Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: أعور

وَحَا

وَحَا:
مقصور، وهو العجلة: من أودية العلاة باليمامة.
(وَحَا)
(هـ) فِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ «الوَحَا الْوَحَا» أَيِ السُّرْعَةَ السُّرْعَةَ، ويُمَدّ ويُقصر.
يُقَالُ: تَوَحَّيْتُ تَوَحِّياً، إِذَا أسرَعْتَ، وَهُوَ مَنْصُوبٌ عَلَى الإغْراء بفعلٍ مُضْمَر.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِذَا أرَدْتَ أمْراً فَتَدَبَّرْ عاقِبَتَه، فَإِنْ كَانَتْ شَرّاً فانْتَهِ، وَإِنْ كَانَتْ خَيْرا فَتَوَحَّهْ» أَيْ أسرِع إِلَيْهِ. وَالْهَاءُ للسَّكْت.
(س) وَفِي حَدِيثِ الْحَارِثِ الْــأَعْوَرِ «قَالَ عَلْقَمة: قَرأتُ الْقُرْآنَ فِي سَنَتَين، فَقَالَ الْحَارِثُ:
الْقُرْآنُ هَيّنٌ، الْوَحْيُ أَشَدُّ مِنْهُ» أَرَادَ بالقرآنِ القراءةَ، وبالوَحْي الكِتابةَ والخَطّ. يُقَالُ: وَحَيْتُ الكتابَ وَحْياً فَأَنَا وَاحٍ.
قَالَ أَبُو مُوسَى: كَذَا ذَكَرَهُ عَبْدُ الغافِر. وَإِنَّمَا المَفْهُوم مِنْ كَلَامِ الْحَارِثِ عِنْدَ الْأَصْحَابِ شيءٌ تَقولُه الشَّيعة أَنَّهُ أوحِيَ إِلَى رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيءٌ فخَصَّ بِهِ أَهْلَ الْبَيْتِ. واللَّه أَعْلَمُ.
وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ «الْوَحْيِ فِي الْحَدِيثِ. ويَقَع عَلَى الكِتابة، وَالْإِشَارَةِ، والرِّسالة، والإلْهام، وَالْكَلَامِ الخفِيِّ. يُقال: وَحَيْتُ إِلَيْهِ الكلامَ وأَوْحَيْتُ.

التّوجيه

التّوجيه:
[في الانكليزية] Ambiguity in the speach ،syllepsis
[ في الفرنسية] Equivoque dans le discours ،syllepse
هو عند أهل النظر أن يوجّه المناظر كلامه منعا أو نقضا أو معارضة إلى كلام خصمه، كذا في الرشيدية. وعند أهل القوافي هو حركة ما قبل الروي في القافية المقيّدة كما في عنوان الشرف. ويقول في منتخب تكميل الصناعة:
التوجيه عبارة عن سكون ما قبل حركة الروي، وتكرار التوجيه تجب مراعاته في القوافي. وقال في «معيار الأشعار»: متى كان الروي متحركا فلا يكون ذلك من التوجيه. ولهذا الاختلاف في هذا الوقت جائز بالاتفاق انتهى. ومآل العبارتين واحد كما مرّ في لفظ الإشباع. وقد بيّن في جامع الصنائع التوجيه بمعنى آخر وقال: إنّه من عيوب القافية وذلك عند ما تكون القافية بالواو مع الباء العربية أو الپاء الفارسية، فمن أجل تصحيح القافية يتمّ استبدال الباء الفارسية بالباء العربية أو يغير الحركة من ضم إلى فتح أو غيره.
والتوجيه عند أهل البديع إيراد الكلام محتملا لوجهين مختلفين أي احتمالا على السواء، فلا يتناول الإيهام، ويسمّى محتمل الضدين أيضا، كقول من قال لــأعور يسمّى بعمرو:
خاط لي عمرو قباء ليت عينيه سواء فإنه يحتمل تمني أن يصير العين العوراء صحيحة فيكون مدحا وتمني خير، وبالعكس فيكون ذما. قال السكاكي ومنه أي من التوجيه متشابهات القرآن باعتبار احتمالها للوجهين المختلفين. وأمّا باعتبار أنّه يجب في التوجيه استواء الاحتمالين فليست منه، ولذا قال السكاكي: أكثر متشابهات القرآن من قبيل التورية والإيهام، كذا في المطول. ثم المراد من قيد الوجهين بيان أقل ما يطلق عليه التوجيه لا الاحتراز عن الأكثر. قال السيّد السّند في حاشية العضدي، في بيان مسئلة إذا دار اللفظ بين أن يكون مشتركا أو مجازا: إنّ التوجيه إيراد كلام محتمل لوجهين مختلفين على السواء ويأتي بالمشترك دون المجاز. وأما الإيهام فيأتي بالمشترك إذا اشتهر بعض معانيه في الاستعمال دون بعض، وفي المجاز أيضا انتهى. وقال المحقق التفتازاني في حاشية العضدي هناك:
التوجيه والإيهام بالمجاز إنما يكون إذا بلغ من الشهرة بحيث يلتحق بالحقيقة.

