Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: أصد

دَيرُ خُناصِرَةَ

دَيرُ خُناصِرَةَ:
قد ذكرنا خناصرة في موضعها وهي بلد في قبلي حلب، وأما هذا الدير فوجدت ذكره في شعر بني مازن في قول حاجب بن ذبيان المازني مازن بني تميم من عمرو بن تميم لعبد الملك بن مروان في جدب أصاب العرب فقال:
وما أنا يوم دير خناصرات ... بمرتدّ الهموم، ولا مليم
ولكني ألمت بحال قومي ... كما ألم الجريح من الكلوم
بكوا لعيالهم من جهد عام ... خريق الريح، منجرد الغيوم
أصابت وائلا والحيّ قيسا، ... وحلّت بركها ببني تميم
أقاموا في منازلهم، وسيقت ... إليهم كلّ داهية عقيم
سواء من يقيم لهم بأرض، ... ومن يلقى اللّطاة من المقيم
أعنّي من جداك على عيال ... وأموال تساوك كالهشيم
أصدّــت، لا تسيم لها حوارا ... عقيلة كلّ مرباع رؤوم؟

دَءّاثٌ

دَءّاثٌ:
بفتح أوله، وهمز ثانيه وتشديده، وبعده ألف ساكنة، وآخره ثاء مثلثة، بوزن الدّعّاث:
اسم موضع، قال:
أصدرها عن طثرة الدّءّاث
وهو فعّال من دأثت الطعام دأثا إذا أكلته، والأدآث: الأثقال. وفي كتاب الجزيرة للأصمعي:
وفوق متالع صحراء يقال لها المنتهبة فيما بينه وبين المغرب، وبغربيّها واد يقال له الدّءّاث به مياه لبني أسد، وفوق الدّءّاث مما يلي الغرب حزيز يقال له صفيّة، وفي كتاب نصر: الدّءّاث ماءة للضباب.

حُلْوانُ

حُلْوانُ:
بالضم ثم السكون، والحلوان في اللغة الهبة، يقال: حلوت فلانا كذا مالا أحلوه حلوا وحلوانا إذا وهبت له شيئا على شيء يفعله غير الأجر، وفي الحديث: نهي عن حلوان الكاهن، والحلوان: أن يأخذ الرجل من مهر ابنته لنفسه. وحلوان في عدة مواضع: حلوان العراق، وهي في آخر حدود السواد مما يلي الجبال من بغداد، وقيل: إنها سميت بحلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة كان بعض الملوك أقطعه إياها فسميت به.
وفي كتاب الملحمة المنسوب إلى بطليموس: حلوان
طولها إحدى وسبعون درجة وخمس وأربعون دقيقة، وعرضها أربع وثلاثون درجة، بيت حياتها أول درجة من الأسد، طالعها الذراع اليماني تحت عشر درج من السرطان، يقابلها مثلها من الجدي، بيت ملكها من الحمل، عاقبتها مثلها من الميزان، وهي في الإقليم الرابع، وكانت مدينة كبيرة عامرة، قال أبو زيد: أما حلوان فإنها مدينة عامرة ليس بأرض العراق بعد الكوفة والبصرة وواسط وبغداد وسرّ من رأى أكبر منها، وأكثر ثمارها التين، وهي بقرب الجبل، وليس للعراق مدينة بقرب الجبل غيرها، وربما يسقط بها الثلج، وأما أعلى جبلها فإن الثلج يسقط به دائما، وهي وبئة ردية الماء وكبريتيته، ينبت الدفلى على مياهها، وبها رمان ليس في الدنيا مثله وتين في غاية من الجودة ويسمونه لجودته شاه انجير أي ملك التين، وحواليها عدة عيون كبريتية ينتفع بها من عدة أدواء.
وأما فتحها فإن المسلمين لما فرغوا من جلولاء ضمّ هاشم بن عتبة بن أبي وقاص وكان عمه سعد قد سيّره على مقدمته إلى جرير بن عبد الله في خيل ورتبه بجلولاء، فنهض إلى حلوان فهرب يزدجرد إلى أصبهان وفتح جرير حلوان صلحا على أن كفّ عنهم وآمنهم على ديارهم وأموالهم ثم مضى نحو الدينور فلم يفتحها وفتح قرميسين على مثل ما فتح عليه حلوان وعاد إلى حلوان فأقام بها واليا إلى أن قدم عمار بن ياسر، فكتب إليه من الكوفة أن عمر قد أمره أن يمد به أبا موسى الأشعري بالأهواز، فسار حتى لحق بأبي موسى في سنة 19، قال الواقدي: بحلوان عقب لجرير بن عبد الله البجلي، وكان قد فتح حلوان في سنة 19، وفي كتاب سيف: في سنة 16، وقال القعقاع بن عمرو التميمي:
وهل تذكرون، إذ نزلنا وأنتم ... منازل كسرى، والأمور حوائل
فصرنا لكم ردءا بحلوان بعد ما ... نزلنا جميعا، والجميع نوازل
فنحن الأولى فزنا بحلوان بعد ما ... أرنّت، على كسرى، الإما والحلائل
وقال بعض المتأخرين يذم أهل حلوان:
ما إن رأيت جواميسا مقرّنة، ... إلا ذكرت ثناء عند حلوان
قوم، إذا ما أتى الأضياف دارهم ... لم ينزلوهم ودلوهم على الخان
وينسب إلى حلوان هذه خلق كثير من أهل العلم، منهم: أبو محمد الحسن بن عليّ الخلّال الحلواني، يروي عن يزيد بن هرون وعبد الرزاق وغيرهما، روى عنه البخاري ومسلم في صحيحيهما، توفي سنة 242، وقال أعرابيّ:
تلفّتّ من حلوان، والدمع غالب، ... إلى روض نجد، أين حلوان من نجد؟
لحصباء نجد، حين يضربها الندى، ... ألذّ وأشفى للعليل من الورد
ألا ليت شعري! هل أناس بكيتهم ... لفقدهم هل يبكينّهم فقدي؟
أداوي ببرد الماء حرّ صبابة، ... وما للحشا والقلب غيرك من برد
وأما نخلتا حلوان فأول من ذكرهما في شعره فيما علمنا مطيع بن إياس الليثي، وكان من أهل فلسطين من أصحاب الحجاج بن يوسف، ذكر أبو الفرج عن أبي الحسن الأسدي حدثنا حماد بن إسحاق عن أبيه
عن سعيد بن سلم قال: أخبرني مطيع بن إياس أنه كان مع سلم بن قتيبة بالرّيّ، فلما خرج إبراهيم بن الحسن كتب إليه المنصور يأمره باستخلاف رجل على عمله والقدوم عليه في خاصته على البريد، قال مطيع ابن إياس: وكانت لي جارية يقال لها جوذابة كنت أحبّها، فأمرني سلم بالخروج معه فاضطررت إلى بيع الجارية فبعتها وندمت على ذلك بعد خروجي وتتبعتها نفسي، فنزلنا حلوان فجلست على العقبة أنتظر ثقلي وعنان دابتي في يدي وأنا مستند إلى نخلة على العقبة وإلى جانبها نخلة أخرى فتذكرت الجارية واشتقت إليها فأنشدت أقول:
أسعداني يا نخلتي حلوان، ... وابكياني من ريب هذا الزمان
واعلما أن ريبه لم يزل يف ... رق بين الألّاف والجيران
ولعمري، لو ذقتما ألم الفر ... قة أبكاكما الذي أبكاني
أسعداني، وأيقنا أن نحسا ... سوف يأتيكما فتفترقان
كم رمتني صروف هذي الليالي ... بفراق الأحباب والخلّان
غير أني لم تلق نفسي كما لا ... قيت من فرقة ابنة الدهقان
جارة لي بالريّ تذهب همّي، ... ويسلّي دنوّها أحزاني
فجعتني الأيام، أغبط ما كن ... ت، بصدع للبين غير مدان
وبزعمي أن أصبحت لا تراها ال ... عين مني، وأصبحت لا تراني
وعن سعيد بن سلم عن مطيع قال: كانت لي بالرّيّ، جارية أيام مقامي بها مع سلم بن قتيبة، فكنت أتستر بها وأتعشق امرأة من بنات الدهاقين، وكنت نازلا إلى جنبها في دار لها، فلما خرجنا بعت الجارية وبقيت في نفسي علاقة من المرأة، فلما نزلنا بعقبة حلوان جلست مستندا إلى إحدى النخلتين اللتين على العقبة وقلت، وذكر الأبيات، فقال لي سلم: فيمن هذه الأبيات، أفي جاريتك؟ فاستحييت أن أصدقه فقلت:
نعم، فكتب من وقته إلى خليفته أن يبتاعها لي، فلم يلبث أن ورد كتابه بأني قد وجدتها وقد تداولها الرجال وقد بلغت خمسة آلاف درهم فإن أمرت أن أشتريها، فأخبرني بذلك سلم وقال: أيما أحب إليك هي أم خمسة آلاف درهم؟ فقلت: أما إن كانت قد تداولها الرجال فقد عزفت نفسي عنها، فأمر لي بخمسة آلاف درهم، فقلت: والله ما كان في نفسي منها شيء ولو كنت أحبها لم أبال إذا رجعت إلي بمن تداولها ولا أبالي لو ناكها أهل منى كلهم، وذكر المدائني أن المنصور اجتاز بنخلتي حلوان وكانت إحداهما على الطريق وكانت تضيّقه وتزدحم الأثقال عليه فأمر بقطعها، فأنشد قول مطيع:
واعلما إن بقيتما أن نحسا ... سوف يلقاكما فتفترقان
فقال: لا والله لا كنت ذلك النحس الذي يفرق بينهما! فانصرف وتركهما، وذكر أحمد بن إبراهيم عن أبيه عن جده إسمعيل بن داود أن المهدي قال:
أكثر الشعراء في ذكر نخلتي حلوان ولهممت بقطعهما فبلغ قولي المنصور فكتب إليّ: بلغني أنك هممت بقطع نخلتي حلوان ولا فائدة لك في قطعهما ولا ضرر عليك في بقائهما وأنا أعيذك بالله أن تكون النحس الذي يلقاهما فيفرق بينهما، يريد بيت مطيع، وعن أبي نمير عبد الله بن أيوب قال: لما خرج المهدي فصار بعقبة حلوان استطاب الموضع فتغدّى به ودعا بحسنة فقال لها: ما ترين طيب هذا الموضع! غنيني بحياتي حتى أشرب ههنا أقداحا، فأخذت محكّة كانت في يده فأوقعت على فخذه وغنته فقالت:
أيا نخلتي وادي بوانة حبّذا، ... إذا نام حرّاس النخيل، جناكما
فقال: أحسنت! لقد هممت بقطع هاتين النخلتين، يعني نخلتي حلوان، فمنعني منهما هذا الصوت، فقالت له حسنة: أعيذك بالله أن تكون النحس المفرق بينهما! وأنشدته بيت مطيع، فقال: أحسنت والله فيما فعلت إذ نبّهتني على هذا، والله لا أقطعهما أبدا ولأوكلن بهما من يحفظهما ويسقيهما أينما حييت! ثم أمر بأن يفعل ذلك، فلم تزالا في حياته على ما رسمه إلى أن مات، وذكر أحمد بن أبي طاهر عن عبد الله ابن أبي سعد عن محمد بن المفضل الهاشمي عن سلام الأبرش قال: لما خرج الرشيد إلى طوس هاج به الدم بحلوان فأشار عليه الطبيب بأكل جمّار، فأحضر دهقان حلوان وطلب منه، فأعلمه أن بلادهم ليس بها نخل ولكن على العقبة نخلتان، فأمر بقطع إحداهما، فلما نظر إلى النخلتين بعد أن انتهى إليهما فوجد إحداهما مقطوعة والأخرى قائمة وعلى القائمة مكتوب، وذكر البيت، فأعلم الرشيد وقال: لقد عز عليّ أن كنت نحسكما ولو كنت سمعت هذا البيت ما قطعت هذه النخلة ولو قتلني الدم، ومما قيل في نخلتي حلوان من الشعر قول حمّاد عجرد:
جعل الله سدرتي قصر شي ... رين فداء لنخلتي حلوان
جئت مستسعدا فلم تسع داني، ... ومطيع بكت له النخلتان
وروى حماد عن أبيه لبعض الشعراء في نخلتي حلوان:
أيها العاذلان لا تعذلاني، ... ودعاني من الملام دعاني
وابكيا لي، فإنني مستحقّ ... منكما بالبكاء أن تسعداني
إنني منكما بذلك أولى ... من مطيع بنخلتي حلوان
فهما تجهلان ما كان يشكو ... من هواه، وأنتما تعلمان
وقال فيهما أحمد بن إبراهيم الكاتب من قصيدة:
وكذاك الزمان ليس، وإن أل ... لف، يبقى عليه مؤتلفان
سلبت كفّه العزيز أخاه، ... ثم ثنّى بنخلتي حلوان
فكأنّ العزيز مذ كان فردا، ... وكأن لم تجاور النخلتان

