Ibn Manẓūr, Lisān al-ʿArab (d. 1311 CE) لسان العرب لابن منظور

Search results for: %D8%B3%D8%B1%D9%88%D8%A7%D9%84

غوز

غوز: قال الأَزهري في ترجمة غَزا: الغَزْو القصد، وكذلك الغَوْزُ، وقد

غَزاه وغازَهُ غَزْواً وغَوْزاً إِذا قصده. والأَغْوَزُ: البارُّ

بأَهله.

قردح

قردح: القُرْدُحُ والقَرْدَحُ: ضرب من البُرُود.

وقَرْدَحَ الرجلُ، أَقرَّ بما يُطلب إِليه أَو يطلب منه. ابن الأَعرابي:

القَرْدَحَةُ الإِقرارُ على الضيم، والصبرُ على الذل.

والمُقَرْدِحُ: المتذلل المتصاغر؛ عن ابن الأَعرابي. قال: وأَوصى عبدُ

الله بنُ خازم بَنِيه عند موته فقال: يا بَنِيَّ إِذا أَصابتكم خُطَّة

ضَيْم لا تُطِيقون دَفْعَها فَقَرْدِحُوا لها فإِن اضطرابكم منه أَشدّ

لرُسُوخكم فيه؛ ابن الأَثير: لا تضطربوا له فيزيدكم خَبالاً. الفراءُ:

القَرْدَعة والقَرْدَحة الذلُّ.

وقال في الرباعي: القُرْدُحُ الضخم من القِرْدان.

مزق

مزق: المَزْق: شَقّ الثياب ونحوها. مَزَقهُ يَمْزِقه مَزْقاً ومَزّقه

فانْمَزق تَمْزيِقاً وتَمَزّق: خرقه؛ ومنه قول العجاج:

بحَجَبات يَتَثَقَّبْنَ البُهَرْ،

كأَنما يَمْزِقْنَ باللحم الحَوَرْ

والحَوَر: جلود حُمْرٌ، والبُهَر: الأَوساط. وفي حديث كتابه إلى

كِسْرَى: لما مَزَّقَهُ دعا عليهم أن يُمَزَّقوا كلَّ مُمَزَّقٍ، التَّمْزيقُ

التخريق والتقطيع، وأَراد بِتَمْزيقهم تفرُّقهم وزوال مُلكهم وقطع دابرهم.

والمِزْقة: القطعة من الثوب. وثوب مَزِيق ومَزِقٌ الأخيرة على النسب.

وحكى اللحياني: ثوب أَمْزَاق ومِزَق. ويقال: ثوب مَزِيق مَمْزُوق مُتَمَزِّق

وممزَّق، وسحاب مِزَق على التشبيه كما قالوا كِشفَ. والمِزَق: القطع من

الثوب المَمْزُوق، والقطعة منها مِزْقَة. الليث: يقال صار الثوب مِزَقاً

أي قطعاً، قال: ولا يكادون يقولون مِزْقة للقطعة الواحدة، وكذلك مِزَق

السحاب قطعه. ومَزْقُ العِرْض: شتمه. ومَزَق عِرْضَه يَمْزِقُه مَزْقاً:

كَهَرَده. وناقة مِزاق، بكسر الميم، ونِزَاق؛ عن يعقوب: سريعة جدّاً يكاد

يتَمَزَّق عنها جلدها من نَجائها، وزاد في التهذيب: ناقة شَوْشَاة مِزَاقٌ

سريعة: قال الليث: سميت مِزَاقاً لأن جلدها يكاد يتَمَزَّق عنها من

سرعتها؛ وأَنشد:

فجاءَ بشَوْشاةٍ مِزَاقٍ، ترى بها

نُدوباً من الأَنْساع: فَذّاً وتَوْأَما

وقال غيره: فرس مِزَاق سريعة خفيفة؛ قال ذو الرمة:

أَفاؤُوا كلَّ شاذبةٍ مِزَاقٍ

بَراها القَوْدُ، واكتَسَتِ اقْوِرَارا

وفي النوادر: ما زَقْتُ فلاناً ونازَقْتُه مُنَازقةً أَي سابقته في

العدو.

ومُزَيْقِياءُ: لقب عمرو بن عامر بن مالك ملك من ملوك اليمن جَدّ

الأنصار، قيل: إنه كان يُمَزِّق كل يوم حُلَّة فيَخْلَعُها على أَصحابه، وقيل:

إنه كان يلبس كل يوم حُلَّتين فيُمَزِّقهما بالعشي ويَكْره أَن يعود

فيهما ويأْنف أن يلبسهما أَحد غيره، وقيل: سمي بذلك لأنه كان يلبس كل يوم

ثوباً، فإذا أمسى مَزَّقه ووهبه؛ وقال:

أنا ابن مُزَيْقيا عَمْرو، وجدّي

أَبوه عَامِرٌ، ماءُ السماءِ

وفي حديث ابن عمر: أن طائراً مَزَق عليه أي ذرق ورمى بسَلْحه عليه؛

مَزَقَ الطائرُ بسَلْحه يمْزُق ويَمْزِقُ مَزْقاً: رمى بذَرْقه. والمُزْقةُ:

طائر، وليس بثَبَتٍ. والمُمَزِّقُ: لقب شاعر من عبد القيس، بكسر الزاي

وكان الفراء يفتحها: وإنما لُقِّب بذلك لقوله:

فإن كنت مأْكولاً، فكُنْ خير آكلٍ،

وإلاَّ فأدْرِكْني، ولَمّا أُمَزَّقِ

قال ابن بري: وحكى المفضل الضبي عن أَحمد اللغوي أَن المُمَزّق العبدي

سمي بذلك لقوله:

فمَنْ مُبْلِغُ النعمان أَن ابن أُختِهِ،

على العَيْنِ، يَعْتاد الصَّفَا ويُمَزِّقُ

ومعنى يُمَزِّقُ يغنِّي. قال: وهذا يقوي قول الجوهري في كسر الزاي في

المُمَزِّقِ، إلا أَن المعروف في هذا البيت يُمَرّق، بالراء.

والتَّمْرِيقُ، بالراء: الغناء فلا حجة فيه على هذا لأن الزاي فيه تصحيف، وقال الآمدي:

المُمَزَّق، بالفتح، هو شَأْس بن نَهارٍ العبدي، سمي بذلك لقوله:

فإن كُنْتُ مأْكولاً، فكُنْ خيرا آكِلٍ

وأَما المُمَزِّق، بكسر الزاي، فهو المُمَزَّقُ الحَضْرمي، وهو متأَخر؛

وكان ولده يقال له المُخَزِّق لقوله:

أَنا المُخَزِّق أَعْراضَ اللِّئَام، كما

كان المُمَزِّقُ أَعراض اللِّئَام أَبي

وهجا المُمَزقَ أَبو الشَّمَقْمَقِ فقال:

كُنْتَ المُمَزِّقَ مرَّة،

فاليوم قد صِرْتَ المُمَزَّقْ

لما جَرَيْتَ مع الضَّلال،

غَرقْتَ في بحر الشَّمَقْمَقْ

والمُمَزَّقُ أَيضاً: مصدر كالتَّمْزِيق، ومنه قوله تعالى: ومَزَّقْناهم

كل مُمَزَّق.

بظر

بظر: البَظْرُ: ما بين الإِسْكَتَيْنِ من المرأَة، وفي الصحاح: هَنَةٌ

بَيْنَ الإِسْكَتَيْن لم تُخْفَضْ، والجمع بُظور، وهو البَيْظَرُ

والبُنْظُر والبُنظارة والبَظَارَةُ؛ الأَخيرة عن أَبي غسان. وفي الحديث: يا ابنَ

مُقَطِّعَة البُظُور، جمع بَظْر، ودعاه بذلك لأَن أُمه كانت تَخْتنُ

النساءَ، والعرب تطلق هذا اللفظ في معرض الذَّم وإِن لم تكن أُمُّ من يقال

له هذا خاتنةً، وزاد فيها اللحياني فقال: والكَيْنُ والنَّوْفُ

والرَّفْرَف، قال: ويقال للناتئ في أَسفل حياء الناقة البُظارة أَيضاً. وبُظارة

الشاة: هَنَةٌ في طرف حيائها. ابن سيده: والبُظارة طرف حياء الشاة وجميع

المواشي من أَسفله؛ وقال اللحياني: هي الناتئُ في أَسفل حياء الشاة؛

واستعاره جرير للمرأَة فقال:

تُبَرِّئُهُمْ مِنْ عَقْرِ جِعْثِنَ، بَعدما

أَتَتْكَ بِمَسْلوخِ البُظارَةِ وارِمِ

ورواه أَبو غسان البَظارة، بالفتح.

وأَمَةٌ بَظْرَاءُ: بينة البَظْرِ طويلة البَظْرِ، والاسم البَظَرُ ولا

فعل له، والجمع بُظْرٌ، والبَظَرُ المصدر من غير أَن يقال بَظِرَتْ

تَبْظَرُ لأَنه ليس بحادث ولكنه لازم. ويقال للتي تَخْفُضُ الجواريَ:

مُبَظِّرَة. والمُبَظِّرُ: الخَتَّانُ كأَنه على السلب. ورجل أَبْظَرُ: لم

يُخْتَنْ. والبُظْرَةُ: نُتُوءٌ في الشفة، وتصغيرها بُظَيْرَةٌ. والأَبْظَرُ:

النَّاتئُ الشفةِ العليا مع طولها، ونُتُوء في وسطها محاذ للأَنف. أَبو

الدقيش: امرأَة بِظْريرٌ، بالظاء، طويلة اللسان صَخَّابَةٌ. وقال أَبو

خيرة: بِظْرِيرٌ شُبِّه لِسانُها بالبَظْرِ. قال الليث: قول أَبي الدقيش

أَحب إلينا، ونظيرها معروف؛ وروى بعضهم بِطْرِيرٌ، بالطاء، أَي أَنها

بَطِرَتْ وأَشِرَتْ. والبُظْرَةُ والبُظَارَةُ: الهَنَةُ الناتِئَة في وسط

الشفة العليا إِذا عظمت قليلاً. ورجل أَبْظَر: في شفته العليا طول مع نُتُوء

في وسطها، وهي الحِثْرِمَةُ ما لم تطل، فإِذا طالت قليلاً فالرجل حينئذ

أَبْظر. وروي عن علي أَنه أَتى في فريضة وعنده شريح فقال له عليّ: ما تقول

فيها أَيها العبد الأَبْظَر؟ وقد بَظِرَ الرجلُ بَظَراً وقيل:

الأَبْظَرُ الذي في شفته العليا طول مع نُتُوء. وفلان يُمِصُّ

(* قوله «وفلان يمص

إلخ» أي قال له امصص بظر فلانة كما في القاموس). فلاناً ويُبَظِّره. وذهب

دَمُه بِظْراً أَي هَدْراً، والطاء فيه لغة، وقد تقدم. والبَظْرُ

الخاتمُ، حِمْيَرِيَّة، وجمعه بُظُور؛ قال شاعرهم:

كما سَلَّ البُظُورَ مِن الشَّناتِرْ

الشناتر: الأَصابع. التهذيب: والبَظْرةُ، بسكون الظاء، حَلْقَةُ الخاتم

بلا كرسي، وتصغيرها بُظَيْرة أَيضاً، قال: والبُظَيْرَةُ تصغير البَظْرَة

وهي القليل من الشعر في الإِبط يتوانى عن نتفه، فيقال: تحت إِبطه

بُظَيْرَة. قال: والبَضْرُ: بالضاد، نَوْفُ الجارية قبل أَن تُخْفَضَ، ومن

العرب من يبدل الظاء ضاداً فيقول: البَضْرُ، وقد اشتكى ضَهْرِي، ومنهم من

يبدل الضاد ظاء، فيقول: قد عَظَّتِ الحربُ بني تميم.

غفل

غفل: غَفَلَ عنه يَغْفُلُ غُفولاً وغَفْلةً وأَغْفَلَه عنه غيرُه

وأَغْفَلَه: تركَه وسها عنه؛ وأَنشد ابن بري في الغُفول:

فابك هلاًّ واللَّيالي بِغِرَّةٍ

تَدُورُ، وفي الأَيام عنك غُفولُ

(* قوله «فابك هلا إلخ» كذا في الأصل).