زلبر

زلبر
: (زَلَنْبورُ) ، أَهْملَه الجَوْهَرِيّ.
وَقَالَ مِجَاهِد: هُوَ (أَحَدُ أَولادِ إِبليسَ الخَمْسَةِ الَّذين فَسَّرُوا بهم ولَه تعالَى {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرّيَّتَهُ أَوْلِيَآء} مِن دُونِى وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ (الْكَهْف: 50) وهاكذا نَقَلَه عَنهُ الأَزْهَرِيّ فِي التَّهْذِيب فِي الخُمَاسِيّ، والغَزَالِيّ فِي الإِحياءِ، والصّاغانيّ فِي التَّكْمِلَة. (وعَمَلُه أَنْ يُفرِّقَ بينَ الرَّجلِ وأَهلِه، ويُبْصِّرَ الرَّجلَ بعُيُوب أَهلِه) ، قَالَه سُفْيَان، ونقلَه عَنهُ الأَزهريّ.
وَالَّذِي فِي الإِحياءِ فِي آخِرِ بَاب الكَسْب والمَعاشِ، نَقْلاً عَن جَمَاعة من الصَّحَابة: أَن زَلَنْبُورَ صاحِبُ السُّوقِ، وبَسببه لَا يَزالون يَخْتَصِمون، وأَنَّ الَّذِي يَدْخُل مَعَ الرَّجل إِلى أَهله يرُيد العَبَثَ بهم فاسْمُه دَاسِمٌ. قَالَ: وَمِنْهُم ثَبْر، والــأَعْور، ومِسْوَطٌ. فأَما ثَبْرٌ فَهُوَ صاحبُ المصائب الَّذِي يأْمر بالثُّبور وشَقِّ الجُيُوب. وأَمّا الــأَعور فَهُوَ صاحِبُ الزِّنَا يأْمُرُ بِهِ. وأَمّا مِسْوطٌ فَهُوَ صاحبُ الكَذِب. فهِؤلاءِ الخمسةُ إِخوةٌ من أَولادِ إِبليسَ.
قلْت: وَقد ذكر المصنِّفُ شَيْطانَ الصلاةِ والوضوءِ: خَنْزَبٌ والوَلْهَانُ.
قَالَ شَيخنَا: وهاذا مبنيّ على أَن إِبليسَ لَهُ أَولاٌ حَقِيقَة مَا هُوَ ظاهرُ الآيةِ، والخلافُ فِي ذالك مشهورٌ.

سَعَوَى

سَعَوَى:
بفتح أوّله، على وزن فعلى، يجوز أن يكون من قولهم مضت سعوة من اللّيل وسعواء من اللّيل يعني به فوق الساعة، والألف للتأنيث، قال الــأعور الشّنّيّ:
على سعوى أو ساكنين الملاويا