وحلوان أَيضاً:
قرية من أعمال مصر، بينها وبين الفسطاط نحو فرسخين من جهة الصعيد مشرفة على النيل، وبها دير ذكر في الديرة، وكان أول من اختطها عبد العزيز بن مروان لما ولي مصر، وضرب بها الدنانير، وكان له كل يوم ألف جفنة للناس حول داره، ولذلك قال الشاعر:
كلّ يوم كأنه عيد أضحى ... عند عبد العزيز، أو يوم فطر
وله ألف جفنة مترعات، ... كلّ يوم، يمدّها ألف قدر
وكان قد وقع بمصر طاعون في سنة 70 وواليها عبد العزيز فخرج هاربا من مصر، فلما وصل حلوان هذه استحسن موضعها فبنى بها دورا وقصورا واستوطنها وزرع بها بساتين وغرس كروما ونخلا، فلذلك يقول عبيد الله بن قيس الرّقيّات:
سقيا لحلوان ذي الكروم، وما ... صنّف من تينه ومن عنبه
نخل مواقير بالقناء من ال ... برنيّ، يهتز ثم في سربه
أسود، سكانه الحمام، فما ... تنفكّ غربانه على رطبه
وقال سعد بن شريح مولى نجيب يهجو حفص بن الوليد الحضرمي والي مصر ويمدح زبّان بن عبد العزيز ابن مروان:
يا باعث الخيل، تردي في أعنّتها، ... من المقطّم في أكناف حلوان
لا زال بغضي ينمّى في صدوركم، ... إن كان ذلك من حيّ لزبّان

وحلوان أيضا:
بليدة بقوهستان نيسابور، وهي آخر حدود خراسان مما يلي أصبهان.

الحارِثُ

الحارِثُ:
والحرث جمع المال وكسبه، والحارث الكاسب، ومنه الحديث: أصدق أسمائكم الحارث، ومنه سمي الأسد أبا الحارث، والحرث قذف الحب في الأرض للزرع، والحرث النكاح، والحارث:
قرية من قرى حوران من نواحي دمشق يقال لها حارث الجولان، وقال الجوهري: الجولان جبل بالشام، وحارث قلّة من قلله في قول النابغة حيث قال:
بكى حارث الجولان من فقد ربّه، ... وحوران منه موحش متضائل
وقال الراعي:
روين ببحر من أميّة، دونه ... دمشق وأنهار لهنّ عجيج
أنحن بحوّارين في مشمخرّة ... نبيت، ضباب فوقها وثلوج
كذا حارث الجولان يبرق دونه ... دساكر، في أطرافهن بروج
والحارث والحويرث: جبلان بأرمينية فوقهما قبول ملوك أرمينية ومعهم ذخائرهم، وقيل: إن بليناس الحكيم طلسم عليها لئلا يظفر بها أحد فما يقدر إنسان يصعد الجبل، وقال المدائني: جبلا الحارث والحويرث اللذان بدبيل سميا بالحويرث بن عقبة والحارث بن عمرو الغنويّين وكانا مع سلمان بن ربيعة بأرمينية، وهما أول من دخل هذين الجبلين فسميا بهما، وروى ابن الفقيه أنه كان على نهر الرسّ بأرمينية ألف مدينة فبعث الله إليهم نبيّا يقال له موسى وليس بموسى بن عمران، فدعاهم إلى الله والإيمان فكذبوه وجحدوه وعصوا أمره، فدعا عليهم، فحول الله الحارث والحويرث من الطائف فأرسلهما عليهم، فيقال: إن أهل الرسّ تحت هذين الجبلين.

بيان الجواب الصحيح، لمن بدل دين المسيح

بيان الجواب الصحيح، لمن بدل دين المسيح
للشيخ، تقي الدين: أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحنبلي.
المتوفى: سنة ثمان وعشرين وسبعمائة.
أوله: (كلمتا الشهادة...).
وهو مجلد.
ذكر فيه: أنه وجد رسالة.
لبولص الراهب، أسقف صيدا الأنطاكي.
كتبها إلى: بعض أصدقائه.
وهي: عمدتهم، التي يعتمد عليها علماؤهم.
ومضمونها: على ستة فصول.
الأول: في أن محمدا - عليه الصلاة والسلام - لم يبعث إليهم، بل إلى أهل الجاهلية وأن في القرآن ما يدل على ذلك.
الثاني: أن محمدا - عليه الصلاة والسلام - أثنى في القرآن على دينهم، ومدحه.
الثالث: أن نبوات الأنبياء - عليهم السلام - تشهد لدينهم بأنه حق، فيجب التمسك به.
الرابع: تقرير ذلك بالمعقول، وأن ما هم عليه من التثليث ثابت.
الخامس: دعواهم أنهم موحدون.
السادس: أن المسيح - عليه السلام -، جاء بعد موسى - عليه السلام - بغاية الكمال، فلا حاجة إلى شرع يزيد على الغاية. انتهى.
فذكر ابن تيمية مدعاه، وأجاب عنها، فأبطل جميع ما حكاه عنه.

ثَيْتَلُ

ثَيْتَلُ:
بالفتح ثم السكون، وفتح التاء فوقها نقطتان، ولام، منقول عن الثّيتل وهو اسم جنس للوعل:
وهو ماء قرب النباج، كانت به وقعة مشهورة قال الحفصي: ثيتل قرية، وقال نصر: ثيتل بلد لبني حمّان، وبين النباج وثيتل روحة للقاصد من البصرة، وقال ربيعة بن ظريف بن تميم العنبري يذكر يوما أغار فيه قيس بن عاصم على بكر بن وائل فاستباحهم:
ولا يبعدنك الله قيس بن عاصم، ... فأنت لنا عزّ عزيز ومعقل
وأنت الذي صوّبت بكر بن وائل ... وقد صوّبت فيها النّباج وثيتل
وقال قرّة بن قيس بن عاصم:
أنا ابن الذي شقّ المزاد، وقد رأى ... بثيتل أحياء اللهازم حضّرا
فصبّحهم بالجيش قيس بن عاصم ... فلم يجدوا إلا الأسنّة مصدرا
سقاهم بها الذّيفان قيس بن عاصم، ... وكان إذا ما أورد الأمر أصدرا

تِبْوَاكُ

تِبْوَاكُ:
الكسر ثم السكون، وراء، وألف، وكاف: موضع بحذاء تعشار، وقيل: ماء لبني العنبر، وفي كتاب الخالع: تبراك من بلاد عمرو ابن كلاب فيه روضة ذكرت مع الرياض، وحكى أبو عبيدة عن عمارة أن تبراك من بلاد بني عمير قال:
وهي مسبّة لا يكاد أحد منهم يذكرها لمطلق قول جرير:
إذا جلست نساء بني عمير ... على تبراك أخبثن الترابا
فإذا قيل لأحدهم: أين تنزل؟ يقول: على ماء، ولا
يقول على تبراك، قال: وتبراك أيضا ماء في بلاد بني العنبر، قال أبو جعفر: جاءت عن العرب أربعة أسماء مكسورة الأول: تقصار للقلادة اللازقة بالحلق، وتعشار موضع لبني ضبّة، وتبراك ماء لبني العنبر، وطلحام موضع، حكى أبو نصر: رجل تمساح ورجل تنبال وتبيان، وقال أبو زياد: مياه الماشية تبراك التي ذكرها جرير، وقد ذكرت الماشية في موضعها من هذا الكتاب، قال ابن مقبل:
جزى الله كعبا، بالأباتر، نعمة ... وحيّا بهبّود، جزى الله، أسعدا
وحيّا على تبراك لم أو مثلهم ... رجا، قطعت منه الحبائل، مفردا
بكيت بخصمي سنّة، يوم فارقوا، ... على ظهر عجّاج العشيّات أجردا
الخصم: الجانب، وقال أبو كدراء وزين بن ظالم العجلي:
الله نجّاني وصدّقت بعد ما ... خشيت على تبراك، ألّا أصدّــقا
وأعيس، إذ أكلفته وهو لاغب، ... سرى طيلسان الليل حتى تمزّقا
وقال نصر: تبراك ماء لبني نمير في أدنى المرّوت لاصق بالوركة، وينشد:
أعرفت الدار أم أنكرتها ... بين تبراك فشسّي عبقر؟

الأَوْدَاتُ

الأَوْدَاتُ:
موضع معروف، قاله أبو القاسم محمود بن عمر، وقال حيّان بن قيس:
لعمري! لقد أمست إليّ بغيضة ... نوى، فرّقت بيني وبين أبي عمرو
فإن أرهم لا أصدف الدهر عنهم، ... سوى سفر حتى أغيّب في القبر
إذا هبطوا الأودات، والبحر دوننا، ... فقل في ثناء بيننا آخر الدهر
وقال نصر: الأوداة بالهاء مجتمع أودية بين الكوفة والشام، وقد يقال للتي ببطن فلج الأوداة.
وأوداة: قلب بها أجارد.
وأودات كلب: أودية كثيرة تنسل من الملحاء وهي رابية مستطيلة ما شرّق منها فهو الأودات وما غرّب فهو البياض. 