وأَغْفَلْتُ الرجل: أَصبْتُه غافلاً، وعلى ذلك فسر بعضهم قوله عز وجل:

ولا تُطِعْ من أَغْفَلْنا قلْبَه عن ذِكْرِنا؛ قال: ولو كان على الظاهر

لوجب أَن يكون قوله واتَّبَع هَواه، بالفاء دون الواو؛ وسئل أَبو العباس عن

هذه الآية فقال: مَنْ جَعَلْناه غافلاً، وكلام العرب أَكثرُه أَغْفَلْته

سمّيته غافِلاً، وأَحْلَمْتُه سمّيته حَليماً، قال: وفعلَ هو وأَفْعَلته

أَنا، أَكثرُ اللغة ذهَب وأَذْهَبْته، هذا أَكثر الكلام، وفَعَّلْت

أَكْثَرْتُ ذلك فيه مثل غَلَّقْت الأَبواب وأَغْلَقْتها، وأَفْعَلْتُ يَجيءُ

مكانَ فَعَّلْت مثل مَهَّلْتُه وأَمْهَلْته ووَصَّيْتُ وأَوْصَيْتُ

وسَقَّيْتُ وأَسْقَيْتُ. وفي حديث أَبي موسى: لعَلَّنا أَغْفَلْنا رسولَ الله،

صلى الله عليه وسلم، يَمينَه أَي جَعَلْناه غافلاً عن يمينه بسبب

سُؤَالِنا، وقيل: سأَلْناه وقت شُغْله ولم ننتظر فراغه. يقال: تغَفَّلْته

واسْتَغْفَلْته أَي تحيَّنْتُ غَفْلَته. ويقال: هو في غَفَلٍ من عَيشِه أَي في

سعة؛ أَبو العباس: الغَفَلُ الكثيرُ الرفيعُ. ونَعَمٌ أَغْفالٌ: لا

لِقْحةَ فيها ولا نَجِيب. وقال بعض العرب: لنا نَعَمٌ أَغْفالٌ ما تَبِضُّ؛

يصفُ سَنةً أَصابتهم فأَهلكت جيادَ مالهم. وقال شمر: إِبل أَغْفالٌ لا

سِماتِ عليها، وقِداحٌ أَغْفالٌ. سيبويه: غَفَلْتُ صرت غافلاً. وأَغْفَلْتُه

وغفَلْت عنه: وصَّلْت غَفَلي إِليه أَو تركته على ذُكْرٍ. قال الليث:

أَغْفَلْت الشيء تركته غَفَلاً وأَنت له ذاكر. قال ابن سيده: وقوله تعالى:

وكانوا عنها غافِلينَ؛ يصلح أَن يكون، والله أَعلم، كانوا في تركهم

الإِيمانَ بالله والنظرَ فيه والتدبُّرَ له بمنزلة الغافِلين، قال: ويجوز أَن

يكون وكانوا عما يراد بهم من الإِثابة عليه غافِلين، والاسم الغَفْلة

والغَفَل؛ قال:

إِذْ نحْنُ في غَفَلٍ، وأَكْبَرُ هَمِّنا

صِرْفُ النَّوَى، وفِراقُنا الجِيرانا

وفي الحديث: من اتَّبَعَ الصَّيْدَ غَفَلَ أَي يَشْتَغِلُ به قلبه

ويستولي عليه حتى تصير فيه غَفْلة.

والتَّغافُلُ: تَعمُّدُ الغَفْلة على حدِّ ما يجيء عليه هذا النحو.

وتَغَافَلْت عنه وتغفَّلْتُه إِذا اهْتَبَلْتَ غَفْلَتَه. ابن السكيت: يقال

قد غَفَلْت فيه وأَغْفَلْتُه. والتَّغْفِيل: أَن يكفيك صاحبُك وأَنت

غافِلٌ لا تَعْنَى بشيء. والتَّغَفُّل: خَتْلٌ في غَفْلة.

والمُغَفَّلُ: الذي لا فِطْنة له. والغَفُول من الإِبل: البَلْهاء التي

لا تمنع من فَصِيل يرضعها ولا تبالي منْ حَلبها. والغُفْل: المُقيّد الذي

أُغْفِل فلا يرجى خيرُه ولا يخشى شرّه، والجمع أَغْفال. والأَغْفالُ:

المَواتُ. والغُفْلُ: سَبْسَبٌ مَيّتة لا علامةَ فيها؛ وأَنشد:

يتْركْنَ بالمَهامِهِ الأَغْفالِ

وكلُّ ما لا علامة فيه ولا أَثر عمارة من الأَرضين والطُّرقِ ونحوها

غُفْلٌ، والجمع كالجمع. وفي كتابه لأُكَيْدِرَ: إِنّ لنا الضاحيةَ

والمَعامِيَ وأَغْفالَ الأَرض أَي المجهولة التي ليس فيها أَثر يعرف، وحكى

اللحياني: أَرض أَغْفالٌ كأَنهم جعلوا كل جزء منها غُفْلاً. وبلادٌ أَغْفالٌ: لا

أَعلام فيها يُهتدى بها، وكذلك كل ما لا سمة عليه من الإِبل والدواب.

ودابّة غُفْل: لا سمة عليها. وناقة غُفْل: لا تُوسَم لئلا تَجِب عليها

صدقة؛ وبه فسر ثعلب قول الراجز:

لا عيشَ إِلاَّ كلُّ صَهْباءَ غُفُلْ

تَناوَلُ الحوضَ، إِذا الحوض شُغِلْ

وقد أَغْفَلْتُها إِذا لم تَسِمْها. وفي الحديث: أَن نَفاذة الأَسْلَمي

قال: يا رسول الله، إِنِّي رجل مُغْفِلٌ فأَين أَسِمُ إِبلي؟ أَي صاحبُ

إِبلٍ أَغْفالٍ لا سمات عليها؛ ومنه حديث طهفة: ولنا نَعَمٌ هَمَلٌ

أَغْفالٌ لا سمات عليها، وقيل: الأَغْفال ههنا التي لا أَلبانَ لها، واحدها

غُفْل، وقيل: الغُفْل الذي لا يُرجى خيره ولا يخشى شره. وقِدْحٌ غُفْل: لا

خير فيه ولا نصيب له ولا غُرْم عليه، والجمع كالجمع؛ وقال اللحياني:

قِداحٌ غُفْلٌ على لفظ الواحد ليست فيها فُروضٌ ولا لها غُنْم ولا عليها

غُرْم، وكانت تُثَقَّل بها القِداحُ كراهية التُّهَمَة، يعني بتثقّل تكثّر،

قال: وهي أَربعة: أَولها المُصَدَّرُ ثم المُضَعَّف ثم المَنِيح ثم

السَّفيح. ورجل غُفْل: لا حسَب له، وقيل: هو الذي لا يعرف ما عنده، وقيل: هو

الذي لم يجرِّب الأُمور. وشاعر غُفْل: غير مسمى ولا معروف، والجمع أَغْفال.

وشِعْر غُفْل: لا يعرف قائله. وأَرض غُفْل: لم تُمْطَر. وغفَل الشيءَ:

ستَره. وغُفْل الإِبل، بسكون الفاء: أَوبارُها؛ عن أَبي حنيفة.

والمَغْفَلة: العَنْفَقة؛ عن الزجاجي، ووردت في الحديث وهي جانبا

العَنْفَقة، روي عن بعض التابعين: عليك بالمَغْفَلة والمَنْشَلة؛ المَنْشَلةُ

موضع حلقة الحاتم. وفي حديث أَبي بكر: رأَى رجلاً يتوضأ فقال: عليك

بالمَغْفَلةِ؛ هي العَنْفقة يريد الاحتياط في غسلها في الوضوء، سميت مَغْفَلة

لأَن كثيراً من الناس يُغْفلُ عنها.

وغافلٌ وغَفْلة: اسمان. وبنو غُفَيْلة وبنو المُغَفَّل: بُطون، والله

أَعلم.

بيش

بيش: أَبو زيد: بيّشَ اللَّه ودجهَه وسرَّجَه، بالجيم، أَي حسَّنه؛

وأَنشد:

لمّا رأَيت الأَزرقَيْنِ أَرَّشا،

لا حَسَنَ الوجْه ولا مبيَّشا

قال: أَزْرقين، ثم قال: لا حسن.

والبِيْشُ، بكسر الباء: نَبْتٌ ببلاد الهند وهو سَمٌّ. وبِيْش وبِيشَة:

موضعان؛ قال الشاعر:

سَقَى جَدَثاً أَعْراضُ غَمْرةَ دونَه،

وبِيْشة وَسْمِيُّ الربِيعِ ووَابِلُه

(* قوله «سقى جدثاً إلخ» كذا في الأَصل والصحاح، وفي ياقوت: اعراف بدل

اعراض، وببيشة بباءين بدل وبيشة.)

فأَما قوله:

قالوا: أَبانُ فبَطْنُ بِيْشَةَ غِيم،

فَلَبِيْشُ، قَلْبُك من هواء سَقِيم

فأَراد: لَبيشَةُ فَرخَّم في غير النداء اضطراراً. وقال القاسم بن عمر

(*

قوله «القاسم بن عمر» الذي في الصحاح ابن معن.): بِئْشَة وزِئْنَة

مهموزان، وهما أَرضان.

شرك

شرك: الشِّرْكَةُ والشَّرِكة سواء: مخالطة الشريكين. يقال: اشترَكنا

بمعنى تَشارَكنا، وقد اشترك الرجلان وتَشارَكا وشارَك أَحدُهما الآخر؛ فأَما

قوله:

عَلى كُلِّ نَهْدِ العَصْرَيَيْنِ مُقَلِّصٌ

وجَرْداءَ يَأْبى رَبُّها أَن يُشارَكا

فمعناه أَنه يغزو على فرسه ولا يدفعه إلى غيره، ويُشارَك يعني يشاركه في

الغنيمة. والشَّريكُ: المُشارِك. والشِّرْكُ: كالشَّريك؛ قال المُسَيِّب

أَو غيره:

شِرْكاً بماء الذَّوْبِ يَجْمَعهُ

في طَوْد أَيْمَنَ،في قُرى قَسْرِ

والجمع أَشْراك وشُرَكاء؛ قال لبيد:

تَطيرُ عَدائدُ الأشراكِ شَفْعاً

ووِتْراً، والزَّعامَةُ للغُلامِ

قال الأَزهري: يقال شَريك وأَشْراك كما يقال يتيم وأَيتام ونصير

وأَنصار، وهو مثل شريف وأَشراف وشُرفاء. والمرأة شَريكة والنساء شَرائك. وشاركت

فلاناً: صرت شريكه. واشْتركنا وتَشاركنا في كذا وشَرِكْتُه في البيع

والميراث أَشْرَكُه شَرِكةً، والإسم الشِّرْك؛ قال الجعدي:

وشارَكْنا قُرَيْشاً في تُقاها،

وفي أَحْسابها شِرْكَ العِنان

والجمع أَشْراك مثل شِبْر وأَشبار، وأَنشد بيت لبيد. وفي الحديث: من

أَعتق شِرْكاً له في عبد أَي حصة ونصيباً. وفي حديث معاذ: أَنه أَجاز بين

أَهل اليمن الشِّرْكَ أَي الإشتراكَ في الأرض، وهو أن يدفعها صاحبها إلى

آخر بالنصف أو الثلث أو نحو ذلك. وفي حديث عمر بن عبد العزيز: إن الشِّركَ

جائز، هو من ذلك؛ قال: والأشْراكُ أَيضاً جمع الشِّرْك وهو النصيب كما

يقال قِسْمٌ وأقسام، فإن شئت جعلت الأَشْراك في بيت لبيد جمع شريك، وإن

شئت جعلته جمع شِرْك، وهو النصيب. ويقال: هذه شَرِيكَتي، وماء ليس فيه

أَشْراك أَي ليس فيه شُركاء، واحدهما شِرْك، قال: ورأَيت فلاناً مُشتركاً إذا

كان يُحَدِّث نفسه أن رأيه مُشْتَرَك ليس بواحد. وفي الصحاح: رأيت

فلاناً مُشْتَرَكاً إذا كان يحدِّث نفسه كالمهموم. وروي عن النبي، صلى الله

عليه وسلم، أَنه قال: الناسُ شُرَكاء في ثلاث: الكَلإ والماء والنار؛ قال

أَبو منصور: ومعنى النار الحَطَبُ الذي يُستوقد به فيقلع من عَفْوِ

البلاد، وكذلك الماء الذي يَنْبُع والكلأُ الذي مَنْبته غير مملوك والناس فيه

مُسْتَوُون؛ قال ابن الأثير: أَراد بالماء ماء السماء والعيون والأَنهار

الذي لا مالك له، وأراد بالكلإِ المباحَ الذي لا يُخَصُّ به أَحد، وأَراد

بالنار الشجَر الذي يحتطبه الناس من المباح فيوقدونه؛ وذهب قوم إلى أن

الماء لا يملك ولا يصح بيعه مطلقاً، وذهب آخرون إلى العمل بظاهر الحديث في

الثلاثة، والصحيح الأول؛ وفي حديث أم معبد:

تَشارَكْنَ هَزْلى مُخُّهنَّ قَليلُ

أَي عَمَّهنَّ الهُزال فاشتركن فيه. وفَريضة مُشتَرَكة: يستوي فيها

المقتسمون، وهي زوج وأُم وأَخوان لأم، وأخوان لأَب وأُم، للزوج النصف، وللأم

السدس، وللأخوين للأم الثلث، ويَشْرَكُهم بنو الأب والأُم لأن الأَب لما

سقط سقط حكمه، وكان كمن لم يكن وصاروا بني أم معاً؛ وهذا قول زيد. وكان

عمر، رضي الله عنه، حكم فيها بأن جعل الثلث للإخوة للأُم، ولم يجعل للإخوة

للأَب والأُم شيئاً، فراجعه الإخوة للأَب والأُم وقالوا له: هب أَن

أَبانا كان حماراً فأَشْرِكْنا بقرابة أُمنا، فأَشَرَكَ بينهم، فسميت

الفريضةُ مُشَرَّكةً ومُشَرَّكةً، وقال الليث: هي المُشْتَرَكة. وطريق

مُشْتَرَك: يستوي فيه الناس. واسم مُشْتَرَك: تشترك فيه معان كثيرة كالعين ونحوها

فإنه يجمع معاني كثيرة؛ وقوله أنشده ابن الأَعرابي:

ولا يَسْتَوِي المَرْآنِ: هذا ابنُ حُرَّةٍ،

وهذا ابنُ أُخُرى، ظَهْرُها مُتَشَرَّكُ

فسره فقال: معناه مُشْتَرَك.

