظَمِ أَوْلِيَائِه وَمَا يُخَادِعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ، أَيْ مَا تَحُلُّ عاقِبَةُ الخِدَاعِ إِلاّ بِهِمِ قَرَأَ ابنُ كَثِيرِ ونافِعٌ وأَبُو عَمْروٍ: ومَا يُخَادِعُونَ، بالأَلِفِ وقَرَأَ أَبُو حَيَوَةَ يَخْدَعُونَ اللهَ والَّذِينَ آمَنُوا ومَا يَخْدَعُونَ، جَمِيعاً بِغَيْرِ أَلِفٍ، عَلَى أَنَّ الفِعْلَ فِيهِمَا جَمِيعاً من الخَادِع. وَفِي اللِّسَان: جَازَ يُفَاعِلُ لِغَيْرِ الاثْنَيْنِ، لأَنَّ هذَا المِثَالَ يَقَعُ كَثِيراً فِي اللُّغَةِ للْوَاحِدِ، نَحْو: عاقَبْتُ اللِّصَّ، وطارَقْتُ النَّعْلَ. وقالَ الفَارِسِيّ: والعَرَبُ تُقُولُ: خَادَعْتُ فُلاناً، إِذا كُنْتَ تَرُومُ خَدْعَهُ. وعلَى هَذَا يُوَجَّهُ قَوْلُه تَعالَى: يُخَادِعُونُ اللهَ وهُوَ خَادِعُهُم مَعْنَاهُ أَنَّهُمْ يُقَدِّرُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُم يُخَادِعُونَ اللهَ، واللهَ هُوَ الخَادِعُ لَهُمْ، أَي المُجَازِي لَهُمْ جَزَاءَ خِدَاعِهم. وقالَ الرَّاغِبُ فِي المُفْرَدَاتِ: وقَوْلُ أَهْلِ اللُّغَةِ إِنَّ هَذَا على حَذْفِ المُضَافِ وإِقَامَةِ المُضَافِ إِلَيْهِ مُقَامَهُ، فيَجِبُ أَنْ يُعْلَمَ أَنَّ المَقْصُودَ بمِثْلِهِ فِي الحَذْفِ لَا يَحْصُلُ لَوْ أُتِيَ بالمُضَافِ المَحْذُوفِ، ولِمَا ذَكَرْنَا مِنْ التَّنْبِيه عَلَى أَمْرَيْنِ: أَحْدِهِمَا فَظَاعَةُ فِعْلِهِمْ فِيمَا تَجَرَّؤُوهُ مِنَ الخَدِيعَةِ، وأَنَّهُمْ بمُخَادَعَتِهِمْ إِيّاه يُخَادِعُونَ اللهَ، والثانِي: التَّنْبِيهُ علَى عِظَمِ المَقْصُودِ بالخِدَاعِ، وأَنَّ مُعَامَلَتَهُ كمُعَامَلَةِ اللهِ. وقِرَاءِةُ مُوَرِّقٍ العِجْلِيّ وَمَا يَخَدِّعُون إِلاَّ أَنْفُسَهم، بفَتْحِ الياءِ والخاءِ وكَسْرِ الدَّالِ المُشَدَّدَةِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ عَلَى إِرادَةِ يَخْتَدِعُونَ، أُدْغِمَت التَّاءُ فِي الدَّال، ونُقِلَتْ فَتْحَتُها إِلَى الخاءِ.
وخَادَعَ: تَرَكَ عَنِ الأَصْمَعِيّ، وأَنْشَدَ للرّاعِي:)
(وخادَعَ المَجْدَ أَقْوَامٌ لَهُمْ وَرَقٌ ... رَاحَ العِضَاهُ بِهِ والعِرْقُ مَدْخُولُ)
وهكَذَا رَوَاه شَمِرٌ، وفَسَّرَهُ، ورَوَاهُ أَبُو عَمْروٍ: خَادَعَ الحَمْدَ، وفسَّرُ، أَيْ تَرَكُوا الحَمْدَ، لأَنَّهُمْ لَيْسُوا مِن أَهْلِهِ.