أَرْبَقُ

أَرْبَقُ:
بالفتح ثم السكون، وباء مفتوحة موحدة، وقد تضمّ، وقاف، ويقال بالكاف مكان القاف، وقد ذكره بعده: من نواحي رامهرمز من نواحي خوزستان، ينسب إليها أبو طاهر علي بن أحمد بن الفضل الرامهرمزي الأربقي، وقرأت في كتاب المفاوضة لأبي الحسن محمد بن علي بن نصر الكاتب:
حدثني القاضي أبو الحسن أحمد بن الحسن الأربقي بأربق، وكان رجلا فاضلا، قاضي البلد وخطيبه وإمامه في شهر رمضان، ومن الفضل على منزلة، قال: تقلّد بلدنا بعض العجم الجفاة، والتفّ به جماعة ممن حسدني وكره تقدّمي، فصرفني عن القضاء، ورام صرفي عن الخطابة والإمامة، فثار الناس، ولم يساعده المسلمون، فكتبت إليه بهذه الأبيات:
قل للذين تألّبوا وتحزّبوا: ... قد طبت نفسا عن ولاية أربق
هبني صددت عن القضاء تعدّيا، ... أأصدّ عن حذقي به وتحققي؟
وعن الفصاحة والنزاهة والنّهى، ... خلقا خصصت به، وفضل المنطق