وأَشْرَك بالله: جعل له شَريكاً في ملكه، تعالى الله عن ذلك، والإسم

الشِّرْكُ. قال الله تعالى حكاية عن عبده لقمان أنه قال لإبنه: يا بُنَيَّ

لا تُشْرِكْ بالله إن الشِّرْكَ لَظُلم عظيم. والشِّرْكُ: أَن يجعل لله

شريكاً في رُبوبيته، تعالى الله عن الشُّرَكاء والأنداد، وإِنما دخلت التاء

في قوله لا تشرك بالله لأن معناه لا تَعْدِلْ به غيره فتجعله شريكاً

له، وكذلك قوله تعالى: وأَن تُشْرِكوا بالله ما لم يُنَزِّل به سُلْطاناً؛

لأن معناه عَدَلُوا به، ومن عَدَلَ به شيئاً من خَلقه فهو كافرّ مُشرِك،

لأن الله وحده لا شريكَ له ولا نِدَّ له ولا نَديدَ. وقال أَبو العباس في

قوله تعالى: والذين هم مُشْرِكون؛ معناه الذين هم صاروا مشركين بطاعتهم

للشيطان، وليس المعنى أنهم آمنوا بالله وأَشركوا بالشيطان، ولكن عبدوا

الله وعبدوا معه الشيطان فصاروا بذلك مُشْركين، ليس أَنهم أَشركوا بالشيطان

وآمنوا بالله وحده؛ رواه عنه أَبو عُمر الزاهد، قال: وعَرَضَه على

المُبرِّد فقال مُتْلَئِبٌّ صحيح. الجوهري: الشِّرْك الكفر. وقد أَشرك فلان

بالله، فهو مُشْرِك ومُشْرِكيٌّ مثل دَوٍّ ودَوِّيٍّ وسَكٍّ وسَكِّيّ

وقَعْسَرٍ قَعْسَريّ بمعنى واحد؛ قال الراجز:

ومُشْرِكِيٍّ كافرٍ بالفُرْقِ

أَي بالفُرقان. وفي الحديث: الشّرْك أَخْفَى في أُمتي من دبيب النمل؛

قال ابن الأثير: يريد به الرياء في العمل فكأنه أشرك في عمله غير الله؛

ومنه قوله تعالى: ولا يُشْرِكْ بعبادة ربه أَحداً. وفي الحديث: من حلف بغير

الله فقد أَشْرَك حيث جعل ما لا يُحْلَفُ به محلوفاً به كاسم الله الذي

به يكون القَسَم. وفي الحديث: الطِّيَرةُ شِرْكٌ ولكنّ الله يذهبه

بالتوكل؛ جعل التَطَيُّرَ شِرْكاً به في اعتقاد جلب النفع ودفع الضرر، وليس

الكفرَ بالله لأنه لو كان كفراً لما ذهب بالتوكل. وفي حديث تَلْبية الجاهلية:

لبيك لا شريك لك إلاَّ شريك هُوَ لك تملكه وما مَلكَ، يَعْنون بالشريك

الصنم، يريدون أَن الصنم وما يملكه ويختص به من الآلات التي تكون عنده

وحوله والنذور التي كانوا يتقرّبون بها إليه كلها ملك لله عز وجل، فذلك معنى

قوله تملكه وما ملك. قال محمد بن المكرم: اللهم إنا نسألك صحة التوحيد

والإخلاص في الإيمان، أنظر إلى هؤلاء لم ينفعهم طوافهم ولا تلبيتهم ولا

قولهم عن الصنم هُوَلَكَ، ولا قولهم تملك وما مع تسميتهم الصنم شريكاً، بل

حَبِطَ عَمَلهُم بهذه التسمية، ولم يصح لهم التوحيد مع الإستثناء، ولا

نفعتهم معذرتهم بقولهم: إلا ليقرّبونا إلى الله زُلْفى، وقوله تعالى:

وأَشْرِكْهُ في أَمْري؛ أَي اجعله شريكي فيه. ويقال في المُصاهرة: رَغِبْنا في

شِرككم وصِهْرِكم أَي مُشاركتكم في النسب. قال الأَزهري: وسمعت بعض

العرب يقول: فلان شريك فلان إذا كان متزوجاً بابنته أَو بأُخته، وهو الذي

تسميه الناس الخَتَنَ، قال: وامرأة الرجل شَرِيكَتُه وهي جارته، وزوجها

جارُها، وهذا يدل على أَن الشريك جار، وأَنه أَقرب الجيران. وقد شَرِكه في

الأَمر بالتحريك، يَشْرَكُه إذا دخل معه فيه وأَشْرَكه معه فيه. وأَشْرَك

فلانٌ فلاناً في البيع إذا أَدخله مع نفسه فيه. واشْتَرَكَ الأَمرُ:

التبس.والشَّرَكُ: حبائل الصائد وكذلك ما ينصب للطير، واحدته شَرَكَة وجمعها

شُرُكٌ، وهي قليلة نادرة. وشَرَكُ الصائد: حبالَتَه يَرْتَبِك فيها الصيد.

وفي الحديث: أَعوذ بك من شر الشيطان وشِرْكِه أي ما يدعو إليه ويوسوس به

من الإشراك بالله تعالى، ويروى بفتح الشين والراء، أَي حَبائله

ومَصايده، واحدتها شَرَكَة. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: كالطير الحَذِر يَرى أَن

له في كل طريق شَرَكاً. وشَرَكُ الطريق: جَوادُّه، وقيل: هي الطُّرُقُ

التي لا تخفى عليك ولا تَسْتَجْمِعُ لك فأنت تراها وربما انقطعت غير أَنها

لا تخفى عليك، وقيل: هي الطُّرق التي تخْتَلجُ، والمعنيان متقاربان،

واحدته شَرَكَة. الأصمعي: الْزَمْ شَرَك الطريق وهي أَنْساع الطريق، الواحدة

شَرَكَة، وقال غيره: هي أَخاديد الطريق ومعناهما واحد، وهي ما حَفَرَت

الدوابُّ بقوائمها في متن الطريق شَرَكَة ههنا وأُخرى بجانبها. شمر: أُمُّ

الطريق مَعْظَمُه، وبُنَيَّاتُه أَشْراكُه صِغارٌ تتشعب عنه ثم تنقطع.

الجوهري: الشَّرَكة معظم الطريق ووسطه، والجمع شَرَك؛ قال ابن بري: شاهده

قول الشَّمَّاخ:

إذا شَرَكُ الطريقِ تَوَسَّمَتْهُ،

بخَوْصاوَيْنِ في لُحُجٍ كَنِينِ

وقال رؤبة:

بالعِيسِ فَوْقَ الشَّرَكِ الرِّفاضِ

والكلأُ في بني فلان شُرُكٌ أَي طرائق، واحدها شِراك. وقال أَبو حنيفة:

إذا لم يكن المرعى متصلاً وكان طرائق فهو شُرُكٌ. والشِّراكُ: سير النعل،

والجمعُ شُرُك. وأَشْركَ النعلَ وشَرَّكها: جعل لها شِراكاً،

والتَّشْرِيك مثله. ابن بُزُرْج: شَرِكَت النعلُ وشَسِعَتْ وزَمَّتْ إذا انقطع كل

ذلك منها. وفي الحديث: أَنه صلى الظهر حين زالت الشمس وكان الفَيْءُ بقدر

الشِّراكِ؛ هو أَحد سُيور النعل التي تكون على وجهها؛ قال ابن الأَثير:

وقدره ههنا ليس على معنى التحديد، ولكن زوال الشمس لا يبين إلا بأقل ما

يُرى من الظل، وكان حينئد بمكة، هذا القَدْر والظل يختلف باختلاف الأزمنة

والأمكنة وإنما يبين ذلك في مثل مكة من البلاد التي يَقِلّ فيها الظل،

فإذا كان أَطول النهار واستوت الشمس فوق الكعبة لم يُرَ لشيء من جوانبها

ظلّ، فكل بلد يكون أقرب إلى خط الاستواء ومُعْتَدل النهار يكون الظل فيه

أَقصر، وكلما بَعُدَ عنهما إلى جهة الشَّمال يكون الظل فيه أَطول.

ولطْمٌ شُرَكِيّ: متتابع. يقال: لطمه لطْماً شُرَكِيّاً، بضم الشين وفتح

الراء، أَي سريعاً متتابعاً كلَطْمِ المُنْتَقِشِ من البعير؛ قال أَوس

بن حَجَر:

وما أنا إلا مُسْتَعِدٌّ كما تَرى،

أَخُو شُرَكيّ الوِرْدِ غَيْرُ مُعَتِّمِ

أَي وِرْد بعد وِرْدٍ متتابع؛ يقول: أَغْشاك بما تكره غير مُبْطِئ

بذلك. ولطمه لطمَ المُنْتَفِش وهو البعير تدخل في يده الشوكة فيضرب بها الأرض

ضرباً شديداً، فهو مُنْتَقِش.

والشُّرَكِيّ والشُّرَّكِيُّ، بتخفيف الراء وتشديدها: السريع من السير.

وشِرْكٌ: اسم موضع؛ قال حسان بن ثابت:

إذا عَضَلٌ سِيقَت إلينا كأنَّهم

جِدايَةُ شِرْكٍ، مُعْلَماتُ الحَواجِب

ابن بري: وشَرْكٌ اسم موضع؛ قال عُمارة:

هل تَذكُرون غَداةَ شَرْك، وأَنتُمُ

مثل الرَّعيل من النَّعامِ النَّافِرِ؟

وبنو شُرَيْك: بطنٌ. وشَريك: اسم رجل.

نطع

نطع: النَّطْعُ والنَّطَعُ والنِّطْعُ والنِّطَعُ من الأَدَمِ: معروف؛

قال التميمي:

يَضْرِبْنَ بالأَزِمَّةِ الخُدُودا،

ضَرْبَ الرِّياحِ النِّطَعَ المَمْدُودا

قال ابن بري: أَنكر زياد نَطْع وقال نِطْع، وأَنكر علي بن حَمْزةَ نَطَع

وأَثبت نِطَع لا غير، وحكى ابن سيده عن ابن جني قال: اجتمع أَبو عبد

الله ابن الأَعرابي وأَبو زياد الكلابي على الجِسْرِ فسأَل أَبو زياد أَبا

عبد الله عن قوْلِ النابغةِ:

على ظَهْرِ مِبْناةٍ جدِيدٍ سُيُورُها

فقال أَبو عبد الله: النَّطْعُ، بالفتح، فقال أَبو زياد: لا أَعرفه،

فقال: النِّطْعُ، بالكسر، فقال أَبو زياد: نَعَمْ والجمع أَنْطُعٌ وأَنْطاعٌ

ونُطُوعٌ.

والنُّطاعةُ والقُطاعةُ والقُضاضةُ: اللُّقْمةُ يُؤكل نِصْفُها يم

تُرَدُّ إِلى الخِوانِ، وهو عَيْبٌ. يقال: فلان لاطِعٌ ناطِعٌ قاطِعٌ.

والنِّطْعُ والنِّطَعُ والنَّطَعُ والنَّطَعةُ: ما ظهرَ من غارِ الفَمِ

الأَعلى، وهي الجِلْدةُ المُلْتَزِقةُ بعظم الخُلَيْقاءِ فيها آثار

كالتَّحْزِيزِ، وهناك مَوقِعُ اللسان في الحَنَكِ، والجمع نُطُوعٌ لا غير،

ويقال لِمَرْفَعِه من أَسْفَلِه الفِراشُ.

