الْغَيْن وَالرَّاء
غَرّه يغُرّه غَرّاً وغُرُورا وغِرّة، الْأَخِيرَة عَن اللِّحياني، فَهُوَ مَغرور، وغَرير: خَدعه وأطعمه بِالْبَاطِلِ، قَالَ:
إِن امْرأ غره مِنْكُن وَاحِدَة بعدِي وبعدَكِ فِي الدُّنْيَا لمَغرورُ
أَرَادَ لمغرورٌ جدا، أَو: لمغرور جدّ مغرور، وحَقَّ مغرور، وَلَوْلَا ذَلِك لم يكن فِي الْكَلَام فَائِدَة، لِأَنَّهُ قد علم أَن كُل من غُرّ فَهُوَ مَغرور، فاي فَائِدَة فِي قَوْله " لمغرور "؟ إِنَّمَا هُوَ على مَا ذكرنَا وفسرنا.
واغْترّ هُوَ: قَبِل الغُرورُ.
وَأَنا غَرَرٌ مِنْك، أَي: مَغْرور.
وَأَنا غريرك من هَذَا، أَي: أَنا الَّذِي غَرّك مِنْهُ، أَي: لم يكن الْأَمر على مَا تُحب.
وَقَول طَرفة:
أَبَا مُنْذرٍ كَانَت غُروراً صَحيفتي وَلم أعطكم بالطَّوع مَالِي وَلَا عِرضْي
إِنَّمَا أَرَادَ: ذَات غرور، وَلَا يكون إِلَّا على ذَلِك، لِأَن الغُرور عَرَض، والصحيفة جَوْهَر، والجوهر لَا يكون عرضا.
والغَرُور: مَا غَرّك، من إِنْسَان أَو شيطانَ أَو غَيرهمَا، وَخص يَعْقُوب بِهِ الشَّيْطَان.
وَقَوله تَعَالَى: (ولَا يَغرنكم بِاللَّه الغَرور) ، قَالَ الزّجاج: وَيجوز " الغُرور " بِضَم الْغَيْن، وَقَالَ فِي تَفسيره: الغُرور: الأباطيل.
وَيجوز أَن يكون " الغُرور " جمع: غارّ، مثل: شَاهد وشهود، وقاعد وقعود.
والغَرُور: الدُّنيا، صفة غالبة.
والغَرير: الْكَفِيل.
وَأَنا غريرك مِنْهُ، أَي: أحذِّركه.
وغَرّر بِنَفسِهِ وَمَاله تغريرا وتَغِرّة: عَرَّضها للهلكة من غير أَن يُعرف.
وَالِاسْم: الغَرَر. والغُرّة: بَيَاض فِي الْجَبْهَة.
فرسٌ أغرّ وغَرّاء.
وَقيل: الأغَرُّ من الْخَيل: الَّذِي غُرته اكبر من الدِّرْهَم، وَقد وَسَطت جَبْهته، وَلم تُصب وَاحِدَة من العَينين، وَلم تَمِل على وَاحِدَة من الخدّين، وَلم تَسِلْ سُفْلاً، وَهِي افشى من القُرحة.
وَقَالَ بَعضهم: بل يُقال للأغر: أغَرُّ اقرح، لِأَنَّك إِذا قلت: اغرُّ، فلابد من أَنَّك تصف الغُرّة بالطول والعَرض والصِّغر والعِظم والدِّقة، وكلهن غُرَرٌ، فالغُرّة جامعةٌ لَهُنَّ، لِأَنَّهُ يُقَال: اغرُّ اقرح، واغر مُشَمْرَخُ الغُرة، وأغرّ شادخُ الْغرَّة، والاغر لَيْسَ بضَرب وَاحِد، بل هُوَ جنس جَامع لأنواع من قٌرحة وشِمراخ وَنَحْوهمَا، وغُرة الْفرس: البياضُ يكون فِي وَجهه، فَإِن كَانَت مُدورة فَهِيَ وتيرة، وَإِن كَانَت طَوِيلَة فَهِيَ شادخة.
وَعِنْدِي أَن الغُرة نفس القَدرْ الَّذِي يَشغله الْبيَاض من الْوَجْه لَا أَنه الْبيَاض.
والأغرُّ: الْأَبْيَض من كل شَيْء.