أَجأ

أَجأ:
بوزن فعل، بالتحريك، مهموز مقصور، والنسب إليه أجئيّ بوزن أجعيّ: وهو علم مرتجل لاسم رجل سمّي الجبل به، كما نذكره، ويجوز أن يكون منقولا.
ومعناه الفرار، كما حكاه ابن الأعرابي، يقال: أجأ الرجل إذا فرّ، وقال الزمخشري: أجأ وسلمى جبلان عن يسار سميراء، وقد رأيتهما، شاهقان. ولم يقل عن يسار القاصد إلى مكة أو المنصرف عنها، وقال أبو عبيد السكوني: أجأ أحد جبلي طيّء وهو غربي فيد، وبينهما مسير ليلتين وفيه قرى كثيرة، قال:
ومنازل طيّء في الجبلين عشر ليال من دون فيد إلى أقصى أجإ، إلى القريّات من ناحية الشام، وبين المدينة والجبلين، على غير الجادّة: ثلاث مراحل. وبين الجبلين وتيماء جبال ذكرت في مواضعها من هذا الكتاب، منها دبر وغريّان وغسل. وبين كل جبلين يوم. وبين الجبلين وفدك ليلة. وبينهما وبين خيبر خمس ليال. وذكر العلماء بأخبار العرب أن أجأ سمّي باسم رجل وسمّي سلمى باسم امرأة. وكان من خبرهما أن رجلا من العماليق يقال له أجأ بن عبد الحيّ، عشق امرأة من قومه، يقال لها سلمى. وكانت لها حاضنة يقال لها العوجاء. وكانا يجتمعان في منزلها
حتى نذر بهما إخوة سلمى، وهم الغميم والمضلّ وفدك وفائد والحدثان وزوجها. فخافت سلمى وهربت هي وأجأ والعوجاء، وتبعهم زوجها وإخوتها فلحقوا سلمى على الجبل المسمى سلمى، فقتلوها هناك، فسمّي الجبل باسمها. ولحقوا العوجاء على هضبة بين الجبلين، فقتلوها هناك، فسمّي المكان بها. ولحقوا أجأ بالجبل المسمّى بأجإ، فقتلوه فيه، فسمّي به.
وأنفوا أن يرجعوا إلى قومهم، فسار كل واحد إلى مكان فأقام به فسمي ذلك المكان باسمه، قال عبيد الله الفقير إليه: وهذا أحد ما استدللنا به على بطلان ما ذكره النحويّون من أن أجأ مؤنثة غير مصروفة، لأنه جبل مذكّر، سمّي باسم رجل، وهو مذكر.
وكأنّ غاية ما التزموا به قول امرئ القيس:
أبت أجأ أن تسلم العام جارها، ... فمن شاء فلينهض لها من مقاتل
وهذا لا حجّة لهم فيه، لأن الجبل بنفسه لا يسلم أحدا، إنما يمنع من فيه من الرجال. فالمراد: أبت قبائل أجإ، أو سكّان أجإ، وما أشبهه، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه، يدلّ على ذلك عجز البيت، وهو قوله:
فمن شاء فلينهض لها من مقاتل
والجبل نفسه لا يقاتل، والمقاتلة مفاعلة ولا تكون من واحد، ووقف على هذا من كلامنا نحويّ من أصدقائنا وأراد الاحتجاج والانتصار لقولهم، فكان غاية ما قاله: أن المقاتلة في التذكير والتأنيث مع الظاهر وأنت تراه قال: أبت أجأ. فالتأنيث لهذا الظاهر ولا يجوز أن يكون للقبائل المحذوفة بزعمك، فقلت له: هذا خلاف لكلام العرب، ألا ترى إلى قول حسان بن ثابت:
يسقون من ورد البريص عليهم ... بردى، يصفّق بالرحيق السّلسل
لم يرو أحد قط يصفّق إلا بالياء آخر الحروف لأنه يريد يصفّق ماء بردى، فرده إلى المحذوف وهو الماء، ولم يردّه إلى الظاهر، وهو بردى. ولو كان الأمر على ما ذكرت، لقال: تصفّق، لأن بردى مؤنث لم يجيء على وزنه مذكّر قط. وقد جاء الردّ على المحذوف تارة، وعلى الظاهر أخرى، في قول الله، عز وجل: وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أوهم قائلون، ألا تراه قال: فجاءها فردّ على الظاهر، وهو القرية، ثم قال: أو هم قائلون فردّ على أهل القرية وهو محذوف، وهذا ظاهر، لا إشكال فيه. وبعد فليس هنا ما يتأوّل به التأنيث، إلا أن يقال: إنه أراد البقعة فيصير من باب التّحكّم، لأن تأويله بالمذكّر ضروريّ، لأنه جبل، والجبل مذكّر، وإنه سمي باسم رجل بإجماع كما ذكرنا، وكما نذكره بعد في رواية أخرى، وهو مكان وموضع ومنزل وموطن ومحلّ ومسكن. ولو سألت كل عربيّ عن أجإ لم يقل إلا أنه جبل، ولم يقل بقعة. ولا مستند إذا للقائل بتأنيثه البتة. ومع هذا فإنني إلى هذه الغاية لم أقف للعرب على شعر جاء فيه ذكر أجإ غير مصروف، مع كثرة استعمالهم لترك صرف ما ينصرف في الشعر، حتى إن أكثر النحويين قد رجّحوا أقوال الكوفيّين في هذه المسألة، وأنا أورد في ذلك من أشعارهم ما بلغني منها، البيت الذي احتجّوا به وقد مرّ، وهو قول امرئ القيس: أبت أجأ، ومنها قول عارق الطائي:
ومن مبلغ عمرو بن هند رسالة، ... إذا استحقبتها العيس تنضى من البعد
أيوعدني، والرمل بيني وبينه! تأمّل رويدا ما أمامة من هند ومن أجإ حولي رعان، كأنها قنابل خيل من كميت ومن ورد
قال العيزار بن الأخفش الطائي، وكان خارجيا:
ألا حيّ رسم الدّار أصبح باليا، ... وحيّ، وإن شاب القذال، الغوانيا
تحمّلن من سلمى فوجّهن بالضّحى ... إلى أجإ، يقطعن بيدا مهاويا
وقال زيد بن مهلهل الطائي:
جلبنا الخيل من أجإ وسلمى، ... تخبّ نزائعا خبب الرّكاب
جلبنا كلّ طرف أعوجيّ، ... وسلهبة كخافية الغراب
نسوف للحزام بمرفقيها، ... شنون الصّلب صمّاء الكعاب
وقال لبيد يصف كتيبة النّعمان:
أوت للشباح، واهتدت بصليلها ... كتائب خضر ليس فيهنّ ناكل
كأركان سلمى، إذ بدت أو كأنّها ... ذرى أجإ، إذ لاح فيه مواسل
فقال فيه ولم يقل فيها، ومواسل قنّة في أجإ، وأنشد قاسم بن ثابت لبعض الأعراب:
إلى نضد من عبد شمس، كأنهم ... هضاب أجا أركانه لم تقصّف
قلامسة ساسوا الأمور، فأحكموا ... سياستها حتى أقرّت لمردف
وهذا، كما تراه، مذكّر مصروف، لا تأويل فيه لتأنيثه.
فإنه لو أنّث لقال: أركانها، فإن قيل هذا لا حجّة فيه لأن الوزن يقوم بالتأنيث، قيل قول امرئ القيس أيضا، لا يجوز لكم الاحتجاج به لأن الوزن يقوم بالتذكير، فيقول: أبى أجأ لكنّا صدّقناكم فاحتججنا، ولا تأويل فيها، وقول الحيص بيص:
أجأ وسلمى أم بلاد الزاب، ... وأبو المظفّر أم غضنفر غاب
ثم إني وقفت بعد ما سطرته آنفا، على جامع شعر امرئ القيس، وقد نصّ الأصمعي على ما قلته، وهو: أن اجأ موضع، وهو أحد جبلي طيّء، والآخر سلمى. وإنما أراد أهل أجإ، كقول الله، عزّ وجل:
واسأل القرية، يريد أهل القرية، هذا لفظه بعينه. ثم وقفت على نسخة أخرى من جامع شعره، قيل فيه:
أرى أجأ لن يسلم العام جاره
ثم قال في تفسير الرواية الأولى: والمعنى أصحاب الجبل لم يسلموا جارهم. وقال أبو العرماس: حدثني أبو محمد أنّ أجأ سمّي برجل كان يقال له أجأ، وسمّيت سلمى بامرأة كان يقال لها سلمى، وكانا يلتقيان عند العوجاء، وهو جبل بين أجإ وسلمى، فسمّيت هذه الجبال بأسمائهم. ألا تراه قال: سمي أجأ برجل وسميت سلمى بامرأة، فأنّث المؤنث وذكّر المذكّر. وهذا إن شاء الله كاف في قطع حجاج من خالف وأراد الانتصار بالتقليد. وقد جاء أجا مقصورا غير مهموز في الشعر، وقد تقدّم له شاهد في البيتين اللذين على الفاء، قال العجّاج:
والأمر ما رامقته ملهوجا ... يضويك ما لم يج منه منضجا
فإن تصر ليلى بسلمى أو أجا، ... أو باللوى أو ذي حسا أو يأججا
وأما سبب نزول طيّء الجبلين، واختصاصهم بسكناهما دون غيرهم من العرب، فقد اختلفت الرّواة فيه. قال ابن الكلبي، وجماعة سواه: لما تفرق بنو سبا أيام سيل العرم سار جابر وحرملة ابنا أدد بن زيد بن الهميسع قلت: لا أعرف جابرا وحرملة وفوق كل ذي علم عليم، وتبعهما ابن أخيهما طيّء، واسمه جلهمة، قلت: وهذا أيضا لا أعرفه، لأن طيّئا عند ابن الكلبي، هو جلهمة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان. والحكاية عنه، وكان أبو عبيدة، قال زيد بن الهميسع: فساروا نحو تهامة وكانوا فيما بينها وبين اليمن، ثم وقع بين طيّء وعمومته ملاحاة ففارقهم وسار نحو الحجاز بأهله وماله وتتبّع مواقع القطر، فسمّي طيّئا لطيّه المنازل، وقيل إنه سمّي طيّئا لغير ذلك، وأوغل طيّء بأرض الحجاز، وكان له بعير يشرد في كل سنة عن إبله، ويغيب ثلاثة أشهر، ثم يعود إليه وقد عبل وسمن وآثار الخضرة بادية في شدقيه، فقال لابنه عمرو: تفقّد يا بنيّ هذا البعير فإذا شرد فاتبع أثره حتى تنظر إلى أين ينتهي. فلما كانت أيام الربيع وشرد البعير تبعه على ناقة له فلم يزل يقفر أثره حتى صار إلى جبل طيء، فأقام هنالك ونظر عمرو إلى بلاد واسعة كثيرة المياه والشجر والنخيل والريف، فرجع إلى أبيه وأخبره بذلك فسار طيء بإبله وولده حتى نزل الجبلين فرآهما أرضا لها شأن، ورأى فيها شيخا عظيما، جسيما، مديد القامة، على خلق العاديّين ومعه امرأة على خلقه يقال لها سلمى، وهي امرأته وقد اقتسما الجبلين بينهما بنصفين، فأجأ في أحد النصفين وسلمى في الآخر، فسألهما طيء عن أمرهما، فقال الشيخ: نحن من بقايا صحار غنينا بهذين الجبلين عصرا بعد عصر، أفنانا كرّ الليل والنهار، فقال له طيء:
هل لك في مشاركتي إياك في هذا المكان فأكون لك مؤنسا وخلّا؟ فقال الشيخ: إنّ لي في ذلك رأيا فأقم فإن المكان واسع، والشجر يانع، والماء طاهر، والكلأ غامر. فأقام معه طيء بإبله وولده بالجبلين، فلم يلبث الشيخ والعجوز إلا قليلا حتى هلكا وخلص المكان لطي فولده به إلى هذه الغاية.
قالوا: وسألت العجوز طيّئا ممّن هو، فقال طيء:
إنّا من القوم اليمانيّينا ... إن كنت عن ذلك تسألينا
وقد ضربنا في البلاد حينا ... ثمّت أقبلنا مهاجرينا
إذ سامنا الضّيم بنو أبينا ... وقد وقعنا اليوم فيما شينا
ريفا وماء واسعا معينا
ويقال إن لغة طيء هي لغة هذا الشيخ الصّحاري والعجوز امرأته. وقال أبو المنذر هشام بن محمد في كتاب افتراق العرب: لما خرجت طيء من أرضهم من الشحر ونزلوا بالجبلين، أجإ وسلمى، ولم يكن بهما أحد وإذا التمر قد غطّى كرانيف النخل، فزعموا أن الجنّ كانت تلقّح لهم النخل في ذلك الزمان، وكان في ذلك التمر خنافس، فأقبلوا يأكلون التمر والخنافس، فجعل بعضهم يقول: ويلكم الميّث أطيب من الحيّ. وقال أبو محمد الأعرابي أكتبنا أبو الندى قال: بينما طيء ذات يوم جالس مع ولده بالجبلين إذ أقبل رجل من بقايا جديس، ممتدّ القامة، عاري الجبلّة، كاد يسدّ الأفق طولا، ويفرعهم باعا، وإذا هو الأسود بن غفار بن الصّبور الجديسي،
وكان قد نجا من حسّان تبّع اليمامة ولحق بالجبلين، فقال لطي: من أدخلكم بلادي وإرثي عن آبائي؟
اخرجوا عنها وإلا فعلت وفعلت. فقال طيء:
البلاد بلادنا وملكنا وفي أيدينا، وإنما ادّعيتها حيث وجدتها خلاء. فقال الأسود: اضربوا بيننا وبينكم وقتا نقتتل فيه فأيّنا غلب استحقّ البلد. فاتّعدا لوقت، فقال طيء لجندب بن خارجة بن سعد بن فطرة بن طيء وأمّه جديلة بنت سبيع بن عمرو ابن حمير وبها يعرفون، وهم جديلة طيء، وكان طيء لها مؤثرا، فقال لجندب: قاتل عن مكرمتك.
فقالت أمه: والله لتتركنّ بنيك وتعرضنّ ابني للقتل! فقال طيء: ويحك إنما خصصته بذلك.
فأبت، فقال طيء لعمرو بن الغوث بن طيء:
فعليك يا عمرو الرجل فقاتله. فقال عمرو: لا أفعل، وأنشأ يقول وهو أول من قال الشعر في طيء بعد طيء:
يا طيء أخبرني، ولست بكاذب، ... وأخوك صادقك الذي لا يكذب
أمن القضيّة أن، إذا استغنيتم ... وأمنتم، فأنا البعيد الأجنب
وإذا الشدائد بالشدائد مرّة، ... أشجتكم، فأنا الحبيب الأقرب
عجبا لتلك قضيّتي، وإقامتي ... فيكم، على تلك القضيّة، أعجب
ألكم معا طيب البلاد ورعيها، ... ولي الثّماد ورعيهنّ المجدب
وإذا تكون كريهة أدعى لها، ... وإذا يحاس الحيس يدعى جندب
هذا لعمركم الصّغار بعينه، ... لا أمّ لي، إن كان ذاك، ولا أب
فقال طيء: يا بنيّ إنها أكرم دار في العرب. فقال عمرو: لن أفعل إلا على شرط أن لا يكون لبني جديلة في الجبلين نصيب. فقال له طيء: لك شرطك.
فأقبل الأسود بن غفار الجديسي للميعاد ومعه قوس من حديد ونشّاب من حديد فقال: يا عمرو إن شئت صارعتك وإن شئت ناضلتك وإلا سايفتك.
فقال عمرو: الصّراع أحبّ إليّ فاكسر قوسك لأكسرها أيضا ونصطرع. وكانت لعمرو بن الغوث ابن طيء قوس موصولة بزرافين إذا شاء شدّها وإذا شاء خلعها، فأهوى بها عمرو فانفتحت عن الزرافين واعترض الأسود بقوسه ونشّابه فكسرها، فلما رأى عمرو ذلك أخذ قوسه فركّبها وأوترها وناداه: يا أسود استعن بقوسك فالرمي أحبّ إليّ. فقال الأسود: خدعتني. فقال عمرو: الحرب خدعة، فصارت مثلا، فرماه عمرو ففلق قلبه وخلص الجبلان لطي، فنزلهما بنو الغوث، ونزلت جديلة السهل منهما لذلك. قال عبيد الله الفقير إليه:
في هذا الخبر نظر من وجوه، منها أن جندبا هو الرابع من ولد طيء فكيف يكون رجلا يصلح لمثل هذا الأمر؟ ثم الشعر الذي أنشده وزعم أنه لعمرو ابن الغوث، وقد رواه أبو اليقظان وأحمد بن يحيى ثعلب وغيرهما من الرّواة الثقات لهانىء بن أحمر الكناني شاعر جاهليّ. ثم كيف تكون القوس حديدا وهي لا تنفذ السّهم إلّا برجوعها؟ والحديد إذا اعوجّ لا يرجع البتّة. ثم كيف يصحّ في العقل أن قوسا بزرافين؟
هذا بعيد في العقل إلى غير ذلك من النظر. وقد روى بعض أهل السير من خبر الأسود بن غفار ما هو أقرب إلى القبول من هذا، وهو أنّ الأسود لما أفلت
من حسّان تبّع، كما نذكره إن شاء الله تعالى في خبر اليمامة، أفضى به الهرب حتى لحق بالجبلين قبل أن ينزلهما طيء، وكانت طيء تنزل الجوف من أرض اليمن، وهي اليوم محلّة همدان ومراد، وكان سيّدهم يومئذ أسامة بن لؤي بن الغوث بن طيء وكان الوادي مسبعة وهم قليل عددهم فجعل ينتابهم بعير في زمن الخريف يضرب في إبلهم، ولا يدرون أين يذهب، إلا أنهم لا يرونه إلى قابل، وكانت الأزد قد خرجت من اليمن أيام سيل العرم فاستوحشت طيء لذلك وقالت: قد ظعن إخواننا وساروا إلى الأرياف، فلما همّوا بالظعن، قالوا لأسامة: إن هذا البعير الذي يأتينا إنما يأتينا من بلد ريف وخصب وإنا لنرى في بعره النّوى، فلو إنا نتعهده عند انصرافه فشخصنا معه لعلنا نصيب مكانا خيرا من مكاننا. فلما كان الخريف جاء البعير فضرب في إبلهم، فلما انصرف تبعه أسامة بن لؤي بن الغوث وحبّة بن الحارث بن فطرة بن طيء فجعلا يسيران بسير الجمل وينزلان بنزوله، حتى أدخلهما باب أجإ، فوقفا من الخصب والخير على ما أعجبهما، فرجعا إلى قومهما فأخبراهم به فارتحلت طيء بجملتها إلى الجبلين، وجعل أسامة بن لؤي يقول:
اجعل ظريبا كحبيب ينسى، ... لكلّ قوم مصبح وممسى
وظريب اسم الموضع الذي كانوا ينزلون فيه قبل الجبلين، قال فهجمت طيء على النخل بالشّعاب على مواش كثيرة، وإذا هم برجل في شعب من تلك الشعاب وهو الأسود بن غفار، فهالهم ما رأوا من عظم خلقه وتخوّفوه، فنزلوا ناحية من الأرض فاستبرؤوها فلم يروا بها أحدا غيره. فقال أسامة بن لؤي لابن له يقال له الغوث: يا بنيّ إن قومك قد عرفوا فضلك في الجلد والبأس والرّمي، فاكفنا أمر هذا الرجل، فإن كفيتنا أمره فقد سدت قومك آخر الدهر، وكنت الذي أنزلتنا هذا البلد. فانطلق الغوث حتى أتى الرجل، فسأله، فعجب الأسود من صغر خلق الغوث، فقال له:
من أين أقبلتم؟ فقال له: من اليمن. وأخبره خبر البعير ومجيئهم معه، وأنهم رهبوا ما رأوا من عظم خلقه وصغرهم عنه، فأخبرهم باسمه ونسبه. ثم شغله الغوث ورماه بسهم فقتله، وأقامت طيء بالجبلين وهم بهما إلى الآن. وأما أسامة بن لؤي وابنه الغوث هذا فدرجا ولا عقب لهما.

صدء

صدء


صَدِى^َ
صَدُؤَ(n. ac. صَدَأ [ ]صَدَآءَة [] )
a. Was, became rusty; was rust-colour. —
b. Stood up to see.

صَدَّأَa. Removed the rust from.
b. [ coll. ], Was rusty & c.

تَصَدَّأَ
a. [La], Confronted.
إِصْتَدَأَa. see II (b)
صُدْأَة []
a. Rust-colour; sorrelcolour.

صدَأa. Rust.

صَدِى^a. Rusty.