والخِدَاعُ، ككِتَابِ: المَنْعُ والحِيلَةُ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ. والَّذِي فِي اللِّسَانِ عَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ: الخَدْعُ: مَنْعُ الحَقِّ، والخَتْمُ: مَنْعُ القَلْبِ من الإِيمان.
والتَّخَدُّع: تَكَلُّفُهُ، أَيْ الخِدَاع، قَالَ رُؤْبة: فَقَدْ أُدَاهِي خِدْعَ مَنْ تَخدَّعا بالوَصْل أَو أَقْطَعُ ذَاك الأَقْطَعَا وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: خَدَّعه تَخْدِيعاً، وخَادَعَهُ، وتَخَدَّعه، واخْتَدَعَهُ: خَدَعَهُ، وَهُوَ خَدَّاعٌ وخَدِعٌ، كشَدَّادٍ وكَتِفٍ، عَن اللِّحْيَانِيّ، وكَذلِكَ خَيْدَعٌ، كحَيْدَرٍ. وخَدَعْتُه: ظَفِرْتُ بِهِ.
وتَخادَعَ القَوْمُ: خَدَعَ بَعْضُهُم بَعْضاً.
وانْخَدَعَ: أَرَى أَنَّه مَخْدُوعٌ ولَيْسَ بِهِ.
والخُدْعَةُ بالضَّمِّ: مَا تُخْدَعُ بِهِ.
وماءُ خَادِعٌ: لَا يُهْتَدَى لَهُ، وَهُوَ مَجَاز. وخَدَعْتُ الشَّيْءَ وأَخْدَعْتُه: كَتَمْتُه وأَخْفَيْته.
والمَخْدَعُ، كمَقْعَدٍ: لُغَة فِي المُخْدَع، والمِخْدَعِ بالكَسْرِ والضَّمِّ، عَنِ أَبِي سُلَيْمَانَ الغَنَويّ، وقَدْ تَقَدَّمَ. والمُخْدَعُ أَيْضاً: مَا تَحْتَ الجَائِز الَّذِي يُوضَعُ عَلَى العَرْشِ، والعَرْشُ: الحائطُ يُبْنَى بَيْنَ حَائِطَيِ البَيْتِ، لَا يَبْلُغُ بِهِ أَقْصَاه، ثُمَّ يُوضَع الجائزُ من طَرَفِ العَرْشِ الدَّاخِلِ إِلَى أَقْصَى البَيْتِ، ويُسْقَفُ بِهِ.
وانْخَدَعَ الضَّبُّ مِثْلُ خَدَعَ: اسْتَرْوَحَ فاسْتَتَرَ، لِئلاَّ يُحْتَرَشَ.
وخَدَعَ مِنّي فُلاَنٌ، إِذا تَوَارَى ولَمْ يَظْهَرْ.
وخَدَعَ الثَّعْلَبُ، إِذا أَخَذَ فِي الرَّوَغانِ.
وخَدَعَ الشَّيْءُ خَدْعاً: فَسَدَ، والخَادِعُ: الفَاسِدُ من الطَّعَامِ وغَيْرِه. ودِينَار خَادِع، أَي نَاقِصٌ.
وفُلانٌ خادِعُ الرَّأْي: إِذا كانَ لَا يَثْبُتُ عَلَى رَأْيٍ وَاحِدٍ. وهُوَ مَجَازٌ.