والتَّنَطُّعُ في الكلام: التَّعَمُّقُ فيه مأْخوذ منه. وفي الحديث:

هَلَكَ المُتَنَطِّعُونَ؛ هم المُتَعَمِّقُونَ المُغالُونَ في الكلامِ الذين

يتَكلمون بأَقْصَى حُلُوقِهم تَكَبُّراً كما قال النبي، صلى الله عليه

وسلم: إِنَّ أَبْغَضَكُم إِليّ الثَّرْثارُونَ المُتَفَيْهِقُون، وكل منها

مذكور في موضعه؛ قال ابن الأَثير: هو مأْخوذ من النِّطَعِ وهو الغارُ

الأَعْلى في الفَمِ، قال: ثم استعمل في كل تَعَمُّقٍ قوْلاً وفِعْلاً. وفي

حديث عمر، رضي الله عنه: لن تَزالوا بخَيْرٍ ما عَجَّلْتُم الفِطْرَ ولم

تَنَطَّعُوا تَنَطُّعَ أَهْلِ العِراقِ أَي تتكلفوا القول والعمل، وقيل:

أَراد به ههنا الإِكثارَ من الأَكلِ والشرْبِ والتوسُّعَ فيه حتى يَصِلَ

إِلى الغارِ الأَعْلى، ويستحب للصائم أَن يُعَجِّلَ الفِطْرَ بتَناوُلِ

القَليلِ من الفَطُورِ. ومنه حديث ابن مسعود: إِيّاكُم والتَّنَطُّعَ

والاخْتِلافَ فإِنما هو كقول أَحدكم هَلُمَّ وتعالَ؛ أَراد النهْيَ على

المُلاحاةِ في القِراءاتِ المختلفةِ وأَنّ مَرْجِعَها كُلِّها إِلى وجه واحد من

الصواب كما أَن هَلُمَّ بمعنى تعالَ. ابن الأَعرابي: النُّطُعُ

المُتَشَدِّقُون في كلامهم. وتَنَطَّعَ في الكلام وتَنَطَّسَ إِذا تأَنَّقَ فيه

وتَعَمَّقَ. وتَنَطَّعَ في شَهَواتِه: تأَنَّقَ.

ويقال: وطِئْنا نِطَاع بني فلان أَي دخَلْنا أَرْضَهم. قال: وجَنابُ

القومِ نِطاعُهم. قال الأَزهري: ونَطاعِ بوزن قَطامِ ماءٌ في بلادِ بني

تَمِيمٍ وقد ورَدْتُه. يقال: شَرِبَتْ إِبلُنا من ماءِ نَطاعِ، وهي رَكِيّةٌ

عَذْبةُ الماء غَزِيرَتُه. ويومُ نطاعِ: يومٌ من أَيامِ العرب؛ قال

الأَعشى:

بظُلْمِهِمْ بِنَطاعِ المَلْكَ ضاحِيةً،

فقد حَسَوْا بَعْدُ من أَنْفاسِها جُرَعا

ضفط

ضفط: الضَّفاطةُ: الجَهْلُ والضَّعْفُ في الرأْي. وفي حديث عمر، رضي

اللّه عنه: أَنه سمع رجلاً يتَعوَّذُ من الفِتَنِ، فقال عمر: اللهم إِني

أَعوذ بك من الضَّفاطة أَتَسلُ ربَّك أَن لا يَرْزُقَك أَهلاً ومالاً؟ قال

أَبو منصور: تأَوَّل قَوْل اللّه عزّ وجلّ: إِنما أَموالُكم وأَولادُكم

فِتْنة، ولم يرد فِتنةَ القتالِ والاختلاف التي تَمُوجُ مَوْجَ البحر.

قال: وأَما الضَّفاطةُ فإِن أَبا عبيد قال: عَنى به ضَعْفَ الرأْي والجهل.

ورجل ضَفِيطٌ: جاهل ضعيف. وروي عن عمر، رضي اللّه عنه، أَنه سئل عن الوتْر

فقال: أَنا أُوتِرُ حين ينام الضَّفْطَى؛ أَراد بالضَّفْطَى جمع ضَفِيط،

وهو الضعيفُ العقل والرأْي. وعُوتِب ابن عباس، رضي اللّه عنهما، في شيء

فقال: إِني في ضَفْطَةٍ وهي إِحدى ضَفَطاني أَي غَفَلاني؛ وقد ضَفُطَ،

بالضم، يَضْفُطُ ضَفاطةً. وفي الحديث: اللهم إِني أَعوذ بك من الضَّفاطةِ؛

هي ضعْفُ الرأْي والجهل، وهو ضَفِيطٌ؛ ومنه الحديث: إِذا سَرَّكم أَن

تنظُروا إِلى الرجل الضَّفِيطِ المُطاعِ في قومه فانظروا إِلى هذا، يعني

عُيَيْنةَ بن حِصْنٍ. وفي حديث ابن سيرين: بلغَه عن رجل شيء فقال: إِني

لأُراهُ ضَفِيطاً.

ورجل ضِفِطٌّ وضَفّاطٌ؛ الأَخيرة عن ثعلب: ثقيل لا يَنْبَعِثُ مع القوم؛

هذه عن ابن الأَعرابي.

والضَّفاطةُ: الدُّفُّ. وفي حديث ابن سيرين: أَنه شهد نِكاحاً فقال:

أَين ضَفاطَتُكم؟ فسَّروا أَنه أَراد الدُّفّ، وفي الصحاح: أَين

ضَفاطَتُكُنَّ يعني الدفّ، وقيل: أَين ضَفاطَتُكم، قيل: لِعابُ الدُّفِّ، سمي

ضَفاطَةً لأَنه لَهْوٌ ولَعِبٌ وهو راجع إِلى ضعف الرأْي والجهل.

ابن الأَعرابي: الضَّفّاط الأَحْمَقُ، وقال الليث: الضَّفّاطُ الذي قد

ضَفَطَ بسَلْحِه ورمى به. ورجل ضَفّاطٌ وضَفِيطٌ وضَفَنَّطٌ: سَمِين رخْو

ضَخْمُ البَطْنِ، وقد ضَفُطَ ضَفَاطةً. شمر: رجل ضَفِيطٌ أَي أَحمق كثير

الأَكل، وقال: الضِّفِطُّ التارُّ من الرجال، والضَّفّاطُ الجالِبُ من

الأَصْل، والضفَّاطُ الذي يُكْرِي الإِبل من موضع إِلى موضع. والضافِطةُ

والضَّفّاطةُ: العِير تحملُ المَتاع، وقيل: الضفّاطون التُّجَّار يحملون

الطعام وغيره؛ أَنشد سيبويه للأَخضر بن هبيرة:

فما كنت ضَفّاطاً، ولكِنَّ راكِباً

أَناخَ قلِيلاً فَوْقَ ظَهْر سَبِيلِ

والضَّفَّاطُ: الذي يُكْرِي من قرية إِلى قرية أُخرى، وقيل: الذي يُكْري

من مَنْزِلٍ إِلى منزل؛ حكاه ثعلب وأَنشد:

لَيْسَتْ له شَمائلُ الضَّفّاطِ

والضّافِطةُ من الناس: الجَمّالُون والمُكارُون، وقيل: الضَّفّاطُ

الجمّال، والضفّاطةُ، بالتشديد، شبيهة بالدَّجّالةِ وهي الرُّفْقةُ العظيمة.

والضَّفَّاطُ: المخْتلفُ على الحُمُر من قَرية إِلى قرية، ويقال للحمر

الضفّاطةُ. وفي حديث قَتادةَ بن النُّعمان: فقَدِمَ ضافِطةٌ

(* قوله «فقدم

ضافطة» كذا ضبط في النهاية في مادة درمك غير أَنه أَنث الفعل وشدد في

أَصلنا دال قدم ونصب ضافطة.) من الدَّرْمَكِ؛ الضافِطةُ والضفّاطُ الذي

يجْلِبُ المِيرةَ والمَتاعَ إِلى المُدُن، والمُكارِي الذي يُكْرِي

الأَحْمالَ، وكانوا يومئذ قوماً من الأَنْباط يحملون إِلى المدينة الدَّقيق والزيت

وغيرهما؛ ومنه أَنَّ ضَفّاطِينَ قَدِمُوا إِلى المدينة. وقال ثعلب: رحلَ

فلان على ضَفّاطةٍ، وهي الرَّوْحاء المائِلةُ.

وضَفَطَ الرجلُ: أَسْوَى. وما أَعظَمَ ضُفوطَهم أَي خُرْأَهم.

والضَّفّاطُ: المُحْدِثُ. يقال: ضفَطَ إِذا قضَى حاجتَه كأَنَّه نزل عن راحلته

وظُنَّ به ذلك.

غسم

غسم: الغَسَمُ: السواد كالغَسفَ؛ عن كراع. وقال النضر: الغَسَمُ اختلاط

الظُّلْمة؛ وأَنشد لساعدة ابن جؤية:

فظَلَّ يَرْقُبُه، حَتَّى إذا دَمَسَتْ

ذَاتُ العِشاء بأَسْدَافٍ مِنَ الغَسَمِ

وقال رؤبة:

مُخْتَلِطاً غُبارُه وغَسَمُه

وأَنشد ابن سيده بيت الهذلي

(* قوله «وأنشد ابن سيده» كذا في الأصل وليس في المحكم شيء من هذا

البيت، بل الذي أنشده كذلك هو الأزهري وانشاده الأول للجوهري).

فَظَلَّ يَرْقُبه، حتى إذا دَمَسَتْ

ذاتُ الأَصِيلِ بأَثْناءٍ من الغَسَمِ

قال: يعني ظُلْمة الليل. وليل غاسِمٌ: مُظْلِم؛ وقال رؤبة أَيضاً:

عن أَيِّدٍ مِنْ عِزِّكم لا يَغْسِمُه

والغَسَم والطَّسَم عند الإمساء، وفي السماء غُسَمٌ من سحاب وأَغْسامٌ،

ومثله أَطْسامٌ من سحاب ودُسَمٌ وأَدْسام، وطُلَسٌ من سحاب، وقد

أَغْسَمْنا في آخر العَشِيِّ.

أرس

أرس: الإِرْس: الأَصل، والأَريس: الأَكَّارُ؛ عن ثعلب. وفي حديث معاوية:

بلغه أَن صاحب الروم يريد قصد بلاد الشام أَيام صفين، فكتب إِليه:

تاللَّه لئن تممْتَ علة ما بَلَغَني لأُصالحنَّ صاحبي، ولأَكونن مقدمته إِليك،

ولأَجعلن القُسطنطينية الحمراء حُمَمَةً سوداء، ولأَنْزِعَنَّك من

المُلْكِ نَزْعَ الإِصْطَفْلينة، ولأَرُدَّنَّك إِرِّيساً من الأَرارِسَةِ

تَرْعى الدَّوابِل، وفي رواية: كما كنت ترعى الخَنانيص؛ والإِرِّيس:

الأَمير؛ عن كراع، حكاه في باب فِعِّيل، وعَدَلَه بإِبِّيلٍ، والأَصل عنده فيه

رِئّيسٌ، عل فِعِّيل، من الرِّياسةِ. والمُؤرَّس: المُؤمَّرُ فقُلِبَ. وفي

الحديث: أَن النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، كتب إِلى هِرَقْلَ عظيم الروم

يدعوه إِلى الإسلام وقال في آخره: إِن أَبَيْتَ فعليك إِثم الإِرِّيسين.

ابن الأَعرابي: أَرَس يأْرِسُ أَرْساً إِذا صار أَريساً، وأَرَّسَ

يُؤَرِّسُ تأْريساً إِذا صار أَكَّاراً، وجمع الأَرِيس أَرِيسون، وجمع

الإِرِّيسِ إِرِّيسُونٌ وأَرارِسَة وأَرارِسُ، وأَرارِسةٌ ينصرف، وأَرارِسُ لا

ينصرف، وقيل: إِنما قال ذلك لأَن الأَكَّارينَ كانوا عندهم من الفُرْسِ،

وهم عَبَدَة النار، فجعل عليه إِثمهم. قال الأَزهري: أَحسِب الأَريس

والإِرِّيس بمعنى الأَكَّار من كلام أَهل الشام، قال: وكان أَهل السَّواد ومن

هو على دين كِسْرى أَهلَ فلاحة وإِثارة للأَرض، وكان أَهل الروم أَهلَ

أَثاثٍ وصنعة، فكانوا يقولون للمجوسي: أَريسيٌّ، نسبوهم إِلى الأَريس وهو

الأَكَّارُ، وكانت العرب تسميهم الفلاحين، فأَعلمهم النبي، صلى اللَّه

عليه وسلم، أَنهم، وإِن كانوا أَهل كتاب، فإِن عليهم من الإِثم إِن لم

يؤْمنوا بنبوته مثل إِثم المجوس وفَلاَّحي السَّواد الذين لا كتاب لهم، قال:

ومن المجوس قوم لا يعيدون النار ويزعمون أَنهم على دين إِبراهيم، على

نبينا وعليه الصلاة والسلام، وأَنهم يعبدون اللَّه تعالى ويحرّمون الزنا

وصناعتهم الحراثة ويُخْرِجون العُشر مما يزرعون غير أَنهم يأْكلون

المَوْقوذة، قال: وأَحسبهم يسجدون للشمس، وكانوا يُدعَوْن الأَريسين؛ قال ابن بري:

ذكر أَبو عبيدة وغيره أَن الإِرِّيسَ الأَكَّارُ فيكون المعنى أَنه عبر

بالأَكَّارين عن الأَتباع، قال: والأَجود عندي أَن يقال: إِن الإِرِّيس

كبيرهم الذي يُمْتَثَلُ أَمره ويطيعونه إِذا طلب منهم الطاعة: ويدل على أَن

الإِرِّيس ما ذكرت لك قول أَبي حِزام العُكْليّ:

لا تُبِئْني، وأَنتَ لي، بك، وَغْدٌ،

لا تُبِئْ بالمُؤَرَّسِ الإِرِّيسا

يقال: أَبَأْتُه به أَي سَوَّيته به، يريد: لا تُسَوِّني بك. والوَغْدُ:

الخسيس اللئيم، وفصل بقوله: لي بك، بين المبتدإِ والخبر، وبك متعلق

بتبئني، أَي لا تبئني بك وأَنت لي وغد أَي عَدوٌّ لي ومخالف لي، وقوله:

لا تبئْ بالمؤَرَّس الإِرِّيسا

أَي لا تُسَوِّ الإِرِّيسَ، وهو الأَمير، بالمُؤَرَّس؛ وهو المأْمور

وتابعه، أَي لا تُسَوِّ المولى بخادمه، فيكون المعنى في قول النبي، صلى

اللَّه عليه وسلم، لهِرَقل: فعليك إِثم الإِرِّيسين، يريد الذين هم قادرون

على هداية قومهم ثم لم يهدوهم، وأَنت إِرِّيسُهم الذي يجيبون دعوتك

ويمتثلون أَمرك، وإِذا دعوتهم إِلى أَمر أَطاعوك، فلو دعوتهم إِلى الإِسلام

لأَجابوك، فعليك إِثم الإِرِّيسين الذين هم قادرون على هداية قومهم ثم لم

يهدوهم، وذلك يُسْخِط اللَّهَ ويُعظم إِثمهم؛ قال: وفيه وجه آخر وهو أَن

تجعل الإِرِّيسين، وهم المنسوبون إِلى الإِرِّيس، مثل المُهَلَّبين

والأَشْعَرين المنسوبين إِلى المُهَلَّب وإِلى الأَشْعَر، وكان القياس فيه أَن

يكون بياءَي النسبة فيقال: الأَشْعَرِيُّون والمُهَلَّبيُّون، وكذلك قياس

الإِرِّيسين الإِرِّيسيُّون في الرفع والإِرِّيسيِّين في النصب والجر،

قال: ويقوي هذا رواية من روى الإِرِّيسيِّين، وهذا منسوب قولاً واحداً لوجود

ياءَي النسبة فيه فيكون المعنى: فعليك إِثم الإِرِّيسيين الذين هم

داخلون في طاعتك ويجيبونك إِذا دعوتهم ثم لم تَدْعُهُم إِلى الإِسلام، ولو

دعوتهم لأَجابوك، فعليك إِثمهم لأَنك سبب منعهم الإِسلام ولو أَمرتهم

بالإِسلام لأَسلموا؛ وحكي عن أَبي عبيد: هم الخَدَمُ والخَوَلُ، يعني بصَدِّه

لهم عن الدين، كما قال تعالى: ربَّنا إِنَّا أَطَعْنا سادتنا وكُبراءَنا؛

أَي عليك مثل إِثمهم. قال ابن الأَثير: قال أَبو عبيد في كتاب الأَموال:

أَصحاب الحديث يقولون الإِريسيين مجموعاً منسوباً والصحيح بغير نسب، قال:

ورده عليه الطحاوي، وقال بعضهم: في رَهط هِرَقل فرقةٌ تعرف

بالأَروسِيَّة فجاءَ على النسب إِليهم، وقيل: إِنهم أَتباع عبد اللَّه بن أَريس، رجل

كان في الزمن الأَول، قتلوا نبيّاً بعثه اللَّه إِليهم، وقيل:

الإِرِّيسون الملوك، واحدهم إِرِّيس، وقيل: هم العَشَّارون.

وأَرْأَسَة بن مُرِّ بن أُدّ: معروف. وفي حديث خاتم النبي، صلى اللَّه

عليه وسلم: فسقط من يد عثمان، رضي اللَّه عنه، في بئر أَريسَ، بفتح الهمزة

وتخفيف الراء، هي بئر معروفة قريباً من مسجد قُباء عند المدينة.

نخص

نخص: أَبو زيد: نَخَص لحمُ الرجل يَنْخُص وتخدَّد كلاهما إِذا هُزِل.

ابن الأَعرابي: الناخِصُ: الذي قد ذهب لحمُه من الكِبَر وغيره، وقد

أَنْخَصَه الكبرُ والمرضُ. الجوهري: نَخَصَ الرجلُ، بالخاء المعجمة والصاد

المهملة، يَنْخَصُ، بالضم، أَي خَدَّدَ وهُزِل كبراً، وانْتَخَصَ لحمُه أَي

ذهب.

وعجوز ناخِصٌ: نخَصَها الكبرُ وخدَّدها.

وفي صفته، صلّى اللّه عليه وسلّم: كان مَنْخوصَ الكعبين؛ قال ابن

الأَثير: الرواية مَنْهوس، بالين المهملة؛ قال الزمخشري: وروي منهوش ومنخوص،

والثلاثة في معنى المَعْروق.

زنر

زنر: زَنَرَ القِرْبَةَ والإِناء: ملأَه. وتَزَنَّرَ الشيءُ: دَقَّ.

والزُّنَّارُ والزُّنَّارَةُ: ما على وسط المجوسي والنصرانيّ، وفي

التهذيب: ما يَلْبَسُه الذَّمِّيُّ يشدّه على وسطه، والزُّنَّيْرُ لغة فيه؛

قال بعض الأَغفال:

تَحْزِمُ فوقَ الثوبِ بالزُّنَّيْرِ،

تَقْسِمُ اسْتِيّاً لَهَا بِنَيْرِ

وامرأَة مُزَنَّرَةٌ: طويلة عظيمة الجسم. وفي النوادر: زَنَّرَ فلان

عينَه إِليَّ إِذا شد نظره إِليه.

والزَّنانِيرُ: ذُبابٌ صِغَار تكون في الحُشُوشِ، واحدها زُنَّارٌ

وزُنَّيْرٌ. والزَّنانِيرُ: الحَصَى الصِّغارُ؛ قال ابن الأَعرابي: الزَّنانير

الحصى فعم بها الحصى كله من غير أَن يُعَيِّنَ صغيراً أَو كبيراً؛

وأَنشد:

تَحِنَّ لِلظِّمْءِ مما قد أَلَمَّ بها

بالهَجْلِ منها، كأَصواتِ الزَّنانِيرِ

قال ابن سيده: وعندي أَنها الصغار منها لأَنه لا يصوّت منها إِلاَّ

الصغار، واحدتها زُنَّيْرَةٌ وزُنَّارَةٌ، وفي التهذيب: واحدها زُنَّيْرٌ.

والزَّنانِيرُ: أَرض باليمن؛ عنه، ويقال لها أَيضاً زَنانِير بغير لام،

قال: وهو أَقيس لأَنه اسم لها عام؛ وأَنشد:

(* قوله: «وأَنشد» عبارة ياقوت

وقال ابن مقبل:

يا دار سلمى خلاء لا أُكلفها

إِلاَّ المرانة كيما تعرف الدينا

تهدي زنانير أَرواح المصيف لها

ومن ثنايا فروج الكور تأَتينا

قالوا: الزنانير ههنا رملة والكور جبل ا هـ. وكذلك استشهد به ياقوت في

كور).

تُهْدِي زَنانِيرُ أَرْواحَ المَصِيفِ لها،

ومن ثنايا فُرُوجِ الغَوْرِ تهدينا

والزنانير: أَرض بقرب جُرَش. الأَزهري: في النوادر فلان مُزَنْهِرٌ

إِليَّ بعينه ومُزَنِّرٌ ومُحَلِّقٌ وجاحِظٌ ومُجَحِّظٌ ومُنْذِرٌ إِليَّ

بعينه وناذِرٌ، وهو شدة النظر وإِخراج العين.

فأل

فأل: الفأْل: ضد الطِّيَرَة، والجمع فُؤول، وقال الجوهري: الجمع

أَفْؤُل، وأَنشد للكميت:

ولا أَسْأَلُ الطَّيرَ عما تقول،

ولا تَتَخالَجُني الأَفْؤُل

وتَفاءلْت به وتفأْل به؛ قال ابن الأَثير: يقال تَفاءلْت بكذا وتفأْلت،

على التخفيف والقلْب، قال: وقد أُولع الناس بترك همزه تخفيفاً. والفَأْل:

أَن يكون الرجل مريضاً فيسمع آخر يقول يا سالِمُ، أَو يكون طالِبَ

ضالَّة فيسمع آخر يقول يا واجِد، فيقول: تَفاءلْت بكذا، ويتوجه له في ظنِّه

كما سمع أَنه يبرأُ من مرضه أَو يجد ضالَّته. وفي الحديث: أَنه، صلى الله

عليه وسلم، كان يحبُّ الفَأْل ويكره الطِّيَرَة؛ والطِّيَرَة: ضد الفَأْل،

وهي فيما يكره كالفَأْل فيما يستحَب، والطِّيرَة لا تكون إِلا فيما

يسوء، والفَأْل يكون فيما يحسُن وفيما يسوء. قال أَبو منصور: من العرب من

يجعل الفَأْل فيما يكرَه أَيضاً، قال أَبو زيد: تَفاءَلْت تَفاؤُلاً، وذلك

أَن تسمع الإِنسان وأَنت تريد الحاجة يدعو يا سعيد يا أَفْلَح أَو يدعو

باسم قبيح، والاسم الفَأْل، مهموز، وفي نوادر الأَعراب: يقال لا فَأْل عليك

بمعنى لا ضَيْر عليك ولا طَيْر عليك ولا شر عليك، وفي الحديث عن أَنس عن

النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: لا عَدْوى ولا طِيَرَة ويعجبُني

الفَأْل الصالِح، والفأْل الصالح: الكلمة الحسنة؛ قال: وهذا يدل على أَن من

الفَأْل ما يكون صالحاً ومنه ما يكون غير صالح، وإِنما أَحبَّ النبي، صلى

الله عليه وسلم، الفَأْل لأَن الناس إِذا أَمَّلوا فائدةَ الله ورجَوْا

عائدَته عند كل سبب ضعيف أَو قويٍّ فهم على خير، ولو غلِطوا في جهة الرجاء

فإِن الرجاء لهم خير، أَلا ترى أَنهم إِذا قطعوا أَملَهم ورجاءهم من الله

كان ذلك من الشرّ؟ وإِنما خَبَّر النبي، صلى الله عليه وسلم، عن الفِطْرة

كيف هي وإِلى أَيِّ شيء تنقلب، فأَما الطِّيرَة فإِن فيها سوء الظنِّ

بالله وتوقُّع البلاء، ويُحَب للإِنسان أَن يكون لله تعالى راجياً، وأَن

يكون حسن الظن بربِّه، قال: والكَوادِس ما يُتطيَّر منه مثل الفَأْل

والعُطاس ونحوه. وفي الحديث أَيضاً: أَنه كان يتَفاءل ولا يتطيَّر. وفي الحديث:

قيل يا رسول الله ما الفَأْل؟ قال: الكلمة الصالحة، قال: وقد جاءت

الطِّيرَة بمعنى الجِنْس، والفَأْل بمعنى النوع؛ قال: ومنه الحديث أَصدَقُ

الطِّيرَة الفَأْل.

والافْتِئال: افْتِعال من الفَأْل؛ قال الكميت يصف خيلاً:

إِذا ما بَدَتْ تحت الخَوافِقِ، صَدَّقَتْ

بأَيمَنِ فَأْل الزاجِرين افْتِئالَها

التهذيب: تَفَيَّل إِذا سمِن كأَنه فِيل. ورجل فَيِّل اللحم: كثيره؛

قال: وبعضهم يهمزه فيقول: فَيْئِل على فَيْعِل. والفِئال، بالهمزة: لعبة

للأَعراب، وسيذكر في فيل.

حنث

حنث: الحِنْثُ: الخُلْفُ في اليمين.

حَنِثَ في يمينه حِنْثاً وحَنَثاً: لم يَبَرَّ فيها، وأَحْنَثه هو.

تقول: أَحْنَثْتُ الرجلَ في يمينه فَحَنِثَ إِذا لم يَبَرَّ فيها.

وفي الحديث: اليمين حِنْثٌ أَو مَنْدَمَة؛ الحِنْثُ في اليمين: نَقْضُها

والنَّكْثُ فيها، وهو من الحِنْثِ: الاثم؛ يقول: إِما أَنْ يَنْدَمَ على

ما حَلَفَ عليه، أَو يَحْنَثَ فتلزمَه الكفارةُ.

وحَنِثَ في يمينه أَي أَثِمَ.