أَصْدَــأ []
a. Rusty, brown (colour).

فهرس كتب التاريخ: (حرف الألف)

فهرس كتب التاريخ: (حرف الألف)
إتحاف الأخصا، في تاريخ القدس
....
إتحاف الورى، في تاريخ مكة
.....
اتعاظ الحنفا، في الفاطميين
....
اتعاظ المتأمل، في خطط مصر
....
الآثار الباقية، عن القرون الخالية
....
أحاسن اللطائف، في الطائف
....
الإحاطة، في تاريخ غرناطة
....
أحداث الزمان
....
أخبار الأخيار
....
أحسن السلوك
....
أخبار الدولة
....
أخبار الدول
....
أخبار الربط
....
أخبار الخلفاء
....
أخبار الزمان
....
أخبار الشعراء
....
أخبار العارفين
....
أخبار الفقهاء
....
أخبار العلماء
....
أخبار القصاص
....
أخبار القضاة
....
أخبار القرطبيين
....
أخبار قضاة مصر، وأذياله
....
أخبار قضاة بصرة
....
أخبار قضاة بغداد
....
أخبار قضاة قرطبة
....
أخبار القلاع
....
أخبار المدينة
....
أخبار مصر
....
أخبار المستفادة، في آل قتادة
....
أخبار المصنفين
....
أخبار المستفادة، في بني جرادة
....
أخبار المشتاق
....
أخبار المنجمين
....
أخبار النحاة
....
أخبار الموصل
....
أخبار الوزراء
....
أخبار اليمن
....
إرشاد الألباء
....
إرغام أولياء الشيطان
....
أزهار الروضتين
....
أزهار العروش
....
الأساس، في بني العباس
....
الاستسعاد، بمن لقي من صالحي العباد
....
الاستيعاب، في الأصحاب، وأذياله
....
أسد الغابة، في الصحابة
....
إسكندر نامه
....
أسماء الشعراء
....
أسماء الصحابة
....
أسنى المفاخر
....
أسنى المقاصد
....
الإشارات، لمعرفة الزيارات
....
الإشارة، في أخبار الشعراء
....
الإشارة، والأعلام
....
إشراق التواريخ
....
أشرف التواريخ
وترجمته.
الإصابة، في الصحابة
....
أصداف، الأوصاف
....
أصول التواريخ
....
الأعلاق الخطيرة
....
أطراف التواريخ
....
الإعلام، بإعلام بلد الله الحرام
وترجمته.
الإعلام بالحروب
....
الإعلام، بفضائل الشام
....
الإعلام، بمن ولي مصر في الإسلام
....
الإعلام بالوفيات
....
أعمار الأعيان
....
الإعلان بالتوبيخ
....
أعيان العصر
....
أعيان الفرس
....
الإفادة، في أخبار مصر
....
اقتطاف الأزاهر
....
الإلمام، في ملوك الحبشة
....
إنباء الرواة، على أبناء النحاة
....
إنباء الغمر، وأذياله
....
الإنباء، على الأنبياء
....
الأنباء المستطابة
....
الأنباء المبينة
....
الانتصار، لواسطة عقد الأمصار
....
الانتقاء، في أخبار الفقهاء
....
الأنس الجليل، في تاريخ القدس، والخليل
....
أنفس الأخبار
....
أنموذج الزمان
....
أنيس المسامرين
....
الأوراق، في أخبار بني العباس
....
أوسط التواريخ
....
الإيجاز، في الحجاز
....
الإيضاح، في أهل الأندلس
....
إيقاظ المتغفل
تاريخ مصر
إيقاظ الوسنان
....
الإيناس، بمناقب العباس
....

فتو/فتي

فتو/فتي
فتُوَ يَفتُو، افْتُ، فُتُوًّا وفُتُوَّةً، فهو فَتِيّ
• فَتُو الولدُ: صار فَتًى قَوِيًّا. 

أفتى يُفتي، أَفْتِ، إفتاءً، فهو مُفتٍ، والمفعول مُفتًى
• أفتاه في المسألة: أظهر له الحكم فيها وأبانه "أفتى العلماءُ في مسألة نقل الأعضاء- أفتى في الرؤيا: فسَّرها- {قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ} ". 

استفتى يستفتي، اسْتَفْتِ، استفتاءً، فهو مُستفتٍ، والمفعول مستفتًى
• استفتاه في مسألة: سأله رأيَه فيها، طلب نصيحتَه أو استشارته فيها "استفتى الحاكمُ شعبَه في اقتراح تعديل الدستور- اسْتَفْتِ قَلْبَكَ [حديث]- {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ} ". 

إفتاء [مفرد]:
1 - مصدر أفتى.
2 - (فق) بيان حكم الشَّرع في المسألة.
• دار الإفتاء: مقرُّ المفتي.
• لجنة الإفتاء: عدد من العلماء المعتدّ برأيهم يوكل إليهم إصدار الفتاوي الشرعيّة. 

استفتاء [مفرد]: ج استفتاءات (لغير المصدر):
1 - مصدر استفتى.
2 - سؤال أو أكثر يوجَّه إلى عدد من الناس للإجابة عنه لمعرفة رأيهم في أمر معيّن "أجرت الصحيفة استفتاء حول قضية التطبيع- تصويت استفتائيّ- استفتاءات الرأي العام الأخيرة".
• استفتاء شعبيّ: (سة) لجوء السلطات العامّة إلى الشَّعب ليُبدي رأيه في موضوع ما عن طريق التصويت عليه، فإمّا أن يقرَّه أو يرفضه، تصويت مباشر. 

فُتُوّ [مفرد]: مصدر فتُوَ. 

فُتُوَّة [مفرد]:
1 - مصدر فتُوَ.
2 - شباب بين طورَيْ المراهقة والرُّجولة (15: 18) سنة "أُصيب بحادث مؤلم أيّام فُتوَّته- هو فتىً بيِّن الفتوّة".
3 - حميَّة، مروءة، نجدة، كرم "إنّه من أصحاب الفُتُوَّة".
• الفُتُوَّة:
1 - رجل عصابة أو مجرم.
2 - رجل قويّ البنية كان يفرض سيطرته وحمايته على حيّ أو منطقة، يأخذ من أصحابها مالاً نظير حمايته لهم.
• نظام الفتوّة: نظام ينمّي خُلُق الشجاعة والنجدة في نفوس الفتيان والفتيات أخذت به بعض البلدان العربيّة في مدارسها الثانوية "قادت جماعة الفتوّة في المدرسة رغم صغر سنها". 

فَتْوى [مفرد]: ج فتاوَى وفتاوٍ: (فق، قن) جواب عمَّا يُشْكِل من المسائل الشرعيّة أو القانونيّة "قدّم المحامي فتاوي قانونيّة لموكله" ° دار الفتوى: مقر عمل المفتي وأعوانه. 

فَتًى [مفرد]: ج فِتيان وفِتْية، مث فَتَيان وفَتَوان، مؤ فَتاة، ج مؤ فتيات:
1 - شاب بين المراهقة والرجولة، أو في آخر مراحل المراهقة "تجمّع فتيان الحي لتنظيفه وتجميله- {قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ} - {إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ} " ° فتاة الأحلام: الفتاة التي يحلم بها الشاب- فتاة الاستعراض: فتاة ترتدي في العادة زيًّا مزوَّقًا لتؤدِّي دورًا في عمل فنّيّ- فتى الأحلام: صورة خياليّة لشابّ في ذهن الفتاة تتمناه زوجًا لها- كلّ فتاة بأبيها معجبة: كلّ امرئ يفضل ما عنده على ما عند النَّاس.
2 - ذو النجدة، كريم، سخيّ "فتًى في قومه- هو فتى قومه- إذا القومُ قالوا مَنْ فتًى خلت أنّني ... عُنيت فلم أكسل ولم أتبلَّد".
3 - خادم، مساعد " {قَالَ لِفَتَاهُ ءَاتِنَا غَدَاءَنَا} - {وَلاَ تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ}: إماءكم المملوكة لكم".
• الفَتَيان: اللَّيل والنَّهار. 

فُتيا [مفرد]: فتوى، جواب عمّا يُشكل من مسائل شرعيَّة أو قانونيَّة "فُتيا قانونيّة/ شرعيّة". 

فَتِيّ [مفرد]: ج أفتاء وفِتاء:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من فتُوَ.
2 - حديث، جديد، قريب العهد، في أوّل مراحل النمُوّ "دولة فَتيَّة". 

مُفتٍ [مفرد]: ج مُفْتُون:
1 - اسم فاعل من أفتى.
2 - (فق) فقيه تعيِّنه الدولة ليجيب عما يشكل من المسائل الشرعيّة "تولى فلان منصبَ المفتي- أصدر المفتي فتوى بتحريم التدخين- أعلن مُفتي الجمهوريّة بداية شهر رمضان" ° سماحة المفتي/ فضيلة المفتي: للدلالة على الرفعة.
3 - عالم أو فقيه يعمل على تفسير أحكام الشَّريعة الإسلامّية. 