ألوس

ألوس: بلدة بساحل بحر الشام قرب طرسوس، وهو سهو منه، والصحيح أنها على الفرات قرب عانات والحديثة، وقد ذكرت قصتها في عانات، وإليها ينسب المؤيد الألوسي الشاعر القائل:
ومهفهف يغني، ويغني دائما ... في طوري الميعاد والإيعاد
وهبت له الآجام، حين نشابها، ... كرم السيول وهيبة الآساد وله في رجل من أهل الموصل رافضيّ يعرف بابن زيد:
وأعور رافضيّ، لله ثم لشعري، ... يدعونه بابن زيد، وهو ابن زيد وعمرو
واتفق للمؤيد الشاعر هذا الألوسي قصّة قلّ ما يقع مثلها، وهو أن المقتفي لأمر الله اتهمه بممالأة السلطان ومكاتبته، فأمر بحبسه فحبس وطال حبسه، فتوصّل له ابن المهتدي صاحب الخبر في إيصال قصة إلى المقتفي يسأله فيها الإفراج عنه، فوقّع المقتفي: أيطلق المؤبد؟
بالباء الموحدة، فزاد ابن المهتدي نقطة في المؤبد وتلطف في كشط الألف من أيطلق، وعرضها على الوزير فأمر بإطلاقه فمضى إلى منزله، وكان في أول النهار، فضاجع زوجته فاشتملت على حمل ثم بلغ الخليفة إطلاقه فأنكره وأمر بردّه إلى محبسه من يومه وبتأديب ابن المهتدي، فلم يزل محبوسا إلى أن مات المقتفي فأفرج عنه فرجع إلى منزله، وله ولد حسن قد ربّي وتأدّب واسمه محمد، فقال عند ذلك المؤيد الشاعر:
لنا صديق، يغرّ الأصدقاء ولا ... تراه، مذ كان، في ودّ له، صدقا
كأنه البحر طول الدهر تركبه، ... وليس تأمن فيه الخوف والغرقا
ومات المؤيد سنة سبع وخمسين وخمسمائة، ومن شعر ابنه محمد:
أنا ابن من شرفت علما خلائقه، ... فراح متّزرا بالمجد متّشحا
أمّ الحجى بجنين قطّ ما حملت ... من بعده، وإناء الفضل ما طفحا
إن كنت نورا فنبت من سحابته، ... أو كنت نارا فذاك الزند قد قدحا
وينسب إليها من القدماء محمد بن حصن بن خالد بن سعيد بن قيس أبو عبد الله البغدادي الألوسي الطّرسوسي، يروي عن نصر بن عليّ الجهضمي ومحمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي وأبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم الصوّاف وأبي بكر بن أبي الدنيا والحسن بن محمد الزعفراني وغيرهم، روى عنه أبو القاسم بن أبي العقب الدمشقي وأبو عبد الله بن مروان وأبو بكر بن المقري وأبو القاسم عليّ بن محمد بن داود ابن أبي الفهم التّنوخي القاضي وسليمان بن احمد الطبراني وغيرهم، وهذا الذي غرّ أبا سعد حتى قال ألوس من ناحية طرسوس والله أعلم.

بَبْنَة

بَبْنَة:
بالفتح ثم السكون، ونون: مدينة عند بامئين من أعمال باذغيس قرب هراة، افتتحها سالم مولى شريك بن الــأعور من قبل عبد الله بن عامر في سنة 31 عنوة، قال أبو سعد: ببنة هي بون، غير أنهم قد نسبوا إليها ببنيّ واشتهر بالنسبة هكذا جماعة، منهم: أبو عبد الله محمد بن بشر بن علي الببني حدث عن أبي بكر أحمد بن محمد البرديجي الحافظ حدث عنه محمد بن أحمد بن الفضل.

ثَأجُ

ثَأجُ:
بالجيم قال الغوري يهمز ولا يهمز: عين من البحرين على ليال وقال محمد بن إدريس اليمامي:
ثاج قرية بالبحرين، قال: ومر تميم بن أبيّ بن مقبل العجلاني بثاج على امرأتين فاستسقاهما فأخرجتا إليه لبنا، فلما رأتاه أعور أبتا أن تسقياه، فقال:
يا جارتيّ، على ثاج سبيلكما ... سيرا شديدا، ألمّا تعلما خبري
إني أقيّد بالمأثور راحلتي، ... ولا أبالي ولو كنا على سفر
فلما سمع أبوهما قوله قال: ارجع معي إليهما، فرجع معه، فأخرجهما إليه وقال: خذ بيد أيتهما شئت، فاختار إحداهما، فزوّجه منها ثم قال له: أقم عندي إلى العشيّ، فلما وردت إبله قسمها نصفين فقال له: خذ أي النصفين شئت، فاختار ابن مقبل أحد النصفين، فذهب به إلى أهله وقال شاعر آخر:
دعاهنّ من ثاج فأزمعن رحله
ويروى ورده وقال آخر:
وأنت بثاج ما تمرّ وما تحلي

