Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: أسعد

سندنهور

سندنهور
: (سِنْدَنَهُور، بِكَسْر السِّين وَفتح الدّال وَالنُّون وضمّ الهاءِ: قَرْيَتَانِ بمِصْر) القِبْلِيّة والبَحرِيّة، (كلاهُما بالشَّرْقِيَّة) ، كَذَا فِي قوانين الــأَسعد بن مَمّاتي، وَقد أَهمله الْجَمَاعَة.

نستر

نستر
نَسْتَرُ، كجَعْفَرُ، أَهملَه الجَوْهَرِيّ وَصَاحب اللِّسَان، واستدركَه الصَّاغانِيّ فَقَالَ: هُوَ زاهدٌ فارسيٌّ مَجوسيٌّ كَانَ فِي زَمن كِسرى أَنُو شَروانَ ملِكِ الفُرْس. نَسْتَرُ: رَيْحانٌ، م، أَي معروفٌ كالنَّسْتَرْنِ، بِزِيَادَة النُّون. نَسْتَرُ، كدِرْهَم: صُقْعٌ بالعراق، أَي بسواده كَمَا فِي التكملة، وَفِي مُخْتَصر البُلدان: بِالْكُوفَةِ ذُو قُرىً ومَزارِعَ. ونَسْتَرُو، بِفَتْح فَسُكُون والراءُ مَضْمُومَة، وَفِي كتاب الــأَسعد بن ممَّاتي: بِزِيَادَة الهاءِ بعدَ الْوَاو: جزيرةٌ بَين دِمياط والإسكندريَّة من أَعمال فُوَّةَ والمزاحمتين، يصاد فِيهَا السَمك، وَعَلَيْهِم ضَمانٌ خمسينَ أَلفَ دِينار، وَقيل هِيَ جزيرةٌ ذَات أَسواق فِي بُحَيْرَة مُنْفَرِدَة. ومُنَسْتِيرُ، بضَمِّ الميمِ وَفتح النُّون وسُكون السّين وَكسر التّاء: د، بأَفريقِيَةَ، بَين المَهدِيَّة وسُوسَة، وَهِي خَمْسَة قصورٍ يحيطُ بهَا سُورٌ واحدُ، بَين كلٍّ مِنْهَا مَرحلَة، وَيُقَال إنَّ الَّذِي بنى الْقصر الْكَبِير هَرْثَمَةُ بن أَعْيَنَ، سنة ثَمَانِينَ وَمِائَة، وَله فِي يَوْم عاشوراءَ مَوسمٌ عظيمٌ ومَجمع كبيرٌ، وَهُوَ مَعبَدُ الزُّهَّاد والمُنقطعينَ والمُرابِطين. وَفِي الطَّبقة الثَّانِيَة من الْحصن مَسْجِدٌ لَا يَخْلُو من شيخٍ خَيِّرٍ يكونُ مَدارُ القومِ عَلَيْهِ. وَفِي قِبلَتِه حِصْنٌ فسيحٌ مَزارٌ للنِّساء المُرابِطات، وَبهَا جامعٌ مُتْقَنُ البناءِ وَفِيه غُدُرٌ وحَمّاماتٌ. مُنَسْتِيرُ: د، آخَرُ بأَفريقيَة أَيضاً، ويُعرَف بمُنَسْتيرِ عُثمانَ أَهلُه قومٌ من قُرَيْشٍ من ولَد الرَّبيع بن سُلَيْمانَ، وَهُوَ اخْتَطَّها عِنْد دُخولِه أَفريقية، بَينه وَبَين القَيْرَوانِ ستُّ مَراحلَ، وَهِي قريةٌ كبيرةٌ آهِلَةٌ، بهَا جامعٌ وخَنادِقُ وأَسواقٌ وحَمَّامٌ، وسكَنَتْها عَرَبٌ وبَرْبَرٌ. مُنَسْتِيرُ: ع، شرقيّ الأَندلَسِ، بَين لَقَنْتَ وقَرْطاجَنَّة، ذكره ياقوت. 

سندف

سندف
سَنْدَفَا، بِفَتْحِ الْمُهْمَلَتَيْنَ بَيْنَهُمَا نُونٌ وآخِرُهُ أَلِفٌ، وَقد يُقَال بالصَّادِ أَيضاً، وَقد أَهْمَلَهُ الجَمَاعَةُكُلُّهم، وهما: قَرْيَتَانِ بِمِصْرَ، إحْدَاهُمَا: مِن أَعْمَالِ الْبَهْنَسَا، والأُخْرَى: مِن أَعْمَالِ السَّمَنُّودِيَّةِ، وَهِي بلِصْقِ المَحَلَّةِ الكُبْرَى، وَقد دَخَلْتُ فِي هَذِه، وَقد نُسِبَ إِلَيْهَا عُلَمَاءُ، هَكَذَا ذكَرَهُمَا الــأَسْعَدُ بنُ مَمَّاتِي، وابنُ الجَيْعَانِ فِي القَوَانِينِ.

السّرقة

السّرقة
[في الانكليزية] Theft
[ في الفرنسية] Vol
كالسّرق محركتين بكسر الراء مصدر سرق منه شيئا أي جاء مستترا إلى حرز فأخذ مال غيره. وعند الفقهاء هو نوعان لأنّه إمّا أن يكون ضررها بذي المال أو به وبعامة المسلمين.
فالأول يسمّى السّرقة الصغرى، والثاني السّرقة الكبرى، وهما مشتركان في التعريف وأكثر الشروط. فعرّفهما صاحب مختصر الوقاية بأخذ مكلّف خفية قدر عشرة دراهم مضروبة مملوكا محرزا بلا شبهة بمكان أو حافظ، أي أخذ مكلّف بطريق الظلم كما هو المتبادر من الإضافة، فاحترز بالمكلّف عن غيره، فلا يقطع الصبي والمجنون ولا غيرهما إذا كان معه أحدهما، وإن كان الآخذ الغير. وعند أبي يوسف يقطع الغير. ولا يقطع بأخذ المصحف والكتب وآلات اللهو لاحتمال أن يأخذه للقراءة والنهي عن المنكر، فمن الظن بطلان التعريف منعا. وقوله خفية احتراز عن الأخذ مكابرة فإنّه غصب كما إذا دخل نهارا أو بين العشاءين في دار بابها مفتوح أو ليلا، وكلّ من الصاحب والسارق عالم بالآخر، فلو علم أحدهما لا الآخر قطع كما لو دخل بعد العتمة وأخذ خفية أو مكابرة معه سلاح أو لا، والصاحب عالم به أو لا، ولو كابره نهارا فنقب البيت سرا وأخذ مغالبة لم يقطع. وقوله قدر عشرة دراهم أي بوزن سبعة يوم السرقة والقطع، فلو انتقص عن ذلك يوم القطع لنقصان العين قطع لأنّه مضمون على السارق فكأنه قائم، بخلاف ما انتقص للسّعر فإنّه لا يقطع لأنّه غير مضمون عليه. وعن محمد أنّه يقطع. وذكر الطحاوي أنّ المعتبر يوم الأخذ والمتبادر أن يكون الأخذ بمرة فلو أخرج من الحرز أقل من العشرة ثم دخل فيه وكمل لم يقطع. وقوله مضروبة احتراز عن أخذ تبر وزنه عشرة وقيمته أقل فإنّه حينئذ لا يقطع، فيقوّم بأعز نقد رائج بينهم، ولا يقطع بالشّك ولا بتقويم بعض المقومين. وقوله مملوكا احتراز عن أخذ غير المملوك. وقوله محرزا أي ممنوعا من وصول يد الغير إليه. وقوله بلا شبهة تنازع فيه مملوكا ومحرزا فلا قطع بأخذ الأعمى لجهله بمال غيره ولا بالأخذ من السّيّد والغنيمة وبيت المال.
وقوله بمكان أي بسبب موضع معدّ لحفظ الأموال كالدور والدكاكين والحانات والخيام والصناديق. والمذهب أنّ حرز كلّ شيء معتبر بحرز مثله حتى لا يقطع بأخذ لؤلؤ من اصطبل، بخلاف أخذ الدابة. وقوله حافظ أي بسبب شخص يحفظ فلا قطع بالأخذ عن الصبي والمجنون ولا يأخذ شاة أو بقرة أو غيرها من مرعى معها راع، ولا بأخذ المال من نائم إذا جعله تحت رأسه أو جنبه. أما إذا وضع بين يديه ثم نام ففيه خلاف، كذا في جامع الرموز

وفي الدرر: السرقة لغة أخذ الشيء من الغير خفية أيّ شيء كان. وشرعا أخذ مكلّف أي عاقل بالغ خفية قدر عشرة دراهم مضروبة جيدة محرزا بمكان أو حافظ، فقد زيدت على المعنى اللغوي أوصاف شرعا منها في السارق وهو كونه مكلفا، ومنها في المسروق وهو كونه مالا متقوّما مقدرا، ومنها في المسروق منه وهو كونه حرزا. ثم إنها إمّا صغرى وهي السرقة المشهورة وفيها مسارقة عين المالك أو من يقوم مقامه. وإمّا كبرى وهي قطع الطريق وفيها مسارقة عين الإمام لأنه المتصدي لحفظ الطريق بأعوانه انتهى.
وفي كليات أبي البقاء السرقة أخذ مال معتبر من حرز أجنبي لا شبهة فيه خفية وهو قاصد للحفظ في نومه أو غيبته. والطرّ أخذ مال الغير وهو حاضر يقظان قاصد حفظه وهو يأخذه منه بنوع غفلة وخدع، وفعل كلّ واحد منهما وإن كان شبيها بفعل الآخر، لكنّ اختلاف الاسم يدل على اختلاف المسمّى ظاهرا، فاشتبه الأمر أنّه دخل تحت لفظ السارق حتى يقطع كالسارق أم لا فنظرنا في السرقة فوجدناه جناية، لكن جناية الطرار أقوى لزيادة فعله على فعل السارق، حيث يأخذ من اليقظان فيثبت القطع بالطريق الأولى كثبوت حرمة الضرب بحرمة التأفيف، وهذا يسمّى بالدلالة عند الأصوليين. بخلاف النباش فإنّه يأخذ مالا لا حافظ له من حرز ناقص خفية فيكون فعله أدنى من فعل السارق، فلا يلحق به ولا يقطع عند أبي حنيفة ومحمد، خلافا لأبي يوسف رحمهم الله. وعند الشافعي يقطع يمين السارق بربع دينار حتى سأل الشاعر المعري للإمام محمد رحمه الله:
يد بخمس مئين عسجد فديت ما بالها قطعت بربع دينار فقال محمد في الجواب: [لمّا] كانت أمينة ثمينة فلما خانت هانت كذا في الجرجاني.
وعند الشعراء ويسمّى الأخذ أيضا هو أن ينسب الشاعر شعر الغير أو مضمونه إلى نفسه.
قالوا اتفاق القائلين إن كان في الغرض على العموم كالوصف بالشجاعة أو السخاء أو نحو ذلك فلا يعدّ سرقة ولا استعانة ولا أخذا ونحو ذلك، لتقرره في العقول والعادات. وإن كان اتفاقهم في وجه الدلالة على الغرض كالتشبيه والمجاز والكناية وكذكر هيئات تدلّ على الصفة لاختصاص تلك الهيئات بمن تثبت تلك الصفة له كوصف الجواد بالتهلل عند ورود السائلين، فإن اشترك الناس في معرفته أي معرفة وجه الدلالة على الغرض لاستقراره فيهما أي في العقول والعادة كتشبيه الشجاع بالأسد والجود بالبحر فهو كالأول، أي فالاتفاق في هذا النوع من وجه الدلالة على الغرض كالاتفاق في الغرض العام في أنّه لا يعدّ سرقة ولا أخذا، وإلّا أي وإن لم يشترك الناس في معرفته ولم يصل إليه كل أحد لكونه مما لا ينال إلّا بفكر صائب صادق جاز أن يدعى فيه السبق والزيادة بأن يحكم بين القائلين فيه بالتفاضل، وإنّ أحدهما فيه أكمل من الآخر، وإنّ الثاني زاد على الأول أو نقص عنه. وهذا ضربان خاصي في نفسه غريب لا ينال إلّا بفكر وعامي تصرف فيه بما أخرجه من الابتذال إلى الغرابة كما في التشبيه الغريب الخاصي والمبتذل العامي. وإذا تقرّر هذا فالسّرقة والأخذ نوعان، ظاهر وغير ظاهر. أمّا الظاهر فهو أن يؤخذ المعنى كله إمّا مع اللفظ كله أو بعضه، وإمّا وحده. فإن أخذ اللفظ كله من غير تغيير لنظمه فهو مذموم لأنّه سرقة محضة ويسمّى نسخا وانتحالا، كما حكي أنّ عبد الله بن الزبير دخل على معاوية فأنشد بيتين:
إذا أنت لم تنصف أخاك وجدته على طرف الهجران إن كان يعقل ويركب حدّ السّيف من أن تضيمه إذا لم يكن عن شفرة السّيف مزحل أي إذا لم تعط أخاك النصفة ولم توفّه حقوقه تجده هاجرا لك ومتبدلا بك إن كان به عقل وله معرفة. وأيضا تجده راكبا حدّ السيوف أي ويتحمّل شدائد تؤثر فيه تأثير السّيف مخافة أن يدخل عليه ظلمك أو بدلا من أن تظلمه متى لم يجد عن ركوب حدّ السيف مبعدا ومعدلا.
فقال له معاوية لقد شعرت بعدي يا أبا بكر، أي صرت شاعرا، ولم يفارق عبد الله المجلس حتى دخل معن بن أوس المزني الشاعر فأنشد قصيدته التي أولها:
لعمرك ما أدري وإنّي لأوجل على أيّنا تغدو المنية أول حتى أتمها وفيها هذان البيتان. فأقبل معاوية على عبد الله بن الزبير وقال له: ألم تخبرني أنّهما لك؟ فقال: اللفظ له والمعنى له، وبعد فهو أخي من الرضاعة وأنا أحقّ بشعره فقلته مخبرا عن حاله وحاكيا عن حالي هكذا في المطول وفي معناه أن يبدل بالكلمات كلها أو بعضها ما يرادفها، يعني أنه مذموم وسرقة محضة كما يقال في قول الحطيئة:
دع المكارم لا ترحل لبغيتها واقعد فإنّك أنت الطاعم الكاسي إنّه بدّل الكلمات وأبقى المعاني فقيل:
ذر المآثر لا تذهب لمطلبها واجلس فإنّك أنت الآكل اللابس وإن أخذ اللفظ كلّه مع تغيير نظمه أو أخذ بعض اللفظ لا كله سمّي هذا الأخذ إغارة ومسخا، وهو ثلاثة أقسام: لأنّ الثاني إمّا أن يكون أبلغ من الأول أو دونه أو مثله، فإن كان الثاني أبلغ لاختصاصه بفضيلة فممدوح ومقبول، وإن كان الثاني دونه فمذموم، وإن كان مثله فأبعد من الذمّ، والفضل للأول. وإنّما يكون أبعد من الذمّ إن لم يكن في الثاني دلالة على السرقة كاتفاق الوزن والقافية وإلّا فهو مذموم جدا. مثال الأول قول بشار:
من راقب الناس لم يظفر بحاجته وفاز بالطيّبات الفاتك اللهج أي الشجاع القتال وراقب بمعنى خاف.

وقول سلم:
من راقب الناس مات همّا وفاز باللذة الجسور أي شديد الجرأة فبيت سلم مأخوذ من بيت بشّار إلّا أنّه أجود سبكا وأخصر لفظا.

ومثال الثاني قول أبي تمام:
هيهات لا يأتي الزمان بمثله إنّ الزمان بمثله لبخيل فأخذ منه أبو الطيب المصراع الثاني فقال:
أعدى الزمان سخاؤه فسخا به ولقد يكون به الزمان بخيلا يعني تعلّم الزمان منه السخاء وسرت سخاوته إلى الزمان فأخرجه من العدم إلى الوجود، ولولا سخاؤه الذي استفاد منه لبخل به على الدنيا واستبقاه لنفسه، كذا ذكره ابن جني. وقال ابن فورة: هذا تأويل فاسد لأنّ سخاءه غير موجود قبل وجوده فلا يوصف بالعدوى إلى الزمان وإنّما المراد سخا الزمان بالممدوح عليّ وكان بخيلا به لا يجود به على أحد ومستبقيا لنفسه، فلما أعداه سخاءه أسعدني بضمي إليه وهدايتي له. فالمصراع الثاني مأخوذ من المصراع الثاني لأبي تمام كذا في المطول والمختصر. لكن مصراع أبي تمام أجود سبكا من مصراع أبي الطيّب لأنّ قوله ولقد يكون لم يصب محله إذ المعنى به هاهنا لقد كان أي على المضي. ومثال الثالث قول أبي تمام:
لو حار مرتاد المنية لم تجد إلا الفراق على النفوس دليلا الارتياد الطلب أي المنية الطالبة للنفوس لو تحيّرت في الطريق إلى إهلاكها ولم يمكنها التوصّل إليها لم يكن لها دليل عليها إلّا الفراق فأخذ منه أبو الطيب فقال:
لولا مفارقة الأحباب ما وجدت لها المنايا إلى أرواحنا سبلا وإن أخذ المعنى وحده سمّي ذلك الأخذ سلخا وإلماما، من ألمّ بالمنزل إذا نزل به، فكأنّه نزل من اللفظ إلى المعنى. وهو أيضا ثلاثة أقسام كذلك، أي مثل أقسام الإغارة والمسخ، لأنّ الثاني إمّا أبلغ من الأول أو دونه أو مثله. مثال الأول قول أبي تمام:
هو الصنع إن يعجل فخير وإن يرث فللرّيث في بعض المواضع أنفع ضمير هو عائد إلى حاضر في الذهن وهو مبتدأ وخبره الصنع، والشرطية ابتداء الكلام، يعني أنّ الشيء المعهود هو الإحسان فإن يعجل فهو خير وإن يبطأ فالبطء في بعض الأوقات وبعض المحال يكون أنفع من العجلة. وقول أبي الطيب:
ومن الخير بطء سيبك عني أسرع السّحب في المسير الجهام السيب العطاء والسحب جمع سحاب والجهام هو السحاب الذي لا ماء فيه. يقول وتأخير عطائك عني خير في حقي لأنّه يدل على كثرته كالسحب إنما يسرع منها ما كان جهاما لا ماء فيه، وما كان فيه الماء يكون بطيئا. ففي بيت أبي الطيب زيادة بيان لاشتماله على ضرب المثل فكان أبلغ. ومثال الثاني قول البحتري:
وإذا تألّق في النديّ كلامه المصقول خلت لسانه من عضبه يعني إذا لمع في المجلس كلامه المنقّح حسبت لسانه سيفه القاطع. وقول أبي الطيب:
كأنّ ألسنهم في النطق قد جعلت على رماحهم في الطعن خرصانا جمع خرص بمعنى سنان الرماح يعني أنّ ألسنتهم عند النطق في المضاء والنفاذ تشابه أسنّتهم عند الطعن، فكأنّ ألسنتهم جعلت أسنة رماحهم. فبيت البحتري أبلغ لما في لفظي تألق والمصقول من الاستعارة التخييلية، فإنّ التألّق والصقال من لوازم السيف، وتشبيه كلامه بالسيف استعارة بالكناية، وبيت أبي الطيب خال عنهما. ومثال الثالث قول أبي زياد:
ولم يك أكثر الفتيان مالا ولكن كان أرحبهم ذراعا يعني أن الممدوح ليس أكثر الناس مالا ولكن أوسعهم باعا أي سخي. وقول أشجع:
وليس بأوسعهم في الغنى ولكنّ معروفه أوسع فالبيتان متماثلان هكذا في المطوّل والمختصر.
وأمّا غير الظاهر فمنه أن يتشابه المعنيان أي معنى البيت الأول والثاني كقول جرير:
فلا يمنعك من إرب لحاهم سواء ذو العمامة والخمار أي لا يمنعك من الحاجة كون هؤلاء على صورة الرجال، لأنّ الرجال منهم والنساء في الضعف سواء. وقول أبي الطيب:
ومن في كفه منهم قناة كمن في كفه منهم خضاب ويجوز في تشابه المعنيين أن يكون أحد البيتين نسيبا والآخر مديحا أو هجاء أو افتخارا أو غير ذلك، فإنّ الشاعر الحاذق إذا قصد إلى المعنى المختلس لينظمه احتال في إخفائه فيغير لفظه ويصرفه عن نوعه من النسيب أو المديح أو غير ذلك، وعن وزنه وعن قافيته كقول البحتري:
سلبوا وأشرقت الدماء عليهم محمرّة فكأنّهم لم يسلبوا يعني أنّهم سلبوا عن ثيابهم ثم كانت الدماء المشرقة عليهم بمنزلة الثياب لهم، وقول أبي الطيب:
يبس النجيع عليه وهو مجرّد عن غمده فكأنّما هو مغمد يعني أنّ السيف جرد عن غمده فكأنّ الدم اليابس عليه بمنزلة الغمد له. فنقل أبو الطيب المعنى من القتلى إلى السيف، كذا في المطول والمختصر. ومنه أن يكون معنى الثاني أشمل من معنى الأول كقول جرير:
إذا غضبت عليك بنو تميم وجدت الناس كلهم غضابا وقول أبي نواس:
ليس من الله بمستنكر أن يجمع العالم في واحد فالأول يختص ببعض العالم وهم الناس وهذا يشملهم وغيرهم لأنّ العالم ما سوى الله تعالى مشتقّ من العلم بمعنى العلامة لأنّ كل ما سواه دليل وعلامة على وجوده تعالى. ومنه القلب وهو أن يكون معنى الثاني نقيضا لمعنى الأول كقول أبي الشيص:
أجد الملامة في هواك لذيذة حبّا لذكرك فليلمني اللّوّم وقول أبي الطيب:
أأحبه وأحب فيه ملامة إنّ الملامة فيه من أعدائه الاستفهام للإنكار الراجع إلى القيد الذي هو الحال وهو قوله وأحب فيه ملامة، وما يكون من عدو الحبيب يكون ملعونا مبغوضا لا محبوبا، وهو المراد من قوله إنّ الملامة الخ، فهذا المعنى نقيض لمعنى بيت أبي الشيص، والأحسن في هذا النوع أنّ يبيّن السبب كما في هذين البيتين، إلّا أن يكون ظاهرا. ومنه أن يؤخذ بعض المعنى ويضاف إليه ما يحسنه كقول الأفوه:
وترى الطير على آثارنا رأي عين ثقة أن تمار أي ترى أيها المخاطب الطيور تسير كائنة على آثارنا رؤية مشاهدة لا تخيّل لوثوقها على أن ستطعم من لحوم قتلانا. وقول أبي تمام:
قد ظلّلت عقبان أعلامه ضحى بعقبان طير في الدماء نواهل أقامت مع الرايات حتى كأنّها من الجيش إلّا أنها لم تقاتل أي أنّ تماثيل الطيور المعمولة على رءوس الأعلام قد صارت مظللة وقت الضحى بالطيور العقبان الشوارب في دماء القتلى لأنّه إذا خرج للغزو وتساير العقبان فوق راياته رجاء أن تأكل لحوم القتلى وتشرب دماءهم، فتلقي ظلالها عليها، ثم إذا أقام أقامت الطيور مع راياته وثوقا بأنها تطعم وتشرب حتى يظن أنها من الجيوش، لكنها لم تقاتل. فأخذ أبو تمام بعض معنى قول الأفوه من المصراع الأول لكن زاد عليه زيادات محسّنة بقوله ظللت، وبقوله في الدماء نواهل، وبقوله أقامت مع الرايات إلى آخر البيت، وبإيراد التجنيس بقوله عقبان أعلامه وعقبان طير هكذا في المطول وحواشيه. وأكثر هذه الأنواع المذكورة لغير الظاهر ونحوها مقبولة بل منها ما يخرجه حسن التصرّف من قبيل الاتباع إلى حيز الإبداع. وكلما كان أشد خفاء بحيث لا يعرف أنّ الثاني مأخوذ من الأول إلّا بعد إعمال روية ومزيد تأمل كان أقرب إلى القبول. هذا الذي ذكر كله في الظاهر وغيره من ادعاء سبق أحدهما واتباع الثاني وكونه مقبولا أو مردودا، وتسمية كلّ بالأسامي المذكورة إنّما يكون إذا علم أنّ الثاني أخذ من الأول بأن يعلم أنه كان يحفظ قول الأول حين نظم أو بأن يخبر هو عن نفسه أنّه أخذه منه، وإلّا فلا يحكم بذلك لجواز أن يكون الاتفاق من توارد الخواطر، أي مجيئه على سبيل الاتفاق من غير قصد إلى الأخذ، فإذا لم يعلم الأخذ قيل: قال فلان كذا وقد سبقه إليه فلان بكذا، هذا كله خلاصة ما في المطول. أمّا هاهنا فمن الضّروري معرفة الفرق بين السّرقة وتوارد الخواطر كي لا يختلط أحدهما بالآخر. إذن، فليعلم بأنّ توارد الخواطر هو أن يرد في كلام أحد الشعراء مصراع من الشعر أو مضمون كلام شاعر ما في شعر أو كلام شاعر آخر دون أن يكون ذلك قد خطر على بال قائله بأنّه من كلام شاعر آخر، وذلك كما حصل للشاعر أمير خسرو الدّهلوي الذي توارد خاطره مع بيت للشاعر نظامي كنجوي حيث قال:

ما ترجمته:
يا من أنت موصوف بإكرام العبد فمنك الربوبيّة ومنّا العبوديّة بينما قال النظامي الكنجوي ما ترجمته:
أمران أو عملان بالبهاء والبركة الربوبيّة منك ومنّا العبوديّة وكذلك وقع مثل هذا في ما نظمه الملّا عبد الرحمن الجامي في منظومته يوسف وزليخا، فقد اتفق له توارد الخاطر مع منظومة شيرين وخسرو لمولانا النظامي الگنجوي، كما في البيت التالي للملا الجامي وترجمته:
ليت أمّي لم تلدني ولو أنّي حين ولدت لم يرضعني أحد وقال النظامي ما ترجمته:
يا ليت أمي لم تلدني وليتها إذ ولدتني أطعمتني لكلب ومثال آخر من أقوال الملّا جامي وترجمته:
لقد خلقت المرأة من الجانب الأيسر ولم ير أحد الصدق والاستقامة من اليسار بينما يقول النظامي ما ترجمته:
يقولون إنّ المرأة من الجانب الأيسر برزت ولا يأتي أبدا من اليسار الاستقامة ومن هنا يزعم بعضهم أنّ مولانا الجامي وأمير خسرو الدهلوي قد أغارا على منزل النظامي الگنجوي ونهبوا ما فيه.
والحق أنّه قلما توجد قصة في كتبهما أو بعض أبيات يمكن اعتبارها بشيء من التصحيف أو التغيير من كلام الخواجه نظامي الذي كانت آثاره نصب عين كلّ واحد منهما. فلا عجب إذن أن تتفاعل تلك الآثار في حافظة كلّ منهما. ثم عند ما يكتبون شيئا بدون تعمّد أو قصد تفيض من قرائحهما. وعليه فلا يكون مثل هذا التوارد مذموما.
كما يمكن أيضا أن تكون ثمّة توأمة فكرية لدى هذين الأستاذين، أو ثمّة علاقة روحيّة بينهما. كما أنّه ليس عجيبا أن يكون هذان العلمان الكبيران سواء المتقدّم أو المتأخّر متصلين اتصالا قويّا بالله الذي يفيض عليهما من لدنه؛ فإذن العلوم القديمة سواء بمعانيهما ومضامينهما أو بألفاظهما على سبيل الإلهام وردت على قلوبهم، كما هو حال أكثر الأولياء في عالم الرؤيا، حيث يتلقّون شيئا واحدا ذا مضمون واحد. فلماذا إذن يكون التعجّب من حدوث ذلك في حال اليقظة. وبناء على هذا يكون من سوء الأدب نسبة هؤلاء الأكابر إلى السّرقة، وهو غلط محض، لأنّ السّرقة هي أن يورد الشاعر كلام غيره عن سابق علم وتصميم في ما ينظمه بزيادة أو نقصان أو تبديل في الوزن أو بتبديل بعض الألفاظ. هكذا في مخزن الفوائد.
ومن هذا القبيل ما ورد أنّ بعض الصحابة خاصة سيدنا عمر رضي الله عنه أنّه كان قد قال عدة أمور فوافقه القرآن عليها. والسّبب في ذلك والله أعلم عائد لصفاء عقيدته وقداسة قلبه ونورانية روحه، ففاض عليه من حضرة علام الغيوب كلمات وافقت التنزيل الإلهي. ذلك أنّ القرآن الكريم نزل من اللوح المحفوظ إلى السّماء الدنيا مرّة واحدة، ومن ثمّ نزل منجّما حسب النوازل والمصالح على رسول الله صلّى الله عليه وسلم، كما هو مدوّن في كتاب الإتقان في علوم القرآن للسيوطي.
عن ابن عمر أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: «إنّ الله جعل الحقّ على لسان عمر وقلبه». وعن أنس قال عمر: «وافقت ربي في ثلاث. قلت يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى؟» فنزلت وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى. وقلت يا رسول الله إنّ نساءك يدخل عليهن البرّ والفاجر. فلو أمرتهن أن يحتجبن فنزلت آية الحجاب. واجتمع على رسول الله صلّى الله عليه وسلم نساؤه في الغيرة فقلت لهن عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن فنزلت كذلك». وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن يهوديّا لقي عمر بن الخطاب فقال: «إنّ جبرئيل الذي يذكر صاحبكم عدو لنا فقال عمر: من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإنّ الله عدو للكافرين فنزلت كذلك».
وعن سعيد بن جبير أن سعد بن معاذ لما سمع ما قيل في عائشة رضي الله عنها قال:
سبحانك هذا بهتان عظيم، فنزلت كذلك انتهى من الاتقان.

خَرنق

خَرنق
الخِرْنقُ، كزِبْرِجٍ: الفَتِى من الأَرانِبِ وأَنشدَ اللَّيْثُ: كأنَّ تَحْتِي قَوماً سوذانِقَا وبازِياً يَخْتَطِفُ الخَرانِقَا أَو: وَلَدُه قالَه أَبو زَيْدٍ، وأَنشدَ: لَيِّنَة المَسِّ كمَسِّ الخِرْنِقِ، وقالَ اللَّيْثُ: يكونُ للذَّكَر والأنْثَى، وأنشدَ أَبو حَنِيفَةَ: فبَدِعَتْ أَرْنَبُهُ وخِرْنِقُهْ وغَمَلَ الثعْلَبُ غَمْلاً شِبْرِقُهْ وقالَ الليْثُ: الخِرْنِقُ: مَصْنَعَةُ الماءَ والشَّرْج، والقَرَى، والحافِشَةُ، وهذِه مَسايلُ الماءَ، ومرَّ لَهُ فِي خَرْبَقَ مثلُه. والخِرْنِق: ع وقالَ اللَّيْثُ: اسمُ حَمَّةٍ، وأَنشدَ: بَيْنَ عُنَيْزاتٍ وبَيْنَ الخِرْنِقِ وخِرْنِقُ، غير مَصْروف: اسْم امرأَة شاعِرَة قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: هِيَ خِرْنِقُ بنتُ بَدْرِ بنِ هِفّانَ، من)
بني سَعْدِ بنِ ضُبَيْعَةَ، رَهْطِ الأعْشَى. والخِرْنِقُ: لقب سَعِيدِ بنِ ثابِتِ بن سُوَيْدِ بنِ النعْمانِ الأنْصارِيِّ شاعرٌ، ولجَدِّه سُوَيْد صُحْبَةٌ، قُلْتُ: وَهُوَ سُوْيْدُ بنُ النعْمانِ بن عامِرِ بنِ مَجْدَعَةَ الأوْسِي الحارِثِي، شَهِدَ أَحُداً، وحَدِيثُه فِي صَحيح البُخارِيّ. والخَرانِقُ: جَلَدٌ من الأرْضِ بينَ المَلا وأَجَأ، أَو ماءٌ لبَلْعَنْبَرِ من تَمِيم قالَ الفَرَزْدَقِ:
(فقُلْتُ وَلم أمْلِك أَمال بنَ حَنْظَل ... مَتى كانَ مَشْبُورٌ أَميرَ الخَرانقِ.)
والخَوَرْنَقُ، كفَدَوْكَسٍ: قصرٌ بالعِراق للنعْمانِ الأكْبَرِ الَّذِي يُقال لَهُ: الأَعْوَر، وَهُوَ الَّذِي لَبِسَ المُسُوحَ، وساحَ فِي الأرْضِ، قَالَ عَدِي بنُ زَيدٍ:
(وتَبَينْ رَبَّ الخَوَرْنَقِ إِذ أَشْ ... رَفَ يوْماً وللهدَى تَفْكِيرُ)

(سَرَّه مالُه وكَثْرَةُ مَا يَمْ ... لِكُ والبَحْرُ مُعْرِضاً والسدِيرُ)

(فارْعَوَى قَلْبُه، وقالَ وَمَا غِبْ ... طَة حَي إِلى المَماتِ يَصِيرُ)
وقالَ الأعْشَى يَذْكرُ النعْمانَ:
(ويُجْبى إِليهِ السيْلَحُونَ ودُونَها ... صَرِيفُونَ فِي أنهارِها والخَوَرْنَقُ)
وقالَ عبدُ المَسِيح بنُ بُقَيلَة الغَسّانِيُّ:
(أَبَعْدَ المُنْذرَيْنِ أَرَى سَواماً ... تَرُوحُ إِلَى الخَوَرْنَقِ والسدِيرِ) وَقَالَ المُنَخلُ بنُ الحارثِ اليشكُرِي:
(فإِذا انْتشَيْت فإِنَّنِي ... رَبُّ الخَوَرْنقِ والسدِيرِ)

(وإِذا صَحَوْتُ فإِنَّنِي ... رَبُّ الشوَيْهَةِ والبَعيرِ)
وَفِي اللّبابِ: هَذَا القَصْرُ بحِيرَةِ الكُوفَة، بناه النعْمانُ بنُ امْرِئ القَيسِ ابْن عَمْرِو بنِ عَدِيِّ بنِ نَصْر اللخْميُّ، والنّعمان هُوَ ابنُ الشَّقيقَةِ، وَهِي بنت أَبِي رَبِيعةَ بنِ ذُهْلِ بنِ شَيْبانَ، بناهُ سِنِمّارُ الرومِي، وقِصته مَشْهُورَةٌ، وَهُوَ مُعَرب خورَنْكاه، أَي: مَوْضِع الأكْلِ والشرْبِ. والخَوَرنَقُ: نَهر بالكُوفَةِ. والخَوَرْنَقُ: د، بالمغرِبِ كَذَا فِي التكمِلَة. والخَوَرْنَق: ة ببَلخَ على نصفِ فَرْسَخ مِنْهَا، يُقَال لَهَا: خَبَنك مِنْهَا: أَبُو الفتحَ مُحمدُ بن أبي الحَسَن مُحَمِّدِ بنِ عبْدِ اللهِ بن مُحمَّدِ بن نَصر البِسطامي الخَوَرنقي، سَمع أبَا هرَيرَةَ عبدَ المَلِك بن عَبْد الرَّحمنِ القلانسيَّ، وَأَبا القاسِمِ الخَلِيلِي، وَله إجازَة عَن أَبي عَليّ الحَسَنِ بن عَلِي الوَخْشِي الحافظِ، قَالَ السمْعانِي: سمِعت مِنْهُ الكثيرَ بالخَوَرنَقِ، وأَخوهُ أبُو حَفص عمَر بن مُحَمدِ، رَوَى عَنهُ ابْن السمعانِيِّ أَيضاً، وابنُهَ أَبُو)
القاسمِ أَحمدُ بنُ أَبِي الفَتْح الخوَرنَقِيّ، سَمع أَبَا سَعْدٍ أَسْعَدَ بنَ محَمَّدِ بنِ ظَهِيرٍ البلخِي، سَمِع مِنْهُ ابنُ السمْعانِي خَبَراً ببَلْخَ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: أَرضٌ مُخَرنِقَةٌ: ذاتُ خَرانقَ، كَمَا فِي الصِّحَاح، وَفِي اللِّسانِ: كَثِيرة الخَرانق. وخَرْنَقَتِ النّاقَةُ: إِذا رَأيْتَ الشَّحْمَ فِي جانِبَي سَنامها فِدَراً كالخَرانِقِ. وخِرْنِقُ، والخِرْنِق، جَمِيعًا: اسْم أخْتِ طَرَفَةَ بنِ العَبْدِ.والخَوَرْنَقُ: المَجلس الَّذِي يأكلُ فِيهِ المَلكُ ويَشْرَب. والخَوَرْنَقُ: نبتٌ. وخالِدُ بن خَرَنَّق، كَعمَلَّس: رَأَى عليًّاً، ذَكَره أَبو نُعَيْم فِي تارِيخ أَصْبَهانَ، قَالَ ابنُ نُقْطَة: نقلَه خطّ الخَطِيب. وخِرْنِيقُ بنتُ الحُصَيْنِ الخزاعِيَّة: أَسْلَمَت وبايَعَتْ ورَوَتْ، قالَهُ ابْن سَعيد.

تهذيب النطق والكلام

تهذيب النطق والكلام
للعلامة، سعد الدين: مسعود بن عمر التفتازاني.
المتوفى: سنة 792، اثنتين وتسعين وسبعمائة.
وهو متن، متين.
ألفه: سنة 789، تسع وثمانين وسبعمائة.
أوله: (الحمد لله الذي هدانا سواء الطريق 000 الخ)
وقال: هذه غاية تهذيب الكلام في تحرير المنطق والكلام.
جعله على قسمين:
الأول: في المنطق.
والثاني: في الكلام.
واختصر المقاصد في كلامه، ولما كان منطقه أحسن ما صنف في فنه اشتهر وانتشر في الآفاق.
فأكب عليه المحققون بالدرس والإقراء، فصنفوا له شروحاً منها:
(شرح الفاضل) العلامة جلال الدين محمد بن أسعد الصديقي، الدواني.
المتوفى: سنة 907، سبع وتسعمائة.
وهو شرح بالقول.
مفيد، مشهور.
لكنه لم يتم.
أوله: (تهذيب المنطق والكلام، توشيحه بذكر المفضل المنعام 000 الخ).
ذكر: أنه لم يلتفت إلى ما اشتهر، ولم يجمد على ما ذكر، بل أتى بتحقيقات خلا عنها الزبر المتداولة، وأشار إلى تدقيقات لم يحوها الصحف المتطاولة، مع أنه أملاها بالاستعجال على طريق الارتجال.
وعليه حواش منها:
حاشية الفاضل، الشهير: بمير، أبي الفتح، السعيدي.
المتوفى: سنة 950، خمسين وتسعمائة تقريباً.
كتبها مع تكملة شرح (الجلال).
ووعد في آخره بشرح كلامه.
واعتذر بعدم وصوله إليه السماكي.
أولها: (أما بعد، أحمد الله، مفيض الصور 000 الخ).
وحاشية: أبي الحسن بن أحمد الأبيوردي، الشهير: بدانشمند.
وحاشية: مصلح الدين: محمد بن صلاح اللاري.
المتوفى: سنة 980، ثمانين وتسعمائة (979) تقريباً.
وله شرح على الأصل.
وحاشية: الفاضل: حسين الحسيني، الخلخالي.
المتوفى: في حدود سنة 1030، ثلاثين وألف.
قلت: وذكر تاريخ وفاته في خلاصة الأثر، في سنة: أربعة عشرة بعد الألف. انتهى.
أوله: (نحمدك، يا من نور قلوب العارفين 000 الخ).
ذكر فيه: أنه علقه لولده برهان الدين: محمد، وتم تدوينه في جمادى الآخرة سنة، 1006 ست وألف.
ومن شروح التهذيب:
شرح المحقق، شيخ الإسلام: أحمد بن محمد، الشهير: بحفيد سعد الدين.
المتوفى: سنة 906، ست وتسعمائة تقريباً.
وهو شرح، ممزوج.
أوله: (أحسن ما توشح به صدور المنطق والكلام 000 الخ).
وشرح: نجم بن شهاب، المدعو: بعبد لله.
وهو شرح بالقول.
وشرح مرشد بن الإمام الشيرازي.
أوله: (تهذيب المنطق، بتهذيب الكلام، في توحيد ولي الحمد والإنعام 000 الخ).
ذكر في عنوانه: السلطان: بايزيد بن محمد خان الفاتح.
وشرح: عبيد الله بن فضل الله الخبيصي.
وهو شرح، ممزوج.
ألفه: بعد المطالعة في شرح الشمسية.
وسماه: (التهذيب).
وذكر في خطبته: عبد اللطيف خان.
أوله: (إن أحق ما يتزين بنشره منطق القاص والحاضر 000 الخ).
ذكر: أن التهذيب مشتمل على أكثر مسائل الرسالة الشمسية.
والمحصلون عن فهم مسائله الصعبة في الاضطراب لغاية إيجاز ألفاظه، فشرحه شرحاً وسيطاً.
وشرح زين الدين: عبد الرحمن بن أبي بكر، المعروف: بابن العيني.
المتوفى: سنة ثلاث وتسعين وثمانمائة.
أوله: (الحمد لله الذي خص النوع الإنساني 000 الخ).
وهو شرح، ممزوج.
ذكر فيه: أنه لم ير في بلاد شرح هذا المتن.
وسماه: (جهد المقل).
وشرح المولى، محيي الدين: محمد بن سليمان الكافيجي.
وهو شرح مبسوط: (بقال، أقول).
وشرح الشيخ: محمد بن إبراهيم بن أبي الصفا، تلميذ بن الهمام.
وشرح: هبة الله الحسيني، الشهير: بشاه مير.
وهو شرح ممزوج.
مختصر.
أوله: (غاية تهذيب الكلام، فتح المنطق بحمد المنعام 000 الخ).
وعلى شرح (الجلال) :
رسالة.
لمولانا أحمد القزويني.
كتبها في دمشق.
في رجب سنة 952، اثنتين وخمسين وتسعمائة.
ومنها:
شرح مظفر الدين: علي بن محمد الشيرازي.
المتوفى: سنة 922، اثنتين وعشرين وتسعمائة.