لَهو

لَهو
: (و ( {لَها) } يَلْهُو ( {لَهْواً) :) أَي (لَعِبَ) .
(قالَ شيْخُنا: قَضِيَّتُهُ اتِّحادِهُمُا وَقد فرَّق بَيْنهما جماعَةٌ مِن أهْلِ الفُروقِ فَقيل:} اللهْوُ واللّعِبُ يَشْتركانِ فِي أنّهما اشْتِغالٌ بِمَا لَا يَعْنِي من هَوًى أَو طَرَبٍ حَرَامًا أَو لَا، قيلَ: {واللهْوُ أَعَمُّ مُطْلقاً، فاسْتِماعُ} المَلاهِي لَهْوٌ لَا لَعِبٌ، وقيلَ: اللّعِبُ مَا قُصِدَ بِهِ تَعْجيلُ المَسَرَّةِ والاسْتِرْواح بِهِ، واللهْوُ مَا شغلَ من هَوًى وطَرَبٍ وَإِن لم يُقْصَد بِهِ ذلكَ؛ وَلَهُم فُروقٌ أُخَرُ بَيْنهما وبينَ العَبَثِ، مَرَّ بعضُها أَثناءَ المَواد.
قُلْت: وقيلَ: أصْلُ اللهْوِ التَّرْوِيحُ عَن النَّفْسِ بِمَا لَا تَقْتَضيهِ الحِكْمَة. وقالَ الطَّرسوسي: اللهْوُ الشيءُ الَّذِي يَلْتَذُّ بِهِ الإنْسانُ ثمَّ يَنْقضِي، وقيلَ: مَا يشغلُ الإنْسانَ عمَّا يَهِمّه، وأَمَّا العَبَثُ فَهُوَ ارْتِكابُ أَمْرٍ غَيْر مَعْلومِ الفائِدَةِ، وقيلَ: هُوَ الاشْتِغالُ بِمَا يَنْفَع وَبِمَا لَا يَنْفَع؛ وقيلَ: أَن يَخْلط بعَمَلِه لعباً ويقالُ لمَا ليسَ فِيهِ غَرَض صَحيح.
( {كالْتَهَى.} وألْهاهُ ذلكَ) :) أَي شَغَلَهُ.
( {والمَلاهِي: آلاتُهُ) ، جَمْعُ} لَهْوٍ على غيرِ قِياسٍ، أَو جَمْعُ {مَلْهاةٍ لمَا مِن شأْنِه أَنْ} يُلْهَى بِهِ.
( {وتَلاهَى بذلكَ) :) أَي اشْتَغَلَ.
(} والأُلْهُوَّةُ {والأُلْهِيَّةُ) ، بالضَّمِّ فيهمَا، (} والتَّلْهِيَةُ) :) كلُّ ذلكَ (مَا! يُتلاهَى بِهِ) ؛) كَمَا فِي المُحْكم؛ قالَ الشاعرُ: {بتِلهِيةٍ أَرِيشُ بهَا سِهامِي
تَبَذُّ المُرْشِياتِ من القَطِينِوفي الصِّحاحِ:} الأُلْهِيَّةُ مِن {اللَّهْوِ، يقالُ بَيْنهم} أُلْهِيَّةٌ كَمَا تقولُ أُحْجِيَّةٌ، وتَقْديرُها أُفْعُولة.
( {ولَهَتِ المرأَةُ إِلى حَدِيثِهِ) ، أَي الرَّجُل،} تَلْهُو (لَهْواً) ، بِالْفَتْح، ( {ولُهُوًّا) ، كعُلُوَ: (أَنِسَتْ بِهِ وأَعْجَبَها) ؛) نقلَهُ ابنُ سِيدَه، قالَ:
كَبِرْتُ وألاَّ يُحْسِنَ اللهْوَ أَمْثالِي (} واللَّهْوَةُ: المرأَةُ {المَلْهُوُّ بهَا) ، وَبِه فُسِّر قولُ الشاعرِ:
} ولَهْوةُ {اللاَّهِي وَلَو تَنَطَّسا (} كاللَّهْوِ) ، بغَيرِها؛ وَبِه فُسِّر قولُه تَعَالَى: {لَو أَرَدْنا أَن نَتَّخِذْ لَهْواً} . قَالُوا: أَيِ امْرأَةً تَعَالَى اللهُ عَن ذلكَ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
(و) {اللُّهْوَةُ، (بالضَّمِّ وَالْفَتْح) ، واقْتَصَرَ الجَوْهرِي على الضَّم: (مَا أَلْقَيْتَهُ فِي فَمِ الرَّحا.
(وَفِي الصِّحاح: مَا أَلْقَاهُ الطاحِنُ فِي فَمِ الرَّحا بيدِهِ؛ وأَنْشَدَ القالِي لعَمْرو بنِ كُلْثوم:
يَكونُ ثِفَالُها شرقيّ نَجدٍ} وَلُهْوَتُها قُضاعةُ أَجمعِينَا (و) {اللُّهْوَةُ، بِالضَّمِّ وَالْفَتْح: (العَطِيَّةُ) ، واقْتَصَرَ الجَوْهرِي على الضَّم، وقالَ: دَرَاهِمُ كَانَت أَو غيرُها.
(أَو أَفْضَلُ العَطايَا وأَجْزَلُها) ؛) عَن ابنِ سِيدَه؛ (} كاللُّهْيَةِ) ، بِالضَّمِّ؛ وَهَذِه على المُعاقبَةِ.
(و) اللُّهْوَةُ، بِالضَّمِّ: (الحَفْنَةُ مِن المالِ) .) يقالُ: اشْتَراهُ! بلُهْوةٍ مِن المالِ.
(أَو) اللُّهْوةُ: (الأَلْفُ من الدَّنانيرِ والدَّراهمِ لَا غَيْر) ؛) وَفِي المُحْكم: وَلَا يقالُ لغيرِها، عَن أَبي زيْدٍ.
( {ولَهِيَ بِهِ، كرَضِيَ: أَحَبَّهُ) .
(قالَ ابنُ سِيدَه: وَهُوَ مِن الأوَّل لأنَّ حبَّكَ الشَّيْء ضَرْب من اللهْو بِهِ.
(و) } لَهِيَ (عَنهُ: سَلا) ونَسِيَ (وغَفَلَ وتَرَكَ ذِكْرَه) .) تقولُ: الْهَ عَن الشيءِ أَي اتْرُكْه.
وَفِي الحديثِ: إِذا اسْتَأْثَر اللَّهُ بشيءٍ {فالْهَ عَنهُ) . وكانَ ابنُ الزُّبَيْر إِذا سَمِعَ صوْتَ الرعْدِ لَهِيَ عَن حديثِهِ، أَي تَرَكَه وأَعْرَضَ عَنهُ.
(كَلَها) عَنهُ، (كدَعا،} لُهِيًّا) ، كعُتِيَ، ( {ولِهْياناً) ، بالكسْر، وهُما مَصْدَرَا لَهِيَ، كرَضِيَ، كَمَا هُوَ نَصّ المُحْكم والصِّحاح وابنِ الْأَثِير (} وتَلَهَّى) مِثْل {لَها، أَي لَعِبَ؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
وَفِي المُحْكم: لَهِيَ وتَلَهَّى. غَفَلَ عَنهُ ونَسِيَه؛ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {فأنتَ عَنهُ} تلهَّى} ، وأَصْلُه {تَتَلَهَّى أَي تَتَشاغَلُ. يقالُ:} تَلَهَّ سَاعَة أَي تَشاغَل وتَعَلَّل وتمَكَّث.
( {واللَّهاةُ) من كلِّ ذِي حَلقٍ: (اللّحْمَةُ المُشْرِفَةُ على الحَلْقِ، أَو مَا بينَ منْقَطَعِ أَصْلِ اللِّسانِ إِلى مُنْقَطَعِ القَلْبِ من أَعْلَى الفَمِ) ؛) كَمَا فِي المُحْكم.
وَقَالَ الجَوْهرِي: هِيَ الهَنَةُ المُطْبِقةُ فِي أَقْصَى سَقْفِ الفَمِ، (ج} لَهَواتٌ) ؛) أَنْشَدَ القالِي للفرَزْدَق يمدَحُ بني تميمٍ:
ذُبابٌ طارَ فِي لَهَواتِ لَيْثٍ
كَذاكَ اللَّيْثُ يَزْدَرِدُ الذُّباباوفي حديثِ الشَّاةِ المَسْمومَةِ: (فَمَا زلْتُ أَعْرفُها فِي لَهَواتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. ( {ولَهَيَاتٌ) :) مِثالُ القَطَيات، نقلَهُما الجَوْهرِي.
(} ولُهِيٌّ {ولِهِيٌّ) ، بالضَّمِّ وَالْكَسْر مَعَ تَشْديدِ يائِهما؛ نقلَهُما ابنُ سِيدَه.
(} ولَهاءُ {ولِهاءٌ) ، كسَحابٍ وكِتابٍ؛ قالَ ابنُ سِيدَه. وَبِهِمَا رُوِي قولُ الشاعرِ:
يَا لكَ مِن تَمْرٍ ومِن شِيشاءِ
يَنْشَبُ فِي المَسْعَلِ} واللَّهاءِ قَالَ: فمَن فَتَحَ ثمَّ مدَّ فعلى اعْتِقادِ الضَّرورَة، وَقد رآهُ بعضُ النّحويِّين، والمُجتمعُ عَلَيْهِ عكْسُه، وزعَم أَبو عبيدَةَ أنَّه جمْع {لَهاً على} لِهاءٍ، وَهَذَا لَا يُعرَّج عَلَيْهِ ولكنَّه جمْع لَهاةٍ، لأنَّ فَعَلَة تُكسَّر على فِعالٍ، ونظِيرُه أَضاةٌ وإضاءٌ، وَفِي السالمِ رَحَبَةٌ ورِحابٌ ورَقَبَةٌ ورِقابٌ، انتَهَى.
وَقَالَ الجَوْهرِي: إنَّما مدَّه ضَرُورَةً، ويُرْوى بكسْرِ اللامِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة هُوَ جمْعُ لَهاً مِثْل الإضَاء جَمْع أضاً والأضا جمْعُ أُضاةٍ.
قَالَ ابنُ برِّي: إنَّما مدَّ {اللَّهاء ضَرُورةٌ عنْدَ مَنْ رواهُ بالفَتْح لأنَّه مدّ المَقْصُور، وذلكَ ممَّا ينْكرُه البَصْريُّون، قالَ: وكذلكَ مَا قَبْل هَذَا البَيْت:
قد عَلِمَتْ أُمُّ أَبي السِّعْلاء
أنْ نِعْمَ مأْكُولاً على الخَواءفمدّ السِّعلاء والخَواء ضَرُورَةً.
(} واللَّهْواءُ) ، مَمْدودٌ: (ع) ؛) عَن أَبي زيْدٍ.
( {ولَهْوَةُ) :) اسمُ (امْرأَةٍ) ؛) عَن ابنِ سِيدَه، قالَ:
أَصدُّ وَمَا بِي من صُدُودٍ وَمن غِنًى
وَلَا لاقَ قَلْبي بَعْدَ} لَهْوةَ لائقُ (! ولُهاءُ مِائَةٍ، بالضَّمِّ) مَعَ المدِّ: مثْلُ: (زُهاؤُها) ونُهاؤها زِنَةٌ ومَعْنًى؛ أَي قَدْرُها؛ وأَنْشَدَ ابنُ برِّي للعجَّاج: كأَنَّما {لُهاؤُه لمَنْ جَهَر
لَيْلٌ ورِزٌّ وَغْرِه لمن وَغَر (} ولاهاهُ) {مُلاهاةً} ولِهاءً: (قارَبَهُ؛ و) قيلَ: (نازَعَهُ؛ و) قيلَ: (دَاناهُ) ، هُوَ بعَيْنِه بمعْنَى قارَبَهُ فَهُوَ تِكْرارٌ، ونَصُّ ابْن الأعْرابي: {لاهاهُ إِذا دنا مِنْهُ وهالاهُ إِذا نازَعَهُ، فتأَمَّل هَذِه العِبارَةَ مَعَ سِياقِ المصنِّفِ.
(و) } لاهَى (الغُلامُ الفِطامَ) :) أَي (دَنا مِنْهُ) وقَرُبَ.
( {واللاَّهونَ) :) جاءَ ذِكْرُه فِي الحديثِ ونَصّه: (سأَلْتُ ربِّي أَن لَا يعذِّبَ} اللاَّهينَ (من ذُرِّيَّةِ البَشَرِ) فأَعْطانِيهم) ،) قيلَ: هم البُلْه الغافِلُون، وقيلَ: هم (الذينَ لم يَتَعَمَّدُوا الذَّنْبَ) ، ونَصّ النِّهايةِ: الذّنُوبَ؛ (وإنّما أَتَوْهُ) وفرطَ مِنْهُم سَهْواً و (نِسْياناً أَو غَفْلَةً أَو خَطَأً، أَو) هُم (الأطْفالُ) الذينَ (لم يَقْتَرِفُوا ذَنْباً) ؛) أَقْوالٌ، وَهُوَ جمْعُ {لاهٍ.
(و) بَيْتُ (} لَهْيَا) ، بِفَتْح فَسُكُون: (ع ببابِ دِمَشْقَ) ، وَمِنْه: محمدُ بنُ بكَّارِ بنِ يَزِيد السّكْسَكيُّ {اللَّهْييُّ، ذكَرَه المَالِينِي.
(} وأَلْهَى: شَغَلَ) ، هَذَا قد تقدَّمَ فِي قوْلِه {وألْهاه ذلكَ.
(و) } ألْهَى: (تَرَكَ الشَّيءَ) ونَسِيَه، أَو تَرَكَه (عَجْزاً.
(أَو) أَلْهى: (اشْتَغَلَ بسماعِ) اللَّهْوِ، أَي (الغِناءِ) .
(وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
اللَّهْوُ: الطَّبْلُ؛ وَبِه فُسِّر قولُه تَعَالَى: {وَإِذ رأَوْا تِجارَةً أَوْ {لَهْواً} ؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
ويْكنَى} باللَّهْوِ عَن الجِماعِ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي؛ وَمِنْه سَجْعُ العَرَب: إِذا طَلَعَ الدَّلْوُ: انْسَلَّ العِفْوُ وطلَب اللَّهْوَ الخِلْوُ.
{واللَّهْوُ فِي لُغَةِ حَضْرَمَوْت: الوَلَدُ.
} واللَّها، بِالْفَتْح: جَمْع {لَهاةٍ، يُكْتَبُ بالألِفِ، أَنْشَدَ القالِي لأبي النجْمِ:
يلقيه فِي طرف أُتَتْها من عَل ِقَذْف} لَهاً جُوفٍ وشِدْقٍ أَهْدَلِوقد ذكَرَه الجَوْهرِي أَيْضاً.
{واللُّها، بِالضَّمِّ: جمْعُ} لُهْوة الرَّحَى، {ولُهْوة العَطِيّة؛ وَمِنْه قولُهم:} اللُّها تَفْتح {اللَّها أَي العَطايَا تَفْتَح اللَّهَواتِ.
ويقالُ: إنَّه لمَعْطاءُ} لِلُّها إِذا كانَ جَواداً يُعْطِي الشيءَ الكَثيرَ.
{واللُّهْوةُ أَيْضاً: الدّفْعَةُ من رأْيٍ أَوْ حُلْمٍ، والجَمْع} لَهَا، وأَنْشَدَ القالِي لعبدَةَ بنِ الطَّبيب:
{ولُهاً من الكَسْبِ الَّذِي يُغنيكُمُيَوماً إِذا احتَضَرَ النفوسَ المَطْمَعُ} وأَلْهَيْت فِي الرَّحى: أَلْقَيْت فِيهَا {لُهْوةً: كَمَا فِي الصِّحاح.
ونقلَ القالِي عَن أَبي زيْدٍ:} أَلْهَيْت الرَّحا {إلهاءً، فَهِيَ} مُلْهاةٌ: أَلْقَيْت فِيهَا قَبْضةً من بُرَ.
وَفِي المُحْكم: ألْهَى الرّحا وللرَّحا وَفِي الرَّحا بمعْنًى.
{وأَلْهَى: أَجْزَلَ العَطِيَّة؛ عَن ابْن القطَّاع.
} وتَلاهَوْا: أَي لَهَى بعضُهم ببعضٍ، عَن الجَوْهرِي.
{ولَهاهُ بِهِ} تَلْهِيةً عَلَّلَهُ؛ قَالَ العجَّاج:
دارٌ {للَّهْوِ} للمُلَهِّي مِكْسالْ أَرادَ {باللَّهْو الجارِيَةَ} وبالمُلَهِّي رجُلاً يُعَلِّلُ بهَا، أَي لمَنْ {يُلَهِّي بهَا.
} ولَهْوُ الحديثِ: الغِناءُ، لأنَّه {يُلْهِي عَن ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى؛ وقيلَ: الشّرْكُ، وَبِهِمَا فُسِّرتِ الآيَةُ.
} ولَهَى عَنهُ وَبِه: كرِهَه.
وَقَالَ الأصْمعِي: {الْهَ عَنهُ وَمِنْه بمعْنًى.
وَهُوَ} لَهُوٌّ عَن الخَيْرِ على فَعُولٍ.
وقيلَ: {لُهْوَةُ الرّحى: فَمُها؛ عَن ابنِ القطَّاع.
} والمَلْهَى: المَلْعَبُ زِنَةً ومعْنًى.
{والْتَهَى عَنهُ: أَعْرَضَ.
ومِن المجازِ: فلانٌ تُسَدُّ بِهِ} لَهَواتُ الثّغورِ.
ويقالُ: ألْهِ لَهُ كَمَا {يُلْهِي بك: أَي اصْنَع مَعَه كَمَا يَصْنَع بك.
} ومَلْهَى القَوْمِ: مَوْضِعُ إقامَتِهم.
ومَلْهَى الأثافِي: مَكانُها.
{واسْتَلْهاهُ: اسْتَوْقَفَه وانْتَظَرَهُ؛ وَمِنْه قولُ الفَرَزْدَق:
طَرِيدانِ لَا} يَسْتَلْهِيانِ قَرارِي وسَمّوا {مُلْهى كمُعْطى.
} واللاَّهُون: جَبَلٌ بالفيُّومِ؛ وَقد ذُكِرَ فِي النونِ.
{واللَّواهي: الشَّواغِلُ، جَمْع} لاهِيَةٍ.
{وتَلَهَّى بالشيءِ: تَعَلَّلَ بِهِ وأَقامَ عَلَيْهِ وَلم يُفارِقْه.
وقالَ النَّضْر: يقالُ} لاه أَخاكَ يَا فُلانَ أَي افْعَل بِهِ نَحْو مَا فَعَلَ معكَ من المَعْروفِ، {والْهِه سواك.
} واللُّهَيَّا: تَصْغيرُ لَهْوى فَعْلى من اللهْو، قَالَ العجَّاج:
دارَ {لُهَيَّا قَلْبِكَ المُتَيَّمِ} وتَلَهَّتِ الإِبِلُ بالمَرْعى: تَعَلَّلَتْ بِهِ.
! وتَلَهَّى بناقَةٍ: تَعَلَّلَ بسَيْرِها. واسْتَلْهَى الشَّيءَ: اسْتَكْثر مِنْهُ.