ثُعْلُ

ثُعْلُ:
بسكون العين: ماء لبني قوالة قرب سجا والأخراب بنجد في ديار كلاب، له ذكر في الشعر قال طهمان بن عمرو:
لن تجد الأخراب أيمن من سجا ... إلى الثّعل إلّا ألأم الناس عامرة
وقام إلى رحلي قبيل، كأنهم ... إماء حماها حضرة اللّحم جازره
لحا الله أهل الثعل بعد ابن حاتم، ... ولا أسقيت أعطانه ومصادره
وقال أبو زياد: ومن مياه أبي بكر بن كلاب الثّعل الذي يقول فيه مرزوق بن الــأعور بن براء:
أإن كان منظور إلى الثّعل يدّعي، ... وأيهات منظور أبوك من الثّعل
وقال نصر: ثعل واد حجازيّ قرب مكة في ديار بني سليم قلت: إن صح هذا فهو غير الأول، والثّعل في اللغة: السنّ الزائدة عن الأسنان وخلف زائد صغير في أخلاف الناقة وفي ضرع الناقة قال ابن همّام السلولي:
وذمّوا لنا الدنيا، وهم يرضعونها ... أفاويق حتى ما يدرّ لها ثعل
وإنما ذكر الثعل للمبالغة في الارتضاع، والثعل لا يدرّ.

جُوزْجانان وجُوزجان

جُوزْجانان وجُوزجان:
هما واحد، بعد الزاي جيم، وفي الأولى نونان: وهو اسم كورة واسعة من كور بلخ بخراسان، وهي بين مرو الروذ وبلخ، ويقال لقصبتها اليهودية، ومن مدنها الأنبار وفارياب وكلّار، وبها قتل يحيى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه قال المدائني: أوقع الأحنف بن قيس بالعدوّ بطخارستان فسارت طائفة منهم إلى الجوزجان فوجه الأحنف إليهم الأقرع بن حابس التميمي فاقتتلوا بالجوزجان، فقتل من المسلمين طائفة ثم انهزم العدوّ وفتح الجوزجان عنوة في سنة 33 فقال كثير بن الغريزة النّهشلي:
سقى مزن السحاب، إذا استقلّت، ... مصارع فتية بالجوزجان
إلى القصرين من رستاق خوط، ... أبادهم هناك الأقرعان
وقد نسب إليها جماعة كثيرة، منهم: إبراهيم بن يعقوب أبو إسحاق السعدي الجوزجاني ذكره أبو القاسم في تاريخ دمشق فقال: سكن دمشق وحدث بها عن يزيد ابن هارون وأبي عاصم النبيل وحسين بن علي الجعفي وحجّاج بن محمد الــأعور وعبد الصمد بن عبد الوارث والحسن بن عطية وغيرهم، روى عنه إبراهيم بن دحيم
وعمرو بن دحيم وأبو زرعة الدمشقي وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيّان وأبو جعفر الطبري وجماعة من الأئمة، قال أبو عبد الرحمن: أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ليس به بأس سكن دمشق، وقال الدارقطني: أقام الجوزجاني بمكة مدّة وبالبصرة مدّة وبالرملة مدّة، وكان من الحفّاظ المصنّفين المخرجين الثقات، لكن كان فيه انحراف عن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه قال عبد الله بن أحمد بن عديس:
كنا عند إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني فالتمس من يذبح له دجاجة فتعذر عليه فقال: يا قوم يتعذر عليّ من يذبح لي دجاجة وعليّ بن أبي طالب قتل سبعين ألفا في وقت واحد، أو كما قال ومات مستهل ذي القعدة سنة 259 ومنها أبو أحمد أحمد بن موسى الجوزجاني مستقيم الحديث، يروي عن سويد بن عبد العزيز، روى عنه أهل بلده.

خَنزَرَةُ

خَنزَرَةُ:
مثل الذي قبله وزيادة الهاء، يقال: خنزر الرجل خنزرة إذا نظر بمؤخر عينه، وهو فنعل من الأخزر: وهو هضبة طويلة عظيمة في ديار الضّباب، عن أبي زياد، وهو غير خنزر الذي قبله، قال الــأعور بن براء الكلبي يهجو أمّ زاجر وهما عبدان:
أنعت عيرا من حمير حنزره، ... في كلّ عير مائتان كمره
لاقين أمّ زاجر بالمزدره، ... وكمنها مقبلة ومدبره
كذا وجدته بالحاء المهملة.

