[ودع] نه: فيه لينتهين أقوام عن "ودعهم" الجمعات أو ليختمن على قلوبهم، أي عن تركهم إياها، من ودعه يدعه: تركه، قال النحاة: العرب أماتوا ماضي يدع ومصدره، ويحمل على القلة للحديث وقد قرئ "ما ودعك ربك" بالخفة. ط: يعني اعتياد ترك الجمعات يغلب الرين على القلوب ويزهد النفوس في الطاعة وذلك يؤدي إلى كونهم من الغافلين. نه: ومنه: إذا لم ينكر الناس المنكر فقد "تودع" منهم، أي أسلموا إلى ما استحقوه من النكير عليهم وتركوا وما استحبوا من المعاصي حتى يكثروا منها فيستوجبوا العقوبة، وهو من المجاز لأن المعتني بإصلاح شأن الرجل إذا يئس من صلاحه تركه واستراح من معاناة النصب معه، أو هو من تودعت الشيء أي صنته في ميدع، يعني قد صاروا بحيث يتحفظ منهم ويتصون كما يتوقى شرار الناس. ومنه ح: إذا مشت هذه الأمة السميهاء فقد "تودع" منها. ومنه ح: اركبوا هذه الدواب سالمة و"ايتدعوها" سالمة، أي اتركوها ورفهوا إذا لم تحتاجوا إلى ركوبها، وهو افتعل من ودع - بالضم - وداعة أي سكن وترفه، وايتدع فهو متدع أي صاحب دعة، أو من ودع - إذا ترك، من اتدع وايتدع على القلب والإدغام والإظهار. ومنه: صلى معه عبد الله بن أنيس وعليه ثوب متمزق قلما انصرف دعا له بثوب فقال: "تودعه" بخلقك هذا، أي صنه به، يريد البس هذا في أوقات الصلاة والاحتفال والتزين، والتوديع أن تجعل ثوبا ًوقاية ثوب أخر وأن تجعله أيضًا في صوان يصونه. وفيه: إذا خرصتم فخذوا و"دعوا" الثلث"؛ الخطابي: ذهب البعض إلى أنه يترك لهم من عرض المال توسعة عليهم لأنه إن أخذ الحق منهم مستوفي أضر بهم فإنه يكون منها الساقطة والهالكة وما يأكله الطير والناس، وقيل: لا يترك لهم شيء شائع في جملة النخل بل يفرد لهم نخلات معدودة قد علم مقدار تمرها بالخرص، وقيل: معناه إذا لم يرضوا بخرصكم فدعوا لهم الثلث أو الربع ليتصرفوا فيه ويضمنوا حقه ويتركوا الباقي إلى أن يجف ويؤخذ حقه، لا أنه يترك لهم بلا عوض ولا إخراج. ط: أي إذا خرصتم فعينوا مقدار الزكاة ثم خذوا ثلثيه واتركوا الثلث لصاحبه حتى يتصدق هو على جيرانه ومن يطلب فلا يحتاج إلى أن يغرم ذلك من مال نفسه، وأصحاب الرأي لا يعتبرون الخرص لإفضائه إلى الربا وزعموا أن أحاديث الخرص كانت قبل تحريم الربا. نه: ومنه: "دع" داعي اللبن - ومر في د. وفيه: لكم يا بني نهد "ودائع" الشرك، أي العهود والمواثيق، من توادع الفريقان - إذا أعطى كل واحد منهما الآخر عهدًا أن لا يغزوه، أعطيته وديعًا أي عهدًا، أو يريد بها ما كانوا استودعوه من أموال الكفار الذين لم يدخلوا في الإسلام، أراد إحلالها لهم لأنها مال كافر قدر عليه من غير عهد ولا شرط، ويدل عليه قوله: ما لم يكن عه ولا موعد. ومنه ح: إنه "وادع" بني فلان، أي صالحهم وسالمهم على ترك الحرب، وحقيقته المتاركة أي يدع كل واحد منهما ما هو فيه. ومنه: وكان كعب القرظي "موادعا" له صلى الله عليه وسلم. وفي ح الطعام: غير مكفور ولا "مودع"، أي غير متروك الطاعة - ومر في كف وفي مدجه:
وفي "مستودع" حيث يخصف الورق
وفي "مستودع" حيث يخصف الورق