فج

(فج)
فجا باعد بَين رجلَيْهِ والقوس باعد بَين وترها وكبدها وَالْأَرْض شقها شقا بَالغا

(فج) الرجل وَالدَّابَّة (كمل) فججا وفجيجا تبَاعد مَا بَين قدميهما والقوس بعد وترها عَن كَبِدهَا فَهُوَ أفج وَهِي فجَاء (ج) فج
فج: فج، وجمعه فجوج: تل، ربوة. (فوك، ألكالا) فج: عامية فج وهي الفجاجة أي ما لم ينضج من الفواكه (محيط المحيط).
خطاب فج: خشن، كلام جارح. (بوشر) ويقال: قول فج (قلائد الذهب (ص50) طبعة باربييه دي مينار.).
كلام فج: خشن جارح (بوشر).
أخلاط فجة: أخلاط لم تهضم، سوء هضم (بوشر).
فج: تشنج في وجه وهذه عامية في وجهه. (فوك).
فجاجة: قلة النضج، يقال: فجاجة النبيذ أي حموضته، وفجاجة الفاكهة: قلة نضجها (بوشر).
فجاجة: تحمض الطعام في المعدة. (بوشر).
فجاجة: تعنى غير النضيج من الفاكهة وقد ذكرها أبو الوليد (ص238 رقم 82) مع جمعها فجاجات. ولذلك فإن شك لين لا مبرر له.
أفج. فرس أفج اليدين: فرس أصدف وهو الذي أقبلت إحدى ركبته على الأخرى حين المشي. (بوشر) ويقال للأنثى فجاء لداخل أيضا. (دوماس حياة العرب ص189).
فج
الفَجُّ: الطَّرِيْقُ الواسِعُ في قُبُل جَبَلٍ، والجميع الفِجَاجُ. والإِفْجِيْجُ: الفَجُّ من الجَبَل، وجَمْعُه أفَاجِيْجُ. والفُجَاجُ - بالضمِّ -: الفَجُّ، وجَمْعُه أفِجَّةٌ. وافْتَجَّ البَعِيرُ: أخَذَ في الفَجِّ.
والفَجَجُ: أقْبَحُ من الفَحَج، رَجُلٌ أفَجُّ.
والنَّعَامَةُ تَفِجُّ: إِذا رَمَتْ بصَوْمِها.
والفُجَّةُ: الفُرْجَةُ، وجَمْعُها فُجَجٌ.
وفَجَّجَ بَيْنَ القَوْم: إِذا فَرقَ بينهمِ. وفَجَجْتُ القَوْسَ أفُجُّها: إِذا رَفعْتَ وتَرَها عن كَبِدِها، وقَوْسٌ فَجّاءُ ومُنْفَجَّةٌ.
وأفِجَّ عَنّا: أي تَنحَّ.
والإِفْجَاجُ والمُفَاجَّة: المُبَاعَدَةُ بين الشَّيْئَيْن. وأفَجَّ الشَّيْءُ إفْجَاجَاً: اتَّسَعَ، ومنه: مُفجُّ الحَوامي.
وفاجَّ عن ذلك الأمْرِ: أي رَجَعَ عنه.
وفَجَّ الأرْضَ بالفَدّانِ: أي شَقَّها شَقَاً مُنْكَراً.
ويُقال للبِطِّيْخ الذي لم يَنْضَجْ: فَجَاجَةٌ.
ويُقال للرَّجُل الصَّيّاح: إنَّه لَفَجْفَاجٌ بَجْبَاجٌ. وكذلك المَأْفُوْنُ. والفُجَافِجُ: الكَثيرُ الكلام.