وَقد غَرّ وجهُة يَغَرّ، بِالْفَتْح، غَرَراً وغُرّة وغَرارة: صَار ذَا غُرة، أَو ابيض، عَن ابْن الْأَعرَابِي.
وَفك مرّة الْإِدْغَام لُيرِى أَن " غَرّ " فَعِل، فَقَالَ: غَرِرْتَ غُرة، فَأَنت أغرّ.
وَعِنْدِي أَن " غُرة " لَيْسَ بمصدر، كَمَا ذهب إِلَيْهِ ابْن الْأَعرَابِي هَاهُنَا، إِنَّمَا هُوَ اسْم، وَإِنَّمَا كَانَ حُكمه أَن يَقُول: غَرِرْتَ غَرَراً، على أَنِّي لَا أشَاحُّ ابْن الأعرابيّ فِي مثل هَذَا.
ورجلٌ اغر: كريمُ الْأَفْعَال واضحها، وَهُوَ على الْمثل.
وَقَول أم خَالِد الخَثعميّة:
ليشربَ مِنْهُ جَحْوشُ ويَشيمُه بعَيْني قُطاميٍّ أغرَّ شَامي
يجوز أَن تَعْنِي قطامياً ابيض، وَإِن كَانَ القطاميّ قلّما يُوصف بالأغرّ، وَقد يجوز أَن تَعْنِي عُنُقه، فَيكون كالاغر من الرِّجَال.
والاغر من الرِّجَال: الَّذِي أخذت اللِّحْيَة جَمِيع وَجهه إِلَّا قَلِيلا، كَأَنَّهُ غرَّة، قَالَ عَبيد بُن الابرص:
وَلَقَد تُزان بك المّجا لسٌ لَا أغرَّ وَلَا عُلاكِزْ وغُرة الشَّهر: ليلَة استهلال القَمر، لبياض أوّلها.
وَقيل: غُرة الْهلَال: طلعتُه.
وكل ذَلِك من الْبيَاض، يُقَال: كتبت غُرة شهر كَذَا، وَيُقَال: لثلاث لَيَال من الشَّهر الغرُرُ والغُرّ، وكل ذَلِك لبياضها وطلوع الْقَمَر اولها، وَقد يُقَال ذَلِك للايام.
وغُرة الْأَسْنَان: بياضُها.
وغَرَّر الغلامُ: طلع أول اسنانه، كَأَنَّهُ اظهر غرَّة اسنانه، أَي: بياضها.
وَقيل: هُوَ إِذا طلعت أول أَسْنَانه ورأيتَ غُرتها، وَهِي أول أَسْنَانه.
وغُرّة الْمَتَاع: خِيارُه وَرَأسه.
وَفُلَان غُرةٌ من غرر قومه، أَي: شرِيف من اشرافهم.
وَرجل اغر: شرِيف، وَالْجمع، غُرُّ وغُرّان، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:
ثيابُ بني عَوْف طهارَي نقِيةٌ واوجههم عِنْد المَشاهد غُرّان
وغُرة الكَرم: سرعَة بُسُوقه.
وغُرة الرَّجل: وَجهه.
وَقيل: طلعته وَوَجهه.
وكل شَيْء بدا لَك من ضَوء أَو صبح فقد بَدَت لَك غُرته.
ووجهٌ غرير: حَسن، وَجمعه، غُرّان.
والغِرّ، والغَرير: الشَّاب الَّذِي لَا تجربة لَهُ.
وَالْجمع: أغرّاء، وأغِرّة.
وَالْأُنْثَى غِرُّ، وغِرّة، وغَريرة.
وَقد غَرِرْتَ غرارةً.
والغار الغافل.
وَقد اغْترَّ.
وَالِاسْم مِنْهُمَا: الْغرَّة، وَفِي الْمثل: الغِرة تَجلب الدِّرة، أَي: الْغَفْلَة تجلب الرزق، حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي.
وعيش غرير: ابلد لَا يُفزع أَهله.
والغِرار: حدُّ الرُّمح وَالسيف والسهم.
وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الغراران: ناحيتا المِعْبلة خاصّة.
والغِرارُ: النومُ الْقَلِيل.
وَقيل: هُوَ الْقَلِيل من النّوم وَغَيره.