وخَدَعِتِ العَيْنُ خَدْعاً: لَمْ تَنَمْ. وَمَا خَدَعَتْ بعَيْنِهِ خَدْعَةٌ، أَيْ نَعْسَةٌ تَخْدَعُ، أَي مَا مَرَّتْ بِهَا، وَهُوَ)
مجَاز، قَالَ المُمَزِّق العَبْدِيّ:
(أَرِقْتُ ولَمْ تَخْدَعْ بِعَيْنِيَّ نَعْسَةٌ ... ومَنْ يَلْقَ مَا لاقَيْتُ لَا بُدَّ يَأْرَقُ)
وخَادَعْتُهُ: كَاسَدْتُهُ. وَقَالَ الفَرّاءُ: بَنو أَسَدٍ يَقُولُون: إِنَّ السِّعْر لَمُخَادِعٌ، وقَدْ خَدَعَ: إِذا ارْتَفَعَ وغَلاَ. وقَالَ كُرَاع: الخَدْعُ: حَبْسُ المَاشِيَةِ والدَّوابِّ علَى غَيْرِ مَرْعىً وَلَا عَلَفٍ. قُلْتُ: وَهَذَا قَدْ تَقَدَّم فِي ج د ع.
والمُخَدَّعُ، كمُعَظَّمٍ: المَخْدُوعُ، قالَ الشَّاعِرُ:
(سَمْحُ اليمِينِ إِذا أَرَدْتَ يَمِينَهُ ... بسَفَارَةِ السُّفَراءِ غَيْر مُخَدَّعِ)
أَرادَ غَيْرَ مَخْدُوعٍ. وقَدْ رُوِيَ جِدُّ مُخَدَّعِ أَيْ أَنَّهُ مُجَرَّبٌ، والأَكْثَرُ فِي مِثْلِ هذَا أَنْ يَكُونَ بَعْدَ صِفَةٍ مِنْ لَفْظِ المُضَافِ إِلَيْه كقَوْلِهِمْ: أَنْتَ عالِمٌ جِدُّ عالِمٍ. ورَجُلٌ شَدِيدُ الأَخْدَع، أَيْ شَدِيدُ مَوْضِع الأَخْدَعِ، كَمَا فِي الصّحاح والعُبَاب. قالَ: وَلَا كذلِكَ شَدِيدُ النِّسَا. قَالَا: وكذلِكَ شَدِيدُ الأَبْهَرِ. وأَما قَوْلُهُم فِي الفَرَسِ: إِنَّهُ لَشَدِيدُ النَّسَا، فَيُرَادُ بذلِكَ النَّسَا نَفْسُه، لأَنَّ النَّسَا إِذا كانَ قَصِيراً كَانَ أَشَدَّ للرِّجْلِ، فإِذا كانَ طَوِيلاً اسْتَرْخَت رِجْلُه.
ورَجُلٌ خَادِعٌ: نَكِدٌ، وَهُوَ مَجَازٌ. ورَجُلٌ شَدِيدُ الأَخْدَعِ: مُمتَنِعٌ أَبِيٌّ، ولَيِّنُ الأَخْدَع بخِلاف ذلِكَ.
ويُقَالُ: لَوَى فُلانٌ أَخْدَعَهُ، إِذا أَعْرَضَ وتَكَبَّرَ. وسَوَّى أَخْدَعَهُ، إِذا تَرَكَ التَّكَبُّرَ، وَهُوَ مَجازٌ.
والخَيْدَعُ، كحَيْدَرٍ: السِّنَّوْرُ، عَن ابنِ بَرِّيّ. واسْمُ امْرَأَةٍ، وَهِي أُمُّ يَرْبُوعٍ، ومِنْهُ المَثَلُ: لَقَدْ خَلَّى ابنُ خَيْدَعَ ثُلْمَةً حَكَاهُ يُعْقُوبُ، وقَدْ مَرَّ ذِكْرُه فِي ر أَب فرَاجِعْهُ.
وخَدْعَةُ، بالفَتْح: اسْمُ رَجُلٍ لأَنَّهُ كانَ يُكْثِرُ ذِكْرَ خَدْعَةَ وَهِي ناقَةٌ أَو امْرَأَةٌ فسُمِّيَ بهِ.
وابْنُ خِدَاعٍ: مَشْهُورٌ مِنْ أَئمَّةِ النَّسَبِ.