فج

1 فَجَّ, (TA,) [see. Pers\. فَجِجْتَ, aor. ـَ inf. n. فَجَجٌ, (S, * O, * K, * TA,) He had the feet wide apart: or, said of a man, he had the knees wide apart: and, said of a beast, or quadruped, he had the hocks wide apart: (TA:) ↓ فَجَجٌ is more ugly than what is termed فَحَجٌ. (S, O, K.) b2: See also 7. b3: فَجَّ رِجْلَيْهِ, (TA,) and فَجَّ مَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ, (S, O, K, TA,) aor. ـُ inf. n. فَجٌّ, (S, O, TA,) He opened [or parted] his legs (S, O, K, TA) widely; [i. e. he straddled;] (TA;) and so ↓ افجّ, (K,) or افجّ رِجْلَيْهِ, he parted his legs widely, said of a man and of a beast; (O;) so too ↓ فاجّ [alone], and فَجَا; (TA;) and one says also ↓ تفاجّ [meaning the same], of one walking, (S, K, TA,) and meaning he did thus to make water, (Mgh, TA,) as also ↓ فاجّ, inf. n. فِجَاجٌ and مُفَاجَّةٌ, both of these verbs said of a man; but ↓ تفاجّ signifies he parted his legs very widely; (TA;) and ↓ تفاجّت is said of a she-camel, (A, O,) لِلْحَلْبِ [to be milked]; (A;) and of a sheep or goat (شَاة). (O.) وَلَا يَبُولُ ↓ مَا شَىْءٌ يُفَاجُّ [What is a thing that straddles and will not make water?] is an enigma: it is a thing like a couch, having four legs. (A, TA.) الفَجُّ in the language of the Arabs is The making an opening, or interval, between two things. (TA.) b4: And فَجَجْتُ القَوْسَ, (S, O, K,) aor. ـُ (S, O,) inf. n. فَجٌّ, (TA,) I raised the string of the bow [so as to make it distant] from its كَبِد[q. v.]; (S, O, K;) like فَجَوْتُهَا. (S, O.) b5: فَجَّ الأَرْضَ, (so in the O,) or الارضَ ↓ افجّ, (so in the K,) He clave the ground, or earth, with the plough, in a manner not approved. (O, K.) A2: فَجَّ said of a horse &c., He purposed, or desired, to run. (TA.) A3: See also فَجَاجَةٌ.2 تَفْجِيجٌ The making [a thing] to be crude [or not thoroughly cooked]. (KL.) [See فِجٌّ.]3 فَاْجَّ see 1, in three places.4 افجّ: see 1, former half. b2: Also, (L,) or أَفَجَّتْ, (S, O, L, K,) He, or she, (i. e. an ostrich) muted.

A2: And, the former, He travelled a road such as is termed فَجّ; (O, L, K;) said of a man; (O;) as also ↓ افتجّ. (L.) b2: And He, (a man, S, O,) or it, (a thing, Msb,) hastened, went quickly, or was quick; (S, O, Msb, K;) mentioned by IAar. (S.) A3: See also 1, near the end.6 تَفَاْجَّ see 1, in three places.7 انفجّت القَوْسُ, (A,) inf. n. اِنْفِجَاجٌ, (O,) The bow had its string distant from its كَبِد [q. v.]; (A, O;) [and so, app., ↓ فَجَّت, for] ↓ فَجَجٌ, in a bow, signifies the state of having the string distant from the كَبِد thereof. (S, O.) 8 إِفْتَجَ3َ see 4.

فَجٌّ A wide road between two mountains; (S, A, O, K;) and ↓ فُجَاجٌ signifies the same: (O, K:) or, in a mountain: (AHeyth, TA:) or, in the anterior part of a mountain, wider than a شِعْب [q. v.]: (TA:) or a depressed road: (Th, TA:) or a conspicuous and wide road: (Msb:) or a far-extending beaten track or road: (AHeyth, TA: [see an ex. in a verse cited voce عِمْقٌ:]) or, accord. to ISh, [a track] as though it were a road; and sometimes it is a road between two mountains, (L, TA,) or having on either side what is termed a فَأْو [a word variously explained], (so in the L,) or between two walls (حَائِطَيْنِ), (so in the TA,) and extending to the distance of two days' journey, or three, if a road or not a road; and if a road, abounding with herbage: (L, TA:) pl. [of mult.] فِجَاجٌ (Th, S, O, Msb) and [of pauc.]

أَفِجَّةٌ, which is extr. [with respect to analogy], (Th, TA,) and أَفُجٌّ. (Msb.) A2: See also the next paragraph, in two places.

فِجٌّ, with kesr, The Syrian بِطِّيخ [i. e. melon or water-melon], (S, A, O, K,) which the Persians call the Indian. (S, A, O.) b2: And فِجٌّ, (so in the S and A and K,) or ↓ فَجٌّ, (thus in the O, and by implication in the Msb, [and thus pronounced in the present day,]) signifies Unripe; (S, A, O, Msb, K;) applied to fruit (A, Msb, K) of any kind, (A,) &c; (Msb;) to anything of melons (بِطِّيخ) and of other fruits; (S, O;) and so ↓ فَجَاجَةٌ; (O, K;) but ↓ فَجٌّ and ↓ فَجَاجَةٌ are not mentioned by Ed-Deenawaree [i. e. AHn; and the latter (which see below) I think doubtful in the sense expl. above]. (O.) فُجَّةٌ An opening, or intervening space, (O, K, TA,) between two mountains. (TA.) فَجَجٌ an inf. n.: (TA:) see 1, first sentence: b2: and see also 7.

فُجُجٌ [a pl. of which the sing. is not mentioned] i. q. ثُقَلَآءُ [Such as are heavy, slow, sluggish, &c.], (IAar, O, K,) of men. (IAar, O.) فُجَاجٌ: see فَجٌّ.

فِجَاجٌ A male ostrich which [they assert, like as they say of the domestic cock, (see عُقْرٌ,]) lays one egg. (TA.) فَجَاجَةٌ [app. an inf. n., of which the verb is ↓ فَجَّ, sec. Pers\. فَجُجْتَ,] The state of being unripe, or not sufficiently cooked. (TA.) b2: See also فِجٌّ, in two places.

فَجَّانٌ The stem (عُود) of the raceme of a palmtree: mentioned by ISd; and held by him to be of the measure فَعْلَانٌ because this is more common than the measure فَعَّالٌ. (TA.) فَجْفَجٌ and فُجْفُجٌ: see فَجْفَاجٌ.

فَجْفَجَةٌ Loquacity, or much talking: or frivolous babbling: or much talking, and boasting of abundance which one does not possess: or clamouring: or great and disorderly talking. (TA.) فَجْفَاجٌ, applied to a man, Loquacious; a great talker: (S:) or a frivolous babbler: (TA:) or, as also ↓ فَجْفَجٌ (O, K) and ↓ فُجْفُجٌ (K) and ↓ فُجَافِجٌ, (O, but there written فَجَافِجٌ,) a great talker, who boasts of abundance which he does not possess: (O, K:) or clamourous: or a great and disorderly talker: fem. with ة. (TA.) The poet Aboo-'Árim El-Kilábee applies the first of these epithets to palm-trees (نَخِيل) [as meaning (assumed tropical:) Promising much fruit, but not fulfilling the promise]. (L, TA.) فُجَافِجٌ: see the next preceding paragraph.

أَفَجُّ A man having his legs wide apart; who straddles; (S, * O, * L, K, * TA;) as also ↓ مُفِجُّ السَّاقَيْنِ; (L, TA;) [and ↓ مُفَاجٌّ, for] one says يَمْشِى مُفَاجًّا he walks with his legs wide apart, or straddling: (S, A, K:) or أَفَجُّ signifies having his thighs wide apart. (IAar, TA.) b2: And قَوْسٌ فَجَّآءُ A bow of which the curved ends are elevated so that its string is distant from the part where it is grasped by the hand: (L:) or of which the string is distant from its كَبِد [q. v.]; (S, O, K;) as also ↓ مُنْفَجَّةٌ: (A, O, K:) and so قَوْسٌ فَجْوَآءُ. (S, O.) إِفْجِيجٌ A valley: (O, K:) or a wide valley: (K:) or a narrow and deep valley, (IDrd, O, K,) in the dial. of the people of El-Yemen, but others apply this appellation to any valley. (O.) مُفِجُّ السَّاقَيْنِ: see أَفَجُّ. b2: حَافِرٌ مُفِجٌّ A solid hoof that is round like a cupola, syn. مُقَبَّبٌ, (S, O, K, TA,) [and] hard: (TA:) such is approved. (S, O.) مُفَاجٌّ: see أَفَجُّ.

قَوْسٌ مُنْفَجَّةٌ: see أَفَجُّ. b2: أَرْضٌ مُنْفَجَّةٌ Ground, or earth, that is cleft [app. with the plough, in a manner not approved: see 1, near the end]. (TA.)

مَحَاذِير

مَحَاذِير
الجذر: ح ذ ر

مثال: تشوب هذه العملية محاذير كثيرة
الرأي: مرفوضة
السبب: لأن ما بدئ بميم زائدة من أسماء الفاعلين والمفعولين يجمع جمعًا سالمًا.

الصواب والرتبة: -تشوب هذه العملية محاذير كثيرة [فصيحة]-تشوب هذه العملية محذورات كثيرة [فصيحة]
التعليق: منع بعض النحويين قياسية جمع ما بدئ بميم زائدة من أسماء الفاعلين والمفعولين جمع تكسير؛ لأن قياسه أن يجمع جمعًا سالمًا. ولكن ورد في كلام القدماء ما يفيد فصاحة هذا الجمع، كما أمكن لبعض الباحثين أن يجمع عشرات من الكلمات التي جاءت مبدوءة بميم زائدة من أسماء الفاعلين والمفعولين، وقد جمعت جمع تكسير. وقد أصدر مجمع اللغة المصري بعد استعراضه لهذه الكلمات قرارًا بقياسية هذا الجمع. وقد ورد الجمع «محاذير» في بعض المعاجم الحديثة كالأساسي والمنجد.

مَجَاميع

مَجَاميع
الجذر: ج م ع

مثال: قَسَّمهم إلى مَجَاميع
الرأي: مرفوضة
السبب: لأن ما بدئ بميم زائدة من أسماء الفاعلين والمفعولين يجمع جمعًا سالمًا.

الصواب والرتبة: -قَسَّمهم إلى مَجَاميع [فصيحة]-قَسَّمهم إلى مَجموعات [فصيحة]
التعليق: منع بعض النحويين قياسية جمع ما بدئ بميم زائدة من أسماء الفاعلين والمفعولين جمع تكسير؛ لأن قياسه أن يجمع جمعًا سالمًا. ولكن ورد في كلام القدماء ما يفيد فصاحة هذا الجمع، كما أمكن لبعض الباحثين أن يجمع عشرات من الكلمات التي جاءت مبدوءة بميم زائدة من أسماء الفاعلين والمفعولين، وقد جمعت جمع تكسير. وقد أصدر مجمع اللغة المصري بعد استعراضه لهذه الكلمات قرارًا بقياسية هذا الجمع، وقد ورد هذا الجمع في بعض المعاجم الحديثة كالأساسي والمنجد.

مَجَاذِيب

مَجَاذِيب
الجذر: ج ذ ب

مثال: هؤلاء رجال مَجَاذِيب
الرأي: مرفوضة
السبب: لأن ما بدئ بميم زائدة من أسماء الفاعلين والمفعولين يجمع جمعًا سالمًا.

الصواب والرتبة: -هؤلاء رجال مَجَاذِيب [فصيحة]-هؤلاء رجال مَجذوبون [فصيحة مهملة]
التعليق: منع بعض النحويين قياسية جمع ما بدئ بميم زائدة من أسماء الفاعلين والمفعولين جمع تكسير؛ لأن قياسه أن يجمع جمعًا سالمًا. ولكن ورد في كلام القدماء ما يفيد فصاحة هذا الجمع، كما أمكن لبعض الباحثين أن يجمع عشرات من الكلمات التي جاءت مبدوءة بميم زائدة من أسماء الفاعلين والمفعولين، وقد جمعت جمع تكسير. وقد أصدر مجمع اللغة المصري بعد استعراضه لهذه الكلمات قرارًا بقياسية هذا الجمع. وقد ورد الجمع «مَجاذيب» في بعض المعاجم الحديثة كالأساسي.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.