الجهاد

الجهاد
قوبل الدين الجديد بأعنف مظاهر المعارضة، واجتمع أعداؤه يريدون القضاء عليه، ويحاولون بكل ما أوتوا من قوة أن يخنقوه في مهده، وأن يبيدوا فكرته ومبادئه، ولم يقفوا عند حد الجدل اللسانى، أو المعارضة القولية، بل تعدوا ذلك إلى أشد ألوان الإيذاء، فحملوا بقسوة على من اعتنق هذا الدين الجديد، حتى أصبح مقامهم في وطنهم عبئا لا يحتمل، وجحيما لا يطاق، ففروا بدينهم إلى المدينة، وضحوا في سبيل عقيدتهم بأموالهم. وأهليهم، فكان من الطبيعى أن يسمح لمعتنقى هذا الدين الذى اتخذ شعاره: ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (النحل 125). أن يعدوا العدة للدفاع عن أنفسهم، والدفاع عن عقيدتهم، حتى يتدبر الناس أمرها في حرية وأمن، ويتدبروا ما فيها من الحق والصواب، فيعتنقوها عن اقتناع، ويدخلوها مطمئنين، لا يخافون، وقد بين القرآن ذلك في قوله: أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ (الحج 39، 40). وإن أحق ما يعطاه المظلوم من الحقوق الدفاع عن النفس، ليعيش آمنا في سربه، مطمئنّا إلى حياته، لا يخشى أحدا على نفسه ولا عقيدته، والجهاد هو الذى يدفع شرّة العدو، ويحول بينه وبين الاعتداء والتعدى، فَقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا (النساء 84).
وإذا كان للجهاد، هذا الأثر القوى في تأمين الجماعة الناشئة على نفسها وعقيدتها، فلا جرم كان له مكانه الممتاز بين مبادئ هذا الدين وقواعده، حتى إنه لينكر أن يسوى به غيره مما لا يبلغ قدره وقيمته، فيقول: أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيها نَعِيمٌ مُقِيمٌ خالِدِينَ فِيها أَبَداً إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (التوبة 19 - 22).
ويقول: لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِينَ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً (النساء 95).
أرأيت هذا التكرير وما يحمله من معانى التوكيد، مثبتا في النفس فضل الجهاد وقدره وقيمته.
والقرآن يعترف بأن الجهاد فريضة ثقيلة على النفوس، لا تتقبله في يسر، ولا تنقاد إليه في سهولة، فهو يعلم ما لغريزة حب الذات من أثر قوى في حياة الإنسان وتوجيه أفعاله، ولذلك تحدث في صراحة، مقررا موقف النفس الإنسانية، من تلك الفريضة الشاقة، التى يعرض المرء فيها حياته لخطر الموت، وقد طبعت النفوس على بغضه وكراهيته، فقال كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (البقرة 216). ويقرر في صراحة أن نفوس المسلمين قد رغبت في أن تظفر بتجارة المكيين الآئبة من الشام، والتى يستطيعون الاستيلاء عليها من غير أن يريقوا دماءهم في قتال مرير مع القرشيين، إذ يقول: وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّها لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَيَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ (الأنفال 7).
وإذا كانت النفس الإنسانية تجد الجهاد فريضة شاقة، فقد جمع القرآن حولها من المغريات ما يدفع إلى قبولها قبولا حسنا، بل إلى حبها والرغبة فيها.
وإذا كان أول ما يثنى المرء عن الجهاد هو حبه للحياة وبغضه للموت، فقد أكد القرآن مرارا أن هذا الذى يقتل في سبيل الله حىّ عند ربه يرزق، وإن كنا لا نشعر بحياته ولا نحس بها، فقال: وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (آل عمران 169 - 171). وإذا كان من يقتل في سبيل الله حيا يرزق، ويظفر بحياة سعيدة، فرحا بما أنعم الله به عليه، ولا يمسه خوف، ولا يدركه حزن، فلا معنى للإحجام عن الجهاد، حرصا على حياة لا تنقطع بالموت في ميدان القتال، ولا تنتهى بالاستشهاد، بل يستأنف صاحبها حياة أخرى آمنة، خالصة مما يشوب حياة الدنيا من القلق والمخاوف والأحزان.
ويمضى بعدئذ، غارسا في نفوسهم أن الموت قدر مقدور، لا يستطيع المرء تجنبه أو الهرب منه، فلا معنى إذا لتجنب الجهاد الذى لا يدنى الأجل، إذا كان في العمر فسحة، إذ الأجل لا يتقدم ولا يتأخر، فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ (الأعراف 34). فيقول: قُلْ لَنْ يُصِيبَنا إِلَّا ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا هُوَ مَوْلانا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (الأعراف 34). ويقول: يَقُولُونَ لَوْ كانَ لَنا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ما قُتِلْنا هاهُنا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلى مَضاجِعِهِمْ (آل عمران 154). ويرد على أولئك الذين يزعمون الجهاد مجلبة للموت ردّا رفيقا حازما في قوله: وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا قاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتالًا لَاتَّبَعْناكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما يَكْتُمُونَ الَّذِينَ قالُوا لِإِخْوانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطاعُونا ما قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (آل عمران 167، 168). وإذا كان المرء يموت عند انقضاء أجله، فلا معنى كذلك للفرار من ميدان القتال خوفا من الموت إذ لا
شىء يحول بينهم وبينه إن كان أجلهم قد دنا، قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذاً لا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً (الأحزاب 16، 17).
وإذا كانت الدنيا زائلة لا محالة والموت قادما لا ريب فيه، وإذا كان الباقى الدائم هو الدار الآخرة والجهاد وسيلة من وسائل السعادة في هذه الدار- كان العاقل الحازم هو هذا الذى يقبل على الجهاد بنفس راضية، مؤثرا ما يبقى على ما يزول قال سبحانه: فَلْيُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ وَمَنْ يُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً (النساء 74). ويرد على هؤلاء الذين اعترضوا على فرض القتال بقوله: وَقالُوا رَبَّنا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتالَ لَوْلا أَخَّرْتَنا إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتاعُ الدُّنْيا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ (النساء 77، 78).
ويثير فيهم النخوة الإنسانية، وشهامة الرجولة، حينما يمثل لهم واجبهم المقدس إزاء إنقاذ قوم ضعاف يسامون الذل، ويقاسون الظلم، على أيدى قرية ظالم أهلها، فلا يجدون ملجأ يتجهون إليه سوى الله، يرجونه ويطلبون نصرته، أليس هؤلاء الضعاف أجدر الناس بأن يهب من لديهم نخوة لإنقاذهم من أيدى ظالميهم؟ قال سبحانه: وَما لَكُمْ لا تُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُها وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً (النساء 75).
ويمثلهم وأعداءهم معسكرين، أحدهما ينصر الله، وثانيهما ينصر الشيطان، أحدهما يدافع عن الحق، وثانيهما يدافع عن الباطل والغواية، والدفاع عن الحق من عمل الإنسان الكامل، أما الباطل فلا يلبث أن ينهار في سرعة، لأنه هشّ ضعيف، الَّذِينَ آمَنُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقاتِلُوا أَوْلِياءَ الشَّيْطانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطانِ كانَ ضَعِيفاً (النساء 76).
أما جزاء الجهاد فقد أعد الله للمجاهد مغفرة منه ورحمة خيرا مما يتكالب الناس على جمعه في هذه الحياة، وهيأ له جنات تجرى من تحتها الأنهار، فقد عقد معه عقد بيع وشراء، يقاتل في سبيله، فيقتل ويقتل، وله في مقابل ذلك جنة الخلد، ذلك عهد قد أكد الله تحقيقه في قوله: إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (التوبة 111). وأكّد القرآن هذا، وكرره في مواضع عدة، فقال مرة: فَالَّذِينَ هاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ثَواباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ (آل عمران 195). وقال أخرى حاثا على الجهاد مغريا به: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (الصف 10 - 12).
ويشجعهم على تتبع أعدائهم بلا تباطؤ ولا وهن، مبينا لهم أن أعداءهم ليسوا بــأسعد حالا منهم، فهم يتألمون مثلهم ثمّ هم يمتازون عليهم بأن لهم آمالا في الله، ورجاء في ثوابه وجنته، ما ليس لدى أعدائهم، ولذا كانوا أجدر منهم بالصبر، وأحق منهم بالإقدام، فيقول: وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَما تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ ما لا يَرْجُونَ وَكانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (النساء 104).
تلك هى المغريات التى بثها القرآن هنا وهناك، يحث بها على الجهاد، ويوطن النفس على الرغبة فيه والإقبال عليه، وأنت تراها مغريات طبيعية تدفع النفس إلى الإقدام على مواطن الخطر غير هيابة ولا وجلة، مؤمنة بأنه لن يصيبها إلا ما كتب الله لها، فلا الخوف بمنجّ من الردى، ولا الإحجام بمؤخر للأجل، مؤملة خير الآمال في حياة سعيدة قادمة، لا يعكر صوفها خوف ولا حزن.
وإذا كان الله قد حث النفس الإنسانية على الجهاد، وحببه إليها، فقد حذرها من الفرار من ميدان القتال تحذيرا كله رهبة وخوف، وإن الفرار يوم الزحف لجدير أن يظفر بهذا التهديد، لأنه يوهن القوى، ويفت في العضد، ويسلم إلى الانحدار، والهزيمة، فلا غرابة أن نسمع هذا الزجر العنيف في قوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبارَ وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (الأنفال 15، 16).
ويشير القرآن إلى أن الإعداد للحرب وسيلة من وسائل تجنّبها، وهو من أجل ذلك يحث على إعداد العدة واتخاذ الأهبة، حتى يرهب العدو ويحذر، فيكون ذلك مدعاة إلى العيش في أمن وسلام، ويدعو القرآن إلى البذل في سبيل هذا الإعداد، حتى ليتكفل بوفاء النفقة لمن أنفق من غير ظلم ولا إجحاف به، والقرآن بتقرير هذا المبدأ عليم بالنفس الإنسانية التى يردعها الخوف فيثنيها عن الاعتداء، قال سبحانه: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَما تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (الأنفال 60).
وبهذه القوة التى أمرنا القرآن بإعدادها نرهب العدو، ونستطيع القضاء عليه، إذا هو حاول الهجوم، أو نقض عهدا كان قد أبرمه معنا، وبها نقلّم أظافره، فلا نغتر بما قد يبديه من خضوع، يخفى وراءه رغبة في الانقضاض إن واتته الفرصة، أو وجد عندنا غفلة، وبهذه القوة يشعر العدو بخشونة ملمسنا، وأننا لسنا لقمة سائغة الازدراء،
فالقتال مباح حتى يأمن سرب الجماعة، ويهدأ بالها، فلا تخشى هجوما ولا مباغتة، ولكن من غير أن تحملنا القوة على الزّهو فنعتدى، وبهذه القوة نقابل الاعتداء بمثله، من غير أن نظهر وهنا ولا استكانة يظنها العدو ضعفا، وبها نقضى على أسباب الفتنة، حتى تصبح حرّيّة العبادة مكفولة، وحرية العقيدة، موطدة الأركان، واستمع إلى هذه المبادئ القوية مصوغة في أسلوب قوى في قوله: وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلا تُقاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ حَتَّى يُقاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذلِكَ جَزاءُ الْكافِرِينَ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ (البقرة 190 - 193).
وإِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ الَّذِينَ عاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لا يَتَّقُونَ فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (الأنفال 55 - 57)، وكَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ فَمَا اسْتَقامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْواهِهِمْ وَتَأْبى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فاسِقُونَ اشْتَرَوْا بِآياتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلًا فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلا ذِمَّةً وَأُولئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ أَلا تُقاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْراجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَؤُكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (التوبة 7 - 15). يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (التوبة 123). فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ (محمد 35).
ولم يدع القرآن بابا لتقوية الروح المعنوية لدى المسلمين إلا سلكه، ففضلا عن المغريات التى أسلفنا الحديث عنها، يؤكد لهم مرارا أن الله معهم، وأنه وعد من ينصره بالنصر المؤزر، ويطمئنهم بأنه يمدهم بالملائكة يساعدونهم ويشدون عضدهم، ويخبرهم بأنه ينزل السكينة على قلوبهم، والأمن على أفئدتهم، ويربط على قلوبهم ويثبت أقدامهم، وهو يعلم ما للإيمان الصادق، وما للروح المعنوية القوية من أثر بالغ في صدق الدفاع والنصر، ولهذا جعل المؤمن الصابر الصادق يساوى فى المعركة عشرة رجال، ثم رأى أن هذا الجندى المثالى قليل الوجود، فجعل المؤمن الواحد يساوى اثنين، فللقوة المعنوية أثرها الذى لا ينكر في ميدان القتال، واستمع إليه يقول: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (الأنفال 65).
ويقرر القرآن ما للرعب الذى يلقيه في قلوب أعدائهم من الأثر فيما يلحقهم من الهزائم، وفي كل ذلك تثبيت لقلوب المؤمنين، وتقوية لروحهم المعنوية.
هذا، ومن أهم ما عنى به القرآن وهو يصف القتال الناجح- وصفه المقاتلين يتقدمون إلى العدو في صفوف ملتحمة متجمعة، لا ثغرة للعدو ينفذ منها، ولا جبان بين الصفوف يتقدم في خوف ووهن، وذلك حين يقول: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ (الصف 4). وفي كلمة البنيان والرصّ ما يصور لك صفوف المجاهدين يتقدمون في قوة وحزم، يملأ قلوبهم الإيمان، ويحدوهم اليقين.
كما عنى بالحديث عن الجند الخائن، وأن الخير في تطهير الجيش منهم، فهم آفة يبثون الضعف، ويبذرون بذور الوهن في النفس، ويقودون الجيش إلى الانهيار والهزيمة، وقد أطال القرآن في وصف هؤلاء الجند وتهديدهم وتحذير الرسول من صحبتهم، فقال مرة: وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيداً وَلَئِنْ أَصابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً (النساء 72، 73). ويصفهم مهددا منذرا فى قوله: فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجاهِدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقالُوا لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كانُوا يَفْقَهُونَ فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيراً جَزاءً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلى طائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَداً وَلَنْ تُقاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخالِفِينَ وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَماتُوا وَهُمْ فاسِقُونَ وَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَأَوْلادُهُمْ إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الدُّنْيا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كافِرُونَ وَإِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا بِاللَّهِ وَجاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُولُوا الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقالُوا ذَرْنا نَكُنْ مَعَ الْقاعِدِينَ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ وَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ (التوبة 81 - 87). ويبين أن الخير في عدم استصحابهم، فيقول: لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ ما زادُوكُمْ إِلَّا خَبالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (المائدة 47). وهذه النذر القوية تؤذن بما للجهاد من أثر في صيانة الدين، والتمكين له في الأرض.
الجهاد:
[في الانكليزية] Effort ،holywar ،struggle against the desires
[ في الفرنسية] Effort ،guerre sainte ،lutte contre les desirs
بالكسر في اللغة بذل ما في الوسع من القول والفعل كما قال ابن الأثير. وفي الشريعة قتال الكفار ونحوه من ضربهم ونهب أموالهم وهدم معابدهم وكسر أصنامهم وغيرها كذا في جامع الرموز. ومثله في فتح القدير حيث قال:
الجهاد غلب في عرف الشرع على جهاد الكفار وهو دعوتهم إلى الدين الحق وقتالهم إن لم يقبلوا، وهو في اللغة أعمّ من هذا انتهى.
والسّير أشمل من الجهاد كما في البرجندي.
وعند الصوفية هو الجهاد الأصغر. والجهاد الأكبر عندهم هو المجاهدة مع النفس الأمّارة كذا في كشف اللغات.

ثَبت

(ثَبت) الشَّيْء أثْبته وَفُلَانًا مكنه من الثَّبَات عِنْد الشدَّة وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {يثبت الله الَّذين آمنُوا بالْقَوْل الثَّابِت}
(ثَبت)
ثباتا وثبوتا اسْتَقر وَيُقَال ثَبت بِالْمَكَانِ أَقَامَ وَالْأَمر صَحَّ وَتحقّق

