[حيا] نه فيه: "الحياء" من الإيمان، لأن المستحيي ينقطع بحيائه عن المعاصي وإن لم يكن له تقية كالإيمان يقطع عنها، وجعله بعض الإيمان لأنه ينقسم إلى ائتمار وانتهاء فالانتهاء بعضه. ك: يعظ أخاه في "الحياء" لأنه كان كثير الحياء وكان يمنعه من استيفاء حقوقه فيقول: لا تستحي. وفيه: "الحياء" شعبة من الإيمان، لأنه كالداعي إلى سائر الشعب إذا الحيي يخاف فضيحة الدنيا والآخرة، وورد مرفوعاً: ولكن "الاستحياء" من الله حق "الحيا" أن تحفظ الرأس وما وعي والبطن وما حوى، وتذكر الموت والبلى، واختلف في أن عدد الشعب يراد به حقيقته أو التكثير، والمراد بها أركان الكامل من الإيمان. وفيه: فإن "الحياء" لا يأتي إلا بخير، فإن قيل: قد يستحيي أن يواجه بالحق من يعظمه أو يحمله الحياء على الإخلال ببعض الحقوق، قلت: هو عجز لا حياء، والحكمة مر بيانها، والوقار الحلم والرزانة، والسكينة الدعة والسكون، وإنما غضب عمران لأن الحجة إنما هو في الحديث لا في كتب الحكمة لأنه لا يدري ما حقيقتها ولا يعرف صدقها. وفيه: إنك لتستحيي
بياءين وبياء فإذا جزم يجوز أن يبقى بلا ياء. وفيه: إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا "لم تستحي" فاصنع ما شئت، الناس بالرفع أي مما أدركه الناس، أو بالنصب أي مما بلغ الناس، ومن كلام النبوة الأولى، أي مما اتفق عليه الأنبياء ولم ينسخ في شريعة لأنه أمر أطبقت العقول على حسنه، والشرطية اسم إن بتقدير القول، أو خبره بتأويل من للبعضية، واصنع أمر بمعنى الخبر، أو أمر تهديد، أي اصنع ما شئت فإن الله مجزيك، أو معناه انظر إلى ما تريد فعله فإن كان مما لا تستحي منه فافعله وإلا فدعه، أو إنك إذا لم تستحي من الله بأن كان ذلك مما يجب أن لا يستحيي منه بحسب الدين فافعله، أو هو لبيان فضيلة الحياء يعني لما لم يجز صنع ما شئت لم يجز ترك الحياء. ط: وقيد النبوة بالأولى إشعاراً باستحسان أولهم وآخرهم، واصنع إما بمعنى الخبر أي إذا لم يمنعك الحياء فعلت ما تدعو إليه نفسك من القبيح، أو بمعنى إن أراد أن يعمل الخير فيدعه حياء من الناس كأنه يخاف مذهب الرياء، فلا يمنعك الحياء من المضي لما أردت، وهذا نحو إذا جاء الشيطان وأنت تصلي فقال: إنك ترائي، فرده. نه: إذا "لم تستحي" فاصنع ما شئت، يقال: استحيي يستحيي واستحى يستحي، والأول أعلى وأكثر، أي إذا لم تستحي من العيب ولم تخش العار مما تفعله فافعل ما تحدثك به نفسك من أغراضها حسناً أو قبيحاً، فاصنع للتهديد، وفيه إشعار بأن الرادع عن المساوي هو الحياء فإذا انخلع عنه كان كالمأمور بارتكاب كل ضلالة. ط وفيه: "حيي" ستير، بكسر أولى الياءين مخففة ورفع الثانية مشددة أي الله تعالى تارك للقبائح ساتر للعيوب والفضائح، وهو تعريض للعباد وحث لهم على تحري الحياء. وفيه: أربع من سنن المرسلين "الحياء" والتعطر، هو بحاء مهملة وبتحتية يعني به ما يقتضي الحياء من الدين كستر العورة وترك الفواحش ونحوها، لا الجبلي نفسه فإن جميع الناس فيه مشترك، وروى: الحناء، بمهملة ونون مشددة وهو ما يخضب به، ولعله تصحيف لأنه يحرم على الرجل خضاب اليد
والرجلين، وأما خضاب اللحية فلم يكن من قبل نبينا صلى الله عليه وسلم بل صار سنة من فعل نبينا فلا يصح إسناده إلى المرسلين، وروى: الختان، بمثناة فوق بعد معجمة وهو من سنهم. وفيه: "محياي" ومماتي لله، أي ما أتيه في حياتي وأموت عليه من الإيمان والعمل الصالح لله خالصاً له. وفيه: "المحيا محياكم" أي أحيي في بلدكم كما تحيون وإذا توفيت توفيت في بلدكم كما تتوفون، لا أفارقكم حياً ولا ميتاً، قوله: إني عبد الله ورسوله، أي العبودية والرسالة تقتضيان عدم الفراق لا الميل إلى الأقارب والأوطان على ما جبل عليه البشر، غلا ضنا أي شحا بأن يفوتنا ما أنعم الله علينا. نه: "المحيا" مفعل من الحياة ويقع على المصدر والمكان والزمان. ك: وأما الآخر "فاستحيي" أي ترك المزاحمة حياء من الرسول صلى الله عليه وسلم ومن