وقال خالد بن جَنْبةَ: الحِنْثُ أَن يقول الإِنسانُ غير الحق؛ وقال ابن

شميل: على فلانٍ يَمينٌ قد حَنِثَ فيها، وعليه أَحْناثٌ كثيرة؛ وقال:

فإِنما اليمينُ حِنْثٌ أَو نَدَم. والحِنْثُ: حِنْثُ اليمين إِذا لم

تَبَرَّ. والمَحانِثُ: مواقع الحِنْث. والحِنْث: الذَّنْبُ العَظيم والإِثْمُ؛

وفي التنزيل العزيز: وكانوا يُصِرُّونَ على الحِنْثِ العظيم؛ يُصِرُّونَ

أَي يدُومُون؛ وقيل: هو الشِّرْكُ، وقد فُسِّرت به هذه الآية أَيضاً؛

قال:من يَتَشاءَمْ بالهُدَى، فالحِنْثُ شَرٌّ

أَي الشِّرْك شرّ.

وتَحَنَّثَ: تَعَبَّد واعْتَزَل الأَصنامَ، مثل تَحَنَّف. وبَلَغ

الغلامُ الحِنْثَ أَي الإِدْراك والبلوغ؛ وقيل إِذا بَلَغَ مَبْلَغاً جَرَى

عليه القَلَم بالطاعة والمعصِية؛ وفي الحديث: من ماتَ له ثلاثةٌ من الولد،

لم يَبْلُغوا الحِنْثَ، دخل من أَيِّ أَبواب الجنة شاءَ؛ أَي لم يَبْلُغوا

مبلغ الرجال، ويجري عليهم القَلَم فيُكْتَبُ عليهم الحِنْثُ والطاعةُ:

يقال: بَلَغَ الغلامُ الحِنثَ أَي المعصِيةَ والطاعةَ. والحِنْثُ:

الاثْمُ؛ وقيل: الحِنْثُ الحُلُم.

وفي الحديث: أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كان، قبل أَن يُوحَى

إِليه، يأْتي حِراءً، وهو جبلٌ بمكة فيه غار، وكان يَتَحَنَّثُ فيه الليالي

أَي يَتعَبَّد. وفي رواية عائشة، رضي الله عنها: كان يَخْلُو بغارِ

حِرَاءٍ، فيَتَحَنَّثُ فيه؛ وهو التَّعَبُّدُ الليالي ذواتِ العَدد؛ قال ابن

سيده: وهذا عندي على السَّلْب، كأَنه ينفي بذلك الحِنْثَ الذي هو الاثم،

عن نفسه، كقوله تعالى: ومن الليل فتَهَجَّدْ به ناقلةً لك، أَي انْفِ

الهُجودَ عن عَيْنك؛ ونظيرُه: تَأَثَّم وتَحَوَّب أَي نفى الاثمَ والحُوبَ؛

وقد يجوز أَن تكون ثاء يَتَحَنَّثُ بدلاً من فاء يَتَحَنَّف. وفلان

يَتَحَنَّثُ من كذا أَي يَتَأَثَّم منه؛ ابن الأَعرابي: قوله يَتَحَنَّثُ أَي

يَفْعَلُ فِعْلاً يَخْرُج به من الحِنْث، وهو الاثم والحَرَجُ؛ ويقال: هو

يَتَحَنَّثُ أَي يَتَعَبَّدُ لله؛ قال: وللعرب أَفعال تُخالِفُ معانيها

أَلفاظَها، يقال: فلان يَتَنَجَّس إِذا فعل فعلاً يَخْرُج به من النجاسة،

كما يقال: فلان يَتَأَثَّم ويَتَحَرَّج إِذا فعل فِعْلاً يَخْرُجُ به من

الإثم والحَرَج. وروي عن حَكِيم بن حِزامٍ أَنه قال لرسول الله، صلى

الله عليه وسلم، أَرأَيْتَ أُمُوراً كُنْتُ أَتَحَنَّثُ بها في الجاهلية من

صلَةِ رحِمٍ وصَدَقةٍ، هل لي فيها من أَجْر؟ فقال له، صلى الله عليه

وسلم: أَسْلمْتَ على ما سَلَفَ لك من خَيْر؛ أَي أَتَقَرَّب إِلى الله

بأَفعال في الجاهلية؛ يريد بقوله: كنتُ أَتَحَنَّثُ أَي أَتَعَبَّدُ وأُلقي بها

الحِنْثَ أَي الإثم عن نفسي. ويقال للشيء الذي يَخْتَلِفُ الناسُ فيه

فيحتمل وجهين: مُحْلِفٌ، ومُحْنِثٌ.

والحِنْثُ: الرجوعُ في اليمين. والحِنْثُ: المَيْلُ من باطل إِلى حقٍّ،

ومن حقّ إِلى باطل.

يقال: قد حَنِثْتُ أَي مِلْتُ إِلى هَواكَ عَليَّ، وقد حَنِثْتُ معَ

الحق على هواك؛ وفي حديث عائشة: ولا أَتَحَنَّثُ إِلى نَذْرِي أَي لا

أَكْتَسِبُ الحِنْثَ، وهو الذنب، وهذا بعكس الأَول؛ وفي الحديث: يَكْثُر فيهم

أَولادُ الحِنْثِ أَي أَولادُ الزنا، من الحِنْث المعصية، ويروى بالخاءِ

المعجمة والباء الموحدة.

زهم

زهم: الزُّهُومَةُ: ريح لحم سمين منتن. ولحم زَهِمٌ: ذو زُهُومة.

الجوهري: الزُّهُومةُ، بالضم، الريح المنتنة. والزَّهَمُ، بالتحريك: مصدر قولك

زَهِمَتْ يدي، بالكسر، من الزُّهومةِ، فهي زَهِمَةٌ أَي دَسِمَةٌ.

والزَّهِمُ: السمين. وفي حديث يأْجوج ومأْجوج: وتَجْأَى الأَرضُ من

زَهَمِهِمْ؛ أَراد أَن الأَرض تُنْتِنُ من جِيَفِهِم. ووجدت منه زُهُومةً أَي

تَغَيُّراً. والزُّهْمُ: الريح المنتنة. والشحم يسمى زُهْماً إِذا كان فيه

زُهُومةٌ مثل شحم الوحْشِ. قال الأَزهري: الزُّهومةُ عند العرب كراهة ريح

بلا نَتْنٍ أَو تَغَيُّرٍ، وذلك مثل رائحة لحمٍ غَثٍّ أَو رائحة لحم سَبُعٍ

أَو سمكةٍ سَهِكَةٍ من سَمَكِ البحار، وأَما سمك الأَنهار فلا زُهُومة

لها. وفي النوادر: يقال: زَهِمْتُ زُهْمَةٍ وخَضِمْتُ خُضْمَةً وغَذِمْتُ

غُذْمةً بمعنى لَقِمْتُ لُقْمَة؛ وقال:

تَمَلَّئي من ذلك الصَّفِيحِ،

ثم ازْهَمِيهِ زَهْمَةً فَرُوحِي

قال الأَزهري: ورواه ابن السكيت:

أَلا ازْحَمِيهِ زَحْمَةً فَرُوحي

عاقبت الحاء الهاء. والزُّهْمَةُ، بالضم: الشحم؛ قال أَبو النجم يصف

الكلب:

يَذْكُرُ زُهْمَ الكَفَل المَشْروحا

قال ابن بري: أَي يتذكر شحم الكفَلِ عند تَشرِيحه، قال: ولم يصف كلباً

كما ذكر الجوهري وإِنما وصف صائداً من بني تميم لَقِيَ وَحْشاً؛ وقبله:

لاقَتْ تَمِيماً سامعاً لَمُوحَا،

صاحبَ أَقْناص بها مَشْبوحَا

ومن هذا يقال للسمين زَهِمٌ، وخصَّ بعضهم به شَحْم النعام والخيل.

والزُّهْمُ والزَّهَمُ: شحم الوحش من غير أَن يكون فيه زُهُومة، ولكنه اسم له

خاص، وقيل: الزُّهْمُ لما لا يَجْتَرُّ من الوحش، والوَدَكُ لما

اجْتَرَّ، والدَّسَمُ لما أَنبتت الأَرضُ كالسِّمْسِمِ وغيره.

وزَهِمَتْ يدُه زَهَماً، فهي زَهِمَةٌ: صارت فيها رائحة الشحم.

والزَّهَمُ: باقي الشحم في الدابة وغيرها. والزَّهِمُ: الذي فيه باقي طِرْقٍ،

وقيل: هو السمين الكثير الشحم؛ قال زهير:

القائدُ الخَيْلَ، مَنْكوباً دَوابِرُها،

منها الشَّنُونُ، ومنها الزاهِقُ الزَّهِمُ

وزَهَمَ العَظمُ وأَزْهَمَ: أَمَخَّ. والزُّهْمُ: الذي يخرج من الزَّباد

من تحت ذَنَبه فيما بين الدُّبُر والمَبالِ. أَبو سعيد: يقال بينهما

مُزاهمةٌ أَي عداوة ومُحاكَّةٌ. والمُزاهَمة: القُرْب. ابن سيده:

والمُزاهَمَةُ المُقاربةُ والمداناة في السير والبيع والشراء وغير ذلك. وأَزْهَمَ

الأَربعين أَو الخمسين أَو غيرها من هذه العُقود: قرب منها وداناها، وقيل:

داناها ولَمّا يَبْلُغْها. ابن الأَعرابي: زاحَمَ الأَربعين وزاهَمَها،

وفي النوادر: زَهَمْتُ فلاناً عن كذا وكذا أَي زجرته عنه. أَبو عمرو: جمل

مُزاهِمٌ. والمُزاهِمَةُ: الفُرُوط العَجِلةُ لا يكاد يدنو منه فرس إِذا

جُنِبَ إِليه، وقد زاهَمَ مُزاهَمَةً وأَزْهَمَ إِزهاماً؛ وأَنشد أَبو

عمرو:

مُسْتَرْعِفات بخدَبٍّ عَيْهام،

مُرَوْدَكِ الخَلْقِ دِرَفْسٍ مِسْعام،

للسَّابِق التَّالي قليلِ الإِزْهام

أَي لا يكاد يدنو منه الفرس المجنوب لسرعته؛ قال: والمُزاهِمُ الذي ليس

منك ببعيد ولا قريب؛ وقال:

غَرْبُ النَّوَى أَمْسى لها مُزاهِما،

من بَعْدِ ما كان لها مُلازِمَا

فالمُزاهِمُ: المُفارق ههنا؛ وأَنشد أَبو عمرو:

حَمَلَتْ به سَهواً فَزاهَمَ أَنْفَهُ،

عند النِّكاح، فَصِيلُها بمَضِيقِ

والمُزاهَمَةُ: المُداناة، مأْخوذ من شَمِّ ريحه.

وزَهْمان وزُهْمان: اسم كلب؛ عن الرِّياشِيِّ. ومن أَمثالهم: في بطن

زَهْمان زادُهُ؛ يقال ذلك إِذا اقتسم قوم مالاً أَو جَزُوراً فأَعطوا رجلاً

منها حَظَّه أَو أَكل معهم ثم جاء بعد ذلك فقال أَطْعِموني، أَي قد أَكلت

وأَخذتَ حظك، وقيل: يضرب مثلاً للرجل يُدْعَى إِلى الغداء وهو شبعان،

قال: ورجل زُهمانيٌّ إِذا كان شبعان؛ وقال ابن كَثْوَةَ: يُضْرَبُ هذا

المَثَلُ للرجل يَطْلب الشيء وقد أَخذ نصيبه منه، وذلك أَن رجلاً نحر جَزوراً

فأَعطى زَهْمانَ نصيباً، ثم إِنه عاد ليأْخذ مع الناس فقال له صاحب

الجَزُور هذا. وزُهام وزُهْمان: موضعان.

رهص

رهص: الرَّهْصُ: أَن يُصِيبَ الحجرُ حافراً أَو مَنْسِماً فيَذْوَى

باطنُه، تقول: رَهَصه الحجرُ وقد رُهِصَت الدَّابة رَهْصاً ورَهِصَت

وأَرْهَصَه اللّه، والاسم الرَّهْصةُ. الصحاح: والرَّهْصةُ أَن يَذْوَى باطِنُ

حافِر الدَّابة من حجر تَطؤُه مثل الوَقْرة؛ قال الطرماح:

يُساقطُها تَتْرَى بكل خَمِيلة،

كبَزْغِ البِيَطْرِ الثَّقفِ رَهْص الكَوادِنِ

والثَّقْفُ: الحاذِقُ. والكَوادِنُ: البَراذِين. وفي الحديث: أَنه، صلّى

اللّه عليه وسلّم، احْتَجَمَ وهو مُحْرِمٌ من رَهْصةٍ أَصابَتْه. قال

ابن الأَثير: أَصلُ الرَّهْصِ أَن يُصِيبَ باطنَ حافر الدابة شيءٌ يُوهِنُه

أَو يُنْزِلُ فيه الماءَ من الإِعْياءَ، وأَصل الرَّهْصِ شدَّةُ

العَصْر؛ ومنه الحديث: فرَمَيْنا الصيدَ حتى رَهَصْناه أَي أَوْهَنَّاه؛ ومنه

حديث مكحول: أَنه كان يَرْقِي من الرَّهْصةِ: اللهم أَنت الواقي وأَنت

الباقي وأَنت الشافي.