وَفِي حَدِيثه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا غرار فِي صَلَاة وَلَا تَسْلِيم "، أَي: لَا نُقْصَان.
قَالَ أَبُو عبيد: الغرار فِي الصَّلَاة: النُّقْصَان فِي ركوعها وسجودها وطهورها، وَأما الغرار فِي التَّسْلِيم فنراه أَن يَقُول لَهُ: سَلام عَلَيْك، أَو يرد فَيَقُول: وَعَلَيْك، وَلَا يَقُول: وَعَلَيْكُم.
وَقيل: لَا غِرار فِي الصَّلَاة وَلَا تَسْلِيم فِيهَا، أَي: لَا قَلِيل من النّوم فِي الصَّلَاة، وَلَا تَسْلِيم، أَي: لَا يسلمِّ المُصلِّي وَلَا يُسلَّم عَلَيْهِ.
وغارَّت النُاقة بلبنها تغارُّ غِرارا، وَهِي مُغارُّ: قل لَبنهَا، وَذَلِكَ عِنْد كراهيتها للْوَلَد وإنكارها الحالب.
وَيُقَال فِي التَّحِيَّة: تغارّ، أَي لَا تنقص، وَلَكِن قل كَمَا يُقَال لَك اورد، وَهُوَ أَن تمُر بِجَمَاعَة فتخص وَاحِدًا.
ولسُوقنا غِرارٌ، إِذا لم كن لمتاعها نَفاقٌ، كُله على الْمثل.
وَقَول أبي خرَاش:
فغارَرْنَ شَيْئا والدَّريسُ كَأَنَّمَا يُزَعزعه وَعْكٌ من المُوم مُرْدِمُ
قيل: معنى " غارَرْت ": تلبثْت.
وَقيل: تنّبهت.
وَولدت ثَلَاثَة على غِرار وَاحِد، أَي بَعضهم فِي إِثْر بعض، لَيْسَ بَينهم جَارِيَة.
والغِرار: المِثال الَّذِي تُضرب عَلَيْهِ النِّصال لتصلح.
والغِرارة: الجُوالق. وغَرّ الطَّائِر فرخه يَغْره غَراًّ: زقه.
والغَرُّ: اسْم مَا زَقّه بِهِ، وَجمعه: غُرورٌ.
وَقَالَ عَوْف بن ذوة، فاستْعمله فِي سير الْإِبِل:
إِذا احتسى يومَ هَجِير هَاتِف غرور عيديَاتهَا الخَوائِف
يَعْنِي أَنه أجهدها، فَكَأَنَّهُ احْتَسى تِلْكَ الغُرورَ.
والغُرّ: ضَرب من طَير المَاء اسود.
الْوَاحِدَة: غَراء، الذّكر وَالْأُنْثَى فِي ذَلِك سَوَاء.
والغُرّة: العَبْد أَو الامة، قَالَ الراجز:
كُلُّ قَتيل فِي كُلَيب غُرَّه حَتَّى ينَال القتلَ آل مُرّه
يَقُول: كُلهم لَيْسُوا بكُفء لكُلَيب، إِنَّمَا هم بِمَنْزِلَة العَبيد وَالْإِمَاء.
وكل كَسر مُتَثَنٍّ فِي ثوب أَو جلد، غَرُّ، قَالَ:
قد رَجَعَ المُلْك لُمستقرّه ولان جِلْدُ الأَرْض بعد غّرِّه
وَجمعه: غُرور.
والغُرُور فِي الفَخذين، كالأخاديد بَين الخَصائل.
وغُرور الْقدَم: خُطوط مَا تثنّى مِنْهَا.
وغَرُّ الظّهْر: تَثِنىُّ المتَن، قَالَ:
كأنّ غَرّ مَتنه إِذْ تَجْنُبه سَيْرُ صَناعٍ فِي خَريزٍ تَكْلُبهْ وغُرور الذراعين الاثناءُ الَّتِي بَين حِبالها.
والغَرّ: الشَّقّ فِي الأَرْض.