(ثَبت) ثباتة وثبوتة صَار ذَا حزم ورزانة يُقَال فلَان ثَابت الْقلب وثابت الْقدَم فَهُوَ ثَبت وثبيت
ثَبت
: (ثَبَتَ) الشَّيْءُ، يَثْبُتُ، (ثَبَاتاً) بِالْفَتْح، (وثُبُوتاً) بالضمّ، (فَهُوَ ثابِتٌ، وثَبِيتٌ، وثَبْتٌ) بِفَتْح فَسُكُون. شيءٌ ثَبْتٌ: أَي ثابِتٌ. (وأَثْبَتَه) هُوَ، (وثَبَّتَه) ، بِمَعْنى. ويُقال: ثَبَتَ فلانٌ فِي المكانِ، يَثْبُتُ، ثُبُوتاً: إِذا أَقامَ بِهِ، فَهُوَ ثابِتٌ.
(والثَّبِيتُ) ، كأَمِيرٍ: (الفارِسُ الشُّجَاعُ) الصّادِقُ الحَمْلَةِ، (كالثَّبْتِ) بفتحٍ فَسُكُون.
(وَقد ثَبُتَ) الرَّجُلُ (ككَرُمَ، ثَبَاتَةً) كَكَرَامَةٍ، (وثُبُوتَةً) بالضَّمّ: أَي صارَ ثَبِيتاً.
(و) الثَّبِيتُ، أَيضاً: (الثّابِتُ) العقلِ. قَالَ العَجاج:
ثَبْتٌ إِذا مَا صِيحَ بالقَوْم وَقَرْ
والثّبِيتُ: الثّابتُ القُوَّةِ و (العَقْلِ) ، قَالَ طَرَفةُ:
الهَبِيتُ لَا فُؤادَ لَه
والثَّبِيتُ قَلْبُهُ قِيَمُهْ هَكَذَا أَنشدَه فِي الصَّحاح، وَالَّذِي بخطِّ الأَزهريّ هاكذا:
فالهبِيتُ لَا فُؤادَ لَهُ
والثَّبِيتُ قَلْبُهُ فَهمُه
ورجُلٌ ثَبْتُ الجَنَانِ من رِجالٍ ثُبَّتٍ، وثبْتُ القَدَمِ: لم يَزِلَّ فِي خِصامٍ أَو قِتال. وفارِس ثَبْتٌ، ورجلٌ ثَبْتٌ وثَبِيتٌ: عَاقل مُتَمَاسِكٌ، أَو قليلُ السَّقَط، كَذَا فِي الأَساس. وَفِي اللِّسان: رجل ثَبْتُ الغَدَرِ إِذا كَانَ ثَابتا فِي قِتالٍ أَو كَلَام؛ وَفِي الصَّحاح: إِذا كَانَ لِسانُهُ لَا يزِلُّ عِنْد الخُصُومات.
(و) الثَّبْتُ (مِنَ الخَيْلِ: الثَّقِفُ فِي عَدْوِهِ) ، أَي: جَرْيِهِ، (كالثَّبِيتِ) أَيضاً.
(والثِّبَاتُ، بِالْكَسْرِ: شِبَامُ البُرْقُعِ) ، وَهُوَ خُيُوطُه. (و) الثِّبَاتُ: (سَيْرٌ يُشَدُّ بِهِ الرَّحْلُ) ، وجَمْعُه: أَثْبِتَةٌ.
(والمُثْبَتُ، كمُكْرَمٍ: الرَّحْلُ المَشْدُودُ بِهِ) ، أَي: بالسَّيْر؛ قَالَ الأَعْشَى:
زيَّافَة بالرَّحْلِ خَطَّارَة
تُلْوِي بِشَرْخَيْ مُثْبَتٍ قاتِرِ
وَفِي حديثِ مَشُورةِ قُرَيْشٍ فِي أَمر النَّبيّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ بعضُهم: إِذا أَصْبَحَ فأَثْبِتُوهُ بالوَثَاق.
(و) المُثْبَتُ: (مَنْ لَا حَرَاكَ بِهِ من المَرَضِ) ، يُقَال: أُثْبِتَ فلانٌ، فَهُوَ مُثْبَتٌ: إِذا اشتَدّت بِهِ عِلَّتُه، وَهُوَ مَجاز (و) كَذَا المُثْبِتُ، (بِكَسْرِ الباءِ) وَهُوَ (الّذِي ثَقُلَ) من الكِبَرِ وغيرِه، (فَلمْ يَبْرَحِ الفِرَاشَ، و) مِنْهُ قولُهم: بِهِ (داءٌ ثُباتٌ، بالضَّمِّ) ، أَي: (مُعجِزٌ عَن الحَرَكةِ) ، أَي: يُثْبِتُ الإِنسانَ حتّى لَا يَتحرّكَ.
(و) من الْمجَاز أَيضاً: (ثَابَتَه) مُثابَتَةً، (وأَثْبَتَه) إِثْباتاً: إِذا (عرَفَهُ حقَّ المَعْرِفَةِ) . وأَثبتَ الشَّيْءَ مَعْرِفَةً: قَتَله علْماً. ونَظَرْتُ إِليه، فَمَا أَثْبتُّهُ ببَصرِي.
(وإِثْبِيتُ) ، بِالْكَسْرِ (كإِزْمِيلٍ) : اسْم (أَرْضٍ، أَو مَاء لِبَنِي يَرْبُوعِ) بْنِ حَنْظَلَةَ، ثمّ لبني المُحِلّ مِنْهُم، قَالَه نَصْر، وأَنشد للرَّاعِي:
نَثَرْنَا عَلَيْهِم يَوْمَا إِثْبِيتَ بَعْدَما
شَفَيْنَا الغَلِيلَ بالرِّمَاحِ البَوَاتِر
(أَو) هُوَ ماءٌ (لِبَنِي المُحِلِّ بنِ جَعْفَرٍ) بأَود، كَذَا رُوِيَ عَن السُّكَّرِيّ فِي شرح قَول جَريرٍ:
أَتَعْرِفُ أَمْ أَنْكَرْتَ أَطْلالَ دِمْنَةٍ
بإِثْبِيتَ فالجَوْنَيْنِ بالٍ جَدِيدُهَا
وَفِي اللّسان: أَرضٌ، أَو موضعٌ، أَو جَبلٌ وَقَالَ الرّاعِي:
تُلاعِبُ أَولادَ المَها بِكُرَاتها
بِإِثْبِيتَ فالجَرْعَاءِ ذاتِ الأَباتِر
(وثابِتٌ، وثَبِيتٌ: اسمانِ) ، ويُصَغَّرُ ثابتٌ من الأَسماء ثُبَيْتاً. فأَمّا ثابتٌ، إِذا أَردتَ بِهِ نَعْتَ شَيْءٍ، فتصغيرُه ثُوَيْبت.
(و) أَبو نَصْرٍ (أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ ابنِ أَحْمَدَ) بْن ثَابت البُخَارِيُّ (الثَّابِتِيّ، نِسْبة إِلى جَدِّ والدِه ثابتٍ) الْمَذْكُور (فَقِيهٌ) شافِعِيٌّ من أَهْل بُخَارَى سكنَ بغدادَ، وحدَّثَ بهَا عَن أَبي الْقَاسِم بن حبابةَ، وتَفَقَّه على أَبِي حَامِد الأَسْفَرَايِينيّ، وأَفْتَى، وَكَانَ لَهُ حَلْقَةً بِجَامِع الْمَنْصُور، وتُوُفِّيَ فِي رَجَب سنة 449.
وممّا بَقِيَ عَلَيْهِ ذِكْرُهُ:
الإِمام أَبو بكر أَحْمَدُ بْن عليّ بنِ ثابتِ بنِ أَحمدَ بنِ مَهْدِيّ بنِ ثابِتٍ الْحَافِظ، صَاحب التّصانيف الْمَشْهُورَة، تُوفِّيَ ببغدادَ فِي شَوّال سنة 463.
وأَبو سَعْدِ أَسْعدُ بنُ مُحَمَّدِ بْن أَحمدَ بْنِ أَبِي سعدِ بْن عليِّ الثَّابِتِيّ؛ قيل: إِنّه من أَولاد زَيْدِ بْن ثابتٍ الأَنصاريّ من أَهل بَنْجْدِيه، تَفقَّه على مَذْهَب الشافعِيّ، وروى عَن أَبي سعيد البَغَوِيّ، وتُوفِّي سنَة 545 بهَا.
وقَرِيبُه أَبو الفَتح محمّد بن عبد الرّحمن بْنِ أَحمَد الثّابِتيّ، صُوفِيٌّ سَمِعَ الكثيرَ، قُتِل سنة 548 بدُولابِ الخازنِ بمَرْوَ.
وأَبو طاهرٍ محمّد بنُ عليّ بنِ أَحمدَ بْنِ الحُسين، الثّابتيّ من ولد ثابتِ بن قَيس بن شَمّاس الأَنصارِيِّ، بغدادِيٌّ صالِحٌ، عَن عبد الْكَرِيم بن الحُسين بن رزبة، وتوفِّيَ فِي سنة 536.
وَعبد الرَّحْمان بنُ محمَّد بن ثَابت بن أَحمدَ الثّابتيِّ الخَرْقيّ أَبو الْقَاسِم، الْمَعْرُوف بمُفْتِي الحَرَمَيْنِ، روى عَن أَبي مُحَمَّدٍ عبدِ اللَّهِ بنِ أَحمدَ وغيرِه، وَعنهُ أَبو بَكْرٍ البَشّارِيّ، وَمَات سنة 495.
(وأَبُو ثُبَيْت، كزُبَيْرٍ: يَزِيدُ بنُ مُسْهِرٍ) ، من بَني هَمّام بن مُرَّةَ، ذكرَه الأَعشى فِي شعره.
(وأَبُو ثُبَيْتٍ الجَمّازِيُّ) شيخٌ لعبد الحميد بن جَعْفَر.
(وثُبَيْتُ بنُ كَثِيرٍ) ، عَن يَحْيَى بنِ سَعِيدٍ الأَنصاريّ، وَعنهُ يَحْيَى بنُ حمزَةَ.
(وهانِىءُ بنُ ثُبَيْتٍ) الحَضْرَمِيُّ، عَن ابْن عَبَّاسٍ.
(وعُقْبَةُ بْن أَبي ثُبَيْتٍ) الْبَصْرِيّ شَيخٌ لِشُعْبَةَ.
(مُحَدِّثون) .
(و) من المَجَاز: أُثْبِتَ فلانٌ، فَهُوَ مُثْبَتٌ، إِذا اشتَدَّتْ بِهِ عِلَّتُه، أَو أَثْبَتَتْهُ جِراحُه فَلم يَتحرَّكْ.
و (قَوْلُهُ تَعَالَى) وعزَّ ( {لِيُثْبِتُوكَ} (الْأَنْفَال: 30) ، أَي: لِيَجْرَحُوك جِراحةً لَا تَقوم مَعها، أَو ليَحْبِسوك) ، وَهُوَ أَيضاً مجازٌ. وَفِي حديثِ أَبي قَتَادَةَ: (فَطَعَنْتُه، فَأَثْبَتُّه) ، أَي: حَبَسْتُهُ وجَعلتُه ثَابتا فِي مَكانِه لَا يُفارِقُه، وَمِنْه أَيضاً: ضَرَبوه حَتَّى أَثْبتُوه، أَي: أَثْخَنوه.
(و) وجَدْتُه من (الأَثْباتِ) والأَعْلام (الثِّقاتِ) ، وَهُوَ ثَبَتٌ من الأَثْباتِ: إِذا كَانَ حُجَّةً، لثِفَتِه فِي رِوايته، وَهُوَ جمع ثَبَتٍ، محرَّكة، وَهُوَ الأَقيسُ. وَقد يُسكَّن وَسَطُه.
وَفِي المِصْباح: رجلٌ ثَبْتٌ: مُتَثَبِّتٌ فِي أُمُورِه. وثَبْتُ الجَنَانِ: ثابتُ القلْبِ، والاسمُ ثَبَتٌ بِفتْحَتَيْنِ. وقيلَ للحُجَّةِ: ثَبَتٌ، بِفتْحَتَيْنِ، إِذا كَانَ عدْلاً ضابطاً، والجمعُ الأَثبات، كسَبَبٍ وأَسباب.
وَفِي اللِّسان: ورجُلٌ لَهُ ثَبْتٌ عِنْد الحَمْلَة، بالتحرِيك، أَي: ثَباتٌ. وتقولُ أَيضاً: لَا أَحْكُم بِكَذَا إِلاَّ بِثَبَتٍ، أَي: بحُجَّةِ. وَفِي حديثِ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ: (بغَيرِ بيِّنَةٍ، وَلَا ثَبَت) . وَفِي حَدِيث صَومِ يومِ الشكِّ: (ثُمَّ جاءَ الثَّبَتُ أَنَّهُ من رَمَضَان) الثَّبَتُ، بالتَّحريك: الحُجَّةُ والبَيِّنَة.
(و) تَثَبَّتَ فِي الأَمْرِ والرَّأْيِ، و (اسْتَثْبَتَ) : إِذا (تَأَتَّى) فِيهِ، وَلم يَعْجَلْ.
واستَثْبَتَ فِي أَمرِه: إِذا شاوَرَ، وفَحَصَ عَنهُ.
(وثُبيْتَة، كجُهيْنَةَ: بِنْت الضَّحَّاكِ، أَو هِيَ) نُبَيْتَة (بالنُّون) ، لَهَا إِدراكٌ.
(و) ثُبَيْتَة (بِنْتُ يَعَارٍ) الأَنصارِيَّةُ، وَبنت النُّعْمان، بايعتْ، قَالَه ابنُ سعد؛ (صَحابِيَّتان) .
وثُبَيْتَةُ بنتُ الرَّبِيع بن عمْرٍ والأَنصاريَّة؛ وثُبَيْتَةُ بنتُ سَلِيط، ذكرهمَا ابنُ حبِيب.
(و) ثُبَيْتَةُ (بِنْتُ حَنْظَلَةَ الأَسْلَمِيَّةُ، تابعيّةٌ) رَوَتْ عَن أُمِّها، قَالَه الحافظُ.
ومِمّا يُستدرَكُ عَلَيْهِ: يُقال للجَرادِ، إِذا رَزَّ أَذْنابَهُ لِيَبِيضَ: ثَبَتَ، وأَثبَتَ.
وأَثبتَهُ السُّقْمُ: إِذا لم يُفارِقْه.
وثَبَّتَه عَن الأَمرِ: كَثَبَّطَه.
وطَعَنَهُ، فأَثبتَ فِيهِ الرُّمْحَ: أَي أَنفَذَه.
وأَثْبَتَ حُجَّتَهُ: أَقامَها وأَوْضَحَها.
وقولٌ ثابتٌ: صحيحٌ. وَفِي التَّنْزيل الْعَزِيز: {يُثَبّتُ اللَّهُ الَّذِينَ ءامَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} (إِبْرَاهِيم: 27) ، وكلُّه من الثَّباتِ.
والثَّبَتُ، محرَّكَةً: الفِهْرِسُ الّذِي يَجمع فِيهِ المُحدِّثُ مَرْوِيَّاتِه وأَشياخَه، كأَنّه أُخِذَ من الحُجَّة؛ لأَن أَسانيدَه وشُيُوخَه حُجَّةٌ لَهُ، وَقد ذكَره كثيرٌ من المُحَدِّثينَ. وَقيل: إِنَّه من اصطلاحاتِ المُحَدِّثينَ، ويُمْكِنُ تَخريجُه على المَجَاز.
وأَبو إِسحاقَ إِبراهيمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ ثَبَاتٍ، كسَحَاب، الأَندَلُسيُّ الفَقِيهُ، سَمِعَ أَبا عَلِيَ الغَسّانِيَّ، وَعنهُ أَبو عبدِ اللَّهِ بْن أَبي الخِصال.
وَمن الْمجَاز: أَثْبَتَ اسْمَهُ فِي الدِّيوانِ: كتَبَه.
وثَبَتَ لِبْدُك: دعاءٌ بدَوَامِ الأَمْرِ. وهاذان من الأَساس.

ودم

ودم
(} وَدْمٌ، بِالْفَتْح) أهمله الْجَوْهَرِي وَالْجَمَاعَة، وذِكْرُ الفَتْحِ مُستدركٌ، وَهُوَ (عَلَمٌ، و) وَدْمٌ: (بطنٌ، من كَلْبٍ، فِي تَغْلِبِ، وجُشَمُ بن وَدْمِ بن) ذُبيانَ بن هُمَيْم بن ذُهْلِ بن هُنَّي بن (بَلِيٍّ، فِي قُضاعَةَ) فِي نسب أسعد بن عَطِيَّة، أحد الصَّحابة الَّذين شهدُوا فتحَ مِصْرَ، نَقله: الْحَافِظ. وَمِنْهُم: بَنو العجلانِ بن حَارِثَة ابْن ضَبْعَةَ بن حرَام بن جُعَلِ بن عَمْرو ابْن جُشَمَ بن وَدْمٍ، الْمَذْكُور.

حُلْو

حُلْو
من (ح ل و) نقيض المر، والحلال والرجل الذي لا ريبة فيه ومن يستخفه الناس ويستحلونه وتستحليه العين.
حُلْو
: (و {الحُلْوُ بالضمِّ: ضِدُّ المُرِّ) .
} والحَلاوَةُ: ضِدُّ المَرارَةِ.
( {حَلِيَ) الشَّيءُ، (كرَضِيَ ودَعا وسَرُوَ،} حَلاوَةً {وحَلْواً) ، بالفتْحِ، (} وحُلْواناً، بالضَّمِّ،! واحْلَوْلَى) ، وَهَذَا البِناءُ للمُبالغَةِ فِي الأمْرِ. ( {وحَلِيَ الشَّيءَ، كرَضِيَ،} واسْتَحْلاهُ {وتَحَلاَّهُ} واحْلَولاهُ بِمَعْنًى) واحِدٍ؛ شاهِدٌ تَحَلاَّهُ قوْلُ ذِي الرُّمَّة:
فلمَّا {تحَلَّى قرْعَها القاعَ سَمْعُه

وبانَ لَهُ وَسْطَ الأَشاءِ انْغِلالُهايعْنِي أنَّ الصائِدَ فِي القُتْرَةِ إِذا سَمِعَ وَطْءَ الحميرِ فعَلِمَ أنَّه وطْؤُها فَرِحَ بِهِ وتحلَّى سَمْعُه ذلكَ.
وشاهِدُ} احْلَوْلاهُ قَوْلُ الشاعِرِ:
فَلَو كنتَ تُعْطي حِين تُسْأَلُ سامحَتْ
لَك النَّفْسُ {واحْلَوْلاكَ كلُّ خليلِ قالَ الجَوهريُّ: وجَعَلَ حميدُ بنُ ثَوْرٍ} احْلَوْلَى مُتعدِّياً فقالَ:
فلمَّا أَتَى عامانِ بعدَ انْفِصالِه
عَن الضَّرْعِ {واحْلَوْلَى دِماثاً يَرُودُهاقالَ: وَلم يَجِىءْ افْعَوْعَلَ مُتعدِّياً إلاَّ فِي هَذَا الحَرْفِ وحَرْف آخَر وَهُوَ اعْرَوْرَيْت الفَرَس.
قالَ ابنُ بَرِّي: ومثْلُه قَوْلُ قَيْسِ بنِ الخطيمِ:
أَمَرُّ على الباغِي ويَغْلُظُ جَانِبي
وَذُو القَصْدِ} واحْلَوْلى لَهُ وأَلِينُ (وقولٌ حَلِيٌّ، كغَنِيَ: يَحْلَوْلِي فِي الفَم) ؛ قالَ كثيِّرُ عزَّةً:
نُجِدُّ لكَ القَوْلَ الحَلِيَّ ونَمْتَطِي
إلَيْكَ بَنَاتِ الصَّيْعَرِيِّ وشَدْقَمِ (وحَلِيَ بعَيْنِي وقَلْبي، كرَضِيَ) ، {يَحْلَى، (و) } حَلاَ مثْلُ (دَعا) ، {يَحْلُو (} حَلاوَةً {وحُلْواناً) ، بالضمِّ: إِذا أَعْجَبَكَ.
(أَو حَلاَ) الشَّيءُ (فِي الفَمِ) يَحْلو حلاوة (وحَلِيَ بالعَيْنِ) ، كَرَضِيَ، إلاَّ أنَّهم يقُولونَ: هُوَ} حُلْوٌ فِي المَعْنَيَيْن؛ وقالَ قوْمٌ مِن أهْلِ اللغَةِ: ليسَ حَلِيَ مِن حَلاَ فِي شيءٍ، هَذِه لُغَةٌ على حِدَتها كأَنَّها مُشْتقَّةٌ من الحَلْي المَلْبوسِ لأنَّه حَسُن فِي عَيْنِك كحُسْن الحَلْيِ، وَهَذَا ليسَ بقوِيَ وَلَا مَرْضيّ.
قالَ الليْثُ: وقالَ بعضُهم حَلاَ فِي عَيْني {وحَلاَ فِي فمِي وَهُوَ يَحْلُو} حَلْواً، وحَلِيَ بصَدْرِي وَهُوَ {يَحْلَى} حُلْواناً.
وقالَ الأصْمعيُّ: حَلاَ فِي صْدرِي يَحْلا وحَلاَ فِي فمِي يَحْلُو.
(وَكَذَا حَلِيَ مِنْهُ بخَيْرٍ {وحَلاَ) ، كرَضِيَ ودَعَا، (أَصَابَ مِنْهُ خَيْراً.
(وحَلاَ الشَّيءَ} وحَلاَّهُ {تَحْلِيةً: جَعَلَهُ} حُلْواً) ، أَي ذَا {حَلاوَةٍ؛ (وهَمْزُهُ غيرُ قياسٍ) .
قالَ الليْثُ: وَهُوَ غَلَظٌ، مِنْهُم يقُولُونَ: حَلأْتُ السَّوِيقَ.
وقالَ الفرَّاءُ: تَوَهَّمَتِ العَرَبُ فِيهِ الهَمْز لمَّا رَأَوْا قَوْله حَلأْتُه عَن الماءِ أَي مَنَعْتُه، مَهْموزاً، وَقد تقدَّمَ البَحْثُ فِيهِ رثأ، وَفِي حلأ وَفِي دَرأ.
(} وحُلْوُ الرِّجالِ) ، بالضَّمِّ: (مَنْ يُسْتَخَفُّ {ويُسْتَحْلَى) فِي العَيْنِ: أَنْشَدَ اللحْيانيُّ:
وإِنِّي} لَحُلْوٌ تَعْتَرِيني مَرَارَةٌ
وإنِّي لصَعْبُ الرأْسِ غيرُ ذَلُولِ (ج {حُلْوُونَ) ، وَلَا يُكْسَرُ، (وَهِي} حُلْوَةٌ) ، نسِي هُنَا قاعِدَتَه، (ج {حُلْواتٌ) وَلَا يُكْسَر أَيْضاً.
(ورجُلٌ} حَلُوٌّ، كعَدُوَ) : أَي (حُلْوٌ) ؛ حكَاهُ ابنُ الأَعْرابيِّ.
وَلم يَحْكِه يَعْقوبُ فِي الأشياءِ الَّتِي زَعَمَ أنَّه حَصَرَها كَحَسُوَ وفَسُوَ.
( {وحُلْوَةُ، بالضَّمِّ: فرَسُ) عبيدِ بنِ معاويَةَ.
(} والحَلْواءُ) ، بالمدِّ كَمَا جَزَمَ بِهِ الفرَّاء، وقالَ: إنَّها تُكْتَبُ بالألِفِ كالكَلِمِ المَمْدودَةِ؛ (ويُقْصَرُ) ، نقلَ ذلِكَ عَن الأصْمعيّ، وقالَ: إنَّها تُكْتَبُ بالياءِ كالكَلِمِ المَقْصورَةِ، ويُؤَنَّثُ لَا غَيْر.
قالَ شيْخُنا: وأَغْرَبَ الحافِظُ ابنُ حَجَر فقالَ: إنّها بالقَصْرِ وتُكْتَبُ بالألفِ.
قُلْتُ: وشاهِدُ المَمْدودِ قَوْلُ الكُمَيْت:
من رَيْبِ دَهْرٍ أَرى حوادِثَه
تَعْتَزُّ {حَلْواءَها شدائِدُهاوقالَ ابنُ برِّي: يُحْكَى أنَّ ابنَ شُبْرُمَة عاتَبَه ابْنه على إتْيانِ السُّلْطان فقالَ: يَا بُنيّ، إنَّ أَباكَ أَكَلَ مِن} حَلْوائِهم فحطَّ فِي أَهْوائِهم.
قُلْتُ: وحَكَى لي بعضُ الشُّيُوخ أنَّه اخْتُلِفَ فِي مدِّ {الحَلْواء وقصْرِها بينَ يَدَي السُّلطان المُجاهِد مُحمد ادرنك زيب خَان سُلْطان الهِنْدِ، رحِمَه الله تَعَالَى، وكانَ مُحِبّاً للعِلْم والعُلماء فدَارَ الكَلامُ بَيْنهم فأَجْمَع غالِبُهم على المدِّ، وأَنْكَرُوا القَصْرَ ورَجَّح بعضٌ القَصْر وأَنْكَر المَدَّ، وجَعَلوا الحُكْم بَيْنهم كتابَ القاموسِ، فاستدلَّ القائِلُ بالقَصْرِ بقوْلِه (وَيقصر) أَنه على القَصْر، وأَكْرَمه السّلْطان.
قُلْتُ: وليسَ فِي نصِّ القاموسِ مَا يُرَجِّحُ القَصْر على المدِّ بل الَّذِي يَقْتَضِيه سِياقُه أنَّ القَصْر مَرْجوحٌ وَهُوَ الصَّحِيح، ولعلَّه سَقْط حَرْف العَطْف من نسخةِ السُّلْطانِ فتأَمَّل ذَلِك.
(م) أَي مَعْروفٌ.
قالَ الجَوهرِيُّ: وَهِي الَّتِي تُؤْكَلُ.
وقالَ ابنُ سِيدَه: مَا عُولِجَ مِن الطَّعامِ} بِحَلاوَةٍ.
ومِثْلُه فِي التَّهْذيبِ.
وقيلَ: الحَلْواءُ خاصَّة بِمَا دَخَلَتْه الصَّنْعَة.
قالَ شيْخُنا: وقيلَ الحَلْواءُ الَّتِي وَرَدَتْ فِي الحدِيثِ هِيَ المجيع. (و) الحَلْواءُ: (الفَاكِهةُ {الحُلْوَةُ) .
وَفِي التهْذِيبِ: وقالَ بعضُهم: يقالُ للفَاكِهَةِ حَلْواءُ.
(وناقَةٌ} حَلُوَّةٌ، كعَدُوَّةٍ وغَنِيَّةٍ: تامَّةُ {الحَلاوَةِ) .
الَّذِي فِي المحْكَم: وناقَةٌ حَلِيَّة عَلِيَّة فِي الحَلاوَةِ؛ عَن اللحْيانيِّ؛ هَذَا نَصُّ قَوْله، وأَصلُها حَلُوَّة.
(و) يقالُ: فلانٌ (مَا يُمِرُّ وَمَا} يُحلِي) : أَي (مَا يَتَكَلَّمُ بمُرَ وَلَا حُلْوٍ؛ و) قيلَ: (لَا يَفْعَلُ) فعْلاً (مُرّاً وَلَا {حُلْواً) ؛ وكَذلِكَ مَا أَمَرَّ وَمَا} أَحْلَى، (فإنْ نَفَيْتَ عَنهُ أنْ يكونَ مُرّاً مَرَّةً {وحُلْواً أُخْرَى، قُلْتَ: مَا يَمُرُّ وَمَا} يَحْلُو) ؛ وَهَذَا الفَرْقُ عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
( {وحَلاهُ الشَّيءَ حُلْواً: أَعْطاهُ إيّاهُ) ؛ قالَ أَوسُ بنُ حُجْر:
كأنِّي} حَلَوْتُ الشِّعْرَ يومَ مَدَحْتُه
صَفا صَخْرَةٍ صَمَّاءَ يَبْسٍ بِلالُها (و) فِي الصِّحاحِ: حَلا فلَانا مَالا يَحْلُوه (حَلْواً {وحُلواناً، بالضَّمِّ) : إِذا وَهَبَ لَهُ شَيْئا فعله غَيْر الأُجْرَة؛ قالَ عَلْقَمة ابنُ عَبَدَة:

أَلا رَجلٌ} أَحْلُوهُ رَحْلي وناقَتِي
يُبَلِّغُ عنِّي الشِّعْرَ إِذا ماتَ قائِلُهْ؟ قالَ ابنُ برِّي: ويُرْوى هَذَا البَيْتُ لضابِىءِ البُرْجُمِي.
وحَلا الرَّجُلَ حَلْواً وحُلواناً: (زَوَّجَهُ ابْنَتَهُ أَو أُخْتَهُ) أَو امْرأَةً مَا (بمَهْرٍ مُسَمَى على أَنْ يَجْعَلَ لَهُ من المَهْرِ شَيْئا مُسَمًّى) ، وكانتِ العَرَبُ تُعَيِّرُ بِهِ. ( {والحُلْوانُ، بالضَّمِّ: أُجْرَةُ الدَّلاَّلِ) خاصَّة؛ عَن اللّحيانيّ.
(و) أَيْضاً: أُجْرَةُ (الكاهِنِ) ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (نهَى عَن} حُلْوانِ الكاهِنِ) .
قالَ الأصْمعيُّ: هُوَ مَا يُعْطاهُ الكاهِنُ ويُجْعَلُ لَهُ على كَهانَتِه.
(و) أَيْضاً: (مَهْرُ المَرْأَةِ) ؛ وأَنْشَدَ الجوهرِيُّ لامْرأَةٍ فِي زَوْجِها:
لَا يُؤْخَذُ {الحُلْوانُ من بَناتِيا (أَو) هُوَ (مَا) كانتْ (تُعْطَى على مُتْعَتِها) بمكَّةَ (أَو) هُوَ (مَا أُعْطِيَ) الرَّجُل (من نحوِ رِشْوَةٍ) . يقالُ:} حَلَوْتُ أَي رَشَوْتُ؛ وَبِه فُسِّرَ قَوْل عَلْقَمة بن عَبَدَة أَيْضاً.
(و) يقالُ: ( {لأَحْلُوَنَّكَ} حُلْوَانَكَ) ، أَي (لأَجْزِيَنَّكَ جَزاءَكَ) ؛ عَن ابنِ الأَعْرابيّ.
(و) يقالُ: وَقَعَ على (حَلاوَةِ القَفَا) ، بالفتْحِ، نَقَلَهُ ابنُ الأثيرِ.
وقالَ الكِسائيُّ: ليسَتْ بمَعْرُوفَةٍ؛ (ويُضَمُّ) ، وَعَلِيهِ اقْتَصَر الجَوْهرِيُّ؛ ونَقَلَ ابنُ الأثيرِ أَيْضاً الكَسْرَ، فَهِيَ مُثَلَّثَة، وأَغْفَلَه المصنِّفُ قُصُوراً.
(وحَلاءَتُهُ) ، بالفتْحِ والمَدِّ، وَهَذِه عَن اللحْيانيِّ؛ (وحَلْواؤُهُ) نَقَلَه الصَّاغانيُّ؛ (وحَلاَواؤُهُ) ، نَقَلَه الجَوهرِيُّ، ( {وحُلاَواهُ بالضَّمِّ) ، نَقَلَه الجَوهرِيُّ أَيْضاً؛ أَي على (وَسَطِه) .
قالَ الجَوهرِيُّ: إِذا فَتَحْتَ مَدَدْتَ، وَإِذا ضَمَمْتَ قَصَرْتَ.
وقالَ الأزهريُّ: حَلاوَةُ القَفا: حاقُّ وَسَطِه.
وقيلَ: فأْسُه؛ (ج} حَلاوَى.
(! والحِلْوُ، بالكسْرِ: حَفٌّ صغيرٌ يُنْسَجُ بِهِ) .
ويقالُ: هِيَ الخَشَبَةُ الَّتِي يُديرُها الحائِكُ؛ وشَبَّه الشمَّاخ لِسانَ الحمارِ بِهِ، فقالَ:
قُوَيْرِحُ أَعْوامٍ كأَنَّ لسانَه
إِذا صاحَ {حِلْوٌ زَلَّ عَن ظَهْر مِنْسَجِ (وأَرضٌ حَلاوَةٌ: تُنبِتُ ذُكُورَ البَقْلِ.
(} والحُلاَوَى، بالضَّمِّ) على فُعَالَى: (شجرَةٌ صغيرَةٌ) من الجَنْبةِ تَدُومُ خُضْرتُها.
(و) قيلَ: (نَبْتٌ شائِكٌ) زَهْرتُه صَفْراءُ وَله وَرَقٌ صِغارٌ مُسْتديرٌ كوَرقِ السذَّابِ.
وَفِي التهْذِيبِ: ضَرْبٌ من النَّباتِ يكونُ بالبادِيَةِ؛
(ج {الحَلاَوَى أَيْضاً) ، أَي كالواحِدِ؛ (و) قيلَ: جَمْعُه (} الحُلاَوَيَاتُ) ؛ وقيلَ: واحِدَتُه {الحَلاوِيَةُ كرَباعِيَةٍ.
قالَ الأزهرِيُّ: لَا أَعْرِفُ الحَلاوى والحَلاوِيَة، وَالَّذِي عَرَفْته} الحُلاَوَى على فُعَالَى.
ورَوَى أَبو عبيدٍ عَن الأصْمعيّ فِي بابِ فُعَالَى: خُزَامَى ورُخامَى {وحُلاَوَى كُلُّهنَّ نَبْتٌ؛ قالَ: وَهَذَا هُوَ الصَّحِيح (} وحالَيْتُهُ: طايَبْتُهُ) ؛ وَهُوَ مَجازٌ؛ وأَنْشَدَ الجَوهرِيُّ للمَرَّار الفَقْعسيّ:
فإنِّي إِذا {حُولِيتُ حُلْوٌ مَذاقتِي
ومُرٌّ إِذا مَا رامَ ذُو إحْنةٍ هَضْمي (} وأَحْلَيْتُهُ وَجَدْتُهُ) {حُلواً؛ (أَو جَعَلْتُهُ حُلْواً) ؛ نَقَلَهما الجَوهرِيُّ، وقالَ فِي الأخيرِ: وَمِنْه يقالُ مَا أَمَرَّ وَمَا أَحْلَى إِذا لم يَقُل شَيْئا، وأَنْشَدَ ابنْ برِّي لعَمْرو بن الهُذَيل العَبْدي:
وَنحن أَقَمْنا أَمْرَ بَكْرِ بنِ وائِلٍ
وأَنْتَ بثأْجٍ لَا تُمِرُّ وَلَا} تُحِلي قالَ صاحِبُ اللِّسانِ: وَفِيه نَظَرٌ، ويشْبِه أَن يكونَ هَذَا البَيْت شاهِداً على قَوْله لَا يُمِرُّ وَلَا! يُحْلِي أَي مَا يتَكَلَّم بحُلْوٍ وَلَا مُرَ.
( {وحُلْوانُ، بالضَّمِّ: بَلَدانِ) بالعِرَاقِ وبالشَّامِ.
(و) قالَ الأزهرِيُّ: هُما (قَرْيتانِ) إحْدَاهُما} حُلْوانُ العِراقِ، والأُخْرى حُلْوانُ الشامِ.
قُلْتُ: أَمَّا حُلْوانُ العِراقِ فَهِيَ بُلَيْدةٌ وَبِئَةٌ يُسْتَحْسن من ثمارِها التِّين والرُّمَّان؛ وأَنْشَدَ ابنُ برِّي لقَيْس الرُّقيّات:
سَقْياً {لحُلْوانَ ذِي الكُروم وَمَا
صَنَّفَ من تِينهِ ومِنْ عِنَبِهْوقالَ مُطَيعُ بن إلْيَاس:
أَسْعِداني يَا نَخْلَتَيْ حُلْوانِ
وابْكِيا لي من رَيْبِ هَذَا الزَّمانِ (و) حُلْوانُ (بنُ عِمْرانَ بنِ الْحافِ بنِ قُضَاعَةَ: من ذُرِّيَّتِه صَحابِيُّونَ وَهُوَ بانِي حُلْوانَ) العِراقِ.
(} والحِلاةُ، بالكسْرِ: جَبَلٌ قُرْبَ المدينةِ) قُنْحَتُ مِنْهُ الأرحية؛ وَقد تقدَّمَ ذلِكَ فِي الهَمْزةِ.
( {وحُلْوَةُ، بالضَّمِّ: بِئْرٌ) بالحِجازِ؛ عَن نَصْر زادَ الصَّاغانيُّ: بينَ سميراء والحاجر.
(} والحَلاَ) ، كقَفَا: (مَا يُدافُ من الأَدْوِيَةِ.
(و) ! الحَلاَّ، (مُشَدَّداً: أَبو الحُسَيْنِ الحَلاَّ عليُّ بنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بنِ وَصِيفٍ) القاينيُّ (من رُؤُوسِ الإمامِيَّةِ) ، رَوَى عَن المبرِّدِ.
(ونِسْبَةً إِلَى الحَلاوَةِ) ، أَي عَمَلها وبَيْعها: (شمسُ الأَئِمَّةِ) أَبو محمدٍ (عبدُ العزيزِ بنُ أَحمدَ) بنِ نَصْرِ بنِ صالِحٍ البُخارِيُّ ( {الحَلْوانِيُّ) ، بفتْحٍ فسكونٍ؛ عالِمُ المَشْرق وإمامُ أَصْحابِ أَبي حنيفَةَ وَفِي وَقْتِه، حدَّثَ عَن أَبي عبدِ الله غُنْجار البُخارِي، وتَفَقَّه على القاضِي أَبي عليَ النسفيّ، رَوَى عَنهُ أَبُو بكْرٍ محمدُ بنُ أحمدَ السرخسيُّ، وأَبو بكْرٍ محمدُ بنُ الحَسَنِ النسفيُّ، توفّي سَنَة 456؛ (ويقالُ بهَمْزٍ بدلَ النونِ.
(قالَ شيْخُنا: ونازَع الخفاجيّ فِي نِسْبَة الحَلْوانيّ إِلَى الحَلاوَة فِي شرْحِ الدرَّةِ وقالَ: هُوَ غَلَطٌ لأنَّه لَو كانَ كذلِكَ لقيلَ} حَلاوِيٌّ لَا غَيْر، فالصَّوابُ إِلَى {الحَلْواء.
قالَ شيْخُنا: وَفِيه نَظَر إِذْ لعلّه لم يَقْصدِ النِّسْبَة الَّتِي تكونُ بياءِ النَّسَب بل كلّ مَا يدلُّ على النَّسَب كفَعَّال نَحْو بَزَّاز وتَمَّار، وكَذلِكَ يقالُ} حَلاَّء لصاحِبِ الحَلاوَة {والحَلْواء إِذْ لَا فَرْقَ بَيْنهما واللَّهُ أَعْلَم فتأَمَّل.
(وأَبو المَعالي عبدُ اللَّهِ بنُ أَحمدَ) بنِ محمدٍ (الحَلْوانِيُّ) المروزيُّ البزَّازُ الفَقِيهُ الشافِعِيُّ، حافِظٌ ثِقَةٌ، رَوَى عَن أَبي المظفَّر موسَى بنِ عِمْران، وَعنهُ أَبو سَعْدٍ، ماتَ سَنَة 539.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} حَلَّيْتُ الشيءَ فِي عَيْنِ صاحِبِه: جَعَلْتُه حُلْواً؛ وَكَذَا حَلَّيْتُ الطَّعامَ.
{وأَحْلَيْتُ هَذَا المَكانَ:} اسْتَحْلَيْته.
{واسْتَحْلاهُ: طَلَبَ حَلاوَتَه.
} واحْلَوْلَى الرَّجلُ: حسُنَ خُلُقه؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
! والحُلْو الحَلالُ، بالضمِّ: الرَّجُلُ الَّذِي لَا ريبَةَ فِيهِ؛ قالَ الشاعِرُ: أَلا ذهَبَ {الحُلْوُ الحَلالُ الحُلاحِلُ
ومَنْ قولُه حُكْمٌ وعَدْلٌ ونائِلٌ} والحُلْوَى، بالضمِّ: نَقِيضُ المُرَّى. يقالُ: خُذِ {الحُلْوَى وأَعْطِه المُرَّى.
قالتِ امْرأَةٌ فِي بناتِها: صُغْراها مُرَّاها.
} وتَحالَتِ المرْأَةُ: أَظْهَرَتْ {حَلاوَةً وعُجْباً؛ قالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
فشَأْنَكُما إنِّي أَمِينٌ وإنَّني
إِذا مَا} تَحالَى مِثْلُها لَا أَطُورُهانَقَلَهُ الجَوهرِيُّ.
{وحَلُوَتِ الفاكِهَةُ، ككَرُمَتْ، تَحْلُو حَلاوةً.
ويقالُ:} احْتَلى فلانٌ لنَفقَةِ امْرأَتِه ومَهْرها، وَهُوَ أَن يَتَمَحَّلَ لَهَا ويَحْتالَ؛ أُخِذَ من الحُلْوانِ.
يقالُ: {احْتَلِ فتزوَّجْ، بكسْرِ اللامِ.
} وحِلاوَةُ القَفا، بالكسْرِ، لُغَةٌ فِي الضمِّ والفَتْحِ؛ عَن ابنِ الأثيرِ، وَقد تقدَّم.
{والحُلاوَةُ، بالضمِّ: مَا يُحَكُّ بينَ حَجَرَيْن فيُكْتَحل بِهِ؛ ويُرْوَى بالهَمْزَةِ وَقد تقدَّمَ.
} وحُلْوانُ، بالضمِّ: بلَيْدةٌ مِن نَيْسابُور بطريقِ خُرَاسان مِن ناحِيَةِ أصْبَهان.
وأَيْضاً: قَرْيةٌ مليحةٌ على فَرْسَخَيْن من مِصْرَ كانَ عبدُ العزيزِ بنُ مَرْوَان اتَّخَذَ فِيهَا مِقياساً للنِّيلِ، وَقد وَرَدْتُها.
وأَبو {حَلاوَة: مِن كناهم.
وَكَذَا أَبُو} حلْوَة.
وعبدُ اللهِ بنُ عُمَر بنِ عليِّ بنِ مبارَكِ الحَلَوانيُّ، بالتحْريكِ، ويقالُ! الحَلاَويُّ، مِن شيوخِ الحافِظِ بنِ حَجَر، سَمِعَ من أَصْحابِ النَّجِيب وجَدِّه مبارك، كانَ صَالحا مُعْتقداً، وزَاوِيَته بالقُرْبِ مِن الأَزْهرِ، والعامَّةُ تقولُ الحلوجي وَهُوَ غَلَطٌ.
{وحُلْوَةُ، بالضمِّ: ماءَةٌ بأَسْفَل الثَّلبُوتِ على الطَّريقِ لبَني نعَامَة؛ عَن نَصْر.
ومنية بدر حلاوة: قَرْيةٌ بمِصْرَ.
} وأحْلَى: حِصْنٌ باليَمَنِ؛ عَن ياقوت.
{وحَلاوَةٌ: لَقَبُ جابرِ بنِ الحارِثِ من بَني سامَةَ بن لُؤَيَ.
وحلاوَةُ: والِدَةُ عبدِ الرحمانِ بنِ الحكَمِ أَحَد أُمَراءِ الأَنْدَلُس مِن بَني أُمَيَّة.

خنى

خنى
أخْنَى عليهم الدَّهرُ: أي أهْلَكَهُم. وخَنى الدَّهْرِ: آفاتُه.
والخَنَا من الكلام: أفْحَشُه، خَنَا يَخْنُو خَناً، وأخْنى في كلامه، وكلامٌ خَنٍ وكلمةٌ خَنِيَةٌ. وخَنَيْتُ الجِذْعَ بالفأس: أي قَطَعْته، وخَنأْتُه أيضاً - بالهَمْز -.
خنى: خنا: شيء معيب، ويراد به اللواطة (الثعالبي لطائف ص63) كما يراد به الفجور بالمرأة، ففي ألف ليلة (1: 698، برسل 3: 279) تقول امرأة: دخل عليّ ولدك الــأسعد وجرد سيفه علي وطلب مني الخنا. غير أن العامة تقول: خنى، ففي محيط المحيط: والعامة تقول طلب من المرأة الخِنى أي طلب أن يفسق بها. وفي ألف ليلة (ماكن 1: 400): ولد الزنا وتربية الخنا.
وخنا: ماخور، بيت البغاء (فوك).

خن

ى1 خَنِىَ (S, K) عَلَيْهِ (S) فِى مَنْطِقِهِ (TA,) aor. ـْ inf. n. خَنًى; (TA;) as also خَنَا, (JK, K,) aor. ـْ (JK, TA,) inf. n. خَنْوٌ (K, TA) and خَنًا; (JK, TA;) and ↓ اخنى (JK, S, K) عَلَيْهِ فِى مَنْطِقِهِ, (S, TA,) or فِى كَلَامِهِ, (JK,) He uttered foul, abominable, unseemly, or obscene, speech (JK, * S, K) against him. (S, TA.) A2: خَنَى, (JK, K,) [aor. ـْ inf. n. خَنْىٌ, (TA,) He cut, or severed, the trunk of a palm-tree (JK, K) with an axe; (JK;) as also خَنَأَ. (JK, TA.) 4 أَخْنَىَ see 1. b2: اخنى عَلَيْهِ also signifies He, (a man, S,) or it, (misfortune, Ham p. 430,) corrupted, or marred, his state. (S, Ham, TA.) And the same, (S,) or اخنى عَلَيْهِمْ, (JK, K,) said of time, or fortune, (JK, S,) It destroyed him, or them. (JK, S, K.) And the former, said of time, It became long to him. (K.) b3: اخنى بِهِ signifies أَسْلَمَهُ وَخَفَرَ ذِمَّتَهُ [or, app., بِذِمَّتِهِ: a phrase which admits of two contr. meanings; He betrayed him, and broke his covenant, or the like; and he preserved him in safety, and fulfilled his covenant, &c.]. (TA.) b4: اخنى الجَرَادُ The locusts had many eggs. (AHn, K.) b5: اخنى المَرْعَى The pasturage had much and luxuriant herbage. (AHn, K. *) خَنًا [more properly written خَنًى, originally an inf. n.,] Foul, abominable, unseemly, or obscene, speech: (S, TA, and Ham p. 489:) or the most foul, abominable, unseemly, or obscene, of speech. (JK, T, TA.) And ↓ خناية [written without any syll. signs, app. خَنَايَةٌ, like فَحَاشَةٌ,] is of the measure فعالة from خَنًا [and seems to be syn. therewith as an inf. n. or as a subst.]: it occurs in the saying of El-Katámee, دَعُوا التَّمْرَ لَا تُثْنُوا عَلَيْهَا خنايةً

فَقَدْ أَحْسَنْتَ فِى جُلِّ مَا بَيْنَنَا التَّمْرُ [Leave ye dates: speak not of them in a foul manner, or speak not of them foul speech; for dates have benefited in most of what has occurred between us, or among us]. (TA.) b2: خَنَا الدَّهْرِ The calamities of time or fortune. (JK, K.) كَلَامٌ خَنٍ Foul, abominable, unseemly, or obscene, speech; and كَلِمَةٌ خَنِيَةٌ a foul, an abominable, an unseemly, or an obscene, word or expression or sentence: (S:) or most foul, &c.: (JK:) [or having a foul, an abominable, an unseemly, or an obscene, meaning; for] خَنٍ is not a verbal epithet, since we know not خَنِيَتِ الكَلِمَةُ, but a possessive epithet; like the instance, mentioned by Sb, in رَجُلٌ طَعِمٌ, meaning ذُو طَعَامٍ; and نَهِرٌ, meaning [صَاحِبُ نَهَارٍ or] سَيَمُرُّ بِالنَّهَارِ; &c. (TA.) خناية: see خَنًا.

اخنى الأَسْمَآءِ The most foul, or abominable, or unseemly, of names. (TA.) [See أَخْنَعُ.]

