[حلف] نه فيه: "حالف" بين قريش والأنصار، أي أخى بينهم. وفيه: لا "حلف" في الإسلام، أصله المعاقدة والمعاهدة على التعاضد والاتفاق، فما كان منه في الجاهلية على الفتن والقتال بين القبائل والغارات فذلك منهي عنه بالحديث، وما كان فيها على نصر المظلوم وصلة الأرحام كحلف المطيبين ونحوه فورد فيه: وأيما حلف كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدة، وقد يجمع بأن الأمر كان قبل الفتح والنهي بعده، وكان صلى الله عليه وسلم وأبو بكر من المطيبين، وكان عمر من الأحلاف، والأحلاف ست قبائل: عبد الدار وجمح ومخزوم وعدي وكعب وسهم، سموا به لأنهم لما أرادت بنو عبد مناف أخذ ما في أيدي عبد الدار من الحجابة والرفادة واللواء والسقاية وأبت عبد الدار عقد كل قوم على أمرهم حلفاً مؤكداً على أن لا يتخاذلوا، فأخرجت بنو عبد مناف جفنة مملوءة طيباً فوضعتها لأحلافهم وهم أسد وزهرة، ويتم في المسجد عند الكعبة، ثم غمس القوم أيديهم فيها وتعاقدوا فسموا "المطيبين" وتعاقدت بنو عبد الدار وحلفاؤها حلفاً آخر مؤكداً فسموا "الأحلاف" لذلك. ومنه ح ابن عباس: وجدنا ولاية المطيبي خيراً من ولاية "الأحلافي" يريد أبا بكر وعمر. ومنه: لما صاحت الصائحة على عمر قالت: وأسيد "الأحلاف" قال ابن عباس: نعم والمحلف عليهم، يعني المطيبين. وفيه: من "حلف" على يمين فرأى غيرها خيراً منها، الحلف هو اليمين، وأصلهما العقد بالعزم والنية، فخالف بين اللفظين تأكيداً لعقده وإعلاماً أن لغو اليمين لا ينعقد تحته.
ومنه ح حذيفة: قال له جندب: تسمعني "أحالفك" منذ اليوم وقد سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تنهاني، هو أفاعل من الحلف: اليمين. وفي ح الحجاج: ما أمضى جنانه و"أحلف" لسانه، أي ما أمضاه وأذربه، من قولهم: سنان حليف، أي حديد ماض. وفيه: أنا الذي في "الحلفاء" أي أنا الأسد لأن مأواه الأجام، ومنابت الحلفاء وهو نبت معروف، وقيل: قصب لم يدرك، والحلفاء واحد يراد به الجمع، وقيل: واحدتها حلفاة. ك: إذن "يحلف" بالنصب. وح: أن بني كنانة "حالفت" قريشاً، أي قاسمت. وولى من الذل أي "لم يحالف" أحداً أي لم يوال الصداق من أجل مذلة يدفعها بموالاته. وح: "لا تحلفوا" بآبائكم، لأنه تعظيم لا يليق بغيره تعالى، وكذا غير الآباء، ونحو وأفلح وأبيه كلمة تجري على اللسان عموداً للكلام وزينة له، لا يقصد به اليمين، ولله سبحانه أن يقسم بما شاء من مخلوقاته تنبيهاً على شرفه. وح: من "حلف" بملة غير الإسلام كاذباً فهو كما قال، أي كاذباً في تعظيم تلك الملة، أو في المحلوف عليه. وفيه: أن الذم لكونه معظماً لها فيستوي فيه كونه صادقاً وكاذباً فيه فهو كما قال أن يحكم عليه بما نسبه لنفسه، وظاهره الكفر بمجرد القول، ويحتمل أن يعلق بالحنث. ن: غير الإسلام كقوله هو يهودي أو نصراني إن كان كذا، واللات والعزى، وكاذب بيان للواقع، لأنه لابد أن يكون معظماً لما حلف به، فإن اعتقد تعظيمه كفر وكذب، وإلا كذب لصورة التعظيم. و"الحليفين" أي المتحالفين أسد وغطفان. وح: إن ابن عمر "حلف" أن ابن صياد الدجال، فيه الحلف بالظن واتفق عليه أصحابنا حتى لو رأى بخط أبيه أن له عند فلان كذا وغلب ظنه به جاز له الحلف عليه. و"بالحلف" الفاجر، بكسر اللام وسكونها، وتخصيصها بالعصر لشرفه باجتماع ملائكة الليل والنهار. ط: لا تحدثوا "حلفا" في الإسلام، هو بكسر حاء وسكون لام العهد أي لا تحدثوه بأن يرث بعضكم بعضاً وأن تفتتنوا بين القبائل، وما كان على
نصر المظلوم وصلة الأرحام فلم يزده الإسلام إلا شدة. ج: بجريدة "حلفائك" جمع حليف، وهو من يحلف لك وتحلف له على التناصر، قوله: فهو كما قال، أي من الكفر وغيره، حمله الترمذي على التغليظ، وعند أبي حنيفة فيه الكفارة، وعند الشافعي ليس يميناً ولا كفارة فيه. ح: من "حلف" باللات والعزى فليقل: لا إله إلا الله، فيه أنه لا يلزمه الكفارة بل الإنابة والاستغفار.