والغَرّ: نَهر دَقِيق فِي الأَرْض.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هُوَ النَّهر، وَلم يُعيّن الدَّقِيق وَلَا غَيره، وانشد: سَقِيّة غَرٍّ فِي الحِجال دُمُوج وَقَالَ أَبُو حنيفَة، الغَرّان: خَطَّان يكونَانِ فِي اصل العَيْر من جانِبَيه: قَالَ ابْن مقروم، وَذكر صائَداً:
فَأرْسل نافِذ الغَريَّن حَشْراً فَخَيّبه من الوَتر انقطاعُ
أَي: خيَبه انْقِطَاع من الْوتر.
والغرّاء: نَبت لاَ ينْبت إِلَّا فِي الأجارع وسُهولة الارض، وورقها تافه، وعُودها كَذَلِك يُشبه عود الْقصب إِلَّا انه اطيلس، وَهِي شَجَرَة صدق، وزهرتها شَدِيدَة الْبيَاض، طيبَة الرّيح.
قَالَ أَبُو حنيفَة: يُحبها المَال كُله، وتطيب عَلَيْهَا البانه.
قَالَ: الغُريراء، كالغَرّاء.
وَإِنَّمَا ذكرنَا " الغريراء " لِأَن الْعَرَب تستعمله مُصغَّرا كثيرا.
والغِرْغِرُ: من عشب الرّبيع، وَهُوَ مَحْمُود. وَلَا ينبتٌ إِلَّا فِي الْجَبَل، لَهُ ورق نَحْو ورق الخزامًي، وزهرته خضراء، قَالَ الرَّاعِي:
كَأَن القَتُود على قارحٍ اطاع الربيعَ لَهُ الغِرْغِرُ
أَرَادَ: اطاع زمن الرّبيع.
واحدته: غِرْغِرَة.
والغِرْغر: دَجَاج الحَبشة. والغَرْغَرة، والتَّغَرْغرُ بِالْمَاءِ فِي الْحلق: أَن يَتردد فِيهِ وَلَا يُسيغه.
وتغرغرت عَيناهُ: تردد فيهمَا الدمع.
وغَرّ وغَرْغَر: جاد بَنفسه عِنْد الْمَوْت.
والغَرَغرُة: صَوت مَعَه بَحَحٌ.
والغرغرة: صَوت الْقدر إِذا غَلت، وَقد غَرغرت، قَالَ عَنترة:
إِذْ لَا تزالُ لكُم مُغَرْغرة تَغْلي وأعْلى لَونها صَهْرُ
أَي: حارُّ، فَوضع المَصدر مَوضِع الِاسْم، وَكَأَنَّهُ قَالَ: أَعلَى لَوْنهَا لونُ صَهر.
والغَرغرة: كًسْرٌ قَصَبَة الانف، وكَسر رَأس القارورة.
والغُرْغُرة: الحوصلة، وحكاها كرَاع بالقتح.
وملأت غَرَاغِرَك، أَي: جوفك.
وغَرَغره بالسكين: ذَبحه.
وغَرغره بالسِّنان: طعنه فِي حلقه.
والغَرْغرة: حكايةُ صَوت الرَّاعِي.
وغَرُّ: مَوضِع، قَالَ هميان بن قُحَافَة:
اقبلتُ امشي وبغَرٍّ كُورِي وَكَانَ غَرُّ مَنْزلَ الغَرورِ
والغَرّاء: فرس طريف بن تَمِيم، صفة غالبة.
والاغرُّ، أَيْضا: فرس ضُبيعة بن الْحَارِث.
والغَرّاء: فرسٌ بِعَينهَا.
والغَرّاء: موضعٌ، قَالَ معنُ بن أَوْس:
سَرتْ من قُرَى الغَرّاء حَتَّى اهْتدت لنا ودُوني حزابي الطَّوىّ فيَثْقُبُ
والغَرّير: فحلٌ من الْإِبِل.
وَهُوَ ترخيم تَصْغِير " اغر "، كَقَوْلِك فِي " احْمَد ": حُميد. وَالْإِبِل الغُرَيرية، منسوبة اليه، قَالَ ذُو الرمة:
حَراجيج ممّا ذَمَّرت فِي نتاجها بِنَاحِيَة الشَّحْر الغُرَير وشَدْقم
يَعْنِي أَنَّهَا من نتاج هذَيْن الفحلين، وَجعل " الغَرير " و" شدقما " اسْمَيْنِ للقبيلتين.