شق

شق

1 شَقَّهُ, (S, M, Msb, K,) aor. ـُ (M, Msb,) inf. n. شَقٌّ, (S, M, Msb,) He cut it [or divided it] lengthwise; (TA in art. قد;) [i. e.] he clave it, split it, rived or rifted it, or slit it; so as to separate it; [i. e. he clave, split, rived or rifted, slit, rent, ripped, tore, broke, or burst, it asunder;] or without separating it; [i. e. he cracked, chapped, incided or incised, gashed, slashed, furrowed, or trenched, it; or clave, split, &c., or cut, it open;] syn. صَدَعَهُ; (K;) or [more explicitly]

الشَّقُّ signifies الصَّدْعُ البَائِنُ [the cleaving &c. that separates]; or غَيْرُ البَائِنِ [that which does not separate]; or الصَّدْعُ [the cleaving, &c.,] in a general sense: (M:) and in like manner, [but with an intensive signification, or implying frequency or repetition of the action, or its application to several objects, generally meaning he clave it, &c., much, or in pieces, or in several places,] ↓ شقّقهُ: (M, K:) you say, شقّق الحَطَبَ (S, K) وَغَيْرَهُ (S) i. e. شَقَّهُ [but properly meaning He clave in pieces the firewood &c.]. (K. [In the CK, شَقَّ الحَطَبَ is erroneously put for شقّق الحطب.]) b2: [شَقَّ رَأْسَهُ generally means He clave his head, or his pericranium: and sometimes, as in an instance in the K voce شَقَأَ, he divided the hair of his head.] b3: شَقَّ العَصَا [lit. He split the staff] means (tropical:) he separated himself from the community; (S, K, TA;) and particularly, that of the Muslims: because the staff is not thus called but when it is whole, not when it is split: accord. to Lth, يَشُقُّ عَصَا المُسْلِمِينَ and ↓ يُشَاقُّهُمْ signify alike: but they differ in meaning, as will be shown hereafter. (TA.) شَقَّ عَصَا المُسْلِمِينَ, K, TA,) said of a خَارِجِىّ [i. e. heretic or schismatic], also means (assumed tropical:) He effected disunion and dissension in the body of the Muslims. (TA.) And one says also, شَقَّ عَصَا الطَّاعَةِ (assumed tropical:) [He broke the compact of allegiance, or obedience; became a rebel]. (M.) b4: لَا وَالَّذِى شَقَّ الرِّجَالَ لِلْخَيْلِ وَالجِبَالَ لِلسَّيْلِ [app. meaning (assumed tropical:) No, by Him who clave men for the riding upon horses, and the mountains for the flowing of the torrent,] is a saying mentioned by IAar, but not expl. by him. (M. [It is there added, وَعِنْدِى أَنَّهُ جَعَلَ الرِّجَالَ وَالجِبَالَ جُمْلَةً

وَاحِدَةً ثُمَّ خَرَقَهُمَا فَجَعَلَ الرِّجَالَ لِهٰذِهِ وَالجِبَالَ لِهٰذَا: an expression of opinion which is, to me, by no means clear, though reconcilable with my rendering.]) b5: المَالُ بَيْنَنَا شَقَّ الأَبْلَمَةِ and الأُبْلُمَةِ [The property is divided between us as in the dividing of the ابلمة; or the cattle are divided &c.;] meanswe are equal in respect of the property, or cattle: for the ابلمة means the [kind of leaf called]

خُوصَة, which, when it is split lengthwise, splits in halves: (M:) or, accord. to Aboo-Ziyád, the ابلمة is a herb, or leguminous plant, (بَقْلَةٌ,) to which there come forth pods, like [those of] the bean; and when you split them lengthwise, they split in halves, equally, from the first part to the last thereof: شَقَّ is in the accus. case as an inf. n., مَشْقُوقٌ being understood. (Har p. 639.) [See also شِقٌّ.] b6: شَقَّ, (S, M, K,) aor. ـُ inf. n. شُقُوقٌ, (M,) said of the canine tooth of a camel, (tropical:) It [clave the gum and] came forth: (S, M, K, TA:) [said to be] a dial. var. of شَقَأَ: (S:) and said of the canine tooth of a child, (M, TA,) in like manner, (TA,) meaning it made its first appearance: (M:) and said also of a plant, [as meaning it came forth] on the ground's first cleaving open from it. (M, TA.) b7: Also, aor. ـُ inf. n. شَقٌّ, said of the dawn, (tropical:) It rose; as though it clave the place of its rising and came forth therefrom. (TA.) b8: Also, aor. ـُ (TA,) inf. n. شَقٌّ, said of lightning, (tropical:) It [clave the clouds, and] extended high, into the midst of the sky, without going to the right and left: (K, TA:) so says A'Obeyd: (TA: [see شَقِيقٌ:]) and ↓ انشقّ and ↓ تشقّق, said of lightning, signify اِنْعَقَّ [probably meaning the same; (see عَقِيقَةٌ;) or, as expl. in the S and also in the O, in art. عق, it was, or became, in a state of commotion, (تَضَرَّبَ,) in the clouds]: (M, TA:) or ↓ تشقّق said of lightning means it spread wide and long. (JK.) b9: شَقَّ السَّبِيلَ (K in art. عبر) (assumed tropical:) He passed along the way; as though he cut it, or furrowed it. (TK in that art.) and شَقَّ النَّهْرَ (assumed tropical:) He crossed the river by swimming. (TA in art. قطع.) b10: شَقَّ المَآءَ (assumed tropical:) He opened a way, passage, vent, or channel, for the water to flow forth; syn. بَجَسَهُ. (A and K in art. بجس.) b11: شَقَّ أَمْرَهُ, aor. ـُ inf. n. شَقٌّ, (assumed tropical:) He, or it, discomposed, deranged, or disordered, so that it became incongruous, or inconsistent, his affair, or state of affairs. (M, TA.) [A phrase similar to شَقَّ العَصَا, mentioned above. And so, app., what next follows.] b12: شَقَّ الكَلَامَ, i. q. قَدَّهُ [also expl. as syn. with قَطَعَهُ, which generally means (assumed tropical:) He cut short, or broke off, the speech; or ceased from speaking; but sometimes, and perhaps in this case, he articulated speech, or the speech: compare a signification of 2.]. (M and L in art. قد.) b13: See also 8. b14: شَقَّ بَصَرُ المَيِّتِ i. q. شَخَصَ [i. e. (assumed tropical:) The eye, or eyes, of the dying man became fixedly open; or his eyelids became raised upwards, and he looked intently, and became disquieted, or disturbed]: (M, TA:) and (TA) the dying man looked at a thing, his sight not recoiling to him: (S, K, TA:) said of him to whom death is present: (S, TA:) or [simply] the eyes of the dying man became open: (TA:) one should not say شَقَّ المَيِّتُ بَصَرَهُ: (S, M, K:) and شُقَّ, with damm to the ش, is not approved. (IAth, TA.) b15: شَقَّ عَلَيْهِ, (M, K, in the S عَلَىَّ, and in the Msb عَلَيْنَا,) aor. ـُ (S, M, Msb,) inf. n. شَقٌّ (S, M, K) and مَشَقَّةٌ, (S, K,) [or the latter is a simple subst., as seems to be indicated in the M and Msb,] (assumed tropical:) It (a thing, S, or an affair, or event, M, Msb, K) affected him severely; had a severe effect upon him; distressed, afflicted, troubled, molested, inconvenienced, fatigued, or wearied, him: (M:) it was difficult, hard, distressing, grievous, or severe, to him; (K, TA;) and onerous, burdensome, oppressive, or troublesome, to him. (TA.) and شَقَّ عَلَيْهِ, [inf. n., app., شَقٌّ only,] (assumed tropical:) He caused him to fall into a difficult, hard, distressing, grievous, or severe, case: (K, TA:) imposed upon him that which was onerous, burdensome, oppressive, or troublesome. (TA.) And شَقَّتِ السَّفْرَةُ (assumed tropical:) The journey was [difficult, hard, or] far-extending. (Msb.) A2: شُقَّ, said of the solid hoof, and of the pastern of a horse or the like, It was, or became, affected with the disease termed شُقَاق, occasioning cracks. (M, TA.) 2 شَقَّّ see 1, first sentence. b2: شقّق الكَلَامَ, (S, K, TA,) inf. n. تَشْقِيقٌ, (TA,) (tropical:) He uttered, or pronounced, speech, or the speech, in the best manner: (S, K, TA:) and he sought with repeated efforts, in speaking, to utter, or pronounce, the speech in the best manner. (TA.) 3 شاقّهُ, (M, Mgh, Msb,) inf. n. مُشَاقَّةٌ (S, M, Mgh, Msb, K) and شِقَاقٌ, (S, M, Msb, K,) the latter inf. n. occurring in the Kur ii. 131 and iv. 39 [&c.], (TA,) (assumed tropical:) He acted with him contrariously, or adversely, (S, * M, Mgh, Msb, K,) and inimically; (K;) properly, each of them doing to the other that which was distressing, grievous, or troublesome, so that each of them was in a شِقّ [or side] other than that of his fellow; (Msb;) or as though he became in a شِقّ, i. e. side, in respect of him: (Mgh:) accord. to Er-Rághib, the inf. n. signifies the being in a شِقّ [or side] other than that of one's fellow: or it is from شَقُّ العَصَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ صَاحِبِكَ [meaning “ the effecting disunion and dissension between thee and thy fellow ”], so that it is tropical: (TA:) or the primary meaning of الشِّقَاقُ is the being [mutually] remote. (Ham p. 326.) See also 1, in the first quarter of the paragraph.4 اشقّ النَّخْلُ The palm-trees put forth their شَوَاقّ, pl. of شَاقَّةٌ [q. v.]: mentioned by Th, on the authority of some one or more of the BenooSuwáäh. (M.) 5 تشقّق quasi-pass. of 2: (S, M, K:) said of firewood (S, K) &c. (S) [as meaning It became cloven in pieces]. See 7, in two places. b2: Said of lightning: see 1, in two places, in the latter half of the paragraph. b3: Said of a horse, (tropical:) He was, or became, lean, or light of flesh; slender and lean; or lean, and lank in the belly. (A'Obeyd, TA.) 6 تَشَاقَّا, said of two adversaries, or litigants, as also ↓ اِشْتَقَّا, They wrangled, quarrelled, or contended, each with the other, (M, TA,) and took to the right and left in contention; (TA;) فِى

الشَّىْءِ [in respect of the thing]. (M.) 7 انشقّ quasi-pass. of شَقَّهُ as expl. in the first sentence of this art.: [i. e. it signifies It became divided lengthwise, cloven, split, riven or rifted, slit, rent, ripped, torn, broken, or burst, asunder; or it became cracked, chapped, incided or incised, gashed, slashed, furrowed, or trenched; or cloven, or split, &c., or cut, open: or it clave, split, &c.:] (S, M:) and in like manner, ↓ تشقّق is quasi-pass. of شَقَّقَهُ: [i. e. it signifies it became cloven or split &c., or it clave or split &c., much, or in pieces, or in several or many places:] (M:) or the former signifies [sometimes] it opened so as to have in it an interstice. (Msb.) وَانْشَقَّ القَمَرُ, in the Kur liv. I, means And the moon hath been cloven (Bd, Jel) in twain, (Jel,) as a sign to the Prophet: (Bd, Jel:) or shall be cloven on the day of resurrection: but the former is confirmed by another reading, وَقَدِ أْنْشَقَّ القَمَرُ: (Bd:) or, accord. to Er-Rághib, the meaning is, (assumed tropical:) the case hath become manifest. (TA.) One says, انشقّ الشَّىْءُ بِنِصْفَيْنِ [The thing became cloven, &c., in halves]. (S.) [And انشقّ مِنْهُ It became cloven, &c., from it: and it branched off from it; as a river from another river, and the like. and انشقّ عَنْهُ It clave asunder from over it, so as to disclose it: see also 8.] b2: [Hence,] انشقّ فلَانٌ مِنَ الغَضَبِ (assumed tropical:) Such a one was as though his interior were filled with anger so that he split. (TA.) b3: And اِنْشَقَّتِ العَصَا (assumed tropical:) The affair, or state of affairs, became discomposed, deranged, or disordered: (S, K, TA:) and انشقّت العَصَا بِالبَيْنِ, and ↓ تشقّقت, (Lth, M, TA,) (assumed tropical:) the affair, or state of affairs, became discomposed, deranged, or disorganized, by separation: (Lth, TA:) and انشقّ الأَمْرُ (assumed tropical:) the affair, or state of affairs, became discomposed, deranged, or disorganized, being incongruous, or inconsistent. (M, TA.) and انشقّت عَصَا الطَّاعَةِ (assumed tropical:) [The compact of allegiance, or obedience, became broken]. (M.) b4: انشقّ said of lightning: see 1, in the latter half of the paragraph.8 اِشْتِقَاقٌ signifies The taking the شِقّ of a thing, (S, K,) i. e. the half thereof. (S.) One says, اشتقّ الشَّىْءَ He took the شِقّ [or half] of the thing. (TK.) b2: And (assumed tropical:) The taking [or deriving] a word from a word, (S, K,) with the condition of reciprocal relation in meaning and [radical] composition, and of reciprocal difference in form: [and it is of three kinds:] الاِشْتِقَاقُ الصَّغِيرُ is that derivation in which there is a reciprocal relation between the two words in the letters and in the order [thereof]; as in ضَرَبَ from الضَّرْبُ: الاشتقاق الكَبِيرُ is that in which there is a reciprocal relation between the two words as to the letter and the meaning, exclusively of the order; as in جَبَذَ from الجَذْبُ: الاشتقاق الأَكْبَرُ is that in which there is a reciprocal relation between the two words in the place [or places] of utterance; as in نَعَقَ from النَّهْقُ. (KT.) [You say, اشتقّ حَرْفًا or كَلِمَةً or لَفْظًا, and اسْمًا, He derived a word, and a name, مِنْ آخَرَ from another; and ↓ شَقَّهُ sometimes signifies the same, as is shown by a citation voce رَحِمٌ.] b3: [And, as syn. with اِخْتِرَاعٌ, (see 8 in art. خرع,)] The constructing, or founding, (بُنْيَان,) of a thing of, or from, what is originated without premeditation. (M.) b4: and (tropical:) The taking to the right and left, (S, K, TA,) not pursuing the right, or direct, course, (S, TA,) in speech, and in contention, or disputation, or litigation: (S, K, TA:) or اِشْتِقَاقُ الكَلَامِ signifies the taking to the right and left in speech: (so in a copy of the M: [but I think that the right reading is الاِشْتِقَاقُ فِى الكَلَامِ, agreeably with what here follows:]) you say, اشتقّ فِى الكَلَامِ, and فِى الخُصُومَةِ. (TK.) See also 6. And [in like manner] one says of a horse, اشتقّ فِى عَدْوِهِ (assumed tropical:) He went to the right and left in his running. (M. [See also أَشَقُّ.]) b5: اشتقّ الطَّرِيقُ فِى الفَلَاةِ (tropical:) The road went [or branched off] into the desert. (TA. [See also 7.]) 10 استشقّ بِالجُوَالِقِ He turned the sack upon one of his two sides (عَلَى أَحَدِ شِقَّيْهِ), in order to pass through a door. (TA.) b2: [استشقّ, as stated by Freytag, is expl. by Jac. Schultens, but on what authority is not said, as signifying “ Prodiit, manifestus evasit. ”] R. Q. 1 شَقْشَقَ, (JK, S, K,) inf. n. شَقْشَقَةٌ, (S,) said of a stallion [camel], He brayed [in his شِقْشِقَة, or faucial bag]. (JK, S, K.) [It is said that] the primary meaning of شَقْشَقَةٌ is Loudness of voice; or the being loud in voice. (JK.) b2: And said of a sparrow, It uttered a cry: (K, TA:) or one says of a sparrow, يُشَقْشِقُ فِى صَوْتِهِ [app. meaning It makes a loud twittering in its cry]. (S.) شَقٌّ sing. of شُقُوقٌ; (S, Mgh, Msb, K;) originally an inf. n.; (S, Msb;) An opening forming an interstice in a thing: (Msb:) or a fissure, cleft, chink, split, slit, rent, crack, or the like, syn. صَدْعٌ, in wood or a stick, or in a wall, or in a glass vessel [&c.]: (T, TA:) [or] a place that is مَشْقُوق [i. e. cloven or cleft, split, &c.: (see 1, first sentence: and see also مَشَقٌّ:) and often signifying an incision, a gash, or a furrow, or trench]: (M, K:) as though an inf. n. used as a subst. in this sense: pl. as above, شُقُوقٌ: (M:) it differs from شُقَاقٌ, (S, Mgh,) by having a general signification: (Mgh:) accord. to Yaakoob, one says, بِيَدِ فُلَانٍ شُقُوقٌ (S, Mgh) and بِرِجْلِهِ (S) [i. e. In the hand, or arm, of such a one are cracks, or the like, and in his foot, or leg]: but [it is asserted that in this case] one should not say شُقَاقٌ: (S, Mgh: [see, however, this word:]) and hence, شَقُّ القَبْرِ The trench, or oblong excavation, in the middle of the grave: and accord. to As, شُقُوقٌ signifies صُدُوع [i. e. fissures, &c.,] in mountains, and in the earth, or ground. (Mgh.) b2: The rima vulvæ of a woman; i. e. the gap [or chink] between the two edges, or borders, of the labia majora of her vulva: as also ↓ مَشَقٌّ. (M, K.) b3: And (tropical:) The daybreak. (S, K, TA.) A2: See also the next paragraph, first and fifth sentences.

A3: And see the last two sentences of the same paragraph.

شِقٌّ The half (S, Mgh, Msb, K) of a thing (S, Msb, K) of any kind; as also ↓ شَقٌّ: (K:) or the half of a thing when it is cloven, or split, or divided lengthwise; (M;) as also ↓ شِقَّةٌ. (AHn, S, * M, K.) One says, أَخَذْتُ شِقَّ الشَّاةِ and ↓ شِقَّةَ الشَّاةِ I took the half of the sheep or goat: (S, TA:) the vulgar pronounce the ش with fet-h. (TA.) And خُذْ هٰذَا الشِّقَّ Take thou this ↓ شِقَّة [i. e. half] of the sheep or goat. (TA.) Hence the trad., تَصَدَّقُوا وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ i. e. [Give ye alms though it be but] the half of a date; meaning deem not anything little that is given as alms. (TA.) And المَالُ بَيْنِى وَبَيْنَكَ شِقَّ الشَّعَرَةِ and الشَّعَرَةِ ↓ شَقَّ, (O, K, * [in the CK and in my MS. copy of the K شقُّ, but the former reading appears to be the right, شَقَّ being an inf. n. as in a similar saying in the former half of the first paragraph of this art., and شِقَّ being a subst. used as an inf. n. or for كَشِقِّ,]) meaning [The property is between us] two halves, equal [in division]. (K.) b2: [Hence,] A certain kind of the jinn, or genii; (Ibn-'Abbád, O, K;) a species of diabolical beings having the form of the half of a human being. (Kzw in his Descr. of the Jinn.) b3: The lateral half, or half and side; as when one says that a person paralyzed has a شِقّ inclining; and as when one speaks of the شِقّ of a مَحْمِل [meaning either of the two dorsers, or panniers, or oblong chests, which are borne, one on either side, by a camel, and which, with a small tent over them, compose a مَحْمِل: see this last word, and مَحَارَةٌ]. (Mgh.) b4: The side of the body; as when one says of a person that his left شِقّ was grazed, or abraded. (Mgh.) [Hence,] one says of a horse, يَمِيلُ عَلَى أَحَدِ شِقَّيْهِ [He inclines, or leans, upon one of his two sides]. (O.) [And مَشَى عَلَى شِقٍّ and فِى شِقٍّ He went, or walked, inclining upon one side.] b5: The side, or lateral part, (Lth, Msb, K, TA,) of a thing; the two sides of a thing being called شِقَّاهُ: (Lth, TA:) or, as some say, (TA,) the side of a mountain. (S, TA.) [Hence,] one says, فُلَانٌ مِنْ شِقِّ العَشِيرَةِ لَا مِنْ صَمِيمِهَا (assumed tropical:) [Such a one is of the collateral class of the kinsfolk, or tribe, not of the main stock thereof]. (Mgh in art. عرض.) b6: I. q. ↓ شَقِيقٌ; (S, Msb, K;) [which primarily signifies The cloven-off half of a thing; i. e.,] when a thing is cloven in halves, each of the halves is called the شَقِيق of the other. (S, K.) b7: [And hence, (assumed tropical:) The counterpart of a person or thing: and this appears to be meant by J, and accord. to SM in the K, where it is said that شِقٌّ is syn. with ↓ شَقِيقٌ; for they add immediately after:] one says هُوَ أَخِى وَشِقُّ نَفْسِى (tropical:) [He is my brother, and the counterpart of myself]; (S, TA;) as though he were cloven from me, because of the resemblance of each of us to the other. (TA.) One says also, هذَا

↓ شَقِيقُهُ, meaning (assumed tropical:) This is the like of him, or it. (TA.) And [hence] it is said in a trad., النِّسَآءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ, [in which شَقَائِقُ is the pl. of ↓ شَقِيقٌ as fem., or of شَقِيقَةٌ in the same sense,] meaning (assumed tropical:) Women are the likes of men in natural dispositions; as though they were cloven from them; or because Eve was created from Adam. (TA.) b8: And (tropical:) A man's brother; (M;) and so ↓ شَقِيقٌ; (S, M, O, K, TA;) meaning a brother by the father and mother; (TA;) from شَقِيقٌ as meaning “ either half of a thing that is cloven in halves; ” (S, TA;) or as though the relationship of one were cloven from that of the other: (IDrd, O, K:) pl. of the latter أَشِقَّآءُ. (M, Msb.) b9: And a name for A thing at which one looks: (Lth, O, K:) [but this is app. taken from the following saying of Lth, in which I think الشِّقُّ is a mistranscription for الشَّقُّ, meaning “ the crack,” &c.:] الشَّقُّ is the inf. n. of شَقَقْتُ, and الشِّقُّ is a name for that at which one looks [i. e. for the visible effect of the act signified by the verb], and the pl. is الشُّقُوقُ [which is well known as the pl. of الشَّقُّ]. (JK.) A2: Also i. q. ↓ مَشَقَّةٌ (S, M, O, Msb, K) i. e. Difficulty, hardship, distress, affliction, trouble, inconvenience, fatigue, or weariness; (M, TA;) and languor, or lack of power, that overtakes the mind and the body; (Er-Rághib, TA;) and so ↓ شَقٌّ; (IJ, S, M, O, K;) thus it is sometimes pronounced with fet-h; mentioned by A'Obeyd; (S;) and by Az; (M;) or this is an inf. n., and شِقٌّ is the subst.; (O, K;) and ↓ شُقَّةٌ and ↓ شِقَّةٌ also signify the same as مَشَقَّةٌ, (K,) or such as overtakes a man in consequence of travel; (TA;) and the pls. of these two are شُقَقٌ, (K, TA,) mentioned by Fr, (TA,) and شِقَقٌ, (K, TA,) mentioned on the authority of some one or more of [the tribe of] Keys: (TA:) the pl. of ↓ مَشَقَّةٌ is مَشَاقُّ and مَشَقَّاتٌ. (TA.) Hence, in the Kur [xvi. 7], لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِ الْأَنْفُسِ [Which ye would not reach save with difficulty, or distress, &c., of the souls]; where some read ↓ بِشَقِّ. (S, * TA.) شُقَّةٌ primarily signifies The half of a garment [consisting of two oblong pieces sewed together, side by side]: then it was applied to [such] a garment as it is [when complete: in both of these senses it is used in the present day]: (Er-Rághib, TA:) or a piece (قِطْعَةٌ) of a garment: (Mgh:) or the شُقَّة of ثِيَاب [thus, and thus only, in the S, meaning of garments and of cloths, for it is of both,] is an oblong piece; syn. سَبِيبَةٌ مُسْتَطِيلَةٌ: (M, K:) [it is often applied to an oblong piece of cloth of those pieces of which a tent is composed:] pl. شُقَقٌ and شِقَاقٌ. (M, Mgh, TA.) One says, فُلَانٌ يَبِيعُ شِقَاقَ الكَتَّانِ [Such a one sells pieces, or oblong pieces, &c., of linen]. (Mgh.) b2: Also A piece of a مَزَادَة [q. v.]. (B, TA in art. بصر.) b3: And A piece, or portion, [or tract,] of Hell; likewise pronounced ↓ شِقَّةٌ. (Ham p. 816.) b4: And A far journey; as also ↓ شِقَّةٌ, (S, M, K,) sometimes thus pronounced with kesr: (S:) a far, long journey: a far-extending space: (TA:) or a road difficult to him who travels it: (Mgh:) or [simply] a journey: and i. q. ثنيا [so in my copy of the Msb, app. a mistranscription for ثَنِيَّة, i. e. a mountain-road, &c.]: pl. شُقَقٌ. (Msb.) b5: and A part, region, quarter, or tract, (Ibn-'Arafeh, Er-Rághib, K, TA,) towards which one draws near, (Ibn-'Arafeh, TA,) or towards which the traveller directs himself, (K, TA,) [like شُكَّةٌ,] or in the reaching of which one is overtaken by difficulty, or distress; (Er-Rághib, TA;) and ↓ شِقَّةٌ signifies the same. (K.) b6: And Distance; and so ↓ شِقَّةٌ. (K.) b7: See also شِقٌّ, last sentence but one.