والرَّواهِصُ: الصخورُ المُتراصِفةُ الثابتة. ورَهِصَت الدابةُ، بالكسر،

رَهْصاً وأَرْهَصَها اللّهُ: مثل وَقِرَت وأَوْقَرَها اللّه، ولم يَقُلْ

(* قوله «ولم يقل» أي الكسائي فان العبارة منقولة عنه كما في الصحاح.)

رُهِصَت، فهي مَرْهوصة ورَهِيصٌ، ودابة رَهِيصٌ ورَهِيصةٌ: مَرْهوصة،

والجمع رَهْصَى. والرَّواهِصُ من الحجارة: التي تَرْهُصُ الدابة إِذا

وطِئَتْها، وقيل: هي الثابتة المُلْتزِقةُ المُتراصِفةُ، واحدتُها راهِصةٌ.

والرَّهْصُ: شدة العصر. أَبو زيد: رَهِصَت الدابةُ ووَقِرَت من الرَّهْصة

والوَقْرةِ. قال ثعلب: رَهِصَت الدابة أَفصح من رُهِصَت؛ وقال شمر في قول

النمر بن تولب في صفة جمل:

شَدِيد وَهْصٍ قَليل الرَّهْصِ مُعْتَدل،

بصَفْحَتَيه من الأَنْساع أَنْدابُ

قال: الوَهْصُ الوطءُ والرَّهْصُ الغَمزُ والعِثَار.

ورَهَصَه في الأَمر رَهْصاً: لامَه: وقيل: اسْتَعْجَلَه. ورَهَصَنِي

فلان في أَمر فلان أَي لامَنِي، ورَهَصَني في الأَمر أَي استعجلني فيه، وقد

أَرْهَصَ اللّه فلاناً للخَير أَي جعله مَعْدِناً للخير ومَأْتىً. ويقال:

رَهَصَنِي فلانٌ بِحَقِّه أَي أَخَذني أَخْذاً شديداً. ابن شميل: يقال

رَهَصَه بِدَينِه رَهْصاً ولم يُعَتِّمْه أَي أَخذه به أَخذاً شديداً على

عُسرة ويُسْرة فذلك الرَّهْص. وقال آخر: ما زلت أُراهصُ غَريمي مذُ اليوم

أَي أَرْصدُهُ. ورَهَصت الحائطَ بما يُقيمه إِذا مالَ. قال أَبو الدقيش:

للفرس عرْقان في خَيْشومِه وهما الناهقان، وإِذا رَهَصَهُما مَرِضَ

لهما. ورُهِصَ الحائطُ: دُعِمَ. والرِّهْص، بالكسر: أَسْفلُ عرق في الحائط.

والرِّهْصُ: الطِّين الذي يُجْعل بعضُه على بعض فيُبْنى به، قال ابن دريد:

لا أَدري ما صِحَّتُه غير أَنهم قد تكلموا به. والرِّهَّاص: الذي يعمل

الرِّهْصَ. والمَرْهَصةُ، بالفتح: الدرجةُ والمرتبة. والمَراهِصُ:

الدَّرَجُ؛ قال الأَعشى:

رَمَى بك في أُخراهمُ تَرْكُكَ العُلى،

وفُضِّل أَقوامٌ عليك مراهِصَا

وقال الأَعشى أَيضاً في الرواهص:

فعَضَّ حَديدَ الأَرضِ، إِن كُنْتَ ساخِطاً،

بِفِيكَ وأَحْجارَ الكُلابِ الرَّواهِصا

والإِرْهاصُ: الإِثْبات، واستعمله أَبو حنيفة في المطر فقال: وأَما

الفَرْغُ المُقدّم فإِنّ نَوْءَه من الأَنواءِ المشهورة المذكورةِ المحمودة

النافعة لأَنه إِرْهاصٌ للْوَسْمِيّ. قال ابن سيده: وعندي أَنه يُرِيد

أَنه مُقدِّمة له وإِيذانٌ به. والإِرْهاصُ على الذَّنب: الإِصْرارُ عليه.

وفي الحديث: وإِنّ ذنْبَه لم يكن عن إِرْهاصٍ أَي عن إِصْرارٍ وإِرْصادٍ،

وأَصله من الرَّهْصِ، وهو تأْسِيسُ البُنْيانِ.

والأَسَدُ الرَّهِيصُ: من فُرْسان العرب معروف.

حنف

حنف: الحَنَفُ في القَدَمَينِ: إقْبالُ كل واحدة منهما على الأُخرى

بإبْهامها، وكذلك هو في الحافر في اليد والرجل، وقيل: هو ميل كل واحدة من

الإبهامين على صاحبتها حتى يُرى شَخْصُ أَصلِها خارجاً، وقيل: هو انقلاب

القدم حتى يصير بَطنُها ظهرَها، وقيل: ميل في صدْر القَدَم، وقد حَنِفَ

حَنَفاً، ورجُل أَحْنَفُ وامرأَة حَنْفاء، وبه سمي الأَحْنَفُ بن قَيْس،

واسمه صخر، لِحَنَفٍ كان في رجله، ورِجلٌ حَنْفاء. الجوهري: الأَحْنَفُ هو

الذي يمشي على ظهر قدمه من شِقِّها الذي يَلي خِنْصِرَها. يقال: ضرَبْتُ

فلاناً على رِجْلِه فَحَنَّفْتُها، وقدَم حَنْفاء. والحَنَفُ: الاعْوِجاجُ

في الرِّجْل، وهو أَن تُقْبِل إحْدَى إبْهامَيْ رِجْلَيْه على الأُخرى.

وفي الحديث: أَنه قال لرجل ارْفَعْ إزارَك، قال: إني أَحْنَفُ. الحَنَفُ:

إقْبالُ القدَم بأَصابعها على القدم الأُخرى. الأَصمعي: الحَنَفُ أَن

تُقْبلَ إبهامُ الرِّجْل اليمنى على أُختها من اليسرى وأَن تقبل الأُخرى

إليها إقْبالاً شديداً؛ وأَنشد لدايةِ الأَحْنف وكانت تُرَقِّصُه وهو

طِفْل:واللّهِ لَوْلا حَنَفٌ برِجْلِهِ،

ما كانَ في فِتْيانِكُم مِن مِثلِهِ

ومن صلة ههنا. أَبو عمرو: الحَنِيفُ المائِلُ من خير إلى شرّ أَو من شرّ

إلى خير؛ قال ثعلب: ومنه أُخذ الحَنَفُ، واللّه أَعلم.

وحَنَفَ عن الشيء وتَحَنَّفَ: مال.

والحَنِيفُ: الـمُسْلِمُ الذي يَتَحَنَّفُ عن الأَدْيانِ أَي يَمِيلُ

إلى الحقّ، وقيل: هو الذي يَسْتَقْبِلُ قِبْلةَ البيتِ الحرام على مِلَّةِ

إبراهيمَ، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، وقيل: هو الـمُخْلِصُ، وقيل:

هو من أَسلم في أَمر اللّه فلم يَلْتَوِ في شيء، وقيل: كلُّ من أَسلم

لأَمر اللّه تعالى ولم يَلْتَوِ، فهو حنيفٌ. أَبو زيد: الحَنيفُ

الـمُسْتَقِيمُ؛ وأَنشد:

تَعَلَّمْ أَنْ سَيَهْدِيكُمْ إليْنا

طريقٌ، لا يُجُورُ بِكُمْ، حَنِيفُ

وقال أَبو عبيدة في قوله عز وجل: قل بَلْ مِلَّةَ إبراهيمَ حَنِيفاً،

قال: من كان على دين إبراهيم، فهو حنيف عند العرب، وكان عَبَدَةُ

الأَوْثانِ في الجاهلية يقولون: نحن حُنَفاء على دين إبراهيم، فلما جاء الإسلام

سَمَّوُا المسلم حنيفاً، وقال الأَخفش: الحنيف المسلم، وكان في الجاهلية

يقال مَن اخْتَتَنَ وحج البيت حَنِيفٌ لأَن العرب لم تتمسّك في الجاهلية

بشيء من دِينِ إبراهيم غيرِ الخِتان وحَجِّ البيتِ، فكلُّ من اختتن وحج قيل

له حنيف، فلما جاء الإسلام تمادَتِ الحَنِيفِيّةُ، فالحَنِيفُ المسلم؛

وقال الزجاج: نصب حَنِيفاً في هذه الآية على الحال، المعنى بل نتبع ملة

إبارهيم في حال حنيفيته، ومعنى الحنيفية في اللغة المَيْلُ، والمعنَى أَنَّ

إبراهيم حَنَفَ إلى دينِ اللّه ودين الإسلامِ، وإنما أُخذَ الحَنَفُ من

قولهم رَجُل أَحْنَفُ ورِجْلٌ حَنْفاء، وهو الذي تَمِيلُّ قدَماه كلُ

واحدة إلى أُختها بأَصابعها. الفراء: الحنيف مَن سُنَّته الاختِتان. وروى

الأَزهري عن الضحاك في قوله عز وجل: حُنفاء للّه غيرَ مشركين به، قال:

حُجَّاجاً، وكذلك قال السدي. ويقال: تَحَنَّفَ فلان إلى الشيء تَحَنُّفاً إذا

مال إليه. وقال ابن عرفة في قوله عز وجل: بل ملة إبراهيم حنيفاً، قد

قيل: إن الحَنَفَ الاستقامةُ وإنما قيل للمائل الرِّجْلِ أَحنف تفاؤلاً

بالاستقامة. قال أَبو منصور: معنى الحنيفية في الإسلام الـمَيْلُ إليه

والإقامةُ على عَقْدِه. والحَنيف: الصحيح الـمَيْل إلى الإسلام والثابتُ عليه.

الجوهري: الجنيف المسلم وقد سمّي المستقيم بذلك كما سمِّي الغُراب

أَعْوَرَ. وتَحَنَّفَ الرجلُ أَي عَمِلَ عَمَلَ الحَنيفيّة، ويقال اخْتتن،

ويقال اعتزل الأَصنام وتَعبَّد؛ قال جِرانُ العَوْدِ:

ولـمَّا رأَين الصُّبْحَ، بادَرْنَ ضَوْءَه

رَسِيمَ قَطَا البطْحاء، أَوْ هُنَّ أَقطفُ

وأَدْرَكْنَ أَعْجازاً مِن الليلِ، بَعْدَما

أَقامَ الصلاةَ العابِدُ الـمُتَحَنِّفُ

وقول أَبي ذؤيب:

أَقامَتْ به، كَمُقامِ الحَنيـ

ـف، شَهْريْ جُمادَى وشهرَيْ صَفَرْ إنما أَراد أَنها أَقامت بهذا

الـمُتَرَبَّع إقامةَ الـمُتَحَنِّفِ على هَيْكَلِه مَسْرُوراً بعَمله

وتديُّنِه لما يرجوه على ذلك من الثواب، وجُمْعُه حُنَفاء، وقد حَنَفَ

وتَحَنَّفَ. والدينُ الحنيف: الإسلام، والحَنيفِيَّة: مِلة الإسلام. وفي الحديث:

أَحَبُّ الأَديان إلى اللّه الحنيفية السمْحةُ، ويوصف به فيقال: مِلَّةٌ

حنيفية. وقال ثعلب: الحنيفية الميلُ إلى الشيء. قال ابن سيده: وليس هذا

بشيء. الزجاجي: الحنيف في الجاهلية من كان يَحُج البيت ويغتسل من الجنابة

ويخْتَتنُ، فلما جاء الإسلام كان الحنيفُ الـمُسْلِمَ، وقيل له حَنِيف

لعُدوله عن الشرك؛ قال وأَنشد أَبو عبيد في باب نعوت الليَّالي في شدَّة

الظلمة في الجزء الثاني:

فما شِبْهُ كَعْبٍ غيرَ أَعتَمَ فاجِرٍ

أَبى مُذْ دَجا الإسْلامُ، لا يَتَحَنَّفُ

وفي الحديث: خَلَقْتُ عِبادِي حُنَفاء أَي طاهِرِي الأَعضاء من

الـمَعاصِي. لا أَنهم خَلَقَهم مسلمين كلهم لقوله تعالى: هو الذي خلقكم فمنكم

كافر ومنكم مؤمن، وقيل: أَراد أَنه خلقهم حُنفاء مؤمنين لما أَخذ عليهم

الميثاقَ أَلستُ بربكم، فلا يوجد أَحد إلا وهو مُقرّ بأَنَّ له رَبّاً وإن

أَشرك به، واختلفوا فيه. والحُنَفاءُ: جَمْع حَنيفٍ، وهو المائل إلى

الإسلام الثابتُ عليه. وفي الحديث: بُعثْتُ بالحنيفية السَّمْحة

السَّهْلةِ.وبنو حَنيفةَ: حَيٌّ وهم قوم مُسَيْلِمة الكذَّابِ، وقيل: بنو حنيفة حيّ

من رَبيعة. وحنيفةُ: أَبو حي من العرب، وهو حنيفة بن لُجَيم بن صعب بن

عليّ بن بكر بن وائل؛ كذا ذكره الجوهري. وحَسَبٌ حَنِيفٌ أَي حديثٌ

إسْلاميُّ لا قَدِيمَ له؛ وقال ابن حَبْناء التميمي:

وماذا غير أَنـَّك ذُو سِبالٍ

تُمِسِّحُها، وذو حَسَبٍ حَنِيفِ؟

ابن الأَعرابي: الحَنْفاء شجرة، والحَنْفاء القَوْسُ، والحَنْفاء

الموسى، والحَنْفاء السُّلَحْفاةُ، والحَنْفاء الحِرْباءَة، والحَنْفاءُ

الأَمـَةُ الـمُتَلَوِّنةُ تَكْسَلُ مَرَّة وتَنْشَطُ أُخْرى.

