هيد وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه قيل لَهُ فِي الْمَسْجِد: يَا رَسُول الله هِدْه فَقَالَ: بل عرش كعرش مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام. قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله: هِدْه كَانَ سُفْيَان بْن عُيَيْنَة يَقُول: مَعْنَاهُ أصلحه وتأويله كَمَا قَالَ وَأَصله أَن يُرَاد لَهُ الْإِصْلَاح بعد الْهدم وكل شَيْء حركته فقد هِدْتَه تَهِيده هَيدا فَكَأَن الْمَعْنى أَنه يهدم ثمَّ يسْتَأْنف بِنَاؤُه ويصَلح. وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه قَالَ: من
هيد وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث الْحسن بن [أبي] الْحسن الْبَصْرِيّ مَا من أحدٍ عَمِلَ لله عزّ وجلّ عملا إِلَّا سَار فِي قلبه سورتان فَإِذا كَانَت الأولى مِنْهُمَا لله تَعَالَى فَلَا تَهيدَنَّه الْآخِرَة. [قَوْله: لَا تَهِيدَنَّه -] يَقُول: لَا تُصَرِّفَنَّه عَن ذَلِك وَلَا تُزِيلنَّه يُقَال مِنْهُ: هِدْتُ الرجلَ أهيدُه هَيْداً وهادًا إِذا زَجَرْتَه عَن الشَّيْء وصرفته عَنهُ [قَالَ أَنْشدني الْأَحْمَر: (الْبَسِيط)
حَتَّى استقامَتْ لَهُ الْأَعْنَاق طَائِعَة ... فَمَا يُقال لَهُ هَيْدٌ وَلَا هادِ
قَوْله: هيدِ وَلَا هادِ خفض فِي مَوضِع رفع وَهَذَا على الْحِكَايَة كَقَوْلِك صَهٍ صَهْ وغاقٍ وغَاقِ وَنَحْوه وَقد يرْوى بِالرَّفْع وَهُوَ جَائِز وَمَعْنَاهُ لَا يمْنَع من شَيْء. ونرى أَن حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام من هَذَا حِين قيل لَهُ فِي الْمَسْجِد: يَا رَسُول الله هِدْه فَقَالَ: بل عرش كعرشِ مُوسَى كَانَ سُفْيَان بن عُيَيْنَة فِيمَا بَلغنِي عَنهُ يَقُول: معنى هِدْهُ أصْلحْه وَهَذَا معنى الحَدِيث الآخر كَمَا قَالَ سُفْيَان وَلكنه إصْلَاح بعد هدم الأول إِنَّمَا هُدَّه أَي أزِلْ هَذَا عَن مَوْضِعه وابْنِ غَيْرَهُ وَالَّذِي أَرَادَ الْحسن بقوله: فَلَا تَهيدَنَّه الآخرةُ يَقُول: إِذا صحّت نِيَّته فِي أول مَا يُرِيد الْأَمر من البرّ فَعرض لَهُ الشَّيْطَان فَقَالَ: إِنَّك تُرِيدُ بِهَذَا الرِّياءَ فَلَا يمنعنَّه ذَلِك من الْأَمر الَّذِي تقدَّمت فِيهِ نِيَّته. وَهَذَا شَبيه بِالْحَدِيثِ الآخر: إِذا أَتَاك الشَّيْطَان وَأَنت تصلي فَقَالَ: إِنَّك ترائي فزدها طولا.
حَتَّى استقامَتْ لَهُ الْأَعْنَاق طَائِعَة ... فَمَا يُقال لَهُ هَيْدٌ وَلَا هادِ
قَوْله: هيدِ وَلَا هادِ خفض فِي مَوضِع رفع وَهَذَا على الْحِكَايَة كَقَوْلِك صَهٍ صَهْ وغاقٍ وغَاقِ وَنَحْوه وَقد يرْوى بِالرَّفْع وَهُوَ جَائِز وَمَعْنَاهُ لَا يمْنَع من شَيْء. ونرى أَن حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام من هَذَا حِين قيل لَهُ فِي الْمَسْجِد: يَا رَسُول الله هِدْه فَقَالَ: بل عرش كعرشِ مُوسَى كَانَ سُفْيَان بن عُيَيْنَة فِيمَا بَلغنِي عَنهُ يَقُول: معنى هِدْهُ أصْلحْه وَهَذَا معنى الحَدِيث الآخر كَمَا قَالَ سُفْيَان وَلكنه إصْلَاح بعد هدم الأول إِنَّمَا هُدَّه أَي أزِلْ هَذَا عَن مَوْضِعه وابْنِ غَيْرَهُ وَالَّذِي أَرَادَ الْحسن بقوله: فَلَا تَهيدَنَّه الآخرةُ يَقُول: إِذا صحّت نِيَّته فِي أول مَا يُرِيد الْأَمر من البرّ فَعرض لَهُ الشَّيْطَان فَقَالَ: إِنَّك تُرِيدُ بِهَذَا الرِّياءَ فَلَا يمنعنَّه ذَلِك من الْأَمر الَّذِي تقدَّمت فِيهِ نِيَّته. وَهَذَا شَبيه بِالْحَدِيثِ الآخر: إِذا أَتَاك الشَّيْطَان وَأَنت تصلي فَقَالَ: إِنَّك ترائي فزدها طولا.