شِقَّةٌ A splinter (S, K) that splits off, (S,) or a piece (M, Mgh, TA) split off, (M, TA,) of a plank, (S, M, K, TA,) or of wood, (TA,) or of a piece of wood, (S, Mgh,) or other thing: (M, TA:) a piece split, or divided, lengthwise, of a staff, or stick, and of a garment, or piece of cloth, &c.: (IDrd, O, K:) and a piece split (K, TA) from anything; such as the half: (TA:) pl. شِقَقٌ. (O, TA.) One says of him who is angry, اِحْتَدَّ فَطَارَتْ مِنْهُ شِقَّةٌ فِى الأَرْضِ وَشِقَّةٌ فِى السَّمَآءِ (assumed tropical:) [He became excited by sharpness of temper, or angriness, and he was as though a bit flew from him upon the ground, and a bit into the sky]. (S, * M, TA: in the S, فى الارض &c. is omitted.) See also شِقٌّ, first three sentences. b2: See also شُقَّةٌ, in four places. b3: And see شِقٌّ, again, last sentence but one.

شَقَقٌ The quality, in a horse, (M, K,) and in a man, (M,) denoted by the epithet أَشَقُّ [q. v.]. (M, K.) شَقَقَةٌ [a pl. of which the sing. is not mentioned] Enemies. (TA.) شُقَاقٌ A cracking in several places, (تَشَقُّقٌ, S, K,) or cracks, (Mgh,) or a certain disease occasioning cracks, (M,) in the pasterns of horses or the like, (S, M, Mgh, K,) and in their hoofs, (M, Mgh,) and sometimes rising to their shanks: so says Yaakoob: (S:) and, accord. to Lth, (Mgh,) and Az, (TA,) a cracking in several places (تَشَقُّقٌ) of the skin, from cold or some other cause, in the hands or arms, and the face: (Mgh, TA:) or it signifies also any crack, or slit, in the skin, from disease: (M, TA:) As says that it is in the hand or arm, and the foot or leg, of a human being, and in the fore leg and kind leg of an animal: (Mgh, TA:) but this is inconsistent with what is said by Yaakoob [as stated voce شَقٌّ, first sentence]. (Mgh.) See also أَسْعَدُ: and شَرَجٌ.

شَقِيقٌ: see شِقٌّ, in five places. b2: شَقِيقُ البَرْقِ [so in a copy of the M, but the right reading may be شَقِيقَةُ البَرْقِ, which occurs in the next sentence of the M,] i. q. عَقِيقَتُهُ [expl. in the S, in art. خفو, as meaning Lightning that cleaves the clouds, and extends high, into the midst of the sky, without going to the right and left: but see شَقِيقَةٌ]. (M.) A2: Also A calf that has become firm, or strong: (O, K:) and applied likewise to (assumed tropical:) a man [that has become so; by way of comparison]: (O:) or a bull such as is termed جَذَعٌ [i. e. in his second, or third, year]. (JK.) شَقُوقَةٌ A certain bird; also called ↓ شَقِيقَةٌ: (M, K:) and ↓ شُقَيِّقَةٌ is the dim. thereof: (K:) AHát says, the ↓ شَقُوقَة is a very little thing, grayish (زُرَيْقَآءُ), of the colour of ashes; ten and fifteen of what are thus called congregate; and I think it to be the ↓ شُقَيِّقَة, which is a دُخَّلَة of the دُخَّل [q. v.]; it is somewhat dusky; and its form is the form of these, but it is smaller than they: it is called ↓ شُقَيِّقَة becanse of its smallness: IDrd, in the class of فُعَيْعِل, mentions ↓ الشُّقَيِّقُ as signifying a certain species of birds [app. as a coll. gen. n., of which the n. un. is with ة]. (O, TA.) شَقِيقَةٌ [accord. to Golius, A fissure; as from the KL; but not so expl. in my copy of that work. b2: ] An intervening space or tract between two elongated, or extended, tracts of sand, (S, M, * O, K, * [in the last of which الجَبَلَيْنِ is erroneously put for الجَبْلَيْنِ,]) thus expl. to AHn by an Arab of the desert, (TA,) producing herbage: (S, M, O, K:) or a rugged tract between two elongated, or extended, tracts of sand, producing good herbage; (M, TA;) so in the T, as expl. to its author by an Arab of the desert: (TA:) pl. شَقَائِقُ, (T, S, O, K, TA,) expl. by some as meaning sands themselves: (TA:) or a great piece of sand: or a piece of sand between two pieces thereof. (Ham p. 282.) b3: [In the A and TA voce قِطُّ, it is used as meaning A slice cut off of a melon &c.]

A2: A rain, (M,) or a violent rain, consisting of large drops, (K, TA,) wide in extent: so called because the clouds cleave asunder from it: (M, K, TA:) pl. as above. (TA.) b2: The pl., شَقَائِقُ, is expl. by Az as signifying Clouds that have cloven asunder with copious rains. (O, TA.) b3: شَقِيقَةُ بَرْقٍِ, (O, K,) and عَقِيقَتُهُ, both as expl. by Aboo-Sa'eed, (O,) A flash of lightning that has spread (O, K) in the horizon, (O,) or from the horizon: (K: [but see شَقِيقُ البَرْقِ:]) or شَقِيقَةٌ signifies a flash of lightning that has spread in the breadth of the clouds, and filled the sky: pl. as above. (Ham p. 557.) A3: A headache, (JK, T, TA,) or a pain, (S, O, K,) or a certain disease, (M,) in the half of the head, (JK, T, S, M, O, K,) [i. e. hemicrania,] and of the face: (JK, T, S, O, K:) or, accord. to IAth, a sort of headache in the fore part of the head and towards the sides thereof. (TA.) A4: شَقَائِقُ النُّعْمَانِ, used alike as sing. and pl., (S, O, K,) having no proper sing., (Msb,) or its sing. is شَقِيقَةٌ; (M, O, Msb;) [The red, or blood-coloured, anemone;] a certain plant; (M;) a certain red flower; (Lth, O;) well known; (S, K;) the شَقِر; (Msb;) or, as AHn says, on the authority of AA and Aboo-Nasr and others, it is the شَقِرَة [n. un. of شَقِرٌ]; and the sing. of شقائق is شَقِيقَةٌ: (O, TA:) it is called شقائق النعمان because of its redness, as being likened to the شَقِيقَة of lightning: (M, K:) or from النُّعْمَان as meaning “ blood,” as resembling blood in colour; (Msb, TA;) so that it signifies “ pieces of blood: ” (TA:) or in relation to En-Noamán Ibn-El-Mundhir, because he prohibited to the public a piece of land in which it abounded: (S, K, TA:) or because he alighted upon شَقَائِق of sand that had produced red شَقِر, and he deemed them beautiful, and commanded that they should be prohibited to the public; so the شَقِر were called the شقائق of En-Noamán, by the name of the place of their growth. (TA.) A5: See also شَقُوقَةٌ.

شُقَيِّقٌ, and with ة: see شَقُوقَةٌ, in four places.

شَقَّاقٌ, meaning One who glories, or boasts, vainly, and praises himself for that which is not in him, is not of the [classical] language of the Arabs. (L, TA.) شَقِّىٌّ A horse with which his rider ex-periences difficulty in striving to master him. (JK.) شِقِّيَّةٌ A certain mode of جِمَاع, (K, TA,) in which the woman lies upon her شِقّ [or side]. (TA.) شِقْشِقَةٌ [The bursa faucium, or faucial bag, which is placed behind the palate of the he-camel, and which, when excited, he inflates, and blows out from the side of his mouth;] a thing resembling the lungs, or lights, which the he-camel protrudes from his mouth when he is excited by lust; (S, O, K;) a skin in the fauces of the Arabian camel, which he inflates with wind, and in which he brays; whereupon it appears from the side of his mouth; so says En-Nadr; and he adds that it does not pertain to any but the Arabian camel, [as is said in the M, and] as Hr says; but this requires consideration; (TA;) [also expl. as] the لَهَاة [q. v.] of the he-camel, (M, and Har p. 16,) which he protrudes from his mouth when he brays: (Har ubi suprá:) pl. شَقَاشِقُ. (TA.) b2: To this is likened the tongue of the chaste, or eloquent, and able speaker; himself being likened to the braying stallion-camel: (O:) and hence they say of an orator, or a preacher, that he is ذُو شِقْشِقَةٍ: (S:) one says likewise of an orator, or a preacher, that is loud in voice and skilful in speech, هُوَ أَهْرَتُ الشِقْشِقَةِ [lit. He is wide, or ample, in respect of the شقشقة]: (TA:) and one says, هَدَرَتْ شِقْشِقَتُهُ (assumed tropical:) [meaning His utterance was sonorous and fluent]. (A and TA in art. هدر.) Orators, or preachers, are also termed شَقَاشِق [for ذَوُو شَقَاشِقَ]: and one says, فُلَانٌ شِقْشِقَةُ قَوْمِهِ, meaning (assumed tropical:) Such a one is the noble, and the chaste in speech, or eloquent, of his people. (M.) And in a trad. of 'Omar, (M, O, TA,) accord. to A'Obeyd and others, or of 'Alee accord. to Hr, (TA,) شَقَاشِق are assigned to the Devil, in his saying, إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الخُطَبِ مِنْ شَقَاشِقِ الشَّيْطَانِ [lit. Verily many of the orations, or harangues, are from the شقاشق of the Devil]; because of the lying introduced into them. (M, O, * TA. *) الخُطْبَةُ الشِّقْشِقِيَّةُ an appellation applied to a certain خُطْبَة [i. e. oration, or harangue, or sermon,] of 'Alee, because of his saying to Ibn-'Abbás, (O, K,) on his having cut short his speech, (O,) in reply to a remark of the latter person upon his not having continued his speech uninterruptedly, تِلْكَ شِقْشِقَةٌ هَدَرَتْ ثُمَّ قَرَّتْ [That was a شقشقة that uttered a braying, then became still]. (O, K.) شَاقٌّ Difficult, hard, distressing, grievous, afflicting, troubling, molesting, fatiguing, or wearying. (KL.) One says أَمْرٌ شَاقٌّ [An affair, or event, that is difficult, &c.]; from شَقَّ عَلَيْنَا الأَمْرُ. (Msb.) And شُقَّةٌ شَاقَّةٌ (S, Msb) A long journey [that is difficult, &c.]. (Msb.) شافَّةٌ The spadix of a palm-tree, that has become a span in length; so called because it cleaves the envelope: pl. شَوَاقُّ. (M.) أَشَقُّ, (S, M, O, K,) fem. شَقَّآءُ, and pl. شُقٌّ, (K,) applied to a horse, Wide between the hind legs: (IAar, Th, T, O, * K, * TA:) and the fem. signifies wide in the أَرْفَاغ [or groins, or similar parts]; (TA;) and is applied to a mare: (IDrd, O, TA:) and wide in the vulva; (IAar, O, K;) applied in this sense to a woman. (IAar, O, TA.) and أَشَقُّ المَنْخِرَيْنِ, applied to a horse, Wide in the nostrils. (Lth, O, TA.) b2: Also, (O, K,) Tall, or long; (T, S, M, O, K;) applied to a horse; (T, S, M, K;) thus expl. by As; (T, TA;) and so too applied to a man: (M, TA:) and the fem., as above, applied to a mare. (S.) b3: And, applied to a horse, That goes to the right and left in his running, (JK, * O, K, TA, [in the CK, يَسْبِقُ is erroneously put for يَشْتَقُّ, and in like manner in my MS. copy of the K, with the additional mistranscription of من عَدْوِهِ for فِى عَدْوِهِ,]) as though (O, TA) leaning upon one of his sides: (JK, O, TA:) so says Lth; and he cites as an ex., وَتَبَازَيْتُ كَمَا يَمْشِى الأَشَقُّ [as though meaning And I moved my posteriors in walking, like as goes the horse that inclines to the right and left in his running: but this may be rendered and I stepped wide, like as does the tall, or long-bodied, horse]. (O, TA.) مَشَقٌّ [properly A place of cleaving, splitting, &c.: and hence a fissure, cleft, &c., like شَقٌّ: pl. مَشَاقُّ]: see شَقٌّ. b2: مَشَقُّ العَيْنِ [The slit of the eye]. (TA in art. حوص.) مَشَقَّةٌ [said in the S and K to be an inf. n. of شَقَّ trans. by means of عَلَى]: see شِقٌّ, in the last quarter of the paragraph, in two places.
شق
الشِّقْشِقَةُ: لَهَاةُ البَعِيرِ العَرَبيِّ، والجميع الشَّقاشِقُ. وشَقْشَقَ الفَحْلُ: هَدَرَ.
والشًقَاشِقً: الخُطَباءُ الفُصَحاءُ. وأصْلُ الشَّقْشَقَةِ: جَهَارَةُ الصَّوْتِ.
والشَّقُّ: مَصْدَرُ شَقَقْت. والشِّقُّ: اسْمٌ لِمَا نَظَرْتَ إليه. والجميع الشُّقُوقُ.
والشُّقَاقُ: تَشَقًّقُ الجِلْدِ من بَرْدٍ أو غيرِه. والبَرْقُ يَتَشَقَّقُ إذا اسْتَطارَ في سَعَةٍ وطُولٍ.
والأشَقُّ: الفَجْرُ المُسْتَطِيلُ في الأفُق.
والشِّقُّ: المَشَقَةُ في السيْرِ والعَمَل. ومَجْهُودُ النَّفْس. والجانِبُ من الشَّيْءِ. والشَّقِيْقُ، هو أخي وشَقِيقي وشِقُّ نفسي. وشاقَقْتُ الرَّجُلَ: كافَأْته.
وشُقَّة من القَمَر. والشِّقَاق والشقَّةُ: بُعْدُ مَسِيرٍ إلى أرضٍ بعيدة. وأمْرٌ شاقٌّ.
والشَّقِّيُّ من الخَيْل: الذي يَشُقُّ على فارِسِه عِلاجُه.
والشِّقَّةُ: شَظِيَّةٌ تُشَقُّ من لَوْحٍ أو خَشَبَةٍ، والجميع الشِّقَقُ. والشُّقَّةُ من الثِّياب: معروفة، والجميع الشُّقَقُ. وفَرَسٌ أشَقُّ المَنْخِرَين: أي واسِعُهما.
والشِّقَاقُ: الخِلافُ، وهو يُشَاقّهم خِلافاً. وانْشَقَّتْ عَصاهم.
والاشْتِقاقُ: الأخْذُ في الكلام والخُصوماتِ يَميناً وشِمالاً.
وفَرَسٌ أشَقُّ: قد اشْتَقَّ في عَدْوِه يَمِيْلُ على أحَدِ شِقَّيْه، ومَصْدَرُه الشَّقَقُ.
والأشَقُّ: الطَوِيلُ، والأنثى شَقّاء. وقيل: الأشَقُّ: الذي قَرِحَ من أحَدِ جانِبَيْه.
والشَّقِيْقَةُ: صدَاعٌ يَأْخُذُ في نِصْفِ الرَّأْس والوَجْهِ. والفُرْجَةُ بَيْنَ الرِّمَال تُنْبِتُ العًشْبَ والشَّجَرَ، والجميع الشَّقائقُ. ونَوْرٌ أحْمَرُ يُسَمّى شَقائقَ النُّعْمانِ، الواحدةُ شَقِيْقَةٌ.
وشَقَّ ناب البَعِيرِ: بمعنى شَقَأ. والشِّقُّ: جِنْسٌ من الجِنِّ. والشِّقِّيَّةُ: ضَرْبٌ من البُضْع.
والشَّقِيْقُ: الثَّوْرُ الجَذَع. والشُّقَاقُ: داءٌ في حَوافِرِ الدَوابِّ وأرساغِها.
القاف والضاد
شق
الشَّقُّ: الخرم الواقع في الشيء. يقال:
شَقَقْتُهُ بنصفين. قال تعالى: ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا
[عبس/ 26] ، يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِراعاً
[ق/ 44] ، وَانْشَقَّتِ السَّماءُ
[الحاقة/ 16] ، إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ [الانشقاق/ 1] ، وَانْشَقَّ الْقَمَرُ [القمر/ 1] ، وقيل: انْشِقَاقُهُ في زمن النّبيّ عليه الصلاة والسلام، وقيل: هو انْشِقَاقٌ يعرض فيه حين تقرب القيامة ، وقيل معناه: وضح الأمر ، والشِّقَّةُ: القطعة الْمُنْشَقَّةُ كالنّصف، ومنه قيل:
طار فلان من الغضب شِقَاقًا، وطارت منهم شِقَّةٌ، كقولك: قطع غضبا . والشِّقُّ: الْمَشَقَّةُ والانكسار الذي يلحق النّفس والبدن، وذلك كاستعارة الانكسار لها. قال عزّ وجلّ: لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ

[النحل/ 7] ، والشُّقَّةُ:
النّاحية التي تلحقك المشقّة في الوصول إليها، وقال: بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ [التوبة/ 42] ، والشِّقَاقُ: المخالفة، وكونك في شِقٍّ غير شِقِ صاحبك، أو مَن: شَقَّ العصا بينك وبينه. قال تعالى: وَإِنْ خِفْتُمْ شِقاقَ بَيْنِهِما
[النساء/ 35] ، فَإِنَّما هُمْ فِي شِقاقٍ [البقرة/ 137] ، أي: مخالفة، لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقاقِي [هود/ 89] ، وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتابِ لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ [البقرة/ 176] ، مَنْ يُشاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
[الأنفال/ 13] ، أي: صار في شقّ غير شقّ أوليائه، نحو: مَنْ يُحادِدِ اللَّهَ [التوبة/ 63] ، ونحوه: وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ [النساء/ 115] ، ويقال: المال بينهما شقّ الشّعرة، وشَقَّ الإبلمة ، أي: مقسوم كقسمتهما، وفلان شِقُّ نفسي، وشَقِيقُ نفسي، أي: كأنه شقّ منّي لمشابهة بعضنا بعضا، وشَقَائِقُ النّعمان: نبت معروف. وشَقِيقَةُ الرّمل:
ما يُشَقَّقُ، والشَّقْشَقَةُ: لهاة البعير لما فيه من الشّقّ، وبيده شُقُوقٌ، وبحافر الدّابّة شِقَاقٌ، وفرس أَشَقُّ: إذا مال إلى أحد شِقَّيْهِ، والشُّقَّةُ في الأصل نصف ثوب وإن كان قد يسمّى الثّوب كما هو شُقَّةً.
شق: لا يشق غباره: تعبير مستحدث على ما يبدو، من الشاعر النابغة الذبياني، وهو تعبير يرتد أصله إلى سباق الخيل. وهو بالضبط: الغبار الذي لا ينشق ولا يخترق بمعنى الفارس الذي يتقدم منافسيه إلى مدى لا يستطيعون إدراك الغبار الذي أثاره. وهذا الكلام يقال للرجل الشهير، الذي لا قرين له، الذي يسبق الآخرين (دي سلان في ترجمته لابن خلكان 1، 50، خلكان 1، 26، 7، سلين، المقري 2، 189، 12، 354، 12): وقد عارضه كثيرون فما شقّوا له غباراً.
شُقّت خَشِبية السيف إذا صقل السيف وسقى الماء (ديوان الهذليين 27، 3، 76، 3، 142، 36).
شُق عنه: يقال عن الطفل الذي يسحب من رحم أمه بالعملية القيصرية (معجم أبي الفداء).
شق: احدث خطوطاً. (بوشر). شق الارض بالسكة: اصطلاح من اصطلاحات الحراثة وأسم المصدر شِقاق، وهو الحرث الأول للأرض.
شق: حين يكون الفعل بمعنى اجتاز أو جاز أو عبر أو قطع لا يمكن أن يستعمل وحده بل يقال شق في؛ وكذلك الأمر مع شق ب فيقال: جزيرتان تشق السفن بينهما (معجم الإدريسي).
شق شقةً: تنزه، جال في نزهة (ألف ليلة 3، 444، 9) شق على: مرّ بفلان، رآه في أثناء مروره، زار (بوشر).
شق: على المريض: عاده (محيط المحيط) فتح من القناة ساقية (معجم الطرائف).
شق: تعب (معجم الادريسي).
شق على جرح: ضمد جرحاً (بوشر).
شاقة الطاعة: رفض طاعة فلان، ثار عليه (تاريخ البربرية 2، 3، 4): نابذوه العهد وشاقوه الطاعة.
أرض متشققة: الأرض التي فيها المزيد من الشقوق أو الحفر (بكري 56، 1517، 7 وعوادي 1، 42) انشق غماً، أنشق غيظاً (الكالا: Rebentar de Enojo) .
أشتق: استمد ماء الساقية من القناة (معجم الطرائف، دي ساس كرست 11، 24 وانظر جاز وعبر).
شق: اشطب من فريتاج الجملة الآتية: Prodiit manafistus evasit إذ إنه ذهب إلى هذا المعنى في ترجمته للمقامة الحريرية 21 أي 212 طبعة 9 دي ساسي؛ فأخطأ في كتابة هذه الكلمة لأن الفعل هناك كان: شف بالفاء.
شق: الموضع الذي بين ساقي الرجل في الجزء الذي يتصل بالجسم وجذعه (انتار 6، 5 والمعنى نفسه عند كوسج وكرست 87، 6 الذي يدعوه مشّق).
شق: مشكاة، ثغرة في سمك الحائط يوضع فيها تمثال .. الخ (بوشر).
خرقت شقوق البربر: صفوفهم (نويري أسبانيا 483).
شق: خط حراثة الأرض الأول (انظر ما تقدم) شُقّ: خشخاش (روولف 118).
شقَّة جمعها شقاق: فتحة (الكالا hendedura ومرادفاتها) صدع: فلع فلق. ثغرة (بوشر).
شق: نزهة في جولة واحدة.
شق: جولة في عدة مواضع، جولة سنوية أو دورية (بوشر).
شق: زيارة طبية.
شقة: جانب؛ على شقة: على جانب، من جانب. بانحراف (بوشر).
شق: قطعة: شقة القلوب والأكباد (مولر 85، 2) يوضح هذا بقوله: كلما زادت قيمة الشيء، زاد تمسكنا به أي القطعة منه.
شقة: جزء (بوشر).
شقة: جذمة (بوشر).
شقة: هي قطعة قماش ولاسيما شقة الكتان (كارتاس 36، 16) قطعة من نسيج كتان (الكالا): (شيء من شقة Tela de Cedaco, Lencal Cosa de Lienco) أو قطعة من جوخ أو صوف (بوشر).
في قوانين غرناطة نجد كلمة شوقا مثلما نجد شقة.
ومن هناك نجد: قطعة قماش من كتان أو شعر العمر الذي تصنع منه الخيمة، (زاتشر 22، 143 وعنده: شِقّة جمعها شقاق).
في (بركهارت سوريا) ص91: خيمة مضيفنا غاية في الإحكام، لأنها مصنوعة من الشق الذي يتعاقب فيه اللونان الأبيض والأسود أو القماش المصنوع من شعر العنز.
جمع الكلمة لا يقتصر على: شقاق فحسب بل تجمع على أشقاق (باين سميث) 1632، (بار على طبعه هوفمان رقم 4515).
شِقة: (بمعنى التعميم) خيمة كبيرة دائرية الشكل (مملوك 1، 1، 192، 2، 2، 12).
شِقة: هي قاطع أو فاصل من القماش يحيط بالخيمة ويسمر سرا برده (مملوك 2، 2، 212).
شِقة: مثل شِق وهو نصف فراش الدواب المزدوج أو إحدى السلّتين (جوب 178، 6 ابن بطوطة 1، 404، 2، 148) (كاترمير هو الذي دون العبارة الأخيرة إلا إن مملوك 101 لم يستطيع فهمها).
شِقة: مِقرعة الباب (مملوك).
شقة من دار: قسم رئيس من مسكن (بوشر).
شقة الرصاص: صفيحة الرصاص (مملوك 2، 2، 212).
شقة وجمعها شقق: الشق في الحائط وغيره (فوك).
شقَّة: الجوانب الأربعة للكعب أو العُظيمة التي تبرز النقرة التي فيه (معجم الأسبانية 254) وجع الشقة: الصداع (محيط المحيط).
شقيق: خشخاش منثور (بوشر مولر 22، 4، ابن الجزائر، زاد المسافر: شقيق النعمان وهي الحببورا).
شقيق القرن: خشخاش مقرون ومقرن وبحري وأقرن وما ميثاء وباللاتينية Glaucium ou Parot Cornu ( بوشر).
شقيق الماء، حوذان؛ صغير. (بوشر).
شقائق (جمع): حرير (فوك).
شقيقة: رباط، لفافة (دي ساسي وكريست: وتلبس دنّيّة طويلة سوداء بشقائق صفر طوال مدلاة على صدرك.).
شقيقة - انظر أصل تسمية الورد المسمى شقائق النعمان عند ابن خلكان 1، 370 وسلين 2، 57؛ والخشخاش (مولر 22).
شُقّيق: خشخاش (بوشر) وهو من كلام العامة (محيط المحيط 475).
شقاق: صانع البياضات وبائعها تاجر الأقمشة القطنية أو الكتانية (فوك) (الكالا).
شاقق: بارز، منبثق (بوشر).
مشّق (انظر شق) هي عند ابن البيطار ص188 جزء 4: ودع واحدة ودعة وهي مناقف صغار تخرج من البحر يزين بها الإكليل وهي بيضاء في بطونها مشق كمشق النواة.
مشقق: كثير الكهوف (الكالا). (البكري 56، ياقوت 1، 456 وضع كلمة أرض متشققة بدلاً من ارض مشققة).
مشقوق، صنوبرة مشقوقة من حالها (الكالا).
مشاقق: منشق، منفصل، خارجي (بوشر).
اشتقاق: إنبثاق، انبعاث (بوشر).
اشتقاقي: (بوشر).
انشقاق: غرق (الكالا).

سَعَده

سَعَده
الجذر: س ع د

مثال: سَعَده الله
الرأي: مرفوضة
السبب: لاستخدام «سَعَد» متعديًا.
المعنى: وَفَّقه

الصواب والرتبة: -أَسْعَده اللهُ [فصيحة]-سَعَده اللهُ [فصيحة]
التعليق: ورد الفعل «سَعَد» في لغة العرب لازمًا، كما في قولنا «سعد يومنا»، وورد متعديًا، كما في قوله تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ} هود/108، فبناء الفعل للمجهول دليل تعدِّيه، هذا بالإضافة إلى أن مجيء «فعل» و «أفعل» بمعنى واحد كثير في لغة العرب، وقد ذهب مجمع اللغة المصريّ إلى إجازة ما يشيع استعماله من ذلك.

مُسْعَد

مُسْعَد
من (س ع د) من أصابه السعد أي الهناء واليمن، والموفق المعان.
مُسْعَد
الجذر: س ع د

مثال: هو مُسْعَد برزق وفير
الرأي: مرفوضة
السبب: لاستعمال اسم المفعول من الفعل «أسعد»، مع عدم وروده في المعاجم، بدلاً من اسم المفعول من الفعل «سَعَد».

الصواب والرتبة: -هو مَسْعود برزق وفير [فصيحة]-هو مُسْعَد برزق وفير [صحيحة]
التعليق: أوردت المعاجم الفعل الثلاثي المجرَّد ومشتقاته للسياق المذكور؛ ففي التاج: سَعِد كعَلِم .. فهو مسعود .. وأسعده الله فهو مسعود .. ولا يُقال: مُسْعد كمكرم، مجاراة لــأسعد الرباعي، بل يقتصر على مسعود، اكتفاء به عن مُسْعَد، كما قالوا: محبوب، ومحموم، ومجنون، ونحوها من أفعل رباعيًّا .. ، ويمكن تصحيح الاستعمال المرفوض اعتمادًا على القياس، فضلاً عمَّا في صيغة «أفعل» المزيدة بالهمزة من الإسراع إلى إفادة التعدية.

اسْتِعْمَال «فَعَل» بمعنى «أَفْعَل»

اسْتِعْمَال «فَعَل» بمعنى «أَفْعَل»
الأمثلة: 1 - أَصْبَح مَهْدُور الدم 2 - إِنَّها تَحُسُّ دبيب النمل 3 - المشروع لاغٍ 4 - المنزل مَحُوط بالأشجار 5 - تَنَاوَل طعامَ الفُطور قبل أدائه صلاة المغرب 6 - ثَبَتَ اسمَه في الديوان 7 - جَدَبَ الوادي 8 - جَهَزَ على الجريح 9 - خَرَبَ الشّكُّ بيتَه 10 - خَشَب مَحْرُوق 11 - خَلَدَ إلى الراحة 12 - خَلَفَ الله عليك 13 - رَجُل مَبْغُوض 14 - رَصَدَ مبْلغًا لبناء مسجد 15 - سَعَده الله 16 - شَكَلَ عَلَيّ الأمر 17 - ظَلَّ ماسِكًا الحبل 18 - غَلَقَ البابَ 19 - فَاطِر في نهار رمضان 20 - فُلان مَحْمُوم 21 - فُلان مَزْكُوم منذ أيام 22 - فَلَحَ الرَّجُلُ 23 - قَدَّمَ للقاضي دلائل محسوسة على براءته 24 - قَلْبه مَوْجُوع 25 - كَانَت الطائرة تَقِلُّ مئة راكب 26 - كُلِّي آذان صَاغِيَة 27 - كَنَّ الأمرَ عنه 28 - لا تكن ناكِرًا للجميل 29 - لَحَّ عليه في السؤال 30 - مَال مَحْرُوز 31 - مَدَّه بمالٍ كثير 32 - مَسَكَ الشرطيّ باللّص 33 - نَجَزَ الرجلُ وعدَه 34 - هَذِه المعلومات كانت مَخْفِيَّة عنهم 35 - هَلَكَه في العمل 36 - هُوَ مَعْلُول 37 - وَعَدَه بالعقاب 38 - وَقَف المتهم مَوْثوقًا أمام القضاة 39 - يَا غَائِث المستغيثين 40 - يَجِب ألاّ تَفْلِتَ الفرصة من أيدينا 41 - يَنَعَتْ ثمارُ الشجرة
الرأي: مرفوضة
السبب: لاستخدام «فَعَلَ» بدلاً من «أَفْعَلَ».

الصواب والرتبة:
1 - أصبح مُهْدَر الدم [فصيحة]-أصبح مَهْدُور الدم [فصيحة]
2 - إِنَّها تَحُسُّ دبيب النمل [فصيحة]-إِنَّها تُحِسُّ دبيب النمل [فصيحة]
3 - المشروع لاغٍ [فصيحة]-المشروع مُلْغًى [فصيحة]
4 - المنزل مُحَاط بالأشجار [فصيحة]-المنزل مَحُوط بالأشجار [فصيحة]
5 - تناول طعامَ الإفطار قبل أدائه صلاة المغرب [فصيحة]-تناول طعامَ الفُطُور قبل أدائه صلاة المغرب [فصيحة]
6 - أَثْبَتَ اسمَه في الديوان [فصيحة]-ثَبَتَ اسمَه في الديوان [صحيحة]
7 - أَجْدَبَ الوادي [فصيحة]-جَدَبَ الوادي [فصيحة]
8 - أَجْهَزَ على الجريح [فصيحة]-جَهَزَ على الجريح [فصيحة]
9 - أَخْرَبَ الشّكُّ بيتَه [فصيحة]-خَرَبَ الشّكُّ بيتَه [فصيحة]
10 - خشب مُحْرَق [فصيحة]-خشب مَحْرُوق [فصيحة]
11 - أَخْلَدَ إلى الراحة [فصيحة]-خَلَدَ إلى الراحة [فصيحة]
12 - أَخْلَفَ الله عليك [فصيحة]-خَلَفَ الله عليك [فصيحة]
13 - رجل مُبْغَض [فصيحة]-رجل مَبْغُوض [فصيحة]
14 - أَرْصَدَ مبْلغًا لبناء مسجد [فصيحة]-رَصَدَ مبْلغًا لبناء مسجد [فصيحة]
15 - أَسْعَده اللهُ [فصيحة]-سَعَده اللهُ [فصيحة]
16 - أَشْكَلَ عَلَيَّ الأمرُ [فصيحة]-شَكَلَ عَلَيَّ الأمرُ [صحيحة]
17 - ظلّ ماسِكًا الحبل [فصيحة]-ظلّ مُمْسِكًا الحبل [فصيحة]
18 - أَغْلَقَ البابَ [فصيحة]-غَلَقَ البابَ [صحيحة]
19 - فَاطِر في نهار رمضان [فصيحة]-مُفْطِر في نهار رمضان [فصيحة]
20 - فلانٌ مَحْمُومٌ [فصيحة]-فلانٌ مُحَمٌّ [فصيحة مهملة]
21 - فلانٌ مَزْكُوم منذ أيام [فصيحة]-فلانٌ مُزْكَم منذ أيام [فصيحة مهملة]
22 - أَفْلَحَ الرَّجُلُ [فصيحة]-فَلَحَ الرَّجُلُ [فصيحة]
23 - قَدَّمَ للقاضي دلائل مُحَسَّة على براءته [فصيحة]-قَدَّمَ للقاضي دلائل محسوسة على براءته [فصيحة]
24 - قلبه مُوجَع [فصيحة]-قلبه مَوْجُوع [فصيحة]
25 - كانت الطائرة تَقِلُّ مئة راكب [فصيحة]-كانت الطائرة تُقِلُّ مئة راكب [فصيحة]
26 - كُلِّي آذان صَاغِيَة [فصيحة]-كُلِّي آذان مُصْغِيَة [فصيحة]
27 - أَكَنَّ الأمرَ عنه [فصيحة]-كَنَّ الأمرَ عنه [فصيحة]
28 - لا تكن مُنْكِرًا للجميل [فصيحة]-لا تكن ناكِرًا للجميل [فصيحة]
29 - أَلَحَّ عليه في السؤال [فصيحة]-لَحَّ عليه في السؤال [صحيحة]
30 - مال مُحْرَز [فصيحة]-مال مَحْرُوز [فصيحة]
31 - أَمَدَّه بمالٍ كثير [فصيحة]-مَدَّه بمالٍ كثير [فصيحة]
32 - أَمْسَكَ الشرطيُّ باللّص [فصيحة]-مَسَكَ الشرطيّ باللّص [فصيحة]
33 - أَنْجَزَ الرجلُ وَعْدَه [فصيحة]-نَجَزَ الرجلُ وَعْدَه [فصيحة]
34 - هذه المعلومات كانت مُخْفاة عنهم [فصيحة]-هذه المعلومات كانت مَخْفِيَّة عنهم [فصيحة]
35 - أَهْلَكَه في العمل [فصيحة]-هَلَكَه في العمل [فصيحة]
36 - هو مُعَلّ [فصيحة]-هو مَعْلُول [صحيحة]
37 - أوْعَدَه بالعقاب [فصيحة]-وَعَدَه بالعقاب [فصيحة]
38 - وقف المتهم مُوثَقًا أمام القضاة [فصيحة]-وقف المتهم مَوْثوقًا أمام القضاة [صحيحة]
39 - يا غَائِث المستغيثين [فصيحة]-يا مُغِيث المستغيثين [فصيحة]
40 - يجب ألاّ تُفْلِتَ الفرصة من أيدينا [فصيحة]-يجب ألاّ تَفْلِتَ الفرصة من أيدينا [صحيحة]
41 - أَيْنَعَتْ ثمارُ الشجرة [فصيحة]-يَنَعَتْ ثمارُ الشجرة [فصيحة]
التعليق: الأمثلة المرفوضة التي استخدم فيها وزن «فَعَلَ» - أو مصدره، أو أحد مشتقاته- بمعنى «أَفْعَلَ» أوردت معظمها المعاجم القديمة، مثال ذلك: «فَلَحَ، وأَفْلَحَ»، و «يَنَعَ، وأَيْنَعَ»، و «كَنَّ، وأَكَنَّ»، و «جَدَبَ، وأَجْدَبَ»، و «جَهَزَ، وأَجْهَزَ» .. وقد وَرَد التبادل بين «أَحَسَّ» و «حَسَّ» في القراءات القرآنية، فقد قرئ: {هَلْ تَحُسّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ}، والقراءة المشهورة: {هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ} مريم/98، وقد جمع الأعشى «أنكر» و «نكِر» في قوله:
وأنكرتني وما كان الذي نكِرت من الحوادث إلاّ الشيب والصّلعا
والبعض الآخر من هذه الأفعال ورد أحد مشتقاتها بالمعاجم القديمة مثل: «مِلْحَاح» بمعنى «مُلِحّ»، وقد أوردت المعاجم الحديثة ما لم يرد من تلك الأفعال المرفوضة في المعاجم القديمة.

علم أسباب النزول

علم أسباب النزول
من فروع علم التفسير هو علم يبحث فيه عن نزول سورة أو آية ووقتها ومكانها وغير ذلك ومباديه مقدمات مشهورة منقولة عن السلف.
والغرض منه: ضبط تلك الأمور.
وفائدته: معرفة وجه الحكمة الباعثة على تشريع الحكم وتخصيص الحكم به عند من يرى أن العبرة بخصوص السبب وأن اللفظ قد يكون عاما ويقوم الدليل على تخصيصه فإذا عرف السبب قصد التخصيص على ما عداه.
ومن فوائده: فهم معنى القرآن واستنباط الأحكام إذ ربما لا يمكن معرفة تفسير الآية بدون الوقوف على سبب نزولها مثل قوله تعالى: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} وهو يقتضي عدم وجوب استقبال القبلة وهو خلاف الإجماع ولا يعلم ذلك إلا بأن نزولها في نافلة السفر وفيمن صلى بالتحري ولا يحل القول فيه إلا بالرواية والسماع ممن شهد التنزيل كما قال الواحدي.
ويشترط في سبب النزول أن يكون نزولها أيام وقوع الحادثة وإلا كان ذلك من باب الإخبار عن الوقائع الماضية كقصة الفيل كذا في مفتاح السعادة. ومن الكتب المؤلفة فيه أسباب النزول لشيخ المحدثين علي بن المديني وهو أول من صنف فيه ولابن مطرف الأندلسي في مائة جزء وترجمته بالفارسية لأبي النصر سيف الدين أحمد الاسبرتكسيني ولمحمد بن أسعد العراقي وللشيخ أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي المفسر وهو أشهر ما صنف فيه وقد اختصره برهان الدين الجعبري فحذف أسانيده ولم يزد عليه شيئا. ولابن الجوزي البغدادي وللحافظ ابن حجر العسقلاني - ولم يبيض - للسيوطي أيضا سماه: لباب النقول وهو كتاب حافل.
وقد تكلمنا على أسباب النزول في رسالتنا أكسير في أصول التفسير فارجع إليه فإنه ينفعك نفعا عظيما.

الحِصابُ

الحِصابُ:
بالكسر، وهو من الحصب، وهو رميك الحصباء، وهو الحصى الصغار، والحصاب مصدر حاصبته محاصبة وحصابا. والحصاب: موضع رمي الجمار
بمنّى، قال عمر بن أبي ربيعة:
جرى ناصح بالودّ بيني وبينها ... فقرّبني، يوم الحصاب، إلى قتلي
وقال كثير بن كثير بن الصّلت:
أسعداني بعبرة أسراب ... من جفون كثيرة التسكاب
إن أهل الحصاب قد تركوني ... موزعا مولعا بأهل الحصاب

جامع الحكايات، ولا مع الروايات

جامع الحكايات، ولا مع الروايات
لجمال الدين: محمد العوفي.
وهو فارسي.
جمعه: للوزير، نظام الملك: شمس الدين.
ثم نقله الفاضل: أحمد بن محمد، المعروف: بابن عربشاه، الحنفي.
المتوفى: سنة 854، أربع وخمسين وثمانمائة.
إلى التركية بأمر السلطان: مراد خان الثاني، حين كان معلماً له.
ونقله أيضاً مولانا: نجاتي الشاعر.
المتوفى: سنة 914، أربع عشرة وتسعمائة.
لشهزداه سلطان: محمد خان.
والمولى: صالح بن جلال، المتوفى: سنة 973، ثلاث وسبعين وتسعمائة.
بأمر السلطان: بايزيد بن سليمان خان.
ومنتخبه: لمحمد بن أسعد بن عبد الله التستري، الحنفي، من شعراء سلطان: محمد خدا بنده.
وتوفي بعد 730.
وهو على أربعة أقسام: كل قسم خمسة وعشرون باباً.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.