والحَنِيفِيّةُ: ضَرْبٌ من السُّيوفِ، منسوبة إلى أَحْنَفَ لأَنه أَوّل

من عَمِلها، وهو من الـمَعْدُولِ الذي على غير قياس. قال الأَزهري:

السيوفُ الحنيفيةُ تُنْسَبُ إلى الأَحنف بن قيس لأَنه أَول من أَمر باتخاذها،

قال والقياسُ الأَحْنَفِيُّ.

الجوهري: والحَنْفاء اسم ماء لبني مُعاوية بن عامر ابن ربيعةَ،

والحَنْفاء فرس حُجْرِ بن مُعاويةَ وهو أَيضاً فرس حُذَيْفةَ بن بدر الفَزاريّ.

قال ابن بري: هي أُخْتُ داحِسٍ لأَبيه من ولد العُقّالِ، والغَبْراء خالةُ

داحِس وأُخته لأَبيه، واللّه أَعلم.

فرز

فرز: فَرَزَ العَرَقَ فَرْزاً، والفِرْزُ: القِطعةُ منه، والجمع

أَفْرازٌ وفُرُوزٌ. والفِرْزَةُ: كالفِرْزِ. وأُفْرِزَ له نَصِيبُهُ: عُزِلَ.

وقوله في الحديث: من أَخَذَ شَفْعاً فهو له، ومن أَخذ فِرْزاً فهو له؛ قيل

في تفسيره قولان: قال الليث: الفِرْزُ الفَرْدُ، وقال الأَزهري: لا أَعرف

الفِرْزَ الفَرْد. والفِرْزُ في الحديث: النصيبُ المفرُوزُ.

وقد فَرَزْتُ الشيء وأَفْرَزْتُه إِذا قسمته. والفِرزُ: النصيب

المَفْرُوزُ لصاحبه، واحداً كان أَو اثنين: وفَرَزَهُ يَفْرِزُه فَرْزاً

وأَفْرَزَه: مازَهُ. الجوهري: الفَرْزُ مصدر قولك فَرَزْتُ الشيء أَفْرِزُه إِذا

عزلته عن غيره ومِزْتَه، والقِطعَةُ منه فِرْزَةٌ، بالكسر. وفارَزَ فلانٌ

شريكه أَي فاصله وقاطعه. قال بعض أَهل اللغة: الفَرْزُ قريب من

الفَزْرِ، تقول:

فَرَزْتُ الشيء من الشيء أَي فصلته. وتكلم فلان بكلامٍ فارِزٍ أَي

فَصَلَ به بين أَمرين. قال: ولسان فارِزٌ بَيِّنٌ؛ وأَنشد:

إِني إِذا ما نَشَزَ المُناشِزُ،

فَرَّجَ عن عِرْضِي لِسانٌ فارِزٌ

القشيري: يقال للفُرْصَةِ فُرْزَةٌ وهي النَّوْبَة. وأَفْرَزَه الصيدُ

أَي أَمكنه فرماه من قُرْبٍ. والفَرْزُ: الفَرْجُ بين الجبلين، وقيل: هو

موضع مطمئن بين رَبْوَتَيْنِ؛ قال رؤبة يصف ناقة:

كَمْ جاوَزَتْ من حَدَبٍ وفَرْزِ

والفَرْزُ: ما اطمأَنَّ من الأَرض. والفَرْزَةُ: شَقٌّ يكون في

الغَلْظِ؛ قال الراعي:

فأَطْلَعَتْ فَرْزَة الآجامِ جافِلَةً،

لم تَدْرِ أَنَّى أَتاها أَوّل آهر

(*قوله «فاطلعت البيت» كذا بالأصل.)

والإِفْرِيزُ: الطَّنْفُ، ومنه ثوب مَفْرُوزٌ. قال أَبو منصور:

الإِفْرِيزُ إِفْرِيزُ الحائط؛ معرّب لا أَصل له في العربية؛ قال: وأَما

الطَّنْفُ فهو عربي محض.

التهذيب: الفارِزَةُ طريقة تأْخذ في رَمْلَةٍ في دَكادِكَ لَيِّنَةٍ

كأَنها صَدْعٌ من الأَرض منقاد طويلٌ خِلْقَةً.

وفَرْوَزَ الرجلُ: مات. والفِرْزانُ: معروف. وفَيْرُوزٌ: اسم فارسي.

فرك

فرك: الفَرْك: دَلْكُ الشيء حتى ينقلع قِشْرُه عن لبِّه كالجَوْز،

فَرَكه يَفْرُكه فَرْكاً فانْفَرَك. والفَرِكُ: المُتَفَرِّك قشره.

واسْتَفْرَك الحبُّ في السُّنْبُلة: سَمِنَ واشتدّ. وبُرٌّ فرِيكٌ: وهو الذي فُرِكَ

ونُقِّي. وأَفْرَك الحبُّ: حان له أَن يُفْرك. والفَرِيك: طعام يُفْرك

ثم يُلَتّ بسمن أَو غيره، وفَرَكْتُ الثوب والسنبل بيدي فَرْكاً.

وأَفْرَكَ السنبلُ أَي صار فَرِيكاً، وهو حين يَصْلُح أَن يُفْرَك فيؤكل، ويقال

للنبت أَوَّلَ ما يَطْلُع: نجَمَ ثم فَرَّخَ وقَصَّبَ ثم أَعْصَفَ ثم

أَسْبَلَ ثم سَنْبَل ثم أَحَبَّ وأَلَبَّ ثم أسْفى ثم أَفْرَكَ ثم أَحْصَدَ.

وفي الحديث: نهى عن بيع الحَب حتى يُفْرِكَ أَي يَشْتَدَّ وينتهي. يقال:

أَفْرَكَ الزرعُ إذا بلغ أَن يُفْرَك باليد، وفَرَكْته وهو مفروك

وفَرِيك، ومن رواه بفتح الراء فمعناه حتى يخرج من قشره. وثوب مَفْرُوك بالزعفران

وغيره: صبغ به صبغاً شديداً. والفَرَكُ، بالتحريك: استرخاء أَصل الأُذن.

يقال: أُذن فَرْكاء وفَرِكَةٌ، وقيل: الفَرْكاء التي فيها رَخاوة وهي

أَشدّ أَصلاً من الخَذْواء، وقد فَرِكَتْ فيهما فَرَكاً. والإنْفِراكُ:

استرخاء المَنْكِب. وانْفَرَك المَنْكِبُ: زالت وابِلَتُه من العَضدُ عن

صَدَفة الكتف، فإن كان ذلك في وابلة الفخذ والورك قيل حُرق. الليث: إذا زالت

الوابلة من العضد عن صدفة الكتف فاسترخى المنكب قيل: قد انْفرك منكبه

وانْفَركت وابلتُه، وإن كان ذلك في وابلة الفخذ والورك لا يقال انْفرك،

ولكن يقال حُرِقَ فهو مَحْرُوق. النضر: بعير مَفْرُوك وهو الأَفَكُّ الذي

ينخرم منكبه، وتَنْفَكُّ العصبةُ التي في جوف الأخْرَم. وتَفَرَّك المخنثُ

في كلامه ومِشْيَته: تَكَسَّرَ. والفِرْكُ، بالكسر: البغْضَةُ عامّة،

وقيل: الفِرْك بغْضَةُ الرجل لامرأَته أَو بغْضة امرأة له، وهو أَشهر؛ وقد

فَرِكَتْه تَفْرَكُه فِرْكاً وفَرْكاً وفُروكاً: أَبغضته. وحكى اللحياني:

فَرَكَتْه تَفْرُكه فُروكاً وليس بمعروف، ويقال للرجل أَيضاً: فَرِكَها

فَرْكاً وفِرْكاً أَي أَبغضها؛ قال رؤبة:

فَعفَّ عن اسْرارِها بعد الغَسَقْ،

ولم يُضِعْها بين فِرْكٍ وعَشَقْ

وامرأة فاركٌ وفَرُوكٌ؛ قال القطامِيّ:

لها رَوْضَةٌ في القَلْبِ لم يَرْعَ مِثْلَها

فَرُوكٌ، ولا المُسْتَعْبِرات الصَّلائِفُ

وجمعها فَوارِكُ. ورجل مُفَرَّك: لا يَحْظى عند النساء، وفي التهذيب:

تُبْغِضهُ النساء، وكان امرؤ القيس مُفَرَّكاً. وامرأَة مُفَرَّكة: لا تحظى

عند الرجال؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

مُفَرَّكَة أَزْرى بها عند زَوْجِها،

ولو لَوَّطَتْه هَيَّبانٌ مُخالِفُ

أَي مخالف عن الجَوْدة، يقول: لو لَطَّخته بالطيب ما كانت إلا مُفَرَّكة

لسُوءِ مَخْبُرَتِها، كأَنه يقول: أَزرى بها عند زوجها مَنْظَرٌ

هَيَّبانٌ يَهابُ ويَفْزَع من دنا منه أَي أَن مَنْظَر هذه المرأة شيءٌ يُتحامى

فهو يُفْزِع، ويروى عند أَهلها، وقيل: إنما الهَيَّبانُ المخالفُ هنا

ابنُه منها إذا نظر إلى ولده منها أَبغضها ولو لطخته بالطيب. وفي حديث ابن

مسعود: أَن رجلاً أَتاه فقاله له: إني تزوَّجت امرأة شابة أَخاف أَن

تَفْرُكَني فقال عبد الله: إن الحُب من الله والفَرْك من الشيطان، فإذا دخلت

عليك فصلّ ركعتين ثم ادْعُ بكذا وكذا؛ قال أَبو عبيد: الفَرْك والفِرْك

أَن تُبْغضَ المرأَة زوجها، قال: وهذا حرف مخصوص به المرأَة والزوجُ، قال:

ولم أَسمع هذا الحرف في غير الزوجين. وفي الحديث: لا يَفْرُك مؤمنٌ

مؤمنةً أَي لا يُبْغِضها كأَنه حث على حسن العشرة والصحبة؛ وقال ذو الرمة يصف

إبلاً:

إذا الليلُ عن نَشْزٍ تَجَلَّى، رَمَيْنَهُ

بأَمْثالِ أَبْصارِ النِّساء الفَوارِكِ

يصف إبلاً شبهها بالنساء الفوارك، لأَنهن يَطْمَحْن إلى الرجال ولسن

بقاصرات الطرف على الأزواج، يقول: فهذه الإبل تُصْبِح وقد سَرَتْ ليلها كله

فكلما أَشرف لهن نَشَزٌ رمينه بأَبصارهن من النَّشاط والقوَّة على السير.

ابن الأَعرابي: أَولادُ الفِرْك فيهم نجابة لأنهم أَشبه بآبائهم، وذلك

إذا واقع امرأَته وهي فاركٌ لم يشبهها ولده منها، وإذا أَبغض الزوج

المرأَة قيل: أَصْلَفَها، وصَلِفَتْ عنده. قال أَبو عبيدة: خرج أَعرابي وكانت

امرأَته تَفْرُكُه وكان يُصْلِفُها، فأَتْبَعَتْه نواةً وقالت: شَطَّتْ

نواك، ثم أَتبعته رَوْثَةً وقالت: رَثَيْتُك وراثَ خَبَرُك، ثم أَتبعتَه

حَصاةً وقالت: حاصَ رِزْقُك وحُصَّ أَثَرُك؛ وأَنشد:

وقد أُخْبِرْتُ أَنكِ تَفْرُكيني،

وأُصْلِفُكِ الغَداةَ فلا أُبالي

وفارَك الرجلُ صاحِبَهُ مفاركة وتارَكة مُتاركَةً بمعنى واحد. الفراء:

المُفَرَّكُ المتروك المُبْغَضُ. يقال: فارَك فلانٌ فلاناً تاركه. وفَرَك

بلدَه ووطَنَه؛ قال أَبو الرُّبَيْسِ التغلبي:

مُراجِع نَجْدٍ بعد فِرْكٍوبِغْضَةٍ

مُطَلِّق بُصْرى أَصْمَع القَلْبِ جافِله

والفِرِكَّانُ: البِغْضَةُ؛ عن السيرافي. وفُرُكَّان: أَرض، زعموا. ابن

بري: وفِرِكَّان اسم أَرض، وكذلك فِرِكٌ؛ قال:

هل تَعْرِفُ الدارَ بأَدْنى ذي فِرِكْ

Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.