خَتع

خَتع
خَتَعَ الرَّجُلَ، كَمَنَعَ، خَتْعاً وخُتُوعاً: رَكِبَ الظُّلْمَةَ باللَّيْلِ، وَمَضَى فِيهَا عَلَى القَصْدِ، كَمَا يَخْتَعُ الدَّلِيلُ بالقَوْمِ، قالَ رُؤْبَةُ: أَعْيَتْ أَدِلاّءَ الفَلاةِ الخُتَّعَا وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: خَتَعَ عَلَيْهِم، إِذا هَجَمَ عَلَيْهِم. وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: خَتَعَ: هَرَبَ قالَ الطِّرِمّاحُ يَصِفُ بَقَرَ الوَحْشِ:
(يُلاوِذْنَ مِنْ حَرٍّ كأَنَّ أُوَارَهُ ... يُذِيبُ دِمَاغَ الضَّبِّ وهْوُ خَتُوعُ)
أَي هَارِبٌ من الحَرِّ. وقالَ ابنُ عَبّادٍ: خَتَعَ أَسْرَعَ. وخَتَعَت الضَّبُعُ: خَمَعَتْ. وقالَ غَيْرُه: خَتَعَ الفَحْلُ خَلْفَ الإِبل: إِذا قَارَبَ فِي مَشْيِه. وخَتَعَ السَّرابُ خُتُوعاً: اضْمَحَلَّ.
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: خُتَعٌ كصُرَدٍ: من أَسْمَاءِ الضَّبُعِ، ولِيْسَ بثَبَتٍ وقالَ غَيْرُهُ: دَلِيلٌ خُتَعٌ: هُوَ الحاذِقُ فِي الدّلالَةِ الماهِرُ بهَا، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، كالخَتِع، ككَتِفٍ، وجَوْهَرٍ، وصَبُورٍ، يُقَالُ: وَجَدتُهُ خُتَعَ لَا سُكَعَ، أَيْ لَا يَتَحَيَّرُ. وذَكَرَ الجَوْهَرِيُّ الخَوْتَعَ. قالَ ذُو الرُمَّةِ: يَهْمَاءُ لَا يَجْتَازُهَا المُغَرَّرُ كَأَنَّمَا الأَعْلامُ فِيهَا سُيَّرُ بِهَا يَضِلُّ الخَوْتَعُ المُشَهَّرُ والخَوْتَعُ، كجَوْهَرٍ: ضَرْبٌ مِن الذُّبَابِ كِبَارٌ، وقِيلَ: هُوَ ذُبَابُ الكَلْبِ. وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: ذُبَابٌ أَزْرَقُ يَكُونُ فِي العُشْبِ، قَالَ الراجِزُ: لِلْخَوْتَعِ الأَزْرَقِ فِيهِ صاهِلْ عَزْفٌ كعَزْفِ الدُّفِّ والجَلاجِلْ والخَوْتَعُ: وَلَدُ الأَرْنَب، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. وقالَ ابنُ عَبّادٍ: الخَوْتَعُ: الطَّمَعُ.