دُومَةُ الجندَل

دُومَةُ الجندَل:
بضم أوله وفتحه، وقد أنكر ابن دريد الفتح وعدّه من أغلاط المحدّثين، وقد جاء في حديث الواقدي دوماء الجندل، وعدّها ابن الفقيه من أعمال المدينة، سمّيت بدوم بن إسماعيل بن إبراهيم، وقال الزّجاجي: دومان بن إسماعيل، وقيل: كان لإسماعيل ولد اسمه دما ولعله مغير منه، وقال ابن الكلبي: دوماء بن إسماعيل، قال:
ولما كثر ولد إسماعيل، عليه السلام، بتهامة خرج دوماء بن إسماعيل حتى نزل موضع دومة وبنى به حصنا فقيل دوماء ونسب الحصن إليه، وهي على سبع مراحل من دمشق بينها وبين مدينة الرسول، صلى الله عليه وسلّم، وقال أبو سعد: دومة الجندل في غائط من الأرض خمسة فراسخ، قال: ومن قبل مغربه عين تثجّ فتسقي ما به من النخل والزرع، وحصنها مارد، وسميت دومة الجندل لأن حصنها مبنيّ بالجندل، وقال أبو عبيد السكوني: دومة الجندل حصن وقرى بين الشام والمدينة قرب جبلي طيّء كانت به بنو كنانة من كلب، قال: ودومة من القريات، من وادي القرى إلى تيماء أربع ليال، والقريات: دومة وسكاكة وذو القارة، فأما دومة فعليها سور يتحصن به، وفي داخل السور حصن منيع يقال له مارد، وهو حصن أكيدر الملك بن عبد الملك بن عبد الحيّ بن أعيا بن الحارث بن معاوية بن خلاوة بن أبامة بن سلمة بن شكامة بن شبيب بن السكون بن أشرس بن ثور بن عفير وهو كندة السكوني الكندي، وكان النبي، صلى الله عليه وسلّم، وجّه إليه خالد بن الوليد من تبوك وقال له ستلقاه يصيد الوحش، وجاءت بقرة وحشية فحكّكت قرونها بحصنه فنزل إليها ليلا ليصيدها فهجم عليه خالد فأسره وقتل أخاه حسان بن عبد الملك وافتتحها خالد عنوة، وذلك في سنة تسع للهجرة، ثم إن النبي، صلى الله عليه وسلّم، صالح أكيدر على دومة وآمنه وقرّر عليه وعلى أهله الجزية، وكان نصرانيّا فأسلم أخوه حريث فأقرّه النبي، صلى الله عليه وسلّم، على ما في يده ونقض أكيدر الصلح بعد النبي، صلى الله عليه وسلم، فأجلاه عمر، رضي الله عنه، من دومة فيمن أجلى من مخالفي دين الإسلام إلى الحيرة فنزل في موضع منها قرب عين التمر وبنى به منازل وسمّاها دومة، وقيل: دوماء باسم حصنه بوادي القرى، فهو قائم يعرف إلا أنه خراب، قال: وفي إجلاء عمر، رضي الله عنه، أكيدر يقول الشاعر:
يا من رأى ظعنا تحمّل غدوة ... من ال أكدر، شجوه يعنيني
قد بدّلت ظعنا بدار إقامة، ... والسير من حصن أشمّ حصين
وأهل كتب الفتوح مجمعون على أن خالد بن الوليد، رضي الله عنه، غزا دومة أيام أبي بكر، رضي الله عنه، عند كونه بالعراق في سنة 12، وقتل أكيدر لأنه كان نقض وارتدّ، وعلى هذا لا يصح أن عمر، رضي الله عنه، أجلاه وقد غزي وقتل في أيام أبي بكر، رضي الله عنه، وأحسن ما ورد في ذلك ما ذكره أحمد بن جابر في كتاب الفتوح له وأنا حاك جميع ما قاله على الوجه، قال: بعث رسول الله، صلى الله عليه وسلّم، خالد بن الوليد، رضي الله عنه، سنة تسع إلى أكيدر بن عبد الملك بدومة الجندل فأخذه أسيرا وقتل أخاه وقدم بأكيدر على النبي، صلى الله عليه وسلّم، وعليه قباء ديباج بالذهب، فأسلم أكيدر وصالح النبي، صلى الله عليه وسلّم، على أرضه وكتب له ولأهل دومة كتابا، وهو: بسم الله الرحمن الرحيم. هذا كتاب محمد رسول الله لأكيدر حين أجاب إلى الإسلام وخلع الأنداد والأصنام، ولأهل دومة. إن لنا الضاحية من الضّحل والبور والمعامي وأغفال الأرض والحلقة والسلاح والحافر والحصن، ولكم الضامنة من