غَرّه يغُرّه غَرّاً وغُرُورا وغِرّة، الْأَخِيرَة عَن اللِّحياني، فَهُوَ مَغرور، وغَرير: خَدعه وأطعمه بِالْبَاطِلِ، قَالَ:
إِن امْرأ غره مِنْكُن وَاحِدَة بعدِي وبعدَكِ فِي الدُّنْيَا لمَغرورُ
أَرَادَ لمغرورٌ جدا، أَو: لمغرور جدّ مغرور، وحَقَّ مغرور، وَلَوْلَا ذَلِك لم يكن فِي الْكَلَام فَائِدَة، لِأَنَّهُ قد علم أَن كُل من غُرّ فَهُوَ مَغرور، فاي فَائِدَة فِي قَوْله " لمغرور "؟ إِنَّمَا هُوَ على مَا ذكرنَا وفسرنا.
واغْترّ هُوَ: قَبِل الغُرورُ.
وَأَنا غَرَرٌ مِنْك، أَي: مَغْرور.
وَأَنا غريرك من هَذَا، أَي: أَنا الَّذِي غَرّك مِنْهُ، أَي: لم يكن الْأَمر على مَا تُحب.
وَقَول طَرفة:
أَبَا مُنْذرٍ كَانَت غُروراً صَحيفتي وَلم أعطكم بالطَّوع مَالِي وَلَا عِرضْي
إِنَّمَا أَرَادَ: ذَات غرور، وَلَا يكون إِلَّا على ذَلِك، لِأَن الغُرور عَرَض، والصحيفة جَوْهَر، والجوهر لَا يكون عرضا.
والغَرُور: مَا غَرّك، من إِنْسَان أَو شيطانَ أَو غَيرهمَا، وَخص يَعْقُوب بِهِ الشَّيْطَان.
وَقَوله تَعَالَى: (ولَا يَغرنكم بِاللَّه الغَرور) ، قَالَ الزّجاج: وَيجوز " الغُرور " بِضَم الْغَيْن، وَقَالَ فِي تَفسيره: الغُرور: الأباطيل.
وَيجوز أَن يكون " الغُرور " جمع: غارّ، مثل: شَاهد وشهود، وقاعد وقعود.
والغَرُور: الدُّنيا، صفة غالبة.
والغَرير: الْكَفِيل.
وَأَنا غريرك مِنْهُ، أَي: أحذِّركه.
وغَرّر بِنَفسِهِ وَمَاله تغريرا وتَغِرّة: عَرَّضها للهلكة من غير أَن يُعرف.
وَالِاسْم: الغَرَر. والغُرّة: بَيَاض فِي الْجَبْهَة.
فرسٌ أغرّ وغَرّاء.
وَقيل: الأغَرُّ من الْخَيل: الَّذِي غُرته اكبر من الدِّرْهَم، وَقد وَسَطت جَبْهته، وَلم تُصب وَاحِدَة من العَينين، وَلم تَمِل على وَاحِدَة من الخدّين، وَلم تَسِلْ سُفْلاً، وَهِي افشى من القُرحة.
وَقَالَ بَعضهم: بل يُقال للأغر: أغَرُّ اقرح، لِأَنَّك إِذا قلت: اغرُّ، فلابد من أَنَّك تصف الغُرّة بالطول والعَرض والصِّغر والعِظم والدِّقة، وكلهن غُرَرٌ، فالغُرّة جامعةٌ لَهُنَّ، لِأَنَّهُ يُقَال: اغرُّ اقرح، واغر مُشَمْرَخُ الغُرة، وأغرّ شادخُ الْغرَّة، والاغر لَيْسَ بضَرب وَاحِد، بل هُوَ جنس جَامع لأنواع من قٌرحة وشِمراخ وَنَحْوهمَا، وغُرة الْفرس: البياضُ يكون فِي وَجهه، فَإِن كَانَت مُدورة فَهِيَ وتيرة، وَإِن كَانَت طَوِيلَة فَهِيَ شادخة.
وَعِنْدِي أَن الغُرة نفس القَدرْ الَّذِي يَشغله الْبيَاض من الْوَجْه لَا أَنه الْبيَاض.
والأغرُّ: الْأَبْيَض من كل شَيْء.