وبهَاءٍ الخَوْتَعَةُ: هُوَ الرَّجُلُ القَصِيرُ. وَفِي المَثَلِ: أَشْأَمُ مِنْ خَوْتَعَةَ، هُوَ وَفِي الصّحّاحِ: زَعَمُوا) أَنَّهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي غُفَيْلَةَ ابنِ قاسِطِ بنِ هِنْبِ بنِ أَفْصَى بنِ دُعْمِيّ بنِ جَدِيلَةَ بنِ أَسَدِ بنِ رَبِيعَةَ، كانَ مشؤوماً، لأَنَّهُ دَلَّ كُثَيْفَ بنَ عَمْروٍ التَّغْلِبِيّ وأَصْحابَهُ عَلَى بَنِي الزَّبَّانِ الذُّهْلِيّ قالَ أَبو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ حَبِيبَ فِي كتابِ مُتَشَابِه القَبَائِلِ ومُتَّفِقها: وَفِي بَنِي ذُهْلِ بنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُكَابَةَ الزَّبّانُ بنُ الحارِثِ بنِ مالِكِ بنِ شَيْبَانَ ابنِ سَدُوس بنِ ذُهْلٍ، بالزاي والباءِ بوَاحِدَةٍ، وَذكر القَاضِي أَبو الوَلِيدِ هِشامُ بنُ أَحْمَدَ الوَقَّشِيُّ فِي نَقْدِ الكِتَاب، الرَّيَّانَ، بالراءِ والياءِ، ثُمَّ قَوْلُهُ: الذُّهْلِيّ هُوَ الصَّحِيحُ، كَمَا عَرَفْتَ، وقَدْ وُجِدَ بخَطِّ أَبِي سَهْلٍ الهَرَوِي بالدَّالِ المُهْمَلَةِ، وَهُوَ خَطَأُ، لتِرَةٍ كانَتْ عِنْدَ عَمْرو بنِ الزَّبَّان، وكانَ سَبَبُ ذلِكَ أَنّ َ مالِكَ بنَ كومَةَ الشَّيْبَانِيَّ لَقِيَ كُثَيْفَ بنِ عَمْروٍ فِي حُرُوبِهم، وكانَ مَلِكٌ نَحِيفاً قَلِيلَ اللَّحْمِ، وكانَ كُثَيْفٌ ضَخَماً، فَلَمَّا أَرادَ مَالِكٌ أَسْرَ كُثَيْفٌ اقْتَحَمَ كُثَيْفٌ عَنْ فَرَسِهِ لِيَنْزِلَ إِليه مالِكٌ، فأَوْجَرَهُ مالِكٌ السِّنَانَ، وَقَالَ: لتَسْتَأَسِرَنَّ أَوْ لأَقْتُلَنَّكَ، فاسْتَبَقَ هُوَ وعَمْرُو بنُ الزَّبّان، وكِلاَهُمَا أَدْرَكَه، فَقَالا: قَدْ حَكَّمْنَا كُثَيْفاً، يَا كُثَيْفُ، مَنْ أَسَرَكَ فقالَ: لَوْلا مَالِكُ ابنُ كُوَمَةَ كُنْتُ فِي أَهْلِي، فَلَطَمَهُ عَمْرُو بنُ الزَّبَّانِ، فغَضِبَ مَالِكٌ.
وقالَ: تَلْطُم أَسِيرِي، إِنّ فِدَاءَكَ يَا كُثَيْفُ مائةُ بَعِيرٍ، وَقد جَعَلْتُهَا لَكَ بلَطْمَةِ عَمْروٍ وَجْهَكَ، وجَزَّ نَاصِيَتَه وأَطْلَقَهُ، فلَمْ يَزَلْ كُثَيْفٌ يَطْلُبُ عَمْراً باللَّطْمَةِ حَتّى دَلّ عَلَيْهِ رَجُلٌ من غُفَيْلَةَ يُقَالُ لَهُ: خَوْتَعَةُ، وقَدْ نَدَّتْ لَهُمْ إِبِلٌ، فخَرَجَ عَمْروٌ وإِخْوَتُهُ فِي طَلَبِها فأَدْرَكُوها، فذَبَحُوا حُوَاراً فاشْتَوَوْه.
فأَتَوْهُم، أَي كُثَيْفٌ وأَصْحَابُهُ بضعْفِ عِدَادِهم وَقد جَلَسُوا عَلَى الغَدَاءِ وأَمَرَهم إِذا جَلَسُوا مَعَهُمْ على الغَداءِ، أَن يُكَنِّفَ كُلَّ رَجُلٍ مِنْهُم رَجُلانِ، فمَرُّوا فيهِمْ مُجْتَازِينَ، فدَعَوْهُمْ فأَجَابُوهُمْ، فجَلَسُوا كَمَا ائْتُمِرُوا، فَلَمَّا حَسَر كُثَيْفٌ عَن وَجْهِهِ العِمَامَةَ عَرَفَه عَمْروٌ، فقَالَ عَمْرُو: يَا كُثَيْفُ، إِنَّ فِي خَدِّي وِقَاءً مِنْ خَدِّك، وَمَا فِي بَكْرِ بنِ وائلٍ خَدٌّ أَكْرَمُ مِنْهُ فَلا تَشُبَّ الحَرْبَ بَيْنَنَا وبَيْنَكَ.