النخل والمعين من المعمور لا تعدل سارحتكم ولا تعدّ فاردتكم ولا يحظر النبات، تقيمون الصلاة لوقتها وتؤتون الزكاة لحقها، عليكم بذلك عهد الله والميثاق ولكم به الصدق والوفاء، شهد الله ومن حضر من المسلمين، قيل: الضاحي البارز، والضّحل الماء القليل، والبور الأرض التي لم تستخرج، والمعامي الأرض المجهولة، والأغفال التي لا آثار فيها، والحلقة الدروع، والحافر الخيل والبراذين والبغال والحمير، والحصن دومة الجندل، والضامنة النخل الذي معهم في الحصن، والمعين الظاهر من الماء الدائم، وقوله: لا تعدل سارحتكم أي لا يصدّقها المصدّق إلا في مراعيها ومواضعها ولا يحشرها، وقوله: لا تعد فاردتكم أي لا تضم الفاردة إلى غيرها ثم يصدق الجميع فيجمع بين متفرّق الصدقة، ثم عاد أكيدر إلى دومة، فلما مات رسول الله، صلى الله عليه وسلّم، منع أكيدر الصدقة وخرج من دومة الجندل ولحق بنواحي الحيرة وابتنى قرب عين التمر بناء وسماه دومة، وأسلم حريث بن عبد الملك أخوه على ما في يده فسلم له ذلك، فقال سويد بن الكلبي:
فلا يأمنن قوم زوال جدودهم ... كما زال عن خبث ظعائن أكدرا
وتزوّج يزيد بن معاوية ابنة حريث، وقيل إن خالدا لما انصرف من العراق إلى الشام مرّ بدومة الجندل التي غزاها أولا بعينها وفتحها وقتل أكيدر، قال: وقد روي أن أكيدر كان منزله أولا بدومة الحيرة، وهي كانت منازله، وكان يزورون أخوالهم من كلب، وإنه لمعهم وقد خرجوا للصيد إذ رفعت لهم مدينة متهدّمة لم يبق إلا حيطانها وهي مبنية بالجندل فأعادوا بناءها وغرسوا فيها الزيتون وغيره وسموها دومة الجندل تفرقة بينها وبين دومة الحيرة، وكان أكيدر يتردد بينها وبين دومة الحيرة، فهذا يزيل الاختلاف، وقد ذهب بعض الرواة إلى أن التحكيم بين عليّ ومعاوية كان بدومة الجندل، وأكثر الرواة على أنه كان بأذرح، وقد أكثر الشعراء في ذكر أذرح وأن التحكيم كان بها، ولم يبلغني شيء من الشعر في دومة إلا قول الــأعور الشنّيّ وإن كان الوزن يستقيم بأذرح، وهو هذا:
رضينا بحكم الله في كل موطن، ... وعمرو وعبد الله مختلفان
وليس بهادي أمّة من ضلالة، ... بدومة، شيخا فتنة عميان
بكت عين من يبكى ابن عفّان، بعد ما ... نفا ورق الفرقان كلّ مكان
ثوى تاركا للحقّ متّبع الهوى، ... وأورث حزنا لاحقا بطعان
كلا الفتنتين كان حيّا وميّتا، ... يكادان لولا القتل يشتبهان
وقال أعشى بني ضور من عنزة:
أباح لنا، ما بين بصرى ودومة، ... كتائب منا يلبسون السّنورا
إذا هو سامانا، من الناس، واحد ... له الملك خلّا ملكه وتفطّرا
نفت مضر الحمراء عنا سيوفنا، ... كما طرد الليل النهار فأدبرا
وقال ضرار بن الأزور يذكر أهل الرّدة:
عصيتم ذوي ألبابكم وأطعتم ... ضجيما، وأمر ابن اللّقيطة أشأم
وقد يمّموا جيشا إلى أرض دومة، ... فقبّح من وفد وما قد تيمّموا
وقرأت في كتاب الخوارج: قال حدثنا محمد بن قلامة بن إسماعيل عن محمد بن زياد قال حدثنا محمد ابن عون قال حدثنا عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن ابن أبي ليلى قال مررت مع أبي موسى بدومة الجندل فقال: حدثني حبيبي أنه حكم في بني إسرائيل في هذا الموضع حكمان بالجور وأنه يحكم في أمتي في هذا المكان حكمان بالجور، قال: فما ذهبت إلا أيام حتى حكم هو وعمرو بن العاص بما حكما، قال:
فلقيته فقلت له يا أبا موسى قد حدثتني عن رسول الله، صلى الله عليه وسلّم، بما حدثتني، فقال: والله المستعان.