وَقد غَرّ وجهُة يَغَرّ، بِالْفَتْح، غَرَراً وغُرّة وغَرارة: صَار ذَا غُرة، أَو ابيض، عَن ابْن الْأَعرَابِي.
وَفك مرّة الْإِدْغَام لُيرِى أَن " غَرّ " فَعِل، فَقَالَ: غَرِرْتَ غُرة، فَأَنت أغرّ.
وَعِنْدِي أَن " غُرة " لَيْسَ بمصدر، كَمَا ذهب إِلَيْهِ ابْن الْأَعرَابِي هَاهُنَا، إِنَّمَا هُوَ اسْم، وَإِنَّمَا كَانَ حُكمه أَن يَقُول: غَرِرْتَ غَرَراً، على أَنِّي لَا أشَاحُّ ابْن الأعرابيّ فِي مثل هَذَا.
ورجلٌ اغر: كريمُ الْأَفْعَال واضحها، وَهُوَ على الْمثل.
وَقَول أم خَالِد الخَثعميّة:
ليشربَ مِنْهُ جَحْوشُ ويَشيمُه بعَيْني قُطاميٍّ أغرَّ شَامي
يجوز أَن تَعْنِي قطامياً ابيض، وَإِن كَانَ القطاميّ قلّما يُوصف بالأغرّ، وَقد يجوز أَن تَعْنِي عُنُقه، فَيكون كالاغر من الرِّجَال.
والاغر من الرِّجَال: الَّذِي أخذت اللِّحْيَة جَمِيع وَجهه إِلَّا قَلِيلا، كَأَنَّهُ غرَّة، قَالَ عَبيد بُن الابرص:
وَلَقَد تُزان بك المّجا لسٌ لَا أغرَّ وَلَا عُلاكِزْ وغُرة الشَّهر: ليلَة استهلال القَمر، لبياض أوّلها.
وَقيل: غُرة الْهلَال: طلعتُه.
وكل ذَلِك من الْبيَاض، يُقَال: كتبت غُرة شهر كَذَا، وَيُقَال: لثلاث لَيَال من الشَّهر الغرُرُ والغُرّ، وكل ذَلِك لبياضها وطلوع الْقَمَر اولها، وَقد يُقَال ذَلِك للايام.
وغُرة الْأَسْنَان: بياضُها.
وغَرَّر الغلامُ: طلع أول اسنانه، كَأَنَّهُ اظهر غرَّة اسنانه، أَي: بياضها.
وَقيل: هُوَ إِذا طلعت أول أَسْنَانه ورأيتَ غُرتها، وَهِي أول أَسْنَانه.
وغُرّة الْمَتَاع: خِيارُه وَرَأسه.
وَفُلَان غُرةٌ من غرر قومه، أَي: شرِيف من اشرافهم.
وَرجل اغر: شرِيف، وَالْجمع، غُرُّ وغُرّان، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:
ثيابُ بني عَوْف طهارَي نقِيةٌ واوجههم عِنْد المَشاهد غُرّان
وغُرة الكَرم: سرعَة بُسُوقه.
وغُرة الرَّجل: وَجهه.
وَقيل: طلعته وَوَجهه.
وكل شَيْء بدا لَك من ضَوء أَو صبح فقد بَدَت لَك غُرته.
ووجهٌ غرير: حَسن، وَجمعه، غُرّان.
والغِرّ، والغَرير: الشَّاب الَّذِي لَا تجربة لَهُ.
وَالْجمع: أغرّاء، وأغِرّة.
وَالْأُنْثَى غِرُّ، وغِرّة، وغَريرة.
وَقد غَرِرْتَ غرارةً.
والغار الغافل.
وَقد اغْترَّ.
وَالِاسْم مِنْهُمَا: الْغرَّة، وَفِي الْمثل: الغِرة تَجلب الدِّرة، أَي: الْغَفْلَة تجلب الرزق، حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي.
وعيش غرير: ابلد لَا يُفزع أَهله.
والغِرار: حدُّ الرُّمح وَالسيف والسهم.
وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الغراران: ناحيتا المِعْبلة خاصّة.
والغِرارُ: النومُ الْقَلِيل.
وَقيل: هُوَ الْقَلِيل من النّوم وَغَيره.