قالَ: كَلاَّ، بَلْ أَقْتُلُكَ وأَقْتُلُ إِخْوَتَكَ، قالَ: فإِنْ كُنْتَ فاعِلاً فأَطْلِقْ هؤلاءِ الَّذِينَ لَمْ يَتَلَبَّسُوا بالحُرُوبِ، فإِنَّ ورَاءَهَمْ طَالِباً أَطْلَبَ مِنِّي يَعْنِي أَباهُمْ فَقَتَلُوهُمْ وجَعَلَ، وَفِي العُبَاب: فَقَتَلُوهُمْ وجَعَلُوا رؤُوسَهم فِي مِخْلاةٍ، وعلَّقَهَا فِي عُنُقِ نَاقَةٍ لَهُمْ يُقَال لَهَا: الدُّهَيْمُ، فجَاءَت النَّاقةُ والزَّبَّانُ جَالِسٌ أَمامَ بَيْتِه، فبَرَكَت. فقالَ: يَا جَارِيَةُ، هذِهِ ناقَةُ عَمْروٍ، وقَدْ أَبْطَأَ هُوَ وإِخْوَتُهُ، فقامَتِ الجارِيَةُ، فجَسَّتِ المِخْلاةَ، فقَالَتْ: قَدْ أَصابَ بَنُوكُ بَيْضَ النَّعامِ، فجاءَتْ بالمِخْلاةِ فأَدْخَلَتْ يَدَهَا فأَخْرَجَتْ رَأْسَ عَمْروٍ، ثُمَّ رُؤُوسَ إِخْوَتِهِ، فَغَسَلَهَا الزَّبَّانُ، ووَضَعَهَا عَلَى تُرْسٍ. وقالَ: آخِرُ البَزِّ عَلَى القَلُوصِ فذهَبَتْ مَثَلاً، أَيْ هَذَا آخَرُ عَهْدِي بهم، لَا أَراهُمْ بَعْدَهُ، وشَبَّتِ الحَرْبُ بَيْنَهُ)
وبَيْنَ بَنِي غُفَيْلَةَ حَتَّى أَبَادَهُم، فَضَرَبَت العَرَبُ بخَوْتَعَةَ المَثَلَ فِي الشُّؤْمِ، وبِحِمْلِ الدُّهَيْمِ فِي الثِّقَلِ. وقَدْ ذَكَره الجَوْهَرِيُّ مُخْتَصَراً، وأَطالَ المُصَنِّفُ فِي شَرْحِهِ تَقْلِيداً للصّاغَانِيّ على عادَتِهِ.
وقالَ ابنُ عَبّادٍ: يُقَالُ للرَّجُلِ الصَّحِيحِ: هُوَ أَصَحُّ مِنَ الخَوْتَعَةِ.
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: الخَتْعَةُ: أُنْثَى النُّمُورِ.
والخَتِيعَةُ، كسَفِينَةٍ، كَذا فِي الصّحاح، ووُجِدَ بخَطِّ الجَوْهَرِيّ: الخَيْتَعَةُ، كحَيْدَرَةَ، والأَوَّلُ الصَّوَابُ: قِطْعَةٌ مِنْ أَدَمٍ يَلُفُّهَا الرَّامِي عَلَى أَصابِعِهِ، كَمَا فِي العُبَابِ، أَيْ عِنَدَ رَمْيِ السِّهَامِ. وَفِي الصّحّاحِ: جُلَيْدَةٌ يَجْعَلُهَا الرّامِي علَى إِبْهَامِهِ، ومِثْلُهُ فِي الأَسَاسِ، وتَقُولُ: أَخَذَ الرّامِي الخَتِيعَةَ، وأَمِنَ الرّاعِي الخَدِيعَةَ.
وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: الخِتَاعُ كَكِتَابٍ: الدَّسْتَبَانَاتُ، مِثْل مَا يَكُونُ لأَصْحَابِ البُزَاةِ، فَارِسِيّة.
والخَتِيعُ، كأَمِيرٍ: الدّاهِيةُ، والَّذِي نَقَلَهُ الصّاغانِيّ عَن ابْنِ عَبّادٍ: الخَيْتَعُ، كحَيْدَر: الدَّاهِيَةُ.
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: انْخَتَعَ الرَّجُلُ فِي الأَرْضِ، إِذا ذَهَبَ فِيهَا وأَبْعَدَ.
ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: خَتَعَ فِي الأَرْضِ خُتُوعاً: ذَهَبَ وانْطَلَقَ. وَرِجُلٌ خُتَعَةٌ، كهُمَزَة: سَرِيعٌ فِي المَشْيِ. وخَوْتَعَةُ بنُ صَبِرَة: جَدٌّ لرَقَبَةَ ابنِ مَصْقَلَةَ.

بذغس

بذغس
باذْغِيْسُ: قرية من أعمال هَرَاةَ، أنشَدَ الأصمعيّ لنفسه:
جاريَةٌ من أكرم المجوس ... أبصَرتُها في بعض طُرق السُّوسِ
جالِسَةً بحضرةِ النّاوُوسِ ... تَسُرُّ عين الناظر الجليسِ
بِوَجْهِ لا كابٍ ولا عبوسِ ... وهيئةٍ كهيئةِ العَروسِ
إذا غدت في مِرْطِها المَغموسِ ... بالمِسْكِ والعَنْبَرِ والوُرُوْسِ
قد فتنت أشياخَ باذَغِيْسِ
بذغس
باذْغِيسُ، أَهمله الجَوْهَرِيّ وابنُ مَنظور، وَهُوَ بسُكون الذَّال وكسْر الغَيْن المُعجَمَتَيْنِ، وبخطِّ الصَّاغانِيِّ الذَّال مَفتوحَةٌ، ومثلُه ياقوت، قَالَ: ة، بهَراةَ، أَنشدَ الأَصمعيُّ لنفسِه:
(جارِيَةٌ من أَعظَم المَجوسِ ... أَبْصَرْتُها فِي بعْضِ طُرْقِ السُّوسِ)

(جالِسَةً بحَضْرَةِ النَّاقُوسِ ... تَسُرُّ عينَ النّاظِرِ الجَليسِ)

(بوَجْهِ لاكابٍ وَلَا عَبُوسِ ... وهَيْئَةٍ كهَيْئَةِ العَرُوسِ)

(إِذا مَشَتْ فِي مِرْطِها المَغموسِ ... بالمِسْكِ والعَنْبَر والوُرُوسِ) قدْ فَتَنَتْ أَشْياخَ باذَغِيسِ باذغيس: اسمُ بُلَيْداتٍ وقرىً كَثِيرَة من أَعمال هَراةَ، كَمَا حقَّقه ياقوت، وَهُوَ مُعَرَّب بادْخِيزَ، وإنَّما سُمِّيَت بذلكَ لكَثرة الرِّيَاح بهَا، وَمعنى بادْخِيز بالفارسيَّة: قِيامُ الرِّيحِ، قَالَ ياقوت: قصَبَتُها بَوْنُ وبَامَئِينُ: بلدتانِ مُتقارِبَتانِ رأَيْتُهما غيرَ مَرَّة، وَهِي ذاتُ خَيْرٍ ورُخْصٍ، يَكثُر فِيهَا شجر الفُسْتُقِ، وَقيل: إِنَّهَا كَانَت دارَ ممْلَكَةِ الهَياطِلَةِ، وَقد نُسِبَ إِلَيْهَا جَماعةٌ من أَهلِ الذِّكْرِ، مِنْهُم أَحمد بن عَمرو الباذْغيسيُّ قاضيها، يَروي عَن ابْن عُيَيْنَةَ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.