أصحابه، أو من الذهاب من المجلس "فاستحيي" الله منه، بأن رحمه ولم يعاقبه وهو مشاكلة. وفيه: لا يتعلم العلم مستحي، بسكون حاء وبياءين ويجوز بياء ولا نافية وناهية. وفيه: إن الله "لا يستحيي" من الحق، أي لا يأمر بالحياء فيه. وفيه: ثم "يحيي" أو يخير، يحي أي يسلم إليه الأمر، أو يملك في أمره، أو يسلم عليه تسليم الوداع، ويخير عطف على يحيي أو يرى. نه: من "أحيا" مواتاً فهو أحق به، الموات أرض لم يجر عليها ملك أحد، وإحياؤها مباشرتها بتأثير شيء فيها من إحاطة أو زرع أو عمارة ونحو ذلك تشبيهاً بإحياء الميت. منه ح: "أحيوا" ما بين العشاءين، أي أشغلوه بالصلاة والعبادة ولا تعطلوه فتجعلوه كالميت، وقيل: أراد لا تناموا فيه خوفاً من فوت العشاء، والمراد المغرب والعشاء. ك: شد مئزره "وأحيا" أي ترك نومه الذي هو أخو الموت، أو قيامه كإحيائه كيحي الأرض بعد موتها. نه وفيه: يصلي العصر والشمس "حية" أي صافية اللون لم يتغير، جعل مغيبها موتاً. وفيه: إن الملائكة قالت لآدم: "حياك" الله وبياك، أي أبقاك الله، من الحياة أو من
استقبال المحيا وهو الوجه، أو ملكك وفرحك، أو سلم عليك من التحية: السلام- أقوال. ومنه: "التحيات" لله، تفعلة من الحياة ومر في التاء. ك: أي أنواع التعظيم له؛ والصلوات أي المفروضة لله لا يقصد بها غيره رئاء، أو العبادات كلها، أو أنواع الرحمة؛ والطيبات أي الصالحة للثناء بها على الله دون ما لا يليق به، أو ذكر الله أو الأقوال الصالحة؛ قوله: كنا نقول: التحية، هو بالرفع مبتدأ، خبره في الصلاة، وبالنصب لأنه جملة معنى، ونسمي أي نقول: السلام على جبرئيل وميكائيل. ط: هي تفعلة من الحياة بمعنى الإحياء والتبقية. وفيه: تمام "تحياتكم" المصافحة، هو بيان لقصد الأمور لا نهي عن الزيادة والنقصان. ش: "حياه" الله، أي أحياه وعمره. نه وفيه: اسقنا غيثاً مغيثاً و"حيا" هو بالقصر، لإحيائه الأرض، وقيل: الخصب وما يحيي به الناس. ومنه ح القيامة: يصب عليهم ماء "الحيا" والمشهور: الحياة. ك: أي الماء الذي من شربه أو صب عليه لم يمت أبداً. وفيه: فيلقون بضم تحتية في نهر "الحيا" أو "الحياة" هو نهر من غمس فيه حيي. وفيه: عين "الحياة" هو المشهور بين الناس بماء الحياة وعين الحيوان قيل وليس بثبت، وإن كان محفوظاً فذلك من خلق الله، قال: وفي دخول الحوت في العين دليل أنه كان حياً قبل دخوله في العين، وفيه نظر إذ لا يحتاج ح إلى العين، قوله: دخل العين وهو حي، غير مسلم وإنما أصاب الحوت من ماء تلك العين فتحرك. وفيه: ليعذب ببكاء "الحي" وهو مقابل الميت، أو القبيلة لما في الأخرى ببكاء أهله. نه ومنه: لا أكل السمين حتى "يحي" الناس من أول ما "يحيون" أي حتى يمطروا ويخصبوا فإن المطر سبب الخصب، أو هو من الحياة لأن الخصب سببها. وفيه: كره من الشاة الدم، والمرارة، و"الحياء" والغدة، والذكر، والأنثيين، والمثانة؛ هو بالمد الفرج من ذوات الخف والظلف،
وجمعه أحيية، وفي ح البراق: فدنوت منه لأركبه فأنكرني "فتحيا" مني، أي انقبض وانزوى، وهو إما من الحياء لأن الحيي ينقبض، أو أصله تحوى أي تجمع فقلبت ياء، أو من الحي الجمع. وفيه: "حي" على الصلاة، أي هلموا إليها وأقبلوا وتعالوا مسرعين. ومنه: إذا ذكر الصالحون "فحي" هلا بعمر، أي ابدأ به واعجل بذكره وهو حث واستعجال. ك: كلمة مركبة من "حي" وهلا، ويقال بتنوين وعدمه، وجاز بسكون لام، وجاء متعدياً بنفسه وبالباء وبإلى وعلى، ويستعمل حي وحده بمعنى أقبل، وهلا وحده. وفيه: سمعت "الحي" يتحدثون أي القبيلة التي أنا فيها. ج: "حي" بمعنى هلم، وهلا بمعنى عج. نه وفيه: إن الرجل ليسأل عن كل شيء حتى عن "حية" أهله، أي عن كل نفس حية في بيته كالهرة وغيرها. غ: "في القصاص "حيوة"" إذا علم أنه يقتص به كف. و"لما يحييكم" بالعلم، و"لهى "الحيوان"" أي فيها الحياة الباقية، والاستحياء الاستبقاء. مد: "ومن أحياها" بالإنقاذ من فتل أو غرق أو حرق أو هدم.
بسم الله الرحمن الرحيم