وَفِي حَدِيثه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا غرار فِي صَلَاة وَلَا تَسْلِيم "، أَي: لَا نُقْصَان.
قَالَ أَبُو عبيد: الغرار فِي الصَّلَاة: النُّقْصَان فِي ركوعها وسجودها وطهورها، وَأما الغرار فِي التَّسْلِيم فنراه أَن يَقُول لَهُ: سَلام عَلَيْك، أَو يرد فَيَقُول: وَعَلَيْك، وَلَا يَقُول: وَعَلَيْكُم.
وَقيل: لَا غِرار فِي الصَّلَاة وَلَا تَسْلِيم فِيهَا، أَي: لَا قَلِيل من النّوم فِي الصَّلَاة، وَلَا تَسْلِيم، أَي: لَا يسلمِّ المُصلِّي وَلَا يُسلَّم عَلَيْهِ.
وغارَّت النُاقة بلبنها تغارُّ غِرارا، وَهِي مُغارُّ: قل لَبنهَا، وَذَلِكَ عِنْد كراهيتها للْوَلَد وإنكارها الحالب.
وَيُقَال فِي التَّحِيَّة: تغارّ، أَي لَا تنقص، وَلَكِن قل كَمَا يُقَال لَك اورد، وَهُوَ أَن تمُر بِجَمَاعَة فتخص وَاحِدًا.
ولسُوقنا غِرارٌ، إِذا لم كن لمتاعها نَفاقٌ، كُله على الْمثل.
وَقَول أبي خرَاش:
فغارَرْنَ شَيْئا والدَّريسُ كَأَنَّمَا يُزَعزعه وَعْكٌ من المُوم مُرْدِمُ
قيل: معنى " غارَرْت ": تلبثْت.
وَقيل: تنّبهت.
وَولدت ثَلَاثَة على غِرار وَاحِد، أَي بَعضهم فِي إِثْر بعض، لَيْسَ بَينهم جَارِيَة.
والغِرار: المِثال الَّذِي تُضرب عَلَيْهِ النِّصال لتصلح.
والغِرارة: الجُوالق. وغَرّ الطَّائِر فرخه يَغْره غَراًّ: زقه.
والغَرُّ: اسْم مَا زَقّه بِهِ، وَجمعه: غُرورٌ.
وَقَالَ عَوْف بن ذوة، فاستْعمله فِي سير الْإِبِل:
إِذا احتسى يومَ هَجِير هَاتِف غرور عيديَاتهَا الخَوائِف
يَعْنِي أَنه أجهدها، فَكَأَنَّهُ احْتَسى تِلْكَ الغُرورَ.
والغُرّ: ضَرب من طَير المَاء اسود.
الْوَاحِدَة: غَراء، الذّكر وَالْأُنْثَى فِي ذَلِك سَوَاء.
والغُرّة: العَبْد أَو الامة، قَالَ الراجز:
كُلُّ قَتيل فِي كُلَيب غُرَّه حَتَّى ينَال القتلَ آل مُرّه
يَقُول: كُلهم لَيْسُوا بكُفء لكُلَيب، إِنَّمَا هم بِمَنْزِلَة العَبيد وَالْإِمَاء.
وكل كَسر مُتَثَنٍّ فِي ثوب أَو جلد، غَرُّ، قَالَ:
قد رَجَعَ المُلْك لُمستقرّه ولان جِلْدُ الأَرْض بعد غّرِّه
وَجمعه: غُرور.
والغُرُور فِي الفَخذين، كالأخاديد بَين الخَصائل.
وغُرور الْقدَم: خُطوط مَا تثنّى مِنْهَا.
وغَرُّ الظّهْر: تَثِنىُّ المتَن، قَالَ:
كأنّ غَرّ مَتنه إِذْ تَجْنُبه سَيْرُ صَناعٍ فِي خَريزٍ تَكْلُبهْ وغُرور الذراعين الاثناءُ الَّتِي بَين حِبالها.
والغَرّ: الشَّقّ فِي الأَرْض.