شَوْزَنُ

شَوْزَنُ:
بالزاي: من مياه بني عقيل، قاله أبو زياد الكلابي وأنشد للــأعور بن براء:
ظلّت على الشوزن الأعلى وأرّقها ... برق بعردة أمثال المقابيس
إنّ الأقمّة من كتمان قد منعت ... جار ابن أخرم، والمأنوس مأيوس

فَيْفٌ

فَيْفٌ:
غير مضاف: من منازل مزينة، قال معن ابن أوس المزني:
أعاذل! من يحتلّ فيفا وفيحة ... وثورا ومن يحمي الأكاحل بعدنا؟
فَيْفُ الرِّيح:
بفتح أوله، وقد ذكرنا ما الفيف في الذي قبله، وفيف الريح: معروف بأعالي نجد، عن أبي هفّان، قال:
أخبر المخبر عنكم أنكم ... يوم فيف الريح أبتم بالفلج
وهو يوم من أيامهم فقئت فيه عين عامر بن الطّفيل، فقأها مسهر الحارثي بالرمح، وفيه يقول عامر:
لعمري، وما عمري عليّ بهيّن، ... لقد شان حرّ الوجه طعنة مسهر
فبئس الفتى إن كنت أعور عاقرا ... جبانا فما عذري لدى كلّ محضر؟
وقد علموا أنّي أكرّ عليهم ... عشيّة فيف الريح كرّ المدوّر
فلو كان جمع مثلنا لم نبالهم، ولكن أتتنا أسرة ذات مفخر فجاؤوا بشهران العريضة كلها وأكلب طرّا في لباس السّنوّر

كُود

كُود:
بالضم، وآخره دال مهملة، وهو كود أثال، وقد تقدم ذكر أثال: علم مرتجل لاسم موضع قتل فيه الصميل بن الــأعور الضبابي، فقال ذو الجوشن الضبابي:
أمسى بكود أثال لا براح له ... بعد اللقاء وأمسى خائفا وجلا
هكذا ضبطه الحازمي، وقال غيره: كود، بالفتح، مصدر كاد يكود كودا، ماء لبني جعفر، وقيل:
جبل، وأنشد:
مثل عمود الكود لا بل أعظما
والعمود: هضبة عظيمة حذاء الكود، ولا أدري أهو الأول أم غيره، فإن كان واحدا فالرواية الأخيرة أحب إليّ لأنها داخلة في التصريف، والأول إن لم يكن جمعا لكادة مثل فارة وفور ولابة ولوب وإلا فهو مرتجل والمشتق أكثر استعمالا.

كَيْفُ

كَيْفُ:
مدينة كانت قديمة بين باذغيس ومرو الروذ، وكانت قصبة تلك الولاية قريبة من بغشور معدودة في مرو الروذ، فتحها شاكر مولى شريك بن الــأعور من قبل عبد الله بن عامر في سنة 31 في أيام مرو الروذ.

المَدْلاء

المَدْلاء:
بالفتح ثم السكون، وآخره لام، ممدود، والمدل: الخسيس من الرجال، والمرأة مدلاء:
وهي رملة قرب نجران شرقيها لبني الحارث بن كعب، قال الــأعور بن براء:
لأونس بالمدلاء ركبا عشيّة ... على شرف أو طالعين الملاويا

المَرَاوِزَةُ

المَرَاوِزَةُ:
بالفتح، وبعد الواو زاي، هي نسبة إلى المروزيّين نسبة إلى مرو مثل المهالبة والمسامعة والبغاددة: وهي محلة كانت ببغداد متصلة بالحربية خربت الآن، كان قد سكنها أهل مرو فنسبت إليهم، ونسب إليها أبو عبد الله محمد بن خلف بن عبد السلام الــأعور المروزي، روى عن علي بن الجعد ويحيى بن هاشم السمسار، روى عنه أبو عمرو بن السمّاك وأبو بكر الشافعي وغيرهما، وتوفي سنة 281. والمراوزة أيضا: قرية كبيرة قرب سنجار ذات بساتين ومياه جارية وبها خانقاه حسنة على رأس تل يصعد الراكب إليها على فرسه.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.