هو مكان تجعل فيه الوديعة، من استودعته وديعة - إذا استحفظته إياها، وأراد به موضعًا كان به أدم وحواء من الجنة، وقيل: أراد به الرحم. ش: هو بفتح دال اسم مكان أو اسم مفعول، والمراد صلب أدم. نه: وفيه: من تعلق "ودعة" لا "ودع" الله له، الودع - بالفتح والسكون جمع ودعة وهو شيء أبيض يجلب من البحر يعلق في حلوق الصغار وغيرهم مخافة العين، قوله: لا ودع الله له، بني من لفظ الودعة أي لا جعله في دعة وسكون أي لا خفف الله عنه ما يخافه. ك: لا تأخذ بقولك "فتدع" قول زيد، أي بوجوب الطواف الوداعي، وهو بالنصب وبالفاء والواو بعد نفي. وح: فأبى أهل مكة "أن يدعوه" - بفتح دال، أي يتركوه. وح: "لا أدع" شيئًا، أي لا أترك، وكان يقول: لا ينسخ من القرآن شيء، فرده بقوله "ما ننسخ" وقيل: لعله لم يخبر بالنسخ إلا واحد فلم يدعه. وح: فإذا رأيته وقعت ساجدًا "فيدعني" ما شاء الله، في مسند أحمد أن هذه السجدة قدر جمعة من أيام الدنيا. وح: "دعه" فإن له أصحابًا يحقر أحدكم صلاته، فإن قيل: كيف صح تعليل ترك قتله بأن له أصحابا؟ قلت: الفاء للتفريع لا للتعليل، وعلة عدم قتله تأليف القلوب وحذر أن يقال إنه يقتل أصحابه. وح: "ليدع" العمل وهو يحب أن يعمل به، هو بفتح اللام. وباب الجزاء و"الموادعة"، أي الجزية للذمي والموادعة للحربي، وقيل: هما بمعنى، لأن الجزية موادعة أي متاركة، وإذا أودع ملك القرية هل يكون ذلك، أي الوداع حاصلًا لجميع أهل القرية. وحجة "الوداع" - بفتح واو وجاز كسرها، ودع فيه الناس، علم أنه لا يتفق له بعد هذا وقفة أخرى ولا اجتماع له أخر مثله، وسببه أنه نزل عليه "إذا جاء نصر الله" في وسط
أيام التشريق وعرف أنه الوداع. ن: ودع الناس فيها وأوصاهم وعلمهم أمر دينهم ولم يحج بعد الهجرة غيرها وكانت سنة عشر. وح: "لا يدعها" أحد رغبة عنها إلا أبدل الله - إلخ، اختلفوا هل هو مختص بحياته صلى الله عليه وسلم أم عام أبدا، والثاني أصح. و"ما" "ودعك" ربك" أي ما قطعك منذ أرسلك. وح: "كالمودع" للأحياء والأموات، أي خرج إلى قتل أحد ودعا لهم دعاء مودع ثم دخل المدينة فصعد المنبر فخطب الأحياء خطبة مودع. ط: أما الأحياء فبخروجه منهم، وأما الأموات فبانقطاع دعائه واستغفاره لهم. ش: "كالمودع" لهم - بفاعل التوديع، أي كان يبالغ في الدعاء والاستغفار لهم لا يترك شيئًا مما يهم إلا أوصى كالمودع. ط: موعظة "مودع"- مر في ذرف. وح: صل صلاة "مودع"، أي إذا شرعت في الصلاة فأقبل إلى الله بشراسك وودع غيرك لمناجاة ربك، قوله: بكلام تعذره غدًا، كناية عن حفظ اللسان عما يحتاج إلى العذر، وأجمع الإياس أي أجمع رأيك على اليأس من الناس وصمم عليه. وح: "فأودعوا" أهله بالسلام، أي اجعلوا السلام وديعة عندهم كي ترجعوا إليهم وتستردوا وديعتكم. وح: "أستودع" الله دينك وأمانتك وآخر عملك، لأن السفر مظنة إمهال بعض أمور الدنيا وتضييع الأمانة في الأخذ والعطاء من الناس، وأخر عملك - في سفرك أو مطلقًا أي يختمه بالخير. وح: "دعوا" الترك والحبشة ما "ودعوكم"، لأن بلاد الترك وعرة ذات حر وعطش وبينهم مفاوز وبحار، والترك بأسهم شديد وبلادهم باردة، فلم يكلف العرب بدخولهم بلادهم، وأما إذا دخلوا بلادنا فيجب القتال. وح: "لم يدعوها" في يده طرفية عين حتى يأخذوها، إشارة إلى أن ملك الموت إذا قبض روح العبد يسلمها إلى أعوانه الذين معهم كفن الجنة، ولذا أفرد الضمير ثم جمع. وح: إذا مات صاحبكم "فدعوه"، أراد بصاحبكم نفسه، وعني بقوله: فدعوه، أن يتركوا التحسر والتلهف عليه، فإن في الله خلفًا عن كل فائت، وكأنه لما قال: وأنا خيركم لأهلي، دعاهم إلى التأسف بفقده فأزاح ذلك، وقيل: معناه إذا مت فدعوني
ولا تؤذوني بإيذاء عترتي وأهل بيتي، وقيل: يعني ليحسن كل واحد منكم على أهله فإذا مات واحد منكم فاتركوا ذكر مساويه أو اتركوا محبته بعد الموت ولا تبكوا عليه. وح: "تدع" الناس من شر، أي تكف عنهم شرك، فإنها أي ودعهم صدقة تصدق بها على نفسك حيث حفظتها عما يرد بها. غ: الحمد لله غير "مودع" ربي، أي غير تارك طاعة ربي أو غير مودع ربي. وح اللقمة: و"لا يدعها" للشيطان - مر في ميط وفي شيط.