والغَرّ: نَهر دَقِيق فِي الأَرْض.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هُوَ النَّهر، وَلم يُعيّن الدَّقِيق وَلَا غَيره، وانشد: سَقِيّة غَرٍّ فِي الحِجال دُمُوج وَقَالَ أَبُو حنيفَة، الغَرّان: خَطَّان يكونَانِ فِي اصل العَيْر من جانِبَيه: قَالَ ابْن مقروم، وَذكر صائَداً:
فَأرْسل نافِذ الغَريَّن حَشْراً فَخَيّبه من الوَتر انقطاعُ
أَي: خيَبه انْقِطَاع من الْوتر.
والغرّاء: نَبت لاَ ينْبت إِلَّا فِي الأجارع وسُهولة الارض، وورقها تافه، وعُودها كَذَلِك يُشبه عود الْقصب إِلَّا انه اطيلس، وَهِي شَجَرَة صدق، وزهرتها شَدِيدَة الْبيَاض، طيبَة الرّيح.
قَالَ أَبُو حنيفَة: يُحبها المَال كُله، وتطيب عَلَيْهَا البانه.
قَالَ: الغُريراء، كالغَرّاء.
وَإِنَّمَا ذكرنَا " الغريراء " لِأَن الْعَرَب تستعمله مُصغَّرا كثيرا.
والغِرْغِرُ: من عشب الرّبيع، وَهُوَ مَحْمُود. وَلَا ينبتٌ إِلَّا فِي الْجَبَل، لَهُ ورق نَحْو ورق الخزامًي، وزهرته خضراء، قَالَ الرَّاعِي:
كَأَن القَتُود على قارحٍ اطاع الربيعَ لَهُ الغِرْغِرُ
أَرَادَ: اطاع زمن الرّبيع.
واحدته: غِرْغِرَة.
والغِرْغر: دَجَاج الحَبشة. والغَرْغَرة، والتَّغَرْغرُ بِالْمَاءِ فِي الْحلق: أَن يَتردد فِيهِ وَلَا يُسيغه.
وتغرغرت عَيناهُ: تردد فيهمَا الدمع.
وغَرّ وغَرْغَر: جاد بَنفسه عِنْد الْمَوْت.
والغَرَغرُة: صَوت مَعَه بَحَحٌ.
والغرغرة: صَوت الْقدر إِذا غَلت، وَقد غَرغرت، قَالَ عَنترة:
إِذْ لَا تزالُ لكُم مُغَرْغرة تَغْلي وأعْلى لَونها صَهْرُ
أَي: حارُّ، فَوضع المَصدر مَوضِع الِاسْم، وَكَأَنَّهُ قَالَ: أَعلَى لَوْنهَا لونُ صَهر.
والغَرغرة: كًسْرٌ قَصَبَة الانف، وكَسر رَأس القارورة.
والغُرْغُرة: الحوصلة، وحكاها كرَاع بالقتح.
وملأت غَرَاغِرَك، أَي: جوفك.
وغَرَغره بالسكين: ذَبحه.
وغَرغره بالسِّنان: طعنه فِي حلقه.
والغَرْغرة: حكايةُ صَوت الرَّاعِي.
وغَرُّ: مَوضِع، قَالَ هميان بن قُحَافَة:
اقبلتُ امشي وبغَرٍّ كُورِي وَكَانَ غَرُّ مَنْزلَ الغَرورِ
والغَرّاء: فرس طريف بن تَمِيم، صفة غالبة.
والاغرُّ، أَيْضا: فرس ضُبيعة بن الْحَارِث.
والغَرّاء: فرسٌ بِعَينهَا.
والغَرّاء: موضعٌ، قَالَ معنُ بن أَوْس:
سَرتْ من قُرَى الغَرّاء حَتَّى اهْتدت لنا ودُوني حزابي الطَّوىّ فيَثْقُبُ
والغَرّير: فحلٌ من الْإِبِل.
وَهُوَ ترخيم تَصْغِير " اغر "، كَقَوْلِك فِي " احْمَد ": حُميد. وَالْإِبِل الغُرَيرية، منسوبة اليه، قَالَ ذُو الرمة:
حَراجيج ممّا ذَمَّرت فِي نتاجها بِنَاحِيَة الشَّحْر الغُرَير وشَدْقم
يَعْنِي أَنَّهَا من نتاج هذَيْن الفحلين، وَجعل " الغَرير " و" شدقما " اسْمَيْنِ للقبيلتين.